إلى أمل الأمة
طالبة المرحلة المتوسطة والثانوية
نوال بنت عبدالله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين.... والصلاة والسلام على خير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .....
هذه رسالتي.. خطها قلمي إليك.. كلمات انبثقت من جوانحي سطرتها لأخت تصغرني بأعوام عديدة.. إنها رسالة خاصة.. أهديها لك يا طالبة المرحلة المتوسطة والثانوية.. وأتمنى أن تقرئيها كلها، فإني وجهتها لك وخصصتك بها دون غيرك.. وهي عبارة عن توجيهات ونصائح وعظات تهمك جداً وقد تكون مرت بك، لكن فيها ذكرى لك {فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}، وكلماتي هذه قد استنتجتها من واقعك الذي لمسته بنفسي بسبب احتكاكي الكثير بطالبات هذه المرحلة، وبثهن لي ما يعانون وما يواجهونه من مشاكل ومواقف مرت بهن فكان ذلك دافعاً كبيراً لي للكتابة إليك.
قد تستغربين لماذا خصصتك أنت بالذات عن غيرك وذلك لأنك في هذه السن الحرجة قد تواجهك كثير من المواقف والحوادث والتصرفات الخاطئة، والتي ما نتجت إلا بسبب البعد عن النصيحة والتوجيه والتذكير، أو بسبب اللامبالاة وعدم تحمل المسؤولية أو عدم معرفة مغبة وخطورة الأمر.. وحتى لا تظنين أنك في هذه السن يمكنك التغاضي عن الهفوات والزلات المتعمدة التي تصدر منك أو أن الناس سيتغاضون عنها أو يغفرونها لك لأنك- وكما تظنين- ما تزالين صغيرة، فهذا غير صحيح، فأنت في هذه السن مسؤولة عن كل فعل وقول وأمر يصدر منك، بل ويحسب عليك، فأنا في رسالتي هذه أكلمك كلام عاقلة لعاقلة مثلها تدرك الأمور وتعيها، وتفهم الصواب من الخطأ، والحق من الباطل، والخير من الشر، فارعي لي سمعك واستجيبي لنصحي فإني أريد لك الخير، وفقك الله لما يحب ويرضى.
أختك في الله
نوال بنت عبد الله
أختي العزيزة:(1/1)
فلابد أن تحرصي على تمكين العقيدة الإسلامية في نفسك واجعليها ضابطاً لسلوكك وتصرفاتك وحركاتك وسكناتك .. واحرصي على تنمية محبة الله ورسوله وتقواه وخشيته في نفسك في السر والعلن، وانظري إلى سيرة أسلافك من الصحابة والصحابيات، وكيف كانت محبتهم لله ورسوله.. وكيف أنهم كانوا يبذلون أنفسهم وأموالهم في سبيل الله.. فانظري إلى صدق هذه المحبة في نفسك فنميها وحققيها .
اعلمي أن من أعظم نعم الله علي وعليك وعلى كل مسلم ومسلمة أن وفقنا للهداية لدين الإسلام، فهو أفضل الأديان وأقومها.. فقد منح كل ذي حق حقه، وأنزل كل ذي منزلة منزلته، فللنفس حق يجب أن تعطاه، وللأهل حق يجب بذله لهم، وللأصحاب حق يجب أن لا يحرموه، وللمعلم كذلك حقه الذي لابد من الوفاء له به.. فديننا- ولله الحمد- يأمر بجميع مكارم الأخلاق، وينهى عن جميع مساوئ الأخلاق، فعلينا أن نشكر الله على ما أنعم به علينا من هذا الدين القويم، ونقيد هذه النعمة بالعمل بما أنزل الله عز وجل، وبما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ظاهراً وباطناً .
فلابد أن تحرصي على تمكين العقيدة الإسلامية في نفسك واجعليها ضابطاً لسلوكك وتصرفاتك وحركاتك وسكناتك .. واحرصي على تنمية محبة الله ورسوله وتقواه وخشيته في نفسك في السر والعلن، وانظري إلى سيرة أسلافك من الصحابة والصحابيات، وكيف كانت محبتهم لله ورسوله.. وكيف أنهم كانوا يبذلون أنفسهم وأموالهم في سبيل الله.. فانظري إلى صدق هذه المحبة في نفسك فنميها وحققيها.
طالبتي الموقرة:(1/2)
عليك بتطهير قلبك من الرذيلة ومعنى طهارة القلب أن تبتعدي عن الصفات الذميمة وتتحلي بالأخلاق والصفات النبيلة وطهارة القلب وحسن الأخلاق أساس النبوغ في العلم، وجني ثمار المعرفة، وقد تقولين إنه قد يحصل سيئ الأخلاق على العلم لكن لن ولا ينتفع به، واحذري من المباهاة والمفاخرة أو طلب الجاه والشهادة بهذا العلم، وعليك بإخلاص النية لله وحده، ويكون هدفك أن تنتفعي وتنفعي غيرك به، وتذكري قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سلك طريقاً يلتمس فيه العلم سهل الله له طريقاً إلى الجنة)) .
والعلم إن لم تكفه شمائل فعليه كان مطية الإخقاق
لا تحسبن العلم ينفع وحده ما لم يتوج ربه بخلاق
يا طالبتي...
الله الله بالوفاء بالوعد، وعليك بالتواضع في جميع أمورك.. فبعض الطالبات- أصلحهن الله- تنظر إلى الناس من برج عال ومن منظار ضيق، فلا ترى إلا نفسها ولا تريد أن يعلوها أحد، لا يا أمة الله من أنت ومن تظنين نفسك؟ فإن أصلك من ماء مهين، ومآلك إلى قبر ضيق وكفن وحنوط، فإما عذاب وإما نعيم.. فاتقي الله واحذري الكبرياء، ولا تغفلي عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر )). وبالمقابل يقول المصطفى عليه الصلاة والسلام:((من تواضع لله رفعه)).وتحلي بلين الجانب واللطف في المعاملة واحذري الألفاظ النابية، وعليك بالكلمة الطيبة فإنها صدقة ، وعليك بالتسامح والعفو والصفح فإن الله عز وجل يقول:{ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }[سورة الأعراف: 99]، فليكن التسامح والعفو والصفح عن الآخرين شعارك.
وسأروي لك أيتها العزيزة تجارب مرت بي:(1/3)
فلقد مررت بمدارس عدة، ومعلمات عديدات ، وطالبات كثيرات في مثل سنك .. فصدقيني أن المعلمات يفرحن وتنشرح صدورهن بالطالبة المتحلية بالأخلاق الحسنة.. المتمسكة بدينها.. المحترمة لنفسها وغيرها فيثنين عليها، ويتمين لو أن جميع الطالبات مثلها.. فاحرصي أن تكوني أنت هذه الطالبة المثالية.. التي تحذر النهش في أعراض معلماتها أو زميلاتها . فلا تغتابي أحداً ، فما أكثر الطالبات اللواتي يكثرن من غيبة معلماتهن ، فتقوم بسب المعلمة أو شتمها والاستهزاء بها، ونبزها بالألقاب، ووصفها بالنقائص وتنسى قوله تعالى:{وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ}[سورة الحجرات:12]. وقوله تعالى:{وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ}[سورة الهمزة:1].وقوله تعالى:{لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ}[سورة الحجرات:11].
