إسهام الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في بناء المرأة
( الواقع والمأمول )
دراسة ميدانية على الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الأحساء
بحث مقدم إلى:
الملتقى الثالث للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمملكة العربية السعودية
إعداد
د. هدى بنت دليجان الدليجان
أستاذة مساعدة في التفسير وعلوم القرآن
قسم الدراسات الإسلامية- كلية التربية
…………… جامعة الملك فيصل بالأحساء
1427هـ/2006
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
المقدمة
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على الرحمة المهدَاة من رب العالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
فقد خلق الله تعالى الذكر والأنثى من نفس واحدة ، وآل إليهما مناط التكليف بالخلافة في الأرض، وكفل الإسلام المرأة برعايتها وصيانتها وتوفير الكرامة الإنسانية والدينية والاجتماعية والاقتصادية، وغير ذلك، من المجالات الحيوية التي تصان فيها المرأة، ولا تبتذل كرامتها .
وكان لقيام هذا الوطن الكبير على التوحيد الخير العميم للمرأة السعودية، فقد أرسى قواعد المجتمع الحديث على أساس من حبل الله المتين، والعناية بحفظ الذكر المبين تلاوة وتدريسا، فأنشئت الأقسام النسائية التابعة للجهود الخيرة لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم في ربوع المملكة، وقامت الدور القرآنية ، والمدارس العلمية النسائية ، والمراكز الصيفية، التي كانت من أكبر التجارب الوطنية ثراء وإسهاما في تنمية المرأة المسلمة الواعية.(1/1)
فمن أجل مواصلة هذا النجاح والمحافظة على استمرارية التميز في هذه الجمعيات القرآنية ،كان حريا بالباحثين أن يرصدوا هذه الإسهامات الكبيرة ، دراسة وتقويما ، لبناء رؤية علمية تشد على الإسهامات الطيبة ، وتعالج الأخطاء ومواطن القصور لتحقيق الطموحات الواسعة لبناء جيل قرآني يسهم في القيام بحق الدين والوطن على أساس من الفهم العميق والتطبيق الدقيق لأحكام القرآن الكريم.
فرغبت في المشاركة في هذا الملتقى الثالث الكريم للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، وتقديم بحث بعنوان: (إسهام الجمعيات الخيرية في بناء المرأة (الواقع والمأمول)
(( دراسة ميدانية على الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الأحساء)).
عناصر البحث:
أولا: بناء القسم الإداري للمرأة في الجمعية الخيرية (الواقع والمأمول).
1-الهيكل الإداري.
2-الموارد البشرية.
3-الميزانية المالية.
ثانيا: آثار إسهامات القسم النسائي بالجمعية الخيرية على المجتمع:
1-الآثار الدينية.
2-الآثار الاجتماعية.
3-الآثار الاقتصادية.
ثالثا: استشراف مستقبل الجمعيات الخيرية لبناء المرأة في المجتمع.
1- مواجهة التحديات المعاصرة.
2- معالجة عوائق التطوير .
- الخاتمة.
- الفهارس
منهج البحث:
سيقدم دراسة وصفية كيفية لرسم الرؤية العلمية لواقع الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في بناء المرأة وتفعيل مساهمتها في المجتمع السعودي والمأمول في ذلك .
وسيتم -إن شاء الله- رصد الإحصاءات وتحليل النتائج عن طريق حساب التكرارات للأسئلة التي ستطرح على شريحة البحث المستفيدة من برامج الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالأحساء من خلال الاستبانتين المخصصتين للبحث.
أولا: الاستبانة:(1/2)
- توزيع الاستبانتين المرفقتين في نهاية البحث عن طريق القسم النسائي بالجمعية الخيرية بمحافظة الأحساء، و كان العدد المطلوب من الاستبانات ما يقارب المائة لكل استبانة، لكن لضيق الوقت اكتفيت بما وصلني من الاستبانات في المرحلة الأولى.
- تحتوي الاستبانة على ثلاثة عشر سؤالا، أحد عشر سؤالا يمثل أسئلة مغلقة باختيارات متعددة مقننة، وسؤالان مفتوحان للإجابة عنهما بشكل واسع، وكان للاختيارات المتعددة في الأسئلة أثر كبير في رفع النسبة المئوية لبعض الاختيارات عن بعض.
ثانيا: الفئة المستهدفة:
وهما فئتان:
-الفئة الأولى : عينة عشوائية من العاملات (سواء إداريات أم معلمات) في مدارس الجمعية الخيرية بالأحساء، وبلغ عدد الاستبانات (39) استبانة كانت على النحو التالي:
بعض الخصائص الوصفية للعاملات في الجمعية حسب الاستبانة
أولا: السن: متوسط العمر 32-58 سنة.
ثانيا: المؤهلات العلمية جدول رقم -1-
المؤهلڑالعددڑالنسبة المئوية
ٹڑ
ڑبكالوريوسڑ21ڑ53.8ٹڑ
ڑثانويڑ13ڑ33.3ٹڑ
ڑمتوسطڑ5ڑ12.8
ثالثا: المهنة التي تعمل فيها العاملات في الجمعية: جدول رقم -2-
المهنةڑالعددڑالنسبة المئوية
ٹڑ
ڑمعلمةڑ33ڑ84.6ٹڑ
ڑوكيلةڑ1ڑ2.6ٹڑ
ڑمشرفةڑ3ڑ7.8ٹڑ
ڑمحاسبةڑ2ڑ5.1
- الفئة الثانية: عينة عشوائية من الدارسات بالجمعية الخيرية بمحافظة الأحساء، وبلغ عدد الاستبانات (38) استبانة، وفيما يلي بعض الخصائص الوصفية للمترددات على الجمعية منها:
-أولا: السن: كان من أعمار المترددات كما في الاستبانة من 12-70سنة.
متوسط العمر: 20-47 سنة
-ثانيا: المؤهلات العلمية جدول رقم -3-
المؤهلڑالعددڑالنسبة المئويةٹڑ
ڑبكالوريوسڑ12ڑ31.6ٹڑ
ڑثانويڑ4ڑ10.5ٹڑ
ڑمتوسطڑ6ڑ15.8ٹڑ
ڑبدون مؤهلڑ16ڑ42.1
-ثالثا: المهنة : جدول رقم -4-
المهنةڑالعددڑالنسبة المئويةٹڑ
ڑ ربة بيتڑ28ڑ73.3ٹڑ
ڑطالبةڑ6ڑ15.3ٹڑ
ڑمعلمةڑ2ڑ5.3ٹڑ
ڑمحاسبةڑ2ڑ5.3(1/3)
ثالثا: الالتزام بالمنهجية العلمية في عزو الآيات القرآنية وتخريج الأحاديث النبوية وتحقيق الأمانة
العلمية بعزو كل قول إلى قائله من المصادر والمراجع البحثية .
رابعا: ختام البحث ببعض النتائج التي توصلت إليها والتوصيات.
ولا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل لله الكريم على إتمام هذه التحفة النسوية في أعمال الجمعية الخيرية ، والشكر الجزيل للقائمين على الملتقى الثالث الذين لفتوا أنظاري إلى هذا الجزء المهم من البحوث العلمية، والشكر موصول للجمعية الخيرية بمحافظة الأحساء التي قدمت لي التسهيلات الكريمة لإتمام البحث الميداني، وكان لتعاونهم الكريم أبلغ الأثر في المضي قدما في البحث، ولزوجي الفاضل الدكتور: عبداللطيف الحسين رئيس قسم الشريعة بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالأحساء -فرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية-، ولأسرتي الكريمة ، ولجميع من ساعدني لإتمام هذا الإنجاز، فما كان فيه من صواب وخير فهو بتوفيق من الله ومنته ومن أفضاله علي ، وما كان فيه من خطأ وقصور فهو من نفسي، فاستعيذ بالله منه ، ونحن للحق أوابون .
والحمد لله رب العالمين..
إعداد
د. هدى بنت دليجان الدليجان
أستاذة مساعدة في التفسير وعلوم القرآن
قسم الدراسات الإسلامية
كلية التربية جامعة الملك فيصل بالأحساء
ص.ب : 911 الأحساء : الهفوف
الرمز البريدي : 31982
التمهيد
تكريم الإسلام للمرأة
أسهم الإسلام بما وضعه من التشريعات الحكيمة والنصوص المبينة بالتكريم الإلهي لبني الإنسان عموما،وللمرأة خصوصا، بما حباها الإله تعالى من نعم جليلة وصفات جميلة ومشاعر فياضة عميمة، وخصها بحقوق كريمة أمر الأولين والآخرين بتنفيذها وتوفيرها للمرأة .(1/4)
فعلى مرور الحضارات الإنسانية أهينت كرامة المرأة، وضيعت حقوقها كإنسان لَه حقوق، ويؤدي وظيفة عظيمة، فجعلت كسقط المتاع يتصرف فيها الرجل كما يتصرف في متاعه دون تلبية حقوقها أو معرفة واجباتها، حتى جاء الإسلام والمرأة في الجاهلية في أشد حالاتها انتكاسة وجهلا وتضييعا وذلة(1)، فرفع شأنها وأدبها وخاطبها بما خاطب به الرجال العقلاء، وجعلها مؤهلة للتكاليف الشرعية والتصرفات المالية والواجبات الاجتماعية والثقافة الإنسانية.
فأصبحت المرأة المسلمة أداة فاعلة في المجتمع ،بتحديد حقوقها ومعرفة واجباتها ، وكان لدعوة القرآن العظيم إلى العلم والتدبر والتفكر دعوة عامة لكل الجنسين أثر كبير في إطلاق قدرات المرأة المسلمة من قيود التقاليد البالية وأعراف الجهل البائدة.
وكان لتبني الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في المملكة العربية السعودية للقسم النسائي دور فاعل وكبير في تنمية المرأة وتغيير الصورة المغلوطة عن المرأة المسلمة الجاهلة إلى المرأة المسلمة الواعية بغض النظر عن العمر والدور الوظيفي والمكانة الاجتماعية وغير ذلك، كما ظهر لي من خلال الخصائص الوصفية للعاملات والمترددات على مناشط الجمعية، فالمرأة المسلمة تتمتع بالتكريم والرعاية في كل الأحكام الشرعية، فكانت العناية بهذه النظرة المتميزة للمرأة المسلمة ومعالجتها من خلال الواقع الفعلي لهيكلة اللوائح التنظيمية للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم كأحد الحلول العملية لترسيخ نظرة الإسلام للمرأة ، وتتمثل هذه النظرة الشرعية للمرأة المسلمة فيما يلي :
-أولا: التميز:
__________
(1) انظر : أبو غدة ، (أ.د) حسن عبدالغني ، وآخرون ، الإسلام وبناء المجتمع، ص89.(1/5)
التفضيل سنة إلهية، في المخلوقات والأنبياء والرسل ، والأزمان والأماكن التي لها فضيلة وخصوصية وشرف، قال تعالى قَالَ تَعَالَى: { وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ نouژzچدƒù:$# سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68) } [ القصص:68](1)، فالمرأة مخلوقة متميزة عن الرجل في التكوين الطبيعي وإن كانت من مثل جنس البشر خلقت من تراب ،قال تعالى { يَا أَيُّهَا النَّاسُ (#qà)¨?$# رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ ;oy‰دn¨ur وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا #[ژچدWx. [ن!$|،دSur وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) } [ النساء:1] وقال تعالى { إِذْ قَالَ y7ڑ/u' لِلْمَلَائِكَةِ 'دoTخ) 7,د="yz #[ژ|³o0 مِنْ طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ tûïد‰إf"y™ (72) } [ ص:71-72].
