آداب القدوة
المقدم:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أيها الإخوة والأخوات مرحباً بكم في حلقة جديدة من برنامج الراصد مع الشيخ محمد صالح المنجد
أهلا وسهلاً ومرحباً بكم يا شيخ محمد ؟
الشيخ محمد:
حياكم الله.
المقدم:
سبق أن عرضنا في الحلقتين الماضيتين موضوع آداب القدوة ، وتعرضنا فيه لنقاط عديدة، وفي هذا اليوم كما وعدناكم سنكمل موضوع آداب القدوة والاقتداء ، شيخ محمد لو تعرضتم بشكل مختصر لما تكلمنا فيه في الحلقتين الماضيتين ؟
الشيخ محمد:
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
نحن تحدثنا في الحلقتين الماضيتين عن قضية القدوة والاقتداء ، وأنه موضوع مهم وحساس، من جهة أولاً ندرة القدوات وقلتهم في الواقع .
ثانيًا : أن تقدم وتطور مستوى الأشخاص يعتمد على معايشتهم وملازمتهم وتعرضهم لهؤلاء القدوات
ثالثاً : أنها قضية شرعية يعني ، ? فبهداهم اقتده? ? لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ? المسألة يعني فيها جانب شرعي ، ولابد من تحقيقه ، والتربية بالقدوة من أعظم أنواع التربية وأقواها ، والواقع الذي نعيش فيه لأن فيه قدوات سيئة كثيرة ، وتوجيه الجيل يعني ذكورًا وإناثًا نحو قدوات معينة في مجالات من اللهو والمعاصي والانحرافات، فلابد من إحياء يعني عملية القدوة ، وبيان أهمية هذا الموضوع ، وقضية التأسي ، وأن النفس مفطورة على المتابعة ، والطفل الصغير يقلد من أمامه ، وهناك أزمة في القدوة لابد أن نحلها بتكثير القدوات وتربية القدوات وأزمة القدوات ، وإذا الواحد ما رأى قدوة أكبر منه ، ممكن يكون في من أقرانه من هو قدوة ، وقدوة في جانب وجانب وجانب لو تنوعت الجوانب بتنوع الأشخاص ، لا بأس بذلك ، ويأخذ من كل واحد منه ما هو مجيد فيه ومتميز به .
المقدم:
وهو التوازن بين الناحية العلمية والتربوية ؟
الشيخ محمد(1/1)
نعم ، ولذلك ليست القضية يعني قضية فقط معلومات ، لابد أن تكون متمثلة بشخص ، بتصرف ، بسيرة حسنة .
المقدم:
ثم ذكرتم بعد ذلك يا شيخ آداب القدوة ؟
الشيخ محمد:
نعم ، طبعًا القدوة يعني في نفسه والمقتدي به كذلك ، فقضية يعني أزمة القدوات ، لابد أن تحل بأمور منها :
الاقتداء بالنبي ? ومعرفة سيرته ، وهذه أهمية السيرة .
كذلك الاقتداء بمن قد مات ، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة .
مع الأحياء الموجودين أصحاب المنهج السليم ، وكيف يصبح الإنسان قدوة ، يعني بقضية ملازمته للحق ، واتباعه له ، ما هي قضية تمثيليات ، هي قضية حقيقية وجادة ، ولابد معرفة صفات القدوة الصالحة ، الذي يوافق عمله قوله ، وأن التعرض لأن يكون الإنسان قدوة ، فيه باب أجر عظيم ، ? واجعلنا للمتقين إماما ? فإذا اقتدى به الناس له من الأجر مثل أجور من اقتدى به .
وكذلك القدوة يتراجع عن خطأه ، وإذا أذنب وهو بشر ، فلابد أن يتوب إلى الله , وأن يبين إذا كان على ملأ ومحضر من الناس أن هذا خطأ ، لابد أن يتحلى بحسن السمت ، لابد أن يكون هناك وضوح في كلامه وأفعاله وأن يراعي نظر الناس إليه فهذه لمحة مما مضى
المقدم:
نعم أحسن الله إليكم يا شيخ محمد القدوة لابد له من ميزات ، ومن ميزات القدوة لعله يكون الثبات على المبادئ التي قام عليها والتزم بها في شرع الله سبحانه وتعالى فممكن تحكوا لنا أمثلة على الثبات القدوات على المبادئ؟
الشيخ محمد:(1/2)
يعني القدوة الصالحة ليست قدوة موسمية في وقت دون وقت ، ليست قدوة نظرية فهي تتكلم عن شيء وتعمل شيء آخر ، ولكن هناك قواعد وثوابت ، تجعل هذه الشخصية ، شخصية القدوة ملتزمة بما تقول ، ملتزمة بالمبادئ التي تدعوا إليها ، سواء دعت إليها بالكلام أو بالفعل ، هذا الثبات على المبادئ تجعل المقتدي يوقن بأن الإنسان الذي أمامه عنده صبر ، وعنده صدق ، وعنده إيمان ، وعنده استمرار وأنه لا يتراجع ولا يسقط ، لا ينكص على عقبيه ، لا يغير المسار بترغيب أو ترهيب مثلاً أو طمع أو هوى .
