الزنجبيل و فوائده الصحية
الزنجبيل من شراب أهل الجنة ونعيمهم ، كما قال الله تعالى : ( ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا ) الإنسان :17
الزنجبيل صديق في ليالي الشتاء:
دراسات حديثة تثبت فائدته في تخفيف القيء الحملي والتهابات الجسم
مع حلول الليالي الباردة وكثرة حالات الزكام ، تكثر النصيحة بين الناس بتناول الشاي أو الحليب الساخن مع شيء من جذور الزنجبيل ، كي يبعث على الدفء ، ويكسب الجسم مناعة من الأمراض.
أونصة واحدة (حوالي 29 غراما) من الزنجبيل الطازج، سواء الأبيض أو الأصفر أو الأحمر أو ما يعادلها من المجفف تحتوي على حوالي 20 كالورى (سعر حراري)، وبها كمية جيدة من البوتاسيوم والمغنيسيوم والنحاس والمنغنيز وفيتامين بي ـ 6 تغطي كل منها حوالي 3% من حاجة الجسم اليومية.
وفي طب الأعشاب يستخدم للتخفيف من غازات البطن وتخفيف المغص.
ويذكر الامام ابن القيم في الطب النبوي : أنه مسخن ، معين على الهضم ،ملين للبطن ، محلل للرياح الغليظة الحادثة في الأمعاء والمعدة ، وينشف البلغم ، معين على الجماع .
ودراسات الطب الحديث تتحدث عن دور محتمل بنسبة كبيرة في الوقاية من الأمراض التي تستجيب لمضادات الأكسدة كالقلب والسرطان ، كما أن لديه قدرة على تثبيط تراكم المركبات الكيميائية الناتجة عن الالتهابات وتأثير مباشر في منع الالتهابات.
الفوائد على الجهاز الهضمي وأعراض دوار البحر الذي يصاحب ركوب السيارة أو الطائرة كالدوار والغثيان والقيء والتعرق، هو ما أثبتته الدراسات الطبية المقارنة بينه وبين أحد الأدوية الشائعة لتلك الحالة كعقار درامامين Dramamine.
وتناولت الدراسات الحديثة مشكلة القيء لدى الحوامل ، ففي دراسة تحليلية للدكتور بروللي، شملت نتائج ست دراسات نشرت في ابريل هذا العام، في مجلة أمراض النساء والولادة الأميركية، تبين أن الزنجبيل فعال في تخفيف القيء المصاحب للحمل، وأكدت أمان استخدامه على الحامل والجنين معاً.(1/1)
خصائص الزنجبيل القوية في منع عمليات الالتهابات تعتمد بالدرجة الأولى على مواد جنجرول ، وهي ما تفسر إحساس كثير من مرضى روماتزم المفاصل والالتهابات الروماتزمية بالراحة ، وتخفيف الألم والقدرة على تحريك المفصل باستخدام الزنجبيل بانتظام.
ففي دراسة مقارنة لتأثير عدم تناول الزنجبيل ونشرت في نوفمبر 2003 بمجلة غضروف روماتزم المفاصل، للدكتور ويغلر، وغيرها، تبين أن لدى من هم فوق الأربعين من العمر ، ممن يشكون من روماتزم الركبة، فإن تناول الزنجبيل الطازج بصفة يومية ، يخفف من الألم وصعوبة الحركة في المفصل، والدراسة تمت على مراحل خلال سنة من التناول، ثم التوقف وعودة التناول لفحص التأثير على المفاصل.
وفي نفس الشهر نشرت مجلة علوم الحياة دراسة تقول ان وجود مادة جنجيرول ـ 6 المضادة للأكسدة، هي أحد أسباب فاعلية الزنجبيل في مقاومة الالتهابات وتوسيع الشرايين. وأيضاً في نفس الشهر من عام 2003، صدرت دراسة في مجلة أبحاث الأشعة ، أجريت على الحيوانات تقول ان تناول الزنجبيل بنسبة 10 ملليغرامات لكل كيلوغرام من وزن الجسم قبل التعرض للعلاج الإشعاعي يقلل من تأثيرها الضار على الجسم.
وفي فبراير هذا العام نشرت مجلة الطب التكميلي والاختياري مزيداً من الإيضاح حول آلية عمل تخفيف عمليات الالتهابات في الزنجبيل، وبينت أنه يمنع إفراز المركبات الكيميائية من مجموعة من الخلايا المسؤولة عن عمليات المناعة والتفاعل الالتهابي كالخلايا المبطنة للمفصل من الداخل وخلايا الغضاريف في المفصل وخلايا الدم البيضاء فيه.
ولا يدفئ الزنجبيل فقط الجسم في الأجواء الباردة ، بل يزيد من إفراز العرق الصحي المفيد في حالات نزلات البرد والزكام، فالباحثون من ألمانيا تبين لهم أن العرق يحتوي مواد تسهم في مقاومة البكتيريا وتدعى مادة ديرماسايدين Dermicidin.
الزنجبيل الذي بدأ استخدامه في بلاد الصين منذ آلاف السنين ، نتشر اليوم في كافة أنحاء العالم ويشكل إضافته للطعام المطبوخ وللمشروبات الساخنة والباردة، ويعد من الإضافات الأمنة، لأنه لا تذكر المصادر الطبية أي حالات حساسية نتيجة لتناوله، كما لا يحتوي كميات عالية من المواد المسببة لحصاة الكلي ،أو المثيرة لالتهابات المفاصل كالنقرس أو المسببة لمشاكل الغدة الدرقية.(1/2)
فوائد البصل
يقول د . محمد عبد المنعم محمد أستاذ كيمياء التغذية بالمعهد القومي للتغذية إن البصل يحتوي علي الفسفور والكالسيوم والحديد بكميات كثيرة ، بالإضافة إلي المواد المدرة للبول والصفراء , والمواد الملينة للبطن والمقوية للأعصاب والهرمونات المغذية للقدرة الجنسية ، إلي جانب مفعوله القوي في إبادة جراثيم الجهاز الهضمي . حتى أن داود الأنطاكي قال عن البصل في تذكرته الطبية الشهيرة تذكرة داود " :إنه يفيد في علاج سقوط الشعر إذا ما تم تدليك فروة الرأس بعصير البصل , كما يفيد كذلك في إزالة بقع ونمش الوجه , عندما يسحق وينقع في الخل ثم يدعك به الوجه.
ويقول د . محمد إن البصل له تأثيره العلاجي عند الإصابة بنزلات البرد والرشح والسعال ووجع البطن ، إلي جانب أنه طارد للديدان , وهو مقو ومنشط للجسم .
ولكنه ينبه إلي أن الإكثار من أكل البصل يسبب الوخم ، ويؤدي إلي النوم العميق , إلي جانب الإحساس بالعطش , لذلك يفضل تناول البصل مطبوخا . حتى أنه جاء في السنة النبوية أنه صلي الله عليه وسلم أمر بأكله وأكل الثوم أيضا . وأن يميتهما طبخا . .. والمطبوخ من البصل كما يقول د . محمد عبد المنعم يفيد في السعال , وخشونة الصدر , إلي جانب أن أكله يدر البول سواء كان البصل نيئا أو مطبوخا .(1/3)
وبالنسبة للمصابين بالبول السكري فينصح بأكلهم بصلة متوسطة الحجم يوميا لأنه يخفض كمية السكر في دم المصابين به , ويقلل عندهم جفاف الفم والشعور بالعطش الذي ينتابهم , وبالتالي يقلل من شربهم السوائل .
فالبصل هو صيدلية شفاء لأمراض كثيرة , ويحتوي علي الماء , والبروتين , والدهن , الرماد , الكربوهيدرات , وفيتامين أ , وفيتامين سي , إلي جانب الأملاح المعدنية كالصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والماغنسيوم والفوسفور , إذ يحتوي كل 100 جم من البصل علي 83,9% ماء ,1,2% بروتين ,0,2% دهن ,0,07% رماد ,14% كربوهيدرات , ويعطي أيضا 63 سعرا حراريا ,30 وحدة دولية من فيتامين أ ,7 ملليجرامات فيتامين سي .
أما الأملاح المعدنية الموجودة في المائة جرام من البصل فهي 13 ملليجرام صوديوم ,139 ملليجرام بوتاسيوم ,35 ملليجرام كالسيوم ,12 ملليجرام ماغنسيوم بالإضافة إلي 65 ملليجراما من الفسفور . .. ولكن يبقي تساؤل مهم هو :
كيف نتغلب علي رائحة البصل النفاذة ؟
والإجابة ببساطة شديدة هي بتناول النعناع الأخضر أو البقدونس ، فهما أسرع مزيل لرائحته النفاذة ، أو بدعك الفم ببعض البن .(1/4)
الجرجير
نبات أخضر ذو أوراق ريشية بسيطة يؤكل الورق الغض منه قبل إزهار النبات.
وعن فوائده المتعددة يقول الخبراء إن العرب عرفوا الجرجير ووصفوه في الطب القديم وبينوا أن أكل أوراقه الغضة وبذوره الناضجة، وكذلك شرب عصير أوراقه يعطي نشاطاً عاماً للجسم، وهو مفيد للإنسان ويدر البول ويساعد على هضم الطعام.
ويوضح الخبراء أن بذور وعصير الجرجير يزيلان نمش البشرة، كما أن أكل الجرجير علاج لتنقية الدم وسرعة دورانه ويساعد على ثبات الأسنان وتقوية اللثة ومنع نزيفها، كما يفيد في نزلات البرد والأمراض الصدرية لأنه طارد للبلغم ومسكن لآلام الروماتيزم والمفاصل. كما يعمل الجرجير على تنقية الدم وتنظيف المعدة.
وحول استعمال الجرجير كعلاج لسقوط الشعر فيكون ذلك بمزج 15 جراماً من عصير الجرجير إضافة إلى 50 جراماً من الكحول وملعقة صغيرة من ماء الورد وتدلك بها فروة الرأس يومياً لمدة أسبوعين ثم يغسل.
أما طريقة استعماله لإدرار البول فيغلى مقدار 3 باقات صغيرة من الجرجير مع بصلة متوسطة في لترين من الماء ويترك ليغلي حتى يكثف إلى نصف حجمه ويصفى ويشرب منه كوب في الصباح وكوب في المساء.
ومن فوائد الجرجير الأخرى أنه يعالج حروق الشمس السطحية وذلك بسحق باقة منه مع ملعقة كبيرة من زيت الزيتون ثم يصفى ويستعمل على الجزء المصاب.
ويستعمل الجرجير الطازج فيضاف إلى طبق السلطة فيساعد في عملية الهضم وإدرار البول. ويوصي الأطباء المرأة الحامل بالإقلال من تناول الجرجير لأنه يساعد على عملية الطمث كما ينصح المصابين بتضخم الغدة الدرقية بالامتناع عن تناوله كما أن الإفراط في تناوله بكثرة يسبب حرقاناً بالمثانة
أكدت الدراسات العلمية المعملية التى أجريت بالمركز القومى للبحوث أن زيت الجرجير وزيت الزيتون يقضيان على الدهون فى الدم ويؤديان الى إحداث نقص معنوى فى كل من الدهون الكلية والكوليسترول بالجسم.
جاء ذلك كنتيجة لتجربة علمية أجرتها سحر رياض عبد الحميد الباحثة بقسم زراعة وانتاج النباتات الطبية والعطرية بالمركز تحت اشراف الدكتورة سعاد الجنجيهى الأستاذة بالقسم على نبات الجرجير لاستخلاص
نوعين من الزيوت النباتية غير التقليدية من بذورها وقد تم تحويل الاحماض الدهنية فى هذه الزيوت إلي مواد غير دهنية تعرف باسم " استرات ".
وتبين بالتحليل الضوئى أن زيت الجرجير يحتوى على كميات كبيرة من حمض المعروف علميا باسم " جامالينولينك ". وادى استعمال زيت الجرجير والزيتون فى فئران التجارب الى حدوث نقص معنوى فى كل من الدهون الكلية والكوليسترول الكلى سواء فى مصل الدم او فى نسيج الكبد مما يشير الى فائدة استخدامه فى تخفيض نسبة الدهون والكوليسترول في الدم.(1/4)
ويقول د . سعد محمد خفاجي أستاذ العقاقير والنباتات الطبية بصيدلية جامعة الإسكندرية سابقا فيقول : عرف العرب الجرجير ووصف في الطب القديم بأن بذوره لاذعة كالخردل وأكل أوراقه الغضة وبذوره الناضجة وشرب عصير أوراقه يقوي جنسيا وهو مفيد للإنسان ويدر للبول ويساعد على هضم الطعام إذا أكل معه ، وملين للبطن كما أن بذوره وعصيره يزيلان نمش البشرة طلاء ـ وأكل الجرجير علاج لتنقية الدم وسرعة دورانه ـ ويساعد على ثبات الأسنان وتقوية اللثة ومنع نزيفها كما ينفع في نزلات البرد والأمراض الصدرية لأنه طارد للبلغم ومسكن لآلام الروماتيزم والمفاصل ـ وإذا أخذ مع الطعام يساعد على إدرار الصفراء وسرعة الهضم والتكريعة .