أترضين أن تكوني من الصنف الذي بينه الرسول صلى الله عليه وسلم قال:" لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم ".
وبعض الطالبات تقوم بتقليد معلمتها في مشيتها أو طريقة كلامها أو حركاتها استهزاء وسخرية، ولتضحك زميلاتها، ولا تدري أنها وقعت في الغيبة وأنها نهشت عرض معلمتها وتحملت الوزر والإثم، فالرسول صلى الله عليه وسلم عندما سمع عائشة رضي الله عنها تقول: " حسبك من صفية كذا وكذا " [قال بعض الرواة: إنها قصيرة] فقال لها : (( لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته )).(1/4)
فاحذري يا طالبة المرحلة المتوسطة والثانوية من الغيبة ولا تكوني ممن تتصيد الأخطاء والسقطات والزلات ، فتقومين بنقلها لصديقاتك. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( من أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه)) .
بل عليك أن تذبي عن عرض معلمتك أو زميلاتك إذا سمعت أحداً يغتابهن: (( من رد عن عرض أخيه بالغيبة كان حقاً على الله أن يرد عن عرضه يوم القيامة )).
واحذري النميمة، وهي نقل الكلام بين الناس على وجه الإفساد، وهي منتشرة بين النساء بشكل فظيع.. وبين الطالبات بشكل أفظع.. فمثلاً قد أختص فصلاً من الفصول بكلام، وفي لحظات أجد أن كلماتي انتقلت إلى فصول متعددة ولا تنقل بوجه الإصلاح إنما الإفساد.. والنميمة تورث العداوة والمنافرة. والنمام عقابه شديد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( لا يدخل الجنة قتات )) أي نمام والذي يمشي بالنميمة بين الناس يعذب في قبره فلقد مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال:((إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة بين الناس)) فاحذري نقل الكلام على وجه الإفساد أو غيره فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول:((كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع )). والنميمة توغر الصدور وتسبب الضغائن والأحقاد فهذا الفعل لا يليق بطالبة مسلمة تؤمن بالله رباً وبمحمد رسولاً وبالإسلام ديناً.(1/5)
واحذري يا طالبة المرحلة المتوسطة والثانوية وأنت مقبلة على الحياة من الكذب فإنه منشأ الشرور والفساد.، والكذب قد يصدر من بعض الطالبات نتيجة للخوف من العقاب أو التوبيخ، فمثلاً إذا لم تؤد الطالبة الواجب المكلفة به فإنها تلجأ إلى الكذب، فتأتي بحجج وأعذار واهية حتى تنجو من عقاب المعلمة ؟ عقاب دنيوي بسيط وتنسى العقاب الأخروي الدائم، وبعض الطالبات قد تكذب على والديها أيضاً مخافة العقاب، فتخفي درجاتها التي نالتها أو تفتري الكذب على معلمتها أو زميلاتها حتى تبرر موقفها أمام والديها، وتغفل عن أن الرسول صلى الله عليه وسلم عد الكذب من خصال النفاق والعياذ بالله، فهل ترضين أن توصفي بالنفاق أو تكتبين في الملأ الأعلى بالكذابة يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا )).
فعليك بالصدق في جميع أمورك فإنه يهدي إلى البر، وأن البر يهدي إلى الجنة، واحذري الكذب الذي يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار ( أعاذنا الله وإياكن منها ). وقد يدخل المزاح في الكذب إذا كان مختلقاً، وكثيراً ما يصدر من بعض الطالبات أنها تؤلف القصص والنكت والأقاويل المضحكة لتضحك زميلاتها وهي في قولها كاذبة. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم، ويل له ويل له )). ولتدركي يا طالبة المرحلة المتوسطة والثانوية بأن الإكثار من المزاح يسقط المهابة والوقار وقد يورث الضغينة، وبعض الطالبات قد لا تكتفي بمزاح اللسان بل وتستخدم يدها في ذلك، وهذا فيه إيذاء لغيرها، بل قد تسبب بتصرفها هذا العداوة بينها وبين زميلاتها، فاحذري الإكثار من المزاح. فإن أردت المزاح فليكن مزاحك حقاً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إني لأمزح ولا أقول إلا حقاً )) .
يا أمل الأمة(1/6)
لماذا تعتقدين أنك ما زلت صغيرة، وأن الصلاة لم تجب عليك بعد، أما قرأت بل وحفظت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( مروا أبناءكم للصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر )) . وأنت أصبح عمرك فوق العشر ، بل ومنك البالغة، بمعنى يجب عليك أداء الصلاة، فأنت ملزمة ومكلفة بها وليست أي صلاة بل صلاة خاشعة خاضعة، بل وحثي غيرك من حولك عليها إذا كانوا يتهاونون بأدائها، وبيني أهميتها وأنها عماد الدين والركن الثاني من الإسلام، وأنها إذا صلحت صلح سائر العمل وإذا فسدت فسد سائر العمل، ومن تركها جاحداً لها فقد كفر، فكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة من تركها فقد كفر )) .
فاحذري أيتها العزيزة : من ترك الصلاة أو التهاون بأدائها، فإن كنت ممن تؤدينها فالحمد لله، فاحذري أن تؤخريها عن الوقت أو في نهاية الوقت، واعلمي أن أحب الأعمال إلى الله الصلاة في أول وقتها، وإذا لم تكوني تؤدينها فإلى متى التهاون بها ؟ !!
فبادري بالمحافظة عليها بعد التوبة والاستغفار مما قارفتيه من تركك لها، واحذري من تسويف ذلك أو تأخيره، فأنت لا تضمنين عمرك، والموت لا يعرف كبيراً أو صغيراً، فتصوري أن يدهمك ملك الموت وأنت متهاونة بالصلاة.. الصلاة التي أول ما يسأل الله عنها العبد يوم القيامة.. فماذا يكون جوابك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
بارك الله فيك وسدد للخير خطاك
أيتها الفتاة الماجدة(1/7)
احذري أن تكوني سهماً مسموماً لمن في قلبه مرض. فأنت لم تعودي طفلة حتى لا تلبسي الحجاب.. فلا تجعلي الطامعين يحققون مآربهم منك بخروجك بدون حجاب أو بلبسك للحجاب لكن حجاب زينة وتبرج يزيدك إغراء وفتنة ، فتكوني أنت النادمة في النهاية ، اجعلي الحجاب شيئاً مهماً في حياتك ، واحذري الناعقين الكائدين لك الداعين إلى نزع الحجاب والسفور حتى يدفعوا بك وبغيرك إلى حمأة الرذيلة ... ويبعدوك عن حصن الصون والعفاف والكرامة... واعلمي يا طالبتي أنه كم من امرأة في هذا العالم ذاقت مرارة الألم بعد ما ألقت بالحجاب وانساقت مع تيار وسراب الحرية المزعوم، فغرقت في وحل الفساد والفجور- أعاذنا الله وإياكن.
