أَكْثَرُ مِنْ أَرْبَعِينَ سَبَبًا مِنْ أَسْبَابِ الْمَغْفِرَةِ
كَتَبَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ
خَالِدِ بنِ مُحَمَّدٍ الْغُرْبَانِيِّ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلاَّ وَلَهُ ذَنْبٌ ، يَعْتَادَهُ بَعْدَ الْفَيْنَةِ ، أَوْ ذَنْبٌ هُوَ مُقِيمٌ عَلَيُهِ لاَ يُفَارِقَهُ ، حَتَى يُفَارِقَ الدُّنْيَا،
إِنَّ المُؤْمِنَ خُلِقَ مُفَتَّنًا ، تَوَّابًا ، نَسِيًّا ، إِذَا ذُكِّرَ ذَكَر .
رواه الطبراني والبيهقي في شعبه عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُ
مُقَدِّمَةٌ
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَرْسَلَهُ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّهُ لا يَضُرُّ إِلاّ نَفْسَهُ وَلا يَضُرُّ اللَّهَ شَيْئًا .
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُم الَّذِي خَلَقَكُم مَنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }
{(1/1)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }
أَمَّا بَعْدُ :
فَاللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، قَوْلُكَ الْحَقُّ وَوَعْدُكَ الْحَقُّ وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ وَبِكَ خَاصَمْتُ وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَأَسْرَرْتُ وَأَعْلَنْتُ أَنْتَ إِلَهِي لا إِلَهَ لِي غَيْرُكَ ، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ :
اللَّهُمَّ لَوْلا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا وَلا تَصَدَّقْنَا وَلا صَلَّيْنَا
فَاغْفِرْ فِدًى لَكَ مَا أَتَيْنَا وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لاقَيْنَا
وَأَلْقِيَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا إِنَّا إِذَا صِيحَ بِنَا أَتَيْنَا
إِنْ تَغْفِرِ اللَّهُمَّ تَغْفِرْ جَمَّا وَأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لا أَلَمَّا(1/2)
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي كُلِّهِ وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي هَزْلِي وَجِدِّي وَخَطَئِى وَعَمْدِي وَجَهْلِي وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي، اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ فَاغْفِرْ لِي مِنْ عِنْدِكَ مَغْفِرَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ وَجُلَّهُ وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ وَعَلَانِيَتَهُ وَسِرَّهُ ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ ظَلَمْتُ نَفْسِي وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إِلا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلاَّ أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ :
عَفْوَكَ اللَّهُمَ عَنَّا خَيْرُ شَيْءٍ نَتَمَنَّى ... رَبِّ إِنَّا قَدْ جَهِلْنَا فِي الَّذِي قَدْ كَانَ مِنِّا
وَخَطَئْنَا وَخَلَطْنَا وَلَهَوْنَا وَمَجَنَّا ... إِنْ نَكُنْ رَبِّ أَسَأْنَا مَا أَسَأْنَا بِكَ ظَنَّا
فَأَنِلْنَا الخَتْمَ بِالحُسْنَى وَإِنْعَامًا وَمِنَّا
الْحَمْدُ لِلَّهِ الذِي فَتَحَ بَابَ المَغْفِرَةِ لِكُلِ إِنْسَانٍ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ وَلأُمَتِهِ مَا لَمْ تَطْلُعُ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، عَرَضَ مَغْفِرَتَهُ لَبَنِي إِسْرَائِيل فَأَبَوْ أَنْ يَقْبَلُوهَا وَرَفَضُوهَا وَبَدَّلُوهَا قَالَ - جل جلاله - :
{(1/3)
وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ } البقرة آية 58 .
فَبَدَّلُوا كَلاَمَ اللهِ فَخَسِرُوا مَغْفِرَتَهُ فَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ فَقَالَ - سبحانه وتعالى - : { فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ }
بَل اشْتَرَوْا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ :
{ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ } البقرة آية58.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ((قِيلَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ { ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ } فَبَدَّلُوا فَدَخَلُوا يَزْحَفُونَ عَلَى أَسْتَاهِهِمْ وَقَالُوا حَبَّةٌ فِي شَعْرَةٍ)) متفق عليه .
فَكَانَ الجَزَاءُ أَنْ يَضَعُ الرَّحْمَنُ بَعْضَ ذُنُوبَ أُنَاسٍ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى :
عَنْ أَبِي مُوسَى - رضي الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ((قَالَ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَاسٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِذُنُوبٍ أَمْثَالِ الْجِبَالِ فَيَغْفِرُهَا اللَّهُ لَهُمْ وَيَضَعُهَا عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى)) رواه مسلم .
وَخَاطَبَ هَذِهِ الأُمُّةَ بِأَرَقِّ خِطَابٍ فَقَالَ جَلَّ شَأْنُهُ فِي الحَديِثِ القُدْسِي :
{ يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ } رواه مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه .(1/4)
فَيَالَهُ مِنْ خِطَابٍ تَذْرِفُ لَهُ الدُّمُوع وَتَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الذِينَ يَخْشَونَ رَبَهُمْ ، وَقَالَ - جل جلاله - :
{ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } البقرة آية268
أَبَعْدَ هَذَا الوَعْد وَعْد ، وَهَلْ بَعْدَ مَغْفِرِةِ اللهِ فَضْل: { وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } البقرة آية157
فَسُبْحَانهُ جَلَّ شَأْنُهُ { كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ } : قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَغْفِرُ ذَنْبًا وَيَكْشِفُ كَرْبًا وَيَرْفَعُ قَوْمًا وَيَضَعُ آخَرِينَ . ذكره البخاري في باب سُورَة الرَّحْمَنِ .
وَقَالَ شَيْخُ الإِسْلامِ ابْن تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ الله:
[(1/5)
العِبَادُ لاَ يَزَالُونَ مُقَصِّرِينَ مُحْتَاجِينَ إِلَى عَفْوِ اللهِ وَمَغْفِرَتِهِ، فَلَنْ يَدْخُلَ أَحَدٌ الجَنَّةَ بِعَمَلِهِ وَمَا مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ وَلَهُ ذُنُوبٌ يَحْتَاجُ فِيهَا إِلَى مَغْفِرَةِ اللهِ لَهِا وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ، فَالْعَمَلُ لاَ يُقَابِلُ الجَزَاءَ وَإِنْ كَانَ سَبَبًا لِلْجَزَاءِ وَلِهَذَا مَنْ ظَنَّ أَنَّهُ قَامَ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِ وَأَنَّهُ لاَ يَحْتَاجُ إِلَى مَغْفِرَةِ الرَّبِ تَعَالَى وَعَفْوِهِ فَهْوَ ضَالٌ كَمَا ثَبَتَ فَى الصَّحِيحِ عَنِ النَّبِيِّ أَنَّهُ قَالَ لَنْ يَدْخُلَ أَحَدٌ الجَنَّةَ بِعَمَلِهِ قَالُوا وَلاَ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ وَلاَ أَنَا إِلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللهُ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَرُوِىَ بِمَغْفِرَتِهِ وَمِنْ هَذَا أَيْضًا الحَدِيثِ الَّذِي فِي السُّنَنِ عَنْ النَّبِيِّ أَنَّهُ قَالَ إِنَّ اللهَ لَوْ عَذَّبَ أَهْلَ سَمَاوَاتِهِ وَأَهْلَ أَرْضِهِ لَعَذَّبَهُم وَهْوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ وَلَوْ رَحِمَهُم لَكَانَت رَحْمَتَهُ لَهُمُ خَيْرًا مِنْ أَعْمَالِهِم] ا.هـ بتصرف الفتاوى 1/217.
وَعَلَّمَنَا سَيِّد الِاسْتِغْفَارِ:(1/6)
فَعَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ - رضي الله عنهم - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَال : ((سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، قَالَ: وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ)) رواه البخاري.
فَمَنْ لَمْ يُغْفَرْ لَهُ لَمْ يَبْقَ لَهُ إِلاَّ الخَسَارَةَ :
قَالَ - سبحانه وتعالى - : { قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ } الأعراف آية23
وَقَالَ - جل جلاله - : { قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنْ الْخَاسِرِينَ } هود آية 47
وَقَالَ - جل جلاله - : { وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ } الأعراف آية 149
فَعَرَفَ الأَنْبِيَاء أَهَمِّيّةَ المَغْفِرَةَ فَطَلَبُوهَا مِمَّنْ يَمْلِكُهَا فَهَذَا نُوح قَالَ - سبحانه وتعالى - :
{ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِي مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدْ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا } (28) نوح
وَهَذَا إِبْرَاهِيم قَالَ - جل جلاله - :
{(1/7)
رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ } إبراهيم آية41
وَقَالَ - سبحانه وتعالى - : { وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ } الشعراء آية82
وَهَذَا مُوسَى قَالَ - سبحانه وتعالى - :
{ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } الأعراف آية151
وَقَالَ - سبحانه وتعالى - : { قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } القصص آية16
وَهَذَا سُلَيْمَانُ قَالَ - جل جلاله - :
{ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ } ص آية35
وَهَذَا نَبِيُّنَا مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - دَعَا لِنَفْسِهِ بِالْمَغْفِرةِ وَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذِنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ فَقَالَ:
((اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَأَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ الأَعْلَى)) .
وَدَعَا - صلى الله عليه وسلم - لِأُمَتِهِ بِالْمَغْفِرةِ فَقَالَ: ((اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأُمَّتِي اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأُمَّتِي)) رواه مسلم عن أُبيٍّ - رضي الله عنه -
وَهَذَا مِنْ تَأْدِيبِ اللهِ لَهُ فِي سُؤَالِهِ مِنْ مَغْفِرَتِهِ قَالَ - جل جلاله - :
{ وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ } المؤمنون آية118
{ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ } غافر آية55
{ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ } محمد آية19(1/8)
بَلْ كَانَ مِنْ أَكْثَرِهِم اسْتِغْفَارًا فَفِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً:
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ ((وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً)). انفرد به البخاري .
