...
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين.
أما بعد:
فيسر جمعية حزم أم الساهك الخيرية أن تضع بين يدي قرائها الكرام كتاب"أخبار المُنْفِقين" لجامعه الشيخ/ خالد بن أحمد الزهراني- سلمه الله- وقد أجاد الكاتب في تناول هذا الموضوع الهام، الذي تزداد الحاجة إليه في ظل انفتاح الدنيا على الناس وتنافسهم فيها. فجاء هذا الكتاب ليكون منارة يستنير بها أهل الجود والكرم، ويقتدي بهم مَن سواهم من عامة البشر، فيعم الخير ويضمحل الفقر، وتملأ البهجة قلوب ووجوه الناس.
ولندع الكتاب يتحدث عن نفسه، ونسأل الله تعالى أن يجعله صدقه جارية في موازين كاتبه وقارئه وناشره.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى وصحبه وسلم ،،،
صالح بن عبدالله بن عبدالكريم الدرويش
قاضي تمييز بالمحكمة العامة بالقطيف
رئيس مجلس الإدارة بجمعية حزم أم الساهك الخيرية
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، نحمده تعالى ونستغفره ونستعينه ونستهديه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.(1/1)
* - { - - - - صلى الله عليه وسلم - - ((- رضي الله عنه - - ( } - } - - - - } - قرآن كريم ( { ( - - - ( المحتويات ( - ( - - عليه السلام - - - ( - { - - - - ( - - { فهرس - - } صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله - { ((( الله أكبر - - - رضي الله عنهم - - ( فهرس (- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - - فهرس - - رضي الله عنهم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - { - ( { ( تم بحمد الله - - رضي الله عنهم - - - رضي الله عنهم - - (- صلى الله عليه وسلم -- رضي الله عنهم - - - { - رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام - - ( - ( { ( تم بحمد الله - صدق الله العظيم - - رضي الله عنهم - صدق الله العظيم ( - - - - - ( الله - - } ( - - - - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - } - قرآن كريم ( { } - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - { - - - - ( - { - - - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - - عليه السلام -( - - - - - - (( مقدمة ( - - رضي الله عنه - بسم الله الرحمن الرحيم - - رضي الله عنه - فهرس ( - - } - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - } تمت ( { { - - - - رضي الله عنه - تمت - - - ( المحتويات ( - ( - فهرس - - رضي الله عنه -( - - جل جلاله - تمهيد - ( - - عليه السلام - - ((( & [النساء:1].(1/2)
* - { - - - - صلى الله عليه وسلم - - ((- رضي الله عنه - - - رضي الله عنه -((( - { - - - } - قرآن كريم (- جل جلاله -- رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( } - قرآن كريم ( { ( - - - { - - - } - - رضي الله عنهم - مقدمة (( مقدمة ( - - - { ( - - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } ((( قرآن كريم (( - - - صدق الله العظيم ( { المحتويات ( - الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - ( - ( - - تم بحمد الله ((((( } - قرآن كريم ( - ((- رضي الله عنه - - (( - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ( - { - رضي الله عنه -( - ( - - - - - جل جلاله -( - ( - - رضي الله عنهم - - - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - قرآن كريم ( - { - - ( - - - } - - صلى الله عليه وسلم -( - ( - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - تمهيد - رضي الله عنهم - - ((( الله أكبر ( - - - ( المحتويات ( - ( - فهرس - - رضي الله عنه -( ( - ( { ( - (( - ( - } ( - - - رضي الله عنهم - - ((- صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنهم - - { - - صلى الله عليه وسلم - - - ( - رضي الله عنه -(((- رضي الله عنه - - ( المحتويات ( - ( - قرآن كريم ( - ( - - ((( - - رضي الله عنه - - ((- صلى الله عليه وسلم - - - ( ((( مقدمة ( - - عليه السلام - - ((( - ( - - - الله أكبر (- عليه السلام - قرآن كريم ( - ( { ( - (( - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - فهرس - - رضي الله عنه -( - - ( - { - - - رضي الله عنه - - ((( مقدمة - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله ( - - } - - - - المحتويات ( - - - - { الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - - ( - { - ( { ( } تم بحمد الله - - رضي الله عنهم - - ( - ( - - - - ((( } (- رضي الله(1/3)
عنه - تمهيد ( - ( - - - ( المحتويات ( - - - (( مقدمة ( - (- رضي الله عنه - - - - عليه السلام -( ( - ( - ( - - رضي الله عنهم -( - - - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنه - - ( - - الله ((((( &
[آل عمران:102-103]
وبعد:
فإن الإنفاق والتصدق في سبيل الله تعالى باب من أبواب الرحمة التي جعلها الله تعالى بين عباده، ونافذة تدخل منها أنوار المحبة والشفقة والتعاطف بين المسلمين، وغيث يسقي قيعان قلوب قد ذبلت أغصانها لتعاقب أشعة الفاقة والفقر عليها، وتساقطت أوراقها من وهج قيظ المسكنة الذي تصاحبه رياح الذلة العاتية، فتظهر آثار ذلك على وجوه الفقراء شحوباً، وعلى ثيابهم بلاءً وتمزقاً، وعلى أبدانهم أسقاماً وعللاً، وعلى أطفالهم وقد حرموا مما يتمتع به أبناؤنا من النعيم.
وقد جعل الله تعالى إيتاء الزكاة ركناً من الأركان الخمسة التي يقوم عليها هذا الدين، وذلك لما تؤديه الزكاة من الدور الضروري في تهيئة التعايش المناسب بين الأغنياء والمعدمين، ولما ترفع الضرر الذي قد يؤدي بالموسر إلى استعباد المقتر، أو يدفع الصعلوك الفقير إلى السطو على أموال الأثرياء بالسرقة أو الغصب أو الاختلاس، أو غير ذلك من الطرق غير الشرعية، والتي تؤدي إلى الفوضى والفساد، والتفكك الاجتماعي، واختلال الأمن، وانتشار العبث والفساد الأخلاقي.(1/4)
ولم يقف الشرع عند هذا الحد، حتى ندب المؤمنين إلى الإنفاق والتصدق التطوعي، ورتب على ذلك من المرغبات والحوافز، ما يدفع بالمؤمن إلى بذل ماله في سبيل الله دون ندم ولا مبالاة، ألا ترى أن سيدنا عثمان بن عفان ا لما بذل ماله في تجهيز جيش تبوك، قال × في حقه: «ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم؟»(1) وجعل الشرع اليد العليا فوق اليد السفلى، وجعل الجهاد بالمال قسيماً للجهاد بالنفس، ورتب عليه من الأجر ما رتب على الجهاد بالنفس؛ ولذلك جاء في الحديث: «من جهز غازياً فقد غزا، أو فكأنما غزا»(2).
وهذا كتيب أعددناه للترغيب في الصدقة والإنفاق، ذكرنا فيه من الآيات القرآنية، والأحوال النبوية، والآثار المحمدية، والقصص السلفية، والحكايات الأدبية، والأشعار العربية، وغير ذلك مما ينبه الغفلة، ويشحذ الهمة، إلى المسارعة في الإنفاق والصدقة في سبيل الله.
والله المسئول أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، وأن ينفع به المسلمين.. آمين.
هذا ولسنا ندعي الكمال، بل نعترف بالتقصير، وأنه ليس لنا في هذا الكتيب إلا الجمع من كتب غيرنا من المتقدمين والمتأخرين، جزاهم الله خيراً عنا وعن المسلمين، ونحن لا يسعنا إلا أن نقول فيهم ما قاله العلامة ابن مالك / في ألفيته(3) في النحو والصرف عن العلامة يحيى بن معطي الحنفي / الذي كان قد سبق إلى ألفية:
وهو بسبق حائز تفضيلاً ... ... مستوجب ثنائي الجميلا
والله يقضي بهبات وافرة ... ... لي وله في درجات الآخرة
وقد رتبنا هذا الكتيب على أبواب هي كما يلي:
الباب الأول: في ذكر بعض الآيات القرآنية الحاثة على الصدقة، وشيء من تفسيرها.
الباب الثاني: في ذكر بعض الأحاديث النبوية في الإنفاق وكلام بعض أهل العلم في معناها.
__________
(1) الترمذي (5/626)(3701)، قال الترمذي: «حسن غريب». وقال الألباني في تحقيقه للترمذي: «حسن».
(2) البخاري (3/1045)(2688)، مسلم (3/1506)(1895).
(3) ألفية ابن مالك (ص:8).(1/5)
الباب الثالث: في الحث على الإنفاق من الأدب والشعر.
الباب الرابع: في ذكر طرفٍ من أحوال النبي × في الإنفاق.
الباب الخامس: في ذكر قصص من حياة الصحابة ي في الكرم والصدقة والإنفاق في سبيل الله.
الباب السادس: في ذكر صور من حياة التابعين ومن بعدهم في الكرم والتصدق والإنفاق.
الباب السابع: في ذكر صور معاصرة للإنفاق من سير العلماء وغيرهم.
وكتبه : خالد بن أحمد الزهراني
kzahrany@hotmail.com
... ... ... 0505848988
* ... * ... *
الباب الأول
في ذكر بعض الآيات الحاثة على الصدقة
لقد حظيت الصدقة والإنفاق في سبيل الله، وما يتعلق بذلك من الإيثار وغيره باهتمام بالغ في كتاب الله، فقد رغَّب في الإنفاق بأساليب مختلفة، وطرق متنوعة، منها:
1- جعل الله ـ الإنفاق من أوصاف المتقين والمؤمنين؛ فقال تعالى: * - بسم الله الرحمن الرحيم - - - ((( - رضي الله عنهم - - ( - ( - - ( - (- رضي الله عنه - - ( تمهيد ( - - - - صدق الله العظيم - - ( - - عليه السلام - - - ( مقدمة - (( - - الله - ( - - صدق الله العظيم - ( { ( - ( - ( - ( - - ((( - رضي الله عنه -((( - { - - - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - ( تم بحمد الله ( - ( - ( - ( - - رضي الله عنه -(( - - - ( - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - - ( { ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - فهرس - - قرآن كريم فهرس - - ( - - - - ((( الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( - (- عليه السلام - - ( - - رضي الله عنهم - - - عليه السلام - - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( { (( - ( - ((( & [البقرة:1-3].(1/6)
وقال تعالى: * - رضي الله عنه -((( - { - ( - } - ( قرآن كريم - { } - - - - رضي الله عنهم - - - (( ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( فهرس - - عليه السلام - - ( تمهيد ( } - جل جلاله -- رضي الله عنهم - - - ( - ( - - - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - - رضي الله عنهم - - ( - (- رضي الله عنه -- صلى الله عليه وسلم - تم بحمد الله ( - (- رضي الله عنهم - - ( الله أكبر - } - - & [آل عمران:15] ثم وصفهم بقوله: * - ((( - { - - - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - قرآن كريم ( { - رضي الله عنه - - - - - - جل جلاله -( - - عليه السلام - - - - - - جل جلاله -( الله أكبر ( { - } - جل جلاله -- رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( ( - (((( - - - ( - - عليه السلام - - - - - - - جل جلاله -- رضي الله عنه - - قرآن كريم ( الله أكبر ( - - - عليه السلام - - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - - - - - رضي الله عنه -( ( - - } - - - - (((( - رضي الله عنه -((( - ( - ( - ( - - - - ((( - ( - ( - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - ((( - ( - ( - { ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - ((( { ((- جل جلاله -( - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - ((( - ((((- رضي الله عنه - - ( - ( - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - - رضي الله عنهم - - ( - - } - - ( - (((( & [آل عمران:16-17].(1/7)
وقال ـ واصفًا المؤمنين: * - - رضي الله عنهم - - ( الله أكبر ( { - - قرآن كريم ( - ( تم بحمد الله ( - ( - ( - - - - رضي الله عنه -((( - { - - - - - - ( { - رضي الله عنه - - ( - ( - ( - - - ( تمهيد فهرس - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( - ( - قرآن كريم ( - ( - - - - ( { - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( تمهيد - عليه السلام - - ( - ( - ( المحتويات ( - ( - فهرس - - رضي الله عنه -( (( مقدمة ( - (- رضي الله عنه - - - - عليه السلام -( ( المحتويات ( - ( الله - رضي الله عنهم - - - - رضي الله عنهم - - - - جل جلاله - - (- رضي الله عنهم - - - ( { - - فهرس - - رضي الله عنه -(- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( فهرس - - عليه السلام - - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - { - - عليه السلام - قرآن كريم - رضي الله عنه - - - رضي الله عنه - - ((( - ((( - { - - - - - قرآن كريم ( - - ( { ( - فهرس - - قرآن كريم فهرس - - ( - - - - - - ( تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( - (- عليه السلام - - ( - - رضي الله عنهم - - - عليه السلام - - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( { (( - ( - ((( & [الأنفال:3].(1/8)
وقال عز من قائل سبحانه: * } تمت ( { - رضي الله عنه -((( - { - - - - - قرآن كريم ( - ( - - رضي الله عنه - - - - (- رضي الله عنه - - ( - ( - - - } - قرآن كريم ( تم بحمد الله - - - - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - فهرس - - قرآن كريم فهرس - - ( - - - } - قرآن كريم ( { - ( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - - ( تم بحمد الله ( المحتويات ( - (- عليه السلام - - ( - - رضي الله عنهم - - - عليه السلام - - - - عليه السلام - - ( - - { - عليه السلام - - ( الله أكبر - - - رضي الله عنه -(- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - قرآن كريم ( - ( - - رضي الله عنه - - - - - رضي الله عنه - - ( { - ( تم بحمد الله صدق الله العظيم { - - عليه السلام - - قرآن كريم ( - - - (((( & [فاطر:29].
يخبر ـ عباده بصفات المتقين المؤمنين الذين يرجون تجارة لن تبور، فيبين أن من أهم صفاتهم أنهم ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاته، وطلباً لجنته التي أعدها لعباده. فهل من مشمر للجنة؟(1/9)
2- أن الله تعالى جعل الحسنة بعشر أمثالها، وجعل حسنة الإنفاق سبعمائة ضعف، مع قبولها للزيادة على ذلك، كما قال الله تعالى: * ( - - الله } تم بحمد الله - رضي الله عنه -((( - { - - - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( { (( - ( - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - - - (- عليه السلام - قرآن كريم ( تم بحمد الله - صلى الله عليه وسلم - - - (( ( - - ( تمهيد - رضي الله عنهم - - ( - - - ( - - - - رضي الله عنهم - - - - - { ( تمهيد - رضي الله عنهم - مقدمة ( تمهيد - رضي الله عنه - - - عليه السلام - - - الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنهم -(( - - رضي الله عنهم - - - - ( - - - عليه السلام - - - رضي الله عنهم - - - (( (- صلى الله عليه وسلم - - ( - - - - - ( - - - جل جلاله -( - ( { - - } - ( } تم بحمد الله - { ( تمهيد - رضي الله عنهم - مقدمة - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ((( - (( - صدق الله العظيم - رضي الله عنهم - - ( - (( - - - رضي الله عنه -( - - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ((( - (- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( بسم الله الرحمن الرحيم - ( - - رضي الله عنه -( ((((( & [البقرة:261].
فالله ـ يضاعف لمن يشاء.. يضاعف بلا عدة ولا حساب.. يضاعف من رزقه الذي لا يعلم أحد حدوده، ومن رحمته التي لا يعرف أحد مداها: * ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ((( - (- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( بسم الله الرحمن الرحيم - ( - - رضي الله عنه -( ((((( & [البقرة:261] لا يضيق عطاؤه ولا يكف ولا ينضب. يعلم بالنوايا ويثيب عليها، ولا تخفى عليه خافية.(1/10)
3- حث القرآن على أن ينفق المرء من الطيبات ومما يحبُّ، قال تعالى: * صدق الله العظيم - - } - قرآن كريم ( - - - - جل جلاله - - - { - ( - ( - - - - (( - - رضي الله عنهم - مقدمة } - قرآن كريم ( { (( - ( - - - - ( تم بحمد الله - - قرآن كريم - تمهيد (- رضي الله عنه -( تم بحمد الله - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - قرآن كريم ( { (( - ( - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - ((( - ( } تمت ( - - ( { - - - (( مقدمة ( - ( بسم الله الرحمن الرحيم - ( - - رضي الله عنه -( (((( & [آل عمران:92](1)، وقال تعالى: * - - رضي الله عنهم - - - - - صلى الله عليه وسلم - - ((- رضي الله عنه - - - رضي الله عنه -((( - { - - - } - ( قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( } - قرآن كريم ( { (( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( تمهيد (- رضي الله عنه - تمهيد ( - - - ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - - - - - - - - - ( تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - - جل جلاله -( - - رضي الله عنه - - ( - - صلى الله عليه وسلم - - المحتويات ( - - - - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله ((( - - } - - } - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - قرآن كريم ( - - - - عليه السلام - - - - - رضي الله عنهم - { - ( - - رضي الله عنهم - - ( - - - ( مقدمة ( - ( تم بحمد الله - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( { ((- جل جلاله -( - المحتويات ( - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( مقدمة - ( - ( } - - رضي الله عنه -(( - - صدق الله العظيم ( { تمت - صلى الله عليه وسلم
__________
(1) والبر الجنة في قول ابن مسعود وابن عباس وعطاء ومجاهد وعمرو بن ميمون ومسروق والسدي. [فتح القدير (1/468)].(1/11)
- - } - قرآن كريم ((( - ((( - ( مقدمة - (( - } - ( قرآن كريم ( - فهرس - (( - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } تمت - صلى الله عليه وسلم - - { - - - - (( - - ( ( - - ( - - رضي الله عنهم - مقدمة & [البقرة:267]، قال الحافظ ابن كثير /: «قال ابن عباس: أمرهم بالإنفاق من أطيب المال وأجوده، وأنفسه، ونهاهم عن التصدق برذالة المال ودنيئه، وهو خبيثه، فإن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، ولهذا قال: * - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - قرآن كريم ( - - - - عليه السلام - - - - - رضي الله عنهم - { - ( - - رضي الله عنهم - - ( - - - & أي: تقصدوا الخبيث: * ( مقدمة ( - ( تم بحمد الله - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( { ((- جل جلاله -( - المحتويات ( - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( مقدمة - ( - ( } - - رضي الله عنه -(( - & أي: لو أعطيتموه ما أخذتموه إلا أن تتغاضوا فيه؛ فالله أغنى عنه منكم، فلا تجعلوا لله ما تكرهون»(1).