ويقول العالم المصري د . سعد محمد خفاجي إن الجرجير ينقي الدم وينظف المعدة ويستعمل لعلاجسقوط الشعر وذلك بمزج 15 جراما من عصير الجرجير +50 جراما من الكحول وملعقة صغيرة من ماء الورد وتدلك بها فروة الرأس يوميا لمدة أسبوعين ثم يغسل ـ أما طريقة استعماله لإدرار البول فيغلي مقدار 3 باقات صغيرة من الجرجير مع بصلة متوسطة في 2 لتر ماء ويترك يغلي حتى يكثف إلى نصف حجمه ويصفى ويشرب منه كوب في الصباح وكوب في المساء .
من فوائد الجرجير أيضا أنه يعالج حروق الشمس السطحية وذلك بسحق باقة منه + ملعقة كبيرة من زيت الزيتون ثم يصفى ويستعمل على الجزء المصاب. ويستعمل الجرجير الطازج فيضاف إلى طبق السلطة فيساعد في عملية الهضم وإدرار البول والطمث لذلك تنصح المرأة الحامل بالإقلال من تناوله كذلك المصابون بتضخم الغدة الدرقية بالامتناع عن تناوله كما أن الإفراط في تناوله بكثرة يسبب حرقان المثانة .
وهكذا بقروش قليلة نحصل على فوائد عظيمة حيث تحتوي أوراق الجرجير على فيتامين ج وكالسيوم وكبريت ويود وحديد وفوسفور ومواد كبريتية حريفة .
ويقول عنه ابن سينا:
جرجير : الماهية : معروف منه بري ومنه بستاني .
وبزر الجرجير هو الذي يستعمل في الطبيخ بدل الخردل .
الطبع : حار في الثالثة يابس في الاولى ورطبه فيه رطوبة في الاولى .
الافعال والخواص : منفخ مليّن .
الزينة : ماء الجرجير بمرارة البقر لاثار القروح بزره او ماؤه يغسل النمش والكلف .
اعضاء الراس : مصدع وخصوصاً ان اكل وحده والخسّ يمنع هذا الضرر عنه وكذلك الهندبا والرجلة .
اعضاء الصدر و النفس : هو مدر للبن .
اعضاء الغذاء : فيه هضم للغذاء .
اعضاء النفض: البري منه مدر للبول محرك للباه والانعاظ خصوصاً بزره.
السموم : اذا اكل وشرب عليه الشراب الريحاني فهو ترياق ابن عرس وغير ذلك .
ويقول الباحثون إن الجرجير يحتوي على مادة خردلية مرة إضافة إلى فيتامين (سي) واليود والكبريت والحديد وحذروا من أن الإفراط في تناوله مضر لأنه قد يسبب اضطرابات في الهضم وحرقة في البول ونزيفا عند السيدات الحوامل.(1/4)
نباتات طبية من حولنا - 1
(1) النعنع :
وهو أنواع كثيرة ، وجميعها يحتوي على زيوت طيارة ، ويستخدم إما مغليا أو منقوعا ، وهو مسكن - مهدئ - هاضم - مقو - مانع للقيء - مزيل للتشنجات - مرطب - منعش - مدر للبول - طارد للأرياح .
ويستعمل زيته الطيار في معاجين الأسنان ومستحضرات الفم والحلق . ويضاف إلى المواد الغذائية أثناء الطهي لإكسابها رائحة طيبة .
(2) البابونج :
يسمى أيضا الشيح أو البعيثران أو الأقحوان ، يغلي زهرة وذلك لتنشيط الهضم وجلب النوم وعلاج التشنج عند الأطفال ، ومغص المعدة والأمعاء والتهاب المجاري البولية والصداع والآم العادة الشهرية ، وشفاء قروح المعدة ويستنشق المغلي لإزالة التهاب تجاويف الفم ، ويستعمل خارجيا لتسكين التهابات الجلد ، وذلك بوضعه في ماء الحمام ، كما يخلط مع زيت السمسم ويدهن به أماكن آلام الروماتيزم .
ويغسل به الرأس فيمنع تساقط الشعر ويصبغه بلون أشقر .
(3) الأنيسون ( أو الحبة الحلوة )
نبات سنوي زراعي يسمى كمون حلو - حبة حلوة - ينسون .
يستعمل من النبات بزره الذي يغلي ويشرب لتسكين المغص وتنشيط الهضم وإدرار البول وإزالة انتفاخ البطن وهو مسكن للسعال لما فيه من الزيت الطيار ، ولذا يضاف إلى أدوية أمراض الصدر والحلق .
ويستعمل أيضا في الأطعمة في الكعك والفطائر وبعض المربيات والأشربة .
(4) الدارسين أو القرفة أو الدارصيني :
ويستعمل منها قشر اللحاء ، وهي مسخنة للجسم ، مدرة للبول ، وإذا خلطت بالعسل تنفع من النزلات والسعال المزمن ، ووجع الجنب والكلى وعسر البول ، وتحلل البلغم من الحلق وقصبة الرئة ، وتلطف الأغذية وتعدها للهضم ، وتنفع من الاستسقاء وأوجاع الرحم ، وتطرد الأرياح ، وتستعمل لوقف الإسهال .
وتستعمل في الطعام فتكسبه نكهة طيبة ، ورائحة عطرة ، وتضاف إلى المشروبات والحلويات والعطور .
(5) القرنفل :
ويسمى ( المسمار )نظرا لقرب شكله من المسمار، يجمع زهر القرنفل وينظف ويجفف في الشمس أو في فرن خاص ويستعمل صحيحا أو مطحونا . ويحتوي على زيت طيار .
ويستعمل كمسكن لوجع الأسنان ، ويوضع في معظم مستحضرات الفم لتجفيف الآلام والالتهابات وهو مطهر - ومسكن - يساعد على الهضم ، ويخفف آلام الحساسية، وينبه القلب والمعدة ، ويدر الطمث ، ويستعمل في المواد الغذائية كالحلويات والأطعمة لإكسابها رائحة طيبة ، ويستعمل أيضا في المخللات .(1/5)
(6) الزنجبيل : ويستعمل منه ريزوماته ( جذوره ) :
تحتوى جذوره على زيوت طيارة تعطيه رائحة مميزة ، ومادة أخرى تعطيه الطعم اللاذع ، وهو مقوي ومطهر للمعدة ، ومعرق ومنبه للدورة الدموية ، ويعطي الشعور بالسخونة والدفء .
ويستخدم في الطبخ مع الحساء والمخللات والفطائر، أو تطييب نكهة الطعام ، وتحلية بعض المشروبات ، وهو العنصر الأساس في أكثر أنواع الكاري، ويصنع منه مربى .
(7) الزعفران : ويسمى الكركم الحاد والجاد .
يحتوي على مادة مقوية للأعصاب ، ومنشطة منبهة ، ومدرة للطمث .
يستعمل في الأطعمة لتطيب طعمها ، ولكنه فقد مكانه بالمقارنة مع العصفر ، ويجب عدم استعماله كثيرا لأن به مواد سامة .
(8) العصفر :
هو زهر نبات القرطم ويظن في بعض البلدان أنه هو الزعفران ، ولكنه غيره .
مفيد ضد اليرقان - مسهل - يجلو الكَلَف والحكة والقوباء غسلا بمغليه أو منقوعه ، ويدخل في تركيب دهانات الروماتيزم .
ويستعمل في صبغ الأرز الذي تحشي به بعض المأكولات كالباذنجان ، والكوسى ، وورق العنب ، والليمون ، ويقطف ويجفف وتستخرج منه صبغة حمراء للأنسجة .
(9) السعتر : ويسمى الزعتر أو الصعتر أو حاشيا .
ويستعمل كمقو ومنبه ومعرق ومدر للطمث ، ومشدد للمعدة ، ومفيد في حالات المغص والرياح ، وآلام الحلق والأنف الحنجرة . ويطهر الفم وينبه الأغشية المخاطية ويقويها ، مدر للبول .
ويستعمل في الغذاء لفتح الشهية ، ولتطييب رائحة الفم ، ويضاف أخضر أو يابسا إلى الحساء والسلطة والصلصات إلى الفطائر لتعطيرها .
(10) الهيل : ويسمى أيضا القاقله أو الحبهان .
يستعمل لرائحة الطيبة وهو يعين على الهضم ويمنع من غثيان المعدة والقيء ، وينفع في حصى الكلى إذا خلط ببزر القثاء والخيار وماء الرمان ، ويقوي المعدة ويجلب النوم .
ويدخل في المركبات التي تستعمل لعلاج المغص المعوي وتنشيط الهضم وانحباس الطمث .(1/6)
ويستعمل الهيل نفسه أو زيته في صنع المواد الغذائية ، والحلويات والمخللات والمشروبات لتحسين طعم كثير من الأغذية والتبخير بالهال من الفم يكسبه رائحة طيبة .
(11) الريحان : يحتوى على زيوت طيارة .
ويستخدم كمنبه - هاضم - نافع للزكام - مطهر للأمعاء مسكن للمغص المعدي مفيد في حالات آلآم الطمث - طارد للأرياح ونقيع الورق يقوي الشعر، ويمنع سقوطه وينشطه . ويصنع شرابه من رؤوسه المزهرة ، تنقع في ماء مغلي وتؤخذ ملعقة من محلوله بكأس ماء بعد كل وجبة طعام ، أو تضع من خلاصته نقطتان إلى خمس نقط على قطعة سكر ، ويؤخذ ثلاث مرات في اليوم ويؤخذ كهاضم .
ويستعمل في الطعام لتطييب نكهة بعض المأكولات ، ويستعاض به من السعتر . ويستعمل زيته الطيار الذهبي في العطورات والمشروبات .
(12) الحمص : يحتوي الحمص على المواد الآتية :
مواد بروتينية - مواد دهنية - مواد سليلوزية - ومواد فسفورية وبوتاسيوم وكالسيوم ومواد سكرية وحديد .
ولذا يعتبر ذا قيمة عالية ، وهو يؤكل أخضر ومسلوقا ومطبوخا .
وهو مغذي ومدر للبول ، ومفتت للحصى ، ومسمن ، ومنشط للأعصاب ، وينصح بعدم التمادي والإفراط في أكله .
والحمص الأخضر سهل الهضم ، ويحوي فيتامينات وسكرا ، ولكن تكرار تناوله يضعف أنبوب الهضم ، وعند شراء الحمص الأخضر يجب الامتناع عن شراء الحبوب القاسية ، والمائلة غلى الاصفرار(1/7)
فوائد نبات السنا
عن أبي بن أم حرام قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : عليكم بالسنا و السنوت ، فإن فيهما شفاء من كل داء ، إلا السام قيل : يارسول الله ، وما السام ؟ قال : الموت رواه ابن ماجة (3457) .
(السَّنا ) : شجيرة يبلغ طولها 2 ـ3 أمتار أوراقها صغيرة خضراء ،و لها أنواع عديدة ، توجد في السودان ،و الجزيرة العربية ،والصومال و الهند.
فوائد السنا:
1. يستخدم السنا مسهل ٌ ، و ملينٌ ، و ذلك حسب الجرعة المستعملة :
حيث إن آليات تأثيره هي : تنشيط الإفرازات من الغدد الهضمية ، و كذلك تحريض العضلات الملساء ، و الحركات الدودية للأمعاء ، و خاصة على مستوى الكولون ، و كذلك التأثير على التبادل الشاردي على مستوى الكولونات ، كما يقوم بحبس الماء ضمن الكتلة الرازية ، و كل هذه الآليات تؤثر مجتمعة في إحداث الإسهال ، أو التليين لدى استخدام السنا.
أما المادة المؤثرة في السنا و التي تحدث الإسهال و التليين فقيل إنها حمض الكريزوفاني ، و قيل حمض الإنتراكينون .
هناك فرق بين الشبرم و السنا: هو أن الشبرم مسهل قوي جداً ، و بالتالي يجب أن يكون بدقة ، و بتحديد من الطبيب . و في حين أنَّ السنا مسهل مقبول . و هذا الاستبدال للشبرم بالسنا يدل على حكمة طبية نبوية عظيمة .