وعَنِ الأَغَرِّ الْمُزَنِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ((إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِى وَإِنِّى لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِى كُلِّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ )). رواه مسلم .
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ ((رَبِّ اغْفِرْ لِى وَتُبْ عَلَىَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)). رواه أصحاب السنن .
وَفِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ :
عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ : ((سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي)) رواه البخاري ومسلم
فَالْحِرْصُ عَلَى الاسْتِغْفَارِ وَطَلَبُ المَغْفِرَةِ هَوَ هَدْيُ نَبِيِّنَا - صلى الله عليه وسلم - فَمَا كَانَ يَفْتر عَنْ المَغْفِرَةِ وَهْوَ الذِي غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ ، بَلْ وَضَّحَ لِأَصْحَابِهِ أَنَّ مَغْفِرَةً وَرَحْمَةً مِنَ اللهِ مَطْلَبٌ أَسَاسِيٌ لِدُخُولِ الجَنَّةِ :(1/9)
عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهَا عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : ((سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا فَإِنَّهُ لَا يُدْخِلُ أَحَدًا الْجَنَّةَ عَمَلُهُ قَالُوا وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِمَغْفِرَةٍ وَرَحْمَةٍ)) . رواه البخاري ومسلم.
وَبَعْدَ أَنْ سَأَلُوا اللهَ المَغْفِرَةَ دَعَوْا قَوْمَهُمْ لِلاسْتِغْفَارِ قَالَ - جل جلاله - :
{ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } البقرة آية199
{ وَاسْتَغْفِرْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا } النساء آية106
{ أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } المائدة آية74
{ وَأَنْ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ } هود آية3
{ وَيَاقَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ } هود آية52
{ وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ } الأنفال آية90
{ قَالَ يَاقَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } النمل آية4
وَلَكِنَّ تَعَنُّتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَاسْتِهْزَائِهِم بِرُسُلِ رَبِّ الأَرْبَابِ كَانَ هُوَ الجَوَابُ:
{(1/10)
قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ } إبراهيم آية10
بَلِ ادَّعوا أَنَّ المَغْفِرَةَ لَهُم : { فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ } المائدة آية169
وَلَمْ يَعْلَمْ قِيمَة الاسْتِغْفَارِ إِلاَّ القَلِيلَ مِنْهُمْ:
{ إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ } الشعراء آية51
أَمَّا أَتْبَاعُ مُحَمَّد - صلى الله عليه وسلم - فَمَا إِنْ سَمِعُوا أَسْمَاءَ وَصِفَاتِ خَالِقِهِم التِي تَدُلُ عَلَى سِعَتِ مَغْفِرَتِهِ: الْغَفُورُ الْغَفَّارُ غَافِرِ الذَّنْبِ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ :
{ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } الحجر آية49
{ وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمْ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا } الكهف آية58
{ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ } سبأ آية15
{ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ } ص آية66
{(1/11)
غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ } غافر آية3
{ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ } النجم آية32
{ وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ } المدثر آية56
مَا إِنْ سَمِعُوا - رضي الله عنهم - بَهَذَا الوَصْفَ حَتَى عَرَفُوا عَظَمَةَ اللهِ.
وَازْدَادَ إِيمَانُهُم - رضي الله عنهم - عِنْدَمَا نَادَاهُم بِأَلْطَفِ عِبَارَةٍ فَقَالَ - سبحانه وتعالى - :
{ قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } الزمر آية53
وَهْوَ الغَفُورُ فَلَو أَتَى بِقَرَابِهَا مِنْ غَيْرِ شِرْكٍ بَلْ مِنَ العِصْيَانِ
لأَتَاهُ بالْغُفْرَانِ مِلْءَ قِرَابها سُبْحَانَهُ هُوَ وَاسِعُ الغُفْرَانِ
بَلْ حَثَّهُم - رضي الله عنهم - عَلَى المُسَارَعَةِ وَالمُسَابَقَةِ فَقَالَ - جل جلاله - :
{ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } آل عمران آية133
{ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } الحديد آية21
فَارْتَفَعَتْ أَيْدِيهِم - رضي الله عنهم - إِليهِ مَعَ قِلَّةِ ذُنُوبِهِم ، وَتَأَدَّبُوا فِي دُعَاءِ مَغْفِرَةِ رَبِهِم:
{ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ } البقرة آية285
{(1/12)
وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ لَبَتْ } البقرة آية286
{ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } آل عمران آية16
وَوَجَدُوا أَنَّ خَيْرَ وَقْتٍ لِلاسْتِغْفَارِ هُوَ وَقْتُ الأَسْحَارِ والنَّاسُ نِيَام فَوَصَفَهُم رَبُ الأَنَامِ - جل جلاله - :
{ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } الذاريات آية18
{ الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ } آل عمران آية17
فَمَا أَسْرَعَهُم إِلَى الاسْتِغْفَارِ فَهَذَا الصِدِّيقُ - رضي الله عنه - لَهُ مَوْقِفٌ مُشَرِّفٌ فِي قِصِّةِ الإِفْكِ بَعْدَ نُزُولِ بَرَاءَةِ عَائِشَةَ - رضي الله عنهم - :
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ - رضي الله عنه - وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحِ بْنِ أُثَاثَةَ لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ وَاللَّهِ لَا أُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ - رضي الله عنه - شَيْئًا أَبَدًا بَعْدَ مَا قَالَ لِعَائِشَةَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ - سبحانه وتعالى - { وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } النور آية22 فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - بَلَى وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِي فَرَجَعَ إِلَى مِسْطَحٍ - رضي الله عنه - الَّذِي كَانَ يُجْرِي عَلَيْهِ رواه البخاري ومسلم .
أَمَّا أَهْلُ الكُفْرِ والشِقَاقِ فَكَانَ الخِطَابُ الفَاصِل:
{(1/13)
قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ } الأنفال آية38
فَيَا عِبَادَ اللهِ : إِنَّ مَغْفِرَةَ اللهِ مُعَدَّةٌ لِمَنْ التَزَمَ مَنْهَجَ كِتَابِهِ وَسُنَّةَ رَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم - :
{ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } الأحزاب آية35
وَقَدْ حَذَّرَ اللهُ مِنَ التَّدَخُلِ فِي شُؤُون مَغْفِرَتِهِ ، وَأَنَّ هَذَا التَّدَخُل قَدْ يُؤَدِّى إِلَى حُبُوطِ العَمَلِ:
عَنْ جُنْدَبٍ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَدَّثَ ((أَنَّ رَجُلًا قَالَ وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلَانٍ وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لَا أَغْفِرَ لِفُلَانٍ فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلَانٍ وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ أَوْ كَمَا قَالَ)) رواه مسلم .
فَعلَى كُلِ مُسْلِمٍ أَنْ يَسْعَى لِطَلَبِ المَغْفِرَةِ مِنَ اللهِ، وَأَنْ يَعْزِمَ فِيهَا:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ((قَالَ لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ لِيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ فَإِنَّهُ لَا مُكْرِهَ لَهُ)) رواه البخاري ومسلم.
فَالمَغْفِرَةُ مَنَ اللهِ حَصَادُهَا دُخُولُ الجَنَّةِ :
عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : ((سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا فَإِنَّهُ لَا يُدْخِلُ أَحَدًا الْجَنَّةَ عَمَلُهُ قَالُوا وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِمَغْفِرَةٍ وَرَحْمَةٍ)) .
رواه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم .
قَالَ ابْنُ القَيِّمِ رحمه الله :(1/14)
وَكُلُ مَنْ غُفِرَ لَهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَلا بُد، وَلَيْسَ فَائِدَةُ المَغْفِرَة إِلاَّ الفَوْز بِالجَنَّةِ وَالنَّجَاةِ مِنَ النَّارِ . [طريق الهجرتين وباب السعادتين1/630]
وَقَالَ شَيْخُ الإِسْلامِ ابْن تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ الله: المَغْفِرَةُ مَعْنَاهَا وِقَايَةُ شَرِّ الذَّنْبِ بِحَيْثُ لا يُعَاقَبُ عَلَى الذَّنْبِ فَمَنْ غُفِرَ ذَنْبَهُ لَمْ يُعَاقَبْ عَلَيْهِ.
وَقَالَ رَحِمَهُ الله:
فَمَنْ غُفِرَ لَهُ لَمْ يُعَذَّبْ وَمَنْ لَمْ يُغْفَرْ لَهُ عُذِّبْ وَهَذَا مَذْهَبُ الصَّحَابَةِ وَالسَّلَفِ وَالأَئِمَةِ.
وَقَالَ رَحِمَهُ الله:
وَلَيْسَ كُل مَنْ غُفِرَ لَهُ سَقَطَتِ العُقُوبَة عَنْهُ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ الزَّانِيَ أَوِ السَّارِقَ لَوْ تَابَ تَوْبَةً نَصُوحًا غَفَرَ اللهُ لَهُ وَلابُدَّ مِنْ إِقَامَةِ الحُدُودِ عَلَيْهِ . [الصارم المسلول على شاتم الرسول 3/872].