المقدم:
نعم يا شيخ وأنتم تذكرون هذه الصفات طرأ على بالي قصة الإمام أحمد بن حنبل في فتنة خلق القرآن ، وكيف كان ثباته ثبات للأمة كلها ، وأنه يعني قيل له لو تراجعت إنه يفك عنك السلطان فقال : فماذا أفعل بالذي ينتظروني بالخارج ، لأنه ثبات القدوة لا شك أنه ثبات للأمة ، وليس ثبات لمجرد شخص ؟
الشيخ محمد:(1/3)
هذا صحيح ، والتلون وتغيير المواقف ، ترى هذا مما يربك الناس الذين يقتدون ، لأنهم لا يعرفون أين الصواب ، أين الحق هذا ولا الذي قبله ، الموقف هذا القدوة هذا هو موقف صحيح ، ولا الذي كان الذي بعد أو قبل ، ولذلك لما جاء أبو مسعود الأنصاري -رضي الله عنه- إلى حذيفة وقال أوصنا يا أبا عبد الله ، قال حذيفة ، أما جاءك اليقين ، قال فإن الضلالة حق الضلالة أن تعرف اليوم ما كنت تنكر قبل اليوم ، وأن تنكر اليوم ما كنت تعرف قبل اليوم ، وإياك والتلون فإن دين الله واحد ، فالمشكلة لما الواحد يعني يقتدي بشخص ثم هذا الشخص يغير ، يغير ما هي قضية تغيير قناعات فقهية نتيجة بحث شرعي ، ما هي قضية تراجع عن خطأ نتيجة تدبر تفكر نصيحة مثلاً مراجعة للنفس ، بالعكس هذه التغيرات ممدوحة في حد ذاته طبعًا لكن المشكلة لما يغير مبادئ ثوابت كانت عنده ، طيب من أول إذا كانت هذه ثوابت إيش اكتشفت الآن غير ليست ثوابت يعني ، فقضية الثوابت التي يربى عليها الناس ، يعني لابد أن تحترم ، ولما حمل الإمام أحمد رحمه الله ، إلى المأمون ، وكان معه محمد بن نوح شاب صالح ثابت على الحق ، قال للإمام أحمد يا أبا عبد الله ، الله الله فإنك لست مثلي ، يعني أنا شاب مغمور ما ، إنك رجل يقتدى بك ، وقد مد الخلق أعناقهم إليك لما يكون منك ، فاتق الله واثبت لأمرك ، ولذلك ثبت لما ضرب بالسياط حتى خلع كتفه الإمام أحمد ، أيوه طرحوا عليه الحصير ، داسوا عليه حتى ظنوه مات ، ما تنحى ما تراجع، الإمام أحمد لما قيل له يا أستاذ قال الله تعالى : ولا تقتلوا أنفسكم، فقال : انظر إلى الناس الناس ينتظرون ماذا يقول أحمد ، إذا قال أحمد القرآن مخلوق قالوا مخلوق ، خلاص ولا الضالين آمين ، إذا قال غير مخلوق ، غير مخلوق ، وجل هؤلاء كلهم ، والبويطي -رحمه الله- كتب فيه ابن أبي ذؤاب إلى والي مصر ، فأخذه وامتحنه في خلق القرآن فأبى أن يجيبه ، الله أكبر ، وكان الوالي حسن الرأي(1/4)
فيه ، يعني في البويطي يعني ، فكان يبغي يمشيه يعني ، جاء أمر من فوق ولازم ينفذه ، فقال قل ذلك بيني وبينك ، يعني أنا وياك وحدنا فقط ، ولا أحد يسمعك ولا يشوفك قل لي القرآن مخلوق ، خلاص ونخلص المعاملة ، نكتب وقد كتب ، للخليفة ونقوله اعترف ، قال لا أقوله إنه يقتدي بي أناس ، يقولون قال أبو يعقوب ، ولا يدرون المعنى والسبب ، فيضلون ، فلا أقوله أبداً .
