أساليب تعليم القرآن الكريم القائمة دراسة ميدانية تحليلية
أ . عبدالله المهيب
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فإن تعليم كتاب الله الكريم هو من أجلّ الأعمال وأفضلها لا ريب في ذلك، وإن القائمين على هذا العمل قائمون على أمر عظيم ينالون به الشرف في الدنيا والمنزلة في الآخرة .وتعليم كتاب الله لأبناء المسلمين هي مسؤولية حملتها هذه الجمعيات على عاتقها، وأولاها الناس ثقتهم فدفعوا بأبنائهم إلى هذه الجمعيات ليتعلموا كتاب الله الكريم، ثم ائتمنوها على أبنائهم وذراريهم، واقتطعوا من أوقات أبنائهم ساعات -قد تكون ثمينة- وخصصوا هذه الأوقات ليتعلم أبناؤهم كتاب الله، كما أسهموا بأموالهم في دعم هذه الجمعيات حتى تقوم بدورها المؤمَّل في خدمة كتاب الله الكريم .فكانت الجمعيات محل ثقتهم، وكانت جديرة بدعمهم، وحملت على عاتقها هذه المسؤولية، وقامت بها خير قيام، حتى انتشر تعليم كتاب الله الكريم في كل مكان وبشتى الطرق فامتلأت الحلق وعمَّ النور أرجاء هذه البلاد بل فاض ليعُمَّ غيرها من البلدان، ونسأل الله عز وجل المزيد والمزيد، وأن يحفظ هذه الأعمال من كل سوء ومكروه، وأن يبارك فيها ويوفق القائمين عليها، إنه سميع مجيب ..(1/1)
هذا .. ولما كانت الظروف تتغير، وأحوال الناس تتبدل، ووسائل التعليم كل يوم تتطور، كان لا بد للجمعيات أن تواكب هذا التطور الهائل الذي لايكاد يُدرك، وأن تعيش ظروفها الراهنة وتتلاءم معها، وأن ترتقي بمستوى التعامل والخطاب والتعليم إلى مستوى المؤسسات الأخرى المنافسة، بل ينبغي أن تتفوق عليها لما تملكه من نصاعة الحق، ومجاراة الفطرة، والرغبة المؤصَّلة في نفوس المؤمنين لتعلم كتاب الله عز وجل .فكان لابد للجمعيات أن تقف وقفة تقييمية تقويمية في كل فترة، تراجع أعمالها وتستعرض أساليبها وتنظر في جدوى كل ذلك ومدى تحقيقه للأهداف وأثره على النتائج، كما يجب عليها أن تتعرف على كل ما يستجد من أساليب التعليم ووسائله وإمكانية الاستفادة منه في نشر كتاب الله الكريم، فالدرب أصبح أكثر وعورة، وكثر المنافسون وازدادت العوائق، والله المستعان ..
ومن هنا كانت هذه الدراسة، وهي تختص بدراسة الأساليب القائمة دراسة ميدانية تحليلية لنشر الصالح منها للجميع والإفادة منها، وتقييم العمل القائم والإصغاء إلى المباشرين الفعليين لتحفيظ القرآن الكريم وهم المعلمون.
فبنيت هذه الدراسة في الأصل على استبانات وزعت على المعلمين، شملت النقاط التالية :-
طرق التدريس القائمة حالياً في الحلقات .
المحفزات التي تعين المعلم على أداء مهمته والمقدمة من الجمعية للمعلم .
المحفزات التي يستخدمها المعلم مع طلابه والتي تعينه على أداء مهمته .
الأساليب التربوية والتعليمية والأخلاقية التي يتبعها المعلم مع الطلاب وغيرهم .
العقبات التي تواجه المعلم داخل الحلقة وخارجها .
الوسائل التعليمية التي يستعين بها المعلم على التعليم .
الأمور التي تعين المعلم على التعليم .
وأخيراً .. اقتراحات المعلمين لتطوير الجمعيات .(1/2)
وقد شارك في هذه الاستبانات نحو ( 300 ) معلم من جمعية الطائف، وجمعية جدة، وجمعية الكامل وبني سُليم، وجمعية حداد بني مالك، ونشكر سائر الأخوة الذين بذلوا جهدهم في هذه الاستبانات، كما نشكر القائمين على الجمعيات المشاركة، والله الموفق ،،،
طرق التدريس داخل الحلقات
الطريقة الأولى : ... يبدأ الطلاب بتسميع الدرس الجديد على المعلم نفسه، ويكون التسميع لجميع الطلاب .
كل طالبين انتهيا من التسميع يراجعان سوياً، ثم يختبرهما المعلم .
التلقين في النهاية وفيه يستفيد المعلم من الطلاب الممتازين الذين انتهوا من تسميع الجديد والمراجعة .
وهذه هي الطريقة الشائعة والمعمول بها في معظم الحلقات .
الطريقة الثانية : ... تقسيم الطلاب إلى مجموعتين، مجموعة تبدأ بتسميع الجديد، والثانية تسمع المراجعة .
يسمع المدرس بنفسه للمجموعة الأولى الدرس الجديد، وتقوم المجموعة الثانية بتسميع المراجعة في نفس الوقت ويُسمع الطلاب المراجعة بعضهم لبعض .
بعد الانتهاء من المجموعة الأولى ينعكس الوضع، وتقوم المجموعة الثانية بالتسميع للمدرس بينما تقوم المجموعة الأولى بالمراجعة .
التلقين في النهاية .
وبهذه الطريقة يستفاد من الوقت بشكل كامل، ويسمّع المعلم الدرس الجديد للطلاب بنفسه ولكن يتعيّن على الطلاب أن يحفظوا في المنزل .
الطريقة الثالثة : ... يبدأ الطلاب جميعاً بتسميع المراجعة بعد إمهالهم نحو 15 دقيقة .
بعد الانتهاء من المراجعة يختبرون طالباً طالباً .
بعد الانتهاء من الاختبار يعود الطلاب ليراجعوا الدرس الجديد ويسمعوه .
التلقين في النهاية .
وتصلح هذه الطريقة عند الإعداد لاختبارات الجمعية أو عند الضعف العام في المحفوظ القديم .
الطريقة الرابعة : ... يعطى الطلبة أرقاماً ليتم التسميع لهم حسب الرقم مرتبين .
يكون التسميع أمام المعلم ثلاثة ثلاثة، ويراعى عند الترقيم توافقهم في المراجعة .(1/3)
من انتهى من الدرس يذهب ليراجع مع مجموعته ثم يسمعون المراجعة مع بعضهم أو للمعلم .
التلقين في النهاية .
الطريقة الخامسة : ... يخصص أول الوقت للطلاب الجدد فيتم جمعهم في مجموعة واحدة ثم يلقنون .
يستفيد الطلاب الآخرون من هذا الوقت في المراجعة .
بعد ذلك يتم التسميع للدرس الجديد والاختبار في المراجعة .
وهذه الطريقة من أفضل الطرق، إذ يستفاد من الوقت بشكل كامل، ويعطى الطلاب فرصة لمراجعة حفظهم قبل تسميعه مع استفادة المعلم من هذا الوقت، كما يستفيد الطلاب الذين لُقِّنوا الدرس الجديد من باقي وقت الحلقة في حفظ ما تلقنوه، كما أن تلقين المعلم للمستجدين بنفسه يشعرهم بالاهتمام والعناية ويؤسسهم تأسيساً قوياً متيناً .
الطريقة السادسة : ... البدء بالتسميع من أول الوقت للممتازين والنوابغ .
يقوم الطلاب الممتازون بالتسميع للطلاب الضعفاء .
يعيد الضعفاء التسميع على المدرس فيكون حفظهم قد قوي .
عند التسميع للضعفاء يراجع الممتازون فيما بينهم .
ثم يستفاد منهم في المراجعة للضعفاء وتلقينهم .
وهذه من أفضل الطرق أيضاً لرفع مستوى الحفظ الضعيف وتمكينه، ويهيّئ الممتازين لأن يكونوا معلمين مستقبلاً، إلا أنه يعوّد الضعفاء على عدم الحفظ اعتماداً على ما اعتادوه من تأخرهم في التسميع وعناية زملائهم بهم .
الطريقة السابعة : ... تخصيص يومين أو ثلاثة للحفظ فقط ويكون مكثفاً .
تخصيص باقي أيام الأسبوع للمراجعة فقط وتكون مكثفة أيضاً .
وتمتاز هذه الطريقة بعدم تشتيت الطالب بين الحفظ والمراجعة معاً كل يوم، بل يفرّغ ذهنه للحفظ فقط أو للمراجعة فقط، إلا أن الطلبة لن يحفظوا حفظاً مكثفاً في الغالب بل يحفظون ما اعتادوا عليه، وإذا حفظوا حفظاً مكثفاً فإنه يكون ضعيفاً في الغالب، وتصلح هذه الطريقة لمن لا يهمه تقدم طلابه بسرعة .(1/4)
الطريقة الثامنة : ... تقسيم الحلقة إلى مجموعات متقاربة ويكون الدرس الجديد، وكذلك المراجعة موحداً لأفراد المجموعة الواحدة .
يحفظ الطلاب سوياً ويراجعون سوياً .
يختار المعلم بعض المجموعات بشكل عشوائي يومياً ليسمعوا عليه أو يختار الممتازين من كل مجموعة ليسمعوا عليه ثم يسمعون لزملائهم .
ولهذه الطريقة عيوب تظهر في تخلف أحد أفراد المجموعة أو غيابه، كما تقضي على المواهب فتقيد النوابغ وتمنعهم من الانطلاق، وتظهر مزاياها في التنافس والتعاون والرغبة في عدم التخلف، كما تسهل عملية التلقين كثيراً .
وتصلح هذه الطريقة مع الحلقات المبتدئة أو الجديدة، ويمكن القضاء على سلبياتها بالسماح للطالب الذي تقدم في الحفظ أو جاوز جزأين مثلاً بأن ينطلق وحده دون التقيّد بزملائه .
الطريقة التاسعة : ... يرتب الطلاب على شكل صفوف كل جزء في صف .
يبدأ بالتسميع للصفوف المتقدمة ثم يستعين بهم على الصفوف المتأخرة .
يسرد الطلاب المراجعة على بعضهم البعض وتكون موحدة لكل صف على حدة ثم يختبرهم المعلم .
وفي هذه الطريقة تتوحد المراجعة دون الحفظ فهي تشبه الطريقة السابقة من حيث المراجعة فقط، ويؤخذ على هذه الطريقة أن عناية المعلم تنصب على المتقدمين فقط .
الطريقة العاشرة : ... يقسم الطلاب إلى: متقدمين – متوسطين – مبتدئين – جدد، وذلك حسب أجزاء الحفظ.
يسمع المعلم للمتقدمين بينما يراجع المتوسطون والمبتدئون .
بعد الانتهاء من المتقدمين يسمع المتوسطون والمبتدئون ويراجع المتقدمون .
ثم يتفرغ المعلم للجدد ويلقنهم .
ثم يختبر الجميع في المراجعة .
وهذه طريقة جيدة وهي تشبه الطريقة السابقة إلا أنها تتلافى سلبياتها .
الطريقة الحادية عشرة : ... تقسيم الطلاب إلى نصفين، قسم يحفظ الدرس الجديد فقط، وقسم يراجع فقط .
يسمع المعلم للطلاب الدرس الجديد بنفسه ويتفرغ لهم .
يتولى هؤلاء الطلاب التسميع لزملائهم المراجعين .(1/5)
في اليوم التالي ينعكس الوضع، وهكذا .
ويؤخذ على هذه الطريقة أن الطالب يعلم مسبقاً هل سيسمع اليوم على المعلم أو على زميله، فيكون إتقان حفظه مبنياً على ذلك، وهي كالطريقة الخامسة إيجاباً وسلباً .
هذه هي الطرق المتبعة في تعليم القرآن الكريم في الحلقات، ويمكن استحداث طرق أخرى تتلاءم مع الظروف المحيطة بالحلقة بشرط أن يتوفر فيها ثلاثة أمور هي عماد التعليم القرآني :
... 1- تلقين الدرس الجديد عند المعلم قبل حفظه .
... 2- تسميع الدرس الجديد عند المعلم لا عند سواه .
... 3- المراجعة .
وكل طريقة تحوي هذه النقاط هي طريقة صحيحة، وتتفاوت الطرق فيما بينها نجاحاً وفشلاً بمقدار تحقيقها لهذه الأمور الثلاث .
المحفزات التي تعين المعلم على أداء مهمته والمقدمة من الجمعية للمعلم
للمحفزات أهمية كبيرة في سير العمل، تصل هذه الأهمية إلى درجة أن لا يمكن لعمل أن يستمر دون وجود محفزات، بل إن المحفزات من شأنها أن تُحيل العمل الفاشل إلى عمل ناجح، وما من عمل ناجح إلا ويقف خلفه إدارة ناجحة تعتبر المحفزات بنداً أساسياً في نظامها، وهنا نستنطق المعلمين ليخبرونا بأنفسهم عن المحفزات التي تستنهض هممهم، ونجد بعض ما ذكروه معنوياً لا يكلف شيئاً، كما نجد أن بعض ما ذكر هو من الحاجيات التي يجب توفرها لكل معلم للقرآن، لكن آمالهم تتطلع إليه كما لو كان حافزاً، والله المستعان ..
والمحفزات التي ذكروها هي :
رفع معنويات المعلم من خلال الكلمة الطيبة والثناء عليه .
المحفزات المعنوية :
الثناء .
الشكر .
شهادات التقدير .
التذكير الدائم بالأجر والثواب .
المحفزات المادية :
مكافآت الاختبارات .
مساعدة المحتاجين والمديونيين .
زيادة الأجور بنسبة معينة .
الهدايا من الكتب والأشرطة وغيرها .
الوقوف مع المعلم في حل مشكلاته، والإنصات له، وإعانته .
تفريغ المعلم مادياً وذهنياً، وإعطائه كفايته .
إيجاد مساعدين للمعلم عند الحاجة .(1/6)
شعور المعلم بانتمائه للجمعية واندماجه الوثيق بها .
إظهار الإيجابيات والتغاضي عن السلبيات .
سرعة وصول المحفزات المادية للطالب لئلا تفقد بهجتها، ومن هذه النقطة يتبين أن المحفزات التي تقدمها الجمعيات للطلاب تعين المعلم على أداء مهمته .
راحة المعلم النفسية مع الطلاب والمشرف والإدارة .
المحفزات المقدمة من المعلم للطلاب
توزيع شهادات التفوق في الاختبارات وغيرها .
توزيع درع التفوق .
توزيع مبلغ مالي .
توزيع شهادات مواظبة لمن لم يتغيب ولم يستأذن طيلة الشهر، وجائزة له .
جائزة لكل طالب يجتاز الخطة الشهرية .
جوائز الاختبارات .
جائزة للطالب المثالي شهرياً .
إقامة رحلات .
إقامة أنشطة خاصة بالحلقة .
إقامة مسابقات دورية لحفظة القرآن على مستوى الحلقة من الجمعية .
نظام الاختبارات : جائزة وشهادة كل جزأين .
السماح للطالب الذي يسمع أكثر من درس بالانصراف مبكراً .
صندوق جوائز بالسحب .
يوم مفتوح شهري .
إفطار جماعي .
الأساليب التي يتبعها المعلم
الحكمة .
استمارة متابعة شهرية للطالب ولولي الأمر .
الأساليب الأخوية والأبوية .
النصح والتوجيه والإرشاد المباشر وغير المباشر .
الشدة وتشمل :
1) التوبيخ والزجر والتهديد اللفظي المتدرج .
2) الهجر .
3) منعه من مشاركة زملائه والجلوس معهم والتحدث إليهم، وإقصاؤه في المجلس .
العقاب ويشمل :
1) الحرمان من أمور محببة أو أنشطة ورحلات .
2) الوقوف .
3) الضرب .
4) التعهدات .
5) استدعاء ولي الأمر .
الترغيب في كتاب الله بالكلمة الطيبة والأسلوب اللطيف، وبيان الأجر والثواب وما أعده الله تعالى لأهل القرآن .
القصص المرغبة في الحفظ والاجتهاد وبيان حال السلف مع القرآن .
العلاقة الوطيدة والتواصل الدائم مع أولياء الأمور، والالتقاء معهم من فترة لأخرى والبعد عن إظهار الحاجة لهم أو طلب المساعدة منهم .
الاتصال على الطالب وعلى ولي أمره ومتابعته عند غيابه أو انقطاعه .(1/7)
التشجيع من خلال الثناء على الطالب أمام زملائه .
وجود دفتر خاص يكتب فيه الطلاب المهملون وما فعلوه كنوع من العقاب بدل ضربهم .
وجود لوحة للطلاب المتميزين والمثاليين بمثابة ( لوحة الشرف ) .
تكريم الطلاب المتفوقين وإقامة حفلات تكريمية ومدحهم أمام زملائهم .
التعليق على بعض الآيات وتفسيرها .
رد الطالب إلى الجمعية وعدم قبوله إلا بورقة من هناك .
العقبات
ضيق الوقت .
عدم تعاون إمام المسجد .
عدم تعاون أولياء الأمور وعدم اهتمامهم وعدم حضورهم .
عدم تعاون أهل الحي ووجود الحلقة في حي سيء أو مكان غير مناسب .
كثرة العدد أو قلته .
انحراف بعض الطلبة الكبار، وسوء أخلاقيات الطلاب عموماً وإيذاؤهم للمعلمين وشغبهم .
قلة الحوافز أو انعدامها، وعدم وجود ميزانية خاصة بالحلقة يصرفها المعلم على الطلاب .
قلة الأنشطة .
الإشراف .
التوجيه : تأثير الأنشطة، وأخذ بعض الموجهين من وقت الحلقة .
ضعف النصح والتوجيه وعدم إعانة المدرس .
ضعف المعلم في التعامل مع الآخرين : الجمعية، المشرفين، الطلاب، إمام المسجد، أولياء الأمور .
شعور المعلم بعدم التقدير والاحترام، وإهماله وعدم تلمس احتياجاته .
وضع المعلم في حلقة لا يريدها لسبب من الأسباب .
عدم انسجام المعلم مع المسؤول لترفع المسؤول وتجاهله للمعلم وتعامله معه بإلقاء الأوامر فقط .
تحميل المعلم فوق طاقته .
وضعه في مكان لا يلائمه .
كثرة الغياب من الطلاب أو المدرس .
كثرة الانقطاعات خاصة أيام الإجازات والاختبارات .
عدم ليونة ومرونة بعض الأقسام وجفافهم في التعامل وعدم التفهم .
عدم فهم نفسيات الطلاب .
ضعف المادة العلمية التي تسقط المدرس من عيون الطلاب .
عدم رغبة الطلاب في الحفظ وحضورهم مكرهين .
عدم تفرغ المعلم لوجود مشاكل خاصة أو ارتباطه بأكثر من عمل أو أكثر من مؤسسة دعوية .
بعد منزل المعلم عن الحلقة .
قبول المعلم لهذه المهنة لدوافع مادية، وعدم إيمانه الحقيقي برسالته .(1/8)
قلة الموارد لدى المعلم مما يشغله ذهنياً وجسدياً بتحصيل أمور المعاش .
كثرة تنقل المعلم بين الحلقات .
جَوْر المشرفين كالتقييم على حلقة ضعيفة للمعلم وغض النظر عن أخرى قوية .
تنقل الطلاب من حلقة لأخرى دون علم الجمعية .
إيذاء سيارة المعلم .
الوسائل التعليمية والمستلزمات التي يحتاجها المعلم
مصحف مخصص لكل طالب يشتريه ويحمله إلى المنزل يومياً، كاملاً أو مجزءاً .
استخدام قلم الرصاص للإشارة إلى الأخطاء واللحن في مصحف الطالب .
السبورة لشرح أحكام التجويد، وكتابة بعض العبارات التشجيعية عليها .
وجود مسجلات وأشرطة قرآنية يستعان بها في التلقين .
دفتر التحضير اليومي ( كشف المعلم ) لمتابعة الطلاب في الحفظ والمراجعة والحضور .
دولاب أو خزانة لحفظ بعض مستلزمات الحلقة .
دفاتر خاصة بالطلاب يكتب فيها ما حفظوه وراجعوه وتقديراتهم لاطلاع أولياء الأمور عليها .
بعض الرسومات والوسائل الحائطية في التجويد .
كتيبات ومتون في التجويد .
الإشارة باليدين إلى مواضع الغنن والمدود .
العصا، وفي الحقيقة هي وسيلة تربوية لا تعليمية .
أمور معينة على التعليم
إخلاص النية لله، واستحضار الأجر والمثوبة من الله .
تمكن المعلم من الحفظ وقوة مادته العلمية .
خبرة المعلم الطويلة .
زيارة المعلم لإخوانه والاستفادة منهم .
فن التدريس وطرقه وكيفية إدارة الحلقة وتوصيل المعلومة وإفادة الطلاب والإفادة منهم .
فن التعامل مع الطلاب، ومراعاة الفوارق الفردية وتفاوت الأعمار .
الأخلاق الإسلامية والخصال المرضية كالصبر والحلم والحكمة وسعة الصدر .
تشكيل لجنة من الإمام والمؤذن وبعض الآباء والحكماء لمتابعة الطلاب وأولياء أمورهم وحل المشاكل والوقوف إلى جوار المعلم .
اقتراحات لتطوير الجمعيات
الاهتمام بالجانب المالي للمعلمين ليتفرغوا لأداء مهامهم نفسياً وجسدياً .
الاختيار الجيد للمعلمين ذوي الكفاءات العالية والحرص على الاستفادة منهم .(1/9)
التناسب بين قدرات المعلم التعليمية أو الإدارية أو الشخصية وغيرها وبين المهام الموكلة إليه .
إقامة الدورات التعليمية والتربوية والإدارية للرفع من كفاءات المعلمين .
إيجاد الحوافز التشجيعية خاصة المادية للطلاب والمعلمين .
الاستفادة من الطلاب الذين ختموا القرآن الكريم كاملاً إما في التدريس أو المساعدة للمدرسين أو إقامة دورات خاصة لهم .
تكثيف زيارات المشرفين خاصة للحلقات الجديدة والمعلمين الجدد ووضع خطط مناسبة لرفع مستوى الحلقة وإمداد المعلم بالخبرات اللازمة .
الاهتمام بالحلقات الناجحة والتي يكثر إقبال الطلاب عليها وتزويد المعلم بمساعد أو أكثر حسب الحاجة .
عقد لقاءات شهرية للمعلمين مع مشرفهم لتبادل الخبرات والتعرف على حاجيات كل معلم وحلقة، وحل المشاكل، وتقوية الروابط، والثناء على الجوانب الإيجابية بشكل عام والتنبيه عل السلبيات .
الاهتمام بالاختبارات من حيث اختيار المختبرين، وتوحيد الأسلوب والمستوى في الأسئلة، والدقة في المواعيد، وسرعة النتائج، وتوفير الجوائز والشهادات سريعاً .
إقامة دورات شرعية للمعلمين للرفع من مستواهم الثقافي .
الاهتمام بالكيف إلى جانب الكم في تعليم الطلاب كتاب الله وتربيتهم التربية القرآنية .
الاهتمام بأولياء الأمور وربطهم بالجمعية للاستعانة بهم على أبنائهم وإقامة لقاءات لهم .
تبادل الزيارات بين المعلمين والحلقات والجمعيات للاستفادة من الخبرات .
تفريغ بعض المشايخ المجازين للرفع من مستوى المعلمين وإقامة حلقات الاسناد والقراءات .
وضع نظام للحوافز المادية للمعلمين يشمل عدة جوانب كرفع الراتب أو جائزة سنوية أو أفضل حلق وأفضل معلم ونحو ذلك .
عرض أحكام التجويد بوسائل علمية حديثة كالشاشات ونحوها على مسارح الجمعيات .
إيجاد نظام متكامل لقبول الطلاب وفصلهم .
عمل برامج لتحسين الصوت والأداء على مستوى الحلقات والجمعيات .(1/10)
وضع عدد محدد في كل حلقة وإمداد المعلم بمساعد أو فتح حلقة أخرى حال الزيادة .
تفعيل الأنشطة بجميع أنواعها وجعلها تصب في خانة الهدف الأسمى وهو تحفيظ القرآن الكريم وإشراك المعلم وأخذ رأيه في كل نشاط .
عدم إشراك الطلاب في الأنشطة إلا بعد أخذ رأي المعلم .
اختيار أفضل حلقة وأفضل معلم وأفضل طالب وأفضل مشرف .
إعطاء الحلقة وقتاً كافياً واقترح بعضهم ( من العصر إلى العشاء ) .
عدم فتح أي حلقة في أي حي إلا بعد التأكد من حرص أهل المنطقة وتعاونهم .
توطيد العلاقة بين الجمعية والمعلمين وتعزيز روح الانتماء وتقديم المساعدات ومد يد العون ليقدم المعلمون كل ما في وسعهم .
محاولة الاعتراف بشهادات حفظ القرآن الكريم رسمياً من قبل الدولة وتقديم حامليها في التوظيف، وزيادة الدرجات للطلبة الحافظين .
وضع ميزانية لكل حلقة ولو مبلغاً بسيطاً ( 50 ) ريال شهرياً يستعين بها المعلم على إثراء الحلقة شكلاً ومضموناً وعلى شراء الحوافز وما أشبه ذلك .
شهادات شكر للآباء كالأبناء .
جعل الجوائز مالية لا عينية .
تعاهد الجوانب الإيمانية والإخلاص في نفوس المعلمين بين الحين والآخر بمحاضرات أو دورات وشبهها .
إنشاء دورات لحفظ القرآن الكريم على نظام الفصول المدرسية وفق منهج محدد لضبط الطلاب حفظاً وحضوراً.
احتواء الجوائز على مضامين دعوية للطالب وأهله كالكتيب والشريط .
إيجاد قسم يهتم بالطلاب فقط من حيث غيابهم وسلوكياتهم ومشاكلهم .
منح المعلم الثقة وجعله في المرتبة الأولى عند الجمعية والتثبت جيداً من كل ما من شأنه أن يمسه أو ينال من قدره.
وضع اشتراك شهري رمزي لكل طالب مع وضع خطة شهرية ( كحفظ جزء مثلاً ) وإعفاء من ينفذ الخطة من الاشتراك .
عند تعيين المعلم لأول مرة يحضر لفترة معينة إلى جوار بعض المعلمين ذوي الخبرة ثم يعطى الحلقة .(1/11)
مد الجسور مع أئمة المساجد ومخاطبتهم عبر وزارة الأوقاف لتوعية الناس بأهمية الحلقات ولتوعيتهم بأهمية التعاون مع المعلمين والجمعيات في تحفيظ كتاب الله عز وجل .
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،،(1/12)
أساليب جديدة في تعليم القرآن الكريم
أ . خالد المشعبي
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. ... ... ... ... وبعد :
وتهدف هذه الأساليب إلى تعليم جميع فئات المجتمع كتاب الله عز وجل والتعامل مع كل فئة في من هذه الفئات بالأسلوب والوقت والمكان الذي يناسبها ..
الأهداف :
1- نشر تعليم كتاب الله عز وجل لجميع فئات المجتمع رجالاً ونساءً صغاراً وكباراً عرباً وعجماً .
2- الاستفادة من الوسائل والتقنيات الحديثة في تعليم كتاب الله تعالى .
3- تذليل العقبات والصعوبات لكل راغب في تعلم وحفظ كتاب الله عز وجل .
هذا وقد تم تصنيف هذه الأساليب المقترحة إلى الآتي :-
أولاً / الفئات التي تخدمها .
ثانياً / الدورات التي يمكن إقامتها .
ثالثاً / التجمعات ومواقع العمل التي يمكن خدمتها .
رابعاً / بعض الوسائل الحديثة التي يمكن أن تعين على تعليم القرآن الكريم وتحسين التلاوة .
وتهدف هذه الأساليب إلى إيصال تعليم كتاب الله عز وجل لفئات لم يسبق خدمتها بعينها .
أولاً / خدمة فئات المجتمع
1- برنامج حفظ القرآن الكريم للمتقاعدين ..
والأساليب المقترحة في ذلك الآتي :
أ) إقامة دورات وحلقات تحفيظ قرآن كريم لتعليم المتقاعدين .
ب) إقامة مدرسة صباحية لتعليم القرآن الكريم للمتقاعدين وتكون على مستويات متعددة .
2- برنامج تعليم القرآن الكريم للصغار دون سن الابتدائية ..
والأساليب المقترحة في ذلك الآتي :
أ) إقامة مدارس ودور رياض في الفترة الصباحية، تسجل هؤلاء الصغار وتعلمهم مبادئ القراءة والكتابة والرياضيات وتحفظهم سوراً من كتاب الله عز وجل وبعض الأذكار الشرعية وسنة المصطفى محمد ( .
3- تعليم القرآن الكريم في القرى والهجر ..
والأساليب المقترحة في تحقيق ذلك :
أ) إقامة دورات للأئمة والمؤذنين في القرى والهجر .(2/1)
ب) إقامة دورات لمدة أسبوع أو أكثر لتعليمهم القراءة الصحيحة لفاتحة الكتاب وبعض سور من كتاب الله عز وجل، ويكون ذلك عن طريق الخيمة القرآنية والتي تنتقل من قرية لقرية .
4- تعليم القرآن الكريم في الأحياء ..
ويمكن تحقيق ذلك من خلال الآتي :-
أ) الإعلان عن دورات قصيرة في حفظ سور وآيات لها فضائل .
ب) المسابقات القرآنية .
ج) الخيمة القرآنية والتي تنتقل من حي لآخر بعد فترة زمنية محددة .
ويتم الإعلان عن موعد انتقال الخيمة القرآنية للحي المقصود ومكان إقامتها وبرامجها وكيفية الالتحاق بها .
5- تعليم كتاب الله عز وجل للمرضى في المستشفيات ..
والأساليب المقترحة في ذلك :
أ) إقامة هاتف يكون تعليمهم من خلاله ويكون أحد المعلمين في استقبال اتصالاتهم والاستماع لتلاواتهم .
ب) يمكن أن يكون هناك معلم متجول بين المرضى يحدد لكل واحد من الراغبين منهم يوماً وموعداً ومقداراً ويتابعه من خلال هذا البرنامج، ثم يكون هناك تواصل فيما بعد .
6- تعليم كتاب الله عز وجل للجاليات المسلمة ..
ويمكن تحقيق ذلك من خلال الآتي :
أ) إقامة حلقات ودورات في مساجد الأحياء التي تكثر فيها الجاليات المسلمة .
ب) التنسيق مع مكتب دعوة الجاليات لإقامة دورات في تعليم وتحفيظ القرآن الكريم لكل من أسلم حديثاً في الجاليات .
ج) إقامة دورات للخادمات .
د) إقامة حلقات ودورات للممرضات .
هـ) إقامة دورات وحلقات للخدم والسائقين في المساجد على طريقة لقاء في اليوم أو يومين كل بحسب ظروفه العملية .
7- تعليم القرآن الكريم في الدوائر الحكومية ..
ويمكن تحقيق ذلك بالآتي :ض
أ) مخاطبة الدوائر الحكومية وإقامة دورة لمدة محددة لكل دائرة تحدد مواعيدها بحسب إمكانية وظروف عمل كل دائرة .(2/2)
ب) للمسئولين في الدوائر الحكومية والراغبين في تعليم كتاب الله عز وجل وحفظه وظروف العمل هي العائق لهم يمكنهم التنسيق مع المعلم المتجول والذي يزورهم في مكاتبهم في يوم وموعد محدد بزمن وفي جلسة انفرادية يمكنهم تحقيق رغباتهم .
8- تعليم القرآن الكريم في القطاعات الخاصة ..
1) مخاطبة أصحاب العمل في القطاعات الخاصة والتنسيق معهم لإقامة دورات قرآنية لهم ولعامليهم .
يمكن تحديد مواعيدها بحسب إمكانية وظروف أعمالهم .
2) يمكن لأصحاب العمل والمسئولين والراغبين في تعليم كتاب الله عز وجل وحفظه التنسيق مع المعلم المتجول والذي يزورهم في مكاتبهم في يوم وموعد محدد بزمن وفي جلسة انفرادية يمكنهم تحقيق رغباتهم .
9- الأندية الرياضية ..
ويمكن تحقيق ذلك من خلال إقامة دورات لتعليم وتحفيظ سور من كتاب الله عز وجل في الأندية والصالات الرياضية بعد التنسيق مع القائمين عليها وبما لا يتعارض مع مكانة وقيمة القرآن الكريم العظيمة .
10- تعليم القرآن الكريم للصم والبكم والمكفوفين ..
ويمكن تحقيق ذلك من خلال ..
أ) دورات تعليم لهم يستخدم فيها الوسائل المعينة لهم على ذلك كالمصحف بأحرف بارزة ومعلمين يجيدون لغتهم بالإشارة ( لغة برايل ) .
ب) استخدام الأجهزة والأشرطة السمعية .
ثانياً / إقامة الدورات
أهدافها :
1- اغتنام المواسم في تعليم كتاب الله عز وجل .
2- تعريف الدارسين بفضائل القرآن الكريم وفضائل بعض سوره .
3- الاستفادة من الروحانية الإيمانية للصائمين في ربطهم بكتاب الله عز وجل .
ويقصد بالدورات هنا هو إقامة دورات جديدة غير المألوفة، تقام لتعليم كتاب الله عز وجل في المواسم وهي على النحو التالي :-
أ) دورات عودة المدرسين والمدرسات لمدارسهم ..
ويلاحظ أن هذه الفترة لا يوجد فيها ضغط عمل لديهم فيتم التنسيق مع المدارس لإقامة دورات لهم خلال هذه الفترة لتعليمهم وتحفيظهم شيئاً من كتاب الله عز وجل .(2/3)
ب) دورات موسم شهر رمضان المبارك ..
ويمكن تحقيق ذلك من خلال إقامة مقرأة قرآنية في كل حي تهدف إلى الاستفادة من الروحانيات الإيمانية للصائمين فيتعلمون فيها تلاوة كتاب الله ويحفظون أجزاءً منه .
ويمكن أن تقام هذه المقرأة بين الأذان والإقامة أو قبل الإفطار في المساجد التي يقام فيها إفطار صائم بساعة، كما يمكن أن تقام لمدة نصف ساعة أو ساعة بعد صلاة التراويح .
ج) المخيمات الصيفية ..
ويمكن تحقيق ذلك من خلال الخيمة القرآنية والتي يعدّ لها ركن ضمن المخيمات الدعوية الصيفية ويجعل لها ضمن البرنامج الدعوي زمن لتعليم وتحفيظ القرآن الكريم وتعليم فضائل سوره، ويمكن أن تقام في ذلك المسابقات القرآنية .
د) دورات في حفظ سور من القرآن لها فضائل ..
ويمكن تحقيق ذلك من خلال إقامة دورات يتم عنها وعن السور التي تحفظ فيها وفضلها لفترات محدودة ويقام لها مسابقات وغيره .
ثالثاً / مواقع العمل والتجمعات
وتهدف هذه الأساليب إلى إيصال تعليم كتاب الله عز وجل إلى أماكن العمل المزدحمة بالعاملين والذين كثيراً ما يكون العمل عائقاً لهم عن تعلم كتاب الله عز وجل، ومن هذه الأماكن ..
( أسواق المواشي – أسواق الخضار – سائقي سيارات الأجرة في مواقف السيارات – الأسواق ) .
ويمكن خدمة هذه الفئات من خلال الخيمة القرآنية لمدة أسبوع تقام في كل موقع من هذه المواقع، كما يمكن من خلال إقامة حلقة بين الأذان والإقامة في المساجد التي يوجد فيها هذه التجمعات .
رابعاً / الاستفادة من الوسائل والتقنيات الحديثة
إن الوسائل والتقنيات الحديثة تعد في زماننا هذا من الأمور المهمة في توفير الوقت والجهد ويمكن استخدامها خدمة لكتاب الله عز وجل ونشراً لتعليمه من خلال الآتي :
1- الاستفادة من وسائل الإعلام الصوتية والمرئية في إعداد برامج تناسب جميع فئات المجتمع وتوضح لهم كيفية القراءة الصحيحة لكتاب الله عز وجل وفضائل القرآن وسوره .(2/4)
2- تسجيل أشرطة فيديو مصورة توضح للمتعلم الأحكام التجويدية والكيفية الصحيحة في نطقها وتدعَّم بالمصحف الذي يستخدم الألوان في توضيح الأحكام .
3- يمكن تسجيل أشرطة كاسيت تتناول آيات من كتاب الله عز وجل ويوضح فيها الأحكام التجويدية ثم تقرأ بأحكامها مع مجموعة من الطلاب كما في مصحف المعلم، وينتقل للآية الأخرى بنفس الطريقة ويمكن أن يضاف إليها بعض الأمور المتعلقة بالوقف أو اللحن الشائع الذي يقع فيه الكثير وتوضح الكيفية الصحيحة لها، بعنوان ( كيف تقرأ القرآن الكريم ؟ ) .
4- إقامة مواقع على شبكة الانترنت تعتني بحفظ كتاب الله عز وجل وذلك بأن يخصص فترة زمنية لحفظ سورة معينة ويقوم مشرف بالمتابعة وعلى جميع الملتحقين التسجيل اليومي لحضورهم ومقدار حفظهم .
5- إقامة مواقع على شبكة الانترنت للتعليم الأسري وهي دعوة لاشتراك الأسرة جميعها في حلقة واحدة ويراعى فيها خصوصية النساء والرجال .
6- استخدام الهاتف للراغب في العرض والتلقين والحفظ يقوم عليه أحد الحفاظ .
7- التنسيق مع محلات أجهزة الكمبيوتر لإهداء كل مشتر جهازاً جديداً نسخة من مصحف المعلم .
8- الخيمة القرآنية وهي خيمة تهتم بتعليم كتاب الله وتحفيظه تنتقل كل فترة زمنية محددة من حي لآخر ومن هجرة لأخرى بعد أن يتم الإعلان عنها وتعريف الناس بها وبموقعها ..
هذا ونسأل الله التوفيق للجميع ،،،(2/5)
إدارة الجودة الشاملة وتطبيقاتها في العمل الخيري
م . عصام الرحبي
الهدف من ورقة العمل
تهدف ورقة العمل إلى :
التعرف على متطلبات تطبيق إدارة الجودة الشاملة،انطلاقا من المرتكزات التي تقوم عليها فلسفة إدارة الجودة الشاملة.
التعرف على نظام الآيزو 9000 كمعايير قياسية للجودة .
التعرف على مراحل تطبيق التحسين المستمر.
مفهوم إدارة الجودة الشاملة من المفاهيم التي تتباين بشأنه المفاهيم والآراء. رغم التطابق في المضمون ، الذي تسعى لتحقيقه المنشأة و المتمثل في إرضاء المستفيدين من خلال تفاعل كافة العاملين في المنشأة.
مرت إدارة الجودة بمراحل مختلفة نتج عنها تطورات في فلسفة ومنهجية التطبيق.
بسبب وجود عدد من المناهج الإدارية ؛ تعددت تعار يف الجودة وطرق التطبيق .
إن تطبيق إدارة الجودة الشاملة وتحقيق ثقافة الجودة في المنشأة يتطلب صبرا ومتابعة وإصرارا، خاصة بعد أن أضحت أهمية وفوائد تطبيق إدارة الجودة الشاملة واضحة جلية. وإن كان هناك من عقبات أو خلل فإن ذلك يعود غالبا إلى أسلوب التطبيق لا إلى مبادئ ومفهوم الجودة .
أساليب التطبيق يجب أن يعاد تقييمها من حين لآخر وإدخال التغييرات اللازمة عليها للتأكد من مواءمتها للمنشأة وأفرادها .
تعريفات إدارة الجودة الشاملة
أسلوب تعاوني لأداء الأعمال يعتمد على القدرات المشتركة لكل من الإدارة و العاملين ، بهدف تحسين الجودة و زيادة الإنتاجية بصفة مستمرة من خلال فرق العمل.
القيام بالعمل الصحيح بشكل صحيح من أول مرة وفي كل مرة، مع الاعتماد على تقييم المستفيدين في معرفة مدى تحسن الأداء.
مرتكزات إدارة الجودة الشاملة
تباينت أراء المفكرين والأكاديميين في شان تحديد أولويات وأهمية هذه المرتكزات إلا أنها من حيث المنطلق الفكري لازالت تشكل المنعطف الحاسم في إمكانية التطبيق وهي كالتالي :
التركيز على المستفيد(العميل) :(3/1)
هناك إجماع على أن العميل يعتبر المحور الأساسي للأنشطة التي تتعلق بإدارة الجودة الشاملة،وهو يشمل العميل الداخلي والخارجي ولذلك يجب التعرف على العملاء وتحديد احتياجاتهم وتوقعاتهم والسعي لتحقيقها.
التركيز على إدارة القوى البشرية :
تعتبر إدارة القوى البشرية في المنشأة ذات أولوية كبيرة في تنشيط وتفعيل إدارة الجودة الشاملة إذ أن توفر المهارات والكفاءات البشرية وتدريبها وتطويرها وتحفيزها من أهم الركائز التي تحقق للمنظمة أهدافها.
المشاركة والتحفيز :
إن إطلاق الفعاليات وتشجيع الابتكار والإبداع وإيجاد البرامج التطويرية والتحفيزية وزرع روح المشاركة الذاتية والعمل بروح الفريق الواحد يعد شيء أساسي في إدارة الجودة الشاملة.
نظام المعلومات والتغذية العكسية :
إن اتخاذ القرارات الصائبة مرتبط بشكل وثيق بتوفر البيانات والمعلومات الصحيحة ،إضافة إلى أن التحسين المستمر يقترن بالتدفق المعلوماتي والتغذية العكسية.
الجودة مسئولية الجميع :
لابد أن يشعر كل فرد في المنشأة بمسئوليته المباشرة تجاه الجودة، وأنها ليست مسئولية قسم محدد أو أشخاص دون غيرهم.
توكيد الجودة :
يعتبر توفير المقاييس والمواصفات والمعايير الهامة للجودة ذات اثر بالغ في نجاح نظام إدارة الجودة الشاملة .
التأكيد على أن التطوير والتحسين عملية مستمرة:
من أهم المرتكزات التي تقوم عليها إدارة الجودة الشاملة تبني التحسين المستمر للعمليات المختلفة في المنشأة،وبدون ذلك لا يمكن أن تعد المنشأة متبنية لإدارة الجودة الشاملة.
التزام الإدارة العليا:
القرارات المتعلقة بالجودة هي من القرارات الاستراتيجية ولذلك يعد التزام الإدارة العليا أهم وآكد مرتكز لنجاح نظام إدارة الجودة الشاملة ويشمل ذلك: تعزيز ثقافة الجودة ، تطوير إمكانيات الموظفين، توفير رؤية استراتيجية واضحة المعالم للمنشأة وأهدافها.
متطلبات تطبيق إدارة الجودة الشاملة(3/2)
إن تبنى فلسفة إدارة الجودة الشاملة تبدأ من اقتناع ودعم والتزام الإدارة العليا بالتحسين والتطوير الذي يترجم في صورة خطط ومواصفات ثم يلي ذلك التنفيذ الفعلي ومتابعة التنفيذ. و يمكن تلخيص هذه المتطلبات كما يلي:
وجود أهداف محددة تسعى المنشأة إلى تحقيقها باعتبار أن تحديد الأهداف هو المدخل الأول في إدارة الجودة الشاملة.
توجيه الأهداف لتلبية رغبات واحتياجات المستفيدين على المدى الطويل.
التأكد من تعاون كافة الأقسام بالمنشأة في تبنى فلسفة إدارة الجودة الشاملة.
إزالة الحواجز بين الأقسام والإدارات المختلفة بالمنشأة و التشجيع على حل المشكلات من خلال فرق العمل.
تشجيع العاملين لتقديم أداء أفضل مع تسخير كل الأساليب و الأدوات الممكنة لتحقيق ذلك.
ضرورة التأكد من جودة المنتج أو الخدمة قبل تقديمها.
إدخال التحسينات و التطورات على أساليب و نماذج حل مشكلات الجودة باستخدام الأساليب المناسبة كالعصف الذهني ، تحليل السبب و الأثر، وتحليل البيانات باستخدام الجداول الإحصائية و الرسوم البيانية و الأساليب الإحصائية.
تدريب العاملين على كيفية استخدام هذه الأساليب و النماذج.
تصمم برامج فعالة للتعليم والتدريب لجعل العاملين بالمنشأة مواكبين للتطورات الجديدة وطرق الأداء والتكنولوجيا بشكل عام.
التحول من تصحيح الأخطاء أو محاولة منعها إلى منع الأخطاء أو توقيفها (الوقاية خير من العلاج).
الأداء السليم للمنتج أو الخدمة من المرة الأولى.
إنشاء قاعدة عريضة من البيانات و المعلومات لكي تعين على اتخاذ القرارات المناسبة.
إعطاء الموظفين الثقة اللازمة لإنجاز الأعمال الموكلة لهم دون التدخل في كل كبيرة و صغيرة من قبل الإدارة أثناء عملية التنفيذ.
إيجاد فرق عمل تكون مهمتها تصميم و تطوير و تحسين جودة المنتجات و الخدمات حتى تكون ملبية لاحتياجات المستفيد النهائي.(3/3)
يوجد الآن ثلاثة أنظمة لإدارة الجودة الشاملة تتمتع بالقبول الواسع ، التي يمكن أن تتكامل لإيجاد نظام فعال للإدارة :
معايير ومواصفات الآيزو 9000.
جائزة ديمنج .
جائزة مالكولم بالدريدج.
وسنقتصر في ورقة العمل هذه على الآيزو 9000 نظرا لكونها أكثر المواصفات تطبيقا في العالم العربي. بالإضافة إلى تطبيقات التحسين المستمر.
الأيزو 9000
الأيزو 9000 ISO هي مواصفات عالمية تتناول كل ما يخص المنشأة . فهي تقيس درجة جودة الإدارة و مدى تحقيقها لرغبات واحتياجات المستفيدين بالشكل الذي يكفل استمرارية المنشأة في الأداء المتميز و بمستوى رفيع من الجودة. و تشتمل شهادة الأيزو 9000 على سلسلة من المقاييس التي تتناول كل الجوانب في العمليات داخل المنشأة.
خطوات الحصول عل شهادة الأيزو 9000
اقتناع الإدارة العليا بأهميتها في تحقيق أهداف المنشأة .
إلمام المسئولين بالمنشأة بمواصفة الأيزو 9000 و تطابقها مع مكونات نظام الجودة.
الاستعانة بالاستشارات الخارجية في فهم النظام .
الاستفادة من خبرات المنشآت الأخرى في تطبيق النظام .
تشكيل فريق عمل لتنفيذ النظام في فترة محدودة.
تدريب أعضاء الفريق بالجوانب المختلفة لنظام الأيزو9000.
وضع خطة لتحديد مراحل العمل مع وضع جدول زمني لتنفيذ كل مرحلة.
كتابة التعليمات و الإجراءات الخاصة التي تحقق الجودة طبقا لنظام الأيزو 9000.
وضع دليل لمتابعة هذه التعليمات.