فأصل خلقة الإنسان تتكون من قبضة من طين ونفخة من روح رب العالمين، والإسلام يراعي في نظرته للمرأة "أنها تتكون من الجهاز الحيواني الغريزي،والجهاز العقلي الفكري،والجهاز النفسي الوجداني،والجهاز الروحي، وكل هذه الأجهزة تعمل على نحو متوافق متآلف"(2).
__________
(1) انظر: الأشقر،(د)عمر بن سليمان،الرسل والرسالات،ص209.
(2) العسال،(د) أحمد محمد، الإسلام وبناء المجتمع،ص57.(1/6)
فالمرأة مخلوق إنساني يتكون من أربع خصائص أساسية: الجسد والروح والعقل والعاطفة، وقد أشبع الإسلام خصائص المرأة الفطرية،ووجهها التوجيه الصحيح، لينمي الخير على الشر والحق على الباطل ،قال تعالى { وَالْمُؤْمِنُونَ àM"sYدB÷sكJّ9$#ur بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ڑcrقگكDù'tƒ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ حچs3ZكJّ9$# وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ مNكgçHxqِژzچy™ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ زOٹإ3xm (71) } [ التوبة :71](1).
"ولهذا كان مقتضى الحكمة أن يؤدي اختلاف المرأة عن الرجل في طبيعتها الأنثوية عن طبيعته الرجولية إلى اختلاف في الاهتمام والحركة والسعي، وأن يكون تميزها في حركتها ،ونجاحها في هذه الحركة المتميزة عن الرجل دلالة أصالتها،وبرهانا على سلامة اتجاهها في سبيل تحقيق وظيفتها في هذا الوجود"(2).
وفي ظل إجراء تطبيقات التميز الفعلي للمرأة المسلمة الجديرة بقيادة المجتمع ؛ من خلال محافظتها على الثوابت الشرعية التي صورتها نماذج القرآن الكريم في الأحكام والآداب والقصص، وابتعادها عن كل ما يخل تميزها الإسلامي في سلوكياتها وأفكارها، بالمسارعة في تعلم القرآن الكريم وتعليمه ، والمحافظة على المكتسبات الاجتماعية، والخصوصية الثقافية للهوية الإسلامية من خلال تميزها في العطاء الذي لا ينضب لكل ما يتصل بها من الأفراد والجماعات سواء كان ظاهرا أم باطنا،وتأدية دورها الحقيقي في تنمية المجتمع(3).
-ثانيا: التكليف:
__________
(1) انظر:السعدي، إسحاق بن عبدالله ،التميز في الأمة الإسلامية، رسالة دكتوراه غير منشورة مقدمة إلى كلية
الشريعة -قسم الثقافة الإسلامية -جامعة الإمام محمود بن سعود الإسلامية بالرياض،1418هـ .
(2) الزنيدي،ثقافة المسلمة ،ص68.
(3) انظر: حماد،سهيلة زين العابدين ،مسيرة المرأة السعودية إلى أين؟ص19 .(1/7)
فتنطلق نظرة التميز للمرأة المسلمة أنها كائن مكلف بجميع الواجبات الفطرية والشرعية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، قال تعالى { وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ دM"ysد="¢ء9$# مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا tbqكJn=ّàمƒ #[ژچة)tR (124) } [ النساء:124]، وقال تعالى { إِنَّ ڑْüدJد=َ،كJّ9$# دM"yJد=َ،كJّ9$#ur وَالْمُؤْمِنِينَ دM"sYدB÷sكJّ9$#ur وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ دN¨uژة9"¢ء9$#ur وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ ڑْüدàدے"utù:$#ur فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ ڑْïحچإ2¨©%!$#ur اللَّهَ #[ژچدVx. دN¨uچإ2¨©%!$#ur أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ Zouچدےَّ¨B وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) } [ الأحزاب:35]
" فالتشريع الإسلامي كان نبيل الغاية والهدف حين أعطى المرأة حقوقها من غير تملق لها أو استغلال لأنوثتها، ففي الحضارتين اليونانية والرومانية وفي الحضارة الغربية الحديثة سمح لها بالخروج وغشيان المجتمعات للاستمتاع بأنوثتها، واستغلال كرامتها للاعتراف بحقوقها، بدليل موقف هذه الحضارات من أهليتها الحقيقية، بينما كان الإسلام على العكس من ذلك، فقد قرر لها كل ما تتم به كرامتها الحقيقية من حيث الأهلية القانونية والمالية، وحد من نطاق اختلاطها بالرجال وغشيانها المجتمعات لمصلحة الأسرة والمجتمع،ولصيانة كرامتها من الابتذال،وأنوثتها من الاستغلال، مع رعاية أن تكون حقوقها وأعمالها وسلوكياتها منسجمة مع فطرتها وطبيعتها"(1).
__________
(1) السباعي،(د)مصطفى، المرأة بين الفقه والقانون،ص44(بتصرف).(1/8)
وأظن أن الخلل الذي أصاب المجتمع في تعطيل المرأة كأداة فاعلة، وذلك عندما اضمحل دورها في المجتمع، وابتعدت عن القيام بالنظرة الصحيحة لدورها في الإسلام، فاستطاع الجهل بتعاضده مع الخرافة والشعوذة والدجل أن يسهمون بشكل كبير في تدني مستوى المرأة ثقافيا وعلميا واجتماعيا واقتصاديا وغير ذلك،" وبخاصة إذا ما وجدت تلك البدع والخرافات أرضية خصبة داخل المجتمعات التي ابتعدت عن الدين ،أو غيبت أحكام الدين وشرائعه عن واقع حياتها" (1)،أو الانسياق وراء الثقافة الاستهلاكية والجري وراء المستحدثات من الأفكار والمصنوعات لتظهر بصورة المرأة المتمدنة، ومن ثم تحويلها في مصانع الأفكار من كائن مكلف يتمتع بالكرامة الإنسانية والمؤهلات والخصائص للقيام بحمل الأمانة والاستخلاف في الأرض إلى مخلوق مشوه يقوم بوظائف مشبوهة من التعدي على دين الله وأحكامه الغراء وتشريعاته السامية ،فضلا عن التلفت يمينا وشمالا لاستجداء حقوق المرأة عند الثقافات المخالفة للدين الإسلامي .
لذا كان من الخير العظيم للمرأة المسلمة في هذه البلاد أن سياسة التعليم في المملكة تنص على: " تقرير حق الفتاة في التعليم بما يلائم فطرتها ويعدها لمهمتها في الحياة،على أن يتم هذا بحشمة ووقار في ضوء الشريعة الإسلامية ،فإن النساء شقائق الرجال" ، بما لا يتوفر بأي حال من الأحوال في البلاد الأخرى.
وعلى هذا الأساس بنيت الأسس التنظيمية للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم على أساس أن العلاقة بين المرأة والرجل علاقة تكامل وتعاون لا علاقة تنافس وصراع.
__________
(1) آل سعود،(د)سارة بنت عبدالمحسن بن جلوي،محاربة الإسلام من داخله، ص35 .(1/9)
ومع قوة إيمان المجتمع السعودي المحافظ بالدور المنهجي المنوط بالجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في المملكة العربية السعودية في تقرير كرامة المرأة ومناقشة قضاياها وتفعيل دورها الاجتماعي وبيان حقوقها الاقتصادية المذكورة في كتاب الله المجيد، مع ضرورة الالتفات وإعادة النظر إلى المعطيات العالمية التي تتواصل فيها الندوات واللقاءات للحديث عن المرأة، وتوضع الميزانيات الضخمة لتحرير المرأة ، فكان لزاما على الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم كأحد المكونات الثقافية المهمة في بناء شخصية المرأة وتحقيق أدوارها المناطة بها في المجتمع السعودي أن تضم إلى مفرداتها بعض الخطط المهمة والمغيبة عن الساحة المنهجية الثقافية لظروف عديدة، وكان لزاما على المصلحين والمثقفين إقامة ندوات متخصصة لبيان دور المرأة الرائد في المجتمع وتعزيزه بإسهامات الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في تنمية المرأة.
المبحث الأول : بناء القسم الإداري للمرأة في الجمعية الخيرية (الواقع والمأمول)(1/10)
إن نجاح أي عمل مؤسسي فردي أم جماعي يكون حقيقة في كسب ثقة المجتمع بالانضمام إليه، والمشاركة في أعماله، وتحقيق أهدافه، وهذا يتمثل في النجاح الكبير الذي حظيت به الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في جميع فروعها بالمملكة، ويظهر جليا من خلال أعداد المستفيدات من الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم سواء كانوا إداريات أم معلمات أم طالبات، لكن هذا النجاح يصبح عبئا كبيرا على القائمين على هذه الجمعيات من الناحية الإدارية والاجتماعية والثقافية في المحافظة على هذه الثقة الكريمة من المجتمع، والاستمرار في الصعود إلى قمة النجاح، "فنجاح أي جمعية خيرية يتمثل في تطبيق مفاهيم ووظائف إدارة الأعمال كما هي مطبقة في الأعمال التجارية "(1)، بل يزيد الأمور وضوحا ارتباط الناحية الإدارية في الجمعيات الخيرية بالناحية الشرعية لتطبيق أحكام الإسلام الزاهية وآدابه الرائعة وأخلاقه الكريمة.
فالجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم مؤسسة اجتماعية عظيمة تحمل الكثير من الأهداف والوظائف والخطط واللوائح وإصدار التعاميم ، وهي الجهة الرسمية المخولة بالمتابعة والإشراف على حلقات تحفيظ القرآن الكريم ومدارسه الصباحية ومراكزه المسائية ومراكزه الصيفية ، وهذا يمثل واجبا كبيرا تنوء بحمله الجمعيات الخيرية إذا لم يكن هناك نوعا من التنظيم الإداري المميز والتواصل الاجتماعي في تغذية المناشط العلمية والعملية.
المطلب الأول: الهيكل الإداري.
تساهم الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في بناء المرأة من خلال المناشط التي تقوم بها ، وبالتطبيق على عينة البحث وهي الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالأحساء وجدت أنها تتكون من الناحية الإدارية كما يلي:
الفرع النسائي بالجمعية ويضم:
__________
(1) الأحمد،(د)محمد بن سليمان،((جمعياتنا الخيرية والمزيد من التنظيم))-مقال-جريدة اليوم، الجمعة 17/صفر/1427هـ،العدد 11963،ص15.(1/11)
1-رئيسة الإشراف على الفرع النسائي .
2-المشرفات على العملية التعليمية(1).
3-المشرفة على الموارد المالية ولديها مساعدتان تتابعان عملية استقبال التبرعات وصرف الموارد.
4-سكرتيرة الفرع النسائي.
5-الاستقبال.
6-مستخدمتان .
7-سائقان.
8-حارس (2).