المقدم:
نعم يا شيخ محمد لكن نحن الآن نتكلم عن قضية القدوة ، ونوخم قضية القدوة ولكن كذلك نربط الناس وأمة الإسلام الأشخاص ، وإن الربط بدين الله سبحانه وتعالى فأليس هناك تناقض ما بين القدوة وما بين إناطة الناس بالشريعة ؟
الشيخ محمد:(1/5)
يعني هذه نقطة صحيحة ، اللي هي قضية أن نربط الناس بالمنهج وليس بالأشخاص ، بالكتاب والسنة ، وليس بفلان وفلان ، من المهم القدوة أن يربي أتباعه على الارتباط بالكتاب والسنة ، لا بشخصه وذاته ، لأنه يعمل قد هو يحدث له شيء ، ينحرف أو يموت ، طيب ما حال هؤلاء ، أو يخطئ يعني خطأ غير مقصود ، لما يتربى من حوله على أنهم يتبعون الحق ، بغض النظر عن يعني من الذي قاله ولا اتبعه ، هذا يكون في حماية لهم من أي يحدث لهم تغير لو هو تغير ، وهذا من الإخلاص ، الواحد دائمًا يذكرهم القرآن والسنة ، المنهج ، منهج السلف ، ليس أنا ولا فلان ولا فلان ، إن من وراءكم فتنًا يكثر فيها المال ، ويفتح فيها القرآن حتى يأخذه المؤمن والمنافق والرجل والمرأة والصغير والكبير ، والعبد والحر ، فيوشك أن يقول ما للناس لا يتبعوني وقد قرأت القرآن ما هم بمتبعي حتى أبتدع لهم غيره ، يعني يقول خلاص القرآن صار شيء معروف، حتى نتميز بشيء لازم نطلع طلعة ، قال ، فإياكم ومبتدع فإن ما ابتدع ضلالة ، واحذروا ، هذا يقوله معاذ بن جبل ، زيغة الحكيم ، فإن الشيطان قد يقول الضلالة على لسان الحكيم ، وقد يقول منافق كلمة الحق ، يعني إذا ممكن الشيطان يستذل الحكيم المرموق القدوة فيقول كلامًا باطلاً ، هذه طبعًا هذه أمنية الشيطان لأن هذا إنسان له وزن فسيتبع فيضل من اتبعه ، فقيل لمعاذ ما يدريني أن الحكيم قد يقول كلمة الضلالة طيب احنا ما ندري ، احنا عامة عوام ، قال ، بلى اجتنب من كلام الحكيم المشتهرات الذي يقال لها ما هذه ، إيش الكلام الغريب هذا ، إيش الكلام العجيب هذا، هذه المشتهرات ، التي تنفر تطلع نافرة من السطر يعني ما هو راكب شيء غريب ، هذه خلوة اجتنبوها ، خلاص كل واحد له سقطة .
المقدم:
إذا يا شيخ محمد نريد أن نفصل في طرق معرفة القدوة ولكن نستأذنكم بهذا الفاصل أيها الإخوة والأخوات فاصل ثم نواصل(1/6)
عودة مرة أخرى أيها الإخوة والأخوات ومع آداب القدوة والاقتداء ، يا شيخ محمد ذكرتم أن الإمام معاذ أو الصحابي -رضي الله عنه- نبه التابعي من المشاهير التي تحدث حتى من الحكماء؛ لأنه قد يظهر شيء من الباطل على يد الحكماء سبحان الله ، وقد المنافق كذلك يتكلم بكلمة حق ،فالإنسان قد يبتعد عن الحق بسبب القائل ، أو يقع في الباطل بسبب قائله كذلك ، فلو فصلتم في هذا الموضوع قليلاً ثم ننتقل لموضوع كيف نعرف القدوة ؟
الشيخ محمد:
طيب إذا كان الشخص لما سمع الكلام استغربه ، وعرف أنه مناقض مخالف للقرآن والسنة، هذا يعني كلام فيه غرابة ، فعند ذلك ما يتبع فيه ممكن يسأل علماء آخرين عن هذا كلام الذي قاله فلان يعني هذا فلان قال كلام تعجبت منه ، أو كلام غريب كلام استنكرته ، يا ترى هذا يعني إذا عرضناه على الكتاب والسنة كيف يطلع موافق ولا مخالف ، قال معاذ: اجتنب من كلام الحكيم المشتهرات التي يقال لها ما هذه ، ولا يثنينك ذلك عنه ، يعني ما تلفظه كله لأنه أخطأ في مسألة أو مسألتين أو استنكرت منه بعض المواقف ، قال لعله أن يراجع ، يمكن يتراجع هو ويعترف ويصحح ، وتلقى الحق إذا سمعته فإن على الحق نورًا ، وقال معاذ -رحمه الله- و-رضي الله عنه- يا معشر العرب كيف تصنعون بثلاث ، دنيا تقطع أعناقكم ، وذلة عالم ، وجدال منافق بالقرآن فسكتوا ، قال أما العالم فإذا اهتدى ، فلا تقلدوه دينكم ، وإن افتتن ، فلا تقطعوا منه إياسكم ، أي لا تأيسوا منه يمكن يرجع ، يمكن يتوب، قال فإن المؤمن يفتتن ثم يتوب ، وأما القرآن فله منار كمنار الطريق لا يخفى على أحد ، فما عرفتم منه فلا تسألوا عنه ، وما شككتم أي فيه ، فكلوه إلى عالمه ، وأما الدنيا فمن جعل الله الغنى في قلبه فقد أفلح ، ومن لا فليس بنافعته دنياكم .(1/7)
وقال ابن القيم -رحمه الله- من تأمل سير القوم يعني الصحابة ، رأى أنهم كانوا إذا ظهرت لهم السنة ، لم يكونوا يدعونها لقول أحد كائنًا من كان ، وكان ابن عمر يدع قول عمر إذا ظهرت له السنة ، هذا يدع قول أبيه .