تدريب العاملين على الطرق اللازمة لتنفيذ هذه الإجراءات.
اتخاذ إجراء تصحيحي لمعالجة أي قصور في النظام الحالي.
إحداث التغييرات اللازمة في الهيكل و المناخ التنظيمي للمنظمة بما يتوافق مع متطلبات الأيزو.
مراجعة الهيكل الجديد للمنظمة من قبل استشاري للتأكد موافقة هذا التشكيل مع متطلبات الأيزو و ضمان الحصول على شهادتها.
اتخاذ إجراء تصحيحي بناء على ملاحظات فريق المراجعة الاستشاري.(3/4)
بعد الحصول على شهادة الأيزو 9000 يجب مراجعة نظام الجودة كل فترة زمنية للتأكد من عدم وجود أي قصور في نظام المنظمة و لكي يتم ضمان استمرارية التسجيل بنظام الأيزو 9000.
مراحل تطبيق التحسين المستمر
تنفيذ برامج مكثفة لنشر مفهوم الجودة لمختلف المستويات الإدارية.
تحديد المهام والمسئوليات للأطراف المشاركة وبناء هيكلية للاتصال فيما بينها .
تشكيل الفرق .
تقديم برامج تدريبية لمدراء العمليات وقادة وأعضاء الفرق .
مراعاة أسلوب التطبيق التدريجي لتغطية كافة الإدارات .
وتحديد منهجية لتكريم فرق التحسين المستمر.
العوائد من التحسين
الخفض الكبير والمذهل في المصروفات المباشرة .
الخفض في ساعات العمل المطلوبة لتنفيذ العمليات التي يتم تحسينها .
التغييرات الملاحظة في ثقافة العمل بالمنشأة حيث يبدأ الموظفون بالتركيز على احتياجات العملاء.
تحدي الأساليب القائمة والبحث عن طرق أفضل لأداء الأعمال.
تطور قدرات الموظفين ومهاراتهم نتيجة مشاركتهم في فرق التحسين في مجالات عديدة كإدارة الاجتماعات ومهارات الاتصال والإلقاء والتفكير الإبداعي والعمل الجماعي وحل المشاكل.
آلية تنفيذ التحسين المستمر
يتم التخطيط لمشاريع التحسين وتكوين الفرق كالتالي :
تحدد كل إدارة المجالات التي تود تطويرها وتحسينها ضمن الخطة التشغيلية السنوية للإدارة.
يقوم مدير الإدارة باختيار "مدير العملية" الذي سيتولى الإشراف على فريق التحسين .
يقوم مدير العملية باختيار قائد الفريق وبترشيحه للتدريب.
يقوم قائد الفريق باختيار أعضاء الفريق الذي سيعملون معه بالتنسيق مع مدير العملية.
يقوم فريق العمل بالاجتماع بمعدل ساعتين في الأسبوع لمدة 3 أشهر كحد أقصى بمعدل 3 ساعات في الأسبوع ) وذلك للخروج بتوصيات لتحسين العملية .
يتبع الفريق منهجية مكونة من المراحل الرئيسية التالية :
تحديد النواحي التي تحتاج إلى التحسين .
التحليل والقياس للوضع الحالي.(3/5)
البحث عن حلول وابتكارات للتحسين.
التنفيذ والمتابعة.
قياس النتائج والتقويم.
إضفاء الصفة الرسمية على التغييرات.
أدوات التحسين
ويستخدم الفريق في تطبيق مراحل المنهجية العديد من أدوات التحسين مثل العصف الذهني ، التصويت المتعدد ، استبيان العميل ، نافذة العميل ، خريطة تدفق العملية ، تحليل "باريتو" ، تحليل الأثر والسبب ، تحليل التكاليف والفوائد ، وخطة التنفيذ .
المهام والمسئوليات
الإدارة العليا للمنشأة
مهامها :
تحديد الأهداف العامة لبرنامج إدارة الجودة الشاملة وتوفير المساندة والدعم
متابعة التطبيق والموافقة على أية تغييرات أساسية في خطط تنفيذ الجودة الشاملة .
الإطلاع على نتائج تطبيق الجودة الشاملة دوريا.
الإطلاع على التقارير المرفوعة من مجلس الجودة ومحاضر اجتماعاته من صحة التطبيق في ضوء الأهداف العامة مع إصدار توجيهات إلى المجلس بهذا الشأن .
مجلس الجودة
مهامه :
رسم السياسات اللازمة لتحقيق أهداف برامج إدارة الجودة الشاملة و المراجعة الدورية لأسلوب التطبيق لإدخال التحسينات المطلوبة لتحقيق الأهداف.
توجيه و متابعة التطبيق وتنفيذ توصيات فرق الجودة.
تحديد الطرق المثلى لنشر مفهوم الجودة ومتابعة آليات التوعية بالجودة.
تحديد المهام و المسئوليات لكل عضو في التنظيم الإداري لبرنامج إدارة الجودة الشاملة.
المشاركة في آلية تكريم الفرق ، واختيار الفريق المتميز على مستوى المنشأة .
توفير المساندة والدعم وتذليل المعوقات والصعوبات أمام إنجاح البرنامج.
دراسة توجيهات الإدارة العليا لوضع آليات تنفيذها.
رفع تقرير للإدارة العليا عن موقف التطبيق وكذلك محاضر اجتماعات المجلس.
مدير إدارة الجودة الشاملة
مهامه :
التأكد من تحقيق الأهداف و الخطط التشغيلية لبرنامج إدارة الجودة الشاملة في المنشأة.
متابعة تطبيق البرنامج.
عرض تطور التطبيق على الإدارة العليا.
قيادة حملات التوعية ونشر المفهوم للجودة بالمنشأة.(3/6)
مدير العملية
مدير العملية هو الشخص الذي يشرف على العملية التي سيحسنها الفريق.
اختيار قائد الفريق وإطلاعه على الهدف من تشكيل الفريق.
مساندة قائد الفريق في اختيار أعضاء الفريق.
حضور بعض اجتماعات الفريق وتزويدهم بما لديه من معلومات.
توفير الدعم للفريق.
الموافقة على المشروع المقدم للدراسة.
مراجعة العرض النهائي مع الفريق.
الموافقة على توصيات الفريق .
توفير الموارد المطلوبة لتطبيق التوصيات المعتمدة.
متابعة تطبيق التوصيات المعتمدة مع قائد الفريق.
المشاركة في تكريم الفريق.
قائد الفريق
مهامه :
الإلمام بأدوات وآليات الجودة الشاملة وبناء فريق العمل الفعال.
اختيار أعضاء الفريق بالتنسيق مع مدير العملية .
جدولة اجتماعات الفريق.
قيادة وإدارة أنشطة الفريق بفعالية والتأكد من مشاركة جميع أعضاء الفريق.
عرض النشاطات الفعلية للفريق على مدير العملية مع توفير نسخة له من محاضر الاجتماعات.
تشجيع و تحفيز أعضاء الفريق وتهيئة البيئة والمناخ الذي يشجعهم على المشاركة.
المشاركة في تطبيق توصيات الفريق تحت إشراف مدير العملية.
المشاركة في التوعية ونشر مفهوم الجودة.
عرض النتائج النهائية على الجهات المختصة.
عضو الفريق
مهامه :
المشاركة في اجتماعات الفريق .
القيام بجمع المعلومات وتصميم نماذج الاستبيانات.
المساهمة الفعالة في ابتكار التحسينات والتعاون مع باقي أعضاء الفريق في الوصول إلى نتائج ذات قيمة مضافة .(3/7)
الأوقاف الخيرية داعم أساسي لموارد الجمعيات
د. يحي اليحي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .. ... وبعد:
إن من الأسباب التي حفظ الله بها الإسلام وعلومه ما اعتاده المسلمون طوال القرون الماضية منذ عهد الرسول (من وقف الحبوس على أعمال البر وما يرتفق به الناس مثل المدارس والمكتبات والمستشفيات والطرق ومصادر المياه، مع كفالة الفقراء والمساكين والمعوزين، وغيرها ما يرتفق به الناس.
ولقد كانت عامة مصالح المسلمين تقوم على الأوقاف، فلم تكن الدولة هي المصرف الوحيد المصالح العامة كما في عصرنا هذا، فاكتسبت المصالح العامة القوة والديمومية فلم تتوقف المصالح العامة لضعف دولة أو سقوطها، وقد تعددت الأوقاف وتنوعت بحسب المصالح العامة حتى غطت مصارف وزارات الدولة الحديثة بكاملها، فهناك أوقاف لشق الطرق ورصفها، وأوقاف للمياه، وأوقاف للمصابيح، وأوقاف للمستشفيات، وأوقاف للتربية والتعليم، أما لجوانب الاجتماعية فقد غطت الأوقاف جميع جزئياتها مما لا يخطر على بال، بل ربما لم ينفذ في أي دولة من دول العالم المعاصر، بل تعدت الأوقاف إلى الطيور والحيوانات المريضة.
وجرت عادة المسلمين في مختلف العصور وفي مختلف الأمكنة على الحرص عل الصدقة الجارية الباقية لهم، فأوصوا بجزء من أمولهم (الثلث غالباً) ليكون صدقة جارية.
وفي الحرمين الشريفين أروع الأمثلة للأوقاف الخيرية والذرية، وقد اعتاد الناس على وقف الأربطة والمساكن لسكنى أهالي أقاليمهم أو مدنهم مثل أوقاف المغاربة، والجزائريين والبخارية، والمصريين وغيرهم.
تعريف الوقف ومشروعيته:
الوقف لغة: الواو والفاء أصل واحد يدل على تمكث في شئ، ثم يقاس عليه.
وأصل الوقف الحبس والمنع، فهم في الدابة منعها من السير وحبسها، وفي الدار منعها وحبسها أن يتصرف فيها في غير الوجه الذي وقفت له.
واصطلاحاً: هو تحبيس الأصل وتسبيل المنفعة على بر أو قرابة.(4/1)
والوقف مستحب، وهو قول الجمهور، بل من العلماء من حكي الإجماع على ذلك.
أدلة مشروعيته: جاءت نصوص الشرع من الكتاب والسنة في الحث على الوقف وندب الناس إليه وترغيبهم فيه ومن ذلك: قوله تعالى: ((لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شئ فإن الله به عليم)) آل عمران 92.
روى الشيخان في تفسير هذه الآية عن أنس رضي الله عنه قال: كان أو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالاً من نخل أحب ماله إليه بيرحاء مستقبلة لنسجد وكان النبي يدخلها ويشرب من ماءٍ فيها طيب قال أنس فلما نزلت ((لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون))، قام أبو طلحة فقال يارسول الله ، الله يقول لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وإن أحب أموالي إلى بيرحاء وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله فضعها حيث أراك الله فقال بخ ذلك مال رابح أو رايح شك ابن مسلمة وقد سمعت ماقلت وإني أرى أن تجعلها في الأقربين قال أو طلحة أفعل ذلك يارسول الله فقسمها أو طلحة في أقاربه وفي بني عمه).
وقال تعالى: (وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين) آل عمران 115.
كا أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: (إذا مات ابن آدم انقطع عنه عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية..) وقد أكد النووي رحمه لله تعالى أن المقصود بالصدقة: ( الوقف).
وما أخرجه الشيخان من حديث ابن عمر أصاب أرضاً بخيبر، ومما جاء فيه قول عمر: (يارسول الله، إني أصبت أرضاً بخيبر لم أصب مالاً قط هو أنفس عندي منه، فما تأمرني؟ قال: إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها قال: فتصدق بها عمر أنه لا يباع أصلها ولا يبتاع ولا يورث ولا يوهب قال: فتصدق عمر في الفقراء وفي القربي وفي الرقاب وفي سبيل الله وبن السبيل والضعيف، لا جناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف أو يطعم صيقاً غير متمول فيه)
قال الحافظ ابن حجر: (هذا أصل في مشروعية الوقف).(4/2)
قال الإمام الترمذي بعد أ، ساق حديث ابن عمر السابق في ذكر تحبيس عمر أرضه في خيبر: ( والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي وغيرهم، لا نعلم بين المتقدمين منهم في ذلك اختلافاً في إجازة وقف الأرضين وغير ذلك).
ومن ذلك قول عمر بن الحارث رضي الله عنه أخي ميمونة بنت الحارث أو المؤمنين: (والله ماترك رسول الله ( عند موته ديناراً ولا درهماً ولا عبداً ولا أمة ولا شيئاً إلا بغلته البيضاء وسلاحه وأرضاً بخيبر جعاها صدقة). وفي لف: ( وأرضاً جعلها لابن السبيل صدقة).
وقول النبي ( في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ( من احتبس فرساً ف سبيل الله إيماناً بالله وتصديقاً بوعده، فإن شعبه وريه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة).
ونروى ابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله قال قال رسول الله ( إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علمه ونشره وولداً صالحاً تركه ومصحفاً ورثه أو مسجد بناه أو بيتاً لابن السبيل بناه أو نهر أجراه أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته يلحقه من بعد موته))
وقد شاع ذلك وذاع بين الصحابة رضي الله عنهم يقول جابر بن عبد الله: فما ألم أحداً ذا مقدرة من أصحاب رسول الله ( من المهاجرين والأنصار إلا حبس مالاً من ماله صدقة موقوفة لا تشترى ولا تورث ولا توهب)
وقال الإمام الشافعي: (بلغني أن ثمانين صحابياً من الأنصار تصدقوا بصدقات محرمات) وهي الوقف. وقد نقل البيهقي أسماء عدد ممن وقف من الصحابة، ومنهم أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن عمر ، وزيد بن ثابت، وعمرو بن الحارث، وعائشة، وفاطمة بنت رسول الله (، وحكيم بن حزام، وعمرو بن العاص، وأنس بن مالك، وأبو طلحة الأنصاري، رضي الله عنهم أجمعين.
وقال الإمام أحمد: (قد وقف أصحاب رسول الله ( ،و قوفهم بالمدينة ظاهرة، فمن رد الوقف فإنما رد السنة).
وقال القرطبي: (رد الوقف مخالف للإجماع فلا يلتفت إليه).(4/3)
وما يروى عن أبي حنيفة رحمه الله من أن الوقف لا يلزم قد خالفه جل أصحابه، واعتذر عنه القاضي أبو يوسف بقوله: (ولو بلغ أبا حنيفة لقال به).
شروط صحة الوقف:
يشترط لصحة الوقف شروط، وهي:
أن يكون الواقف جائز التصرف، وهو الحر البالغ العاقل الرشيد.
أن يكون الموقوف مما ينتفع به انتفاعاً مستمراً مع بقاء عينه، فلا يصح وقف ملا يبقى بعد الانتفاع به كالطعام مثلاً.
أن يكون الموقوف معيناً، فلا يصح وقف غير المعين كما لو قال: وقفت عبداً من عبيدي، أو بيتاً من بيوتي.
أن يكون الوقف على بر، لأن مقصوده القربة إلى الله تعالى، كالمساجد، والقناطر والفقراء والمساكين، وكتب العلم، والسقايات، والأقارب: فلا يصح على غير جهة بر كالوقف على معابد الكفار وكتب البدع والضلال والزندقة.
ويشرط لصحة الوقف – إذا كان على معين – أن يكون ذلك المعين يملك ملكاً ثابتاً، لأن الوقف نتليك، فلا يصح على من لا يملك، كالميت والحيوان.
أن يكون الوقف منجزاً، فلا يصح الوقف المؤقت أو المعلق، إلا إذا علق على موته، كأن يقول : إذا مت فبيتي وقف على الفقراء لما روى أبو داود أن عمر حدث به حدث، فكان في وصيته: ( هذا ما أوصى به عبد الله عمر أمير المؤمنين إن حدث به حدث، فإن ثمناً – أرض له بالمدينة – صدقة ..) الحديث.
مقاصد الوقف وثمراته:
للوقف مقاصد عظيمة وشريفة من أهلها:
تحقيق عبودية الله وطاعته والتقرب إليه ابتغاء لمرضاته واستجابة لأمره. قال الله تعالى: (وأنفقوا خيراً لأنفسكم) التغابن 16.
الرغبة في استمرار عمل المسلم بعد موته، ومن أهم ما يحقق هذا المقصد هو الوقف لله جل وعلا. فهو من الصدقات الجارية التي دلت عليها النصوص الشرعية.
تحقيق التكافل والتعاون والتكامل بين أفراد المجتمع الإسلامي بما يحقق الأخوة الإسلامية في أرقى معانيها ويزرع التعاطف والتراحم والتواد بين عامة المسلمين.(4/4)
الإسهام في رفع المستوى المعيشي والعلمي والاجتماعي لدى أفراد المجتمع المسلم.
تحقيق صلة الرحم بما يحسبه المسلم في مواساة أرحامه وأقاربه.
التغلب على الصفات الذميمة في طبع الإنسان كالبخل والأثرة والحسد، وتربية المسلم لنفسه على الإيثار ورجاء ماعند الله، وعلى البذل والإحسان.
ثمار الوقف:
لقد حققت الأوقاف ثماراً عظيمة في المجتمعات الإسلامية عبر التاريخ شملت جميع نواحي الحياة العبادية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والتربوية، وأشير هنا إلى بعض تلك الثمار كنماذج ودلائل على مثيلاتها:
الفوز بمغفرة الله سبحانه وتعالى ونيل رضاه ودخول جنته: (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين الذين ينقون في السراء والضراء ولكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) آل عمران 133-134، وقال تعالى: (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم). البقرة 261، ويقول ( (إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه، فيربيها لأحدكم كما يربي فوه..) رواه البخاري في باب الصدقة من كسب طيب ح 1321.
تزكية النفوس وتخليصها من الأمراض الاجتماعية كالبخل والشح قال تعالى ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم) التوبة 103.
الرعاية الربانية للموقفين على أعمل البر والخيرات. قال تعالى: )الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) البقرة 274.(4/5)
نيل النصر والتمكين: إن الوقف يؤدي إلى بسط الرزق نيل النصر والتمكين في الارض، روى ابن ماجه من حديث جابر قال: خطبنا رسول الله ( ، فقال: (ياأيها الناس توبوا إلى الله قبل أن تموتوا وبادروا بالأعمال الصالحة قبل أن تشتغلوا وصلوا الذي بينكم وبين ربكم بكثرة ذكركم له وكثرة الصدقة في السر والعلانية ترزقوا وتنصروا وتجبروا) ح1071.
النجاة من التهلكة التي يتعرض لها من اعتاد ترك الصدقات. (وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة، وأحسنوا إن الله يحب المحسنين)، وقالت خديجة رضي الله عنها (أبشر كلا لا يخزيك الله أبداً إن تصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق)) رواه البخاري ح6467 ومسلم 231 وقال النووي (وفي هذا دلالة على أن مكارم الأخلاق وخصال الخير سبب للسلامة من مصارع السوء)
بقاء المساجد في كل أقطار الأرض وعمارتها بالعبادة والعلم.
بقاء موارد لمساعدة الفقراء والمحتاجين بما يحقق منافع معيشية واجتماعية وثقافية مستمرة ومتجددة.
الوقف سبب في نشر العلم وطباعة الكتب، وتوفير التعليم المجاني أمام فئات المجتمع.
دعم الجهاد والمحافظة عليه والذب عن بلاد الإسلام ونشر النور والرحمة بين العالمين.
أطال الوقف الإسلامي أمد الانتفاع.
ساهم في تحقيق المعيشة الطيبة لذرية الموقف وحقق التوجيه النبوي الشريف " إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس"
يحقق الوقف ضمانات اجتماعية لمواجهة النوائب والمشكلات بما يكفل دفع الأضرار النفسية والمادية عن أفراد المجتمع، لمساهمة الوقف في التأمين الاجتماعي.
لقد ساعد الوقف على مدار التاريخ الإسلامي بالنهوض بالمستوى الصحي وطور مؤسساته، وبنيت مستشفيات كبيرة متكاملة التجهيزات والخدمات، إضافة إلى معاهد التدريب الصحي.
ساهم في بناء البنية التحتية، والتطور العمراني للمدينة الإسلامية.
أهمية الوقف في دعم الجمعيات الخيرية:(4/6)
يرتكز تطور العمل الخيري وتقدمه واتساعه واستمرار يته وشموليته على عدة مرتكزات منها:
المصداقية وحسن النية وخشية الله ومراقبته في الوصايا التبرعات ووضعها في مصارفها التي وضعت من أجلها وإغلاق باب الاجتهاد والمصلحة في تغيير مصرفها.
الثروة البشرية الفاعلة فهي عماد العمل الخيري وسر قوته وثباته وداعمه الأساس.
الإدارة الواعية التي تتصف بالشفافية والوضوح مع حسن التعامل وجودة التفويض، والبعد عن المركزية والتعصب للرأي.
الموارد المالية الثابتة وهي عصب العمل الخيري سر استقراره وقوته، ولع مما يقاس به وعي الجمعيات الخيرية مدى حرصها على الموارد الثابتة كالأوقاف، والتي تعد من دلائل وعي القائمين على الجمعية وبعد نظرهم، وبعدهم عن الحلول الآنية باقتصارهم على التبرعات الخيرية المقطوعة.
تحقيق الأوقاف مصالح للجهات الخيرية ومنها:
تطوير العمل الخيري وضمان سير الخطط بعيدة المدى والانطلاق مع الأهداف المرسومة له، إذ إن الخطط السليمة تعتمد على موارد مالية ثابتة، وعدم استقرار الموارد المالية يشل حركة الخيرية، ويقتل الإبداع فيها، ويغلق منافذ التفكير، ويزرع الخوف والشك والقلق لدى لعاملين لعدم توفر المال الذي يغطي مصارفهم الأساسية.
طمأنة العاملين بسلامة مسار الجهة الخيرية في تغطيتها المصاريف التشغيلية الثابتة.
بقاء مصداقية الجمعية في تغطيتها للبرامج الثابتة والتي يترتب عليها خلل كبير في انقطاعها، مثل البرامج التعليمية والتربوية والدعوية.
فتح آفاق القائمين على العمل الخيري واكتسابهم القدرة على وضع خطط عملية مستقبلية للجمعية، مما ينتج عنه فتح آفاق جديدة للعمل الخيري.
تعزيز الرؤية السليمة لمستقبل الجمعية، وتحقيق أهدفها وزيادة ثمراتها.
ضمان استمرارية لجهات الخيرية في أداء رسالتها دون انقطاع بسبب قل الموارد المالية أو توقفها.(4/7)
حمايتها وصيانتها من الهزات الاقتصادية والاجتماعية السياسية التي تمر بالدولة والمجتمعات.
تحقيق الأمن الوظيفي للموظفين في الجهات الخيرية.
توفير طاقات الموظفين وقدراتهم الفكرية ومنع تشتتها لاطمئنانهم على رواتبهم، فتصفو أذهانهم، ويصب تفكيرهم في تطوير الجهة الخيرية ودفعها إلى الأمام.
القدرة على جذب الطاقات المتميزة للجهات الخيرية والإفادة من خبراتهم وقدراتهم.
تغذية الأنشطة المهمة والمهجورة في الجهات الخيرية بسبب ضعف الموارد الثابتة.
بعض الرؤى والمقترحات حول تطوير أوقاف الجمعيات وتفعيلها:
لقد تسببت أنظمة بعض الدول وتصرفات بعض الجهات القائمة على الأوقاف في هز قناعات المسلمين وصرفهم عن التسبيل والتوقيف خشية على أموالهم من المصادرة أو الضياع أو فساد التصرف فيها أو إهمالها فتصريح مسؤول واحد كاف في صد آلاف الأوقاف إغلاق تفكير الناس فيها، ولهذا:
فإن الحاجة ماسة إلى إعادة الثقة لدى الناس وطمأنتهم بالاقتصاد في الأنظمة ليتحقق لهم الأمان على أموالهم، مع طرح برامج عملية في حسن استثمارها، بشفافية واضحة تطمئن المسلم على ماله ومصرفه السليم الحقيقي الآمن. والحذر الشديد من التصريحات اللامسؤولية في أضرارا كبيرة، ويعصف بكثير مشاريع الجهات الخيرية.
كثير من الصيغ الوقفية القديمة قد لا تتناسب مع الصدر، وقد تحقق نتائج سليبية وتعصف بالوقف وتوقف الاستفادة منه، مثل: أسلوب الناظر الواحد والذي إن سلم الوقف من سطوه عليه لم يسلم من ضعفه أمام ضغوط الناس وإحراجهم. وهكذا في نسبة الناظر من ريع الوقف والتي قد أذى الناس وإحراجهم. وهكذا في نسبة الناظر من ريع الوقف والتي قد تسبب قلتها إهمال الوقف، أو تكون أكثر بكثير من نظرائه فيتسبب ذلك في المشاحنات علة النظارة.
وكذلك أسلوب المصرف الواحد: والذي قد تسبب في تعطيل كثير من الأوقاف نظراً لاكتفاء هذا المصرف أو عدم احتياج الناس إليه أصلاً.(4/8)
وهكذا مايحصل من مشاكل عظيمة في عدم ضبط مواصفات مصارف الوقف الذري، فيتسبب في زرع الشحناء والبغضاء في الأسر، فيؤدي ذلك إلى ترك الوقف وإهماله.
لهذا فإنني أقترح النقاط التالية والتي تساهم في تطوير وتفعيل الأوقاف على الجهات الخيرية:
توعية الناس بفضل الأوقاف وأهميتها والاستفادة من جميع الوسائل الإعلامية في تسويقها.
طرح دراسات ومسابقات بحثية في تفعيل الوقف الخيري.
جرد الأوقاف الميتة وإجراء دراسات اقتصادية لها.
الاهتمام بصيانة أوقاف الجهة الخيرية وتحديثها ضماناً لزيادة ريعها.
قيام الجهات الخيرية بتشغيل الأوقاف واستثمارها فهي أولى بها من عامة الناس.
أهمية اقتناص الفرص والأوقاف المؤثرة في الناس وحثهم على الإيقاف للجهات الخيرية، مثل مواسم الخير، وحوادث الوفاة والمرض.
تطهير الأوقاف من الاستثمارات المحرمة والمشبوهة، مثل: تأجير بنوك الربا، أو محلات الغناء والتصوير والحلاقة فإن هذا مما يصدر الناس عن الوقف ويعطى صورة سيئة عن الجهة المشرفة عليه، علاوة على الإثم المترتب على ذلك.
أن تسعى الجهة الخيرية في إيجاد وعاء للأوقاف تصب فيه الأوقاف الصغيرة والمبالغ القليلة التي لا يستطيع أهلها أن يجدوا بها وقفاً مستقبلاً بذاته.
مثال تطبيقي:
جاء في نشر للوقف المشترك في المدينة المنورة:
نظراً لوجود كثير من الناس ممن لا يكفى ما عنده من الثلث أو غيره في إقامة وقف مستقل، ومنهم من يساوره القلق في مصير الوقف والخزف عليه من الضياع وتعطل منافعه، أو من لا يطمئن إلى من يتولى النظارة عليه في المستقبل، لا سيما بعدما لوحظ في أمثلة عديدة من صيرورة الأوقاف نظار ليسوا أهلاً للنظارة، أو إلى مايسببه شرط النظارة من وقوع الخصومات بين الذرية وقطع الأرحام بينهم.
فقد جرى التفكير في تجربة جديدة بأن يكون الوقف مشتركاً يساهم فيه كل من يرغب في الدخول في هذا المجال، ويتلافى فيه بقدر الإمكان المخاوف المشار إليها.(4/9)
وجرت الاستشارة بعض المشايخ القضاة، فأفادوا بالأهمية البالغة لمثل هذ المشروع بحكم تجاربهم وما يعرض عليهم من قضايا.
وبعد ذلك شكلت لجنة لدراسة المشروع من جميع جوانبه وبقيت اللجنة عاكفة على دراسته مدة سنة كاملة، وهي تشاور أهل العلم والرأي والخبرة، حتى انتبهوا إلى صيغة للوقف فعرضت على جماعة ممن أبدوا الاهتمام به لا إطلاعهم على الصيغة وأخذ رأيهم فيها، وما اتفقت وجهات النظر عليها تقدمت اللجنة إلى المحكمة لطلب إصدار صك بوقف مشترك نص فيه على أغراض الوقف، وأهدافه ، وطريقة إدارته، وأن تكون نظارته موكولة إلى مجلس نظارة بعين المؤسسين للوقف.
وقد روعي أن يكون النظار من سبعة أفراد، ليكون مجلس إدارة للوقف للنظر في نظامه والإشراف على سير عمله، نظراً بفشل كثير من الأوقاف التي يكون عليها ناظر واحد، إمام لانشغاله عنها، أو لقصوره في إدارتها، أو لإحراج الناس له والضغط عليه من أجل أن يستفيد من الوقف من لا يستحق.
ولضمان استمرار مجلس النظارة على المستوى من الثقة الذي عين به لأول مرة، فقد نص على كيفية إحلال بديل لمن لا يمكن من أعضاء مجلس النظارة من الاستمرار فيها إما بموت أو عجز أو غيرهما.
وبذلك يتلافى على قدر الإمكان انقطاع النظارة، أو توليها ممن ليس أهلاً لها.
ولضمان عدم تعطل منافع الوقف لم يقصر الانتفاع به على مجال من مجالات البر أو على طائفة معينة، مع أنه قد لا يكون ملائماً من الناحية الشرعية اختصاص طائفة معينة بمنفعة دون غيرهم ممن يكون أحوج.
كما أن صيغة الصك تضمنت قابلية مشاركين يشترطون شروطاً خاصة تهمهم في أوقافهم أو غلتها، سواء ما يتعلق بجهات الانتفاع أو كيفية الاستثمار أو غير ذلك.(4/10)
إن هذا الترتيب بالإضافة إلى تحقيقه لأهداف المتوخاة منه فإنه يقدم خدمة أساسية لمن يرغب في الوقف أو الوصية ولا يطمئن إلى الاحتياجات المعتادة لاستمرار الصدقة الجارية بأن يدخل في الوقف المذكور، ويرجى إن شاء الله أن يكون قد اتخذت له الترتيبات الممكنة ليكون مشروعاً ناجحاً مستمراً مضموناً.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .(4/11)
التخطيط الاستراتيجي وأهميته في بناء
العمل المؤسسي
أ . غسان صديقي
الرؤية تحت مظلة الرسالة
حسب هذا التعريف فإن الرؤية تعتبر مُنضوية تحت مظلة رسالة الجمعية.
هناك علاقة بين التخطيط، واتخاذ القرارات، والرسالة، والرؤية.
فكثيراً من المنظمات تبدأ عملية التخطيط بمراجعة رسالتها الحالية ومن ثم تُقرر ما إذا كانت بحاجة إلى تعديل أم لا. (نموذج – 4 أسئلة حول الرسالة)
وبعد ذلك يضعوا الرؤية التي تصف النتائج المُتوقعة من الخطة.
وقد يقوم مجلس الإدارة بالرجوع إلى الرسالة عند وضع السياسات التي تضبط عمل الأفراد.
نقاط القوة والضعف
إن الفهم الواضح لموارد الجمعية وإمكاناتها وجوانب القصور فيها أمر حيوي ومهم جداً لبناء خطة إستراتيجية جيدة.
الإمكانات والموارد يمكن أن تشمل: الأفراد العاملين، مجلس الإدارة، الخبراء، الماليين، العلاقات، السمعة، الإمكانات، أو أي موارد أخرى ضرورية لتحقيق أهداف الجمعية.
بعد وضع قائمة مبدئية بنقاط القوة والضعف يبدأ نقاش لمراجعة هذه القائمة. وهذه أمثلة للأسئلة التي يمكن أن تُطرح في النقاش:
أسئلة لتوجيه النقاش
هل هناك نقاط قوة أخرى رئيسة ينبغي أن تُضاف للقائمة؟
ما هي أبرز نقاط القوة لدينا؟
هل نحن نستغل قوتنا بشكل جيد؟
هل هناك نقاط قوة نحتاج إليها في المستقبل؟
هل هناك نقاط ضعف أخرى، أو ثغرات في الإمكانات ينبغي أن تُضاف إلى قائمة نقاط الضعف؟
هل هناك نقاط قوة أخرى رئيسة ينبغي أن تُضاف للقائمة؟
ما هي أبرز نقاط القوة لدينا؟
هل نحن نستغل قوتنا بشكل جيد؟
هل هناك نقاط قوة نحتاج إليها في المستقبل؟
هل هناك نقاط ضعف أخرى، أو ثغرات في الإمكانات ينبغي أن تُضاف إلى قائمة نقاط الضعف؟
ركز على نقاط القوة ... لا على نقاط الضعف
ينصب اهتمام العديد من الهيئات على نقاط الضعف، فهم يركزون على الأخطاء التى تقع فيها هيئاتهم في محاولة لإصلاح وتلافى هذه الأخطاء لكي تبدوا هيئاتهم في مستوى الهيئات الأقوى.(5/1)
إذن ما الخطأ في ذلك؟ الجميع يسعى إلى التحسين والتطور. إن جميع الهيئات – بما فيهم الهيئات الناجحة- لديهم نقط قوة ونقاط ضعف. وما لم تكن المنشأة كاملة (وهذا يتطلب موارد غير محدودة) فإن هذه المنشأة بلاشك لديها بعض نقاط الضعف.
وفي العديد من الحالات فإن نقاط الضعف يكون سببها نقاط القوة. وهذا تقريباً هو الأمر الطبيعي.
فالسلحفاة تفتقر إلى السرعة نتيجة للدرع القوية الثقيلة التي تحملها على ظهرها لحمايتها. ولاكتساب السرعة فإن على السلحفاة أن تتخلى عن درعها التي تحميها. وهل سيكون ذلك أفضل بالنسبة لها؟ وهل تركيز السلحفاة على زيادة سرعتها سيجعلها تضاهي سرعة الأرنب البري؟
وفي بعض الأحيان قد يكون من الضروري تصحيح الأخطاء التي تهدد حياة الهيئات. إن التركيز على نقاط الضعف هو بشكل عام إهدار للموارد.
ثيرموبابلاي
هناك قصة إغريقية قديمة على التركيز على نقاط القوة. حدث ذلك في العصور اليونانية القديمة. في إحدى السنوات غزت القوات الفارسية اليونان وكان الفرس يؤمئذ أعظم قوة على وجه الأرض وكانت قواتهم الغازية تقدر بـ 20.000 جندي وكانوا يمثلون أعظم جيش على وجه الأرض . ومع أن اليونان لم يكن في مقدورها مواجهة هذا الجيش الضخم إلا أن سكان اسبرطة القديمة ( وهي إحدى المدن اليونانية القديمة) قرروا التصدي لجيش الفُرس.(5/2)
وكانت المشكلة التي تواجه جيش اسبرطة هي أن عددهم يبلغ نحو 2000 رجل فقط في مواجهة 20000 من الفُرس ولكنهم كانوا يعلمون طبيعة أرض بلادهم أفضل من عدوهم وكانت هذه نقطة قوتهم. كما أن جنودهم كانوا الأفضل إذا ما تواجهوا مع الفرس رجلاً لرجل. وكان اليونانيون أهل اسبرطة بارعين فقد استدرجوا عدوهم لمعركة في مكان يسمى ثيرموبا يلاي وهو ممر ضيق على الساحل الشرقي لليونان وكان هذا الممر يتسع لصف يتألف من 500 رجل في نفس الوقت، وهكذا تصبح المعركة 500 رجل في مقابل 500 رجل ومع أن قوة اليونانيين كانت 2000 رجل مقابل 20.000 رجل للفُرس إلا اليونانيين أداروا المعركة لصالحهم.
الكفاءات الإستراتيجية
قُم بأداء العمل بشكل مختلف وبشكل أفضل
في مجال الأعمال من المهم أن تمتلك شيئاً ذا قيمة بالنسبة لعملائك ويميزك عن المنافسين.
ونطلق على هذا الشيء "كفاءة إستراتيجية" ويجب عليك أن تبحث عن شيء له هذه المواصفات.
ولكن الكفاءات الإستراتيجية لا تشبه العديد من الأشياء الأخرى التي يتضمنها مجال الأعمال ولا يمكنك أن تذهب إلى أي مكان لتجد الكفاءة الإستراتيجية وتشتريها مثلما تشتري ماكينة، أو تعين موظف أو تطلب الحصول على براءة اختراع.
وذلك لأن الكفاءات الإستراتيجية الحقيقية هي شيء مختلف . أنها أصول فكرية وليست أصول وممتلكات مادية وهي القاطرة الخفية التي تقود كل الهيئات الحديثة الناجحة.
ابحث عن كفاءة إستراتيجية
الكفاءات الإستراتيجية. أي كفاءة الإستراتيجية يجب أن تتخطى أربعة اختبارات محددة:
هل هناك حاجة قوية لهذه الخدمة؟
هل مانقدمه يميزنا عن باقي الهيئات؟
هل ما نقدمه أو نقوم به يمثل قيمة بالنسبة للمُستفيد؟
هل من الصعب تقليدها؟ (هل هي مزيج من المهارات، العمليات والمعرفة؟)
إذا لم تحصل على كلمة "نعم" واضحة في الإجابة على كل هذه الأسئلة فمعنى ذلك لا يوجد لدى منشأتك كفاءة إستراتيجية.
التعرف على كفاءتك الإستراتيجية(5/3)
اسرد كل المهارات، العمليات، والمعرفة التي تشعر أنها تسهم في جعل منشأتك متفردة.
ومن ثم ابحث عن مزيج من هذه العناصر التي ربما تضيف شيئاً يجعل من الممكن اجتياز اختبار الكفاءة.
انظر إلى كل شيء وقرر ما إذا كنت تستطيع إضافة بعض الأشياء إلى الكفاءة الإستراتيجية.
تطلع إلى المهارات، العمليات، المعرفة وأجب عن الأسئلة.
إن هذه هي غالباً الطريق الموصلة إلى إيجاد كفاءة استراتيجيه لا تشعر بها.
اسأل نفسك أين وكيف تتفوق؟
إذا كان هناك نوع من العملاء بإمكانك أن تأخذه بعيداً عن منافسيك إذن من الممكن أن تكون لديك كفاءة إستراتيجية.
إذا تمكنت من إيجاد طريقة لعمل شيء ما بطريقة أفضل من أي فردا آخر، ويجد العملاء أن هناك قيمة من وراء هذا الشيء ومن الصعب تقليده، إذن أنت لديك كفاءة إستراتيجية.
إن الكفاءات الإستراتيجية ينبغي أن تنمو، وهذا ما يبقيها مستمرة وإلا سيباغتها المنافسون. فإذا تخصصت المنشأة في شيء ينبغي لها أن تستخدم معرفتها لتضيف إلى المنتج أو الخدمة بعض الجودة من وقت لآخر لكي تظل دائما في المقدمة.
ليس هناك كفاءات؟ لا تقلق
قد لا تجد كثير من الهيئات أي كفاءة إستراتيجية. وعدم وجود كفاءة إستراتيجية واحدة ليس معناه الحكم بفشل المنشأة.
لحسن الحظ الكفاءات الإستراتيجية عبارة عن أصول مبنية على الخبرات والمعرفة. وهذه المعرفة يمكنك بناؤها من خلال تحسين الأصول الفكرية في منشأتك.
ومن الأساليب المفيدة لتحسين هذه الأصول: التدريب وبناء الخبرات وتعيين الموظفين المهرة لسد ثغرات معرفية معينة في المنشأة.
ولكن قبل أن تشرع في بناء وتحسين الكفاءات ، يجب أن تتعرف أكثر على استراتيجياتك حتى لا تقوم ببناء كفاءات في اتجاه خاطئ وغير متوافقة مع نظرتك الإستراتيجية.
لابد من تحديد التركيز الاستراتيجي
هناك ستة أنواع من التركيز الاستراتيجي:
المنتجات / الخدمات
الإمكانات
المجالات / المُستفيدين
التقنية
المواد الخام(5/4)
طريقة تقديم الخدمة
سياسة التركيز هي الأفضل
ماذا تقدم ؟
من هي الفئة المستهدفة؟
قد يبدوا هذان السؤالان واضحان، وكثيرا من المنشآت قد تجيب عنهما بسرعة. ولكن القليل منها تقف عندها وتركز على شيء محدد يجعلهم فعلاً ناجحين.
كثير من المنشآت تريد أن تكون كل شيء ولكل الناس، ولذا فهم يبعثرون جهودهم فيصبحوا ضعفاء (هزيلين).
إن فقدان التركيز يجعل المنشأة تنثر رشاشاً في كثير من المجالات المتاحة، وهذه الطريقة لا تقود المنشأة إلى التميز والإبداع في المجال الذي تعمل فيه.
إن التركيز يعتبر عنصراً حيوياً في نجاح المنشأة.
وهذه نصيحة مهمة جداً:
”ابحث عن شيء يعتبره العميل حيوياً جداً، ومن ثم ركز حول هذا الشيء بحيث تجمع حوله مواهب وقدرات عدة، وموارد أكثر من أي أحد آخر. وجميع المنشآت الناجحة تستطيع أن تجد طريقة للتميز في مجالها“
المنشآت التي ليس لديها تركيز غالباً ما يكون العمل فيها صعباً
لأن جداول العمل فيها متضاربة، والتعليمات محيرة.
العاملون يغيرون أسلوبهم في العمل مع كل إستراتيجية.
فمرة يعملون على منتج جديد أو خدمة جديد لفئة معينة، والفترة التالية يبذلون كل جهدهم لفئة جديدة لتقديم منتج أو خدمة موجودة.
كل واحد يبذل كل جهده دون تأثير يُذكر في محاولة لخدمة الجميع لبيع كل شيء.
وأكبر مؤشر لفقدان التركيز هو ضعف الخدمة أو التأثير.
”إذا كنا نريد عملاً ناجحاً فيجب أن يكون لدينا تركيز جيد“
لابد من ضبط التركيز الاستراتيجي مع الكفاءة الإستراتيجية
أي نشاط لابد له من الإجابة على الأسئلة الإستراتيجية الثلاثة:
ماذا نقدم؟
من هم الفئة المُستهدفة؟
كيف ستتميز وتبدع في مجالك؟
تحديد التركيز الاستراتيجي يجيب على السئوالين الأولين.
والسئوال الثالث يتضمن اختيارك الإستراتيجية التنافسية (الكفاءة الإستراتيجية).
كل عمل أو نشاط ينبغي أن ينشد التواؤم (التناغم) والتطابق بين التركيز الاستراتيجي والكفاءة الإستراتيجية.(5/5)
فلو كان لدينا طريقة فريدة لإيجاد قيمة للعميل صعبة التقليد - كفاءة إستراتيجية- وهي في نفس الوقت تسير مع التركيز الاستراتيجي، فإن فرصة النجاح ستكون عالية جداً بإذن الله تعالى.
الفرص والمخاطر
لابد للمنظمة أن تنظر إلى البيئة الخارجية لتعرف الفرص والمخاطر الرئيسة التي تحيط بها.
وهذه تتعلق بـ:
الناس والمجتمعات التي تخدمها الجمعية
المنافسون أو الحلفاء المُحتملون.
أي قوى أخرى (اقتصادية، سياسية، اجتماعية، ثقافية، تقنية،...الخ) قد تؤثر في نجاح أو فشل الجمعية.
والمهمة هنا هي حصر أبرز هذه العوامل (من 4-8 مثلاً) التي تؤثر في مستقبل الجمعية.
1- المستفيدون وغيرهم من الذين يعنيهم شأن الجمعية
لابد للمنظمات الناجحة أن تكون قريبة من الناس الذين تخدمهم.
فمثل هذه المنظمات تكون خدماتها وبرامجها ومنتجاتها ملائمة لاحتياجات وتطلعات المستفيدين منها.
هناك آخرون ممن يعنيهم شأن الجمعية وما تقوم به، مثل الداعمون، الهيئات المستفيدة، الدوائر الرسمية الأخرى...
2- المنافسون والحلفاء
المنافسون
مبدئياً كل منظمة تُنافس على شيء معين – على سبيل المثال، الجانب المالي، الناس الذين تخدمهم، اهتمام الرأي العام...
فلابد أن يكون التركيز في تحليل الفرص والمخاطر على نقاط التميز في الجمعية وموقفها التنافسي في المجتمع.
بشكل عام أين مكامن القوة لديك مقارنة بالمنظمات التي تُقدم خدمات مثيلة لك؟
لماذا يُفضل الناس المجيء إليك بدلاً من غيرك؟
هناك عدة طرق لتحليل الوضع التنافسي وهذه أمثلة مبسطة لبعض الأسئلة:
على ماذا نُنافس؟
من هم المُنافسون لنا؟
ما هي نقاط قوة المنافس ونقاط ضعفه (على سبيل المثال- الجودة، النتائج، التكلفة، القدرة على تفصيل الخدمات حسب الطلب، أو أي ميزات فريدة أخرى)؟
مثل هذه المنافسة قد تجعل الجمعية تعيد النظر في الخدمات التي تُقدمها للناس.
الحلفاء(5/6)
في المقابل هناك منظمات لا ينبغي أن ننظر إليها على أنها منافسة أو تُشكل تهديد على الجمعية.
بل ينبغي أن نسأل أنفسنا: ”هل يوجد جهات أخرى لديها شيء تُقدمه لمجتمعنا، وكيف يمكننا أن نتعاون لتطوير هذا المجتمع؟“
هذه المنظمات والجمعيات (السكان، الجمعيات، الجهات الحكومية، القطاع الخاص) يجب أن تتعاون مع بعضها لتكوين فريق يسعى لتقديم أفضل الخدمات للمجتمع.
لقد آن الأوان لكي تتحالف الجهات المختلفة لكي تتكامل وتعمل كفريق.
عصر التحالفات
هناك الكثير من المنظمات التي بدأت بالارتباط مع بعضها البعض بصور مختلفة إما بالاندماج أو تشكيل شبكة منظمات لكي تحقق فوائد مثل:
زيادة الحجم
قوة الخدمات
تقليل المصاريف الثابتة
آفاق جديدة ....الخ
وهذا التعاون يحتاج إلى تنظيم إما بالتخطيط الاستراتيجي، أو غيره من طرق التعاون، لتحقيق الأهداف المشتركة.
وأقل تقدير هو أن نسأل، ”هل توجد طرق نُشكل بها فريق مع غيرنا لتحقيق أهداف مُشتركة؟“
صور العمل المشترك
التعاون
التنسيق
التكامل
3- القوى الاجتماعية، الثقافية، الاقتصادية، السياسية، والتقنية
الفرص والمخاطر تأتي أيضا من مجالات أخرى مثل:
الوضع الاجتماعي والثقافي: التغيرات الديموغرافية، التوجهات الاجتماعية أوالثقافية.
الوضع السياسي: أنظمة جديدة، تغيرات سياسية، تحول في الدعم ...
التقنية: المخترعات والتطور السريع في المعلومات والتقنية، طرق حديثة في مجال عمل الجمعية...
هذه الخطوة قد تتضمن جمع كمية كبيرة من المعلومات أو القيام ببحوث تسويق مُكثفة.
وبعض الأحيان تكون الجمعية على معرفة جيدة ببيئتها فتكتفي بخيرة فريق التخطيط بالفرص والمخاطر المحيطة.