وهذا النظام الإداري يتطور بحسب الحاجة منذ إنشاء الفرع النسائي، وهو بصدد التقسيم الإداري الحديث حسب لوائح منظمة للوظائف والمهام التي يقوم بها الفرع ، وهذا الفرع النسائي يشرف على الأنشطة التالية:
أولا: المدارس الصباحية:
يتكون التوصيف الإداري للمدارس الصباحية من هيكل تنظيمي بشكل دقيق ومفصل للوظائف والمسؤوليات تتألف من 79 مادة نظامية ، فتنص المادة الأولى على أن:" المدرسة مؤسسة تربوية اجتماعية ذات مهمة نبيلة، وهي أساس بناء المرأة والمجتمع، وتكوين شخصيتها وتربيتها وتزويدها بالقيم الإسلامية والمثل العليا،من خلال تعليمها كتاب الله تعالى حفظا وتجويدا وتلاوة، وتأدبها بآداب حامل القرآن".
ثم تتابعت المواد النظامية في وضع الهيكل التنظيمي للمدرسة التي تغذي برنامج الحافظ الصغير، وبرنامج الأم الحافظة ، وتنص المادة(14):" على أن يتكون الهيكل التنظيمي للمدرسة وفق الآتي:
1-مديرة المدرسة.
2-المساعدة.
3-معلمة .
4-كاتبة.
5-مراسلة مكتبية.
6-حارس.
7-سائق.
وتضمن المادة (15): لكل عشرون دارسة أو طفل معلمة"(3).
وقد نصت المادة(16) على وظيفة المديرة والمساعدة والشروط الواجب توفرها للقائمات بهذه الوظيفة.
ونصت المادة (17) على وظيفة المعلمة والشروط الواجب توافرها فيها.
__________
(1) انظر: اللائحة التنظيمية للمدارس النسائية الصباحية التابعة للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالأحساء، 1425هـ، الملاحق، ص36 .
(2) هذا التقسيم المعمول به كما أفادتني في ذلك -هاتفيا- رئيسة قسم الإشراف في يوم الثلاثاء الموافق 10/5/1427هـ.
(3) انظر: اللائحة التنظيمية،ص7.(1/12)
وهذا يدعم النظرة الشرعية في بناء المرأة على أسس قويمة دينية وإدارية واجتماعية في عمل منظم وهادف، فمن أجل تنمية ثقافة المرأة في المجتمع لا بد من البحث والتنقيب عن الصورة الأصلية المشرقة للمرأة المسلمة ودورها المعاصر في بناء المجتمع، وتنقية الإعلام الخبيث من الصور السلبية ضد المرأة الموجودة حاليا، والتي تظهر النساء أدنى من الرجال في العطاء والفكر والحقوق بإثارة الشبهات،أو التي تظهر المرأة في موقف ضعف وعجز عن اتخاذ القرار أو التدبر العقلي، أو تضعهن في موضع الدمى المسلية الفاضحة.
ثانيا: المراكز المسائية
وهذه من أهم الأنشطة التي تقدمها الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في الأحساء، وذلك لكثرة أعداد المستفيدات من هذه المراكز التي تتحول إلى حلق قرآنية عظيمة يبادر إليها المهتمات بالقرآن الكريم علما وتعليما، وقد افتتح أول مركز نسائي للقرآن الكريم عام 1409هـ ، ولا يزال مستمرا ، وقد توسعت المراكز النسائية المسائية توسعا مشهودا على مستوى المدن والقرى والهجر بمحافظة الأحساء.
وقد بحثت عن اللوائح الإدارية المنظمة لعمل هذه المراكز القرآنية النافعة ، فوجدت بعد الاستقراء والتتبع أن كل مركز يمثل إدارة مركزية في تنظيم الأعمال ووضع الخطط الدراسية واستقبال الدارسات.
وقد أنشئت هذه المراكز القرآنية قبل إنشاء الفرع النسائي مما سبب إشكالا في التنظيم والإشراف ، وقد أخبرتني رئيسة الإشراف بالفرع النسائي أن الفرع بصدد وضع لوائح تنظيمية كسابقتها التي في المدارس الصباحية، وذلك لتنظيم عمل هذه المراكز التي ينتفع منها الكثير من النساء، وتسهم بشكل فعال في بناء المرأة على حب كتاب الله والتفاني في خدمته مع كثرة المعوقات والموانع.
ثالثا: المراكز الصيفية(1/13)
وقد بلغ عدد المراكز الصيفية لهذا العام عشرة مراكز على مستوى المحافظة ، وهذا العدد الكبير من المراكز يضم أعدادا كبيرة من الإداريات والمعلمات، لكن كسابقتها من المراكز المسائية لم أقف على لائحة تنظيمية لهذه المراكز الصيفية ، وتعمل التعاميم المباشرة دورا بارزا في تنظيم هذه الأعمال ، وتقوم إدارة المركز بتشكيل اللجان العاملة من المتطوعات في العمل في حر الصيف بتبريده ببرد القرآن الكريم والانتفاع بتعليمه والإسهام في خدمته ، فترسل الخطط وأسماء العاملات عن طريق الإدارة إلى قسم الإشراف الذي يفحص هذه الخطط، ويرسل -بعد ذلك- الموافقة على تنفيذها بحسب الإجراءات اللازمة لذلك.
وبحسب معلومات الاستبانة رقم(1) التي وصلتني وجدت أن المرأة العاملة في الجمعية عادة ما تتفرغ لهذا العمل،بحسب الإجابات في الجدول التالي:
جدول رقم -5-
السؤالڑالإجابة بنعمڑالنسبة المئويةڑالإجابة لاڑالنسبة المئويةٹڑ
ڑهل أنت متفرغة للعمل في الجمعيةڑ 36ڑ97.3ڑ3ڑ7.7
أما بالنسبة لنظرة الأخوات العاملات في الجمعية بالنسبة إلى سير أعمالهن وهي إجابة السؤال
3-كيف يسير عملك في الجمعية؟
فكانت الاختيارات المقننة للعاملات في الجمعية حسب الجدول التالي:
جدول رقم -6-
الاختياراتڑالعددڑ النسبة المئويةٹڑ
ڑاللوائح الإداريةڑ13ڑ 33.3ٹڑ
ڑالتعاميمڑ30ڑ 76.9ٹڑ
ڑالخبرة والممارسةڑ11ڑ 28.2ٹڑ
ڑالمواقف اليوميةڑ4ڑ 10.3ٹڑ
ڑالمناهج التعليميةڑ3ڑ 7.7ٹڑ
ڑلا أعلمڑ13ڑ 33.3
وهذا الجدول يظهر للقارئ بوضوح مدى سير الإجراءات الإدارية والتعليمية في مناشط الجمعية، حيث تمثل التعاميم الغالبية العظمى من العملية الإدارية ، وهذه التعاميم مع أهميتها لكنها لا ترسم استراتيجية واضحة للعمل والهيكلية الإدارية المنظمة.
وقد انعكس هذا الأمر على المترددات على مناشط الجمعية فكانت إجابتهن على هذا السؤال
-كيف تسير دراستك في الجمعية؟ جدول رقم -7-
الاختياراتڑالعددڑ النسبة المئويةٹڑ(1/14)
ڑالخطط الدراسيةڑ14ڑ 36.8 ٹڑ
ڑالتعاميم المتتابعةڑ8ڑ 2101ٹڑ
ڑخبرات المعلمةڑ4ڑ 10.5ٹڑ
ڑمستوى الدارساتڑ8ڑ 21.1ٹڑ
ڑالمناهج التعليميةڑ2ڑ 5.3ٹڑ
ڑلا أعلمڑ6ڑ 15.8
فالإجابات تبين بوضوح فداحة الخطأ الذي يمارسه تغييب التنظيم الإداري لمناشط الجمعية، فالمناهج هي تابعة لخبرة المعلمة ومستوى الدارسات دون فحص وبيان لخطة الدارسات ورغبتهن في التزود من المعين القرآني الكريم .
ومن أجل هذه الأخطاء كان لزاما أن تسابق الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم الزمن لكي تسهم في الدورة الحضارية التي يمر بها المجتمع السعودي ، والتي يجب أن تقوم على أساس من حفظ القرآن المجيد والدعوة إلى الله تعالى،بتخريج أجيال من النساء والفتيات متقنات لحفظ الكتاب المجيد، وذلك بإعادة صياغة التنظيم الإداري ، ووضع الخطط الدراسية، ومراجعة الأخطاء السابقة ، وحث الخطى لكي تكون مؤسسة اجتماعية تنظيمية حضارية ، وكفاها عزا وشرفا نظام القرآن الكريم بتحزيبه وجعله سورا طوالا ومثاني ومفصل وآيات عظيمة .
المطلب الثاني: الموارد البشرية
يعد العنصر البشري في المؤسسات العامة والخاصة موردا مهما لنجاح المؤسسة ، وكلما كان العنصر البشري الوارد إلى المؤسسة أو الخارج منها متميزا كان ذلك دلالة على تميز المؤسسة .
وقد ذكرت -سابقا- اهتمام اللائحة التنظيمية للمدارس الصباحية بالعنصر البشري المتميز في استلام أعمال المدرسة الإدارية والتعليمية والاجتماعية ، فتنص المادة (16) " على أن الأولية في إدارة المدرسة الصباحية لمديرة المدرسة المسائية في حال حفظها ثلاثة أجزاء من القرآن الكريم، وإذا لم تكن حافظة، فتعطى فرصة لا تقل عن سنة إتمام حفظ ثلاثة أجزاء، وكذلك الحال بالنسبة للمساعدة، شريطة أن تحفظا القرآن الكريم خلال خمس سنوات"(1).
__________
(1) انظر: اللائحة التنظيمية،ص8.(1/15)
أما المعلمة في المدارس الصباحية فتنص المادة (17)على أن " إذا لم تكن المعلمة حافظة للقرآن الكريم كاملا، فتعطى فرصة لا تقل عن ثلاث سنوات لإتمام حفظ القرآن الكريم"(1).
أما من الناحية الاجتماعية فقد اهتمت اللائحة التنظيمية بعملية تأمين النقل والمواصلات للمستفيدات من المدرسة الصباحية سواء كانوا إداريات أم معلمات أم أمهات حافظات أم أطفال الحافظ الصغير ، واعتمدت لذلك من المادة (50) إلى المادة(63) من اللائحة في تنظيم رائع ودقيق لكل ما يؤمن الاهتمام بالسلوكيات الحسنة والجوانب التربوية للسائق والمتعهد والراكب (2).
أما المراكز المسائية والمراكز الصيفية فتتوجه إليها الأعداد الكبيرة من المهتمات بالقرآن الكريم،
__________
(1) انظر: اللائحة التنظيمية،ص8.
(2) انظر: اللائحة التنظيمية، الفصل التاسع : قواعد وشروط النقل المدرسي ص 25-30.
أظن أن هذا الفصل من اللائحة مهم جدا لدراسته تربويا واجتماعيا في حل مشكلة النقل والمواصلات في المجتمع السعودي عامة والمجتمع المدرسي خاصة، وذلك بعد تعالي الأصوات والأقلام المطالبة بقيادة المرأة للسيارة ،و زعمهم بأهمية القيادة في بناء المرأة، حيث إن عملية النقل والمواصلات تشكل عائقا -أحيانا- في التواصل العلمي والاجتماعي لبعض النساء، فكان من الضرورة توفير النقل الآمن بالضوابط الكبيرة من توفير الناحية الدينية والأخلاقية والأمنية في شروط السائق ومتعهد النقل وغير ذلك من صيانة السيارة ، ليطمئن الأهالي على سلامة بناتهم من الناحية التربوية والأخلاقية والاجتماعية والسلامة المرورية أيضا .(1/16)
وقد وجدت من خلال الاستبانة رقم (2) الموزعة على المستفيدات من أنشطة الجمعية الخيرية بالأحساء امرأة قد بلغ عمرها سبعين عاما تنافح في الحضور إلى المركز لتتعلم آية من كتاب الله تعالى ، وفتاة تبلغ من العمر 12 أثني عشر عاما تواصل الدراسة الصباحية في الصف الخامس الابتدائي بالدراسة في المركز المسائي لتحصل على حفظ آية من كتاب الله تعالى.
