إيذاء الاقارب
المقدم:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أيها الإخوة والأخوات مرحباً بكم في حلقة جديدة من برنامج الراصد مع الشيخ محمد صالح المنجد
أهلا وسهلاً ومرحباً بكم يا شيخ محمد ؟
الشيخ محمد:
حياكم الله
المقدم:
يا شيخ محمد حلقة هذا اليوم عن أذى الأقارب لا شك أننا نعيش في أوساط معزولة عن الآخرين سواء الجيران ، أو زملاء المدرسة أو فرق الكرة الرياضية ، أو طبعاً بشكل أساسي الأقارب، ولكن مع أن الله سبحانه وتعالى أمرنا بصلة الرحم ، وكذلك الأحاديث النبوية أمرت بذلك وقال الله عز وجل ?فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ? ولكن المشكلة يا شيخ محمد أن الذي يحصل أحياناً الفساد يحصل من الأقارب ليس في مقاطعة الأقارب ، هذه مشكلة اجتماعية ، نريد أن نتعرض إليها في هذه الحلقة ، فما هي الصور التي يمكن يحصل فيها أذى من الأقارب .
الشيخ محمد:
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين(1/1)
وبعد فأولاً بادئ ذي بدء لابد أن نقرر قاعدة صلة الرحم في الإسلام ?وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض? ?واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ? وأوصى أحد السلف ابنه ، قال : يا بني لا تصحب قاطع رحم فإني رأيت لعنه في كتاب الله ، لأن الله سبحانه وتعالى قال : ?والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار ??فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم ? القضية خطيرة ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه ، ونبينا ? أخبر أن الله عز وجل لما خلق الخلق ، قالت الرحم هذا مقام العائذ بك من القطيعة ، قال: أما ترضين أن أصل من وصلك ، وأقطع من قطعك ، فالمسألة خطيرة ، ويوم القيامة ستقف الأمانة في جهة ، والرحم في جهة عند عبور الناس على الصراط ، ولا ينجي الناس إلا القيام بحق هذين الأمرين العظيمين ، الأقارب طبعاً ، أقرباء الرجل من جهة أبيه وأمه ، فالآباء والأمهات وإن علو ، والأولاد وأولاد الأولاد وإن نزلوا ، والإخوة والأخوات ، وبنوا الإخوة ، وبنات الإخوة ، والأعمام والعمات وأبناء العم ، وهكذا إلى المستوى الرابع ، كما قال العلماء ، يعني الأب لجد أو الجد لجد هنا تنتهي التعريف الرحم التي يجب صلتها ، طبعاً قاعدة الشريعة الأقرب فالأقرب نحن نعيش كما أنت ذكرت في يعني أوضاع مختلطة تداخل الناس مع بعض طبيعي الإنسان يخالط أهله وأقاربه ، وطبعاً أهل الزوجة ، وأهل الزوج أيضاً داخلين في الموضوع وهذا طبعاً له أثر لأن الإنسان يتأثر ، ممن يخالطهم من الأقارب على رأس هؤلاء ، عندما يكون الأقارب أتقياء وأخيار وأفاضل ، فطبعاً هذا سيكون له أثر إيجابي كبير جداً على الإنسان وزوجه وأولاده إلى آخره لكن عندما يكون في الأقارب منحرفون وأهل سوء ، ماذا ستكون العاقبة ويكون التأثير ، إن هؤلاء الأقارب(1/2)
الذين فيهم سوء سيكون لهم أثر كبير جداً على الإنسان وعلى زوجه من جهة أقاربه وأقارب زوجته الآن طبعاً الأقارب الذين فيهم منكرات ومعاصي ، نتيجة الزيارات التداخلات والأعياد ، واللقاءات ، والإجازات التي نحن مقدمون عليها لها أثر يعني كبير بلا شك .