وابن عباس ينكر على من يعارض ما بلغه من السنة بقوله : قال أبو بكر وعمر ، ويقول يوشك أن ينزل عليكم حجارة من السماء ، أقول لكم قال رسول الله ? وتقولوا قال أبو بكر وعمر ، يعني إلى هذه الدرجة فوالله لقد شاهدنا خلفنا هؤلاء الذين إذا قيل لهم قال رسول الله ? قالوا : قال فلان وفلان , ما فلان وفلان هؤلاء لا يدانون الصحابة ولا قريب منهم ، وإنما كانوا يدعون أقوالهم لأقوال هؤلاء .
المقدم:
لكن يا شيخ محمد خلينا واقعيين ، في الأمور الفقهية أنا بالنسبة لي إنسان عامي ترى ، ما أدري ممكن يكون قال رسول الله ? ييجي الناس تقول منسوخ ومطلق ومقيد والخاص والعام ، أنا لا شأن لي فكيف تقول اعتبار الفقهاء مثل الإمام أحمد والإمام الشافعي ، والإمام أبو حنيفة رحمة الله عليهم جميعاً؟
الشيخ محمد:
يعني إذا كنت تتركها لقول عالم ظهرت حجته ، على حجتهم ، هذا شيء طبيعي إنت الآن لأن الذي جعلك تترك هؤلاء وتذهب مع الآخر الحجة ، الدليل يعني .
ثانيًا : أنت الآن تركت هذا لقول عالم آخر ، وليس تركت قول العلماء لقول جاهل أو قول النفس أو الهوى ، لا فإذاً أنت تركت قول عالم لقول عالم آخر ، وليس لقول جاهل ، اثنين لأن العالم الثاني عنده حجة أقوى من العالم الأول أو العالم الأول أفتى برأيه وهذا عنده نص .
المقدم:
وهذا يا شيخ لا يتعارض مع قضية القدوة الاقتداء بالأئمة ؟
الشيخ محمد:
إيه طبعًا لأن العلماء يعني منائر ، والله سبحانه وتعالى فاوت بينهم في الأفهام والحفظ ، وبعدين واحد يهتدي للحق في مسالة ، والآخر يهتدي للحق في مسألة أخرى ، يعني ما هو دائمًا الحق مع هذا أو مع هذا ، فممكن يصيب واحد ويخطئ الآخر ، وبالعكس في مسألة أخرى .(1/8)
المقدم:
إذن يا شيخ محمد ننتقل لموضوع كيف نعرف القدوة ، طرق معرفة القدوة ؟
الشيخ محمد:
طبعًا فيه طريقة هي الاستفاضة الاشتهار والاستفاضة ، مثلاً عند العلماء وطلبة العلم والصالحين والدعاة أن فلان قدوة .
المقدم:
نحن الآن ما نتكلم عن القدوة العلمية فحسب ، ولكن حتى من النواحي التربوية ؟
الشيخ محمد:
بلى يعني طبعًا ما نتكلم فعلا على فقط العالم ، نتكلم على المربي ، القدوة ، سواء كان بعبادته ، ولا بأخلاقه ، وبلا بنشاطه في الدعوة ، يعني الجوانب المختلفة ، ففي ناس اشتهر فضلهم ، اشتهر علمهم ، اشتهرت مواقفهم ثباتهم ، أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر.
الأمر الآخر العهد يعني يعهد إليك شخص باتباع شخص آخر ، والذي يعهد ثقثة ، فمثلاً النبي ? لما أتته امرأة فكلمته في شيء أمرها أن ترجع إليه ، فقالت يا رسول الله أرأيت إن جئت ولم أجدك ، يعني كأنها تريد الموت ، قال : « إن لم تجديني فائت أبا بكر » إذا دلها حديث رواه البخاري ومسلم .
