سلسلة الآداب الإسلامية (1)
آداب النوم والاستيقاظ
إعداد وترتيب
محمد حسن يوسف
مراجعة وتقديم
الشيخ الدكتور / محمد يسري
مكتبة التوحيد
إهداء
إلى روح أبي ...
طيب الله ثراه وجعل الجنة مثواه ... وأسال الله العظيم أن يتغمده برحمته ...
وإذا كانت دعوة المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب مستجابة، لحديث أَبِي الدَّرْدَاءِ ( قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (: مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو ِلأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إَِّلا قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ. ] صحيح مسلم، 2732(86) [
فأرجو منك أن تدعو له بالرحمة وغفران الذنوب ...اللهم آمين
محمد حسن
__________________________________________________________________________________________وحي اليه بشرع وأُمر بتبليغه، والنبي من أُوحقظته.ق باتباع سنة خير ولد عدنان. __________________
جميع حقوق الطبع محفوظة للمؤلف
الناشر : المؤلف
هاتف: 2876150 - 6830510/010
رقم الإيداع: 16475/2003
بسم الله الرحمن الرحيم
( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (
] آل عمران: 31 [
عَنْ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: اتَّخَذَ النَّبِيُّ ( خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَاتَّخَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَ مِنْ ذَهَبٍ. فَقَالَ النَّبِيُّ (: إِنِّي اتَّخَذْتُ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَنَبَذَهُ، وَقَالَ: إِنِّي لَنْ أَلْبَسَهُ أَبَدًا! فَنَبَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَهُمْ. ] صحيح البخاري، 7298 [
تقديم
الحمد لله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، سبحانه تنَّزه عن السِنة والنوم، وتلك آية كماله. كتب على عباده النوم رحمة بهم، وجعله من جملة نعمائه، قال سبحانه: ( وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ( ] الروم: 23 [.(1/1)
وصلى الله وسلم وبارك على صفوة أوليائه، وخاتم أنبيائه، وغرة أصفيائه، نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله، وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد،
فإن موضوع هذه الرسالة على بساطته لمن الأهمية بمكان، وإن صفحاتها على وجازتها لتنطق بإتباع سنة خير ولد عدنان. ولقد قلبت أوراقها لأعين أخي الكاتب الكريم بفائدة أو لأنبهه على مسألة، فوجدتني أقف على ما يدهش العقول، وينعش القلوب، ويزكي الأعمار، فهنيئاً لمن كان صحوه ومنامه لله، وطوبى لمن احتسب في نومته من الخير كما يحتسب في يقظته.
وما أحسب هذه الرسالة إلا تنبيهاً وتذكيراً وتفسيراً وبياناً لبعض معنى قول الحق تبارك وتعالى: ( قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * َلا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ( ] الأنعام: 162-163 [. وفق الله الطائعين، وأنار سبيل المتبعين، وسلام على المرسلين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وكتب
أبو عبد الله
د. محمد يسري
مقدمة الطبعة الالكترونية
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
وبعد ... فلعل المتأمل في واقع المسلمين اليوم يهوله ما أصبح عليه حال أخلاقهم وسلوكهم. وبالطبع فهي تتنافى مع آداب الدين الحنيف التي جاء بها رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه. ولعل هذا كان هو الدافع الأساسي وراء بحثي لمعرفة الآداب الإسلامية الصحيحة من واقع القرآن الكريم والسنة المطهرة.(1/2)
وقد شرعت بعد استخارة الله تعالى في الكتابة عن منظومة الآداب الإسلامية، مبتدئا بآداب النوم والاستيقاظ في الإسلام. والمتأمل في هذه الآداب يستشعر روعة هذا الدين الحنيف، الذي لم يترك شاردة ولا واردة في حياة البشر إلا وقد تناولها بالتنظيم والتهذيب.
ولكن ما هو السبب في هذه الفجوة الكبيرة التي يلحظها الدارس لهذا الموضوع؟ وبمعنى آخر ما هو السبب وراء الانحراف السلوكي والقيمي للمسلمين اليوم، رغم وجود منظومة قويمة للآداب في الإسلام كان يجب أن ينضووا تحت لوائها ويعملوا بمتضاها؟
للإجابة على هذا السؤال، تعالوا بنا نستعرض الموضوع من البداية. كان المسلمون يتمتعون بسيادة العالم طوال اثني عشر قرنا من الزمان. إلى أن دار الزمان دورته، ثم فوجئوا بالغزو الصليبي الغربي لديارهم، نتيجة لعوامل عديدة، لعل من أهمها التخلف العقدي الذي أفرز التخلف العلمي. وفي ظل غياب المسلمين عن دينهم، وبسبب تخلفهم العلمي الممتد في جميع مستويات حياتهم، فقد حدث نوع ما من الانبهار مصحوبا بانهيار نفسي شديد أمام نمط الحضارة الغربية التي رأوها أمام أعينهم. فكان هذا هو السبب وراء سعيهم لاستيراد النظم الهشة والخاوية من الشرق والغرب، ووراء انبهارهم بما في أيدي غيرهم، حتى ولو كان تافها.
ونحن نعرف أن النمط الغربي يقوم على أن يعمل الفرد طوال ساعات النهار، ثم يطلق بعد ذلك العنان للتمتع بشهواته بقية يومه - أي طوال ليله. ولكن لأن المسلمين يعيشون فترة خواء ديني، امتدت لتشمل جميع مناحي حياتهم، فقد قاموا بنقل نمط المعيشة بصورة مكررة لما في أيدي غيرهم، دون إضفاء الصبغة الخاصة بالإسلام عليها، فأصبح الواقع الذي نعيشه الآن هو فقدان هويتنا الإسلامية التي كانت سببا في تقدمنا طوال القرون الماضية التي كان الإسلام قويا سائدا فيها.(1/3)
وفي موضوع سلوكيات النوم والاستيقاظ على وجه الخصوص، وهو موضوع بحثنا، نجد أن النمط السائد الآن في حياة المسلمين يعتوره الخلل من زاويتين: الكم والكيف.
أما من حيث الكم، فلأن المسلمين يعتقدون أنه لابد من النوم لمدة ثماني ساعات يوميا، مع أن الأجسام تختلف، فالبعض يكفيه مدد تقل عن ذلك. ولنا في سلف الأمة خير مثال على ذلك. فبعضهم كانوا ينامون أربع ساعات فقط في اليوم. بل هناك من لم يمس جنبه الأرض لمدة عامين، وأعني بذلك الإمام النووي، صاحب كتاب رياض الصالحين الذي لا يكاد يخلو بيت مسلم منه، وإنما كان يجلس بين كتبه، فإذا غلبه النوم غفا لفترة وجيزة ثم قام وأكمل بحوثه.
وأما من حيث الكيف، نجد مثلا أن الإسلام يحض على نوم الفرد مبكرا لكي يستيقظ مبكرا حتى يتمكن من إقامة صلاة الليل ثم الذهاب إلى صلاة الفجر. وأن الإسلام يحض على عدم النوم بعد الفجر، بل يحث في ذلك الوقت على التحرك للسعي وراء الرزق، لأن رزق الأمة المسلمة جُعل في بكورها ... لو علم المسلمون هذا وأيقنوا به، لكان ينبغي عليهم أن يصبغوا حياتهم بهذه الصبغة، ولحرصوا على تنفيذها لكي تصبح حقيقة واقعة.(1/4)
ولو كان الأمر كذلك، لكان من الواجب أن ترى ثمار ذلك في حياة المسلمين. فتكون مواعيد العمل والمدارس وجميع مناحي الحياة مرتبطة بصلاة الفجر، بدلا من كونها مواعيد ثابتة مقررة سلفا لا تعتمد على مواقيت الصلاة، لدرجة أنك تجد معظم الهيئات تنهي فترة عملها في موعد إقامة صلاة العصر، مما يضيع هذه الصلاة على الموظفين. ولكان حرص معظم الأطباء مثلا على أن تكون مواعيد عياداتهم خلال ساعات النهار بدلا من السهر إلى منتصف الليل يوميا. ولكان حرص وسائل الإعلام المسموعة والمرئية على أن تنهي فترة إرسالها بعد صلاة العشاء، على أن تعاود الافتتاح بعد صلاة الفجر. ولكان حرص جميع الهيئات على أن تنهي مواعيد العمل في وقت يتمكن معه الموظفون والمتعاملون من ممارسة نوم القيلولة التي حث رسولنا الكريم ( عليها.
وهكذا نجد أن سلوكيات النوم والاستيقاظ، على الرغم مما قد تبدو لأول وهلة، ترتبط ارتباطا وثيقا بمنظومة الآداب الإسلامية، وتؤثر تأثيرا قويا في نمط معيشة الأمة المسلمة ككل، وتعطيها طابعها المتفرد بها.
اسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يردنا إلى دينه ردا جميلا. وأن يستعملنا لنصرة دينه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وكتب
محمد حسن يوسف
8 صفر 1425 هـ
molamiaa@yahoo.ca
مقدمة
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ( ] آل عمران: 102[.(1/5)
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ( ] النساء: 1[.
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ( ] الأحزاب: 70-71 [.
وبعد، فإن النوم يستأثر بنحو ثلث حياة المرء، إذ يتراوح نومه حول ثماني ساعات في اليوم. فإذا استطاع أن يكون في نومه مقتديا بهدي الرسول ( من أفعال وأقوال، فإن هذا الوقت الطويل يعود عليه حينئذ بالنفع، إذ يثاب عليه من الله سبحانه وتعالى. والمرء الذكي هو من يستطيع أن يحوّل عاداته إلى عبادات.
ونحاول في هذه الورقات أن نشرح أحوال النبي ( في نومه وحين يقظته. وإن من نعم الله عز وجل علينا أن أطلعنا على ما كان النبي ( يفعله في الليل، وذلك عن طريق صحابته وبصفة أخص زوجاته رضوان الله عليهم جميعا. ولعل هذا من أكبر الحكم في كثرة تعدد زوجات النبي (، فإنه مات عن تسع نسوة. وأمرهن تعالى بأن يذكرن ما كان يفعله النبي ( في بيوتهن لتعليم الناس الخير وإرشادهم إلى فعله، فقال عز من قائل: ( وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ( ] الأحزاب: 34[. قال القرطبي في تفسيره: " فأمر الله سبحانه وتعالى أن يخبرن بما ينزل من القرآن في بيوتهن، وما يرين من أفعال النبي ( ويسمعن من أقواله، حتى يُبلِّغن ذلك إلى الناس، فيعملوا ويقتدوا ".(1/6)
اسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن ينفعني وإياكم بما ذكرت، وأن يجعله حجة لنا لا علينا، وأن يجعل ذلك في موازين حسناتنا، وأسأله أن يكون هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وكتب
محمد حسن يوسف
23 جمادى الأولى 1424 هـ
(1) آداب النوم
النوم هو رحلة للروح تعرج فيها إلى السماء حيث يقبضها الله إليه. ويضرب الله لنا مثل الموت والبعث كمثل النوم والاستيقاظ حتى يقرّب المعنى إلى عقولنا. فيقول تعالى: ( اللَّهُ يَتَوَفَّى اْلأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ اْلأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ( ] الزمر: 42 [. قال ابن كثير في تفسيره: يخبر الله تعالى عن نفسه الكريمة بأنه المتصرف في الوجود بما يشاء، وأنه يتوفى الأنفس الوفاة الكبرى بما يرسل من الحفظة الذين يقبضونها من الأبدان والوفاة الصغرى عند المنام. وقال بعض السلف: يقبض أرواح الأموات إذا ماتوا، وأرواح الأحياء إذا ناموا، فتتعارف ما شاء الله تعالى أن تتعارف. ثم يمسك التي قضى عليها الموت، أي التي قد ماتت، ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى، أي إلى بقية أجلها.(1/7)
كما قال تبارك وتعالى: ( وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ( ] الأنعام: 60 - 61 [ . قال ابن كثير في تفسيره: يقول تعالى إنه يتوفى عباده في منامهم بالليل، وهذا هو التوفي الأصغر. فذكر في هذه الآية الوفاتين الكبرى والصغرى. وهكذا ذكر في هذا المقام حكم الوفاتين الصغرى ثم الكبرى.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه لرياض الصالحين ( الجزء الثاني، ص: 654 ): فهذا النوم من آيات الله عز وجل، تأتي القوم مثلا في حجرة أو في سطح أو في بر، وهم نيام كجثث موتى لا يشعرون بشيء، ثم هؤلاء القوم يبعثهم الله عز وجل. ثم إن الإنسان يعتبر بالنوم اعتبارا آخر، وهو إحياء الأموات بعد الموت. فإن القادر على رد الروح حين يصحو الإنسان ويستيقظ ويعمل عمله في الدنيا، قادر على أن يبعث الأموات من قبورهم، وهو على كل شيء قدير.
وقد أرشد رسول الله ( إلى عدة آداب للنوم، نوجزها فيما يلي:
أولا- كراهة النوم قبل العشاء والحديث بعدها
]1[ عَنْ أَبِي بَرْزَةَ ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ( كَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَ الْعِشَاءِ وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا. ] صحيح البخاري، 568 [.
