كتاب
أذكار الجهاد و الدعاء على الكفار الصحيحة
بقلم
وَائِل بْن عَلِيٍّ الدِّسُوقِيّ
1424 هـ(1/1)
بسم الله الرحمن الرحيم
1- قال الله عز وجل : ( رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ) [سورة البقرة : 286].
2- ( رَبّنا انْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ ) [اقتباس من الآية 30 من سورة العنكبوت].
3- اللَّهُمَّ أَعِنّا عَلَيْهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ .
4- رَبَّنَا أعنّا ولا تُعِنْ عَلَينا، وانصُرْنا ولا تَنْصُرْ عَلَينا، وامكُرْ لنا ولا تَمْكُرْ عَلَينا ، واهدنا ويَسِّر الهُدَى إلينا، وانصرنا على من بَغَى عَلَينا .
5- اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ ، {مُجْرِىَ السَّحَابِ}، سَرِيعَ الْحِسَابِ،{هَازِمَ الأَحْزَابِ} ، اللَّهُمَّ اهْزِمِ الأَحْزَابَ ، اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ ، {وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ} .
6- اللّهُمّ انْصُرْنا عَلَى مَنْ يَظْلِمُنا، وخُذْ مِنْهُ بِثَأْرِنا.
7- اللهم انصرنا على عدونا ، وأرنا فيه ثأرنا .
8- اللَّهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ ، وَ يُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ ، و لا يؤمنون بوَعْدِكَ ، اللَّهُمَّ خالِفْ بين كلمتهم ، و أَلْقِ في قلوبِهِمُ الرعبَ ، وَاجْعَلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَعَذَابَكَ إِلَهَ الْحَقِّ ، اللَّهُمَّ قَاتِلْ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ .
9- اللَّهُمَّ إنا نعوذ بك من غلبة الدين، وغلبة العدو، وشماتة الأعداء .
10- اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ أنْ أمُوتَ فِي سَبِيلِكَ مُدْبِراً.(1/2)
ما يقال عند لقاء العدو
11- قال الله عز وجل :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [الأنفال:45].
12- وقال الله عز وجل :( رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) [البقرة:250].
13- وقال الله عز وجل :( رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ) [آل عمران:147].
ما يقول إذا خُوِّفَ بالأعداء
14- قال الله عز وجل : ( حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) [آل عمران:173].
ويستحضر خشية الله والخوف منه ، لقوله تعالى : ( إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) [آل عمران: 175] .
ما يقول إذا مكر به الأعداء
15- قال الله عز وجل : ( وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ) [غافر:44].
ما يقول إذا طلبه الأعداء ليقتلوه
16- قال الله عز وجل : ( رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) [القصص:21] .
ما يقول إذا توجه إلى طريق أو إذا اشتبهت عليه الطرق
17- قال الله عز وجل : ( عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ ) [القصص:22].
ما يقال عندما يكثر عدد الأعداء و يقل عدد المسلمين ويستبطئون النصر
18- ( رب إني مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ ) [اقتباس من الآية 10 من سورة القمر].
19- إذا خاف بعضُ المسلمين من كثرة الكفار أو قوتهم ذكّرهم أهل العلم والإيمان بقول الله عز وجل : (كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ) [البقرة :248].
20- قال الله عز وجل : ( أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ) [البقرة :214].(1/3)
ما يقال عند رؤية جموع الكفار
21- قال الله عز وجل : ( هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ) [الأحزاب:22] . ويزدادوا إِيمَاناً وَتَسْلِيمًا لله عز وجل ، ويثبتوا ، ويذكروا الله كثيرا ، ويصبروا ويصابروا ، فإن النصر مع الصبر.
شعار المسلمين إذا خافوا أن يُبيّتهم الكفار
22- حم~ لا ينصرون .
ما يقال إذا تسلّطَ الكفارُ على بلدٍ و استضعفوا المسلمين فيه
23- قال الله عز وجل : ( عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) [يونس:85-86].
ويكثرون من الصلاة والعبادة والإخلاص لله عز وجل .
ما يقال عند الغزو والاستنصار بالله تعالى
24- اللّهُمَّ أَنْتَ عَضُدُنا، وَأَنْتَ نَصيرُنا، بِكَ نحولُ وَبِكَ نصولُ وَبِكَ نقاتِل .
ما يقال إذا كثرجيش المسلمين لئلا تعجبهم كثرتهم
25- اللَّهُمَّ بِكَ أُقَاتِلُ ، { وَبِكَ أُحَاوِلُ } ، وَبِكَ أُصَاوِلُ ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ .
ما يقال عند الفزع أو اقتراب شرّ الكفار
26- لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ .
ما يقول إذا خاف قومًا
27- اللّهُمَّ إِنا نَجْعَلُكَ في نُحورِهِم، وَنَعوذُ بِكَ مِنْ شُرورِهمْ .
ما يقال إذا حاصر الكفارُ المسلمين و أرادوا قتلهم
28- اللَّهُمَّ اِكْفِنَاهمْ بِمَا شِئْتَ .
الدعاء على الكفار إذا مزقوا كتب المسلمين أو استكبروا
29- اللَّهُمَّ مَزِّقْهُم كُلّ مُمَزَّق .
ما يقال إذا شغل الكفارُ المسلمين عن طاعة الله عز وجل
30- مَلأَ اللَّهُ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَاراً .
ما يقال عند دخول قرى الكفار والإغارة عليهم
31- اللَّهُ أَكْبَرُ ، خَرِبَتْ [خَيْبَرُ](1) ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ .
( يرفع يديه و يقولها ثلاثا ) .
__________
(1) و يسمى المدينة الكافرة التي أشرفوا عليها .(1/4)
الدعاء على من يسبُّ المسلمين و يؤذيهم
32- اللَّهُمَّ سَلِّطْ عليه كلبًا من كلابك.
33- اللَّهُمَّ عليك بـ[الكافرين] (ثلاثا)، اللَّهُمَّ عليك بـ [فلان وفلان منهم يسميهم ] .
( فيعم ثم يخص ) .
ما يقال إذا اعتز الكفار بآلهتهم و دنياهم
34- اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ ، اللَّهُ مَوْلاَنَا وَلاَ مَوْلَى لَكُمْ .
سؤال الله الشهادة بصدق
35- اللهم ارزقني شهادة في سبيلك .
الاستغاثة بالله تعالى عند لقاء العدو
قال الله تعالى : ( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ ) (الأنفال:9)
36- اللَّهُمَّ آتنا مَا وَعَدْتَنا، اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لنا مَا وَعَدْتَنا، اللَّهُمَّ إِنْ تَهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةُ مِنْ أَهْلِ الإِسْلاَمِ لاَ تُعْبَدْ في الأَرْضِ . (ويستقبل القبلة ويمُدُُّ يديه) .
[ والمراد الآن أرض خاصة كالعراق أو فلسطين أو أفغانستان أو الفلوجة مثلاً لا عموم الأرض ] .
ما يقال عند حصار المسلمين للمدن ، وعند اختراق تحصينات العدو
37- لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ و اللَّهُ أَكْبَرُ .
ما يقال عند وقوع بعض المسلمين في الأَسْر أو الشدة
38- اللهم أنج فلان بن فلان (ويدعو للمستضعفين بأسمائهم) ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى [الكافرين ( ويسمي شعوبهم ) ] ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا {عليهم } سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ.