المقدم:
ممكن تعطونا بعض الأمثلة على الآثار السلبية ؟
الشيخ محمد:
يعني مثلاً ممكن واحد يكون في معافاة من القنوات الفضائية المنحرفة ، لكن أقاربهم يوجد في بيوتهم هذا الشيء ، فما هو لما يذهب الواحد وأولاده إلى هؤلاء ، ماذا ستكون النتيجة على أولاده طيب ، هو ينشئ أولاده على حفظ كتاب الله ، وعلى الأخلاق الطيبة ، والصلاة إلى آخره يذهب إلى بيت أخيه ، إلى بيت عمه ، إلى بيت خالته إلى بيت ابن خالته ، إلى بيت أهل زوجته هي تذهب بأولادها إلى بيت أهل زوجها ، إلى بيت أخت الزوج ، طيب هؤلاء عندهم قنوات ودش وعربي إلى آخره ، فيقع تأثير على الأولاد ، يقول أنا بنتي عمرها ستة عشرة سنة مراهقة ، نشأناها على الحجاب والصلاة ، لكن لما ذهبت إلى بيت خالتها وبيت عمتها بدأ فيه تأثير الآن أنا ما صرت أسيطر عليها ، عند البنت أفكار نتيجة الاحتكاك هذا ، مثلاً اعتياد الألفاظ البذيئة ، خاصة مع الأطفال ، واحد يبذل وسعه لمنع نقل الكلام الفاحش ، أصلاً ما يعلمهم هذا ، فيفاجئ أن يسمعهم يتكلمون بهذه الأشياء ، من وين من أين تعلموا ، والله راحوا آخر الأسبوع استراحة مع أقاربهم ، صار مع الأولاد علموا بعض ، التدخين مثلاً ، طيب يتعلموا التدخين شرب الشيشة ، حفظ الإناث من قريب من الأقارب ، التهاون بالصلاة بالعبادات مثلاً ، واحد يلمس تغير شكل الشاب بدأ يتغير القصات أشكال مخيفة ، سماع الأغاني مثلاً ، هو ما نشأهم على هذا .
المقدم:
النواحي الفكرية ، يا شيخ محمد أليس كذلك ؟
الشيخ محمد:(1/3)
أيوه طبعاً في ناس طبعاً أفسدهم بعض أقاربهم من الناحية العقدية ، يعني أوجدوا عندهم اتجاهات منحرفة في العقيدة ، في القواعد يعني أوجدوا عندهم انحرافات منهجية ، مثلاً عزل الدين عن الحياة ، تحجيم الدين مثلاً لمز أهل الدين السخرية بهم ، بالعلماء بالآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ، بالدعاة ، تشويه صورة الدعاة ، من وين جابوا تشويه صورة الدعاء ، تكتشف أنه مثلاً أحد الأقرباء جلس معه غرس فيه بعض الأفكار وربما يعني أحياناً يؤدي الأمر إلى التمرد على من حوله من أين أتت الدافعية للتمرد ما يعلمهم التمرد من الذي ، فتكتشف أن أحد الأقارب له موقف معين من التدين ، فحاول أن ينقل هذا السم ، مثلاً مقاطع جنسية ، تجد أنها انتقلت البلوتوث الأولاد الجوالات ، بفعل القضية هذه ، مثلاً قضية السحر ، الآن في بعض الناس يعانون من تأثير السحر ، ومن تأثير يعني هذه الأمور الشيطانية في داخل بيوتهم ، وكذلك نلاحظ أيضاً في مجال الأخلاق التدليل الزائد .
المقدم:
يا شيخ محمد يعني قضية السحر ، ما دخل الأقارب في السحر القريب ممكن يسحر أخوه مثلاً ؟
الشيخ محمد:(1/4)
أينعم طبعاً يوجد مثلاً من أهل الزوجة ممكن من يسحر الزوج ، من أهل الزوج يسحر الزوجة عداء بين أخت الزوج ، والزوجة ، فعملت لها سحر ضرت فيها واحدة عملت للثانية سحر ، فيه هو التداخل هذا ، أحياناً تصل لقضية الإخوة والأخوات عندهم على إرث أو خصومة معينة ، فواحد يوقع بالآخر بهذه الطريقة ، فأحياناً يكون القضية أخف من جهة كما قلت التدليل الزائد ، إسراف أموال على الولد ، طيب أنا معلم الولد أنه يقتصد ، وأعطيه مبلغ محدد حتى ما يصير يبعثر الأموال فربما أحياناً بحسن قصد وإكرام وكذا ، تفاجأ أن الولد عنده أموال مصادر أخرى ، فمن أين هذا ، وربما يكونوا سبباً في التدليل الزائد إفساد ، كما قلنا التمرد على قوانين الأسرة مثلاً أنا حر ، أنا أسوي تصرفاتي كذا ، التجرؤ على الخروج للشارع غرس قضية مثلاً البنت تتحرر