شرح الحديث: قال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري ( الجزء الثاني، ص: 87 ): وذلك لأن النوم قبلها قد يؤدي إلى إخراجها عن وقتها مطلقا، أو عن الوقت المختار، والسمر بعدها قد يؤدي إلى النوم عن الصبح أو عن وقتها المختار أو عن قيام الليل. وكان عمر بن الخطاب يضرب الناس على ذلك ويقول: " أسمرًا أول الليل ونومًا في آخره "؟(1/8)
]2[ وعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ (، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( يَسْمُرُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ فِي اْلأَمْرِ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ، وَأَنَا مَعَهُمَا. ] صحيح / صحيح سنن الترمذي للألباني، 169 [.
قال الترمذي في السنن: وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ( وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ فِي السَّمَرِ بَعْدَ صَلاَةِ الْعِشَاءِ اْلآخِرَةِ: فَكَرِهَ قَوْمٌ مِنْهُمُ السَّمَرَ بَعْدَ صَلاَةِ الْعِشَاءِ، وَرَخَّصَ بَعْضُهُمْ إِذَا كَانَ فِي مَعْنَى الْعِلْمِ وَمَا لاَ بُدَّ مِنْهُ مِنَ الْحَوَائِجِ. وَأَكْثَرُ ( أهل ) الْحَدِيثِ عَلَى الرُّخْصَةِ.
شرح الحديث: قال المباركفوري في تحفة الأحوذي ( الجزء الأول، ص: 381 ): واحتجوا بأحاديث الباب التي تدل على الرخص، وقالوا: حديث عمر وما في معناه يدل على عدم كراهة السمر بعد العشاء إذا كان لحاجة دينية عامة أو خاصة، وحديث أبي برزة وما في معناه على الكراهة. وطريق الجمع بينهما أن تحمل أحاديث المنع على السمر على الذي لا يكون لحاجة دينية، ولا لما بد له من الحوائج. وقد بوّب البخاري في صحيحه " باب السمر في العلم ". قال العيني في شرح البخاري: نبّه على أن السمر المنهي عنه إنما هو فيما لا يكون من الخير، وأما السمر بالخير فليس بمنهي عنه؛ بل هو مرغوب فيه. وجاء هذا الأمر صريحا في حديث ابن مسعود ( الآتي:
]3[ عَنْ ابْنَ مَسْعُودٍ (، قَال:َ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (: لاَ سَمَرَ إِلاَ لِمُصَلٍّ أَوْ مُسَافِرٍ. ] صحيح / صحيح الجامع الصغير وزيادته للألباني، 7499 [.
ثانيا- الوضوء حتى ولو كان جنبا(1/9)
]4[ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ (، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ (: إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلاَةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ اْلأَيْمَنِ، ثُمَّ قُلِ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلاَ إِلَيْكَ. اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ. فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ فَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ، وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ. قَالَ: فَرَدَّدْتُهَا عَلَى النَّبِي ِّ (، فَلَمَّا بَلَغْتُ: اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، قُلْتُ: وَرَسُولِكَ. قَالَ: لاَ، وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ. ] متفق عليه، اللؤلؤ والمرجان، 1734 [.(1/10)
شرح الحديث: ( إذا أتيت مضجعك ): أي: إذا أردت أن تأتى. ( أسلمت وجهي إليك ): معنى أسلمت: استسلمت، ووجهي: يشمل الذات كلها. أي: سلمتها لك، إذ لا قدرة لي ولا تدبير على جلب نفع ولا دفع ضرر، فأمرها مفوض إليك تفعل بها ما تريد، واستسلمت لما تفعل، فلا اعتراض عليك فيه. أو معنى الوجه: القصد والعمل الصالح. ( فوضت أمري إليك ): أي: سلمته. ( ألجأت ظهري إليك ): أي: توكلت عليك، واعتمدتك في أمري كله، كما يعتمد الإنسان بظهره إلى ما يسنده. ( رغبة ورهبة إليك ): أي: رغبة في رفدك وثوابك، ورهبة: أي: خوفا من غضبك ومن عقابك. ( لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك ): تقديره: لا ملجأ منك إلى أحد إلا إليك، ولا منجا منك إلا إليك. ( آمنت بكتابك الذي أنزلت ): يحتمل أن يريد به القرآن، ويحتمل أن يريد اسم الجنس، فيشمل كل كتاب أنزل. ( على الفطرة ): أي: على الدين القويم، ملة إبراهيم عليه السلام. قال النووي في شرحه على صحيح مسلم ( الجزء التاسع، ص: 43 ): وفي هذا الحديث ثلاث سنن مستحبة ... إحداها: الوضوء عند إرادة النوم، فإن كان متوضئا كفاه ذلك الوضوء، لأن المقصود النوم على طهارة، مخافة أن يموت في ليلته، وليكون أصدق لرؤياه، وأبعد من تلعب الشيطان به في منامه وترويعه إياه. ويقول الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ( الجزء الأول، ص: 388 ) في تعليقه على هذا الحديث: فيه تنبيه قوي على أن الأوراد والأذكار توقيفية، وأنه لا يجوز فيها التصرف بزيادة أو نقص، ولو بتغيير لفظ لا يفسد المعنى. فإن لفظ " الرسول " أعم من لفظة " النبي "، ومع ذلك رده النبي (، مع أن البراء ( قاله سهوا لم يتعمده! فأين منه أولئك المبتدعة الذين لا يتحرّجون من أيّ زيادة في الذكر، أو نقص منه؟! فهل من معتبر؟! ونحوهم أولئك الخطباء الذين يبدلون من خطبة الحاجة زيادة ونقصاً، وتقديماً وتأخيراً، فلينتبه لهذا منهم من كان يرجو الله والدار الآخرة.(1/11)
]5[ وعَنِ ابْنِ عُمَرَ، رضي الله عنهما، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ (: أَيَرْقُدُ أَحَدُنَا وَهُوَ جُنُبٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَرْقُدْ وَهُوَ جُنُبٌ. ] متفق عليه، اللؤلؤ والمرجان، 177 [.
شرح غريب الحديث: قال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري ( الجزء الأول، ص: 467 ): وجواز رقاد الجنب في البيت يقتضي جواز استقراره فيه يقظان لعدم الفرق، أو لأن نومه يستلزم الجواز لحصول اليقظة بين وضوئه ونومه، ولا فرق في ذلك بين القليل والكثير.
وللنوم على وضوء عدة فضائل، نستعرضها فيما يلي:
]6[ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ (، عَنِ النَّبِيِّ (، قَالَ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَبِيتُ عَلَى ذِكْرٍ طَاهِرًا، فَيَتَعَارُّ مِنَ اللَّيْلِ، فَيَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَاْلآخِرَةِ، إِّلاَ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ. ] صحيح / صحيح سنن أبى داود للألباني، 5042 [.
شرح غريب الحديث: قال المناوي في فيض القدير ( الجزء الخامس، ص: 603 ): " قال الطيبي: عبر بقوله ( يتعار ) دون يهب أو يستيقظ ونحوهما لزيادة معنى. فقد أراد أن يخبر من هب من نومه ذاكرا لله مع الهبوب فيسأل الله خيرا أنه يعطيه. فأوجز، فقال: ( يتعار ) ليجمع بين المعنيين. وإنما يوجد ذلك عند من تعود الذكر فاستأنس به وغلب عليه حتى صار الذكر حديث نفسه في نومه ويقظته. وصرح ( باللفظ وعرّض بالمعنى، وذلك من جوامع الكلم التي أوتيها. وظاهر قوله ( يبيت ) أي: أن ذا خاص بنوم الليل، واشترط في ذلك المبيت على طهر ". أ. هـ. والطهارة عند النوم قسمان: طهارة الظاهر، وهي معروفة. وطهارة الباطن، وهي: بالتوبة. وهي آكد من الطهارة الظاهرة، فربما مات وهو متلوث بأوساخ الذنوب. فيتعين عليه التوبة من قلبه من كل غش وحقد ومكروه لكل مسلم. وسيأتي تفصيل ذلك فيما بعد.(1/12)
]7[ وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله (: من بات طاهراً، بات في شعاره ملك، فلم يستيقظ إلا قال الملك: اللهم اغفر لعبدك فلان، فإنه بات طاهراً. ] حسن لغيره / صحيح الترغيب والترهيب للألباني، 597(1) [.
شرح غريب الحديث: ( الشعار ): بكسر الشين المعجمة: هو ما يلي بدن الإنسان من ثوب وغيره.
ثالثا- نفض الفراش
]8[ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ (: إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ، فَلْيَنْفُضْ فِرَاشَهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ، فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَقُولُ: بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ. ] صحيح البخاري، 6320 [.
شرح غريب الحديث: ( بداخلة إزاره ): الداخلة طرف الإزار الذي يلي الجسد. ( ما خلفه عليه ): أي: ما أُحدث بعده فيه. ( إن أمسكت نفسي فارحمها ): الإمساك: كناية عن الموت، فالرحمة أو المغفرة تناسبه. ( وإن أرسلتها فاحفظها ): الإرسال: كناية عن استمرار البقاء، والحفظ يناسبه.
]9[ وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (َ قَالَ: إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ، فَلْيَأْخُذْ دَاخِلَةَ إِزَارِهِ، فَلْيَنْفُضْ بِهَا فِرَاشَهُ، وَلْيُسَمِّ اللَّهَ، فَإِنَّهُ لَا يَعْلَمُ مَا خَلَفَهُ بَعْدَهُ عَلَى فِرَاشِهِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَضْطَجِعَ فَلْيَضْطَجِعْ عَلَى شِقِّهِ اْلأَيْمَنِ، وَلْيَقُلْ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبِّي، بِكَ وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَاغْفِرْ لَهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ. ] صحيح مسلم، 2714(64) [.(1/13)
]10[ وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (، أيضا أَنَّ رَسُولَ اللَّه ( قَالَ: إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ عَنْ فِرَاشِهِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ، فَلْيَنْفُضْهُ بِصَنِفَةِ إِزَارِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ بَعْدُ. فَإِذَا اضْطَجَعَ، فَلْيَقُلْ: بِاسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، فَإِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي، فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا، فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ. فَإِذَا اسْتَيْقَظَ، فَلْيَقُلِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي فِي جَسَدِي، وَرَدَّ عَلَيَّ رُوحِي، وَأَذِنَ لِي بِذِكْرِهِ. ] حسن / صحيح سنن الترمذي للألباني، 3401 [.
شرح غريب الحديث: ( بصنفة إزاره ): طرفه مما يلي طرته ( أي: شقه ) كما في النهاية. وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي ( الجزء الثامن، ص: 401 ): ( بصنفة إزاره ) بالكسر: حاشيته، أي جانب كان، أو جانبه الذي لا هدب له، أو الذي فيه الهدب ... قال القاري: قيل: النفض بإزاره، لأن الغالب في العرب أنه لم يكن لهم ثوب غير ما هو عليهم من إزار ورداء، وقيد بداخل الإزار ليبقى الخارج نظيفا، ولأن هذا أيسر، ولكشف العورة أقل وأستر.
شرح الأحاديث: قال الشلهوب في كتاب الآداب ( ص: 217 ): وفي الحديث برواياته فوائد، منها استحباب نفض الفراش قبل النوم، ومنا أن النفض يكون ثلاثا، ومنها التسمية عند النفض، ومنها أن من قام من فراشه ثم رجع إليه فيستحب له أن ينفضه مرة أخرى. والعلة في ذلك بينها رسول الله ( بقوله: " فإن أحدكم لا يدري ما خلفه عليه ". والحكمة من تخصيص داخلة الإزار غير معلومة لنا، وللعلماء في ذلك أقاويل مختلفة. ولا يتوقف العمل على العلم بالحكمة منه، بل متى ثبت الخبر عُمل به ولو جُهلت حكمته، ومَرَدّ ذلك إلى الانقياد والتسليم، وهذا أصل عظيم، فتشبث به.
رابعا- الاضطجاع على الشق الأيمن(1/14)
…نفس نص الحديث رقم ]4[ حيث ورد ( ... ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ اْلأَيْمَنِ ... )، وكذلك الحديث رقم ]9[ حيث ورد ( ... فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَضْطَجِعَ فَلْيَضْطَجِعْ عَلَى شِقِّهِ اْلأَيْمَنِ ... )، بالإضافة إلى الحديث التالي:
]11[ عَنْ سُهَيْلٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو صَالِحٍ يَأْمُرُنَا إِذَا أَرَادَ أَحَدُنَا أَنْ يَنَامَ، أَنْ يَضْطَجِعَ عَلَى شِقِّهِ اْلأَيْمَنِ، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَرَبَّ اْلارْضِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَاْلإنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ. اللَّهُمَّ أَنْتَ اْلأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ اْلآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ. اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ. وَكَانَ يَرْوِي ذَلِكَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (، عَنِ النَّبِيِّ (. ] صحيح مسلم، 2713(61) [.
شرح الحديث: قال النووي في شرحه على صحيح مسلم ( الجزء التاسع، ص: 43 )، ومن السنن الواردة في هذا الحديث، النوم على الشق الأيمن، لأن النبي ( كان يحب التيامن، ولأنه أسرع إلى الانتباه. ويقول ابن قيم الجوزية في زاد المعاد من هدي خير العباد ( الجزء الرابع، ص: 166 ): وأنفع النوم: أن ينام على الشق الأيمن، ليستقر الطعام بهذه الهيئة في المعدة استقرارا حسنا، فإن المعدة أميل إلى الجانب الأيسر قليلا ... وكثرة النوم على الجانب الأيسر مضر بالقلب، بسبب ميل الأعضاء إليه، فتنصب إليه المواد.