كما أن السنا يمتاز عن غيره من المسهلات بعدم وجود إدمان عليه .أي أن الانقطاع لا يسبب الإمساك ، و صعوبة التبرز ، كما أنه لا حاجة لزيادة الجرعة للحصول على نفس الفائدة الطبية في التليين .
2. يحتوي السنا على مواد مضادة للجراثيم ،و منه فائدة السنا في مقاومة الالتهابات الجرثومية ن و كذلك يحتوي على مواد مضادة للفطور ، و بالتالي فعاليته في مقاومة الحمات الراشحة ( الفيروسات ) يإيقاف نموها.(1/8)
الخل نعم الإدام
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نِعم الإدامُ الخلُّ "
الحديث رواه مسلم (4/16) و أحمد (3/301) .
الخل و بخاصة خل التفاح له فوائد عظيمة ، فهو يقلل دهون الدم ، و ذلك إذا أخذ بواقع ملعقة على ماء السلطة الخضراء مع الأكل ، فهو يذيب الدهون ، و ذلك لأن الخل هو حمض الأستيك . و المركب الوسطي في جسم الإنسان و الذي له علاقة بالبروتين ، و الدهون و الكربوهيدرات ، يسمى أسيتوأسيتات Acetoacetate ـ أي أن تناول الخل بصفة منتظمة في مكونات الطعام ، أي في السلاطة الخضراء أو ملعقة صغيرة على كوب ماء ، و بخاصة إذا كان خل التفاح ، فإنه يحافظ على مستوى دهون الجسم ، كما يقلل من فرصة تصلب الشرايين او تنعدم تماماً ، لأنه يحول الزائد منها إلى المركب الوسطي و هو الأسيتوأسيتات الذي يدخل في التمثيل الغذائي .
و الثابت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه كان يأكل الخل مع الزيت . , في عام الرماد كان سيدنا عمر لا يأكل إلا الزيت و الخل ، و ما أكل لحماً إلا بعد أن أكل فقراء المسلمين .
و خل التفاح أفضل أنواع الخل ، لأنه بجانب حمض الأستيك المكون الأساسي له ، فإنه يحتوي على عديد من الأحماض العضوية اللازمة للجسم في التمثيل الغذائي ، إلى جانب العديد من المعادن اللازمة للجسم .
و قد جاء في كتاب الطب الشعبي للدكتور جارفيس : أن الخل مطهر للأمعاء من الجراثيم ، كما أنه مطهر لالتهابات حوض الكلى و المثانة ن حيث ذكر أن الخل يقضي على الصديد الموجود بالبول .
فسبحان اللطيف الخبير
.(1/9)
نصائح طبية مفيدة
لا تشرب الشاي بعد الأكل مباشرة - لأن أوراق الشاي تحتوي على نسبة عالية من الحمض. وهذه المادة ستأثر على البروتين المتواجد في الأطعمة التي نستهلكها وتجعلها جافة وعسيرة الهضم.
· Dont drink tea - Because tea leaves contain a high content of acid. This substance will cause the Protein content in the food we consume to be hardened thus difficult to digest
لا تأكل الفواكه بعد الأكل مباشرة - إن أكل الفواكه مباشرة بعد الأكل يتسبب في إنتفاخ البطن بالهواء. لذى يجب الحذر أخذ الحيطة في عدم تناول الفواكه قبل مضي ساعة إلى ساعتين من الأكل أو قبل ساعة من الوجبة الغذائية.
· Dont eat fruits immediately - Immediately eating fruits after meals will cause stomach to be bloated with air. Therefore take fruit 1-2 hr after meal or 1hr before meal.
لا تسبح بعد الأكل - إن السباحة بعد الأكل يسبب أرتفاع تدفق الدم لليدين, الأرجل وبالتالي سقلل تدفق الدم في مناطق كثيرة من الجسم وبالخص حول منطقة البطن وعليه سيطعف ذلك الجهاز الهضمي.
· Dont bathe - Bathing will cause the increase of blood flow to the hands, legs & body thus the amount of blood around the stomach will therefore decrease. This will weaken the digestive system in our stomach.
لا تمشي - الكثير من الناس يعتقدون بجدوى المشي بعد الأكل مائة خطوة ستجعلك تعمر تسعة وتسعين عام. في الحقيقة أن هذا غير صحيح. لأن المشي سيعطل الجهاز الهضمي من إستخلاص الغذاء من الأطعمة التي أكلناها في التو.
· Dont walk about - People always say that after a meal walk a hundred steps and you will live till 99. In actual fact this is not true. Walking will cause the digestive system to be unable to absorb the nutrition from the food we intake.
لا تنم في الحال - إن النوم بعد الأكل مباشرة يتسبب (يعطل) إكمال عملية هضم الطعام بشكل جيد. بالنتيجة سيقيدنا ذلك إلى عدوى معوية أو إلتهاب معوي.
· Dont sleep immediately - The food we intake will not be able to digest properly. Thus will lead to gastric & infection in our intestine.
لا تدخن مطلقا- تجربة من خبير تدخين(مدخن) سابق, تدخين سجارة واحدة بعد الأكل تعادل تدخين عشر سجائر في الأوقات الأخرى ( لذلك نسبة الإصابة بالسرطان أكثر في حالة التدخين بعد الأكل مباشرة).
* Dont smoke- Experiment from experts proves that smoking a cigarette after meal is comparable to smoking 10 cigarettes (chances of cancer is higher).(1/10)
الوضوء طهور وإعجاز علمي
قال صلى الله عليه وسلم : ( من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره ) رواه مسلم
وقال :( إن أمتي يدعون يوم القيامة غرّا محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل) متفق عليه
أثبت العلم الحديث بعد الفحص الميكروسكوبي للمزرعة الميكروبية التي علمت للمنتظمين في الوضوء .. ولغير المنتظمين
أن الذين يتوضئون باستمرار .. قد ظهر الأنف عند غالبيتهم نظيفا طاهرا خاليا من الميكروبات ولذلك جاءت المزارع الميكروبية التي أجريت لهم خالية تماما من أي نوع من الميكروبات في حين أعطت أنوف من لا يتوضئون مزارع ميكروبية ذات أنواع متعددة وبكميات كبيرة من الميكروبات الكروية العنقوديةالشديدة العدوى .. والكروية السبحية السريعة الانتشار .. والميكروبات العضوية التي تسبب العديد من الأمراض وقد ثبت أن التسمم الذاتي يحدث من جراء نمو الميكروبات الضارة في تجويفى الأنف ومنهما إلى داخل المعدة والأمعاء ولإحداث الالتهابات والأمراض المتعددة ولا سيما عندما تدخل الدورة الدموية .. لذلك شرع الاستنشاق بصورة متكررة ثلاث مرات في كل وضوء(1/11)
أما بالنسبة للمضمضة فقد ثبت أنها تحفظ الفهم والبلعوم من الالتهابات ومن تقيح اللثة وتقى الأسنان من النخر بإزالة الفضلات الطعامية التي قد تبقى فيها فقد ثبت علميا أن تسعين في المئة من الذين يفقدون أسمنانهم لو اهتموا بنظافة الفم لما فقدوا أسنانهم قبل الأوان وأن المادة الصديدية والعفونة مع اللعاب والطعام تمتصها المعدة وتسرى إلى الدم .. ومنه إلى جميع الأعضاء وتسبب أمراضا كثيرة وأن المضمضة تنمى بعض العضلات في الوجه وتجعله مستديرا .. وهذا التمرين لم يذكره من أساتذة الرياضة إلا القليل لانصرافهم إلى العضلات الكبيرة في الجسم
ولغسل الوجه واليدين إلى المرفقين والقدمين فائدة إزالة الغبار وما يحتوى عليه من الجراثيم فضلا عن تنظيف البشرة من المواد الدهنية التي تفرزها الغدد الجلدية بالإضافة إلى إزالة العرق وقد ثبت علميا أن الميكروبات لا تهاجم جلد الإنسان إلا إذا أهمل نظافته .. فإن الإنسان إذا مكث فترة طويلة بدون غسل لأعضائه فإن إفرازات الجلد المختلفة من دهون وعرق تتراكم على سطح الجلد محدثه حكة شديدة وهذه الحكة بالأظافر .. التي غالبا ما تكون غير نظيفة تدخل الميكروبات إلى الجلد . كذلك فإن الإفرازات المتراكمة هي دعوة للبكتريا كي تتكاثر وتنمو .
لهذا فإن الوضوء بأركانه قد سبق علم البكتريولوجيا الحديثة والعلماء الذين استعانوا بالمجهر على اكتشاف البكتريا والفطريات التي تهاجم الجلد الذي لا يعتني صاحبه بنظافته التي تتمثل في الوضوء والغسل(1/12)
ومع استمرار الفحوص والدراسات .. أعطت التجارب حقائق علمية أخرى .. فقد أثبت البحث أن جلد اليدين يحمل العديد من الميكروبات التي قد تنتقل إلى الفم أو الأنف عند عدم غسلهما .. ولذلك يجب غسل اليدين جيدا عند البدء في الوضوء .. وهذا يفسر لنا قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إذا استيقظ أحدكم من نومة .. فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا ) كما قد ثبت أيضا أن الدورة الدموية في الأطراف العلوية من اليدين والساعدين والأطراف السفلية من القدمين والساقين أضعف منها في الأعضاء الأخرى لبعدها عن المركز الذي هو القلب فإن غسلها مع دلكها يقوي الدورة الدموية لهذه الأعضاء من الجسم مما يزيد في نشاط الشخص وفعاليته . ومن ذلك كله يتجلى الإعجاز العلمي في شرعية الوضوء في الإسلام.(1/13)
الحبة السوداء ( حبة البركة)
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الهادي الأمين ، وآله وصحبه أجمعين
وبعد :
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « عليكم بهذه الحبة السوداء فإن فيها شفاء لكل داء إلا السام»- السام: الموت ( رواه البخاري ومسلم).
تحتوي حبة البركة ، الحبة السوداء على فوسفات وحديد وفوسفور وكربوهيدرات ، كما تحتوي على المضادات الحيوية المدمرة لكل انواع الجراثيم. ووجد بتحليلها ايضا مادة الكاروتين المضادة للسرطان ، وبها هرمونات جنسية مقوية ومخصبة ومنشطة ومدرة للبول والصفراء ، وتحتوي على انزيمات مهضمة ، ومضادة للحموضة ، وبها مادة مهدئة ومنبهة معا.
وقد اكتشف مؤخرا ان الحبة السوداء تقوم بتنشيط جهاز المناعة في الجسم فتزيد من مقاومة مسببات الامراض وتقضي عليها .
وصفات فوائد حبة البركة و وصفات في علاج الأمراض :
( 1) لإزالة التوتر العصبي : ملعقة صغيرة من زيت حبة البركة مع فنجان من القهوة يهدئ الأعصاب تماما ويزيل التوتر.
(2) لحالات السعال والربو : يدهن بزيت حبة البركة على الصدر والظهر ويشرب مقدار ملعقة صغيرة ثلاث مرات في اليوم، وملعقتين من زيت البركة في ماء ساخن واستنشاق بخاره.
( 3) لإزالة الخمول والكسل: ملعقة صغيرة من زيت حبة البركة مع عصير البرتقال صباحا أو ملعقة من خل التفاح ، ولمدة عشرة ايام وسترى الفرق .
(4) لتنشيط الذاكرة وسرعة الادراك: ملعقة صغيرة من زيت حبة البركة مع مغلي النعناع لمدة عشرة ايام.
( 5) لمرض السكر: كوب حبة سوداء، كوب حب الرشاد، نصف كوب قشر الرمان الناعم، نصف كوب مرة ، يطحن المزيج حتى يصبح بودرة ويأخذ المريض نصف ملعقة يوميا لمدة شهر تقريبا ويشرب أيضا ملعقة صغيرة من زيت حبة البركة على الريق.
( 6) لحصوات الكلى والمثانة: ربع كيلو من الحبة السوداء ، ربع كيلوا من العسل النقي ، تطحن الحبة السوداء جيدا ثم تعجن بالعسل ، وتمزج ملعقتان من هذا المخلوط في نصف كوب ماء ساخن ويشرب هذا المزيج على الريق يوميا ، مع ملعقة صغيرة من زيت حبة البركة.
( 7) لجلاء وصفاء وجمال الوجه: اخلط ملعقة صغيرة من زيت حبة البركة مع ملعقة زيت زيتون وادهن به الوجه ، واتركه لمدة ساعة واغسله بعد ذلك بالماء والصابون ، وسترى الفرق بوضوح.
( 8) لمن به قيء وغثيان: ملعقة صغيرة من القرنفل المطحون ، ثم ملعقة من زيت حبة البركة مع مغلي النعناع 3 مرات في اليوم.