من أشياء شرعية لابد أن تتقيد بها ، مثلاً تخبيب المرأة على زوجها إفساد من وين جاءت المرأة كانت سليمة ، وماشية تمام مع الزوج ، من وين جاء الكلام من بعض الأقارب ، فقاعدة تتمرد على زوجها ، فالنبي ? « ليس منا من خبب امرأة على زوجها» شيخ الإسلام -رحمه الله- قال : سعي الرجل في التفريق بين المرأة وزوجها من الذنوب الشديدة ، وهو من فعل السحرة ، وهو من أعظم فعل الشياطين ، طبعاً المرأة ممكن تقوم أيضاً بدور تخبيبي للمرأة الأخرى على زوجها ، قولي له كذا لا تسمعي كذا ، طيب التدخل السيء لحل المشكلات يعقد المشكلات ، فأحياناً تجد تدخل الأقارب كان سلبياً ، أحياناً تعلم والعياذ بالله طريق الفواحش طريق المنكرات ، المخدرات مثلاً ، تجد إقامات علاقات غير شرعية السبب الأقارب أحياناً من الأقارب يصير فيه تحرش ، والعياذ بالله يصير فيه اعتداء ويصير فيه فاحشة ، ولذلك لما العلماء ينبهون على قضية إن مثلاً البنت ما تلبس ملابس فاتنة وتتبرج تبرج حتى أمام بعض محارمها وأقاربها ، لأن فيه مصايب تحدث والله راحوا الاستراحة وفيه مسبح(1/5)
ومسابح والاختلاط وأشياء ممكن تكون نتيجة العملية هذه ، وكله لاهين , وما خطر بباله أن الشر سيأتي من فلان على ولده ، أو على ابنته ، لأنه قد تكون والعياذ بالله فاحشة لواط أو فاحشة زنا .
المقدم:
يا شيخ محمد نكمل هذا الموضوع ولكن نستأذنكم بهذا الفاصل ؟
أيها الإخوة والأخوات فاصل ثم نواصل ؟
عودة مرة أخرى أيها الإخوة والأخوات وموضوع أذى الأقارب ؟
يا شيخ محمد كنتم تذكرون عن قضية الاعتداءات ، أنها قد تحدث بصورة أساسية من بعض الأقارب ، أقارب السوء نسأل الله لنا ولكم العافية ؟
الشيخ محمد:
نعم وليس المقصود هو الآن أن الأقارب عقارب ، وأن الوضع مخيف ، وأن الواحد يبعد عن أقاربه ، لا ليس المقصود من كلامي هذا أن نولد شعوراً عدوانياً ، وشعوراً مضاداً لصلة الرحم ، أو نقول اقطعوا العلاقات ، لا ليس هذا ، لكن لابد من ذكر تسليط الضوء على مكامن الخطر ، لأن هذه الأشياء الإنسان مسئول عن أهله .
المقدم:
الإنسان بحسن تربيته منذ الصغر ، بفطرته السليمة ، قد لا يفطن إلى احتمالية وقوع مثل هذا الأذى من بعض الأقارب ؟
الشيخ محمد:
أيوه ممن يؤتى الحذر ، القضية أن تقول هؤلاء أقاربي وما أتوقع أن يأتي منهم شر ، وما ظنيت إنه سيكون فيه خيانة منهم ، ولا ، لكن الواحد يكون عنده أيضاً فطنة ، عنده نباهة عنده متابعة ما هي المسألة خلاص خليها غمض عينيك وامشي أحياناً نجد دلالة على الشر كمواقع إنترنت مثلاً شاتينج ، مواقع دردشة سيئة ، من وين جاءت ، يعني مين اللي دلها أو دله على هذا ، تكتشف أو وراءها مثلاً قريب ، لأن الغريب يحذر منه في العادة إن الواحد ما يخلي بناته تحتك بواحد غريب ما يخلي مثلاً أولاده كذلك يعني مع الغرباء ، ولو شاف غريب حذر منه ، لماذا تكلمت معه لماذا تحدثت معه ، يعني فيه نوع من الحذر من الغرباء .(1/6)
الأقارب نوعاً ما يأمن ، لكن الفساد إذا انتشر في المجتمع ، طال القريب والبعيد ، والرحم والغريب ، ولذلك نحن يجب أن نقف عن القضية هذه ، ونبدأ نميز يعني هذا الفساد ، أو هذا الشر مثلاً ، كيف نعالجه ، يعني ما هو موقفنا منه ، لابد أن هناك سعي في تدارك الأوضاع ، لأن القضية موجودة يعني ما في عائلة تقول والله هؤلاء ما فيهم ولا واحد عنده شقة ، يعني لا أعمام ولا أخوال ، ولا أولاد عم ، ولا أولاد خال ولا إخوة ولا أخوات ولا أولاد إخوة ، ولا أولاد أخوات ، لا هو الآن فيه انتشار النتيجة إما من هذا ، أو من هذا أينعم .