أخيتي:
لا يغرنك من لا يؤمن بالله واليوم الآخر فإن هذا التبرج والثياب القصيرة والبنطلونات والتسريحات الغريبة وغيرها من الموضات إنما صنعت تقليداً لهم ، وأن أعداءك من اليهود والنصارى وغيرهم يعلمون أنهم لو دعوك إلى الكفر ما
كفرت ولكن يرضون منك أن يهدموا أخلاقك ودينك بوسائلهم المتعددة، فلا تنخدعي بما يقدمه لك أعداؤك من آخر الموضات أو بالأصح الفوضات، وأحدث الموديلات المخالفة لشريعتنا السمحاء .(1/8)
فاحذري التشبه بهم واجعلي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( من تشبه بقوم فهو منهم )) نصب عينيك، فالمسلم ينبغي أن يعتز بدينه ويفتخر بشريعته لا أن يفتخر بالغرب وما جاء من عندهم فلابد يا أخيتي أن تجعلي كل أمورك مبنية على الأتباع- أتباع ما أنزل الله عز وجل وما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم لا الابتداع، والطالبة في مثل سنك تميل كثيراً إلى التقليد، فتقلد غيرها في كل الأمور حتى ولو كانت مخالفة للدين فاحذري أن تكوني دمية تحركها أصابع الغرب كيف شاءت ومتى شاءت؟!. فلتكن لك شخصيتك المسلمة القائمة على مقتضى الشريعة حتى تكون لك العزة والكرامة والعلو في الدنيا والآخرة. وليس معنى كلامي أن تكوني رثة الملابس أو مهملة في مظهرك أو غير نظيفة بل تزيني وتجملي، فالفتاة من طبعها جبلت على حب الزينة والجمال، ولكن يجب أن يكون في حدود ما شرعه الله .
وصدقيني يا طالبتي أن جمال وروعة وبهاء الفتاة لا تكمن في مظهرها أو شكلها إنما يكون في أخلاقها ودينها وحيائها وما أجمل لو اجتمع الأمران .
يا أمل الأمة..
الأمة بأجمعها تنتظر منك فجراً مشرقاً وأملاً واعداً.. فاحذري ثوب الشهرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( من لبس ثوب شهرة في الدنيا، ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة )). إن هذا الوعيد ليس المقصود به الثوب فقط، بل يشمل ما يلبس ويقصد به الشهرة بين الناس. وهذا ما نلاحظه وللأسف منتشرا بين كثير من الطالبات، حيث تحرص بعض الطالبات على أن ترتدي المتميز من الثياب من معاطف وفنايل، ولو كانت غالية الثمن من أجل أن تلفت انتباه الغير حتى صارت الطالبات يتنافسن في لبس الأغلى والأفضل في المدرسة .(1/9)
حتى أننا وصلنا لمرحلة نسمع فيها بعض الطالبات يقلن: هذا المعطف الذي ألبسه لا يوجد مثله في الأسواق، فقد اشتريته من المحل الفلاني، وهذا المحل لا يقتني سوى قطعة واحدة من كل موديل. والأخرى تبحث عن موديلات جديدة مبتكرة لم تلبس قط . .
فاتقي الله أختي الطالبة وذكري غيرك من الغافلات.. وتذكري عندما تهمين بشراء معطف أو ثوب تصل قيمته إلى 400 أو 500 ريال إخوانا لك في أقطار العالم الإسلامي تربطهم بك رابطة العقيدة، يموتون جوعاً وعطشاً وبرداً لا يجدون كسرة خبز.. واعلمي بأنك ستسألين يوم القيامة عن هذا المال الذي بيدك أأنفق على شراء ما يزيد عن حاجتي أم أنفق لأطعم الطعام لمن يحتاجه وبذله لمن يستحقه .
يا طالبة المرحلة المتوسطة والثانوية:
احذري قرينات السوء والشر.. قد تقولين كيف أعرفهن ؟ وكيف أحذر منهن؟ قرينة السوء هي التي تزين لك المعصية.. وتنفرك من الطاعة.. قرينة الشر تزين لك المنكرات وتقدمها لك في قوالب من فضة، وللمصاحبة أثرها الكبير في اكتساب الأخلاق، فتصلح أخلاق المرء بمصاحبة أهل الخير والصلاح وتفسد بمصاحبة أهل الشر والفساد.
واعلمي أيتها الحبيبة : أنه كم من طالبة في مثل سنك غرر بهن من قبل فتيات سيئات ولأنهن انسقن وراء أهوائهن ولم يبالين بما فعلن وقعن في شر ضيعهن.
فاحذري قرينة السوء.. وأنت تعرفين بفطرتك وعقلك الفتاة الطيبة من السيئة وشتان بينهما.
وقرينة السوء عدوة لدودة لك وإن كانت تظهر لك الحب والود والصداقة، لكنها تريد هدم دينك وأخلاقك.. فصديقة السوء أعدى من الجرب، ففري منها ولا يوسوس لك الشيطان في أنك لن تجدي البديلة عنها إذا تركتيها.. احذري من هذه الوسوسة واعلمي أن من ترك شيئاً لله أبدله الله خيراً منه، فيبدلك الصديقة الصدوقة الطيبة الخلوقة.. وإن لم تجدي فوحدتك خير لك من جليسة السوء والتي قد تشوه سمعتك وتفسد أخلاقك .