بعد إعداد قائمة أولية للفرص والمخاطر، هناك عدة طرق لمناقشتها وتعديلها ومن ثم تقليصها حسب معايير محددة للاكتفاء بأهمها.
يُنظر إلى الفرص والمخاطر من حيث تأثيرها واحتمالية حدوثها.
شبكة التحليل (الفرص والمخاطر)(5/7)
هناك عدة طرق لتحليل الفرص والمخاطر. وتعتبر شبكة التحليل مناسبة كتصفية أولية.
ثم يمكن أن تكون هناك معايير أكثر تفصيلاً لمناقشة البقية. مثل مصفوفة ماكميلان على سبيل المثال.
كما يمكن أن نضع معاييرنا الخاصة حسب طبيعة العمل وما نراه أولوية بالنسبة لنا.
تهديدات ... فرص
دافع
( مجال التهديد يتوافق مع نقاط القوة، وهذا يستدعي إدارة أفضل للمواد بشكل فردي أو بالتعاون مع الآخرين) ... استثمر
(تطابق واضح بين الفرص ونقاط القوة) ... قوة
تراجع
(مجال التهديد يتطابق مع نقاط الضعف، وهذا يبين الحاجة إلى التراجع والانسحاب) ... قرر
(مجال الفرص يقابله نقاط ضعف وهذا يحتاج إلى قرار إما بالاستثمار، أو تراجع، أو تعاون) ... ضعف
الاستراتجيات التنافسية
القدرة على جذب الموارد ودعم الأنشطة القائمة: لا
القدرة على جذب الموارد ودعم الأنشطة القائمة: نعم
البدائل المتاحة (هناك من يقدم الخدمة)
البدائل المتاحة (هناك من يقدم الخدمة)
شحيحة
متوفرة
شحيحة
متوفرة
جوهرة المؤسسة (6)
تعاون مع أفضل منافس (5)
النمو بقوة (2)
منافسة شديدة (1)
موقف تنافسي قوي
تتوافق بشكل قوي مع رسالة الجمعية
طلب المساعدة الخارجية أو الشراكة (8)
تراجع بشكل منتظم (7)
طور الإمكانات وإلا فانسحب(4)
تراجع بقوة (3)
موقف تنافسي ضعيف
تراجع بشكل منتظم (10)
تراجع بقوة (9)
توافق ضعيف مع الرسالة
كيف ستكون الأمور في المستقبل؟
ماذا تتوقع أن يحدث في المستقبل، وما هي خصائص المنشأة التي تتوقع لها النجاح والفوز؟
استشراف المستقبل:
أولاً، من خلال محاولة التعرف على الاتجاهات الهامة والسيناريوهات الخاصة بمجال عمل المنشأة.
وثانياً، تحديد خصائص وسمات الفائز في هذا المستقبل المحدد.
ضع افتراضات حول العالم
إن العالم يتغير ونحن جميعاً نسير في ركبه. وسيعتمد نجاحنا على ما سيحمله المستقبل لنا.(5/8)
وعند التخطيط، يفترض البعض أنه ستكون هناك تغيرات في المستقبل، في حين يتصرف البعض الآخر وكأنه لن تكون هناك أي تغيرات في المستقبل.
ولذا فإن البعض سيكون مستعداً للتغيرات، ولكن الأكثرية في الغالب سيفاجئون بما سيحدث.
المفاجآت السارة تحدث للمنشآت المستعدة
كيف تضع الافتراضات؟
ركز اهتمامك على الأمور المهمة التي تقود وتوجه مسار المنشأة.
ابحث عن أسس هذه الأشياء التي تمثل البنية التحتية للعوامل التي توجه دفة العمل في منشأتك.
تجنب الأماني.
لا تتعامل مع الإفراضات وكأنها حقائق.
افتراضات حول بيئة العمل
سوف يتغير عالمك بطرق لن يمكنك التحكم فيها ، وعليك أن تتفاعل مع هذه التغيرات. وأفضل ما يمكنك عمله هو أن تضع مجموعة من الافتراضات حول ما تظن أنه سيحدث في المجالات الأربعة التالية:
الممولين والداعمين
التقنية
الوضع الاقتصادي
القوانين والأنظمة الحكومية
افتراضات حول قطاعات العمل/النشاط
يجب أن تختبر كل قطاع من قطاعات النشاط وأن تضع افتراضات حول كل منها بشيء من التفصيل.
هناك سؤالان هامّان إستراتيجياً:
ما الذي سيحدث لهذه القطاعات؟
ما الذي سيجعل الأشياء تتغير؟
وهناك أربعة أشياء محددة سيتم اختبارها:
الاحتياجات و الرغبات؟
معدل النمو؟
مستويات الربح؟
ما الذي يمكن أن يمحو هذا المجال بالكلية؟
1- الاحتياجات والرغبات
يجب أن نستشرف المستقبل لمعرفة التغيرات ستطرأ على احتياجات العملاء عبر السنوات الخمس القادمة.
وأفضل طريقة لمعرفة احتياجات المستقبل، هي بالنظر إلى رغبات وتفضيلات اليوم. فغالباً ما تكون تفضيلات ورغبات اليوم هي احتياجات المستقبل. بمعنى ما هو من الكماليات اليوم سيصبح من الأساسيات في المستقبل.
عندما تحاول التعرف على الرغبات والتفضيلات المستقبلية، فمن المفيد الاطلاع على الاتجاهات السائدة في المجتمع.
2- معدل النمو(5/9)
هل هذا المجال سينمو ؟ وإن كان الأمر كذلك، ما هو معدل النمو ؟ ليس بالنسبة لك فقط ولكن بالنسبة لكل المتنافسين في نفس المجال.
عندما تحاول أن تتوقع معدل النمو ، عندئذ تحتاج إلى التعرف على العوامل التي تقود قطاع العمل نحو الارتفاع أو الانخفاض.
فما هي العوامل المحركة والتي سوف تخلق فرصاً وما هي العوامل المحركة التي يمكن أن تخلق تهديدات في السوق بشكل عام؟ عليك التعرف على هذه العوامل .
ما هي الأشياء التي ستظل في مصلحة هذا العمل لك أنت ومنافسيك؟
3- مستويات الربحية
هل يمكنك تحقيق عائد في هذا المجال من النشاط؟ فليس الهدف هو أن تحافظ على بقائك في الواقع، بل لابد أن تحقق أرباحاً.
ولذا عليك أن تفعل هنا مثلما فعلت بالنسبة بمعدل النمو، عليك أن تهتم بالعوامل الإيجابية والسلبية التي تؤثر على الربحية في مجالك.
تعريف الربحية:
الربحية في المنظمات الغير ربحية يمكن أن تعرف بالتالي:
زيادة ملموسة في القيم الإنسانية (تحقيق الغاية التي من أجلها نشأت)،
أو زيادة في الأمن،
أو الزيادة في عدد المستفيد،
أو زيادة في السيولة،
أو تحسن السمعة في المجتمع...
4- ما الذي يمكن أن يمحو هذا المجال بالكلية
ويقد يحدث ذلك لأسباب عدة منها:
أن الحاجة التي تلبيها هذه الجمعية قد اختفت
أو لأن أحداً ما قد توصل إلى طريق أفضل بكثير لتلبية هذه الحاجة من خلال منتج أو خدمة مختلفة اختلافاً كلياً. ويسمى هذا الموقف الأخير بعملية الإزاحة.
افتراضات حول المنافسة
من هم منافسوك ؟
ما هي استراتيجياتهم ؟
ما الذي سوف يؤثر على إستراتيجيتهم ؟
هل ينمو منافسوك أم ينكمشون ؟
هل سيسعون إلى تقديم خدمات لنوع واحد من العملاء أو لأنواع مختلفة؟
هل سيعتمدون في خدمة عملائهم على التميز في الخدمة ؟ أم على التقنية ؟ أم تميز المنتجات ؟ ما هو تركيزهم الاستراتيجي ؟
ضع افتراضات حول الفرص والتهديدات(5/10)
إن عالم المستقبل يحمل معه المتغيرات. وعند إعدادك للإستراتيجية ، تحتاج إلى التفكير في كيفية الاستفادة من هذه التغيرات وتجنب الأضرار الناجمة عن هذه التغيرات.
لأن بعض هذه التغيرات ستمثل فرصاً لك في حين أن البعض الآخر يمثل مخاوف وتهديدات. وعليك التعامل مع كل منها، ولكن يجب أن ينصب تركيزك على الفرص. فالهيئات الناجحة هي التي تحول هذه الفرص إلى نجاح.
ولاشك أن عليك أن تهتم بالتهديدات التي قد تظهر، فمستقبلك سيعتمد على مدى استعدادك.
السريع يأكل البطيء
وكما هو الحال مع أنواع الكائنات الحية، فالهيئات إذا ما أرادت أن تظل وتبقى في بيئة تنافسية، فإن ذلك يتطلب منها بعض التحورات لكي تتمكن من تهيئة نفسها للظروف الجديدة.
فالهيئات المبادرة التي تُعنى وتكتشف وتستثمر الفرص وفق خطة، تحول هذه المخاطر والتهديدات التي مصدرها البيئة المتغيرة إلى فرص كبيرة جديدة.
خصائص المنظمات الناجحة
بعد وضع الفرضيات حول المستقبل وما ستؤول إليه الأمور على جميع المحاور، ينبغي أن نستعرض صفات المؤسسة التي ستنجح في هذه البيئة الجديدة.
بعد مراجعة الاستراتييجية التنافسية وأخذها في الاعتبار مع الإستراتيجية التنافسية المطلوبة (الخاصة بصفات المؤسسة الناجحة). نختار منها 2-3 استراتيجيات تنافسية متوافقة مع التركيز الاستراتيجي الذي وقع عليه الاختيار (والتزمنا تطويره لكي يكون بمواصفات عالمية في السنوات القادمة).
قاعدة التخطيط
عند هذه النقطة ينبغي للفريق أن يكون لديه المعلومات الأساسية التي بحثها وناقشها والتي تتعلق بـ:
1- الوضع الراهن
2- النظرة المستقبلية
1- الوضع الراهن
وهذا الملخص يتضمن مراجعة لـ:
تاريخ الجمعية
التطورات الأخيرة
الرسالة
نقاط القوة والضعف
الفرص والمخاطر
أي عوامل أخرى يرى الفريق أنها مهمة وحيوية.
2- النظرة المستقبلية
ماذا ينبغي أن يكون تركيزنا الاستراتيجي؟
أي الأسواق هي الأكثر جاذبية بالنسبة لنا لكي نركز عليها؟(5/11)
كيف سنحقق السيطرة والتغلب على المنافسين في شريحة المجتمع المُستهدفة؟
أي الفرص سوف تحقق لنا أكبر عائد؟
كيف يمكن أن نستفيد من إمكاناتنا بأقصى ما يمكن ونقلل من نقاط ضعفنا؟
كيف يمكن أن نستغل الكفاءات الإستراتيجية التي نملكها وكيف يمكن أن نطورها؟
خصائص وصفات المنظمات الناجحة في البيئة الجديدة؟ .......
الاتفاق على القضايا الحيوية
من المفيد أن تُصاغ هذه القضايا بصورة سؤال أو هدف (مثل: لو كانت الجمعية تواجه ضائقة مالية، فيمكن أن تُصاغ هذه القضية بإحدى الصور التالية: ”كيف يمكن تفادي الآثار السلبية المتوقعة؟“ أو ”نحتاج أن نبني قاعدة مالية قادرة على مساندة برامجنا على المدى البعيد“.
ورشة عمل لتحديد القضايا المهمة
حصر جميع القضايا على Flip chart
التصويت على أبرز (7-9) قضايا ثم جمعها.
عمل تحليل حسب معايير للأولويات. SWOP Grid
بعد تحديد القضايا الرئيسة التي ستؤثر في مستقبل الجمعية، فإننا نحتاج في هذه الخطوة أن نرتب هذه القضايا ونصل إلى إتفاق حول وجهة الجمعية ومن ثم نطور مسودة أولية للخطة الاستراتييجية.
هذه الخطة ستصف ما الذي تريد أن تحققه الجمعية خلال السنوات القادمة، وكيف ستحقق هذه الأهداف.
إذا تمت هذه الخطوة بشكل جيد، فإننا سنخرج برؤية أو صورة مشتركة لمستقبل الجمعية – رؤية عملية قابلة للتطبيق تُشرك جميع الطاقات وتضمن التزامهم.
هناك عدة طرق لكي تحدد الجمعية تركيزها الاستراتيجي وتحدد وجهتها.
هناك أربعة أساليب لتحديد وجهة الجمعية:
أسلوب القضايا الحيوية
أسلوب السيناريو
أسلوب الأهداف
أسلوب المواءمة
ويمكن اختيار أحد هذه الأساليب أو الجمع بينها لتوجيه النقاش حول وُجهة الجمعية. فإن كل أسلوب يستخدم طريقة مختلفة لمعرفة آراء المشاركين والاتفاق على أفضل البدائل.
أسلوب
القضايا الحيوية
تُرتب القضايا حسب تسلسلها المنطقي، بحيث القضية الأساسية تكون في البداية.(5/12)
تُطرح كل قضية بالترتيب للنقاش، ويجب الوصول إلى أفضل حل لها (بطرح عدة حلول ثم اختيار أفضل الحلول) ومن ثم الانتقال إلى قضية أخرى وهكذا.
لا مانع من مناقشة القضايا على ضوء النقاش السابق لفضية أخرى لكي يكون هناك ترابط أولدرء التعارض بين الحلول.
بعد الانتهاء من وضع الحلول لجميع القضايا يمكن إجراء نقاش سريع حولها جميعاً للتأكد من أن الإستراتيجية الكلية للمنظمة لها معنى.
وبعدها يمكن كتابة المسودة الأولى للخطة الإستراتيجية.
إيجابيات وسلبيات هذه الطريقة
الايجابيات:
الانتقال من الخطوة الثانية إلى الثالثة بهذه الطريقة يعتبر طبيعياً جداً.
هذه الطريقة تعمل بشكل جيد عندما تكون هناك قضية أو قضيتان رئيسة فقط تسوق بقية القضايا، أو إذا كانت القضايا متسلسلة بشكل طبيعي.
هذه الطريقة تكون جيدة ومناسبة للمنظمات التي تقوم بالتخطيط الاستراتيجي بشكل دوري وتحتاج فقط أن تقوم ببعض التعديلات والتحسينات.
السلبيات:
هذا الأسلوب لا يعمل بشكل جيد إذا كانت القضايا غير مترابطة بشكل جيد أو لا يعتمد بعضها على بعض - وهذا يظهر عندما يكون من الصعب تحديد القضية التي يجب البدء بها.
هذه الطريقة تبني الصورة المستقبلية للمنظمة بشكل متقطع (قطعةً قطعةً). فقد لا تكون الطريقة المُثلى للتخطيط إذا كانت الجمعية ستعتمد عدة سيناريوهات لكيفية البداية.
أسلوب
السيناريو
في هذه الطريقة نقوم بتطوير عدة خيارات للصورة التي نرغب أن تظهر به المنشأة في المستقبل، ثم نختار أفضل هذه السيناريوهات التي تنقل المنشأة إلى المستقبل المرغوب.
تبدأ هذه الطريقة بسؤال جميع المشاركين في التخطيط، بكتابة سيناريوهات مختلفة (في حدود صفحة) يصفوا فيها الصورة التي يروا فيها المنشأة في المستقبل.
كل سيناريو ينبغي أن يتضمن عدة أبعاد مثل: الأهداف الكلية، دورنا في المجمتع، الخدمات والمنتجات التي ستُقدم، العلاقات الرئيسة.(5/13)
ثم يقوم فريق التخطيط باستعراض كل سيناريو، ويناقش مزايا وعيوب كل منها، ويختار واحد منها من مزيج من بعضها التي تبدوا الأفضل.
الايجابيات والسلبيات
الايجابيات
هذه الطريقة يمكن أن تكون الأسرع.
تؤكد على الصورة الشاملة للمنشأة، وتأخذ في الاعتبار التحولات الرئيسة المطلوبة.
هذا الأسلوب يُشرك الجميع.
السلبيات
هذه الطريقة ليست مناسبة للمنشآت التي تريد تحسين خطتها الإستراتيجية وإجراء بعض التعديلات فقط.
بعض المجموعات تجد صعوبة في القدرة على تصور الانتقال من الحاضر إلى المستقبل في مخيلتها.
أسلوب
الأهداف
في هذا الأسلوب تُحدد عدة أهداف رئيسة أو خطوط عريضة تُوجه البرامج وخطط الأقسام.
يقوم كل برنامج أو قسم بوضع الخطط التي تحقق هذه الأهداف أو تُساهم في تحقيقها.
ثم تكتب الخطة العامة للمنظمة متضمنة النقاط الرئيسة في خطط البرامج والأقسام.
إيجابيات وسلبيات هذه الطريقة
الايجابيات:
هذه الطريقة مناسبة للمنظمات التي تريد أن تكون خطط البرامج والأقسام مُنبثقة من مبادئ جوهرية وقيم وأهداف إستراتيجية تضعها الجمعية لتفرض مساراً معيناً.
أسلوب الأهداف يعتبر أسلوباً واضحاً، وإطاراً سهلاً لكثير من الناس حيث: تحديد أهداف، تطوير استراتيجيات، وضع الخطوات العملية.
هذه الطريقة جيدة عندما تريد الجمعية أن تكون الخطوات العملية تدور حول مجموعة من القيم أو الأفكار.
هذه الطريقة ملائمة جداً في تشكيل المنظمات الكبيرة أو المنظمات التي تعتمد اللامركزية.
السلبيات:
طريقة الأهداف قد لا تناسب المنظمات الصغيرة التي تعمل في بيئة سريعة التغير وأمامها الكثير من الفرص.
وهذه الطريقة غير مناسبة للمنظمات التي ليس لديها وضوح في أهدافها ولا تعرف ماهو تركيزها في المستقبل.
أسلوب
المواءمة
وهذه الفكرة تسعى لجعل جميع أجزاء الجمعية تعمل بشكل متزامن –أو بانضباط مناسب. لتحقيق رسالة الجمعية.(5/14)
الفكرة شبيهة بإطارات السيارة الأربعة التي تدور معاً باصطفاف مناسب.
فإذا كانت الإطارات مصفوفة بشكل جيد فإن حركة السيارة ستكون انسيابية.
وإذا كان هناك إطار أو أكثر مُنحرف عن وجهة بقية الإطارات، فإن حركة السيارة لن تكون سلسلة و قيادتها تحتاج إلى جهد أكبر، وإهلاك الإطارات سيكون أسرع (تكاليف أكثر).
آلية المواءمة
تقوم قيادات الجمعية بتحديد كيفية ضبط محاور الجمعية الحيوية الثلاثة:
برامج الجمعية
رسالة الجمعية
الموارد والدعم المطلوب لتسير الجمعية بشكل جيد.
هذا التحليل يتم بخطوتين:
أولاً : يقوم المدير أو لجنة التخطيط بعرض الخطط الحالية في إطار الرسالة – البرامج – الموارد كما في الشكل.
ثانياً : تقوم اللجنة بالتعرف على حيثيات هذه الخطط (بالنظر إلى الرسالة، أو لبرامج، أو الموارد) وأيها يحتاج إلى تعديل، وكيف تتم هذه التعديلات.
الأسئلة التالية تساعد في معرفة الحيثيات:
من حيث الرسالة والتأثير:
هل الرسالة والتأثير المطلوب واضحاً؟
هل هذه هي الرسالة المناسبة للمستقبل؟
إذا كان الجواب بلا، فما هوا لتغيير المطلوب؟
من حيث استراتيجيات البرامج:
هل الجمعية تلعب الدور الصحيح في المجتمع؟
هل البرامج الحالية فعالة؟
هل البرامج تُنفذ بشكل جيد؟
إذا كان الجواب بلا، فما هي التغييرات المطلوبة؟
من حيث الموارد والدعم:
هل لدى الجمعية الموارد والدعم الكافي لدعم الرسالة والبرامج؟
هل هذه الموارد تُدار بطريقة فعّالة؟
إذا كان الجواب بلا، فما الذي يحتاج إلى تغيير؟
الايجابيات والسلبيات
الايجابيات:
هذه الطريقة تساعد فريق التخطيط بضبط العلاقة بين الرسالة والبرامج والموارد، وبقليل من المساعدة، تستطيع المجموعات بقليل من الخبرة في التخطيط الاستراتيجي أن تحدد وتجيب على القضايا الإستراتيجية الرئيسة.
تعتبر هذه طريقة جيدة للمنظمات التي تحتاج فقط إلى ضبط استراتيجياتها القائمة أو للتعرف على سبب تعثر الاستراتيجيات.(5/15)
فهذه الطريقة مناسبة لتحديث الخطط الإستراتيجية القائمة.
السلبيات:
هذه الطريقة ليست مناسبة للمنظمات التي تحتاج إلى إعادة النظر في موقفها العام، أو تريد أن تأخذ في الاعتبار عدة سيناريوهات مختلفة للمستقبل.
اختر الأسلوب الأمثل للمنظمة
يمكن أن تختار الأسلوب الذي يناسب الجمعية، كما يمكن المزج بينها، حسب الاحتياج.
جميع هذه الأساليب مناسبة لإشراك مجلس الإدارة والعاملين في بناء رؤية مستقبلية مُلزمة.
والخلاصة
أسلوب القضايا الحيوية والمواءمة مناسب جدا للتعديلات الدورية.
أسلوب السيناريو مفيد للبداية الجديدة.
أسلوب الأهداف للمنشآت الكبيرة التي تعتمد اللامركزية.
يمكن الجمع بين السيناريو والقضايا الحيوية في البداية.
ويمكن الجمع بين الأهداف والمواءمة في التعديلات الدورية في الخطة.
ويمكن الجمع بين أي أسلوب وآخر حسب الظروف.
كتابة مسودة الخطة
يمكن تعين شخص أو فريق لكتابة المسودة.
لابد من تحديد الصياغة: قبل البدء بكتابة المسودة لابد من الاتفاق على العناصر الرئيسة للخطة. والحد الأدنى الذي يجب أن تتضمنه الوثيقة هي الأجزاء الأساسية – فقرة الرسالة، الغايات الرئيسة للمستقبل، والاستراتيجيات أو الأهداف المرحلية المُنبثقة من هذه الغايات.
يمكن بعد ذلك إضافة أجزاء يرى الفريق أنها مطلوبة.
نموذج للفقرات التي يمكن أن تكون ضمن وثيقة الخطة الإستراتيجية
ملخص الرئيس: ملخص للخطة بشكل عام.
الرسالة والرؤية: تشرح ما الذي تطمح الجمعية في تحقيقه و الغرض من وجودها.
القيم أو المبادئ المُوجهة: المفاهيم التي تحكم قرارات الجمعية وأعمالها.
التاريخ: كيف بدأت الجمعية، وكيف تطورت، وماذا حققت حتى الآن.
ملف الجمعية: حقائق أساسية وأرقام، البرامج الحالية، ...
تحليل الموقف: ملخص سريع لأهم نقاط القوى والضعف، الفرص والمخاطر، قضايا المستقبل الحيوية. (بعض الخطط تُفرد القضايا الحيوية بفصل خاص يتضمن الحلول المُقترحة لكل قضية).(5/16)
الغايات والاستراتيجيات (أو الأهداف): الأهداف الإستراتيجية للمرحلة القادمة، مع الاستراتيجيات المحددة أو الأهداف المرحلية المُتعلقة بكل هدف استراتيجي.
على مستوى الخدمات: ملخص للخدمات المُخطط لها لكل سنة من السنوات القادمة – على سبيل المثال، عدد الأشخاص الذين ستُقدم لهم الخدمة، عدد الدورات التي ستُعقد، عدد المساكن التي ستُنشأ، وهكذا.
على مستوى التوظيف: ملخص لعدد ونوع الوظائف المُتوقعة خلال السنوات القادمة. بعض المنظمات تضمن عدد المتطوعين في هذه الفقرة.
الخطط المالية: ميزانية التشغيل المُتوقعة يُبين فيها مصادر الدخل والنفقات المُتوقعة في السنة. (إذا كانت الجمعية بحاجة إلى متطلبات رأسمالية، فلابد من تحديد كم المطلوب ومن أين سيأتي التمويل.)
مؤشرات النجاح: مؤشرات عامة أو محددة للحكم على التطورات المستقبلية، أو مدى التأثير، أو النجاح.
أبعاد أخرى معينة حيوية بالنسبة لمستقبل الجمعية: فقرات إضافية حول المنافسين، والحكومة، الإمكانات، خطط التقويم، استراتيجيات التسويق، الشريحة أو الأسواق المُستهدفة، الحلفاء أو العلاقات المهمة، الأنظمة الإدارية والمساندة، وكيف ومتى تُتابع الخطة الإستراتيجية.
الخطة التنفيذية: فقرة أو وثيقة منفصلة تبين من المسئول عن تقدم كل هدف رئيس. بعض المنظمات تُعدد المهام (أو الأهداف المرحلية) للسنة القادمة، وتحدد المسئول عن كل منها، وتاريخ انجاز كل مهمة.
خطط مُصغرة: المنظمات الكبيرة التي لديها وحدات فرعية قد تُضمن خطط إستراتيجية أصغر لكل قسم أو برنامج رئيس.
ملاحق: أي مواد أخرى تدعم الخطة. بعض المنظمات تضع بعض الأجزاء المذكورة أعلاه في الملاحق.(5/17)
ينبغي أن نعرف أن الفقرات التي ذكرت لا يُمكن أن تكون جميعها ضمن وثيقة الخطة الإستراتيجية. لأن سهولة الخطة وبساطتها يُساعد على فهمها وبالتالي تطبيقها. وإذا كانت هناك حاجة لتفاصيل فينبغي أن تكون في جزء منفصل عن الخطة تجنباً للإطالة والتعقيد.
أثبتت البحوث أن الخطة كلما كانت قليلة الأوراق والفقرات وتُركز على قليل من الاستراتيجيات الأساسية، كلما كانت أقرب للتطبيق من الخطط الضخمة ذات الفصول الكثيرة، والاستراتيجيات المتعددة.
الخطوة الرابعة:
تهذيب الخطة وتبينها
كثير من المنظمات تراجع مسودة الخطة بحضور الشخصيات الرئيسة ومجلس الإدارة فقط. والبعض يوسع دائرة المشاركة لتشمل قطاع أكبر من المهتمين والمنسوبين لأخذ مقترحاتهم وملاحظاتهم حول الخطة.
وسواء كانت دائرة المشاركة محدودة أو موسعة، ينبغي أن يُعطى المُشاركون وقتاً كافياً للمراجعة. ثم يُطلب منهم رأيهم بكل صراحة ووضوح.
مواضيع مُقترحة لاجتماع المراجعة:
ما هو الانطباع العام تجاه الخطة؟
ما هو الشيء الذي أعجبك بالتحديد في كل فقرة من الخطة وما هي المشاكل، أو نقاط الضعف، أو الثغرات التي تراها؟
ما هي مقترحاتك بالتحديد لتطوير الخطة أوتقويتها؟
هل توجد أي مجازفة في هذه الخطة؟
هل يمكن أن تستمر الجمعية في العملية مع وجود هذه المجازفة أو لابد أن نعمل شيئاً ما لتخفيف هذه المجازفة؟
بعد هذه المراجعة من المُفترض أن يكون لدينا خطة معقولة وقابلة للتطبيق – خطة يفهمها الأفراد وملتزمون بتنفيذها.
لابد أن نعرف أنه لا يمكن أن تكون لدينا خطة كاملة تماماً. لأن الوضع في داخل الجمعية يتغير باستمرار، وكذلك الظروف المحيطة بها. وأثناء تنفيذ الخطة، ستظهر معلومات جديدة تتطلب تعديل في الرؤية المستقبلية أو في الخطة.
تبني الخطة
بعد مراجعة الخطة ينبغي أن تُقر من مجلس الإدارة وأصحاب القرار، حسب الحاجة.
بعد ذلك يمكن الإعلان عن الخطة وتكريم الأفراد الذين شاركوا في وضعها.(5/18)
وهذا الاحتفال دلالة على تبني الإدارة العليا والأفراد للخطة.
الخطوة
الخامسة:
تنفيذ الخطة
تنفيذ الخطة
جزء من عملية التخطيط الاستراتيجي تعيين المسئوليات وتحديد الأطر الزمنية لانجاز الأهداف الرئيسة، الاستراتيجيات، أو المهام.
هذه المسئوليات والخطوط الزمنية يمكن أن تُفصل على الخطة التنفيذية المُرفقة مع الاستراتيجية.
هذه المسئوليات يُكلف بها أشخاص معينين، أو أقسام، أو برامج، أو فرق عمل.
بعد إقرار الخطة يقوم هؤلاء الأشخاص أو المجموعات بتنفيذ الأجزاء المكلفين بها من الخطة.
يقوم المدير التنفيذي أو فريق مُكلف بالإشراف للتأكد من بدء عملية التنفيذ بدون أي صعوبات.
تنفيذ الخطة
جزء من عملية التخطيط الاستراتيجي تعيين المسئوليات وتحديد الأطر الزمنية لانجاز الأهداف الرئيسة، الاستراتيجيات، أو المهام.
هذه المسئوليات والخطوط الزمنية يمكن أن تُفصل على الخطة التنفيذية المُرفقة مع الإستراتيجية.
هذه المسئوليات يُكلف بها أشخاص معينين، أو أقسام، أو برامج، أو فرق عمل.
بعد إقرار الخطة يقوم هؤلاء الأشخاص أو المجموعات بتنفيذ الأجزاء المكلفين بها من الخطة.
يقوم المدير التنفيذي أو فريق مُكلف بالإشراف للتأكد من بدء عملية التنفيذ بدون أي صعوبات.
توجيهات
لتنفيذ جيد
1- القيام بالخطوات (1-4) بشكل جيد يُساعد في تنفيذ الخطة
إن أشخاص الذين سيقومون بتنفي الخطة هم أنفسهم الذين شاركوا بأفكارهم وتوجيهاتهم طوال عملية التخطيط.
ولذا فإن عملية التنفيذ هي امتداد للخطوات السابقة. لأن من المُفترض أن يكون لديهم صوره واضحة لكيفية الانتقال إلى الوضع الجديد.
2- ترجمة الخطة الإستراتيجية إلى خطط وموازنات سنوية
لابد أن تتحول الأهداف العامة (الغايات)، والاستراتيجيات، والخطوات الرئيسة في الخطة الإستراتيجية إلى أهداف مرحلية، وخطط عمل، وموازنات للسنة القادمة.
مهم جداً أن يعرف كل فرد دوره ومسئولياته.(5/19)
لابد من التأكد من رصد ميزانية للموارد المطلوبة لتنفيذ الأهداف والتوجهات الجديدة.
لابد من وجود أنظمة لتقويم الأداء والتأكد من أن جميع الأنظمة (المالية وغيرها) التي يُطلب منها تقارير دورية تُقدم المعلومات المطلوبة لمتابعة التطور نحو تحقيق الأهداف المُقررة.
على سبيل المثال، لو كان الهدف هو زيادة الخدمات المُقدمة لشريحة معينة بمقدار 30%، فهل هناك طريقة لمتابعة مقدرا التقدم في تحقيق هذا الهدف؟
3- التركيز على الأهداف الكُبرى والاستمرار عليها
المُنفذون الجيدون هم الذين يسترشدون بالأهداف الرئيسة أو النتائج النهائية التي يطمحون في الوصول إليها. وبمرور الزمن يصبح لدى هؤلاء الخبرة بما هو مناسب أو غير مناسب للتنفيذ.
4- الاعتناء بعملية التغيير والتحول
إن التحولات والتعديلات في وجهة الجمعية، لاشك ستؤثر بشكل طبيعي في الأشخاص والبرامج.
على سبيل المثال، الوظائف قد تحتاج إلى تغيير، وبالتالي تحتاج إلى مهارات جديدة. البرامج قد تُعدل أو تُوقف من أجل تحقيق أهداف جديدة.
هذه التغيرات قد يترتب عليها بعض الحساسيات ولذا تحتاج إلى تعامل خاص من قبل القادة والمشرفين، لكي يُساعدوا الأفراد على التأقلم مع هذه التغيرات – وذلك بجعل العاملين على صلة دائمة بما هو مُخطط، وبإشراك كل من سيتأثر بهذه التغيرات في تحديد كيف يمكن أن يحدث هذا التغيير، وتذكيرهم بالرؤية المستقبلية، وإعطائهم فرصة كافية والتشجيع اللازم لكي يُودعوا القديم ويقبلوا الجديد.
5- لابد أن يعرف الآخرون خطط الجمعية
لابد من حصر كل المهتمين بشئون الجمعية وكل من يحتاج أن يعرف عن الخطة الإستراتيجية.
المهتمون الرئيسيون بأمور الجمعية يمكن أن يكونوا حلفاء مهمين في تنفيذ الخطة إذا كانوا على اطلاع بمسار الجمعية المستقبلي.
6- متابعة التقدم بشكل دوري
لابد من تحديد موعد لمتابعة التقدم في الخطة الاستراتيجية.(5/20)
وهذا الموعد يمكن أن يكون سنوياً، أو فصلياً، أو كل ستة أشهر.
وهذه بعض النقاط التي ينبغي أن تؤخذ في الاعتبار في المتابعة:
التقدم العام أو السنوي الذي أحرز في أهداف الخطة.
ماالذي أسهم بشكل كبير في التقدم أو حال دون هذا التقدم؟
ماالذي نستفيده؟
هل لاتزال الرؤية، والأهداف، والاستراتيجيات لها معناً؟ إذا كان الجواب بلا، ما ي التعديلات التي يجب أن نجريها؟
تطوير الخطة
معظم المنظمات تقويم بتطوير خططها الإستراتيجية كل عام، قبل أن يخططوا ويضعوا ميزانية العام القادم. والبعض يفضل أن يقوم بتطوير الخطة كل ثلاث إلى خمس سنوات، مع إجراء تعديلات ثانوية في الاستراتيجيات حسب الحاجة. وإتباع الخطوات السابقة لتطوير الخطة.
وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،،(5/21)
الوقف الخيري بين الأمس واليوم
لمعالي الشيخ صالح الحصين
الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .. ... ... ... وبعد :
بعد ما شرع النبي ( الوقف قولاً وعملاً، اهتم الصحابة رضوان الله عليهم بالوقف في حياته صلى الله عليه وسلم وبعد موته، فروي أن الخلفاء الراشدين وقَفوا، وروي الوقف عن العشرة المبشرين بالجنة وعن أمهات المؤمنين، بل روي أن كل الصحابة من كان منهم ذا سعة وقف, وأخذ المسلمون بهذه السنة المباركة، على مر العصور، وفي مختلف البلدان، وعلى مختلف الأغراض، فلم يبق عمل من أعمال البر، ولم تظهر أي مصلحة من المصالح العامة إلا وُقف عليها، وقف على الفقراء والمساكين والأيتام، وعلى مصالح الناس من المساجد، والمدارس، والمشافي، والطرق، والأنهار، والجسور، والمساقي، وقفوا على الإنسان والحيوان الانسى والوحشي .
حلَّ المسلمون بالوقف أعظم معضلة اقتصادية واجهت ولا تزال تواجه البشرية فلا يزال السؤال الأزلي يوجه دائماً، هل تتجه الدولة إلى الملكية العامة؟ أم تتحيز للملكية الفردية؟ تذبذبت البشرية بين الشيوعية، والرأسمالية، وواجهت ويلات النظامين .(6/1)
وهدى الله المسلمين إلى أفضل حل فحينما بدأت الفتوح، واتسعت، وانتشر الإسلام واجه المسلمون في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب ( هذه المعضلة فهُدوا إلى حلها بالوقف، فوُقفت كل الأراضي المفتوحة على مصالح المسلمين عامة, وحينما نستحضر أن الاقتصاد في ذلك الوقت كان رعوياً وزراعيا، ونستحضر حجم الأراضي الموقوفة، وهي كل الأراضي التي فتحت عنوه، ولا تقل عن تسعين في المائة من الأراضي الزراعية في دار الإسلام، وعلى سبيل المثال كانت كل أراضي سواد العراق خراجيه أي أراضي موقوفة على مصالح المسلمين عدا ثلاث قرى، وعندما نستقرئ التاريخ، نرى الحكمة العظيمة التي هدى الله المسلمين لها، فكانت قوة الدولة الإسلامية تسير بصفة مطردة بين القوة والضعف تبعاً لقوة هذا النظام أو ضعفه .
فبعد أن تحول نظام الخراج بسبب طيش الحكام وقصر أنظارهم إلى نظام الإقطاع، وتوالى فقد الأراضي الموقوفة بإقطاعها للأشخاص تدهورت الدولة الإسلامية و تحولت إلى دويلات .
لم يصل المسلمون إلى ذلك الحل الرائع بطريق الصدفة أو عفو الخاطر بل نتيجة للتفكير والموازنة بين المصالح بل لقد انقسم المسلمون إلى حزبين -في النظر إلى هذه القضية- عمر بن الخطاب ( ومن يرى رأيه، وبلال ( ومن يرى رأيه، ممن كانوا يعارضون وقف الأراضي المفتوحة ويرون قسمتها بين المسلمين كغيرها من الغنائم ولقد طال النقاش وتقابلت الحجج واحتدم الجدال مما دعا عمر ( أن يقول: اللهم اكفني بلال وأصحابه, ثم أراد الله للمسلمين الخير فانتصر الرأي القائل بوقف الأراضي المفتوحة وكان ذلك نعمة كبرى على الإسلام والمسلمين وظل المسلمون يتمتعون بهذا النظام حتى ضعف بتحوله إلى نظام الملكية الفردية ففقدت الدولة الإسلامية أهم ركائزها .
وبالرغم من تدهور الدولة الإسلامية فقد بقيت الحضارة الإسلامية راسخة تزدهر وتنمو، وكان ذلك بفضل الله على المسلمين، ثم بفضل نظام الوقف .(6/2)
فبالأوقاف التي ظل الواجدون من المسلمين يتفننون في تنفيذها لم تتأثر الحضارة الإسلامية ولا المجتمعات المسلمة بقيام الدول أو سقوطها، بل استطاعت أن تقاوم الغزو الخارجي الطاغي، حينما تعرضت لاجتياح الصليبيين والتتار، وظلت مقاومة الحضارة الإسلامية لهذا الاجتياح مثلاً نادراً في تاريخ البشرية .
لقد ساعد على فعالية نظام الوقف في حياة المسلمين المبادئ التي قام عليها وأهمها :
امتناع التصرف في أصل الوقف، وقد تحقق بهذا المبدأ حماية الوقف وعدم تعريضه لطيش المتولين عليه أو سوء نيتهم .
ما استقر لدى الفقهاء من أن شرط الواقف الصحيح مثل حكم الشارع فتحققت بذلك حماية الوقف واطمئنان الواقف إلى استمرار صرف وقفه في الأغراض التي تهمه ويُعنى بها .
ولاية القضاء على الأوقاف، فتحققت بذلك حماية الوقف من تدخل السلطات الإدارية الحكومية .
اثبت التاريخ أن أي إخلال بمبدأ من هذه المبادئ كان مسماراً يدق في نعش الوقف فحينما استولت الدول الاستعمارية على بلاد المسلمين في القرنين الماضيين، وكانت تدرك أن الصراع السياسي يعتمد في حسمه على نتيجة الصراع الثقافي والحضاري كان هم الاستعمار الأول القضاء على الحضارة الإسلامية أو إضعافها إلى أقصى درجة ممكنة، ولما كان الوقف هو سند الحضارة الإسلامية وأساس قوتها كان من الطبيعي أن يتوجه المستعمر إلى إضعاف نظام الوقف أو القضاء عليه .
وكانت وسيلته في ذلك إدخاله في مجال التنظيم الإداري الحكومي تمهيداً لوضعه تحت سلطة الإدارة وسيطرتها .
وحققت هذه السياسة نتائجها فقُضِي على نظام الوقف تقريباً في العالم الإسلامي أو شلت فعاليته .
واستمرت هذه السياسة المشئومة في بلدان العالم الإسلامي حتى بعد زوال الاستعمار .(6/3)
انتهى الأمر في بلاد كمصر العربية إلى صدور نظام يقضى بتحويل الأوقاف في جمهورية مصر العربية إلى مؤسسة عامة تشمل سلطتها كل الأوقاف في الجمهورية عدا الأوقاف التابعة لهيئة أوقاف الأقباط، وعدا الوقف الذي يوقفه صاحبه ويجعل النظارة له وذلك مدة حياته، وعندما يموت يعود إلى المؤسسة العامة، واضح أن النتيجة العملية لهذا النظام وهي خضوعه لكل مساوئ البيروقراطية، والعجز الإداري وأسوأ من هذا كله قيام رادع فعال يمنع أهل الخير من النشاط للوقف ماداموا يعرفون أنه سيؤول إلى الإدارة الحكومية التي إن وثقوا بأمانتها فإنهم لا يثقون بكفايتها .
إن من المحزن أن تسمع بين الآونة والأخرى حتى من إخواننا الطيبين في بلادنا الطيبة الدعوة إلى التنظيم الحكومي للأوقاف، غافلين عن الآثار المميتة لهذا الإجراء، وغير معتبرين بدروس التاريخ وسنن الحياة، وتجارب غيرنا .
إن الاغترار بالشعارات، والانسياق وراء العبارات، والتقليد الأعمى، والانقياد للآراء الشائعة بدون إعمال العقل والتفكير الموضوعي، والغفلة عن موجبات العلم مرض شائع مع الأسف، خليق بأن يزين لنا سوء أعمالنا فنراها حسنة فيَضِلُ سعينا في الحياة ونحن نحسب أننا نحسن صُنعا .
في إحدى الندوات المتعلقة بالوقف، قدم أخ فاضل نحسبه من أفضل الدعاة، والعاملين للإسلام والحاملين همه ورقة مضمونها الدعوة إلى أن نقلد الدول العربية الأخرى في إدخال الوقف تحت سلطة التنظيم الحكومي وضرب المثل بالنظام المصري، ولما ناقشته تبين أنه لم يطلع على هذا النظام فضلاً على أن يعرف نتائجه المدمرة وآثاره السلبية على نظام الوقف في مصر .
ينبغي أن نوقظ إخواننا الصالحين حَسني النية والقصد من غفلتهم، ونفتح عيونهم، على أن تأميم العمل الخيري وبخاصة الوقف خطة تفتقد الحكمة وهي جديرة بأن تعكس على صاحبها قصده فهو يريد القوة للنظام ونتيجته الطبيعية الضعف، ويريد الإصلاح ومآله الفساد .(6/4)
ولهذا فإن من أعطوا الحكمة في معاشهم وعلموا ظاهراً من الحياة الدنيا ممن يسمونهم الدول المتقدمة قد انتبهوا لهذا الأمر فحذروه أشد الحذر .
على سبيل المثال : يوجد في المملكة المتحدة البريطانية، والولايات المتحدة الأمريكية، والدول التي يسود فيها النظام القانوني الإنجلو سكسوني نظام يشبه الوقف يسمى ( الترست ) .
وقد حرصت حكومات هذه البلدان على عدم التدخل في هذا النظام، واقتصرت على إيجاد نوع من الإدارة يهتم بالرقابة، والمعاونة، وتجميع المعلومات، وتقديمها لذوى العلاقة وأبقت لهذا النظام خصوصيته و فرديته، وحذرت أن تتدخل في إدارته وليس المجال متسعاً لبيان نتائج هذه السياسة الحكيمة والتي من أهمها تطور هذا النظام، واتساع نطاقه، وقدرته على التحرك ومواجهة حاجات المجتمع المختلفة، والمتعددة والمتغيرة .
إن من المفارقات العجيبة أنه في هذا العصر الذي كشف عن خطأ سياسة التأميم، واتجه بكل قوة إلى الدعوة إلى تخصيص المشاريع، مع ما هو واضح من تأثير التخصيص على العدالة الاجتماعية ومتطلباتها، نرى من أبناء وطننا من أهل الخير والصلاح والعلم، ومن العاملين للإسلام الحاملين همه من يدعو أو يحبذ أو يؤيد السعي لتأميم الأوقاف، وإخضاعها لسيطرة الموظف العام، مع أن نظام الوقف كان في الإسلام وطوال تاريخه من أعظم وسائل العدل الاجتماعي .
أيها الإخوة الصالحون الحريصون على شمول الأوقاف ببركات سيطرة الموظف العام، أليس من المحزن أننا في عصر النضج العقلي وسهولة الإطلاع على تجارب الآخرين صائبها وخاطئها نظل أسرى للأوهام، عبيداً للأفكار الشائعة، عاجزين عن الترجيح بين الايجابيات والسلبيات، ولا نسمع من كل ناعق إلا الدعاء والنداء .
أيها الإخوة :(6/5)
أليس من المحزن بل مما يجعل العين تذرف دماً لا دمعاً أن نرى في بعض البلدان الإسلامية الأخيار ممن يرغبون في الوقف لا يجدون لأوقافهم مأمنا من غول الموظف العام وتغوله في بلادهم فيلجئون إلى إنشاء مؤسساتهم الوقفية في بلدان العالم الصناعي مدركين أنهم إن لم يأمنوا حسن النية من حكوماتها فهم مطمئنون إلى حماية النظام القانوني فيها .
أيها الإخوة :
ونحن في رحاب مؤسسات تحفيظ القرآن الكريم ينبغي أن لا تفوتنا الإشارة إلى دور الوقف في الماضي في رعاية تعليم القرآن وعلومه فقد كان للوقف في هذا النصيب الكبير، لقد وقفت المصاحف والريعات في المساجد والمدارس وخصصت الأوقاف لنسخ القرآن ونشره، وأنشئت الأوقاف الكثيرة على كتاتيب تحفيظ القرآن، ومعلميه سواء في المدارس أو المساجد، ولقد خص المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريفين بأوقاف كثيرة يصرف ريعها على المحفظين والمعلمين وعلى طلبة العلم .
وعني الواقفون بصفة خاصة بتعليم اليتامى والأولاد الفقراء وأوقفوا على ذلك الأوقاف الكثيرة ومازال الواقفون مهتمون بهذا المجال مدركين أهميته من بين أعمال البر .
أيها الإخوة :
بعد أن فتح الرجل الصالح المبارك إن شاء الله "محمد سيتي" أعين الناس على أهمية إنشاء جمعيات تحفيظ القرآن الكريم بالمملكة وجدت في بلادنا الحبيبة نهضة مباركة واهتمام من فئات المجتمع على اختلاف مستوياته، بدعم جمعيات تحفيظ القرآن الكريم فتكاثرت هذه الجمعيات وكثر المنتسبون إليها حتى بلغوا الآلاف فشمل هذا النشاط كثيراً من مدن المملكة وقراها . ندعو الله أن يزيد هذا النشاط ويبارك فيه .
واعتمد هذا النشاط كلية على تبرعات المحسنين والراغبين في أن يقدموا لأنفسهم ويحظو بالباقيات الصالحات .