المقدم:
يا شيخ محمد مما يزيد الأمر تعقيداً والله أعلم أن القيم والمستوى التمسك بالدين يختلف من عائلة إلى أخرى فتجد ربما مثلاً هذا خاله مثلاً عنده عادي يروح يتفرج على المسلسلات التي يقولون عنها بريئة يعني التي هي في القنوات العادية إن صح التعبير ، فهو لا يرى أن هذا انحراف حتى أصبحت كلمة العري الآن أنها العري الرديء جداً أما الأشياء التي تظهر في التلفيزيون العادي أحياناً ، مما هو يخالف الشريعة لا شك فيعني يعتبر أمر عادي ، أظن أن هذا مما يزيد الأمر تعقيد أليس كذلك ؟
الشيخ محمد:
بلى ؛ لأن الشر والفتن يرقق بعضها بعضاً ، فيأتي مثلاً أول مثلاً ما حدث شيء من التبرج كشف مثلاً الوجه ، فالاستنكار وثم مقدمة الشعر ، ثم حسر عن الشعر كله ، ثم تحسر عن ذراعيها ، ثم إلى الكتف ، ثم وهكذا ، والمشكلة ، أن كل وضع من هذه الأوضاع غير الشرعية المخالفة للدين ، يقارن بما هو أسوأ منه ، فإذا قلت كذا ، قال احمد ربك فيه كذا كذا يعني ، إلى أن تنتهي العملية المقارنة ، بالفواحش وخلاص العورات المغلظة ، طيب نحن الآن إذا أردنا أن نصلح لابد أن ننكر كل هذا يعني من رأى منكم منكراً فليغيره ، سواء كان منكراً كبير بالنسبة إلى غيره ولا صغير .
المقدم:(1/7)
طيب يا شيخ محمد الآن يكن هناك عائلة ، بعض الأقارب من هذه العائلة فيهم شيء من الانحراف ، سواء انحراف الفكري العقدي أو الانحراف السلوكي ، أو التقصير في العبادات ، ما هو الحل لهذه الحالة ، هل مثلاً المقاطعة هو الحل الأساسي ، أم أن هناك وسائل أخرى لحل الموضوع؟
الشيخ محمد:
طيب أمام الوضع الموجود هذا لابد من المواجهة بنشر الدعوة أولاً لأن الله -عز وجل- قال : ? وأنذر عشيرتك الأقربين ? والدعوة أول ما يبدأ فيها الواحد بين أقاربه فنحن نعرف أن طيب هنالك أنواع من الفساد والشر المنتشر ، طيب ما هو الحل المقاطعة ، يعني خلاص نقطع كل شيء طيب في أشياء صعب أن تقطعها علاقات أصهار وأرحام ، وزيارات وفي العيد ، وفي الإجازات ، وفي الأعراس ، وإذا اتصل ممكن تصير العلاقات أحياناً بالاتصالات ، والاتصالات تدخل إلى قعر البيت ، اتصالات جوالات الجيل الثالث وبالصورة ، وفيه وسائل مختلفة ، فإذاً يعني ما هو الحل يعني أمام هذا الدعوة ، لابد أن ننشط في الدعوة على مستوى الأقارب ، لابد يكون لنا مثلا مجالس ، موضوعية ، مجالس شهرية ، يكون هناك اجتماعات للرجال ، اجتماعات للنساء برامج للأولاد ، لابد أن تكون مثلاً فيها تعليم علم شرعي ، وفيها مواعظ ، وفيها أخلاق وآداب تؤسس في بعض العوائل ، يعني وضعت لها دستوراً ، دستور العائلة ، كتبوا مثلاً بعض الشرعيين في العائلة ، أصحاب التخصصات الشرعية أو التربوية ، وضعوا دستور العائلة ، قالوا نجتمع نحن على أن يكون هذا الشيء بيننا نتعاهد عليه يعني نؤسسه في الأجيال التالية ، نحملهم عليه ، ويلتزم الجميع به ، ويوقع على الدستور ، يعني فيه عوائل يعني فعلت هذه الخطوة ، شعوراً منها إن لازم يكون لهذه العائلة استقلاليتها وشخصيتها الإسلامية ، وكيانها الشرعي ، وأخلاقها وقيمها إلى آخره ، الأمر الثالث ، لابد أن يكون هنالك غيرة ، لازم نؤسس قضية الغيرة ، لأن كثيراً من المنكرات التي تحدث وتستشري(1/8)
بسبب ضعف الغيرة ، طيب الله -سبحانه وتعالى – يغار ، والنبي ? لما صارت قصة سعد بن عبادة الذي قال لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح فبلغ ذلك النبي ? فقال : « أتعجبون من غيرة سعد ، والله لأنا أغير منه ، والله أغير مني ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن » متفق عليه .