الثناء على الله عز وجل بعد النصر
قال الله تبارك وتعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً) (الأحزاب:9) وقال الله عز وجل :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) [المائدة:11]
39- لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ ، َأَعَزَّ جُنْدَهُ ، ونَصَرَ عَبْدَهُ ، وَغَلَبَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ ، فَلاَ شيء بَعْدَهُ .
40- إِنَّ اللَّهَ قَدْ كَفَى وَأَحْسَنَ .(1/5)
الثناء على الله عز وجل بعد المعركة
41- اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ ، اللَّهُمَّ لاَ قَابِضَ لِمَا بَسَطْتَ ، وَ لاَ بَاسِطَ لِمَا قَبَضْتَ ، وَ لاَ هَادِيَ لِمَا أَضْلَلْتَ ، وَ لاَ مُضِلَّ لِمَنْ هَدَيْتَ ، وَ لاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ ، وَ لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ ، وَ لاَ مُقَرِّبَ لِمَا بَاعَدْتَ ، وَ لاَ مُبَاعِدَ لِمَا قَرَّبْتَ ، اللَّهُمَّ ابْسُطْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَفَضْلِكَ وَرِزْقِكَ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ الْمُقِيمَ الَّذِي لاَ يَحُولُ وَ لاَ يَزُولُ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ يَوْمَ الْعَيْلَةِ وَالأَمْنَ يَوْمَ الْخَوْفِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي عَائِذٌ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أَعْطَيْتَنَا وَشَرِّ مَا مَنَعْتَ ، اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ وَاجْعَلْنَا مِنْ الرَّاشِدِينَ ، اللَّهُمَّ تَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ وَأَحْيِنَا مُسْلِمِينَ وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ غَيْرَ خَزَايَا وَ لاَ مَفْتُونِينَ ، اللَّهُمَّ قَاتِلْ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ وَاجْعَلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَعَذَابَكَ ، اللَّهُمَّ قَاتِلْ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَهَ الْحَقِّ .
ما يقال لمن لا يثبت على الخيل ونحوها
42- اللَّهُمَّ ثَبِّتْه ، و اجعله هاديًا مَّهْدِيًا .(1/6)
وصية الإمام لأمير الجيش
يوصيه بتقوى الله تعالى ، و من معه من المسلمين خيرًا ، ثم يقول :
43- « اغْزُوا بِاسْمِ اللَّهِ في سَبِيلِ اللَّهِ قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ اغْزُوا وَ لاَ تَغُلُّوا وَلاَ تَغْدِرُوا وَلاَ تُمَثِّلُوا وَلا تَقْتُلُوا وَلِيدًا وَإِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ فَادْعُهُمْ إِلَى ثَلَاثِ خِصَالٍ أَوْ خِلَالٍ فَأَيَّتُهُنَّ مَا أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَإِنْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ إِلَى دَارِ الْمُهَاجِرِينَ وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ إِنْ فَعَلُوا ذَلِكَ فَلَهُمْ مَا لِلْمُهَاجِرِينَ وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُهَاجِرِينَ فَإِنْ أَبَوْا أَنْ يَتَحَوَّلُوا مِنْهَا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ يَكُونُونَ كَأَعْرَابِ الْمُسْلِمِينَ يَجْرِي عَلَيْهِمْ حُكْمُ اللَّهِ الَّذِي يَجْرِي عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَكُونُ لَهُمْ فِي الْغَنِيمَةِ وَالْفَيْءِ شَيْءٌ إِلَّا أَنْ يُجَاهِدُوا مَعَ الْمُسْلِمِينَ فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَسَلْهُمْ الْجِزْيَةَ فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَقَاتِلْهُمْ وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ أَنْ تَجْعَلَ لَهُمْ ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ نَبِيِّهِ فَلَا تَجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّةَ اللَّهِ وَلَا ذِمَّةَ نَبِيِّهِ وَلَكِنْ اجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّتَكَ وَذِمَّةَ أَصْحَابِكَ فَإِنَّكُمْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَمَكُمْ وَذِمَمَ أَصْحَابِكُمْ أَهْوَنُ مِنْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ رَسُولِهِ وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ أَنْ تُنْزِلَهُمْ عَلَى حُكْمِ اللَّهِ فَلَا تُنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِكَ فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي أَتُصِيبُ حُكْمَ اللَّهِ فِيهِمْ أَمْ َلا » .(1/7)
ما ينشده المجاهدون
44- اللَّهُمَّ لَوْلاَ أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا ........... وَلاَ تَصَدَّقْنَا وَلاَ صَلَّيْنَا
فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا ....................... وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لاَقَيْنَا
إِنَّ الأَعْدَاءَ قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا ..................... إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا
(ويرفع بـ أَبَيْنَا صَوْتَهُ ويَمُدُّ آخرها)
45- اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا ........... وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا
[وَنَحْنُ عَنْ فَضْلِكَ مَا اسْتَغْنَيْنَا] ....... فَاغْفِرْ فِدَاءً لَكَ مَا اقتفَيْنَا
وَثَبِّتْ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا ...................... وَأَلْقِيَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا
إِنَّا إِذَا صِيحَ بِنَا أَبَيْنَا ....................... وَبِالصِّيَاحِ عَوَّلُواعَلَيْنَا
46- اللَّهُمَّ لا عَيْشَ إلا عَيْشُ الآخرة ........... فَاغْفِرْ للأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَة
نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا (.................)................ عَلَى الْجِهَادِ مَابَقِينَا أَبَدَا
الدعاء لمن يرمي الكفار
47- اللهم سدد رميتهم ، وأجب دعوتهم .
الدعاء للسرية التي أبلت بلاء حسنا
48- اللهم بارك في خيلهم ورجالهم . (ويكررها) .
الدعاء لمن خرج مجاهدا في سبيل الله عز وجل
49- اللَّهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ .(1/8)
التخريج
1 - ثبت أن الله تعالى استجاب دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - و الصحابة - رضي الله عنهم - في هذه الآية ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : " لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ قَالَ فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ بَرَكُوا عَلَى الرُّكَبِ فَقَالُوا أَيْ رَسُولَ اللَّهِ كُلِّفْنَا مِنْ الْأَعْمَالِ مَا نُطِيقُ الصَّلَاةَ وَالصِّيَامَ وَالْجِهَادَ وَالصَّدَقَةَ وَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيْكَ هَذِهِ الْآيَةُ وَلَا نُطِيقُهَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَقُولُوا كَمَا قَالَ أَهْلُ الْكِتَابَيْنِ مِنْ قَبْلِكُمْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا بَلْ قُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ فَلَمَّا اقْتَرَأَهَا الْقَوْمُ ذَلَّتْ بِهَا أَلْسِنَتُهُمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي إِثْرِهَا آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ نَسَخَهَا اللَّهُ تَعَالَى فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَاكَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا قَالَ نَعَمْ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا قَالَ نَعَمْ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ قَالَ نَعَمْ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ قَالَ نَعَمْ " . رواه مسلم (179) .(1/9)
وعند مسلم (برقم 126) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه - قَالَ : " لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ قَالَ دَخَلَ قُلُوبَهُمْ مِنْهَا شَيْءٌ لَمْ يَدْخُلْ قُلُوبَهُمْ مِنْ شَيْءٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَسَلَّمْنَا قَالَ فَأَلْقَى اللَّهُ الْإِيمَانَ فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا قَالَ قَدْ فَعَلْتُ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا قَالَ قَدْ فَعَلْتُ وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا قَالَ قَدْ فَعَلْتُ ". وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه - قَالَ : " بَيْنَمَا جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ هَذَا بَابٌ مِنْ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ فَقَالَ هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ فَسَلَّمَ وَقَالَ أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ فَاتِحَةُ الْكِتَابِ وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ " . رواه مسلم (1339) .(1/10)
2 - هو من دعاء لوط - عليه السلام - على قومه ، فيُدعَى به على الكفار، فإن أعظم إفساد في الأرض هو الكفر ، قال الله تعالى : (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ) سورة النحل(88) وقال الله عز وجل : (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ {11} أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ {12} ) سورة البقرة (11-12) خاصة إذا أعلَنَ الكفار بالفواحش كالزنا واللواط ، وأهلكوا الحرث والنسل ، نعوذ الله به من غضبه وعقابه وشر عباده ، و نسأله العفو والعافية . ويدفع الله فساد الكفار بالمؤمنين المجاهدين ، قال الله تبارك وتعالى : ( وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) (البقرة:251).