خامسا- وضع اليد اليمنى تحت الخد(1/15)
]12[ عَنْ حُذَيْفَةَ (، قَالَ كَانَ النَّبِيُّ ( إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنْ اللَّيْلِ، وَضَعَ يَدَهُ تَحْتَ خَدِّهِ، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ أَمُوتُ وَأَحْيَا. وَإِذَا اسْتَيْقَظَ، قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ. ] صحيح البخاري، 6314 [.
]13[ وعَنْ أم المؤمنين حَفْصَةَ رضي الله عنها، زَوْجِ النَّبِيِّ (، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ( كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْقُدَ وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى تَحْتَ خَدِّهِ، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ، ثَلاَثَ مِرَارٍ. ] صحيح / صحيح سنن أبى داود للألباني، 5045 [.
سادسا- التوبة من جميع الذنوب
وهي طهارة الباطن التي أشرنا إليها في شرح الحديث رقم ]6[ أعلاه. فيستحب للمسلم أن يحاسب نفسه قبل النوم عما بدر منه من أعمال خلال نهاره، وأن يبادر إلى التوبة عن أي سيئات يكون قد ارتكبها. وقد جاء في موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين ( ص: 78 ): " أن ينام ( المرء ) تائبا من كل ذنب سليم القلب لجميع المسلمين لا يحدث نفسه بظلم أحد ولا يعزم على معصية إن استيقظ ". ويؤكد ذلك الحديث التالي:(1/16)
]14[ عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ (، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (، فَقَالَ: يَطْلُعُ عَلَيْكُمُ اْلآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. فَطَلَعَ رَجُلٌ مِنَ اْلأَنْصَارِ، تَنْطِفُ لِحْيَتُهُ مِنْ وُضُوئِهِ، قَدْ تَعَلَّقَ نَعْلَيْهِ فِي يَدِهِ الشِّمَالِ. فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ، قَالَ النَّبِيُّ ( مِثْلَ ذَلِكَ، فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ مِثْلَ الْمَرَّةِ اْلأُولَى. فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ، قَالَ النَّبِيُّ ( مِثْلَ مَقَالَتِهِ أَيْضًا، فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَلَى مِثْلِ حَالِهِ اْلأُولَى. فَلَمَّا قَامَ النَّبِيُّ (، تَبِعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَقَالَ: إِنِّي لاَحَيْتُ أَبِي، فَأَقْسَمْتُ أَنْ لاَ أَدْخُلَ عَلَيْهِ ثَلاَثًا، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُؤْوِيَنِي إِلَيْكَ حَتَّى تَمْضِيَ فَعَلْتَ. قَالَ: نَعَمْ. قَالَ أَنَسٌ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُحَدِّثُ أَنَّهُ بَاتَ مَعَهُ تِلْكَ اللَّيَالِيَ الثَّلاَثَ، فَلَمْ يَرَهُ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ شَيْئًا. غَيْرَ أَنَّهُ إِذَا تَعَارَّ وَتَقَلَّبَ عَلَى فِرَاشِهِ، ذَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَكَبَّرَ حَتَّى يَقُومَ لِصَلاَةِ الْفَجْرِ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: غَيْرَ أَنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ يَقُولُ إِلاَ خَيْرًا. فَلَمَّا مَضَتِ الثَّلاَثُ لَيَالٍ، وَكِدْتُ أَنْ أَحْتَقِرَ عَمَلَهُ، قُلْتُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ! إِنِّي لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي غَضَبٌ وَلاَ هَجْرٌ ثَمَّ، وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ( يَقُولُ لَكَ ثَلاَثَ مِرَارٍ: يَطْلُعُ عَلَيْكُمُ اْلآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَطَلَعْتَ أَنْتَ الثَّلاَثَ مِرَارٍ، فَأَرَدْتُ أَنْ آوِيَ إِلَيْكَ ِلأَنْظُرَ مَا عَمَلُكَ فَأَقْتَدِيَ بِهِ، فَلَمْ أَرَكَ تَعْمَلُ كَثِيرَ عَمَلٍ.(1/17)
فَمَا الَّذِي بَلَغَ بِكَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (؟ فَقَالَ: مَا هُوَ إِلاَ مَا رَأَيْتَ. قَالَ: فَلَمَّا وَلَّيْتُ، دَعَانِي، فَقَالَ: مَا هُوَ إِلاَ مَا رَأَيْتَ، غَيْرَ أَنِّي لاَ أَجِدُ فِي نَفْسِي ِلأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ غِشًّا، وَلاَ أَحْسُدُ أَحَدًا عَلَى خَيْرٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: هَذِهِ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ، وَهِيَ الَّتِي لاَ نُطِيقُ. ] مسند الإمام أحمد، 12633 [.
سابعا- كراهية النوم على البطن
]15[ عَنْ طِخْفَةَ الْغِفَارِيِّ (، قَالَ: أَصَابَنِي رَسُولُ اللَّهِ ( نَائِمًا فِي الْمَسْجِدِ عَلَى بَطْنِي، فَرَكَضَنِي بِرِجْلِهِ، وَقَالَ: مَا لَكَ وَلِهَذَا النَّوْمِ. هَذِهِ نَوْمَةٌ يَكْرَهُهَا اللَّهُ، أَوْ يُبْغِضُهَا اللَّهُ. ] صحيح / صحيح سنن ابن ماجه، 3015 (3791) [.
]16[ وعَنْ أَبِي ذَرٍّ (، قَالَ: مَرَّ بِيَ النَّبِيُّ ( وَأَنَا مُضْطَجِعٌ عَلَى بَطْنِي، فَرَكَضَنِي بِرِجْلِهِ وَقَالَ: يَا جُنَيْدِبُ! إِنَّمَا هَذِهِ ضِجْعَةُ أَهْلِ النَّارِ. ] صحيح / صحيح سنن ابن ماجه، 3016(3792) [.
شرح الأحاديث: قال الشلهوب في كتاب الآداب ( ص: 227 ): والحديث صريح في النهي عن هذه النومة، وأن الله سبحانه وتعالى يمقتها، وما كان مكروها لله فيجتنب ... وأما سبب كراهة هذه الضجعة، فهي مشابهة أهل النار في نومهم، والله أعلم. وقال ابن العثيمين في شرحه على رياض الصالحين ( المجلد الثاني، ص: 659 ): وفي هذا الحديث دليل على أنه لا ينبغي للإنسان أن ينام على بطنه لاسيما في الأماكن التي يغشاها الناس، لأن الناس إذا رأوه على هذه الحال فهي رؤية مكروهة، لكن إذا كان في الإنسان وجع في بطنه وأراد أن ينام على هذه الكيفية لأنه أريح له، فإن هذا لا بأس به، لأن هذه حاجة.
ثامنا- تلاوة آيات من القرآن الكريم(1/18)
]17[ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ اْلأَنْصَارِيِّ (، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ (: اْلآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مَنْ قَرَأَ بِهِمَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ. ] متفق عليه، اللؤلؤ والمرجان، 465 [.
شرح الحديث: يقول الإمام النووي في الأذكار ( ص: 95 ): اختلف العلماء في معنى كفتاه، فقيل من الآفات في ليلته، وقيل كفتاه من قيام ليلته. قلت ( أي الإمام النووي ): ويجوز أن يراد الأمران.
]18[ وعَنْ أم المؤمنين عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ ( كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ، جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا، فَقَرَأَ فِيهِمَا: ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ( و( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ( و( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. ] صحيح البخاري، 5017 [.(1/19)
شرح الحديث: قال النووي في شرحه على صحيح مسلم ( الجزء السابع، ص: 438 ): ( والنفث ) نفخ لطيف بلا ريق. وفيه استحباب النفث في الرقية, وقد أجمعوا على جوازه, واستحبه الجمهور من الصحابة والتابعين ومن بعدهم. وقد اختلف العلماء في النفث والتفل, فقيل هما بمعنى, ولا يكونان إلا بريق ... وسئلت عائشة عن نفث النبي ( في الرقية, فقالت: كما ينفث آكل الزبيب لا ريق معه. قال: ولا اعتبار بما يخرج عليه من بلة, ولا يقصد ذلك ... قال القاضي: وفائدة التفل التبرك بتلك الرطوبة والهواء والنفس المباشرة للرقية, والذكر الحسن. وفي هذا الحديث استحباب الرقية بالقرآن وبالأذكار, وإنما رقى بالمعوذات لأنهن جامعات للاستعاذة من كل المكروهات جملة وتفصيلا, ففيها الاستعاذة من شر ما خلق, فيدخل فيه كل شيء, ومن شر النفاثات في العقد, ومن شر السواحر, ومن شر الحاسدين, ومن شر الوسواس الخناس. والله أعلم.(1/20)
]19[ وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (، قَالَ: وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ ( بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ وَقُلْتُ: وَاللَّهِ لاَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (، قَالَ: إِنِّي مُحْتَاجٌ، وَعَلَيَّ عِيَالٌ، وَلِي حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ. قَالَ: فَخَلَّيْتُ عَنْهُ. فَأَصْبَحْتُ، فَقَالَ النَّبِيُّ (: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ الْبَارِحَةَ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً وَعِيَالاً، فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ. قَالَ: أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ، وَسَيَعُودُ. فَعَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَعُودُ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ ( إِنَّهُ سَيَعُودُ، فَرَصَدْتُهُ، فَجَاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ: لاَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (. قَالَ: دَعْنِي فَإِنِّي مُحْتَاجٌ، وَعَلَيَّ عِيَالٌ، لاَ أَعُودُ. فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ. فَأَصْبَحْتُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ (: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً وَعِيَالاً، فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ. قَالَ: أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ، وَسَيَعُودُ. فَرَصَدْتُهُ الثَّالِثَةَ، فَجَاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ: لاَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ( وَهَذَا آخِرُ ثَلاَثِ مَرَّاتٍ، إِنَّكَ تَزْعُمُ لاَ تَعُودُ ثُمَّ تَعُودُ. قَالَ: دَعْنِي أُعَلِّمْكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهَا. قُلْتُ: مَا هُن؟ قَالَ: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ ( اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ( ] البقرة: 255[ حَتَّى تَخْتِمَ اْلآيَةَ، فَإِنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلاَ(1/21)
يَقْرَبَنَّكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ. فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ. فَأَصْبَحْتُ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ(: مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ الْبَارِحَةَ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زَعَمَ أَنَّهُ يُعَلِّمُنِي كَلِمَاتٍ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهَا فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ. قَالَ: مَا هِيَ؟ قُلْتُ: قَالَ لِي: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مِنْ أَوَّلِهَا حَتَّى تَخْتِمَ اْلآيَةَ ( اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ( وَقَالَ لِي: لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ وَلاَ يَقْرَبَكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ، وَكَانُوا أَحْرَصَ شَيْءٍ عَلَى الْخَيْرِ. فَقَالَ النَّبِيُّ (: أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ. تَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلاَثِ لَيَالٍ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: لاَ. قَالَ: ذَاكَ شَيْطَانٌ. ] صحيح البخاري، 2311 [.
]20[ وعَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ (، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ (، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! عَلِّمْنِي شَيْئًا أَقُولُهُ، إِذَا أَوَيْتُ إِلَى فِرَاشِي؟ قَالَ: اقْرَأْ ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (، فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ. ] صحيح / صحيح سنن الترمذي للألباني، 3403 [.
]21[ وعن أم المؤمنين عَائِشَةُ رضي الله عنها، كَانَ النَّبِيُّ ( لاَ يَنَامُ عَلَى فِرَاشِهِ حَتَّى يَقْرَأَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَالزُّمَرَ. ] صحيح / صحيح سنن الترمذي للألباني، 2920 [.
شرح الحديث: قال المناوي في فيض القدير ( الجزء الخامس، ص: 231 ): قال الطيبي: ( حتى ) غاية لـ ( لا ينام )، ويحتمل كون المعنى إذا دخل وقت النوم لا ينام حتى يقرأ. وكونه لا ينام مطلقا حتى يقرأ، يعني لم يكن عادته النوم قبل قراءتهما، فتقع القراءة قبل دخول وقت النوم أي وقت كان. ولو قيل كان يقرؤهما بالليل، لم يفد ذلك.(1/22)
]22[ وعَنْ جَابِرٍ (، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ( لاَ يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ بِـ ( تَنْزِيلُ( السَّجْدَةِ وَ( تَبَارَكَ( . ] صحيح / صحيح سنن الترمذي للألباني، 3404 [.
]23[ وعَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ (، أَنَّ النَّبِيَّ ( كَانَ لاَ يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ الْمُسَبِّحَاتِ، وَيَقُولُ فِيهَا: آيَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ آيَةٍ (1). ] صحيح / صحيح سنن الترمذي للألباني، 3406 [.
شرح الحديث: قال المباركفوري في تحفة الأحوذي ( الجزء السابع، ص: 339 ): هي السور التي في أوائلها سبحان، أو سبح بالماضي، أو يسبح، أو سبح بالأمر. وهي سبعة: ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى( والحديد، والحشر، والصف، والجمعة، والتغابن، والأعلى. ( يقول ): استئناف لبيان الحامل له على قراءة تلك السور كل ليلة قبل أن ينام. ( فيها ): أي في المسبحات. ( آية ): أي عظيمة. ( خير ): أي: هي خير. ( من ألف آية ): قيل: هي: ( لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ( ] الحشر: 21 [، وهذا مثل اسم ( الله ) الأعظم من بين سائر الأسماء في الفضيلة، فعلى هذا ( فيها ) أي في مجموعهن. وعن الحافظ ابن كثير أنها ( هُوَ اْلأَوَّلُ وَاْلآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ( ] الحديد: 3 [،انتهى . قال القاري: والأظهر أنها هي الآية التي صدرت بالتسبيح, و( فيها ) بمعنى جميعهن، والخيرية لمعنى الصفة التنزيهية الملتزمة للنعوت الإثباتية. وقال الطيبي: أخفى الآية فيها كإخفاء ليلة القدر في الليالي، وإخفاء ساعة الإجابة في يوم الجمعة، محافظة على قراءة الكل لئلا تشذ تلك الآية .