إذن لابد أن يكون هنالك حمية وأنفة على المحارم ، على النساء ، على الأخلاق ، وما هي قضية فقط إناث بمعنى ، طيب الواحد يغار أيضاً على ابنه الآن يغار بمعنى أن الولد هذا ما يتعرض إلى أذى كشف عورات فواحش ، محرم ، بأي نوع من الأنواع حتى قضية الصور العارية الغيرة تقتضي الإنكار والاعتراض والتغيير والتمزيق والإتلاف ، ويعني منع هذه القاذورات من التسلل ، نحن أمام أقاربنا نحتاج إلى استخدام وسائل دعوية تكافئ التيار الهادر من الشر والفساد النبي ? صعد الصفا وقال : يا صباحاه ، كلمة إنذار في الحرب ، اجتمعوا إليه ، فقال أرأيتم إن أخبرتكم أن خيلاً تخرج من سفح هذا الوادي ، أكنتم مصدقي ، قالوا ما جربنا عليك كذباً قال : فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ، من الذي عارضه ، أول واحد ، ما شوف المصيبة من الأقارب أحياناً يكونوا هم البلاء الأساسي ، يعني هم يتجرءون عليك من جهة ، لكن أحياناً الواحد يفاجأ أن أول المعترضين عليه الأقارب ، فالنبي ? كان له أعمام ، لكن شوف تفاوت مواقف الأعمام تفاوت مدهش ، شوف العباس وأبو لهب مثلاً فأبو لهب لو أخذنا من جهة وحمزة ، أبو لهب يعني لما جمعهم قال إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ، قال تباً لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا فنزلت : ?تبت يدا أبي لهب وتب ، ما أغنى عنه ماله وما كسب? أصلاً أبو لهب كان هو معارض لدعوة النبي ? لدرجة إنه كان النبي ? يأتي قبائل العرب في الحج ويطوف عليهم ويقف عليم ، ويقول لهم من ينصرني حتى أبلغ رسالة ربي ، ويعلمهم التوحيد ، وماذا بعثه الله به ، واعبدوا الله ما لكم من إله(1/9)
غيره ، إذا انتهى رجل أحول وضيء له جمة شعر ، يقف بعده ، ويقول إنه كذاب فلا تصدقوه اللي هو عمه أبو لهب ، وزوجة عمه أم جميل هذه التي كانت تكيد للنبي ? تسبه ، وتقول مذمماً عصينا ، ودينه قلينا ، وأمره ، هذا إيش عاقبتها كانت في جيدها حبل من مسد من النار عقوبة لها على مواقفها السيئة التي كانت في صد الناس عن دين الله وعن الدعوة ، في المقابل نجد عمه حمزة أسلم في مكة وجاهد معه وناصره وجاهد معه ، وكان أسد الله وأسد رسوله في معركة أحد يشد على الكافر حتى يكون كأمس الذاهب ، هذا حالة أخرى في مناصرة الدين ، وفي نصرة الله ورسوله ، وفي الدفاع عن نبيه ? نجد مثلاً العباس كان معه وكان يدافع عنه إذا جاء بعض العرب يقول ما تريدون نصرته اتركوه لنا نحن ننصره فكان في نوع من يعني الرعاية والحماية ، ولكن تأخر إسلامه -رضي الله عنه- أبو طالب نموذج آخر هو ما عادى الدعوة ، لكن ما أسلم ، دافع عن النبي ? لكن ما دخل في دين الله ، فمات مع الأسف طبعاً على الكفر ، انظر إلى هذا التفاوت ، وهذا التنوع يعني عم يؤذيه ، وعم ينصره ، وعم يحميه ، ولكنه لا يسلم ، وآخر معه لكنه يسلم ، هذه أقارب ، هذا طيف متنوع ، هكذا الأقارب ، منهم المتدين ، ومنهم عدون للدين ، ومنهم بين بين ، ولذلك لازم تكون برامجنا الدينية العائلية موجهة للجميع .