3 - رواه البخاري في صحيحه (4496) واللفظ له ، ومسلم في صحيحه (2798) عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -.
4 - رواه أحمد ( 1/227 ) ، وأبو داود (5101،1511) ، والنسائي في اليوم والليلة (607) ، والترمذي (3551) ، وابن ماجة (3830) عن ابن عباس رضي الله عنهما ، وقال الترمذي : "حسن صحيح" ، وصححه ابن حبان (947،948) ، والحاكم (1/519-520) ، وأقره الذهبي ، والألباني .(1/11)
5 - رواه البخاري (2775 ،3889 ،6029 ،7051) ، و مسلم (1741 ، 1742) ، و ابن خزيمة (2775)،و ابن حبان (3844،3843) ، وأبو عوانة (4/218-219) خمستهم في صحاحهم ، والترمذي (1678)،و ابن ماجة (2796) ، وابن أبي شيبة في مصنفه (29586) ، وأحمد (4/381،353) ، و النسائي في اليوم والليلة(602) عن عبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا عليهم يوم الخندق . وعند ابن خزيمة و ابن حبان في رواية أنه دعا عليهم بذلك أيضًا في عمرة القضاء .
6 - رواه الترمذي في سننه (10/51 تحفة) ،عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، و قال :"حسن غريب"، وحسنه الألباني .
7- رواه البخاري في الأدب المفرد (650) و الحاكم (1/704 و 2/154) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : " اللهم انصرني على عدوي ، وأرني فيه ثأري". وصححه الحاكم على شرط مسلم ، وصححه الألباني.
8 - رواه أحمد في مسنده (3/424) عن عبيد بن رفاعة الزرقي - رضي الله عنه - مرفوعًا في حديث طويل،وسنده صحيح ، وسيأتي برقم(41) . و رواه ابن خزيمة في صحيحه (1100) بسند صحيح عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عبدٍ القاري: " أن الناس كانوا يدعون به في القيام في النصف الثاني من رمضان في عهد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، و رواه ابن نصر في كتاب الوتر(ص 144) عن الزهري نحوه.
9 - رواه أحمد (2/173) ، و النسائي (5475 ، 5487) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما،وسنده صحيح. وجملة الاستعاذة من غلبة العدو لها شواهد كثيرة.
10 - رواه أبو داود (1552 ،1553)،و النسائي (5531 ، 5532)،و أحمد (3/427)، وابن أبي عاصم في الجهاد (269)، والحاكم (1948) وصحح إسناده عن أبي اليَسَرِ - رضي الله عنه - .(1/12)
11- يَثْبُت المؤمنون ، و يذكرون الله عز وجل كثيرًا عند لقاء العدو كما أمر الله عز وجل ، ويقدمون أعمالاً صالحة قبل الغزو والقتال ، قال البخاري في صحيحه (6 / 24 فتح الباري): " باب عمل صالح قبل القتال ، وقال أبو الدرداء : إنما تقاتلون بأعمالكم " . وأثر أبي الدرداء وصله ابن المبارك في كتاب الجهاد (5) وابن أبي عاصم في الزهد ( ص 136) والدينوري في جواهر العلم .
ويتوب المجاهدون إلى ربهم من ذنوبهم فإنها من أعظم أسباب الهزيمة والفرار يوم الزحف ، قال الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ وَلَقَدْ عَفَا اللّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ) سورة آل عمران (155)
12- قالها المؤمنون من بني إسرائيل عندما برزوا لجالوت و جنوده فنصرهم الله - عز وجل -، قال الله عزوجل : (وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ {250} فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ {251} تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ {252} )
سورة البقرة .(1/13)
13- قال الله سبحانه وتعالى : ( وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) [آل عمران146-148].
14- قال الله عز وجل : ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ {173} فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ {174} إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ {175} ) سورة آل عمران .
وروى البخاري في صحيحه (4197) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال : " حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَام حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالُوا إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ " .(1/14)
15- قالها مؤمن آل فرعون بعد أن نصح قومه فأبوا أن يقبلوا منه ، وأرادوا أن يمكروا به فنجاه الله عزوجل ، قال الله تبارك و تعالى : ( فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ {44} فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ {45}) سورة غافر.
16- قال الله عز وجل : ( وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )[ سورة القصص:21] .
17- قال تعالى : ( وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيل ) [ سورة القصص:22].
18- قال تعالى في قصة نوح عليه الصلاة والسلام و دعائه : ( كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ {9} فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ {10} فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ {11} وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ {12} وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ {13} تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ {14} وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ {15} فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ {16} وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ {17} ) سورة القمر .(1/15)
19- قال تعالى : ( فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ) سورة البقرة (249) .
20- قال الله - سبحانه وتعالى - : ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ) (سورة البقرة:214).
21- قال الله - عز وجل - :( وَلَمَّا رَأى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً ) [الأحزاب:22].
وما وعدهم الله عزوجل به هو ما ذكره في آية البقرة (214) كما قال قتادة ، رواه ابن المبارك في الجهاد (73) وسنده صحيح ، وورد عن ابن عباس بسند ضعيف .
وأما ذكر الله عز وجل كثيرا والثبات والصبر فلقول الله سبحانه وتعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) (سورة الأنفال :45)(1/16)
22- رواه أحمد (4/65 ، 377) ، والترمذي (1682) ، و أبو داود (2597)، و النسائي في اليوم والليلة(617) ،و ابن الجارود (1063) ، و الحاكم (2/107)، و ابن سعد في الطبقات (2/72)، وعبد الرزاق (9467)،وابن أبي شيبة (14/414) عن المهلّب بن أبي صُفْرة، عمَّن سمع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: " إنْ بَيَّتَكُمْ العدو فقولوا: حم~ لا يُنصرون " ، و صححه الحاكم على شرط الشيخين وقال : فيه إرسال ا.هـ.،
قلت : جهالة الصحابي لا تضرُّ. وقال ابن كثير في تفسيره (4/69):"إسناده صحيح" ا.هـ.