إذا لم يكن لك خلاً تقياً فوحدتي ألذ وأشهى من صديق أحاذره(1/10)
ولتصغي معي لهذه الحادثة.. فتاة في مثل سنك، كانت تجالس قرينات سيئات في المدرسة، وكن يجتمعن على المنكر والفساد، يتفاخرن بما فعلن، فهذه تفتخر أنها اتصلت هاتفياً على شاب بالأمس وأنه وعدها بالأماني والأحلام الجميلة . والأخرى أجرأ منها خرجت شخصياً مع شاب (أو بالأصح ذئباً ماكراً خادعاً يريد أن يفتك بها ثم يرميها ذليلة حقيرة كسيرة) وركبت سيارته الفخمة. والثالثة تقابلت معه للمرة الأولى في السوق، كان شاباً وسيماً ملابسه وهندامه ونظارته السوداء تدل على ذلك، وأنها أعجبت به وأعجب بها.. وكانت هذه الفتاة تجلس معهن وتستمع لأحاديثهن ولم تكن تجرؤ أن تفعل مثلهم.. وقد حاولت كذا واحدة منهن أن تغريها بالاتصال على فلان، أو الخروج مع علان، لكن داعيا في نفسها يمنعها من ذلك.. واستمرت معهن على هذه الحال، وكثرت المخالفات والتعهدات من قبل هذه المجموعة .. وأحياناً كان الفصل عقابهن، وذات يوم استيقظ داعي الإيمان في هذه الفتاة التي كان ذنبها رضاها أو سكوتها على المنكر الذي كانت تراه وليس هذا بالأمر الهين، وقررت الابتعاد عن هذه الشلة صاحبة المشاكل والتعهدات، فقد سأمت نظرات الشك التي كانت توجه إليها من قبل الكثيرات من معلماتها والطالبات في المدرسة، وعندما علمت هذه المجموعة بقرارها المفاجئ جنت جنونها، فهي تعرف أسرارهن وأفعالهن، فوعدتهن أن لا تبوح بأي سر أو أمر من أمورهن، لكن هيهات هيهات هل يتركونها لحال سبيلها ؟ لن يرضوا بقرارها هذا فماذا فعلن؟ هددوها إن لم تستمر معهن سيوقعونها في شر قرارها، لكنها لم تأبه بهن وبتهديدهن لأنها واثقة من نفسها ، ولكن الشيطان يعطي أعوانه حيلاً عديدة، قمن بإعطاء رقم هاتف هذه الفتاة لشاب من المعاكسين الذين كانوا يتصلون بهن، ولم يكتفوا بذلك بل أعطوه اسمها بالكامل وصفاتها وأن شكلها كذا، وطولها هكذا، وغير ذلك وأرادوا منه أن يكلم ولي أمرها.. فاتصل هذا الحقير بمنزل هذه الفتاة التائبة(1/11)
الغافلة عن هذا المكر الذي يحاك لها من حيث لا تشعر (وقد يكون ابتلاء من الله ليرى صدق عودتها وتوبتها)، وعندما اتصل على المنزل رد أبو الفتاة فكلمه، وبكل وقاحة وجرأة أخذ يتكلم عن الفتاة وأنه كان معها طيلة النهار، وأنها كذا وكذا وأخذ يسرد في وصفها، والأب في دهشة يستمع فجن جنون الأب، وفقد صوابه وأغلق لسماعة الهاتف، واتجه إلى غرفة ابنته، فدخل عليها غرفتها وأغلق عليها الباب والشر يتطاير من عينيه ودون أن يستفسر أو يسأل انهال على ابنته ضرباً وركلاً وسباً وشتماً، فذلك الشاب المتصل بكلامه ووصفه لها لم يجعل أدنى شك في صدق كلامه عنها. والفتاة تستغيث لكن لا مغيث إلى أن تركها أبوها وهي فاقدة الوعي لشدة ما لاقت من الضرب والتعذيب .. وأصبح أبوها فيما بعد ينظر إليها نظرة ملؤها الشك والاحتقار، وهي تحاول أن تعيد الثقة لنفسه، لكن دون جدوى والسبب في ذلك رضاها بمجالسة قرينات سيئات.. فكيف بمن تفعل فعلهن ؟!
يا طالبة المرحلة المتوسطة والثانوية: احذري من آفة عظيمة خطيرة وهي الإعجاب أو بمعنى آخر المحبة لغير الله، فقد يستهويك الجمال أو المال أو المنصب في إحدى معلماتك أو زميلاتك، فيميل قلبك لها فتقعين في داء الإعجاب، وقد تكون هذه التي أعجبت بها سيئة الأخلاق فتؤثر على أخلاقك ودينك.
إن إعجابك بشخصية معلمتك أو زميلتك لا يعني مطاردتها في كل مكان أو المداومة على الحديث عنها أو التفكير الدائم بها .. ولا يعني كثيراً من التصرفات الخاطئة التي قد تصدر من بعض الطالبات بما يسمى (إعجاب)، فلتكن علاقتك بمعلمتك أو زميلتك علاقة حب في الله، تقوم على التناصح والاحترام، فأحبي فيها صفات الخير والصلاح، لأن الحب والبغض يجب أن يصرف لله سبحانه وتعالى فلا تحبي ولا تبغضي إلا من أجل الله .(1/12)
ولو نظرنا إلى الإعجاب رأينا أنه أصبح من الظواهر السيئة الغريبة التي انتثرت بين الفتيات؛ فتعجب فتاة بفتاة أخرى وتشعر تجاهها بشعور غير سوي، وقد يصل ببعض الطالبات أن تحب أخرى وتنظر إليها وكأنها رجل، فتخجل إذا مرت بها، وتغض بصرها حياء منها، ويحقر وجهها لها، وتقوم بمراسلتها، ونحو ذلك من التصرفات الشاذة التي لا تليق بفتاة مسلمة وبطالبة أتت إلى المدرسة لطلب العلم وليس للإعجاب .. فاحذري من هذا المرض الفتاك (الإعجاب) واتقي الله في تصرفاتك وحذري غيرك منه؛ فإن الإعجاب قد يصل إلى الشرك بالله وله آثاره الخطيرة على شخصية الفتاة من نواحي عدة، النفسية والأخلاقية والاجتماعية. فاحرصي أن تكون محبتك لغيرك لله وفي الله، بارك الله فيك ووفقك لما يحب ويرضى .
أنصحك بقراءة كتابنا (فتياتنا والإعجاب)
أيتها الجوهرة المصونة :
احذري سماعة الهاتف فإنها والله لمن الفتن العظيمة التي انتشرت في عصرنا هذا فتنة الهاتف وسوء استعماله، فنجد بعض الطالبات لا يحسن استعمال الهاتف، فتنسى بذلك نفسها وأهلها. فهي تستهتر بعرضها وتعرض نفسها للمهالك ، وإذا حذرتيها، قالت: إني قادرة على أن أحمي نفسي وأصون عرضي وأنا فاهمة ما لي وما علي.. أريد فقط التسلية. وحجتها في ذلك أنه لا يعرفها وأن المسألة لا تتعدى مكالمات عبر أسلاك الهاتف لا ضرر فيها، تلطخ شرفها وشرف أهلها ولا تبالي.. تريد التسلية لكن على حساب دينها ونفسها وتنسى القصص والحوادث التي مرت بفتيات نهجن منهجها، فجلبن لأنفسهن الخزي والعار والفضيحة .
ألم تسمعي بتسجيل أولئك الذئاب البشرية الشرسة لصوت الفتاة الفريسة فأصبح هذا الشريط أداة تهديد لشرف وعفة هذه الفتاة فيما بعد، فماذا استفادت من هذه التسلية الحقيرة؟! بل بعضهن يصل بها الأمر إلى ما هو أفظع وأشنع فتحمل بين جنبيها الفضيحة والخزي طول العمر .(1/13)
ولا تصدقي يا طالبتي ما يقوله الرجل الذئب من أنه لا يرى منك إلا أخلاقك وأدبك فهم يتكلمون بكلام الصديق المحب ولو سمعت أحاديثهم في الخلوة لسمعت المخيف المرعب.. فلا يبتسم لك بسمة ولا يلين لك بكلمة إلا وهي تمهيد لما يريد وماذا بعد ذلك؟ ذل ودمار. فالناس سوف يعذرون هذا الشاب ويقولون مر بفترة طيش أو شاب ضل ثم تاب، وتبقين وحدك في حمأة الرذيلة والعار.
