الحمد لله رب العالمين,سابغ النعم علينا ما ظهر منها وما بطن, وأصلي واسلم على محمد أفضل مبعوث على خير الأمم وبعد:
هذه ورقة أقدمها لملتقى تواصل الإعلامي الثاني.
وملخص ما تحتويه: مقدمة أشرت فيها على أهمية التواصل بين من يخدم القران الكريم وبين الإعلاميين المهتمين في جانب العلم والدعوة.وكذا أهمية الابتكار والتطوير في خدمة كتاب الله,من حيث اختصار الوقت والجهد.
ثم تعرضت لبعض القواعد والأسس التي تمكن هذا التكاتف من السير على المنحى الصحيح ووفق النهج القويم.
ثم أهم النقاط في نظري التي تثري وتدفع بعجلة التطوير والابتكار إلى الإمام.
نسأل الله أن يكون ما قدمنا عونا لنا على طاعة,واستباقا منا في مرضاته, ,فجزاء الله القائمين عليه والعاملين فيه والمجهزين له خير الجزاء وبارك بجهودهم ونفع بهم الإسلام والمسلمين.
كتبته :بدرية بنت راشد العبد اللطيف,بكالوريوس من كلية الشريعة جامعة الإمام بن محمد بن سعود الإسلامية,وباحثة في مركز المرأة في الرياض.وسلمت لبضعة أشهر آخر صفحة من مجلة أسرتنا المسماة بسواحل.والآن ولله الحمد أعمل لدى الجمعية الخيرية في تبوك.
......................................................................................
مقدمة
بعد حمدا لله واستعانة به, وشكر على امتنانه, واعتذارا منا على التقصير مع وافر فضله ونعمائه سبحانه جل شانه,
وصلاة وسلاما على خير من بلغ وأدى ونصح,واستقام كما أمر ما تلى تال وعملا عامل بالقران.محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.(1/1)
قبيل البدء أود الإشارة على أهمية التكاتف والتالف بين خدم القران الكريم وهم القائمين على الجمعيات الخيرية لتحفيظ القران الكريم ,وبين الإعلاميين الذين يريدون من الإعلام أن يكون رسالة ناصحة وناصعة البياض من حيث المبدأ والطريقة وهم ولله الحمد ومن شاكلتهم كثر وفي ازدياد,فإذا ما توافقت الأهداف تضافرت الجهود وتبارت الأسنة نحو المقصود الأول والهدف الأعظم,فالمصلحة واضحة وجلية في اتحاد كلا الفريقين لعمل واحد يتبادلان فيه ما تقوم عليه نهضة الأمة الروحية والسمو بها مع كتاب الله للأعالي المجد,وما يتمخض من ذلك مصالح لكلا الطرفين وهذه المصالح تصب في الهدف الرئيس وهى بالنسبة لخدمة القران الاستفادة من الإعلاميين في نشر ما عندهم من الخير وجعل هذا المعين الصافي في متناول الجميع يرتوي منه من حرم منه أعواما وجهل به أو غفل عنه سنين عددا,وأما ما يلحق الإعلاميين فهو عمل بثمرتين ثمره عاجله وأخرى آجلة,فالعاجلة,الشرف الملازم لمن يخدم كتاب الله والأخر ما عند الله وما أعده لحملة أسنة هذا العصر.واعني بهم الإعلاميين.فعصرنا عصر دعاية وإعلام.
وكذا تكمن أهمية التطوير والابتكار وتكون الحاجة ملحة إليه في عصرنا خاصة وذلك بعد النظر في زيادة عدد الناس وزيادة من أشرق قلبه بنور القران,فتعذر الوصول الجسدي والمقابلات الشخصية معهم,وتعليمهم ونشر الوعي بينهم فيما يخص خدمة كتاب الله,فأتت في هذا الوقت وسائل الإعلام بشتى أنواعها, وبكل طرقها لتسد هذه الحاجة,وتقيم هذا الخلل,فحمدا وشكرا لله أن جعل معنا ما يعيننا من وسائل لتوفير الوقت والجهد على الملقي والمتلقي.(1/2)
وبعد هذا التصدير للورقة أود الآن الإخبار عما تحتويه. فيما يخص التطوير والابتكار الإعلامي في خدمة جمعية تحفيظ القران الكريم, بتبوك وأتعرض بها كذلك إلى نقاط تخدم هذه الفكرة كأصول وقواعد يستقيم عليها البناء الدعوي لخدمة القران الكريم كتمهيد, ونقاط أخر في التطوير والابتكار الإعلامي لخدمة القران الكريم عامة وفي تبوك خاصة.
القواعد والأسس التي تكون مرجعا يرجع إليه في التقدم والابتكار الإعلامي
فأما ما يتعلق بالقواعد والأسس التي لا بد وأن تكون مرجعا يرجع إليه في التقدم والابتكار الإعلامي لتكون خطوات هذا التقدم ثابتة راسخة في طريق الدعوة الإعلامية لخدمة القران ,وبأسلوب ومنهجية مؤصلة, تصلح الأزمان التي تمر بها والأماكن التي تكون فيها.فهي كما يلي :
1ـ إدراك أصل الأعمال الدعوية ذات الدوافع الخيرية,التي تعود على الأمة بالخير العميم والنفع الجسيم,وهذا الأصل يظهر واضح جلي في الوقائع والأحداث التي مرت برسول الله قدوة الدعاة إلى القران الكريم والنور المبين التي تحتاج للجوانب الإعلامية التي تعزز الإقدام وتعمل على وحدة الصف والكلمة,والعمل الجاد لمصالح الدين المحضة وإنكار الذات.
فأي أمر يرى فيه الداعي إلى الله والتمسك بسنة نبيه عليه الصلاة والسلام مصلحة الأمة والعباد فيما يقربهم إلى الله والى تطوير أنفسهم وأبناء جنسهم وهداية من ظل منهم ومن كان على غير هدى وفي ضلال مبين ممن هم على غير ملة الإسلام,يقدم عليه ولا يبالى مستصحب معه المصالح العظمى التي يدرها طريق الدعوة إلى الله.
2ـ إدراك أهمية التجديد والتطوير والابتكار لسير الأعمال الدعوية بنجاح وبأسلوب يتوافق مع متطلبات العصر, وهذا يجعل الإعلامي الداعي إلى هدى في قمة التميز والإبداع والتماس أذواق الناس على ما يزيده ويعلوا به على غيره من أقرانه وهى المرجعية العلمية الأسس التي يبني عليها عمله في ظل خدمة القران الكريم.(1/3)
3ـ وضع منهجية واضحة لمن يخدم القران في التعامل مع وسائل الإعلام المختلفة.وعلى هذا الأساس تكون النظرة للأمور في عين الإعلامي واضحة جلية فهو يعلم ما يأخذ وما يدع وما هو عليه بمستطاع,فبغير النهج الواضح ربما يتيه,ويتردد مرارا وتكرارا ولا يجد من نفسه الحزم ولا العزم لمخافة بعض العواقب عند فقدان المنهجية الواضحة.
4ـ وضع خطة سير مترامية الأطراف ومرنه يستطيع من خلالها خادم القران التواصل مع وسائل الإعلام بشكل صحيح ومثري,تخدم هذه الخطة الجهد والوقت لكل من الإعلاميين المهتمين بالدعوة الخيرية من جهة وخدام القران من جهة أخرى.ولكونها مترامية ومرنة تريح الإعلامي الذي يجتلب المعلومة أو الذي يطور الهيكل الإعلامي من وقت لآخر.
..................................................................................
التطوير والابتكار الإعلامي لخدمة القران الكريم
وأما ما يتعلق في التطوير والابتكار الإعلامي لخدمة القران الكريم , وبالاستناد على القواعد الأساسية وبمصاحبة المنهجية الواضحة فهي كما يلي:
1ـ الاستفادة من تجارب الآخرين,سواء كانت التجارب أعمال مؤسسية أو أعمال فردية,من ناحية نجاحها أو إخفاقها,لتعزيز الايجابيات وتقليل السلبيات في أي عمل إعلامي يخدم القران الكريم والمؤسسات الخيرية.وبهذه الاستفادة وبهذا الاطلاع يكون لدى الإعلاميين وخادمي كتاب الله النظرة الثاقبة للخطوات اللاحقة التي تثري الابتكار والتطوير الإعلامي لكون أقرب للمستوى المطلوب منه والذي يتوافق مع الإمكانيات الموجودة.(1/4)
2ـ الاستفادة من الوسائل الإعلامية الحديثة بلا استثناء,وتقنين هذه الاستفادة,بما يتوافق مع سمت أهل القرآن الكريم ومن يقوم على خدمته.ولا بد لخادم الدين عموما داعية أو إعلاميا أن تكون له يد السبق في الاستفادة مما تقدمه التقنية لنشر ما عنده وما تتوق له نفوس العالمين ولا يدع أحد يسبقه في هذا المجال لأسباب منها سوء السمعة السباقة لبعض وسائل التقنية تجعل الناس ينفر منها مباشره لقلة أوعي أو لعدم إدراك حيادية هذه الوسائل فالبدارة في هذا الأمر تكسب التقنية سمعة حسنة وتكسب الناس الوعي التام بضرورة تحويلها وعمق تأثيرها إذا ما استغلت استغلال حسن وجيد.
3ـ الاستفادة من أهل الخبرة في هذا المجال,وذلك بالرجوع إليهم فيما يقدمه العصر من مقتنيات متجددة باستمرار لتظهر اللوحة الإعلامية الخادمة للقران بأحلى حلة تناسب جميع الأذواق,سواء كان المستفاد منه مصمم وفني ولديه دراية وخبرة دراسية علميه مكتسبة أو هواية وحس فني ذاتي.وبهذا يجعل المفيد والمستفيد من الهاوين لقضية التطوير والابتكار في المجالات الإعلامية التي تخدم القران الكريم.
4ـ جعل نقاط تواصل بين الجمعيات الخيرية وبين الإعلاميين المهتمين بكتاب الله, وتكون سهلة التداول,وميسر الحصول عليها وذلك بتكثيف تواجد الإعلانات على المواقع الدعوية المعروفة أو ذات الطابع الإسلامي المهتم.وهذا يعزز جانب التكافل والتكاتف لخدمة كتاب الله من منظور إعلامي متطور
5ـ تخصيص لجنة تواصل من الجمعية الخيرية مع كافة الإعلاميين المهتمين,وعقد الاجتماعات الدورية وذلك للسببين وهما:
وجود من يرجع إليه الإعلاميين,فيما يخص الجوانب الإعلامية التي تخدم كتاب الله,وهذا مما يريح الإعلامي ويجعل التواصل أكثر تنظيما,بحيث لا يتيه بين موظفي الجمعية لخدمة يقدمها.(1/5)
رصد الأعمال الخيرية بشكل مستمر ومرتب خلال هذه اللقاءات المتفاوتة. ليكون المطلع على قدر من العلم بأعمال الجمعية دوريا ليضمن من يريد نشر الخير وبثه للناس صحة المنقول والمقروء بالحدث والتاريخ.
هذا ما وددت أن أقدمه بين أيديكم لعل الله أن ينفع به,والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.(1/6)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب , ليخرج الناس من الظلمات إلى النور , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين , والمبعوث رحمة لعالمين , يتلو عليهم آيات ربهم , ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم , وعلى آله وصحبه , ومن سار على هديه إلى يوم الدين وبعد
فالقرآن الكريم هو معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم , وهو منهاج حياة المسلمين , متى تمسكوا به عزوا, وسادوا ,ومتى انصرفوا عنه هانوا وذلوا , والوقائع والأحداث , التاريخية , تؤكد أن أمة الإسلام بلغت أرقى درجات السمو والسؤدد , وشيدت أعظم الحضارات , عندما فقهت القرآن الكريم ووعت تعاليمه , وجعلته نبراسا , وضعفت وهانت عندما انصرفت عنه , وأهملت حفظه وتحفيظه , والعمل به , وانسا قت وراء مذاهب وأفكار وضيعة قاصرة .
ومن هنا يعرف ،أنه حتما على كل من قال (لا إله إلا الله ) أنه لزاما عليه أن يقدرلهذا الكتاب قدره , ويعرف له حقه , وان يقوم بخدمته , وكل بحسب حاله , فالمعلم في مدرسته , والمحفظ في حلقته , وحافظ القرآن في أي موضع كان , فهو أجدر أن يقوم بخدمة القرآن.
والإعلام بجميع فروعه , لابد أن يبذل رجل الإعلام جهده لخدمة كتاب الله , والتعريف به , والدفاع عنه , وإظهاره في كل البقاع , في أجمل صورة ا, وأبهى حلة .
ولا يخفى على الجميع ماللإعلام من دور كبير , في التأثير على المجتمع , وغرس الفضائل , وقد يكون القبائح على حد سواء .
فان كان له هذا التأثير ,فلابد إن يكون لرجل الإعلام لمسة واضحة في خدمة كتاب الله .
ويقترح أن ذلك من خلال النقاط التالية :ـ
تخصيص بعض الأعمدة والصفحات في المجلات والصحف , للحديث عن كتاب الله تعالى , من قبل أناس مشهود لهم بالخيرية , .
إجراء لقاءات خاصة مع بعض الشخصيات المهتمين بهذا الصدد ,والعاملين في جمعيات التحفيظ , للحديث عن كتاب الله وكيفية صيانته .(2/1)
عمل برامج وثائقية عن دور تحفيظ القرآن , ومجمعات طباعة المصحف الشريف , ومراكز العناية به .
الحث على حماية المصاحف من خلال الإعلانات الهادفة المصورة , الموجهة للأطفال
ولا يتوقف دور الإعلام عند هذا الحد من الخدمة لكتاب الله .
ولكن هذا ما سنح الوقت بكتابته ,
وأخيرا :
يتق العاملون في الإعلام , ليتقوا الله , فهم إما مفاتيح للخير , أو مفاتيح للشر . وليس أعظم شرفا , من أن يكون الإنسان مفتاحا للخير لكتاب الله تعالى .
مشاركة / جندية محمد محزري
مشرفة التوعية الإسلامية(2/2)
المملكة العربية السعودية
الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بتبوك
بإشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
الإعلام وخدمة القرآن
)) ملتقى تواصل لرجال الإعلام))
ورقة عمل من إعداد:
زهور مسهوج العنزي
المقدمة:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
لم يكن الإعلام وليد عصر من العصور أو حضارة من الحضارات فلا يوجد مجتمع أو زمن إلا واحتل الإعلام مكانة فيه، وهو رفيق دعوة إلهية أوحي بها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وسيظل هذا الإعلام قائماً ما قام الدين.
وللإعلام في المملكة العربية السعودية في الفترة التي سبقت التوحيد دورا محدوداً لسوء الأوضاع السياسية وتدهورها في تلك الفترة، حيث كان معظم الجزيرة العربية تحت نفوذ العثماني وحالات الحرب مستمرة.
ثم تطور الإعلام في المملكة العربية السعودية بعد التوحيد بكافة وسائله المقروءة مثل: مجلة الدعوة، والمسموعة مثل إذاعة القرآن الكريم، والمشاهدة مثلك تقديم التلاوات، ونقل صلاة التهجد، وأنشئت المواقع الإسلامية المتخصصة على شبكة الإنترنت (الإسلام) موقع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وصاحب هذا التطور فكر دعوي نابع من كتاب الله وسنة نبيه وأطر بسياسة شملت الوسائل الإعلامية مما يؤكد حرص القادة على خدمة دين الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام. (1)
ومنذ أن قامت المملكة العربية السعودية ، كان المنهج واضحاً ، والغاية محدودة ، يقول الملك عبد العزيز رحمه الله – : " نحن دولة تقوم على كتاب الله وسنة نبيه محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام نناهض كل ما يتعارض مع ذلك أو يخرج بنا عنه "(3/1)
لذلك تلتزم السياسة الإعلامية بالأهداف والمبادئ والمنطلقات نفسها حيث : تنبثق هذه السياسة من الإسلام الذي تدين به الأمة عقيدة وشريعة ، وتهدف إلى ترسيخ الإيمان بالله –عز وجل– في نفوس الناس ، والنهوض بالمستوى الفكري ، والحضاري والوجداني للمواطنين وإلى تعميق فكرة الطاعة لله و لرسوله وأولى الأمر.
و ولاة الأمر وفقهم الله يضعون نصب أعينهم العناية بالقرآن الكريم وتسيير شؤون الحياة بمقتضى منهاجه وعملوا على نشره، و دعمت الدولة رعاها الله إنشاء الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم ،واهتمت بإقامة المسابقات الدولية والمحلية لحفظ القرآن الكريم فأصبحنا بحمد الله نشهد في العام الواحد عدداً منها وهدفها واحد وهو حفز أبناء هذه البلاد المباركة للإقبال على القرآن الكريم وإتقانه والتحلي بآدابه ،
ويعلم الكثير أن خدمة القرآن تحتاج بشكلٍ ملِحٍّ إلى إعلامٍ متميِّزٍ ومتعدد الوسائل والأساليب، وبرغم أهميَّة الوسائل التقليدية كالمسجد والدعوة الفردية في التأثير إلا أنَّ وسائل الاتصال الحديثة كالإنترنت والأقمار الصناعيَّة والفضائيَّات أصبحت ضرورةً هامَّةً من أجل خدمة أهداف وغايات الدعوة الإسلاميَّة، وبالتالي فإنه لا غنى عن الوسيلتين معا: (التقليدية ـ الحديثة). في خدمة القران الكريم.
لذا أقدم ورقة العمل هذه وكلي أمل في طرح حلول لتفعيل دور وسائل الإعلام في خدمة القرآن الكريم وتطوير الحس الإعلامي الإسلامي.
1- محمد بن سعد السريع - دور الإعلام السعودي في الدعوة الإسلامية- الرياض
المشكلة:
للأسف الشديد إن واقع الاعلام العربي والاسلامي اليوم لا يمثل حقيقة الأمة العربية الإسلامية، ويعاني من(3/2)
ضعف شديد في إبراز هوية أمتنا وثقافتها، وحضارتها، بل صار للاعلام العربي بشكل عام والمرئي بشكل خاص أثر سلبي أدى إلى ضياع هوية الأمة، وأغلب ما تبثه هذه القنوات إنما هو برامج أجنبية تحمل في طياتها ثقافة الغرب وحضارته، وذلك بالرغم من أننا نحمل رسالة عظيمة، هي رسالة الإسلام التي ينبغي أن نبلغها للناس جميعاًومما يدعو إلى الإحساس بالحسرة، طغيان الجانب السلبي في وسائل الاعلام العربية، حيث إن الجانب الترفيهي من اللهو والغناء يمثل أكثر من ثلثي مجموع البرامج المقدمة.