ومع الاهتمام بهذه العناصر البشرية التعليمية بغض النظر عن العمر والمؤهلات الدراسية ، إلا أنه بسبب عدم وجود اللوائح التنظيمية يجتهد كل مركز في تكليف المعلمات المتقنات أو الاجتهاد في تشكيل اللجان العاملة بحسب الضوابط التي يراها الجهاز الإداري الخاص بالمدرسة ، مما أشكل على الناظر مستوى الاختلاف بين هذه المراكز المسائية .
وبالإجابة على سؤال رقم 2 في الاستبانة رقم (1)- الفقرة رقم 2: هل تقومين بعمل آخر في الجمعية إضافة إلى العمل الأساسي ؟ كانت الإجابة بنعم 35 عاملة أي ما يمثل 89.7% من مجموع العاملات -عينة البحث- يقومون بأعمال مشتركة مع العمل الأساسي في الجمعية.
وقد توجهت إدارة الإشراف في الفرع النسائي على وضع ضوابط بالنسبة للمعلمات في هذه المراكز المسائية والصيفية ، واشترطت اجتياز المعلمة المقابلة الشخصية الذي تقوم به في الفرع النسائي، ومع قلة التنظيم الإداري والتسرب الكبير للمتطوعات فإن الجهود المباركة لا تخفى على كل ناظر من إشاعة الثقافة القرآنية كما سيظهر لا حقا في الآثار - إن شاء الله-.
وقد أعجبني انضمام الأخوات غير السعوديات إلى ركاب الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم دراسة وتعليما، من خلال الإجابة عن الجنسية في استبانة رقم (1): سودانية واحدة، سورية واحدة،مصرية واحدة،أردنية واحدة.
أما المترددات على الجمعية فكان مع الأخوات السعوديات سورية واحدة، وامراتان مصريتان،ويمنية واحدة.(1/17)
وهذا من الخير العظيم الذي ينتشر في الآفاق وربوع العالم الإسلامي، ليكون المسلمون لحمة واحدة وجسدا واحدا بحفظ كتاب الله والاجتماع على تعليمه في هذه المحاضن الطيبة النافعة.
المطلب الثالث : الميزانية المالية
المال هو قوام الحياة وعصب المجتمعات وأساس لأي نجاح فردي أم مؤسسي لأنه يكفيه عن الآخرين، قال تعالى { الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ دo4quٹysّ9$# الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ àM"ysد="¢ء9$# يژِچyz عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا يژِچyzur أَمَلًا (46) } [ الكهف: 46]، وعن عمرو بن العاص _ قال:قال النبي ' (( نعم المال الصالح للعبد الصالح)) (1)، وقد تميز القرآن الكريم بدعوته إلى رعاية الجانب المادي للإنسان لأنه يراعي احتياجات الفرد، قال تعالى { فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ #[ژچدWx. لَعَلَّكُمْ tbqكsد=ّےè? (10) } [الجمعة:10]،" فهذه الآية وغيرها تبيح جمع المال وطلب الرزق، وفي هذا عناية بالجانب المادي في الإنسان،ولكن لا يطغى جمع المال على روح الإنسان فيصبح جمع المال هدفا عنده"(2).
فالمال من العناصر المهمة لنجاح أي تجربة إدارية بالتخطيط السليم للإيرادات المالية والمصروفات والاحتياجات.
وقد تميزت اللائحة التنظيمية للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الأحساء بذكر الميزانية المعتمدة للمدرسة الصباحية في الفصل السادس من اللائحة ،وتضمنت ما يلي:
1- بند المكافآت
__________
(1) أخرجه البخاري، كتاب الزكاة،باب الاستعفاف عن المسألة،ح(1427)و ح،(3143)،وح(6441).
(2) العمار،(د)حمد بن ناصر،أساليب الدعوة الإسلامية المعاصرة،ص492، دار إشبيليا،الرياض- الطبعة الأولى-1416هـ/1996م.(1/18)
ذكرت اللائحة التنظيمية المكافآت المالية للعناصر البشرية العاملة في المدرسة بحسب وظائفهن فتنص المادة (32) على :" تقوم الجهة المختصة بصرف مكافآت يومية لمنسوبات المدرسة تسلم لهم في نهاية كل شهر هجري وفق الآتي(1): جدول رقم -8-
الموظفةڑمكافأة اليوم الواحدڑمكافأة الأسبوعڑمكافأة الشهرٹڑ
ڑ المديرةڑ50ڑ250ڑ1050ٹڑ
ڑ المساعدةڑ45ڑ225ڑ945ٹڑ
ڑ المعلمةڑ40ڑ200ڑ840ٹڑ
ڑ الكاتبةڑ35ڑ175ڑ735ٹڑ
ڑ المراسلةڑ30ڑ150ڑ630ٹڑ
ڑ الحارسڑ30ڑ150ڑ630
ومع أهمية هذا البند الذي لا يوجد -إطلاقا- في عمل المراكز المسائية والمراكز الصيفية إلا أنه يمثل دخلا ضعيفا للعاملات، أمام عظمة الوظيفة التي تحتسب عليها الأخوات، خاصة مع نسبة البطالة المخيفة بين أعداد الخريجات الجامعيات في المملكة، ومنهن خريجات أقسام العلوم الشرعية والدراسات الإسلامية ،مما دعا كثير من الجامعات إلى إيقاف هذه المسارات التعليمية المهمة، وفي ذلك خسارة عظيمة للطالبات والمجتمع، بل كثرة أعداد المتطوعات في العمل في مراكز ومدارس الجمعية الخيرية،جعل هناك مشكلة لعدم الانتقائية المتميزة للعاملات في هذا المجال العلمي الخصب، وإن كان هناك بعض العاملات اللاتي يرسمن مثالا طيبا عن العمل التطوعي الخيري وتجاربه الثرية.
وعند سؤال العاملات في الجمعية عن الميزانية الممنوحة هل هي محددة كانت الإجابة كالتالي:
جدول رقم -9-
السؤال للعاملاتڑالإجابة بنعمڑالنسبة المئويةڑالإجابة لاڑالنسبة المئويةٹڑ
ڑ4-هل هناك ميزانية محددة للجمعية ؟ ڑ 13ڑ33.3ڑ26ڑ66.7
وعند الإجابة على السؤال رقم 5 بحسب الجدول التالي:
جدول رقم- 10-
السؤال للعاملاتڑالإجابة بنعمڑالنسبة المئويةڑالإجابة لاڑالنسبة المئويةٹڑ
ڑهل الميزانية الممنوحة لأنشطة الجمعية مناسبة؟ ڑ 12ڑ30.8ڑ 27ڑ69.2
__________
(1) انظر: اللائحة التنظيمية،ص18.(1/19)
وقد لاحظت من خلال مطبوعات الجمعية الدعوة إلى كفالة معلمة باستقطاع شهري أو سنوي، وفي هذا دلالة على رغبة الجمعية الخيرية لتحسين دخل المعلمات في مجال تعليم وتدريس القرآن، وهذا من الأمور المهمة التي يجدر التنبيه عليها لأن في تعليم القرآن صناعة للإنسان، فكيف إذا كانت المهمة تعليم وتحفيظ القرآن لامرأة تلد الأبناء وتربي الأجيال، وفي ذلك شرف لا يدانى للجمعية الخيرية في صناعة المجتمع وتربية جيل القرآن ، وهذه الكفالة من الأمور الحادثة في التبرعات الخيرية ، والتي سيكون لها الأثر الكبير في الاحتفاظ بالمعلمات المتميزات ، والقضاء على ظاهرة التسرب الخطيرة على مجتمع الدارسات.
2-الإيرادات:
تنص المادة(33) بأن: تقوم المدرسة باستيفاء رسوم الدراسة من الأطفال والدارسات ، فرسم الطفل يبلغ 1500 ريال سنويا بدون نقل، والدارسة 800 ريال سنويا بدون نقل.
وتنص المادة(35)على أن:" جميع إيرادات المقصف المدرسي تتولى مديرة المدرسة الإشراف عليه وصرفه في الأوجه التالية:
أ -الهدايا والجوائز.
ب -مستلزمات النشاط.
ت -الأدوات المكتبية.
ث -النثريات شاهي- قهوة-..الخ(1).
وعند السؤال في الاستبانة رقم (1) للعاملات في الجمعية عن وسائل زيادة موارد الميزانية الممنوحة للجمعية؟ كانت الإجابة بحسب الاختيارات المغلقة كالتالي؟
جدول رقم -11-
الاختياراتڑ العددڑ النسبةٹڑ
ڑزيادة رسميةڑ25ڑ64.1ٹڑ
ڑأوقاف أهليةڑ4ڑ10.3ٹڑ
ڑتبرعات شخصيةڑ8ڑ20.6ٹڑ
ڑاستثمارات داخليةڑ3ڑ7.7
__________
(1) انظر: اللائحة التنظيمية،ص 18.(1/20)
ومع أهمية الالتفات الرسمي لميزانية الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم الممتدة في ربوع المملكة بزيادة الميزانية الممنوحة لها من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ، إلا أن هذا الباب لا ينبغي كثرة طرقه دون الأبواب الأخرى ، والتي أسهمت بشكل فعال في إحياء العلم وكفاية العلماء خاصة الأوقاف الأهلية التي تحبس على أهل القرآن وجمعياتهم ومعلميهم وكل ما يحتاجون إليه ، والتي تمثل جانبا مغيبا في إحياء العلوم الربانية في المجتمعات الحديثة، والتي يسهم في التبرع إليها المسلمون جميعا الغني منهم والفقير .
كما يجب الاستثمار الطويل الأجل في الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم ، وهو ما حرصت عليه الجمعية في الآونة الأخيرة كالاستثمار في وقف الوالدين ، وغيرها ، ذلك لأن مثل هذا النوع من الاستثمار يجنب الجمعية من مخاطر كثيرة وهي قلة التبرعات الشخصية أو كثرة الأعمال الخيرية مما يشتت الجهود بالنسبة لإدارة الجمعية ، ويذهب الفرصة الذهبية في وضع الخطط المحكمة لإنجاز الأعمال المناطة بالجمعية.
المبحث الثاني: آثار إسهامات القسم النسائي بالجمعية الخيرية على المجتمع:
المطلب الأول : الآثار الدينية(1/21)
كان اهتمام سلف الأمة بالقرآن الكريم تلاوة وتعليما لا يبلغه حد، فقد تربوا على عين النبي الأمين محمد ' الذي نزل على قلبه القرآن الكريم، فقال جل جلاله { اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِن الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ حچs3ZكJّ9$#ur وَلَذِكْرُ اللَّهِ مژy9ٍ2r& وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا tbqمèsYَءs? (45) } [العنكبوت:45]، وقد روى الإمام البخاري عن عثمان _ عن النبي ' قال: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه))(1)، ففقهوا هذه الخيرية وأسبابها، ونهلوا من معين القرآن الكريم،وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب _ يبعث عماله إلى أرجاء الدولة الإسلامية والمعلمين لتعليم القرآن الكريم ،فقد أرسل أبا موسى الأشعري إلى البصرة، قال أنس بن مالك _ قال:"بعثني الأشعري إلى عمر _،فقال عمر لأنس:كيف تركت الأشعري؟ فقلت له:تركته يعلم الناس القرآن"(2)، وكذا مع خروج معاذ بن جبل _ وعبادة بن الصامت _ وأبي الدرداء _ إلى الشام ليعلموا الناس القرآن(3).