حديث آخر ، قال رسول الله ? : « اقتدوا باللذين من بعدي أبو بكر وعمر » حديث صحيح رواه الترمذي .(1/9)
من وظائف القدوات ، أن يدلوا على القدوات ، ومن وظائف العلماء أن يدلوا على العلماء ، ومن وظائف العلماء أن يدلوا على طلبة العلم ، ومن وظائف الصف الأول ، أن يخرج الصف الثاني ، وأن يبرزه ، و? كنتم خير أمة أخرجت للناس ? يعني إبراز القدوة ، إبراز المثل ، أنتم يعني خير أمة كذا ، هذه مسألة مهمة ، ابن عمر لما راحوا له في الحج قال : أتأتوني وعندكم عطاء طبعًا عطاء من التابعين ، لكن هو يريد أن يتوجهوا إليه ، لأن هذا يعرف ، طيب هذا الأكبر يموت ، في الغالب ، فالأصغر هو الذي يتولى مكانه ، فمن الآن هو يشرحه ويدلهم عليه ، وهذه الوصية والعهد ، يعني مثلاً لذلك كانوا يقولون إذا الواحد خشي أن يموت شيخه ، أو رأى مثلاً عالم كبير في السن ، يقول له ، إلى من تعهد إلينا بعدك يا أبا عبد الله ، يقولون بصراحة ، بعدك نروح لمن نسأل من نستفتي من ، شوف قصة سلمان الفارسي -رضي الله عنه- ما هو كان في عائلة مجوسية يعبدون النار ، ما اقتنع ، فهرب من البيت ، وذهب إلى الشام يبحث عن الدين الصحيح ، الله ألقى في نفسه أن يبحث عن الدين الصحيح ، فقالوا له هذه الكنيسة وفيها واحد هو هذا القدوة ، لما راح عاش معه ، وجده حرامي نصاب ، يأخذ فلوس من الناس لمساعدة الناس ويأكلها ، ويأخذ أشياء ، فلما مات طبعًا هؤلاء قومه أخذوا جثمانه وأرادوا أن يعملوا له تأبين ، فقال لهم سلمان هذا كان يأخذ أموالكم ويفعل فيها كذا وكذا ودلهم على مكان المال ، فلما عرفوا ورأوا أكل الحرام رجموه ونبذوه ، وأتوا برجل فاضل فعلاً طبعًا الكلام قبل نبوة محمد ? جاءوا برجل آخر فجعلوه مكانه قال سلمان -رضي الله عنه- فما رأيت رجلاً أفضل منه ، زاهد في الدنيا راغب في الآخرة ، يصلي الليل ، ويعبد الله في النهار أيضاً وأحببتك حباً لم أحبه من قبلك ، وقد حضرك ما ترى من أمر الله ، يعني الموت ، فإلى من توصي بي ، وما تأمرني ، هذه الشاهد إلى من توصي بي ، قال : أي بني والله ما(1/10)
أعلم اليوم على ما كنت عليه أحدًا ، لقد هلك الناس وبدلوا وتركوا أكثر ما كانوا عليه، إلا رجلاً بالموصل وهو فلان فهو على ما كنت عليه فالحق به ، فدلوه على القدوة الثانية ، قال فلما مات وغيب لحقت بصاحب الموصل ، فقلت له يا فلان إن فلاناً أوصاني عند موته أن ألحق بك ، وأخبرني بأنك على أمره يعني على طريقته ومنهجه ، فقال لي : أقم عندي ، فأقمت عنده ، فوجدته خير رجل على أمر صاحبه ، فلم يلبث أن مات ، فلما حضرته الوفاة ، قلت له يا فلان إن فلانًا أوصى بي إليك ، وأمرني باللحوق بك ، وقد حضرك من أمر الله عز وجل ما ترى ، فإلى من توصي بي وما تأمرني ، قال : أي بني والله ما أعلم رجلاً على مثل ما كنا عليه ، إلا رجلاً بنصيبين وهو فلان فالحق به فلما مات وغيب لحقت بصاحب نصيبين ، فجئته وأخبرته بخبري وما أمرني به صاحبي ، قال : فأقم عندي ، إني كنت مع فلان فأوصى بي إلى فلان وإلى فلان ، إلى آخر واحد أوصى إليك ، فإلى من توصي بي وما تأمرني .
المقدم:
كل واحد يتقدم بإبراز شخص آخر ليأخذه كقدوة ؟
الشيخ محمد:
نعم آخر واحد قال : أي بني والله ما أعلم أصبح على ما كنا عليه أحدٌ من الناس آمرك أن تأتيه ، خلاص خلصوا ، ولكنه قد أظلك زمان نبي هو مبعوث بدين إبراهيم ، يخرج بأرض العرب مهاجر لأرض بين حرتين بينهما نخل به علامات لا تخفى ، يأكل الهدية ، ولا يأكل الصدقة، وبين كتفيه خاتم النبوة ، فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل .
المقدم:
الله أكبر دله على تلك البلاد التي يذهب إليها ؟
الشيخ محمد:(1/11)
طبعًا الله رحيم ، يعني لا يمكن أن تخلوا الأرض من قائم إلا بالحجة ، ما في صالحين إلا انقضوا لابد أن يبعث الله ، طبعًا بعد بعثة محمد ? الآن باقي علماء ، باقي شهداء لله فالواحد يعني إذا لزم بعضهم قبل أن يموتوا ، يقولوا لشيخه أو لقدوته ، توصي بي إلى من ، وينبغي على طلبة العلم، وينبغي كذلك على العلماء والدعاء ، أن يبرزوا يعني الصف الثاني ، وأن يدلوا الناس على من يستفتونه ، وعلى الثقات ، لما حضر معاذ الموت قال التمسوا العلم عند أربع ، عند عويمر أبي الدرداء ، وعند سلمان الفارسي ، وعند عبد الله بن مسعود ، وعند عبد الله بن سلام ، رواه الطبراني وصححه الألباني .