(وفي الباب) عن البراء بن عازب رضي الله عنه .(1/17)
( فائدة ) في معنى قوله - صلى الله عليه وسلم - : " حم~ لا يُنصرون " ،
قال أبو عبيد في غريب الحديث (4/95-96) : " كأن المعنى اللهم لا ينصرون يكون دعاء ويكون جزاء والمحدثون يقولون بالنون وأما في الإعراب فبغير نون لا ينصروا وحم اسم من أسماء الله تعالى " . وقال الخطابي في غريب الحديث (1/653-654) : " يذهب كثير من الناس في معناه إلى أنه دعاء وأرى أبا عبيد قد أشار إلى نحو من هذا وبلغني عن ابن كيسان أنه سأل عنه أبا العباس أحمد بن يحيى (يعني ثعلبا) فقال هو إخبارمعناه : والله لا ينصرون ولو كان دعاء لكان مجزوما ، وقال أهل التفسير حاميم اسم من أسماء الله عز وجل فكأنه حلف باسم من أسماء الله أنهم لا ينصرون ويدل على هذا قول الشاعر : يذكرني حاميم والرمح شاجر فهلا تلا حاميم قبل التقدم ، أي يذكرني الله " . وقال ابن منظور في لسان العرب (14/210) : " و حم ، قال ثعلب : معناه لا ينصرون ، قال : والمعنى يا منصور اقصد بهذا لهم ، أو يا الله " . وقال ابن الأثير في النهاية (1/446) : " قيل إن السور التي في أولها حم سور لها شأن فنبه أن ذكرها لشرف منزلتها مما يستظهر به على استنزال النصر من الله وقوله لاينصرون كلام مستأنف كأنه حين قال : قولوا حم قيل ماذا يكون إذا قلنا فقال لاينصرون " . وقال الشوكاني في نيل الأوطار (8/67-68) : " هذا اللفظ فيه التفاؤل بعدم انتصار الخصم مع حصول الغرض بالشعار وهو العلامة في الحرب ، يقال نادوا بشعارهم أو جعلوا لأنفسهم شعارا والمراد أنهم جعلوا العلامة بينهم لمعرفة بعضهم بعضا في ظلمة الليل هو التكلم عند أن يهجم عليهم العدو بهذا اللفظ " .(1/18)
23- قال الله - عز وجل - : ( فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَأِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ) [يونس:83-87].
24- رواه الترمذي (3584) ، و أحمد (3/184) ، و ابن حبان (4761) ، و أبو يعلى (2904 ،2949 ،3133)، و أبو عوانة في صحيحه (4/217 ،514)، و أبو داود (2632) و اللفظ له ، و النسائي في العمل (604)، والضياء في المختارة (2360 ، 2361 ، 2362) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا غَزَا قَالَ اللَّهُمَّ أَنْتَ عَضُدِي وَنَصِيرِي بِكَ أَحُولُ وَبِكَ أَصُولُ وَبِكَ أُقَاتِلُ " ، و قال الترمذي :"حسن غريب ، ومعنى قوله عضدي يعني عوني" ا.هـ . ، و صححه ابن حبان ، وأبو عوانة ، والضياء .(1/19)
25- رواه أحمد (4/333 و6/16) ، وابن حبان في صحيحه (1975 ، 2027 ، 4758) ، والترمذي (3340) ، و الدارمي (2441) ، والضياء في المختارة (51 ،52 ، 53 ، 54) ، عَنْ صُهَيْبٍ - رضي الله عنه - قَالَ : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى هَمَسَ شَيْئًا لَا أَفْهَمُهُ وَلَا يُخْبِرُنَا بِهِ قَالَ أَفَطِنْتُمْ لِي قُلْنَا نَعَمْ قَالَ إِنِّي ذَكَرْتُ نَبِيًّا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ أُعْطِيَ جُنُودًا مِنْ قَوْمِهِ فَقَالَ مَنْ يُكَافِئُ هَؤُلَاءِ أَوْ مَنْ يَقُومُ لِهَؤُلَاءِ أَوْ غَيْرَهَا مِنْ الْكَلَامِ فَأُوحِيَ إِلَيْهِ أَنْ اخْتَرْ لِقَوْمِكَ إِحْدَى ثَلَاثٍ إِمَّا أَنْ نُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ أَوْ الْجُوعَ أَوْ الْمَوْتَ فَاسْتَشَارَ قَوْمَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالُوا أَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ نَكِلُ ذَلِكَ إِلَيْكَ خِرْ لَنَا فَقَامَ إِلَى الصَّلَاةِ وَكَانُوا إِذَا فَزِعُوا فَزِعُوا إِلَى الصَّلَاةِ فَصَلَّى مَا شَاءَ اللَّهُ قَالَ ثُمَّ قَالَ أَيْ رَبِّ أَمَّا عَدُوٌّ مِنْ غَيْرِهِمْ فَلَا أَوْ الْجُوعُ فَلَا وَلَكِنْ الْمَوْتُ فَسُلِّطَ عَلَيْهِمْ الْمَوْتُ فَمَاتَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا فَهَمْسِي الَّذِي تَرَوْنَ أَنِّي أَقُولُ اللَّهُمَّ بِكَ أُقَاتِلُ وَبِكَ أُصَاوِلُ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ". و اللفظ لأحمد ، وعند ابن حبان عنه - رضي الله عنه - قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى أيام حنين همس شيئا فقيل له إنك تفعل شيئا لم تكن تفعله قال أقول اللهم بك أحاول وبك أصاول وبك أقاتل ". وفي رواية أن ذلك الدعاء كان بعد صلاة الفجر. و قال الترمذي : "حسن غريب" ، وصححه ابن حبان والضياء .
26- رواه البخاري (3168 ،3403 ،6650 ،6716) ،و مسلم (2880) عن زينب بنت جحش رضي الله عنها.(1/20)
27- رواه أبو داود (1537)، و ابن حبان في صحيحه (4765)،و أحمد (4/414) ، و الطيالسي (524) ، و الحاكم (2/154) عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - .
وصححه ابن حبان ، و صححه الحاكم على شرط الشيخين ، و الذهبي، و أبو عوانة في صحيحه (4/217) و في لفظ له " نَدْرَأ " بدل " نجعلك " ،و صحح النووي و العراقي إسناده كما في شرح المناوي على الجامع الصغير (5/121).
28- رواه مسلم في صحيحه (3005) عن صهيب - رضي الله عنه - .
29- رواه البخاري (64 ،2781 ،4162 ،6836) ،و أبو عوانة (4/271 ،272) عن ابن عباس رضي الله عنهما :{ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَ بِكِتَابِهِ إِلَى كِسْرَى مع عبد الله بن حذافة السهمي ، فأَمَرَهُ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ الْبَحْرَيْنِ ، يدَفَعَهُ عَظِيمُ الْبَحْرَيْنِ إِلَى كِسْرَى ، فَلَمَّا قَرَأَهُ كِسْرَى حرقهُ .قال الزهري: فَحَسِبْتُ أَنَّ سعيدَ بن الْمُسَيَّبِ قَالَ: فَدَعَا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُمَزَّقُوا كُلَّ مُمَزَّقٍ }.