فَالذُّنُوبِ وَاقِعَةُ لاَ محَالَة وَلَكِنَّهَا سَاقِطَةٌ بِالِاسْتِغْفَارِ وَالتَوْبَةِ
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ - رضي الله عنه - أَنَّهُ قَالَ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ كُنْتُ كَتَمْتُ عَنْكُمْ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : ((لَوْلَا أَنَّكُمْ تُذْنِبُونَ لَخَلَقَ اللَّهُ خَلْقًا يُذْنِبُونَ يَغْفِرُ لَهُمْ)) .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ)) رواهما مسلم .
فُسُبْحَانَ الذِي يَعْجَبُ - عَجَبًا يَلِيقَ بِجَلَالِهِ وَعَظَمَتِهِ - مِمَّنْ يَطْلُبُ مَغْفِرَتَهُ(1/15)
عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ شَهِدْتُ عَلِيًّا - رضي الله عنه - أُتِيَ بِدَابَّةٍ لِيَرْكَبَهَا فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الرِّكَابِ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ ثَلَاثًا فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَى ظَهْرِهَا قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ ثُمَّ قَالَ { سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ } ثُمَّ قَالَ : ((الْحَمْدُ لِلَّهِ ثَلَاثًا وَاللَّهُ أَكْبَرُ ثَلَاثًا سُبْحَانَكَ إِنِّي قَدْ ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ ثُمَّ ضَحِكَ)) قُلْتُ : مِنْ أَيِّ شَيْءٍ ضَحِكْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ . قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَنَعَ كَمَا صَنَعْتُ ثُمَّ ضَحِكَ فَقُلْتُ : مِنْ أَيِّ شَيْءٍ ضَحِكْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ . قَالَ : ((إِنَّ رَبَّكَ لَيَعْجَبُ مِنْ عَبْدِهِ إِذَا قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ غَيْرُكَ)) . رواه الترمذي وأبو داود وصححه الألباني : الصحيحة 1653 صحيح الجامع 2069 .
فُسُبْحَانَهُ يَعْجَبُ كَمَا يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ :
{ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } البقرة آية284
فَاحْمَدِ اللَّهَ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ وَصَلِّ عَلَي النَّبِيِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَهْلِهِ ثُمَّ اسْتَغْفِرْ وَادْعُ تُجَب:(1/16)
عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ - رضي الله عنه - قَالَ : بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَاعِدٌ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى فَقَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ((عَجِلْتَ أَيُّهَا الْمُصَلِّي إِذَا صَلَّيْتَ فَقَعَدْتَ فَاحْمَدِ اللَّهَ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ وَصَلِّ عَلَيَّ ثُمَّ ادْعُهُ)) . قَالَ : ثُمَّ صَلَّى رَجُلٌ آخَرُ بَعْدَ ذَلِكَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : ((أَيُّهَا الْمُصَلِّي ادْعُ تُجَبْ)). رواه الترمذي والنسائي وصححه الألباني في صحيح الجامع 3988 وكذا الوادعي في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين رقم 1068 .
وَإِذَا تَأَمَّلَ المُتَأَمِلُ اللَّبِيبُ وَجَدَ أَنَّنِي اقْتَصَرْتُ وَعَوَّلْتُ فِي وَرَقَاتِي هَذِهِ عَلَى الاخْتِصَارِ والاقْتِصَارِ عَلَى مَا يَخْتَصُّ بِالْمَغْفِرَةِ وَالاسْتِغْفَارِ وَتَرَكْتُ التَّطْويلَ والإكْثَارِ ، لأَنَّ بَاعِي فِي التَأْلِيفِ هَزِيل، قَابِلٌ لِلْجَرْحِ والتَعْدِيلِ، وَإِلاَّ لَوْ تَتَبَّعَ المُتَتَبِعُ مَا يُكَفِّرُ السَّيِئاتِ وَيَزِيدُ الحَسَنَاتِ لاسْتَخْرجَ مِنَ الكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِهِ العُصْبَةُ مَنَ الرِّجَالِ ، لأَنَّ فَضْلَ اللهِ عَظِيمٌ وَرَحْمَتُهُ وَسِعَتْ كُلَ شَيْءٍ
فَاحْرِصُوا إِخْوَانِي فِي اللهِ عَلَى هَذِهِ الأَسْبَابِ لِتَحْصُلُوا عَلَى مَغْفِرَةِ الوَهَّابِ لاسِيِّمَا النِّسَاءِ لِوَصِيَّةِ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - حَيْثُ قَالَ لَهُنَّ :
(((1/17)
يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ وَأَكْثِرْنَ الِاسْتِغْفَارَ فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ)). فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ جَزْلَةٌ : وَمَا لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ ؟ . قَالَ : ((تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ وَمَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَغْلَبَ لِذِي لُبٍّ مِنْكُنَّ)) قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ : وَمَا نُقْصَانُ الْعَقْلِ وَالدِّينِ ؟ . قَالَ: ((أَمَّا نُقْصَانُ الْعَقْلِ فَشَهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ تَعْدِلُ شَهَادَةَ رَجُلٍ فَهَذَا نُقْصَانُ الْعَقْلِ وَتَمْكُثُ اللَّيَالِي مَا تُصَلِّي وَتُفْطِرُ فِي رَمَضَانَ فَهَذَا نُقْصَانُ الدِّينِ)) . رواه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهم - .
وَاحْذَرُوا الاسْتِغْفَارَ مَعَ الإِصْرَارِ فَتَكُونُوا كَاذِبِين:
قَالَ شَيْخُ الإِسْلامِ ابْن تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ الله : قَالَ العُلَمَاءُ : الاسْتِغْفَارُ مَعَ الإِصْرَارِ تَوْبَةُ الكَذَّابِينَ. [الفتاوى الكبرى 2/350]
وَبَعْدَ هَذِهِ المُقَدِّمَةِ القَصِيرَةِ لاَبُدَّ مِنْ تَوضِيحِ المَقَالِ، عَنْ بَعْضِ الأَعْمَالِ، فِي تَخْرِيجِ أَحَادِيثِ الرِّجَالِ، فَمَا رَوَاه البُخَارِيُ وَمُسْلِمٌ أَوْ أَحَدُهُمَا اكْتَفَيْتُ بِهِمَا ، وَإِذَا كَانَ عِنْدَ غَيْرِهِمَا رَجَعْتُ إِلَى تَصْحِيحِ أَهْلِ العِلْمِ لاَ سِيمَا العَلامَة الشَّيْخ / مُحَمَّد نَاصِر الدِّين الأَلْبَانِي رَحِمَهُ اللهُ والعَلامَة الشَّيْخ /مُقْبِل بن هَادِي الوَادِعِي رَحِمَهُ اللهُ.
مِنْ أَسْبَابُ المَغْفِرَةِ
1. التَوحِيدُ وَعَدَمُ الشِّرْكِ وَالكُفْرِ بِاللهِ(1/18)
قَالَ - سبحانه وتعالى - : { إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا } النساء آية48
وَقَالَ - جل جلاله - : { إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيدًا } النساء آية116
عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ تَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : ((كُلُّ ذَنْبٍ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَغْفِرَهُ إِلا مَنْ مَاتَ مُشْرِكًا أَوْ مُؤْمِنٌ قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا)) .
رواه أبو داود وصححه الألباني في الصحيحة 511 والوادعي في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين1674
عَنْ مُعَاوِيَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : ((كُلُّ ذَنْبٍ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَغْفِرَهُ إِلا الرَّجُلُ يَقْتُلُ الْمُؤْمِنَ مُتَعَمِّدًا أَوِ الرَّجُلُ يَمُوتُ كَافِرًا)) رواه النسائي وأحمد . وصححه الألباني في الصحيحة511.
وَعَنْ أَنَسِ بْنُ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى((يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً)).
رواه الترمذي وحسنه الألباني في صحيح الجامع4338 .(1/19)
قال ابن رجب : فالتوحيد هو السبب الأعظم فمن فقده فقد المغفرة، ومن جاء به فقد أتى بأعظم أسباب المغفرة. لكن هذا مع مشيئة الله عز وجل، فإن شاء غفر له، وإن شاء أخذه بذنوبه ثم كان عاقبته أن لا يخلد فى النار بل يخرج منها ثم يدخل الجنة. فإن كمل توحيد العبد وإخلاصه لله فيه وقام بشروطه كلها بقلبه ولسانه وجوارحه، أو بقلبه ولسانه عند الموت أوجب ذلك مغفرة ما سلف من الذنوب كلها ومنعه من دخول النار بالكلية. [أسباب المغفرة لابن رجب]
2. المُتَابَعَةُ لِلسُّنَّةِ :
قَالَ - سبحانه وتعالى - : { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } آل عمران آية31
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهم - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ((مَنْ يَصْعَدُ الثَّنِيَّةَ ثَنِيَّةَ الْمُرَارِ فَإِنَّهُ يُحَطُّ عَنْهُ مَا حُطَّ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ)) قَالَ : فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ صَعِدَهَا خَيْلُنَا خَيْلُ بَنِي الْخَزْرَجِ ثُمَّ تَتَامَّ النَّاسُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ((وَكُلُّكُمْ مَغْفُورٌ لَهُ إِلَّا صَاحِبَ الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ)) . فَأَتَيْنَاهُ فَقُلْنَا لَهُ : تَعَالَ يَسْتَغْفِرْ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - . فَقَالَ : وَاللَّهِ لَأَنْ أَجِدَ ضَالَّتِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لِي صَاحِبُكُمْ . قَالَ : وَكَانَ رَجُلٌ يَنْشُدُ ضَالَّةً لَهُ . رواه مسلم.