__________
(1) تفسير ابن كثير (1/327).(1/12)
4- حث الله تعالى على الإنفاق في السر والعلانية، فقال تعالى: * - ( - - رضي الله عنهم - - ( - - - رضي الله عنه - - ((( - - - رضي الله عنه -((( - { - - - } - قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( } - قرآن كريم ( - - ( { ( - فهرس - - قرآن كريم فهرس - - ( - - - } - قرآن كريم ( { (( - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - - ( تم بحمد الله ( المحتويات ( - (- عليه السلام - - ( - - رضي الله عنهم - - - عليه السلام - - - - - ( - - { - عليه السلام - - ( الله أكبر - - - رضي الله عنه -(- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله ( - ( تمهيد - - تمت - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام - - ( - ( - - رضي الله عنه - - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( قرآن كريم - رضي الله عنه - - - صدق الله العظيم ((( - - رضي الله عنه - - ( مقدمة - (( - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ( فهرس - ( - & [إبراهيم:31]، وفي هذه الآية إشارة إلى أن إقام الصلاة والإنفاق تخلص المرء من أهوال ذلك اليوم العصيب، وإشارة أخرى إلى الحث على إنفاق المال وألا يتخذ خولاً بين الأخلاء والتجار، بل ينبغي أن يكون للفقير منه نصيب، وذلك هو النافع الباقي للآخرة، ومثل هذه الآية قوله تعالى: * - - رضي الله عنهم - - - - - صلى الله عليه وسلم - - ((- رضي الله عنه - - - رضي الله عنه -((( - { - - - } - ( قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( } - قرآن كريم ( { (( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - - - - ( تم بحمد الله المحتويات ( - ( - - جل جلاله -( - - رضي الله عنهم - - - عليه السلام - - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله ( - ( - - - تمت - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام - - ( - ( - - رضي الله عنه - - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( قرآن(1/13)
كريم - رضي الله عنه - - - صدق الله العظيم ((( - - رضي الله عنه - - ( مقدمة - (( - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - { - ( - - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( { - رضي الله عنهم -(( - ( - { - - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - ((( - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - ( - ( { ( - - - ((((( & [البقرة:254].
ومدح الله المنفقين سراً وعلانية، فقال: * - ((( - { - - - - - قرآن كريم ( { ((- جل جلاله -( - بسم الله الرحمن الرحيم ( - - - (- عليه السلام - قرآن كريم ( تم بحمد الله - صلى الله عليه وسلم - - ( - ( - { - - - ( - ( - - - رضي الله عنهم - - } - - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - - ( - - { - عليه السلام - - ( الله أكبر - - - رضي الله عنه -(- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - فهرس - - ( ( المحتويات ( - ( - ( - - صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنهم - - - جل جلاله -(( ( المحتويات ( - ( فهرس - - عليه السلام - - - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ( قرآن كريم - رضي الله عنهم - - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - فهرس - - رضي الله عنه -( - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( - - - قرآن كريم ( الله أكبر - رضي الله عنه - - ( - - رضي الله عنه - - ((((( & [البقرة:274].
الذين ينفقون بالسر حيث تصان الكرامة وتطلب المروءة، وتتحرج النفس من الإعلان. والعلانية حيث تُطلب الأسوة، وتنفذ الشريعة.(1/14)
وقال تعالى: * تمت ( { } - - صلى الله عليه وسلم -( - ( تمهيد ( - ( تمهيد ( - - - رضي الله عنهم - - - ( - - - - - - ((( - - ( { - ( - } تمت ( { - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنهم - - قرآن كريم ((( - ( - - - رضي الله عنهم - - قرآن كريم ( - ( - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - عليه السلام -( - - - رضي الله عنه - - - { ((( - - - - عليه السلام - قرآن كريم ( - - ( ( - ( - - رضي الله عنهم - - ( المحتويات ( تمهيد { - - ( - (- صلى الله عليه وسلم -( - - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - المحتويات ( تمهيد - - رضي الله عنه -( صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله ( المحتويات ( تمهيد ( - - - رضي الله عنه -(( - - - رضي الله عنهم - - & [البقرة:271].
قال الحافظ ابن كثير /: «وقوله: * تمت ( { - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنهم - - قرآن كريم ((( - ( - - - رضي الله عنهم - - قرآن كريم ( - ( - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - عليه السلام -( - - - رضي الله عنه - - - { ((( - - - - عليه السلام - قرآن كريم ( - - ( ( - ( - - رضي الله عنهم - - ( المحتويات ( تمهيد { - & [البقرة:271]، فيه دلالة على أن إسرار الصدقة أفضل من إظهارها، لأنه أبعد عن الرياء، إلا أن يترتب على ذلك مصلحة راجحة من اقتداء الناس به، فيكون أفضل من هذه الحيثية»(1).
وجاء في الحديث: «صدقة السر تطفئ غضب الرب»(2).
5- إخبار الله تبارك وتعالى أنه عالم بكل ما ينفقه الإنسان ابتغاء مرضاته وأنه سيجازي كل عبد على ما أنفق، قال تعالى:
__________
(1) تفسير ابن كثير (1/330).
(2) سيأتي تخريجه.(1/15)
* - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - قرآن كريم ( { (( - ( - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - - ( - - رضي الله عنهم - - - - ( - - ( { - - - (( مقدمة ( - ( بسم الله الرحمن الرحيم - ( - - رضي الله عنه -( ((((( & [البقرة:273] وقال: * - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - قرآن كريم ( { (( - ( - - صدق الله العظيم ( { - عليه السلام -( - - - رضي الله عنه -(( - ( - - - ( مقدمة ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - قرآن كريم ( { (( - ( - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - - ( - - رضي الله عنهم - - } - - عليه السلام - قرآن كريم ( - ( المحتويات ( تمهيد ( - - - ( { ( - (( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم - - قرآن كريم ( - فهرس - ((( - ((((( & [البقرة:272]، * - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - قرآن كريم ( { (( - ( - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - ((( - ( } تمت ( - - ( { - - - (( مقدمة ( - ( بسم الله الرحمن الرحيم - ( - - رضي الله عنه -( (((( & [آل عمران:92].. * { { ( - { - - درهم ( - فهرس - - رضي الله عنه -( ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - - - رضي الله عنهم - - ( - - صدق الله العظيم ( تمهيد ( - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - { - - - - ( - ( - - رضي الله عنه - - (- رضي الله عنه - تم بحمد الله (( - - - رضي الله عنه -( - - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - قرآن كريم ( { (( - ( - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - - ( - - رضي الله عنهم - - ( المحتويات ( تمهيد ( - (( الله أكبر - - - ((1/16)
- - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - قرآن كريم ( { (( - ( - - صدق الله العظيم ( { - عليه السلام -( - - - رضي الله عنه -(( - ( - - - ( مقدمة ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - قرآن كريم ( { (( - ( - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - - ( - - رضي الله عنهم - - } - - عليه السلام - قرآن كريم ( - ( المحتويات ( تمهيد ( - - - ( { ( - (( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم - - قرآن كريم ( - فهرس - ((( - ((((( & [البقرة:272].
وقد ذكر ابن كثير / أن المتصدِّق إذا تصدَّق ابتغاء وجه الله، فقد وقع أجره على الله، ولا عليه في نفس الأمر لمن أصاب أَبر أو فاجر، أو مستحق أو غيره. وهو مثاب على قصده، وأن مستند هذا: * - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - قرآن كريم ( { (( - ( - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - - ( - - رضي الله عنهم - - } - - عليه السلام - قرآن كريم ( - ( المحتويات ( تمهيد ( - - - ( { ( - (( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم - - قرآن كريم ( - فهرس - ((( - & [البقرة:272](1).
__________
(1) انظر: تفسير ابن كثير (1/331).(1/17)
6- حض الله تعالى عباده على المبادرة بالإنفاق، والمسارعة إليه قبل الموت، وقبل يوم القيامة؛ فقال تعالى: * - ( - - رضي الله عنهم - - ( - - - رضي الله عنه - - ((( - - - رضي الله عنه -((( - { - - - } - قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( } - قرآن كريم ( - - ( { ( - فهرس - - قرآن كريم فهرس - - ( - - - } - قرآن كريم ( { (( - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - - ( تم بحمد الله ( المحتويات ( - (- عليه السلام - - ( - - رضي الله عنهم - - - عليه السلام - - - - - ( - - { - عليه السلام - - ( الله أكبر - - - رضي الله عنه -(- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله ( - ( تمهيد - - تمت - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام - - ( - ( - - رضي الله عنه - - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( قرآن كريم - رضي الله عنه - - - صدق الله العظيم ((( - - رضي الله عنه - - ( مقدمة - (( - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ( فهرس - ( - (((( & [إبراهيم:31]، وقال: * - - رضي الله عنهم - - - - - صلى الله عليه وسلم - - ((- رضي الله عنه - - - رضي الله عنه -((( - { - - - } - ( قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( } - قرآن كريم ( { (( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - - - - ( تم بحمد الله المحتويات ( - ( - - جل جلاله -( - - رضي الله عنهم - - - عليه السلام - - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله ( - ( - - - تمت - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام - - ( - ( - - رضي الله عنه - - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( قرآن كريم - رضي الله عنه - - - صدق الله العظيم ((( - - رضي الله عنه - - ( مقدمة - (( - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - { - ( - - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم(1/18)
- ( { - رضي الله عنهم -(( - ( - { & [البقرة:254]، وقال تعالى:
* } - قرآن كريم ( { (( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - } تم بحمد الله المحتويات ( - ( - - جل جلاله -( - - رضي الله عنهم - - - عليه السلام - - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله ( - ( تمهيد - - تمت - صلى الله عليه وسلم - - - - ( - ( - - رضي الله عنه - - ( المحتويات ( - - رضي الله عنهم - - - رضي الله عنه - فهرس - صلى الله عليه وسلم - - ( المحتويات ( قرآن كريم - رضي الله عنهم - - ( - - - - رضي الله عنه - - قرآن كريم ( { - عليه السلام - - - ( ( تمت - - عليه السلام - - - سبحانه وتعالى - صدق الله العظيم ( قرآن كريم - - ((( - - - ( - } - - صلى الله عليه وسلم - - - - فهرس - ( { - - - رضي الله عنهم - - - صلى الله عليه وسلم - - - - - ( - - - - - - - - (- صلى الله عليه وسلم - - - ( صدق الله العظيم ( - - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله - رضي الله عنه -((( - ( - ( - ( - - - (((( صدق الله العظيم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - - ( - - - - ( - ( - - - - ( - ((- رضي الله عنه - الله أكبر - - - ( { - عليه السلام -( - - - رضي الله عنهم - صدق الله العظيم - - رضي الله عنهم - - ( - - رضي الله عنهم - - - صلى الله عليه وسلم - - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - - ( - - رضي الله عنهم - - - - رضي الله عنهم - - ( - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - - رضي الله عنهم - - (( - - (((( & [المنافقون:10-11].(1/19)
* } - قرآن كريم ( { (( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - } تم بحمد الله المحتويات ( - ( - - جل جلاله -( - - رضي الله عنهم - - - عليه السلام - - & يُذَكِّر الله تبارك وتعالى عبادَه بمصدر هذا الرزق الذي في أيديهم. فهو من عند الله الذي آمنوا به، والذي يأمرهم بالإنفاق. شكراً على النعمة، ورعاية للمصلحة العامة للفقراء.. * صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله ( - ( تمهيد - - تمت - صلى الله عليه وسلم - - - - ( - ( - - رضي الله عنه - - ( المحتويات ( - - رضي الله عنهم - - - رضي الله عنه - فهرس - صلى الله عليه وسلم - - ( المحتويات ( قرآن كريم - رضي الله عنهم - - ( - - - & [المنافقون:10] فيترك كل شيء وراءه لغيره، وينظر فلا يجد أنه قدم شيئاً لنفسه، وهذا هو الخسران المبين.
حيث يرجو حينئذٍ ويتمنى أن لو كان قد أمهل ليتصدق وليكون من الصالحين! وأنى له هذا؟ فإنه: * صدق الله العظيم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - - ( - - - - ( - ( - - - - ( - ((- رضي الله عنه - الله أكبر - - - ( { - عليه السلام -( - - - رضي الله عنهم - صدق الله العظيم - - رضي الله عنهم - - ( - - رضي الله عنهم - - - صلى الله عليه وسلم - - &.(1/20)
ففي هذه الآيات أبلغ نذير للعبد، أن يسارع في الخيرات، وأن يعلم أن ما أنفقه خير مما أبقاه، وقد قال تعالى: * } - ( قرآن كريم ((( - - - رضي الله عنهم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - فهرس - ( { - - - رضي الله عنه - - ((((- رضي الله عنه - تم بحمد الله صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله ( المحتويات ( تمهيد ( فهرس - { - - { } - جل جلاله -- رضي الله عنهم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنهم - - ((( - - رضي الله عنه -( ( المحتويات (- عليه السلام - قرآن كريم (- رضي الله عنهم - - - - - - - ((( - - } - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات - - ((( - - رضي الله عنه -((( { ( - ( - ( - ( - ((((( - رضي الله عنه -((( - { - - - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( { (( - ( - - (( (( - - { - - - - - - (( - - { - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه -((( - ((( - تمهيد ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - (( - - رضي الله عنه -(( - - - & [آل عمران:134]، فجعل الله تعالى أول صفات المتقين الذين أعدت لهم جنة عرضها السموات والأرض، وأمروا بالمسارعة إلى مغفرة الله وإلى الجنة؛ جعل أول صفاتهم أنهم ينفقون في السراء والضراء، أي فهم ينفقون في مختلف الأحوال، ولا يثنيهم عن ذلك إقلال أو ضراء أو كلفة، ولذلك كان من أفضل الصدقة جهد المقل، قال ^: «سبق درهم مائة ألف درهم»(1).
__________
(1) النسائي (5/59)(2527)، وقال الألباني في تحقيقه للنسائي: «حسن».(1/21)
ولهذا ينبغي ألا يتحرج المسلم من التصدق والإنفاق ولو بالقليل؛ فإن ما يقوم بالقلب عند الإنفاق من تعظيم الله ورجاء مغفرته وامتثال أمره، والرحمة بالمساكين من خلقه؛ أعظم في الأجر، وقد ذم الله المنافقين الذين عابوا على رجل من الأنصار جاء بصاع من طعام يتصدق به فقالوا: إن الله ورسوله لغنيان عن هذا الصاع. فنزلت: * - ((( - { - - - - - - صلى الله عليه وسلم -( - ( - ( - - رضي الله عنه - - - ((((( - قرآن كريم { (( - ( - - - - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - رضي الله عنه -((( - ( تم بحمد الله ( - ( - ( - - - - (( ( تمهيد ( - - - رضي الله عنهم - - - ( - - - - ((( - { - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - ( - - - - صدق الله العظيم ( { ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - - رضي الله عنهم - - ( - ( - - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنهم - - ( - - رضي الله عنه - - - ( ( المحتويات ( - ( { ( تم بحمد الله - - رضي الله عنه - - ( - - رضي الله عنهم - - ( - - - ( المحتويات ( - ( { ( تم بحمد الله ( المحتويات ( - مقدمة - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - - - - رضي الله عنه -( ( - (( - - صلى الله عليه وسلم - - (((( & [التوبة:79](1).
__________
(1) سيأتي تخريج القصة.(1/22)
7- إخباره ـ أن الإنفاق لا ينقص المال، بل يبارك فيه، ويخلف الله على المنفق خيراً مما أنفق دنيا وأخرى أو هما معاً، قال تعالى: * ( - ( - } تمت ( { - ( فهرس - - عليه السلام - - ((( - ( تمهيد - رضي الله عنه - - - - ( - ( - - - - - صدق الله العظيم - رضي الله عنهم - - ( - (( - - - رضي الله عنه -( - - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله (( فهرس ( - - - رضي الله عنه - - (( ( - ( - ( { - رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (( مقدمة - - - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( { - ( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله - ((( - ( - عليه السلام - قرآن كريم ( - - ( (( مقدمة ((( - ( - ( - } - عليه السلام - قرآن كريم ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ( - - رضي الله عنهم - - - ((( - ( - ( { - - - - (((( & [سبأ:39].(1/23)
8- ضرب الأمثال التي تبين فضل الإنفاق والمنفقين، قال تعالى: * ( - - الله - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه -((( - { - - - - - قرآن كريم ( { ((- جل جلاله -( - ( المحتويات ( - - - (- عليه السلام - قرآن كريم ( تم بحمد الله - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -( - - - رضي الله عنه -(( - ( - - - ( - - - (( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله ( - - - - - - - ( - ( } - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله ( المحتويات ( - ( - (( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - ( - - - - رضي الله عنهم - - - - { { } - جل جلاله -- رضي الله عنهم - - - - - عليه السلام - قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - - ( - - - رضي الله عنهم - - - رضي الله عنه - - - - (- صلى الله عليه وسلم - - ( - ( - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( تمهيد - - - - رضي الله عنه -( - ( - - رضي الله عنهم - - فهرس - ( - ( - (((( - ((((( تمت ( - - ( ( المحتويات { - - { - ( - ((( - ( - ( - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - - ( - ( - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنهم - - ( - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - - رضي الله عنهم - - (( - - ( - - ((- رضي الله عنه - - ((((( & [البقرة:265].
قال ابن كثير /: «أي: هذه الجنة بهذه الربوة لا تمحل أبداً؛ لأنها إن لم يصبها وابل فطل(1)، وأياً ما كان فهو كفايتها، وكذلك عمل المؤمن لا يبور أبداً، بل يتقبله الله ويكثره وينميه»(2).
9- ذم البخل:
__________
(1) الوابل: المطر الشديد ومنه: «أخذاً وبيلاً» أي: شديداً. والطل: قال في الصحاح: «الطل: أضعف المطر» وقيل: المطر الضعيف المستدق القطر.