و رواه ابن سعد في الطبقات (1/258-260) عن عبد الله بن حذافة السهمي رضي الله عنه بلفظ : { اللهم مَزِّق ملكه }، وانظر فتح الباري (8/127 و 13/242)، و نصب الراية (4/421) ، وما في الصحيح أثبت .(1/21)
30 - رواه البخاري في صحيحه (2714،3802،4169،5917) ، و مسلم في صحيحه (627) عَنْ عَلِىٍّ - رضي الله عنه - قَالَ :" لَمَّا كَانَ يَوْمُ الأَحْزَابِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :« مَلأَ اللَّهُ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَاراً ، شَغَلُونَا عَنِ الصَّلاَةِ الْوُسْطَى حِتى غَابَتِ الشَّمْسُ »" ، و اللفظ للبخاري ، وفي لفظ لمسلم عن عَلِي - رضي الله عنه - قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ وَهُوَ قَاعِدٌ عَلَى فُرْضَةٍ مِنْ فُرَضِ الْخَنْدَقِ : " شَغَلُونَا عَنْ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى حَتَّى غَرَبَتْ الشَّمْسُ مَلَأَ اللَّهُ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ أَوْ قَالَ قُبُورَهُمْ وَبُطُونَهُمْ نَارًا ". ( وفي الباب ) عن ابن مسعود رضي الله عنه قَالَ : " حَبَسَ الْمُشْرِكُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ حَتَّى احْمَرَّتْ الشَّمْسُ أَوْ اصْفَرَّتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَغَلُونَا عَنْ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى صَلَاةِ الْعَصْرِ مَلَأَ اللَّهُ أَجْوَافَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا أَوْ قَالَ حَشَا اللَّهُ أَجْوَافَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا " رواه مسلم (997) .(1/22)
31- رواه البخاري (364 ،585 ،905 ،2785 ،2829 ،3447 ،3961 ،3962 ،3964) و اللفظ له ،و مسلم في صحيحه (1365) عَنْ أَنَس بن مالك - رضى الله عنه - قَالَ :" صَبَّحَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - خَيْبَرَ ، وَقَدْ خَرَجُوا بِالْمَسَاحِى عَلَى أَعْنَاقِهِمْ ، فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا: هَذَا مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ ، مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ . فَلَجَئُوا إِلَى الْحِصْنِ ، فَرَفَعَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - يَدَيْهِ وَقَالَ :« اللَّهُ أَكْبَرُ ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ » ، وعند مسلم أنه قالها ثلاثًا .(1/23)
32- أخرجه ابن قانع من طريق داود بن إبراهيم عن حماد بن سلمة [ح] وذكره ابن منده من طريق عبد الرحمن بن المغيرة عن أبي الزناد كلاهما عن هشام بن عروة عن أبيه عن هبار بن الأسود أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - دعا على عتبة بن أبي لهب : « اللَّهُمَّ سَلِّطْ عليه كلبًا من كلابك» فافترسه الأسد و هو نائم وسط أصحابه.(كما في الإصابة 6/527) . قلت: هو في معجم ابن قانع (رقم 1188) ، و أخرجه الحاكم في المستدرك (3984) من طريق الحارث بن أبي أسامة ثنا العباس بن الفضل الأنصاري ثنا الأسود بن شيبان عن أبي نوفل بن أبي عقرب عن أبيه قال : " كان لهب بن أبي لهب يَسُبُّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم - : « اللَّهُمَّ سَلِّطْ عليه كلبك» ، فخرج في قافلة يريد الشام ،فَنَزل منْزلاً، فقال:إني أخاف دعوة محمد - صلى الله عليه وسلم - ، قالوا له: كلا ،فحطوا متاعهم حوله، و قعدوا يحرسونه، فجاء الأسد فانتزعه فذهب به " . وأخرجه الحارث في مسنده (511 زوائده ) و صحح الحاكم إسناده ، و قال ابن حجر في فتح الباري (4/39) :" هو حديث حسن أخرجه الحاكم من طريق أبى نوفل بن أبى عقرب عن أبيه " ا.هـ . ، وتبعه الصنعاني في سبل السلام (2/195) ، وأما الشوكاني في نيل الأوطار (5/98) فحسَّن إسناده . قلت : و ( أبو عقرب ) : قال خليفة : اسمه خويلد بن بجير، و قيل عويج بن خويلد بن بجير ، عداده في أهل البصرة من الصحابة، و أبو نوفل ابنه قيل اسمه مسلم و قيل عمرو ، روى عن أبيه أبى عقرب ، و قيل أبو عقرب جده ، أخرج له مسلم في صحيحه ، و ذكر أبا عقرب في الصحابة : خليفة بن خياط ، و الطبراني ، وابن شاهين ، و ابن حبان ، و ابن سعد في الطبقات(5/457) . وانظرطبقات خليفة (ص31و175و212) ، و الاستيعاب ( 3096) ، و الإصابة ( 2304 و 7984 و10259) . و أخرجه الدولابي في الذرية الطاهرة (برقم 76) عن قتادة مرسلاً ، و (برقم 77) عن محمد بن كعب القرظي وعثمان بن عروة بن الزبير مرسلاً أيضا ، و أخرج هذه المراسيل ابن إسحاق في السيرة (كما في دلائل النبوة للأصبهاني التيمي306) ، و من طريقه أخرجها الدولابي كما سبق ، والله أعلم .(1/24)
33- روى البخاري (237 ، 498 ، 2776 ،3014 ،3641) واللفظ له ، و مسلم (1794) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود - رضي الله عنه - َ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي عِنْدَ الْبَيْتِ وَأَبُو جَهْلٍ وَأَصْحَابٌ لَهُ جُلُوسٌ إِذْ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْض أَيُّكُمْ يَجِيءُ بِسَلَى جَزُورِ بَنِي فُلَانٍ فَيَضَعُهُ عَلَى ظَهْرِ مُحَمَّدٍ إِذَا سَجَدَ فَانْبَعَثَ أَشْقَى الْقَوْمِ فَجَاءَ بِهِ فَنَظَرَ حَتَّى سَجَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَعَهُ عَلَى ظَهْرِهِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ وَأَنَا أَنْظُرُ لَا أُغْنِي شَيْئًا لَوْ كَانَ لِي مَنَعَةٌ قَالَ فَجَعَلُوا يَضْحَكُونَ وَيُحِيلُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاجِدٌ لَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ حَتَّى جَاءَتْهُ فَاطِمَةُ فَطَرَحَتْ عَنْ ظَهْرِهِ فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَشَقَّ عَلَيْهِمْ إِذْ دَعَا عَلَيْهِمْ قَالَ وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الدَّعْوَةَ فِي ذَلِكَ الْبَلَدِ مُسْتَجَابَةٌ ثُمَّ سَمَّى اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِأَبِي جَهْلٍ وَعَلَيْكَ بِعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ وَعَدَّ السَّابِعَ فَلَمْ يَحْفَظْ قَالَ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ رَأَيْتُ الَّذِينَ عَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَرْعَى فِي الْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ ".
قلت: والسابع ورد في رواية عند البخاري (498) وهو عمارة بن الوليد .(1/25)
34- روى البخاري (2874 ،3817) ، و أبو عوانة (4/323 ،325) عن الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رضي الله عنه في قصة غزوة أحد : " ثُمَّ أَخَذَ (- أي أبو سفيان –) يَرْتَجِزُ : اُعْلُ هُبَلْ ، اُعْلُ هُبَلْ . قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - : « أَلاَ تُجِيبُونَهُ » . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا نَقُولُ ؟، قَالَ: « قُولُوا اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ » . قَالَ : إِنَّ لَنَا الْعُزَّى وَلاَ عُزَّى لَكُمْ . فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - : « أَلاَ تُجِيبُونَهُ » . قَالَ : قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا نَقُولُ؟، قَالَ :« قُولُوا : اللَّهُ مَوْلاَنَا وَلاَ مَوْلَى لَكُمْ ».