تعقيب: يقول الإمام النووي في الأذكار ( ص: 100 ): " الأحاديث والآثار في هذا الباب كثيرة، وفيما ذكرناه كفاية لمن وفق للعمل به ... والأولى أن يأتي الإنسان بجميع المذكور في هذا الباب، فإن لم يتمكن اقتصر على ما يقدر عليه من أهمه ".
تاسعا- ذكر الله عز وجل(1/23)
…ويأتي دليل ذلك من الحديث رقم ]6[ حيث ورد القول: ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَبِيتُ عَلَى ذِكْرٍ ... )، والأذكار هي:
]4[ سبق: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلاَ إِلَيْكَ. اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ ( ويكون آخر ما يقال قبل النوم )
و]8[ و]10[ سبقا: بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ
وفي نفس المعنى، ما ورد في الحديث ]9[ سبق: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبِّي، بِكَ وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَاغْفِرْ لَهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ
و]11[ سبق: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَرَبَّ اْلأَرْضِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَاْلإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ. اللَّهُمَّ أَنْتَ اْلأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ اْلآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ. اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ
و]12[ سبق: اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ أَمُوتُ وَأَحْيَا
و]13[ سبق: اللَّهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ، ثَلاَثَ مِرَارٍ.
وهناك أيضا الأذكار التالية:(1/24)
]24[ عَنْ عَلِيٌّ (، أَنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَم شَكَتْ مَا تَلْقَى مِنْ أَثَرِ الرَّحَى، فَأُتِيَ النَّبِيَّ ( بسَبْيٌ، فَانْطَلَقَتْ، فَلَمْ تَجِدْهُ، فَوَجَدَتْ عَائِشَةَ فَأَخْبَرَتْهَا. فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ ( أَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ بِمَجِيءِ فَاطِمَةَ، فَجَاءَ النَّبِيُّ ( إِلَيْنَا، وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا. فَذَهَبْتُ ِلأَقُومَ، فَقَالَ: عَلَى مَكَانِكُمَا. فَقَعَدَ بَيْنَنَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِي، وَقَالَ: أَلاَ أُعَلِّمُكُمَا خَيْرًا مِمَّا سَأَلْتُمَانِي؟ إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا تُكَبِّرَان أَرْبَعًا وَثَلاَثِينَ، وَتُسَبِّحَان ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، وَتَحْمَدَان ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ. ] متفق عليه، اللؤلؤ والمرجان، 1739 [.
شرح الحديث: قال في اللؤلؤ والمرجان ( الجزء الثالث، ص ص: 178-179 ): قال القسطلاني: قال ابن تيمية: فيه أن من واظب على هذا الذكر عند النوم لم يصبه إعياء. لأن فاطمة رضي الله عنها شكت التعب من العمل فأحالها ( على ذلك. ولفظ: ( فهو خير لكما من خادم ): قال عياض: معنى الخيرية أن عمل الآخرة أفضل من أمور الدنيا. وقال ابن قيم في الوابل الصيب في الفائدة الحادية والستين من فوائد الذكر: قيل إن من داوم على ذلك ( الذكر ) وجد قوة في يومه مغنية عن خادم.
]25[ وعَنْ أَنَسٍ (، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ( كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ، قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا، وَكَفَانَا وَآوَانَا، فَكَمْ مِمَّنْ لاَ كَافِيَ لَهُ وَلاَ مُؤْوِيَ. ] صحيح مسلم، 2715(64) [.(1/25)
]26[ وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، رضي الله عنهما، أَنَّهُ أَمَرَ رَجُلًا، إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ، قَالَ: اللَّهُمَّ خَلَقْتَ نَفْسِي وَأَنْتَ تَوَفَّاهَا، لَكَ مَمَاتُهَا وَمَحْيَاهَا، إِنْ أَحْيَيْتَهَا فَاحْفَظْهَا، وَإِنْ أَمَتَّهَا فَاغْفِرْ لَهَا. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَسَمِعْتَ هَذَا مِنْ عُمَرَ؟ فَقَالَ: مِنْ خَيْرٍ مِنْ عُمَرَ، مِنْ رَسُولِ اللَّهِ (. ] صحيح مسلم، 2712(60) [.
]27[ وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مُرْنِي بِشَيْءٍ أَقُولُهُ إِذَا أَصْبَحْتُ، وَإِذَا أَمْسَيْتُ؟ قَالَ: قُلِ: اللَّهُمَّ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَاْلأَرْضِ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَ أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ. قَالَ: قُلْهُ إِذَا أَصْبَحْتَ، وَإِذَا أَمْسَيْتَ، وَإِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ. ] صحيح / صحيح سنن الترمذي للألباني، 3392 [.
]28[ وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( يَأْمُرُنَا إِذَا أَخَذَ أَحَدُنَا مَضْجَعَهُ، أَنْ يَقُولَ: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ، وَرَبَّ اْلأَرَضِينَ، وَرَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، وَفَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَاْلإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ، أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، أَنْتَ اْلأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ اْلآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَالظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَالْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ، وَأَغْنِنِي مِنَ الْفَقْرِ. ] صحيح / صحيح سنن الترمذي للألباني، 3400 [.(1/26)
]29[ وعَنْ أَبِي اْلأَزْهَرِ اْلأَنْمَارِيِّ (، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ( كَانَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ، قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ وَضَعْتُ جَنْبِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، وَأَخْسِئْ شَيْطَانِي، وَفُكَّ رِهَانِي، وَاجْعَلْنِي فِي النَّدِيِّ اْلأَعْلَى. ] صحيح / صحيح سنن أبى داود للألباني، 5054 [.
شرح غريب الحديث: قال المناوي في فيض القدير ( الجزء الخامس، ص: 112 ): وهذا دعاء يجمع خير الدنيا والآخرة، فتتأكد المواظبة عليه كلما أريد النوم، وهو من أجلّ الأدعية المشروعة عنده على كثرتها. ومعنى قوله ( أخسئ شيطاني ): أي: اجعله خاسئا مطرودا، وهو بوصل الهمزة. ومعنى ( فك رهاني ): أي: خلصني من عقال ما اقترفت نفسي من الأعمال التي لا ترتضيها بالعفو عنها. والرهان كسهام الرهن، وهو ما يجعل وثيقة بالدين. والمراد هنا نفس الإنسان، لأنها مرهونة بعملها. ومعنى ( في النديّ الأعلى ): أي: الملأ الأعلى من الملائكة. و( النديّ ): بفتح النون وكسر الدال وتشديد الياء، كما في الأذكار ( للنووي ): القوم المجتمعون في مجلس، ومنه النادي.
]30[ وعَنِ ابْنِ عُمَرَ، رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ( كَانَ يَقُولُ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَفَانِي، وَآوَانِي، وَأَطْعَمَنِي، وَسَقَانِي، وَالَّذِي مَنَّ عَلَيَّ فَأَفْضَلَ، وَالَّذِي أَعْطَانِي فَأَجْزَلَ. الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ. اللَّهُمَّ رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، وَإِلَهَ كُلِّ شَيْءٍ، أَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ. ] صحيح / صحيح سنن أبى داود للألباني، 5058 [.(1/27)
]31[ وعن أبي هريرة (، عن النبي ( قال: من قال حين يأوي إلى فراشه: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله الله، والله أكبر، غفر الله ذنوبه أو خطاياه - شك مسعر - وإن كان مثل زبد البحر.] صحيح / صحيح الترغيب والترهيب للألباني، 607(5) [.
]32[ وعن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، قَالَ: أَخْرَجَ لَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو رضي الله عنهما قِرْطَاسًا، وَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( يُعَلِّمُنَا، يَقُولُ: اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَاْلأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ، وَإِلَهُ كُلِّ شَيْءٍ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَ أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي إِثْمًا، أَوْ أَجُرَّهُ عَلَى مُسْلِمٍ. قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( يُعَلِّمُهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، أَنْ يَقُولَ ذَلِكَ حِينَ يُرِيدُ أَنْ يَنَامَ. ] صحيح لغيره / صحيح الترغيب والترهيب للألباني، 608(6) [.
]33[ وعن أنس بن مالك (، قال: قال رسول الله (: من قال إذا أوى إلى فراشه: الحمد لله الذي كفاني، وآواني، والحمد لله الذي أطعمني وسقاني، والحمد لله الذي منّ عليّ فأفضل، فقد حمد الله بجميع محامد الخلق كلهم. ] حسن / صحيح الترغيب والترهيب للألباني، 609(7) [.
وورد في كراهة عدم الذكر قبل النوم الحديث التالي:(1/28)
]34[ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (: مَنِ اضْطَجَعَ مَضْجَعًا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ تَعَالَى فِيهِ، إِلاَ كَانَ عَلَيْهِ تِرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ قَعَدَ مَقْعَدًا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ، إِلاَ كَانَ عَلَيْهِ تِرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ. ] صحيح / صحيح سنن أبى داود للألباني، 5059 [.
شرح غريب الحديث: ( الترة ): بكسر التاء: هو النقص، وقيل: التبعة، وقيل: الخسارة.
عاشرا- استحضار نية قيام الليل عند النوم
]35[ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ (، عَنْ النَّبِيَّ (، قَال:َ مَنْ أَتَى فِرَاشَهُ وَهُوَ يَنْوِي أَنْ يَقُومَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ حَتَّى أَصْبَحَ، كُتِبَ لَهُ مَا نَوَى، وَكَانَ نَوْمُهُ صَدَقَةً عَلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ. ] صحيح / صحيح الترغيب والترهيب للألباني، 601(5) [.
حادي عشر- إطفاء النار والمصابيح وإغلاق الأبواب قبل النوم
]36[ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ (، قَالَ: لاَ تَتْرُكُوا النَّارَ فِي بُيُوتِكُمْ حِينَ تَنَامُونَ. ] متفق عليه، اللؤلؤ والمرجان، 1311 [.
شرح الحديث: قال النووي في شرحه على صحيح مسلم ( الجزء السابع، ص: 206 ): هذا عام تدخل فيه نار السراج وغيرها، وأما القناديل المعلقة في المساجد وغيرها فإن خيف حريق بسببها دخلت في الأمر بالإطفاء، وإن أمن ذلك كما هو الغالب فالظاهر أنه لا بأس بها لانتفاء العلة، لأن النبي علل الأمر بالإطفاء ( كما في الحديث التالي ) بأن الفويسقة تضرم على أهل البيت بيتهم، فإذا انتفت العلة زال المنع.(1/29)
]37[ وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (: خَمِّرُوا اْلآنِيَةَ، وَأَجِيفُوا اْلأَبْوَابَ، وَأَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ، فَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ رُبَّمَا جَرَّتْ الْفَتِيلَةَ فَأَحْرَقَتْ أَهْلَ الْبَيْتِ . ] صحيح البخاري، 6295 [.
شرح الحديث: ( خمروا ): التخمير: التغطية، و( أجيفوا ): أجافه: أغلقه، و( الفويسقة ): الفأرة. قال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري ( الجزء الحادي عشر، ص: 89 ): وقال القرطبي: الأمر والنهي في هذا الحديث للإرشاد, قال: وقد يكون للندب, وجزم النووي بأنه للإرشاد لكونه لمصلحة دنيوية, وتعقب بأنه قد يفضي إلى مصلحة دينية وهي حفظ النفس المحرم قتلها والمال المحرم تبذيره. وقال القرطبي: في هذه الأحاديث أن الواحد إذا بات ببيت ليس فيه غيره وفيه نار فعليه أن يطفئها قبل نومه أو يفعل بها ما يؤمن معه الاحتراق, وكذا إن كان في البيت جماعة فإنه يتعين على بعضهم وأحقهم بذلك آخرهم نوما, فمن فرط في ذلك كان للسنة مخالفا ولأدائها تاركا ... وفي هذا الحديث بيان سبب الأمر أيضا، وبيان الحامل للفويسقة - وهي الفأرة - على جر الفتيلة وهو الشيطان, فيستعين - وهو عدو الإنسان - عليه بعدو آخر وهي النار, أعاذنا الله بكرمه من كيد الأعداء إنه رءوف رحيم. وقال ابن دقيق العيد: إذا كانت العلة في إطفاء السراج الحذر من جر الفويسقة الفتيلة، فمقتضاه أن السراج إذا كان على هيئة لا تصل إليها الفأرة لا يمنع إيقاده, كما لو كان على منارة من نحاس أملس لا يمكن الفأرة الصعود إليه, أو يكون مكانه بعيدا عن موضع يمكنها أن تثب منه إلى السراج. قال: وأما ورود الأمر بإطفاء النار مطلقا ( كما في الحديث رقم ]36[ ) ... وهو أعم من نار السراج، فقد يتطرق منه مفسدة أخرى غير جر الفتيلة، كسقوط شيء من السراج على بعض متاع البيت, وكسقوط المنارة، فينثر السراج إلى شيء من المتاع(1/30)
فيحرقه, فيحتاج إلى الاستيثاق من ذلك, فإذا استوثق بحيث يؤمن معه الإحراق فيزول الحكم بزوال علته. والله أعلم.