واتخذ هذا الدعم في الغالب صيغة التبرعات الوقفية والمقطوعة، غير المنتظمة .(6/6)
وتنبهت جمعيات تحفيظ القرآن بما أظهرته تجاربها أن من الخطأ الاعتماد على التبرعات غير المنتظمة نظراً لأن عدم انتظامها يعني عدم انتظام التمويل وهكذا تشل الجمعية عن التخطيط لنشاطها ووضعه على أسس ثابتة وسليمة، فاتجهت إلى فكرة إنشاء ( الأوقاف المشتركة )، وظهر أن هذا الإجراء بالإضافة إلى الغرض الأساسي -هو ضمان الاستقرار في تمويل الجمعية- ساهم في القضاء على عائقين كبيرين يعوقان الراغبين في الوقف .
أولهما :
تحديد الفرصة للوقف لدى ذوي الدخول المحدودة، فكان الوقف المشترك حلاً مثالياً يتيح لكل راغب في الوقف مهما كانت قدرته المالية، ومهما قل المبلغ من المال الذي يرغب أن يحصل به أجر الوقف، يتيح له الفرصة في الوقف المشترك كمساهم في ماليته ورب درهم سبق ألف درهم .؟
ثانيهما :
إشكالية الولاية على الوقف، فالواقف عادة لا يطمئن إلى مستقبل الوقف بالتخوف من أن يتولاه من لا يحسن إدارته أو يخاف من ضياعه إذا لم يوجد ولي مصلح، فكان الوقف الذي تقوم عليه مؤسسة خيرية لا حدَّ لعمرها حلاً مثالياً لهذه الإشكالية .
أيها الإخوة :
لحسن الحظ أن هناك صيغاً عقدية تتيح للجمعيات الخيرية ومنها جمعيات تحفيظ القرآن قدراً كبيراً من مرونة التحرك في سبيل إنشاء الأوقاف المشتركة .
وفي هذا الخصوص فإني انصح باعتماد صيغة.عقد المشاركة المتناقصة، وبهذه الصيغة يختصر هم الجمعية في إنشاء الوقف بتملك أصلٍ قابل للتطوير ليكون أصلاً منتجاً للريع، ثم تعمل على تمويل التطوير بالدأب المستمر على تحصيل التبرعات وفي الوقف نفسه تعمل على تمويل التطوير بصيغة عقد المشاركة المتناقصة، وتعتبر هذه الصيغة أفضل الصيغ وأكثرها عدالة، وأوسعها مرونة وقدرة على التحرك، وربما أكثرها إغراء للممول لا سيما بالنسبة للتمويل طويل الأجل .(6/7)
واعتقد أن الجمعيات الخيرية ومنها جمعيات تحفيظ القرآن الكريم لو سارت في هذا الطريق فإنها سوف تحقق أهدافها بسهولة ويسر لا يتوفران لها في أي وضع آخر .
وبالله التوفيق ،،،(6/8)
دور مسوؤلي الجهات الخيرية في التدريب
م . عثمان خوجه
مقدمة
التدريب عنصر مهم لأجهزة الإدارة، لأنه يؤدي إلى تحسين أداء الأفراد و إحداث التغير اللازم لسلوك الفرد، وتزويده بالمهارات والأفكار والمعلومات التي تمكنه من تنفيذ الأعمال الموكلة إليه، وتساعده على مواكبة التطورات التكنولوجية وتسخيرها لتحسين الأداء. وكذلك يعتبر التدريب في مجال أخلاقيات الخدمة العامة عنصراً مهماً لتحسين مستوى الأداء الأخلاقي في الخدمة العامة، فمن خلال عملية التدريب يمكن التأثير إيجاباً على سلوك واتجاهات الفرد نحو الخدمة العامة . (المعمري) .
وحيث أن الجهات الخيرية مؤسسات غير ربحية أنشئت بهدف نفع ومساعدة فئات محددة من المجتمع فهي مسئولة أمام المجتمع عن تحقيق هذا النفع ولا يتسنى تحقيق هذا الهدف دون مراجعة مستمرة لمحاورها الأساسية :
- القوى العاملة .
- الموارد المالية .
- الإدارة .
ترتبط الموارد المالية بتسيير العمل اليومي و ترتبط الإدارة الجيدة بتحسين الأداء إلا "أن القوى العاملة هي مدار نجاح المحاور الأخرى لذى يلزم تعهدها بالتدريب والتطوير ذلك أن انعكاسات تطوير القوى العاملة يبدو أثره واضحا جلياً على المستفيدين من خدمات الجهة الخيرية”. (الغامدي) .
يعرف التدريب بأنه : إجراء تعليمي يساعد الأفراد على اكتساب أو تعليم المهارات والأفكار والاتجاهات والمعرفة اللازمة للوصول إلى الأهداف المرسومة وفق خطط التنمية الشاملة . (المعمري) .
وبشكل عام فإن للتدريب أهمية قصوى في :
الترشيد المالي جذب الاستثمارات و ابتكار مشاريع جديدة للاستثمار .
حسن إدارة الوقت في تطبيق الإجراءات مما يحفظ أوقات المتبرعين، المتطوعين و المستفيدين ( الفقراء ) .
جذب و الاحتفاظ بالقوى العاملة ذات الكفاءة العالية وبالتالي تأهيل المستفيدين ( علمه الصيد بدلا من أن تطعمه كل يوم سمكة ) .
شبهات حول فائدة التدريب :(7/1)
بعض الناس لا يرى أن للتدريب فائدة و بالذات ممن هم في الطبقات الإدارية في بعض المؤسسات ويتذرعون بما يلي :
أنا لم استفد من الدورة التي حضرتها. أو الموظف لم يستفد شيئا.(( قد يكون لدى هذا الشخص مهارة إدارة الاجتماعات مثلا و لكن هذا لا يعني أن جميع الموظفين مثله. فلا تقارن نفسك مع موظفيك)) .
الدورات غير مفيدة فهي تقدم التعريف بالمهارة فقط. ((الدورات مفاتيح و أدوات يمكن أن يتعلم منها المرء ولكنه سيفهم أكثر لو أكمل ذلك بالممارسة و القراءة، بل أن بعض المتدربين يفوقون المدربين)) .
الدورات غير مفيدة لأن المدرب غير معروف.(( و من أين لنا بمدربين معروفين في كل المناطق؟)) .
الأمثلة المستخدمة مترجمة من الكتب الغربية و لا تناسب مؤسساتنا. ((التدريب في الوطن العربي يمر بمرحلة نقل العلم من الغرب عبر الترجمة و سوف يأتي اليوم الذي نستخدم فيه خبراتنا العملية في شرح المواد الإدارية)) .
وهؤلاء مازالوا يعيشون في تلك الأوهام مع أن التدريب آخذ في التطور علما و عملا. فمصطلح التدريب تغير إلى مصطلح التعلم أو التطوير وأصبح يراعي حال المتدرب بشكل أكبر حيث جعلت المشاركة من أهم وسائل التدريب الحديث (علم تعليم الكبار/الراشدين). بل لقد اختفت مراكز التدريب التقليدية و تم استبدالها بمراكز التعليم غير المنتظم سواء كان ذلك عبر الحضور الشخصي أو التعلم عبر وسائل الاتصال الحديثة . كما أصبحت شهادات التدريب ذات مفعول و أثر كبيرين و كأنها شهادات أكاديمية بل أن بعض مراكز التدريب اتحدت مع مراكز أكاديمية وأصبحت الدورات التدريبية بمثابة مواد ذات ساعات أكاديمية إذا اجتاز المتدرب اختباراتها، حصل على شهادة أكاديمية ..
إن هذه الورقة تلخص بعض النقاط التي على مسئولي الجهات الخيرية مراعاتها فيما يختص بتعظيم الاستفادة من تطوير الأفراد و تدريبهم .
ما هي مسئوليتنا نحو رفع كفاءة التدريب ؟
المسؤولية الأولى : تحفيز العاملين ..(7/2)
"درب موظفيك كما لو كانوا سيبقون معك أبدا. وعاملهم كما لو كانوا سيتركونك غدا"
إن أولى مسؤوليات مدراء الجهات الخيرية هي تحفيز العاملين نحو تطوير أنفسهم. والتحفيز يبدأ من توعيتهم بأهمية التطوير و التدريب و ينتهي بأن نكون قدوة لهم في هذا المجال .
أمّا أشكال التحفيز فكثيرة. ومن ذلك :
إعطاء العاملين الفرصة الكافية لحضور الدورة وعدم إشغالهم أثناء الدورة بأي نوع من الأعمال .
إظهار الحرص على حصول الموظف على أكبر فائدة من الدورة و ذلك بمتابعة الحضور و الغياب و السؤال عن تفاصيل الدورة والمدرب .
وكذلك من أشكال التحفيز جعل التدريب جزء من المكافأة على بعض الأعمال . أو جزء من التطوير الذي هو من صالح الموظف على المدى القصير والطويل .
ولكن قبل كل شي لا بد من توعية العاملين بأهمية التدريب والتطوير لأنه عندما يؤمن الفرد بأهمية التطوير فأنه سوف يسعى بنفسه دائما إلى التطوير أما إذا لم يكن هناك إيمان بأهمية هذا الشيء فان الجهود الخارجية ستكون ذات مردود ضعيف .
ويمكن أن تحصل التوعية بأهمية التدريب والتطوير بالتركيز على نتائج التدريب للموظفين والتي تتمثل في اكتساب مهارة جديدة لتحسين أداء الفرد وأداء المؤسسة، وان التدريب ليس اكتساب شهادة أو نزهة .وكلما ركزنا على مضمون التدريب، كلما زادت قيمة التدريب بالنسبة للمتدرب .
المسؤولية الثانية : حسن الاختيار ..
وكذلك من مسئوليتنا حسن اختيار المدرب والدورة فليس أي مدرب يمكن أن نستفيد منه بل الساحة ملئيه بالمدربين الذين أصبحوا مدربين بمجرد قراءتهم لكتاب أو عدة كتب أو لمجرد أنهم حضروا دورات تدريب. أما اختيار الدورات أو موضوع الدورات فهذا وإن كان يعتمد بالدرجة الأولى على الاحتياج الموجود (تعلم ما تحتاجه لا ما تريده) إلا إنه يمكن ترتيب الموضوعات حسب أهميتها ابتداء من موضوعات التطوير الذاتي وانتهاء بموضوعات الجودة والتخطيط الاستراتيجي والتي تعتبر موضوعات متقدمة .(7/3)
كذلك لابد من مراعاة الفوارق الفردية و ميل كل شخص لنوع ما من موضوعات التدريب من المواد الإدارية و حبه للإطلاع أو التنفيذ. ففي بعض الأماكن يسمحون للموظف بحضور دورة ما على حسابه الشخصي ويدفعون له نسبة من تكاليف تلك الدورة حتى لو كانت تلك الدورة في مجال الإدارة العامة و ليست في نفس تخصص الموظف .
المسؤولية الثالثة : الأيمان بأهمية التدريب ..
"إذا كنت تهتم لتكلفة التعلم فانتبه من تكلفة الجهل"
لا بد لنا من تغير العقلية القديمة القائلة بأن الأيام كفيلة بتعليم الفرد ذلك لأن الأحداث المتغيرة تتسارع هذه الأيام أضعاف ما كانت عليه في السابق . وذلك يفرض علينا أن نعي أولا أهمية تحديث معلومات ومهارات أفراد المؤسسة بشكل مستمر وعلى نطاق واسع حيث أن الأمور أصبحت متشابكة ومترابطة بحيث لا يمكن فهمها على حده بل ينبغي النظر إليها كمنظومة متكاملة يتأثر كل جزء فيها بكل جزء آخر .
إن الكلام عن الاستثمار في الطاقات البشرية يعد في هذه الأيام من نافلة القول حيث بدأ واضحا أن المنافسة بين المؤسسات تعتمد بالدرجة الأولى على الطاقات البشرية الموجودة فيها. إن ألف ريال أحيانا قد تفتح عقول بعض الأفراد إلى أفكار وأعمال تأتي بأضعاف هذا المبلغ ومشاريع تدر على المؤسسة دخلا إضافيا غير متوقع .
وإذا نظرنا إلى المؤسسات الخيرية فإن هذا المفهوم يشتد تأكيدا حيث أن روافد هذه المنظمات هم العاملون فيها ، وبالتالي فإن كل ريال تصرفه هذه المؤسسات في تدريب وتطوير أفرادها سيأتي بأكبر وأسرع مردود ليس على المؤسسة فقط بل على الوطن و المجتمع .
أما المؤسسات التي مازالت تبحث عن التدريب (الأقل تكلفة ) وعن المدرب (المجاني)، فهي ستتأخر ولا شك عن ركب المؤسسات الأخرى .
"يجب أن يكون التدريب هو آخر ما يحذف من الميزانية، و ليس أول البنود التي يتم حذفها" .
المسؤولية الرابعة : التنوع في مصادر التطوير (التدريب) ..(7/4)
إن أساس التدريب هو التعلم وعلى المؤسسات أن تنوع مصادر التعليم لأفرادها حتى يتمكن الجميع من الإطلاع و تحصيل بعض العلوم التي تساعد في فهم مواد التدريب. و قد انتشرت الكتب المترجمة بل والمؤلفة من قبل عرب ومسلمين والبرامج والأشرطة المرئية والمسموعة مما يجعل الحجة علينا اكبر و إن كانت هناك بعض الملاحظات على بعض هذه الكتب.
فبينما تحتاج فئات الإدارة المختلفة إلى برامج تدريبيه على المهارات الإدارية المختلفة من تخطيط وتنظيم وتوجيه ومراقبة وما يتفرع عن ذلك من برامج تدريبية على ضمان الجودة وحل المشكلات وإدارة الوقت والقيادة الإدارية والإبداع، نجد في المقابل أن الفئات المنفذة تحتاج إلى دورات تدريبية تخصصية في مجال عملها .
المسؤولية الخامسة : التدريب الداخلي (على رأس العمل) ..
إن بيئة العمل تعتبر أفضل قاعة تدريب إذا ما أحسنّا استغلالها حيث يتدرب الموظف بالأمثلة الحقيقية. فمن الاجتماعات الدورية –على سبيل المثال- نستطيع تدريب العاملين على مهارات الاجتماعات الفعالة و عملية اتخاذ القرار.وكذلك فان تكوين لجان خاصة ببعض المهام يساعد في تعلم مهارات العمل في فريق. و تنقل الموظف بين الأقسام يفيده في تكوين صورة أشمل عن المؤسسة التي يعمل بها .
المسؤولية السادسة : التدريب مسؤولية الجميع ..
يعتقد البعض أن مسؤولية تدريب الموظفين هي من اختصاص إدارة التدريب. وعلى هذا فهم ينتظرون قيام إدارة التدريب بعمل الدورات تدريبية. وكذا الحال لدى إدارة التدريب التي تعتقد أن التدريب من مسئوليتها هي فقط . وأن على الإدارات الأخرى أن تنتظر لحين نزول جداول الدورات التدريبية .(7/5)
وهذا من أكبر الأخطاء التي تدل علي ضيق الأفق فيما يختص بالتطوير. فالتدريب جزء من التطوير، وعلى هذا فهو مسؤولية الجميع من إدارات وأفراد وان كان على إدارة التدريب وضع الخطوط العريضة و بعد ذلك تكون المبادرة من قبل الإدارات بل والأفراد باقتراح وحضور الدورات وإذا حصل ذلك بالتعاون مع إدارة التدريب فلا بأس ولكن بشرط إلا يعيق ذلك سهولة حضور الدورات .
المسؤولية السابعة : فهم طبيعة التدريب ..
لابد لنا جميعا -كمسئولين- من فهم طبيعة التدريب والإشكاليات والصعوبات المصاحبة للدورات والمتدربين وأن نبين للمرشحين للدورات فن وآداب حضور الدورات حتى نجني ثمارا أكثر ونوسع دائرة الفائدة ومن ذلك :
أ) إشكالية الملائمة : وأقصد بها ملائمة الدورة لمستوى تفكير الحضور حيث نجد أن من الصعوبة تسجيل عدد مناسب من الحضور يكون الجميع لديهم نفس مستوى التفكير وعامل آخر هو ملائمة المادة لعمل الحضور فالحضور من عدة إدارات وكل إدارة لها طبيعة عمل مختلفة، ومع ذلك يريد كل فرد أن تكون الدورة مفصلة عليه كما يفصل الخياط الثوب علي الفرد ويريدون أن تكون الأمثلة من واقع عملهم . وهذا صعب ولا شك .
فالمدربون ليسوا من نفس الوسط وأكثرهم لديه أمثلة جاهزة تشرح بعض الأفكار الواردة في الدورة . وبالتالي فإنه من الصعوبة بمكان أن يقوم المدرب بضرب أمثلة مناسبة لطبيعة العمل ولو حاول ذلك لأضطر إلى لوي عنق بعض الشواهد من أجل أن يجعلها مناسبة للحضور. إذا فهمنا هذه النقطة فعلينا أن نوضحها للمرشحين في دورات تدريبية حتى لا يصطدموا بشيء لم يتوقعوه .
ب) وكذلك من طبيعة التدريب أنه مكلف بعض الشيء. وهذا أمر لا بد من فهمه وتقبله والعيش معه إلى أن يفرج الله الأمور ويكون من المدربين المتخصصين من يحتسبون الأجر ويخفضون التكاليف .(7/6)
ج) زمان الدورة ومكانها من أهم الأشياء التي تؤثر في كفاءة الدورة. فالدورات الطويلة اكبر أثرا من الدورات القصيرة لما يتوفر فيها من ورش عمل وأمثلة تطبيقية .
وكذلك لا بد من مراعاة جودة مكان الدورة بل وبعدها عن المشاكل. فكلما كانت الدورة في مكان بعيد عن العمل كان تركيز الحضور على ا لدورة أكبر .
د) كما ينبغي علينا مراعاة أن التدريب لا يمكنه سد كل الفجوات الإدارية في المنظمة خاصة تلك الفجوات السلوكية التي نشأت بسبب تدني الروح المعنوية أو سوء السياسات المتبعة أو لعدم توفر الحوافز .
المسؤولية الثامنة : تبني التدريب ..
إن بعض الإشكاليات المذكورة سابقا يمكن التغلب عليها بواسطة تبني التدريب. وأقصد بذلك بناء معهد للتدريب للجهات الخيرية وتأهيل المدربين المناسبين لذلك كما فعلت وزارة المعارف حيث اعتمدت على منسوبيها في مسألة التدريب مما خفف عليها التكاليف وصار لديها من أبنائها وممن يفهمون العملية التربوية ويمارسونها من يدرب المواد الإدارية المعروفة .
وأولى خطوات هذا التبني، وجود قاعدة بيانات للتدريب، فالمعلومات عن أعداد المتدربين والدورات التي حضروها وأسماء المدربين كل هذه المعلومات تساعد على وضع خطط مستقبلية لرفع كفاءة التدريب .
المسؤولية التاسعة : تحويل التدريب ..
وكذلك من مسئولية المسئولين في الجمعيات الخيرية تحويل التدريب إلى واقع عملي تستفيد منه جهة المتدرب وتقليل القدر الهائل من الهدر الذي يصرف على برامج التدريب دون تحقيق الأهداف المرجوة من التدريب .(7/7)
إن الاهتمام بالتدريب يبدأ من لحظة الاحتياج لمهارة ما و بمجرد التفكير في عقد دورة تدريب لوجود احتياج معين لا بد أن يكون هنالك اتصال مع المستفيد من الدورة لمشاورته في كيفية الاستفادة من هذه الدورة ثم تأتى المتابعة أثناء و بعد انعقاد الدورة. وهل كانت النتائج المرجوة من الدورة هي تلك التي كانت متوقعة منذ البداية ؟ وإذا لم تكن كذلك فلماذا ؟ وكيف يمكن نشر فوائد تلك الدورة بين بقية الزملاء في القسم ؟
نظراً لعدم تطبيق المتدربين للمهارات المكتسبة من برامج التدريب بصورة فعالة ودائمة فلقد ركز كثير من الباحثين اهتماماتهم بهذه الظاهرة وخلصوا إلى دراسات تشير إلى عمق المشكلة وضرورة التحرك السريع لتلافي مضاعفاتها فلقد بينت إحدى الدراسات أن المجال الصناعي في أمريكا ينفق مائة بليون دولار سنويا على التدريب إلا أن الفائدة من تلك البرامج التدريبية لاتتجاوز 10% ، وخلصت دراسة أخرى إلى أن 40% من محتويات التدريب تحولت إلى بيئة العمل بعد التدريب مباشرة وأن 24% منها تطبق بعد ستة أشهر من التدريب و15% تطبق بعد نهاية السنة .
المسؤولية العاشرة : تنفيذ الإستراتجية الشاملة للتدريب ..
إن القول بان تحديد نوع البرامج التدريبية يتم بعد مراجعة دقيقه لأداء العاملين في المستويات المختلفة وبناء عليه تحدد البرامج بدءاًً بالأهداف واشتراك المتدربين في الإعداد وتصميم برامج التدريب وانتهاء بالتقييم هو قول نظري إلى حد بعيد ففي هذه المرحلة من عمر المنظمات الخيرية حيث لا يوجد توصيف وظائف ولا وعي جيد بالتدريب يصعب عمل هذه الآلية في دراسة احتياجات التدريب .(7/8)
وقد تم إجراء دراسة احتياجات التدريب لبعض المؤسسات الخيرية ( TNA ) ولكن كانت النتيجة واحدة وهي أننا بحاجة إلى جميع الدورات التدريبية. وهذا ليس مستغربا، حيث أن مؤسساتنا مازالت فتية ومعظم أفرادها من الطبقة المتوسطة في العمر فهم إذا بحاجة إلى جميع الدورات ولكن لا بد من مراعاة الأولويات. ثم إن الواقع يصدمك بعدم وجود الدورات التي تحتاجها بالسعر و الشكل الذي تريده .
المراجع
1- التدريب والتأهيل في الجهات الخيرية - الأستاذ/ محمد بن علي الغامدي .
2- أثر العوامل التنظيمية والبيئية على الأداء في الخدمة المدنية في اليمن ، بديع طربوش المعمري ، رسالة ماجستير ، ص31-33، الجامعة الأردنية 2000م .
3- The Training Department of the Volunteer Program Management, Nancy Macduff, www.cybervpm.com .
4- مركز التميز للمنظمات غير الحكومية www.ngoce.org .
5- كل ما تريد أن تعرف عن التدريب, كيي ثورن وديفيد ماكيي, مكتبة جرير للترجمة والنشر والتوزيع, ص 2-3, الطبعة الأولى 2001م .(7/9)
طرق تقويم وتحسين مستوى معلمي القرآن الكريم
أ . عمر الثبيتي
ملخص الدراسة :
إن فاعلية العمل في جمعيات تحفيظ القرآن الكريم يعتمد اعتماداً أساسياً على ما يحققه المعلم في حلقة تحفيظ القرآن الكريم وما يقدمه من طلاب حفاظ لكتاب الله عز وجل وما يحدثه من تغيير مرغوب في سلوكياتهم ومهاراتهم ، وسعياً في تحسين واقع تقويم معلم القرآن الكريم ليكون أكثر واقعية يجب علينا الاهتمام بالكفايات التي يجب أن يمتلكها المعلم ، لذا يعتبر تقويم معلم القرآن الكريم من أهم الأمور التي توليها جمعيات تحفيظ القرآن الكريم جانب كبير من العناية، وذلك لما يحدثه المعلم الناجح من آثار ونتائج ملموسة في حصيلة حفظ الطلاب من القرآن الكريم وتغيرات في سلوكهم نحو الإيجابية والفعالية .
وتهدف الدراسة الحالية إلى التعرف على واقع تقويم معلم القرآن الكريم في جمعيات تحفيظ القرآن الكريم بالمملكة العربية السعودية وذلك من خلال الإجابة على التساؤلات التالية :
هل يتم تقويم معلم القرآن ؟ وما هي معايير التقويم ؟
هل هناك تصنيف لمعلمين القرآن الكريم بجمعيات تحفيظ القرآن الكريم ؟
ما هي معايير اختيار معلم القرآن الكريم ؟
ما هي جوانب تقويم معلم القرآن الكريم ؟
ما هي القرارات التي تتخذ بناءً على نتائج التقويم ؟
ما مدى استخدام معلومات التقويم كتغذية راجعة ؟ وما هو نوع التغذية التي تقدم للنظام ؟
النتائج :(8/1)
بينت الدراسة أن جميع جمعيات تحفيظ القرآن الكريم الخيرية تقوم بعملية تقويم ولكن عملية التقويم متباينة من جمعية إلى أخرى كما أنه لم تكن هناك معايير واضحة ودقيقة ومقننة لعملية الاختيار ، كما تم طرح مجموعة من المعايير لعملية الاختيار بشكل مقنن تراوحت بين معايير علمية ومعايير عامة وتم اقتراح مجموعة من الجوانب وهي جانب أداء المعلم ، وجانب العلاقات الإنسانية ،وجانب النمو المهني للمعلم ،وجانب الانتماء المهني لدى المعلم،والصفات القيادية عند المعلم ويقوم معلم القرآن الكريم في ضوء جميع الجوانب السابقة ضمن بطاقة مقترحة لعملية التقويم مرفقة مع الدراسة .
التوصيات :
1-الاهتمام بجانب تقويم معلم القرآن الكريم وفق المعايير التي تم التوصل لها في الدراسة الحالية .
2-تكثيف الدورات التأهيليه لمنسوبي جمعيات تحفيظ القرآن الكريم في مجال القياس والتقويم ومجال تطوير الذات.
3-العمل على إنشاء معهد تابع لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لتأهيل كل من يريد أن يقوم بمهمة تحفيظ كتاب الله عز وجل وفق أسس علمية مقننة .
4-تفعيل بطاقة التقويم المقترحة في هذه الدراسة وتوحيدها على بقية جمعيات تحفيظ القرآن الكريم بالمملكة العربية السعودية .
5-عمل دراسة تقويمية لعمل المشرف التربوي ( موجه الحلقة ) في جمعيات تحفيظ القرآن الكريم .
6-بناء ورشة عمل فصلية لمناقشة واقع تقويم معلم القرآن الكريم بجمعيات تحفيظ القرآن الكريم بالمملكة العربية السعودية .
مقدمة(8/2)
... إن فاعلية العمل في جمعيات تحفيظ القرآن الكريم يعتمد اعتماداً أساسياً على ما يحققه المعلم في حلقة تحفيظ القرآن الكريم وما يقدمه من طلاب حفاظ لكتاب الله عز وجل وما يحدثه من تغيير مرغوب في سلوكياتهم ومهاراتهم ، إن جميع المصادر التي يستخدمها المعلم سواء كانت قدرات ذاتية لديه أو أدوات أو تقنيات أو غير ذلك يجب أن تفيد في النهاية في إحداث وإكساب الطلاب حفظ كتاب الله أو بعض أجزاء منه مرتلاً ومجوداً بالإضافة إلى أمر بالغ الأهمية ألا وهو إحداث تغيرات إيجابية في سلوك الطلاب ولذلك يجب علينا أن نؤكد على أهمية جمع بيانات (باستخدام أدوات قياس مقننة) عن طبيعة هذه النتائج والتغيرات لتقييم فاعلية المعلم في ضوئها ومن ثم نقيم فاعلية الجمعية بشكل عام ، ومن هذا المنطلق يعتبر من الأهمية بمكان تقويم عمل المعلم تقويماً بنائياً للتأكد من فاعلية إدارته للحلقة وتنظيمه للبيئة التعليمية فيها بما يحقق النتائج والتغيرات المرجوة في حصيلة وسلوك الطلاب، أنه من الضروري وجود محكات واضحة لفاعلية العملية التعليمية يتم في ضوئها تقويم مدى قيام المعلم بأدواره المحددة وفاعلية أدائه.
... وسعياً في تحسين واقع تقويم معلم القرآن الكريم ليكون أكثر واقعية يجب علينا الاهتمام بالكفايات التي يجب أن يمتلكها المعلم ومنها تمكنه من مجال تعليم القرآن الكريم وأسلوب إدارة الحلقة وقدراته على التنظيم والإبداع وغير ذلك. وهنا يقع العبء على المسئولين القائمين على جمعيات تحفيظ القرآن الكريم من جهة تحديد هذه الكفايات وقياسها وتقويمها بشكل علمي وصحيح وعلى المعلم ذاته في سبيل تحقيق تلك الكفايات والعمل على تطويرها وتحسينها.(8/3)
... لذا يعتبر تقويم معلم القرآن الكريم من أهم الأمور التي توليها جمعيات تحفيظ القرآن الكريم جانب كبير من العناية، وذلك لما يحدثه المعلم الناجح من آثار ونتائج ملموسة في حصيلة حفظ الطلاب من القرآن الكريم وتغيرات في سلوكهم نحو الإيجابية والفعالية مع المجتمع من هنا كان تقويم عمل المعلم ضرورة ملحة نحو تطوير وتحسين أداءه نحو الأفضل .
أغراض تقويم المعلم :
لتقويم عمل المعلم أغراض عدة ذكر عدد منها (العبيدي واليحيوي، 1401هـ) وهي :
1/ توجيه المعلم.
2/ الوصول إلى أساس سليم عادل يمكن الرجوع إليه عند النظر في ترقيته أو نقله إلى عمل آخر يتناسب مع قدراته وصلاحيته.
3/ تبصير المعلم نفسه بمكانته وتبيان نواحي تفوقه وضعفه في مهنته لإلغاء هذه المحاسن، ولتلاقي هذه النقائض.
... إن الارتقاء بدور معلم القرآن الكريم والمهمة المطلوبة منه تحقيقها وبأنها لا تقتصر فقط على تلقين الطلاب القرآن الكريم ومراجعته معهم والتأكد من ثبات حفظهم وإنما يتعدى دوره ليكون قادراً على إكساب طلابه المهارات الاجتماعية المناسبة ومراعاة سمة الصالحين ومتابعة نمو الطلاب العلمي والنفسي والاجتماعي والخلقي وذلك أثناء قيامه بعملية التعليم والملاحظة والتقييم المستمرين مستخدماً في ذلك العديد من الوسائل المنهجية واللامنهجية المناسبة.
مبادئ مهمة عند تقويم المعلم :
هناك مجموعة من الأمور التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار عند تقويم المعلم:
1/ تحديد الأمور التي يصح أن تؤخذ عن تقويم المعلم حتى تقلل من ذاتية الشخص المقوم.
2/ الصفات الجسمية البدنية المطلوب توفرها في معلم القرآن الكريم.
3/ التميز بصفات عقلية مثل الذكاء والقدرة على التصرف وإدراك المواقف إدراكاً سليماً.
4/ الاتصاف بالصفات الخلقية الحميدة والتي تؤثر تأثيراً قوياً في نفوس الطلاب.
5/ الإلمام بالقرآن الكريم وعلومه وأحكام التجويد فيه.(8/4)
6/ علاقته بإدارة الجمعية وسمعته الاجتماعية وعلاقته بالطلاب وأولياء أمورهم.
7/ القدرة على إنجاز الأعمال والمهارات الإدارية والتنظيمية.
تساؤلات الدراسة :
انطلاقاً من أهمية تقويم معلم القرآن الكريم في جمعيات تحفيظ القرآن كانت هذه الدراسة التي تهدف إلى الإجابة على التساؤلات التالية وهي :
هل يتم تقويم معلم القرآن ؟ وما هي معايير التقويم ؟
هل هناك تصنيف لمعلمين القرآن الكريم بجمعيات تحفيظ القرآن الكريم ؟
ما هي معايير اختيار معلم القرآن الكريم ؟
ما هي جوانب تقويم معلم القرآن الكريم ؟
ما هي القرارات التي تتخذ بناءً على نتائج التقويم ؟
ما مدى استخدام معلومات التقويم كتغذية راجعة ؟ وما هو نوع التغذية التي تقدم للنظام ؟
ما هو القسم المسؤول عن عملية تقويم معلم القرآن الكريم ؟ وما هي المؤهلات المطلوبة منه ؟
نتائج الدراسة ومناقشتها :
وللإجابة على تساؤلات الدراسة تم تصميم استبانة قام بإعدادها الأستاذ / عبدالرحمن النفيعي (راجع ملحق الدراسة ) ، ووزعت على جميع الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمملكة العربية السعودية والبالغ عددها ( 120 ) جمعية خيرية لتحفيظ القرآن الكريم وتم التحصل على (24) استبانة اعتبرت هي عينة الدراسة وتم تحليلها و دراستها وتم التوصل للنتائج التالية :
س1 : هل يتم تقويم معلم القرآن ؟ وما هي معايير اختيار معلم القرآن الكريم بجمعيات تحفيظ القرآن الكريم ؟
وقد أجمعت عينة الدراسة وبنسبة 100% على أنه يتم تقويم معلم القرآن فيها ،وأن عدد مرات التقويم خلال العام يختلف من جمعية إلى أخرى والجدول رقم ( 1 ) التالي يوضح عدد مرات التقويم تكرارها ونسبتها في كل فئة .
جدول رقم ( 1 )
التكرار والنسبة المئوية لكل فئة من فئات تقويم معلم القرآن الكريم خلال العام .
عدد مرات التقويم خلال العام لمعلم القرآن الكريم ... التكرار ... النسبة المئوية
مرة واحدة ... 8 ... 33.3%
مرتان ... 4 ... 16.7%(8/5)
ثلاث مرات ... 5 ... 20.8%
أكثر من ذلك ... 7 ... 29.2%
المجموع ... 24 ... 100%
ونلاحظ من الجدول السابق إن نسبة عدد مرات تقويم معلم القرآن تختلف من جمعية إلى أخرى ولعل عدد مرات التقويم لمرة واحدة هو الأعلى بنسبة مئوية بلغت ( 33.3 %) وهي نسبة مرتفعة ولا يمكن الوثوق بنتائج يتم التوصل إليها بناءً على تقويم لمرة واحدة فقط خلال عام دراسي كامل ، إنه لكي نحصل على نتائج دقيقة وصحيحة يجب علينا أن نزيد عدد مرات التقويم قدر المستطاع وهو ما دل عليه بعض أفراد عينة الدراسة حيث أوضحت أن التقويم لديها يكون أكثر من ثلاث مرات خلال العام حيث بلغت النسبة ( 29.2%) وهي نسبة مرتفعة وقريبة من نسبة الذين حددوا التقويم بمرة واحدة فقط وبملاحظة المجموع الكلي لعينة الدراسة نجد أنه بلغت نسبة عدد مرات التقويم أكثر من مرة واحدة ما يقارب (77% ) وهي نسبة مرتفعة تدل على أهمية زيادة عدد مرات تقويم المعلم خلال العام .
ومن خلال الدراسة فقد تباينت أوقات تقويم المعلم من جمعية إلى أخرى والجدول رقم ( 2 ) يبين التكرارات والنسب المئوية لكل وقت من أوقات تقويم المعلم خلال العام .
جدول رقم ( 1 )
التكرار والنسبة المئوية لكل وقت من أوقات تقويم معلم القرآن الكريم خلال العام .
أوقات التقويم خلال العام لمعلم القرآن الكريم ... التكرار ... النسبة المئوية
أول العام ... 2 ... 8.3%
وسط العام ... 2 ... 8.3%
آخر العام ... 6 ... 25%
أول ووسط وآخر العام ... 10 ... 41.6%
غير ذلك ... 4 ... 16.8%(8/6)
ونلاحظ من الجدول السابق أن نسبة أوقات تقويم معلم القرآن تختلف من جمعية إلى أخرى ولعل وقت التقويم لآخر العام يبرز بشكل ملاحظ و بنسبة مئوية بلغت ( 25 %) وهي نسبة مرتفعة تدل أن التركيز في تقويم معلم القرآن هو منصب على حصيلة المعلم وإنتاجه في مجال تخريج الحفاظ فقط وهو المرتبط بنهاية العام وعدم التركيز على بقية الجوانب المهمة والمتعلقة بمجال تحفيظ الطلاب من تغير في سلوكياتهم أو مهاراتهم وقدراتهم المختلفة وهي بذلك تركز على أحد أنواع التقويم وهو التقويم الختامي والذي تتفق معه أيضاً بعض أفراد عينة الدراسة والتي بينت أن وقت تقويم معلم القرآن هو أول أو وسط العام وبنسبة كلية لنوع التقويم الختامي والذي بلغت ( 41.6% ) ، غير أن عينة الدراسة أوضحت أن مجموعة من جمعيات تحفيظ القرآن تقوم بتقويم معلم القرآن في الأوقات الثلاثة أول ووسط وآخر العام حيث بلغت نسبة ذلك (41.6% ) وهي نسبة مقاربة لمجموع رأي العينة حول التقويم الختامي ولكنها نسبة مرتفعة تبشر بخير وتعكس الدور الحقيقي لعملية التقويم والذي يفترض فيها أن تستخدم التقويم البنائي والذي يعد أحد أهم أنواع التقويم التربوي ، وقد حددت بعض أفراد العينة أن التقويم يتم أكثر من ذلك حيث يتم تقويم معلم القرآن الكريم كل شهر وبنسبة بلغت ( 16.8%) وهي بذلك تؤكد على دور التقويم البنائي وبنسبة كلية قدرها ( 58.4% ) .
ولمعرفة المعايير المتبعة في اختيار معلم القرآن الكريم بجمعيات تحفيظ القرآن الكريم فقد حددت كل جمعية مجموعة من المعايير التي يتم في ضوئها اختيار معلم القرآن الكريم يمكن تلخيصها فيما يلي:
1/ حفظ القرآن الكريم كاملاً أو أجزاءً معدودة منه تراوحت بين 15 جزء إلى 5 أجزاء من القرآن الكريم كحد أدنى.
2/ إتقان القرآن الكريم تلاوة وتجويداً (عملياً ونظرياً).
3/ اجتياز الاختبار التحريري لأحكام التجويد والعقيدة.
4/ اجتياز اختبار المقابلة الشخصية :(8/7)
(سلامة العقيدة – الشخصية القوية – المظهر والقدوة في السلوك – حضور الذهن – اللياقة الصحية والخلو من الأمراض – الرغبة الأكيدة في خدمة كتاب الله عز وجل – الثقافة الشرعية – الثقافة التربوية).
5/ حسن السيرة والسلوك (تزكية من أحد العلماء المعروفين).
6/ أن لا يقل عمره عن 18 سنة.
7/ الشهادات والدورات التي حصل عليها في مجال القرآن الكريم.
8/ النشاطات والخبرات الدعوية التي قدمها في خدمة كتاب الله.
9/ المؤهل العلمي (يفضل البكالوريوس التخصص شرعي).
10/ الجنسية الأفضلية للسعودي ثم غير السعوديين.
إنه من الضروري وضع معايير محددة وواضحة لاختيار معلم التحفيظ بجمعيات تحفيظ القرآن الكريم الخيرية وهذه المعايير من شأنها أن توضيح الصورة للمتقدم لتدريس القرآن الكريم وما هي الشروط والمعايير المطلوب منه تحقيقها ليحظى بهذا الشرف العظيم وهو خدمة كتاب الله عز وجل كما أن وجود هذه المعايير تحقيق العدالة في الاختيار وفي التوزيع على الحلقات حسب مستوى المتقدم وبالتالي تساعد في تصنيف المعلم وفق السلم التصنيفي لفئات المعلمين بالجمعية والذي يبني عليه مستقبلاً عملية تقويمه والأدوار المطلوب منه تقديمها وقياس وتقويم الأداء الفعلي للمعلم، كما أنها تساعد في وضوح الرواية للمشرف التعليمي أو للجنة اختيار المعلمين حول كيفية اختيار المعلمين.
وفيما يلي توضيح لمجموعة من المعايير المقترح تفعيلها حتى تؤتي هذه المعايير ثمارها المرجوة منها وهي :
أولاً : معايير علمية :
1/ حفظ القرآن الكريم كاملاً أو بعض منه بحيث لا يقل مقدار الحفظ عن خمسة أجزاء تلاوة وتجويداً.
( يخصص لمن يحفظ القرآن كاملاً 15 درجة ولمن يحفظ من 20 جزء إلى 25 جزء 10 درجات ولمن يحفظ 15 جزء 5درجات ) .
2/ أن يكون حاصل على مؤهل علمي وكحد أدنى الثانوية العامة. (يخصص لكل مؤهل درجتان بحيث لا تزيد عن عشر درجات).(8/8)
3/ الإيجازات والشهادات والدورات العلمية والتطويرية والخبرات العملية (يخصص لكل منها درجتان بحيث لا تزيد عن عشر درجات).
ثانياً : معايير عامة :
1/ اجتياز الاختبار الشفوي في حفظ القرآن الكريم.
(يخصص له أربعون درجة ويتم التركيز في الاختبار على جودة الحفظ وإتقانه لأحكام التجويد وحسن التلاوة).
2/ اجتياز المقابلة الشخصية ويركز فيها على (مستوى الشخصية – المظهر والشكل العام كقدوة – حضور الذهن – اللياقة الصحية والخلو من الأمراض – الثقافة الشرعية – الثقافة التربوية – الرغبة في خدمة كتاب الله). (ويخصص لها عشرة درجات).
3/ اجتياز الاختبار التحريري في أحكام التجويد والعقيدة. (يخصص له عشر درجات )
4/ أن لا يقل عمر المتقدم عن 18 سنة.
5/ حسن السيرة والسلوك. (يطالب المتقدم بتقديم تزكية من أحد العلماء المعروفين وبعض لها خمس درجات من المجموع الكلي).
تعتبر الدرجة الكلية للمعايير السابقة مجتمعة مئة درجة في ضوئها يتم تصنيف المعلم إلى فئات مختلفة ولكل فئة دور محدد وبالتالي يمكن قياس أداء المعلم وتقويمه بشكل علمي وموضوعي.
س2 : هل هناك تصنيف للمعلمين لفئات بجمعيات تحفيظ القرآن الكريم ؟
وقد ذكر عدد من أفراد العينة أن هناك تصنيف للمعلمين في جمعيات تحفيظ القرآن التابعه لهم بلغ نسبتهم من عينة الدراسة ( 42%) ، في حين بلغ نسبة الجمعيات من عينة الدراسة التي لا يوجد تصنيف بها ( 58%) وهي نسب متقاربة وإن كان نسبة الجمعيات التي لا يوجد فيها تصنيف للمعلمين هي نسبة مرتفعة ولكن الباحث يرجعها إلا أن أغلبها من المحافظات الصغيرة والتي لا يوجد بها عدد كبير من المعلمين يدعو إلا التصنيف ، إلا أنه رغم ذلك ومهما كان العدد قليل فلا يزال تصنيف المعلمين ضرورة ملحة وأساس من أساسيات التقويم .
و قد تباينت آراء أفراد عينة الدراسة في تصنيف المعلمين وظائفهم والدور المطلوب من كل فئة ففي بعض الجمعيات كان التصنيف إلى ثلاث فئات :(8/9)
1-مدرس متميز حافظ القرآن كاملاً .
2-مدرس متميز حافظ (5 أجزاء) .
3- ومدرس حلقة عادي (5 أجزاء) .
حيث كان التصنيف بناءً على تميز المعلم ، في حين رأت بعض أفراد العينة تقسيم المعلمين إلى ثلاث فئات آخرى وهم:
1- معلمي الحلقات النموذجية :
والوظيفة المطلوبة منهم الإشراف والاختبار والاستشارات .
2-معلمي التعاقد .
3-طلاب بالجمعية الحفاظ .
حيث لم يكن هناك أساس واضح لهذا التصنيف .
في حين أوضحت بعض أفراد عينة الدراسة أن لديهم أربع فئات للمعلمين هم :
1-معلمي الحلقة العادية :
ومهمتهم التدريس بين صلاتي العصر والمغرب أو بين المغرب والعشاء.
2-معلم المراكز الصباحية :
(وهم الذين يدربون في حلقات الجاليات) .
3- معلم المرافق العامة :
وهي السجون ومعهد البحرية ودار الملاحظة .
4- المعلمون المتفرغين :
وهم الذين يمارسون التدريس بالفترة الصباحية والمسائية .
وبعض الجمعيات كان التصنيف فيها إلى فئتين معلم للطلاب الكبار ومعلم ابتدائي خاص بالمرحلة الابتدائية. وقد يكون التصنيف في بعض الجمعيات الخيرية إلى ثلاث فئات وهم معلم الحلقة (هو تعليم الطلاب التلاوة الصحيحة وأحكام التجويد – متابعة حفظ الطلاب – تسجيل الطلاب الجدد – متابعة حضور الطلاب). ومساعد معلم يقوم ببعض المهام الموكلة للمعلم الأساسي ويساعده في إدارة الحلقة ويستعان به في الحلقات الكبيرة. والفئة الأخيرة معلم حفظة ومهمته متابعة الحفظة الذين تخرجوا من الجمعية في حفظ كتاب الله.
كما أوضحت عينة الدراسة أن بعض جمعيات القرآن الكريم لا يراعي التصنيف الموجود في تقويم أو انتقاء المعلمين حيث بلغت نسبة ذلك من عينة الدراسة ( 12.5%) ، وهنا يجب التأكيد على ضرورة وأهمية تصنيف المعلمين والاستفادة من هذا التصنيف في عمليات التقويم والانتقاء للمعلمين .(8/10)
... ومما سبق نلاحظ أن هناك تباين في الفئات الموجودة في كل جمعية من جمعيات القرآن الكريم كما أنه لا يوجد تصنيف واضح ودقيق للأدوار التي تقوم بها كل فئة وقد يكون هناك تداخل بين فئة أو أخرى في الوظيفة أو الدور المطلوب من المعلم تنفيذه، ولعل من الضروري والمهم في تأسيس عمل مؤسسي واضح المعالم أن يكون هناك أسس واضحة ودقيقة في كل جزئية من جزئيات العمل داخل جمعية تحفيظ القرآن الكريم ومن ذلك تصنيف المعلمين الذين يقومون بتحفيظ القرآن الكريم إلى فئات محددة وواضحة الأدوار والمهام وتوحيد ذلك التصنيف على كافة الجمعيات الخيرية سواء الكبيرة الصغيرة ،ويمكن أن تحدد التصنيف التالي والذين يمكن الاستفادة منه في تصنيف معلمي القرآن الكريم في جمعيات تحفيظ القرآن الكريم وهو:
1)- معلم حلقة عام :
وهي الفئة التي تختص بتدريس نوعين من فئات الحفظة هما:
أ/ طلاب من سن 6 سنوات إلى 18 سنة (طلاب التعليم العام).
ب/ طلاب كبار السن وهم ما بعد 18 سنة (التعليم الجامعي أو كبار السن).
ويقوم بالأدوار الرئيسية التالية :
1/ إعطاء الطلاب المنتظمين في الحلقة الدروس اليومية كلاً حسب حفظه وقدراته.
2/ مراجعة حفظ الطلاب فيما أنجز الطالب حفظه.
3/ تسجيل الطلاب الجدد في سجل الحلقة ومتابعة حفظهم ومراجعتهم وحضورهم وغيابهم بشكل يومي والرفع بذلك للجمعية.
4/ تزويد إدارة شؤون الطلاب بأسماء الطلاب الجدد والطلاب الذين عليهم ملاحظات والحفظة بشكل دوري.
2)- معلم حلقة نموذجية :
وهي الفئة التي تختص بتدريس مجموعة من الحفظة مختلفي الأعمار والذين حققوا مستويات متقدمة وسريعة في الحفظ ويتوقع لهم مستقبل متميز.