والمتأمل في واقع الإعلام الموجه لخدمة القرآن يجد قصور واضح وواقع مؤلم ،ودور ضعيف في خدمة كتاب الله لذا لابد من تفعيل دور وسائل الإعلام في خدمة كتاب الله الكريم بما يليق ومكانته العالية، وربط الأمة بكتاب الله تعالى تعلماً وتعليماً وعملاً. وتشجيع الشباب والناشئة من البنين والبنات على العناية بكتاب الله الكريم، وحفظه، وإجادة تلاوته، ومعرفة معانيه، والعمل به. والإعانة على إعداد جيل صالح متخلق بآداب القرآن ملتزم بأحكامه. وإبراز الجهود المبذولة لتحفيظ القرآن الكريم بالمملكة.
أهداف ورقة العمل:
1-. تفعيل دور الإعلام في خدمة القران الكريم
2- التعريف بالإعلام الخيري
3- تكامل العلاقة بين الإعلام والجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن من آجل خدمة كتاب الله .
4-أهمية التخطيط الإعلامي للجمعيات الخيرية لتحفيظ القران
تعريف الإعلام:
هناك تعريفات كثيرة للإعلام، ويمكن الاكتفاء بتعريف واحد نراه من أجودها، وهو: "تزويد الناس بالأخبار الصحيحة، والمعلومات السليمة، والحقائق الثابتة التي تساعدهم على تكوين رأي صائب في واقعة من الوقائع أو مشكلة من المشكلات، بحيث يعبر هذا الرأي تعبيراً موضوعياً عن عقلية الجماهير واتجاهاتهم وميولهم"(3/3)
وأما الإعلام الإسلامي فهو وإن كان مازال في طور التأصيل من الناحية النظرية والعملية، فإن تعريفاته أيضاً نجدها متعددة، ويمكن أن نكتفي بتعريف واحد هو: "فن إيصال الحق للناس بقصد اعتناقه والتزامه، وفن كشف الباطل ودحضه بقصد اجتنابه، فهو بناء وتحصين"(2).
فالإعلام الإسلامي يلتزم بإيصال الحق إلى الناس بهدف إقناعهم بهذا الحق ليلتزموه عقيدة وسلوكاً، وفي الوقت نفسه يعري الباطل ويفنده ليجتنبه الناس ويحذروه، فهو إعلام هادف نافع، يقوم بوظيفة بناء الحق في المجتمع، وتحصينه من الباطل.
وسائل الإعلام:
يقصد بوسائل الإعلام في الأصل جميع الأدوات التي تستخدم في صناعة الإعلام وإيصال المعلومات إلى الناس بدءاً من ورق الصحيفة وانتهاءً بالحاسبات الآلية والأقمار الصناعية، إلا أن وسائل الاتصال الجماهيري بصفة عامة تنقسم إلى وسائل مقروءة، ووسائل سمعية، ووسائل بصرية وسمعية، فالوسائل المقروءة هي الكتب والصحف التي تدخل تحتها النشرات، والمجلات والجرائد.
والوسائل السمعية هي الإذاعة وأجهزة التسجيل السمعية، وأما السمعية والبصرية فهي التلفزيون، والفيديو، والسينما. وفي السنوات الأخيرة تطورت شبكات أجهزة الحاسب الآلي فأصبحت وسيلة إعلامية لا تقل أهمية عن بقية الوسائل، وذلك من خلال الخدمات، والمعلومات الهائلة التي يمكن أن يحصل عليها المستخدم من خلالها، وهي ما يسمى اليوم بالشبكة العالمية (إنترنت).
وجميع وسائل الإعلام – في حد ذاتها – أدوات محايدة تدخل في دائرة المباحات، والحكم عليها يدور بما تحمله من رسائل، وما تقوم به من وظائف، فهي يمكن أن تقوم بوظيفة الخير أوالشر بحسب أغراض الجهة التي تملك هذه الأجهزة، وتسخرها لمصلحتها.
(2)مكانة وسائل الإعلام الجماهيرية في تحقيق وحدة الأمة، د. سيد محمد ساداتي الشنقيطي، ص22، ط، أولى، 1418هـ، 1997م، دار عالم الكتب، الرياض.
الجمعيات الخيرية ووسائل الإعلام:(3/4)
عند الربط بين مفهومي الإعلام والخير نجد أن العمل الخيري من غير إعلام، يصبح في دائرة مغلقة لا تؤثر ولا تتأثر بغيرها من أنشطة، بل يصعب سريانها في نفوس الناس وتحريك دوافع العمل الخيري فيها، وكذلك الإعلام فانه من غير مضمون خيري يصير بوقاً فارغا لا قيمة له ، " فلم يعد لأي مؤسسة أو جمعية خيرية غنى عن جهاز إعلامي متطور يقدم الوظيفة الإعلامية والدعائية التي يمكن من خلالها إحاطة المجتمع علماً بأوجه العمل الخيري ودفته للمشاركة الإيجابية فيه" 3).
أهم النتائج التي تحققها الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم من وسائل الإعلام:
خدمة كتاب الله عز جل
التعريف بمناشط وأعمال الجمعيات الخيرية.
وصول الرسالة الإعلامية التي تريد الجمعية الخيرية توصيلها لأكبر قدر من الناس في وقت قياسي.
فهم المجتمع للرسائل الإعلامية التي تريد الجمعية الخيرية إيصالها.
التفاعل الإيجابي مع الجمعية الخيرية من قبل الشرائح الموجه لها الخطاب.
الإعلام الخيري:
طرح نفر من المختصين في الإعلام مفهوماً جديداً تحت مسمى "الإعلام الخيري" مع ضرورة تحديد منهجية علمية ومهنية في الواقع العملي له، واقترح الدكتور عبد القادر طاش - الذي يعد أول من طالب بهذا المفهوم- بعض الوظائف الاجتماعية لهذا الإعلام الخيري المأمول أبرزها: "تشكيل وعي اجتماعي داعم للعمل الخيري، وبناء صورة ذهنية إيجابية عن الجمعيات الخيرية في المجتمع، والمساهمة في تنظيم وتنفيذ حملات إعلامية لجمع التبرعات للأعمال الخيرية " (1).
__________
(1) 15)(3/5)
ويقول سعد لبيب في كتابه" الثقافة والإعلام والاتصال ": " إن الأثر الخيري للإعلام قد يكون بإضافة معلومات عن العمل الخيري أو خلق اتجاه جديد، أو إضعاف اتجاه قديم، أو المعاونة على خلق وجهة نظر محددة جديدة أو متحولة من وجهة نظر أخرى، وقد يكون في خلق قيمة خيرية جديدة أو تدعيمها أو إضعاف من سلوكيات قديمة، أو التحول عنها، وقد يتمثل الأثر في تعديل سلوك قائم أو العدول عنه إلى سلوك جديد، وهذا كله ما يعرف باسم اتجاهات التأثير " (1).
التي تقدمها المؤسسات والجمعيات الخيرية، بل إن وظيفته نقل الرغبة في خدمة القرآن الكريم من جيل إلى جيل، والمساعدة على تنشئة الجيل الجديد وتربيته في ضلال القرآن، تأتي في رأس المهام التي لا بد أن تقوم بها وسائل الإعلام في المجتمع.
3-عادل فهمي البيومي، نحو خطه إعلاميه لخدمه الإعلام الخيري، (مقال لم ينشر).
4-عبدا لقادر طاش، ( محاضره نحو تفعيل الإعلام الخيري)، جدة، الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن، 1422هـ، (لم تنشر).
5- عادل فهمي البيومي، المرجع السابق
التخطيط الإعلامي :
عرّفه الدكتور سعد لبيب بأنه " توظيف الإمكانات البشرية والمادية المتاحة، أو التي يمكن أن تتاح خلال سنوات البحث من أجل تحقيق أهداف معينة مع الاستخدام الأمثل لهذه الإمكانيات
__________
(1) 16)(3/6)
وإذا أرادت الجمعيات الخيرية الوصول إلى أهدافها وتحقيق رسالتها والتعريف بأنشطتها وبرامجها وأعمالها الخيرية، فلا بد لها من تخطيط إعلامي موسمي على الأقل تجند له الطاقات البشرية والخبرات العلمية والميزانية المالية، على أن يكون هذا التخطيط وفق برنامج محدد لا يمكن تجاوزه إلا للضرورة القصوى، و" يشترط في المخطط الإعلامي أن يمتلك خبرة في الصحافة والإذاعة وإدارة المؤسسات الإعلامية، مع امتلاكه معلومات فنية عن الهندسة الإذاعية والطباعة الالكترونية والاتصال الالكتروني والى جانب المعلومات ومعالجتها وإعادة توزيعها، إضافة إلى معلومات عن الكلف والمصروفات والواردات والأمور الحسابية الأخرى" (1)
(6) حميد الدليمي، التخطيط الإعلامي المفاهيم والإطار العام، عمان الأردن، دار الشروق، 1998م، ص102
التوصيات
1-استحداث إدارة في الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم تعنى بالنشاط الإعلامي والثقافي لسد هذا الجانب وتدارك لأي قصور وإبراز أنشطة الجمعية وبيان أهدافها ورسالتها عبر مختلف وسائل الإعلام .ويكون من مهامها التخطيط الإعلامي لخدمة القرآن الكريم.
2-ضرورة إلحاق العاملين في الحقل الإعلامي من غير المتخصصين بدورات تدريبية في مجال الإعلام في خدمة القرآن لتأهيلهم وإكسابهم الخبرات المطلوبة لأداء عملهم بكفاءة واقتدار، أهمية إضافة الإعلام المختص بخدمة القرآن والسنة كتخصص بمفرده في أقسام الإعلام بالجامعات أو تضمين مواد وافية تتناول خدمة القرآن مثلا .وفي المقابل تدريب المشتغلين بالعمل الخيري على بعض المهارات الإعلامية.
3-تخصيص قنوات مرئية ومسموعة ومقروءة ومواقع الكترونية لخدمة القرآن الكريم موجهة للعالم بشكل عام وبلغات مختلفة , يشرف عليها علماء ونخبة من أهل العلم والاختصاص .
__________
(1) 14)(3/7)
لابدَّ من أن تحتوي عقليَّة القائمين على هذا الإعلام على "الإبداع"، الإبداع كقيمةٍ يجب تواجدها في كلِّ المسلمين، وتزداد أهميَّةً حين نتحدث عن مجالٍ الإبداعُ في خدمة القرآن.
5-لابدَّ أن يستخدم الإعلام فنون الاتصال المختلفة والأساليب المتقنة والمدروسة، وأن يستفيد من الوسائل العصريَّة المتاحة، فكما أنَّه ليس من المقبول ، أن أواجه العالم بوسائله الإعلاميَّة ذات التطوُّر التكنولوجي الهائل، بوسائل بدائيَّةٍ تقليديَّة.
6- لابدَّ أن يدرك الإعلاميون أنَّ الإعلام الخادم للقرآن يفرض على أتباعه أن يقدِّموا من سلوكهم الخاصِّ والعامِّ كنماذج جديرةٍ بالإكبار، أو جديرةٍ بإيضاح حقيقة الإسلام لمن لم يعرفوا هذه الحقيقة، أي أن يكونوا قدوةً قبل أن يفكِّروا في امتلاك أحدث الأجهزة الإعلاميَّة، وأن يبرزوا الشخصيَّة الإسلاميَّة المعتدلة، هذا إذا أرادوا أن يؤثِّروا بالفعل في غيرهم.
7-عقد اجتماع سنوي بين الإعلاميين العاملين في الإعلام ( المرئي – المسموع – المقرؤء )بشكل دوري للإطلاع على مناشط الجمعية الخيرية لتحفيظ القران وإشعارهم بأهمية دورهم في خدمة القران والتنافس في الخير وتكريم الأعمال الإعلامية الأبرز في خدمة القرآن.سنويا .
8- تفعيل الإعلام المتنقل (الهاتف الجوال) لخدمة القرآن الكريم نظرا لسهولة وصوله لأكبر عدد من الناس.
9- إصدار مجلة إعلامية ذات قيمة ،دورية ،غير تقليدية، صادرة من جمعية تحفيظ القرآن الكريم للتعريف بالجمعية ومناشطها والاهتمام بخدمة القرآن. (مجلة مطبوعة- مجلة رقمية)
. 10- التأكيد على أن من أهم شروط الجودة الإعلامية ارتباطها بخدمة القرآن الكريم.
هذا والله أسأل أن يوفق الجميع وأن أكون قد أوضحت الموضوع إجمالاً، فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الإعلام وخدمة القرآن
ملخص ورقة العمل(3/8)
الحمد لله العالم المعطي الوهاب، الذي بفضله تتم الصالحات وبتوفيقه تتفجر الإبداعات، وبعونه تنجز المهمات، القائل في محكم كتابه:{ومَا أُوتِيِتُمْ من العِلمِ إلاّ قليلاً}
والصلاة والسلام على الهادي البشير المعلم النذير، والمربي القدير محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين إلى يوم الدين.
وبعد:
في ظل الثورة الإعلامية والمعلوماتية التي تميز بها هذا العصر وما ظهر فيه من انفتاح في القنوات الفضائية وسهولة اتصال عبر الانترنت والفضاء صار لزاما أن نواكب هذا كله، وأن نبحث عن سبل نواجه فيه الجوانب السلبية للإعلام ونوظف الجوانب الإيجابية في تعزيز عملها الهادف , والمتأمل لواقع الإعلام الإسلامي والعربي يجد قصور واضح في دور الإعلام لخدمة القرآن الكريم ومن هذا المنطلق تناولت في هذه الورقة (الإعلام وخدمة القرآن) كيفية تفعيل دور الإعلام في خدمة القرآن الكريم وأهمية التخطيط الإعلامي في تحقيق الأهداف المطلوبة لخدمة القرآن الكريم وعلاقة الإعلام بالعمل الخيريفالعمل الخيري من غير إعلام لا يؤثر بشكل فاعل ولا يتأثر بغيره من أنشطة، والإعلام من غير مضمون خيري لا قيمة له .., وانتهت هذه الورقة بتوصيات عديدة كان من أبرزها:
1- استحداث إدارة في الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم تعنى بالنشاط الإعلامي والثقافي لسد هذا الجانب وتدارك لأي قصور وإبراز أنشطة الجمعية وبيان أهدافها ورسالتها عبر مختلف وسائل الإعلام .ويكون من مهامها التخطيط الإعلامي لخدمة القرآن الكريم.
2- تفعيل الإعلام المتنقل (الهاتف الجوال) لخدمة القرآن الكريم نظرا لسهولة وصوله لأكبر عدد من الناس.(3/9)
3- عقد اجتماع سنوي بين الإعلاميين العاملين في الإعلام ( المرئي – المسموع – المقرؤء )بشكل دوري للإطلاع على مناشط الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن وإشعارهم بأهمية دورهم في خدمة القرآن والتنافس في الخير وتكريم الأعمال الإعلامية الأبرز في خدمة القرآن.سنويا
4- التأكيد على أن من أهم شروط الجودة الإعلامية ارتباطها بخدمة القرآن الكريم.
هذا وبالله التوفيق
إعداد: زهور مسهوج العنزي
السيرة الذاتية:
- الاسم زهور مسهوج العنزي
- المؤهل بكالوريوس دراسات إسلامية
- العمل الحالي وكيلة في الثانوية الخامسة بتبوك
- عملت في مدارس تحفيظ القرآن الكريم كمعلمة لمدة 7 سنوات
- حصلت خلالها على جوائز عدة كان من أبرزها جائزة التطوير التربوي لإصدار CD الوسائل المعينة في علم الفرائض .
- من مؤسسي مجلة سنابل المعرفة الصادرة من إدارة التعليم في منطقة تبوك وإحدى أفراد أسرة التحرير.
- حاصلة على ما يقارب 30 دورة في تنمية الذات وتدريب الموارد البشرية
- تم نشرعدد من المقالات في الصحف اليومية والمجلات المطبوعة والرقمية.
- المشاركة في عدد من الملتقيات بالمنطقة .منها اللقاء الوطني للحوار .
- أحضر الماجستير في إدارة الجودة الشاملة .
هاتف العمل: 4249825 الثانوية الخامسة
الإيميل:
Zm26@maktoob.com(3/10)
التوصيات ..
1- أن تكون منطلقات الرسالة الإعلامية لخدمة القرآن الكريم مرتكزة على مبدأ التوحيد وخدمة الإنسانية والواقعية في الخطاب .
2- تحديد الأهداف الإستراتيجية العامة والتفصيلية لكل مرحلة من مراحل العمل الإعلامي الموّجه لخدمة الحقيقة القرآنية.
3- وضع الخطط الإعلامية المنطلقة من تحديد أهداف جمعيات تحفيظ القرآن.
4- اختيار فريق عمل مدرب ومدرك للمادة الإعلامية التي تحقق أهداف جمعيات تحفيظ القرآن.
5- استخدام التقنيات الحديثة في المجال الإعلامي لضمان استمرار جذب الجمهور المستهدف بالمادة الإعلامية المتعلقة بالحقيقة القرآنية.
6- توثيق الصلة بين الإعلام وجمعيات تحفيظ القرآن لإخراج عمل إعلامي متقن.
7- توظيف إمكانات الإعلام لدعم برامج الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن مادياً ومعنوياً.
8- المراجعة العلمية الدقيقة للمادة الإعلامية قبل بثها إلى الجمهور .
9- منح المهتمين بالبحث العلمي الفرصة لتقديم التصورات والمقترحات التي تسهم في توجيه الإعلام لخدمة القرآن الكريم.
10- توظيف المناسبات المختلفة في بث الرسائل الإعلامية التي تخدم جمعيات تحفيظ القرآن.
11- توعية الرأي العام برسالة جمعيات تحفيظ القرآن الخيرية من خلال بناء إستراتيجية إعلامية تشكل الصورة الذهنية المأمولة لدى المجتمع المحلي والخارجي.