(2) تفسير ابن كثير (1/326).(1/24)
ولما كان القرآن قد رغب في الصدقة، وضاعف أجور المتصدقين والمنفقين؛ فإنه ذم البخل والشح، وتوعد البخيل بالعسرى، قال تعالى: * - } تم بحمد الله - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - ( - - صلى الله عليه وسلم - - - ( - - ((- رضي الله عنه - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ((( - - } - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - ( - - ( - (- رضي الله عنه -( - - - ( - ((( (( فهرس ( - ( - - - عليه السلام - - (- جل جلاله - - - - ( - - - عليه السلام - - ( - ((( - ( - (((( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (( - ((( - ( مقدمة ( - - رضي الله عنه -( ((( - ( - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - - ( { - - } - - رضي الله عنه - - - - (((( & [الليل:8-11]، فقرن البخل في الآيات بالاستغناء عن الله والتكذيب بالحسنى، وكلاهما كفر، وفيها إشارة إلى أن لسان حال البخيل تعرب عن الطغيان والاستكبار، بالاستغناء عن الواحد القهار، فهو إذ لم ينفق المال، متقمص لشخصية من قال له قومه: * ((- رضي الله عنه - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - - رضي الله عنهم - - - (( - درهم - - رضي الله عنه - - - - عليه السلام -( ( - - - - عليه السلام - - - } - - - - فهرس - - رضي الله عنه - - ( - - - رضي الله عنهم - - - } - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - } - جل جلاله - - - - رضي الله عنهم - - - رضي الله عنه - - - ((- رضي الله عنه - الله أكبر - (( تم بحمد الله - - عليه السلام - - ( الله أكبر - - - - - } صدق الله العظيم ( - ( مقدمة - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - - رضي الله عنهم - - - - - صدق الله العظيم - - ( مقدمة - صلى الله عليه(1/25)
وسلم - - ( - - - - درهم ( - - - ( { } - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ((( - - - - رضي الله عنهم - - - - - - (( - - - - (( ((( - - } - - } } تمت ( { { - - - - صدق الله العظيم - - (- رضي الله عنه -( - - رضي الله عنه -((( - ( - ((( - ( - - - (((( - رضي الله عنه - - - - - - - - رضي الله عنهم - - ( الله أكبر ( { (( مقدمة ( - - ( - - صلى الله عليه وسلم -( - - - فهرس - - رضي الله عنه -( - بسم الله الرحمن الرحيم ( - (( ( - ( - - (( & [القصص:77-78].
وقال تعالى: * - رضي الله عنه -((( - { - - - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - - رضي الله عنهم - - ( - - رضي الله عنه - - - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - ( - ( - - رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - - } - جل جلاله - - - - ( - ( - ( - ( - - - ( - & [النساء:37] الآية، فالله Q يبين أن البخيل كاتم لفضل الله جاحد لنعمته، وأن البخل إذا استشرى صار صاحبه يتنغص بإنفاق غيره، فلا يلبث أن يأمره بالبخل.
قال الإمام الشوكاني /: «وهؤلاء المذكورون في الآية، ضموا إلى ما وقعوا فيه من البخل الذي هو أشر خصال الشر، ما هو أقبح منه، وأدل على سقوط نفس فاعله، وبلوغه في الرذالة إلى غايتها؛ وهو أنهم مع بخلهم بأموالهم، وكتمهم لما أنعم الله عليهم من فضله، يأمرون الناس بالبخل، كأنهم يجدون في صدورهم من جود غيرهم بماله حرجاً ومضاضة». ثم دعا عليهم / موبخاً لهم: «فلا أكثر الله في عباده من أمثالكم، هذه أموالكم قد بخلتم بها لكونكم تظنون انتقاصها بإخراج بعضها في مواضعه؛ فما بالكم بخلتم بأموال غيركم، مع أنه لا يلحقكم بذلك ضرر؟! وهل هذا إلا غاية اللؤم، ونهاية الحمق والرقاعة، وقبح الطباع وسوء الاختيار؟! »(1).
__________
(1) فتح القدير (1/608).(1/26)
وقال الحافظ ابن كثير /: «وقوله تعالى: * - - قرآن كريم ( - ( - ( تمهيد - رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله ( المحتويات ( - - - - - - عليه السلام -( ( - - - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله (( - ( - (( - ( & [النساء:37]، فالبخيل جحود لنعمة الله، ولا تظهر عليه ولا تبين؛ لا في مأكله ولا في ملبسه، ولا في إعطائه وبذله» قال: «ولهذا توعدهم بقوله: * - - رضي الله عنه - الله أكبر ( - - رضي الله عنه - - ((- صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه -((( - ((( - تمهيد ( - ( - - - - - - - - رضي الله عنه -( - - جل جلاله -- جل جلاله - - ( - - تم بحمد الله & [النساء:37] والكفر هو الستر والتغطية، فالبخيل يستر نعمة الله ويكتمها ويجحدها، فهو كافر لنعمة الله عليه»(1).
__________
(1) تفسير ابن كثير (1/508).(1/27)
ومن ذم البخلاء وإيعادهم قول الله تعالى: * - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } (- رضي الله عنه -( - - (- رضي الله عنه - - - - رضي الله عنه -((( - { - - - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - - رضي الله عنهم - - ( - - رضي الله عنه - - - - - رضي الله عنهم - - ( - ( المحتويات ( - - - - - - عليه السلام -( ( - - - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله (( - ( - (( - ( - عليه السلام - قرآن كريم ( - - - - ( - - رضي الله عنهم - - المحتويات ( - ( - } ( - - رضي الله عنه - - - عليه السلام - قرآن كريم ( - - - - ( ( المحتويات ( - ( - } - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - { قرآن كريم - (( - - رضي الله عنهم - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله } - قرآن كريم ( - ( - - صلى الله عليه وسلم - - (( مقدمة ( - - رضي الله عنه - بسم الله الرحمن الرحيم ( قرآن كريم - رضي الله عنه - - ( { - رضي الله عنهم - - (- عليه السلام - - ( { ( - - - - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - (- عليه السلام - - - ( تم بحمد الله ( المحتويات (- عليه السلام - قرآن كريم (- رضي الله عنهم - - - - - - - ((( - - } - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - (( - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - - رضي الله عنهم - - (( - - ( - - ( تمهيد - رضي الله عنهم - - ((((( & [آل عمران:180]، فالآية تذكر أن البخيل الذي لا يؤدي زكاة ماله أنه يطوق به يوم القيامة، فيمثل له ماله شجاعاً أقرع يطوق عنقه؛ وقد بين هذا رسول الله × كما في الحديث المروي عن أبي هريرة ت، قال: قال رسول الله ×: «من آتاه الله مالاً فلم يؤدِّ زكاته مُثِّل له يوم القيامة شُجَاعاً أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة ثم يأخذ بلهزميه- يعني شدقيه- ثم يقول: أنا مالك، أنا كنزك. ثم تلا: * - صدق الله العظيم - عليه(1/28)
السلام -- صلى الله عليه وسلم - } (- رضي الله عنه -( - - (- رضي الله عنه - - - - رضي الله عنه -((( - { - - - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - - رضي الله عنهم - - ( - - رضي الله عنه - - & الآية»(1).
ولكن قبل ذلك يجب الانتباه إلى أن الحصول على ما سبق من الصفات والأجور مشروط بالإخلاص، قال ابن كثير / عند تفسيره لقوله تعالى: * ( - - الله } تم بحمد الله - رضي الله عنه -((( - { - - - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( { (( - ( - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - - - (- عليه السلام - قرآن كريم ( تم بحمد الله - صلى الله عليه وسلم - - - (( ( - - ( تمهيد - رضي الله عنهم - - ( - - - & قال: «هذا مثل خيرية الله لمن أنفق في سبيله وابتغاء مرضاته»(2).
__________
(1) البخاري (2/508)(4/1663)(1338)(4289).
(2) تفسير ابن كثير (1/324).(1/29)
كما أن الحصول على الأجر المذكور مشروط أيضاً بأن لا يَتْبَع الصدقة منٌّ ولا أذى، بقول ولا فعل، قال تعالى: * - رضي الله عنه -((( - { - - - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( { (( - ( - ( المحتويات ( - - - (- عليه السلام - قرآن كريم ( تم بحمد الله - صلى الله عليه وسلم - - - (( ( - - ( تمهيد - رضي الله عنهم - - ( - - - { المحتويات ( بسم الله الرحمن الرحيم - صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ((( - ( - ( - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله } - قرآن كريم ( { - ( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - - - - جل جلاله -- رضي الله عنه - تم بحمد الله - سبحانه وتعالى - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - { - - صلى الله عليه وسلم - - - ( المحتويات ( - ( - ( المحتويات ( - ( - ( - - صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنهم - - - جل جلاله -(( ( المحتويات ( - ( فهرس - - عليه السلام - - - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ( قرآن كريم - رضي الله عنهم - - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - فهرس - - رضي الله عنه -( - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( - - - قرآن كريم ( الله أكبر - رضي الله عنه - - ( - - رضي الله عنه - - ((((( ( - ( قرآن كريم - - ( - - صلى الله عليه وسلم -( - (( } تم بحمد الله ( - - رضي الله عنه - - ((((- رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ( - - رضي الله عنهم - - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله - { - - - رضي الله عنهم - - - ( - - - رضي الله عنهم - - ((- رضي الله عنه - - ( - - رضي الله عنه - - - { - - صلى الله عليه وسلم - - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - (( - - ( ( بسم الله الرحمن الرحيم - ( - - رضي الله عنهم - مقدمة ((((( - - رضي الله عنهم - - -(1/30)
- - صلى الله عليه وسلم - - ((- رضي الله عنه - - - رضي الله عنه -((( - { - - - } - قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( - صدق الله العظيم } - قرآن كريم ( - ((( - ( - المحتويات ( - ( - ( - - - رضي الله عنهم - - - ( ( - صدق الله العظيم - رضي الله عنهم - - ( - - - ( - - - - - - } - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - & [البقرة:262-264]، فذكر سبحانه أن المن والأذى يبطل الصدقات، أي: يبطل أجرها وثوابها.
قال السيوطي / في تفسير المن والأذى: «* المحتويات ( بسم الله الرحمن الرحيم - صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ((( - ( - ( - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله } - قرآن كريم ( { - ( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - - - - جل جلاله -- رضي الله عنه - تم بحمد الله & على المنفق عليه بقولهم مثلاً: قد أحسنت إليه وجبرت حاله، * صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - { - - صلى الله عليه وسلم - - & له بذكر ذلك إلى من لا يحب وقوفه عليه ونحوه»(1). أي: أن الفقير يستحي من اطّلاع الناس على أنه قد تُصدق عليه، فإذا فعله المتصدق فقد أتبع صدقته بالأذى.
__________
(1) تفسير الجلالين (1/55).(1/31)
وقد ضرب الله مثل من يبطل أجر نفقته بالمن والأذى؛ بمن ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر؛ لأن الرياء محبط للأجر قال تعالى: * - - رضي الله عنهم - - - - - صلى الله عليه وسلم - - ((- رضي الله عنه - - - رضي الله عنه -((( - { - - - } - قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( - صدق الله العظيم } - قرآن كريم ( - ((( - ( - المحتويات ( - ( - ( - - - رضي الله عنهم - - - ( ( - صدق الله العظيم - رضي الله عنهم - - ( - - - ( - - - - - - } - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - ( - { - - - - - ( - ((- جل جلاله -( - (( - - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -( - - - - ( - ( } - } - - - - - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( - ( - ( - - - ( - ( الله ( قرآن كريم - عليه السلام - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ( - - - رضي الله عنهم - - - & [البقرة:264]، وقال تعالى: * - رضي الله عنه -((( - { - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - قرآن كريم ( { ((- جل جلاله -( - ( المحتويات ( - - - (- عليه السلام - قرآن كريم ( تم بحمد الله - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -( - - - - ( - ( } - } - جل جلاله - - - - - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - قرآن كريم (- جل جلاله -( تم بحمد الله ( - ( - ( - - - ( - - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( الله ( قرآن كريم - عليه السلام - - ( - - - ( - ( - ( - - - رضي الله عنهم - - - - صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( صدق الله العظيم ( - - رضي الله عنه - - ( صدق الله العظيم ( - (( - } ( - - - (( مقدمة - - - - جل جلاله -- جل جلاله - - ( -(1/32)
- - - عليه السلام -( - - - - - ( - - جل جلاله -- جل جلاله - - ( - - - (((( - - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( - ( - فهرس - - رضي الله عنه -( ( قرآن كريم - - } - قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( ( - - - ( - ( الله ( قرآن كريم - عليه السلام - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ( - - - رضي الله عنهم - - - } - قرآن كريم ( { - ( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - - ( تم بحمد الله ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - - - - رضي الله عنهم - - - عليه السلام - - ( - - - - - رضي الله عنه - تمت - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - - ( - - ( - - رضي الله عنه -( (((( & [النساء:38-39]، فبين سبحانه أن المراآة بالنفقة تحبط الأجر، بل ويستحق صاحبها اللوم والذم؛ لأنه كالمستهين بنظر الله إليه، فلذا عدل إلى طلب رضا الناس بمراآتهم.
* ... * ... *
آيات في الإنفاق:
وطلباً للاختصار نسرد بعض الآيات الواردة في كتاب الله العزيز، في الحث على النفقة، وبيان أجر فاعلها:(1/33)
قال تعالى: * - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ( - - - - صدق الله العظيم - صلى الله عليه وسلم - - } - قرآن كريم ( { (( - ( - - (( ( - - ( تمهيد - رضي الله عنهم - - ( - - - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( الله (- عليه السلام - - - ( تم بحمد الله ( المحتويات (- عليه السلام - قرآن كريم (- عليه السلام - - - - - - - ((( - - } - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - & [الحديد:10]، وهي تشير إلى أن المال مال الله، وأن لله ميراثه، وأن المرء إنما هو خليفة على مال مولاه، وهاهو مولاه قد أمره بالإنفاق، فلا ينبغي له أن يتخلف عن تنفيذ الأمر، ويتبع شح نفسه، فإنه من يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون.(1/34)
وقال تعالى: * { { ( - { - { - ( - ( - - - تمت - صلى الله عليه وسلم - - } - قرآن كريم - - - عليه السلام - قرآن كريم ( - ( المحتويات ( - - رضي الله عنهم - - قرآن كريم ( - (- صلى الله عليه وسلم - - - - رضي الله عنه - تمهيد ( - ( - ( - ((- رضي الله عنهم - - ( - - - ( - ( - ((- رضي الله عنهم - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم ( - ( - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - { - ( - ( - - - ( صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تم بحمد الله - صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( ( - - - ( - ( الله ( قرآن كريم - عليه السلام - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ( - - - رضي الله عنهم - - - ( { - تمهيد (((( فهرس - - رضي الله عنهم - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - (- رضي الله عنه - - ( - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم (( - - ( - } - - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنه - - - - عليه السلام -(- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - - - - رضي الله عنهم - - ( - - - - - فهرس - - رضي الله عنه -( (( مقدمة ( مقدمة تمهيد ( مقدمة - (- صلى الله عليه وسلم - - - - - فهرس - ( - ( { ( - - - - - - رضي الله عنهم - - (- رضي الله عنه - - - عليه السلام - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه -((( - ( - - - رضي الله عنهم - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه -((( - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - ( تمهيد - - - - - - رضي الله عنه -( - ( - (( - - - - - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - ((- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (- عز وجل - - - - ( - - - - - - عليه السلام(1/35)
- الله - - - - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - فهرس - - قرآن كريم فهرس - - ( - - - - - رضي الله عنه - - - - عليه السلام -(- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - فهرس - - قرآن كريم - - } - - - - - - قرآن كريم (( قرآن كريم ( - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( - ( - ( - - رضي الله عنهم -(( - - - - ( { } - - صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنهم - - (- رضي الله عنه -( } - رضي الله عنه -((( - ( - ( - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - (( (( - - - رضي الله عنهم - - ( - - رضي الله عنه - - ( - - - (( - - { - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه -((( فهرس - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( } ( - - رضي الله عنه - - ( - - - - - رضي الله عنهم - - (((( - - - - صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنه -((( - { - - - } - قرآن كريم ( - - رضي الله عنهم - - - ( } - رضي الله عنهم - - (((( - - - - صلى الله عليه وسلم -( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( { ( - ( - ( - - - ((((( & [البقرة:177].
وقال تعالى: * - } تم بحمد الله - صلى الله عليه وسلم - - - ( ( صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - - (((- صلى الله عليه وسلم - - - - - - } - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ((( - - - - - (- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - ( - - ( - (- رضي الله عنه -( - - - ( - ((( (( فهرس ( - ( - - - عليه السلام - - (- جل جلاله - - - - ( - - - عليه السلام - - ( - ( - ( - ( - ((( & [الليل:5-7].(1/36)
وقال تعالى: * - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - ((((( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - بسم الله الرحمن الرحيم - - رضي الله عنهم -( { ( - - - - - فهرس - - رضي الله عنه -( (( مقدمة ( مقدمة - ( مقدمة - - جل جلاله - - - ( - ( - ( تم بحمد الله - - - - ( - - رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - ( - - ( - - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ((( & [الإنسان:8].
وقال تعالى: * ( } تم بحمد الله - - - - ( - { - - - ((( - ( { ( - { - - - - ((( - - - - - جل جلاله - - - - - رضي الله عنهم - مقدمة (( مقدمة - (((( - (( - - ( (( مقدمة - - ((( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ( - - صلى الله عليه وسلم - - ( بسم الله الرحمن الرحيم - ( - - - (((( & [الحديد:11].
فالله تعالى الغني عن عباده المتفضل عليهم الرازق لهم الكافل لهم، الذي لو شاء لأخلى ما بأيديهم من المال، يدعوهم ويندبهم إلى أن يقرضوه، وذلك بالإنفاق في سبيله، وهو غني عن العباد متعالٍ عن الحاجات؛ لكن سماه قرضاً ليبين الجزاء المترتب عليه. وحاجة العبد إلى الحسنات التي تنقذه من الموقف المظلم يوم القيامة أشد من حاجة المقرض اقتضاء ماله وقت حاجته إليه.
* ... * ... *
* ... *
*
الباب الثاني
في ذكر بعض الأحاديث النبوية الحاثة على الصدقة
قد كثرت الأحاديث النبوية الشريفة، الحاثة على الإنفاق والصدقة، بحيث تحتاج في جمعها إلى مؤلف مستقل واسع؛ لكن نذكر بعضها هنا بما يناسب هذا الكتيب، والله المستعان!(1/37)
فعن جرير بن عبد الله البجلي ا قال: «كنا عند رسول الله × في صدر النهار، قال: فجاء قوم حفاة عراة، مجتابي النمار أو العباء، متقلدي السيوف، عامتهم من مضر، بل كلهم من مضر، فتمعر وجه رسول الله × لما رأى بهم من الفاقة، فدخل ثم خرج، فأمر بلالاً فأذن وأقام، فصلى ثم خطب فقال: * - { - - - - صلى الله عليه وسلم - - ((- رضي الله عنه - - ( } - } - - - - } - قرآن كريم ( { ( - - - ( المحتويات ( - ( - - عليه السلام - - - ( - { - - - - ( - - { فهرس - - } صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله - { ((( الله أكبر - - - رضي الله عنهم - - ( فهرس (- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - - فهرس - - رضي الله عنهم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - { - ( { ( تم بحمد الله - - رضي الله عنهم - - - رضي الله عنهم - - (- صلى الله عليه وسلم -- رضي الله عنهم - - - { - رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام - - ( - ( { ( تم بحمد الله - صدق الله العظيم - - رضي الله عنهم - صدق الله العظيم ( - - - - - ( الله - - } ( - - - - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - } - قرآن كريم ( { } - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - { - - - - ( - { - - - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - - عليه السلام -( - - - - - - (( مقدمة ( - - رضي الله عنه - بسم الله الرحمن الرحيم - - رضي الله عنه - فهرس ( - - } - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - } تمت ( { { - - - - رضي الله عنه - تمت - - - ( المحتويات ( - ( - فهرس - - رضي الله عنه -( - - جل جلاله - تمهيد - ( - - عليه السلام - - ((( & [النساء:1]، والآية التي في الحشر: * - { - - - - صلى الله عليه وسلم - - ((- رضي الله عنه - - - ((( - { - - - } - قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( } - قرآن(1/38)
كريم ( { ( - - - { - - - ( - (( - - رضي الله عنه - - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( { ((- رضي الله عنه - الله أكبر - } تم بحمد الله ( تمهيد - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - - - - - - رضي الله عنه -(( - } } - قرآن كريم ( { } - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - { - - - - } تمت ( { { - - - - - - ( - - رضي الله عنهم - - - - رضي الله عنهم - - ( - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - - رضي الله عنهم - - (( - - (((( & [الحشر:18].