ويقوم المعلم بالأدوار الأساسية التالية :
1/ إعطاء الطلاب دروس متقدمة في التجويد وأحكام القرآن الكريم.
2/ متابعة حفظ ومراجعة الطلاب المنتظمين في الحلقة.(8/11)
3/ تطوير أداء الطلاب الحفظة من خلال ( دقة أحكام التجويد – حسن الصوت – المظهر كقدوة حسنة – النواحي السلوكية والتربوية).
4/ تجهيز الطلاب لتطبيق الحفظ من خلال التعاون مع بعض أئمة المساجد في الصيف أو في رمضان ولما يقدمه ذلك لهم من تثبيت للحفظ وتجهيزهم لتولي إمامة بعض المساجد .
5/ تسجيل الطلاب الجدد في سجل الحلقة ومتابعة حفظهم ومراجعتهم وحضورهم وغيابهم بشكل يومي والرفع بذلك للجمعية.
6/ تزويد إدارة شؤون الطلاب بأسماء الحفظة المتميزين والمختصين ليتم تسجيلهم ومتابعتهم في فئة الحلقات الأعلى.
7/ الإشراف على الحلقات العامة.
3)- معلم كبار الحفاظ :
(وهي الفئة التي تختص بتدريس الخاتمين لحفظ كتاب الله عز وجل وكبار الحفظة).
ويقوم المعلم بالأدوار التالية :
1/ إعطاء الطلاب دروس في القراءات وأحكام القرآن الكريم وعلومه والتفسير.
2/ مراجعة حفظ الطلاب وعمل الاختبارات المستمرة لتثبيت الحفظ.
3/ تطوير أداء الطلاب الحفاظ من خلال (دقة أحكام التجويد – حسن الصوت – المظهر كقدوة حسنة – النواحي السلوكية والتربوية).
4/ الإشراف على الحلقات النموذجية.
5/ إقامة الدورات والمشاركة في اللقاءات في مجال تعليم كتاب الله عز وجل.
6/ تجهيز كبار الحفاظ ليقوموا بالتدريس في الحلقات العامة.
ويمكن تحديد أدوار عامة تشترك فيها جميع فئات المعلمين وهي :
1/ الاهتمام بتطوير مستواه من خلال حضور اللقاءات والدورات.
2/ الاهتمام بالمظهر كقدوة ( حسن المظهر والخلق).
3/ تحقيق انضباط الحلقة والعمل على إدارة الحلقة بشكل مناسب.
4/ السعي في التعاون مع الجمعية فيما يحقق المصلحة العامة.
5/ الاهتمام بالمحافظة على الدوام حضوراً مبكراً وانصرافا في الأوقات المحددة للحلقة.
6/ تكوين علاقات إيجابية في التعامل مع الطلاب وأولياء الأمور.
7/ الاهتمام بتنظيم الحلقة وخلق الجو المناسب للحفظ .(8/12)
س3 : ما هي معايير تقويم معلم القرآن الكريم بجمعيات تحفيظ القرآن الكريم الخيرية؟
... أوضحت عينة الدراسة مجموعة من المعايير التي يقوم المعلم بناءاً عليها ويمكن تلخيصها فيما يلي :
1/ التمكن من المادة العلمية (حفظ القرآن وتجوديه وتلاوته).
2/ أسلوب التدريس.
3/ مظهره كقدوة.
4/ المحافظة على دفتر المتابعة وحسن استعماله.
5/ إدارة انضباط الحلقة.
6/ المحافظة على أوقات الدوام.
7/ المحافظة على دفتر المتابعة وحسن استعماله. ...
8/ التعاون مع الجمعية.
9/ إنتاج حفاظ . ...
10/ تصحيح الواجب الجديد والاهتمام بالمراجعة.
11/ قوة الشخصية ... .
12/ حسن التعامل مع الطلاب.
13/ استخدام الجوانب التربوية.
14/ استخدام الوسائل.
15/ تطوير مستواه .
16/ تقبل التوجيهات وتنفيذها.
17/ حل مشكلات الحلقة إن وجدت.
ونلاحظ مما سبق أن المعايير المستخدمة في جمعيات تحفيظ القرآن الكريم متباينة ومتعددة وقد يداخلها بعض الازدواجية تارة وعدم الوضوح تارة أخرى .
... ولعلنا عندما صنفنا المعلمين في التصنيف السابق وحددنا الأدوار المطلوب من المعلم تنفيذها تعتبر هي اللبنة الأساسية في عملية تقويم المعلم ومدى تحقيقه لها مع الاحتفاظ بجميع الأمور التي ذكرتها عينة الدراسة كروافد مهمة وسوف نتعرض لتوضيح كامل لمعايير تقويم المعلم وجوانب التقويم من خلال بطاقة تقويم المعلم المقترحة في هذه الدراسة والتي سوف نتعرض لها لاحقاً.
س 4 ما هي جوانب تقويم معلم القرآن الكريم ؟(8/13)
... أوضحت عينة الدراسة أن هناك مجموعة من الجوانب التي يتم تقويم المعلم عليها حيث يبين بعض أفراد العينة أن هناك جانب مراعاة الأهداف وتفعيلها والجوانب السلوكية والتربوية والجوانب العلمية والجانب المهاري وجانب المشاركة في البرامج جوانب التدريس وأساليبه ودور المعلم في تفعيل الحلقة وجوانب تتعلق بالطلاب وجوانب تتعلق بالحلقة. ونلاحظ تبيان في الجوانب من جمعية إلى أخرى ولعله يرجع إلى نوع التقويم وفقراته التي يتم إتباعها لتقويم المعلم في كل جمعية، إلا أننا يمكن أن نحدد الجوانب الرئيسية التالية والتي يمكن الاستفادة منه في تقويم معلم القرآن الكريم بجمعيات تحفيظ القرآن الكريم وهي :
أولاً : جانب أداء المعلم :
ويشمل عدة أمور هي (التخطيط للعمل وتطويره حسب مقتضيات الحاجة والتنفيذ ومدى فاعلية والتقويم).
ثانياً : جانب العلاقات الإنسانية :
ويشمل (علاقة المعلم مع طلابه ومدى تفهمه لحاجاتهم – علاقة المعلم مع أولياء أمور الطلاب ومدى التواصل معهم – علاقة المعلم مع المشرف التعليمي وموجه الحلقة – علاقة المعلم مع زملاءه في بقية الحلقات – علاقات المعلم مع أدارة الجمعية).
ثالثاً : جانب النمو المهني للمعلم :
ويشمل (المطالعة في جانب القرآن وعلومه – تجريب أساليب ووسائل جديدة في تعليم القرآن الكريم – حضور الدورات واللقاءات والاجتماعات – الاهتمام بتحقيق الأهداف المطلوبة منه – إدارة الحلقة وتنظيمها).
رابعاً : جانب الانتماء المهني لدى المعلم :
ويشمل الالتزام بالدوام في الحلقة – كتابة التقارير للجمعية – إسهام المعلم في أنشطة الجمعية).
خامساً : الصفات القيادية عند المعلم :
ويشمل (مدى تحمل المسؤولية –الاستماع لآراء الآخرين واحترامها – القدرة على حل المشكلات – المبادرة في العمل).
س 5 ما هي القرارات التي تتخذ بناءً على نتائج التقويم ؟(8/14)
... أشارت عينة الدراسة بشأن القرارات المبنية على نتائج التقويم أنها تتركز في مجموعة من القرارات منها :
1/ طي قيد المعلم ... .
2/ إلزام المعلم بحضور دورات تدريبية ترفع من مستواه.
3/ نقل المعلم.
4/ التحكم في العلاوة السنوية زيادة أو نقص.
5/ لفت نظر المعلم.
6/ شهادات الشكر والتقدير للمتفوقين.
7/ وضع خطط لرفع كفاءة المعلمين ... .
8/ نقل الحلقة أو إلغائها.
... وينبغي أن ننبه هنا أن عملية اتخاذ القرار أمر في غاية الأهمية وذلك لما تحدثه هذه القرارات من أضرار وفوائد نفسية ومالية على المعلم من جهة وعلى جمعيات تحفيظ القرآن من جهة أخرى وباستعراض آراء عينة الدراسة نلاحظ أن بعض أفراد العينة كانت تبني بعضاً من القرارات السابقة على تقويم غير موضوعي أو مبني على اجتهادات المقوم الشخصية وهذا يعتبر من الأمور الخطيرة التي قد تقلى منه الجمعية عواقبه في المستقبل.
... ومن هنا فإنه لكي نستطيع أن نتخذ قرارات صحيحة يجب أن تكون مبنية هذه القرارات على مدخلات صحيحة فكيف نقوم بعملية تقويم المعلم وهو لا يعرف وبشكل محدد ما هي طبيعة الأدوار والوظائف والمهام المطلوب منه تحقيقها في حلقته التي يعمل بها.
إن بناء وتحديد الأدوار المطلوبة من المعلم وفق الفئات المتعددة يسهل على المعلم تطويرها وتحقيقها في دالة ويسهل المهمة على المشرف التعليمي أو الحلقة في عملية المتابعة والتقويم لمعلم الحلقة التي يشرف عليها منها نحصل على نتائج أقرب إلى الصحة وبالتالي يمكن اتخاذ قرارات صائبة تخدم العمل الذي نحن بصدده.
س6 ما مدى استخدام معلومات التقويم كتغذية راجعة ؟ وما هو نوع التغذية التي تقدم للنظام ؟(8/15)
... حدد عينة الدراسة مجموعة من الإجراءات التي تتخذها الجمعية في استخدام معلومات التقويم كتغذية راجعة ومنها معرفة جوانب القصور أو الضعف ومعالجتها بما يناسب كذلك حضور الدورات التدريبية أو التدريب عن مدرس متميز و أوضح بعض أفراد العينة أنها تستخدم في وضع الخطط والتصورات اللازمة لرفع كفاءة العمل وتحسينه.
... إننا يجب أن نركز على مفهوم التغذية الراجعة الصحيح والمبني على نظام التعليم داخل جمعيات تحفيظ القرآن الكريم والذي يمكن توضيحه من خلال الشكل التالي :
(شكل رقم 1-1 التعليم كنظام)
إننا عندما نقوم بتقويم المعلم فإننا سوف نحصل على مجموعة من النتائج يتم في ضوءها الاستفادة من تلك النتائج والتي هي عبارة عن مخرجات العلمية التعليمية في العودة إلى مدخلات النظام في جمعيات تحفيظ القرآن الكريم وتقوم بدراسة وتطوير العنصر الذي يحتاج إلى متابعة من خلال مخرجات العملية فيعمل على تطويره وتحسينه أو تغيره إذا لزم الأمر وينطبق ذات الأمر على العمليات والعناصر التابعة لها, عندها نستطيع أن نستفيد من التغذية الراجعة بالشكل المناسب و العلمي.
س7 ما هو القسم المسؤول عن عملية تقويم معلم القرآن الكريم ؟ وما هي المؤهلات المطلوبة منه ؟
... حدوث عينة الدراسة مجموعة من المسميات للقسم المسؤول عن عملية تقويم معلم القرآن الكريم ففي بعض المناطق القسم المسئول هو قسم الشؤون التعليمية وفي بعضها الإشراف التربوي والتوجيه وفي البعض اللجنة العلمية أو المجلس التعليمي وحيث اتفق نصف عينة الدراسة أي بواقع 50% من العينة على أن الذي يقوم المعلم هو المشرف التعليمي والنصف الآخر على أنه موجه الحلقة وأن من أهم المؤهلات التي يجب أن يملكها هو المؤهل الجامعي الشرعي يليه المؤهل الجامعي العام لخبرة لا تقل عن خمس سنوات في تعليم القرآن الكريم وأن يكون حفاظاً لكتاب الله عز وجل ويتحلى بالجوانب التربوية المهمة في العمل الإشرافي.(8/16)
ولكي يقدم الإشراف التعليمي أو موجة الحلقة الأداء الأفضل لا بد أن يكون دورة متصفاً بما يلي :
1/ تشخيصياً علاجياً بحيث يعمل على تحديد جوانب الضعف ومعالجتها وجوانب القوة وتعزيزها.
2/ وقائياً بحيث يعمل على تجنيب المعلمين أي صعوبات أو عبرات قد تعترض أداءهم لأعمالهم بالبرامج الإشرافية والتدريب على اكتساب المهارات والكفايات الأدائية اللازمة للأداء الفعال.
3/ بنائياً تطويرياً وذلك بمواكبة المستجدات وإدخال التطويرات الجديدة في طرائق التدريس والتدريب والنمو المهني المستمر.
وسائل تقويم المعلم :
يحدد (الملحم، 1421هـ) مجالات تقويم المعلم من خلال :
1/ قياس كفاءة المعلم بالأثر الذي يحدثه في تلاميذه :
... أنه من خلال هذه الطريقة فإن المعلم يعتبر ناجح وكفؤا إذا حقق من حلقته أكبر عدد من الحفاظ أو من النتائج والتغيرات المرغوبة في الطلاب، وقد وجه لهذه الطريقة نقد وذلك بأن قدرة المعلم على مقارنة مجوداته على أساس عدد الحفاظ المتخرجين من عنده لا يمكن الاعتماد عليه خاصة وأن مجموعات الطلاب ليست متشابهة في القدرات العقلية والظروف المختلفة والتي بطبيعتها تؤثر على التحصيل عند الطلاب.
2/ تقدير الطلاب لمعلمهم :
... يعتبر الطالب أقدر شخص على تحديد صفات المعلم الجيد فهو وحده الذي يشعر أكثر من غيره بأثر معلمه في نموه وتقدمه، وقد يعيب البعض على هذه الطريقة كونها ترجع لاجتهادات الطلاب الشخصية عن معلمهم فالمعلم الذي يناسب البعض قد لا يتناسب البعض الآخر وتضل العملية اجتهادية وغير مضبوطة.
3/ تحليل عمل المعلم ومقاييس التقدير :(8/17)
... تعتبر مقاييس التقدير وسائل دقيقة لتحقيق التقويم لنواحي الضعف والقوة في صفات المعلمين وقدراتهم ومهاراتهم بحيث توفر تقويماً موضوعياً لا تتدخل فيه ذاتية الفرد المشرف على عملية التقويم ولكن يتم بتحديد الأمور والأدوار والمهام التي يقوم بها المعلم في الحلقة أوخراجها ويعطي لكل جزء من القياس درجات محددة ويتم تقويم المعلم في ضوء مجموعة الدرجات التي يحصل عليها في كل عنصر من عناصر التقويم ويمكن من خلال جوانب تقويم المعلم السابقة الذكر أن نقوم بتصميم نموذج مقترح لبطاقة تقويم معلم القرآن الكريم يتم بناءً عليها تقويم معلم القرآن الكريم من موجه الحلقة أو المشرف التعليمي بشكل موضوعي ودقيق مبني على أسلوب تحليل الأداء المرغوب ومقاييس التقدير.
يرتكز هذا النموذج على جوانب رئيسية هي :
أولاً : جانب أداء المعلم .
ثانياً : جانب العلاقات الإنسانية .
ثالثاً : جانب النمو المهني للمعلم .
رابعاً : جانب الانتماء المهني لدى المعلم .
خامساً : الصفات القيادية عند المعلم .
ويستخدم في تحديد كل جانب من الجوانب السابقة تقدير الدرجات والذي يمكن توضيحه في النموذج التالي :
بسم الله الرحمن الرحيم
المملكة العربية السعودية
وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم ......... ... اسم المسجد:.......................
رقمه:.............................
اسم الحلقة :........................
نموذج مقترح
لبطاقة تقويم معلم حلق القرآن الكريم
للعام الدراسي 142-142هـ
القسم الأول : بيانات أولية :
اسم المعلم : ........................................ جنسيته : ......................... تاريخ الميلاد : .......................
المؤهل :......................... مصدره:................... تاريخة:................... عدد سنوات الخبرة:.................(8/18)
نوع العقد : متعاقد متعاون بمكافئة محتسب . تاريخ الزيارة : / / 142هـ رقم الزيارة ( )
فئة المعلم: معلم عام معلم حلقة نموذجية معلم كبار الحفاظ . عدد الطلاب في الحلقة : ( )
القسم الثاني : تقويم المعلم
جوانب التقويم ... الدرجة الكلية ... الدرجة المستحقة ... ملاحظات
1- جانب أداء المعلم
التخطيط للعمل حسب الحاجة . ... 2
الاهتمام بتنفيذ التخطيط ومدى فعاليتة . ... 2
تقويم حفظ الطلاب . ... 6
طريقة التدريس المستخدمة ومدى فعاليتها . ... 6
استخدام السجلات . ... 3
العناية باستخدام الوسائل . ... 3
مستوى حفظ الطلاب . ... 8
2-العلاقات الإنسانية
علاقة المعلم مع طلابه ومدى تفهمه لحاجاتهم ... 4
علاقة المعلم مع أولياء أمور الطلاب ومدى التواصل معهم ... 4
علاقة المعلم مع المشرف أو موجه الحلقة . ... 4
علاقة المعلم مع زملاءه في بقية الحلقات ... 4
علاقات المعلم مع أدارة الجمعية ... 4
3- النمو المهني للمعلم
المطالعة في جانب القرآن وعلومه. ... 4
تجريب أساليب ووسائل جديدة في تعليم القرآن الكريم. ... 4
حضور الدورات واللقاءات والاجتماعات. ... 4
الاهتمام بتحقيق الأهداف المطلوبة منه. ... 4
إدارة الحلقة وتنظيمها. ... 4
4- الانتماء المهني لدى المعلم
الالتزام بالدوام في الحلقة. ... 6
كتابة التقارير للجمعية. ... 6
إسهام المعلم في أنشطة الجمعية. ... 2
5-الصفات القيادية عند المعلم
مدى تحمل المسؤولية . ... 4
الاستماع لآراء الآخرين واحترامها . ... 4
القدرة على حل المشكلات . ... 4
المبادرة في العمل . ... 4
المجموع ... 100
التقدير العام :ممتاز( 90-100) جيد جداً(75-89) جيد(65-74) مرضي(50-64) ضعيف(أقل من50)
اسم المشرف التربوي ( موجه الحلقة ) :.............................. التوقيع :.........................
التوصيات :
الاهتمام بجانب تقويم معلم القرآن الكريم وفق المعايير التي تم التوصل لها في الدراسة الحالية .(8/19)
تكثيف الدورات التأهيلية لمنسوبي جمعيات تحفيظ القرآن الكريم في مجال القياس والتقويم ومجال تطوير الذات .
العمل على إنشاء معهد تابع لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لتأهيل كل من يريد أن يقوم بمهمة تحفيظ كتاب الله عز وجل وفق أسس علمية مقننة .
تفعيل بطاقة التقويم المقترحة في هذه الدراسة وتوحيدها على بقية جمعيات تحفيظ القرآن الكريم بالمملكة العربية السعودية .
عمل دراسة تقويمية لعمل المشرف التربوي ( موجه الحلقة ) في جمعيات تحفيظ القرآن الكريم .
بناء ورشة عمل فصلية لمناقشة واقع تقويم معلم القرآن الكريم بجمعيات تحفيظ القرآن الكريم بالمملكة العربية السعودية .
قائمة المراجع
1- الدوسري ، إبراهيم مبارك ( 2001م) إطار مرجعي في القياس والتقويم التربوي . المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج العربي: الرياض .
2- عبدالرحمن ، سعد (1998م) . القياس النفسي النظرية والتطبيق . دار الفكر العربي : القاهرة .
3- العبيدي ، غانم سعيد ، الجبوري ، حنان سلطان ( 1981م) . أساسيات القياس والتقويم في التربية والتعليم .دار العلوم : الرياض .
4- علام ، صلاح الدين محمود ( 2000م) . القياس والتقويم التربوي والنفسي دار الفكر العربي : القاهرة .
5- عوده ، أحمد ( 1998م) . القياس والتقويم في العملية التدريسية . دار الأمل الأردن .
6- غنيم ، محمود محمد (1997م). القياس والتقويم .دار الأندلس:حائل .
ملاحق الدراسة
أخي الكريم / المسؤول عن تقويم معلمي القرآن الكريم بالجمعية وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...وبعد(8/20)
حيث أن الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الطائف تعتزم _ بمشيئة الله تعالى _ إقامة الملتقى الأول للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم خلال صيف هذا العام، وحيث أن إحدى أوراق العمل المقدمة خلال هذا الملتقى تتعلق بتقويم معلمي القرآن الكريم ،لذا فهذه استبانة تهدف للتعرف على واقع تقويم معلمي القرآن، وذلك لتشخيص هذا الواقع والتعرف على نواحي القوة والضعف فيه، ومن ثم تقديم المقترحات التي تؤدي بإذن الله تعالى إلى الرقي بمستوى معلمي القرآن وتحسين مستواهم.
وحيث أنك المعني بهذا الأمر في جمعيتكم لذا نرجو منك الإجابة على فقرات الاستبانة وفقاً لمعطيات الواقع، وذلك بقراءة كل فقرة من فقرات الاستبانة قراءة متأنية، ثم تسجيل الاستجابة التي ترى أنها تمثل الواقع وتتطابق معه.
شاكرين لك سلفاً دقتك في التعامل مع فقرات الاستبانة واهتمامك بها، داعين الله عز وجل أن يجعل ذلك في ميزان حسناتك، وأن يجزيك خير الجزاء، مع التأكيد على أن المعلومات المقدمة سيتم التعامل معها في حدود ورقة العمل المقدمة وليس لها علاقة بأي جوانب أخرى.
اسم الجمعية الخيرية
الاسم
طبيعة العمل بالجمعية
أولاً: معايير اختيار وانتقاء معلم القرآن الكريم للعمل بالجمعية
1- هل هناك معايير واضحة ومحددة يتم على ضوئها اختيار معلم القرآن الكريم؟ ( ) نعم ( ) لا
إذا كان الجواب ( نعم ) ماهي:
.....................................................................................................................................................................................................................(8/21)
..........................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
.....................................................................................................................................................................................................................
.....................................................................................................................................................................................................................
2- هل هناك تصنيف للمعلمين إلى فئات وفقاً للأدوار التي يقومون بها؟ ( ) نعم ( ) لا
إذا كان الجواب ( نعم ) فما هي الفئات ومادور كل فئة:
م ... الفئات ... الأدوار
1
2
3
4
3- في حالة وجود تصنيف واختلاف للأدوار هل يراعى ذلك أثناء انتقاء المعلمين؟ ( ) نعم ( )لا
ثانياً: تقويم معلم القرآن الكريم
1- هل يتم تقويم معلمي القرآن الكريم في جمعيتكم؟ ( )نعم ( )لا
إذا كان الجواب (نعم) فأجب عن العبارات التالية وإذا كان (لا) فتوقف هنا:
2- كم عدد مرات التقويم خلال العام؟ ( ) مرة واحدة ( ) مرتان( ) ثلاث مرات ( ) أكثر من ذلك
3- ما أوقاتها؟ ( ) أول العام ( ) وسط العام ( ) آخر العام ( ) جميع ماسبق ( ) غير ذلك
4- هل يتم التقويم بناءً على أهداف ومعايير واضحة ومحددة؟ ( ) نعم ( ) لا ...
إذا كان الجواب ( نعم ) ماهي: ... ... ... ... ...(8/22)
.....................................................................................................................................................................................................................
.....................................................................................................................................................................................................................
.....................................................................................................................................................................................................................
.....................................................................................................................................................................................................................
5- في حالة وجود تصنيف للمعلمين إلى فئات وفقاً للأدوار هل يتم تقويم جميع المعلمين؟ ( ) نعم ( )لا
إذا كان الجواب ( نعم ) هل أهداف ومعايير التقويم: ( ) موحدة لجميع الفئات ( ) تختلف حسب الفئة
6- هل هناك جوانب متعددة ومحددة يتم تقويمها لمعلمي القرآن الكريم؟ ( ) جوانب متعددة ( ) تقويم عام
إذا كان الجواب ( جوانب متعددة) ماهي:
.....................................................................................................................................................................................................................(8/23)
.....................................................................................................................................................................................................................
.....................................................................................................................................................................................................................
.....................................................................................................................................................................................................................
.....................................................................................................................................................................................................................
7- هل يتم التقويم:( ) بشكل موضوعي ( وفقاً لأدوات قياس ثابتة تطبق على الجميع)( ) وفقاً لاجتهاد المقوم
إذا كان الجواب ( بشكل موضوعي) الرجاء إرفاق صورة إن أمكن:
8- هل تتخذ قرارات بناءً على نتائج التقويم؟ ( ) نعم ( ) لا
إذا الكان الجواب ( نعم ) ماهي أهم القرارات:
.....................................................................................................................................................................................................................
.....................................................................................................................................................................................................................(8/24)
.....................................................................................................................................................................................................................
.....................................................................................................................................................................................................................
.....................................................................................................................................................................................................................
9- هل تستخدم المعلومات التي توفرها عملية التقويم كتغذية راجعة لتطوير مستوى المعلم؟ ( ) نعم ( ) لا
إذا كان الجواب ( نعم ) كيف ؟
.....................................................................................................................................................................................................................
.....................................................................................................................................................................................................................
.....................................................................................................................................................................................................................(8/25)
.....................................................................................................................................................................................................................
.....................................................................................................................................................................................................................
.....................................................................................................................................................................................................................
.....................................................................................................................................................................................................................
ثالثاً: من يقوم بعملية التقويم ؟
1- ما القسم المسؤول عن عملية تقويم معلمي القرآن الكريم؟
.....................................................................................................................................................................................................................
.....................................................................................................................................................................................................................
.....................................................................................................................................................................................................................
2(8/26)
- من يقوم بعملية التقويم؟ ( ) المشرف التعليمي ( ) موجه الحلقة ( ) غير ذلك، أذكره
.....................................................................................................................................................................................................................
.....................................................................................................................................................................................................................
3- ماهي مؤهلاته العلمية ؟
.....................................................................................................................................................................................................................
.....................................................................................................................................................................................................................
4- ماهي مؤهلاته العملية ( خبرته في مجال تعليم كتاب الله عزوجل) ؟
.....................................................................................................................................................................................................................
.....................................................................................................................................................................................................................(8/27)
.....................................................................................................................................................................................................................(8/28)
كيف نبني عملاً مؤسسياً في الجمعيات
أ . حسين القرشي
الموجات الحضارية في العالم
الموجة الأولى: الثورة الزراعية .
الموجة الثانية : الثورة الصناعية .
الموجة الثالثة : ثورة القيم والمبادئ الإنسانية .
الموجة الرابعة: ثورة الخدمات الاجتماعية (موجة القرن الحادي والعشرين ) .
تحديات تواجه الأعمال الخيرية
الخوف من التغيير:
التغيير المنظم فرصة للتحسين والتطوير.
التغيير يساعد على معرفة بيئة المنظمة الداخلية والخارجية والخدمات التي تقدمها وتطويرها لتقديم خدمات أفضل.
الأعمال الخيرية تبقى ببقاء البشرية لذا يجب العمل على تحديثها وتطويرها باستمرار.
تغيير مفهوم أن إدارة الأعمال الخيرية تختلف عن إدارة باقي الأعمال:
الأعمال الخيرية تنتج “بشرية أفضل” أو تقدم أعمال ذات قيمة معنوية (مخرجات).
أي عمل خيري له أنظمة ووسائل لا تختلف عن أنظمة المنظمات الأخرى في مجال الإنتاج والخدمات.
الإدارة العليا مسئولة عن وضع أنظمة لإدارة التخطيط والموارد والتبرعات والمتطوعين.
تخطي صعوبات البداية :
إبراز أعمال مبكرة.
مشاركة المسئولين بقدر أكبر في التخطيط والتنظيم العمل اليومي.
تشكيل الفرق لكسر الحواجز بين الأفراد والمجموعات.
عدم وضوح الرؤية والرسالة (المهمة) :
احتياجات المجتمع كمستفيدين متشعبة ومعقدة والتركيز يؤدي للتميز.
يجب أن تكون الرؤية والأهداف واضحة للجميع وتهتم بالبيئة الداخلية والخارجية (المستفيدين).
عدم تحديد المستفيدين :
الهدف هو إرضاء المستفيدين الداخليين والخارجيين من الخدمة .
معرفة الاحتياجات الداخلية والخارجية.
المعايرة والاستفتاءات المستمرة .
المستفيد ليس فقط المجتمع بل العاملون والمتبرعون والدولة والهيئات الأخرى والإدارة العليا .
قلة أو عدم الاهتمام بالتعليم والتدريب :
تدريب العاملين ومشاركتهم على مبادئ وأدوات الجودة والتطوير الشامل والتخطيط وتكوين الفرق وحل المشكلات .(9/1)
الاستفادة من المتخصصين في المجالات المختلفة .
التدريب الوقائي لتجنب الإخفاق في العمل .
مشاركة الإدارات والمنظمات الأخرى في مرحلة التخطيط:
الدولة والعاملين والمنظمات الخيرية تعمل بروح الإستراتيجية الواحدة (اختلاف تنوع لا تضاد).
تكوين المجالس واللجان لتخطي العقبات .
الاتصال المستمر والإعلام الجيد .
فهم وتوثيق الإجراءات :
تحديد الأعمال وحدودها وكتابة إجراءاتها .
مشاركة المعنيين والإداريين .
المحافظة على العاملين وقت كاف في أعمالهم .
تحديد ( من ، ماذا ، متى ، كيف ، لماذا ) .
الإدارة بالأرقام وليس بالأحاسيس :
تحليل المشكلات.
الوقاية بدلاً من العلاج.
معرفة الأسباب الحقيقة (جذور المشكلة).
القرار بناءً على معلومات دقيقة وصحيحة.
التخلص من العقول المبرمجة.
الاحتفاظ بالوثائق.
التنبؤ للمستقبل والأحداث.
التعامل مع المصاريف العالية :
استعمال الرسم البياني وتحليل المعلومات.
التخلص من الأعمال غير المجدولة والمصاريف غير المطلوبة.
تحديد الموازنات وعدم الخروج عنها.
المراجعة المستمرة للموارد والمصروفات والتحكم فيها.
المحافظة على المكتسبات :
الاستفادة من نقاط القوة في تخطي الصعوبات واستغلال الفرص.
توظيف طرق وأساليب منتجة حديثة.
التنبؤ للاحتياجات المستقبلية الداخلية والخارجية .
القياس والمراجعة المستمرة والدورية.
نموذج القيادة
الرؤية المشتركة
من نحن وماذا نريد أن نحقق
الاستراتيجية
كيف يتم ربط أهداف المستفيدين بخطة وهيكل المؤسسة .
انماط السلوك
كيف تقوم الإدارة بقيادة المؤسسة نحو رؤيتها الموحدة .
البيئة
مدى التزام الإدارة بالتمكين للعاملين في إرضاء المستفيدين .
الموارد
كيف يتم الدعم للعطاء المتواصل وللتحسين المستمر .
الأنظمة
كيف يتم انجاز العمل (الإجراءات والعمليات) .
الهيكل
كيف يتم بناء فرق العمل لتحقيق أهداف المستفيدين
العنصر الأول : القيادة
المهام المقترحة
1- تكوين رؤية ورسالة وأهداف مشتركة .(9/2)
2- تكوين إستراتيجية لتنفيذ الرؤية .
3- تكوين هيكل مشترك
4- توفير مصادر ومهارات للتطوير .
5- إيجاد بيئة داعمة .
6- إظهار السلوك القيادي المطلوب .
التحليل البيئي
البيئة الخارجية ... البيئة الداخلية
نموذج التخطيط الاستراتيجي
العنصر الثاني : التنظيم
المهام المقترحة :
1- تكوين فريق قيادة التطوير .
2- تكوين فرق المواقع / الإدارات .
3- تعيين مدير / منسق التطوير .
4- إنشاء شبكة الموجهين والمساعدين .
5- تكوين فرق تطوير الأداء .
6- إعادة هيكلة المجموعات المساندة الأخرى .
العنصر الثالث : التعليم والتدريب
المهام المقترحة :
1- تحديد الاحتياجات التدريبية .
2- إيجاد موارد التدريب .
3- تطوير خطة بعيدة المدى للتدريب .
4- شرح الاحتياجات للمرشحين .
5- المشاركة الإدارية في ورش العمل والأنشطة التعليمية .
6- تشجيع السلوك والمهارات الجديدة .
العنصر الرابع : فهم المستفيدين
المهام المقترحة :
1- فتح وتطوير دائرة التواصل مع المستفيدين .
2- مراجعة المعلومات المتوفرة.
3- المبادرة بالبحث عن ملاحظات المستفيدين .
4- تحليل البيانات .
5- عمل مقارنة بين الملاحظات والإمكانيات التنافسية .
6- استقراء توقعات المستفيدين المستقبلية .
العنصر الخامس : القياس
المهام المقترحة :
1- تطوير مقاييس تركز على المستفيدين .
2- استعمال أساليب وأدوات مناسبة للتحليل واتخاذ القرار .
3- استعمال نتائج القياس لتحديد الأهداف .
4- مواصلة القياس لتأكيد التطور .
العنصر السادس : التواصل
المهام المقترحة :
1- فتح قنوات التواصل مع المستفيدين للتحسين .
2- رفع الوعي بالجودة الشاملة والتطوير.
3- إيصال التوجه الإستراتيجي للمستفيدين.
4- تشجيع التطوير ومكافأة المطورين.
العنصر السابع : التمكين
المهام المقترحة :
توجيه وربط الوصف الوظيفي للعاملين بأهداف المنشأة
إعداد العاملين بالمهارات التي تمكنهم من أداء أعمال مختلفة .
دعم التمكين :(9/3)
... *الموارد * الثقة * التحفيز * النمو المستمر
منح الصلاحيات والقرارات للقادرين .
إيجاد الالتزام والمسائلة في الأداء .
العنصر الثامن : التطبيق
المهام المقترحة :
1- وضع الخط الاستراتيجي للمؤسسة .
2- تحديد مواقع التطوير ووضع الأهداف .
3- تنفيذ مشاريع المواقع .
4- إعداد وبدء الفرق .
5- استعمال الوسائل والأدوات لحل المشكلات وإدارة المشاريع .
التحسين والتطوير المستمر
الخلاصة :
تواجه الأعمال الخيرية تحديات كبيرة يجب التعامل معها وفق استراتيجية ثاقبة ومحددة الأهداف والمهام
التأكيد على أن العمل الخيري لن ينتهي إلا بنهاية البشرية وبالتالي فهو جدير بتأسيسه وتطويره وتميزه والتعامل معه كأي عمل خدمي
وجوب تطوير البيئة الداخلية للعمل الخيري (التنظيم والعاملين) والاهتمام بها لمواجهة التحديات الراهنة
أهمية توظيف الأساليب والمهارات والقدرات لتطوير العمل الخيري والمحافظة عليه(9/4)
معالم التأديب التربوي في الحلقات القرآنية
د .علي الزهراني
المبحث الأول :
المقدمة:
إن الحمدالله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهديه فلا مضل له،
ومن يضلل فلا هادي له،وأشهد لاإله إلاّ الله وحده لاشريك له،وان محمداً عبده ورسوله وبعد:
فإن الحلقات القرآنية إحدى المحاضن المهمة في بناء الأجيال وتربيتهم وتأديبهم على أخلاق القرآن وتعاليمه؛ الأمر الذي جعل هذه الحلقات ضرورة شرعية لرعاية أبناء المسلمين في واقعنا المعاصر،وقد زاد الإقبال عليها،والمطالبة بها؛ لأنها ذات أثر إيجابي وكبير في تكوين الميول والاتجاهات لدى تلاميذ الحلقات وذلك من خلال ثلاثة جوانب من وجهة نظري يعتني بأمرين منهما ويهمل أحدها وهو مادفع الباحث إلى دراسة هذا الموضوع والجوانب الثلاثة المهمة هي:
1- تعليم القرآن الكريم: إن زيادة الاهتمام بتعليم القرآن وحفظه عن طريق إتقان تلاوته والاستمرار في حفظه كاملاً أو أجزاء منه ومعرفة معاني بعض مفرداته له الأثر الفعال في تكوين شخصية المتعلم فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال"إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين" (1) .
__________
(1) صحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين،ح (1934) .(10/1)
2- الحلقة القرآنية المسجدية: إن اجتماع التلاميذ في الحلقة القرآنية داخل المسجد له أثره الإيجابي على سلوك المتعلم لأنه يعيش جو المسجد الروحاني،ويمارس العبادات مع اهل المسجد كصلاة الجماعة واستماع التوجيهات والمواعظ داخل المسجد ومشاهدة الصالحين من مرتادي المسجد فهذه الأمور وغيرها ممن المواقف التي تشكر في المسجد أمام ناظريه تسهم في بناء شخصية المتعلم،وتغرس في نفسه تعظيم بيوت الله عز وجل،وحب مرتاديها،وكل ذلك يزيد محبة القرآن والمسجد في قلوب المتعلمين فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال"من غدا إلى المسجد او راح أعد الله له في الجنة نزلاً كلما غدا أو راح"(1)
3- التأديب التربوي: أما ثالثة الأثافي المهمة في بناء الشخصية فهو التأديب التربوي الذي يؤثر في سلوك المتعلم ويزيد تفاعله مع بيئته الاجتماعية والتربوية داخل بيئة الحلقة مما يحقق الأهداف التربوية للحلقة القرآنية.
ومن هذا المنطلق تأتي أهمية الدراسة الحالية التي يرغب الباحث من خلالها إبراز الحاجة إلى التأديب التربوي في الحلقة القرآنية وضرورته للمتعلمين حيث يقوي الحفظ ويمنع التسرب من الحلقات القرآنية .
إن التأديب التربوي في الحلقات القرآنية أحد العوامل المهمة لنجاح الحلقات القرآنية وهو لايزال مهملاً في الحلقات القرآنية بحجة أنه يؤثر على مستوى حفظ القرآن وزيادته، مع أن هذا الزعم لايؤيده الواقع أو الدراسات العلمية أو التجارب العملية،وسوف يحاول الباحث بيان أهمية التأديب التربوي ومعالمه الأساسية وعدم الوقوف في مواجهة التجديد التربوي حتى لاينطبق علينا ماجاء في هذه القصة الرمزية .
__________
(1) صحيح البخاري، كتاب الآذان، ح (662 ) .(10/2)
"كانت نادية مشهورة بعمل السمك المقلي،وفي أحد الأيام قامت بدعوة صديقتها نبيلة على العشاء لتقدم لها أكلتها المشهورة،وطلبت منها نبيلة أن تحضر إعداد هذه الأكلة لتتعلم منها سر الطريقة الرائعة التي تطهو بها السمك، وبدأت نادية بقطع رأس وذيل السمكة ثم قاممت برش الدقيق عليها ثم وضعتها في الزيت المغلي ، فسألت نبيلة صديقتها نادية عن السبب في قطع الرأس والذيل، فكان رد نادية:"أنا لأعرف بالضبط، ولكن هذه هي الطريقة التي تعلمتها من أمي " فطلبت نبيلة إذا كان من الممكن أن تتصل بأمها لكي تعرف السر في ذلك، وقامت نبيلة بتقديم نفسها، وقالت أن نادية قد قامت بدعوتها على وجبة السمك المقلي الشهيرة، وأثناء الإعداد قامت بقطع الرأس والذيل، ولما سألتها عن السر قالت: إنها تعلمت هذه الطريقة منك،وأنا أريد أن أعرف السبب في قطع الرأس والذيل .. فكان جواب الأم:" أنا لاأعرف بالضبط لماذا، ولكن هذه الطريقة التي تعلمتها من أمي منذ أكثر من أربعين سنة " وزاد حب الإستطلاع عند نبيلة ، وسألت الأم :" إذا كان من الممكن أن تتصل بجدة نادية حتى تقف على السر في هذا " وأعطتها الأم رقم التليفون، واتصلت بالجدة وقد زاد شغفها لمعرفة السر وراء قطع ارأس والذيل، ولما ردت الجدة على المكالمة شرحت لها نبيلة الموقف وطلبت منها معرفة السر فضحكت الجدة وقالت : " لايوجد هناك سر ياابنتي، ولكن كنت أضطر لقطع الرأس والذيل حيث أن الوعاء الذي كنت أقلي فيه السمك كان صغيراً ولايمكنني وضع السمكة كاملة فيه "(1) .
مشكلة البحث:
__________
(1) إبراهيم الفقي، قوة التحكم في الذات، تنفيذ مطابع هاجر، د.ت، ص84 .(10/3)
لقد برزت مشكلة البحث من خلال عدم الاهتمام بالتأديب التربوي لطلاب الحلقات القرآنية، حيث تكاد تجمع الحلقات على الاقتصار على تعليم قراءة القرآن الكريم تجويداً وحفظاً فقط؛ باعتبار أن النظام الأساسي للجمعيات يلزم الحلقات بذلك، الأمر الذي غاب معه التأديب التربوي عن الحلقات القرآنية مما أدى إلى بروز مشكلات سلوكية متعددة في بيئات الحلقات القرآنية لذلك تحاول الدراسة الإجابة على الأسئلة التالية:
ماأهمية التأديب التربوي وضرورته لطلاب الحلقات القرآنية ؟
ماأبرز معالم التأديب التربوي في الحلقات القرآنية ؟
مالتوصيات التي تسهم في نجاح الحلقات القرآنية ؟
ما معالم التأديب التربوي في الحلقات القرآنية ؟
أهمية البحث :
وتأتي أهمية موضوع الدراسة من خلال مانشاهده في واقعنا المعاصر حيث أن عصرنا كثرت الشهوات والشبهات والمغيرات للفطرة، الأمر الذي يتطلب مواجهة ذلك بغرس الآداب والتوجيهات التربوية في نفوس طلاب الحلقات القرآنية.
إن أعداء المسلمين اليوم يبذلون جهدهم لإفساد المجتمع المسلم ويركزون على صغاره وشبابه لأنهم شباب الغد وعدة المستقبل ومعقد رجاء الأمة فهم الأمل المنشود لجيل صالح مصلح يعيد لهذه الأمة عزها ومجدها ورقيها بين الأمم.
ولقد قام الأعداء بأمور مهدمة لإفساد هؤلاء الأبناء ومنها :
تفريغ قلوب الناشئة من المبادء والقيم والأخلاق التي فطروا عليها.
ملء فراغ عقولهم وقلوبهم بالأفكار والمبادء المخزئة والمبادء الفاسدة.
تسخير وتجنيد الوسائل الإعلامية والترفيهية المختلفة لهدم وتشكيك الناشئة في دينها وقيمها وأخلاقها.(10/4)
وأمام هذا المكر الكبار وجب العناية بالتوجيه التربوي داخل الحلقات القرآنيةحتى تسلم نفوس التلاميذفي الحلقات من الإنحراف،وترتفع هممهم وتتقوّى عزائمهم وإيمانهم ويتم تربيتهم على الهدى المستقيم وتغرس الثقة في نفوسهم . كما تأتي أهمية الدراسة من خلال حاجة الحلقات القرآنية إلى التأديب التربوي الذي يركز على ربط التلاميذ بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وامتثال أخلاق الإسلام وآدابه حتى يسلم المتعلم من السلوكيات الخاطئة .
أهداف البحث:
يهدف هذا البحث إلى دعوة الجهات المشرفة على الحلقات القرآنية بالسماح لمعلمي الحلقات القرآنية بممارسة التأديب التربوي التوجيهي لطلاب الحلقات بالطريقة المناسبة لقدرات التلاميذ، وإمكانات الجهات المشرفة على الحلقات القرآنية، وعدم الاقتصار على الحفظ والتلاوة؛لأن هذا لايتوافق مع حقيقة تعليم القرآن الكريم، قال تعالى: "الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ"(1) .
والمفهوم من حق تلاوته فهم أسراره،وأحكامه والعمل به (2) أما الذي يتلو الكتاب لمجرد التلاوة، فمثله كمثل الحمار يحمل أسفارا ً، ولا يليق بأبناء المسلمين هذا الوصف من حرمانهم فقه القرآن ومعرفة أحكامه ومعانيه وفوائده، بل إن هذا التأديب والتوجيه هو الذي يميز أهل السنة عن أهل الأهواء والبدع الذين لايهمهم إلاّ التلاوة .
__________
(1) سورة البقرة آية 121.
(2) رشيد رضا،تفسير المنار،ج 1،ص 447.(10/5)
ولكي تكون طريقة تعليم القرآن مربية لابد من النظر في القرار الذي أصدره المجلس الأعلى للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن في جلسته لعام 1422ه المنعقد بتاريخ 21/10/ 1422ه والذي يتضمن تعديل بعض المواد مثل:"قصر مناشط الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم على الغرض الذي أنشئت من أجله وهو تعليم القرآن الكريم تلاوةً وحفضاً وتجويداً فقط وعدم ممارسة أي مناشط أخرى في الحلقة" انتهى (1).
وبالنضر في هذا القرار يتضح أنه يخالف أهداف الجمعيات والتي منها "إعداد جيل صالح قارئ للقرآن الكريم وحافظ له وعامل بأحكامه،وتحصينه من الإنحراف في العقيدة والفكر والتوجيه" والعجيب أن هذا الكلام جاء في نفس القرار.
إن تنفيذ هذا القرار يعني تحقيق هدف جزئي قاصر " إعداد جيل قارئ للقرآن الكريم " لأن غياب التوجيه والتربية والتعليم يحول دون تحقق بقية الهدف، فاستمرار الحفظ وإتقانه يبنى على قناعة الطالب ورغبته ودوافعه إلى ذلك وبالتالي لن يتم الحفظ على الوجه المطلوب إلّا من خلال البرنامج المصاحب المدعوم بالحوافز المتنوعة .
إنني أتصور أن هذا القرار لايناسب طبيعة المتعلمين للقرآن في الحلقات القرآنية والتي تقع أعمارهم بين 6- 15سنة، وربما جاء نتيجة دراسة عاجلة لم تأخذ حظها من الحوار والنقاش فكانت النتيجة حرمان المجتمع من ثمرات الحلقات القرآنية وكان حال هذا القرار كحال الذي ( جاء يكحلها عماها )، وعليه أرجوا إعادة النظر في هذا الأمر،كما أرجوا أن يتسع صدر المسؤولين في الجمعيات لهذه القضية فهي تعكس حقيقة تعليم القرآن وتعلمه .
منهج البحث:
اتبع الباحث في دراسته المنهج الاستنباطي الذي يعرف بأنه الطريقة التي يقوم فيها الباحث ببذل أقصى جهد عقلي ونفسي عند دراسة النصوص بهدف استخراج مبادئ تربوية مدعمة بالأدلة الواضحة والتجارب النافعة.
مصطلحات البحث:
__________
(1) تعميم رقم 15/4031 في 29/11/1422ه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف. (انظر الملاحق)(10/6)
التعليم: يعني إكساب القيم والاتجاهات السلوكية للمتعلم من خلال البيئة التعليمية.
التربية: الجهود التي تبذل من أجل تنشئة وإعداد الفرد من كافة جوانبه ومراحل نموه في ضوء المبادئ والأساليب التي أشار إليها المنهج الإسلامي ليحقق العبودية لله عز وجل، ويعمر الكون بمقتضى الشهادتين .