12- تكوين مجلس استشاري يضم متخصصين في علوم الدين والإعلام والاقتصاد والسياسة والاجتماع وعلم النفس وغيرها.
13- توحيد منطلقات الخطاب الإعلامي لجمعيات تحفيظ القرآن منعاً لسوء الفهم الذي قد يؤدي إلى النيل منها.
14- الحرص على العمل من خلال الأطر الموضوعة للعمل الخيري بالداخل ، والمنظمات الدولية بالنسبة للمؤسسات العاملة بالخارج.
15- المراجعة الدورية لأنشطة جمعيات تحفيظ القرآن الخيرية والعناية بتطويرها بشكل مستمر يحقق رسالتها.(4/1)
16- توسيع دائرة التواصل بين جمعيات تحفيظ القرآن الخيرية من أجل تحقيق التكامل بين أفكارها ومشاريعها.
17- بناء استراتيجية شراكة بين جمعيات تحفيظ القرآن الخيرية والمؤسسات الإعلامية من خلال عقد ورش عمل لخدمة أهدافها والتقويم المستمر لنتائج الشراكة وفق معايير موضوعية و من ثم ّ إجراء عمليات التطوير من خلال التغذية الراجعة.
18- استقطاب الجمعيات الخيرية للشخصيات الوطنية الإعلامية البارزة التي تستعين بهم وسائل الإعلام لتحقيق رسالتها .
19- تكوين فكر إعلامي لدى العاملين في جمعيات تحفيظ القرآن يساعدهم على تطوير إعلامهم الداخلي.
20- الاهتمام الإعلامي بالقراءات القرآنية ، وإبرازها في العالم الإسلامي ، خدمة للقرآن الكريم.
21- البحث عن أنواع جديدة (حديثة) مشوّقة للرسالة الإعلامية الدينية تجذب السامع والمشاهد إليها حتى لا يتحوّل عنها.
22- أن يكون لجمعيات تحفيظ القرآن موارد مالية ثابتة لتسويق برامجها إعلامياً.
23- إيجاد منسق إعلامي متميز بين جمعيات تحفيظ القرآن الكريم والأجهزة الإعلامية المختلفة لتحقيق تواصل مثمر.
24-إنشاء قاعدة بيانات عن جمعيات تحفيظ القرآن الكريم تمثل مرجعا عاما يرجع إليها عند التطوير كما أنها تقدم معلومات للإعلاميين .(4/2)
الجهات الخيرية والإعلام
إعداد
عمر بن نصير البركاتي الشريف
رئيس اللجنة العلمية وإعداد الحقائب التدريبية بشركة عطاء للتنمية البشرية والإدارية
عضو المركز الدولي للأبحاث والدراسات ( مداد )
باحث ومدرب في المجال الخيري
مقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وآله وصحبه والتابعين .. أما بعد:
فإن من دواعي الفرحة والسرور، أن يحظى العمل الخيري باهتمام فئات المجتمع، وأن يسعى العاملون فيه نحو الرقي بأساليبه وأعماله، سعياً به نحو الكمال المنشود، والصورة المأمولة.
وإن من أبرز تلك المجالات التي حظيت بعناية بالغة في مسيرة التطوير التي يشهدها القطاع الثالث علاقته بالإعلام ورجاله، وإن من تلك الجهود الخيّرة ملتقى تواصل رجال الإعلام، والذي حازت قصب سبقه الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في منطقة تبوك، وأملاً في الإفادة والاستفادة جاء هذا البحث " الجهات الخيرية والإعلام " وقد انتظم بحمد الله في محاور ثلاث وهي على النحو التالي:
المحور الأول: مداخل ومقدمات تمهيدية ويضم النقاط التالية:
1. الإعلام اليوم ( المكانة والواقع )
2. علاقة العمل الخيري بالإعلام.
3. أداء الأجهزة الإعلامية تجاه القطاعات الخيرية.
المحور الثاني: الإعلام والقطاع الخيري ( صورة من الداخل ) ويضم النقاط التالية:
1. واقع العمل الإعلامي في الجهات الخيرية.
2. الجمهور الأساسي للجهات الخيرية في خطابها الإعلامي.
3. الإعلام والعلاقات العامة في الجهات الخيرية.
4. أسباب القصور الإعلامي في الجهات الخيرية.
المحور الثالث: الإعلام في القطاع الخيري ( خطوات نحو العمل ) ويضم النقاط التالية:
1. أهمية العمل الإعلامي للجهات الخيرية.
2. مهمة الإعلام بالنسبة للعمل الخيري.
3. الاستراتيجية الإعلامية للجهات الخيرية.
4. الدور المستقبلي للقطاع الخيري ودور الإعلام.
5. مقترحات لنجاح الرسائل الإعلامية للجمعيات الخيرية.(5/1)
وإنني لأجدها فرصة سانحة لأعبر عن عظيم شكري وتقديري للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم على حسن ظنها، والشكر موصول لكل اللجان العاملة في هذا الملتقى، ولكم أنتم أيها الحضور المبارك.
اللهم اختم بالصالحات أعمالنا .. واجعلنا هداةً مهتدين .. والحمد لله رب العالمين ..
المحور الأول: مداخل ومقدمات تمهيدية:
1. الإعلام اليوم ( المكانة والواقع )(1):
وسائل الإعلام تخاطب الملايين،الإنسان المعاصر ينفق(70%)من ساعات يقظته مع وسائل الاتصال اللفظي استماعاً وتحدثاً وكتابة وقراءة،والرجل العادي يقضي ثماني ساعات تقريباً مع هذه الوسائل، حطمت وسائله الحواجز الجغرافية والزمانية،تدفق المعلومات عبر هذه الوسائل كان ولا يزال يسير على نحو غير متكافئ حتى أضحى الكثير أوعية تستهلك ما ينتجه لهم الآخرون،هدمت بعض هذه الوسائل القيم الإسلامية وأثارت الشهوات والشبهات، وصوتنا كأمة إسلامية -لم يزل ضعيفاً في معظم هذه الوسائل، الإعلام اليوم لا يقتصر على مهمة نقل الأخبار بين الدول وإنما يقوم- من خلال استحواذه الكامل على أوقات الناس ومن خلال جذبهم إليه- بصياغة البنية العقلية والثقافية للناس، إلى جانب توجيه الرغبات وإيجاد رغبات استهلاكية جديدة، بل إنه بدأ يشكل الذائقة الجمالية للناس.
وسائل الإعلام تضع في المتناول قدراً كبيراً من المعلومات، وبسرعة فائقة عبر مسافات بعيدة، وإن من نتائج هذه القدرة أننا اعتدنا أن نتوقع من وسائل الإعلام القيام برصد مستمر لأجزاء بعيدة من البيئة وتزويدنا بمعلومات عن العالم الواسع، كما أننا نعتمد على هذه المعلومات، وهذا الاعتماد له عدة مضامين مهمة بالنسبة للأفراد والمجتمع الذي يتعرض للحملات الإعلامية وهي:
__________
(1) .الداعية واستخدام وسائل الإعلام المطبوعة ( 8-10) بتصرف. مقدمات للنهوض بالعمل الدعوي (182) تأثير الحملات الإعلامية على الرأي العام ( دراسة نموذج الحملاا الانتخابية ) (7) بتصرف مناسب.(5/2)
أن وسائل الإعلام تملك قدرة هائلة على توجيه اهتمامنا.
إذا ما قدمت وسائل الإعلام صورة مشوهة أو نمطية أو متحيزة لجانب ما من البيئة، ولم يستطع المتلقي اختبار دقة تلك الصورة، بالاستناد إلى مقياس لا علاقة له بأجهزة الإعلام، فإن التصور الذي يشكله على أساس تلك المعلومات يميل بقدر أكبر إلى أن يصبح مشوشاً أو نمطياً أو متحيزاً. (1)
أن ما لا تنقله وسائل الإعلام قد يكون بنفس القدر من الأهمية مع ذلك الذي تنقله، وهذا معناه أن الطريقة التي ننظم بها تصورنا عن الحقيقة يمكن أن تشوه بسبب تلقينا معلومات ناقصة أو عدم تلقينا لتلك المعلومات. (2)
2.علاقة العمل الخيري بالإعلام(3):
تتجلى هذه العلاقة في أربعة نقاط:
1.أن العلاقة بين العمل الخيري والإعلام حقيقية،لأنه عمل صادر عن دين هو للناس كافة.
2.أن الإعلامي الإسلامي ليس وليد اليوم،ولم يكن نتاج حضارة حديثة أو مدنية متطورة،والعمل الخيري بالدرجة الأولى عمل إسلامي .
3.أن الإعلام للعمل الخيري إعلام متميز عن سواه لأنه منبثق من الإعلام الإسلامي،الذي حمل مبادئ أخلاقية،وأحكاماً سلوكية، وقواعد وضوابط لا يحيد عنها، فهو إعلام واضح صريح، عفيف الأسلوب، نظيف الوسيلة، شريف المقصد.
4. الإعلام في العمل الخيري هو أسلوب العصر الحديث لتبليغ الإسلام من خلال الأعمال الخيرية، والسماحة التي تتجلى في أبهى صورها.
__________
(1) .وهذا ما حصل من بعض الوسائل الإعلامية في تغطيتها للهجمة على العمل الخيري بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
(2) . جزء كبير من المعلومات المهمة عن القطاع الخيري لا تنقلها وسائل الإعلام للجمهور وهو ما أثر سلباً على الصورة الذهنية عند فئام كبيرة من المجتمع.
(3) .الإعلام الإسلامي وسبل تطويره وإصلاحه ( 451 ) الإعلام الإسلامي المفهوم والخصائص (38) بتصرف مناسب.وللاستزادة انظر: الأسس العلمية والتطبيقية للإعلام الإسلامي.(5/3)
3. أداء الأجهزة الإعلامية تجاه القطاعات الخيرية(1).
يمكن للمتابع للإعلام أن يقف على أداء الأجهزة الإعلامية تجاه القطاعات الخيرية من خلال النقاط التالية:
1. محدودية الاهتمام بالقطاع الخيري بشكل عام مع بعض التفاوت النسبي بين الوسائل المطبوعة والوسائل المسموعة والمرئية من جهة أخرى.
2. رغم محدودية الاهتمام فإنه يأخذ طابع الموسمية والوقتية بدلاً من أن يكون اهتماماً دائماً ومتصلاً على مدار العام.
3. هناك غياب شبه تام للوسيلة الإعلامية الأولى وهي التلفاز في خدمة هذا القطاع.
4. يتسم الاهتمام الإعلامي-سواء على مستوى الصحافة المكتوبة أو الإعلام المرئي والمسموع-بضعف المهنية، وضعف التجديد بل التقليدية في تناول قضايا العمل الخيري، والاقتصار على التغطيات الإخبارية والمتابعات الحدثية، دون أن يكون ذلك نابعاً من رؤية شاملة، أو خطة متكاملة.
5. وجود فجوة اتصال بين الأجهزة الإعلامية ومؤسسات العمل الخيري مما نشأ عنه انقطاع في تدفق المعلومات بين الطرفين، وهشاشة العلاقة المنتظمة والمثمرة بينهما.
تلك هي أبرز الملاحظات التي تجلت في الواقع العملي، إلا أنه ليس من الإنصاف إلقاء اللوم كله على الإعلام، بل هناك قصور حاصل من القطاعات الخيرية ( مؤسسات وجمعيات حكومية أو أهلية ) في استغلال هذا الجانب والاستفادة منه.
المحور الثاني: الإعلام والقطاع الخيري ( صورة من الداخل ):
1. واقع العمل الإعلامي في الجهات الخيرية(2).
__________
(1) . الأجهزة الإعلامية والقطاعات الخيرية (1).
(2) . مقدمات للنهوض بالعمل الدعوي( 182) الأنشطة الإعلامية للجمعيات الخيرية العاملة في المملكة ( 49،44 ) .(5/4)
مازال الاهتمام بإنشاء الأنشطة الإعلامية يحتل أدنى درجة في سلم الأولويات،الذي يشتمل على بناء المساجد والمدارس وبناء الملاجئ وإطعام الجائعين،وما درى أولئك أننا عن طريق ووسائل الإعلام النشطة نستطيع أن ننشط كل أعمال الخير كما أننا نستطيع أن نقيم الجسور المهدمة بين أهل الثراء وبين مستحقي أموالهم .
ومن خلال دراسة ميدانية تبين أن معظم الجمعيات الخيرية تضع ميزانية ضعيفة للعمل الإعلامي تتراوح بين الألف ريال إلى خمسين ألف،وهناك جمعيات قليلة لا تضع أي ميزانية للعمل الإعلامي،وأوضحت أيضا أن نسبة(8%)تقريباً تتراوح ميزانيتها بين الخمسين ألف ومئة ألف، ونسبة ضئيلة جداً تزيد ميزانيتها على المليون ريال.
كما تبين أن(97%)من الجمعيات الخيرية تعتمد على وسائل الإعلام المطبوعة مع إهمال لبقية الوسائل.
ومما يدعو إلى التفاؤل هو ذلك التطور الذي يسجل في السنوات الأخيرة لبعض القطاعات الخيرية والمتمثل في تأسيس أعمال إعلامية رائدة،هي بمثابة الحافز للجهات الأخرى .
2. الجمهور الأساسي للجهات الخيرية في خطابها الإعلامي(1).
يقتصر الجمهور المستهدف في إعلام الجهات الخيرية على قارئ الصحف أو مشاهدي التلفاز، في حين لا تهتم الجهات الخيرية بالمراسلين والمحررين والمذعين والمصورين والمخرجين الذي يبعثون بالرسائل الإعلامية، بل ولا تعتبرهم بعض الجهات الخيرية من الجمهور المستهدف أساساً، فحين أن الصحيح أنهم هم الجمهور الأساس والمتقلون للأخبار هم الجمهور الثانوي.
3. الإعلام والعلاقات العامة في الجهات الخيرية(2).
إن هناك خلطاً ملموساً في التفرقة بين الإعلام والعلاقات العامة, بالرغم من أن العلاقات العامة قد تؤدي وظائفها مستخدمة بعض أدوات الإعلام ووسائطه إلا إنها ليست هي الإعلام.
__________
(1) . كيف تخوض معارك الأعمال عبر وسائل الإعلام (2)
(2) . الإعلام والنشاط الأهلي (7) وما بعدها بتصرف مناسب.(5/5)
هذا الخلط وعدم إدراك الخيط الدقيق الفاصل بين الاثنين حالة موجودة للأسف في كثير من مؤسسات العمل الحيري, ولقد نتج عن هذا الخلط نوعاً من سوء الفهم المشترك بين مؤسسات الإعلام ومؤسسات العمل الخيري, فنظرت مؤسسات الإعلام إلى مؤسسات العمل الخيري باعتبارها مصدراً للإعلانات, ونظرت – بعض – مؤسسات العمل الخيري إلى وسائط الإعلام إلى أنها وسيلة نشر الأخبار الشخصية والنشاطات.
هذا الفهم الخاطئ لطبيعة كل من المؤسستين للأخرى, وعدم تحديد أوجه العلاقة الصحية المطلوبة, وتحديد ما يمكن أن يقدم الإعلام للعمل الخيري؟ هو الذي أسهم في إيجاد هذه الجفوة الغريبة التي نعايشها بين الإعلام وبين مؤسسات العمل الخيري.
4. أسباب القصور الإعلامي في الجهات الخيرية(1).
من أهم أسباب القصور الإعلامي في الجهات الخيرية ما يلي:
1.نقص الخبرة .
2.عدم وجود الموارد الإعلامية.
3.غياب المفهوم الشامل للعمل المؤسسي .
4.توهم التعارض بين الإخلاص ونشر الأخبار والأفكار والمشروعات.
5.الاعتقاد بأن العمل الإعلامي يعني التزيين والمبالغة أو الكذب.
6.ضعف الإمكانات والتخطيط .
7.عدم اقتناع الإدارة العليا بأهمية العمل الإعلامي .
8.ضعف توظيف الإمكانات الإعلامية الموجودة .
9.القيام بالعمل الخيري على أنه هواية لا مهنة .
المحور الثالث: الإعلام في القطاع الخيري ( خطوات نحو العمل ):
1. أهمية العمل الإعلامي للجهات الخيرية(2).
__________
(1) . الإعلام من أهم الوسائل للتعريف بالعمل الخيري(40) مقدمات للنهوض بالعمل الدعوي (183،182) .
(2) .التخطيط الإعلامي للجهات الخيرية(9) رؤية شمولية وتكاملية لتنسيق العمل الخيري والتطوعي(670) العلاقة التكاملية المقترحة بين وسائل الإعلام والجمعيات الخيرية(16،14).(5/6)
إن للعمل الإعلامي المخطط أهمية كبرى لا تقاس فقط بجلب التبرعات للجهة الخيرية،فالعمل الإعلامي المنظم يعرف الجمهور بالجهة وأعمالها ويرسم صورة جيدة لديهم عنها،ويوجد شعوراً بالرضا نحوها لما تقوم به وربما صحح العمل الإعلامي بعض المفاهيم الخاطئة عنها،وأعطى صورة ذهنية حسنة تجاهها وكل هذه الآثار وغيرها تقاس بالدراسات العلمية المصاحبة للجهد الإعلامي المخطط،كما أن التعاون الإعلامي بين الجهات الخيرية والمؤسسات الإعلامية يسهم في تحقيق التكامل بين العمل الخيري ومؤسسات المجتمع الأخرى وهو المطلب الذي ناشد به قادة العمل الخيري. وعليه فلم يعد لأي جهة خيرية غنى عن جهاز إعلامي متطور يقدم الوظيفة الإعلامية ويساهم في دعم مسيرتها.
2. مهمة الإعلام بالنسبة للعمل الخيري(1).
يمكن أن تحدد مهمة الإعلام بالنسبة للعمل الخيري في النقاط التالية:
1.التعريف بالعمل الخيري ومجالاته.
2.التصدي للحملات المعادية التي يتعرض لها .
3.إبراز الدور الرائد الذي قام بع العمل الخيري في دعم المسيرة الإنسانية والرقي بها وتنمية جوانبها.