وكان للمرأة المسلمة نصيبا وافرا من هذا التوجه العلمي في الإسلام بالعناية بالقرآن الكريم ، قال تعالى { وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ دpyJٍ6دtù:$#ur إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا #¶ژچخ7yz (34) } [الأحزاب:34] فكانت أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها أول من حفظت كتاب الله - عز وجل - المكتوب بين دفتي المصحف ، وتتابعت على ذلك الأجيال من بنات المسلمين ونسائهم في حفظ كتاب الله تلاوة وتعليما ، لما فيه من الهدى والرشاد .
__________
(1) أخرجه البخاري،كتاب فضائل القرآن،باب خيركم من تعلم القرآن،ح(5027).
(2) انظر: الذهبي،سير أعلام النبلاء،(2/390)وقال عند الشيخ شعيب الأرناؤوط:رجاله ثقات.
(3) انظر: المرجع السابق،(2/344).(1/22)
وقد وضعت بعض الإجابات المقننة لقياس الآثار الدينية التي تنشرها الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في ربوع المجتمع ، فكانت إجابة الفئتين -عينة البحث- كالتالي:
أولا: اختيار العاملات في الجمعية للآثار الدينية جدول رقم -12-
الآثار الدينيةڑالعددڑالنسبة المئويةٹڑ
ڑ نشر العلم الشرعيڑ23ڑ59%ٹڑ
ڑالتسابق في الخيراتڑ23ڑ59%ٹڑ
ڑكسب أخوات صالحاتڑ19ڑ48.7%ٹڑ
ڑشغل وقت الفراغڑ17ڑ4306%
ثانيا: اختيارات المترددات على مناشط الجمعية للآثار الدينية جدول رقم -13-
الآثار الدينيةڑالعددڑالنسبة المئويةٹڑ
ڑ نشر العلم الشرعيڑ28ڑ73.7%ٹڑ
ڑالتسابق في الخيراتڑ8ڑ21.1%ٹڑ
ڑكسب أخوات صالحاتڑ10ڑ26.3%ٹڑ
ڑشغل وقت الفراغڑ20ڑ52.6%
فهذان الجدولان يمثلان -بصراحة - رغبة العاملات والمترددات من الاستفادة من مناشط الجمعية في الدعوة إلى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة بنشر العلم الشرعي ، قال تعالى : { نيôٹ$# إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ دpyJُ3دtù:$$خ/ وَالْمَوْعِظَةِ دpuZ|،utù:$# وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ ¾د&ح#خ6y™ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) } [النحل:125]، مع رعاية الأسلوب القرآني الكريم الذي يتميز بالوسطية والاعتدال بعيدا عن الإفراط والتفريط(1) .
__________
(1) انظر: مجلة الوعي الإسلامي،العدد477،جمادى الأولى/1426هـ،ص10-13،مؤتمر( الوسطية منهج حياة).
وبناء على توصيات مجلس الدعوة والإرشاد بالوزارة الموقرة في اجتماعهم الثاني عشر بالتوصية في فقرة (5) بإجراء دراسات في الوسطية بواسطة بحوث الترقية لدى أساتذة الجامعات السعودية في تقرير منهج الوسطية في عمل الدعاة إلى الله، وتفنيد مضار الغلو والانحراف الفكري ، فقد كان لدى الباحثة الرغبة في البحث في هذا المفهوم القرآني ((الوسطية وأثاره على عمل الداعيات إلى الله تعالى))، سائلة الله تعالى أن يتمم هذا البحث قريبا لأهميته .(1/23)
"فالجمعية الخيرية جامعة للعلوم ترسي في نفوس العاملات والطالبات دعائم الوحدة الإسلامية القائمة على مصدر إلهي واحد لا يتعدد هو القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، الذي يستمد منه المفاهيم والقيم وموازين الحياة الهانئة التي تتسم باليسر والسماحة والسهولة والوسطية والإيجابية وقبول الآخر، والحوار بالتي هي أحسن مع المخالف والنظرة الحانية على جميع المخلوقات"(1).
فضلا عما تمثله هذه الاختيارات من قوة الرغبة لدى المرأة المسلمة في شغل وقت الفراغ بالنافع والمفيد الذي يدعوها إلى التسابق في الخيرات وكسب أخوة صالحة وعلاقات حميمة قائمة على أساس من حب الله ورسوله ، وفي ذلك الخير العظيم على المرأة وعلى المجتمع.
المطلب الثاني: الآثار الاجتماعية
تنقلت المرأة في العصور الإسلامية ما بين الزوجة العالمة والأم المربية والمثقفة الأديبة والطبيبة الحكيمة والنسابة الشريفة ،وكل ذلك وهي تتدثر بدثار الإسلام وتتحلى بأخلاقه وآدابه،حتى نبتت نابتة الاستعمار في وطننا الإسلامي فتغيرت أحوال المرأة المصونة إلى المرأة المتبذلة المتبرجة التي تخالط الرجال بكل وقاحة وتستعرض مفاتنها بكل جراءة وخناعة،حتى أصبحت المرأة العصرية هي المرأة التي خلعت ثياب الحياء والدين وأسلمت زمام نفسها لأهل الأهواء وإخوان الشياطين،فأصبحت الثقافة العصرية الغربية هي السائدة لدى المرأة المسلمة، وتراجعت ثقافة المرأة المسلمة وتم حصرها في بعض الأنماط التعبدية أو اللجوء إلى السحر والخرافة ، مما أدى إلى الانحراف الفكري والعلمي في ثقافة المرأة.
__________
(1) شهاب، عبدالله مطر، قصة مشروع (ميثاق المسجد لتحقيق الوسطية) (حوار)، جريدة الجزيرة،العدد 12167، الجمعة 20/ذي الحجة/1426هـ،ص27(بتصرف) .(1/24)
ولئن ساغ للمرأة المسلمة -في أزمان خلت وظروف مرت- حينما كانت منعزلة في البادية،أو المزرعة،أو القرية المحدودة،أو الوظيفة المغلقة،أن تكتفي بقدر باهت من الأمور الثقافية والمعرفة الذاتية، فإن هذا الزمان مع كثرة المتغيرات والنوازل الملمات التي اخترقت السهام ثقافة المرأة القريبة والبعيدة، فأصبحت المرأة المسلمة محطة استقبال لصنوف الثقافات البشرية والمطامع الأجنبية ،فكان لزاما على المرأة المسلمة الواعية أن تواجه تلك التحديات بالأصالة الشرعية والثقافة العميقة الواقعية،وتتكفل بوضع الحلول للمشكلات العارضة، وتفجير الطاقات الأنثوية الكامنة،مع الاستقامة الشرعية الكاملة،والإيجابية الفعالة المؤثرة (1).
فكان لتبني جمعيات تحفيظ القرآن الكريم للأنشطة النسائية خير عظيم على المجتمع النامي الذي خرج لتوه من غبار الصحراء إلى أزيز الرقي وكواشف التمدن ، فكانت هذه الجمعيات الخيرية الرائدة بلسما شافيا لعلاج كثير من المشاكل الاجتماعية التنموية التي تصاحب عادة الانتقال من مجتمع بدائي بسيط إلى مجتمع مدني معقد من العلاقات والأعمال والأحوال .
وكان للسؤال عن الآثار الاجتماعية للحضور إلى الجمعية الخيرية كعاملة أو حافظة اختيارات كثيرة كانت محل عناية الأخوات في الاختيار الدقيق بل أثارت بعض الإجابات لديهن بعض الرغبة في تعديل مسارهن الاجتماعي ،وتصحيح علاقاتهن على أساس من الهدى والحق الذي توفره الجمعية لهن بتحفيظ كتاب الله عز وجل .
أولا: اختيارات العاملات في الجمعية للآثار الاجتماعية:
جدول رقم -14-
الآثار الاجتماعيةڑالعددڑالنسبة المئويةٹڑ
ڑ التميز في الشخصيةڑ9ڑ23.1%ٹڑ
ڑالتفكير الإبداعيڑ18ڑ46.2%ٹڑ
ڑالاستقرار الأسريڑ12ڑ30.8%ٹڑ
ڑمعالجة الأخطاء الاجتماعيةڑ15ڑ38.5% ٹڑ
ڑكسب علاقات متنوعةڑ10ڑ25.6%ٹڑ
ڑالكشف عن الموهوباتڑ2ڑ5.1%
__________
(1) انظر: الزنيدي،(د) عبدالرحمن بن زيد، ثقافة المسلمة بناء وأداء، ص 27.(1/25)
ثانيا: أما بالنسبة للأخوات المترددات على الجمعية للحفظ والدراسة كانت اختياراتهن حسب الجدول التالي
-اختيارات المترددات على الجمعية للآثار الاجتماعية:
جدول رقم -15-
الآثار الاجتماعيةڑالعددڑالنسبة المئويةٹڑ
ڑ التميز في الشخصيةڑ12ڑ31.1%ٹڑ
ڑالتفكير الإبداعيڑ22ڑ57.9%ٹڑ
ڑالاستقرار الأسريڑ8ڑ21.1%ٹڑ
ڑمعالجة الأخطاء الاجتماعيةڑ10ڑ26.3% ٹڑ
ڑكسب علاقات متنوعةڑ12ڑ31.6%ٹڑ
ڑالكشف عن الموهبةڑ8ڑ21.1%
فالجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم تصنع الشخصية المتميزة للمرأة المسلمة بحفظ كتاب الله الكريم سواء لدى العاملات أم المترددات على مناشط الجمعية، والتي بدورها تستطيع تنمية التفكير الإبداعي لدى المرأة الصالحة، وذلك بمواجهة المشكلات الصغيرة ، وصنع أفكار كبيرة منها (1)، وهذا أحد عوامل الاستقرار الأسري والنجاح الاجتماعي ،بل إن كثيرا من الأخوات الموهوبات في شيء معين، لم يتمكنوا من اكتشاف مواهبهن العلمية والعملية إلا بعد احتكاكهن بمثل هذه البيئة الطيبة الخيرة.
ولا غرو فهن أهل القرآن الذين قال الله تعالى { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) } [ مجمد:24]، فالقرآن الكريم يفتح مغاليق العقول والقلوب ، فينطلق القارئ لكتاب الله الكريم من القيود والأغلال ويتحرر من عبودية الأفكار والعادات والأشخاص ، ليسبح في ملكوت الله العظيم ، فينعكس ذلك على الفرد والمجتمع فكرا وسلوكا وحضارة.