وَعَنْ أَبِي أَيُّوبَ وَعُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ - رضي الله عنهم - قَالَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ((مَنْ تَوَضَّأَ كَمَا أُمِرَ وَصَلَّى كَمَا أُمِرَ غُفِرَ لَهُ مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلٍ)) . رواه النسائي وأحمد وابن ماجه وحسنه الألباني في صحيح الجامع6171 .(1/20)
3. الشَهِيدُ فِي سَبِيلِ اللهِ :
قَالَ - سبحانه وتعالى - { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } الصف آية11و12
عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ((لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَيَأْمَنُ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ الْيَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ)). رواه الترمذي وأحمد وابن ماجه وصححه الألباني في السنن .
وعند مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهم - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : ((يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ ذَنْبٍ إِلَّا الدَّيْنَ)) .
4. الغَزْو فِي سِبِيلِ اللهِ :(1/21)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : مَرَّ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِشِعْبٍ فِيهِ عُيَيْنَةٌ مِنْ مَاءٍ عَذْبَةٌ فَأَعْجَبَتْهُ لِطِيبِهَا فَقَالَ لَوِ اعْتَزَلْتُ النَّاسَ فَأَقَمْتُ فِي هَذَا الشِّعْبِ وَلَنْ أَفْعَلَ حَتَّى أَسْتَأْذِنَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : ((لا تَفْعَلْ فَإِنَّ مُقَامَ أَحَدِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاتِهِ فِي بَيْتِهِ سَبْعِينَ عَامًا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَيُدْخِلَكُمُ الْجَنَّةَ اغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَوَاقَ نَاقَةٍ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ)) . رواه الترمذي وأحمد وحسنه الألباني في صحيح الجامع7379 .
5. المَوْتُ عَلَى الشَّهَادَتَيْنِ مَعَ إِيقَانِ القَلْبِ :
عَنْ مُعَاذِ بْنُ جَبَلٍ - رضي الله عنه - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ : ((مَا مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ وَهِيَ تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ يَرْجِعُ ذَاكُمْ إِلَى قَلْبٍ مُوقِنٍ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهَا)) .
رواه أحمد وابن ماجه وحسنه الألباني في صحيح الجامع5793.
6. تَقْوَى اللهِ:
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } الأعراف آية29
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } الأحزاب آية70و71
7. خَشْيَةُ اللهِ :
{(1/22)
إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ } تبارك آية12
{ إِنَّمَا تُنذِرُ مَنْ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَانَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ } يس آية11
عَنْ حُذَيْفَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - : ((إِنَّ رَجُلًا حَضَرَهُ الْمَوْتُ لَمَّا أَيِسَ مِنَ الْحَيَاةِ أَوْصَى أَهْلَهُ إِذَا مُتُّ فَاجْمَعُوا لِي حَطَبًا كَثِيرًا ثُمَّ أَوْرُوا نَارًا حَتَّى إِذَا أَكَلَتْ لَحْمِي وَخَلَصَتْ إِلَى عَظْمِي فَخُذُوهَا فَاطْحَنُوهَا فَذَرُّونِي فِي الْيَمِّ فِي يَوْمٍ حَارٍّ أَوْ رَاحٍ فَجَمَعَهُ اللَّهُ فَقَالَ لِمَ فَعَلْتَ قَالَ خَشْيَتَكَ فَغَفَرَ لَهُ)). رواه البخاري ومسلم.
8. القُرْبُ مِنَ الصَّالِحِين :
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : ((كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ إِنْسَانًا ثُمَّ خَرَجَ يَسْأَلُ فَأَتَى رَاهِبًا فَسَأَلَهُ فَقَالَ لَهُ هَلْ مِنْ تَوْبَةٍ قَالَ لَا فَقَتَلَهُ فَجَعَلَ يَسْأَلُ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ ائْتِ قَرْيَةَ كَذَا وَكَذَا فَأَدْرَكَهُ الْمَوْتُ فَنَاءَ بِصَدْرِهِ نَحْوَهَا فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى هَذِهِ أَنْ تَقَرَّبِي وَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى هَذِهِ أَنْ تَبَاعَدِي وَقَالَ قِيسُوا مَا بَيْنَهُمَا فَوُجِدَ إِلَى هَذِهِ أَقْرَبَ بِشِبْرٍ فَغُفِرَ لَهُ)) . رواه البخاري ومسلم..
9. مَنْ آمِنَ وِعَمِلَ صَالِحًا فَهَذَا الصِّنْفُ مَوْعُودٌ مِنْ اللهِ بِالْمَغْفِرَةِ:
{ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ } المائدة آية9(1/23)
10. مَنْ أَذْنَبَ ثُمَّ تَابَ وَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ:
قَالَ - سبحانه وتعالى - : { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ () أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ } آل عمران آية136
وَقَالَ - جل جلاله - : { وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرْ اللَّهَ يَجِدْ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا } النساء آية110
{ رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا } الإسراء آية25
{ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } طه آية82
{ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } القصص آية16(1/24)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : ((إِنَّ عَبْدًا أَصَابَ ذَنْبًا وَرُبَّمَا قَالَ أَذْنَبَ ذَنْبًا فَقَالَ رَبِّ أَذْنَبْتُ وَرُبَّمَا قَالَ أَصَبْتُ فَاغْفِرْ لِي فَقَالَ رَبُّهُ أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَصَابَ ذَنْبًا أَوْ أَذْنَبَ ذَنْبًا فَقَالَ رَبِّ أَذْنَبْتُ أَوْ أَصَبْتُ آخَرَ فَاغْفِرْهُ فَقَالَ أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا وَرُبَّمَا قَالَ أَصَابَ ذَنْبًا قَالَ قَالَ رَبِّ أَصَبْتُ أَوْ قَالَ أَذْنَبْتُ آخَرَ فَاغْفِرْهُ لِي فَقَالَ أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثَلَاثًا فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ)). رواه البخاري ومسلم
عَنْ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنه - أَنَّهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : ((مَا مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ)) ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ } إِلَى آخِرِ الْآيَةِ.
رواه أبو داود وأحمد والنسائي وابن ماجه وصححه الألباني في صحيح الجامع5738
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهم - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : ((إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ : مَنْ عَلِمَ مِنْكُم أَنِّي ذُو قُدْرَةٍ عَلَى مَغْفِرَةِ الذُّنُوبِ غَفَرْتُ لَهُ وَلا أُبَالِي مَا لَمْ يُشْرِك بي شَيْئًا)) .(1/25)
رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني في صحيح الجامع 4330 .
الصَّلاةُ : وَمِنْ هُنَا إِلى الفَقْرَةِ رَقَم 25 تَدْخُلُ تَحْتَ الصَّلَّاَةِ فَانْظُرَوا رَحِمَكُمُ الله إِلَى عِظَمِ فَضْلِ الصَّلاَةِ :
11. المُحَافَظَةُ عَلَى الصَلَوَاتِ الخَمْسِ وإَتْمَامِ رُكُوعِهِنَّ وَسُجُودِهِنَّ وَخُشُوعِهِنَّ:
... عَنْ عُبَادَةَ بْنُ الصَّامِتِ - رضي الله عنه - قَالَ : أَشْهَدُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : ((خَمْسُ صَلَوَاتٍ افْتَرَضَهُنَّ اللَّهُ عَلَى عِبَادِهِ مَنْ أَحْسَنَ وُضُوءَهُنَّ وَصَلَاتَهُنَّ لِوَقْتِهِنَّ فَأَتَمَّ رُكُوعَهُنَّ وَسُجُودَهُنَّ وَخُشُوعَهُنَّ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ)) . رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه وصححه الألباني في صحيح الجامع3242 والوادعي في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين537 .
12. المُؤَذِّنُ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : ((الْمُؤَذِّنُ يُغْفَرُ لَهُ مَدَى صَوْتِهِ وَيَشْهَدُ لَهُ كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ وَشَاهِدُ الصَّلَاةِ يُكْتَبُ لَهُ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ صَلَاةً وَيُكَفَّرُ عَنْهُ مَا بَيْنَهُمَا)).
رواه أبو داود وأحمد والنسائي وابن ماجه وصححه الألباني في الجامع الصحيح6644 .
13. مَنْ أَذَّنَ وَصَلَّى فِي مَكَانٍ مُنْعَزِلٍ عَنِ النَّاسِ خَوَفًا مِنَ اللهِ :(1/26)
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ - رضي الله عنه - قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : ((يَعْجَبُ رَبُّكَ مِنْ رَاعِي غَنَمٍ فِي رَأْسِ شَظِيَّةِ الْجَبَلِ يُؤَذِّنُ بِالصَّلَاةِ وَيُصَلِّي فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا يُؤَذِّنُ وَيُقِيمُ الصَّلَاةَ يَخَافُ مِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي وَأَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ)) . رواه النسائي وأحمد وأبو داود وصححه الألباني في صحيح الجامع8102 الوادعي في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين 944.
14. الذِّكْرُ بَعْدَ الأَذَانِ
386 عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ : ((مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ)) رواه مسلم .
15. مَنْ تَوَضَّأَ مِثْلَ وُضُوءِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ:-(1/27)
عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَنَّهُ رَأَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ - رضي الله عنه - دَعَا بِوَضُوءٍ فَأَفْرَغَ عَلَى يَدَيْهِ مِنْ إِنَائِهِ فَغَسَلَهُمَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ أَدْخَلَ يَمِينَهُ فِي الْوَضُوءِ ثُمَّ تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَاسْتَنْثَرَ ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ ثَلاثًا ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ ثُمَّ غَسَلَ كُلَّ رِجْلٍ ثَلاثًا ثُمَّ قَالَ : رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَتَوَضَّأُ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا وَقَالَ : ((مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)) رواه البخاري ومسلم وفي لفظ آخر عند البخاري : ((مَنْ تَوَضَّأَ مِثْلَ هَذَا الْوُضُوءِ ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ جَلَسَ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)) قَالَ : وَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : ((لا تَغْتَرُّوا)) .