التأديب التربوي: هو مجموعة المبادئ الخلقية والفضائل السلوكية المتمثلة في تأديب طلاب الحلقات القرآنية على الخير وتجنبهم من المساوئ الأخلاقية من خلال البرامج والأنشطة التربوية المصاحبة.
فضل الاجتماع في الحلقات القرآنية(10/7)
يتميز التعليم في الحلقات القرآنية، والاجتماع على كتاب اللَّه بخصوصية ينفرد بها عن التعليم في وسائط التربية الأخرى، وإن كان الاجتماع على ذكر الله، وتعلم كتابه، ومدراسته، وتعلم العلم النافع حسن إلا أن الاجتماع لدراسة القرآن الكريم في الحلقات القرآنية أعظم أجراً، وفضلاً. وقد بين الرسول ( هذا الفضل وذكر ثمرة هذا الاجتماع المبارك على مأدبة القرآن في هذه الحلقات، فعن أبي هريرة ( قال: قال رسول اللَّه (: "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت اللَّه يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفت بهم الملائكة، وذكرهم اللَّه فيمن عنده"(1). ولما كانت الحلقات القرآنية في الغالب، تعقد في المساجد فإن هذا الحديث يؤكد فضل هذه الحلقات القرآنية، ويبين لنا عظيم أجر المجتمعين فيها، وفضل اجتماعهم ومدارستهم لكتاب اللَّه تعالى بل وفيه دعوة لكل مسلم إلى إقامة مثل هذه الحلقات، والمشاركة فيها، ودعمها مادياً، ومعنوياً. ومن هو الذي لا يحرص على كل واحدة مما ذكر فكيف وقد اجتمعت كلُّها في عمل واحد ميسرٍ هو الاجتماع على كتاب اللَّه، ولأهمية هذا الاجتماع في حلقات القرآن، وأثره على أفراد المجتمع، جعل العلماء له أبواباً في كتبهم كباب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن(2). في صحيح مسلم، وباب فضل الاجتماع في المسجد لدرس القرآن. في كتاب الآجرِّي: أخلاق حملة القرآن(3). وقد "كان سلف الأمة من الصحابة والتابعين، وتابعيهم يجتمعون عليه لصلاح قلوبهم، وزكاة نفوسهم"(4) أي: يجتمعون على قراءة القرآن في حلق المساجد أو الكتاتيب والدور
__________
(1) صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، بيروت، دار إحياء التراث، (د.ت)، كتاب الذكر، ج4، ص2074.
(2) المرجع السابق ، ص2074.
(3) الآجري، أخلاق حملة القرآن، تحقيق: عبد العزيز عبد الفتاح القارئ، المدينة المنورة، مكتبة الدار، ص22.
(4) ابن تيمية، الفتاوى، ج11، ص560.(10/8)
القرآنية.
وكان من آداب الاجتماع التربوي على القرآن أنهم إذا اجتمعوا أمروا واحداً منهم أن يقرأ، والباقون يستمعون وكان عمر بن الخطاب ( يقول لأبي موسى: يا أبا موسى: ذكرنا ربَّنا فيقرأ وهم يستمعون. وهذا هو السماع الذي كان النبي ( يشهده مع أصحابه ويستدعيه منهم، كما جاء في الصحيح عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال النبي (: "اقرأ علي القرآن، قلت: أقرأه عليك وعليك أنزل؟ فقال: إني أحب أن أسمعه من غيري؛ فقرأت عليه سورة النساء حتى وصلت إلى هذه الآية {فَكَيفَ إذا جِئناَ من كُلِّ أُمَّةٍ بشهيدٍ وجئنا بِكَ علَى هؤلاءِ شَهيداً} قال: حسبك، فنظرت فإذا عيناه تذرفان". وهذا هو الذي كان النبي ( يسمعه هو وأصحابه كما قال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إذَا بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} والكتاب والحكمة يعني: الكتاب والسنة(1).
وقال تعالى: {قُلْ إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ البَلْدَةَ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلِّ شَيءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآن فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّماَ أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ}(2).
__________
(1) ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، تحقيق: عبد العزيز غنيم وآخرون، القاهرة دار الشعب، (د.ت) ج2، ص137.
(2) سورة النمل، آية: 91.(10/9)
وعلى هذا فإِنَّ الاجتماع، لسماع القرآن، وتلاوته مستحب لهم خارج الصلوات، فقد روي عن النبي ( أنه خرج على أهل الصفة وفيهم واحد يقرأ وهم يستمعون، فجلس معهم، وكان أصحاب رسول اللَّه ( إذا اجتمعوا أمروا واحداً منهم يقرأ والباقون يستمعون(1) وكان النبي ( يقرأ القرآن على الحفاظ من أصحابه فقد قرأ على أُبَيّ ليعلم الناسَ أهمية الاجتماع على القرآن ويعلمهم التواضع؛ لئلا يأنف أحد من التعلُّم، والقراءة على من دونه في المنزلة، ولأن أُبياً ( كان أسرع أخذاً لألفاظ الرسول ( فأراد بقراءته عليه أن يأخذ ألفاظه ويقرأ كما سمع منه ويُعَلِّمَ غيره(2).
ولا شك أن هذه إشارة إلى أهمية الاجتماع على كتاب اللَّه تعالى، وتزكية النفوس بذلك وإعداد المربين الذين يقومون بهذه المهمة، ولعلَّ أهم وسائل تحقيق ذلك الحلقات القرآنية، وبهذا تصبح قراءة القرآن، وعرض الطالب على المعلم القرآن سنة نبوية والمراد بالعرض القراءة والتثبت فيها(3) ، ولكي يتحقق هذا الفضل العظيم ينبغي العناية بالتأديب التربوي .
فضل تعلم القرآن في الحلقات القرآنية
__________
(1) ابن تيمية، الفتاوى، ج11، ص590.
(2) ابن حجر، فتح الباري، ج8، ص725.
(3) المرجع السابق، ج7، ص127.(10/10)
إن تعلّم القرآن من أفضل القربات إلى اللَّه تعالى، ومتعلمه يحظى بالخيرية في الدنيا والآخرة. فقد روى البخاري عن عثمان بن عفان ( أن رسول اللَّه قال: "خيركم من تعلَّم القرآن وعَلَّمه"(1) وفي رواية قال النبي (: إن أفضلكم من تعلم القرآنَ وعَلَّمه"(2). قال عبد الرحمن السلمي فذلك الذي أقعدني مقعدي هذا فكان يعلم من خلافة عثمان إلى امرة الحجاج(3). وقد شَبَّه الرسول ( المؤمن الذي يقرأ القرآن، ويتعلمه بالطعام اللذيذ في مذاقه، ورائحته، فعن أبي موسى الأشعري (: أن رسول اللَّه ( قال: "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب"(4).
وتعلم القرآن الكريم يرقى بصاحبه إلى درجة عظيمة، ومنزلة رفيعة، حيث يرافق السفرة الكرام البررة في الجنة. فقد روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: قال رسول اللَّه (: "الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن، ويتنعتع فيه وهو عليه شاق له أجران"(5).
ومن ثمرات تعلم القرآن أنه من وسائل زيادة الإيمان فعن جندب قال: "كنا غلماناً مزاورة (أي: قاربنا البلوغ) مع رسول اللَّه ( فتعلَّمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن فازددنا به إيماناً"(6).
__________
(1) البخاري ، كتاب فضائل القرآن، ج4، ص1911.
(2) المرجع السابق ، ص1919.
(3) ابن حجر، فتح الباري، ج9، ص74.
(4) صحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، ج1، ص549.
(5) المرجع السابق ، ص549.
(6) الذهبي،سير أعلام النبلاء،تحقيق:محمد نعيم العرقسوسي،مأمون صاغر جي، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1402هـ، ج3، ص175.(10/11)
ولا يقتصر فضل تعلُّم القرآن في الآخرة فحسب بل ينال به العبد الرقي والسؤدد في الدنيا. روى عامر بن واثلة أن نافع بن عبد الحارث لقي عمر بعسفان، وكان عمر استعمله على أهل مكة فقال: من استعملت على أهل الوادي؟ قال: ابن أبزى، قال: ومن ابن أبزى؟ قال: مولى من موالينا، قال: فاستخلفت عليهم مولى؟ قال: إنه قارئ لكتاب اللَّه عز وجلَّ، وإنه عالم بالفرائض، قال عمر: أما إن نَبِيَّكُمْ ( قال: "إنَّ اللَّهَ يرفع بهذا القرآن أقواماً ويضع به آخرين"(1).
ويعتبر تعليم القرآن من مظاهر الدعوة إلى اللَّه تعالى بل هو أشرف المظاهر قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَولاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}(2) قال ابن حجر: القرآن أشرف العلوم فيكون من تعلمه، وعلمه لغيره أشرف ممن تعلم غير القرآن وإن علمه.
ولا شك أن الجامع بين تعلم القرآن وتعليمه مكمل لنفسه ولغيره جامع بين النفع القاصر والنفع المتعدّي ولهذا كان أفضل وهو من جملة ما عني سبحانه وتعالى بقوله: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَولاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} والدُّعَاء إلى اللَّه تعَالَى يقع بأمُورٍ شَتَّى من جملتها تعليم القرآن، وهوأشرف الجميع(3).
والقرآن الكريم يعطي لحامله مزية عن غيره حيث تكون له الأولوية في إمامة الناس كما جاء في الحديث: "يؤم القومَ أَقرؤهم لكتاب اللَّهِ"(4).
__________
(1) محمد ناصر الدين الألباني، صحيح سنن ابن ماجه، الرياض، مكتب التربية العربي لدول الخليج، 1407هـ ج1، ص43.
(2) سورة فصلت، آية: 33.
(3) ابن حجر، فتح الباري، ج9، ص76.
(4) صحيح مسلم، كتاب المساجد، ج1، ص465.(10/12)
بل إن صاحب القرآن يوم القيامة تكون منزلته عند آخر آية يقرؤها. عن عبد اللَّه بن عمرو عن النبي ( قال: "يقال: اقرأ وارتقِ وَرَتِّل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلك عند آخرآية تقرؤها"(1).
فهذا الفضل العظيم والمنزلة الكريمة التي يتطلع إليها أولي الألباب، وأهل الطموح لا يصل إليها أحد إلا إن كان من أهل القرآن المواظبين على تلاوته، الحريصين على تعلُّمه، وتدبُّره، العاملين به، المقيمين لحروفه، وحدوده ومعرفة أحكامه، وحكمه، وحلاله، وحرامه، وهذه صفات المؤمنين المتبعين للرسُل، وهم الكمَّل في أنفسهم المكملين لغيرهم(2).
ومن فضل تعلم القرآن وتعليمه أن في ذلك استجابة لأمر الرسول (، فعن أبي هريرة ( قال: قال رسول اللَّه ( : "تَعَلَّمُوا القرآن فأقرؤوه، واقْرءوه فإن مثل من تَعلمه فقرأه، وقام به كمثل جراب محشو مسكاً يفوح بريحه كل مكان، ومثل من تعلَّمه فيرقد وهو في جوفه كمثل جراب وكي (أي: ربط) على مسك"(3).
__________
(1) أبو داود السجستاني،سنن أبي داود، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، بيروت،دار إحياء التراث العربي، (د.ت) ج2، ص73.
(2) ابن كثير، فضائل القرآ، مرجع سابق، ص74.
(3) الترمذي، سنن الترمذي، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ج5، ص156.(10/13)
وقال ابن سحنون في آداب المعلمين في أثر عن عثمان ( في قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَينا مِنْ عِبَادِنَا}(1) قال: كل من تعلَّم القرآن وعَلَّمه فهو ممن اصطفاه اللَّه من بني آدم(2)، بل إن صاحب القرآن يقدم على غيره في حالة الدفن بعد الموت فلو جمع أكثر من واحد في قبر لكان أولهم وضعاً في القبر صاحب القرآن(3)، ومن النصوص السابقة يتبين لنا، فضل تَعَلّم القرآن سواء في الحلقات أو المدارس أو بيئات التربية الأخرى، وأن إعراض أي مجتمع عن العناية بتعليم القرآن "والنظر في كتاب اللَّه وتفهمه والعمل به من أعظم المناكير وأشنعها وإن ظن فاعلوه أنهم على هدى"(4).
فضل تعليم القرآن في الحلقات القرآنية
إن القيام بتعليم القرآن الكريم، وبيانه للناس، من أعظم الأعمال، وأجل القربات إلى اللَّه تعالى، ومتعلمه، ومعلمه يحظى بالخيرية في الدنيا والآخرة، فقد روى ابن ماجه عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: قال رسول اللَّه ( : "خياركم من تَعَلَّم القرآن وعَلَّمه" قال: وأخذ بيدي فأقعدني مقعدي هذا أُقرئ (5).
ومما يدل على فضل تعليم القرآن في الحلقات القرآنية أو في غيرها من وسائط التربية أن القيام بهذه الوظيفة النبوية والمهمة الربانية فرض كفاية إذا قام به من يكفي سقط الاثم عن الباقين، أما إذا لم يوجد في المجتمع من يقوم بهذا الواجب إلا واحد أو قلة تعين عليهم(6).
__________
(1) سورة فاطر، آية: 32.
(2) أحمد فؤاد الأهواني، التربية في الإسلام، القاهرة، مرجع سابق، ص352.
(3) صحيح البخاري، كتاب الجنائز، ج1، ص452.
(4) محمد الأمين الشنقيطي، أضواء البيان، بيروت، عالم الكتب، (د.ت) ج3، ص429.
(5) محمد ناصر الدين الألباني، صحيح سنن ابن ماجه، ج1، ص42.
(6) النووي، التبيان في آداب حملة القرآن، تحقيق: محمد الحجار، بيروت، دار ابن حزم، 1414هـ ص41 - 42.(10/14)
يقول النووي رحمه اللَّه: تعليم المتعلمين -أي: للقرآن- فرض كفاية فإن لم يكن من يصلح إلا واحد تعين عليه، وإن كان هناك جماعة يحصل التعليم ببعضهم فإن امتنعوا أثموا، وإن قام به بعضهم سقط الحرج عن الباقين(1)؛ حتى إن إمام الحرمين الجويني -رحمه اللَّه - جعل للقائم بفرض الكفاية مزية على القائم بفرض العين؛ لأنه يسقط الحرج عن الأمة فقال: فرض الكفاية أفضل من فرض العين من حيث أن فاعله يسد مسد الأمة، ويسقط الحرج عن الأمة وفرض العين قاصر عليه(2).
وقد ذكر أهل العلم في كتبهم ومصنفاتهم عظيم فضل تعليم القرآن. قال القرطبي: قال العلماء: تعليم القرآن أفضل الأعمال؛ لأن فيه إعانة على الدين فهوكتلقين الكافر الشهادة ليسلم.
وقال السيوطي: اعلم أن حفظ القرآن فرض كفاية على الأمة وتعليمه أيضاً فرض كفاية، وهو من أفضل القرب قال رسول اللَّه (: "خيركم من تَعَلَّم القرآنَ وعلَّمَه"(3). وفي هذا الخبر بيان من أصدق الخلق أن المشتغلين بذلك هم خير الناس(4).
بل إن مِن العلماء مَن فضل تعليم القرآن، وتعلمه، وقدمه على الجهاد في سبيل اللَّه ذروة سنام الإسلام؛ فقد سئل الثوري عن الجهاد وإقراء القرآن فرجح الثاني، واحتج بالحديث السابق(5).
__________
(1) المرجع نفسه، ص42.
(2) إبراهيم عبد المنعم الشربيني، قصد السبيل إلى الجنان ببيان كيف نحفظ القرآن،الزقازيق، هديل للنشر والتوزيع،1415هـ ص12.
(3) السيوطي، الإتقان في علوم القرآن، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى الحلبي، 1398هـ، ج1، ص279.
(4) أضواء البيان، ج7، ص421.
(5) فتح الباري، ج9، ص77.(10/15)
وتعليم القرآن باب من أبواب الدعوة إلى اللَّه تعالى، ومجالاتها، بل ويعتبر من أعظمها قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَولاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}(1) يقول ابن حجر: والدعوة إلى اللَّه تعالى تقع بأمور شتى من جملتها تعليم القرآن وهو أشرف الجميع(2).
وفي ضوء ما سبق يتبين لنا أن معلم القرآن الكريم، والعامل به من خيار الأمة فهو خيار من خيار، قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وتَنْهَونَ عَنِ الْمَنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}(3) ولما سئل رسول اللَّه ( عن خير الناس قال: "أقرأهم أتقاهم للهِ"(4). وقد بوَّب البخاري باباً في صحيحه أسماه: "باب خيركم من تَعَلَّم القرآن"(5) ليؤكد فضل تعليم القرآن الكريم، والاجتماع عليه، ومدارسته، وقراءته، ونشره في المجتمع، وقد كان سلف الأمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم يجتمعون عليه؛ لصلاح قلوبهم وزكاة نفوسهم، ويحرصون على الانضمام إلى حزب الرحمن ليحصل لهم الفوز بالشرف الذي أضفاه اللَّه على أهل القرآن حيث أعلى منزلتهم، ورفع ذكرهم؛ لأنهم أهل اللَّه وخاصته كما أخبر بذلك الصادق المصدوق ( بقوله: "إِنَّ لله أهلين من خلقه قالوا: ومن هم يا رسول اللَّه؟ قال: أهل القرآن هم أهل اللَّه وخاصَّتُه"(6).
كما أن معلم القرآن يقوم بهمة عظيمة تتمثل في حفظ الدين؛ لأنه يعلم الأساس الذي يقوم عليه الدين، وهو القرآن ليستمر تعليمه وتطبيقه في الأمة من جيل إلى جيل، ويحيي أسوة النبي ( في المجتمع؛ حيث كانت مهمته ( تعليم الأمة وتربيتها بالقرآن.
__________
(1) سورة فصلت، آية: 33.
(2) فتح الباري، ج9، ص76.
(3) سورة آل عمران، آية: 110.
(4) الحافظ ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج2، ص77.
(5) صحيح البخاري، كتاب فضائل القرآن، ج4، ص1919.
(6) الألباني، صحيح سنن ابن ماجه، ج1، ص42.(10/16)
ولا شك أن قيام المعلم بهذه المهمة هي قيام بواحد من حقوق الرسول ( على أمته واستجابة لأمره ( حيث قال: "بلغوا عني ولو آية"(1).وقد توعد اللَّه الذين يكتمون القرآن، ولا يعلمونه ولاينشرونه ولايبينون أحكامه للأمة بالطرد والإبعاد من رحمة اللَّه قال تعالى: {إِنَّ الَّذِين يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولئكَ يَلْعَنُهمُ اللَّهُ ويَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ إِلاَّ الَّذِين تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولئِكَ أَتُوبَ عَلَيهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}(2)، ومما يدل على أهمية تعليم القرآن وفضله على الفرد والمجتمع، أن اللَّه قد أخذ العهد والميثاق على كل أمة أنزل عليها كتاباً أن تتعلمه وتعلمه، ولا تكتم منه شيئاً، أو تقصر في نشره كما قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَه}(3).
ولما كانت هذه الأمة خير الأمم، وكتابها أفضل الكتب، فواجبها أعظم في تعليمه ونشره لتسعد في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {قَدْ جَاءَكُمء مِنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ يَهْدِي بِه اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَ يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهم إِلَى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ}(4).
__________
(1) صحيح البخاري،كتاب الأنبياء، ج3، ص1275.
(2) سورة البقرة، آية: 159، 160.
(3) سورة آل عمران، آية: 187.
(4) سورة المائدة، آية: 16.(10/17)
يقول ابن كثير: أخبر تعالى عن القرآن العظيم الذي أنزله على نبيه الكريم فقال: {قَدْ جَاءَكُمء مِنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ يَهْدِي بِه اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ} أي: طرق النجاة والسلامة، ومناهج الاستقامة، وينجيهم به من المهالك، ويوضح لهم أبين المسالك فيصرف عنهم المحذور ويحصل لهم به أنجب الأمور، وينفي عنهم الضلالة، ويرشدهم إلى أقوم حالة(1).
ومن أعظم فضائل تعليم القرآن الكريم سواءً في الحلقات القرآنية أو المدارس أو غيرها، أنه يعود على المعلم والمتعلم بالنفع والأجر والثواب؛ ذلك أن نفع تعليم القرآن من النفع المتعدي والذي يلحق المعلم بعد موته، وهذا يدل على أن تعليم القرآن، يعد من أعظم الأعمال، وأجل الأفعال التي يدخرها العبد ليوم المعاد.
يقول ابن جماعة: "وأعلم أن الطالب الصالح أعود على العالم بخير الدنيا والآخرة، ومن أعز الناس عليه، وأقرب أهله إليه، ولذلك كان علماء السلف الناصحون لله، ودينه يُلقون شبك الاجتهاد لصيد طالب ينتفع الناس به في حياتهم، ومن بعدهم، ولو لم يكن إلا طالب واحد ينتفع الناس بعلمه، وهديه وإرشاده، لكفاه ذلك الطالب عند اللَّه تعالى، فإنه لا شيء من علمه إلى أحد فينتفع به إلا كان له نَصيبٌ من الأجرِ"(2).
وتعليم القرآن من أشرف العلوم وأعلاها منزلة وعليه فإن معلم القرآن له نصيب من هذا الأجر؛ لأنه ممن يدعو إلى الخير، ومن أعظم الخير نشر العلم وأفضل العلم كلام اللَّه عز وجل، وقد روى ابن ماجه من حديث سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه رضي اللَّه عنهم أن النبي ( قال: "من علم علماً فله أجرُ من عمل به ولا ينقص من أجر العامل شيء"(3).
__________
(1) ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج3، ص63.
(2) ابن جماعة، تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم، بيروت، دار الكتب العلمية، (د.ت) ص63.
(3) الألباني، صحيح سنن ابن ماجه، ج1، ص46.(10/18)
ونتيجة لذلك استمر نشاط الحلقات القرآنية، والمراكز العلمية في المجتمعات الإسلامية، وغير الإسلامية على مَرِّ العصور؛ لأن الغاية من العلم أن ينتفع صاحبه به، وينفع غيره، وإلا فما قيمة علم لا يعمل به، وقد قال الرسول (: "من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلَّم خيراً أو يعلمه كان له كأجر حاجٍ تاماً حجته" وفي رواية: "كان بمنزلة المجاهد في سبيل الله"(1).
فهل يتنبه لهذا الأمر إخواني المدرسين في المجتمع؟ ويقبلون على المشاركة في هذا العمل الجليل، تعليم الكتاب الكريم في الحلقات القرآنية، فإن المجتمع يشكو من قلة المدرسين، وابتعاد أولئك المتخرجين من الجامعات الشرعية عن المشاركة في تعليم القرآن في المدن والأحياء والقرى والأرياف، حتى إن الطالب الذي يتخرج ويعين في قرية مثلاً يكون مشغولاً بالتفكير في كيفية العودة إلى موطنه أو المدن الكبرى، دون أن يسهم في تعليم أبناء المسلمين القرآن من خلال الحلقات الموجودة في تلك القرى التي تعين بها، ومثله الذي تعين في إحدى المدن أو عاد إليها تجده قد انشغل بدنياه وأصحابه، وأصبحت الحلقات تفتقر إلى المدرسين المؤهلين تربوياً ومهنياً للقيام بهذه المهمة نتيجة لهذه البطالة المقنعة أو الورع البارد (2) .
المبحث الثاني : وظائف الحلقات القرآنية:
__________
(1) الحافظ الهيثمي، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، بيروت، دار الكتاب العربي، 1402هـ ج1، ص63.
(2) علي إبراهيم الزهراني ، مهارات التدريس في الحلقات القرآنية، المدينة، مكتبة الدار، 1419هـ، ص 50-56 .(10/19)
تعد الحلقات القرآنية إحدى البيئات التربوية الفعالة في المجتمع وتاريخها مرتبط بتاريخ التأديب والتعليم في الإسلام حيث تعد الحلقات القرآنية من أقدم مؤسسات تعليم وتأديب الأطفال في الإسلام حيث برزت مكانة هذه البيئات التعليمية عبر تاريخ الإسلام وكانت لها وظائف متعددة ،تتمثل في تعليم القراءة والكتابة،وحفظ القرآن الكريم وأصول العقيدة والعبادات والتأديب على الأخلاق الإسلامية والشمائل والفضائل الحسنة ولم يكن دورهما مقتصر على حفظ القرآن الكريم فقط كماهوحال الحلقات المعاصرة وعليه فالباحث يرى إعادة النظر في وظائف الحلقات القرآنية المعاصرة حيث يؤكد على ضرورة قيام الحلقات بالوظائف التالية:
1- الوظيفة الدينية التعبدية:(10/20)
يجب أن يدرك القائمون على الحلقات القرآنية من المشرفين والمعلمين والآباء والتلاميذ أن الإنضمام إلى هذه الحلقات أمر تعبدي وأن الحلقات القرآنية تنطلق من هذه المهمة أي أنها مكان للعبادة باعتبار أن الغاية الأساسية من خلق الإنسان هي عبادة الله عز وجل "وما خلقت الجن والإنس إلاّ ليعبدون"(1)، وعليه فالمقصود بالوظيفة التعبدية للحلقات القرآنية هي قراءة وحفظ القرآن الكريم يضاف إلى أن الحلقة تكون في الغالب في المسجد الذي خصص للعبادة كما جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال"إنما هي (أي المساجد)لقراءة القرآن وذكر الله والصلاة"(2) وعليه فقد كانت خير وسيلة لتلاوة القرآن وحفظه والمداومة على الإجتماع في الحلقات القرآنية المسجديةحيث يجتمع التلاميذ بصفة مستمرة في بيوت الله لتلاوة القرآن وحفظه ومدارسته فيحصل لهم بهذا الإجتماع نزول السكينة وغشيان الرحمة وحضور الملائكة والذكر الرباني في الملأ الأعلى قال الرسول صلى الله عليه وسلم"ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله،ويتدارسونه بينهم إلاّ نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده"(3) وإذا كان الحديث فيه إشارة إلى فضل المسجد ومكانته فإن حلق تلاوة القرآن الكريم صورة من صور الوظائف التعبدية لهذه البيئات التربوية.
2- الوظيفة التربوية:
__________
(1) سورة الذار يات،آية (56).
(2) الألباني،صحيح الجامع،ج1، ص262،ح (2243).
(3) صحيح مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة،ج4، ص2047،ح (2699).(10/21)
عندما جعلنا الوظيفة التعبدية للحلقات القرآنية هي الوظيفة الأولى فلا يعني أنها تقتصر على هذه الوظيفة فحسب، لأن هذا الفهم يفقد الحلقات القرآنية رسالتها الشمولية ووظيفتها التربوية،ولو كان الأمر كذلك لما أصبحت الحلقات القرآنية إحدى المحاضن التربوية الأساسية في أنحاء المعمورة. وهذا يعني أن للحلقات القرآنية وظيفة أخرى هي الوظيفة التربوية التي تجعل طالب الحلقة القرآنية شخصية متميزة منتجة نظراً لعناية الحلقة بمقومات شخصية التلميذ المتمثلة في الجانب الإيماني والعقلي والجسمي .
إن عناية الحلقات القرآنية بجوانب شخصية التلميذ سوف يحقق الوظيفة التربوية لهذه الحلقات لاسيما وأن القرآن الكريم اشتمل على التوجيه الشامل لهذه الجوانب،ويستطيع المعلم الإشارة إلى هذه الجوانب وتربية التلاميذ على أخلاق القرآن، والتأكيد على أهمية الإيمان وغرس عقيدة الإيمان في قلوب التلاميذ من خلال الآيات القرآنية التي أكدت على العقيدة الإسلامية،وقضايا الإيمان بالله عز وجل وأركانه كماجاءت مفصلة في السور المكية على وجه الخصوص،والتي يبدأ التلميذ بحفظها ودراستها،وهذا تثمر تنمية الجانب الإيماني لدى المتعلم في الحلقة القرآنية،حتى يكون لدى طلاب الحلقات القناعة الكاملة بأن الإيمان بالله عز وجل هو أساس السعادة في الدارين،فأكثر الناس سعادة المؤمنون وأكثر الناس شقاءً الخارجون عن الإيمان في الحياة الدنيا"(1)وبهذا سوف يتحقق قول الطالب وعمله واعتقاده مع مقتضيات الإيمان الصحيح
إن عناية الحلقات القرآنية بتنمية الجانب الروحي للتلاميذ سوف يدفع بهم إلى الرقي والاستعلاء على الشهوات وبالتالي وقايتهم من الإنحراف والشبهات المختلفة كما أن التربية الروحية تحمي طلاب الحلقات من الأمراض والعلل النفسية مثل القلق والإكتئاب والخوف والضجر والإحباط .
__________
(1) عبد الرحمن عبد الوهاب البابطين،أساليب التربية الإيمانية للطفل،الرياض،دار القاسم،1421ه،ص35.(10/22)
3- الوظيفة الأخلاقية :
إن الأخلاق مفرد خلق،والخلق هو الدين والطبع والسجية(1)وقد عبر عنها ابن حجر في الفتح بقوله"الأخلاق أوصاف الإنسان التي يتعامل بها مع غيره وهي محمودة ومذمومة فالمحمود منها مثل العفو والحلم والجود والصبر وتحمل الأذى والرحمة والشفقة والتواد ولين الجانب ونحو ذلك والمذموم منها ضد ذلك"(2).
وبهذا تكون التربية الخلقية في الحلقات القرآنية هي مجموعة القيم العليا والصفات الفاضلة التي يغرسها المعلم في نفوس طلابه من خلال الممارسة اللفظية أو السلوكية ينعكس أثرها على الجوارح سلوكاً حسنا ًمحمود ا،وهذا يعني تعويد طلاب الحلقات على الأخلاق الفاضلة،والشيم الحميدة حتى تصير له ملكات راسخة وصفات ثابتة يسعد بها في الدنيا والآخرة .
إن مانلاحظه اليوم على سلوكيات طلاب الحلقات ومانسمعه من ألفاظهم ونراه في تعاملهم من مخالفات جاء نتيجة إهمال التربية الخلقية مع أن الأصل في طلاب الحلقات أن يكون خلقهم القرآن،ولو تأملنا ما يوجد في دورات المياه من كلام بذئ ساقط لاتضح لنا خطر التفريط في الوظيفة الأخلاقية .
__________
(1) الفيروزآبادي،القاموس المحيط،بيروت ،الموسوعة العربية،للطباعة والنشر، ج3، ص236 .
(2) ابن حجر، فتح البارئ،ج10، ص471.(10/23)
إن تنمية الجانب الأخلاقي تحتاج إلى تعليم وتبصير وخير من يسهم في تحقيق ذلك بعد الأسرة هي الحلقات القرآنية وقد حث الإمام فخر الدين الرازي على الجمع بين التعليم والتزكية في قوله تعالى:" يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم"(1) ونصه"اعلم أن كمال حال الإنسان في أمرين هما أن يعرف الحق لذاته،والثاني،أن يعرف الخير لأجل العمل به فإن أخل بشىء من هذين الأمرين لم يكن طاهرا من الرذائل ولم يكن زكياً عنها"(2)ومانشاهده اليوم لدى كثير من طلاب الحلقات القرآنية يؤكد هذه الحقيقة .
4- الوظيفة الاجتماعية :
ولما كان الإنسان إجتماعي بطبعه وبحاجة إلى إشباع الجوع الاجتماعي لديه صغيراً كان أوكبيراً أمراً ضرورياً في بناء شخصيته جاء اجتماع التلاميذ في الحلقات القرآنية محققاً لهذه الوظيفة من خلال قيام المعلم بالتوجيه وبناء العلاقات بينهم؛سواء علاقتهم بالمعلمين أو بإمام المسجد أو المصلين أو الآباء أو علاقتهم ببعضهم حتى يتحقق الوصف النبوي "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد "(3) وقد أكد القدماء أهمية هذا الجانب حيث قالوا "إن الإنسان محتاج إلى صديق عند حسن الحال ،وعند سوء الحال ، فعند سوء الحال يحتاج إلى معونة الأصدقاء؛وعند حسن الحال يحتاج إلى المؤانسة وإلى من يحسن إليه " (4).
وفي ظني أن إكساب التلميذ في الحلقات القرآنية الآداب الاجتماعية مثل آداب التحية والسلام،والتعامل مع الآخرين،واللباس،وآداب الدخول والخروج،وآداب المسجد،وآداب الحديث وغيرها من الآداب الإجتماعيةأمر ذا بال،ولا ينبغي إهماله بحال من الأحوال، بحجة الخوف من التسييس التربوي .
__________
(1) سورة البقرة آية129.
(2) فخر الدين الرازي،التفسير الكبير،ج4، القاهرة، المطبعة البهية المصرية، 1933ه،ص74.
(3) صحيح مسلم، كتاب البرب والصلة والآداب، ج4، ص2000 ، ح(2586 ) .
(4) ابن مسكويه، تهذيب الأخلاق، مرجع سابق،ص142 .(10/24)
5- الوظيفة العقلية:
يعد الجانب العقلي من مكونات الشخصية المهمة فهو المحرك لجميع البدن، يقول ابن القيم:" إن العقل ملك والبدن روحه وحواسه وحركاته كلها رعية له،فإذا ضعف عن القيام عليها وتعهدها وصل الخلل إليها كلها" (1)وبالعقل يقوم المتعلم بمختلف عملياته العقلية مثل عملية الإدراك،والتعلم،والتعرف والفهم،ولذلك قال ابن المبارك عندما سئل ما أفضل ما أعطى الرجل بعد الإسلام قال:"العقل" (2) وتربية هذا الجانب يتم من خلال تنمية القدرات العقلية للفرد، كالقدرة اللغوية،والقدرة الرياضية،والقدرة على الإستنباط والإستدلال والقدرة على الملاحظة،والنقد الهادف، والتحليل الموضوعي وتنمية العمليات العقلية المختلفة مثل عمليات الإدراك والحفظ والتذكر والتحليل وسرعة التذكر والإسترجاع وعمليات مقاومة النسيان،وتنمية العادات ولاتجاهات ذات الارتباط بالناحية العقلية كحب المعرفة والاستطلاع والقراءة والكتابة ومهارة التفكير،وتوعية التلميذ بالمؤثرات التي تضعف هذه القدرات (3) .
__________
(1) ابن القيم، مفتاح دار السعادة، مطبعة دائرة المعارف النظامية ، ص117 .
(2) ابن القيم، روضة المحبين ونزهة المشتاقين، القاهرة، المكتبة التجارية الكبرى، 1956م، ص16 .
(3) عبدالرحمن حجر الغامدي ، الجوانب المكونة لشخصية المسلم، الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية، عدد (5) 1416هـ، ص21 .(10/25)
إن تنمية هذه الجوانب لدى المتعلم في الحلقات القرآنية يخرج أجيالاً واعية قوية علمياً لايمكن أن تتأثر بعوامل الضعف العقلي لأن العقل يساعد الفرد على التمييز بين الخير والشر،والحسن والقبيح،والفضيلة والرذيلة،والخطأ والصواب فهو المرآة التي يعرف بها الحسن والقبيح " (1)، ولما كان العقل إحدى السمات التي يتميز بها الإنسان عن المخلوقات؛فإنه بالعقل يستطيع الإنسان أن يوظف الحقائق العلمية توظيفاً ملائماً.
وأهم مايقوم به العقل أن يستثمر العلم لغرس الإيمان بالله عز وجل في نفوس الأجيال (2) الأمر الذي يعطي للفرد فرصة التدبر والتأمل في الفكر الوافدفيكون الحكم عليه من حيث الصواب أوالخطأمن خلال معطيات التربية العقلية فلم يعد قابلاً لكل واحد بل إكتسب معياراً يحكمه فيما يعرض عليه فيصبح الفرد المسلم يتعامل مع متغيرات العصر ومنها الغزو الثقافي حسب التربية العقلية المرتبطة بالتربية الإيمانية التي هدفها تحقيق العبودية لله عز وجل والقيام بما أوجب والإبتعاد عن كل ما نهى عنه وحذر منه.
6- الوظيفة النفسية :
__________
(1) مقداد يالجن، التربية الأخلاقية الإسلامية ، القاهرة، مكتبة الخانجي، 1397هـ، ص539 .
(2) عبدالرحمن صالح عبدالله،دراسات في الفكر التربوي الإسلامي،بيروت،مؤسسة الرسالة،1417،ص 165.(10/26)
تبرز أهمية هذه الوظيفة كونها من العوامل المهمة في تكوين شخصية الفرد وطلاب الحلقات القرآنية أحوج الناس إلى هذه الرعاية النفسية لاسيما في واقعنا المعاصر الذي يتسم بالتغيرات السريعة وضغوط الحياة،وتناقضات المجتمع، الأمر الذي يجعل الرعاية النفسية تساعد الفرد على بناء اتجاهات نفسية سليمة نحو نفسه ونحو الناس ونحو الحياة كما أن للمتعلم في الحلقات القرآنية احتياجات نفسية ينبغي على القائمين على الحلقات القرآنية مراعاتها والعمل على إشباعها وعدم مصادمتها لما لذلك من أثر إيجابي على الحفظ والمراجعة والإستماع إضافة إلى أن هذه الحاجات إذا لم تشبع بطريقة مشروعة فقد تشبع بطريقة خاطئة، الأمر الذي يؤدي إلى انحراف التلميذ وجنوحه؛ومن هنا جاءت ضرورة إشباع حاجته إلى الأمن،والحب والمحبة،والرعاية التربوية والتوجيه،والحاجة والحاجة إلى التقدير الاجتماعي والنجاح واحترام الذات والترويح التربوي الهادف .
7- الوظيفة التعليمية:
تقوم الحلقات القرآنية بمهمة كبيرة وجهد متواصل في تعليم التلاميذ القرآن الكريم؛ حيث يتم تعليم التلاميذ التلاوة الصحيحة ،وتعريفهم بالمصطلحات التي أجمع عليها أئمة القراءات المتواترة،وتعريفهم بالضوابط الثابتة في المصحف التي ينبغي مراعاتها عند القراءة إضافة إلى تقديم المعلومات اللازمة من أحكام التجويد المختلفة؛ ويمكن أن نلخص الوظيفة التعليمية للحلقات القرآنية فيما يلي:
1_ إتقان التلاميذ لتلاوة القرآن الكريم.
2- إلمام التلميذ بالمعنى الإجمالي للآيات التي يقرأها ويحفظها .
3- القدرة على النطق وإتقان اللغة العربية لغة القرآن الكريم.
4- زيادة ثروة الإنسان من الألفاظ اللغوية .
5- التعرف على أسباب نزول الآية أو السورة .
6- التعرف على الأحكام العقدية والفقهية بإيجاز .(10/27)
ولكي تتحق هذه الوظيفة بطريقة صحيحة وفاعلة فإنه يلزمنا الاهتمام بالتربية والتأديب في الحلقات القرآنية اليوم أكثر من أي وقت مضى نظرا لأن دائرة الانحراف بدأت تتسع في المجتمعات المعاصرة،الأمر الذي يتطلب التربية داخل الحلقات القرآنية لأن الاقتصار على الحفظ قد لايحقق الأهداف التربوية للحلقات القرآنية وبالتالي يضعف حفظ التلميذ، والواجب الجمع بين حفظ القرآن والتأديب التربوي حتى يتخرج من هذه الحلقات حفَّاظاً متقنين للتلاوة عاملين بآداب القرآن الكريم.
ولما كان القرآن الكريم كتاب هذه الأمة،وهاديها ودليلها إلى درجات الرقي والسمو الديني والعقدي والعقلي والنفسي،وهو الدستور الذي يحكم حركة الفرد والمجتمع وجب على القائمين على أمر التعليم سواء في مراحل التعليم المختلفة أو الحلقات القرآنية أن يحرصوا على تلقينه للأجيال،وتربيتهم على أخلاقه، إضافة إلى بيان معانيه وأحكامه ومجالات تحكيمه والدروس التربوية المستفادة من آياته وكيف يتم تطبيقها في حياة الفرد والمجتمع.
إن تدريس القرآن بعيدا عن هذا المعنى يخالف منطوق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "الدين النصيحة" حيث أن النصيحة لكتاب تعني إن الطالب الذي يُلزم بالاقتصار على حفظ القرآن الكريم،والمعلم الذي يُمنع من بيان معان آيات ما يتلوا من كتاب الله كما تنص على ذلك التعليمات الرسمية للجمعيات بذلك يتعارض مع النصيحة لكتاب الله تعالى،ويحقق تطلعات التغريب التربوي لاسيما إذا كانت المبررات غير مقنعة أو الإقتراحات قدّمت من أناس لايفقهون طبيعة الإنسان النفسية وحاجاته التربوية ومقتضيات العمل التربوي في مجال التعليم القرآنى بخاصة والتعليم بعامة .(10/28)
وعليه فإن الاقتصار على حفظ القرآن دون فهمه، إضافة إلى منع الأنشطة المصاحبة للتعليم القرآني في الحلقات القرآنية سوف يجعل القرآن الكريم كتاب تلاوة موسمية في يوم الجمعة أوفي شهر رمضان وليس له أثر في سلوك الفرد أو حركة المجتمع.
المبحث الثالث : أهمية التأديب التربوي في الحلقات القرآنية :
يعد التأديب التربوي من القضايا المهمة التي يحتاج إليها الناشئ في كل زمان ومكان لأنه من متطلبات مرحلة التعليم في الحلقة القرآنية الذي يعزز مالدى الناشئ من سلوكيات حسنة، ويعالج مالديه من أخلاقيات ضارة، ويعدل كل سلوك خاطئ يحتاج إلى تعديل وتصحيح .
ولما كانت الحلقات القرآنية أحد المحاضن التربوية التي تكمل أدوار البيئات التربوية الأخرى فإنه يلزم القائمين عليها والعاملين فيها التأكيد على مبدأ التأديب التربوي في مرحلة الحلقة القرآنية فيتجاوب مع التوجيهات الصادرة إليه من معلمي الحلقة لاسيما إذا كانت مصحوبة بالثواب والتشجيع والقبول والتقدير الإجتماعي .
إن الحلقة القرآنية التي يصبح شعارها التأديب التربوي والحفظ المتقن سوف يتقدم التلميذ في الحفظ ويزيد عنده التفاعل مع المواقف المختلفة داخل الحلقة، بل سوف يترك مالديه من سلوكيات خاطئة تكونت نتيجة التربية الأسرية،وكانت وصايا القدماء التأكيد على دمج الحفز التربوي بالتأديب في بيئة التعليم كلما تقدم المتعلم في الحفظ والتمسك بحسن الخلق يقول الحاج العبدري :" مهما ظهر من الصبي من خلق جميل وفعل محمود فينبغي أن يكرم عليه، ويجازى عليه بما يفرح به، ويمدح بين أظهر الناس " سواء بطريقة مباشرة أوغير مباشرة .(10/29)
ولما كان التأديب التربوي وسيلة لتحلية النفس بالأخلاق الحسنة والصفات الطيبة فقد أولى منهج التربية الإسلامية هذا الأمر حقه من العناية، ورتب على ذلك الأجر والثواب يقول الإمام البخاري في مقدمة كتاب الأدب المفرد للإمام البخاري عن التأديب يطلق على تعليم رياضة النفس ومحاسن الأخلاق " (1) .
والدارس لتاريخ المؤدبين يلحظ عنايتهم بالجمع بين تعليم القرآن وتربية النفوس بالأخلاق ،ذكر ابن خلدون في مقدمته أن هارون الرشيد لما دفع ولده الأمين إلى المؤدب قال له: "ياأحمد إن أمير المؤمنين قد دفع إليك مهمة نفسه وثمرة قلبه فصبر يدك عليه مبسوطة وطاعتك له واجبة أقرئه القرآن،وعرفه الأخبار،وروه الأشعار،وعلمه السنن، وبصره بموقع الكلام وبدئه،وامنعه من الضحك إلاّ في أوقاته،ولاتمرّن بك ساعة إلاّوأنت مغتنم فائدة تفيده إياها من غير أن تحزنه فتميت ذهنه،ولاتمعن في مسامحته فيستحي الفراغ ويألفه وقومه ماستطعت بالقرب والملاينة فإن أباها فعليك بالشدة والغلظة" (2).
ومن هذا النص يتضح لنا أهمية الجمع بين التعليم القرآني والتأديب التربوي حتى يصبح التلميذشخصية متكاملة حيث أن التأديب التربوي سلوك حضاري مطلوب لإقامة المجتمع الصالح .وإنه من الدعامات الأساسية التي تحقق أهداف الحلقات القرآنية في واقعنا المعاصر الذي كثرت فيه الشبهات والشهوات .
__________
(1) الإمام البخاري، صحيح الأدب المفرد، الرياض، دار الحاني، 1409ه، ص7 .
(2) ابن خلدون ،المقدمة، (فصّل في أن الشدة على المتعلمين مضرّة بهم) ص 464.(10/30)
إن رفع شعار التأديب التربوي في الحلقات القرآنية سوف يثمر رياضة نفوس الطلاب، وطهارة قلوبهم وحفظ أوقاتهم بل يدفعهم إلى حفظ الحدود وترك الشهوات وإجتناب الشبهات وتجديد الطاعات المسارعة إلى الخيرات،وحفظ القرآن والعمل به والتخلص من كل سلوك خاطئ والعمل بمقتضى ما يتعلمون داخل هذه الحلقات القرآنية؛ ولذلك قال السلف" عن إلىكثيرمن الأدب أحوج إلى كثير من الحديث "(1).
والباحث يؤكد أهمية التأديب التربوي في الحلقات نظراً لكثرة السلوكيات الخاطئة بل والإنحرافات الخلقية التي ذكرها المعلمون عن طلابهم حيث وزعت إستبانة على عدد من المدرسين وطالبتهم بحصر المشكلات المنتشرة بين الطلاب الأمر الذي جعلني أؤكد على ضرورة التأديب التربوي في الحلقات وتخصيص الوقت المناسب والجهد والدعم لهذا الأمر لأن وجود مثل تلك المشكلات تقف عائقاً أمام تحقيق أهداف الحلقات بل يخشى الباحث أن تتحول هذه الحلقات إلى بيئات لنقل السلوكيات الخاطئة من الطلاب المنحرفين إلى الطلاب الصالحين وعليه فإن التأديب التربوي سوف يكون الوسيلة التي تحافظ أخلاق التلاميذ،واستمرار الإستقامة والصلاح بينهم وتسود المحبة وترسَّخ الأداب والفضائل بين طلاب الحلقات القرآنية ويصبح الأدب عندهم يقوم على ثلاث أسس كما وضحها ابن القيم -رحمه الله- وهم "الأدب مع الله والذي يتمثل في معرفة ربوبيته،وعمل بطاعته والحمد لله على السراء والصبر على الضراء والذي لايستقيم لأحد إلاّبمعرفة الله بأسمائه وصفاته ومعرفته بدينه وشرعه وما يحب وما يكره،ونفس مستعدة قابلة لينة متهيئة لقبول الحق علماً وعملاً .