35- روى البخاري في صحيحه (1791) ،و مالك في الموطأ (989) عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ بن الخطاب - رضي الله عنه - قَالَ:" اللَّهُمَّ ارْزُقْنِى شَهَادَةً فِى سَبِيلِكَ ، وَاجْعَلْ مَوْتِى فِى بَلَدِ رَسُولِكَ - صلى الله عليه وسلم - ". و رواه البخاري عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أمه عن حفصة بنت عمر سمعت أباها نحوه، و عَنْ زَيْدِ عَنْ أَبِيهِ عَنها سمعت أباها عُمَرَ - رضي الله عنه - (و انظر تغليق التعليق 3/135). و أما مالك فرواه عَنْ زَيْدِ عَنْ عُمَرَ بلا واسطة.
هذا وقد دعا النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - لأمته بالشهادة ، فروى أحمد (3/ 437 و438) و الحاكم (رقم 2462) و صححه عن أبي بردة بن قيس أخي أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :« اللهم اجعل فناء أمتي قتلا في سبيلك بالطعن والطاعون »،وصحح إسناده المنذري ،و وثّق رجاله الهيثمي ، وصححه الألباني. قال ابن حجر في فتح الباري (10/182) :" قال العلماء: أراد - صلى الله عليه وسلم -أن يحصل لأمته أرفع أنواع الشهادة وهو القتل في سبيل الله بأيدي أعدائهم ، إما من الإنس وإما من الجن" ا.هـ.
و روى مسلم في صحيحه (1909) عن سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ - رضي الله عنه - أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :« مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ ».(1/26)
36- روى مسلم (1763) ، و أبو عوانة (4/220 ،255) ،وابن حبان (4793) عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عن عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَالَ : " لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ وَأَصْحَابُهُ ثَلاَثُمِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلاً فَاسْتَقْبَلَ نَبِىُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْقِبْلَةَ ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ « اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِى مَا وَعَدْتَنِى اللَّهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِى اللَّهُمَّ إِنْ تَهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةُ مِنْ أَهْلِ الإِسْلاَمِ لاَ تُعْبَدْ فِى الأَرْضِ » ، فَمَازَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ . وَقَالَ: يَا نَبِىَّ اللَّهِ كَفَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ فَإِنَهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّى مُمِدُّكُمْ بَأَلْفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مُرْدِفِينَ ) فَأَمَدَّهُ اللَّهُ بِالْمَلاَئِكَةِ »الحديث ، و اللفظ لمسلم. ورواه البخاري (2758 ،3737 ،4594 ،4596) عن ابن عباس مرفوعًا لم يذكر عمر - رضي الله عنه -.(1/27)
37- روى مسلم في صحيحه (2920) عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :« سَمِعْتُمْ بِمَدِينَةٍ جَانِبٌ مِنْهَا فِى الْبَرِّ وَجَانِبٌ مِنْهَا فِى الْبَحْرِ ». قَالُوا : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ « لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَغْزُوَهَا سَبْعُونَ أَلْفاً مِنْ بَنِى إِسْحَاقَ فَإِذَا جَاءُوهَا نَزَلُوا فَلَمْ يُقَاتِلُوا بِسِلاَحٍ وَلَمْ يَرْمُوا بِسَهْمٍ ، قَالُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ . فَيَسْقُطُ أَحَدُ جَانِبَيْهَا ،( قَالَ ثَوْرٌ – أحد رواة الحديث - : لاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ قَالَ : الَّذِى فِى الْبَحْر)ِ ، ثُمَّ يَقُولُوا الثَّانِيَةَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ . فَيَسْقُطُ جَانِبُهَا الآخَرُ، ثُمَّ يَقُولُوا الثَّالِثَةَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، فَيُفَرَّجُ لَهُمْ فَيَدْخُلُوهَا فَيَغْنَمُوا ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْمَغَانِمَ إِذْ جَاءَهُمُ الصَّرِيخُ فَقَالَ :إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَرَجَ ، فَيَتْرُكُونَ كُلَّ شَىْءٍ وَيَرْجِعُونَ » .(1/28)
38- عن أبي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قال :" وَكانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ يَقُولُ: « سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ» . يَدْعُو لِرِجَالٍ فَيُسَمِّيهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَيَقُولُ :« اللَّهُمْ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِى رَبِيعَةَ ، وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ ، وَاجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِى يُوسُفَ ». وَأهْلُ الْمَشْرِقِ يَوْمَئِذٍ مِنْ مُضَرَ مُخَالِفُونَ لَهُ " . رواه البخاري (771 ،2774 ،4322 ،5847 ،6030) ، وفي لفظ له : « وَالْمُسْتَضْعَفِينَ بمكة »، وفي لفظ كرر: « اللَّهُمْ أَنْجِ » قبل اسم كل مستضعف ، و أنه كان يدعو بذلك في القنوت في الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ مِنْ صَلاَةِ الْعِشَاءِ . و رواه مسلم في صحيحه (675)
و زاد في آخره : « اللَّهُمَّ الْعَنْ لِحْيَانَ وَرِعْلاً وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ عَصَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ». ثُمَّ بَلَغَنَا أَنَّهُ تَرَكَ ذَلِكَ لَمَّا أُنْزِلَ : ( لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَىْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ) » [آل عمران:128] ، وفيه أنه استمر على ذلك شهرًا. و في رواية له: " قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - ثُمَّ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تَرَكَ الدُّعَاءَ بَعْدُ ، فَقُلْتُ: أُرَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ تَرَكَ الدُّعَاءَ لَهُمْ ، قَالَ : فَقِيلَ وَمَا تَرَاهُمْ قَدْ قَدِمُوا "(1) .
__________
(1) عند أبي عوانة (2/284) أن ذلك من قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه .(1/29)
و روى مسلم في صحيحه (679)، وأبو عوانة في صحيحه (2/282) عَنْ خُفَاف بْن إِيمَاءٍ بن رحضة قال :" رَكَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ :« غِفَارُ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا ، وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللَّهُ ،وَعُصَيَّةُ عَصَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ،اللَّهُمَّ الْعَنْ بَنِى لِحْيَانَ وَالْعَنْ رِعْلاً وَذَكْوَانَ ». ثُمَّ وَقَعَ سَاجِداً . قَالَ خُفَافٌ فَجُعِلَتْ لَعْنَةُ الْكَفَرَةِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ » .
39- رواه البخاري في صحيحه (3888) ، و مسلم في صحيحه (2724) عن أبي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - . وهذا من باب التحدث بنعم الله تعالى ، وتذكرها كل وقت ، والثناء عليه بها ، و شكرها ، والتبرؤ من الحول والقوة إلا بالله تعالى .