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ((إِذَا تَوَضَّأَ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ خَرَجَتْ ذُنُوبُهُ مِنْ سَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ فَإِنْ قَعَدَ قَعَدَ مَغْفُورًا لَهُ)) رواه أحمد . وحسنه الألباني 448 .(1/28)
عَنْ أَسْمَاءَ بْنِ الْحَكَمِ الْفَزَارِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيًّا - رضي الله عنه - يَقُولُ : كُنْتُ رَجُلا إِذَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَدِيثًا نَفَعَنِي اللَّهُ مِنْهُ بِمَا شَاءَ أَنْ يَنْفَعَنِي وَإِذَا حَدَّثَنِي أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ اسْتَحْلَفْتُهُ فَإِذَا حَلَفَ لِي صَدَّقْتُهُ قَالَ وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ وَصَدَقَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - أَنَّهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : ((مَا مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِلا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ)) . ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ } إِلَى آخِرِ الْآيَةِ .
رواه أبو داود وأحمد والنسائي وابن ماجه وصححه الألباني في صحيح الجامع5738.
16. التَّأَمِينُ فِي الصَّلاَةِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : ((إِذَا أَمَّنَ الْإِمَامُ فَأَمِّنُوا فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلَائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)) رواه البخاري ومسلم .
وقال البخاري في كتاب الآذان : بَاب جَهْرِ الْإِمَامِ بِالتَّأْمِينِ وَقَالَ عَطَاءٌ آمِينَ: دُعَاءٌ، أَمَّنَ ابْنُ الزُّبَيْرِ وَمَنْ وَرَاءَهُ حَتَّى إِنَّ لِلْمَسْجِدِ لَلَجَّةً وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - يُنَادِي الْإِمَامَ لَا تَفُتْنِي بِآمِينَ وَقَالَ نَافِعٌ كَانَ ابْنُ عُمَرَ - رضي الله عنهم - لَا يَدَعُهُ وَيَحُضُّهُمْ وَسَمِعْتُ مِنْهُ فِي ذَلِكَ خَيْرًا .
17. الاغْتِسَالُ لِيَوْمِ الجُمُعَةِ وِالاسْتِعْدَادِ لَهُ :(1/29)
عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : ((لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ ثُمَّ يَخْرُجُ فَلَا يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الْإِمَامُ إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى)) . رواه البخاري .
18. الصَّلاةُ جَمَاعَة :
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ قَالَ : وَلَمْ يَسْأَلْهُ عَنْهُ . قَالَ : وَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَصَلَّى مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - الصَّلَاةَ قَامَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْ فِيَّ كِتَابَ اللَّهِ قَالَ : ((أَلَيْسَ قَدْ صَلَّيْتَ مَعَنَا)) قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : ((فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ ذَنْبَكَ أَوْ قَالَ حَدَّكَ)) . رواه البخاري ومسلم(1/30)
وعند مسلم عَنْ أَبِي أُمَامَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْمَسْجِدِ وَنَحْنُ قُعُودٌ مَعَهُ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ فَسَكَتَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ أَعَادَ فَقَالَ :يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ فَسَكَتَ عَنْهُ وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَمَّا انْصَرَفَ نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ أَبُو أُمَامَةَ : فَاتَّبَعَ الرَّجُلُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ انْصَرَفَ وَاتَّبَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْظُرُ مَا يَرُدُّ عَلَى الرَّجُلِ فَلَحِقَ الرَّجُلُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ . قَالَ أَبُو أُمَامَةَ - رضي الله عنه - : فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ((أَرَأَيْتَ حِينَ خَرَجْتَ مِنْ بَيْتِكَ أَلَيْسَ قَدْ تَوَضَّأْتَ فَأَحْسَنْتَ الْوُضُوءَ)) قَالَ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ: ((ثُمَّ شَهِدْتَ الصَّلَاةَ مَعَنَا)) فَقَالَ : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ((فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ حَدَّكَ أَوْ قَالَ ذَنْبَكَ)) .
وعند مسلم تَوَضَّأَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ - رضي الله عنه - يَوْمًا وُضُوءًا حَسَنًا ثُمَّ قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ قَالَ : ((مَنْ تَوَضَّأَ هَكَذَا ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ لَا يَنْهَزُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ غُفِرَ لَهُ مَا خَلَا مِنْ ذَنْبِهِ)) .(1/31)
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ حَضَرَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ - رضي الله عنه - الْمَوْتُ فَقَالَ إِنِّي مُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا مَا أُحَدِّثُكُمُوهُ إِلَّا احْتِسَابًا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : ((إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ لَمْ يَرْفَعْ قَدَمَهُ الْيُمْنَى إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ حَسَنَةً وَلَمْ يَضَعْ قَدَمَهُ الْيُسْرَى إِلَّا حَطَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ سَيِّئَةً فَلْيُقَرِّبْ أَحَدُكُمْ أَوْ لِيُبَعِّدْ فَإِنْ أَتَى الْمَسْجِدَ فَصَلَّى فِي جَمَاعَةٍ غُفِرَ لَهُ فَإِنْ أَتَى الْمَسْجِدَ وَقَدْ صَلَّوْا بَعْضًا وَبَقِيَ بَعْضٌ صَلَّى مَا أَدْرَكَ وَأَتَمَّ مَا بَقِيَ كَانَ كَذَلِكَ فَإِنْ أَتَى الْمَسْجِدَ وَقَدْ صَلَّوْا فَأَتَمَّ الصَّلَاةَ كَانَ كَذَلِكَ)) رواه أبو داود وصححه الألباني في صحيح الجامع440
19. حَلَقَ الذِّكْرِ التِي يُذْكَرُ فِيهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :(1/32)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنَادَوْا هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ قَالَ فَيَحُفُّونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا قَالَ فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ مِنْهُمْ مَا يَقُولُ عِبَادِي قَالُوا يَقُولُونَ يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيُمَجِّدُونَكَ قَالَ فَيَقُولُ هَلْ رَأَوْنِي قَالَ فَيَقُولُونَ لَا وَاللَّهِ مَا رَأَوْكَ قَالَ فَيَقُولُ وَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي قَالَ يَقُولُونَ لَوْ رَأَوْكَ كَانُوا أَشَدَّ لَكَ عِبَادَةً وَأَشَدَّ لَكَ تَمْجِيدًا وَتَحْمِيدًا وَأَكْثَرَ لَكَ تَسْبِيحًا قَالَ يَقُولُ فَمَا يَسْأَلُونِي قَالَ يَسْأَلُونَكَ الْجَنَّةَ قَالَ يَقُولُ وَهَلْ رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُونَ لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُ فَكَيْفَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُونَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ عَلَيْهَا حِرْصًا وَأَشَدَّ لَهَا طَلَبًا وَأَعْظَمَ فِيهَا رَغْبَةً قَالَ فَمِمَّ يَتَعَوَّذُونَ قَالَ يَقُولُونَ مِنَ النَّارِ قَالَ يَقُولُ وَهَلْ رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُونَ لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُ فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُونَ لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ مِنْهَا فِرَارًا وَأَشَدَّ لَهَا مَخَافَةً قَالَ فَيَقُولُ فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ قَالَ يَقُولُ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فِيهِمْ فُلَانٌ لَيْسَ مِنْهُمْ إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ قَالَ هُمُ الْجُلَسَاءُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ)) .(1/33)
رواه البخاري ومسلم زاد مسلم ((وَلَهُ غَفَرْتُ هُمُ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ)) .
20. التَّسْبِيحُ وَالتَّحْمِيدُ وَالتَّكْبِيرُ وَالتَّهْلِيلُ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ((مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَحَمِدَ اللَّهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَكَبَّرَ اللَّهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ وَقَالَ تَمَامَ الْمِائَةِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ)). رواه مسلم .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : ((مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ)) . رواه البخاري ومسلم .
21. الدُّعَاءُ عِنْدَ الرَّفْعِ مِنَ الرُّكُوعِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : ((إِذَا قَالَ الْإِمَامُ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فَقُولُوا اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ الْمَلَائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)) . رواه البخاري ومسلم .
22. الُمَحَافَظَةُ عَلَى الصَّفِ الأَوَّلِ وَالثَّانِي فِي الصَّلاَةِ
عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَسْتَغْفِرُ لِلصَّفِّ الْمُقَدَّمِ ثَلَاثًا وَلِلثَّانِي مَرَّةً .
رواه ابن ماجه وأحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع 4952 .
23. صَلَاةُ التَسْبِيحِ :(1/34)
عَنْ أَبِي رَافِعٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِلْعَبَّاسِ - رضي الله عنه - : ((يَا عَمِّ أَلَا أَصِلُكَ أَلَا أَحْبُوكَ أَلَا أَنْفَعُكَ)) . قَالَ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : ((يَا عَمِّ صَلِّ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ فَإِذَا انْقَضَتِ الْقِرَاءَةُ فَقُلِ اللَّهُ أَكْبَرُ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً قَبْلَ أَنْ تَرْكَعَ ثُمَّ ارْكَعْ فَقُلْهَا عَشْرًا ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَقُلْهَا عَشْرًا ثُمَّ اسْجُدْ فَقُلْهَا عَشْرًا ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَقُلْهَا عَشْرًا ثُمَّ اسْجُدِ الثَّانِيَةَ فَقُلْهَا عَشْرًا ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَقُلْهَا عَشْرًا قَبْلَ أَنْ تَقُومَ فَتِلْكَ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ هِيَ ثَلَاثُ مِائَةٍ فِي أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ فَلَوْ كَانَتْ ذُنُوبُكَ مِثْلَ رَمْلِ عَالِجٍ لَغَفَرَهَا اللَّهُ لَكَ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقُولَهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ قَالَ فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَقُولَهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ فَقُلْهَا فِي جُمْعَةٍ فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَقُولَهَا فِي جُمُعَةٍ فَقُلْهَا فِي شَهْرٍ فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ لَهُ حَتَّى قَالَ فَقُلْهَا فِي سَنَةٍ)) .
رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني في صحيح الجامع7955 ورواه أبو داود والنسائي وابن ماجه عن ابن عباس - رضي الله عنهم - وصححه الألباني في صحيح الجامع7937 وحسنه الوادعي في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين582
24. مَنْ صَلَّى عَلِيهِ مائَةٌ لا يُشْرِكُونَ بِاللهِ :(1/35)
... عن ابن عمر - رضي الله عنهم - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ((مَا مِنْ رَجُلٍ يُصَلِّى عَلَيْهِ مائَة إِلاَ غُفِرَ لَهُ))
رواه الطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع 5716 .
وَعِنْدَ مُسْلِم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهم - أَنَّهُ مَاتَ ابْنٌ لَهُ بِقُدَيْدٍ أَوْ بِعُسْفَانَ فَقَالَ : يَا كُرَيْبُ انْظُرْ مَا اجْتَمَعَ لَهُ مِنَ النَّاسِ . قَالَ : فَخَرَجْتُ فَإِذَا نَاسٌ قَدِ اجْتَمَعُوا لَهُ فَأَخْبَرْتُهُ . فَقَالَ : تَقُولُ هُمْ أَرْبَعُونَ . قَالَ: نَعَمْ . قَالَ : أَخْرِجُوهُ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : ((مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيَقُومُ عَلَى جَنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلًا لَا يُشْرِكُونَ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلَّا شَفَّعَهُمُ اللَّهُ فِيهِ)) .
25. قِيَامُ رَمَضَانَ وَصِيَامُهُ وَقِيَامُ لَيْلَةِ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : { مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ } رواه البخاري ومسلم .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ((رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ عِنْدَهُ أَبَوَاهُ الْكِبَرَ فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ)) .
رواه الترمذي وأحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع 3510 ، وحسنه الوادعي في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين 1298 .(1/36)
26. صِيَامُ عَرَفَةِ لِغَيْرِ الحَّاجِ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : ((مَنْ صَامَ يَوْمَ عَرَفَةَ غَفَرَ اللهُ لَهُ سَنَتَيْنِ : سَنَةً أَمَامَه ، وَسَنَةً خَلْفَهُ)). رواه ابن ماجه وصححه الألباني في صحيح الجامع6335
وأصل الحديث عند مسلم عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ عَنْ صَوْمِهِ . فَقَالَ : ((يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ)) .
27. الصَّدَقَةُ :
{ إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ } التغابن آية17
28. إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : ((بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَّرَهُ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ)) . البخاري ومسلم .
29. الشَّفَقَةُ وَالرَّحْمَةُ لاَسيِّمَا بِالحَيَوَانِ :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : ((بَيْنَا رَجُلٌ بِطَرِيقٍ اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ فَوَجَدَ بِئْرًا فَنَزَلَ فِيهَا فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ فَقَالَ الرَّجُلُ لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ مِنَ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِي كَانَ بَلَغَ مِنِّي فَنَزَلَ الْبِئْرَ فَمَلَا خُفَّهُ مَاءً فَسَقَى الْكَلْبَ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّه وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ لَأَجْرًا فَقَالَ فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ)) . رواه البخاري ومسلم .(1/37)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : ((بَيْنَمَا كَلْبٌ يُطِيفُ بِرَكِيَّةٍ كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ إِذْ رَأَتْهُ بَغِيٌّ مِنْ بَغَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ فَنَزَعَتْ مُوقَهَا فَسَقَتْهُ فَغُفِرَ لَهَا بِهِ)) . رواه البخاري ومسلم .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : ((غُفِرَ لِامْرَأَةٍ مُومِسَةٍ مَرَّتْ بِكَلْبٍ عَلَى رَأْسِ رَكِيٍّ يَلْهَثُ قَالَ كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ فَنَزَعَتْ خُفَّهَا فَأَوْثَقَتْهُ بِخِمَارِهَا فَنَزَعَتْ لَهُ مِنَ الْمَاءِ فَغُفِرَ لَهَا بِذَلِكَ)). رواه البخاري ومسلم .
30. عَدَمُ التَّهَاجُرِ وَالشَّحْنَاءِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : ((تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا)) .
وفي لفظ: ((تُعْرَضُ أَعْمَالُ النَّاسِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّتَيْنِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلَّا عَبْدًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ اتْرُكُوا أَوِ ارْكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَفِيئَا)) . رواهما مسلم .(1/38)
عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : ((إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ)). رواه ابن ماجه وحسنه الألباني في صحيح الجامع1819 .
وعن أبي ثعلبة الخشني عن النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : ((إذا كان ليلة النصف من شعبان اطَّلعَ الله إلى خلقه فيغفر للمؤمنينَ ويملي للكافرينَ ويدعَ أهلَ الحقدِ بحقدهم حتى يدعوهُ)).
رواه البيهقي في شعبه وحسنه الألباني في صحيح الجامع771 .
قال أبو داود في سننه : النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - هَجَرَ بَعْضَ نِسَائِهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَابْنُ عُمَرَ هَجَرَ ابْنًا لَهُ إِلَى أَنْ مَاتَ: إِذَا كَانَتِ الْهِجْرَةُ لِلَّهِ فَلَيْسَ مِنْ هَذَا بِشَيْءٍ وَإِنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ غَطَّى وَجْهَهُ عَنْ رَجُلٍ.
31. مَنْ بَاعَ سَهْلا وَاشْتَرَى سَهْلا
عَنْ جَابِرٍ - رضي الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ((غَفَرَ اللَّهُ لِرَجُلٍ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانَ سَهْلًا إِذَا بَاعَ سَهْلًا إِذَا اشْتَرَى سَهْلًا إِذَا اقْتَضَى)) . رواه الترمذي وأحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع 4162 .
وهو عند البخاري عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهم - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : ((رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ وَإِذَا اشْتَرَى وَإِذَا اقْتَضَى)) .
32. الدُّعَاءُ بَعْدَ الطَّعَامِ وَلِبْسُ الثَّوْبِ(1/39)
... عَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : ((مَنْ أَكَلَ طَعَامًا ثُمَّ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي هَذَا الطَّعَامَ وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلَا قُوَّةٍ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَنْ لَبِسَ ثَوْبًا فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسَانِي هَذَا الثَّوْبَ وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلَا قُوَّةٍ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ)). رواه أبو داود وحسنه الألباني في صحيح الجامع 6086 ..
33. المُصَافَحَةُ
عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ((مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ إِلَّا غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَفْتَرِقَا)) . رواه أحمد وأبو داود الترمذي وابن ماجه وحسنه الألباني في صحيح الجامع 5777 .
34. سُورَةُ تَبَارَكَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : ((إِنَّ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ ثَلَاثُونَ آيَةً شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ وَهِيَ سُورَةُ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ)) . رواه الترمذي وحسنه الألباني في صحيح الجامع 2091.
35. مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(1/40)
عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ((أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ إِذَا قُلْتَهُنَّ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ وَإِنْ كُنْتَ مَغْفُورًا لَكَ قَالَ قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)). رواه الترمذي وأحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع 2621.
36. مَنْ مَاتَ لَهُ ثَلاثُ أَوْلادٍ
عَنْ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ : لَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ - رضي الله عنه - قُلْتُ : حَدِّثْنِي . قَالَ : نَعَمْ . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ((مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ بَيْنَهُمَا ثَلَاثَةُ أَوْلَادٍ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُمَا بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ)) .
رواه النسائي وأحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع 5779، وهو عند البخاري عن أنس - رضي الله عنه - .
وعند مسلم عن أبي سعيد - رضي الله عنه - بألفاظ أخرى عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : ((مَا مِنَ النَّاسِ مِنْ مُسْلِمٍ يُتَوَفَّى لَهُ ثَلَاثٌ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ)).
37. عيَادَة المَرِيضِ :
... عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : ((مَا مِنْ رَجُلٍ يَعُودُ مَرِيضًا مُمْسِيًا إِلَّا خَرَجَ مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ حَتَّى يُصْبِحَ وَمَنْ أَتَاهُ مُصْبِحًا خَرَجَ مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ حَتَّى يُمْسِيَ)) . رواه أبو داود وصححه الألباني في صحيح الجامع 5717 .(1/41)
38. المَرَضُ وَالصَّبْرُ عَلَيْهِ :
... عَنْ أَنَسِ بْنَ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ((إِذَا ابْتَلَى اللَّهُ الْعَبْدَ الْمُسْلِمَ بِبَلَاءٍ فِي جَسَدِهِ قَالَ اللَّهُ اكْتُبْ لَهُ صَالِحَ عَمَلِهِ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ فَإِنْ شَفَاهُ غَسَلَهُ وَطَهَّرَهُ وَإِنْ قَبَضَهُ غَفَرَ لَهُ وَرَحِمَهُ)) . رواه أحمد وحسنه الألباني في صحيح الجامع 258 وصححه الوادعي في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين رقم30 .