( 9) الصدفية وغيرها: يؤخذ مقدار فنجان زيت الحبة السوداء ومقدار فنجان عصير ليمون يخفف جيدا ، ويستعمل دهان لمدة ثلاثة ايام ، واذا احتاج الى اكثر من ذلك يكرر العمل.
(10) للالتهابات فيما بين الفخدين: اغسل المنطقة بالماء والصابون جيدا ثم نشفه جيدا وادهن بزيت حبة البركة المنطقة الملتهبة مساءً واتركه للصباح لمدة (3) ايام وسترى النتيجة في اول يوم بإذن الله.(1/14)
(11) لحالات التهاب القلب وضيق الاوردة: يشرب زيت حبة البركة باستمرار مع اي مشروب ساخن ، فإنها تذيب الدهون وتوسع الاوردة والشرايين.
(12) لحالات البهاق والبرص: يدهن مكان البهاق بخل التفاح وبعد ذلك يدهن مكان البهاق بزيت حبة البركة لمدة (15) يوما.
(13) لإزالة الثآليل: يمسح الثألول مسحا جيدا بالرجلة ( البربير ) وبعد ذلك يدهن بزيت حبة البركة ويستمر خمسة عشرة يوما مع شرب ملعقة صغيرة من زيت حبة البركة 3 مرات يوميا.
( 14)آلام الظهر والرماتيزم بأنواعه: يسخن مقدار من زيت حبة البركة تسخيناً بسيطا ،ً وبعدها يدلك به مكان الروماتيزم دلكاً شديدا كأنك تدلك العظم لا الجلد ، وتشرب ملعقة صغيرة من زيت حبة البركة ، ثلاث مرات يوميا ، وبإذن الله سوف تجد الشفاء خلال أسبوعين.
(15) لأزالة الصداع: يدهن بزيت حبة البركة على الجبهة وجانبي الوجه بجوار الاذنين ، وسوف يختفي الصداع تماما ، مع شرب ملعقة صغيرة من زيت حبة البركة على الريق ، لمدة ثلاثة أيام.
( 16) لحالات الحموضة وجميع آلام المعدة: كوب من الحليب و ملعقة صغيرة من زيت حبة البركة ، ثلاث مرات في اليوم ، وفي خلال خمسة أيام تنتهي كل مشاكل المعدة إن شاء الله .
(17) لحالات أمراض النساء والولادة : لحفظ الجنين : تشرب حبة البركة مغلية مع اليانسون ، محلاة بعسل خمسة مرات يوميا، أو ملعقة صغيرة من زيت حبة البركة مع مغلي اليانسون محلاة بعسل خمسة مرات يوميا ، ولمدة 40 يوم.
( 18) لحالات الضعف الجنسي: تطحن 200 غرام من حبة البركة و50غرام زيت حبة البركة و50غرام زيت الجرجير و 50 غرام زيت الزيتون و200 غرام عسل نحل صافي . يخلط جيدا وتستعمل ملعقة صغيرة بعد كل وجبة .
يعيد عليك النشاط والحيوية ولو بعد سن اليأس.(1/15)
(19) لحالات تساقط الشعر: ادعك فروة الرأس بالليمون جيدا كل الرأس واتركه لمدة ربع ساعة ، بعد ذلك اغسله بالماء والشامبو وعند انتهائك من غسله نشفه جيدا ثم ادهن بزيت حبة البركة جميع فروة الرأس ولمدة أسبوع ، وسوف يوقف التساقط نهائيا باذن الله .
( 20) لحالات أمراض العيون وضعفها: يدهن زيت الحبة السوداء بجوار العينين والجفون وذلك قبل النوم بنصف ساعة مع شرب ملعقة صغيرة من زيت حبة البركة في كوب عصير الجزر ولمدة شهر تقريبا.
(21) لحالات ارتفاع ضغط الدم : كلما شربت مشروباً ساخناً فعليك مزج ملعقة صغيرة من زيت حبة البركة مع استعمال فصين ثوم صباحا على الريق يدهن جميع الجسم بزيت حبة البركة وتعرض جسمك للشمس لمدة نصف ساعة مره كل ثلاثة أيام لمدة شهر.
( 22) لحالات الحمى الشوكية: تتبخر بالحبة السوداء مع شرب ملعقة صغيرة من زيت حبة البركة مع عصير الليمون صباحا مساءً.
(23) لحالات الاسهال: كوب زبادي مع ملعقة صغيرة من زيت حبة البركة مرتين حتى يختفي الاسهال تماما لمدة ثلاثة أيام.
( 24) الوقاية من جميع الامراض بإذن الله: ملعقة صغيرة من زيت حبة البركة كل صباح مع ملعقة عسل وداوم على ذلك وسترى الصحة والعافية ولن تزر طبيبا ما حييت بإذن الله.(1/16)
الزيتون في الآيات القرآنية:
الزيتون لم يكتسب مكانته بعد اكتشاف أهميته العلمية, ولكنه أكتسبها بذكر الله تعالى له في القرآن الكريم في عدة آيات، يقول الله تعالى في محكم تنزيله:(وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين) سورة المؤمنين/20.المعنى :أن من نعم الله علينا هذه الشجرة شجرة الزيتون حيث أنها تحتوي على الدهن( الزيت) فيكون إدَام يَصْبُغ اللُّقْمَةَ بِغَمْسِهَا فِيهِ عند الأكل.
(والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين) سورة التين/1.يقسم الله تعالى بالأماكن المقدسة الثلاثة بيت المقدس فلسطين أرض الأنبياء وجبل الطور حيث كلم موسى عليه السلام ومكة المكرمة حيث الرسالة الخاتمة
(وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه) سورة الأنعام/ 99.
(والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان) سورة الأنعام/141.
(ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب) سورة النحل /11.
(فأنبتنا فيها حبا، وعنبا وقضبا، وزيتونا ونخلا) سورة عبس /27-29.
قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُوا الزَّيْت وَادَّهِنُوا بِهِ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرَة مُبَارَكَة
الموطن الأصلي لشجرة الزيتون هي فلسطين أرض التين والزيتون و انتقل الزيتون من بلاد الشام إلى أوروبا وازدهرت زراعته أيام حكم المسلمين في الأندلس.
القيمة الغذائية:
يعتبر زيت الزيتون المادة السائلة الوحيدة التي تستعمل بحالتها الطازجة وهي محتفظة بكامل صفاتها البيولوجية بما فيها الفيتامينات, وأفضل نصيحة تقدم لمزارعي الزيتون ومنتجي الزيت هي قطف الثمار وإرسالها مباشرة لمعاصر الزيت.
فوائده:
ذكرت وكالة(رويتر) أن المواطن الألباني هو الأطول عمرا بين نظرائه في القارة الأوروبية, وأضاف الخبر أنه بالرغم من أن ألبانيا تعتبر من أفقر البلاد الأوروبية إلا أن شعبها يتميز بالصحة الجيدة وطول العمر, وأرجعت الدراسة السبب في ذلك إلى النظام الغذائي الذي يتبعه الشعب الألباني واعتماده على زيت الزيتون والفواكه والخضراوات ويسمى (نظام حوض البحر المتوسط الغذائي).
وأثبتت الدراسات أن هذا النظام يضمن إيجاد مضادات بالجسم ضد الأمراض المزمنة, وذكرت أن زيت الزيتون يحتوي على دهون غير مشبعة, وهي أكثر أمانا للجسم من الزيوت المشبعة.(1/17)
الاستعمال الطبي:
شرب الزيت ينفع المسموم ويطلق البطن ويسكن وجعها ويخرج الدود, ومنافعه جمة, وجميع الدهون تضعف المعدة إلا زيت الزيتون , ولسهولة هضم زيت الزيتون ينصح الأطباء بإعطائه للأطفال مع الخبز في بداية عهدهم بالغذاء لبناء أجسامهم ووقايتهم من الإصابة بتقوس الساقين أو الكساح(غني بفيتامين د )هذا بالإضافة إلى احتواء الزيتون وزيته على الفيتامينات المختلفة وعلى مادة(الليبوئيد) ذات التأثير المباشر والفعال في تغذية أنسجة المخ, كما يفيد زيت الزيتون في علاج الإمساك والتشنج المعوي وتنظيم عمل الجهاز العصبي وتجديد النشاط العام, فهو من الزيوت النباتية التي لا تؤثر إطلاقا على نسبة الكولسترول في الدم. والزيتون الأخضر البارد اليابس جيد للغذاء ومقو للمعدة, أما الأسود منه فرديء بالمعدة, كما أن مضع ورق الزيتون ينفع من قلاع الفم.
معلومات تهمك:
- زيت الزيتون له القدرة على خفض مستوى الكوليسترول مما يساعد على خفض الإصابة بأمراض القلب.
- إذ قرأت على زجاجة زيت الزيتون أنه(قطفة أولى Vergin) فهذا معناه أنه لم تستعمل مذيبات كيميائية في عملية تصفيته, أما إذا قرأت (قطفة أولى إكسترا ExtraVergin) فهذا معناه أنه مستخلص من عمليات العصر الأولى للزيتون إلى جانب أن الزيتون قد تم اختياره بعناية.
- يجب استخدام زيت الزيتون خلال سنة من تعبئته الأولى وهذا لضمان حسن طعمه ونوعيته.
حاول التأكد من أن مكان تصنيع زيت الزيتون هو نفسه مكان زراعة الزيتون المستخدم, لضمان أنه حديث التعبئة ولم يأخذ وقتا لنقله من مكان زراعته إلى مكان تصنيعه.(1/18)
فضل السواك وفوائده
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه ،،،
وردت أحاديث عدة في فضل السواك
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ــ لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة.
تخريج السيوطي (مالك حم ق ت هـ) عن أبي هريرة (حم د ن) عن زيد بن خالد الجهني.
ــ لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة و لأخرت العشاء إلى ثلث الليل.
تخريج السيوطي (حم ت الضياء) عن زيد بن خالد الجهني. تحقيق الألباني (صحيح) انظر حديث رقم: 5316 في صحيح الجامع.
--------------------------------------------------------------------------------
فوائد السواك :
* قال الإمام ابن القيم (في فوائد السواك عدة منافع) :
1 - يطيب الفم .
2 - يشد اللثة .
3 - يقطع البلغم .
4 - يجلو البصر .
5 - يذهب بالحفر .
6 - يصح المعدة .
7 - يصفي الصوت .
8 - يعين على هضم الطعام .
9 - يسهل مخارج الكلام .
10 - ينشط للقراءة والذكر والصلاة .
11 - يطرد النوم .
12 - يعجب الملائكة .
13 - يكثر الحسنات .
* ومن الفوائد أيضا المكتشفة حديثاًً :
1 - أفضل علاج وقائي لتسوس أسنان الأطفال لاحتوائه لمادة الفلورايد.
2 - يزيل الصبغ والبقع لاحتوائه لمادة الكلور .
3 - تبيض الأسنان لاحتوائه لمادة السيلكا .
4 - يحمي الأسنان من البكتريا المسببة للتسوس لاحتوائه لمادة الكبريت والمادة القلوانية .
5 - يفيد في التأم الجروح وشقوق اللثة وعلى نموها نمواًً سليماًً لاحتوائه لمادة تراي مثيل أمين (Trimethylamina) وفيتامين ( ج ) .
6 - أفضل علاج لترك التدخين .
متى يستحب استعماله :
1 - عند الوضوء .
2 - عند الصلاة .
3 - عند قراءة القرآن .
4 - عند تغير رائحة الفم بترك الأكل أو أكل ماله رائحة أو طول السكوت أو كثرة الكلام .
5 - عند إرادة النوم .
6 - عند الاستيقاظ من النوم .
7 - عند الدخول إلى المنزل وملاقاة الأهل .
8 - بعد الأكل (فلقد أجمع أطباء الأسنان على أهمية تنظيف الفم بعد الطعام بالمضمضة واستخدام السواك) .
9 - عند سكرات الموت والانتقال إلى الرفيق الأعلى .
( يسهل النزع ويلقن الشهادة) .(1/19)
يقظة الفجر مع ريح الصبا
قال الله تعالى ( وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً ) الإسراء آية 78
يرغب القرآن بالنوم المبكر و الإستيقاظ منذ الفجر وقد روي عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال ( بورك لأمتي في بكورها) وقال (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما عليها ) وتحقيقاً لذلك أمر عليه الصلاة والسلام بعدم الزيارات بعد العشاء بقوله:( لا تجتمعوا بعد صلاة العشاء إلا لطلب العلم ) .