]38[ وعَنْ جَابِرٍ (، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (: أَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ بِاللَّيْلِ إِذَا رَقَدْتُمْ، وَغَلِّقُوا اْلأَبْوَابَ، وَأَوْكُوا اْلأَسْقِيَةَ، وَخَمِّرُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ. ] صحيح البخاري، 5624 [.
شرح الحديث: ( وأوكوا ): الإيكاء: ربط فتحة الوعاء وسدها. قال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري ( الجزء الحادي عشر، ص: 90 ): قال ابن دقيق العيد: في الأمر بإغلاق الأبواب من المصالح الدينية والدنيوية حراسة الأنفس والأموال من أهل العبث والفساد ولا سيما الشياطين, وأما قوله: " فإن الشيطان لا يفتح بابا " ... ( كما في الحديث التالي ) فإشارة إلى أن الأمر بالإغلاق لمصلحة إبعاد الشيطان عن الاختلاط بالإنسان, وخصه بالتعليل تنبيها على ما يخفى مما لا يطلع عليه إلا من جانب النبوة.
]39[ وعَنْ جَابِرٍ (، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (، أَنَّهُ قَالَ: غَطُّوا اْلإِنَاءَ، وَأَوْكُوا السِّقَاءَ، وَأَغْلِقُوا الْبَابَ، وَأَطْفِئُوا السِّرَاجَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ َلا يَحُلُّ سِقَاءً، وَلاَ يَفْتَحُ بَابًا، وَلاَ يَكْشِفُ إِنَاءً، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ أَحَدُكُمْ إِلاَّ أَنْ يَعْرُضَ عَلَى إِنَائِهِ عُودًا وَيَذْكُرَ اسْمَ اللَّهِ، فَلْيَفْعَلْ، فَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ تُضْرِمُ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ بَيْتَهُمْ . ] صحيح مسلم، 96/2012 [.(1/31)
شرح الحديث: قال النووي في شرحه على صحيح مسلم ( الجزء السابع، ص: 201): قوله: ( إن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عودا أو يذكر اسم الله فليفعل ), فهذا ظاهر في أنه إنما يقتصر على العود عند عدم ما يغطيه به. وذكر العلماء للأمر بالتغطية فوائد: منها الفائدتان اللتان وردتا في هذه الأحاديث, وهما: صيانته من الشيطان، فإن الشيطان لا يكشف غطاء ولا يحل سقاء, وصيانته من الوباء الذي ينزل في ليلة من السنة. والفائدة الثالثة: صيانته من النجاسة والمقذرات. والرابعة: من الحشرات والهوام, فربما وقع شيء منها فيه فشربه وهو غافل, أو في الليل فيتضرر به. والله أعلم.
ثاني عشر- كراهية النوم على سطح غير محجور
]40[ عَنْ عَلِيٍّ بن شَيْبَانَ (، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (: مَنْ بَاتَ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ لَيْسَ لَهُ حِجَارٌ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ. ] صحيح / صحيح سنن أبي داود للألباني، 5041 [.(1/32)
شرح الحديث: ( حجار ): ساتر وحاجز كحائط وغيره يمنعه من السقوط. قال الشلهوب في كتاب الآداب ( ص: 227 ): قال فضل الله الجيلاني: ... أنه يلزم الإنسان ألا يقصر في مراعاة الأسباب العادية لجلب ما ينفع ودفع ما يضر، وهذا الحديث من أدلة ذلك، فمن بات على سطح لا حجاب ( أو حجار، والكل بمعنى واحد ) عليه فقد قصّر في مراعاة الأسباب العادية لاجتناب الأضرار، فإن النائم قد ينقلب في نومه، وقد يقوم ولا يزال أثر النوم عليه فيسعى إلى غير الطريق، فيسقط، فكان ينبغي له مراعاة الأسباب العادية بأن لا ينام في ذلك الموضع، فإذا نام فقد عرّض نفسه للسقوط فيسقط. فمن تعاطى الأسباب العادية وذكر الله تعالى واعتمد عليه فهو في ذمة الله عز وجل، إما أن يحفظه وإما أن يثيبه على ما أصابه من ضرر بكفارة السيئات أو رفع الدرجات، فإن أصابه ما فيه هلاكه بعد اتخاذ الأسباب فهو شهيد، كما ورد في المتردي والغريق ونحوهما، ومن قصّر بعد وسعه لم يكن في ذمة الله عز وجل، فإن أصابه ضرر لم يثب، وإن هلك لم يكن شهيدا، بل يخشى أن يعد قاتلا نفسه، والله أعلم بالصواب.
ثالث عشر- الدعاء إذا فزع في النوم
]41[ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ( قَالَ: إِذَا فَزِعَ أَحَدُكُمْ فِي النَّوْمِ، فَلْيَقُلْ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ، وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وَأَنْ يَحْضُرُونِ. فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ. ] حسن / صحيح سنن الترمذي للألباني، 3528 [.
رابع عشر- الحديث بالرؤيا الصالحة والتعوذ من الحلم(1/33)
]42[ عَنْ أَبَي هُرَيْرَةَ (، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (: إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ تَكْذِبُ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ، وَرُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ. ] متفق عليه، اللؤلؤ والمرجان، 1457 [.
]43[ وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ (، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ( يَقُولُ: إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يُحِبُّهَا فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ اللَّهِ، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عَلَيْهَا وَلْيُحَدِّثْ بِهَا، وَإِذَا رَأَى غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَكْرَهُ، فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ شَرِّهَا وَلاَ يَذْكُرْهَا ِلأَحَدٍ، فَإِنَّهَا لاَ تَضُرُّهُ. ] صحيح البخاري، 6985 [.
]44[ وعَنْ أَبَي قَتَادَةَ ( قالُ: وَأَنَا كُنْتُ لأَرَى الرُّؤْيَا تُمْرِضُنِي حَتَّى سَمِعْتُ النَّبِيَّ ( يَقُولُ: الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ مِنَ اللَّهِ. فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يُحِبُّ، فَلاَ يُحَدِّثْ بِهِ إِلاَ مَنْ يُحِبُّ. وَإِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ، فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا، وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ، وَلْيَتْفِلْ ثَلاَثًا، وَلاَ يُحَدِّثْ بِهَا أَحَدًا، فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ. ] صحيح البخاري، 7044 [.
]45[ وعَنْ جَابِرٍ (، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (، أَنَّهُ قَالَ: إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ الرُّؤْيَا يَكْرَهُهَا، فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلاَثًا، وَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ ثَلاَثًا، وَلْيَتَحَوَّلْ عَنْ جَنْبِهِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ. ] صحيح مسلم، 2262(5) [.(1/34)
شرح الأحاديث: قال الشلهوب في كتاب الآداب ( ص: 226 ): وفي الحديث بمجموع طرقه فوائد: فمنها أن الرؤيا قد تكون صالحة وقد تكون سيئة، فالصالحة من الله، والسيئة من الشيطان وتسمى حلما. ومنها أن من رأى رؤيا حسنة فليستبشر وليؤمل خيرا، ولا يخبر بها إلا من يحب، وهي بشرى من الله. ومنها إن من رأى ما يسؤوه فمستحب له أن يتفل على يساره ثلاثا، ثم يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم ليتحول عن جنبه الذي كان عليه. ومنها أن يقوم ليصلي، فهو أفضل، لحديث أبي هريرة عن رسول الله (: " ... فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ وَلَا يُحَدِّثْ بِهَا النَّاسَ ... " ] صحيح مسلم، 2263(6) [.
(2) آداب الاستيقاظ من النوم
أولا- ذكر الله تعالى عند الاستيقاظ من النوم
ودليل ذلك ما ورد في الحديث التالي:
]46[ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (، أَنَّ رَسُولَ اللَّه ( قَالَ: يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاَثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ على كُلَّ عُقْدَةٍ، عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلاَ أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ. ] متفق عليه، اللؤلؤ والمرجان، 444 [.(1/35)
شرح غريب الحديث: ( القافية ): القفا، وقيل: قافية الرأس مؤخره، وقيل وسطه. ( يعقد ثلاث عقد ): أراد تثقيله في النوم وإطالته، فكأنه قد شد عليه شدادا وعقده ثلاث عقد. وقال النووي في شرحه على صحيح مسلم ( الجزء الثالث، ص ص: 323-324 ): واختلف العلماء في هذه العقد، فقيل: هو عقد حقيقي بمعنى عقد السحر للإنسان ومنعه من القيام، وقيل: يحتمل أن يكون فعلا يفعله كفعل النفاثات في العقد, وقيل: هو من عقد القلب وتصميمه, فكأنه يوسوس في نفسه ويحدثه بأن عليك ليلا طويلا فتأخر عن القيام, وقيل: هو مجاز, كني له عن تثبيط الشيطان عن قيام الليل. ثم قال: والحديث فيه فوائد: منها: الحث على ذكر الله تعالى عند الاستيقاظ, وجاءت فيه أذكار مخصوصة مشهورة في الصحيح, ومنها: التحريض على الوضوء حينئذ وعلى الصلاة وإن قلّت. ثم أردف بقوله: وظاهر الحديث أن من لم يجمع بين الأمور الثلاثة وهي: الذكر والوضوء والصلاة, فهو داخل فيمن يصبح خبيث النفس كسلان.
وقد سبق إيراد بعض الأذكار التي تقال عند الاستيقاظ من النوم:
]10[ سبق: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي فِي جَسَدِي، وَرَدَّ عَلَيَّ رُوحِي، وَأَذِنَ لِي بِذِكْرِهِ
و]12[ سبق: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ
بالإضافة إلى:
]47[ عَنْ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ (، عَنِ النَّبِيِّ ( قَالَ: مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَ بِاللَّهِ. ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ. فَإِنْ تَوَضَّأَ قُبِلَتْ صَلاَتُهُ. ] صحيح البخاري، 1154 [.(1/36)
]48[ وعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ (، قَالَ: بَيْنَا أَقُودُ بِرَسُولِ اللَّهِ ( فِي نَقَبٍ مِنْ تِلْكَ النِّقَابِ، إِذْ قَالَ: أَلاَ تَرْكَبُ يَا عُقْبَةُ؟ فَأَجْلَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ ( أَنْ أَرْكَبْ مَرْكَبَ رَسُولِ اللَّهِ (، ثُمَّ قَالَ: أَلاَ تَرْكَبُ يَا عُقْبَةُ؟ فَأَشْفَقْتُ أَنْ يَكُونَ مَعْصِيَةً، فَنَزَلَ، وَرَكِبْتُ هُنَيْهَةً، وَنَزَلْتُ، وَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ (، ثُمَّ قَالَ: أَلاَ أُعَلِّمُكَ سُورَتَيْنِ، مِنْ خَيْرِ سُورَتَيْنِ قَرَأَ بِهِمَا النَّاسُ؟ فَأَقْرَأَنِي: ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ( وَ ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ( ، فَأُقِيمَتِ الصَّلاَةُ، فَتَقَدَّمَ، فَقَرَأَ بِهِمَا، ثُمَّ مَرَّ بِي، فَقَالَ: كَيْفَ رَأَيْتَ يَا عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ؟ اقْرَأْ بِهِمَا كُلَّمَا نِمْتَ وَقُمْتَ. ] حسن الإسناد / صحيح سنن النسائي للألباني: 5452 [.
]49[ وعَنْ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ اْلأَسْلَمِيِّ (، قَالَ: كُنْتُ أَبِيتُ عِنْدَ حُجْرَةِ النَّبِيِّ (، فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَقُولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الْهَوِيَّ، ثُمَّ يَقُولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، الْهَوِيَّ.] صحيح / صحيح سنن النسائي للألباني، 1617 [.
شرح غريب الحديث: قال ابن الأثير في النهاية: ( الهوي ): بالفتح: الحين الطويل من الزمان، وقيل: هو مختص بالليل.
]50[ وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله ( إذا تضور من الليل قال: لا إله إلا الله الواحد القهار، رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار. ]صحيح / صحيح الجامع الصغير وزيادته للألباني، 4693 [.
شرح غريب الحديث: ( تضور ): تلوى وتقلب ظهرا لبطن.(1/37)
]51[ وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (، أَنَّ النَّبِيَّ ( كَانَ، إِذَا كَانَ فِي سَفَرٍ وَأَسْحَرَ، يَقُولُ: سَمِعَ سَامِعٌ بِحَمْدِ اللَّهِ وَحُسْنِ بَلاَئِهِ عَلَيْنَا. رَبَّنَا صَاحِبْنَا وَأَفْضِلْ عَلَيْنَا. عَائِذًا بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ. ] صحيح مسلم: 2718(68) [.
شرح غريب الحديث: قال النووي في شرحه على صحيح مسلم ( الجزء التاسع، ص: 50 ): ( وأسحر ): أي قام في السحر، أو انتهى في سيره إلى السحر، وهو آخر الليل.