... عَنْ أَبِي أُمَامَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : ((إِنَّ العَبْدَ إِذَا مَرِضَ أَوْحَى اللهُ إِلَى مَلاَئِكَتِهِ يَا مَلاَئِكَتِي أَنَا قَيَّدْتُ عَبْدِي بِقَيْدٍ مِنْ قُيُودِي فَإِنْ أَقْبِضْهُ أَغْفِرْ لَهُ وَإِنْ أَعَافِهِ فَحِينَئِذٍ يَقْعُدُ وَلاَ ذَنْبَ لَهُ)) .
رواه الحاكم وحسنه الألباني في صحيح الجامع1673.
39. التَّجَاوزُ عَنِ المُوسِرِ وَالتَّخْفِيفُ عَنِ المُعْسِرِ :
عَنْ حُذَيْفَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : ((مَاتَ رَجُلٌ فَقِيلَ لَهُ قَالَ كُنْتُ أُبَايِعُ النَّاسَ فَأَتَجَوَّزُ عَنِ الْمُوسِرِ وَأُخَفِّفُ عَنِ الْمُعْسِرِ فَغُفِرَ لَهُ)). رواه البخاري ومسلم.
40. الاسْتِغْفَاُر :
... قال تعالى : { اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا } .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : ((يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ يَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ)) . رواه البخاري ومسلم.(1/42)
عَنْ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنه - أَنَّهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : ((مَا مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ)) ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ } إِلَى آخِرِ الْآيَةِ .
رواه أبو داود وأحمد والنسائي وابن ماجه وصححه الألباني في صحيح الجامع 5738 ..
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : ((إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فَإِذَا هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ صُقِلَ قَلْبُهُ وَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ، وَهُوَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ { كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } رواه الترمذي وأحمد والنسائي وابن ماجه وحسنه الألباني في صحيح الجامع 1670 وحسنه الوادعي في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين 1449 ..
عَنْ أَنَسِ بْنُ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : ((قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً)) . رواه الترمذي وحسنه الألباني في صحيح الجامع 4338 .(1/43)
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ((إِنَّ الشَّيْطَانَ قَالَ وَعِزَّتِكَ يَا رَبِّ لَا أَبْرَحُ أُغْوِي عِبَادَكَ مَا دَامَتْ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ قَالَ الرَّبُّ وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا أَزَالُ أَغْفِرُ لَهُمْ مَا اسْتَغْفَرُونِي)) . رواه أحمد وحسنه الألباني في صحيح الجامع 1650 ..
وَهُنَاكَ أَدَبٌ رَفِيعٌ فِي الاسْتِغْفَارِ وَهْوَ أَنْ تُشِيرَ بِأُصْبُعٍ وَاحِدَةٍ عِنْدَ الاسْتِغْفَارِ :
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهم - قَالَ : الْمَسْأَلَةُ أَنْ تَرْفَعَ يَدَيْكَ حَذْوَ مَنْكِبَيْكَ أَوْ نَحْوَهُمَا وَالِاسْتِغْفَارُ أَنْ تُشِيرَ بِأُصْبُعٍ وَاحِدَةٍ وَالِابْتِهَالُ أَنْ تَمُدَّ يَدَيْكَ جَمِيعًا. رواه أبو داود وصححه الألباني في صحيح الجامع6694.
{ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا } النساء آية 110.
41. مَنْ غَسَّلَ مُسْلِمًا فَكَتَمَ عَلَيْهِ :
عَنْ أَبِي رَافِعٍ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : ((مَنْ غَسَّلَ مُسْلِمًا فَكَتَمَ عَلَيْهِ غَفَرَ اللهُ لَهُ أَرْبَعِينَ مَرَّةٍ، وَمَنْ حَفَرَ لَهُ فَأَجَنَّهُ أَجْرَى عَلَيْهِ كَأَجْرِ مَسْكَنٍ أَسْكَنَهُ إِيَّاهُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ ، وَمَنْ كَفَّنَهُ كَسَاهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ سُنْدُسِ وَإِسْتَبْرَقِ الجَنَّةِ)) .
قال الألباني في كتاب الجنائز صفحة 51: أخرجه الحاكم والبيهقي من حديث أبي رافع رضي الله عنه وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي وهو كما قالا وقد رواه الطبراني في الكبير بلفظ أربعين كبيرة وقال المنذري وتبعه الهيثمي رواته محتج بهم في الصحيح وقال الحافظ ابن حجر في الدراية إسناده قوي ا.هـ.(1/44)
42. بَذْلُ السَّلامِ وَحُسْنُ الكَلامِ :
... عَنْ هَانِئ بنِ يَزِيد ِ - رضي الله عنه - قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يُدْخِلَنِي الجَنَّةِ قَالَ - صلى الله عليه وسلم - : ((إِنَّ مِنْ مُوجِبَاتِ المَغْفِرَةِ بَذْلَ السَّلامِ وَحُسْنَ الكَلامِ)) . رواه الطبراني في الكبير وصححه الألباني في صحيح الجامع2232.
43. مَنْ تَجَاوَزَ وَغَفَرَ :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهم - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ : ((ارْحَمُوا تُرْحَمُوا وَاغْفِرُوا يَغْفِرِ اللَّهُ لَكُمْ وَيْلٌ لِأَقْمَاعِ الْقَوْلِ وَيْلٌ لِلْمُصِرِّينَ الَّذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ)). رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع897.
44. اسْتِغْفَار الوَلَدُ لِوَالِدِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : ((إِنَّ الرَّجُلَ لَتُرْفَعُ دَرَجَتُهُ فِي الْجَنَّةِ فَيَقُولُ أَنَّى هَذَا فَيُقَالُ بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ)) . رواه أحمد وابن ماجه وصححه الألباني في صحيح الجامع 1617 وحسنه الوادعي في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين1403 .
45. مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ :(1/45)
... عَن عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ - رضي الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : ((مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ)). رواه البخاري.
46. دُعَاءُ المَجْلِس
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ((مَنْ جَلَسَ فِي مَجْلِسٍ فَكَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ إِلا غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ فِي مَجْلِسِهِ)) . رواه الترمذي وأحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع6192 وحسنه الوادعي في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين من طريق أبي برزةعند أبي داود 1168 .
? درر من رسالة الحافظ ابن رجب ((أسباب المغفرة)) :
قال - رحمه الله - :
والاستغفار: طلب المغفرة، والمغفرة هي وقاية شر الذنوب مع سرها وقد كثر في القرآن ذكر الاستغفار.
وقال الحسن: (أكثروا من الاستغفار فى بيوتكم، وعلى موائدكم، وفى طرقكم، وفى أسواقكم، وفى مجالسكم، وأينما كنتم فإنكم ما تدرون متى تنزل المغفرة) .(1/46)
قال الضحاك: (ثلاثة لا يستجاب لهم: فذكر منهم: رجل مقيما على امرأة زنا كلما قضى منها شهوته قال: رب اغفر لي ما أصبت من فلانة، فيقول الرب: تحول عنها وأغفر لك، وأما ما دمت عليها مقيما فإني لا أغفر لك، ورجل عنده مال قوم يرى أهله فيقول: رب اغفر لي ما آكل من فلان فيقول تعالى: رد إليهم ما لهم وأغفر لك، وأما ما لم ترد إليهم فلا أغفر لك).
وقول القائل: (أستغفر الله) . معناه: اطلب مغفرته فهو كقوله: (اللهم اغفر لي).
فالاستغفار التام الموجب للمغفرة هو ما قارن عدم الإصرار كما مدح الله تعالى أهله ووعدهم بالمغفرة.
قال بعض العارفين: (من لم يكن ثمرة استغفاره تصحيح توبته فهو كاذب في استغفاره).
وكان بعضهم يقول: (استغفارنا هذا يحتاج إلى استغفار كثير).
وفى ذلك يقول بعضهم:
استَغفِرُ اللهَ مِن اَستَغفِرُ اللهَ مِن ... لَفظَةٍ بَدَرَت خالَفتُ مَعناها
وَكَيفَ أَرجُو إِجَابَاتِ الدُّعَاءِ وَقَد ... سَدَدتُ بِالذَّنبِ عِندَ اللهِ مَجراها
فأفضل الاستغفار ما قرن به ترك الإصرار وهو حينئذ يؤمل توبة نصوحا وإن قال بلسانه: (استغفر الله) وهو غير مقلع بقلبه فهو داع لله بالمغفرة كما يقول: (اللهم اغفر لي) وهو حسن وقد يرجى له الإجابة.
وأما من تاب توبة الكذابين فمراده أنه ليس بتوبة كما يعتقده بعض الناس وهذا حق. فإن التوبة لا تكون مع الإصرار.
وروى عن حذيفة أنه قال: (يحسب من الكذب أن يقول أستغفر الله ثم يعود).
وأفضل أنواع الاستغفار: - أن يبدأ العبد بالثناء على ربه، ثم يثنى بالاعتراف بذنبه، ثم يسأل الله المغفرة.
قال أبو هريرة: (إني لأستغفر الله وأتوب إليه كل يوم ألف مرة وذلك على قدر ديتي).
وبالجملة فدواء الذنوب الاستغفار.
قال قتادة: (إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم فأما داؤكم فالذنوب، وأما دواؤكم فالاستغفار) .
وقال بعضهم: (إنما معول المذنبين البكاء والاستغفار فمن أهمته ذنوبه أكثر لها من الاستغفار).(1/47)
قال رياح القيسى: (لي نيف وأربعون ذنبا قد استغفرت الله لكل ذنب مائة ألف مرة).
وحاسب بعضهم نفسه من وقت بلوغه فإذا زلاته لا تجاوز ستا وثلاثين فاستغفر الله لكل زلة مائة ألف مرة، وصلى لكل زلة ألف ركعة، وختم في كل ركعة منها ختمة. قال: (ومع ذلك فإني غير آمن من سطوة ربى أن يأخذني بها فأنا على خطر من قبول التوبة).