أما الفوائد الصحية التي يجنيها الإنسان بيقظة الفجر فهي كثيرة منها:
1- تكون أعلى نسبة لغاز الأوزون (O³) في الجو عند الفجر وتقل تريجياً حتى تضمحل عند طلوع الشمس حيث ثبت حديثاً أن غاز الأوزون - وهو أحد نظائر الأكسجين الموجود في طبقات الجو العليا لحماية الأرض من بعض الإشعاعات الضارة - ينزل إلى الطبقات الدنيا الملامسة لسطح الأرض عند الفجر ثم يرتفع مع شروق الشمس . وقد دهش الاطباء لآثاره العلاجية العجيبة . فهو يشفي من كثير من الأمراض النفسية والجسدية و ليس له أية آثار جانبية. ولهذا الغاز تأثير مفيد للجهاز العصبي ومنشط للعمل الفكري و العضلي بحيث يجعل ذروة نشاط الإنسان الفكرية والعضلية تكون في الصباح الباكر وقد ثبت أن حقن الأوزون يمكن أن تعطي الجسم نشاطاً هائلاً وتشعره بسعادة كبيرة ولهذا يستشعر الإنسان عندما يستنشق نسيم الفجر المسمي بريح الصبا لذة ونشوة لا شبيه لها في أي ساعة من ساعات النهار أو الليل
2- إن أشعة الشمس عند شروقها قريبة إلى اللون الأحمر ومعروف تأثير هذا اللون المثير للأعصاب والباعث على اليقظة والحركة كما أن نسبة الأشعة الفوق بنفسجية تكون أكبر ما يمكن عند الشروق وهي الأشعة التي تحرض الجلد على صنع فيتامين - د- اللازم لنمو الجسم .
3- الاستيقاظ الباكر يقطع النوم الطويل وقد تبين أن الإنسان الذي ينام ساعات طويلة وعلى وتيرة واحدة يتعرض للإصابة بأمراض القلب وخاصة مرض العصيدة الشرياني Atherosclerosis الذي يؤهب لهجمات خناق الصدر لأن النوم ماهو إلا(1/20)
سكون مطلق فإذا دام طويلاً أدى ذلك لترسب المواد الدهنية على جدران الأوعية الشريانية ومنها الشرايين الإكليلية القلبية Coronarya ولعل الوقاية من عامل من عوامل الأمراض الوعائية هي إحدى الفوائد التي يجنيها المؤمنون الذين يستيقظون في أعماق الليل متقربين لخالقهم بالدعاء والصلاة قال تعالى في سورة الفرقان : ( والذين يبيتون لربهم سجداً و قياماً ) الفرقان آية 64 قال أيضاً تعالى يرغب في التهجد في سورة المزمل : ( إن ناشئة الليل هي أشد وطئاً وأقوم قيلاً ) المزمل آية 6 وناشئة الليل هي القيام بعد النوم .
4- من الثابت علمياً أن أعلى نسبة للكورتيزون في الدم هي وقت الصباح حيث تبلغ (7-22) مكروغرام/ 100 مل بلاسما وأخفض نسبة له تكون مساءً حيث تصبح أقل من (7) ميكروغرام/ 100مل بلاسما من المعروف أن الكورتيزون هو المادة الفعالة التي تزيد فعاليات الجسم وتنشط استقلاباته بشكل عام ويزيد نسبة السكر في الدم الذي يزود الجسم بالطاقة اللازمة له.
ومن هنا نجد أن المسلم الملتزم بتعاليم القرآن إنسان فريد بالفعل حيث يستيقظ باكراً ويستقبل اليوم الجديد بجد و نشاط ويباشر أعماله اليومية في
ساعات النهار الأولى حيث تكون إمكاناته الذهنية والنفسية والعضلية على أعلى مستوى مما يؤدي لمضاعفة الإنتاج كل ذلك في عالم ملؤه الصفاء والسرور والإنشراح ولو تصورنا أن ذلك الإلتزام أخذ طابعاً جماعياً فسيغدو المجتمع المسلم مجتمعاً مميزاً فريداً وأهم ما يميزه أن الحياة تدب فيه منذ الفجر * ولا حول ولا قوة إلا بالله ياحي يا قيوم ... برحمتك استغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين * لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين *(1/21)
الكمأة شفاء
روى البخاري عن سعيد بن زيد قال : سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( الكمأة من المنّ و ماؤها شفاء من للعين ).
و روى الترمذي : عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قالوا : الكمأة جدري الأرض ، فقال : النبي صلى الله عليه و سلم : (الكمأة من المن و ماؤها شفاء للعين و العجوة من الجنة و هي شفاء من السم ). حديث صحيح .
الكمأة : نبات فطري و تشبه في شكلها البطاطا مع اختلاف اللون و الرائحة تنمو في الصحارى و تحت أشجار البلوط .
غنية بالبروتين 13% و تحتوي على الفسفور و البوتاسيوم و الصوديوم .
الكمأة لمعالجة الرمد الربيعي : Trachoma
في المؤتمر العالمي الأول عن الطب الإسلامي ألقى الدكتور المعتز بالله المرزوقي محاضرة عن نتائج معالجته لآفات عينية مختلفة بتقطير ماء الكمأة في العين .
و لقد تم استخلاص العصارة المائية منها في مختبر فيلانوف بأوديسا ، ثم تم تجفيف السائل حتى يتمكن من الاحتفاظ به لفترة طويلة و عند الاستعمال تم حل المسحوق في الماء مقطر لتصل إلى نفس تركيز ماء الكمأة الطبيعي و هو ماء بني اللون له رائحة نفاذة .
و لقد عالج به حالات متقدمة من ( الترخوما) فكانت النتائج إيجابية حيث تم تشخيصه عند 86 طفلاً ، ثم تقسيهم إلى مجموعتين عولجت بالأدوية المعتادة و مجموعة أضيف ماء الكمأة إلى تلك المعالجات حيث تم تقطير ماء الكمأة في العين المصابة 3 مرات يومياً و لمدة شهر كامل و كان الفرق واضحاً جداً بين المجموعتين فالحالات التي عولجت بالأدوية المعتادة ظهر فيها تليف في ملتحمة الجفون أما التي عولجت بماء الكمأة المقطر عادت الملتحمة إلى وضعها السوي دون تليف الملتحمة .(1/22)
الفوائد الروحية والجسدية لصيام رمضان
شهر رمضان ، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار . ومع هذا الشهر المبارك يحلو الحديث عن الفوائد الروحية والنفسية والجسدية لصيام رمضان , ولكن هناك وقفات صحية ن، ووصايا طبية ، لا بد أن نعيرها شيئا من الانتباه ليكون لنا رمضان أيضا الصحة والنشاط والعطاء ونستعرض في هذا المقال بعضا من تلك الوصايا :
1 - كلوا واشربوا ولا تسرفوا الأعراف :
تلك هي آية في كتاب الله ، جمعت علم الغذاء كله في ثلاث كلمات . فإذا جاء شهر رمضان ، والتزم الصائم بهذه الآية ، وتجنب الإفراط في الدهون والحلويات والأطعمة الثقيلة ، وخرج في نهاية شهر رمضان ، وقد نقص وزنه قليلا ، وانخفضت الدهون ، يكون في غاية الصحة والسعادة ، وبذلك يجد في رمضان وقاية لقلبه ، وارتياحا في جسده . فالكنافة والقطائف وكثير من الحلويات واللحوم والدسم تتحول في الجسم إلى دهون ، وزيادة في الوزن ، وعبء على القلب . وقد اعتاد الكثير منا على حشو بطنه بأصناف الطعام ، ثم يطفئ لهيب المعدة بزجاجات المياه الغازية أو المثلجات .
وقد أكد الباحثون أنه على الرغم من عدم التزام الكثير من المسلمين ، للأسف الشديد ، بقواعد الإسلام الصحية في غذاء رمضان ورغم إسرافهم في تناول الأطباق الرمضانية الدسمة والحلويات ، فإن صيام رمضان قد يحقق نقصا في وزن الصائمين بمقدار 2-3 كيلوجرامات في عدد من الدراسات العلمية .
2 - لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر :
حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم متفق عليه .. وفي التعجيل بالإفطار آثار صحية ونفسية هامة . فالصائم يكون في ذلك الوقت بحاجة ماسة إلى ما يعوضه عما فقد من ماء وطاقة أثناء النهار والتأخير في الإفطار يزيد من انخفاض سكر الدم ، مما يؤدي إلى شعور بالهبوط والإعياء العام وفي ذلك تعذيب نفسي لا طائل منه ، ولا ترضاه الشريعة السمحاء .(1/23)
3- إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر :
وهذا حديث آخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رواه الأربعة . وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفطر قبل أن يصلي على رطيبات ، فإن لم تكن رطيبات فتمرات ، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من الماء رواه الترمذي وأبو داود ، فالصائم عند الإفطار بحاجة إلى مصدر سكري سريع ، يدفع عنه الجوع ، مثلما هو بحاجة إلى الماء . والإفطار على التمر والماء يحقق الهدفين وهما دفع الجوع والعطش . وتستطيع المعدة والأمعاء الخالية امتصاص المواد السكرية بسرعة كبيرة ، كما يحتوي الرطب والتمر على كمية من الألياف مما يقي من الإمساك ، ويعطي الإنسان شعورا بالامتلاء فلا يكثر الصائم من تناول مختلف أنواع الطعام .
4- أفطر على مرحلتين :
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجل فطره على تمرات أو ماء ، ثم يعجل صلاة المغرب ، ويقدمها على إكمال طعام إفطاره . وفي ذلك حكمة نبوية رائعة . فتناول شيء من التمر والماء ينبه المعدة تنبيها حقيقيا ، وخلال فترة الصلاة تقوم المعدة بامتصاص المادة السكرية والماء ، ويزول الشعور بالعطش والجوع ويعود الصائم بعد الصلاة إلى إكمال إفطاره، وقد زال عنه الشعور بالمهم . ومن المعروف أن تناول كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة وبسرعة قد يؤدي إلى انتفاخ المعدة وحدوث تلبك معوي وعسر هضم .
5- اختر لنفسك غذاء صحيا متكاملا :
فاحرص على أن يكون غذاؤك متنوعا وشاملا لكافة العناصر الغذائية ، واجعل في طعام إفطارك مقدارا وافرا من السلطة ، فهي غنية بالألياف ، كما تعطيك إحساسا بالامتلاء والشبع ، فتأكل كمية أقل من باقي الطعام . وتجنب التوابل البهارات والمخللات قدر الإمكان . كما يستحسن تجنب المقالي والمسبكات ، فقد تسبب عسر الهضم وتلبك الأمعاء .
6 - فقد أوصي الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بضرورة تناول وجبة السحور :(1/24)
ولا شك في أن تناول السحور يفيد في منع حدوث الإعياء والصداع أثناء نهار رمضان ، ويخفف من الشعور بالعطش الشديد ..
كما حث الرسول صلى الله عليه وسلم على تأخير السحور فقال : ما تزال أمتي بخير ما تجملوا ما عجلوا الإفطار وأخروا السحور
ويستحسن أن يحتوي طعام السحور على أغذية سهلة الهضم كاللبن الزبادي والعسل والفواكه وغيرها .
7- وصية لتجنب الإحساس بالعطش :
حاول تجنب الأغذية الشديدة الملوحة ، وتجنب التوابل والبهارات وخاصة عند السحور لأنها تزيد الاحساس بالعطش . ويستحسن تجنب استعمال الأغذية المحفوظة ، أو الوجبات السريعة التحضير .
واشرب كمية كافية من الماء مع عدم المبالغة في ذلك.
8- وصية لتجنب الإمساك :
وإذا كنت ممن يصابون بالإمساك ، فأكثر من تناول الأغذية الغنية بالألياف الموجودة في السلطات والبقول والفواكه والخضار ، وحاول أن تكثر من الفواكه بدلا من الحلويات الرمضانية ، واحرص على صلاة التراويح وأداء النشاط الحركي المعتاد.
9- تجنب النوم بعد الإفطار :
بعض الناس يلجأ إلى النوم بعد الإفطار والحقيقة ، فإن النوم بعد تناول وجبة طعام كبيرة ودسمة قد يزيد من خمول الإنسان وكسله . ولا بأس من الإسترخاء قليلا بعد تناول الطعام .. وتظل النصيحة الذهبية لهؤلاء الناس هي ضرورة الاعتدال في تناول طعامهم ، ثم النهوض لصلاة العشاء والتراويح ، فهي تساعد على هضم الطعام ، وتعيد لهم نشاطهم وحيويتهم .