المقدم:
نعم يا شيخ البرامج الدعوية لازم تكون موجهة للجميع نكمل إن شاء الله لكن بعد الفاصل ؟
أيها الإخوة والأخوات فاصل ثم نواصل ؟(1/10)
عودة مرة أخرى أيها الإخوة والأخوات ومع أذى الأقارب يا شيخ محمد قلتم أن الدعوة لابد أن تكون للجميع ، وربما أحياناً يكون الوضع عند الرجال أهون من الوضع عند النساء فمجالسة الرجال بالعموم الكلام يكون منضبط يعني إن ساء الكلام مثلاً في كثير من الأحوال يكون في النواحي الاقتصادية ، لكن من ناحية مجالس النساء يكون أول شيء اللباس التي تواجهه أخواتنا المحافظات من اتجاه لباس كثير من الأقارب ، وتعرفون أنواع اللباس الموجود عند كثير من الناس هذه الأيام أو الغيبة ، أو يعني التفاخر بأمور ما يحسن التفاخر بها ، أو يكون مثلاً في منكرات التحدث بها إلى آخره فما هي الوسائل التي تقدمونها لأخواتنا المحافظات إن صح التعبير تجاه في النواحي الدعوية مع أخواتهن القريبات؟
الشيخ محمد:(1/11)
طبعاً الدعوة النسائية مطلوبة ، والنبي ? جاء على النساء يوماً كان يأتيهن فيه وعظن وذكرهن وعلمهن وبعد صلاة العيد أتى النساء أيضاً فوعظهن وذكرهن ، النساء يحتجن إلى وعظ كثير ، يحتجن إلى تذكير مستمر ، لأن المرأة ممكن أن تنسى أكثر من الرجل ، فلذلك توالي التذكير عليها في الحقيقة هناك أنشطة نسائية عظيمة الحمد لله لدينا في البلد في المجتمع في تحفيظ القرآن والدورات الشرعية ، والأشياء الدعوية ، يمكن بعضها أنشط من كثير من ، بس أنا أقول جزماً أن الأنشطة الدعوية لغير الشباب النساء فيها أنشط من الرجال ، يعني بمعنى ممكن ترى مثلاً على مستوى المتوسط والثانوي في أنشطة شبابية متعددة للنساء والرجال ، لكن بعد ذلك ممكن تجد نشاط للنساء أكثر النساء متقدمات في السن بعد ذلك أكثر من مثلاً الرجال ، إذاً الحمد لله فيه بوادر للخير ، يعني إذا رفعت ألوية للدعوة سيأتي هناك من يلتف حوله ، مثلاً قضية الشريط وأثره قضية موقع الإنترنت وأثره ، قضية القناة الإسلامية ، قضية الأيبود حتى هذه اللي فيها الإم بي ثري ، والإم بي فور لو وفرت لها مواد مناسبة وأثرها ، قضية مواقع البلوتوث وأثرها ، الآن الجيل هكذا يتعلم هكذا هذه رغبة التقني إلى آخره ، مسألة اللباس المحتشم ، ومعالجة هذه القضية وجود نصح يعني لابد يكون سبحان الله أحياناً بعض كبيرات السن داخل العائلة ، يكون لها أثر ، تكون مرجع ، مكانتها العمرية والاجتماعية في العائلة ، تساعدها على شيء من المصارحة ، لا تقدر عليه الشابة ، ولذلك عليها مسئولية أكثر من الشابة ، أحياناً نجد وعي عند بعض الشابات ، وليس عند كبيرات السن ، هؤلاء اللاتي من المفترض أن يكون لديها دور أكبر يتناسب مع سنها ومكانتها .