احذري أن تكوني أرضاً خصبة لمثل هذه التصرفات اللا أخلاقية، فاحذري كل الحذر منها ولا تغريك صديقة ماكرة خادعة أنها اتصلت بفلان وكونت معه علاقة وأنها سعيدة معه وأنه وعدها بالزواج وقد خرجت معه كذا مرة وكان أميناً صادقاً معها ولم يمس شعرة منها.. الخ، احذري من ذلك فهذا الذي تسميه أميناً صادقاً يتحين الفرصة المناسبة حتى ينال مأربه منها ثم يولي باحثاً عن فريسة أخرى غيرها، قد يعدك بالزواج لكن إن قلت له تعال الآن قدم لك الأعذار الواهية وهو في نفسه يقول: لو لم يبق في الأرض إلا أنت لما تزوجتك لأنه نظر إليك على أنك خائنة، خنت أهلك ووالديك بمكالمتك له ومقابلتك معه فسوف تخونينه غداً إذا أصبحت زوجة له فكيف يثق بمن خانت ربها ونفسها وأهلها ؟!.
طالبتي العزيزة:
لا أريد الإطالة عليك في سرد موضوع الهاتف والمقابلات والعلاقات غير الشرعية وإن كانت ذات أهمية لكن أحيلك إلى كتيب مفيد وهو ( آلو احذري التليفون يا فتاة الإسلام ) ففيه خير كثير إن شاء الله . وأنا واثقة أنك تعرفين وتدركين خطورة هذا الأمر فاحذري الوقوع فيه أو خلصي نفسك إن كنت ممن وقعت فيه .
وفقك الله لكل خير
إلى من جعل الله لها القرآن ذكراً ونوراً وهدى:
احذري أن تجعلي قلبك الفض يلامس شيئاً من الفناء المحرم .. قد تستهويك الأغاني.. بل يصل الأمر ببعض الطالبات أنها لا تسمع إلا للأغاني الغربية ذات الموسيقى الصارخة، وكأنها تفهم ما يقوله هذا الغربي وقد يسب الإسلام والمسلمين وهي فرحة مطربة.(1/14)
وبعض الطالبات- هداهن الله- يعشقن بعض المطربين والمغنيين، بل ومن شدة إعجابها بهم تعلق صورهم وأسماءهم على حقيبتها أو بلوزتها دون حياء أو خجل.. ولو سألتيها هل ترضين أن تحشري يوم القيامة معهم ؟ لرفضت في داخل نفسها، وإن قالت بلسانها: نعم، لأن فطرتها تأبى أن تكون معهم. فيا أخية، المرء مع من أحب ، فإذا أحببت الممثل الفلاني حشرت معه ، وإذا أحببت المغني الفلاني حشرت معه ، وإذا أحببت الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته حشرت معهم .. أسأل الله أن يحشرنا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
وإن قلت إني أحب فقط الاستماع لأغانيهم نذكرها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( إنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة خمش وجوه وشق جيوب )).
واعلمي يا حفيدة عائشة وفاطمة وخديجة :
أن الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع، وهو بريد الزنا والعياذ بالله. وهو من أسباب مرض القلوب وقسوتها وصدها عن ذكر الله وعن الصلاة، وهو السبب الرئيسي في تثاقل بعض خلق الله عند الصلاة وعند أدائها، فالمعصية تثقل الطاعة على النفس، وقد جاءت الأدلة الصريحة على حرمة الغناء، بإمكانك الرجوع إلى كتاب (إغاثة اللهفان في مصائد الشيطان) لابن القيم، فقد أفاد وأجاد .
فاحذري يا أمة الله الغناء إن كنت فعلاً تحبين الله وتتبعين أمره وتحرصين على رضاه. والمحب لا يعصي حبيبه .
تعصي الإله وأنت تزعم حبه هذا لعمري في القياس شنيع
إن كان حبك صادقا لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع
ولا يجتمع في قلب عبد غناء الشيطان وذكر الرحمن .
حب الكتاب وحب ألحان الغناء في قلب عبد ليس يجتمعان
وفعلاً من يستمع للغناء لا يجد ذاك الخشوع والتأثر عند قراءة كلام الله، فلا يتعظ قلبه بآيات الوعيد والتحذير، بل يمر عليها هكذا مراراً .(1/15)
أما إذا سمع أغنية للمطرب الفلاني فناهيك عن الخشوع والتأثير بل والبكاء،نسأل الله العافية والحماية .
وكون أن الغناء والقرآن في قلب إنسان لا يجتمعان فلأن الغناء يلهي القلب ويصده عن فهم القرآن وتدبره والعمل بما فيه، فإن القرآن والغناء لا يجتمعان في القلب أبداً لما بينهما من التضاد، فإن القرآن ينهى عن إتباع الهوى ويأمر بالعفة ومجانبة شهوات النفس والغناء يأمر بضد ذلك كله .
ولو وقفت معي أيتها الطالبة الحبيبة عند هذا الحديث المؤثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ولينزلن أقوام إلى حيث علم يروح عيهم بيارق أنهم يأتيهم لحاجة فيقولوا ارجع إلينا غداً فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة)) .
ويقول صلى الله عليه وسلم:(( ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يعزف على رؤوسهم بالمعازف والقينات ويخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم قردة وخنازير )) .
يا طالبة المرحلة المتوسطة والثانوية:
حاولي أن تنشئي روح التعاون والمحبة والإخاء الصادق بينك وبين صديقاتك في المدرسة .
فما أجمل التلاحم والتعاون في ذات الله.. فنجد هذه تحث صديقاتها على الإنفاق في سبيل الله والصدقة، والأخرى تجر صديقتها لأداء الصلاة في مصلى المدرسة، والثالثة تمسك المصحف لتراجع مع زميلتها آيات من كتاب الله اتفقتا على حفظها ومراجعتها ، والرابعة تحث زميلاتها على الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالكلمة الطيبة والأسلوب الحسن اللين المقنع.. تكاتف على الخير وعلى التقوى والبر والصلاح: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}.(1/16)
فنعما وخير لمن هذا دأبها وبارك الله فيمن نهجت هذا المنهج. ولابد أن تحذر الطالبة من أن يزين لها الشيطان بأن إعطاء الواجب لزميلتها محلولاً يعد من التعاون وهو في الحقيقة من الغش، وبإمكانك مساعدتها ومد يد العون لها بشرح الدرس لها إذا لم تفهمه وليس بحل الواجب عنها.