10- رمضان فرصة للتوقف على التدخين :
من المؤكد أن فوائد التوقف عن التدخين تبدأ منذ اليوم الأول الذي يقلع فيه المرء عن التدخين ، فمتى توقف عن التدخين بدأ الدم يمتص الأوكسيجين بدلا من غاز أول أكسيد الكربون السام ، وبذلك تستقبل أعضاء الجسم دما مليئا بالأوكسجين ، وتخف الأعباء الملقاة على القلب شيئا فشيئا .(1/25)
والمدخنون الذين يريدون الإقلاع عن هذه العادة الذميمة سوف يجدون في رمضان فرصة جيدة للتدرب على ذلك . فإذا كنت أيها الصائم تستطيع الإقلاع عن التدخين لساعات طويلة أثناء النهار ، فلماذا لا تداوم على ذلك . وليس هذا صعب بالتأكيد، لكنه يحتاج إلى عزيمة صادقة ، وتخيل دائم لما تسببه السيجارة من مصائب لك ولمن حولك .
11- إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب :
حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم متفق عليه ..
فماذا يفعل الغضب في رمضان ؟ من المعلوم أن الغضب يزيد من إفراز هرمون الأدرينالين في الجسم بمقدار كبير ، وإذا ما حدث ذلك في أول الصيام ( أي أثناء هضم الطعام ) فقد يضطرب الهضم ويسوء الامتصاص ، وإذا حدث أثناء النهار تحول شيء من الجليكوجين في الكبد إلى سكر الجلوكوز ليمد الجسم بطاقة تدفعه للعراك ، وهي بالطبع طاقة ضائعة .
وقد يؤدي ارتفاع الأدرينالين إلى حدوث نوبة ذبحة صدرية عند المصابين بهذا المصابين بهذا المرض ، كما أن التعرض المتكرر للضغوط النفسية يزيد من تشكل النوع الضار من الكولسترول ، وهو أحد الأسباب الرئيسية لتصلب الشرايين .
12- وصية للحامل والمرضع في شهر رمضان :
ينبغي على الحامل والمرضع استشارة الطبيب فإذا سمح لها بالصيام فينبغي عليها عدم التهام كمية كبيرة من الطعام عند الإفطار ، وتوزيع طعام الإفطار المعتدل إلى وجبتين : الأولى عند الإفطار ، والباقي بعد أربع ساعات . كما تنصح بتأخير وجبة السحور ، والإكثار من اللبن الزبادي ، والإقلال من الطعام الدسم والحلويات .
أما لمرضع ، فإن صامت فيجب أن توفر للمولود كمية إضافية من الماء والسوائل ليشربها خلال ساعات الحر بجانب الرضاعة من ثدي الأم وعليها الاهتمام بغذائها من حيث الكمية والنوعية . كما ينبغي أن تكثر من الرضعات في الفترة بين الإفطار والسحور . فإذا ما شعرت بالتعب والإرهاق فعليها إنها صومها واستشارة الطبيب .(1/26)
13- دربوا أطفالكم على الصيام برفق ولين :
ينبغي تدريب الطفل على الصيام بعد سن السابعة ، وتعتبر السنة العاشرة السنة النموذجية لصيام الطفل ، ولا يجوز ضربهم أو إجبارهم على الصيام لأن ذلك قد يدفع الطفل إلى تناول المفطرات سرا ،وتكبر معه هذه الخيانة ، ويراعى التدرج في صيام الطفل عاما بعد عام .
وعلى الأم أن تراقب طفلها أثناء صيامه ، فإذا شعرت بمرضه أو إرهاقه وجب عليها أن تسارع بإفطاره . وهناك عدد من الأمراض التي تمنع الطفل من الصيام كمرض السكر وفقر الدم وأمراض الكلى وغيرها .
وينصح الأباء والأمهات بأن يحتوي طعام الطفل على كافة العناصر الغذائية ، وأن يحرصوا على إعطائه وجبة السحور .
14 - فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة أيام أخر البقرة 184 :
فمن رحمةالله بعبادة أن رخص للمريض الإفطار في شهر رمضان ، فإذا أخبر الطبيب المسلم مريضه أنه إذا صام أدى صيامه
إلى زيادة المرض عليه أو إلى إهلاكه وجب عليه الإفطار .
والفطور رخصة للمريض ، كما هي للمسافر ، ولكن لو تحامل المريض على نفسه وصام أجزاه الصوم ، ولا قضاء عليه ، غير أنه إذا شق عليه الصوم مشقة شديدة ، فليس من البر الصوم في المرض ، بل ربما كان المريض أولى من المسافر بهذا ، لأن المسافر الذي يشق عليه السفر يجب عليه الفطر خشية المرض ، فالمرض أشد خطرا ، ولهذا قدم في القرآن على السفر .
15 - إن كنت مريضا راجع طبيبك قبل البدء بالصيام :
فالقول الفصل في الصيام المريض أو عدمه هو للطبيب المسلم المعالج ، فهو أدري بحالة المريض وعلاجه ، وهو الذي يعطي المريض النصيحة المثلى والإرشادات المناسبة . فإذا سمح لمريضه بالصيام ، حدد خطة العلاج ، وقد يضطر لتعديل طريقة تناول الدواء أو عدد جرعات الدواء .(1/27)
16 - وصية لمرضى القلب :
يستطيع كثير من مرضى القلب الصيام ، فعدم حدوث عملية الهضم أثناء النهار تعني جهدا أقل لعضلة القلب وراحة أكبر . فإن عشرة في المائة من كمية الدم التي يدفع بها القلب إلى الجسم تذهب إلى الجهاز الهضمي أثناء عملية الهضم .
والمصابون بارتفاع ضغط الدم يستطيعون عادة الصيام شريطة تناول أدويتهم بانتظام ، وهناك حاليا العديد من الأدوية التي يمكن إعطاؤها مرة واحدة أو مرتين في اليوم
وينبغي على هؤلاء المرضى تجنب الموالح والمخللات والإقلال من ملح الطعام ، أما المصابون بالذبحة الصدرية المستقرة فيمكنهم عادة الصيام مع الاستمرار في تناول الدواء بانتظام .
وهناك عدد من حالات القلب التي لا يسمح فيها بالصيام كمرضى الجلطة الحديثة ، والمصابين بهبوط ( فشل ) القلب الحاد ، والمصابين بالذبحة القلبية غير المستقرة وغيرهم .
17- وصية للمصابين بالحصيات الكلوية :
إذا لم يكن لدى المرء حصيات كلوية من قبل فلا داعي للقلق في رمضان أما إذا كانت لديهم حصيات ، أو قصة تكر حدوث حصيات كلوية فيمكن أن تزداد حالتهم سوءا إذا لم يشرب المريض السوائل بكميات كافية . ويستحسن في مرضى الحصيات بالذات الامتناع عن الصيام في الأيام الشديدة الحرارة ، حيث تقل كمية البول بدرجة ملحوظة . ويعود تقدير ذلك للطبيب المعالج ، وعموما ينصح مرضى الحصيات الكلوية بتناول كميات كافية من السوائل في المساء وعند السحور ، مع تجنب التعرض للحر والمجهود المضني أثناء النهار ، كما ينصح هؤلاء بالإقلال من تناول اللحوم ومواد معينة مثل السبانخ والسلق والمكسرات وغيرها .
18- وصية لمرضى السكر :
إذا قرر الطبيب أنه بإمكان مريض السكر الصيام ، فينبغي على المريض الالتزام بوصايا الطبيب ، والمحافظة على نفس كمية ونوعية الغذاء الذي وصفه له .
وتقسم هذه الكمية إلى ثلاثة أجزاء متساوية ، بحيث يتناول الأولى عند الإفطار ، والثانية بعد صلاة التراويح ، والثالثة عند السحور .(1/28)
ويفضل تأجيل وجبة السحور قدر الإمكان ، والإكثار من تناول الماء ، والإقلال من النشاط الجسدي أثناء فترة الصيام ، وخاصة في الفترة الحرجة ما بين العصر والمغرب . وإذا شعر المريض بأعراض انخفاض السكر فعليه أن يفطر ولا ينتظر وقت الإفطار ولو كان ذلك الوقت قريبا .
19- وصية للمصابين بعسر الهضم :
كثيرا ما تتحسن حالة هؤلاء المرضى في شهر رمضان ، شريطة ألا تكون لديهم قرحة حادة في المعدة أو الإثنى عشر أو التهاب في المرئ أو أي سبب عضوي آخر .
وينصح هؤلاء بتناول وجبات صغيرة من الطعام ، وتجنب التخمة والأطعمة الدسمة والحلويات ، كما ينصح بتجنب التعرض للضغوط النفسية الشديدة ، والابتعاد عن البهارات والمسبكات .
20 - وصية أخيرة : هل حقا نحن نصوم رمضان ؟
فالصيام حركة في النهار سعيا وراء الرزق الحلال . وهو حركة في الليل في صلاة التراويح ، وهو دعوة لجسم سليم ..وقلب تائب لله ، طامع في رحمته .
ولكن للأسف الشديد ، فإن الصيام الذي يمارسه البعض منا ، ليس هو الصيام الذي شرعه الخالق ، فهو نوم لمعظم النهار ، وغضب لأتفه الأسباب بدعوى الصيام .
فالصيام عند البعض كسل جسدي ، وانفعال نفسي في النهار ، وتخمة وسهر في اللهو والعبث في ليل رمضان .
أليس حراما أن نضيع هذا الموسم الفياض بالخيرات كل عام ؟
أليس رمضان موسما للطاعة والعبادة ، وموسما للصحة والسعادة ، وفوق هذا وذاك رحمة ومغفرة وعتقا من النار ؟!(1/29)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحجامة أحد رؤوس الدواء
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين وبعد :
فهذه هي الطبعة الثانية من كتابنا هذا ، بعد أن نفدت نسخه منذ زمن ليس بالقصير ( عشر سنوات تقريبا ) ، وسألني عنه كثير من إخوتنا في الله عنه ، فعسى أن ينفعهم الله تعالى به .
لاسيما وهو يتعلق بأحد أركان الشفاء الثلاثة ، وهي الحجامة والعسل والكي ، كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح .
فنسأل الله العلي القدير لنا ولجميع إخواننا والمسلمين علما نافعا ، وعملا متقبلا ، وشفاء من كل داء ، إنه سبحانه سميع الدعاء ، واهب الشفاء ، كريم العطاء ..
وكتبه
محمد الحمود النجدي
الكويت في الخامس والعشرين من ذي الحجة سنة ست عشرة وأربعمائة وألف من الهجرة النبوية الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم .(1/30)
مقدمة الطبعة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، ومن يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
]يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [ ( آل عمران : 102 ) .
]يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الذِي خَلَقَكُم مِّنْ نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الذِي تَسَآءَ لُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا[ (النساء : 1).
] يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا[ ( الأحزاب : 70-71 ).
أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
يقول الله تعالى في محكم تنزيله عن نبيه المختار صلى الله عليه وسلم : ]وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [ ( الأنبياء : 107 ) .(1/30)
أي أن رسالة النبي صلى الله عليه وسلم كانت رحمة للعالمين أجمعين ، بما فيها من بيان أسباب الخير وطرقه والحث على اتباعه ، وبيان أسباب الشر وطرقه والحث على اجتنابه .
ولم يأل النبي صلى الله عليه وسلم جهدا في بيان هذا وهذا ، فقد بلغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده ، حتى أتاه اليقين من ربه ، فصلوات الله عليه وسلامه .
وهذا شأن الأنبياء أجمعين ، فإنهم كانوا حريصين على بيان الخير والشر لأممهم ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : (( إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم ، وينذرهم شر ما يعلمه لهم . (1) .
ولولا النبوات لم يكن في العالم علم نافع البتة ، ولا عمل صالح ، ولا صلاح في معيشة ، ولا قوام لمملكة ، ولكان الناس بمنزلة البهائم والسباع العادية ، والكلاب الضارية التي يعدو بعضها على بعض، وكل خير في العالم فمن آثار النبوة ، وكل شر وقع في العالم أو سيقع فبسبب خفاء آثار النبوة ودروسها ، فالعالم جسد روحه النبوة ، ولا قيام للجسد بدون روحه .
ولهذا إذا انكسفت شمس النبوة من العالم ، ولم يبق في الأرض شيء من آثارها البتة ، انشقت سماؤه وانتثرت كواكبه ، وكوِّت شمسه ، وخسف قمره ، ونسفت جباله ، وزُلزلت أرضه ، وأهلك من عليها ، فلا قيام للعالم إلا بآثار النبوة (2) .(1/31)
وقد تكلم ابن القيم في (( زاد المعاد في هدي خير العباد )) في مقدمة الجزء المختص بالطب النبوي كلاما قيما ، ينبغي أن يُقرأ بتأن وإمعان نظر، لاشتماله على طب القلوب الذي فيه صلاح الآخرة ، وطب الأبدان الذي فيه صلاح المعاش في الدنيا ، وصلاح الآخرة لأن الدنيا مزرعة الآخرة ، فالبدن السليم القوي أقدر على تحصيل علوم الآخرة والعمل بها ، وتحمل مشاق العبادات من صلاة وصيام وحج وجهاد وغيرها ، من البدن الضعيف المريض ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : (( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، وفي كل خير ، احرص على ما ينفعك .. )) (3) .