4.تجميع الطاقات العاملة فكراً وثقافةً وعلماً وقوة بشرية وحشدها في سبيل دعمه وخدمته.
وبتأمل الواقع نجد أن وسائل الإعلام لم تستطع أن تقدم التغطية الشاملة لتلك المهمة مع أن العمل الخيري فيه الكثير من التفاصيل التي تجذب انتباه الجماهير وتحرك العواطف والاهتمامات الإنسانية.
__________
(1) . الإعلام الإسلامي وسبل تطويره وإصلاحه ( 455-457 ) بتصرف وإضافة. الجهود الإعلامية في الدفاع عن المؤسسات الخيرية .(5/7)
3. الاستراتيجية الإعلامية للجهات الخيرية(1):(2)
إن تحديد إستراتيجية إعلامية للجهات الخيرية يفيد في ضبط الخريطة الإعلامية للجهة الخيرية بحيث تختفي مظاهر التضارب والتنافر التي قد تقع فيها الجهات الخيرية عند غياب تلك الاستراتيجية.
أولاً: ثوابت الإستراتيجية
1. التعبير عن حقيقة العمل الخيري في حياة الأمة الإسلامية التي طبقت الرحمة والرفق والإحسان في أسمى معانيها وحققتها واقعاً من خلال صور عدةٍ، عملاً بالأمر الإلهي ( وافعلوا الخير .. ) أدلة من دورة الاحتساب .. فالأمة الإسلامية ترى أن قيامها بالعمل الخيري هو جزء من عقيدتها ..
2. السعي لتحقيق وحدة الأمة من خلال العمل الخيري عن طريق التأكيد على حق الفقير والمحروم والعناية بأهل الحاجة وأثر ذلك في إظهار المساواة وبناء الألفة وإشاعة روح المحبة بين أفراد المجتمع المسلم.
3. الإعلام في الجهات الخيرية يتجه إلى هداية الناس بتزويدهم بما يحتاجون إليه من معلومات عن العمل الخيري أياً كان نوعها أو بحمايتهم من الحملات المغرضة التي تستهدف التشكيك في العمل الخيري.
4. الإعلام في العمل الخيري هو أداة الخير لبلوغ أهدافه، وصورة من صور الإعلام الإسلامي الذي يلتزم بالمبادئ أخلاقية والأحكام السلوكية، وقواعد لا يحيد عنها، مستمدة من الكتاب والسنة.
5. ترقية الحياة وازدهارها بتحقيق أسباب ذلك والتي منها التعاون على البر والتقوى قال تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى .. ) الآية
__________
(1) . ما يذكره الباحث تحت هذا العنوان إنما هو محاولة أولى وقتح لباب العمل ومن المناسب أن تُكون لجان عمل إعلامية من الجهات الخيرية للوصول إلى صيغة نهائية لهذه الاستراتيجية لتكون لبنة مهمة في يداية الانطلاق.
(2) . قضايا إعلامية ساخنة (5 ـ 14) بتصرف مناسب والباحث ينصح بمراجعة الكتاب للوقوف على التأصيل العلمي لكل جزئية من الجزئيات المذكورة(5/8)
6. السعي لتحقيق معاني الأخوة الإيمانية وتعميق الشعور بها، والتأكيد على مبدأ المساواة بين المسلمين عامة مصداقاً لقوله سبحانه ( إنما المؤمنون إخوة .. ) الآية
7. الذود عن حياض العمل الخيري وإنجازاته عملاً بقوله جل وعلا ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة .. ) الآية.
8. أن يكون هم الإعلام الأول في العمل الخيري هو إعلاء الحق في معركته الأزلية مع الباطل.
ثانياً: آليات تحقيق تلك الإستراتيجية:
1. التزام القول السديد الحسن.
2. التزام العدل والإنصاف.
3. تحري الموضوعية المتمثلة في الالتزام بالحق المطلق، فلا تأخر عن قول الحقيقة حتى وإن وقع الخطأ، أو زلت بعاملٍ قدم.
4. الإيمان بأن الإعلام في العمل الخيري مما يبتغى به وجه الله لما يوجبه ذلك من ضرورة مراعاة المتابعة والإخلاص.
5. الإحساس بالمسؤولية الإعلامية لكل جهة خيرية، في ظل قيامها على الثغرة التي اختارتها ميداناً لعملها.
6. مراعاة الأمانة في تأدية العمل الإعلامي.
7. التزام التثبت والصدق والشفافية في بيان الواقع.
8. مراجعة المختصين من رجال الإعلام، واستشارة العلماء وأهل الخبرة في مختلف القضايا والجزئيات.
9. مراعاة وحدة المبدأ في العمل الإعلامي مع التنوع في الأساليب وجِدِّة العرض.
4. الدور المستقبلي للقطاع الخيري ودور الإعلام
أولاً: الدور المستقبلي للقطاع الخيري(1).
1. التوجه نحو المجالات التنموية وهي تتطلب وضوحاً في التوجه وتجديداً في الأساليب، وابتكاراً في نوعية المشروعات والبرامج، فضلاً عن الاستعانة بالخبرات المتخصصة، والعمل وفقاً للمعلومة الموثقة.
__________
(1) . مستقبل الجهات الخيرية (151) الأثر الاقتصادي للأعمال التطوعية (4-14) اللقاء العلمي حول الدور التنموي الجديد لمؤسسات العمل الاجتماعي التطوعي بدول مجلس التعاون الخليجي.(5/9)
2. الشراكة مع القطاع الحكومي والخاص في مسيرة التنمية، حيث أكدت قمة التنمية الاجتماعية التي عقدت في كوبنهاجن عاصمة الدنمارك اتفقت غالبية الدول المشاركة أنه لا سبيل إلى تحقيق تنمية مستدامة إلا من خلال:
أ. الإقرار أن البعد الاجتماعي يعد السبيل الأمثل لتحقيق التنمية الاقتصادية، ومن ثم فإن تنمية المجتمع تعد أحد أهم ركائز التنمية الشاملة.
ب. الدعوة إلى تنمية مفهوم الشراكة بين مؤسسات الدولة الرسمية وبين الجمعيات والهيئات الأهلية(1).
3. زيادة الاهتمام ببناء الطاقة الانتاجية عند الطبقات التي يقدم لها القطاع الخيري يد العون والمساعدة، سعياً للحفاظ على دوره الأساس وهو تنمية المجتمع.
4. تبني المبادرات الاجتماعية لقطاع الأعمال، في ظل الاهتمام المتزايد بتطبيق المسؤولية الاجتماعية للشركات.
5. تغطية الدور الحكومي بعد خروجه من مباشرة العمل الاجتماعي، في ظل توجه كثير من الدول نحو هذه الاستراتيجية(2).
ثانياً: دور الإعلام تجاه ذلك الدور المستقبلي(3):
دور الإعلام تجاه الدور المستقبلي المنتظر من القطاع الخيري يحدد من خلال بعدين:
البعد البنائي.
البعد الوقائي.
__________
(1) . صندوق الزواج وإسهاماته في تفعيل السياسة الاجتماعية في دولة الإمارات العربية المتحدة (1) .
(2) . تصريح معالي وزير الشؤون الاجتماعية جريدة الرياض العدد (13762) بتاريخ 28/1/1427هـ. ومشروع تخصيص بعض خدمات الرعاية الاجتماعية في مراحله النهائية ومن المتوقع الانتهاء من تنفيذ الدراسة الخاصة بالمشروع قريباً وفقاً لتصريح وزير الشؤون الاجتماعية انظر: القائمة الإخبارية للمركز الدولي للأبحاث والدراسات (مداد) ( العمل الخيري اليوم ) .
(3) . الإعلام وقضايا الواقع الإسلامي (44 ـ 47) تخطيط الإعلام للمؤسسات الوقفية (32) وما بعدها بتصرف مناسب.(5/10)
نقصد بالبعد البنائي: إسهام الإعلام في الجهات الخيرية في تأصيل العمل الخيري في المجتمع وتعزيز قيمه بما يقدمه من مواد إعلامية متنوعة، وفيما يلي إشارة إلى بعض المجالات التي يمكن أن يسهم إعلام الجهات الخيرية فيها لتحقيق البعد البنائي:
1. الإسهام في بناء الإنسان المسلم الخيِّر الذي يطبق تلك الخيرية من خلال سلوكه بترسيخ مبادئ العمل الخيري في نفسه وتأصيل التصورات الصحيحة السليمة عن العمل الخيري وتنمية نوازع الأخلاق الحسنة التي تغذي ذلك الجانب والتطبيقات العملية في سلوكه.
2. العمل الجاد من أجل إشاعة روح التآلف والتعاون والتكافل بين أفردا المجتمع وتعزيز الشعور بالرحمة والإحسان تجاه الفئات الضعيفة.
3. السعي الفعال في دفع أفراد المجتمع ومؤسساته المختلفة نحو تبني العمل الخيري وتطبيق في مجالات الحياة المختلفة.
4. العمل من أجل تعميق مشاعر الرحمة والإحسان للفرد المسلم المحتاج، وتعزيز الرغبات الصادقة في نقله من موقع الحاجة والضعف إلى موقع الإنتاج والبذل.
5. نقل الأخبار والمعلومات المتعلقة بالعمل الخيري، لأن وصولها بصورة صحيحة هو مفتاح الأداء الناجح، وكم من الأفراد لديه الرغبة الصادقة للإسهام في إصلاح المجتمع إلا أنه يعاني من نقص في المعلومة وآلية البدء بالعمل وما الجهات التي يتصل بها.
6. لفت الإنتباه إلى دور القطاع الخيري في المسيرة التنموية التي يشارك فيها كلاً من القطاع الحكومي والقطاع الخاص.
7. بناء الثقة عند الجمهور والمؤسسات المعنية ( حكومية أو خاصة ) نحو العمل الخيري ومؤسساته.
أما البعد الوقائي فهو يسعى إلى مواجهة التحديات التي تواجه العمل الخيري في مسيرته، ومن أبرز الجوانب في هذا البعد:
1. الدفاع عن العمل الخيري، وبيان الحقائق وكشف التهمة المضللة التي يتهم بها القطاع الخيري وبعض رجاله.(5/11)
2. كشف مخططات الأعداء الذين يريدون إيقاف إقبال الناس على العمل الخيري الإسلامي ومضايقته في ميادين العمل.
3. تبصير الناس وتوعيتهم بخطورة التهاون في الدفاع عن العمل الخيري، وأثر ذلك في القطاع الخيري على المستوى البعيد.
4. التقليل من آثار الإعلام المضاد للعمل الخيري.
5. مقترحات لنجاح الرسائل الإعلامية للجهات الخيرية(1):
• التنوع في بث الرسائل الإعلامية من وسيله إعلاميه إلى أخرى.
• اختيار المادة الإعلامية التي تحقق هدف الجمعية قبل بثها إعلاميا.
• استغلال الأحداث اليومية في بث الرسائل والمواد الإعلامية المختلفة.
• اختيار الأوقات المناسبة لبث الرسائل الإعلامية.
• عدم تدفق الأخبار يوميا لوسائل الإعلام، بل يجب اختيار المواد الصحفية المناسبة وبثها، وليس شرطا أن تكون يومية، حتى لاتفقد الجمعية مصداقيتها لدى وسائل الإعلام. ورقة العلاقة التكاملية المقترحة بين وسائل الإعلام والجمعيات الخيرية.
ختاماً: " تطور الإعلام في المجتمعات الغربية ناتج لتطور حركة الحياة في تلك المجتمعات، والإعلام في البلاد الإسلامية لن يتطور ما لم يراعي في مسيرته قيم المجتمع المسلم الذي يعمل فيه، ومن أظهر تلك القيم وألصقها بالفرد قيمة الخير، ومن هنا فتطور وسائل الإعلام وعلو أمرها قرين لنظرتها نحو القطاع الخيري "
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..
المراجع:
1. الإعلام الإسلامي المفهوم والخصائص. د. سيد محمد الشنقيطي.ط/ دار عالم الكتب. الرياض.
2. الإعلام الإسلامي وسبل تطويره وإصلاحه.أ فيصل حسون .أبحاث ووقائع اللقاء الثالث للندوة العالمية للشباب الإسلامي بالرياض عام 1396 هـ بعنوان: الإعلام الإسلامي والعلاقات الإنسانية ( النظرية والتطبيق ).
__________
(1) . العلاقة التكاملية المقترحة بين وسائل الإعلام والجمعيات الخيرية (3)(5/12)
3. الإعلام من أهم الوسائل للتعريف بالعمل الخيري .تقرير بمجلة مواكب العدد ( 17 ) جمادى الأولى عام 1424 هـ.
4. الإعلام والنشاط الأهلي. محمد الرميحي. ورقة عمل في مؤتمر التنظيمات الأهلية العربية بالقاهرة. نشر مركز التميز.
5. الإعلام وقضايا الواقع الإسلامي د. عبدالقادر طاش. ط/ مكتبة العبيكان. 1416هـ.
6. الأنشطة الإعلامية للجمعيات الخيرية العاملة في المملكة العربية السعودية. د إسماعيل النزاري ط/جمعية البر بالمنطقة الشرقية .
7. تأثير الحملات الإعلامية على الرأي العام ( دراسة نموذج الحملات الانتخابية ) د. رافد حداد. شبكة الانترنت.
8. تخطيط الإعلام للمؤسسات الوقفية. د. عثمان أبو زيد عثمان. ط/ دار غيناء للنشر 1425هـ.
9. التخطيط الإعلامي في الإسلام .محمود كرم سليمان ط / دار الوفاء .
10. الداعية واستخدام وسائل الإعلام المطبوعة.د: إسماعيل النزاري.
11. العلاقة التكاملية المقترحة بين وسائل الإعلام والجمعيات الخيرية.طالب محفوظ .سجل أوراق العمل بالملتقى السنوي الثاني للجهات الخيرية بالمدينة المنورة .
12. قضايا إعلامية ساخنة. د. سيد محمد الشنقيطي.ط/ دار الفضيلة. الرياض.
13. كيف تخوض معارك الأعمال عبر وسائل الإعلام. مايكل ستريك وآلان ماير. خلاصات العدد (202) عام 2001م. الشركة العربية للإعلام العلمي ( شعاع ).
14. مقدمات للنهوض بالعمل الدعوي.أد عبدالكريم بكار ط/ دار القلم بدمشق.(5/13)
بداية نبارك لكم هذا التواصل في ملتقاه الثاني ونسأل الله تعالى أن يبارك فيه وينفع به..أكتب هنا بناءً على دعوتكم الكريمة لمشاركتنا والتي سأمسك فيها عن الكثير من الأسئلة التي تدور بخلدي حول طبيعة العلاقة الثنائية للملتقى ولعلي أعزو ذلك إلى غياب جزء من تلك الصورة عنّا فيما طُرح بالملتقى الأول ، ولابأس أن نقول مستعينين بالله .. فيما يخص المحور الأول:
أ / الإعلام وخدمة القرآن:
بأنه لاشك أن للإعلام دور كبير في توضيح الصورة حول أي منشط أو مؤسسة وهو معها إما بالتعريف ابتداءً أو بتصحيح المفاهيم المغلوطة حول أنشطتها ودورها في المجتمع واقعاً ملموساً وشاهداً على فاعليتها , وإذا سلّمنا بأن على رجل الإعلام المسلم مسؤولية عظيمة تجاه دستور هذه الأمة ومصدر تشريعها فإنه يتوجب عليه استشعار أمانة الكلمة التي يتحملها من جملة الأمانات التي كُلف بها بنو آدم وبالأخص أبناء هذا الدين تجاه كتاب ربهم .
إن العمل في قطاع يهتم بنشر تعليم كتاب الله لهو شرف يلحق كل منتسب له , وفي البلاغ عنهم ودعم رسالتهم وخدمة هدفهم شرف لايقل عما تقلدوه هم ابتداءً , ومايقوم به بعض الإعلاميين –مشكورين مأجورين- من تغطية مناشط الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن في المملكة بدعوة رسمية أو بدونها لهو جزء في غاية الأهمية من رسالتيّ الإعلام والجمعيات في خدمة كتاب الله –وهذا بالنسبة إلى مايُنتظر منه تجاه الجمعيات، أما ماينتظره منه مجتمعه- فإن على عاتقه تقع المسؤولية تجاه المد والجزر في الأنماط الفكرية والسلوكية لأبناء المجتمع , وبقدر الزيادة في منسوب النضج الفكري للمجتمع تجاه أي قضية تشغله أو تهمه تُقاس نسبة النجاح للدور الإعلامي حياله.
إن دور القرآن في تقويم سلوكيات المجتمع ليس بالدور اليسير الذي لايستحق أن تخصص له لجنة إعلامية في كل قناة إعلامية مقروءه أو مرئية وظيفتها التغطية والدعم في كل الأحوال.(6/1)
ولأن الحضور الإعلامي في هذا الملتقى يغلب عليه الإعلام المقروء فإننا نهيب بدورهم ونستثير فاعليتهم وتعاونهم في تخصيص لجنة لتغطية جمعيات التحفيظ بالمملكة , وتخصيص صفحة مجانية لها أسبوعية أوشهرية تشتمل على أخبار دعم ولاة الأمر لتلك الجمعيات في مناطقهم والإعلانات والتقارير والإحصاءات وكل ماتطلعهم عليه الجمعية من مخرجات، ليكون هذا ضمن الدور الإعلامي في تقويم مفاهيم المجتمع وتصحيح مساره والحفاظ على هويته بربطه بكتاب ربه , ولانشك بعد أن يقوم الإعلام بدوره هذا في الأثر الذي سيتركه والبصمة التي سيطبعها على أبناء المجتمع.
وصدق الله " إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم " ولن تستقيم أمة أو مجتمع إلا بالرجوع لكتاب الله ، وعلى قدر اهتمامها به سيكون صلاحها ورفعتها.
ب / تواصل الجمعية مع الإعلاميين بين الواقع والمأمول:
بالنظر إلى الفئات المستهدفة للجمعيات وماتركز عليه من التنمية البشرية في المجتمع والمتمثلة غالباً في الدور النسائية (وهن مصانع الرجال ) وحلقات الناشئة
(وهم المستقبل والبناء التنموي الوطني ) فإنا نجد أن الإعلام لايكاد يلبي الإحتياج المطلوب مقارنةً بعظم الدور الذي تقوم به تلك الجمعيات.