ومن كثرت ذنوبه وسيئاته حتى فاقت العدد والإحصاء فليستغفر الله مما علم. فإن الله قد كتب كل شيء وأحصاه . وفى مثل هذا يقول بعضهم:
استَغفِرُ الله مِمَّا يَعلَمُ اللهُ ... ... إِنَّ الشَّقِىَّ لَمَن لاَ يَرحَمُ اللهُ
مَا أَحلَمَ اللهَ عَمَّن لاَ يُرَاقِبُهُ ... ... كُلٌّ مُسِىءٌ ولَكَنِ يَحلُمُ اللهُ
فاستَغفِر اللهَ مِمَّا كَانَ مِن زَلَلٍ ... ... طُوَبى لِمن كَفَّ عَمَّا يَكرَهُ اللهُ
طُوبَى لِمَن حَسُنَت سَرِيَرَتُهُ ... ... طَوبَى لِمَن يَنتَهِى عَمَّا نَهَى اللهُ
[انتهى بتصرف من رسالة ابن رجب]
وَبَعْدَ هَذَا الخير العظيم نَقُولُ :
((طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِي صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا)) .
رواه ابن ماجه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ - رضي الله عنه - عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - وصححه الألباني في صحيح الجامع 3930 وصححه الوادعي في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين 548 .
((وَإِنَّمَا اسْتَرَاحَ مَنْ غُفِرَ لَهُ)) .
رواه أبو نعيم في الحلية عن عائشة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وابن عساكر عن بلال - رضي الله عنه - عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - وصححه الألباني في صحيح الجامع2319.
((وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ تَسُرَّهُ صَحِيفَتُهُ فَلْيُكْثِر فِيهَا مِنَ الاسْتِغْفَارِ)) .
رواه الضياء المقدسي والبيهقي في شعبه عن الزبير بن العوام - رضي الله عنه - عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - وحسنه الألباني في صحيح الجامع5955 .
كَمُلَ الكِتَابُ تَكَامَلَتْ أَيْدِي السُّرُورِ لِصَاحِبِه(1/48)
وَعَفَا الإِلَهُ بِفَضْلِهِ عَنْ مَنْ قََرأْهُ وَكَاتِبِه
قَدِ انْتَهَى القَوْلُ بِنَا فِيمَا حَرَّرْنَاهُ ، وَانْتَجَزَ الغَرَضُ الذِي انْتَخَبْنَاهُ ، عَلَى يَدِ جَامِعِهِ أَفْقَرِ العِبَادِ / أَبِي عَبْدِ اللهِ خَالِد بن مُحَمَّدِ الغُرْبَانِي غَفَرَ اللهُ لَهُ وَلِمَنْ سَتَرَ عَيْبًا رَآهُ وَأَصْلَحَ فِيهِ خَلَلاً أَبْصَرَتْهُ عَيْنَاهُ ، فَمَنْ وَقَفَ عَلَى هَذَهِ الوَرَقَاتِ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ وَرَأَى فِيهَا شَيْئًا مِنَ الخَلَلِ فَلاَ يَعْجَل بِالمُؤَاخَذَةِ فِيهَا فَإِنِي تَوَخَيْتُ فِيهَا مَا صَحَحَهُ أَئِمَتِنَا الأَعْلامِ أُولُو النُّهَى وَالأَحْلاَمِ، مَعَ أَنَّهُ كَمَا يُقَالُ أَبَى اللهُ أَنْ يَصِحَّ إِلاَّ كِتَابَهُ، لَكِنْ هَذَا جَهْدُ المُقِلِ وَبَذْلُ الاسْتِطَاعَةِ وَمَا يُكَلَّفُ الإِنْسَانُ إِلاَّ مَا تَصِلُ قُدْرَتَهُ إِلَيهِ وَفَوْقَ كُل ذِي عِلْمٍ عَلَيمٍ وَاللهُ يَسْتُرُ عُيُوبَنَا :
إِنْ تَجِدْ عَيْبًا فَسُدَّ الخَلَلاَ ... ... جَلَّ مَنْ لاَ فِيهِ عَيْبٌ وَعَلاَ(1/49)
فَرَحِمَ اللهُ عَبْدًا نَظَرَ فِي وَرَقَاتِنَا هَذِه فَاسْتَحْسَنَهَا ، أَوْ رَضِيَهَا وَاسْتَصْوَبَهَا : إِلاَّ دَعَا لَنَا بِنِيَّةٍ صَادِقَةٍ أَلاَّ يَجْعَلَهَا عَلَيْنَا وَبَالاً يَوْمَ نُسْأَلُ عَنِ الصَّغِيرِ وَالكَبِيرِ وَالدَّقِيقِ وَالجَلِيلِ حِينَ لاَ يَنْفَعُ عُذْرٌ وَلاَ تَذْلِيلٍ وَلاَ يُغْنِي صَدِيقٍ وَلاَ خَلِيلٍ إِلاَّ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ وَعَمِلَ لِذَلِكَ المَوْقِفِ العَظِيمِ وَخَافَ مِنْ ذَلِكَ الخَطْبِ الجَسِيمِ يَوْمَ يَجْثُو الأَنْبِيَاءُ عَلَى الرُّكَبِ وَيَنْقَطِعُ كُلُ سَبَبٍ وَنَسَبٍ ، وَإِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ جَزِيلَ الضَّرَاعَةِ أَنْ يَحْمِى أَعْراضَنَا عَنْ نَارِهِ المُوقَدَةِ وَبَجْعَلَنَا مِمَّنْ لاَ يُذَادُ إِذْ ذِيدَ عَنْ حَوْضِهِ يَومَ الكَرَامَةِ وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّد وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا دَائِمًا أَبَدًا إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ مَا لاَحَ فِي غَسَقٍ عَلَم وَسَاحَ فِي وَرَقٍ قَلَم وَالحَمْدُ للهِ رَبِ العَالَمِين .
... ... ... وَكَتَبَهُ أَبُو عَبْدُ اللهِ / خَالِدُ بن مُحَمَّدٍ الغُرْبَانِي
يَا رَبِّ إِن عَظُمَت ذُنُوبِى كَثرَةً ... ... فَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ عَفوَكَ أَعظَمُ
إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِنٌ ... ... فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ
مَا لِى إِلَيكَ وَسِيلَةٌ إِلاَّ الرَّجَا ... ... وَجَمِيلُ عَفوِكَ ثُمَّ إِنِّى مُسلمُ
الفهرس
المحتوى ... الصفحة ... المحتوى ... الصفحة
مقدمة ... مَنْ صَلَّى عَلِيهِ مائَةٌ
التَّوحِيدُ وَعَدَمُ الشِّرْكِ بِاللهِ ... قِيَامُ رَمَضَانَ وَصِيَامُهُ
المُتَابَعَةُ لِلسُّنَّةِ ... صِيَامُ عَرَفَةِ لِغَيْرِ الحَّاجِ
الشَهِيدُ فِي سَبِيلِ اللهِ ... 12 ... الصَّدَقَةُ
الغَزْو فِي سِبِيلِ اللهِ ... 12 ... إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ(1/50)
المَوْتُ عَلَى الشَّهَادَتَيْنِ ... 13 ... الشَّفَقَةُ وَالرَّحْمَةُ
تَقْوَى اللهِ ... 13 ... عَدَمُ التَّهَاجُرِ وَالشَّحْنَاءِ
خَشْيَةُ اللهِ ... 13 ... مَنْ بَاعَ سَهْلا وَاشْتَرَى سَهْلا
القُرْبُ مِنَ الصَّالِحِين ... الدُّعَاءُ بَعْدَ الطَّعَامِ وَلِبْسُ الثَّوْبِ
مَنْ آمِنَ وِعَمِلَ صَالِحًا ... 14 ... المُصَافَحَةُ
مَنْ أَذْنَبَ ثُمَّ تَابَ ... 15 ... سُورَةُ تَبَارَكَ
المُحَافَظَةُ عَلَى الصَلَوَاتِ ... 15 ... مَنْ قَالَ قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
المُؤَذِّنُ ... 15 ... مَنْ مَاتَ لَهُ ثَلاثُ أَوْلادٍ
مَنْ أَذَّنَ وَصَلَّى ... 15 ... زِيَارَةُ المَرِيضِ
الذِّكْرُ بَعْدَ الأَذَانِ ... 15 ... المَرَضُ وَالصَّبْرُ عَلَيْهِ
مَنْ تَوَضَّأَ ... 16 ... التَّجَاوزُ عَنِ المُوسِرِ
التَّأَمِينُ فِي الصَّلاَةِ ... 16 ... الاسْتِغْفَاُر
الاغْتِسَالُ لِيَوْمِ الجُمُعَةِ ... 17 ... مَنْ غَسَّلَ مُسْلِمًا
الصَّلاةُ جَمَاعَة ... 17 ... بَذْلُ السَّلامِ
حَلَقَ الذِّكْرِ ... 18 ... مَنْ تَجَاوَزَ وَغَفَرَ
التَّسْبِيحُ التَّحْمِيدُ التَّكْبِيرُ التَّهْلِيلُ ... 18 ... اسْتِغْفَار الوَلَدُ لِوَالِدِهِ
الدُّعَاءُ عِنْدَ الرَّفْعِ مِنَ الرُّكُوعِ ... 19 ... مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ
الُمَحَافَظَةُ عَلَى الصَّفِ الأَوَّلِ ... 19 ... دُعَاءُ المَجْلِس
صَلَاةُ التَسْبِيحِ ... 19 ... درر من رسالة الحافظ ابن رجب(1/51)