ومن التكاتف والتعاون أنه إذا تغيبت زميلة لك عن المدرسة أن تسألي عنها وتتحري عن سبب غيابها، وإذا رايتيها فامشي لها وبشي في وجهها، وحفزي زميلاتك على السؤال عنها.. واحذري أن تجعلي التعاون يأخذ اتجاهاً آخر فيكون تعاونا على الإثم والعدوان ومعصية الرسول والمنكر فتكوني أنت ومن معك من الخاسرات.. والعياذ بالله.
أيتها الشابة المقبلة على الحياة :
مالي أراك متأففة متضجرة من كثير من الأنظمة المدرسية التي ما وضعت إلا لمصلحتك، فأنت عندما أقبلت على المدرسة لم تأت إلا لمهمة واحدة،طلب العلم وليس لعرض أزياء أو تسريحات أو موضات .
ونجد بعض الطالبات- هداهن الله- تأتي إلى المدرسة وكأنها ذاهبة لمناسبة أو زواج ، فإذا منعت من قبل الإدارة وجدتيها متضجرة متأففة متبرمة ساخطة، تسب وتشتم وتنسى الهدف الأساسي لحضورها المدرسة.
لا يا طالبتي:
احذري أن تنسي الغرض الذي لأجله أتيت، وهو طلب العلم، بمعنى أن هذه الشكليات لابد أن لا تستحوذ على اهتمامك، ولابد إذا سمعت الأنظمة والقرارات المدرسية أن تستجيبي ولا تخالفي، فتعرضي نفسك للوم والتوبيخ... ولو وقفت مع نفسك وقفة مصارحة أو صدق لوجدت أن جميع هذه الأنظمة لصالح الفتاة.. فاحذري أن تكوني من المخالفات .
احذري الغش.. الغش الذي أصبحت الطالبات يتفنن في طرقه وأساليبه، وتظنين أنه من الشطارة.. والطالبة التي تتخذ أسلوب الغش لا تعلم أنها وقعت في المحذور ( وقد تعلم ولكن لا تبالي ).. وأن الدرجات التي نالتها عن طريق الغش لا تحل لها.. أترضين أيتها الطالبة المسلمة أن تبني شهادتك ووظيفتك ومستقبلك على حرام؟(1/17)
أخية.. قبل أن تهمي بالغش أو النقل من صديقاتك.. قفي برهة عند قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من غشنا فليس منا )). فهل ترضين أن لا تكوني من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.. فكري في الأمر ثم قرري!!
أيتها الحصان الرزان:
ماذا دهاك عندما تتطاولين على إحدى معلماتك أو زميلاتك بقول أو فعل؟ أين الصبر؟ أين الحلم؟ أين الأخلاق؟ وخاصة المعلمة لما لها من مكانة ومنزلة، والتي قد تجد الكثير من التصرفات اللا أخلاقية من قبل بعض الطالبات المشاكسات.
فأين أدب المتعلم؟ أين التواضع؟! أين التقدير والاحترام؟ فلابد أن تتواضعي لغيرك وبالذات المعلمة وتستجيبي لنصائحها، وتعملي على إرضائها، فحق المعلم لا يقل عن حق الوالد .
وأذكرك بقول علي رضي الله عنه أن من حق العالم أن لا تكثر عليه السؤال، ولا تعنته في الجواب، وأن لا تلح عليه إذا كسل ، ولا تفشي له سراً ، ولا تغتابن عنده أحداً ، ولا تطلبن عثرته، وإن زل قبلت معذرته، وعليك أن توقره وتعظمه لله(ما دام يحفظ أمر الله)، ولا تمش أمامه، وإن كانت له حاجة سبقت القوم إلى خدمته. فأين أنت من هذه الآداب يا طالبة المرحلة المتوسطة والثانوية؟ واقرئي معي أيضاً من الآداب أن لا يجلس مكانه، ولا يبتدئ الكلام عنده إلا بإذنه ، وأن لا يكثر الكلام عنده ، ولا يسأله شيئاً عند ملالته ، ويتجنب سخطه ، ويمتثل أمره في غير معصية، فهل أنت هكذا مع معلماتك ؟ فلابد أن تصبري على الجفوة من معلماتك، فمن لم يصبر على ذل التعليم بقي في عماية الجهل.
اصبر لدائك إن جفوت طبيباً واصبر لجهلك إن جفوت معلماً(1/18)
لا تغضبي من زميلاتك إذا صدر منهن خطأ أو زلة، قد تكون غير متعمدة وأحسني الظن فيهن؛ فقد جاءتني الكثيرات من الطالبات في مثل سنك يشكين زميلاتهن، منهن من قامت بهجر زميلاتها ولو عرفت السبب؟! كان لأشياء تافهة لا معنى لها، ونست هذه الهاجرة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث)).
فهذه طالبة هجرت صديقتها شهرين كاملين. ما السبب في ذلك؟ لأن زميلتها تلك مرت بها ذات يوم ولم تلق عليها السلام، فأثر هذا التصرف في نفس تلك فهجرتها شهرين، وحاولت تلك الزميلة معرفة سبب هذا الجفاء والهجران، لكن تلك لم تكن تجيبها عن سؤالها واستفسارها، وعندما تدخل الوسطاء من الزميلات للإصلاح بينهما ذكرت السبب، فحلفت تلك أنها عندما مرت بها في ذلك اليوم لم ترها حتى تلقي عليها السلام، فانزاحت الغمة لكن بعد هجر شهرين كاملين .
فاحذري يا طالبة المرحلة المتوسطة والثانوية من هذه التصرفات.. وعليك بحسن الظن، ونجد أن بعض السلف كان يقول: التمس لأخيك سبعين عذراً فإن لم تجد له عذراً فاتهم نفسك بسوء الفهم .(1/19)
احذري يا طالبة المرحلة المتوسطة والثانوية أن تكوني فريسة سهلة للتأثيرات التي قد تتعرضين لها في العالم المحيط بك، كالبيت أو المدرسة، فإذا واجهتك مشكلة أو مر بك موقف ما تريدين له حلاً.. فاعرضيه على من هو أكبر منك ويتحلى بالفهم والمعرفة وإدراكه للأمور، مثل والديك أو أشقاءك أو حتى معلمتك التي ترتاحين لها وتثقين بنصحها، وتلمسين فيها الخير والصلاح لأنها سترشدك إلى ما ينفعك بإذن الله . واحرصي على تنمية قدراتك ومداركك وهوايتك التي تميلين إليها، فقد تميلين إلى الكتابة أو الاطلاع والقراءة، فبدل أن تكون كتابتك في أشياء لا تنفع منها تستطيعين أن توجهيها إلى نصيحة أو إرشاد أو قصة مؤثرة مرت بك فيها عظة أو عبرة فاكتبيها.. فبدل أن تكتبي مقالات غرامية غزلية أو عبارات لا نفع منها وجهيها في رضى الله والدعوة إليه، فالدعوة إلى الله مسؤولية كل فرد فينا، فأنت تدعين إلى طاعة الله وتأمرين بالمعروف، وتنهين عن المنكر كل من حولك، والديك وأخواتك وأقاربك وزميلاتك في المدرسة، فترشدينهم إلى الخير والصلاح.