فإذاً مهم جدًا قضية أن يدل القدوات الناس على بعضهم .
المقدم:
طيب يا شيخ محمد الآن عندنا القدوة وعندنا المقتدي ما هو الواجب تجاه القدوة من قبل المقتدي ، كيف يتعامل معه ؟
الشيخ محمد:(1/12)
طبعًا يتعامل معه بالاحترام والأدب ، يتعامل معه بالتلقي لما يقوله له إذا ظهر له أنه الحق، عن يزيد الفقير ، قال : كنت قد شغفني رأي من رأي الخوارج تأثر ببعض المبتدعة ، فخرجنا في عصابة ذوي عدد نريد أن نحج ثم نخرج على الناس ، نلاحظ نروح الحج أول ، بعدين نروح نرفع السلاح على المسلمين سبحان الله ، قال : فمررنا على المدينة ، فإذا جابر بن عبد الله يحدث القوم جالس إلى سارية ، فإذا هو قد ذكر الجهنميين ، طبعاً هؤلاء الناس الذين يخرجون بشفاعة النبي ? طبعًا الخوارج يرون أن مرتكب الكبيرة لا يخلد من النار ، وجابر بن عبد الله يحدث بالحديث الآن أن ناس دخلوا النار يخرجون منها بالشفاعة ، لأنهم عندهم أصل التوحيد وإن كان عندهم معاصي أدخلتهم النار ، لكن بعد مدة يخرجون ، فجاءوا إليه ، الآن هذا مناقض لمذهبهم الذي أخذوه وتعلموه ، وجابر -رضي الله عنه- صحابي يعني صحابي الرسول ? ، فقلت له يا صاحب رسول الله ما هذا الذي تحدثون ، والله يقول : ?إنك من تدخل النار فقد أخزيته ? ?كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها ? فقال لي : أتقرأ القرآن ، قلت : نعم ، قال فما سمعت بمقام محمد ? الذي بعثه الله فيه ؟ قلت : نعم ، قال : فإنه مقام محمد المحمود ، الذي يخرج الله به من يخرج يعني من النار ، ثم نعت وضع الصراط ومر الناس عليه ، وكيف يقع ناس طبعًا في النار ، وبعد ذلك يخرج بعضهم بشفاعة محمد ? ، يخرج بعضهم بشفاعة الصالحين ، فسلموا له ، الله ، سلموالله ، وقال الله سبحانه وتعالى : ? إنك من تدخل النار فقد أخزيته ? طيب لا مانع أن يعقب الخزي إنقاذ إخراج خلاص وعذب وهذا خزي ، وإذا كان العذاب الأكبر الخزي الأعظم ، ما في وراه خروج ، والذين كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها ، نعم الكفار كفرًا أكبر ، فالذين عندهم أصل التوحيد لكن معاصيهم كثيرة هؤلاء هم تحت المشيئة ، قد لا يعذبهم ، لكن إذا عذبهم فسيخرجون ولو بعد حين .
المقدم:(1/13)
أحسن الله إليكم يا شيخ محمد قضية التوقير والاحترام ، ما بين الشرعي والمبتدع لو فصلتم فيها قليلاً ؟
الشيخ محمد:
طيب الآن قلنا قبل قليل هؤلاء الذين جاءوا إلى جابر بن عبد الله وكانوا ناويين الخروج على المسلمين ، بعدما رجعوا ، قالوا ويحكم ، أترون الشيخ يكذب على رسول الله فرجعنا يعني عن مذهبنا ، وهذا الذي نريد ، يعني حسن الاستماع ، والإنصات ، والقبول لما يقول ، إذا تبين الحق الواحد ما يجادل معه ، النبي ? كان يجلس عنده الصحابة إذا تكلم أطرقوا حتى ، كأن على رءوسهم الطير ، فإذا سكت تكلموا ، لابد من احترام القدوة وتقديره .
قال الشافعي : كنت أصفح الورقة بين يدي مالك -رحمه الله- حتى لا يسمع صوتها .
المقدم:
اللي هو تقليب الورقة يعني ؟
الشيخ محمد:
أينعم .
المقدم:
سبحان الله ؟
الشيخ محمد:
قال الربيع ، والله ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر هيبة له .
قال حبيب بن صالح ، ما خفت من أحد خوفي من خالد بن معدان ، وهو شيخه ، كان يهابه.
قال الزهري : كنت آتي باب عروة فأجلس بالباب ، ولو شئت أن أدخل لدخلت ، ولكن إجلالاً له .