المطلب الثالث: الآثار الاقتصادية
__________
(1) للباحثة بحث موسوم( تنمية الإبداع في مناهج التعليم الديني)(تطبيق على مناهج التفسير في المرحلة المتوسطةفي المملكة العربية السعودية)، وهو مشاركة بحثية علمية في الندوة العالمية لمناهج التعليم الديني المنعقدة في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا في شعبان/1426هـ .(1/26)
تشكل المرأة المسلمة قوة اقتصادية كبيرة في المجتمع المسلم ، وذلك للحقوق العظيمة التي تنالها المرأة من النفقة التي تجب على وليها، والمهر الذي يدفعه الزوج إليها ، والإرث الذي تنال منه نصيبا وافرا، قال تعالى { ةA%y`حhچ=دj9 نَصِيبٌ مِمَّا x8uچs? بb#t$د!¨uqّ9$# tbqç/uچّ%F{$#ur وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا x8uچs? بb#t$د!¨uqّ9$# ڑcqç/uچّ%F{$#ur مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (7) } [النساء : 7 ] مما كان له أكبر الأثر في رفع معدل الثروات النسائية ، وازدياد رؤوس الأموال النسائية ، فضلا عن فتح سوق العمل للوظائف النسائية ، والإقبال الكبير لدى النساء بالتمتع بحقوقهن في العمل كاملة كالمساواة في الراتب بينها وبين الرجل في الوظيفة والحقوق .
فأصبح للمرأة المسلمة دور كبير في دفع عجلة التنمية والمشاركة في البناء والتعمير بما يمكنها المجتمع الكريم المحافظ من المشاركة فيه .
وعندما انطلقت الأخوات الكريمات إلى مناشط الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم كان رافدا جديدا من روافد الحركة الاقتصادية للمجتمع السعودي بعامة ، وعند تطبيق الآثار الاقتصادية على عينة البحث ، وجدت الإجابات كالتالي:
أولا: الآثار الاقتصادية على الأخوات العاملات في الجمعية:
جدول رقم -16-
الآثار الاقتصاديةڑ العددڑ النسبة المئويةٹڑ
ڑتحسين الدخل الشهريڑ 6ڑ15.4ٹڑ
ڑالابتعاد عن الثقافة الاستهلاكيةڑ18ڑ46.2ٹڑ
ڑالتعاون على الاستثمار الماليڑ20ڑ51.3ٹڑ
ڑتنمية الأفكار الاقتصاديةڑ1ڑ2.6ٹڑ
ڑالإسراف في الزينةڑصفرڑصفر%
ثانيا: الآثار الاقتصادية على المترددات على الجمعية:
جدول رقم -17-
الآثار الاقتصاديةڑ العددڑ النسبة المئويةٹڑ
ڑتحسين الدخل الشهريڑ20ڑ52.6ٹڑ
ڑالابتعاد عن الثقافة الاستهلاكيةڑ8ڑ21.1ٹڑ
ڑالتعاون على الاستثمار الماليڑ8ڑ21.1ٹڑ
ڑتنمية الأفكار الاقتصاديةڑصفرڑصفر%ٹڑ
ڑالإسراف في الزينةڑصفرڑصفر%(1/27)
فهذه الإجابات الكريمة من العينة البسيطة تبين الإجابة الأكثر تكرارا لدى العاملات البعد عن الثقافة الاستهلاكية المريرة التي يسهم الإعلام التجاري واللهاث المادي ترسيخها في المجتمع كأساس من أسس التمدن والحضارة ، فيواجه هؤلاء العاملات الملتزمات بكتاب الله تلك الحرب الشرسة المسماة بالاستهلاك المادي بحفظ كتاب الله وتحفيظه ،وفي ذلك ذر للرماد في عيون اللاهثين الماديين الذين أغرقوا المجتمع بالبضائع والسلع التجارية ليبعدوا أهل القرآن عن دينهم وأنى لهم ذلك؟(1/28)
أما الإجابة التي تمثلت شامة في جبين الاختيارات لدى العاملات والمترددات وهي الإسراف في الزينة فأخذت صفرا في الحالتين، وفي ذلك دلالة على قوة الطرح القرآني لمفهوم الإسراف المذموم، قال تعالى { * ûسة_t6"tƒ آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ 7‰إfَ،tB وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا (#ûqèùخژô£è@ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) } [ الأعراف:31] , فالزينة التي هي أحد المظاهر الأنثوية البارزة في قوله تعال ى { وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ £`دdحچ"|ءِ/r& z`ّàxےّts†ur فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا uچygsك مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ £`دdحچكJèƒ؟2 عَلَى £`خkح5qمٹم_ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ ئخgح!$t/#uن أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ ئخgح!$sYِ/r& أَوْ دن!$sYِ/r& بُعُولَتِهِنَّ أَوْ £`خgدR¨uq÷zخ) أَوْ ûسة_t/ ئخgدR¨uq÷zخ) أَوْ ûسة_t/ £`خgد?¨uqyzr& أَوْ £`خgح!$|،دS أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ ةA%y`حhچ9$# أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ (#rمچygّàtƒ عَلَى دN¨u'ِqtم النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ £`خgد=م_ِ'r'خ/ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ (#ûqç/qè?ur إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ ِ/ن3¯=yès9 ڑcqكsد=ّےè? (31) } [ النور: 31]، فاستطاعت محاضن الجمعية الخيرية أن تجعل المرأة المسلمة الحافظة مستسلمة لهذا الأمر القرآني الكريم فتركت عنها الإسراف في الزينة جانبا لتحل محلها الثقافة القرآنية بالاعتدال والتوسط في كل شيء.(1/29)
فهذه المحاضن الدافئة بالقرآن الكريم تأخذ على عاتقها تهذيب النفس الإنسانية من المطامع والشهوات، وزلفها إلى جنات النعيم التي فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، قال تعالى { وَأُزْلِفَتِ èp¨Ypgù:$# لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) } [ ق: 31].
وعند نشر هذه الثقافة العالية من المفاهيم الاقتصادية بانتشار المخرجات التعليمية للجمعيات الخيرية سيتلاشى في المجتمع تلك المفاهيم المادية البغيضة التي قسمت المجتمع إلى طبقات مادية غنية وكادحة وفقيرة ، وسببت العداوات والإحن بين المسلمين ، قال تعالى { َ's1 لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) } [ الحشر:7 ]، وستكون لهؤلاء المخرجات القرآنية الأثر الكبير في بناء الثقافة الاقتصادية الصحيحة والنافعة بين الأجيال القرآنية .
المبحث الثالث: استشراف مستقبل الجمعيات الخيرية لبناء المرأة في المجتمع.
المطلب الأول- مواجهة التحديات المعاصرة.
الأمة الإسلامية هي صاحبة الريادة القرآنية قال تعالى { !$uZّ9u"Rr&ur إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ OكgsY÷ t/ بِمَا tAu"Rr& اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ 5e@ن3د9 $sYù=yèy_ مِنْكُمْ Zptمِژإ° وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً Zoy‰دn¨ur وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا دN¨uژِچy‚ّ9$# إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ tbqàےد=tFّƒrB (48) } [ المائدة:48].(1/30)
فهذه الآية الكريمة تمثل مواجهة حكيمة وعلاجا ربانيا كريما لجميع التحديات والمعوقات عن إقامة كتاب الله في النفس وفي المجتمع، قال ابن كثير في تفسير الآية { ومهيمنا عليه } أي القرآن الكريم : " أمين وشاهد وحاكم على كل كتاب قبله،جعل الله هذا الكتاب العظيم الذي أنزله آخر الكتب وخاتمها؛ أشملها وأعظمها وأحكمها، حيث جمع فيه محاسن ما قبله، وزاده من الكمالات ما ليس في غيره،فلهذا جعله شاهدا وأمينا وحاكما عليها كلها"(1).
إلا أن الأمة الإسلامية تعرضت في القرون الأخيرة إلى عدة عوامل هدامة ، نخرت في جسمها شيئا فشيئا إلى أن استطاعت تنحيتها عن مكانها الرائد، وقضت على أسباب قوتها.
فقد ظهرت في القرون المتأخرة بوادر الضعف الذي أوقف حركة العلم وأوصد باب الاجتهاد وتوقفت حركة الإبداع والتجديد لتلبية مطالب العصر ، وفشت الأمية ، وعم الجهل في حواضر المسلمين، مما أوصل الأمة إلى حال من الانحطاط العلمي أفقدها المكانة المرموقة بين الأمم، وهيأها ذلك إلى فراغ فكري جعلها صالحة للاستجابة للمؤثرات الفكرية الغربية المناقضة للمفاهيم القرآنية ، فتسلط عليها من حولها ، واستعمروا أراضيها، وانتهبوا خيراتها، ودسوا الدسائس للطعن في قرآنها المجيد ورسولها الكريم ، وكل ما يمت إلى الدين بصلة من المفاهيم والمشاريع والجمعيات والمؤسسات(2).
__________
(1) تفسير ابن كثير، (3/128).
(2) انظر: الندوي، أبو الحسن، ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين، ص146.(1/31)
وكانت حادثة تفجير برجي التجارة العالمية في نيويورك في الحادي عشر من سبتمبر من عام 2001م، وما تلتها من الفواجع والحروب والأهوال؛ فرصة خصبة لقذف أهل الأهواء وإخوان الشياطين لمكائدهم ،وتدبير الخطط الماكرة للصد عن القرآن الكريم دراسة وتعليما ، فكانت الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم تلك المؤسسة النابضة بالقرآن الكريم، أحد أهم أهداف الكائدين والماكرين ، فنسبوا إلى أهلها تهم الفساد والجهل والسوء وغير ذلك ، وبدأ يسيل لعاب الذين ينادون بتحرير المرأة في بلادنا بتحريرها من قبضة المتشددين في الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم ، وأن يعاد بناء التوازن النفسي للمرأة بعد أن أنهكتها جمعيات القرآن بالتدين الشكلي دون البناء العميق الفعال، وغير ذلك من أحابيل الشياطين بدعوى تحرير المرأة ، وفك أسارها في المجتمع لتمكينها من المشاركة في دورة البناء والتنمية.
ومن أجل هذه التهم التي تكتب ليلا ونهارا سرا وجهارا، كان لزاما أن يجتمع أهل القرآن ويتنادوا أن تكون هذه الجمعيات الكريمة أحد المؤسسات الرائدة لبناء المرأة المسلمة الواعية، و تشكيل دورها القيادي في المجتمع، بما تمتلكه هذه المؤسسة من علوم ربانية وأدوية قرآنية وعناصر بشرية مؤهلة وموارد مالية نامية لعلاج هذه الأزمة.
فالتحديات الكبيرة التي تواجه الجمعيات الخيرية عامة والجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم لابد أن تواجهها بعزم أكيد وفهم سليم لمتطلبات هذه التحديات المعاصرة بالقيادة الإدارية والتخطيط الإستراتيجي الذي ورد ذكره في الآية الكريمة.(1/32)
فالجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم مثل أي مؤسسة اجتماعية كيان حي يتأثر بالمتغيرات ومستجدات الأحداث من حوله،سواء المحلية أم الإقليمية أم العالمية، لذا فإن عملية التجديد ومواكبة التقدم والتطور السريع في وسائل التقويم الإداري وقيادة الأفراد بشكل صحيح لن يتحقق إذا لم يكن لدى هذه الجمعية قيادة فاعلة لديها رؤية استراتيجية واضحة فيما يصلح للمرأة المسلمة، فقيادة مناشط الجمعية هي الرأس التي تحمل الأفكار والدوافع التي ينفذها أعضاء الجسد ، وهي التي تمتلك القوة في التأثير على سلوكيات الأفراد والجماعات، ولن يتأتى الحصول على هذه القيادة الواعية للجمعية الخيرية إذا لم يتم تأهيل قيادات نسوية فاعلة على المستوى المنظور القريب مع استشراف المستقبل البعيد المأمول ، وذلك من خلال نقل أحدث المعلومات ونتائج الدراسات والتجارب التي تعايشها الجمعيات الخيرية المماثلة لها في الأنشطة في داخل المملكة وخارجها(1) .