تصدّق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بره، من صاع تمره.. حتى قال: ولو بشق تمرة..
قال: فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها، بل قد عجزت، قال: ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب، حتى رأيت وجه رسول الله × يتهلل كأنه مذهبة، فقال رسول الله ×: من سنَّ في الإسلام سنة حسنة، فله أجرها وأجر من عمل بها بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سنَّ في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقُصَ من أوزارهم شيء»(1).
قال الإمام النووي / في تعليل فرح النبي × وتهلل وجهه:
«وأما سروره × ففرحاً بمبادرة المسلمين إلى طاعة الله تعالى، وبذل أموالهم لله، وامتثال أمر رسول الله ×، ولدفع حاجة هؤلاء المحتاجين، وشفقة المسلمين بعضهم على بعض، وتعاونهم على البر والتقوى، وينبغي للإنسان إذا رأى شيئاً من هذا القبيل أن يفرح ويظهر سروره، ويكون فرحه لما ذكرناه»(2).
__________
(1) مسلم (2/704)(1017) .
(2) شرح مسلم للنووي (7/102).(1/39)
فكم من المسلمين اليوم حالهم كحال أولئك الأعراب أو أشد، ولا تنظر إلى نفسك ولكن انظر إلى أدغال أفريقيا وصحاريها، ودول شرق آسيا، وجنوب أفريقيا، والبلقان وما حولها، حيث يضطهد المسلمون، بل ويتعمد الكفار سياسة التجويع لردهم عن دينهم تحت وطأة الجوع، فكم يا ترى أجر من ينقذ هؤلاء ويحفظ عليهم دينهم بالفاضل من ماله، وإن كانوا يستحقون أن يقتطع لهم الإنسان من ماله الضروري.
والله تعالى إذ ينادي المؤمن ويدعوه إلى الإنفاق والصدقة، فإنه يضمن له العوض، ويدخله في ضمان المتوكلين عليه، فعن أبي هريرة ا يبلغ به النبي × قال: «قال الله تبارك وتعالى: يا ابن آدم! أنفق أنفق عليك. وقال: يمين الله ملأى سحاء، لا يغيضها شيء الليل والنهار»(1).
وهذا من فضل الله على الناس، وإلا فالمال مال الله، وليتذكر المرء أن لو شاء الله لجعله فقيراً لا غنياً، وسائلاً لا مُعطياً، فإذا تذكر ذلك فلينفق مما آتاه الله، ثم ليشكر الله أن جعل يده هي العليا ويد غيره هي السفلى، واليد العليا خير من اليد السفلى، والمال لا تنقصه الصدقة كما ثبت في الصحيح عن أبي هريرة ا، عن رسول الله × قال: «ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزّاً، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله»(2).
وذكر الإمام النووي / عن العلماء في تفسير ذلك وجهين:
أحدهما: معناه أنه يبارك فيه ويدفع عنه المضرات، فينجبر نقص الصورة بالبركة الخفية، قال /: «وهذا مدرك بالحس والعادة».
والثاني: أنه وإن نقصت صورته، كان في الثواب المرتب عليه جبر لنقصه، وزيادة إلى أضعاف كثيرة(3).
__________
(1) البخاري (4/1724)(4407)، مسلم (2/690)(993).
(2) مسلم (4/2001)(2588).
(3) شرح مسلم (16/141).(1/40)
وهذا من اهتمام النبي × بالدفع إلى الصدقة، وذلك لما فيها من إعتاق النفوس من الموت، وإنقاذها من لهيب الجوع وذل المسكنة، حتى كان لإخفائها أجر زائد استحق صاحبه أن يكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
ومن زيادة الحث على النفقة في الإسلام أن رسول الله × نهى المؤمن أن يحتقر الصدقة القليلة فيمتنع من بذلها حياء أو احتقاراً لها، فعن أبي هريرة ا أن رسول الله × كان يقول:
«يا نساء المسلمات! لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة»(1) والفرسن الظلف، قال الإمام أبو زكريا النووي /: (ومعناه: لا تمتنع جارة من الصدقة والهدية لجارتها لاستقلالها واحتقارها الموجود عندها، بل تجود بما تيسر وإن كان قليلاً كفرسن شاة، وهو خير من العدم، وقد قال الله تعالى: * صدق الله العظيم - رضي الله عنهم - - - ( ( - - رضي الله عنهم - - ((- رضي الله عنه - - - رضي الله عنه - - - - { ( الله ( تم بحمد الله - - { - - - - - - ( - - رضي الله عنهم - - (( فهرس - رضي الله عنه - - - رضي الله عنه - - ((( & [الزلزلة:7]، وقال النبي ×: «اتقوا النار ولو بشق تمرة»(2))(3).
__________
(1) البخاري (2/907، 5/2240)(2427، 5671)، مسلم (2/714) (1030).
(2) صحيح البخاري (2/514)(1351)، صحيح مسلم (2/703)(1016).
(3) شرح مسلم (7/120).(1/41)
ومن فضائل التصدق والإنفاق، أنه يدفع عن المرء مصائب الدنيا، وعذاب الآخرة، فرب نقمة كان نزولها على العبد مستحقاً، فيدفعها الله تعالى بفضل الصدقة، ورب جائحة كان حدوثها على مال المرء متحتماً، فيدفعها الله بفضل الصدقة، وذلك بدعاء المحتاج الذي تصدق عليه، وقد جاء في الحديث: «ولا يرد القضاء إلا الدعاء»(1)، ودعاء المسكين والضعيف والأرملة من الدعاء المستجاب، بل قد جاء في الحديث الصحيح مرفوعاً: «إنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم»(2).
أو يكون الدعاء الدافع للنقمة هو دعاء الملك للعبد المتصدق، وقد جاء في الصحيح: «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً»(3).
بل إن الصدقة تطفئ غضب الرب، والله تعالى إذا غضب على عبده ربما عجل عقوبته في الدنيا، وإلا أخرها إلى الآخرة، وذلك أدهى وأمر، فإذا تصدق العبد غفر الله له ما كان قد صدر منه مما جعله يستحق غضب الله عليه، قال ×: «وصدقة السر تطفئ غضب الرب»(4).
وفي حديث معاذ ا الطويل، وفيه: قال × لمعاذ ا: «ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار... »(5) الحديث.
وفي صحيح مسلم في كتاب الطهارة: «والصلاة نور، والصدقة برهان»(6).
__________
(1) سنن الترمذي (4/448)(2139)، قال الترمذي: «هذ حديث حسن غريب»، وقال الألباني في تحقيقه للترمذي: «حسن».
(2) أبو داود (2/82)(2594)، الترمذي (4/206)(1702)، قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح». وقال الألباني في تحقيقه: «صحيح».
(3) البخاري (2/522)(1374)، مسلم (2/700)(1010).
(4) المعجم الكبير (19/421)، قال الألباني في صحيح الجامع الصغير حديث رقم (3759): «صحيح».
(5) الترمذي (5/11)(2616)، ابن ماجة (2/1314)(3973)، قال الألباني في تحقيقه: «صحيح».
(6) مسلم (1/203)(223).(1/42)
وعن أبي هريرة ا قال: قال رسول الله ×: «قال رجل: لأتصدقن الليلة بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية، فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على زانية، قال: اللهم لك الحمد على زانية، لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يد غني، فأصبحوا يتحدثون تصدق على غني، قال: اللهم لك الحمد على غني، لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق، فأصبحوا يتحدثون تصدق على سارق، فقال: اللهم لك الحمد على زانية وعلى غني وعلى سارق، فأتي فقيل له: أما صدقتك فقد قبلت أما الزانية فلعلها تستعف بها عن زناها ولعل الغنى يعتبر فينفق مما أعطاه الله ولعل السارق يستعف بها عن سرقته»(1).
فمن فضل الله تعالى أنه جعل الجزاء تابعاً للنية، وإن لم تقع الصدقة موقعها، وذلك حثاً للناس على الصدقة، بإخبارهم أنهم مأجورون على كل حال، وإن كان الآخذ غير مستحق.
وعن عبد الله بن عمر ب قال: سمعت رسول الله ^ يقول: «لا حسد إلا على اثنتين: رجل آتاه الله الكتاب وقام به آناء الليل، ورجل أعطاه الله مالاً فهو يتصدق به آناء الليل والنهار»(2).
وعن أبي هريرة ا قال: «ضرب رسول الله ^ مثل البخيل والمتصدق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد، قد اضطرت أيديهما إلى ثديهما وتراقيهما، فجعل المتصدق كلما تصدق بصدقة انبسطت عنه حتى تغشى أنامله وتعفو أثره. وجعل البخيل كلما همّ بصدقة قلصت وأخذت كل حلقة بمكانها. قال: أبو هريرة: فأنا رأيت رسول الله ^ يقول بإصبعه هكذا في جيبه، فلو رأيته يوسعها ولا تتوسع»(3).
وعن أبي هريرة ا قال: قال رسول الله ^: «من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يصعد إلى الله إلا الطيب فإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل»(4).
__________
(1) مسلم (2/709)(1022).
(2) البخاري (4/1919)(4737)، مسلم (1/558)(815).
(3) البخاري (2/523)(1375)، مسلم (2/708)(1021).
(4) البخاري (2/511)(1344).(1/43)
وعن عبد الله بن عمر ب أن رسول الله ^ قال وهو على المنبر وهو يذكر الصدقة والتعفف عن المسألة: «اليد العليا خير من اليد السفلى، واليد العليا المنفقة والسفلى السائلة»(1).
وعن أبي هريرة ا قال: قال رسول الله ^: «إن الله Q يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني. قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟! قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده.
يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني. قال: يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟! قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي؟
يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني. قال: يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي»(2).
وعن مطرف عن أبيه قال: «أتيت النبي ^ وهو يقرأ ألهاكم التكاثر، قال: يقول ابن آدم: مالي مالي! قال: وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت»(3).
وعن أبي هريرة اأنه سمع النبي ^ يقول: «إن ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى فأراد الله أن يبتليهم فبعث إليهم ملكاً فأتى الأبرص فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: لون حسن وجلد حسن، ويذهب عني الذي قد قذرني الناس. قال: فمسحه فذهب عنه قذره وأعطي لوناً حسناً وجلداً حسناً. قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الإبل. قال: فأعطي ناقة عشراء، فقال: بارك الله لك فيها.
قال: فأتى الأقرع، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: شعر حسن ويذهب عني هذا الذي قد قذرني الناس. قال: فمسحه فذهب عنه وأعطي شعراً حسناً. قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: البقر. فأعطي بقرة حاملاً، فقال: بارك الله لك فيها.
__________
(1) البخاري (2/519)(1362)، مسلم (2/717)(1033).
(2) مسلم (4/1990)(2569).
(3) مسلم (4/2273)(2958).(1/44)
قال: فأتى الأعمى، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: أن يرد الله إلي بصري فأبصر به الناس. قال: فمسحه فرد الله إليه بصره. قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الغنم. فأعطي شاة والداً.
فأنتج هذان وولد هذا. قال: فكان لهذا وادٍ من الإبل، ولهذا وادٍ من البقر، ولهذا وادٍ من الغنم.
قال: ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته فقال: رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيراً أتبلغ عليه في سفري. فقال: الحقوق كثيرة. فقال له: كأني أعرفك، ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيرا فأعطاك الله؟ فقال: إنما ورثت هذا المال كابراً عن كابر. فقال: إن كنت كاذباً فصيرك الله إلى ما كنت.
قال: وأتى الأقرع في صورته فقال له مثل ما قال لهذا ورد عليه مثل ما رد على هذا، فقال: إن كنت كاذباً فصيرك الله إلى ما كنت.
قال: وأتى الأعمى في صورته وهيئته فقال: رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري. فقال: قد كنت أعمى فرد الله إلي بصري فخذ ما شئت ودع ما شئت، فوالله لا أجهدك اليوم شيئاً أخذته لله. فقال: أمسك مالك؛ فإنما ابتليتم، فقد رضي عنك وسخط على صاحبيك»(1).
وعن أبي هريرة ا قال: قال رسول الله ^: «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله Q»(2).
وعن أنس بن مالك ا قال: قال رسول الله ^: «إن الصدقة لتطفئ غضب الرب وتدفع عن ميتة السوء»(3).
الباب الثالث
في الحث على الإنفاق من الأدب والشعر
__________
(1) البخاري (3/1276)(3277).
(2) البخاري (5/2047)(5038).
(3) الترمذي (3/52)(664)، قال الترمذي: « هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه»، وقال الألباني في تحقيقه: «ضعيف».(1/45)
ولما كان من البيان سحر، ومن الشعر حكمة، وكان الجود عند العرب ممدحة والبخل مذمة؛ فإننا نورد في هذا الباب ما يعلي الهمة، ويثير العزيمة على ارتقاء هذه المكرمة، والتباعد عن البخل وما فيه من المذمة، هذا مع أن الكرم ذخر للآخرة زيادة على رفع الذكر في الدنيا:
قال ابن عبد ربه: (أشرفُ ملابس الدنيا، وأزين حللها، وأجلبها لحمد، وأدفعها لذم، وأسترها لعيب؛ كرم طبيعة يتحلى بها السمح السري، والجواد السخي، ولو لم يكن في الكرم إلا أنه صفة من صفات الله تعالى تسمى بها؛ فهو الكريم Q، فمن كان كريماً من خَلْقهِ، فقد تسمى باسمه واحتذى على صفته)(1).
وقال ابن عباس ب: «سادات الناس في الدنيا الأسخياء، وفي الآخرة الأتقياء»(2).
وعن علي ا قال: «لأن أجمع ناساً من إخواني على آصاع من طعام، أحبُّ إليَّ من أن أدخل سوقكم هذه، فأبتاع نسمة فأعتقها»(3).
وقال رضي الله عنه وأرضاه(4):
إذا جادت الدنيا عليك فجد بها
على الناس طراً إنها تتقلب
فلا الجود يفنيها! إذا هي أقبلت
ولا البخل يبقيها إذا هي تذهب
وقال معاوية بن أبي سفيان ب: «ما فضيلة بعد الإيمان بالله، هي أرفع في الذكر، ولا أنبه في الشرف من الجود، وحسبك أن الله تعالى جعل الجود أحد صفاته»(5).
قال صلاح الدين الصفدي:
من جاد ساد وأحيا العالمون له ... بديع حمد بمدح الفعل متصل
من رام نيل العلا بالمال يجمعه ... من غير حلٍّ بلى من جهله وبلي
وقال عبد الملك بن مروان:
«ما كنت أحب أن أحداً ولدني من العرب، إلا عروة بن الورد لقوله:
أتهزأ مني أن سمنت وأن ترى
بجسمي مس الجوع والجوع جاهد
لأني امرؤ عافي إنائي شركة
وأنت امرؤ عافي إنائك واحد
أقسم جسمي في جسوم كثيرة
__________
(1) المنتقى من العقد الفريد (1/167)، انتقاء صالح بن علي التميمي.
(2) المصدر السابق (1/170).
(3) البرجلاني في كتاب الكرم والجود، رقم (43).
(4) ديوان علي بن أبي طالب.
(5) المنتقى من العقد الفريد (1/214).(1/46)
وأحسو قراح الماء والماء بارد»(1)
وقال الحسن: «أطعم طعامك من تحب في الله Q»(2). يشير / إلى حديث: «ولا يأكل طعامك إلا تقي»(3).
وقال ناصيف اليازجي فأحسن القول:
إن الكريم الذي لا مال في يده
مثل الشجاع الذي في كفه شلل
والمال مثل الحصى ما دام في يدنا
فليس ينفع إلا حين ينتقل
وقال محمود الوراق يحث على البذل وإنفاق المال، وهو يبين أن المال إذا أبقاه صاحبه إلى ما بعد موته ولم ينفق منه، فهو إما لمصلح لا يحتاجه، أو لمفسد يبدده:
اسعد بمالك في الحياة فإنما
يبقى خلافك مصلح أو مفسد
فإذا جمعت لمفسد لم يغنه
وأخو الصلاح قليله يتزيد
وكان حاتم الطائي من أجواد العرب في الجاهلية، وقد صور أخلاق الكرام من البشاشة وطيب النفس تصويراً بديعاً، فقال:
أضاحك ضيفي قبل إنزال رحله
ويخصب عندي والمحل جديب
وما الخصب للأضياف أن يكثر القرى
ولكنما وجه الكريم خصيب(4)
يعني أن ملاطفة الضيف ومضاحكته، والانبساط معه في الحديث بما يذهب الكلفة، ويزرع الألفة؛ من دأب الكرام، وأدب أهل الفضل والإنعام، وذلك في غالب الأحيان خير عند الضيف من أعلى أنواع الطعام
ولقيس بن الحطيم يهون من الشدائد، وأنها تنجلي ولابد؛ لأن مع العسر يسراً، أي: فلا ينفع الحرص على المال، ولا يؤدي الجود إلى الفقر وسوء الحال في كل حال:
وكل شديدة نزلت بقومٍ
سيأتي بعد شدتها رخاء
ولا يعطى الحريص غنى لحرص
وقد ينمي على الجود الثراء
غنيُّ النفس ما عمرت غنيٌّ
وفقر النفس ما عمرت شقاء
وليس بنافع ذا البخل مال
ولا مزر بصاحبه السخاء(5)
ومن شعر الشافعي /(6):
يا لهف نفسي على مال أفرقه
__________
(1) الأغاني (3/73).
(2) البرجلاني في كتاب الكرم والجود، رقم (42).