وأما الثاني فهو الأدب مع الرسول الله صلى الله عليه وسلم فهو كما التسليم له والإنقياد لأوامره وتلقي خبره بالقبول والتصديق.
__________
(1) أسامة بن منقذ ،لباب الآداب، تحقيق: أحمد شاكر،دار الكتب السلفية 1407ه.(10/31)
أما الأدب مع الخلق فهو متفاوت فمع الوالدين أدب خاص به،ومع العالم أدب غير أدبه مع أصحابه وذويه ،ومع الضيف أدب غير أدبه مع أهل بيته.
وأخيراً الأدب مع النفس فهو أيضاً متفاوت فللأكل آدابه،وللشرب آدابه،وللركوب والدخول والخروج والسفر والإقامة والنوم وآداب الكلام آداب وللسكوت وللإستماع آداب " (1) .
فهذه مظاهر التأديب التربوي التي تعكس أهمية تربية طلاب الحلقات حتى تتهذب أخلاقهم،وتنموا في نفوسهم الفضيلة ويعتادون الأدآب الحسنة حتى يقوموا بواجبهم نحو ربهم ورسولهمم ودينهم ومجتمعهم ونفوسهم لأنه إذا عوّد التلميذ عن الخير ورُبِيَ عليه سعد في الدنيا والأخرة لأن التلميذ يحتاج إلى المعايير السلوكية في هذه المرحلة والتي تبنى من خلال التعاليم الدينية بالإلتزام بالدين عقيدة وسلوك ومنهاج حياة.
تعريف التأديب التربوي :
جاء في تعريف التأديب التربوي عند أهل اللغة بأنه أدب النفس أوأدب الدرس، ويقول ابن منظور :"الأدب الذي يتأدب به الأديب من الناس سمى أدباً،لأنه يأدب الناس إلى المحامد وينهاهم عن المقابح " (2) .
أما تعريف التأديب عند بعض علماء المسلمين،فيقول ابن حجر –رحمه الله – " والأدب استعمال مايحمد قولاً وفعلاً وعبر عنه بأخذ مكارم الأخلاق، وقيل الوقوف على المستحسنات وقيل هو تعظيم من فوقك والرفق بمن هو دونك "(3) .
وعرف التأديب ابن القيم بقوله:"وعلم التأديب هو علم إصلاح اللسان والخطاب وإصابة مواقعه، وتحسين ألفاظه وصيانته عن الخطأ والخلل، وهو شعبة من الأدب العام، وحقيقة الأدب استعمال الخلق الجميل " (4) .
__________
(1) ابن القيم، مدارج السالكين، مرجع سابق، ج2، ص376 –381 .
(2) ابن منظور، لسان العرب، ج1، ص206 .
(3) ابن حجر، فتح الباري، ج13، ص3 .
(4) ابن القيم الجوزية ، مدارج السالكين، ج2، ص376 .(10/32)
أما تعريف التأديب عند ابن المبارك فقد نقل عنه ابن القيم قوله :" وقد أكثر الناس في الأدب ونحن نقول أن معرفة النفس ورعوناتها، وتجنب تلك الرعونات والأخلاق السيئة" (1) .
ويعرف الماوردي التأديب التربوي بقوله :" اعلم أن النفس مجبولة على شيم مهملة، وأخلاق مرسلة،ولايستغنى محمودها عن التأديب،ولايكتفى بالمرض منها عن التهذيب" (2) .
وهذا يدل على عناية السلف الصالح بالتأديب التربوي لماله من آثار صالحة، قال الماوردي :"يكتسب المتعلم من الأدب الصالح العقل النافذ،ومن العقل النافذ حسن العادة ،ومن حسن العادة الطباع المحمودة، ومن الطباع المحمودة العمل الصالح، ومن العمل الصالح رضى الرب "(3) .
وفي ضوء ماسبق يتضح لنا أن تعريف الأدب مرتبط بالجوانب التربوية الأخلاقية والإجتماعية التي تتضمن الفضائل الأخلاقية السلوكية التي يجب أن يتحلى بها الفرد في نفسه ، وتقدم له في المحاضن التربوية بما يتناسب مع قدراته وميوله،وعليه فالباحث يعرّف التأديب التربوي في الحلقات القرآنية بأنه الجمع بين تربية التلاميذ في الحلقات القرآنية على الأخلاق الحسنة وتطهيرهم من السلوكيات المنحرفة مع تعلم أحكام التلاوة وحفظ القرآن دون الإقتصار على أحدهما
المبحث الرابع : معالم التأديب التربوي في الحلقات القرآنية :
__________
(1) المرجع السابق، ص381 .
(2) الماوردي، أدب الدنيا والدين، ص226 .
(3) الماوردي، نصيحة الملوك، تحقيق: محمد الخضر، ص17 .(10/33)
سوف نتحدث في هذا المبحث عن بعض معالم التأديب التربوي للحلقات القرآنية، حيث أنه من الوسائل المساعدة على حفظ القرآن الكريم والتخلق بأخلاقه، والحصول على السعادة التي تنال بتزكية النفس وتكميلها، وإن تكميلها يكون باكتساب الفضائل، ولذلك لابد من معرفة الفضائل جملة وتفصيلا (1) وقياساً على ذلك فإن الحفظ المتين الدائم لن يتحقق إلّا بالتأديب التربوي،وقدكان القدماء يوصون بأن يتعلم الطفل بالكتّاب أحاديث الأخبار وحكايات الأبرار وأحوالهم ثم بعض الأحكام الدينية (2)،وبناء على ماسبق فهذه بعض المعالم للتأديب التربوي في الحلقات القرآنية .
1- الحلقات القرآنية مكان للتعليم والتأديب والتهذيب:
ينبغي أن يتجاوز التعليم في الحلقات القرآنية أبعاده التعيلمية المعاصرة في الاقتصارعلىحفظ القرآن ويتسع في أنشطته وأساليبه ويصبح مرادفاً للتأديب أو التهذيب لأن الإنضمام إلى الحلقات القرآنية في عصرنا هذا لم يعد كافياً الاقتصار على الحفظ والتسميع فقط بل يجب أن يصبح التعليم في الحلقات تربية سلوكية تعمل من أجل بلوغ التلميذ كماله الأخلاقي بمساعدة المعلم في الحلقة،والبرامج التربوية المصاحبةفهو يحتاج من يعرّفه بالفضائل الأخلاقية يقول القابسي"أن الصبي لايفهم فضائل نفسه أولايستطيع معرفة نفسه واستخراج الفضائل بذاته"(3)وبهذا تصبح الحلقات القرآنية محاضن تربوية يجد التلميذ فيها التوجيه والتهذيب وإخراج الأخلاق السيئة وغرس الأخلاق الحسنة فينضج المتعلم معرفياً ونفسياً وخلقياً فيصبح متطبعاً بالأخلاق الحسنة وهذا سوف يجعله مهيئاً للحفظ ومواظباً عليه.
__________
(1) محمود قمبر، دراسات تراثية في التربية الإسلامية، الدوحة ، دار الثقافة، ص252 .
(2) الغزالي، إحياء علوم الدين، ج3، القاهرة، مطبعة مصر، ص57 .
(3) أحمد الأهواني،التربية في الإسلام،ص124.(10/34)
وعندما يؤكد الباحث أهمية التأديب فلأن"الولد يأخذ من مؤدبه الأخلاق والشمائل والآداب والعادات أكثر مما يأخذ من والده،لأن مجالسته له أكثر ومدارسته معه أطول،والولد قد أمر حيث سلم إليه بالإقتداء به جملة،وإذا كان هكذا،فيجب ألاّ يقتصر من المعلم والمؤدب على أن يكون قارئاً للقرآن،وحافظا ًللغة...حتى يكون تقياً ورعاً دنياً فاضل الأخلاق أديب النفس نقي الجيب"(1)وهذا يؤكد أن لمعلم القرآن وللحلقة القرآنية بعداً تربوياً يجب أن يتم في الحلقات القرآنية، ولقد كان السلف يؤكدون على الصفات الخلقية للمعلم بل يجعلونها مقدمة على صفاته العلمية باعتبار أن تأثيره بأخلاقه يسبق تأثيره بمعلوماته قال الأعمش"كان الناس يتعلمون من الفقيه كل شيء حتى لباسه ونعليه"وكانوا يقولون"دين الصبي على دين معلمه" (2) .
وتعد الحلقات القرآنية أهم المحاضن التربوية في الواقع المعاصر للأجيال المسلمة ،حيث تسهم في توجيههم وحمايتهم من الشهوات والشبهات التي كثرت في هذا العصر بصورة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الأمة الإسلامية، الأمر الذي يتطلب تحصين الطلاب من هذه المتغيرات التي تحاصرهم في كل مكان .
إن تربية التلاميذ على القرآن الكريم هو الأسلوب الأمثل لحماية الجيل المسلم لأن القرآن الكريم في الأمة الإسلامية روحها الذي تحيا به أمام تيار العولمة والتغريب وعن طريقة يسهل عودة الأمة إلى كتابها ومنبع عزها وفخرها .
__________
(1) ابن مفلح ، الآداب الشرعية والمنح الرعية، القاهرة، مكتبة ابن تيمية، ج2، ص159 .
(2) المرجع السابق، ص159 .(10/35)
ومن وسائل تحقيق هذا الأمر العناية بالتأديب التربوي في الحلقات القرآنية وتوسييع مجالات التربية فيها وعدم الاقتصار على مجال واحد فحسب حتى تصبح الحلقات ذات أثر فاعل في حركة المجتمع وبالتالي تؤدي دورها في تعليم القرآن الكريم.كما هو واقع الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمملكة العربية السعودية والتي يلتحق بها مئات الآلاف من الراغبين في حفظ القرآن وتعلمه حيث انتشرت بحمد الله في أرجاء المملكة، وهناك حلقات تقوم بالمهمة نفسها مباشرة في كل بقاع الدنيا الأمر الذي يتطلب ضرورة التقويم لبرامج الحلقات،وأساليب التحفيظ نظراً للمتغيرت الطارئة على المجتمع، والإنفتاح الثقافي والمعرفي الذي لم يسلم منه مجتمع،فالواجب على القائمين على أمر الحلقات القرآنية أن يتجاوزوا هذا الواقع وهم يواجهون هذه المتغيرات المتلاحقة في العالم،فيعملوا على إعادة النظر في وظيفة الحلقات القرآنية وبرامجها وأساليبها حتى تساير العصر وتواكب التطور ولاتبقى كما هي حال الكثير من الحلقات اليوم.
2- الجمع بين الحفظ والفهم :
إننا نحتاج إلى التجديد في الأسلوب الأمثل للحفظ وذلك من خلال بيان آليات خاصة،وتهيئة ظروف مناسبة لإنعاش الحفظ وتنميته، والواقع أن علماء المسلمين سبقوا واجتهدوا في كشف وتحديد تقنيات التحفيظ التي تعين الذاكرة في عمليات التخزين والتثبيت والتذكر "(1)
__________
(1) محمد السيد الزعبلاوي،طرق تدريس القرآن الكريم،الرياض،مكتبة التوبة،1417ه،ص114.(10/36)
ولعل من الآليات المناسبة التي يجب أن يعتني بها القائمون بالحفظ هو الجمع بين فهم النص والحفظ حسب قدرات المتعلمين وذلك أن عملية الحفظ إحدى عمليات العقل العليا،يقوم فيها المتعلم بمحاولات عدة ويبذل فيها جهداً كبيراً حتى يصل إلى استظهار الآيات المرغوب حفظها فإذا توفر فيها عامل الفهم للنص المرغوب حفظه فسوف يتحقق أمران مهمان وضروريان للحفظ في الحلقات القرآنية هما: سهولة عملية الحفظ،وثبات مدة الحفظ لدى طلاب الحلقات القرآنية مدة طويلة.(10/37)
وبهذا يتضح لنا أهمية ما تنادى به المدرسة القرآنية المعاصرة من ضرورة سبق عمليات الحفظ بعملية الفهم لآيات القرآن الكريم وتتبع سياق موضوعات السورة،وذلك خلافاً لما استمرت عليه المدرسة القرآنية (الكتّاب) حيث كان المحفّظون يركزون على حفظ الآيات القرآنية دون العناية بمعانيها وأهدافها مما يعرف المادة المحفوظة للنسيان(1) ويؤكد الباحث على هذا الأمر لأنه يجمع بين ماكانت عليه المدرسة القرآنية في العصور المبكرة للأمة الإسلامية حيث كانوا يجمعون بين الحفظ والفهم ولايتجاوز أحدهم العشر الآيات حتى يعلم مافيها من العلم والعمل، أما الأمر الثاني الذي يؤكد أهمية هذا الأسلوب فإن الدراسات التجريبية الميدانية التي أجريت للتعرف على مدى تحقق الحفظ القائم على أساس فهم النص؛فقد دلت تلك الدراسات على أن الحفظ والاسترجاع نشاطان متصلان اتصالاً وثيقا ًفكل ما يعلم عن الحفظ ييسر الاحتفاظ، أما الحفظ عن ظهر قلب أواستظهار مادة غير ذات معنى أكثر مايكون تعرضاً للتناقص من المادة المفهومة"(2)، وقد حث الأقدمون على الحفظ مع الفهم لأن فهم معاني القرآن وتفسير آياته بما يتناسب مع نمو المتعلم ودرجة إدراكه،واستيعابه معاني الآيات فإن الحفظ مع الفهم لمعاني الآيات وأسباب النزول سوف يرسخ في عقله وقلبه ويختلط باللحم والدم،الذي يدعوا إلى التطبيق الواعي،والحفظ المبصر.
__________
(1) المرجع السابق، ص114 .
(2) محمد خير عرقسوس وآخرون،التعلم نفسياً وتربوياً،الرياض،دار اللواء للنشر،ص285.(10/38)
وفي ذلك يقول ابن الجوزي رحمه الله"لما كان القرآن العزيز أشرف العلوم،كان الفهم لمعانيه أرفع الفهوم؛لأن شرف العلم بشرف المعلوم "(1)، وقال في موضع آخر وهو الآباء في أسلوب تعليم أولادهم القرآن"باعتبار أن أول ماينبغي أن يكلف به هو حفظ القرآن الكريم فقال"فيبتدى بالقرآن وحفظه وتفسيره نظراً متوسطاًًً لايخفى عليه بذلك شئ"(2)
ويؤكد الباحث ضرورة فهم معاني مايحفظ التلميذ بصورة مبسطة لأن الطريقة الصحيحة عند القدماء والمتأخرين تجمع بين الحفظ والفهم الذي يثمر في نهاية الأمر الحفظ الواعي والتطبيق العملي الذي يعين على تطهير النفس وتزكيتها وتقويم سلوكها بما يتوافق مع مع مبادئ الإسلام التي جاءت مفصلة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، يقول ابن الجوزي مؤكداً على أن حفظ الطفل للقرآن لابد أن يصاحبه فهم حقيقته كما أرادها الله عز وجل"المراد حفظ القرآن،وتقويم ألفاظه ثم فهمه ثم العمل به ثم الإقبال على مايصلح النفس ويطهر أخلاقها ثم التشاغل بالمهم من علوم الشرع"(3)وبهذا يحصل لنا الجمع بين طريقة القدماء الصحيحة في حفظ القرآن الكريم وتعلمه في الحلقات القرآنية وبين مادلت عليه الدراسات المعاصرة التي أكدت أهمية الفهم مع الحفظ وضرورته .
3- مراعاة الخصائص العمرية للمتعلمين:
__________
(1) ابن الجوزي، زاد المسير في علم التفسير،ج1، ص3 .
(2) ابن الجوزي،صيد الخاطر ص169.
(3) ابن الجوزي،تلبيس إبليس،ص112(10/39)
إن قدرة التلاميذ في الحلقات القرآنية على الحفظ والتسميع تختلف من شخص لآخر وهذا يعني أن اختلاف التلاميذ يستلزم اختلاف الوسائل وعليه فواجب القائمين على الحلقات القرآنية إعادة النظر في الأساليب التعليمية بحيث تكون الوسائل متناسبة مع خصائص المتعلمين لأن قدرات الطلاب على الحفظ تختلف من تلميذ إلى آخر كما أنها تختلف مع التلميذ ذاته في المراحل العمرية المختلفة الخصائص؛الأمر الذي يجعل بعض التلاميذ يتميزون بقوة الحافظة، وبعضهم متوسطون في الحفظ والتذكر وهم في الغالب يشكلون السواد الأعظم من التلاميذ،والبعض الآخر بطئ بطبعه أو الأسباب خارجية فيصعب عليه الحفظ حيث أن الناس"يتفاوتون في ذلك؛فمنهم من يثبت معه المحفوظ مع قلة التكرار،ومنها المحفوظ"(1).وعليه فإن التلميذ هو المستهدف لذلك وجب مراعاة هذا الجانب حيث أن الحلقات القرآنية "لاتحقق النجاح إذا تجاهلت تكوين الأفراد الذين تتفاعل معهم،ولم تدرك ما يمتازون به من مواهب واستعدادات،وما بينهم من فرروق في الجسم والعقل والانفعال والتجارب"(2)
__________
(1) ليلى عبد الرشيد عكار،آراء ابن الجوزي التربوية،منشورات أمانة للنشر، 1419ه،ص2
(2) عبد الحميد الهاشمي،الفروق الفردية، ص3.(10/40)
وفي ضوء ماسبق فالواجب التنويع في برامج الحلقات القرآنية وطرق الحفظ،وأساليب التعامل بمايتوافق مع التلاميذ فتغدوا الحلقات القرآنية محاضن تربوية فاعلة يجد فيها كل تلميذ ما يناسبه فإذا فاته الحفظ لكامل القرآن،لم يفته الأدب والخلق وحسن التعامل،وقد اتفق القدماء والمعاصرون على ضرورة مراعاة ميول التلميذ وخصائصه وجعلها أساساً في تعليمه لإنجاح المتعلم في أي عمل يساعد على النجاح في غيره من الأعمال،فالنجاح يؤدي إلى النجاح لأن ليس"كل صناعة الصبي مختلفة له ولكن ماشاكل طبعه وناسبه وإنه لو كانت الأدب والصناعات نجيب بالطلب والمرام،دون المشاكلة والمداومة ماكان أحد غفلاًمن الأدب وعارياً من صناعة،وإذن لأجمع الناس كلهم على اختيار أشرف الآداب....ولذلك ينبض لمربي الصبي إذا رام اختيار صناعة أن يزيد أولاً طبع الصبي ويسير قريحته ويختبر ذكائه،فيختار له الصناعات بحسب ذلك"(1).
__________
(1) ابن خلدون،المقدمة،ص494.(10/41)
وهذا يعني أن واجب معلم القرآن في الحلقات القرآنية مراعاة ميول ورغبة التلميذ؛ فيعمل على تحقيقها بقدر المستطاع ولايكون التركيز على الحفظ فقط دون الجوانب التربوية الأخرى فليس كل الطلاب لديهم القدرة والرغبة على الحفظ الكامل،وعليه فالواجب أن تصبح الحلقات القرآنية بيئات تربوية يتعلم التلاميذ فيها مايستطيعون حفظه وفهمه وما يتناسب مع إدراكهم وقدراتهم ومايشبع ميولهم ورغباتهم وحاجاتهم فكل متعلم ميسر لما خلق له؛ وتقام حلقات قرآنية متميزة للطلاب الذين لديهم الرغبة والقدرة على الحفظ إما أن يعامل الطلاب جميعاً معاملة واحدة، ويحدد للجميع هدف واحد فهذا في ظني يشبه حال الذي يخرج السمك من الماء ويضعه على الرمل، وعليه فإن من وسائل علاج النسيان لحفاظ القرآن "الربط بين آيات القرآن الكريم وبين حاجات التلميذ الشخصية والثقافيةوالتعليمية وأنماط السلوك والآداب الاجتماعية أوعى إلى تثبيت مايحفظ من القرآن الكريم في أذهان التلاميذ ذلك أن الاتجاهات والمبادئ والأفكار أعصى على النسيان من الوقائع والمعلومات"(1).
4- الاهتمام بإثارة الدافعية والرغبة الذاتية في الحفظ لدى المتعلم:
يجد الكثير من الطلاب صعوبة في الحفظ بل ربما يجد البعض صعوبة في حفظ مايطلب منهم حفظه في الحلقات القرآنية وسبب ذلك ليس ضعف القدرات العقلية أو ضعف حافظة المتعلم في الغالب وإنما السبب في ذلك هو ضعف الدافعية أو الرغبة الذاتية لدى المتعلم؛الأمر الذي يجعل التلميذ لايقبل على الحفظ والتعلم بسبب ضعف الرغبة والعزيمةلأن غالب التلاميذ يأتون إلى الحلقة مدفوعين من آبائهم ثم لايجدون في الحلقة القرآنية مايسيّر تلك البواعث والمستحقات الذاتية حتى بقبل المتعلم على الحفظ والمراجعة والمنافسة في ذلك الميدان.
__________
(1) جابر عبدالحميد، علم النفس التربوي ، ص383 .(10/42)
والباحث يرجع سبب ذلك إلى ضعف هذه الرغبة وعليه فالواجب على المعلم أن يحرص على مراعاة هذا الجانب والبحث عن البواعث التي تدفع المتعلم إلى حفظ القرآن الكريم،وقد دلت الدراسات النفسية المعاصرة على وجود مايحرك الإنسان إلى تحقيق الهدف المحدد والمرغوب تحقيقه وعليه فواجب القائمين على الحلقات القرآنية التأكيد على ضرورة إثارة هذه البواعث لدى التلاميذ والتأكيد عليها حتى يصبح التلميذ مدركاً لهدفه عارفاً بثمرة حفظه،راغباً فيما يحفظ، حيث دلت الدراسات على أن القدرة على استرجاع الخبرات السارة أفضل من القدرة على استرجاع الخبرات المؤلمة وبهذا يتطلب الأمر أن يتم التعلم في بيئة تربوية يغمرها الود والتقدير (1) .
ـ ومن الأمثلة على إثارة مثل هذه الدوافع مايلي:
أ- بيان عظيم الأجر والثواب لحافظ القرآن الكريم في الدنيا والآخرة.
ب- تشجيع التنافس الشريف بين الحفاظ.
ج- إشعار المتعلم بالإنجازات والنجاحات التي حققها في حفظه.
د - إقامة البرامج التربوية والرحلات والزيارات الميدانية للتلاميذ .
إن توفير هذا الجو في الحلقات القرآنية يؤدي إلى التفاعل والحفظ .
5- الأستعانة بجهاز الحاسوب في حفظ القرآن:
لقد أصبح جهازالحاسوب من الوسائل الفعالة في التعلم والحفظ ويوجد برامج متخصصة في هذا الميدان سواءً بكتابة ما تم على الجهاز ثم مقارنته بالآيات القرآنية المخزنة في برامج الحاسوب أو تسجيلها على الجهاز عن طريق الميكرفون ثم الإستماع إلى الصوت المسجل وهذا يحفز على الحفظ لأن المتعلم يأنس لسماع صوته أو عن طريق سماع القراءة من أحد المشائخ أو أكثر ،في ظني أن هذه وسيلة تساعد على الحفظ،وتشجع عليه والقلوب تهيئة برامج مناسبة لهذا المجال أو توفير مثل هذه البرامج وتقديمها للطلاب عن طريق الجمعية برسوم رمزية، مصحوبة ببعض التوجيهات التربوية المناسبة والتي يتم عرضها على الجهاز .
__________
(1) أحمد زكي صالح ،علم النفس التربوي ، ص499 .(10/43)
6- تعويد التلاميذ على التكرار الموزع في الحفظ:
يعتبر أسلوب التكرار أحد أساليب الحفظ الأساسية وبدون التكرار لن يحصل الحفظ المتقن حيث ان التكرار من طرق الحفظ ومقصده التأثير في النفس، وتثبيت المعلومات، وقد أكد الزرنوجي أن الحفظ الموزع أفضل من التكرار المتصل حيث قال"أن التكرار يتبع فيه الطرق الآتية :خمس مرات أول يوم،ثم أربع مرات في اليوم الثاني وثلاث في اليوم الثالث ومرتا في اليوم الرابع ومرة في اليوم الخامس وهذا أدى إلى الحفظ"(1)،ولايعني هذا الاقتصار على خمس مرات بل ربما زاد على ذلك لكن المهم توزيع التكرار من الأكثر إلى الأقل.وهذا الرأي ذهبت إليه علماء التربية الحديثة"(2).
7- إتقان مفهوم التلاوة الحقيقي:
يعتبر إتقان التلاوة بمفهومها الحقيقي إحدى مهمات الحلقات القرآنية، والتلاوة المثمرة هي التي تتضمن مفهوم التلاوة الشامل :
1- التلاوة اللفظية: والمقصود بهذا التلاوة قدرة التلميذ على إتقان التلاوة الصحيحة بدون زيادة أو نقص في أحكام التجويد كما هو متبع عند أهل الاختصاص.
2- تلاوة المعنى: والمقصود بهذه التلاوة تربية التلاميذ في الحلقات القرآنية على التدبر والتفكر في الآيات التي يتلونها ويحفظونها ويسمعونها؛ وهذا الأمر لن يتم إلاّ إذا أدرك التلاميذ معاني الآيات وتفسيرها وأسباب نزولها مع مراعاة قدراتهن ومستوياتهم.
3- التلاوة الحكمية: والمقصود بها ثمرة التلاوة الحفظ داخل الحلقات القرآنية بحيث يلتزم التلاويذ في الحلقات القرآنية بأوامر ونواهي الآيات القرآنية التي حفظوها وسمّعوها وعدم الخروج عنها،ومخالفتها بأقوالهم أوسلوكهم.
8- أساليب التجديد في حفظ القرآن الكريم:
__________
(1) الزرنوجي،تعليم المتعلم وطرق التعليم،ص51.
(2) صالح ذياب الهندي،صورة الطفولة في التربية الإسلامية ،عمان، دار الفكر للنشر والتوزيع,1990م،ص110.(10/44)
يعد استغلال أوقات الإجازات في حفظ القرآن الكريم في بيئة جديدة من التجديد في أساليب حفظ القرآن الكريم، ولقد لاحظت في السنوات الأخيرة بعض المعلمين يختارون الطلاب المتميزين الراغبين في الحفظ فيأتون بهم إلى المسجد الحرام بمكة المكرمة أو المسجد النبوي بالمدينة المنورة أو مكان مناسب حيث ينقطع هذا المعلم مع طلابه طول مدة الإجازة على أن تتخللها فترات للراحة تكون أسبوعية أويعطى إجازة أسبوع بعد نهاية كل شهر ليذهب التلميذ إلى والديه او كانوا بعيدين عن مكان إقامته، وقد استطاع عدد كبير منهم أن يحفظوا ويتقنوا القرآن الكريم، وكانوا يحددون بعض البرامج التربوية المصاحبة بهدف العناية بالجوانب الإيمانية والأخلاقية والتي كان لها أثرها على سلوكهم وحفظهم وتفاعلهم لدرجة أنها أنستهم وتنسيهم وحشة فراق الأهل وغربة المكان .
9- العناية بالتربية الإيمانية في الحلقات القرآنية.(10/45)
يعتبر الاهتمام بالتربية الإيمانية في الحلقات القرآنية أحد الوسائل الفعالة في مواجهة الانحرافات السلوكية حيث أن الحلقة التي تركز على التربية الإيمانية،وتعمل على غرسها في نفوس طلابها منذ التحاقهم بالحلقة القرآنية؛ تؤدي إلى تنمية جوانب شخصياتهم، ومما يساعد على ذلك وجود برامج تربوية تكون مرتبطة بالمسجد الذي يتردد عليه التلميذ سواءً للصلاة أوللدرس أوحفظ القرآن، والتي سوف تثمر شحنة إيمانية لايمكن أن تقف في وجهها أي أفكار انحرافية ويستمر هذا الإيمان يدفع إلى الشعور بالرضى والاقتناع بأن هذه الحياة ليست نهاية المطاف،وبالتالي يعمل على تحقيق الغاية التي خلق من أجلها ويسلم من المشكلات والضغوط المختلفة التي يتعرض لها الإنسان في حياته خاصة في هذا العصر المضطرب والتائه في بحار مظلمة من الأفكار المادية العمياء في مجتمع تكاد تسيطر عليه العلمانية"(1)والتي هي أحد أذرعة الغزو الفكري المتنوع الأوجه والأقنعة.
وبهذا يتضح أن لنا أثر الوسط التربوي الصالح في نجاح التربية الأيمانية مع الحذر من اليأس في البيئة التربوية غير الصالحة، بل إن الواجب على المشرفين والمعلمين وأولياء أمور التلاميذ بذل كل الجهود لتحقيق متطلبات التربية الإيمانية في الحلقات القرآنية، والدارس لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم يلحظ عنايته بهذه التربية في غربة الإسلام الأولى في مرحلة الإعداد والتكوين في مكة وما تبعها من ملامح التربية الشمولية في العهد المدني الذي أثمر التمكين بعد أن تكاملت الأصول الإسلامية وميادينها في المجتمع المدني، وتنوعت أساليب بناء الشخصية المسلمة .
10- عدم التساهل في القبول في الحلقات القرآنية:
__________
(1) حسن عبدالرزاق منصور،الإنتماء والاغتراب،خميس مشيط،دار قبرص للنشر والتوزيع،(د.ت)ص264.(10/46)
إن الذي يتامل واقع الحلقات القرآنية اليوم يجدها مكاناً يجمع أولاد الحي أوالقرية وكأنها تشبه الشارع أوالملعب ، إلّا أنها في المسجد، بل تحولت بعض الحلقات إلى تجمعٍ لمؤانسة الطبع بين الأولاد أو مكاناً يتخلص منه الآباء من أولادهم بعض الوقت حيث يلاحظ فيهم أخلاقيات وسلوكيات وحركات بين التلاميذ لاتليق بأهل القرآن ولاينبغي أن تظهر على شخصياتهم ، والكثير من المعلمين يعانون من مظاهر الإنحراف السلوكي لدى طلاب الحلقات الذين ليس لهم رأي في قبولهم ولايسمح لهم بتخصيص بعض الوقت بتوجيههم وتربيتهم باعتبار أن الحلقة مكاناً للحفظ والتسميع وليس للتربية والتأديب .
وبناء على ماسبق فالواجب عدم التساهل في قبول الطلاب حتى لو اقتصر الأمر على قبول الطلاب الحسنة أخلاقهم وتعاملهم هذا من جانب، ومن جانب آخر الزام أمور التلاميذ بمتابعة أولادهم وزيارة الحلقة لمعرفة واقع التلميذ ماله وماعليه من خلال وجهة نظر المعلم .
11- تعريف التلاميذ بدعائم الحفظ المتين:(1)
يستطيع التلميذ الحفظ والتقدم فيه بيسر وسهولة إذا تم تعريفه ببعض العوامل المساعدة عللى الحفظ حتى يتم مراعاتها في حفظه ومراجعته لكتاب الله عز وجل في الحلقة القرآنية .
إن معرفة هذه الدعائم سوف تجعل عملية الحفظ عند التلميذ تتم بيسر وسهولة، ويبقى ماحفطه التلميذ من آيات مدة طويلة يتمكن من تذكرها في المواقف المختلفة أو إذا طلب منه استرجاعها.
وفي ظني أن أحد الأساليب المهمة هو أن يعرف التلميذ هذه الدعائم كما يعرف إسمه،ولايبدأ في الحفظ إلاّبعد أدراكها،والباحث لن يتحدث عن بيان هذه الدعائم بالتفصيل لأن المجال لايتسع لذلك ولكن يرغب التأكيد عليها ومراعاتها في الحلقات القرآنية والإشارة إلى أهمها ومن هذه الدعائم مايلي:
1- الإخلاص في النية لأن نية الطالب تثمر التوجه الكامل إلى الحفظ والفهم والعمل بما يهدي إليه القرآن.
__________
(1) جابر عبد الحميد جابر،سيكلوجية التعليم،ص197 .(10/47)
2- فهم معاني النصوص المحفوظة إجمالاً لأن ذلك يساعد على الحفظ وبقاء المحفوظ كما دلت الدراسات والبحوث التربوية في ذلك.(1)
3- ثقة التلميذ بقدراته لأنه يساعده على الحفظ سوف تساعده على الحفظ لأن الحفظ وسيلة عقلية يقوى ويضعف حسب هذه الثقة لذا ينبغي على معلم الحلقات أن يوجه التلاميذ إلى العوامل المساعدة على الحفظ الجيد ويحذرهم من العوامل التي تحول دون الحفظ المتين مثل ضعف الثقة بالنفس والإضطرابات النفسية فهذه ممن معاول هدم الحفظ.
وقد دلت الدراسات والبحوث أن التميذ إذا بدأ في تعلم مادة وهو لايثق بنفسه وبقدرته على الحفظ فهذه أول ضربة قاصمة لعملية التعلم ومايتقبلها من حفظ وتذكر،ولابد أن يثق الطالب بنفسه ليقوم بالتعلم والحفظ ...والثقة بالنفس تولد الاستعداد الذهني والتحفز البدني وبدونها تفتر الهمة ويتبلد الذهن"(2)
__________
(1) محمد السيد الزعبلاوي،طرق تدريس القرآن الكريم،الرياض،مكتبة التوبة،1417ه،ص113.
(2) محمد الخولي،المهارات الدراسية،الرياض،عكاظ للنشر والتوزيع،ص98.(10/48)
4- التعود والتمرن على حصر اللإنتباه وقصد الحفظ؛ يؤكد التربويون هذا الدعم للحفظ باعتبار أن الإعتياد والقصد يعملان علىسرعة الحفظ وثباته باعتبار أن تكرار الآيات المرغوب حفظها، لتثمر الإستظهار الفاعل مالم يصاحبها حصر الإنتباه وقصد الحفظ المتمثل في الرغبة والعزم عليه.لذلك يحتاج التلاميذ إلى تذكيرهم بهذا الأمر،وتعويدهم عليه، وسوف يجدون ثمرته عاجلاً مما يجعلهم يستحضرونه بعدئذ ذاتياً فيقوى حفظهم ويزيد،ويقل الجهد المبذول في الحفظ فلا يصاب التلميذ بالسآمةوالملل والإرهاق، وقد أكدت دراسة تجريبية "إننا نتعلم بسرعة أعظم إذا ماعقدنا العزم على أن نتعلم،ولهذا ينبغي أن يعقد التلاميذ العزم إذا أرادوا أن يتعلموا،وأن يشعروا بأن تعلمهم وحفظهم يستحق الجهد المبذول"(1)،وقد كان السلف يراعون بهذا الجانب في تعليمهم القرآن الكريم حيث أن طرق عندهم ثلاث هي التكرار، و:: والفهم"(2)
وجاءت الدراسات والبحوث والتجارب الحديثة في علم النقس تؤكد ذلك بمعنى أن الحفظ مع الفهم أسرع وأثبت وأدعى إلى عدم النسيان وأقوى على الإسترجاع"(3)
12- تقوية الصلة بين التلاميذ والقرآن الكريم:
إن هذا المَعْلَم يتحقق من خلال قيام الطلاب بالحفظ والتلاوة والترتيل والمراجعة المستمرة مع التدبر في معاني الآيات القرآنية المتلوة،والوقوف على الأحكام التي تتضمنها الآيات .
__________
(1) محمد السيد الزعبلاوي،طرق تدريس القرآن الكريم،الرياض،مكتبة التوبة،1417ه،ص117.
(2) أحمد الأهواني،التربية في الإسلام،ص217.
(3) صالح ذياب الهندي،صورة الطفولة في التربية الإسلامية،عمان،دار الفكر،1990م،ص92.(10/49)
إن إشعار التلميذ بهذا الجانب سوف يدفعه إلى الرجوع إلى أحكام القرآن الكريم وهدايته الأمر الذي يؤدي إلى تحقيق السعادة النفسية والطمأنينة القلبية وهذا بدوره يدفع المتعلم إلى التقرب إلى الله عزوجل بقرآته وجلوسه في حلقة القرآن وتسميعه لما حفظ وتعمله مع العلم،والتخلق بأخلاق القرآن ،ومراعاة آداب المسجد وبهذا يصبح تعلم القرآن من العبادات التي يتقرب بها التلميذ إلى ربه عزوجل وهذا الأمر لن يتحقق بدون التأديب التربوي على أخلاق القرآن في الحلقات القرآنية.
13- بالتربية يُتَعلم القرآن.
إن تعلم القرآن كلمة مطلقة لاتقتصر على الحفظ وتعلم أحكام التلاوة فحسب بل تشمل الحفظ وأحكام التلاوة، وتعلم تفسيره أو تعلم أوأسباب النزول أو أي علم من علوم القرآن"(1) وعلى هذا ليس صحيحاً أن نقتصر على الحفظ بل يجب ان نسمح للمعلمين في الحلقات القرآنية العناية ببعض الأمور التي تساعد على الحفظ،وعلى التحلي بالخلق الحسن وحسن التعامل مع التلاميذ، والمعلم داخل بيئة الحلقة القرآنية .
إن التعليم في الحلقة القرآنية يجب أن يثمر تغييراً صحيحاً في شخصية المتعلم في مفرداته العلمية وفي ميوله واتجاهاته وأخلاقه حتى يصبح الطفل شخصية متوازنة،لديه خبرات علمية في الحفظ والقراءة بالتجويد والسلوك والأخلاق ويصبح لتلك الخبرات التعليمية التي اكتسبها في الحلقات القرآنية قيمة تربوية تؤثر في سلوك المتعلم في الحلقة أو خارجها، لأن مهمة المدرسة والحلقة هي مهمة تربوية وليست مهمة تعليمية فقط .
__________
(1) عبد العزيز عبدالله الجربوع،آداب القارئ والقراءة لكتاب الله،رسالة ماجستير،الجامعة الإسلامية،1424ه،ص24.(10/50)
إن التلميذ الذي يكتسب معلومات فقط كالحفظ دون العناية بتوجيه سلوكه فهذه تربية ناقصة، بل وقليلة القيمة من الناحية التربوية وحاله يشبه من يستمع إلى خطيب المسجد الذي ينهي عن الغش والخداع والكذب لكنه يمارس هذه السلوكيات عملياً وعليه فإن المعلومات كالحفظ مثلاً لاتكون مؤثرة في حياة التلميذ إلّا إذا استطاع أن يحولها إلى سلوك يمارسه في حياته، وعليه فالواجب الإلتفات إلى التربية في الحلقات ليصبح التلميذ قادراً على التمييز بين الفضائل التي تليق بطلاب حلقات حفظ القرآن على وجه الخصوص وبين الرذائل التي لايحسن ظهورها عليهم .
إن الكثير من الآباء يرومون من وراء ارسال أولادهم إلى الحلقة القرآنية إلى حفظ القرآن ومعرفة آدابه وأخلاقه حتى يسلموا من مظاهر الإنحراف المنتشرة في المجتمع والقليل منهم يرغب في الحفظ فقط لاسيما أولئك الآباء الذين يقيسون نجاح الحلقة بالحفظ، وهذا لاشك هدف نبيل ومطلوب العمل على تحقيقه؛لأن حفظ القرآن هو ميزة هذه الأمة وعليه قامت حضارتها وسيادتها ولاينبغي التفريط فيه ولكننا مع ذلك لانستطيع أن نجعل هذا الغرض الأسمى هو الغرض الوحيد للحلقات القرآنية لأن حفظ القرآن في ظني لايؤثر في سلوك التلميذ إذا لم يتربى على أخلاقه بل أصبحنا نرى بعض الحفاظ الذين تخرجوا من الحلقات القرآنية لايقيم لهم المجتمع وزناً لما عرف عنهم من النقائص الخلُقية .
ولقد رخص العلماء في تعليم القرآن أن يبدأ من المعوذتين ثم يرتفع إلى سورة البقرة لتسهيل الحفظ عليهم لأنه يصعب على بعض الناس البداية من السور الطوال على التأليف المعهود باعتبار أن ترتيب السور القرآنية توقيفي فلا ينبغي مخالفته (1) ولكن مراعاة لمبدأ التدرج مع الطفل من الأسهل إلى الأصعب رخص العلماء بذلك (2) .
__________
(1) البرهان في علوم القرآن ، ج1، ص 456 .
(2) النووي ، التبيان في آداب حملة القرآن ، ص 77-78 .(10/51)
وفي ضوء ماسبق فإنني أرى أن نسمح بتقديم بعض الآداب والبرامج والأنشطة المصاحبة في تعليم القرآن في الحلقات القرآنية، حيث إن تعليم القرآن للأجيال صورة شمولية يجب أن يتضمن التلاوة والتزكية والتعليم لاسيما في المراحل المبكرة من أعمارهم حتي يصبح التلميذ متوافقاً نفسياً واجتماعياً بل ومنضبطاً بأخلاقه وأحكامه يحسن قراءته ويتقن العمل به فلا يلحن في سلوكه حيث أن تعليم الصغار أشد رسوخاً وهو أصل لما بعده لأن السابق الأول للقلوب كالأساس للملكات وعلى حسب الأساس وأساليبه يكون حال مايبنى عليه (1) .
ومن هنا كان تعليم القرآن الكريم للأجيال المسلمة في الحلقات القرآنية وغيرها من وسائط التعليم القرآنية وبيئاته التربوية ضرورة محتومة إذا ماأريد لهذه الأجيال أن تكون مسلمة حقاً ولذلك يقول ابن خلدون مؤكداً هذا الأمر :" أن تعليم الولدان للقرآن شعاراً من شعائر الدين، أخذ به أهل الملة ودرجوا عليه في جميع أمصارهم لما يسبق منه إلى القلوب من رسوخ الآيات وعقائده في آيات القرآن وبعض متون الأحاديث وصار القرآن أصل التعليم الذي يبنى عليه مايحصل بعده من الملكات " (2) .
__________
(1) ابن خلدون ، المقدمة ، ص461 .
(2) ابن خلدون ، المرجع السابق ، ص461 .(10/52)
وفي مناقشة هذا القول الذي دعا إليه ابن خلدون في تعليم القرآن الكريم يتضح لنا أهمية التأديب التربوي، وجعل ذلك هدفاً وغاية عند الجمعية والمدرس والموجه والطالب وولي الأمر؛ حتى يرسخ الإيمان وعقائده في نفس التلميذ وبالتالي يعمل بمقتضى مايحفظ ويواصل حفظ القرآن ومراجعته حتى لاينسى ماحفظه لأن القرآن الكريم كتاب هذه الأمة،وهاديها ودليلها إلى درجات الرقي والسمو،وهو الدستور الذي يحكم حركة الفرد والمجتمع وجب على على القائمين على أمره سواء في الجمعيات الخيرية أو في مراحل التعليم المختلفة أو الحلقات القرآنية أن يحرصوا على تلقينه للأجيال،وتربيتهم على أخلاقه،وآدابه بطريقة علمية منهجية فاعلة.
ومما يحقق ذلك بيان معانيه وأحكامه ومجالات تحكيمه والدروس التربوية المستفادة من آياته وكيف يتم تطبيقها في حياة الفرد والمجتمع.
عن تدريس القرآن بعيداً عن هذا المعنى يخالف منطوق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي رواه البخاري قَوْلِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم " الدِّينُ النَّصِيحَةُ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ "(1) .
14- الحلقات القرآنية والمستويات.
إن التجديد في التعليم وطرقه يحفّز المتعلم على التعامل مع الموقف التعليمي لأن النفس البشرية تميل إلى التغيير والتنويع،وتنفر من الرتابة والتقليد فاقترح ان تقسم كل حلقة إلى ست مستويات بحيث يخصص كل مستوى مكان المسجد أو موضع الحلقة إذا لم تكن في المسجد ويطلق عليها اسم محدد ويخصص لكل مستوى مدرس مستقل بحيث يحفظ الطالب في المستوى الأول الخمسة الأجزاء الأولى،فإذا تم حفظها وظبطها وإتقانها وكان متميزاً في سلوكه يكافأ وينقل إلى المستوى الثاني والذي هو في حلقة أخرى مع معلم آخر وهكذا جميع المستويات بحيث يكون المستوى السادس هو الأخير لحفظ الأجزاء الأخيرة.
__________
(1) صحيح مسلم ، كتاب الإيمان، ج1،ص74، ح( 55) .(10/53)
وإذا كان المسجد لايتسع لهؤلاء أوكان عدد الطلاب قليلاً أو لايوجد العدد الكافي والمؤهل من المعلمين فيمكن أن تكون ثلاث مستويات على أن يحفظ الواحد في كل مستوى عشرة أجزاء ولاينقل إلى المستوى الذي يلي المستوى الأولى إذا تم الحفظ والإتقان وكان متميزاً في سلوكه ان هذه الطريقة سوف تحقق نتائج كبيرة من حيث زيادة عدد الحفاظ بالتخلق بأخلاق لقرآن الكريم لأن التلاميذ والآباء سوف سوف يتطلعون إلى هذه النقلة والتي سوف يكون لها أثرها المعرفي والتربوي والسلوكي عند التلاميذ.
ولايعني أن تكون هذه الطريقة عامة في كل البيئات ولكن تطبق في المناطق التي يتوفر فيها العدد الكافي من الطلاب والمدرسين والإمكانات أو يحاول المعلم مراعاتها في الحلقة الواحدة وسوف يجد لها آثاراً إيجابية على حفظ التلاميذ وسلوكهم بحيث يحدد لكل مجموعة المستوى والإسم المناسب.
15- تحديد الطريقة التي يفضل التلميذ الحفظ بها.
ينبغي أن يقوم المعلم بإجراء مقابلة للتلميذ الذي سوف ينظم إلى حلقته ليتعرف على قدرات التلميذ ومدى رغبته في الحفظ وجديته ونوع الطريقة التي يرغب الحفظ بها.
وطرق حفظ القرآن متعددة حيث أن من التلاميذ من يفضل الحفظ بطريقة الكتابة أن يكتب الوجه الذي يريد حفظه مرة أو عدة مرات فتجتمع له طريقة الكتابة والحفظ.
ومن التلاميذ من يفضل طريقة السماع سواء من المعلم أو من أحد القراء عن طريق الأجهزة الصوتية،فعلى المعلم أن يوجه إلى الشيخ الذي يتميز بصوته وتجويده وطريقة آدائه في القراءة فذلك مما يعين على الحفظ.
ومن التلاميذ من يفضل طريقة القراءة فقط من المصحف،وهي الطريقة الغالبة بين طلاب الحلقات اليوم سواءً كان الحفظ بالطريق الكلية أو الجزئية أو الجمع بينهما.
إنني أعتقد أن تنويع طرق الحفظ بين التلاميذ حسب ميولهم ورغباتهم في نوع الطريقة سوف يساعد على الحفظ في زمن يسير إضافةً إلى جودة الحفظ وإتقانه.(10/54)
وقد أرشد السلف إلى أهمية هذا المبدأ وضرورة مراعاته بين المتعلمين في الحلقات حتى يتحقق الهدف التربوي والتعليمي حيث أن التكليف مع أحوال المتعلمين ومسايرة قدراتهم في الحفظ والتحصيل.وهذه بعض التوصيات للسلف في هذا الباب، يقول صاحب منهاج التعلم:"يجب على المعلم أن يشخص طبيعة المبتدئ من الذكاء والغباوة ويعلمه مع مقدار وسعه ولايكلف الزيادة عن مقداره فإنه إذا كلف يئس عن تحصيل العلم ويتبع الهوى ويشكل تعليمه "(1) .