ثانيا- مسح النوم عن الوجه باليدين
]52[ عن ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّهُ بَاتَ لَيْلَةً عِنْدَ مَيْمُونَةَ، أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، وَهِيَ خَالَتُهُ، قَالَ: فَاضْطَجَعْتُ فِي عَرْضِ الْوِسَادَةِ، وَاضْطَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ ( وَأَهْلُهُ فِي طُولِهَا. فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ ( حَتَّى انْتَصَفَ اللَّيْلُ أَوْ قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ، اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ (، فَجَعَلَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عَنْ وَجْهِهِ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَرَأَ الْعَشْرَ اْلآيَاتِ الْخَوَاتِمَ مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ فَتَوَضَّأَ مِنْهَا فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقُمْتُ فَصَنَعْتُ مِثْلَ مَا صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ (، ثُمَّ ذَهَبْتُ فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ ( يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى رَأْسِي وَأَخَذَ بِأُذُنِي الْيُمْنَى يَفْتِلُهَا، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَوْتَرَ، ثُمَّ اضْطَجَعَ حَتَّى جَاءَ الْمُؤَذِّنُ، فَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ. ] متفق عليه، اللؤلؤ والمرجان، 438 [.(1/38)
شرح غريب الحديث: ( الشن ): القربة. ( يفتلها ): يدلكها. وقال النووي في شرحه على صحيح مسلم ( الجزء الثالث، ص: 311 ): قوله: ( فجعل يمسح النوم عن وجهه ): معناه: أثر النوم، وفيه: استحباب هذا واستعمال المجاز. وقوله: ( ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران ): فيه جواز القراءة للمحدث، وهذا إجماع المسلمين، وإنما تحرم القراءة على الجنب والحائض. وفيه استحباب قراءة هذه الآيات عند القيام من النوم.
ثالثا- قراءة خواتم آل عمران
ودليله ما جاء في الحديث ]52[ ( ... ثُمَّ قَرَأَ الْعَشْرَ اْلآيَاتِ الْخَوَاتِمَ مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ ... )، وكذلك:
]53[ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّهُ رَقَدَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ (، فَاسْتَيْقَظَ، فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأَ، وَهُوَ يَقُولُ: ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَاْلأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ َلآيَاتٍ ِلأُولِي اْلأَلْبَابِ ( ] آل عمران: 190 [ فَقَرَأَ هَؤُلاَءِ اْلآيَاتِ حَتَّى خَتَمَ السُّورَةَ (1). ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَأَطَالَ فِيهِمَا الْقِيَامَ وَالرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ. ثُمَّ انْصَرَفَ فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ. ثُمَّ فَعَلَ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، سِتَّ رَكَعَاتٍ. كُلَّ ذَلِكَ يَسْتَاكُ وَيَتَوَضَّأُ وَيَقْرَأُ هَؤُلاَءِ اْلآيَاتِ. ثُمَّ أَوْتَرَ بِثَلاَثٍ. فَأَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ، فَخَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ، وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي لِسَانِي، نُورًا وَاجْعَلْ فِي سَمْعِي نُورًا، وَاجْعَلْ فِي بَصَرِي نُورًا، وَاجْعَلْ مِنْ خَلْفِي نُورًا، وَمِنْ أَمَامِي نُورًا، وَاجْعَلْ مِنْ فَوْقِي نُورًا، وَمِنْ تَحْتِي نُورًا. اللَّهُمَّ أَعْطِنِي نُورًا. ] صحيح مسلم، 763 (191) [.
رابعا- التسوك لقيام الليل(1/39)
ودليله ما جاء في الحديث ]53[ ( عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّهُ رَقَدَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ (، فَاسْتَيْقَظَ، فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأَ... )، وكذلك:
]54[ عَنْ حُذَيْفَةَ (، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ( كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَشُوصُ فَاهُ بِالسِّوَاكِ. ] متفق عليه، اللؤلؤ والمرجان، 144[.
شرح غريب الحديث: ( يشوص ): يدلك أو يغسل أو يحك.
]55[ وعَنْ أم المؤمنين عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ ( كَانَ لاَ يَرْقُدُ مِنْ لَيْلٍ وَلاَ نَهَارٍ، فَيَسْتَيْقِظُ، إِلاَ تَسَوَّكَ قَبْلَ أَنْ يَتَوَضَّأَ. ] حسن / صحيح سنن أبى داود للألباني، 57 [.
شرح الحديث: يقول المناوي في فيض القدير ( الجزء الخامس، ص: 225 ): ( كان لا يرقد ): أي ينام، ( من ليل ولا نهار ): الأقرب أنها ظرفية بمعنى في. ( فيستيقظ ): بالرفع عطف على يرقد، وليس جوابا للنفي، إنما جوابه قوله: ( إلا تسوك )، قد تجاذب السواك ترتيبه على الاستيقاظ من النوم، وفعله قبل الوضوء، فاحتمل أن سببه النوم، وأن سببه الوضوء، وأن كلا منهما جزء علة، والعلة المجموع.
]56[ وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رضي الله عنهما، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( يُصَلِّي بِاللَّيْلِ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ فَيَسْتَاكُ. ] صحيح / صحيح سنن ابن ماجه للألباني، 237[.
]57[ وعن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله ( كان لا يتعار من الليل إلا أجرى السواك على فيه. ] صحيح / صحيح الجامع الصغير وزيادته للألباني، 4842[.
شرح الحديث: يقول المناوي في فيض القدير ( الجزء الخامس، ص: 221 ): ( كان لا يتعار ): أي ينتبه، ( من الليل إلا أجرى السواك على فيه ): أي تسوك به، وإن تعدد انتباهه، فيسن ذلك لكل أحد.(1/40)
]58[ وعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ( كَانَ لاَ يَنَامُ إِلاَ وَالسِّوَاكُ عِنْدَ رأسه، فَإِذَا اسْتَيْقَظَ بَدَأَ بِالسِّوَاكِ. ] حسن / صحيح الجامع الصغير وزيادته للألباني، 4872 [.
]59[ وعن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله (: إذا قام أحدكم يصلي من الليل فليستك، فإن أحدكم إذا قرأ في صلاته وضع ملك فاه على فيه، ولا يخرج من فيه شيء إلا دخل فم الملك. ] صحيح / صحيح الجامع الصغير وزيادته للألباني، 720 [.
شرح الحديث: قال المناوي في فيض القدير ( الجزء الأول، ص: 515 ): ( إذا قام أحدكم يصلي من الليل ): أي إذا أراد القيام للصلاة فيه ... عبر عن إرادة الفعل بالفعل المسبب عنها للإيجاب ... ( فليستك ): أي يستعمل السواك. ( فإن أحدكم إذا قرأ صلاته وضع ملك فاه على فيه ): يحتمل أن المراد به كاتب الحسنات ويحتمل غيره. ( ولا يخرج من فيه ): أي القارئ، ( شيء ): من القرآن ( إلا دخل فم الملك ): لأن الملائكة لم يعطوا فضيلة التلاوة ... وأنهم حريصون على استماع القرآن من البشر. وفي إطلاقه القراءة في الصلاة إشارة إلى أن ذلك يكون في أي صلاة كانت: فرضا أو نفلا، ليلا أو نهارا، فذكره الليل أولا لكون التهجد إنما هو ليلا، وهو يزيد على صلاة النهار بالنسبة للكمال، فوجه الكلام نحو الغالب، وإلا فالنهار كذلك، بدليل ( ما ورد في الحديث التالي ). ثم إن قضية الحديث أن تلقف الملك القراءة إنما يكون فيما وقع في الصلاة بخلافه خارجها، وقد يوجه بأن الصلاة مظنة الفيوض الرحمانية، فاجتماع شرف القرآن وشرف الصلاة يزيد دنو الأرواح القدسية. وفيه ندب الإكثار من القراءة، سيما في الصلاة، وبيان فضيلة قراءة القرآن، والسواك وإن كان الإنسان نقي الأسنان قويم المزاج، واعتناء الملأ الأعلى بذلك وحرصهم عليه، وفيه أن للملك جوفا.(1/41)
]60[ وعن ابن شهاب الزهري، قال: قال رسول الله (: إذا قام الرجل يتوضأ ليلا أو نهارا فأحسن الوضوء واستن، ثم قام فصلى أطاف به الملك ودنا منه، حتى يضع فاه على فيه، فما يقرأ إلا في فيه، وإذا لم يستن أطاف به، ولا يضع فاه على فيه. ] صحيح / صحيح الجامع الصغير وزيادته للألباني، 723[.
خامسا- غسل اليدين عند الاستيقاظ من النوم وقبل غمسها في إناء الوضوء
]61[ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة (َ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ( قَالَ: إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيَجْعَلْ فِي أَنْفِهِ ثُمَّ لِيَنْثُرْ، وَمَنِ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ، وَإِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَلْيَغْسِلْ يَدَهُ قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَهَا فِي وَضُوئِهِ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لاَ يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ. ] صحيح البخاري، 162 [.
شرح غريب الحديث: ( استجمر ): الاستجمار: التمسح بالجمار، وهي الأحجار الصغار.
]62[ وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (، أَنَّ النَّبِيَّ ( قَالَ: إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ، فَلاَ يَغْمِسْ يَدَهُ فِي اْلإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلاَثًا. فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ. ] صحيح مسلم، 278(87) [.
]63[ وعَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (: إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَلاَ يُدْخِلْ يَدَهُ فِي اْلإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا. ] صحيح / صحيح سنن ابن ماجه للألباني، 320 [.
]64[ وعَنْ جَابِرٍ (، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (: إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ النَّوْمِ فَأَرَادَ أَنْ يَتَوَضَّأَ، فَلاَ يُدْخِلْ يَدَهُ فِي وَضُوئِهِ حَتَّى يَغْسِلَهَا، فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ وَلاَ عَلَى مَا وَضَعَهَا؟ ] صحيح / صحيح سنن ابن ماجه للألباني، 321 [.
سادسا- الاستنثار ثلاثا(1/42)
]65[ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (، أَنَّ النَّبِيَّ ( قَالَ: إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَنَامِهِ فَلْيَسْتَنْثِرْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَبِيتُ عَلَى خَيَاشِيمِهِ. ] صحيح مسلم، 23/238[.
شرح الحديث: قال النووي في شرحه على صحيح مسلم ( الجزء الثاني، ص: 129 ): قال العلماء: الخيشوم أعلى الأنف, وقيل: هو الأنف كله، وقيل: هي عظام رقاق لينة في أقصى الأنف بينه وبين الدماغ, وقيل غير ذلك، وهو اختلاف متقارب المعنى. قال القاضي عياض - رحمه الله تعالى - : يحتمل أن يكون قوله (: " فإن الشيطان يبيت على خياشيمه " على حقيقته، فإن الأنف أحد منافذ الجسم التي يتوصل إلى القلب منها، لاسيما وليس من منافذ الجسم ما ليس عليه غلق سواه وسوى الأذنين ... وجاء في التثاؤب الأمر بكظمه من أجل دخول الشيطان حينئذ في الفم. قال: ويحتمل أن يكون على الاستعارة، فإن ما ينعقد من الغبار ورطوبة الخياشيم قذارة توافق الشيطان. والله أعلم.
سابعا- الوضوء كلما استيقظ من الليل
ودليل ذلك ما ورد في الحديث ]46[: ( ...فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ ... )، وفي الحديث ]47[: ( ... فَإِنْ تَوَضَّأَ قُبِلَتْ صَلاَتُهُ. )، وما ورد في الحديث ]52[: ( ... ثُمَّ قَامَ إِلَى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ فَتَوَضَّأَ مِنْهَا فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ... )، وكذلك في الحديث ]53[: ( ... فَاسْتَيْقَظَ، فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأَ ... ).
ثامنا- الصلاة إذا استيقظ من الليل
ودليل ذلك ما ورد في الحديث ]46[: ( ... فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ ... )، وكذلك الحديث ]47[: ( ... أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ. فَإِنْ تَوَضَّأَ قُبِلَتْ صَلاَتُهُ )، وكذلك الأحاديث التالية:(1/43)
]66[ عن جابر (، قال: قال رسول الله (: ما من ذكر ولا أنثى إلا على رأسه جرير معقود حين يرقد بالليل، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، وإذا قام فتوضأ وصلى انحلت العقد، وأصبح خفيفا طيب النفس، قد أصاب خيرا. ] صحيح / صحيح الترغيب والترهيب، 614/2[.
شرح غريب الحديث: ( الجرير ): الحبل.
]67[ وعن جابر (، عن رسول الله (، قال: ما من مسلم ذكر ولا أنثى ينام إلا وعليه جرير معقود، فإن هو توضأ وقام إلى الصلاة، أصبح نشيطاً قد أصاب خيراً، وقد انحلت عقده كلها، وإن استيقظ ولم يذكر الله، أصبح وعقده عليه، وأصبح ثقيلاً كسلاناً، ولم يصب خيراً. ] صحيح / صحيح الترغيب والترهيب، 648/5 [.
ويفتتح الصلاة بركعتين خفيفتين، لما ورد:
]68[ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( إِذَا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ لِيُصَلِّيَ، افْتَتَحَ صَلاَتَهُ بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ. ] صحيح مسلم، 197(767) [.
]69[ وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (، عَنْ النَّبِيِّ (، قَالَ: إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنْ اللَّيْلِ، فَلْيَفْتَتِحْ صَلاَتَهُ بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ. ] صحيح مسلم، 198(768) [.
شرح الحديث: وذكر ابن حجر العسقلاني في فتح الباري ( الجزء الثالث، ص: 34 ) أن السر في استفتاح صلاة الليل بركعتين خفيفتين المبادرة إلى حل عقد الشيطان.