(3) أبو داود (2/675)(4832)، الترمذي (4/600)(2395)، قال الترمذي: «هذا حديث غريب»، وقال الألباني: «حسن».
(4) البيان والتبيين (1/21)، روضة العقلاء (1/262).
(5) ديوان الحماسة (2/44).
(6) تاريخ دمشق (51/404).(1/47)
على المقلين من أهل المروءات
إن اعتذاري إلى من جاء يسألني
ما ليس عندي من إحدى المصيبات
فهو / يتحسر على ما فرقه من المال لا حرصاً عليه؛ ولكن يخشى أن يأتيه من يسأله فلا يجد ما يعطيه، فيعتذر.
قال محمود الوراق:
من ظن بالله خيراً جاد مبتدئاً
والبخل من سوء ظن المرء بالله(1)
وقال أبو تمام في مدح كريم:
تعوّد بسط الكف حتى لو أنه
ثناها لقبض لم تُجِبه أنامله
تراه إذا ما جئته متهللا
كأنك تعطيه الذي أنت سائله
هو البحر من أي النواحي أتيته
فَلُجّته المعروف والجود ساحله
ولو لم يكن في كفه غير روحه
لجاد بها فليتق الله سائله
وبعض الناس يستشف مع جوده معاني لطيفة، تجعل جوده مضاعف الأجر، فمن ذلك ما روي عن أم المؤمنين عائشة ل أنها كانت إذا تصدقت فدعا لها الفقير، دعت له بنفس الدعوة، قالت: «حتى تكون دعوتي مقابل دعوته، وتكون الصدقة خالصة لله».
وقال أسماء بن خارجة: «ما أحب أن أرد أحداً عن حاجة طلبها، لأنه لا يخلو أن يكون كريماً فأصون له عرضه، أو لئيماً فأصون عرضي منه»(2).
وقيل لبعض الحكماء: «من أجود الناس؟ قال: من جاد من قلة وصان وجه السائل عن المذلة»(3).
قال جابر بن عبد الله ب: «هلاكٌ بالرجل إذا دخل عليه الرجل من إخوانه؛ فيحتقر ما في بيته أن يقدمه إليه، وهلاكٌ بالقوم أن يحتقروا ما قدم إليهم»(4).
ووقفت امرأة على قيس بن سعد بن عبادة ب فقالت: «أشكو إليك قلة الجرذان! قال: ما أحسن هذه الكناية! املئوا لها بيتها خبزاً ولحماً وسمناً وتمراً»(5).
قال ابن دريد:
لا تدخلنك ضجرة من سائل
فلخير دهرك أن تُرى مسئولا
لا تجبهن بالرد وجه مؤمل
فبقاء عزك أن تُرى مأمولا
* ... * ... *
* *
*
الباب الرابع
في أحوال النبي ص في الإنفاق
__________
(1) المنتقى من العقد الفريد (1/170).
(2) المصدر السابق (1/171).
(3) المصدر السابق (1/171).
(4) البرجلاني في كتاب الكرم والجود، رقم (50).
(5) المنتقى من العقد الفريد (1/189).(1/48)
اصطفى الله سيدنا محمداً × من بين خلقه، ليكون المبلغ عنه رسالته، فأدبه فأحسن تأديبه، فكان ^ في الذروة من كل فضيلة، والقدوة في كل مكرمة، قال تعالى: * ( - - { { - - رضي الله عنه - تمت - - - ( المحتويات ( - - - - (( ( - قرآن كريم ( - - عليه السلام - - ( - - - ( - - عليه السلام - قرآن كريم ( - ( - ( { - عليه السلام - - - - - رضي الله عنهم - مقدمة & [الأحزاب:21]، فكان ^ في الكرم والجود قمة لا ترتقى، لا يستقر المال في يده، كما لا يستقر ماء المطر في المكان العالي.
لا يألف الدرهم المضروب صرته
لكن يمر عليها وهو منطلق
وأحواله ^ في ذلك لا يتمكن من البيان عنها قلم ولا كتاب؛ ولكن كل يذكر من ذلك وسعه، ونحن نذكر هنا بعضاً منها بحسب المقصود.
فمن ذلك ما رواه البخاري ومسلم، واللفظ لمسلم عن أبي ذر ا قال: «كنت أمشي مع النبي × في حرة المدينة عشاء، ونحن ننظر إلى أحد، فقال لي رسول الله ×: يا أبا ذر! قال: قلت: لبيك يا رسول الله! قال: ما أحبُّ أن أُحُداً ذاك عندي ذهب، أمسي ثالثة عندي منه دينار، إلا ديناراً أرصده لدين؛ إلا أن أقول به في عباد الله هكذا -حثا بين يديه- وهكذا: -عن يمينه- وهكذا -عن شماله-.
قال: ثم مشينا فقال: يا أبا ذر! قال: قلت: لبيك يا رسول الله! قال: إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة، إلا من قال هكذا، وهكذا، وهكذا -مثلما صنع في المرة الأولى-.. »(1) الحديث.
هذا حاله ^ في الحث على الصدقة وإنفاق المال في وجوه الخير، وأنه لا يقتصر على نوع من وجوه البر، بل ينفق في كل وجه من وجوه الخير يحضر، وهذا هو معنى إشارته وحثوه × بين يديه وعن يمينه وعن شماله(2).
__________
(1) البخاري (5/2312)(5913)، مسلم (2/687)(992).
(2) انظر: شرح النووي (7/72-73).(1/49)
وهذا الحديث يبين عظيم حال النبي ^ في الصدقة، فها هو × يذكر أنه ما يحب أن عنده مثل جبل أحد من الذهب، يظل عنده منه دينار بعد ثلاثة أيام، إلا يكون قد أنفقها في عباد الله، وحثا بيديه × بين يديه وعن يمينه وعن شماله.
وكلامه × محمول على الحقيقة، فلا يقال: إن هذا من باب المبالغة، وأنه لو كان حقيقة لكان من السرف أو لا يمكن تحققه؛ فإنه قد صدق قوله × بفعله حين قسم غنائم غزوة حنين، وكانت كثيرة جداً، فكانت ستة آلاف أسير ما بين صبي وامرأة، وأربعة وعشرين ألفاً رأس من الإبل، وأكثر من أربعين ألف شاة، وأربعة آلاف أوقية فضة، فأما السبي فردهم على أهليهم بعد أن جاءوه، وكان قد انتظر بضع عشرة ليلة لم يقسم الغنائم، يريد أن يقدم عليه وفد هوازن تائبين فيرد عليهم أموالهم، فلم يأته أحد، فقسم المال والسبي، ثم رد إليهم السبي.
فهذا المال الكثير قسمه ^ كله، فأعطى أبا سفيان بن حرب أربعين أوقية ومائة من الإبل، فقال: ابني يزيد؟ فأعطاه مثلها، فقال: ابني معاوية؟ فأعطاه مثلها.
وأعطى حكيم بن حزام مائة من الإبل، ثم سأله مائة أخرى فأعطاه إياها، وأعطى الحارث بن الحارث بن كلدة مائة من الإبل، وكذلك أعطى رجالاً من رؤساء قريش وغيرها مائة مائة من الإبل، وأعطى آخرين خمسين خمسين وأربعين أربعين، حتى شاع في الناس أن محمداً يعطي عطاء من لا يخاف الفقر، فازدحمت عليه الأعراب يطلبون المال حتى اضطروه إلى شجرة، وانتزعوا رداءه، فقال: «أيها الناس! ردوا عليَّ ردائي، فوالذي نفسي بيده! لو كان عندي شجر تهامة نعماً لقسمته عليكم، ثم ما ألفيتموني بخيلاً ولا جباناً ولا كذاباً».
ثم قام إلى جنب بعيره فأخذ من سنامه وبرة، فجعلها بين أصبعيه ثم رفعها، فقال: «يا أيها الناس! والله ما لي من فيئكم ولا هذه الوبرة إلا الخمس، والخمس مردود عليكم»(1).
__________
(1) سنن البيهقي (6/336)، سنن سعيد بن منصور (2/322)، قال الألباني في فقه السيرة (ص:405): «صحيح».(1/50)
وذلك منه × تصديق لربه الذي أدبه فأحسن تأديبه؛ فإنه قد روى عن ربه Q أنه أمره بالنفقة ووعده بالجزاء؛ ففي صحيح مسلم عن همام بن منبه أخي وهب بن منبه قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة ا، عن رسول الله ×، فذكر أحاديث منها: وقال: قال رسول الله ×: «إن الله قال لي: أنفق أنفق عليك»(1).
وقد كان × موصوفاً بذلك، حتى قالت له أم المؤمنين خديجة ل عندما رجع إليها من حراء يرجف فؤاده وقال: «لقد خشيت على نفسي، فقالت له: كلا. والله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق»(2).
وعن أنس ا: «أن رجلاً سأل رسول الله × غنماً بين جبلين، فأعطاه إياه، فأتى قومه فقال: أي قوم! أسلموا، فوالله إن محمداً × ليعطي عطاءً ما يخاف الفقر».
وعن ابن شهاب قال: «غزا رسول الله × غزوة الفتح فتح مكة، ثم خرج رسول الله × بمن معه من المسلمين، فاقتتلوا بحنين، فنصر الله دينه والمسلمين، وأعطى رسول الله × يومئذٍ صفوان بن أمية مائة من النعم، ثم مائة، ثم مائة».
قال صفوان: «والله لقد أعطاني رسول الله × ما أعطاني وإنه لأبغض الناس إليّ، فما برح يعطيني حتى إنه أحب الناس إليّ»(3).
__________
(1) تقدم تخريجه.
(2) البخاري (1/4)(3)، مسلم (1/139)(160).
(3) مسلم (4/1806)(2313).(1/51)
بل كان النبي × لا يرد من سأله، ولا يسأل شيئاً فيمنعه، وهو موضع القدوة لنا، فعن سهل بن سعد ا قال: «جاءت امرأة إلى النبي × ببردة، فقال سهل للقوم: أتدرون ما البردة؟ فقال القوم: هي شملة، فقال سهل: هي شملة منسوجة فيها حاشيتها، فقالت: يا رسول الله! أكسوك هذه؟ فأخذها النبي × محتاجاً إليها، فلبسها، فرآها عليه رجل من الصحابة، فقال: يا رسول الله! ما أحسن هذه فاكسنيها، فقال: نعم، فلما قام النبي × لامه أصحابه فقالوا: ما أحسنت حين رأيت النبي × أخذها محتاجاً إليها، ثم سألته إياها، وقد عرفت أنه لا يسأل شيئاً فيمنعه، فقال: رجوت بركتها حين لبسها النبي ×، لعلي أكفن فيها»(1).
فانظر كيف يصف الصحابة ي النبي ×، ويخبرون عنه إخبار من يعرفه بالمجالسة وطول الصحبة: أنه لا يرد من سأله، وهذا منه مبالغة في الامتثال، فقد نهاه الله عن أن ينهر السائل إذ قال: * - } تم بحمد الله - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - (( - - - - - - - - - - ( ( - { - ( { - - (((( & [الضحى:10] وكأنه × كان يرى رد السائل من الانتهار، فكان لا يرد من سأله، وهو إذ كان هذا حاله، فإنه موقن بأن الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة، ولذا لم يكن يبالي بها، ولا يشاح عليها، ولا يبخل بها، ولا يحرص على جمعها؛ لأنه كان ينظر إلى ما أعده الله له في الجنة، فكان يجود بالدنيا ويبيت طاوياً، ويفرق الأموال ويبقى –الشهر والشهران- ما يوقد في أبياته نار، وإنما كان طعامه الأسودان: التمر والماء، وما يهدى له من اللبن من الأنصار، وخيَّره الله بين أن يكون عبداً رسولاً أو ملكاً رسولاً، فاختار أن يكون عبداً رسولاً، وعرض عليه أن يجعل له بطحاء مكة ذهباً، فأبى وقال: بل أجوع يوماً وأشبع أياماً، «اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً»(2).
وشد من سغب أحشاءه وطوى
تحت الحجارة كشحاً مترف الأدم
__________
(1) البخاري (5/2245)(5689).
(2) مسلم (2/730)(1055).(1/52)
وراودته الجبال الشم من ذهب
عن نفسه فأراها أيما شمم
أكرم بخلق نبي زانه خلق
بالحسن مشتمل بالبشر متسم
كالزهر في ترف والبدر في شرف
والبحر في كرم والدهر في همم(1)
ووصفه ابن عباس ب بأنه: «كان رسول الله ^ أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله ^ أجود بالخير من الريح المرسلة»(2)، وعلاقة الجود بمدارسة القرآن تتضح من قول عائشة ل تصفه ^: «كان خلقه القرآن»(3)؛ فحين يدارس القرآن يطبقه غضاً طرياً، حال كونه قريب عهد به، وبلقاء أمين الوحي وروح القدس جبريل ×، ولهذا ذكر الإمام النووي / من فوائد هذا الحديث أن مجالسة الصالحين تنفع المرء في هذا الجانب.
والشح بالمال، والإمساك عن الصدقة، إنما تنشأ في المرء من حب الدنيا، وقلة اليقين بما عند الله، وقد عصم الله رسوله × من حب الدنيا، فلذا كان أجود الناس وأسخاهم، حتى إنه كان يعطي المال يتألف به القلوب ليرغبها في الدين، ويحدوها به لتلحق بركب المؤمنين، كما مر في حديث صفوان، وقال في حديث آخر: «إني لأعطي الرجل وغيره أحبُّ إليَّ منه، خشية أن يكب في النار على وجهه»(4)، وهذا من كمال رحمته بأمته ^، فنعم المال الصالح في يد العبد الصالح! يسخِّره في سبيل الله.
ولما كان النبي × هو المربي الكامل، كان هذا حاله في الإنفاق، وكان هذا هو موقفه من المال، وهو القائل ^: «ما يكن عندي من خير فلن أدخره عنكم... »(5) الحديث.
__________
(1) قصيدة نهج البردة للبوصيري.
(2) البخاري (1/6)(6).
(3) مسند أحمد بن حنبل (6/91، 163، 216)، قال الألباني في صحيح الجامع الصغير حديث رقم (4811): «صحيح».
(4) البخاري (1/18)(27)، مسلم (1/132)(150).
(5) البخاري (2/534)(1400)، مسلم (2/729)(1053).(1/53)
ولا يضره ألا يبقى معه المال، كما يتصور كثير من الناس اليوم؛ أن المال لا بد أن يبقى في أيديهم وفيراً، ليكونوا في عداد الأغنياء؛ فيبخلون به من أجل ذلك، قال رسول الله ×: «ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس»(1).
* ... * ... *
* ... *
*
الباب الخامس
في أحوال الصحابة في الإنفاق
والصدقة في سبيل الله
كان الصحابة ي أسخى الناس بالمال، وأطيبهم نفساً، ولا غرو؛ فهم تلاميذ أكرم الخلق رسول الله ^، ولا نطيل عليك أخي القارئ بوصفهم فإن أخبارهم تغنيك، وفي سيرتهم ما يكفيك:
قال أبو السوار العدوي /: «كان رجال من بني عدي يصلون في هذا المسجد، ما أفطر أحد منهم قط على طعام وحده؛ إن وجد من يأكل معه أكل، وإلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس، وأكل الناس معه»(2).
وعن الحسن / قال: «كان ابن عمر لا يأكل طعاماً إلا ويقيم معه على مائدته يتيم»(3).
وأئمة هؤلاء الصحابة الكرام ومقدميهم في الإنفاق الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم أجمعين، فها هو ابن الدغنة يصف أبا بكر الصديق ا بما وصفت به أم المؤمنين خديجة ل رسول الله ^، تقول أم المؤمنين عائشة ل: «لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله ^ طرفي النهار بكرة وعشية، فلما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر مهاجراً قبل الحبشة، حتى إذا بلغ برك الغماد لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارة فقال: أين تريد يا أبا بكر؟ فقال أبو بكر: أخرجني قومي، فأنا أريد أن أسيح في الأرض فأعبد ربي. قال ابن الدغنة: إن مثلك لا يخرج ولا يخرج؛ فإنك تكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق... »(4) الحديث.
__________
(1) البخاري (5/2368)(6081)، مسلم (2/726)(1051).
(2) رواه البرجلاني في كتاب الكرم والجود، برقم (55).
(3) المصدر السابق رقم (56).
(4) البخاري (2/803)(2175).(1/54)
وروى هشام بن عروة عن أبيه قال: «أسلم أبو بكر وله أربعون ألفا أنفقها كلها على رسول الله ^ في سبيل الله»(1).
وعن أبي هريرة ا قال: قال رسول الله ^: «ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافيناه، ما خلا أبا بكر؛ فإن له عندنا يدا يكافيه الله بها يوم القيامة، وما نفعني مال أحد قط ما نفعني مال أبي بكر، ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ألا وإن صاحبكم خليل الله»(2).
وعن عمر بن الخطاب ا قال: «أمرنا رسول الله ^ أن نتصدق، فوافق ذلك عندي مالاً فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوماً. قال: فجئت بنصف مالي. فقال رسول الله ^: ما أبقيت لأهلك؟ قلت: مثله. وأتى أبو بكر بكل ما عنده فقال: يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله. قلت: والله لا أسبقه إلى شيء أبداً»(3).
وعن أبي هريرة ا قال: قال رسول الله ×: «من أصبح منكم اليوم صائماً؟ قال أبو بكر ا: أنا، قال: فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر: أنا، قال: فمن أطعم منكم اليوم مسكيناً؟ قال أبو بكر ا: أنا، قال: فمن عاد منكم اليوم مريضاً، قال أبو بكر: أنا. قال رسول الله ×: ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة»(4).
__________
(1) الإصابة في تمييز الصحابة (4/171).
(2) الترمذي (5/609)(3661)، قال الترمذي: «حسن غريب». وقال الألباني: «صحيح».
(3) أبو داود (2/129)(1678)، الترمذي (5/614)(3675)، قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح». وقال الألباني: «حسن».
(4) مسلم (2/713)(1028).(1/55)
فهذا سيدنا أبو بكر ا أفضل هذه الأمة بعد نبيها ^، كان ينفق أمواله لله ولرسوله ولا يبالي ما بقي له في بيته، وكان يعتق الأسارى والعبيد المستضعفين في مكة، فيشتريهم ويعتقهم، ومنهم بلال بن رباح ا، قال عمر ا: «أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا»(1)، وأنفق ماله لنبي الله في الهجرة، فجهز رواحلها ومئونتها، ولما وصل المدينة بذل ماله في كل وجه، ثم مات وهو خليفة المسلمين ولم يخلف شيئاً.