فيجب على القائمين على الإشراف على الأقسام النسائية بما فيهن العاملات في الجمعية الخيرية سواء كانوا مشرفات أم إداريات أم معلمات الاهتمام بالجانب الاستراتيجي الإداري الحديث ، ومواكبة التطورات السريعة في النظم الإدارية واللوائح التنظيمية والهياكل الاستشارية للجمعية الخيرية، وترتيب الأعمال والرؤى المستقبلية وفق خطط معتمدة للمدى القريب والبعيد من الأهداف والاحتياجات والمخرجات التعليمية.
وعند تحليل بيانات عينة البحث في الإجابة عن الأسئلة المفتوحة ، كانت إجاباتهن عن السؤال: هل توجد خطط لمستقبل عملك في الجمعية؟ قالت 19 عاملة: نعم ، وقالت 20 عاملة:لا،
وكانت الإجابة عن السؤال التالي ما هي هذه الخطط كما يلي:
__________
(1) انظر: المديرس،(د)عبدالرحمن، كلمة عن الملتقى الإداري الرابع، منشورات الملتقى السنوي الرابع للإدارة((القيادة والتفكير الاستراتيجي..الطريق إلى المستقبل))ص16.(1/33)
-الخطط المستقبلية للعاملات في الجمعية :
جدول رقم 18
الخطةڑالعددڑالنسبة المئويةٹڑ
ڑتحفيظ الصغارڑ1ڑ2.5ٹڑ
ڑعقد دورة تدريبيةڑ5ڑ12.8ٹڑ
ڑإنشاء مدرسة كبيرةڑ3ڑ7.6ٹڑ
ڑاستخدام التقنياتڑ2ڑ5.1ٹڑ
ڑتحفيظ كل المتردداتڑ2ڑ5.1ٹڑ
ڑالتوسع في مجال الدعوةڑ3ڑ7.6ٹڑ
ڑزيادة الموارد الماليةڑ1ڑ2.5ٹڑ
ڑزيادة الوعي الإعلامي بالجمعيةڑ1ڑ2.5ٹڑ
ڑتطوير مهارات الاتصالڑ1ڑ2.5ٹڑ
ڑتبادل الخبرات بين الجمعياتڑ1ڑ2.5ٹڑ
ڑتخصيص حافلات للنقلڑ1ڑ2.5
أما الأخوات المترددات على الجمعية فكانت لهن خطط أخرى وهي كالتالي:
جدول رقم -19-
الخطةڑالعددڑالنسبة المئويةٹڑ
ڑحفظ كتاب اللهڑ15ڑ39.4ٹڑ
ڑالعمل كمعلمة في الجمعيةڑ3ڑ7.8ٹڑ
ڑتحفيظ الأطفالڑ3ڑ7.8ٹڑ
ڑافتتاح معهد للحافظاتڑ4ڑ10.5ٹڑ
ڑوجود معلمات كفءڑ1ڑ2.6ٹڑ
ڑتدريس السنة النبويةڑ1ڑ2.6ٹڑ
ڑعقد الدورات في نفس المبنىڑ3ڑ7.8ٹڑ
ڑعقد اختبار للمعلماتڑ1ڑ2.6
من أجل هذه الخطط المستقبلية كان لزاما الالتفات إلى مثل هذه الرؤى والأماني لدى فئة العاملات والمترددات ، والنظر إليها بعين بصيرة لتحقيق الآمال برسم الآفاق في المستقبل القريب المشرق.
المطلب الثاني : معالجة معوقات التطوير في الجمعية
على الرغم من أن واقع المرأة في المجتمع المسلم عامة والمجتمع السعودي خاصة بدأ يأخذ الدور الصحيح المناط بها كجزء لا يتجزء من روافد المجتمع ، إلا أن أي عمل بشري لابد أن يصاحبه معوقات كثيرة تعيقه عن تحقيق مراده وأهدافه ، وكلما كان النظر مصوبا إلى تلك المعوقات أمكن حلها ، والإفادة من التجارب المماثلة فيها .
وعند تطبيق استبانة رقم (1) على عينة البحث بسؤالهن هل هناك معوقات للعمل في الجمعية : أجابت 34 امرأة عاملة :نعم ، وأجابت: 5 عاملات: لا .
ثم سؤالهن عن ماهية المعوقات التي تعترض العمل في الجمعية:
جدول رقم- 20-
أبرز المعوقات للعاملاتڑ العددڑالنسبة المئويةٹڑ
ڑالمركزية في القرارڑ6ڑ15.4ٹڑ
ڑعدم وجود أنظمةڑ14ڑ35.9ٹڑ(1/34)
ڑقلة الموارد البشريةڑ13ڑ33.3ٹڑ
ڑقلة الإمكانات الماديةڑ11ڑ28.2ٹڑ
ڑعدم وجود حوافزڑ11ڑ28.2ٹڑ
ڑظروف أسريةڑ9ڑ23ٹڑ
ڑصعوبة المواصلاتڑ4ڑ10.3
أما المعوقات التي تعترض المترددات كانت كالتالي:
جدول رقم -21-
أبرز المعوقاتڑ العددڑالنسبة المئويةٹڑ
ڑالمركزية في القرارڑ4ڑ10.5ٹڑ
ڑعدم وجود أنظمةڑ2ڑ5.3ٹڑ
ڑقلة الموارد البشريةڑ8ڑ21.1ٹڑ
ڑقلة الإمكانات الماديةڑ8ڑ21.1ٹڑ
ڑعدم وجود حوافزڑ8ڑ21.1ٹڑ
ڑظروف أسريةڑ4ڑ10.5ٹڑ
ڑصعوبة المواصلاتڑ14ڑ36.8
وعند سؤال العاملات عن وسائل تطوير العمل في الجمعية أجابت 34 منهن بضرورة ذلك عن طريق ما يلي:
جدول رقم -22-
الوسيلةڑالعددڑالنسبة المئويةٹڑ
ڑالدورات التدريبيةڑ21ڑ53.8ٹڑ
ڑتبادل الخبرات مع الجمعياتڑ6ڑ15.4ٹڑ
ڑاستخدام التقنياتڑ5ڑ12.8
وكانت إجابة الأخوات المترددات عن ضرورة تطوير الجمعية عن طريق:
جدول رقم -23-
الوسيلةڑالعددڑالنسبة المئويةٹڑ
ڑالدورات التدريبيةڑ18ڑ47.4ٹڑ
ڑتبادل الخبرات مع الجمعياتڑ12ڑ31.6ٹڑ
ڑاستخدام التقنياتڑ14ڑ36.8(1/35)
فأرى أن الجمعية الخيرية التكنولوجية ستكون -بإذن الله- رافدا كبيرا لحل مشاكل كثيرة تعيق عملية التطوير والاستمرار في الجمعية (1)، فضلا عن حل لمشكلات كبيرة كالمواصلات والظروف الأسرية للعاملات والمترددات ، وهذا النظام بدأ العمل به في بعض الحلقات القرآنية في المملكة(2).
فالآمال المعقودة على القائمين على الجمعيات الخيرية للنظر في عوائق تطوير العمل في الجمعيات بوضع الحلول المناسبة التي قد تكون إحداها ما ذكرته الأخوات في الإجابة على الاستبانتين.
__________
(1) نفذت الطالبة عبير الكليب أحد طالبات كلية العلوم الإدارية -جامعة الملك فيصل بالأحساء مشروعها للتخرج بعنوان جمعية خيرية تكنولوجية استطاعت بالتعامل مع الأنظمة التقنية في الحاسب الآلي أن تستكمل مشروعا متكاملا لجمعية خيرية في التنظيم الإداري والأعمال والوظائف المناطة بقاعدة البيانات في جمعية خيرية ، وهذا هو الدور المأمول في الخريجات السعوديات اللاتي يمتلكن الإرادة والعزم والتصميم للنجاح في الحياة، وبالله التوفيق.
(2) انظر: جريدة اليوم،العدد 12015،الأثنين 10/بيع الآخر/1427هـ، متابعات،ص10، الأسباب المادية وعدم التأهيل صعوبات تواجه الجمعيات، وجاء في نفس الخبر: التكنولوجيا تدخل حلقات تحفيظ القرآن الكريم كما أفاد بذلك مجموعة من رؤساء الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في مناطق ومحافظات المملكة، فضلا عن تأسيس معاهد لتدريب معلمات القرآن الكريم في منطقة مكة المكرمة والرياض وغيرها، وفي ذلك خير عظيم -إن شاء الله- .(1/36)
خاصة أن هناك عمل دؤوب في الجمعية الخيرية لتطوير العمل الخيري وأهدافه والعناية بمخرجاته ، فلابد من فتح الآفاق الواسعة للمرأة المسلمة للبذل والعطاء في خدمة كتاب الله الكريم حفظا ودراسة، والإفادة من جميع الوسائل الممكنة والتجارب المماثلة لتطوير وتنظيم دورة البناء والتنمية في المجتمع المعاصر، وتسخير الجهود والإمكانات الكبيرة لخدمة أهل القرآن الكريم.
الخاتمة
الحمد لله المنعم الجليل الذي يسر لي إتمام هذا البحث مع ضيق الوقت وكثرة المشاغل ، لكن الغاية المرجوة منه كانت ناقة ذلولا ركبت فيها الصعاب، وجاوزت بي المفاوز والقفار ، فأحببت أن أختم هذا الجهد بأهم النتائج والتوصيات منها:
-تكريم الإسلام للمرأة يشمل الحقوق الدينية والعلمية والاجتماعية والاقتصادية ، وعناية القرآن الكريم بهذه الجوانب .
-جهود الفرع النسائي لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم بارزة في بناء المرأة المسلمة الواعية .
-ضرورة الاهتمام بالتنظيمات الإدارية الحديثة وتبادل الخبرات بين الجمعيات للإسهام في بناء المرأة.
-العناية بالعنصر البشري الذي ينضم إلى صفوف الجمعية من العاملات والمترددات ، لتكوين محاضن نسوية طيبة وثرية بالخير للعباد والنماء للبلاد.
-إمكانية التوسع في أنشطة الجمعية عن طريق زيادة الميزانية بعدة وسائل منها الأوقاف الشرعية على أهل القرآن الكريم لتلبية متطلبات التوسع المعاصر لأعمال الجمعية ومناشطها النسوية.
-الآثار الدينية العظيمة التي تتركها الجمعية الخيرية على سلوكيات وأخلاقيات منسوبات الجمعية الخيرية دافع كبير للبذل والعطاء والتفاني في خدمة الجمعية وتنفيذ أهدافها المرجوة.
- الالتفات إلى الآثار الاجتماعية الرائعة التي تحرص عليها الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، ودورها الرائد في تنمية الشخصية المتميزة للمرأة المسلمة ، والاستقرار الأسري في المجتمع.(1/37)
-رعاية وتنمية الآثار الاقتصادية التي تتركها الجمعية الخيرية على منسوباتها الخيرات بالحرص على الخير والبذل والبعد عن الاستهلاك والإسراف.