بل كان من سمات المعلم الفراسة التي تساعده على التعرف على خصائص المتعلمين ، يقول الماوردي :" وينبغي أن يكون للعالم فراسة يتوسم بها المتعلم ليعرف منبع طاقته وقدر استحقاقه ليعطيه مايتحمله بذكائه أويضعف عنه ببلادته فإنه أروح للعالم وأنجح للمتعلم " (2) .
ثم بين الماوردي الأثر الوظيفي والتربوي لفراسة المعلم وأهمية ذلك في التحصيل والحفظ ،فيقول :" وإذا كان المعلم في توسم المتعلمين بهذه الصفة وكان يقدر استحقاقهم خبيراً لم يضع لهم عناء، ولم يخب على يديه صاحب وإن لم يتوسمهم ، وقضيت عليه أحوالهم، ومبلغ استحقاقهم كانوا وإياه في عناء مكد وتعب غير مجد لأنه لايعدم أن يكون فيهم ذكي محتاج إلى زيارة وبليد يكتفي بالقليل فيضجر الذكي منه، ويعجز البليد عنه ومن يردد أصحابه بين عجز وضجر ملوه وملهم "(3) .
__________
(1) محمود قمبر ، دراسات قرآنية ، مرجع سابق، ص384 .
(2) الماوردي ، أدب الدنيا والدين ، ص89-90 .
(3) الماوردي ، أدب الدنيا والدين ، ص89-90 .(10/55)
إن هذا التحليل التربوي النفسي لفاعلية التعلم يعكس واقع الحلقات القرآنية حيث نلاحظ الضعف العام والتسرب ، والسلوكيات الخاطئة لأن الحلقات لم تراعي هذا الجانب وتعطي كل تلميذ مايليق به فلا يكثر على من لايتحمل الإكثار ولايقصر لمن يتحمل الزيادة وهذا ماأشار إليه النووي -رحمه الله-(1) . باعتبار أن الطلاب في الحلقات القرآنية أفراد في جماعة غير مؤتلفة أو غير متجانسة ومن هنا كان الواجب مراعاة أن يكون أسلوب التحفيظ وبرامج الحلقات القرآنية متنوعة حسب ضيعة المتعلم وخصائصه ولقد أشار إلى هذا الجانب ابن القيم -رحمه الله- حيث قال :" ومما ينبغي أن يعتمد حال الصبي، وما هو مستعد له من الأعمال ومهيئاً له منها، فيعلم أنه مخلوق له فلا يحمله على غيره ما كان مأذوناً فيه شرعاً، فإنه إن حمله على ما غير ما هو مستعد له لم يفلح فيه؛وفاته ما هو مهيئاً له؛ فإذا رآه حسن الفهم، صحيح الإدراك، جيد الحفظ واعياً، فهذا من علامات قبوله وتهيئه للعلم؛لينقشه في لوح قلبه مادام خالياً فإنه يتمكن منه ، ويستقر ويزكوا معه ، وإن رآه بخلاف ذلك وجّه إلى مايناسبه " (2)، يقول العلامة الفقيه أبومحمد عبدالله ابن زيد القيرواني -رحمه الله- في شأن تعليم الأطفال وترسيخ المعاني الفاضلة وأثرها في نفوسهم بدءاً بحفظ القرآن الكريم "اعلم أن خير القلوب وأعصاها للخير،وأرجى القلوب للخير مالم يسبق الشر إليه،وأول ماعني به الناصحون ،ورغب في أجره الراغبون إيصال الخير إلى قلوب أولاد المؤمنين ليرسخ فيها وتنبيههم على معالم الديانة وحدود الشريعة ليراضوا عليها وما عليه أن تعتقده من الدين قلوبهم وتعمل به جوارحهم فإنه روى أن تعليم الصغار لكتاب إليه يطفئ غضب الرب وأن تعليم النشئ في الصغر كالنقش في الحجر"(3)
__________
(1) النووي، التبيان في آداب حملة القرآن، بيروت، دار النفائس، ط1، 1984م، ص35 .
(2) ابن القيم الجوزية، تحفة المودود بأحكام المولود، ص190 .
(3) عبد الوهاب إبراهيم أبو سليمان، عناية المسلمين بالوقف.ندوة عناية المملكة العربية السعودية بالقرآن وعلومه،المدينة المنورة ، 1421، ص 17.(10/56)
.
المبحث الخامس : البعد التربوي للتأديب في الحلقات القرآنية :
إن مراعاة التأديب في الحلقات القرآنية يؤدي إلى البعد التربوي التالي :
1- اتقان التلاوة النطق الصحيح :
أثبتت التجارب العملية أن تلاوة القرآن الكريم تساعد كثيراً على النطق الصحيح لأن تكرار التلاوة يؤدي إلى اتقان التلميذ لمخارج الحروف، فيثمر اعتياد اللسان على ذلك ، وبهذا يكتسب التلاميذ الفصاحة في النطق " تكرار القرآن وتلاوته ترطب اللسان بذكر الله وتمرنه وترضه بالنطق الصحيح إذا كثر تقليب اللسان رقت حواشيه ولانت عذبته وإذا حبس اللسان عن الإستعمال اشتدت عليه مخارج الحروف " (1)
2- التأثر الوجداني :
تمتاز تلاوة القرآن بما تحدثه في نفس القارئ والسامع من خشوع وتأثر حيث تتأثر النفس البشرية بسماع القرآن وتتفاعل معه حتى لو كانت كافرة ، وقد جعل هذا البعد التربوي النفسي الإمام الخطابي (ت388) أحد وجوه الإعجاز حيث قال :" قلت في إعجاز القرآن وجهاً آخر ذهب عنه الناس فلا يكاد يعرفه إلّا الشاذ من آحادهم وذلك صنيعه بالقلوب وتأثيره بالنفوس "(2) ولذلك كان مجرد سماع التلاوة تقوم به الحجة فأمر الله الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتلوه على الكافر المستجير وأن يسمعوه إياه ليسلم، قال تعالى:" وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ "(3) نقل السيوطي عن ابن حجر " فلولا أن سماع القرآن حجة عليه لم يقف أمره على سماعه " (4) وقال تعالى :"وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً "(5).
__________
(1) أحمد بن أحمد شرشال ، مقرر القرآن الكريم في المرحلة الإيتدائية ، مجلة التربية ، الكويت ، ص113، عدد ( 145 ) عام 2003
(2) النبأ العظيم ، ص 126 .
(3) سورة التوبة ، آية 6 .
(4) السيوطي ، الإتقان في علوم القرآن ، ج2 ، ص252 .
(5) سورة الجن ، آية 19 .(10/57)
قال ابن عباس :" كاد يركب بعضهم بعضا من الإزدحام عليه حرصاً على استماع القرآن وأوصى بعضهم بعضا بالإنصات " فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا "(1) . وهذا البعد يمر بثلاث مراحل كما يقول التربويون في مجال التعلم الفعال وهي :
الإحساس بالشئ : وهو قولهم " فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا " .
الإنفعال والتأثر : " إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً " وهو قولهم " يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ " .
النزوع السلوكي:في قوله " يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ "
وهذا الذي نريده من طلابنا في الحلقات أن يتأثروا وهو حاصل لكن عليهم أن يطبقوا ماتعلموا .
3- اكتساب المعرفة التربوية .
إن تلاوة القرآن وحفظه يزود الطلاب بمعلومات ومعارف مهمة لأن هذا القرآن يحوي مجالات العلم المختلفة العلوم الشرعية على وجه الخصوص غالبها مشتق من القرآن الكريم كما قال عبدالله بن مسعود :" من أراد العلم فليثوِّر القرآن فإنه فيه علم الأولين والآخرين " فقال البيهقي موضحاً لكلامه :" أراد به أصول العلم، ومعنى ( يثوِّر القرآن) يتأمله ويتدبره ويفكر في تفسيره ومعانيه " (2) .
وليس المجال هنا بيان المعارف التي يحصل عليها المتعلم لكتاب الله سواءً من الأحكام أو الثروة اللغوية التي قال عنها الراغب الأصفهاني في مقدمته مانصه :" إن ألفاظ القرآن هي لب كلام العرب وزبدته وواسطته وكرائمه " (3) .
__________
(1) الخازن ، تفسير الخازن لباب التأويل في معاني التنزيل ، ط1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1995م، ج4، ص352 .
(2) أبو عبيد ، فضائل القرآن ، ص6 ، والزركشي ، البرهان ، ج1 ،ص155 .
(3) الأصفهاني ، مقدمة الراغب الأصفهاني ، تحقيق : إبراهيم شمس الدين ، دار الكتب العلمية ، بيروت، 1997م، ص8 .(10/58)
4- الممارسة السلوكية والتطبيق العملي لأخلاق القرآن :
إن الحياة في رحاب القرآن تعلماً وتعليما ومدارسة سوف تؤدي إلى الإستقامة والصلاح، قال تعالى:"إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ " (1) .
إن مدارسة القرآن بالمفهوم الشمولي وعدم الإقتصار على الحفظ بل مدارسته حفظا وسلوكاً وعملاً حسب عمر الطفل وقدراته والوقت المتاح أما العلم سوف يجعل من التلميذ شخصية متزنة متميزة لأن القرآن يحدث في نفوس الدارسين عظة وعبرة ويكسبهم علماً وشرفاً وخلقاً ويزكي نفوسهم ظاهراً وباطناً ويحفزهم إلى عمل الطاعات ويزجرهم عن الإقتراب من المخالفات، يقول ابن مسعود رضي الله عنه :" كان الرجل منا إذا تعلّم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن " (2)
وقال عبدالله بن مسعود أيضاً :" والذي نفسي بيده إن حق تلاوته: أن يحل حلاله ويحرم حرامه ويقرأه كما أنزله الله ولايحرف الكلم عن مواضعه ولايتأول منه شيئاً على غير تأويله "(3) ،وعندما سئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت:" كان خلقه القرآن " (4) .
قال الحافظ موضحاً هذا الخلق :" ومعنى ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم صار امتثال القرآن أمراً ونهياً سجية له وخلقاً تطبّعه وترك طبعه الجبلي فمهما أمر القرآن فعله، ومهما نهاه عنه تركه "(5) .
يقول ابن عثيمين رحمه الله تعالى في شرح قوله تعالى:" يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ " أي يتبعونه والتلاوة يراد بها ثلاثة أمور :
__________
(1) سورة الإسراء ، آية 9 .
(2) الطبري ، جامع البيان ، ج12، ص35 .
(3) ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج1، ص175 ./ الطبري ، جامع البيان ، ج1، ص567 .
(4) الإمام مسلم، صحيح مسلم ، ج1، ص513 .
(5) ابن كثير ، تفسير القرآن العظيم، ج4، ص425 .(10/59)
( تلاوة لفظية – تلاوة معنوية – تلاوة عملية ) ويقصد بالتلاوة العملية : أي يؤمن بأخباره ويقوم بأوامره ويتجنب نواهيه "(1) .
فهذا يعني أن المقصود ليس هو القدرة على الضبط والتجويد والحفظ بل المقصود الجمع بين الأمرين فالأمة متعبدة بتصحيح ألفاظه وإقامة حروفه،ومتعبدة أيضاً بفهم القرآن والعمل به.
قال الحسن البصري "أما والله ماهو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده حتى إن أحدهم ليقول قد قرأت القرآن كله فما أسقط منه حرفاً،وقد والله أسقطه كله مايرى له القرآن في خلق ولاعمل "
وقال الإمام شهاب الدين المقدس ( ت665 ) :" لم يبق لمعظم من طلب القرآن العزيز همه إلّا في قوة حفظه وسرعة سرده،وتحرير النطق بألفاظه والبحث عن مخارج حروفه والرغبة في حسن الصوت به، وكل ذلك وإن كان حسناً لكن فوقه ماهو أهم منه وأتم وأولى وأحرى وهو فهم معانيه والتفكير فيه والعمل بمقتضاه والوقوف عند حدوده وثمرته خشية الله تعالى من حسن تلاوته "(2) .
يقول ابن تيمية في قوله تعالى :"وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ " أي غير عارفين بمعاني الكتاب يعلمونه حفظاً وقراءة بلا فهم لايدرون ، وقوله ( أماني ) أي تلاوة من لايعلمون فقه الكتاب (3).
5- التربية تساعد على الحفظ .
__________
(1) تسجيل صوتي .
(2) الإمام شهاب الدين المقدسي، المرشد الوجيز في علوم تتعلق بالكتاب العزيز، تحقيق: طيار آلتي، ط1، دار صادر، 1975م، بيروت، ص205.
(3) محمد الغزالي، كيف تتعامل مع القرآن، دار الوفاء، القاهرة ، 1992م ، والفتاوي لإبن تيمية، ج7، ص46 .(10/60)
إن التربية على أخلاق القرآن وآدابه من الوسائل التي تساعد على الحفظ؛فالإخلاص وحسن الصلة بالله هو سر التوفيق والفتح من الله عز وجل فتربية هذا المبدأ العظيم في نفس التلميذ له أثره على حفظ القرآن وإثارة الدوافع لدى التلميذ وصدق الرغبة في الحفظ من خلال بيان مايثمره حفظ القرآن وتعلمه والعمل به في نفس الطالب يزيد لديه الرغبة في الحفظ والقاعدة النفسية تؤكد أن قوة الحفظ مرتبط بالدافع إلى الحفظ ومصادرها الدافعية متعددة إدراك المعلم بها وتوظيفها في الحلقة تجعل الطالب يسلك كل وسيلة تقوي هذا الأمر فلو بيّنا له أن اللجوء إلى الله بالدعاء وطلب العون منه أمر مهم في حفظ القرآن وهو كذلك فإن التلميذ سوف يفعل ذلك رغبة في الحفظ وإشباعاً لذلك فإن الدافع الأخرى لديه،يضاف إلى ماسبق أن الفهم الشامل لمعنى الآيات أو المفردات الصعبة والأحكام ولآداب المشتمل عليها القرآن الكريم.يؤدي الحفظ المتكامل.
وعليه فالواجب أن نضع برنامجاً تربوياً متكاملأً يوضح فيه الطرق العملية والتطبيقات التربوية المساعد على الحفظ ويختار منها المعلم بالتنسيق مع الجهة المشرفة على الحلقات مايتناسب مع بيئة حلقته القرآنية ليتم لنا تحقيق أفضل الأهداف التربوية لهذه الحلقات القرآنية المباركة.
النتائج والتوصيات:
لقد توصل الباحث في دراسته إلى النتائج والتوصيات التالية
1- أهمية التأديب التربوي في الحلقات القرآنية حيث أصبح ضرورة شرعية في واقعنا المعاصر حتى تتحقق الأهداف التربوية للحلقات القرآنية.
2- إن زيادة المشكلات السلوكية في الحلقات القرآنية كانت بسبب غياب التأديب التربوي الذي يعد الوسيلة المناسبة لعلاج المشكلات السلوكية التي بدأت تنتشر في بيئات الحلقات القرآنية لاسيما تلك السلوكيات المنافية للأخلاق الإسلامية حيث أصبح يمارس بعض الطلاب الذين ينتسبون للحلقات القرآنية ألواناً من السلوك المضاد للمجتمع.(10/61)
3- إن الاقتصار على الحفظ في الحلقات القرآنية ومنع البرامج التربوية المصاحبة التي تساعد على انجاح الحلقات القرآنية بطريقة تربوية إيجابية له آثار سلبية على واقع التعليم القرآني وعلى سلوك التلاميذ.
4- عناية التربية الإسلامية بالتأديب التربوي على مر العصور الأمر الذي يجعل الحلقات القرآنية في واقعنا المعاصر مكاناً مناسباً لإحيائه والدعوة إليه للحاجة الماسة للتأديب التربوي في هذا الوقت.
5- إن الحلقات القرآنية لاتقوم بوظائفها التربوية بصورة شمولية،مما يتطلب ضرورة تشجيع المعلمين للقيام بوظائف الحلقات القرآنية .
6- حاجة المعلم إلى التدريب والتأهيل التربوي بصفة مستمرة حتى يقوموا بواجبهم التربوي والدعوي داخل الحلقات القرآنية.
7- إن التأديب والتربية على أخلاق القرآن الكريم يساعد على الحفظ ويمنع تسرب الطلاب من الحلقات القرآنية.
8- إن عناية الحلقات القرآنية بالأنشطة التربوية المناسبة مثل: الزيارات والرحلات والمسابقات وغيرها أحد الوسائل المعينة على الحفظ، والتحلي بأخلاق القرآن .
التوصيات:
القيام بمزيد من الدراسات حول موضوع التأديب التربوي في الحلقات القرآنية.
الاستفادة من نتائج هذه الدراسة ولاسيما فيما يتعلق بالتأديب التربوي،والبرامج التربوية المصاحبة.
إقامة مراكز تربوية متخصصة في كل مدينة لتدريب وتأهيل المعلمين في الحلقات القرآنية حتى يقوموا بأداء رسالتهم التربوية والتعليمية على الوجه المطلوب .
الاستمرار في إقامة الندوات والمؤتمرات حول واقع التعليم الفرآني وعلومه في الحلقات القرآنية.
تجديد نشاط التلاميذ من خلال التعويض الأمثل لهم عن المغريات التي تنازع رغباتهم وميولهم خارج الحلقة مع إستغلال هذه النشاطات في التربية والتاديب.
الدكتور / علي الزهراني (الأستاذ المشارك بكلية الدعوة وأصول الدين )
قسم التربية (1425هـ )
فهرس موضوعات البحث
المبحث الأول : المقدمة
مشكلة البحث .
أهمية البحث .(10/62)
أهداف البحث .
منهج البحث .
مصطلحات البحث .
فضل الإجتماع في الحلقات القرآنية .
فضل تعلم القرآن في الحلقات القرآنية .
فضل تعليم القرآن في الحلقات القرآنية .
المبحث الثاني : وظائف الحلقات القرآنية .
1- الوظيفة الدينية التعبدية .
2- الوظيفة التربوية .
3- الوظيفة الأخلاقية .
4- الوظيفة الإجتماعية .
5- الوظيفة العقلية .
6- الوظيفة النفسية .
7- الوظيفة التعليمية .
المبحث الثالث : أهمية التأديب التربوي في الحلقات القرآنية .
تعريف التأديب التربوي .
المبحث الرابع: معالم التأديب التربوي في الحلقات القرآنية .
1- الحلقات القرآنية مكان للتعليم والتأديب والتهذيب .
2- الجمع بين الحفظ والفهم .
3- مراعاة الخصائص العمرية للمتعلمين .
4- الإهتمام بإثارة الدافعية والرغبة الذاتية في الحفظ لدى المتعلم .
5- الإستعانة بجهاز الحاسوب بحفظ القرآن .
6- تعويد التلاميذ على التكرار الموزع بالحفظ .
7- إتقان مفهوم التلاوة الحقيقي .
8- أساليب التجديد في حفظ القرآن .
9- العناية بالتربية الإيمانية في الحلقات القرآنية .
10- عدم التساهل في القبول في الحلقات القرآنية .
11- تعريف الطلاب بدعائم الحفظ المتين .
12- تقوية الصلة بين التلاميذ والقرآن الكريم .
13- بالتربية يُتَعلم القرآن .
14- الحلقات القرآنية والمستويات .
15- تحديد الطريقة التي يفضل التلاميذ الحفظ بها .
المبحث الخامس : البعد التربوي للتأديب في الحلقات القرآنية .
1- اتقان التلاوة والنطق الصحيح .
2- التأثر الوجداني .
3- اكتساب المعرفة التربوية .
4- الممارسة السلوكية والتطبيق العملي لأخلاق القرآن .
5- التربية تساعد على الحفظ .
النتائج والتوصيات .
فهرس موضوعات البحث .(10/63)
مفهوم الجودة الشاملة
د . عبدالرحمن المديرس
هدف الورقة
إكساب المشاركين المفاهيم والمعارف والمهارات اللازمة التي تمكنهم من تطبيق نظام إدارة الجودة الشاملة في عملهم.
محتويات الورقة
المفاهيم الأساسية للجودة وإدارة الجودة الشاملة.
مفهوم الجودة في الإسلام.
دواعي تطبيق إدارة الجودة الشاملة في الجمعيات الخيرية.
التحولات الأساسية نحو الجودة الشاملة.
دور القيادة العليا في مجال الدعم والمشاركة في إدارة الجودة الشاملة
فوائد تطبيق نظام إدارة الجودة الشاملة.
متطلبات تطبيق نظام إدارة الجودة الشاملة.
مراحل بناء نظام إدارة الجودة الشاملة.
معوقات نظام إدارة الجودة الشاملة وكيفية التغلب عليها.
تساؤلات في الجودة ؟؟؟
1. ما المقصود بالجودة في الجمعيات الخيرية ؟
2. ما دواعي تبني الجمعيات الخيرية لنظام إدارة الجودة الشاملة ؟ ولماذا الآن ؟
3. ما المقصود بثقافة الجودة ؟
4. ما المقصود بالتخطيط الاستراتيجي للجودة ؟
5. ما المقصود بإدارة التحول في نظام إدارة الجودة الشاملة ؟
6. إذا كانت الجودة أمراً متعدد الأبعاد، أي بعد يستحق الأولوية في حالة محدودية المصادر ؟
7. كيف تؤثر إدارة الجودة الشاملة في كافة أفراد الجمعيات الخيرية ؟
8. كيف تنظر الجمعيات الخيرية إلى نظام الجودة الشاملة كوسيلة للتطوير الذاتي ؟
9. هل الجودة برنامج أم نظام؟
10. ما هي المعوقات التي تحول دون تطبيق نظام الجودة الشاملة في الجمعيات الخيرية؟
11. كيف يمكن تطبيق نظام إدارة الجودة الشاملة في الجمعيات الخيرية.
تعريف الجودة
أصل الكلمة :
جَادَ الشيء جُوْدَةً وجَوْدَةً: جعل الشيء جَيداً، وأجوده وجاد، وأجاد: أتى بالجيد من القول والعمل، فهو مجواد: أي حسنه وأتقنه.
2. جوّد القارئ: حافظ على التجويد في قراءته.
2. جاد بالمال: بذله. والجواد: السخي.. الكريم.
3. جاد الفرس جوداً في عدوه: أسرع.
( المرجع: المنجد في اللغة والأعلام ) .
مفهوم الجودة(11/1)
1. ”تحقيق احتياجات وتوقعات المستفيد حاضراً ومستقبلاً“ (ديمنغ).
2. ”ملاءمة المنتج للغرض أو الاستخدام“ (جوران).
3. ”الإيفاء والالتزام بالمتطلبات“ (كروسبي).
4. ”مجموعة من السلع والخدمات القادرة على تلبية احتياجات محددة“ (الجمعية الأمريكية للجودة).
ما المقصود بجودة الخدمة المقدمة؟
هل هي:
1. تحسين مستوى الأداء ؟ ... ... 2. تبسيط الإجراءات ؟
3. خفض نسبة المعيب ؟ ... 4. خفض الحاجة إلى الرقابة أو التفتيش ؟
5. خفض التكاليف ؟ 6. خفض شكاوى المستفيدين ؟
7. تقديم خدمات جديدة ؟ 8. تحسين وتطوير خدمات قائمة ؟
9. زيادة المتبرعين والمتطوعين ؟ ... ... ... 10. أم ماذا ؟..................
جودة الخدمة = الخدمة كما تم تأديتها – توقعات المستفيد
مفهوم إدارة الجودة الشاملة
Total Quality Management (TQM)
أسلوب إداري يضمن تقديم قيمة للمستفيد الداخلي والخارجي من خلال تحسين وتطوير مستمرين للعمليات الإدارية بشكل صحيح من أول مرة وفي كل مرة بالاعتماد على احتياجات ومتطلبات المستفيد.
المديرس
التطور التاريخي للجودة
المرحلة الأولى التفتيش
المرحلة الثانية مراقبة الجودة (اكتشاف المشكلة)
المرحلة الثالثة تأكيد الجود (منع المشكلة)
المرحلة الرابعة إدارة الجودة الشاملة (تحسين مستمر)
مفهوم الجودة في الإسلام
ديننا الإسلامي دين جودة وكمال وإتقان وإحسان. فالرسالة السماوية جاءت لتعبر عن رسالة السماء في أسمى مواقفها، وأجود وأمثل وأشمل إرشاداتها للإنسان لكي يتفرغ لخلافة الله على أرضه.
والمتتبع للنصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، يجد أن غاية المشرع في المكلّف ليس في مجرد الانصياع بأداء العمل على أي وجه، بل هو العمل المتقن بلا منازع . قال تعالى: (صنعَ الله الذي أتقن كل شيءٍ“
”الذي خلق الموت والحياة ليبلُوَكم أيكم أحسنُ عملاً “
”فتبارك الله أحسن الخالقين“
”الذي أحسن كل شيءٍ خلقه“
” لقد خلقنا الإنسانَ في أحسن تقويمٍ “(11/2)
”إنا لا نضيعُ أجر من أحسن عملاً “
”ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ...“
قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه “
” إن الله كتب الإحسان على كل شيءٍ …“
”رحم الله إمرءاً أحسن صنعته“
مبادئ إدارة الجودة الشاملة
1- التركيز في المقام الأول على احتياجات وتوقعات المستفيدين الداخليين والخارجيين والسعي لتحقيقها. 2- تمكين العاملين.
3- القياس والتحليل كأساس لاتخاذ القرارات.
4- التأكيد على أن التحسين والتطوير عملية مستمرة.
5- دمج الجودة بعملية التخطيط الإستراتيجي للإدارة.
6- التأكيد على أن الجودة مسؤولية الجميع.
أهداف إدارة الجودة الشاملة
1- تحقيق أكبر قدر ممكن من إرضاء المستفيدين الداخليين والخارجيين.
2- ترسيخ ثقافة العمل المؤسسي التي تدعم وتحافظ على التحسين المستمر.
3- إيجاد نظام متكامل ومتقن للعمل الخيري.
4- إبراز عمل الجمعيات الخيرية بصورة تعكس وجه الإسلام الحقيقي.
5- زيادة الإنتاجية.
6- إشراك كافة العاملين في عملية التحسين المستمر.
7- تقليل إجراءات العمل الروتينية واختصارها من حيث الوقت والتكلفة.
ا لنظام ا لوثائقي للجودة
ينقسم النظام الوثائقي للجودة إلى أربع مستويات حسب درجة أهميتها وهي على النحو التالي:
1- دليل الجودة.
2- إجراءات نظام الجودة.
3- تعليمات العمل.
4- سجلات الجودة .
الجودة الشاملة مظلة تندرج تحتها العديد من مبادرات التحسين:
1- مراقبة الجودة.
2- تأكيد الجودة.
3- دوائر الجودة.
4- الضبط الإحصائي للعملية.
5- تحسين الإنتاجية.
6- أي مبادرات تحسينية.
مؤسسة الجودة الشاملة
تتسم مؤسسة الجودة الشاملة بالآتي:
1- تركز على المستفيد وتشركه في تحديد جودة الخدمة المقدمة.
2- تركز على الوقاية من المشكلات بدلاً من معالجتها.
3- تركز على التحسين والتطوير المستمرين للجودة.
4- تركز على القياس الدقيق والمستمر للعمل.(11/3)
5- تركز على فرق العمل.
أبرز التحديات التي تواجه الجمعيات الخيرية
اقتصادية، ثقافية، سياسية، اجتماعية،... إلخ
التحديات تقود الإدارة إلى:
تجاهل - التكيف - التسليم - الجودة - مواجهة
الثقافة المؤسساتية
التهيئة قبل التطبيق
دواعي تطبيق نظام إدارة الجودة الشاملة في الجمعيات الخيرية
1. ارتباط الجودة بالإنتاجية.
2. تعرض العديد من الجمعيات الخيرية للمزيد من الشفافية والتحديات والمتغيرات المستمرة والمتسارعة.
3. ضمان عدم الظنون والتلبس على الناس في نشاطات وأهداف الجمعيات الخيرية.
4. إبراز العمل الخيري الإسلامي بأنه عمل منظم مما يعكس صورة الإسلام الصحيحة في زمن يتعرض الإسلام إلى هجمة شرسة من أعدائه.
5. تفادي وقوع الجمعيات والمؤسسات الخيرية في المساءلات القانونية، حيث يضمن نظام إدارة الجودة الشاملة التوافق مع كافة القوانين المحلية والدولية.
6. الحاجة إلى المزيد من التحسين والتطوير في جودة الأداء وخفض التكلفة في الجمعيات الخيرية.
7. عدم جدوى بعض الأنظمة والأساليب التقليدية السائدة في تحقيق الجودة المرغوبة.
8. نجاح نظام إدارة الجودة الشاملة في العديد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية في العديد من الدول.
التحولات الأساسية نحو نظام إدارة الجودة الشاملة
م ... مجالات المقارنة ... الإدارة التقليدية ... إدارة الجودة الشاملة
1 ... الهيكل التنظيمي ... هرمي ... أفقي
2 ... اتخاذ القرارات ... غير مؤسسي/مركزي/ مبني على معرفة وتجربة الأشخاص في قمة الهرم ... غير مركزي/مؤسسي/مبني على معلومات وبيانات علمية وتشاركية في الصنع
3 ... حل المشاكل ... تجنب المشكلات وتفاديها، وعدم إصلاح الخلل ما لم يحدث، وإتباع أسلوب رد الفعل والتفتيش ... البحث عن المشكلات الوهمية وترقبها عن طريق أسلوب الفعل للكشف عنها ومنعها قبل حدوثها
4 ... مصدر المشاكل ... العاملون أنفسهم ... العمليات والنظم(11/4)
5 ... متطلبات العمل ... لا تتسم بالوضوح التام ... محددة، واضحة، مفهومة
م ... مجالات المقارنة ... الإدارة التقليدية ... إدارة الجودة الشاملة
6 ... أسلوب العمل ... فردي ... جماعي (فرق العمل)
7 ... التخطيط ... قصير المدى ... طويل المدى
8 ... جهود التحسين ... عندما تنشأ مشكلة أو حاجة للتحسين ... تحسين مستمر
9 ... السياسات والإجراءات ... جامدة ... مرنة
10 ... طبيعة العمل ... تركيز على النتائج ... تركيز على العمليات والأنظمة التي تقود إلى النتائج
11 ... مسؤولية الجودة ... محصورة في جهة محددة ... مسؤولية الجميع
م ... مجالات المقارنة ... الإدارة التقليدية ... إدارة الجودة الشاملة
12 ... المديرون والعاملون ... المديرون يعرفون أكثر، والعاملون ينفذون التعليمات ... العاملون الذين يؤدون العمل يعرفونه أكثر، فهم يشاركون في تحسين العمليات
13 ... الإنتاجية والجودة ... هدفان متضاربان لا يمكن تحقيقهما في آن واحد ... تحسين الجودة يؤدي إلى زيادة الإنتاجية
14 ... أسلوب القياس والتقييم ... يستخدم للحكم على النتائج ... يستخدم في عمل التحسينات والتطوير
ما الفرق ؟!!!
إدارة الجودة الشاملة
أداء العمل الصحيح بشكل صحيح من أول مرة وفي كل مرة.
الإدارة التقليدية
أداء العمل بشكل صحيح من أول مرة وفي كل مرة.
مقارنة بين نظام إدارة الجودة الشاملة والإدارة التقليدية
دور الإدارة العليا في مجال الدعم والمشاركة في إدارة الجودة الشاملة
تعلم مفاهيم ومهارات الجودة والتدريب عليها.
المشاركة بفاعلية في عضوية وأعمال فرق تحسين الجودة.
مراجعة بيانات وعروض فرق تحسين الجودة ورضا المستفيدين.
قيادة جهود التخطيط للجودة.
تخصيص الموارد المناسبة للجودة الشاملة.
التحدث والعمل بلغة الجودة الشاملة.
تقدير الجهود المبذولة في تحسين الجودة.
نتائج تطبيق نظام إدارة الجودة الشاملة
زيادة الإنتاجية.(11/5)
ترسيخ ثقافة العمل المؤسسي التي تدعم وتحافظ على التحسين المستمر.
مزيد من التكامل والإتقان للعمل الخيري.
تطور في مقاييس الأداء.
إبراز عمل الجمعيات الخيرية بصورة تعكس وجه الإسلام الحقيقي.
تقليل إجراءات العمل الروتينية واختصارها من حيث الوقت والتكلفة بطريقة منهجية.
يسهم في تعزيز العلاقات الإنسانية.
تعلم اتخاذ القرارات على أساس الحقائق لا التكهنات والافتراضات الشخصية.
تقوية الولاء للعمل.
متطلبات نجاح تطبيق نظام إدارة الجودة الشاملة
دعم وتأييد الإدارة العليا لنظام إدارة الجودة الشاملة.
2. تهيئة مناخ العمل والثقافة التنظيمية لكافة العاملين..
3. التركيز في المقام الأول على المستفيد.
4. قياس مستمر لأداء العمل.
5. دمج الجودة بعملية التخطيط الاستراتيجي للمنظمة.
6. تعليم وتدريب مستمران لكافة العاملين بما فيها القيادات العليا.
7. إدارة فاعلة للموارد البشرية.
8. التحسين المستمر للجودة.
9. دمج جميع العاملين في الجهود المبذولة لتحسين مستوى الأداء.
10. تأسيس نظام معلومات دقيق لإدارة الجودة الشاملة.
مراحل بناء نظام إدارة الجودة الشاملة
الإعداد والتهيئة.- التخطيط. - التقويم. - التطبيق. - تبادل ونشر الخبرات.
تساؤلات في التخطيط الاستراتيجي للجودة
أين نحن ؟
ماذا نريد أن نكون ؟
كيف يكون العمل ؟
من يقوم بماذا ؟
متى يبدأ ومتى ينتهي ؟
هل توافقت المخرجات مع الأهداف ؟
ماذا نعمل وكيف نعمل؟
أداء العمل الصحيح بشكل صحيح
أداء العمل الخطأ بشكل صحيح
أداء العمل الصحيح بشكل خطأ
أداء العمل الخطأ بشكل خطأ
تكلفة الجودة
تكلفة عدم الجودة
تكلفة العمل الخاطئ.
تكلفة الفرصة الضائعة.
تكلفة عدم الجودة
تكلفة إعادة العمل الخاطئ .
تكلفة العمل النفسي.
قاعدة 1-10-100
تكلفة الوقاية من الأخطاء 1
تكلفة إصلاح الأخطاء قبل وصولها للمستفيدين 10
تكلفة إصلاح الأخطاء بعد وصولها للمستفيدين 100
المؤشرات الخاطئة في قياس النتائج(11/6)
عدد الساعات التي قضاها العاملين في التدريب كل عام.
عدد فرق العمل في مجال معين.
نسبة المشاركين في فرق العمل.
عدد مقترحات التحسين أو التطوير المقدمة.
عدد جوائز الجودة التي تم الحصول عليها.
منهجية التحسين أو التطوير (باستخدام أدوات الجودة)
يتم تشكيل فريق التحسين المستمر وتحديد مهامه وآلية عمله ومدة إنجازه وفق التصور الآتي، ويتبع الفريق منهجية محددة مكونة من المراحل التالية:
تحديد الأهداف واختيار المشروع أو العملية المطلوب تحسينها أو تطويرها.
2. تحديد الأدوار المطلوبة، المسؤوليات المحددة، والموارد اللازمة، والخطة الواجب إتباعها.
3. تحليل البيانات للمشروع أو العملية الحالية (كيف ولماذا نؤدي العمل؟).
4. ابتكار التحسين أو التطوير أو قد يتطلب الأمر إعادة هندسة بعض العمليات.
5. وضع آلية عمل لتنفيذ ومتابعة وتقييم خطة التحسين أو التطوير.
6. عرض الخطة النهائية على الجهات المختصة لإقرارها.
دورة التحسين المستمر للجودة
تستخدم هذه الدائرة عن طريق
أدوات الجودة الشاملة
المشكلة – خطط – تصرف – نفذ – ادرس.
1. عصف الأفكار.
2. مخطط السبب والنتيجة.
3. مخطط باريتو.
4. نافذة المستفيد.
5. أخرى
تقوم منهجية التحسين على أساس
توثيق كافة الخطط المقترحة للتحسين أو للتطوير أو للهندرة (إعادة هندسة العمليات) تمهيداً لبناء نظام عمل متقن و مؤسسي.
إخضاع تلك الخطط للفحص الدوري والمستمر.
التأكد من أن ما تم الاتفاق عليه تم تنفيذه.
مشاركة كافة المعنيين في عملية التحسين أو التطوير أو الهندرة.
أساسيات نظام الجودة
اكتب ما تعمل
واعمل ما كتبت
وحسِّن وطوّر ما عملت
معوقات تطبيق نظام إدارة الجودة الشاملة وكيفية التغلب عليها
1. مقاومة التغيير.
2. استعجال النتائج.
3. بدايات خاطئة.
4. التقليد والمحاكاة لتجارب الجهات الأخرى.
5. نقص متطلبات التطبيق.
6. سوء الفهم لدى البعض بأن نظام الجودة لا يمكن تطبيقه في الجمعيات الخيرية.(11/7)
طرق إفشال مشروع الجودة الشاملة
ادع أنها مستوردة من الخارج وأفكار غريبة عن مجتمعنا.
ادع أن الجودة هي للمنتجات فقط ولا يمكن تطبيقها على الجمعيات الخيرية.
اعتمد على الشعارات.
شارك في الندوات واللقاءات الخاصة بالجودة من أجل التفاخر.
انتقد الجودة على أنها نظريات غير قابلة للتطبيق (خلف الكواليس).
لا تبحث عن المعرفة ولا تشارك في الدورات التدريبية واكتف بالإطلاع فقط.
اعتبر أن الجودة عمل مرهق يضيف عبئاً على عملك الحالي وأن الاستمرار في الخطأ أسهل من التحول إلى الجودة.
اعتبار أن التحقق من الجودة عمل تفتيشي يهدف إلى تصيد الأخطاء.
لا تكتب ما ستفعل ولا تعمل ما كتبت ولا تحسن وتطور ما عملت.
لا تستعين بفريق عمل ولا تشكل فريقاً للجودة.
تذكر
1. أن الجودة ثقافة، فسلوك، فممارسة وتطبيق، وذلك بالاستفادة القصوى من جميع الموارد البشرية والمالية المتاحة.
2. أن المدير مسؤول عن أكثر من 85% من أخطاء مؤسسته.
3. أن التركيز على العملية ثم العملية ثم العملية هو الطريق إلى التحسين المستمر.
4. أن جودة المنتج أو الخدمة تتحدد بجودة العملية التي أدت إلى إنتاجها.
5. التغيير الثقافي المؤسسي أو التنظيمي ( أي الأسلوب الذي يؤدى به العمل ) هو الأساس الصحيح لنظام إدارة الجودة الشاملة.
6. أفضل طريقة لبدء نظام إدارة الجودة الشاملة هو البدء في تنفيذها.
7. أن نظام إدارة الجودة الشاملة لا يكمن في التركيز على تطبيق النظام فحسب، بل في التركيز على تحسين وتطوير الجودة.
8. أنه في ظل بيئة دائمة التغيير، تأتي إدارة الجودة الشاملة كوسيلة فاعلة للتغيير واجتثاث الخوف من العاملين لإظهار مبادرات جديدة.
9. أن التحسين المستمر للجودة لن يتحقق باستثمار آلاف أو ملايين الريالات، بل بدلاً من ذلك فإن التحسينات تتحقق من خلال مئات من التحسينات الصغيرة التي تم التعرف عليها وتحديدها من قبل العاملين في جهود يومية أو أسبوعية.(11/8)
10. أن وضع معايير صارمة للأداء ببساطة لن يدفع التحسين بقوة لكي يحدث.
11. أن التجارب والأبحاث العلمية أثبتت أن جودة الخدمات يمكن تحسينها باستخدام الموارد المتاحة أو تقليل الموارد.
12. أن التركيز على التقنية أو ميكنة العمل فقط لن يقضي على معضلات الأداء.
أن عدم وجود تعريف واضح للجودة الشاملة على مستوى المؤسسة وعدم وجود خطة استراتيجية مكتوبة للتغيير من أسباب فشل تحقيق الجودة الشاملة.
14. أنه يتوفر لدينا الوقت لإعادة نفس العمل مرة أخرى، بينما لا يتوفر لنا الوقت المتاح للتخطيط السليم للعمل.
15. أن المرحلة الأولى لتطبيق الجودة الشاملة هو التوعية ونشر ثقافة ومفهوم الجودة الشاملة لدى كافة أفراد المؤسسة بدءاً بالقيادات الإدارية حتى تتولد القناعة بجدوى التطبيق وبالتالي المساندة.
16. أن الهدف النهائي من نظام إدارة الجودة الشاملة يكمن في منع حدوث المشكلات وتحسين وتطوير أداء العمل وليس حل المشكلات.
17. أن نظام إدارة الجودة الشاملة يهتم بالبحث المستمر عن أفضل الممارسات التي تقود إلى الأداء المميز.
. أن تتجنب المقولة الشائعة ” سوف ننتظر حتى تحدث المشكلة ومن ثم نعالجها“.
19. أن مبدأ التفتيش للتأكد من توفر الجودة في المخرجات صيغة علاجية تكلفتها كبيرة جداً بالإمكان تفاديها تماماً بصيغة وقائية تكلفتها أقل ... تلك الصيغة هي بناء الجودة من الأساس.
20. تشير الدراسات أنه في المؤسسات التي لا تطبق إدارة الجودة الشاملة يقضي المديرون 50% - 80% من أوقاتهم يعالجون أموراً يفترض عدم حدوثها في الأساس أو يعملون على تصحيح نتائج سلبية لقرارات غير سليمة.
21. أن العمل الممكن قياسه يمكن إدارته ومن ثم يمكن تحسينه وتطويره.
22. أن مشاكل اليوم هي علاج الأمس ومشاكل الغد هي علاج اليوم.
الجودة مسؤولية الجميع..(11/9)
مقومات العمل المؤسسي
د . محمد نجار
عناصر المحاضرة
العمل الخيري تحت الضوء
سمات العمل الخيري
عوامل نجاح العمل الخيري المؤسسي
تحديات العمل الخيري
نظرة إلى المستقبل
العمل الخيري تحت الضوء
لماذا الاهتمام بالعمل الخيري؟
ماذا نقدم .. وماذا يقدم الآخرون؟
أرقام وإحصائيات ..!
سمات العمل الخيري
الحافز الإنساني – التفاعل الاجتماعي
الحافز الإيماني – الأجر والمثوبة
الشعور بالرضى الداخلي
سهولة المشاركة
تنوع المجالات
عوامل نجاح العمل الخيري المؤسسي
العوامل الداخلية لنجاح العمل المؤسسي
وضوح الرسالة
من نحن؟
لماذا نقوم بالعمل؟
من هو المستفيد من العمل أو الخدمة؟
ما هو نوع العمل أو الخدمة المقدمة؟
ما هو مستوى العمل أو الخدمة المتوقعة؟
العوامل الداخلية لنجاح العمل المؤسسي
وضوح الرؤية
ما الذي نريد أن نصل إليه؟
ما الذي يدفعنا للقيام بالعمل أو الخدمة؟
ما هي القيمة التي نود إضافتها للمستفيدين من العمل؟
العوامل الداخلية لنجاح العمل المؤسسي
التحول من الارتجالية إلى التنظيم الإداري.
الاعتماد على تجربة القدماء !
التركيز على الخبرات المتكررة !
عقدة ”العمل الخيري ليس شركة أو مصنع“!
تبني الأساليب الإدارية الحديثة والتدريب عليها
اللوائح والإجراءات ، الأيزو 9000 ، الجودة الشاملة
إشراك أصحاب الخبرات الإدارية الحديثة
العوامل الداخلية لنجاح العمل المؤسسي
الانتقال من الفردية إلى الجماعية.
التمركز حول الشخص الأول !
مكافأة الإنجازات الفردية !
ترسيخ مبدأ العمل الجماعي
التحول إلى فرق العمل بدل اللجان
تعظيم الفكرة لا صاحب الفكرة
العوامل الداخلية لنجاح العمل المؤسسي
التخصص بدل الشمولية
الرغبة في المساهمة في كل مجال !
مأزق حاجة الأمة !
تركيز المهمة أو الرسالة
تأهيل المتخصص (الاستثمار في المواهب)
تنمية مهارات محددة (تقنية ، بحثية، ...)
توجيه الموارد (الفكرية والبشرية و المالية)
العوامل الخارجية لنجاح العمل المؤسسي(12/1)
المناخ السلبي الحديث
الهجمة المصطنعة !
المواقف الانهزامية !
عدم الاستسلام
البيان الإيجابي
تفنيد الشبهات
الحركة الدؤبة
العوامل الخارجية لنجاح العمل المؤسسي
توسيع دائرة الداعمين
التجار والمتدينيين !
الاكتفاء بالدعم المادي !
الابتكار في طرق الإقناع والتسويق
تكوين المجالس وفرق العمل المشتركة
الاتصال المستمر والإعلام الجيد
تحديد المطلوب (بالتفصيل..!!)
مثال رائع
تحديات تواجه العمل المؤسسي الخيري
1- الخوف من التغيير
المقاومة الداخلية .. الإدارة العليا وغيرها
صور المقاومة
التغيير مطلوب لإيجاد واستثمار فرص التحسين والتطوير.
الأعمال الخيرية تبقى ببقاء البشرية لذا يجب العمل على تحديثها وتطويرها باستمرار .
2- تحديد المستفيدين
تأكيد مفهوم ”إرضاء المستفيدين الداخليين والخارجيين من الخدمة المقدمة“
- المستفيد ليس فقط المجتمع بل ا العاملون والمتبرعون والدولة والهيئات الأخرى والإدارة العليا .
3- المشاركة التفاعلية
المشاركة من كل المستفيدين.
التقليل من التنظير !!
كسر الحواجز بين الأفراد والمجموعات.
مشاركة المسئولين بقدر أكبر في العمل اليومي.
التشاور مع العاملين في التخطيط وأساليب الإدارة.
4- شح الموارد المالية مع ازدياد الكلفة
التخلص من الأعمال التي ليس لها ”قيمة إضافية عالية“
الحرص والدقة في إعداد الموازنات – البناء على نتائج الماضي ودراسات وتحليلات المستقبل
المراجعة المستمرة للموارد والمصروفات والتحكم فيها .
5- قياس الأداء والتحليل
الإدارة بالأرقام وليس بالأحاسيس والمشاعر
تحديد مقاييس مرتبطة بالرسالة والأهداف
وضع المقاييس المنبئة للأحداث والمشكلات
جمع البيانات والمعلومات الدقيقة
التركيز على حل جذور المشكلة
نظرة في مستقبل العمل المؤسسي الخيري
المحافظة على المكتسبات
الاستفادة من نقاط القوة للتخلص من نقاط الضعف
التعرف على الفرص المتاحة للتغلب على التهديدات(12/2)
القوة الحقيقية تنطلق من إيمان الإنسان
واعتماده على القوي العزيز(12/3)