لاغضاضة في القول بأن دور الجمعيات بات لايقل أهمية وفاعلية عن دور القطاعات الخدمية الأخرى للمواطنين , بل إن دورها تجاه المجتمع يكاد يزاحم القطاع الصحي والتعليمي مروراً بالخدمة المدنية , ومع ذلك فإن الواقع يلزمها بموقع ثابت في ذيل قائمة القطاعات !! بما فيها وزارة الأوقاف والدعوة والإرشاد التي تتقلد المظلة الشرفية فقط دون أي تبعة نظامية أو مالية ..!!(6/2)
إن الدور المطلوب من الإعلام بهذا الصدد هو إبراز الدور الريادي لهذه الجمعيات في المجتمع لتقف جنباً إلى جنب في مصاف قطاعات الدولة الرسمية، وأعتقد بأن الجمعيات والآلاف من المستفيدين من رسالتها بحاجة إلى قفزة إعلامية داعمة لتثبيت مواقع الجمعيات على خارطة المجتمع واهتمامات أبناءه فلايُكتفى بمجرد التغطيات ولايُتوقف عندها..
" كانت هذه إشارة ولفتة نرجو التوضيح أو التعليق بشأنها لتبنيها إعلامياً إن صحت في مجالها "
المحورين/
ت / التطوير والإبتكار الإعلامي في خدمة جمعية تحفيظ القرآن بتبوك:
ث / متطلبات الإعلامي من الجمعية:
مترتبان على ماقدمناه من اقتراح في المحور الأول.
وإن كان المجال للأفكار فيه يتسع ويُستحدث بشرط التواصل المستمر بين الجمعية ورجل الإعلام أولاً..
..ثانياً بالإطلاع على صلاحيات الإعلامي نستطيع تقديم الأفكار التي تخدم الجمعية وتخدمه على حد سواء أثناء قيامهما برسالتيهما بما يتناسب مع الظروف المصاحبة لطرحها..
ختاماً .. نسأل الله تعالى أن يوفق القائمين على مثل هذه الملتقيات والمشاركين فيها والتي تمثل الخطى الجادة في بناء هذا المشروع الضخم للتواصل بين الجمعيات والإعلام في منظومة رائعة تحقق وحدة الصف واجتماع الكلمة على هدف خدمة كتاب الله..
هذا والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
كتبته/ المحاسبة المالية بالقسم النسوي بجمعية تحفيظ القرآن بتبوك(6/3)
الفكرة :
مقدمة
لوحظ في الآونة الأخيرة انتشار القنوات الفضائية الإسلامية والتي خرجت من حيز البيئة المحيطة بها لتوجه خطاب إسلامي إلى الأمة بأكمالها , وحيث أنه لا يخفى عليكم دور مثل هذه القنوات , في توعية الناس وإبراز جهود أي منشأ تدخل في هذا المجال , ولو أخذنا ورقة وقلم وبدأنا بعد الأشخاص الذين يستفيدون من هذه الوسيلة , لعجز القلم عن العد ...
فالمشاهدين كثر , والمسلمين متلهفين لمثل هذه الوسيلة التي تخدم الدين والملة .
منبع الفكرة :
بسبب التسابق السريع في وسائل الأعلام الحديثة وما تقدمه من تميز وسبق وتغطية لشريحة كبيرة من الناس , اتخذت بعض الجهات الخيرية مسلك الإعلان في القنوات الفضائية الرائدة , وهو خط جيّد وما نجاح ( كليب الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بتبوك )
إلا أدّل دليل على ذلك , ولكن تبقى هناك التكلفة المادية تشكل هاجس يؤرق الإدارات المالية في مثل هذه الجهات الخيرية , فتكلفة إنتاج مثل هذه المواد ضخمة , وتسويقها في القنوات هى بالتأكيد هاجس آخر وتكلفة أخرى ..
لذا فالفكرة المقدمة في هذا اللقاء أن يتم هناك تجمع لأكثر من جمعية خيرية لتحفيظ القرآن الكريم على مستوى المملكة , وإنشاء قناة تلفزيونية تتحدث بلسان هذه الجمعيات , يعرض فيها الجديد والنافع والبرامج الحوارية , والعديد من البرامج التي تعطي جانب إعلامي , ومن جهة أخرى مردود مالي .
وقد تظهر مشكلة تكلفة مثل هذه القنوات أنها عالية , ولكن هناك دراسات بأرقام حقيقية ومن خلال زيارات لمؤسسات إعلامية اتضح أنه بإمكان كل جمعية دفع مبلغ من المال - قد يكون تكلفة إنتاج مادة إعلامية – وتصبح شريك في إنشاء القناة تعرض من خلالها رؤاها وإنجازتها وأهدافها ... إلخ .
وبالتالي وفرّنا وسيلة إعلامية تستطيع من خلاله الجمعيات الدخول في مجال الإعلام المرئي والاستفادة منه .
هذه الفكرة بكل إختصار ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد .(7/1)
أخوكم الشيخ / سلطان بن عبدالله العمري
المشرف العام على موقع ياله من دين(7/2)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد النبياء والمرسلين وبعد:فان القران الكريم نزل برسالة بشرية جمعاء تضمنت
اعلاما وبيانا وبلاغا ونبأعظيما لكل الناس ولكل زمان ومكان فقد انزل الله القرآن على نبيه صلى الله عليه وسلم ليخرج به الناس
من الظلمات الى النور فتلقاه عنه أصحابه حفظا وفهما وتدبرا وعملا ،فاصبحو اسادة في زمانهم،ثم تلقاه عنهم التابعون ثم
اتباعهم وهكذا الى يومنا هذا ،ومن هنا كان على الاعلام مسؤلية كبيرة في خدمة القرآن بجميع وسائله المقروءة والمسموعة
والمرئية، لان هذا القران هوالمحجة البيضاء التي ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس عليهامع سنته المطهرة فمن زاغ
عنهما فهو الها لك .والاعلام الذي يخدم القران له مبادئ وأسس متينة ينطلق منها ومن أهمها مايلي:
1_توجيه الانسان نحو الخالق سبحانه وتعالى ليحقق الهدف الذي من أجله خلق الخلق وهو عبادته.
2_التزام الصدق ولأمانة في كل مايعرض ويكتب وينشر للناس ورفض الباطل بجميع صوره.
3_الوسطية فهو لايغلو في جانب ما فيطغى عليه كما هو الحال في وسائل الاعلام الا خرى.
4_الشمولية فيما يعرض من جهة المادة ومن جهة السن فا لكل يستفيد منه الكبار والصغار الرجال والنساء.
5_التطوير ومواكبة العصر في كل مايستجد .
6_الجاذبية ولاسلوب في العرض والطرح اللشاهد.
وفي زماننا هذا فانة لا يخفى على القارئ الكريم بعضا من الصور الحية في خدمة الاعلام للقران الكريم وتركت الحديث عنه
خشية الاطاله ولعل من المهم هنا أن أشير الى أنه يبقى على الجمعيات الخيرية لتحفيظ القران ان ترقا هي بمستواها الا علامي من
خلال طرق شتى منها :1_أصدار مجلة علمية شهرية لكل جمعية تهتم بنشر أخبارها وما تم من انجازات وبرامج لها حتى يكون
الناس على دراية بها.2_فتح موقع الكل جمعية على الثبكة العنكبوتيه ليتيسر للناس متابعة أخباره أولا بأول.3_التعاون مع رجال(8/1)
العلام ورفع تقارير يوميه وشهريه وسنويه عن كل أعمال الجمعيه حت تبث عبر وسائل الا علام المختلفة.4_التعاون مع خطباء
الجمعه لابراز دور الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرأن في المجتمع واثرها فيه من خلال حلقها المنتشره في كل حي وتميز خريجيها
من شباب وفتياة صالحين .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.
وكتبه:د_نويجع بن سالم بن عيد العطوي
عضو هيئة التدريس بجامعة تبوك /كلية المعلمين
مواليد 1388ه
المؤهل العلمي:دكتوراه في السنة وعلومها من جامعة أم القرى عام 1428ه(8/2)
عنوان البحث : متطلبات الإعلامي من جمعية تحفيظ القران
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله على ما أنعم به علينا من وجود مثل هذه الجمعيات الخيرية لتحفيظ القران الكريم وانطلاقاً من أهمية هذه الجمعيات وأهمية التعريف بها والتعريف بمقاصد القران ودور الإنسان في سعيه للتعرف على حق ربه علية و الاستفادة من هذه الفرص المتاحة للإنسان للتعرف على ربه من خلال معرفته بكتاب الله فيمتلئ القلب شوقاً إلية.
والقران هو دستورنا الذي نسير على نهجه وندعو إلى تطبيق ما فيه من أحكام ومسؤولية المسلمين اتجاه ذالك .
التعريف بمفهوم الإعلام ـ تعريف بوسيلة الإعلام . ـ ثم التعرض لمناقشة متطلبات الإعلامي من الجمعية ، وملاحظاتي من خلال رئي من لهم خبرة في وسائل الإعلام في هذا الموضوع .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم النبيين، وعلى أله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
وبعد :
مقاصد القران:
إن أول مقاصد القران الكريم هو تعريف الناس بالله ’ هذا الرب العظيم المتكلم بالقراّّّّن جل جلالة ؛ولذلك جاء تعريف الله لذاته ـ سبحانه ـ بأسمائه الحسنى ؛ مباشرة بعد التنبيه على عظمة هذا القران. كأنه قال لك:اعرف القراّّن أولاً لتعرف الله. أوَليس هو ـ تعالى ـ المتكلم بالقراّّن؟ قال ـ جل جلاله ـ يصف ذاته :{هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم {22} هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون {23} هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض و هو العزيز الحكيم}}الحشر:22ـ24 { فقرأ وتدبر.
تراخينا عن سلوك طريق المعرفة به في الرخاء ’ فبقينا هملاً’
لو كان الناس يعرفون الله حقاً لرأيت الحال غير الحال؛ ولرأيتهم يسابقون في أداء حق خالقهم(9/1)
ومن أثقل الاّّّّيات القرآنية وأعمقها دلالة على الموقع الوجودي للإنسان من الخلق قوله ـ تعالى ـ :{هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً {1}إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً{2}إنا هديناه السبيل إما شكراً وإما كفوراً{3} إنا أعتدنا للكافرين سلاسل وأغلالاً وسعيراً{4}إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافوراً} }الإنسان :1ـ5 { .إن(قضية الخلق )تمثل مفتاح فهم الربوبية’ والمعنى الوجودي والوظيفي للإنسان .
إن هذا الحق بقدر ما هو متعلق بذمة الإنسان لربه الذي خلقه’ فإنه يستفيد منه معنى عظيماً لوجوده.إن إحساسه بوجوب هذا الحق عليه يخرجه من التيه الوجودي الذي ضاعت فيه أفكار الكفار من العالمين .أو بعبارة قرآنية يخرجه{من الظلمات إلى النور } }البقرة:257{ .
إن معرفة الله من ههنا تبدأ :الشعور بالفرح به ـ تعالى ـ رباً خالقاً ’ والأنس بجماله ـ عزوجل ـ
إلهاً رحيماً ؛فيمتلئ القلب شوقاً إليه تعالى ’ ثم تنشط الجوارح للسير إلى بابه الكريم ’ والعروج إلى رضاه ’ عبر مدراج السالكين ’ ومنازل السائرين.فيجد الإنسان الأنس كل الأنس كلما ازداد معرفة بالله جل جلاله .
ولننصت الآن في ذلك إلى القران العظيم؛ حيث يقول الله ـ عز وجل ـ معرفاً بذاته ـ سبحانه ـ :{ هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى }} الحشر:24 {.
انطلاقاً من فضل كتاب الله عز و جل . وأنه دستورنا الذي نسير على نهجه وندعو إلى تطبيق ما فيه من أحكام و مسؤولية المسلمين تجاه ذلك ’ من الضروري الاستفادة من كل الوسائل المتاحة لخدمته وتسخير هذه الوسائل لتحقيق هذا الهدف مادمت هذه الوسائل لا تخالف شرع
ويأتي في مقدمة هذه الوسائل الإعلامية ’الصحافة والانترنت ومما يساعد ً ما يلاحظ من إقبال الناس على الإعلام .
هناك مسؤولية دينية وتوعويه يجب على الإعلام أن يراعي فيها خدمة المجتمع من خلالها .(9/2)
فعلاقة الجمعية بالإعلام علاقة تكاملية من خلالها يسعى كل منهم لخدمة كتاب الله .
ومفهوم الإعلام:
هو تزويد الناس بالأخبار الصحيحة والمعلومات السليمة والحقائق الثابتة التي تساعدهم على تكوين رأي صائب في واقعة من الوقائع بحيث يغير هذا الرئي تغبيرا موضوعيا عن عقلية الجماهير واتجاهاتهم ومولاتهم
ووسائل الأعلام هي :
مجموعة المواد الأدبية والعلمية والفنية المؤدية للاتصال
بالناس بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال ما تعبر به عن ذالك مثل ـالصحافة والإذاعة والتلفزيون ووكالات الأنباء والمعرض
ـ فالرسالة الأعلامي لها أهداف ومضامين ووسائل الأعلام المقروء والمسموع والمرئي
كما عرف الدكتور حميد الدميلي أن التخطيط الأعلامي يعرف بأنة توظيف الإمكانيات البشرية والمادية المتاحة من اجل تحقيقه أهداف معينه والأعلام له دور في مثل هذه الرسائل الإعلامية في التغيير الحضاري للأمة .
ـ متطلبات الأعلامي من الجمعية :
إيجاد إعلام متخصص في العمل الخيري و الاستفادة من معطيات ودور وسائل الإعلام المختلفة من خلال إنشاء إدارات للإعلام والعلاقات العامة في تلك الجمعيات ووضع الخطط اللازمة لتفعيل دور الإعلام في العمل الخيري .
أن الجمعية إذا أرادت الوصول إلى أهدافها وتحقيق رسالتها والتعريف بأنشطتها وبرامجها وأعمالها فلا بد من التخطيط الأعلامي للتعريف بمناشط الجمعية المختلفة واستغلال ألإحداث المنوعة للتعريف بأهمية الجمعية.
ـ أن ينبثق عن اللجنة الثقافية في الجمعية مجموعة إعلامية مهمتها عمل إعلانات عن أهمية إقامة مثل هذه الجمعيات، وتوزيع منشورات في المدارس نهاية العام حتى تستفيد الطالبة من إجازتها .
ـ إتاحة الفرصة لإجراء الحوار مع المسؤولات ومع الدارسات لنقل الصورة الحقيقية بدور هذه الجمعية وما تقدمة من خدمات جيدة للمجتمع .
ـ وإيجاد إعلام متخصص في العمل الخيري (مسئولي الأعلام والعلاقات العامة )(9/3)
ولقد أحسنت الجمعية الخيرية لتحفيظ القرءان الكريم في إقامة ملتقى للتواصل يجمع فيه نخبه من العلماء والمفكرين والمهتمين بشؤون القرءان بهدف إبراز مشاريع وبرامج الجمعية لوسائل الأعلام المختلفة وسوف أتناول في ورقة العمل احد المحاور الهامة .
وهي متطلبات الأعلامي من الجمعية ،وأرجو أن يكون لمحتواها الفائدة والنفع .
1ـ مد جسور التعاون بين الجهات الإعلامية المسموعة والمرئية والمقروءة بالاتصال المباشر والتواصل مع الإعلاميات من خلال اللجان النسائية .
2ـ تحديد آلية البرامج التي تنفذها الجمعيات لمناسباتها ولقاءاتها السنوية وإعلام الصحفي والصحفية هاتفيا قبل موعد المناسبة بأيام حتى يتسني للصحافة متابعة الحدث ونشر الخبر وتغطية المناسبة في حينها .
3ـ تعاون العلاقات العامة بالجمعيات مع جهات الأعلام وإعداد الخبر وتجهيز المعلومات عن جميع الفعاليات والأنشطة بشكل متكامل وتزويدهم بالتقرير ليسهل على الصحافة القيام بدورها .
4ـ دعوة الصحفيين والصحفيات ومقدمي البرامج إلي الانضمام إلي لجان الجمعيات والاستفادة من خبراتهم في مجال عملهم ومنحهم بطاقة عضويه متميزة للمشاركة في أنشطة الجمعية وبرامجها ودوراتها دون رسوم .
5ـ دعوة الإعلاميين والإعلاميات بشكل دوري ومناقشتهم فيما يستجد من أمور (خلال حفل شاي بسيط و ودي ) .
6ـ تكريم الجهات الأعلاميه المشاركة سنويا واختيار أفضل صحفي وصحفية لتشجيعهم على التواصل وبالمكان،تحديد أفضل تقرير أو تغطية صحفية وإدراجها في التقرير السنوي ليكون حافزا لاستقطاب همم بقية الإعلاميين .
ملاحظة :(9/4)
استنتجت هذه المطالب من خلال تحدثي مع عدد من الصحفيات حيث بدا عليهن بعض الاستياء من تجاهل الجمعيات لهن وتهميش دورهن الأعلامي في عدم مخاطبتهن شخصيا وإرسال ما لدى الجمعية من برامج للمكاتب الصحفية مباشرة لاسيما إذا كانت هناك فعاليات ومناسبات خاصة بالنساء مما ينفرهن من التوصل مع اللجان العاملة في الجمعيات وهذه أحدى أسباب تجميد مناشط الجمعيات وعدم تحسين صورتها بالشكل المأمول من خلال الصحافة التي من أهم أدوارها نقل المعلومات وإبراز أهميتها لجميع شرائح المجتمع وبالتالي ينتج عنها إتساع دائرة التعامل مع الجمعيات وتواصل رجال الأعمال والمحسنين لدعم أهدافها.
هذا والله أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
مقدمته :خضرا دخيل الله الشامان.
جمعية تحفيظ القرءان الكريم.
المرجع:
كتاب الثقافة والإعلام والاتصال – سيد لبيب
مجلة البيان – العدد 197 رجب 1423هـ
العلاقة التكاملية المقترحة بين وسائل الإعلام والجمعيات الخيرية – طالب يسلم بن محفوظ (جريدة عكاظ ).