والحديث يشمل قوة الإيمان في النفس والعزيمة على الخير ، وقوة البدن المعينة على ذلك .
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى :
وقد أتينا على جُمل من هديه صلى الله عليه وسلم في المغازي والسير والبعوث والسرايا ، والرسائل ، والكتب التي كتب بها الملوك إلى نوابهم .
ونحن نُتْبع ذلك بذكر فصول نافعة في هديه في الطب الذي تطبَّب به ووصفه لغيره ، ونبين ما فيه من الحكمة التي تَعْجِز عقول أكثر الأطباء عن الوصول إليها ، وأن نسبة طبهم إليها كنسبة طب العجائز إلى طبهم ، فنقول وبالله المستعان ، ومنه نستمد الحول والقوة :
المرض نوعان : مرض القلوب ، ومرض الأبدان ، وهما مذكوران في القرآن .
ومرض القلوب : نوعان : مرض شبهة وشك ، ومرض شهوة وغيٍّ، وكلاهما في القرآن ، قال تعالى في مرض الشبهة :
]فِي قُلُوبِهِم مَّرضٌ فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضًا[ ( البقرة :10 )
وقال تعالى :
]وَلِيَقُولَ الذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللهُ بِهَذَا مَثَلاً [ ( المدثر : 31 ) .
وقال تعالى في حق من دُعي إلى تحكيم القرآن والسنة ، فأبى وأعرض :(1/32)
]وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ * وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [ ( النور : 48-49 ).
فهذا مرض الشبهات والشكوك .
وأما مرض الشهوات، فقال تعالى :
]يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ [ ( الأحزاب : 32 ) .
فهذا مرض الشهوة الزنى ، والله أعلم .
وأما مرض الأبدان : فقال تعالى : ] لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ [ ( النور : 61 ) .
وذكر مرض البدن في الحج والصوم والوضوء لسرِّ بديع يبين لك عظمة القرآن ، والاستغناء به لمن فهمه وعقله عن سواه ، وذلك أن قواعد طب الأبدان ثلاثة : حفظ الصحة ، والحمية عن المؤذي ، واستفراغ المواد الفاسدة ، فذكر سبحانه هذه الأصول الثلاثة في هذه المواضع الثلاثة .
فقال في آية الصوم : ] فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [ ( البقرة : 184 ) .
فأباح الفطر للمريض لعذر المرض، وللمسافر طلبا لحفظ صحته وقوته لئلا يذهبها الصومُ في السفر لاجتماع شدة الحركة ، وما يوجبه من التحليل ، وعدم الغذاء الذي يخلف ما تحلل ، فتخور القوة ، وتضعف ، فأباح للمسافر الفطر حفظا لصحته وقوته عما يضعفها .
وقال في آية الحج :
] فَمَنْ كَانَ مِنْكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ [ ( البقرة : 196 ) .(1/33)
فأباح للمريض ، ومن به أذى من رأسه ، من قمل ، أو حكة ، أو غيرهما ، أن يحلق رأسه في الإحرام استفراغا لمادة الأبخرة الرديئة التي أوجبت له الأذى في رأسه باحتقانها تحت الشعر ، فإذا حلق رأسه ، تفتحت المسام ، فخرجت تلك الأبخرة منها ، فهذا الاستفراغ يُقاس عليه كلُّ استفراغ يؤذي انحباسه .
والأشياء التي يؤذي انحباسها ومدافعتها عشرة : الدم إذا هاج ، والمني إذا تبيَّغ ، والبول ، والغائط ، والريح ، والقيء ، والعطاس ، والنوم ، والجوع ، والعطش . وكل واحد من هذه العشرة يوجب حبسُه داء من الأدواء بحبسه .
وقد نبه سبحانه باستفراغ أدناها ، وهو البخار المحتقن في الرأس على استفراغ ما هو أصعب منه ، كما هي طريقة القرآن التنبيه بالأدنى على الأعلى .
وأما الحمية : فقال تعالى : في آية الوضوء :
] وَ إِن كُنْتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنْكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا[ ( النساء : 43 ) .
فأباح للمريض العدول عن الماء إلى التراب حمية له أن يصيب جسده ما يؤذيه ، وهذا تنبيه على الحمية عن كل مؤذ له من داخل أو خارج ، فقد أرشد - سبحانه - عباده إلى أصول الطب ومجامع قواعده ، ونحن نذكر هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك ، ونبين أن هديه فيه أكمل هدي .(1/34)
فأما طب القلوب ، فمسلَّم إلى الرّسل صلوات الله وسلامه عليهم ، ولا سبيل إلى حصوله إلا من جهتهم وعلى أيديهم ، فإن صلاح القلوب أن تكون عارفة بربها ، وفاطرها ،وبأسمائه ، وصفاته ، وأفعاله ، وأحكامه ، وأن تكون مؤثرة لمرضاته ومحابِّه ، متجنِّبَة لمناهيه ومساخطه ، ولا صحة لها ولا حياة البتة إلا بذلك ، ولا سبيل إلا تلقيه إلا من جهة الرسل ، وما يظن من حصول صحة القلب بدون اتباعهم ، فغلط ممن يظن ذلك ، وإنما ذلك حياة نفسه البهيمية الشهوانية ، وصحتها وقوتها ، وحياة قلبه وصحته ، وقوته عن ذلك بمعزل ، ولم يميز بين هذا وهذا ، فلبيك على حياة قلبه ، فإنه من الأموات ، وعلى نوره فإنه منغمس في بحار الظلمات .
وأما طب الأبدان : فإنه نوعان :
نوع قد فطر الله عليه الحيوان ناطقة وبهيمة ، فهذا لا يحتاج فيه إلى معالجة طبيب ، كطب الجوع ، والعطش ، والبرد ، والتعب بأضدادها وما يزيلها .
والثاني : ما يحتاج إلى فكر وتأمل ، كدفع الأمراض المتشابهة الحادثة في المزاج ، بحيث يخرج بها عن الاعتدال ، إما إلى حرارة ، أو برودة أو يبوسة ، أو رطوبة ، أو ما يتركب من اثنين منها ، وهي نوعان : إما مادية ، وإما كيفية ، أعني إما أن يكون بانصباب مادة ، أو بحدوث كيفية ، والفرق بينهما أ، أمراض الكيفية تكون بعد زوال المواد التي أوجبتها ، فتزول موادها ، ويبقى أثرها كيفية في المزاج .
وأمراض المادة أسبابها معها تمدها ، وإذا كان سبب المرض معه ، فالنظر في السبب ينبغي أن يقع أولاً ، ثم في المرض ثانيا ، ثم في الدواء ثالثا .
أو الأمراض الآلية وهي التي تخرج العضو عن هيئته ، إما في شكل ، أو تجويف ، أو مجرى أو خشونة ، أو ملاسة ، أو عدد ، أو عظم ، أو وضع ، فإن هذه الأعضاء إذا تألفت وكان منها البدن سمي تألفها اتصالا ، والخروج عن الاعتدال فيه يسمى تفرق الاتصال ، أو الأمراض العامة التي تعم المتشابهة والآلية .
والأمراض المتشابهة : هي التي يخرج بها المزاج عن الاعتدال ، وهذا الخروج يسمى مرضا بعد أن يضر بالفعل إضرارا محسوسا .
وهي على ثمانية أضرب : أربعة بسيطة ، وأربعة مركبة ، فالبسيطة : البارد ، والحار ، والرطب ، واليابس ، والمركبة : الحار الرطب ،الحار اليابس ، والبارد الرطب ، والبارد اليابس ، وهي إما أن تكون بانصباب مادة أو بغير انصباب مادة ، وإن لم يضر المرض بالفعل يسمى خروجا عن الاعتدال صحة(1/35)
2- الحجامة ( أحد رؤوس الدواء
وللبدن ثلاثة أحوال : حال طبيعية ، وحال خارجية عن الطبيعية ، وحال متوسطة بين الأمرين فالأولى : بها يكون البدن صحيحا ، والثانية : بها يكون مريضا ، والحال الثالث : هي متوسطة بين الحالتين ، فإن الضد لا ينتقل إلى ضده إلا بمتوسط ، وسبب خروج البدن عن طبيعته ، إما من داخله ، لأنه مركب من الحار والبارد ، والرطب واليابس ، وإما من خارج ، فلأن ما يلقاه قد يكون موافقا ، وقد يكون غير موافق، والضرر الذي يلحق الإنسان قد يكون من سوء المزاج بخروجه عن الاعتدال ، وقد يكون من فساد في العضو ، وقد يكون من ضعف في القوى ، أو الأرواح الحاملة لها ، ويرجع ذلك إلى زيادة ما الاعتدال في عدم زيادته ، أو نقصان ما الاعتدال في عدم نقصانه ، أو تفرق ما الاعتدال في اتصاله ، أو اتصال ما الاعتدال في تفرقه ، أو امتداد ما الاعتدال في انقباضه ، أو خروج ذي وضع وشكل عن وضعه وشكله بحيث يخرجه عن اعتداله .
فالطبيب : هو الذي يفرق ما يضر بالإنسان جمعه ، أو يجمع فيه ما يضره تفرقه ، أو ينقص منه ما يضره زيادته ، أو يزيد فيه ما يضره نقصه ، فيجلب الصحة المفقودة ، أو يحفظها بالشكل والشبه ، ويدفع العلة الموجودة بالضد والنقيض ، ويخرجها ، أو يدفعها بما يمنع من حصولها بالحمية ، وسترى هذا كله في هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم شافيا كافيا بحول الله وقوته ، وفضله ومعونته .(1/36)
فكان من هديه صلى الله عليه وسلم فعل التداوي في نفسه ، والأمر به لمن أصابه مرض في أهله وأصحابه ، ولكن لم يكن من هديه ولا هدي أصحابه استعمال هذه الأدوية المركبة التي تسمى اقرباذين ، بل كان غالب أدويتهم بالمفردات ، وربما أضافوا إلى المفرد ما يعاونه ، أو يكسر سَوْرته ، وهذا غالب طب الأمم على اختلاف أجناسها من العرب والترك ، وأهل البوادي قاطبة ، وإنما عُني بالمركبات الروم واليونانيون ، وأكثر طب الهند بالمفردات .
وقد اتفق الأطباء على أنه متى أمكن التداوي بالغذاء لا يعدل عنه إلى الدواء ، ومتى أمكن بالبسيط لا يعدل عنه إلى المركب .
قالوا : وكل داء قدر على دفعه بالأغذية والحمية ، لم يحاول دفعه بالأدوية .
قالوا : ولا ينبغي للطبيب أن يولع بسقي الأدوية ، فإن الدواء إذا لم يجد في البدن داء يحلله ، أو وجد داء يوافقه ، أو وجد ما يوافقه فزادت كميته عليه ، أو كيفيته ، تشبَّث بالصحة ، وعبث عليها ، وأرباب التجارب من الأطباء طبهم بالمفردات غلبا ، وهم أحد فرق الطب الثلاث .
والتحقيق في ذلك أن الأدوية من جنس الأغذية ، فالأمة والطائفة التي غالب أغذيتها المفردات ، وأمراضها قليلة جدا ، وطبها بالمفردات ، وأهل المدن الذين غلبت عليهم الأغذية المركبة يحتاجون إلى الأدوية المركبة ، وسبب ذلك أن أمراضهم في الغالب مركبة ، فالأدوية المركبة أنفع لها ، وأمراض أهل البوادي والصحارى مفردة ، فيكفي في مداواتها الأدوية المفردة ، فهذا برهان بحسب الصناعة الطبية .(1/37)
ونحن نقول : إن ها هنا أمرا آخر ، نسبة طب الأطباء إليه كنسبة طب الطرقية والعجائز إلى طبهم ، وقد اعترف به حُذَّقُهم وأئمتهم ، فإن ما عندهم من العلم بالطب منهم من يقول : هو قياس . ومنهم من يقول : هو تجربة . ومنهم من يقول : هو إلهامات ، ومنامات ،وحدّس صائب . ومنهم من يقول : أخذ كثير منه من الحيوانات البهيمية ، كما نشاهد السنانير إذا أكلت ذوات السموم تعمدت إلى السراج ، فتلغُ في الزيت تتداوى به ، وكما رؤيت الحيَّاتُ إذا خرجت من بطون الأرض ، وقد عشيت أبصارها تأتي إلى ورق الرازيانج ، فتُمِرُّ عيونها عليها . وكما عهد من الطير الذي يتحقن بماء البحر عند انحباس طبعه ، وأمثال ذلك مما ذكر في مبادئ الطب .