يحيى بن سعيد القطان ، صلى العصر واستند إلى منارة المسجد وقف بين يديه ثلاثة من الجهابزة ، طلابه ، علي بن المديني ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ،يسألونه عن الحديث وهم قيام، شافوا الشيخ واقف ، لو سألوه وهو واقف ، فأجابهم سألوه أجابهم ، وهم قيام على أرجلهم إلى صلاة المغرب ، لم يقل أحدٌ منهم نجلس يا شيخ .
الشيخ هو اللي اختار ؟
هيبة له وإعظامًا .(1/14)
مسألة أيضًا مهمة جدًا قضية التواضع يعني التواضع محتاج للقدوة ، ترى الآن عندك جيل يعني كثير منهم ، ما عندهم أدنى احترام للمتدين فضلاً عن داعية أو شيخ أو عالم ، ولذلك مسح الذي حصل الآن تفريغ عقول هؤلاء بالأفلام بالقنوات ، بالفيديو كليب ، بالشهوات ، بالشبهات، يعني صار فيه نوع من بعضهم عنده نوع من الإلحاد والزندقة ، لأن أصلاً سيديهات السوني بلي استيشن وإكس بوكس ، وما يرونه من أفلام الأنيمشن هي أصلاً مغروز فيها مبادئ الإنحلال والزندقة والكفر ، والألعاب مدارها على كره الرموز الدينية ، تحطيم الرموز الدينية ، هو تجد كده في اللعبة ، أحياناً قصف على مسجد على منارة على كذا ، دخول مكتبة إسلامية ، بالأنيميشن كله مرسوم ، بعضه فيها صراع الآلهة ، بعضها فيها أشياء عن نشأة الكون , أو الطبيعة أو الأمور ، طبعاً غير الشبهات قضية يعني الشهوات أقصد ، إذا قبل امرأة يزيد قوته يعني أشياء، هذه الأمور مع توجهات الجيل واهتماماته ، بالتافهين والسخفاء ، وأرباب الشهوات والشبهات ، والروايات التي تفتن ، هادول الآن كيف يعظمون شيخًا ، أو مثلاً يبجلون عالمًا أو قدوة، لكن لا نئيس طبعاً لا نيئس ، لأن يبقى يعني مدرس الدين في المدرسة له نوع احترام ، هم يسمعون من آبائهم وأمهاتهم ، وهذا طبعاً واجب الآباء والأمهات أن يعلموا أبنائهم الأدب مع القدوات ، مع الدعاة ، مع أهل العلم ، ونبين للناس نقول ما في أحد معصوم ، ما في معصوم إلا النبي ? خلاص إذا شفت أكبر واحد يخالف الكتاب والسنة ، ما تتبعه في هذا ما تتبعه ، ما تأخذ عنه في هذا في بعضهم تقول وعندنا مدرسة تقول تحفيظ القرآن وتفعل كذا ، ولكنها في جانب الأخلاق والشدة ومثلاً كذا ، نقول طيب ، هذه هي قدوة في والحفظ والتحفيظ والعلم ، لكن هي عندها شيئ من أخلاقها من الشدة ، طيب إنتوا اتبعوها في الحق الذي هي عليه ، وما تقتدوا بها في شدتها يعني إذا رأيتم إن عندها يعني تنفير ،(1/15)
وعندها عصبية ، وعندها يعني نرفزة ، وعندها غضب شديد، طيب لا تقتدوا بها في هذا الجانب .
المقدم:
لكن كيف تكون نصيحة القدوة في هذا الحال علينا واجب تجاه علمائنا والمربين إنا ننصحهم بالحق ؟
الشيخ محمد:
بغاية الأدب ودون أن نمس يعني ، حدث قيل إن اثنان من غلمان المسلمين اللي فيهم دين وصلاح مع أنهم غلمان ، يعني مثلاً عند البلوغ كده شباب صغار رأيا شيخاً كبيرًا عند المسجد يتوضأ وضوءًا سيئًا ، لكن هذا الشيخ الكبير ، والآن يقولون له إنت وضوءك خطأ إنت عندك خطأ وكذا ، فربما يغضب ، فنظر أحدهما إلى الآخر تفاهم على خطة فاقترب منه ، فقال يا عم أنا وهذا اختصمنا أينا أحسن وضوءًا هو يقول أنا وضوئي أحسن ، وأنا أقول أنا وضوئي أحسن ، ونريدك أن تحكم بيننا ، فتوضأ الأول فأكمل وأحسن وأسبغ ، ثم توضأ الثاني فأكمل وأحسن وأسبغ ، ثم نظرا إليه ، فقال أنا اللي وضوئي خطأ وأنتما وضوءكما صحيح ، فهم ولكن تمت بطريقة لطيفة ، بدون مهاجمة ، فنحن يعني كيف الواحد الاحترام ، والتوقير ، يعني معناه أيضاً لو أخطأ بطريقة مناسبة ، بدون إحراج.