الفهرس:
الموضوع : رقم الصفحة:
ـ المقدمة ......................................................1
ـ مقاصد القران...............................................2
ـ مفهوم الإعلام ............................................3
ـ وسائل الإعلام..............................................4
ـ متطلبات الإعلامي من الجمعية...........................5
ـ ملاحظة ....................................................7
ـ المراجع.....................................................8
ـ الفهرس.....................................................9(9/5)
ورقة عمل مقدمة
لملتقى تواصل الإعلام الثاني
لمؤتمر الجمعية الخيرية لتحفيظ القران الكريم
بعنوان
متطلبات الإعلامي من الجمعية
مقدمته
الدكتورة : إلهام سرور معزي البلال
تخصص : علم نفس تربوي
أستاذ مساعد بكلية التربية ، بجامعة تبوك
1429هـ -2008م
المقدمة :
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي أنزل عليه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، النور المبين وحبل الله المتين، يهدي به الله من اتبعوا رضوانه سبل السلام، ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه، ويهديهم إلى صراط مستقيم، صراط الله الذي له ما في السموات والأرض، المهيمن على الكتب والصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى،القائل في محكم كتابه قال تعالى : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (الحج77).(10/1)
حقيقة لما أخفقت الحضارة المادية المعاصرة في تحقيق سعادة الإنسان ، فجلبت له لشقاء النفسي رغم الرفاهية المادية ، والصراعات نحو التفوق والسيطرة مع التقدم العلمي والتقني ( التكنولوجي ) ؛ أيقن العقلاء من البشر أن هذه الحضارة ليست أهلا لدور الزعامة والقيادة الذي خلع عليها وزيف لها ، فشرعوا يلتفتون حولهم عن الجدير بهذا الدور ، وينقبون في تراث البشرية ويستقرئون تاريخها باحثين عن هذا الغائب المنتظر ، وأشار غير قليل من مفكري العالم إلى الحضارة الإسلامية المتفيئه لهدي الله فاطر السموات والأرض ، وما نعم به ماضي البشرية في ظلالها الوارفة ، وما يمكن أن تنهض به في انتشال واقع البشرية اليوم من وهداته ، ورد الغلو المادي في الحضارة المعاصرة إلى حده الطبيعي الذي لا تحيف به الحضارة الإسلامية ولا تنكره ، وإنما ترده عن أن يكون غاية النشاط الإنساني ( صلاح أحمد الطنوبي : 2006 ) .
وفي هذا الخضم برز مفهوم العولمة وامتدت للشبكات الرقمية وتطور نسق نمو الاقتصاد اللامادي وانهارت الحواجز الجغرافية والجمركية وتبلورت ملامح مشروع الطرق السريعة للإعلام, وتأكدت الحاجة إلى المزيد من المؤسسات الإعلامية بهدف المساهمة مع الجمعيات التطوعية والمؤسسات الخيرية ؛ لإيجاد صيغ جديدة للتعاون والتكامل بين مختلف الدول والمجموعات ، حيث أدركت مختلف المنظمات الخيرية أنه لا يمكن لها تحقيق أهدافها وبرامجها وهي بعيدة عن الرأي العام, لا تحظى بمساندة الشرائح التي أوكلت إليها الدفاع عن مصالحها, وفي هذا السياق أتى طرح مفهوم فعل الخير والبر في عصر جديد ومجتمع يقوم على تفاعل الإنسان والمجتمعات كاملة عبر شبكات الاتصال والمعلومات وسائل الإعلام المختلفة وتطورت المشكلات التي يعاني منها المستضعفون كما تغيرت الحلول العملية أمام الجمعيات والمنظمات المدعمة لإدارة الخير والبر ( مصطفى مصمودي :2002 ) .(10/2)
وأصبح الإحسان الذي كان يقوم على الكتمان في حاجة إلى الإعلان من أجل مصلحة الإنسان، وظهرت آليات جديدة للاتصال والإعلام من شأنها المساعدة على إيجاد الحلول التي تخفف من الضغوطات والصعوبات و التي تتعرض للعمل الخيري والمنظمات المختصة في النشاط القائم على البذل والتطوع ، وتأكدت بالتالي ضرورة تحديث البنى المؤسساتية لهذه الجمعيات مع إبراز الطابع الخاص بالخير والعطاء الإسلامي وتطوير أساليب الدعوة إليه والاعتماد في ذلك على التقنيات الحديثة للاتصال والمعلومات ( مصطفى مصمودي :2002 ). ومن هنا تأكدت الحاجة إلى تناول الموضوع من الوجهة الإعلامية إذ أصبح الاتصال المباشر لا يكفي لتأمين التفاعل بين مختلف الشرائح المعنية, كما أن مضمون الخطاب المباشر لا يكفي لتأمين التفاعل بين مختلف الشرائح المعنية, كما إن مضمون الخطاب الجمعياتي أصبح يتجاوز نقل الخبر المجرد ويعتمد على إستراتيجية واضحة وخطة مدققة وبرامج إعلامية متفاعلة مع المحيط, مساندة للاختيارات الوطنية الكبرى وملتزمة بالتعبير عن مشاغل المجتمع المدني بأسره وبتحقيق الأهداف الخيرية التي يغذيها الوازع الإنساني النبيل ، حيث أن قضية الإعلام ودوره في دعم المؤسسات الخيرية هي دائما قضية الساعة ، وذلك منذ القدم وحتى اليوم وفي المجتمعات الإسلامية خاصة والمجتمعات العالمية بصفة عامة .فنجاح أي حملة تهدف إلى توجيه الرأي العام في مجتمع ما يعتمد على كيفية التعامل مع المؤسسات الخيرية و العلاقات العامة في هذا المجتمع ، والتي تقوم بتوجيه الرأي العام من خلال عدة وسائل ، أهمها البرامج الإعلامية والمؤتمرات والندوات واللقاءات ؛ فالحديث عن الجمعيات الخيرية بدأ في المملكة العربية السعودية عام 1994 هـ ، حين نشرات جريدة ( المدينة ) بعض المشكلات والقضايا الخاصة بالجمعيات الخيرية ، مما دفع الكثير من الكتاب والصحفيين للكتابة بالموضوع ، والبحث في حقيقة كل ما يقال عن هذه(10/3)
الجمعيات ، كما أن زيادة الجمعيات الخيرية في الفترة الأخيرة أعقبه اهتمام بها ، عدا الاتهامات التي توجه لها ، ومن هنا تتجلي أهمية العلاقة بين الجمعيات الخيرية والإعلام ( أحمد البوعلي :2005 ).
لقد جاء الإسلام منذ أربعة عشر قرنا بمفاهيم جديدة وبأصول ومبادئ متميزة في كافة المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، صحح بها مسار الحياة البشرية وهداها وأحياها للتي هي أقوم ؛ ولعل من أهم ما جاء به الإسلام في المجال الواسع والتطوعي ، هو مفاهيمه المتميزة في البذل والعطاء ، والتي هي طوق النجاة للبشرية جمعاء ؛ ومن هنا كانت كنوز الجمعيات الخيرية والمؤسسات التطوعية في حاجة دائمة إلى التوعية بها والإعلان عنها ؛ حتى يقتنع ويلتزم بها ، ليس العالم الإسلامي فحسب ولكن العالم أجمع - وتكون بوابة لدعم والمساندة والبذل والعطاء - فالإعلام هو حجر الزاوية في بناء المؤسسات الخيرية والشرع الإسلامي قد استخدم أساليب الإعلام استخداما معجزا لإيقاظ الضمير ، وإستجاشة مخافة الله تعالى وتقواه باعتبار ذلك هو الضمان الأكيد والمتميز لشرائع الإسلام التي تنبثق ضوابطها من ضمير كل فرد من أفراد المجتمع .(10/4)
وقد ذكر صلاح أحمد الطنوبي ( 2006 ) أن الإعلام بما يتضمنه الإسلام من قيم إنسانية ، ومثل ومبادئ بهدي الله تعالى ، والكشف عن جوهرها ، يعد من الواجبات التي يجب ألا تهن في النهوض بها جهود الأفراد والجماعات الإسلامية ، سعيا لتحقيق الرخاء العالمي والرفاهية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية ، فلا أثر للقيم والمبادئ مهما سمت وعلت إن ظلت حبيسة الصدور والأسفار واستأثر بها الخاصة وافتقد العامة نموذج السلوك القويم التي تهديهم إليها هذه القيم والمبادئ والمثل ؛لذلك فالإعلام يستطيع أن يصنع صورة للجمعيات الخيرية سلبية كانت أو إيجابية ، حسب طريقة تناول الإعلام لها والجوانب التي يطرحها ويركز عليها ؛لأن الإعلام حلقة وصل بين الجمعيات وما تقدمه من أعمال .(10/5)
أن التطوّع مصطلح شرعي تنزّل به الوحي الإلهي على سيدنا محمد _صلى الله عليه وسلم_في موضعين من القرآن الكريم، وكليهما في سورة البقرة.قال تعالى : (وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ) وقوله تعالى :(فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ) ؛وبما أن مصطلح التطوّع له عمق في تاريخ أمتنا الإسلامية، وليس وليد حاجة طارئة أو ظرف مؤقت، الأمر الذي يستلزم ضرورة العناية به،دراسة وتأصيلاً، علما وإعلاما ، وفق إشكاليات معاصرة ومتطلبات متعددة، وفي ضوء الظروف الدولية المعاصرة، والمتغيرات السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية للأمة الإسلامية، وسط العالم المعاصر من حولنا، خاصة مع الحالة المتردية لأمتنا الإسلامية ، واقتحام وسائل الإعلام المعاصرة كافة المجالات ( سلامة نجم الدين الشرابي : 2007 ) . وفى الحقيقة رغم الخصومة الظاهرية بين الدين ووسائل الإعلام قدمت الدراسات الكثير من الدلائل على أن الدين ووسائل الإعلام يحتلان نفس المكانة والمساحة في الحياة المعاصرة- وهما يتلاقيان- وبالطبع لا يتلاقيان كليا! بينهما الكثير من النقاط العامة المشتركة التي لها معنى ( أحمد محمد صالح : 2005 ) . وبالنظر إلى الخطوط العامة لهذا التقارب يؤكد أميمة معراوي دور وسائل الإعلام وهيمنتها في العالم أجمع بقوله ":إن العصر الذي نعيشه هو عصر المعلومات في كل مجالات الحياة ولا أحد يختلف على ذلك والمعلومات أصبحت صناعة وحرفة ويدفع في صياغتها أكثر مما يدفع في صناعة الاستراتيجيات وجميع المعلومات هو تزاوج بين تكنولوجيا الاتصالات والفضاء والحاسبات الالكترونية التي لديها القدرة على تخزين المعلومات وسعة الأفق أمام الإنسان للحصول على المعلومة في أي وقت يشاء مؤكدة أن وسائل الإعلام تقوم بوظيفة إخبارية تنقلها إلى الإنسان الذي هو بحاجة إلى المعلومات كحاجته إلى الإبصار ( حنان عارف : 2007 ) .ويؤكد سلمان ا لعمري أن(10/6)
الإعلام يتحمل مسؤولية كبيرة في دعم العمل الخيري ومساندته والتعريف به وبالآثار الإيجابية المترتبة على الأعمال الخيرية عموماً التي تتلخص في التعريف بالجهات العاملة في القطاع الخيري، والتشجيع على دعمها، وعرض الآثار الإيجابية للأعمال الخيرية، ودفع الشبهات التي تحاك ضدها مشيراً إلى أن الإعلام يمكن أن يقوم بهذا الدور بتنظيم آليات لاستقبال المعلومات الخاصة بعمل المؤسسات والجمعيات الخيرية داخل المؤسسات الإعلامية ذاتها، وفتح قنوات اتصال دائمة مع هذه الجمعيات الخيرية واستضافة القائمين عليها وإلقاء الضوء على النتائج الإيجابية للأعمال الخيرية ( طالب يسلم بن محفوظ: ب. ت ) .
ولما كان قوام الإعلام هو مضمونه المتمثل في المعاني والأفكار والآراء والمعلومات والحقائق، ولما كان وعاء ذلك كله هو الكلمة التي مادتها في الواقع هي الحقيقة، والناس محتاجين إلى الكشف عنها في وضوح وتنوع وتدرج (سيد محمد الشنقيطي: 1996 ). وليس من سبيل إلى تحقيق ذلك في حياة الناس بصورة مثلى إلا من خلال الإعلام الإسلامي لقيامه على الحق وصلته الشديدة بفطرة الناس واستجابته لمتطلباتها وقدرته على إزالة هموم الناس، وإيجاد الحلول الناجحة لمشكلاتهم في الحياة ، وما ذلك إلا لقيامه على الحق الصراح ، وبعده عن الكذب والخداع والتزوير وصور الافتراء الإعلامي التي يعج بها الواقع الإعلامي في عالم اليوم . يجب أن لا نخاف من أن نضرب كبد الحقيقة ؛ فعلى الرغم من أن هناك صحافة وإعلاما عالميا محترما صادقا إيجابيا ، فقد ظهر في الآونة الأخيرة في الإعلام العالمي ، إعلام التأليف والتركيب والفبركة لخدمة مصالح سياسية مشكوك في سلامة أركانها ، وقد عايشنا نحن في العالم العربي أحداثا رهيبة قامت على أساس معلومات محقونة .(10/7)
لقد تأثر الإعلام في العمل الخيري – كعنصر مهم جدا – في التواصل بين الجمعيات الخيرية والمجتمع بهزة الحادي عشر من سبتمبر تحت شعار (محاربة الإرهاب) انطلقت الحملات الغربية العدوانية على المؤسسات الخيرية الإسلامية إعلامياً وميدانياً في معظم دول العالم، ومازالت على أوجها حتى الآن في اتهام صريح لتلك المؤسسات بأنها تدعم الإرهاب.و مارست وسائل الإعلام الغربية باقتدار دوراً انتهازياً لبث مشاعر الشك والريبة تجاه كل ما يندرج تحت مسمى المؤسسات الخيرية الإسلامية، واتخذت حكوماتها الكثير من الإجراءات الميدانية والقانونية والتشريعية ضد تلك المؤسسات ، الأمر الذي يطرح العديد من علامات الاستفهام حول تلك الحملات ، وما رافقها من تهم تستلزم إعادة البحث والنظر في بعض القرائن والنتائج لتلك الحملات (محمد عبدالله السلومي : 2003 ) . وعلى الرغم من أن مسار تلك الحملات يؤكد على أنها وسيلة لتدمير ما ترمز إليه المؤسسات الخيرية الإسلامية فهي القوة الحقيقة لأي دولة إذ أن قوة أي دولة تنبع من قوة مؤسسات المجتمع التطوعية الخيرية بها، فهي خط الدفاع الأول للحكومات والشعوب في سلمها وحربها ولأن المؤسسات تمثل رمزاً من رموز الوحدة الإسلامية والوحدة الوطنية حيث التكافل والتعاون بلا حدود جغرافية أو سياسية ، ولأنها تثبت وحدة آلام الأمة الواحدة وتداعي بعضها لبعض فأعضاء الجسد الواحد جرى استهدافها.
لذلك يجب أن تنطلق هذه الورقة للإجابة على التساؤلات التالية :
ما الذي يمكن أن يقدمه الإعلام للمؤسسات والجمعيات الخيرية ؟
وما الدور الذي يمكن أن يقوم به "الإعلامي" في دعم العمل الخيري؟
وهل يمكن وضع محددات تؤطر العلاقة بين المؤسسات الخيرية والإعلام؟
ومن بين ركام تلك الأسئلة نقف نتسأل ..!!
ما هي متطلبات الإعلام والإعلامي من الجمعيات الخيرية والمؤسسات التطوعية !!(10/8)
إذا ما كان " الإعلام " يأتي في مقدمة أولويات هذا العصر، بما له من قوة نافذة في المجتمعات ، وتأثير بالغ فيها ، فأنه بالنسبة للأمة الإسلامية - أحد أبرز وأهم التحديات – التي تواجهها ؛ فالإعلام الذي "ننتجه " أو الإعلام الذي " نتلقاه " ، الإعلام الذي "نؤسس " لرسالته أو الإعلام الذي " يستهدفنا" ، بوسائل ورسائل متباينة مابين " التشويه " لنا أو " التشويش " علينا !!الإعلام الذي "نصنعه " والإعلام الذي يريد أن " يصوغنا" وفق أهدافه ورؤاه !!(10/9)
كل هذا يجعلنا بين حجري رحى يفرزان الأسئلة الكثر عن الإعلام الذي نريد أو بصبغة أخرى ما تريد الجمعيات الخيرية والمؤسسات التطوعية من الإعلام . ونحن إذ ندعو – بإصرار – إلى السعي لامتلاك ناصية استخدام القنوات الفضائية في الدعوة إلى الله بأيدي دعاة يجمعون إلى العلم الشرعي والمهارة الإعلامية والصلاح ، إنما نفعل ذلك إيقاناً بأنه سبيل من سبل تحقيق الخير العميم للإنسان، وتحقيق الوئام والسلام على الكوكب الأرضي، إذا سيتمكن الناس من جراء استخدامها من التعرف على الإسلام وحقائق الإيمان وأهمية الخير والبذل والعطاء ، وفهمها الفهم الصحيح، فتهفو القلوب إلى الله ويعبق أريج الإيمان، فنرى الناس يدخلون في دين الله أفواجاً، ويزداد التمسك للمنهج بالرجوع إلى كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، لكن الاستخدام الأمثل لوسائل الإعلام في الدعوة إلى الله وإلى الأهداف التي ترنوا لها الجمعيات الخيرية والمؤسسات التطوعية ، يقتضي كل هذا التفكير والتفكير العميق في كيفية هذا الاستخدام سواء على مستوى امتلاكها أو استئجارها، أو الاشتراك في المرئي أو المسموع أو المكتوب ، أو طبيعة المضامين التي تبث من خلالها أو أسلوب إدارتها أو متطلبات الأداء الإعلامي من خلالها، والمسلمون المخلصون الجادون واجدون في الإسلام مرونته وملامته ما يمدهم برصيد من القوة يساعدهم على الاتساع الدائم في العلم و الإعلام المبدع، والحصول على عقول وقلوب جديدة تشتاق للإسلام غاية الاشتياق،وتقديم الخير والبذل والعطاء ولا ينقصها عن الدخول فيه والإقبال عليه إلا إدراك حقائقه، ومعانيه لتكون نقية صافية خالية من الشوائب ، وإذا كان الآخرون حريصون على إيصال ما لديهم من باطل إلى كل أحد في إبداع وروعة وهم لا ينتظرون من وراء ذلك ثواب الله، بل هم عرضة لعقابه وأليم عذابه، فما بالنا ونحن قد خصنا الله بأكمل دين وأتمه، وحملنا مسؤولية حمله للبشر إنقاذاً لها من(10/10)
النار، امتداداً لرسالة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في البلاغ ( سيد محمد الشنقيطي : 1999 ).