-مواجهة الجمعيات الخيرية للتحديات المعاصرة بالتخطيط والتنظيم ورد الشبهات الدائرة عليها من أهل السوء المخالفين لدعوة القرآن الكريم.
- إزالة ومعالجة معوقات تطوير الجمعية الخيرية ، وبذل الغالي والنفيس لتحل الجمعيات الخيرية المحل المناسب لها بين مؤسسات المجتمع الحديث بتدريب العناصر البشرية النسوية التدريب الأمثل لكل ما تحتاجه المسلمة المعاصرة من فقه وتقنيات لتنطلق قافلة الداعيات إلى الله بحكمة وبصيرة .
وفي الختام: أوصي الباحثين والباحثات في علوم الشريعة والتربية وعلم النفس وعلم الاجتماع بتوسيع دائرة البحث ليشمل جميع الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في مناطق المملكة ومحافظاتها لإظهار الدور الرائد للجمعيات الخيرية في المجتمع، و ليتمكن القائمين على هذه الجمعيات من رسم صورة صادقة عن دور الجمعيات الخيرية في بناء المرأة المسلمة الحافظة وآثار ذلك على نماء المجتمع وتقدمه، و الاهتمام بوضع الخطط المنهجية لتخريج جيل من الحافظات المتقنات للقرآن الكريم وعلومه الغزيرة، و ضرورة المعالجة السريعة لأي خطأ أو قصور يمكن أن يسبب خللا في أهداف المرأة في الحضور إلى الجمعية.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الرحمة المهداة من رب
العالمين نبينا الأمين محمد ' وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
قائمة بأهم المراجع
-الأشقر، (د) عمر بن سليمان ، الرسل والرسالات،دار النفائس: الأردن،الطبعة السادسة- 1415هـ/1995م.
-إلهي،(أ.د)فضل ،السلوك وأثره في الدعوة إلى الله تعالى مكتبة المعارف:الرياض-الطبعة الأولى-1419هـ/1999م.
-أبو زيد، بكر بن عبد الله ، حراسة الفضيلة،الطبعة الرابعة،دار العاصمة: الرياض،1421هـ.(1/38)
-أبو شقة، عبد الحليم محمد، تحرير المرأة في عصر الرسالة، الطبعة 1،دار القلم: الكويت،1410هـ/1990م.
-أبو غدة ،(أ.د) حسن عبدالغني ، وآخرون ، الإسلام وبناء المجتمع-الطبعة الأولى- مكتبة الرشد ناشرون:الرياض، 1426هـ/2005م.
- الذهبي ، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان ،سير أعلام النبلاء ،أشرف على تحقيقه :شعيب الأرناؤوط -الطبعة السابعة- مؤسسة الرسالة :بيروت ،1410هـ/1990م.
-الزنيدي،(د)عبد الرحمن بن زيد،ثقافة المسلمة بناء وأداء،الطبعة الأولى،دار الفضيلة:الرياض،1420هـ.
-السباعي،(د)مصطفى،المرأة بين الفقه والقانون،الطبعة الخامسة،المكتب الإسلامي:دمشق.
-آل سعود،(د)سارة بنت عبد المحسن بن جلوي،محاربة الإسلام من داخله،-الطبعة الأولى- مركز الأمير عبد المحسن بن جلوي: الشارقة،1423هـ/2002م.
-العسال،(د)أحمد محمد،الإسلام وبناء المجتمع،الطبعة الثالثة،دار القلم:الكويت،1399هـ/ 1979م.
- العمار،(د)حمد بن ناصر،أساليب الدعوة الإسلامية المعاصرة-الطبعة الأولى- دار إشبيليا،الرياض،1416هـ/1996م.
…- ابن كثير، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي، تفسير القرآن العظيم، تحقيق:سامي بن محمد السلامة،دار طيبة:الرياض-الطبعة الأولى-1418هـ/1997م.
-الندوي، أبو الحسن، ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين،دار القلم: دمشق-الطبعة الأولى-1420هـ/1999م.
-موسوعة الكتب الستة ،إشراف: الشيخ صالح آل الشيخ -الطبعة الأولى- دار
السلام:الرياض،1420هـ/2000م.
اللوائح التنظيمية:
-اللائحة التنظيمية للمدارس النسائية الصباحية التابعة للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالأحساء،1425هـ.
المجلات:
-مجلة الوعي الإسلامي، العدد:477،ص10.
الجرائد:
- جريدة الجزيرة ،العدد12167،ص27.
-جريدة اليوم، العدد،11963 ص15، والعدد12015،ص10.
- مطبوعات الملتقى الإداري الرابع الذي تنظمه الجمعية السعودية للإدارة.
الملحقات(1/39)
استبانة رقم (1) للعاملات في الجمعية الخيرية.
استبانة رقم (2) للمترددات على الجمعية الخيرية.
بسم الله الرحمن الرحيم
(إسهام الجمعيات الخيرية في بناء المرأة (الواقع والمأمول) (استبانة 1)
أختي العزيزة: للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم دور ملموس في تنمية المرأة في المملكة العربية السعودية، لذا أحببت أن أسهم في بيان هذا الواقع الرائع ومعالجة ما يمكن أن يعلق به من أخطاء، واستشراف مستقبل مشرق ودور رائد للمرأة في الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم ، سواء كانت مركز مسائي أم مدرسة صباحية.
وستكون الإجابة على هذه الأسئلة سرية ولن تستخدم إلا لغرض البحث العلمي . شاكرين لك تعاونك،،،
-الاسم (اختياري): العمر: المؤهل: المهنة : الجنسية:
1-هل أنت متفرغة للعمل في الجمعية؟ -نعم -لا عدد سنوات عملك:
2-ما طبيعة عملك في الجمعية: -إدارية (المسمى الوظيفي) -معلمة هل تقومين بعمل آخر:
3-كيف يسير عملك في الجمعية؟ حسب:
أ- اللوائح الإدارية ب- التعاميم المتتابعة
ج- الخبرة والممارسة د- المواقف اليومية هـ- المناهج التعليمية - لا أعلم
4- هل هناك ميزانية محددة لعملك في الجمعية ؟ -نعم -لا
5- هل الميزانية الممنوحة لأنشطة الجمعية مناسبة؟ -نعم -لا إذا كانت الإجابة لا:
6- فما هي وسائل زيادة موارد الميزانية الممنوحة للجمعية؟
أ- زيادة رسمية ب- أوقاف أهلية ج- تبرعات شخصية د- استثمارات داخلية
7-ما الآثار الدينية لعملك في الجمعية؟
أ- نشر العلم الشرعي ب- المسابقة في الخيرات
ج- كسب أخوات صالحات د- شغل وقت الفراغ بالنافع
8-ما الآثار الاجتماعية الإيجابية لعملك في الجمعية؟
أ- التميز في الشخصية ب- تنمية التفكير الإبداعي ج- الاستقرار الأسري
د- معالجة الأخطاء الاجتماعية هـ- كسب علاقات متنوعة و- الكشف عن الموهوبات
9-ما الآثار الاقتصادية لعملك في الجمعية؟
أ- تحسين الدخل الشهري ب- الابتعاد عن الثقافة الاستهلاكية(1/40)
ج- التعاون على الاستثمار المالي د- تنمية الأفكار الاقتصادية هـ- الإسراف في الزينة
10-ما هي معوقات عملك في الجمعية:
أ- المركزية في اتخاذ القرارات ب- عدم وجود الأنظمة ج- قلة الموارد البشرية (إداريات أو معلمات)
د- قلة الإمكانات المادية هـ- عدم وجود الحوافز و- الظروف الأسرية ز-صعوبة المواصلات
11-هل هناك وسائل متبعة لتطوير عملك في الجمعية؟ - نعم - لا إذا كانت الإجابة بنعم فعن طريق:
أ- الدورات التدريبية ب- تبادل الخبرات مع الأخريات ج- استخدام التقنيات
12-كيف ترين العمل في الجمعية بالنسبة إليك؟
13 - ما هي خطط المستقبل لعملك في الجمعية؟ (اكتبي في الخلف)
بسم الله الرحمن الرحيم
(إسهام الجمعيات الخيرية في بناء المرأة (الواقع والمأمول) استبانة (2)
أختي العزيزة: للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم دور ملموس في تنمية المرأة في المملكة العربية السعودية، لذا أحببت أن أسهم في بيان هذا الواقع الرائع ومعالجة ما يمكن أن يعلق به من أخطاء، واستشراف مستقبل مشرق ودور رائد للمرأة في الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، سواء كانت مركز مسائي أم مدرسة صباحية.
وستكون الإجابة على هذه الأسئلة سرية ولن تستخدم إلا لغرض البحث العلمي . ((شاكرين لك تعاونك)).
-الاسم (اختياري): العمر: المؤهل: المهنة : الجنسية:
1-هل أنت متفرغة للدراسة في الجمعية؟ -نعم -لا عدد سنوات الدراسة:
2-ما طبيعة حضورك إلى الجمعية: -دراسة منتظمة - حضور هل تقومين بعمل فيها:
3-كيف تسير دراستك في الجمعية؟ حسب:
أ- الخطط الدراسية ب- التعاميم المتتابعة
ج- خبرات المعلمة د- مستوى الدارسات هـ- المناهج التعليمية و- لا أعلم
4- هل الإمكانات المادية لمبنى الجمعية مناسبة؟ -نعم - لا
5- هل الميزانية الممنوحة لأنشطة الجمعية مناسبة؟ -نعم - لا
6- ما هي وسائل تطوير موارد الميزانية الممنوحة للجمعية؟(1/41)
أ- الميزانية الرسمية ب- أوقاف أهلية ج- تبرعات شخصية د- استثمارات داخلية
7-ما الآثار الدينية لحضورك إلى الجمعية؟
أ- نشر العلم الشرعي ب- المسابقة في الخيرات
ج- كسب أخوات صالحات د- شغل وقت الفراغ بالنافع
8-ما الآثار الاجتماعية الإيجابية لحضورك إلى الجمعية؟
أ- التميز في الشخصية ب- تنمية التفكير الإبداعي ج- الاستقرار الأسري
د- معالجة الأخطاء الاجتماعية هـ- كسب علاقات متنوعة و- الكشف عن الموهبة
9-ما الآثار الاقتصادية لحضورك إلى الجمعية؟
أ- الابتعاد عن الثقافة الاستهلاكية ب- التعاون على الاستثمار المالي
ج- تنمية الأفكار الاقتصادية د-تأمين مكان للبضائع المتداولة هـ- الإسراف في الزينة
10-ما هي معوقات دراستك في الجمعية:
أ- المركزية في اتخاذ القرارات ب- عدم وجود الأنظمة ج- قلة الموارد البشرية (إداريات ومعلمات)
د- قلة الإمكانات المادية هـ- عدم وجود الحوافز و- الظروف الأسرية ز-صعوبة المواصلات
11-هل ترين وسائل لتطوير أساليب الدراسة في الجمعية؟-نعم - لاإذا كانت الإجابةبنعم فعن طريق:
أ- الدورات التدريبية ب- وضع مناهج منظمة ج- اختيار معلمات مؤهلات ج- استخدام التقنيات
12-كيف ترين الدراسة في الجمعية بالنسبة إليك؟
13 - ما هي خطط المستقبل بعد دراستك في الجمعية؟ وهل لديك اقتراحات أخرى؟ (اكتبي في الخلف)(1/42)