المقدم:(1/12)
أحياناً العرف والله أعلم يا شيخ محمد بخبراتنا أنه المرأة الكبيرة قد يعني لا يتبادر إلى ذهنها مستجدات العصر والذي حصل في الأزمنة الأخيرة ، فتظن الناس على فطرهم التي كانوا عليها أيام أول فلعل الأخت الشابة يعني تتناصح مع المرأة الكبيرة في السن الاجتماعية ، فمثلاً توعيها حتى تكون الرسالة يعني من خلال هذه المرأة يعني ذات المكانة عند البقية ، أليس كذلك ؟
الشيخ محمد:
بلى لكن أقول الآن مع تقدم الزمن خلاص ترى الآن يتبوأ المكان يعني كبيرات السن يعرفن الوضع ومر عليهن أشياء كثيرة ، يعني يمكن الجيل السابق صح المرأة كبيرة السن بريئة ، وما تعرف كيف كثير من المصائب الموجودة في المجتمع ، لكن الآن لما اللي كانت شابة صارت الآن جدة خلاص دخلت في التيار ، يعني رأت أشياء كثيرة يعني ، الجيل القادم من الجدات ، اللي لهم مكانة اجتماعية بالحقيقة أكثر وعياً ونضجاً من هذه الجهة ، فما يقال ، يعني لن نقول إنهن ليس عليهن اطلاع بهذا العموم ، صحيح يعني بعضهن عندهن براءة ما في مجارات لأشياء المجتمع السيئة هذه بعيدات عنها مشغولات بالعبادة والأذكار ، لكن أنا أظن الجميع صار عندهم إيش وعي في القضية ، نعود للموضوع يعني وجود صالحين وصالحات في الأقارب في العوائل يعني هذا شيء مهم جداً ، القضية الأخرى يعني ما نجامل ، أحياناً مثلاً يقول والله أنا خايفة هذا أخوي، وهذا ابن عمي ، وهذا كذا ، ما أبغى أزعله ، خايف يزعل مني ، نعم صحيح المكانة لكن في النهاية إذا تعارض مع الحق لابد من موقف واضح ، ?قل إن كان آباءكم وأبناءكم وأزواجكم وعشيرتكم ? ثم قال ?أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره? .
المقدم:
طيب يا شيخ محمد كون الإنسان يكون واضح ، هذا لا يتنافى مع كونه يكون زوج ، وإنسان يكون عنده أسلوب حسن بعيد عن الجلفة ، وبعيد عن المخاصمة ، وإنما القضية إن الإنسان يبين المواقف هذه بوضوح وأنه غير مقبول ؟(1/13)
الشيخ محمد:
ولذلك إذا تعدت المسألة وآلت إلى أنه يدخل إلى بيتك شراً ، فهنا لابد من إيقافه عند حده، تقول له تعال يا فلان اجلس معي صحيح إنك أخي شقيقي إنت ابن عمي ، أو أنت يا فلانة كذا لكن ترى أنا ما إذا وصلت المسألة خط أحمر هذا لا يمكن أن أسمح به تدخل علي وعلى بيتي ، وعلى أولادي أشياء محرمة ، أو تعلم أولادي أنا ترى ما أرضى ، لا أسامحك في هذا أبداً ، ولا يجوز أن تفعل هذا مع أولادك طبعاً أن تفعله مع أولادي ، فلابد أن يكون لنا مواقف صارمة الأفلام القنوات كذا في أثناء غيابي ، الآن ترى شوف الناس يجاملون ، وبعضهم يظن أنها ممكن تمشي يعني يمشيها عليك لكن إذا كان لك موقف حازم إذا أبديت الحزم كفيت شراً كثيراً ، ثم لابد أن نعتمد الدعوة على سياسة البدائل يعني نضخ بدائل مباحة وشرعية ، في الوسط هذا ، فيه بعض الأقارب ما زال عندهم سبحان الله نوع من الاجتماع ما زالوا مجتمعين في بيئة مثلاً بيت كبير ، أو عدة بيوت ، أو مثلاً شقق في عمارة ، وحتى في الصيف يذهبون معاً يحاولون أن يوجدوا لأولادهم بيئة واحدة فيها نوع من التقارب مبادئ العائلة الواحدة ، قضية مثلاً إنك تقول له يا أخي ليش القنوات السيئة عندك ، حط القنوات الطيبة واقتصر عليها ، ترى أنت مسئول عن أولادك وأهلك أولادي عندك ، ,أولادك عندي ، يعني يصير فيه نوع من التعامل من هذا الباب ، قضية مثلاً عدم الرضا بمنكرات الأفراح نحن الآن مقدمين على موسم أفراح وأعراس إلى آخره ، طيب هذه وليمة ، فيها منكرات إيش موقف الأقارب ، يعني هل نحن نرضى نذهب إلى مكان بالذات على مستوى النساء إيش يكون الموقف ، ابن قدامة -رحمه الله – يقول إذا دعي إلى وليمة فيها معصية كالزمر والعود ، فإن أمكنه الإنكار وإزالة المنكر لزمه الحضور والإنكار لأنه يؤدي فرضين إجابة أخيه المسلم وإزالة المنكر ، وإن لم يقدر على الإنكار لم يحضر وإن لم يعلم بالمنكر حتى حضر أزاله ، فإن لم يقدر انصرف ،(1/14)
يعني قواعد العلماء يبينوها في قضية التعامل مع المنكرات ، أقارب مثلاً في الولائم .