أو ربما رسالة تحكي مثلاً الموضوع لشخص آخر يصل له الرسالة هذه أو كذا ؟(1/16)
ولابد أن يكون أيضاً القدوة يستوعب هذا ، أحمد كان يقول -رحمه الله- الإمام أحمد يقول نحن قوم مساكين ، ليه يتيح المجال يعين لو جاء واحد يقول أخطأت ما يتهيب ، أن يقول ، هو يربي الناس ، إيش الخلفاء أبو بكر وعمر يقول إذا اعوججت فقوموني يعني هو يطلب منهم ، هو يجب أن يقول يا ناس إذا عندكم علي انصحوني ، وما هي قضية مثل ما يفعل هؤلاء المنافقون في مثل الذباب يقعون على أخطاء يتصيدون يعني ما هي قضية الآن ، إيش أخطاءه ، على هذا الداعية ، إيش أخطاءه ، على هذا الداعية ، كما يفعل مذهب الذباب هذا مذهب المنافقين يعني ، لا هي قضية يعني ما يخشى انتشاره إلى الآخرين ناس ننصح نقول يا فلان إنت مثلاً قدوة أفتيت كذا ، كنت قدوة ، هذا يعني من أجل مراعاة .
المقدم:
أحسن الله إليكم يا شيخ محمد وقت البرنامج أوشك على الانتهاء هل عندكم من كلمة في ختام هذه الحلقة ؟
الشيخ محمد:(1/17)
يعني قضية تبقى قضية الاقتداء لازم الجيل يتربى على الأخذ التواضع ، المشكلة الآن كل واحد يرى نفسه إمام ، يعني يرى نفسه حجة ، وعنده يعني رأي إعجاب نحن الآن في عصر إعجاب كل ذي رأي برأيه ، قضية السماع للآخرين ومعرفة ما عندهم السؤال والاستشارة ، والطلب ، هذا قليل ، إلا طبعاً من رحم الله ، وفيه حتى ما نقول يعني فيه نتفاءك ، والواحد يتحمل شدة يعني من يعلمه ، الطالب يتحمل شدة المدرس ، والابن يتحمل شدة أبيه أو أمه عليه، والتلميذ في الدرس يتحمل شدة الشيخ ، والمشترك في حلقة تحفيظ يتحمل شدة ، ليش ليستفيد صح ، الشدة أحيانًا منفرة ، لكن هو خلاص إذا صار خطأ شخصي انسحبنا وتركنا كل شيء وما يعني لا بالعكس ، مرت مواقف ربما يعني في زمن السلف كان الواحد ، جاء واحد للإمام مالك -رحمه الله- قال أنا أريد أن أطلب عليك ، قال اقرأ، قال لا أنت حدثني ، قال حدثني ، فأمر مالك -رحمه الله- بتعزيره ، خمسة عشر جلدة ، الشيخ يقول له اقرأ يقول له أنت حدثني ، فلما يعني ضرب بما يناسبه قال جاء الإمام قال : لما ظلمتني ضربتني خمسة عشر ضرة بغير جرم لا أجعلك في حل ، قال الشيخ مالك طيب فما كفارته ، شوف الشيخ أنا كيف أن أتحلل منك، قال أن تحدثني بخمسة عشر حديثًا ، قال فحدثني بخمسة عشر حديثًا فقلت له زد في الضرب وزد في الحديث فضحك مالك وقال اذهب ، يعني كانوا يتحملوا يعني الواحد ، الأعمش -رحمه الله- كان فيه شدة من الحدة -رحمه الله- فجاءه رجلان ، واحد طالب علم ، والثاني ما هو طالب علم ، بس كده تكملة العدد ، يعني جاي مع صاحبه ، فغضب الأعمش يومًا على الذي من شأنه الحديث يعني طالب العلم ، غضب عليه يعني بكلمة أو لما راح انصرف الشيخ الأعمش -رحمه الله- مشى ، قال هذا الثاني ، لو غضب علي كما غضب علي لم أعد إليه ، وهذا سبحان الله ، بعض الناس ، والله لو المدرس يسوي لي مثل ما سوى لك والله ما ، فهذا الطالب ذهب للأعمش قال له ، إن صاحبي(1/18)
قال كده ، قال : هذا حمق يترك ما ينفعه لسوء خلقي ، يعني الواحد من أجل التعلم يتحمل ، لا يتعلم العلم مستحي ولا مستكبر .
لكن سبحان الله هذا الرجل يقول للإمام مالك يقول له زيد في الضرب وزيد في الحديث؟
المقدم:
أحسن الله إليكم يا شيخ محمد على ما قدمتم في هذه الحلقة وبارك الله شكراً على ما قدمتم وشكراً لكم أنتم أيها الإخوة والأخوات المشاهدين والمشاهدات على حسن متابعتكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(1/19)