40- روى مسلم في صحيحه (4706) عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ رضي الله عنها اتَّخَذَتْ يَوْمَ حُنَيْنٍ خِنْجَرًا فَكَانَ مَعَهَا فَرَآهَا أَبُو طَلْحَةَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ أُمُّ سُلَيْمٍ مَعَهَا خِنْجَرٌ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا هَذَا الْخِنْجَرُ قَالَتْ اتَّخَذْتُهُ إِنْ دَنَا مِنِّي أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ بَقَرْتُ بِهِ بَطْنَهُ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضْحَكُ ، قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ اقْتُلْ مَنْ بَعْدَنَا مِنْ الطُّلَقَاءِ انْهَزَمُوا بِكَ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا أُمَّ سُلَيْمٍ إِنَّ اللَّهَ قَدْ كَفَى وَأَحْسَنَ ".(1/30)
41- رواه أحمد في مسنده (3/424)، و البخاري في الأدب المفرد (699) ، و الحاكم في المستدرك (1868، 4308)،و النسائي في السنن الكبرى(6/156) ، و البزار في مسنده (9/رقم3724) ، و الطبراني في المعجم الكبير (5/رقم4549)،و البيهقي في الاعتقاد (ص 152- 153)،و أبو نعيم في الحلية (10/127)،و ابن أبي عاصم في السنة (رقم 381) عن عبيد بن رفاعة الزرقي عن أبيه رضي الله عنه قال:" لما كان يوم أحد وانكفأ المشركون ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : استووا حتى أثني على ربي فصاروا خلفه صفوفًا، فقال : فذكره ، و اللفظ لأحمد . و صححه الحاكم على شرط الشيخين ، ووافقه الذهبي ، وقال الهيثمي في المجمع (رقم9849) :"رجال أحمد رجال الصحيح".ا.هـ. وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد (1/243 / رقم 541) .(1/31)
42- روى البخاري في صحيحه (2857 ،2911 ،4098 ،4099 ،5739 ،5974) ،و مسلم في صحيحه (2475 ،2476) عَنْ جَرِيرٍ بن عبد الله - رضي الله عنه - قَالَ:" قَالَ لِى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :« أَلاَ تُرِيحُنِى مِنْ ذِى الْخَلَصَةِ » ، فَقُلْتُ :بَلَى . فَانْطَلَقْتُ فِى خَمْسِينَ وَمِائَةِ فَارِسٍ مِنْ أَحْمَسَ وَكَانُوا أَصْحَابَ خَيْلٍ وَكُنْتُ لاَ أَثْبُتُ عَلَى الْخَيْلِ ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - فَضَرَبَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِى حَتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ يَدِهِ فِى صَدْرِى وَقَالَ : « اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ وَاجْعَلْهُ هَادِياً مَهْدِيًّا » . قَالَ : فَمَا وَقَعْتُ عَنْ فَرَسٍ بَعْدُ . قَالَ وَكَانَ ذُو الخَلَصَةِ بَيْتاً بِالْيَمَنِ لِخَثْعَمَ وَبَجِيلَةَ ، فِيهِ نُصُبٌ تُعْبَدُ ، يُقَالُ لَهُ الْكَعْبَةُ . قَالَ: فَأَتَاهَا فَحَرَّقَهَا بِالنَّارِ وَكَسَرَهَا . قَالَ :وَلَمَّا قَدِمَ جَرِيرٌ الْيَمَنَ كَانَ بِهَا رَجُلٌ يَسْتَقْسِمُ بِالأَزْلاَمِ فَقِيلَ لَهُ :إِنَّ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - هَا هُنَا فَإِنْ قَدَرَ عَلَيْكَ ضَرَبَ عُنُقَكَ . قَالَ: فَبَيْنَمَا هُوَ يَضْرِبُ بِهَا إِذْ وَقَفَ عَلَيْهِ جَرِيرٌ فَقَالَ: لَتَكْسِرَنَّهَا وَلَتَشْهَدَنَّ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ أَوْ لأَضْرِبَنَّ عُنُقَكَ . قَالَ: فَكَسَرَهَا وَشَهِدَ ، ثُمَّ بَعَثَ جَرِيرٌ رَجُلاً مِنْ أَحْمَسَ يُكْنَى أَبَا أَرْطَاةَ إِلَى النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - يُبَشِّرُهُ بِذَلِكَ ، فَلَمَّا أَتَى النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَالَّذِى بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا جِئْتُ حَتَّى تَرَكْتُهَا كَأَنَّهَا جَمَلٌ أَجْرَبُ . قَالَ فَبَرَّكَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى خَيْلِ أَحْمَسَ وَرِجَالِهَا خَمْسَ مَرَّاتٍ ". و اللفظ للبخاري .(1/32)
43- رواه مسلم في صحيحه (1731) عَنْ بُرَيْدَة بن الحصيب - رضي الله عنه - قَالَ :"كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَمَّرَ أَمِيراً عَلَى جَيْشٍ أَوْ سَرِيَّةٍ أَوْصَاهُ فِى خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللَّهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْراً ثُمَّ قَالَ « اغْزُوا » فذكر الحديث.
44- روى البخاري في صحيحه (2681 ،2682 ،2870 ،3878 ،3880 ،6246 ،6809)،و مسلم في صحيحه (1803) عَنِ الْبَرَاءِ بن عازب - رضي الله عنه - قَالَ :"رَأَيْتُ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَهُوَ يَنْقُلُ التُّرَابَ حَتَّى وَارَى التُّرَابُ شَعَرَ صَدْرِهِ ، وَكَانَ رَجُلاً كَثِيرَ الشَّعَرِ وَهْوَ يَرْتَجِزُ بِرَجَزِ عَبْدِ اللَّهِ بن رواحة : فذكره ، واللفظ للبخاري.(1/33)
45- روى البخاري في صحيحه (3960 ،5796 ،5972)،و مسلم في صحيحه (1802) عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ - رضي الله عنه - قَالَ:" خَرَجْنَا مَعَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى خَيْبَرَ فَسِرْنَا لَيْلاً ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ لِعَامِرٍ : يَا عَامِرُ أَلاَ تُسْمِعُنَا مِنْ هُنَيْهَاتِكَ . وَكَانَ عَامِرٌ رَجُلاً شَاعِراً، فَنَزَلَ يَحْدُو بِالْقَوْمِ يَقُولُ: اللَّهُمَّ لَوْلاَ أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا وَلاَ تَصَدَّقْنَا وَلاَ صَلَّيْنَا فَاغْفِرْ فِدَاءً لَكَ مَا اقتفَيْنَا وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لاَقَيْنَا وَأَلْقِيَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا إِنَّا إِذَا صِيحَ بِنَا أَبَيْنَا وَبِالصِّيَاحِ عَوَّلُوا عَلَيْنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « مَنْ هَذَا السَّائِقُ » ، قَالُوا عَامِرُ بْنُ الأَكْوَعِ ، قَالَ « يَرْحَمُهُ اللَّهُ » فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ : وَجَبَتْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ لَوْلَا أَمْتَعْتَنَا بِهِ " ، وذكر الحديث . و رواه مسلم (1807) عن سلمة رضي الله عنه قال: " خَرَجْنَا إِلَى خَيْبَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَجَعَلَ عَمِّي عَامِرٌ يَرْتَجِزُ بِالْقَوْمِ تَاللَّهِ لَوْلَا اللَّهُ مَا اهْتَدَيْنَا وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا وَنَحْنُ عَنْ فَضْلِكَ مَا اسْتَغْنَيْنَا فَثَبِّتْ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا وَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ هَذَا قَالَ أَنَا عَامِرٌ قَالَ غَفَرَ لَكَ رَبُّكَ قَالَ وَمَا اسْتَغْفَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِإِنْسَانٍ يَخُصُّهُ إِلَّا اسْتُشْهِدَ ".(1/34)
(فائدة) قوله : ( اقتفينا) قال ابن حجر في فتح الباري (7/466) :" بقاف ساكنة، ومثناة مفتوحة ثم تحتانية ساكنة، أي تبعنا من الخطايا ، من قفوت الأثر إذا اتبعته ، وهى أشهر الروايات في هذا الرجز"ا.هـ قوله : ( إذا صيح بنا أتينا ) قال النووي في شرح مسلم ( 12/166-167) : " هكذا هو في نسخ بلادنا ( أتينا ) بالمثناة في أوله , وذكر القاضي عياض أنه روي بالمثناة وبالموحدة , فمعنى المثناة : إذا صيح بنا للقتال ونحوه من المكارم أتينا , ومعنى الموحدة : أبينا الفرار والامتناع . قوله : ( وبالصياح عولوا علينا ) استغاثوا بنا , واستفزعونا للقتال , قيل: هي من التعويل على الشيء وهو الاعتماد عليه , و قيل : من العويل وهو الصوت " .ا.هـ .