أما الفاروق عمر بن الخطاب ا ففي الصحيحين أنه قال ا: «يا رسول الله، إني أصبت مالاً بخيبر لم أصب مالاً قط أنفس عندي منه، فما تأمرني به؟ قال رسول الله ×: إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها»(2).
فحبسها ا، وتصدق بثمرتها. وقد مر أنه أتى بنصف ماله إلى رسول الله ^.
أما ذو النورين عثمان بن عفان ا فقد جاء في الحديث الصحيح أنه ا لما حوصر ببيته في الفتنة أشرف عليهم فقال: «أنشدكم بالله والإسلام هل تعلمون أن رسول الله ^ قدم المدينة وليس بها ماء يستعذب غير بئر رومة فقال: من يشتري بئر رومة فيجعل دلوه مع دلاء المسلمين بخير له منها في الجنة. فاشتريتها من صلب مالي، فأنتم اليوم تمنعوني أن أشرب حتى أشرب من ماء البحر؟ قالوا: اللهم نعم.
قال: أنشدكم بالله والإسلام هل تعلمون أن المسجد ضاق بأهله فقال رسول الله ^: من يشتري بقعة آل فلان فيزيدها في المسجد بخير منها في الجنة. فاشتريتها من صلب مالي فأنتم اليوم تمنعوني أن أصلي فيها ركعتين؟ قالوا: اللهم نعم.
قال: أنشدكم بالله والإسلام هل تعلمون أني جهزت جيش العسرة من مالي؟ قالوا: اللهم نعم... »(3) الحديث.
__________
(1) البخاري (3/1371)(3544).
(2) البخاري (2/982)(2586)، مسلم (3/1255)(1632).
(3) الترمذي (5/625) (3699)، النسائي (6/46) (3182)، قال الترمذي: «هذا حديث حسن، وقد روي من غير وجه عن عثمان». وقال الألباني: «حسن».(1/56)
وأما سيدنا علي بن أبي طالب ا، فقد بلغ في الجود والإنفاق أمراً عجيباً، ومما يذكر عنه ا، ما جاء في الحديث أنه كان ذات يوم جائعاً، فأتت امرأة تسأله أن يعمل لها في حائطها، ينزع لها ماء من البئر، كل ذنوب بتمرة، فنزع لها حتى مجلت يده، ثم أخذ أجره من التمر وقد اشتد جوعه، ولكن لم يستعجل أكلها ليطفئ لهيب الجوع الذي يصلي أضلعه، ولم تطب نفسه إلا بأن يذهب بها إلى رسول الله ^، يدفعه حداء الحب بين جوانحه، فغلب داعي الحب عنده داعي الجوع، وآثر حبيبه ^ على نفسه؛ لأنهم كانوا كما قال الله: * (( - - - عليه السلام - - - قرآن كريم ( - ( المحتويات ( - - عليه السلام - - ( - - رضي الله عنه - - & [الفتح:29].
وكان علي ا ذات مرة ماراً بالسوق، ومعه غلامه قنبر، فوقف أمام بائع ثياب، وقال له: أعندك ثوبان بخمسة دراهم؟ فقال البائع: نعم، وقدم إليه ثوبين: ثوب بثلاثة وثوب بدرهمين، فأعطى علي ا غلامه الثوب الأول، واحتفظ لنفسه بالثوب ذي الدرهمين، فقال له غلامه: يا أمير المؤمنين! خذ هذا أنت؛ فأنت تعلو المنبر، وتخطب الناس.
فقال علي ا: أنا أعلو المنبر وأخطب الناس وأنا علي، أما أنت فشابٌ، ولك بهجة الشباب، وأنا أستحيي من ربي أن أتفضل عليك؛ فإني سمعت رسول الله ^ يقول: «أطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم مما تلبسون»(1).
__________
(1) الحديث في مسلم (3/1282)(1661).(1/57)
وعن أنس بن مالك ا قال: «كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالاً، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان النبي × يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب، قال أنس: فلما نزلت: * صدق الله العظيم - - } - قرآن كريم ( - - - - جل جلاله - - - { - ( - ( - - - - (( - - رضي الله عنهم - مقدمة } - قرآن كريم ( { (( - ( - - - - ( تم بحمد الله - - قرآن كريم - تمهيد (- رضي الله عنه -( تم بحمد الله & [آل عمران:92]، قال أبو طلحة: يا رسول الله إن الله يقول: * صدق الله العظيم - - } - قرآن كريم ( - - - - جل جلاله - - - { - ( - ( - - - - (( - - رضي الله عنهم - مقدمة } - قرآن كريم ( { (( - ( - - - - ( تم بحمد الله - - قرآن كريم - تمهيد (- رضي الله عنه -( تم بحمد الله & وإن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله تعالى، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله، فقال النبي ×: بخ بخ! ذاك مال رابح، ذاك مال رابح، وقد سمعت، وأنا أرى أن تجعلها في الأقربين، فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله، فقسَّمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه»(1).
وقال عبد الله بن عمر ب: «حضرتني هذه الآية: * صدق الله العظيم - - } - قرآن كريم ( - - - - جل جلاله - - - { - ( - ( - - - - (( - - رضي الله عنهم - مقدمة } - قرآن كريم ( { (( - ( - - - - ( تم بحمد الله - - قرآن كريم - تمهيد (- رضي الله عنه -( تم بحمد الله & فذكرت ما أعطاني الله، فلم أجد شيئاً أحب إليّ من جارية لي رومية، فقلت: هي حرة لوجه الله، فلو أني أعود في شيءٍ جعلته لله لنكحتها.
-يعني: تزوجتها-»(2).
أفرأيت –أيها القارئ الكريم- كيف بادروا إلى العمل بالآية، فأنفقوا أنفس ما يملكون، وأغلى ما يحبون!
أحوال الصحابة في التصدق باليسير والكثير:
__________
(1) البخاري (2/530)(1392) وغيره.
(2) المستدرك (3/647).(1/58)
عن ابن مسعود ا قال: «لما نزلت آية الصدقة كنا نحامل على ظهورنا. قال: فتصدق أبو عقيل بنصف صاع، وجاء رجل بشيء كثير فقال المنافقون: إن الله لغني عن صدقة هذا، وما فعل هذا الآخر إلا رياء؛ فنزلت: * - ((( - { - - - - - - صلى الله عليه وسلم -( - ( - ( - - رضي الله عنه - - - ((((( - قرآن كريم { (( - ( - - - - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - رضي الله عنه -((( - ( تم بحمد الله ( - ( - ( - - - - (( ( تمهيد ( - - - رضي الله عنهم - - - ( - - - - ((( - { - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - ( - - - - صدق الله العظيم ( { ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - - رضي الله عنهم - - ( - ( - - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنهم - - ( - - رضي الله عنه - - - ( ( المحتويات ( - ( { ( تم بحمد الله - - رضي الله عنه - - ( - - رضي الله عنهم - - ( - - - ( المحتويات ( - ( { ( تم بحمد الله ( المحتويات ( - مقدمة - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - - - - رضي الله عنه -( ( - (( - - صلى الله عليه وسلم - - & [التوبة:79]»(1).
__________
(1) مسلم (2/706)(1018).(1/59)
وعن أبي السليل قال: وقف علينا رجل في مجلسنا بالبقيع فقال: حدثني أبي أو عمي أنه رأى رسول الله × بالبقيع وهو يقول: «من يتصدق بصدقة أشهد له بها يوم القيامة، قال: فحللت من عمامتي لوثاً أو لوثين، وأنا أريد أتصدَّق بهما، فأدركني ما يدرك ابن آدم، فعقدت على عمامتي، فجاء رجل لم أر بالبقيع رجلاً أشد منه سواداً، ولا أصغر منه ولا أذم؛ ببعير ساقه لم أر بالبقيع ناقة أحسن منها. فقال: يا رسول الله! أصدقة؟! قال: نعم، قال: دونك هذه الناقة، قال: فلمزه رجل فقال: هذا يتصدق بهذه؟ فوالله لهي خير منه! قال: فسمعها رسول الله × فقال: كذبت بل هو خير منك ومنها «ثلاث مرات» ثم قال: ويل لأصحاب المئين من الإبل «ثلاثاً» قالوا: إلا من يا رسول الله؟ قال: إلا من قال بالمال هكذا وهكذا، وجمع بين كفيه عن يمينه وعن شماله ثم قال: قد أفلح المزهد المجهد «ثلاثاً» المزهد في العيش المجهد في العبادة»(1).
وعن ابن عباس ب في هذه الآية قال: «جاء عبد الرحمن بن عوف بأربعين أوقية من ذهب إلى رسول الله ×، وجاءه رجل من الأنصار بصاع من طعام، فقال بعض المنافقين: والله ما جاء عبد الرحمن بما جاء به إلا رياء، وقالوا: إن الله ورسوله لغنيان عن هذا الصاع».
__________
(1) مسند أحمد (5/34)، قال شعيب الأرنؤوط : «إسناده ضعيف؛ لجهالة الراوي عنه أبو السليل».(1/60)
وعن ابن عباس ب أن رسول الله × خرج إلى الناس يوماً فنادى فيهم: «أن اجمعوا صدقاتكم، فجمع الناس صدقاتهم، ثم جاء رجل من آخرهم بصاع من تمر، فقال: يا رسول الله، هذا صاع من تمر، بت ليلتي أجر بالجرير الماء حتى نلت صاعين من تمر، فأمسكت أحدهما وأتيتك بالآخر، فأمره رسول الله × أن ينثره في الصدقات، فسَخِر منه رجال، وقالوا: إن الله ورسوله لغنيان عن هذا، وما يصنعون بصاعك من شيء؟ ثم إن عبد الرحمن بن عوف قال لرسول الله ×: هل بقي أحد من أهل الصدقات؟ فقال له رسول الله ×: لم يبق أحد غيرك، فقال له عبد الرحمن بن عوف ا: فإن عندي مائة أوقية من الذهب في الصدقات، فقال له عمر بن الخطاب ا: أمجنون أنت؟ قال: ليس بي جنون، قال: أفعلت ما فعلت؟ قال: نعم. مالي ثمانية آلاف، أما أربعة آلاف فأقرضها ربي، وأما أربعة آلاف فلي، فقال له رسول الله ×: بارك الله لك فيما أمسكت وفيما أعطيت».
وعن أبي موسى ا قال: قال رسول الله ×: «إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو، أو قلَّ طعام عيالهم بالمدينة، جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية، فهم مني وأنا منهم»(1).
قال النووي /: (معنى أرملوا: فني طعامهم)(2).
وعن أبي هريرة ا قال: «ما احتذى النّعال، ولا ركب المطايا بعد رسول الله × أفضل من جعفر بن أبي طالب»(3)، يعني في الجود والكرم.
وعن أبي هريرة ا قال: «كنا مع جعفر بن أبي طالب ت أبا المساكين فكنا إذا أتيناه قربنا إليه ما حضر فأتيناه يوما فلم يجد عنده شيئا فأخرج جرة من عسل فكسرها فجعلنا نلعق منها»(4).
__________
(1) البخاري (2/880)(2354)، مسلم (4/1944)(2500).
(2) شرح مسلم (16/62).
(3) الترمذي (5/654)(3764)، مسند أحمد (2/413)، قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح غريب». وقال الألباني: «صحيح الإسناد موقوفاً».
(4) الترمذي (5/655)(3767)، قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب». وقال الألباني: «حسن الإسناد».(1/61)
قيل للحسن بن علي ب: «من الجواد؟ قال: الذي لو كانت الدنيا له فأنفقها، لرأى على نفسه بعد ذلك حقوقاً»(1).
وكان ا يعطي الرجل الواحد مائة ألف(2).
وحدث الحر بن كثير الكندي عن أبيه قال:
«خرجت مع الحسين بن علي ب من المسجد أشيعه، حتى انتهينا إلى بني تميم، وكان متزوجاً فيهم، فلما انتهينا إلى بابه وقف، قال: ادخل أيها الرجل!
فقلت: بارك الله لك يا ابن رسول الله في منزلك وطعامك، قال: عليَّ ألاّ ندخرك ولا نكلف لك، قال: فدخلت، فدعا لي بطعام، فأُتيت به، فأصبت منه، ودعا بطيب فأصبت منه، ثم رفع مصلاه، فأخرج من تحته كيساً فيه دراهم، فدفعه إليَّ، فقال: استنفق هذه، قال: فخرجت فعددتها؛ فإذا هي خمسمائة درهم!»(3).
فلله دره ما أكرمه! رضي الله عنه وعن أبيه وأمه؛ ما كان أكرم أهل هذا البيت النبوي وأشرف أنفسهم، ومنهم أيضاً أم المؤمنين عائشة ل:
فقد روي أن مسكيناً سألها وهي صائمة، وليس في بيتها إلا رغيف، فقالت لمولاة لها: «أعطيه إياه، فقالت: ليس لك ما تفطرين عليه؟ قالت: أعطيه إياه، قالت: ففعلت. قالت: فلما أمسينا أهدى لنا أهل بيت أو إنسانٌ ما كان يهدي لنا: شاة وكفنها، فدعتني عائشة فقالت: كلي من هذا، فهذا خير من قرصك!».
وقد ورد أن عائشة ا قسَّمت في يوم مائة وثمانين ألفاً بين الناس، فلما أمست قالت: «يا جارية عليَّ فطوري! فجاءتها بخبز وزيت، فقالت لها الجارية: أما استطعت فيما قسمت اليوم أن تشتري لنا بدرهم لحماً نفطر عليه؟! فقالت عائشة: لو ذكَّرتيني لفعلت!»(4).
وعن ابن عمر ب قال: «أهدي لرجل من أصحاب رسول الله × رأس شاة فقال: إن أخي فلاناً وعياله أجوع إلى هذا منا، فبعث به إليهم، فلم يزل يبعث به واحدٌ إلى آخر حتى تداولها أهل سبعة أبيات، حتى رجعت إلى الأول، فنزلت:
__________
(1) لباب الأدب (ص:109).
(2) سير أعلام النبلاء (3/253).
(3) البرجلاني في كتاب الكرم والجود، رقم (49).
(4) مختصر منهاج القاصدين (ص:220).(1/62)
* - - - صلى الله عليه وسلم -( - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - فهرس - - رضي الله عنه -( ( المحتويات ( - ( } (( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - ( قرآن كريم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - تمت - - - ( المحتويات ( - ( - ( { - ( - - (- رضي الله عنهم - - & [الحشر:9]».
وعن مالك الدَّارِ: «أن عمر بن الخطاب ا أخذ أربعمائة دينار، فجعلها في صرّة، ثم قال للغلام: اذهب بها إلى أبي عبيدة بن الجراح، ثم تلَكَّأْ ساعة في البيت حتى تنظر ماذا يصنع بها. فذهب بها الغلام إليه فقال: يقول لك أمير المؤمنين: اجعل هذه في بعض حاجتك، فقال: وصلَه الله ورحمه، ثم قال: تعالي يا جارية، اذهبي بهذه السبعة إلى فلان، وبهذه الخمسة إلى فلان، حتى أنفذها. فرجع الغلام إلى عمر، فأخبره فوجده قد أعد مثلها لمعاذ بن جبل. وقال: اذهب بهذا إلى معاذ بن جبل، وتلَكَّأْ في البيت ساعة حتى تنظر ماذا يصنع، فذهب بها إليه فقال: يقول لك أمير المؤمنين: اجعل هذه في بعض حاجتك، فقال: رحمه الله ووصله، وقال: يا جارية، اذهبي إلى بيت فلان بكذا وبيت فلان بكذا، فاطَّلعت امرأة معاذ فقالت: ونحن والله مساكين فأعطنا. ولم يبق في الخِرقة إلا ديناران فَدَحَا بهما إليها، فرجع الغلام إلى عمر فأخبره، فسر بذلك عمر وقال: إنهم إخوة بعضهم من بعض!»(1).
وجاء أعرابي إلى أبي طلحة ا، فسأله مالاً وتعرف إليه برحم. فقال أبو طلحة ا: «إن هذه الرحم ما سألني بها أحد قبلك، فأعطاه ثلاثمائة ألف درهم».
وفي يوم من الأيام في سنة قحط يدوي صوت النذير والبشير أن قافلة قد حلت في عاصمة الإسلام في مدينة الرسول ×.
قافلة ماذا؟
قافلة تحمل الخير والحياة والنماء، قوامها سبعمائة جمل، محملة بالحبوب والزبيب والتمور والثياب.
لمن القافلة يا ترى؟
__________
(1) المعجم الكبير (2/33)، حلية الأولياء (1/237).(1/63)
إنها لعبد الرحمن بن عوف ا، فيأتي تجار المدينة ويجتمعون لشراء القافلة، ويقولون لعبد الرحمن ا: تبيعنا هذه الأرزاق وهذا الطعام، وهذه الثياب والإبل؟ قال: نعم.
قالوا: نعطيك في الدرهم درهماً «يعني مضاعفة الثمن».
قال عبد الرحمن ا: وجدت من زادني على ما أعطيتموني.
قالوا: نعطيك في الدرهم درهمين، قال: وجدت من زادني!!
قالوا: نعطيك في الدرهم ثلاثة دراهم، قال: وجدت من زادني على هذه.
قالوا: نحن تجار المدينة وما زادك أحد!!
قال ا: لا والذي نفسي بيده، لقد زادني الله من فوق سبع سماوات فقال: * ( - - الله } تم بحمد الله - رضي الله عنه -((( - { - - - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( { (( - ( - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - - - (- عليه السلام - قرآن كريم ( تم بحمد الله - صلى الله عليه وسلم - - - (( ( - - ( تمهيد - رضي الله عنهم - - ( - - - ( - - - - رضي الله عنهم - - - - - { ( تمهيد - رضي الله عنهم - مقدمة ( تمهيد - رضي الله عنه - - - عليه السلام - - - الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنهم -(( - - رضي الله عنهم - - - - ( - - - عليه السلام - - - رضي الله عنهم - - - (( (- صلى الله عليه وسلم - - ( - - - - - ( - - - جل جلاله -( - ( { - - } - ( } تم بحمد الله - { ( تمهيد - رضي الله عنهم - مقدمة - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ((( - (( - صدق الله العظيم - رضي الله عنهم - - ( - (( - - - رضي الله عنه -( - - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ((( - (- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( بسم الله الرحمن الرحيم - ( - - رضي الله عنه -( ((((( & [البقرة:261]، فقد زادني سبحانه فوق سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة.
أشهدكم وأشهد الله وملائكته أنها في سبيل الله، لا يدخل عليَّ منها درهم ولا دينار.