تاسعا- إيقاظ الأهل لشهود صلاة الليل
]70[ عن أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ (، أن رَسُولُ اللَّهِ ( اسْتَيْقَظَ لَيْلَةً فَزِعًا، يَقُولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، مَاذَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْخَزَائِنِ، وَمَاذَا أُنْزِلَ مِنَ الْفِتَنِ؟ مَنْ يُوقِظُ صَوَاحِبَ الْحُجُرَاتِ، يُرِيدُ أَزْوَاجَهُ، لِكَيْ يُصَلِّينَ؟ رُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا، عَارِيَةٍ فِي اْلآخِرَةِ.] صحيح البخاري، 7069 [.(1/44)
شرح الحديث: قال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري ( الجزء الثالث عشر، ص: 26 ): واختلف في المراد بقوله " كاسية وعارية " على أوجه، أحدها كاسية في الدنيا بالثياب لوجود الغنى عارية في الآخرة من الثواب لعدم العمل في الدنيا, ثانيها كاسية بالثياب لكنها شفافة لا تستر عورتها فتعاقب في الآخرة بالعري جزاء على ذلك, ثالثها كاسية من نعم الله عارية من الشكر الذي تظهر ثمرته في الآخرة بالثواب, رابعها كاسية جسدها لكنها تشد خمارها من ورائها فيبدو صدرها فتصير عارية فتعاقب في الآخرة, خامسها كاسية من خلعة التزوج بالرجل الصالح عارية في الآخرة من العمل فلا ينفعها صلاح زوجها ... واللفظة وإن وردت في أزواج النبي ( لكن العبرة بعموم اللفظ ... وفي هذا الحديث أن الفتوح في الخزائن تنشأ عنه فتنة المال بأن يتنافس فيه فيقع القتال بسببه، وأن يبخل به فيمنع الحق، أو يبطر صاحبه فيسرف, فأراد ( تحذير أزواجه من ذلك كله وكذا غيرهن ممن بلغه ذلك، وأراد بقوله " من يوقظ " بعض خدمه، كما قال يوم الخندق " من يأتيني بخبر القوم " وأراد أصحابه ... وفي الحديث الندب إلى الدعاء, والتضرع عند نزول الفتنة، ولاسيما في الليل لرجاء وقت الإجابة لتكشف أو يسلم الداعي ومن دعا له، وبالله التوفيق.
]71[ وعن عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ (، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ( طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ بِنْتَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلاَم لَيْلَةً، فَقَالَ: أَلاَ تُصَلِّيَانِ؟ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللَّهِ، فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا. فَانْصَرَفَ حِينَ قُلْنَا ذَلِكَ وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا، ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُوَلٍّ يَضْرِبُ فَخِذَهُ وَهُوَ يَقُولُ: ( وَكَانَ اْلإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً ( ] الكهف: 54 [. ] صحيح البخاري، 1127 [.(1/45)
]72[ وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنهما، قَالاَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (: مَنِ اسْتَيْقَظَ مِنَ اللَّيْلِ، وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ، فَصَلَّيَا رَكْعَتَيْنِ جَمِيعًا، كُتِبَا مِنَ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ. ] صحيح / صحيح أبى داود للألباني، 1451 [.
شرح الحديث: قال المناوي في فيض القدير ( الجزء الرابع، ص: 34 ): أفاد ... أن من أصاب خيرا ينبغي أن يحب لغيره ما يحب لنفسه، فيأخذ الأقرب ... وذلك أن المصطفى ( لما نال ما نال بالتهجد من الكرامة، أراد أن يحصل لأمته حظ من ذلك، فحثهم عليه.
عاشرا- إذا تكرر قيامه
]73[ عن ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّهُ بَاتَ عِنْدَ النَّبِيِّ ( ذَاتَ لَيْلَةٍ. فَقَامَ نَبِيُّ اللَّهِ ( مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ. فَخَرَجَ فَنَظَرَ فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ اْلآيَةَ فِي آلِ عِمْرَانَ: ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَاْلأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ( ] آل عمران: 190 [ حَتَّى بَلَغَ ( فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ( ] آل عمران: 191 [ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْبَيْتِ فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأَ. ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى. ثُمَّ اضْطَجَعَ. ثُمَّ قَامَ فَخَرَجَ، فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ، فَتَلاَ هَذِهِ اْلآيَةَ. ثُمَّ رَجَعَ فَتَسَوَّكَ فَتَوَضَّأَ. ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى. ]صحيح مسلم، 256(48) [.
شرح الحديث: قال النووي في شرحه على صحيح مسلم: وفيه يستحب قراءة هذه الآيات عند الاستيقاظ في الليل، مع النظر إلى السماء، لما في ذلك من عظيم التدبر. وإذا تكرر نومه واستيقاظه وخروجه، استحب تكريره قراءة هذه الآيات كما ذكر في الحديث. والله سبحانه وتعالى أعلم.
حادي عشر- إطالة القراءة في صلاة الليل(1/46)
]74[ وعَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ (، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (: مَنْ قَرَأَ بِمِائَةِ آيَةٍ فِي لَيْلَةٍ كُتِبَ لَهُ قُنُوتُ لَيْلَةٍ. ] صحيح / صحيح الجامع الصغير وزيادته للألباني، 6468 [.
شرح الحديث: قال المناوي في فيض القدير ( الجزء السادس، ص: 242 ): قنوت ليلة: أي عبادتها، ويقبح إخراج الباء هنا لتعلقها بما في ضمن الكلام من معنى التقرب والتهجد.
]75[ وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (: مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنْ الْغَافِلِينَ، وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنْ الْقَانِتِينَ، وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنْ الْمُقَنْطِرِينَ. ] صحيح / صحيح الترغيب والترهيب للألباني، 639(27) [.
شرح الحديث: قال المنذري في الترغيب والترهيب ( الجزء الأول، ص: 222 ): قوله ( من المقنطرين ): أي ممن كتب له قنطار من الأجر. قال الحافظ: من ( تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ( إلى آخر القرآن ألف آية، والله أعلم.
ثاني عشر- صلاة القيام جماعة أحيانا
]76[ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي، فَقَامَ النَّبِيُّ ( يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، فَقُمْتُ أُصَلِّي مَعَهُ، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَ بِرَأْسِي فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ. ]صحيح البخاري، 699 [.
ثالث عشر- عدم كراهة النوم بعد الاستيقاظ في الليل
]77[ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ ( قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ، وَيَدَيْهِ، ثُمَّ نَامَ. ] صحيح مسلم، 304(20) [.(1/47)
شرح الحديث: يقول الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم ( الجزء الثاني، ص: 219 ): الظاهر، والله اعلم، أن المراد بقضاء الحاجة: الحدث، وكذا قاله القاضي عياض، والحكمة في غسل الوجه إذهاب النعاس وآثار النوم، وأما غسل اليد، فقال القاضي: لعله كان شيء نالهما. وفي هذا الحديث أن النوم بعد الاستيقاظ في الليل ليس بمكروه، وقد جاء عن بعض زهاد السلف كراهة ذلك، ولعلهم أرادوا من لم يأمن استغراق النوم، بحيث يفوته وظيفته، ولا يكون مخالفا لما فعله النبي (، فإنه ( كان يأمن من فوات أوراده ووظيفته.
رابع عشر- تحري دعاء الله وسؤاله واستغفاره في الليل وفي جوف الليل خاصة
ودليل ذلك ما ورد في الحديث ]47[: ( ... أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ. فَإِنْ تَوَضَّأَ قُبِلَتْ صَلاَتُهُ )، والأحاديث الأخرى:
]78[ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة (َ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ( قَالَ: يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ اْلآخِرُ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، وَمَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، وَمَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ. ] متفق عليه، اللؤلؤ والمرجان، 434 [.
شرح غريب الحديث: ( فأستجيب ): ليست السين للطلب، بل أستجيب بمعنى أجيب. قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ( الجزء الثالث، ص: 38 ): لم تختلف الروايات على الزهري في الاقتصار على الثلاثة المذكورة، وهي الدعاء والسؤال والاستغفار. والفرق بين الثلاثة: أن المطلوب إما لدفع المضار، أو جلب المسار، وذلك إما ديني وإما دنيوي. ففي الاستغفار إشارة إلى الأول ( أي دفع المضار )، وفي السؤال إشارة إلى الثاني ( أي جلب المسار لغرض ديني )، وفي الدعاء إشارة إلى الثالث ( أي جلب المسار لغرض دنيوي ).(1/48)
]79[ وعَنْ جَابِرٍ (، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ( يَقُولُ: إِنَّ فِي اللَّيْلِ لَسَاعَةً، لاَ يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَاْلآخِرَةِ، إِلاَ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ. ] صحيح مسلم، 757(166) [.
شرح الحديث: قال النووي في شرحه على صحيح مسلم ( الجزء الثالث، ص: 292 ): فيه إثبات ساعة الإجابة في كل ليلة، ويتضمن الحث على الدعاء في جميع ساعات الليل رجاء مصادفتها.
]80[ وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (، قَالَ: يَنْزِلُ اللَّهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ، حِينَ يَمْضِي ثُلُثُ اللَّيْلِ اْلأَوَّلُ، فَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ. أَنَا الْمَلِكُ. مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ فَلاَ يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُضِيءَ الْفَجْرُ. ] صحيح مسلم، 757(169) [.
]81[ وعَنْ أَبِي هُرَيْرَة (َ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (: إِذَا مَضَى شَطْرُ اللَّيْلِ، أَوْ ثُلُثَاهُ، يَنْزِلُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا. فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ يُسْتَجَابُ لَهُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ لَهُ؟ حَتَّى يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ.] صحيح مسلم، 757(170) [.(1/49)
]82[ وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (: يَنْزِلُ اللَّهُ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا لِشَطْرِ اللَّيْلِ، أَوْ لِثُلُثِ اللَّيْلِ اْلآخِرِ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ أَوْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ ثُمَّ يَقُولُ: مَنْ يُقْرِضُ غَيْرَ عَدِيمٍ وَلاَ ظَلُومٍ. وفي رواية: وَزَادَ: ثُمَّ يَبْسُطُ يَدَيْهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، يَقُولُ: مَنْ يُقْرِضُ غَيْرَ عَدُومٍ وَلاَ ظَلُومٍ. ] صحيح مسلم، 757(171) [.
شرح غريب الحديث: ( من يقرض غير عديم ولا ظلوم ) وفي الرواية الأخرى ( من يقرض غير عدوم ولا ظلوم ): قال النووي في شرحه على صحيح مسلم ( الجزء الثالث، ص: 295 ): قال أهل اللغة: يقال أعدم الرجل إذا افتقر، فهو معدم وعديم وعدوم. والمراد بالقرض، والله أعلم، عمل الطاعة سواء فيه الصدقة والصلاة والصوم والذكر وغيرها من الطاعات. وسماه سبحانه وتعالى قرضا ملاطفة للعباد، وتحريضا لهم على المبادرة إلى الطاعة. فإن القرض إنما يكون ممن يعرفه المقترض، وبينه وبينه مؤانسة ومحبة. فحين يتعرض للقرض، يبادر المطلوب منه بإجابته لفرحه بتأهيله للاقتراض منه، وإدلاله عليه، وذكره له.
]83[ وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنهما، قَالاَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (: إِنَّ اللَّهَ يُمْهِلُ، حَتَّى إِذَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ اْلأَوَّلُ، نَزَلَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ؟ حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ. ] صحيح مسلم، 757(172) [.(1/50)
]84[ وعن عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ (، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ( يَقُولُ: أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الرَّبُّ مِنَ الْعَبْدِ، فِي جَوْفِ اللَّيْلِ اْلآخِرِ. فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللَّهَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ، فَكُنْ. ] صحيح / صحيح سنن الترمذي للألباني، 3579 [.
]85[ وعَنْ رِفَاعَةَ الْجُهَنِيِّ (، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (: إِنَّ اللَّهَ يُمْهِلُ، حَتَّى إِذَا ذَهَبَ مِنَ اللَّيْلِ نِصْفُهُ أَوْ ثُلُثَاهُ، قَالَ: لاَ يَسْأَلَنَّ عِبَادِي غَيْرِي، مَنْ يَدْعُنِي أَسْتَجِبْ لَهُ، مَنْ يَسْأَلْنِي أُعْطِهِ، مَنْ يَسْتَغْفِرْنِي أَغْفِرْ لَهُ، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ. ] صحيح / صحيح سنن ابن ماجه للألباني، 1133 [.
]86[ وعن عثمان بن أبي العاص الثقفي (، عن النبي ( قال: تفتح أبواب السماء نصف الليل، فينادي منادٍ: هل من داع فيستجاب له؟ هل من سائل فيعطى؟ هل من مكروب فيفرج عنه؟ فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله عز وجل له، إلا زانية تسعى بفرجها، أو عشار. ] صحيح / صحيح الجامع الصغير وزيادته للألباني، 2971 [.
شرح غريب الحديث: قال المناوي في فيض القدير ( الجزء الثالث، ص: 314 ): ( إلا زانية تسعى بفرجها ): أي تكتسب. ( أو عشار ): أي مكاس، فإنه لا يستجاب لهما لجرم ذنبهما. قالوا: إنما كان الفتح نصف الليل، لأنه وقت صفاء القلب وإخلاصه وفراغه ( من ) المشوشات، وهو وقت اجتماع الهمم وتعاون القلوب واستدرار الرحمة وفيوض ( الخير ).