46- رواه البخاري في صحيحه (2679 ،2680 ،2801 ،3584 ،3585،3873 ،3874 ،6050 ) ، و مسلم في صحيحه (1805) عَنْ أَنس بن مالك - رضي الله عنه - قال:" خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْخَنْدَقِ ، فَإِذَا الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ يَحْفِرُونَ فِى غَدَاةٍ بَارِدَةٍ ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ عَبِيدٌ يَعْمَلُونَ ذَلِكَ لَهُمْ ، فَلَمَّا رَأَى مَا بِهِمْ مِنَ النَّصَبِ وَالْجُوعِ قَالَ: « اللَّهُمَّ إِنَّ الْعَيْشَ عَيْشُ الآخِرَة فَاغْفِرْ للأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَة » فَقَالُوا مُجِيبِينَ لَهُ : نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا عَلَى الْجِهَادِ مَا بَقِينَا أَبَدَا "، و اللفظ للبخاري ، وفي رواية له : " فَأكرم الأَنْصَار وَالْمُهَاجِرَة "، و في ثالثة : " فأصلِح " ، و في رابعة : " فبارك "، وفي رواية لمسلم: " فانصر ".
وعند البخاري في رواية : " على الإسلام " بدل " على الجهاد " ، و" لا خير " بدل " لا عيش " .
و رواه البخاري في صحيحه (3586 ،3872 ،6051) ،و مسلم في صحيحه (1804) عَنْ سهل بن سعد رضي الله عنه نحوه .(1/35)
( تنبيه ) قوله : " فَاغْفِرْ للأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَة " دعاء للصحابة رضي الله عنهم ، ويجوز أن يدعو المجاهدون لأنفسهم كأن يقولوا : " فانصر المجاهدين على الأحزاب الكافرة " أو " فاغفر للمجاهدين في الدنيا والآخرة " .
47- رواه الحاكم في المستدرك (3/26 و500) ، و ابن أبي عاصم في السنة (1408) ، والضياء في المختارة (1007) ، و البزار في مسنده (1083) ، و أبو نعيم في الحلية (1/93) ، وفي دلائل النبوة (493) ، وفي معرفة الصحابة (507) ، والسهمي في تاريخ جرجان(ص321) ، و أبو بكر الدينوري في المجالسة وجواهر العلم (348) ، و ابن عساكر في تاريخ دمشق (20/337-338) من طرق عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا له بذلك . وصححه الحاكم على شرط مسلم ، و وافقه الذهبي ، و صححه الضياء المقدسي .
وورد بلفظ : " اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ لِسَعْدٍ إِذَا دَعَاكَ " ، رواه الترمذي (3751) ، وابن حبان (7116) ، والحاكم (3 / 499) ، و البزار في مسنده (1087) ، وقال الترمذي : ( وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ إِسْمَعِيلَ عَنْ قَيْسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ لِسَعْدٍ إِذَا دَعَاكَ " وَهَذَا أَصَحُّ ) . قلت : رواه ابن سعد في الطبقات (3/142) ، والبيهقي في دلائل النبوة (6 /189) عن قيس بن أبي حازم مرسلا ، وقال البيهقي : " وهذا مرسل حسن " ، وصححه موصولا : ابن حبان ، والحاكم ، والذهبي ، والألباني ، وقال الهيثمي في المجمع (9/153): " ورجال البزار رجال الصحيح " .
و رواه الطبراني في الكبير (1/143/318) عن عامر الشعبي عن سعد ، وقال الهيثمي :
" اسناده حسن " .
ورواه أبو نعيم في الحلية ( 10/325) عن أبي بكر رضي الله عنه .(1/36)
ورواه الطبراني في الأوسط (4069) عن ابن عباس رضي الله عنهما . وقال الهيثمي في المجمع (9/153) : " فيه أبو سعد البقال وهو مدلس ثقة وقد اعتضد حديثه بالحديثين اللذين تقدما في إجابة دعائه " .
فالحديث صحيح بمجموع طرقه ، والله أعلم . وانظر علل الدارقطني (رقم س 640) ، والبداية والنهاية (8/82) .
48- رواه البخاري و مسلم عَنْ جَرِيرِ بن عبد الله رضي الله عنه ، وسبق تخريجه برقم (42) .
و فيه : " فَبَرَّكَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى خَيْلِ أَحْمَسَ وَرِجَالِهَا خَمْسَ مَرَّاتٍ ". ا.هـ
وروى أحمد (3/315) عن طارق بن شهاب أنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - دعا لوفد أحمس فقال : " اللهم بارك في أَحْمَسَ و خيلها وَرِجَالِهَا - سبع مرات - " .
قال الهيثمي في المجمع (10/49) : " رواه أحمد و الطبراني و رجالهما رجال الصحيح " .ا.هـ .(1/37)
49- روى أحمد في مسنده (5/248 ، 255 ، 257) وابن حبان في صحيحه (8/212) وعبد الرزاق في المصنف (7899) عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ أَنْشَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةً فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ لِي بِالشَّهَادَةِ فَقَالَ اللَّهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ قَالَ فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا قَالَ ثُمَّ أَنْشَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوًا ثَانِيًا فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ لِي بِالشَّهَادَةِ فَقَالَ اللَّهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ قَالَ ثُمَّ أَنْشَأَ غَزْوًا ثَالِثًا فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَتَيْتُكَ مَرَّتَيْنِ قَبْلَ مَرَّتِي هَذِهِ فَسَأَلْتُكَ أَنْ تَدْعُوَ اللَّهَ لِي بِالشَّهَادَةِ فَدَعَوْتَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُسَلِّمَنَا وَيُغَنِّمَنَا فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَادْعُ اللَّهَ لِي بِالشَّهَادَةِ فَقَالَ اللَّهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ قَالَ فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِي بِعَمَلٍ قَالَ عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا مِثْلَ لَهُ قَالَ فَمَا رُئِيَ أَبُو أُمَامَةَ وَلَا امْرَأَتُهُ وَلَا خَادِمُهُ إِلَّا صُيَّامًا قَالَ فَكَانَ إِذَا رُئِيَ فِي دَارِهِمْ دُخَانٌ بِالنَّهَارِ قِيلَ اعْتَرَاهُمْ ضَيْفٌ نَزَلَ بِهِمْ نَازِلٌ قَالَ فَلَبِثَ بِذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَرْتَنَا بِالصِّيَامِ فَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ بَارَكَ اللَّهُ لَنَا فِيهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمُرْنِي بِعَمَلٍ آخَرَ قَالَ اعْلَمْ أَنَّكَ لَنْ تَسْجُدَ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَ اللَّهُ لَكَ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا
خَطِيئَةً ". وصححه ابن حبان وقال الهيثمي في المجمع (3/182 و5/297) : " رجال أحمد رجال الصحيح " .
وسبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد ألا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك .
كتبه الفقير إلى عفو ربه الغفور الرحيم
وَائِلُ بْنُ عَلِيٍّ الدِّسُوقِيُّ
في عام 1424 هـ(1/38)