المقدم:
طيب يا شيخ محمد قضية الأبناء بماذا توجه الآباء والأمهات في تنبيه أبناءهم حيال الأقارب؟
الشيخ محمد:
نقول يعني صلة الرحم ، نعلمهم صلة الرحم ، وليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها ، الذي إذا قطعت رحمه وصلها ، هذا يبين حق القريب ، لكن نبين له له أيضاً أن الله -عز وجل- أن الشرع فوق القريب ، وإذا تعارض حق القرابة مع الدين ، فعند ذلك مستعدين طبعاً أول نعظ ونذكر وننصح ، إذا ما تقبل ، مستعدين نقطع ونقاطع ، وتكون الصلة من بعيد اتصال رسالة جوال ، هدية سلام أما يدخل بيتي وأدخل بيته لا ، يعني يمكن تصل القضية إلى درجة خلاص أمتنع تماماً ، عن دخول بيته ، لأنه ما يبغى يغير المنكرات ، وأمنعه من دخول بيتي لأنه سيجلب معه منكرات ولذلك المسألة خلاص ممكن تصل إلى حدود تباعد معين خلاص ، تباعد معين لكن لا أقطع الصلة تمامًا يبقى أني أمر عليه في العيد وكذا ، والهجر كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية ، المقصود به زجر المهجور وتأديبه ، ورجوعه عن المنكر ، فإذا كان سيفيده هذا الهجر ، فعلناه ، ويعتبر هذا من الواجب الشرعي نحوه ، وفي النهاية هو يعني من لحمنا ودمنا ، يعني لي قرابة أصلهم ويقطعونني ، وأحنوا عنهم ويسيئون إلي ، وأصفح عنهم لكن كما قال ذلك الشاعر يعاتبني في الدين قومي وإنما ديوني في أشياء تكسبهم حمداً ، وإن الذي بيني وبين بني أبي وبني عمي مختلف جداً ، إذا أكلوا لحمي وفرت لحومهم ، وإن هدموا مجدي ، بنيت لهم مجداً ، وإن ضيعوا غيبي حفظت غيوبهم ، وإن هم هووا غيي ، هويت لهم رشداً ، وليسوا إلى نصري سراعاً وإن هموا دعوني إلى نصر أتيتهم شداً ، ولا أحمل الحقد القديم عليهم وليس رئيس القوم من يحمل الحقد ، شوف بعض الناس يذكر حقد من زمان ، وما زال يتذكره ، ويتفاعل معه وكل ما زال الوقت تقول ينساه ، لا مستمر(1/15)
من زمان سووا معي كذا ، وسوت معي كذا ، ولا يزال يتفاعل ، وليس رئيس القوم من يحمل الحقد لهم جل مالي ، إن تتابع لي غنى ، وإن قل مالي لا أكلفهم رفداً ، يعني لا أكون أيضاً عالة وعناء عليهم ، والضوابط التزاور في النهاية ، عدم الاختلاط مثلاً و كيف ممكن الحمو الموت ، قضية الدخول على النساء ، قضية التبرج ، ما فيها مجاملات مثلاً ، واستغلال الزيارات فيما ينفع ، عدم الانشغال عن الصلاة ، قضية التي أشرت إليها منع الغيبة ما ينفع في مجلسنا الغيبة ، واللي يغتاب يروح مكان آخر ، مراقبة الأولاد في لعبهم ولهوهم الأولاد كلهم مع بعض والنساء مع بعض , ونحن مع بعض ، ونحن لا ندري ما يحدث هناك في مصائب التي يمكن أن تكون قائمة هناك ، والمسألة استشعار مسئولية ، إن الله سائل كل راع عما استرعاه أحفظ ذلك أم ضيعه .
المقدم:
أحسن الله إليكم يا شيخ محمد على ما قدمتم في هذه الحلقة وبارك الله شكراً على ما قدمتم وشكراً لكم أنتم أيها الإخوة والأخوات المشاهدين والمشاهدات على حسن متابعتكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(1/16)