وكذلك القراءة قد تميلين إلى قراءة القصص، فعليك بالكتب الإسلامية النافعة المفيدة واقرئي تاريخنا المشرف. وحال أسلافنا الكرام .(1/20)
واعلمي يا طالبتي.. أنه في سنك هذا تتفتح القدرات والاستعدادات والمواهب، فنميها ووجهيها إلى ما ينفعك في دينك ودنياك وآخرتك . أعرف فتاة كانت هوايتها تنصب في الرسم وكانت تميل إلى رسم الأشكال الجمالية والطبيعية وهذا لا شيء فيه، لكنها كانت ترسم أحياناً ذوات الأرواح من إنسان وحيوان، ومعروف أن تصوير ذوات ا لأرواح محرم يقال لصاحبه يوم القيامة: انفخ، وما هو بنافخ، فيعذب بكل نفس صورها، فوضح لهذه الفتاة حرمة تصوير ذوات الأرواح وعقوبة فاعله، فاستجابت وأصبحت فيما بعد ترسم أشكالاً جميلة وبراويز بهية على الورق، فكانت هذه الأوراق المزينة برسمها يكتب فيها مواضيع منوعة وشيقة إسلامية، فتضم النصائح والقصص والتوجيهات والمسابقات فتجمع وتلم على شكل مجلة دينية منوعة تتداولها الطالبات، وعليها لمسات هذه الرسامة الموهوبة، فهذه سخرت هوايتها فيما ينفع ويفيد .
يا طالبة المرحلة المتوسطة والثانوية :
آه من العطور.. العطور.. وما أدراك ما العطور بأشكالها وأنواعها وروائحها.. فكثير من الطالبات تضع العطور، وقد تضعه قبل خروجها من منزلها وتنسى السائق سواء سائق الأتوبيس أو سائق المنزل أو حتى الحارس الذي يقف عند الباب .. أليسوا- هؤلاء- رجالاً ؟! ألا يعمهم مسمى رجل.. فتتغافل عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية )) .
أترضين أن تنادي بهذا النداء الفظيع ؟.. فلماذا نجلب لأنفسنا الشر ونحن نعلم ؟..لماذا نخالف أوامر ربنا ورسوله صلى الله عليه وسلم ونقول بعد ذلك إننا لا نقصد ؟.
طالبتي العزيزة:
احذري من الوقوع في هذا المنكر، ولا تقولي قدوتي فلانة تفعل كذا وعلانة تفعل كذا.. فأنا أحدثك أنت، وأنت تعلمين الحكم ولو استطعت توجيه النصيحة لمن تفعل ذلك فلك الأجر والمثوبة من عند الله.(1/21)
ولا تكوني إمعة مقلدة غير مبالية بأوامر ربك وإرشادات رسولك، متبعة لهواك.. احذري أن تكوني منقادة لنفسك الأمارة بالسوء والتي لو قادتك لأهلكتك، فعليك بمجاهدة نفسك ومحاسبتها والسير بها إلى ما يرضي الله.
يا فتاة الإسلام:
احذري الأسواق.. واحذري الإكثار من الخروج إليها بدون حاجة.. فما أكثر الحوادث الفظيعة التي حصلت وكانت نقطة البدء الأسواق..والأسواق أبغض الأماكن إلى الله.. وإذا خرجت إلى الأسواق فاخرجي وأنت متحجبة متحشمة لا بكمال زينتك كما تفعل ما لا دين لها ولا حياء. ولابد أن يكون معك محرم خاصة في الأسواق المختلطة،فالشيطان ينصب رايته في الأسواق، ويكثر العابثون والطامعون في شرف المرأة في الأسواق .
احذري أن تجعلي السوق مكان لتجميع الصديقات والقريبات للهو والنزهة والتفرج. فاتقي الله والزمي منزلك.
واحذري من السم الزعاف :
احذري السائق أو الخادم فهو مهما كان رجل وله شهوة كباقي الرجال ولا يغرك كون السائق يعرفك قبل أن تبلغي أو تتحجبي.. واحذري أن تخرجي معه بمفردك.. فكم من المصائب والمشاكل نتجت بسبب خلوة الفتاة بالسائق الأجنبي أو تهاونها بالحجاب عنده.. ففعل ما فعل وتركها.. فجلبت لنفسها وأهلها الخزي والآلام.
يا أمة الله :
أهمس في أذنك هذه النصيحة الرقيقة.. إذا جاءك من ترضين دينه وخلقه، يطلبك للزواج فاقبليه ولا ترديه بحجة أنك صغيرة، فهذه حجة واهية فقد يطول بك العمر ويأتيك من لا دين له ولا خلق فتندمين على ما فات .(1/22)
وانظري إلى قدوتك عائشة رضي الله عنها تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم وعمرها تسع سنوات.. فلا تجعلي إكمال الدراسة حجة ثانية في رد الخاطب الكفء، فبإمكانك إتمام دراستك وأنت زوجة وأم، وكثيرات استطعن التوفيق بين الدراسة والبيت وتربية الأبناء، ونجد بعض الطالبات قد تنحرف عن جادة الصواب فتقبل على الحرام والعياذ بالله والمعاكسات والعلاقات غير المشروعة، ولو بحثت عن السبب لوجدت داعي الفطرة في نفسها أنها ترغب في زوج وأن تكون أسرة، فإذا جاء بالحلال تبرمت وتعللت وتعذرت ورفضته لأسباب وحجج واهية .
وفقك الله لكل خير .
فاحذري يا طالبتي من ذلك واستجيبي لأمر رسولك وحبيبك صلى الله عليه وسلم (( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجره إن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير )).
تجنبي الوقوع في الخطأ
ابنتي الطالبة :
كثيراً ما تقدم الطالبات على فعل شيء وهي لا تعلم بأنها قد أخلت بإحدى المخالفات الشرعية، وعندما يكتشف أمرها وتفتضح يتم القبض عليها وتودع رعاية الفتيات أو السجون ويتم التحقيق معها من قبل الشرطة، ويفتح لها ملف تبعث بصورة منه للإمارة، وأخرى برعاية الفتيات، وصورة للشرطة، وصورة للقاضي. وحين دخولها السجن تصيح وتترجى الشرطة أو الهيئة بأن يطلقوا سراحها وأنها لن تعود لمثل ذلك مستقبلاً، وأنها لم تكن تعلم بأن الركوب مع أي شخص أجنبي وغير محرم لها يعتبر قضية، وأنها ركبت معه فقط للتسلية والتمشية أو لأخذ صور لها كانت بحوزته ، أو لاسترداد رسالة سبق وأن كتبتها له، ولكن كل هذه الأعذار لم تعد تكفي وقد فات الأوان.. وحتى لا تقعي عزيزتي في هذا المأزق أقول لك ولجميع زميلاتك: احذري السير في طريق السوء وابتعدي عن صديقات السوء وتجنبي الوقوع في المهالك وذلك تجنب الآتي
أولاً : احذري من استعمال الهاتف استعمالاً سيئاً وذلك بعدم الاتصال على أي أحد كان إلا بمعرفة والديك وللضرورة فقط كإحدى القريبات أو الأهل.(1/23)
ثانياً : احذري من أخذ أي رقم هاتف من زميلتك أو من ضعاف النفوس من المارة أو في الشارع أو السوق أو غيره. وعندما يمنحك أحد ورقة بها رقم هاتف اتركيها مكانها أو مزقيها وتخلصي منها .