ما حقيقة لإعلام :
تحول الإعلام اليوم من مجرد نقل المعلومات والأفكار إلى الإسهام الفعلي في تكوين الحياة في أبعادها السياسية والثقافية، والاجتماعية و الاقتصادية لما له من قدرة على دعم الاتجاهات لدى الأفراد والجماعات أو تعديلها أو تغييرها ( حسن عبدالحميد أبو شنت : 1983 ) . ويتفق دارسو الإعلام على أن جوهره يكمن في تقديم الحقائق والوقائع والآراء والاتجاهات والمواقف والأحاسيس للناس في صورة دقيقة صادقة وأمينة تمكنهم من اتخاذ القرارات الصائبة فيما يعرض لهم من أمور حيوية مختلفة، وهم متفقون كذلك على أن المعالجة الإعلامية لهذه القضايا يجب أن تشمل كافة أوجه النشاط البشري في هذه الحياة ( محمد عبدالقادر حاتم : 1972 ).ومحور القضية، أي الإعلام هو الإنسان ذاته، أهدافه وتطلعاته، معتقداته وآراؤه، مشاعره وأحاسيسه، مواقفه وسلوكه، والأحداث التي تقع من حوله ؛ فمضمون الإعلام لا يخرج عن هذه الأمور جملة إما حديث عن حقائق وآراء ومواقف وسلوك وما شاكلها وإما حديث عن أحداث وقعت سواء في الماضي أم الحاضر أو يتوقع وقوعها في المستقبل، وإما حديث عن نماذج بشرية للاقتداء بها أو التنفير منها.
ويذكر سيد محمد الشنقيطي ( 1997 ) أنه يكفينا أن نبرز أسباب الفجوة الكبرى بين وسائل الإعلام الحديثة والمجتمع الإسلامي :
أولاً : إن المسلمين يوم وجدت هذه الوسائل كانوا في درجة من الضعة والاستكانة لم يشهدوا لها مثيلاً من قبل، بل كانوا في حالة من الانبهار والانهزامية أمام وسائل الغزو الحضاري الأوربي بشكليه المادي والفكري فقدوا معها القدرة على الانتقاء والاختيار، أو قل إنهم لم يعودوا يملكون معايير للرد والقبول.(10/11)
ثانياً: إن نشأة هذه الأجهزة في تربة منبتة الصلة بالله والتقاليد والأعراف التي نشأت عن استخداماتها هناك، قدمها للمسلمين بصورة تجعلها مناهضة لدينهم وقيمهم وعاداتهم وتقاليدهم، فنشأ عن ذلك نفره طبيعية من هذه الأجهزة وكل ما يتصل بها لدى الغيورين على دين الله بسبب بعدها عن الطهر والنقاء.
ثالثاً: عجز أنظمة الإعلام التي وجدت فيما بعد في بلاد المسلمين عن القيام بدور الأصالة والمعاصرة بحيث تعيد للمسلمين ثقتهم في أنفسهم وقدرتهم على قيادة الحياة في شتى مجالاتها تحقيقاً لصفة العزة التي يتصف بها المسلمون حقاً، وتبعيتها المطلقة لأنظمة الإعلام التي أقيمت للعمل في مجتمعات ذات خصائص كفرية تتعارض معارضة صريحة مع خصائص الإيمان وشرائطه باعتبارها ركيزة الحياة في المجتمعات المسلمة.
رابعاً: الممارسات الإعلامية في واقع الحياة تصرف الناس عن أجهزة الإعلام، لأنها تقدم الإعلام في ثوب لا يقبل ذو فطرة سليمة ارتداءه ، بل المسلم الذي يغمر وجدانه وكيانه نور الإيمان، ذلك أن ما يتم فيها أو يقدم من خلالها من حيث الفكر والسلوك يقرنها بالسوء أو يقرن السوء بها ويجعلها رجساً من عمل الشيطان، والتعميم هنا تنقصه الدقة ولكن الحديث بحكم الغالب وإلا فالاستثناء وارد، وله شواهد في عالم الواقع أيضاً.
خامساً: إن وسائل الإعلام الحديثة لم تؤسس على تقى لغياب الإسلام عن ساحة الحياة، بل لغياب المسلمين عن الإسلام.(10/12)
وبالرغم أن كل المؤشرات تدل على أن العمل الإعلامي الهادف و تأثيره في الرأي العام سيزداد أهمية على مر الأيام بحيث يكون المستفيد الأول من قنوات الاتصال والشبكات التفاعلية العريضة التي ستجسم مجتمع الإعلام والاتصال عن بعد،حيث تأكدت على مر الأيام قوة تأثير أجهزة الإعلام في اتخاذ القرار, كما تأكدت مكانة الإعلام الاجتماعي والمؤسساتي في تغيير السلوك العام والتطور الشامل ( مصطفى مصمودي : 2002 ) .وفي هذا الصدد أكد رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للاتصال والإعلام الدكتور علي بن شويل القرني أهمية العمل الإعلامي للمؤسسات والجمعيات الخيرية، وقال: إن العمل الخيري في حاجة إلى من يدافع عنه، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر، والهجوم الكبير الذي تعرضت له، وصار في موقع الاتهام، وهو الذي يدعو إلى الاهتمام بالإعلام، وطالب بخلق علاقة تعاون وثيقة بين المؤسسات الإعلامية والخيرية لما يحقق الفائدة للجانبين. أما أمين عام مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله الراجحي فقد "أكد أهمية العمل الإعلامي الفاعل في الميدان الخيري، والحاجة إليه، ولا بد من توأمة تبني جسوراً مهمة من الشراكة المجتمعية بين الجانبين، لنشر رسالة الخير والتعاون البناء بين كافة أفراد المجتمع ( عبد العزيز الخضر : 2008 ).وبغض النظر عن الآراء العديدة حول ظاهرة الإعلام والأحكام الصادرة حوله، فإنه لا مناص لمن يتصدون للدعوة إلى الله من تطويع قدرات الإعلام في الانتشار والذيوع، والإبهار لغزو قلوب الكافرين والمبطلين في كل مكان إخراجاً لهم من الظلمات إلى النور وحداً من الآثار السلبية التي أحدثها في الجوانب الفكرية والخلقية والسلوكية ( سيد محمد الشنقيطي :ب.ت ). إن الإعلام إذا ليس وسيلة للتأثر فقط أنه وسيلة مزدوجة تضعنا في مواجه التأثر كما تسمح لنا _ نحن بدورنا _ بالتأثير، أن من لا يملك بالأساس رسالة حضارية يمارس من خلالها(10/13)
دوره المطلوب في التأثير هو وحده الذي تنطبق عليه الطبيعة المؤسلبة في التعامل مع المعطيات الإعلامية ؛ لأن التواجد الإعلامي وحده لا يصنع أي فرق اليوم إذا خلي من هدف استراتيجي واضح ومدروس ،أن النقطة التي أريد الإشارة إليها هي أنه لا بد أن نفرق تماما ما الذي نريد إيصاله من خلال الإعلام حتى يكون استخدامنا له بالشكل الصحيح ويصبح هذا السلاح الخطير معنا لا علينا - نسمي الإعلام سلاحا خطيرا - لأنه يمارس تأثيره على المجتمعات بشتى الطرق المباشرة و غير المباشرة أنه يتسلل إلى وجدان الناس ووعيهم ويتحكم حتى في طريقة حكمهم على الأمور ( جافية علي : 2007 ) ، وليس المطلوب هو تحويل مشاريع وسائل الإعلام الهادفة إلى نشاطات خيرية تعتمد على استجداء التبرعات ، بل المطلوب هو الوصول إلى صيغة تمويلية مناسبة، تتكاثف فيها الجهود وتتلاقى السواعد؛ ولعل في إنشاء مؤسسات إعلامية خاصة لا تستهدف تحقيق الربح المادي ما يعين على الخروج من مأزق التمويل الحكومي الذي قد يجلب معه التوجيه السياسي المباشر، ومن مأزق التمويل التجاري الذي يتعامل مع المادة الإعلامية باعتبارها سلعة تخضع لقوانين العرض والطلب (عبدالقادر طاش :2007 ) . ولعل نسبة الإقبال على البرامج الدينية المبثوثة خلال وسائل الإعلام المختلفة خلالها تؤكد الحاجة إليها، وفقاً لما جاء في دراسة أجراها عاطف عدلي العبد ( 1996 ) على دراسة أنماط مشاهدة تسع عشرة قناة من قبل طلبة وطالبات قسم الإعلام بجامعة الإمارات العربية المتحدة فقد حصلت البرامج الدينية على نسبة 49.2% من النوعية الأولى من برامج تلك القنوات مما يؤكد أهمية استخدام وسائل الإعلام وإيجابياتها بالنسبة للبلاغ ونشر الخير وتعميمه ، وأيضاً حصلت البرامج الدينية على نسبة 82.5% من مشاهدي القناة الفضائية المصرية، وحصلت البرامج الثقافية في القناة نفسها على نسبة مشاهدة بلغت 77.5% ، هي نسبة تؤكد مدى استثمار وسائل(10/14)
الإعلام في بث ما ينفع الناس ويمكن في الأرض، وخاصة أننا أمة بلاغ لا يصح في حقنا إغفال فرصة ثمينة كهذه لتحقيق الظهور والذيوع لديننا ، وكفى بذلك إيجابية بالنسبة للمسلمين لكن ينبغي أن يكون تعاملنا مع ظاهرة الإعلام تعاملاً واقعياًً ومسئولاًَ يدرك حقيقة واقعة، وكيفية إحسان توظيفه، ويغير الصورة التي عليها واقع استخدامات وسائل الإعلام العربية حيث لم تحسن الصورة العربية ولا الصورة الإسلامية ؛ فليست المسألة مسألة ظهور على الهواء بل لابد أن يكون لدينا ما نقوله للآخرين ؛ مما هو شديد الصلة بذواتهم ومصلحتهم، وما يفيدهم ويمتعهم صحة في المضمون وجاذبية في العرض ومهارة فنية فائقة في الأداء ورغبة صادقة في المثوبة من الله سبحانه وتعالي وتفان تطلبه هذه الرغبة ( سيد محمد الشنقيطي : ب . ت ) .وحتى تتمكن الجمعيات الخيرية من التأثير والإقناع وشد انتباه الجمهور, فإنه يتعين عليها تدعيم مصداقيتها وقدرتها على صياغة الخطاب الإعلامي الملائم ونشره بالاعتماد على مقاييس الجودة والكم.
وخلاصة القول إن بلوغ هذه الأهداف هو رهين بخروج الجمعيات من طور الهواية إلى طور الامتهان الفعلي للعمل الجمعاتي, وأن تطور الإعلام الجمعياتي هو رهين بتوفر خطة محكمة تضعها الجمعية موضع التنفيذ بناء على بعد استراتيجي واضح وتعتمد فيه على الأسس والقواعد العلمية التي يستند إليها الاتصال الاجتماعي فهو المنطلق الأول والأخير, وما الإعلام الجمعياتي إلا جزء منه ( مصطفي مصمودي : 2002 ).فالتغطية الإعلامية لنشاط الجمعيات في وسائل الإعلام العربية هي تغطية محدودة ويعود ذلك إلى نمط الإعلام الذي كان سائداً في الكثير من المجتمعات العربية والذي لا يهتم كثيراً بما تحاول نشره الجمعيات الخيرية والتعريف به في مجتمعات تعودت على فعل الخير من أجل كسب رضاء الله وبوازع الرحمة ولا يحتاج ذلك إلى تطبيق ودعاية.(10/15)
وفي هذا الصدد فلا بد من الإقرار بأن الخطاب الجمعياتي الإعلامي العربي ما زال يشكو فقر المادة الإخبارية من جهة وقلة تنوع أساليب الصياغة من جهة أخرى, فإذا لم تصنع الجمعية الخيرية الحدث وما لم تحسن صياغة الخبر وتقدر على إعداد الملفات الإعلامية القابلة للاستغلال ، فإنه لا يمكنها أن تحظى بمساحة تحريرية في جريدة كبرى أو بحيز زمني في برنامج تلفزيوني ذي انتشار واسع (مصطفي مصمودي : 2002 ) ، والظاهر هو أن الجمعيات الخيرية في أغلبها ليست مهيأة حتى اليوم لتوظيف الإعلام في نشاطها وإذا ما توفر هذا الفهم فكثيراً ما تعوزها الإمكانيات والإدارة الجماعية فهي تمر عند التأسيس بفترة من الحماس المفرط لكن سرعان ما يتضاءل تحركها ويتجمد نشاطها وبديهي في هذه الحال أن لا تجد الدعم المادي والإحاطة الإعلامية المطلوبة .أن تعدد وسائل لإعلام وتنوعها حتى تربعت على عرش وسائل الاتصال العصرية تجاوز الاهتمام بها حد الاستخدامات العادية لوسائل الاتصال إلى آفاق أرحب وأوسع حتى غدت وسيلة للهيمنة والسيطرة ،إذا لم يكن بد من توصية فإن هذه الورقة توصي بأن يتبنى المسلمون المنهج الأقوام في التعامل مع المستجدات في حقل الإعلام خصوصاً لأن الحكمة ضالة المؤمن أني وجدها فهو أولى الناس بها، ومن الحكمة استغلال كل مفيد مباح في وسائل الاتصال باعتبار أن الإعلام اليوم هو أمضى أسلحة العصر، والتردد غير لائق ولا مقبول .ولابد لابد أن ندرك أن الإعلام هو نظام من أخطر أنظمة المجتمع اليوم لا بد أن يتم بناؤه بصورة تتكامل مع بقية أنظمة المجتمع الأخرى لتحقق سعادة المجتمع وسلامته وقوته وتماسكه، حيث إن أي تقصير في هذه العملية البنائية من شأنه إلحاق الأذى والضرر بالمجتمع، وتلك حقيقة باتت معلومة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ،وحيوية النظام الإعلامي وقدرته على العطاء مرهونا بمدى الثقة به ، وسبيل ذلك هو تبني قضايا الناس ومعايشة أحداثهم(10/16)
والاستجابة لرغباتهم في الخير والاستقامة والانسجام مع كوامن أنفسهم والتعبير عما يجيش في نفوسهم بصدق وحرارة وإن ما تحققه وسائل الإعلام من تقدم في هذه السبيل هو مجلبة لاهتمام الناس،وهذا الاهتمام قد يجعلها وسيلة صالحة لتزكية النفوس وتطهيرها واستجاشة كوامن الخير فيها، وتفجير طاقاتها في البناء والتعمير ما التزمت بهدي الله وانطلقت في تناولها للأحداث شرحاً وتفسيراً من منظور إسلامي، وسلمت من لوثة الكفر والإلحاد وخلت من دواعي التفسخ والانحلال ، فالإعلام البناء مطالب وبإلحاح بالأخذ بكافة الأسباب التي تكفل لإعلامنا التفوق، والتميز تحقيقاً لمصالحنا وتحصيناً لأنفسنا، ورحمة بالإنسانية، ووقوفاً في وجه الانحرافات الإعلامية الكثيرة، التي عانى منها العالم بأسره، شعوباً، وحكومات، بسبب طغيان وسائل الإعلام الحديثة، وسطوتها، وتجاوزها في عهد الأقمار الصناعية والقنوات الفضائية، واختراقات الإنترنت وسوء استخدامها من قبل الذين يستغلون طاقاتها الكبيرة في الانتشار، ويديرونها في زيغ وطيش دون أن يقيموا وزناً لقيم الحق والخير، والفضيلة ، وأمانة البلاغة ومسؤولية الريادة تلزمنا بأن نحقق قصب السبق في الإعلام (سلاح العصر) بإنتاج إعلامي متطور في نطاق الأصول الثوابت، والمرونة الملائمة وبما يكفل الأصالة والمعاصرة باعتبار ذلك من مستلزمات علو الحق الذي اؤتمنا على حمله وأدائه للناس في نقاء وجلاء، وصفاء ( عاطف عدلي العبد وزميلته : 1996 ).لذلك لا يتم ذلك إلا بالتخطيط ، حيث إذا أرادت الجمعيات الخيرية الوصول إلى أهدافها وتحقيق رسالتها والتعريف بأنشطتها وبرامجها وأعمالها الخيرية، فلا بد لها من تخطيط إعلامي موسمي على الأقل تجند له الطاقات البشرية والخبرات العلمية والميزانية المالية، على أن يكون هذا التخطيط وفق برنامج محدد لا يمكن تجاوزه إلا للضرورة القصوى، و" يشترط في المخطط الإعلامي أن يمتلك خبرة في الصحافة والإذاعة(10/17)
وإدارة المؤسسات الإعلامية، مع امتلاكه معلومات فنية عن الهندسة الإذاعية والطباعة الالكترونية والاتصال الالكتروني والى جانب المعلومات ومعالجتها وإعادة توزيعها، إضافة إلى معلومات عن الكلف والمصروفات والواردات والأمور الحسابية الأخرى" (طالب يسلم بن محفوظ : ب . ت ) . و عرّف الدكتور سعد لبيب التخطيط الإعلامي بأنه كأي تخطيط آخر، هو توظيف الإمكانات البشرية والمادية المتاحة، أو التي يمكن أن تتاح خلال سنوات الخطة من أجل تحقيق أهداف معينة مع الاستخدام الأمثل لهذه الإمكانات ( أحمد صدقي الدجاني : 1980 ) .
ومن هنا لابد من الوقوف على متطلبات الإعلام والإعلامي إزاء إبراز دور المؤسسات التطوعية والجمعيات الخيرية؛ لتحقيق أهدافها والتعريف بها ، ونقل رسالتها السامية للمجتمع الإسلامي خاصة ، والمجتمع العالمي بصفة عامة .