خامس عشر- الإكثار من الصلاة على النبي ((1/51)
]87[ عَنْ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ، قَامَ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ! اذْكُرُوا اللَّهَ، اذْكُرُوا اللَّهَ، جَاءَتْ الرَّاجِفَةُ، تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ. قَالَ أُبَيٌّ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلاَةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاَتِي؟ فَقَالَ: مَا شِئْتَ. قَالَ: قُلْتُ: الرُّبُعَ؟ قَالَ: مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ. قُلْتُ: النِّصْفَ؟ قَالَ: مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ. قَالَ: قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ. قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلاَتِي كُلَّهَا؟ قَالَ: إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ. ] حسن / صحيح سنن الترمذي للألباني، 2457 [.
سادس عشر- ترك القيام مع النعاس والفتور
]88[ عَنْ أَنَسٍ (، قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ ( الْمَسْجِدَ، وَحَبْلٌ مَمْدُودٌ بَيْنَ سَارِيَتَيْنِ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: لِزَيْنَبَ، تُصَلِّي، فَإِذَا كَسِلَتْ أَوْ فَتَرَتْ أَمْسَكَتْ بِهِ. فَقَالَ: حُلُّوهُ، لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ، فَإِذَا كَسِلَ أَوْ فَتَرَ قَعَدَ. ] متفق عليه، اللؤلؤ والمرجان، 448 [.
]89[ وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ ( وَعِنْدِي امْرَأَةٌ، فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ؟ فَقُلْتُ: امْرَأَةٌ لاَ تَنَامُ، تُصَلِّي. قَالَ: عَلَيْكُمْ مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ، فَوَاللَّهِ! لاَ يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا. وَكَانَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيْهِ مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ. ] متفق عليه، اللؤلؤ والمرجان، 449 [.(1/52)
]90[ وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ ( قَالَ: إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلاَةِ فَلْيَرْقُدْ، حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُ النَّوْمُ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا صَلَّى وَهُوَ نَاعِسٌ لَعَلَّهُ يَذْهَبُ يَسْتَغْفِرُ فَيَسُبُّ نَفْسَهُ. ] متفق عليه، اللؤلؤ والمرجان، 450 [.
]91[ وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ ( حَصِيرٌ، وَكَانَ يُحَجِّرُهُ مِنَ اللَّيْلِ، فَيُصَلِّي فِيهِ، فَجَعَلَ النَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلاَتِهِ. وَيَبْسُطُهُ بِالنَّهَارِ، فَثَابُوا ذَاتَ لَيْلَةٍ. فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ! عَلَيْكُمْ مِنَ اْلأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَإِنَّ أَحَبَّ اْلأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ مَا دُووِمَ عَلَيْهِ وَإِنْ قَلَّ. وَكَانَ آلُ مُحَمَّدٍ ( إِذَا عَمِلُوا عَمَلاً أَثْبَتُوهُ. ] صحيح مسلم، 782(215) [.(1/53)
شرح غريب الحديث: قال النووي في شرحه على صحيح مسلم ( الجزء الثالث، ص ص: 328 - 330 ): ( يحجره ): أي يتخذه حجرة. وفيه: إشارة إلى ما كان عليه رسول الله ( من الزهادة في الدنيا والإعراض عنها، والإثراء من متاعها بما لابد منه. ( فثابوا ذات ليلة ): أي اجتمعوا، وقيل: رجعوا للصلاة. وقوله (: ( فإن الله لا يمل حتى تملوا ) هو بفتح الميم فيهما, وفي الرواية الأخرى: ( لا يسأم حتى تسأموا )، وهما بمعنى: قال العلماء: الملل والسآمة بالمعنى المتعارف في حقنا محال في حق الله تعالى ... قال المحققون: معناه لا يعاملكم معاملة المال، فيقطع عنكم ثوابه وجزاءه وبسط فضله ورحمته حتى تقطعوا عملكم, وقيل: معناه لا يمل إذا مللتم ... وفي هذا الحديث كمال شفقته ( ورأفته بأمته; لأنه أرشدهم إلى ما يصلحهم وهو ما يمكنهم الدوام عليه بلا مشقة ولا ضرر فتكون النفس أنشط والقلب منشرحا فتتم العبادة, بخلاف من تعاطى من الأعمال ما يشق فإنه بصدد أن يتركه أو بعضه أو يفعله بكلفة وبغير انشراح القلب, فيفوته خير عظيم.
]92[ وعَنْ عَلْقَمَةَ (، قَالَ: سَأَلْتُ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ! كَيْفَ كَانَ عَمَلُ رَسُولِ اللَّهِ (؟ هَلْ كَانَ يَخُصُّ شَيْئًا مِنَ اْلأَيَّامِ؟ قَالَتْ: لاَ. كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً. وَأَيُّكُمْ يَسْتَطِيعُ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( يَسْتَطِيعُ. ] صحيح البخاري، 6466 / صحيح مسلم، 882(215) [.
]93[ وعَنْ أَنَسٍ (، عَنِ النَّبِيِّ (، قَالَ: إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلاَةِ فَلْيَنَمْ حَتَّى يَعْلَمَ مَا يَقْرَأُ . ] صحيح البخاري، 213 [.
]94[ وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (: أَحَبُّ اْلأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ. وَكَانَتْ عَائِشَةُ إِذَا عَمِلَتِ الْعَمَلَ لَزِمَتْهُ. ] صحيح مسلم، 218[.(1/54)
]95[ وعن عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ الْحَوْلاَءَ بِنْتَ تُوَيْتِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى مَرَّتْ بِهَا، وَعِنْدَهَا رَسُولُ اللَّهِ (. فَقُلْتُ: هَذِهِ الْحَوْلاَءُ بِنْتُ تُوَيْتٍ، وَزَعَمُوا أَنَّهَا لاَ تَنَامُ اللَّيْلَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (: لاَ تَنَامُ اللَّيْلَ! خُذُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ. فَوَاللَّهِ! لاَ يَسْأَمُ اللَّهُ حَتَّى تَسْأَمُوا. ] صحيح مسلم، 785(220) [.
]96[ وعن أبى هُرَيْرَة (َ، أن رَسُولَ اللَّهِ (، قَالَ: إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَاسْتَعْجَمَ الْقُرْآنُ عَلَى لِسَانِهِ، فَلَمْ يَدْرِ مَا يَقُولُ، فَلْيَضْطَجِعْ. ] صحيح مسلم، 787(223) [.
]97[ وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، رَضِي اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (: إِذَا نَعَسَ الرَّجُلُ وَهُوَ فِي الصَّلاَةِ، فَلْيَنْصَرِفْ، لَعَلَّهُ يَدْعُو عَلَى نَفْسِهِ، وَهُوَ لاَ يَدْرِي. ]صحيح / صحيح سنن النسائي للألباني، 162 [.
]98[ وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ ( عَلَى رَجُلٍ يُصَلِّي عَلَى صَخْرَةٍ، فَأَتَى نَاحِيَةَ مَكَّةَ، فَمَكَثَ مَلِيًّا ثُمَّ انْصَرَفَ، فَوَجَدَ الرَّجُلَ يُصَلِّي عَلَى حَالِهِ. فَقَامَ فَجَمَعَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ! عَلَيْكُمْ بِالْقَصْدِ، ثَلاَثًا، فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا . ] صحيح / صحيح سنن ابن ماجه للألباني، 3438[.
]99[ وعن أبي أمامة (، قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (: خذوا من العبادة ما تطيقون، فإن الله لا يسأم حتى تسأموا. ] صحيح / صحيح الجامع الصغير وزيادته للألباني، 3217 [.
سابع عشر- النوم في السحر الأعلى ما عدا في رمضان(1/55)
]100[ عَنْ أم المؤمنين عَائِشَةَ رضي الله عنها، رَضِي اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: مَا أَلْفَاهُ السَّحَرُ عِنْدِي إِلاَ نَائِمًا، تَعْنِي النَّبِيَّ (. ] صحيح البخاري، 1133 [.
]101[ وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: مَا أَلْفَى رَسُولَ اللَّهِ ( السَّحَرُ اْلأَعْلَى فِي بَيْتِي، أَوْ عِنْدِي، إِلاَ نَائِمًا. ] صحيح مسلم، 132/742 [.
شرح الحديث: يقول الحافظ ابن حجر في فتح الباري ( الجزء الثالث، ص: 23 ): قوله : ( ما ألفاه ): بالفاء أي وجده، والسحر مرفوع بأنه فاعله. والمراد نومه بعد القيام الذي مبدؤه عند سماع الصارخ ... ( تنبيه ): قال ابن التين: قولها: ( إلا نائماً ): تعني مضطجعاً على جنبه، لأنها قالت في حديث آخر: " فإن كنت يقظانة حدثني وإلا اضطجع " انتهى. وتعقبه ابن رشيد بأنه لا ضرورة لحمل هذا التأويل، لأن السياق ظاهر في النوم حقيقة، وظاهر في المداومة على ذلك، ولا يلزم من أنه كان ربما لم ينم وقت السحر هذا التأويل، فدار الأمر بين حمل النوم على مجاز التشبيه أو حمل التعميم على إرادة التخصيص، والثاني أرجح وإليه ميل البخاري لأنه ترجم بقوله " من نام عند السحر "، ثم ترجم عقبه بقوله " من تسحر فلم ينم "، فأومأ إلى تخصيص رمضان من غيره. فكأن العادة جرت في جميع السنة أنه كان ينام عند السحر، إلا في رمضان فإنه كان يتشاغل بالسحور في آخر الليل، ثم يخرج إلى صلاة الصبح عقبه. وقال ابن بطال: النوم وقت السحر كان يفعله النبي ( في الليالي الطوال وفي غير شهر رمضان، كذا قال، ويحتاج في إخراج الليالي القصار إلى دليل.
1- الأذكار، النووي
2- تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي، المباركفوري
3- تفسير القرآن العظيم، أبي الفداء ابن كثير
4- زاد الميعاد في هدي خير العباد (، ابن قيم الجوزية
5- شرح رياض الصالحين للنووي، محمد صالح بن العثيمين
6- صحيح الجامع الصغير وزيادته، محمد ناصر الدين الألباني.(1/56)
7- صحيح سنن ابن ماجه، محمد ناصر الدين الألباني.
8- صحيح سنن أبي داود، محمد ناصر الدين الألباني.
9- صحيح سنن الترمذي، محمد ناصر الدين الألباني.
10- صحيح سنن النسائي، محمد ناصر الدين الألباني
11- صحيح مسلم بشرح النووي، الإمام النووي.
12- الصحيح المسند من أذكار اليوم والليلة، مصطفى العدوي
13- صحيح وضعيف الترغيب والترهيب، ناصر الدين الألباني.
14- فتح الباري شرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني.
15- فيض القدير شرح الجامع الصغير، محمد المناوي
16- كتاب الآداب، الشلهوب
17- اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان، محمد فؤاد عبد الباقي.
18- موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين، القاسمي
19- المسند، أحمد بن حنبل
20- النهاية في غريب الحديث، ابن الأثير
21- هدي الإسلام في نوم الإنسان، عبد الرحيم الطحان
22- الوابل الصيب من الكلم الطيب، ابن قيم الجوزية.
الفهرس(1/57)
تقديم4مقدمة6أولا- آداب النوم81- كراهة النوم قبل العشاء والحديث بعدها92- الوضوء حتى ولو كان جنبا113- نفض الفراش144- الاضطجاع على الشق الأيمن165- وضع اليد اليمنى تحت الخد176- التوبة من جميع الذنوب187- كراهية النوم على البطن198- تلاوة آيات من القرآن الكريم209- ذكر الله عز وجل2410- استحضار نية قيام الليل عند الليل3011- إطفاء النار والمصابيح وإغلاق الأبواب قبل النوم3012- كراهية النوم على سطح غير محجور3313- الدعاء إذا فزع من النوم3414- الحديث بالرؤيا الصالحة والتعوذ من الحلم35ثانيا- آداب الاستيقاظ من النوم361- ذكر الله تعالى عند الاستيقاظ من النوم362- مسح النوم عن الوجه باليدين393- قراءة خواتم آل عمران 404- التسوك لقيام الليل415- غسل اليدين عند الاستيقاظ من النوم 446- الاستنثار ثلاثا457- الوضوء كلما استيقظ من الليل468- الصلاة إذا استيقظ من الليل469- إيقاظ الأهل لشهود صلاة الليل4710- إذا تكرر قيامه4911- إطالة القراءة في صلاة الليل5012- صلاة القيام جماعة أحيانا 5013- عدم كراهة النوم بعد الاستيقاظ في الليل5114- تحري دعاء الله وسؤاله واستغفاره في الليل 5115- الإكثار من الصلاة على النبي (5516- ترك القيام مع النعاس والفتور5517- النوم في السحر الأعلى ما عدا في رمضان59المراجع61الفهرس63
صدر للمؤلف
* يوم في حياة مسلم
تحت الطبع
* الأذكار المتعلقة بالصلوات
* آداب الطعام والشراب
* السيرة النبوية: وقائع وأحداث
(1) الحديث ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله في ضعيف الترغيب والترهيب، حديث رقم: 344(3).
(1) المراد أنه قرأ من الآية 190 حتى الآية 200 منها.
??
??
??
??
الآداب الإسلامية
آداب النوم والاستيقاظ…(1/58)