ثالثاً : عدم استعمال الأوتوجراف أو إحضاره إلى المدرسة، حيث إن المدرسة صرح تعليمي وليست لهذه التفاهات والكتابات، وعدم الكتابة لأحد من زميلاتك بالأوتوجراف . حتى لو كنت تحترمينها أو تقدرينها. فالتقدير والمحبة بالقلب وليست المكاتبات للذكرى
رابعاً : عدم إحضار صورك أو صور أفراد عائلتك للمدرسة أو منحها أي أحد من زميلاتك للاطلاع عليها، لأنها ربما تقع في يد أحد الشباب من ضعاف النفوس ويعلم بأنها لك حيث يسأل عن الاسم وربما يهددونك بها إما إن تذهبي لأخذ صورك منه أو مقابلتك، مما يوقعك في ورطة ربما تؤذيك وتؤدي بك إلى السجن .
خامساً : لا تحضري أشرطة الكاسيت أو الفيديو للمدرسة لتبادلها مع زميلاتك ولا تستمعي إلى الأغاني الماجنة واستبدالها بالأناشيد الإسلامية واحذري مشاهدة الفيديو، واستغلي وقت الفراغ بالهوايات النافعة كالقراءة والرسم والخياطة والتطريز.
سادساً : عدم قراءة المجلات الماجنة التي لا تهتم إلا بنشر ما هو مضيع للوقت وغير مفيد، وعدم إحضارها إلى المدرسة ، ومحاولة قراءة قصص الأنبياء وزوجاتهم، والكتب الدينية والثقافية والاجتماعية في وقت الفراغ وبعد الانتهاء من الواجبات المدرسية(1/24)
سابعاً : عدم الاستجابة لمن يتحدث بالهاتف ويطلبك شخصياً، أو يقفل الخط للجميع من أفراد أسرتك ويحدثك أنت بالذات، ويطلب منك مقابلته أو التحدث معك أو الركوب معه من المدرسة، وإن لم تفعلي يهددك بأنه سيفضحك وأن لديه صوراً أو رسالة، وسيبلغ ولي أمرك بذلك حتى يرغمك على الخروج معه أو التحدث إليه، فلا تستجيبي له، ولا تسمعي منه، ولا يهمك تهديده، وحاولي إخبار والدتك إذا استطعت، وإن لم تفهم أبلغي المشرفة في المدرسة، أو الأخصائية الاجتماعية لتخلصك من هذه الورطة، وستقوم المشرفة بالاتصال به على عمله أو مدرسته أو منزله وتهديده بإرجاع الصور والرسائل وإلا تبلغ عنه الشرطة أو هيئة الأمر بالمعروف، فإذا أخطأت في إعطائه صورة أو رسالة فلا تخطئي مرة أخرى بالخروج معه للحصول على ما لديه لك حتى لو كان ذلك بالتهديد.
ثامناً : لا تذهبي مع أي أحد من الجيران أو المعارف الشباب، حتى لو وعدك بإيصالك إلى منزلك، وأوضح لك بأنه يخاف عليك من المشي في الشارع وحدك مع أن منزلك قريب من المدرسة .
تاسعاً : لا تتحدثي مع السائق الذي يقوم بإيصالك إلى المدرسة أو المنزل وإذا أخذ يتحدث إليك أبلغي والدتك بذلك وحذار من الركوب معه وحدك حتى لو تغيبت عن المدرسة.
عاشراً : لا تسيري في الطريق وحدك، وإذا خرجت من المدرسة اذهبي بصحبة زميلاتك واذهبي من الطرق العامة، ولا تذهبي من طريق الأماكن الخالية حتى لا تستغلي من قبل أحد المارة أو ذوي النفوس الضعيفة وتتعرضي للخطر.
حادي عشر : لا تنتظري سيارتك في الشارع وانتظري داخل المدرسة حتى ينادى على اسمك وتأكدي من سيارتك قبل ركوبها.
ثاني عشر : تحدثي مع والدتك بكل ما يحصل لك، وأطلعيها على كل أمورك حتى تكون صديقتك وتساعدك على تخطي العقبات والصعاب، وإذا شعرت بأن والدتك لا تسمع منك فالجئي للمشرفة في المدرسة أو الأخصائية الاجتماعية، واعلمي بأنها لن تخبر أحدا بأسرارك وستحاول مساعدتك.(1/25)
إن زوج أختك أو ابن عمك أو ابن خالتك ليسوا بمحارم لك فلا يمكن لأحد منهم أن يقوم بإيصالك أو أن تخرجي معه بدون محرم.
التزمي بالحجاب الشرعي والزي المدرسي، وعدم تبرجك في الخروج والذهاب إلى أي مكان، سوق، أو مدرسة، فهذا يشجع ضعاف النفوس على التعرض لك بما يؤذي مشاعرك عند الذهاب للأسواق . حددي المكان الذي تريدينه ولا تسيري جيئة وذهاباً من هذا المكان إلى هذا المكان ، وإنما ليكن ذهابك للضرورة القصوى ولغرض محدد فقط والذهاب مع والدتك أو مع محرم .
تمسكي بالتعاليم الدينية وحافظي على صلاتك وعبادتك وقراءة القرآن مما يحفظك من كل سوء ويبعدك عن وساوس الشيطان.
لا تذهبي لزيارة منازل صديقاتك بالمدرسة فإنك لا تعلمي عنها ما يكفي لزيارتها ولا تعلمي عن أهلها وأخلاقهم وعاداتهم شيئا ولتكن علاقتك بها علاقة دراسية فقط .
وأخيراً.. أنت أمل الأمة المشرق وفجرها الجديد.. حفيدة أمهات المؤمنين.. وصانعة الرجال وأم الأبطال.
الزمي طريق الحق فإنه طريق السعادة الدنيوية والأخروية، وعليك بالتمسك بكتاب الله وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وعليك بالأعمال الصالحة ومراقبة الله في السر والعلن فإنها النجاة من نار تلظى وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين .
بارك الله لي ولك، ونفعني وإياك بما في هذه العجالة وأسأل الله العلي القدير أن يجعل هذا العمل المتواضع خالصاً لوجهه الكريم إنه سميع مجيب
كتبتها
غفر الله لها ولوالديها ولجميع المسلمين والمسلمات
نوال بنت عبد الله(1/26)