دعوة كافة المهتمين بالعمل الخيري إلى المطالبة بتفعيل الحضور الإعلامي للمؤسسات والجمعيات الخيرية من خلال إنشاء وتأسيس وسائل إعلامية(مقروءة-ومرئية) متخصصة بالنشاط الخيري وتابعة للجهات الخيرية حكومية كانت أو أهلية مع استمرار عناية الجهات الخيرية باستثمار اهتمام وسائل الإعلام العامة بالوسط الخيري استثمارا مهنيا ذكيا ( ممدوح محمد الحوشان : 2006 ).
فتح مواقع على الإنترنت للخدمات الجمعياتية وإصدار نشرات إليكترونية إعلامية لفائدة الجمعيات.
تعزيز التعاون بين قطاعي الجمعيات الخيرية والمؤسسات التطوعية و الجهاز الإعلامي بأنواعه المتعددة في مجال تقديم الخدمات الإنسانية .
تطوير البنية التحتية للإعلام آخذاً بالاعتبار متطلبات الجمعيات الخيرية والمؤسسات التطوعية .
إنشاء مؤسسة متخصصة بالإعلام التطوعي يكون العمل فيها عمل إعلامي متخصص ومتفرغ .
تنشيط الجمعيات الخيرية داخل المؤسسات التعليمية والتربوية وربطها بالمناشط ا لإعلامية الهادفة و بمراكز الإنترنت.(10/18)
الاختيار المناسب لبث الدعاية والرسائل الإعلامية في أسلوب جيد وقيم من خلال الموضوعية وعدم المغالاة لأحداث التأثير المطلوب على أكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع .
إنشاء قاعدة بيانات ومركز للمعلومات داخل الجمعيات الخيرية والمؤسسات لتطوعية لإمداد الحقل الإعلامي بما يحتاج إليه من معلومات تقدم بمصداقية ووضوح .
منع دخول أو طبع الصحف والنشرات والكتب التي تعادي تلك الجمعيات وأهدافها والحذر حين تناولها أو التصدي لها ، وتوظيف مادتها في الرد عليهم بالحجة والبرهان والابتعاد عن الخلافات والأقوال المتعددة حول مسائل الدين .
قيام وسائل الإعلام على توفير قسم يختص باستخراج الجيد في منشوراتهم ، وتطوير برامج هادفة تسلط الأضواء على الجمعيات الخيرية ، بدلا من إعداد التقارير حول نشاطات الجمعيات الخيرية .
إنشاء وكالة أنباء إعلامية عربية مسئولة عن نشر المستجدات حول الجمعيات الخيرية والمؤسسات التطوعية في الوطن العربي ونشرها إلى وسائل الإعلام الدولية وبعدة لغات .
وضع برامج توعية إعلامية عن الوسائل والنوعيات المتاحة لأوجه الأنشطة الخيرية والتنموية المرتبطة بالمجتمع وتأثيرها في تعميم الفائدة 0
الاهتمام بالموهوبين من الإعلاميين من ذوي الأفكار النيرة الخيرة، وتوظيف قدراتهم وملكاتهم في وسائل الإعلام المختلفة لخدمة نشاطات الجمعيات الخيرية وابتكار وسائل الإعلام والإعلان الناجحة ؛ لأن المجتمعات ترقى وتزدهر بما تضم من عقول نيرة مبتكرة .(10/19)
لابد من غرس الحس النقدي لدى الإعلامي ؛ فالتفكير النقدي نشاط عقلي يتصف بالتنظيم وتحكمه قوانين مجردة مثل قوانين الاستدلال والاستنتاج والهدف منه اختبار صحة أية معلومة يستقيها الفرد من الخارج وهذه المعلومة تكون جزءاً من نظرة الفرد للعالم ،فغياب الحس النقدي يؤدي إلى عدة إشكالات منها: التفكير السطحي - نقل المعلومة بشكل خاطئ - غياب الموضوعية - اتخاذ قرارات غير صائبة ،وهذا ما حدث فعلا في انعدام الرؤية الموضوعية للأحداث التي تشكك في أهداف الجمعيات الخيرية ورسالتها ؛ فالذي يمتلك ويفكر بشكل نقدي سليم يستطيع أن يوجه الأسئلة النقدية الصحيحة ويعبر عن آرائه ويقوم بتجميع كافة المعلومات المتاحة والمطلوبة ويخرج باستنتاجات ومقترحات جيدة للحل حسب معايير مقبولة ، لذلك يجب على الإعلام وضع خطط برامجية خيرية إعلامية مشتركة تقوم على التنسيق بين وسائل الإعلام والجهات الخيرية ، تستوعب كافة المتطلبات الإعلامية و الخيرية ؛ فيما يتعلق ببناء ملكة التفكير السديد عند الأفراد في المجتمع .
داخل كل جمعية خيرية عشرات من التجارب والحالات والأنشطة التي لو تم توظيفها في قالب إعلامي مشوق لأسهمت في تحسين صورة هذه الجمعيات لدى شرائح المجتمع المختلفة ، حيث انشغال قيادات العمل الخيري بالعطاء والعمل والبذل أدى في حالات كثيرة إلى عدم امتلاكهم للوقت والآليات التي تساعدهم على نقل خبراتهم وتجاربهم للآخرين ، لذلك لابد من الإعلام الناجح والإعلامي المتميز توظيف تلك التجارب في جانب مشرق للعمل التطوعي والجانب الخيري للجمعيات الخيرية .(10/20)
الإبداع كفاءة ، طاقة , استعداد , موهبة يكتسبها الإنسان من خلال تركيز منظم لقدراته العقلية و أرادته و بالتالي فهو ليس حكرا على فئة دون أخرى أو مؤسسة دون غيرها , فهو سر من أسرار التفوق و يمكن صاحبه من كشف سبل جديدة في تغير العالم الذي يحيط بنا و الخلاص من الملل و التكرار ؛ وهنا يأتي دور الإعلام من تحقيق الإبداع الإعلامي عن طريق تنمية الفكر و الثقافة و المعلومات و تقدير الخيال و الإحساس , و اكتشاف النظام في الأشياء التي لا نجد فيها نظاما في النظرة الأولى و بالتالي سينتقل التميز و الإبداع و ظهور البراعة في المجال الخيري للمؤسسات والجمعيات .
الباحث الهندي ي.ف.ل.راو بدراسته للعلاقات التي أوردها "ليرنر" قال) عندما يجئ الإعلام من الخارج إلى جماعة منعزلة فهو يضغط زناد التغيير، هذا الإعلام والمزايا الاقتصادية الناجمة عنه يفيد في البداية الأثرياء و أصحاب السلطان، و شيئا فشيئا تلحظ الجماهير التغييرات وتسأل الأسئلة، فإذا ما تيسرت قنوات الإعلام فان هذه الأسئلة تجد الجواب، و إذا تنوعت قنوات الاتصال واتسعت قاعدتها فان التغييرات الناتجة عن الأفكار الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية الزاحفة إلى الجماعة تكون يسيرة لا عسر و لا عنف فيها، وإذا كانت قنوات الإعلام مقيدة تسيطر عليها القلة فالتغيير من العسير حدوثه ويؤدي غالبا إلى ما يزيد من الخلافات، فمقدار الإعلام المتاح واتساع مداه عامل أساسي في تعجيل التنمية وتيسيرها) ،ومن أحسن الطرق لتوسيع قنوات الإعلام هو استخدام الأجهزة الجماهيرية، وتحسين الاتصال كما يقول هولمبرج ليس يعني مجرد تعليم الناس القراءة والكتابة أو نقل الإعلام عن طريق الكلمة المكتوبة، فكثير من الناس في المناطق البعيدة لم يتعلموا كيف ينظرون إلى الصورة الفوتوغرافية بالطريقة التي تجعلهم يدركون معناها الكامل ( ولبورد شرام : ب. د ) .(10/21)
تستلزم من القائمين على الإعلام الخيري إعادة هيكلة كافة الإصدارات الخيرية بصورة تستصحب الظرف التاريخي الذي يمر به العالم مع تعميق الحس المهني الإعلامي عند اختيار المواد والأخبار الملائمة للنشر ومراعاة أن تكون الأولوية دوما للمادة المميزة والتي تحمل رسالة جديدة للقارئ كما يجب أن تكون رسالتها أكثر شمولية وحيادية وان تتخلى عن الدور الدعائي الداخلي الذي انتهى عصره حتى في الوسائل الإعلامية الحكومية إلى ضرورة تجنب المطبوعات الخيرية أسلوب التبويب الشمولي حيث أن المتصفح لأبواب وزاويا بعض المجلات الخيرية الخليجية يلحظ أنها لا تختلف في تبويبها لصفحاتها عن أي مجلة إسلامية شاملة وعندما نتجاوز التبويب إلى المضمون نجد أنها تشابهها في اختيار الموضوعات العامة و تسابقها في التعليق على ألأحداث الجارية بل إن بعضها تصدر أعداد كاملة لا تضم إي موضوع يتلاءم مع الرسالة الخيرية المتخصصة لها فضلا عن ميل بعضها لتناول لموضوعات السياسية محلية كانت أو دولية مستثمرة ألإذن الرسمي لها بالصدور في إيصال التوجهات الفكرية التي تراها قياداتها إزاء التطورات الداخلية والإقليمية والدولية ( ممدوح محمد الحوشان :2006 ) .
أما من ناحية العنصر النسائي الإعلامي ، فأننا ندعو المؤسسات الخيرية المانحة إلى تبني مجموعة من المشاريع الإعلامية التي تنهض بالإعلاميات إنشاء مركز دراسات المرأة والعمل الخيري، وإيجاد رابطة (خير) للإعلاميات، واستحداث جائزة للإعلاميات المتميزات في الإعلام الخيري، ورصد تجربة العمل الإعلامي النسائي، وإيجاد سبل فاعلة لبناء جسور عملية بين المؤسسات الخيرية والمشاريع الإعلامية النسائية، وإنشاء كرسي للإعلام الخيري في الجامعات السعودية، ورسم إستراتيجية إعلامية مستقبلية لخدمة العمل الخيري، وإدراج مقرر يُعنى بالإعلام ( عبد العزيز الخضر : 2008 ) .(10/22)
و أخيرا و ليس أخرا واقع الجمعيات الخيرية , في السعودية على وجهه الخصوص وبالعالم بصفة عامة فلابد من القول أن الإعلام والفكر واصطباغ تلك الجمعيات بالصبغة الدينية جعل تلك الجمعيات تخطو خطوات بطيئة نحو الحياة الصحفية والإعلامية ، ولن ينجح الإعلام الهادف إلا إذا نظرنا إليه باعتباره صناعة متكاملة لها متطلبات مادية ومهنية من جهة، ولها شروط فكرية واجتماعية من جهة أخرى ، ونقصد بالشروط الفكرية والاجتماعية توافر مناخ موائم لإعلام حر ومسئول. فلا ينجح إعلام هادف إذا كبلته القيود حاصرته البيروقراطية ، ولا ينجح إعلام هادف في محيط اجتماعي لا يقدر رسالة هذا الإعلام ولا يتفاعل معها، أما المتطلبات المادية والمهنية فأساسها التمويل، فالصناعة الإعلامية ذات كلفة باهظة.لذلك فالإعلامي الذي تريده الجمعيات الخيرية هو الذي يتصدي للهجمة الشرسة التي تستهدف الأمة كلها والجمعيات الخيرية الإسلامية بوجهه خاص إعلامي الذي تريده الجمعيات الخيرية أن يقدم صورتها " الحقيقية " للعالم دون زيف أو تشويه ، الإعلامي الذي تريده الجمعيات الخيرية أن يقدم " رسالتها " المنبثقة من رسالة الإسلام الخالدة بكل ما فيها من بذل وعطاء وصدق وإخلاص والإعلامي الذي يزيد من تقاربنا سوء كأبناء وشعوب الأمة الإسلامية ، أو تقارب مع الآخرين في فهم مشترك وحوار بناء يفضي بنا إلى التكامل ويجنبنا التصادم !! والإعلامي الذي يرتقي إلى مستوى الأحداث بعقلانية ومصداقية ، ويراعي أخلاقيات وقيم رسالتنا الخالدة المستمدة من ديننا الإسلامي الحنيف ويعكسها بالتزام حقيقي ، والإعلامي الذي تريده الجمعيات الخيرية والمؤسسات التطوعية ، من حيث إمكانياته التقنية البشرية المؤهلة للقيام بكل تلك الأدوار في تناغم جذاب ومؤثر .كما تتطلب الجمعيات الخيرية أيضا ، إعلام عصري في مضمونه وأسلوب عرضه، يمنح من تراث الأمة ويستوعب معطيات العصر فيمزج بينهما بذكاء وحكمة ليقدم للجمهور(10/23)
مادة إعلامية تنطلق من ثوابتهم الراكزة وتمس متغيرات حياتهم في أسلوب مشرق لا تكلف فيه ولا جمود، و إعلام مهني راق يرتكز على خصائص الوسيلة الإعلامية التي يخاطب من خلالها الناس ويوظف التقنيات الحديثة لخدمة الرسالة والوصول إلى الهدف ، إعلام منفتح فكرياً وحضارياً فلا ينغلق في "جيتو الأدلجة" بل ينفتح على الحياة والناس والعالم لأنه ينتمي إلى دين للعالمين كافة، وحضارة تفاعلت مع الحضارات الأخرى على مر العصور، ولأنه يدرك أن العالم اليوم تحول إلى قرية كونية لا مجال فيها لعزلة أو ادعاء طهارة ذاتية (عبد القادر طاش : 2007 ) . وستبقى الجمعيات الخيرية والمؤسسات التطوعية الطموح هي التي لا تعترف بالجدران و الحواجز و لا تقف عند حد معين , ففي كل يوم طموح يولد من فجر جديد هدفها ومنالها تغير الصورة النمطية التي تبرزها وسائل الإعلام التي لم ترق إلى الواقع والمنطق الذي وصلت إليه تلك الجمعيات والإعلامي الصادق هو من يقف مع لا ضد تلك المتطلبات .
المصادر
القرآن الكريم
المراجع :
1 ... أحمد البو علي : الاعتماد على المتطوعين في جعباتنا الخيرية يجب أن يراجع ، مقال ، مجلة الدعوة ، العدد 1982 ، مارس 2005 .
2 ... أحمد صدقي الدجاني : الأبعاد المستقبلية للتخطيط الإعلامي في الوطن العربي، القاهرة، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، 1980 .
3 ... أحمد محمد صالح : الدين ووسائل الإعلام ، الحوار المتمدن ، العدد 1336 ، 2005 .
4 ... حسن عبدالحميد أبو شنب : دور التلفزيون في خلق ثقافة عربية متوزانه في الخليج ، رسالة ماجستير ، مقدمة لكلية الإعلام ، لجامعة القاهرة ، 1983 .
5 ... حنان عارف : الشباب والإعلام في ورشة عمل بوزارة الإعلام ، مقال
http://www.amanjordan.org/a-news/wmview.php?ArtID=7544
6 ... سلامة نجم الدين الشرابي : ثقافة التطوع ودور الإعلام في نشرها ، مارس-2007(10/24)
7 ... سيد محمد ساداتي الشنقيطي : دراسات في الإعلام الإسلامي والرأي العام والدعوة ، مجلد 1 ، مجلد 2 ، دار الحضارة لشر والتوزيع .
8 ... سيد محمد ساداتي الشنقيطي : أراء في الإعلام الإسلامي ، دار عالم الكتب :الرياض، ط1 ، 1999.
9 ... سيد محمد ساداتي الشنقيطي : مدخل إلى علم الإعلام ، الرياض : دار عالم الكتب ، ط2، 1997.
10 ... سيد محمد ساداتي الشنقيطي :الإعلام الإسلامي ، المفهوم والخصائص ، الرياض ، دار المسلم ، ط1 ، 1996 .
11 ... صلاح أحمد الطنوبي : الإعلام حجر الزاوية في بناء الائتمان الإسلامي ، مجلة الإعلام والاتصال ، العدد 93 ،مارس 2006
12 ... طالب يسلم بن محفوظ : العلاقة التكاملية المقترحة بين وسائل الإعلام والجمعيات الخيرية
www.alberwest.org/ber/b2.doc
13 ... عاطف عدلي العبد وزميلته : دراسات في الإعلام الفضائي ، دار الفكر العربي، ط1 عام 1996.
14 ... عبد العزيز الخضر : مطالبات بإستراتيجية إعلامية مستقبلية لخدمة العمل الخيري الإسلامي ، الرياض: الوطن ، العدد 2660 ، السنة الثامنة ،يناير 2008 .
15 ... عبدالقادر طاش :نحو إعلام فضائي هادف ، 2007 .http://www.kanaker.com/fainal/arabic/01/10.htm
16 ... محمد عبدالله السلومي : دوافع الحملة الإعلامية على المؤسسات الخيرية الإسلامية ، ورقة عمل مقدمة إلى مؤتمر باريس الدولي للمنظمات الإنسانية والخيرية بتاريخ 9-10/1/2003م، وهي مقتبسة من كتاب تحت الطبع للدكتور محمد السلومي بعنوان (القطاع الخيري ودعاوى الإرهاب) . للحصول على معلومات أكثر عن الكتاب انظر موقع www.thamarat.com .
17 ... محمد عبد القادر حاتم : الإعلام والدعاية ، نظريات وتجارب ، ط1 ، القاهرة : مكتبة الإنجلو المصرية ، 1972 .(10/25)
18 ... مصطفى مصمودي : استعمال التقنيات الحديثة في تعزيز الخير العربي المعاصر ومؤسساته ، ورقة عمل مقدمة إلى مؤتمر الخير العربي الثالث, الأمانة العامة لمؤتمر الخير العربي, لبنان، الاتحاد العام للجمعيات الخيرية في المملكة الأردنية الهاشمية، عمان 22-24 يونيو / حزيران 2002.
19 ... ممدوح بن محمد الحوشان : لماذا نطالب بإعلام خيري متخصص ، مناشط الإبداع والأدب ، مارس 2006 .
20 ... ولبور شرام ترجمة محمد فتحي : أجهزة الإعلام والتنمية الوطنية ودور الإعلام في البلدان النامية ، القاهرة : الهيئة المصرية العامة لتأليف والنشر ، ب.ت .(10/26)