فتفرق الناس وأقبل الفقراء والمساكين يقتسمون القافلة.(1/64)
فانظر أخي كيف اشتروا الجنة، وانظر كيف كان الأصحاب ي ينفقون غير مترددين، ويبذلون القليل والكثير تقرباً إلى الله وطلباً لمرضاته، ومبادرة إلى نشر دين الله، ودعوة رسول الله ^، فهذه الحقائق ينبغي للمسلم أن يضعها بين عينيه وأن يتذكرها عندما يريد الإنفاق، لعله أن يتخلص مما في نفسه من الشح، فإنه ما نقص مال من صدقة، وليس للمرء من ماله إلا ما تصدق فأبقى أجره للآخرة، وكلما كان الباب المنفق فيه أهم، كلما كان الأجر أعظم والجزاء أفضل، والله تعالى لا يظلم مثقال ذرة، وإن تك حسنة يضاعفها، ويؤت من لدنه أجراً عظيماً، وانظر في مواقف أخرى للصحابة الكرام، ثم اعتبر بذلك، وتفكر في سر تفضيلهم على غيرهم ممن يأتي بعدهم وإن أنفق أكثر منهم.
* ... * ... *
* ... *
*
الباب السادس
في أحوال التابعين ومن بعدهم في الإنفاق
عن منذر أن الرَّبيع بن خثيم كان إذا أخذ عطاءه فرَّقه، وتَرَك قَدْر ما يكفيه(1).
وروى نسير بن ذعلوق عن الربيع بن خثيم أنه وقف سائلٌ على بابه فقال: «أطعموه سُكّراً؛ فإن الربيع يحب السُّكّر»(2).
وحكي عن أبي الحسن الأنطاكي: «أنه اجتمع عنده نيِّفٌ وثلاثون رجلاً بقرية من قرى الرِّيِّ، ومعهم أرغِفة معدودة لا تُشبِع جميعهم، فكسروا الرُّغفان، وأطفئوا السِّراج، وجلسوا للطعام، فلما رُفع، فإذا الطعام بحاله لم يأكل منه أحدٌ شيئاً، إيثاراً لصاحبه على نفسه»(3).
__________
(1) السير (4/258-262).
(2) التبصرة لابن الجوزي (2/255).
(3) تفسير القرطبي (18/19).(1/65)
وعن حذيفة العدوي، قال: «انطلقت يوم اليرموك أطلب ابن عمٍّ لي ومعي شيء من ماء، وأنا أقول: إن كان به رمق سقيتُه ومسحت به وجهَه؛ إذا أنا به، فقلت: أسقيك؟ فأشار إليّ أن نعم، فإذا رجلٌ يقول: آه. فأشار ابن عمي إليَّ أن انطلق به إليه، فجئته فإذا هو هشام بن العاص، فقلت: أسقيك؟ فسمع به آخر فقال: آه، فأشار هشام: انطلق به إليه، فجئته فإذا هو قد مات. فرجعت إلى هشام فإذا هو قد مات، فرجعت إلى ابن عمي فإذا هو قد مات. رحمة الله عليهم أجمعين»(1).
وعن عبد الله بن الوسيم الجمال قال: «أتينا عمران بن موسى بن طلحة بن عبيد الله نسأله في دينٍ على رجل من أصحابنا، فأمر بالموائد فنُصِبت، ثم قال: لا. حتَّى تُصيبوا من طعامنا، فيجبُ علينا حقُّكم وذِمامِكُم. قال: فأَصبْنا من طعامه، فأمر لنا بعشرة آلاف درهمٍ في قضاء دينه، وخمسة آلاف درهم نفقةً لعياله».
وعن الصَّلتِ بن بسطام قال: «كان حمادُ بن أبي سليمان يُفَطِّر كل ليلة في شهر رمضان مائة إنسان، فإذا كان ليلة الفطر كساهم ثوباً ثوباً، وأعطاهم مائة مائة».
وعن عمرو بن قيس، قال: «حجَّ خَيْثَمَةُ مع نفرٍ من أصحابه، فلمَّا كانت ليلة جَمْعٍ سَمِعَ رجلاً: يُحدِّثُ رجلاً أن رجلاً من جُعْفِي ذهبتْ نفقتُه وضلَّت راحِلتُه، فأتاه خَيْثَمةُ فقال له: هل عرفت رحْل هذا الرجل، الذي أُصيب وأين نزل منا؟ قال: نعم، موضع كذا وكذا، فأخبره بموضعه، فلمّا كان بعد الظهر من يوم النحر أتى الموضع، فسأل عن الرجل، فإذا هو برجلٍ لا يعرفه، فسأل عمّا أُصيب فأخبرَه، فدفع إليه صُرةً كانت فيها ثلاثون ديناراً وأثواباً كانت معه، فقال: تجهَّزْ بها إلى أهلك».
وعن الأعمش قال: «كُنّا نأتي خَيْثَمة فيقول: تَنَاوَل السَّلة من تحت السَّرير، فأناوِلُها وفيها خَبِيصٌ فيقول: إنِّي لستُ آكُلُهُ، ولكن أصنَعُهُ لكم».
__________
(1) إحياء علوم الدين للغزالي (3/258)، وتفسير ابن كثير (4/338).(1/66)
قال الأعمش: «ورأيت على إبراهيم(1) ثياباً بيضاء، فقال: كسانيها خيْثَمةُ»(2).
وعن زهير أبي خَيْثَمَة قال: «استقرض أبي من الحسن بن الحُرِّ ألفَ درهمٍ فلمَّا جاء يرُدّها عليه، قال له الحسن بن حُرٍّ: اذهب فاشتر بها لزُهيرٍ سُكَّراً»(3).
وعن أصبغ بن زيد: «كان أويس إذا أمسى تصدّق بما في بيته من الفضل من الطعام والشراب، ثم قال: اللهم من مات جوعاً فلا تؤاخذني به، ومن مات عُرياً فلا تُؤاخذني به»(4).
وقال أبو ثور: «قلَّ ما كان يُمسك الشافعي الشيء من سماحته».
قال الحميدي: «قدم الشافعي صنعاء، فضُربت له خيمة، ومعه عشرة آلاف دينار، فجاء قوم فسألوه، فما قُلعت الخيمة ومعه منها شيء»(5).
وقال قتيبة: «كان الليث يستغلُّ عشرين ألف دينار في كل سنة، وقال: ما وجبت عليّ زكاة قط».
وأعطى الليث ابن لهيعة ألف دينار، وأعطى مالكاً ألف دينار، وأعطى منصور بن عمار ألف دينار، وجارية تساوي ثلاثمائة دينار.
وقال شعيب بن الليث: «خرجتُ حاجّاً مع أبي، فقدم المدينة، فبعث إليه مالك بن أنس بطبق رطبٍ، قال: فجعل على الطبق ألف دينار، وردّه إليه».
__________
(1) إبراهيم بن يزيد النخعي.
(2) خيثمة هو ابن عبد الرحمن الجعفي الكوفي تابعي جليل.
رواه هناد بن السري في الزهد (ص:659)، وابن أبي الدنيا في الإخوان (ص:220، 225)، والطبراني في مكارم الأخلاق (ص:180) وأبو نعيم في الحلية (4/113-114).
(3) رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان (ص:169) عن البرجلاني.
* وقع في الأصل: زهير بن أبي خيثمة، وهو خطأ، والصواب ما أثبته؛ فهو زهير بن معاوية أبو خيثمة.
(4) حلية الأولياء (2/84).
(5) مناقب الشافعي للرازي (ص: 128).(1/67)
وقال عبد الله بن صالح: «صحبت الليث عشرين سنة، لا يتغدَّى ولا يتعشَّى إلا مع الناس، وكان له كل يوم أربعة مجالس، منها مجلس لحوائج الناس، لا يسأله أحد فيردّه، كبُرتْ حاجته أو صغُرت، وكان يُطعم الناس في الشتاء الهرائس بعسل النحل وسمن البقر، وفي الصيف سويق اللوز في السكر»(1).
وكان عامر بن عبد قيس يأخذ عطاءه فيجعله في طرف ردائه، فلا يلقاه أحد من المساكين يسأله إلا أعطاه، فإذا دخل على أهله، رمى بها إليهم فيعدُّونها، فيجدونها سواء كما أُعطيها(2). وقد قال ^: «ما نقص مال من صدقة»(3).
وقد كان السلف مستيقنين بما عند الله؛ راجين للآخرة، ينفقون لله ويبتغون العوض منه، ولا يخافون فقراً، ولا تزعجهم قلة ما باليد، قال سفيان بن عيينة /: «باع عبد الله بن عبد الله بن عتبة أرضاً له بثمانين ألفاً، فقيل له: لو اتخذت لولدك من هذا المال! فقال: أنا أجعل الله Q ذخراً لولدي من بعدي، وأجعل هذا المال ذُخراً لي عند الله، وقسَّم المال على الفقراء»(4).
ولما كانوا يتعاملون مع الله باليقين والإخلاص، أكرمهم الله تعالى بكرامات عجيبة، وحقق لهم ما وعدهم، ومن حذا حذوهم وجد ذلك حقاً وباشره بحواسه صدقاً.
__________
(1) وفيات الأعيان (4/131).
(2) الزهد للإمام أحمد بن حنبل (ص:224).
(3) سنن الترمذي (4/562)(2325)، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح»، وقال الألباني: «صحيح».
(4) المجالسة وجواهر العلم (ص:491).(1/68)
وهذا الإمام التابعي الجليل عبد الله بن المبارك / الذي كان يجاهد في سبيل الله عاماً، ويحج عاماً، كان له مال كثير، يأخذ أرباحه فينفقها على طلبة العلم، حتى جعل الناس يقولون: «يا ابن المبارك! تترك الفقراء والمساكين وتنفق مالك على طلبة العلم، فقال: نعم. إنما أجرهم أعظم عند الله، هؤلاء يحفظون سنة رسول الله ^ ويحفظون الدين للأمة، أما الفقير فهو معلوم فيعطيه كل إنسان، أما هؤلاء فهم لا يعلمهم أحد، تراهم كأنهم أغنياء، وهم فقراء مقطوعون».
وفي إحدى رحلاته للحج -وكان قد أدى فريضة الحج وذهب ليتنفل- مر بقرية وماتت عنده دجاجة فألقاها على المزبلة، وإذا به يرى بنتاً صغيرة تلتقط الدجاجة وتفر بها، فلحقها فقال لها: «أتأكلين الميتة؟ قالت: نعم. أحلت لنا الميتة منذ شهر، قتل أبي وليس في هذا الكوخ إلا أنا وأخي الصغير، وليس لنا عائل وأنا أجلس عند المزبلة كلما ألقي فيها شيء أخذته وأكلته أنا وأخي، فبكى ابن المبارك وقال لوكيله: اقتطع من مالنا ما يعيدنا إلى بلدنا واجعل نفقة الحج لهذه اليتيمة، فلعل الله كتب لنا أجر الحج وأجر اليتيمة في عامنا هذا».
وكان إذا جاء رمضان ذهب إلى أحياء اليتامى والأرامل والمساكين ووضع بساطاً، ووضع عن يمينه كومة من تمر، وعن شماله كومة من دراهم، ثم ينادي: أيها الفقراء! أيها المساكين! كلوا من تمري هذا حتى تشبعوا، أفطروا عليه، وتسحروا منه، وسأشتري كل نواة بدرهم..
فإذا أكلوا وشبعوا جمعوا النوى بأيديهم ثم جاءوا إليه، فمن أكل مائة تمرة يعطيه مائة درهم، ومن أكل ألفاً يعطيه ألفاً، فيذهبون وقد شبعوا واستأنسوا، فإذا تولوا عنه وقد أكلوا التمر كله وأخذوا الدراهم كلها جلس متواضعاً على صخرة يبكي حتى تخضل لحيته لما يحس في قلبه من الرقة واللين بسبب هذه العبادة.
* ... * ... *
* ... *
*
الباب السابع
من أخبار المعاصرين في الإنفاق
... صاحب النياق في ظل صدقته:(1/69)
ذهب أحد القدماء قبل مائة عام تقريباً- وهو يروي ما حدث- يتفقد أغنامه وإبله فرأى إحداها يكاد الربيع أن يفجر الحليب من ثديها، كلما اقترب ابن الناقة من أمه درت وانهل الحليب منها من كثرة الخير، قال: فنظرت إلىها وتذكرت جاراً لي له بنيات سبع فقراء فقلت: والله لأتصدقن بهذه الناقة وولدها على جاري. وكانت أحب النياق إلى نفسي.
والله سبحانه يقول: * صدق الله العظيم - - } - قرآن كريم ( - - - - جل جلاله - - - { - ( - ( - - - - (( - - رضي الله عنهم - مقدمة } - قرآن كريم ( { (( - ( - - - - ( تم بحمد الله - - قرآن كريم - تمهيد (- رضي الله عنه -( تم بحمد الله & [آل عمران:92].
فأخذتها وابنها ودققت باب الجار وقلت: خذها هدية مني لك، يقول: فرأيت الفرح في وجهه لا يدري ماذا يقول فأخذها وأصبح يحلبها ويشرب منها ويطعم بنياته.
فلما انتهى الربيع وجاء الصيف بجفافه وقحطه تشققت الأرض، وبدأ البدو يرحلون يبحثون عن الماء والكلأ فشددنا الرحال نبحث عن الماء بين الدحول(1).
يقول: فدخلت في هذا الدحل لأحضر الماء حتى نشرب وأولاده الثلاثة خارج الدحل ينتظرون، فتاه تحت الأرض ولم يعرف الخروج، انتظر أولاده يومين وثلاثة فلم يخرج فقالوا: إنه قد مات لعل ثعباناً لدغه، أو إنه ضاع تحت الأرض وهلك وكانوا والعياذ بالله ينتظرون هلاكه طمعاً في الميراث فذهبوا إلى البيت وقسموا الميراث فقال أوسطهم: أتذكرون ناقة أبي التي أعطاها للجار؟ إن الجار لا يستحقها لنأخذها منه ونأخذ ابنها ونعطيه بدلاً منها بعيراً.
فذهبوا إلى المسكين وقرعوا عليه الباب وقالوا: هات الناقة، فقال: ولم؟ إن أباكم قد أهداني إياها وأنا آكل منها وأشرب، فقالوا: أعد الناقة خيراً لك وسنعطيك بدلاً منها هذا الجمل وإلا سحبنا الناقة عنوة ولن نعطيك شيئاً.
__________
(1) الدحول: حفر في الأرض متشعبة توصل إلى محابس مائية تحت الأرض.(1/70)
قال: أشتكيكم إلى أبيكم، قالوا: لقد مات، قال: كيف؟ لِمَ لم أدر؟ قالوا: دخل دحلاً في الصحراء ولم يخرج، فقال: اذهبوا بي إلى هذا الدحل، ثم خذوا الناقة وافعلوا ما شئتم ولا أريد جملكم.
فذهبوا به فلما رأى المكان الذي دخل فيه صاحبه الوفي ذهب وأحضر حبلاً وأشعل شعلة ثم ربطه خارج الدحل ونزل على قفاه حتى وصل إلى أماكن يحبو فيها وأماكن يزحف وأماكن يتدحرج ويشم رائحة الرطوبة تقترب ويسمع أنين الرجل عند الماء، فأخذ يزحف على الأرض ووقعت يده على الطين، ثم وقعت يده على الرجل فوضع يده على أنفاسه فإذا هو حي يتنفس بعد أسبوع، فقام وجره وربط عينيه حتى لا تنتبه بالضوء، وسحبه إلى خارج الدحل وأطعمه التمر وسقاه، وحمله على ظهره وجاء به إلى داره ودبت الحياة في الرجل من جديد، وأولاده لا يعلمون فقال: أخبرني بالله عليك أسبوعاً كاملاً وأنت تحت الأرض ولم تمت، قال: سأحدثك حديثاً عجباً، لما نزلت ضعت وتشعبت بي الطرق فقلت: آوي إلى الماء الذي وصلت إليه وأخذت أشرب منه ولكن الجوع لا يرحم، والماء لا يكفي، وبعد ثلاثة أيام وقد أخذ الجوع مني كل مأخذ وبينما أنا مستلق على قفاي وقد فوضت أمري وأسلمت نفسي إلى الله، فإذا بي أحس بدفء اللبن يتدفق على فمي فاعتدلت في جلستي وإذا بإناء في الظلام لا أراه يقترب من فمي فأشرب حتى أرتوي ثم يذهب، فأخذ يأتيني ثلاث مرات في اليوم ولكن منذ يومين انقطع ما أدري ما سبب انقطاعه، فقال له: لو تعلم سبب انقطاعه لتعجبت، ظن أولادك أنك مت، فجاءوا فسحبوا الناقة التي كان الله يسقيك منها، والمسلم في ظل صدقته.
الأفغاني والتجارة الرابحة:
هذه القصة يرويها الشيخ أحمد القطان فيقول:(1/71)
ذات مرة خطبت الجمعة بمسجد الدوحة بالكويت، وفي المساء بعد صلاة العشاء ذهبت إلى أخي في الله إمام المسجد وكان له عادة أن يستضيفني في مكتبة المسجد، وعندما دخلت المسجد لاحظت في إحدى زواياه رجلاً أفغانياً بملابس رثة بالية يبدو عليه آثار الفقر المدقع.
جلس حوله بعض الأفغان ووقف بجانبه آخرون وكانوا يحيطون به وكأن على رؤوسهم الطير ومن شكل اجتماعهم حوله يبدو أنه رجل مهم!
فأتيت الإمام وقلت له: من هذا؟ عرفني عليه.
فقال: يا شيخ هذا الرجل عملنا له الآن إذن دخول للكويت، ولكننا لا نجد من يكفله، أولاً نحن فقراء لا نستطيع، وهؤلاء جماعته لا أحد منهم يستطيع أن يدفع ستمائة أو سبعمائة دينار، فهم فقراء على قدر حالهم، الواحد منهم لا يملك إلا ديناراً أو دينارين.
فقلت: من هذا؟ قال: والله هذا يا شيخ من كبار المحسنين في أفغانستان، قلت: كيف؟ قال: هذا عنده مزارع تفاح ومزارع عنب، مساحتها مثل مساحة نصف الكويت، وعنده شوارع وأحياء يملكها كلها، ولكن أشهر عمل اشتهر به أنه لما كثرت أمواله وكثرت خيراته أصبح كثير الإنفاق على الناس، فعمل ديواناً كبيراً ووضع فيه مكتباً لحل مشاكل الناس، الذي عليه دية مثل ثلاث أو أربع عشائر متحاربين مع بعضهم البعض يصلح بينهم ويدفع أموال القتلى، وإذا علم أن هناك أرملة أو يتيماً أو مسكيناً ينفق عليهم، فيشتري لهم سكناً ويجعل لهم دواباً يحلبونها ويستفيدون منها مثل البقر والغنم وغيرها، ومن أول النهار إلى آخر الليل لا شغل له إلا الإصلاح بين الناس وحل المشاكل والإنفاق على المحتاجين، وتزيد أمواله وتكثر.(1/72)
ولما جاء الغزو الشيوعي على أفغانستان دخلوا مدينة هيرات وأخذوا كل شيء وما أبقوا شيئاً، أكلوا الأخضر واليابس وسلبوا الأموال ودمروا المساكن، واستطاع الرجل أن يهرب أهله وزوجته وأولاده وأولاد أولاده، اثنا عشر نفراً، بعضهم إلى الهند، وبعضهم إلى إيران، وبعضهم إلى باكستان، وتفرقت عائلته في كل مكان وذهب هو وابن له استطاع أن يدخل الكويت.