وأين يقع هذا وأمثاله من الوحي الذي يوحيه الله إلى رسوله بما ينفعه ويضره ، فنسبة ما عندهم من الطب إلى هذا الوحي كنسبة ما عندهم من العلوم إلى ما جاءت به الأنبياء (4) بل ها هنا من الأدوية التي تشفي من الأمراض ما لم يهتد إليها عقول أكابر الأطباء ، ولم تصل إليها علومهم وتجاربهم ، وأقيستهم من الأدوية القلبية ، والروحانية ، وقوة القلب ، واعتماده على الله ، والتوكل عليه ، والالتجاء إليه ، والانطراح والانكسار بين يديه ، والتذلل له ، والصدقة والدعاء ، والتوبة ، والاستغفار ، والإحسان إلى الخلق ،وإغاثة الملهوف ، والتفريج عن المكروب ، فإن هذه الأدوية قد جرَّبتها الأمم على اختلاف أديانها ومللها ، فوجدوا لها من التأثير في الشفاء ما لا يصل إليه علم أعلم الأطباء ، ولا تجربته ، ولا قياسه .(1/38)
وقد جربنا نحن وغيرنا من هذا أمورا كثيرا ، ورأيناها تفعل مالا تفعل الأدوية الحسية ، بل تصير الأدوية الحسية عندها بمنزلة أدوية الطرقية عند الأطباء ، وهذا جارٍ على قانون الحكمة الإلهية ليس خارجا عنها ، ولكن الأسباب متنوعة ، فإن القلب متى اتصل برب العالمين ، وخالق الداء والدواء ، ومدبر الطبيعة ومصرفها على ما يشاء كانت له أدوية أخرى غير الأدوية التي يعانيها القلب البعيد منه المعرض عنه ، وقد علم أن الأرواح متى قويت ، وقويت النفس والطبيعة تعاونا على دفع الداء وقهره ، فكيف ينكر لمن قويت طبيعته ونفسه ، وفرحت بقربها من بارئها ، وأنسها به وحبها له ، وتنعُّمها بذكره ، وانصراف قواها كلها إليه ، وجمعها عليه ، واستعانتها به ، وتوكلها عليه ، أن يكون ذلك لها من أكبر الأدوية ،وأن توجب لها هذه القوة دفع الألم بالكلية ، ولا ينكر هذا إلا أجهل الناس ، وأغلظهم حجابا ،وأكثفهم نفسا ، وأبعدهم عن الله وعن حقيقة الإنسانية ، وسنذكر إن شاء الله السبب الذي به أزالت قراءة الفاتحة داء اللدغة عن اللديغ التي رُقي بها ، فقام كأنَّ ما به قَلَبَةٌ ( 5 ) .
فهذان نوعان من الطب النبوي ، نحن بحول الله نتكلم عليها بحسب الجهد والطاقة ، ومبلغ علومنا القاصرة ، ومعارفنا المتلاشية جدا، وبضاعتنا المزجاة، ولكنا نستوهب من بيده الخير كله ، ونستمد من فضله ، فإنه العزيز الوهاب . أ . هـ .
تعريف الحجامة لغة :
الحَجْمُ : المَصُّ ، يقال : حَجَمَ الصَّبِيُّ ثَدْيَ أمه إذا مصَّه ، وثديٌ محجومٌ أي: ممصوصٌ .
والحَجَّام : المَصَّاص .
قال الأزهري : يقال للحاجم حجَّام لامتصاصه فمَ المِحْجمة ، وقد حَجَمَ يَحْجِمُ و يَحْجُمُ حَجمًا ، وحاجِم حَجُومٌ ، ومِحْجَمٌ رفيق .
والمِحْجَمُ والمِحْجَمةُ : ما يُحْجَم به .
وقال : المِحْجمة : قارورتُه ، وتطرح الهاء فيقال : مِحْجم وجمعه محَاجِم .
قال زهير : ولم يُهريقُوا بينهم ملء ومِحْجمٌ .(1/39)
وقال ابن دريد : الحِجمة من الحجم الذي هو البداء لأن اللحم ينتبر أي يرتفع (6) .
قال ابن الأثير : المحجم بالكسر ، الآلة التي يجتمع فيها دم الحجامة عند المص . قال : (( والمِحْجَمُ أيضا : مِشْرَطُ الحجَّام ومنه الحديث (( لعقةُ عسلٍ أو شَرطَةُ مِحجَمٍ )) ( 7 ) .
وللبدن ثلاثة أحوال : حال طبيعية ، وحال خارجية عن الطبيعية ، وحال متوسطة بين الأمرين فالأولى : بها يكون البدن صحيحا ، والثانية : بها يكون مريضا ، والحال الثالث : هي متوسطة بين الحالتين ، فإن الضد لا ينتقل إلى ضده إلا بمتوسط ، وسبب خروج البدن عن طبيعته ، إما من داخله ، لأنه مركب من الحار والبارد ، والرطب واليابس ، وإما من خارج ، فلأن ما يلقاه قد يكون موافقا ، وقد يكون غير موافق، والضرر الذي يلحق الإنسان قد يكون من سوء المزاج بخروجه عن الاعتدال ، وقد يكون من فساد في العضو ، وقد يكون من ضعف في القوى ، أو الأرواح الحاملة لها ، ويرجع ذلك إلى زيادة ما الاعتدال في عدم زيادته ، أو نقصان ما الاعتدال في عدم نقصانه ، أو تفرق ما الاعتدال في اتصاله ، أو اتصال ما الاعتدال في تفرقه ، أو امتداد ما الاعتدال في انقباضه ، أو خروج ذي وضع وشكل عن وضعه وشكله بحيث يخرجه عن اعتداله .
فالطبيب : هو الذي يفرق ما يضر بالإنسان جمعه ، أو يجمع فيه ما يضره تفرقه ، أو ينقص منه ما يضره زيادته ، أو يزيد فيه ما يضره نقصه ، فيجلب الصحة المفقودة ، أو يحفظها بالشكل والشبه ، ويدفع العلة الموجودة بالضد والنقيض ، ويخرجها ، أو يدفعها بما يمنع من حصولها بالحمية ، وسترى هذا كله في هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم شافيا كافيا بحول الله وقوته ، وفضله ومعونته .(1/40)
فكان من هديه صلى الله عليه وسلم فعل التداوي في نفسه ، والأمر به لمن أصابه مرض في أهله وأصحابه ، ولكن لم يكن من هديه ولا هدي أصحابه استعمال هذه الأدوية المركبة التي تسمى اقرباذين ، بل كان غالب أدويتهم بالمفردات ، وربما أضافوا إلى المفرد ما يعاونه ، أو يكسر سَوْرته ، وهذا غالب طب الأمم على اختلاف أجناسها من العرب والترك ، وأهل البوادي قاطبة ، وإنما عُني بالمركبات الروم واليونانيون ، وأكثر طب الهند بالمفردات .
وقد اتفق الأطباء على أنه متى أمكن التداوي بالغذاء لا يعدل عنه إلى الدواء ، ومتى أمكن بالبسيط لا يعدل عنه إلى المركب .
قالوا : وكل داء قدر على دفعه بالأغذية والحمية ، لم يحاول دفعه بالأدوية .
قالوا : ولا ينبغي للطبيب أن يولع بسقي الأدوية ، فإن الدواء إذا لم يجد في البدن داء يحلله ، أو وجد داء يوافقه ، أو وجد ما يوافقه فزادت كميته عليه ، أو كيفيته ، تشبَّث بالصحة ، وعبث عليها ، وأرباب التجارب من الأطباء طبهم بالمفردات غلبا ، وهم أحد فرق الطب الثلاث .
والتحقيق في ذلك أن الأدوية من جنس الأغذية ، فالأمة والطائفة التي غالب أغذيتها المفردات ، وأمراضها قليلة جدا ، وطبها بالمفردات ، وأهل المدن الذين غلبت عليهم الأغذية المركبة يحتاجون إلى الأدوية المركبة ، وسبب ذلك أن أمراضهم في الغالب مركبة ، فالأدوية المركبة أنفع لها ، وأمراض أهل البوادي والصحارى مفردة ، فيكفي في مداواتها الأدوية المفردة ، فهذا برهان بحسب الصناعة الطبية .(1/41)
ونحن نقول : إن ها هنا أمرا آخر ، نسبة طب الأطباء إليه كنسبة طب الطرقية والعجائز إلى طبهم ، وقد اعترف به حُذَّقُهم وأئمتهم ، فإن ما عندهم من العلم بالطب منهم من يقول : هو قياس . ومنهم من يقول : هو تجربة . ومنهم من يقول : هو إلهامات ، ومنامات ،وحدّس صائب . ومنهم من يقول : أخذ كثير منه من الحيوانات البهيمية ، كما نشاهد السنانير إذا أكلت ذوات السموم تعمدت إلى السراج ، فتلغُ في الزيت تتداوى به ، وكما رؤيت الحيَّاتُ إذا خرجت من بطون الأرض ، وقد عشيت أبصارها تأتي إلى ورق الرازيانج ، فتُمِرُّ عيونها عليها . وكما عهد من الطير الذي يتحقن بماء البحر عند انحباس طبعه ، وأمثال ذلك مما ذكر في مبادئ الطب .
وأين يقع هذا وأمثاله من الوحي الذي يوحيه الله إلى رسوله بما ينفعه ويضره ، فنسبة ما عندهم من الطب إلى هذا الوحي كنسبة ما عندهم من العلوم إلى ما جاءت به الأنبياء (4) بل ها هنا من الأدوية التي تشفي من الأمراض ما لم يهتد إليها عقول أكابر الأطباء ، ولم تصل إليها علومهم وتجاربهم ، وأقيستهم من الأدوية القلبية ، والروحانية ، وقوة القلب ، واعتماده على الله ، والتوكل عليه ، والالتجاء إليه ، والانطراح والانكسار بين يديه ، والتذلل له ، والصدقة والدعاء ، والتوبة ، والاستغفار ، والإحسان إلى الخلق ،وإغاثة الملهوف ، والتفريج عن المكروب ، فإن هذه الأدوية قد جرَّبتها الأمم على اختلاف أديانها ومللها ، فوجدوا لها من التأثير في الشفاء ما لا يصل إليه علم أعلم الأطباء ، ولا تجربته ، ولا قياسه .(1/42)
وقد جربنا نحن وغيرنا من هذا أمورا كثيرا ، ورأيناها تفعل مالا تفعل الأدوية الحسية ، بل تصير الأدوية الحسية عندها بمنزلة أدوية الطرقية عند الأطباء ، وهذا جارٍ على قانون الحكمة الإلهية ليس خارجا عنها ، ولكن الأسباب متنوعة ، فإن القلب متى اتصل برب العالمين ، وخالق الداء والدواء ، ومدبر الطبيعة ومصرفها على ما يشاء كانت له أدوية أخرى غير الأدوية التي يعانيها القلب البعيد منه المعرض عنه ، وقد علم أن الأرواح متى قويت ، وقويت النفس والطبيعة تعاونا على دفع الداء وقهره ، فكيف ينكر لمن قويت طبيعته ونفسه ، وفرحت بقربها من بارئها ، وأنسها به وحبها له ، وتنعُّمها بذكره ، وانصراف قواها كلها إليه ، وجمعها عليه ، واستعانتها به ، وتوكلها عليه ، أن يكون ذلك لها من أكبر الأدوية ،وأن توجب لها هذه القوة دفع الألم بالكلية ، ولا ينكر هذا إلا أجهل الناس ، وأغلظهم حجابا ،وأكثفهم نفسا ، وأبعدهم عن الله وعن حقيقة الإنسانية ، وسنذكر إن شاء الله السبب الذي به أزالت قراءة الفاتحة داء اللدغة عن اللديغ التي رُقي بها ، فقام كأنَّ ما به قَلَبَةٌ ( 5 ) .
فهذان نوعان من الطب النبوي ، نحن بحول الله نتكلم عليها بحسب الجهد والطاقة ، ومبلغ علومنا القاصرة ، ومعارفنا المتلاشية جدا، وبضاعتنا المزجاة، ولكنا نستوهب من بيده الخير كله ، ونستمد من فضله ، فإنه العزيز الوهاب . أ . هـ .(1/43)