فقلت: أنا أكفله فقال الإمام: كيف؟ قلت: أكفله على أنه طباخ!
وفي اليوم الثاني أخذته معي بالسيارة إلى الجوازات، وأول ما دخلت ما سألني أحد ولا استفسر أحد واستقبلني أحد الضباط هناك: أهلاً وسهلاً كيف الحال؟ وكأنه يعرفنا.
فقلت في نفسي: يسرها الله من أولها، وفعلاً كفلته كطباخ وابنه ملحق به في الجواز، وركبنا السيارة وإذا فيها مائتان وأربعون ديناراً فقلت له: هذه مائتان وأربعون ديناراً قرضاً مني، وإذا ما تيسرت أحوالك ادفعها لمندوب المجاهدين تبرعاً.
اجتمع مع أصحابه الأفغان، ماذا يفعلون؟ اشتروا له وانيت يعمل عليه ويشتغل به، وكانت هذه السيارة قديمة جداً وما كادت تمر أربع ساعات على شراء السيارة حتى حصل له حادث تصادم مع حافلة ضخمة تهشمت على أثره السيارة، وهكذا الابتلاء، ولكن لا يأس من رحمة الله.
يقول الأفغاني: خرجت من الحادث سليماً، فالحمد لله السلامة غنيمة، فوضعت يدي في جيبي فإذا به مائة فلس فقط، ماذا أفعل؟ أركب بها مواصلات لكي أذهب إلى ابني الذي يسكن في المسجد أم أشتري بها طعاماً لي ولولدي؟! فتذكر الأفغاني أنني وكيل مدرسة، فقال: أذهب إليه وأسلم عليه وأستأنس به كي يبرد على قلبي وتهدأ نفسي من هول ما حصل لي.(1/73)
فجلس عندي ووالله ما اشتكى ولا قص علي قصة الحادث، ولكنه جلس يتكلم عن بلده وعن أحوال المجاهدين، وبينما نحن جلوس اتصل بي أحد الإخوة الأثرياء من الناس المحسنين بالهاتف وسأل عن حالي وأخباري فقلت له: إن عندي رجلاً من وجهاء أفغانستان رتبته أعتقد عالية ومن المحسنين وأعتقد أنه محتاج، هل أبعثه لك تتفاهم معه، فلديه خبرة في التجارة، يجلس معك تسأله ويسألك وتستفيد منه؟ فقال: مرحباً، وجاءه الأفغاني وجلس معه وخرج من عنده بقرض عشرة آلاف دينار كويتي من جلسة واحدة.
جاءني يحمل المال معه فسألته: ماذا حصل لك؟ قال: أقرضني عشرة آلاف دينار بعد أن جلست معه وتكلمت عن الكويت قديماً عندما جئتها من قبل، وأنها تغيرت وذكرت له بعض أسماء الناس الذي أعرفهم، فعرفهم فوثق بي فأعطاني.
فوضع ماله في جيبه وبدون أي تعقيد نزل السوق ومشى في شارع الورش وقطع الغيار فقرأ الأسماء -أسماء الدكاكين- فوقف عند أحدها وقال لصاحب المحل: عندي عشرة آلاف دينار تشاركني في بضاعة من قطع الغيار؟
طبعاً فرح صاحب المحل وقال: نعم أشاركك، ولكن أي قطع غيار؟ قال الأفغاني: نبيع بطاريات.
وفعلاً بدأا في بيع البطاريات، والعجيب أن الناس منذ ذلك اليوم تقبل بكثافة على الدكان وتلك البطاريات، وخلال شهر أو شهر ونصف الشهر أصبح ربحه خمسة وعشرين ألفاً، تعجب صاحب المحل؛ لأنه ما حصل إقبال من قبل على البطاريات بهذه الصورة من قبل، فأراد صاحب المحل أن يشاركه الأفغاني في المحل فقبل الأفغاني وأصبح شريكاً في المحل وما مرت سنة إلا وسدد العشرة آلاف، بل فتح محلاً آخر وكثر الخير ومرت سنة أخرى فتح فيها محل كهرباء ومخزناً ومرت سنة ثالثة ورابعة وإذا له محلات كثيرة في شارع شويخ.(1/74)
سبحان الله، ويشتري بيتاً وأربع سيارات، وتكثر أمواله مثل تكاثر الجراد، وهذا مصداق الحديث؛ فقد ظهر أثر بره وإحسانه وصدقته، ولو أن أي إنسان حاول محاولته لما كان له ما كان للأفغاني؛ لأنني أنا نفسي لم أتغير، ما زلت وكيلاً، وإمام المسجد على راتبه لم يتغير، ومن كانوا بالأمس يحاولون أن يجمعوا له الأموال لكي يأكل ما زالوا فقراء كما هم، ولكنها إرادة الله ومشيئته، وسبحان الله أمواله تتكاثر وما يسعى في أمر إلا وتفتحت له الأبواب.
وبفضل الله أصبح أولاده في المدارس وأمواله ما يعلمها إلا الله، وفي كل رمضان له عمرة أو عمرتان ويحج كل عام وبدأ يتصدق للمجاهدين واليتامى والأرامل والمساكين.
ومرت تسع سنوات له في الكويت، والله أعلم كم عنده من الأموال!!
كيف حصل هذا؟! إن الله على كل شيء قدير.. * - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( { - ( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله - ((( - ( - عليه السلام - قرآن كريم ( - - ( (( مقدمة ((( - ( - ( - - عليه السلام - قرآن كريم ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ( - - رضي الله عنهم - - - ((( - ( - ( { - - - - & [سبأ:39].
داووا مرضاكم بالصدقة:
تروي إحدى الداعيات أنها كانت تلقي محاضرة في إحدى دور الذكر، وكانت المحاضرة عن فضل الصدقة، وبعد انتهاء المحاضرة قامت الحاضرات بالتبرع بما هو موجود معهن من نقود أو حلي وخلافه.
تقول الداعية: أتتني إحدى الحاضرات، وأعطتني عقداً كانت تلبسه، وكان عقداً ثمين مليئاً بالألماس، فرفضت أن آخذه؛ نظراً لكون العقد ثميناً جداً، لكن المرأة أصرت عليّ، وقالت بأن هذا العقد غالٍ عليها، ولكن لن تبخل به في سبيل الله.(1/75)
فأخذته مع مجموعة المجوهرات إلى أحد محلات بيع الذهب لبيعه والتصدق بثمنه، فقال البائع: يجب أن نزيل الفصوص أولاً ثم نزن الذهب بمفرده لبيعه. وعندما عدت إليه بعد أن انتهى من نزع الفصوص، أراني شيئاً غريباً، فقد كان هناك شعر وأظافر تحت الفصوص.
تقول الداعية: فأخذتها وكنت في شغف لمعرفة قصة هذه المرأة، فألقيت محاضرة أخرى في الدار نفسها، فأتتني صاحبة العقد بعد انتهاء المحاضرة، وأخبرتني أنها شعرت بارتياح كبير بعد الصدقة.
ثم أرتها الداعية الشعر والأظافر وأخبرتها كيف وجدتها، فقالت المرأة: هل تصدقين أن لي ستة عشر عاماً أعيش مع زوجي وأولادي كالأغراب لا علاقة بيني وبينهم، وعندما تصدقت بالعقد فجأة عادت الأمور، كما كانت وأجمعنا لأول مرة على سفرة واحدة، ونمت مع زوجي وكأن شيئاً لم يكن، وهذا العقد هدية من أعز صديقاتي؛ لدرجة أني كنت أنام والخاتم في يدي!!
* إحدى الداعيات المشهورات كانت في الحرم منذ عدة سنوات، تقول: آلمني ضرسي الذي أجّلت معالجته وحشوه، وكنت في ذلك الوقت سعيدة بوجودي في الحرم، وأريد أن أشتغل بالقرآن، ولو استمر الألم فسوف أضطر إلى الذهاب إلى الطبيبة وسيضيع وقتي..فخطرت في بالي فكرة أن أدفع هذا الألم بالصدقة...تقول: فتصدقت على إحدى البنات في الحرم...فوالله ما هو إلا وقت قصير وسكن ألمي..وإلى هذه الساعة.. منذ تلك السنة لم أحتج إلى الطبيب لأجله لأنه لم يعد يؤلمني أبداً
* وتروي إحدى الأخوات الجزائريات قصتها مع الصدقة فتقول:
أصبت بمرض السرطان منذ عدة سنوات، فتيقنت بقرب الموت.. وكنت أنفق ما أكسبه من مهنة التطريز على يتامى؛
فسخر الله ـ لي المحسنين في الجزائر فتكفلوا بجميع نفقات علاجي، ثم سخر لي هنا في السعودية من يهتم بي ويرعاني، فواصلت علاجي إلى أن شفيت تماماً، ووجدت أخوات صالحات.. هذا مع العلم أني لا أعرف أي أحد في هذا البلد.(1/76)
لكن الله تبارك وتعالى سخر لي كل شيء بسبب إنفاقي على هؤلاء الأيتام، وكل ما أنفقته عليهم رده الله لي مضاعفاً.
* وهذه قصة واقعية حدثت لأحد الإخوة في فلسطين في مدينة غزة:
فقد تزوج هذا الأخ، ورزقه الله ـ ثماني بنات، ولم يأت له ولد، وبعد عمر رزقه الله ـ الولد، ففرح به فرحاً شديداً، لكن بصورة مفاجئة مرض هذا الطفل، وعند فحصه والكشف عليه ظهر أن درجة صفيحات الدم عنده (29) درجة(1)، فكان عندما يضرب أي شخص هذا الطفل يصيبه تجلط في الدماء، ولم يستطع أحد معالجة هذا الطفل، فقرر أبوه أن يأخذه إلى الأردن، فأعطي هنالك دواءً ، على أنه يجب أن يتم الفحص في كل مرة يعطى فيها الدواء، ويتم قياس درجة الصفيحات حتى يعطى الدواء بالقدر المطلوب.
عادوا إلى غزة، ولكن الدواء لم يكن ناجحاً تماماً، فجلس الطفل في بيته وأمه وأبوه ينظران إليه في حسرة وألم، ولسان حالهم يقول: ماذا أصابنا؟.. يا رب اشفى ابننا..
بعد فترة قرر الأب أن يأخذ ابنه إلى المدرسة، فذهب إلى هناك والتقى المدير وشرح له ظرف ابنه، وطلب منه أن لا يضربه أحد، حتى لا يصيبه تجلط، وقبل أن يودع الأب المدير رأى الأب أطفال المدرسة يشربون الماء المالح، وبجانبه مراحيض المدرسة، فلم تطب نفس الأب لهذا المنظر،فأخبر المدير أنه سيأتي بجالون مياه كبير ويضعه في المدرسة، بعيداً عن المرحاض، وأنه سوف يرسل كل يوم من يملأ هذا الجالون بالمياه الحلوة النظيفة، على حسابه الخاص فوافق المدير.
استمر الأمر على هذا الحال وبعد فترة رأى الأب في نومه أنه جاء أربعة ملائكة فأخذوا ابنه ووضعوه على طاولة مثل طاولة العمليات، وأخذوا يجرون له عملية في بطنه، فبدأ الأب يكبر: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر!! إلى أن استيقظ على ذلك، ففزعت زوجته وسألته عن حاله، فقال لها: ابنك قد شفي من مرضه.
__________
(1) درجة صُفَيحات الدم في جسم الإنسان العادي تكون بين (600) إلى (500) درجة.(1/77)
وفي اليوم التالي ذهب الأب لكي يأخذ الابن الدواء، وقبل إعطائه الدواء أجروا له الفحص، وهنا جاءت المفاجأة، فقد كانت نتيجة الفحص أن درجة صفيحات دم الطفل بدل من أن تكون (29) درجة أصبحت (590) درجة!!
تعجب الدكتور! كيف حدث ذلك؟ فقد كان أمراً غريباً بالنسبة له، فقرر إرسال الطفل إلى طبيب آخر، ولسان حاله يقول: لعلي أكون مخطئاً.
ذهب الأب بابنه إلى طبيب آخر، وتم الفحص فتعجب الطبيب أيضاً؛ فقد أظهرت الفحوصات أن الطفل قد شفي تماماً من المرض، فقرر الأطباء الاتصال على الطبيب الأردني وشرحوا له الموضوع فقال لهم بكل إيمان بالله Q: نحن الأطباء نعالج المرضى لكن الله هو الذي يشفي المرضى.
فانظر أخي المسلم إلى كرم الله ـ!
فإن هذا الأب عندما أشفق على أطفال المدرسة فقام بالتبرع بالمياه العذبة للمدرسة، وكان كل يوم يرسل سيارة لكي تملأ الجالون بالمياه على حسابه الخاص؛ أجزل الله له المثوبة، في الدنيا بشفاء ابنه، ولأجر الآخرة خير وأبقى.
فيا لله! ما أعظم كرمه! وأعظم مثوبته!
قال ابن القيم /: «فإن للصدقة تأثيراً عجيباً في دفع أنواع البلاء، ولو كانت من فاجر أو ظالم، بل من كافر؛ فإن الله يدفع بها عنه أنواعاً من البلاء»(1).
من مواقف الإمام ابن باز في الإنفاق:
ونختم هذا الكتيب بذكر مواقف عطرة للإمام الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمة الله تعالى عليه:
يحكي أحد طلاب الشيخ أن محتاجاً جاءه يسأله فأمر أن يكتبوا له بألف ريال، فزاد هذا الرجل عليها صفراً، فصارت عشرة آلاف ريال، فلما ذهب الرجل بالورقة إلى المسئول المالي للشيخ ليصرف له المبلغ، اتصل المسئول بالشيخ؛ لأنه يعرف أن هذه الحاجة لا تستحق أن يصرف لها ذلك المبلغ، فقال للشيخ: هل حولت لفلان بعشرة آلاف ريال، فقال الشيخ: ماذا قال لكم؟! فذكر له أنه قال ذلك. فقال الشيخ: أعطوه إياها!
__________
(1) الوابل الصيب (1/49).(1/78)
وفي عام (1402هـ) حصل الشيخ / على جائزة الملك فيصل العالمية، فتبرع بالمبلغ كاملاً مباشرة لصالح دار الحديث الخيرية الأهلية بمكة.
وفي عام (1417هـ) حينما سافر إلى الطائف قادماً من مكة، فتح بيته للناس كالمعتاد، ولكن لم يفد إليه الضيوف والفقراء والمساكين في الأيام الأولى، وذلك لأن كثيراً منهم لم يعلموا بوصوله بعد، فتألم الشيخ وقال للعاملين معه، ما بال الناس لا يأتون، هل أنتم تعتذرون من أحد، أو تغلقون الأبواب في وجوه الناس، أم ما هو السبب؟
فقالوا: يا شيخ كثير منهم لم يعلم بوصولك، وبعضهم يحب أن ترتاح في الأيام الأولى، فقال: اذهبوا وأخبروا الناس، وأخبروا الجيران وقولوا لهم الشيخ يدعوكم، وبيته مفتوح لكم!!
* ... * ... *
* ... *
*
الخاتمة
هذا هو الإنفاق في كتاب الله وسنة رسوله ×، التجارة فيه والمعاملة مع المحسن الكريم جل وعلا؛ فهو الذي يأخذه وهو الذي يتقبله ويربيه ويجازي عليه، فما أربحها من تجارة! وما أحسنها من معاملة!(1/79)
والقدوة في هذا الإنفاق هو إمام المنفقين وقائد المتصدقين والأجواد محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، من أعطى من لا يخشى الفقر، ومن تبعه على ذلك من صحابته والتابعين لهم بإحسان في كل عصر وزمن؛ ممن سطروا صفحات التاريخ بمواقف الإنفاق والجود والكرم، وأنفوا أن يكونوا ممن وصمهم ربنا تبارك وتعالى في كتابه الكريم بقوله: * صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - رضي الله عنهم - - ( تمهيد - رضي الله عنه - - - - رضي الله عنهم - - ( الله أكبر ( - - ( ( - - رضي الله عنهم - - ( - - رضي الله عنه - - صدق الله العظيم - رضي الله عنه -( (( مقدمة ( - ((( الله أكبر - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - (( - - رضي الله عنه -(( - - - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (( - - - رضي الله عنه - - - { ((( - - - & [محمد:38].
فبا أيها القارئ الكريم! جُد ولا تبخل، وأنفق من مال الله الذي استخلفك فيه؛ فهو الذي سيخلفه عليك كما وعد سحانه وهو أصدق القائلين: * - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( { - ( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله - ((( - ( - عليه السلام - قرآن كريم ( - - ( (( مقدمة ((( - ( - ( - } - عليه السلام - قرآن كريم ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ( - - رضي الله عنهم - - - ((( - ( - ( { - - - - (((( & [سورة سبأ].
سبحان ربك رب العزة عما يصفون
وسلام على المرسلين
والحمد لله رب العالمين
* ... * ... *
* ... *
*
فهرس المحتويات
المقدمة ... 5
الباب الأول: في ذكر بعض الآيات الحاثة على الصدقة ... 13
آيات في الإنفاق: ... 28(1/80)
الباب الثاني: في ذكر بعض الأحاديث النبوية الحاثة على الصدقة ... 32
الباب الثالث: في الحث على الإنفاق من الأدب والشعر ... 47
الباب الرابع: في أحوال النبي ص في الإنفاق ... 58
الباب الخامس: في أحوال الصحابة في الإنفاق والصدقة في سبيل الله ... 70
أحوال الصحابة في التصدق باليسير والكثير: ... 77
الباب السادس: في أحوال التابعين ومن بعدهم في الإنفاق ... 89
الباب السابع من أخبار المعاصرين في الإنفاق ... 99
صاحب النياق في ظل صدقته: ... 99
الأفغاني والتجارة الرابحة: ... 102
داووا مرضاكم بالصدقة: ... 108
من مواقف الإمام ابن باز في الإنفاق: ... 114
الخاتمة ... 119
فهرس المحتويات ... 121
* ... * ... *
* ... *
*(1/81)