بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله وخليله وخيرته من خلقه، بعثه بالحق رحمة للعالمين وسراجًا لهذا الدين القويم.. وبعد..
أخيتي يا أسوة الزهراء.. هي كلمات والله أخرجتها من صميم قلبي أخاطب فيها تلك الوجوه البريئة، والأحاسيس الرقيقة.. هي كلمات والله حبرها دمي يرسلها قلبي عبر بريدي الخاص قلمي.. إلى تلك الزهور اليانعة، إلى بنات جنسي، إلا حفيدات حفصة وخديجة، وأخوات عائشة وفاطمة، إلى من غرتهن الدنيا وزخرفها فنسين ما أعد الله لهن من النعيم في الآخرة.
يا درة حفظت بالأمس غالية
واليوم يبغونها للهو والطربِ
يا حرة قد أرادوا جعلها أمة
غربية العقل.. لكن اسمها عربي
هل يستوي من رسول الله قائده
دومًا وآخر هاديه أبو لهبِ؟!
وأين من كانت الزهراء أسوتها
ممن تقفت خطى حمالة الحطبِ
أختاه لستِِ ببنتٍ لا جذور لها
ولست مقطوعة مجهولة النسبِ
أنت ابنة العرب والإسلام عشتِ به
في حضن أطهر أمٍ من أعز أبِ
فلا تبالي بما يلقون من شبهٍ
وعندك العقل إن تدعيه يستجبِ
سليه: من أنا؟ ما أهلي؟ لمن نسبي؟
للغرب أم أنا للإسلام والعربِ؟
لمن ولائي؟ لمن حبي؟ لمن عملي؟
لله أم لدعاة الإثم والكذب؟
أي دارٍ تتمنين؟(1/1)
أخيتي الغالية.. طالما والله فكرت في حالي وحالك أنحن من السعداء أم من الأشقياء؟ ماذا سيكون حالنا عند الاحتضار ومصارعة ملك الموت عند نزع الروح؟ وهل سيختم لنا بـ «لا إله إلا الله» أم بغيرها؟ وما حالنا إذا أدخلنا قبورنا وحدنا في ظلمتها وضيقها؟ ليس فيها أنيس إلا العمل الصالح؟ أم كيف سننجو من ضمة القبر؟ التي ما نجى منها سعد بن معاذ الذي اهتز لموته عرش الرحمن.. فكيف بنا يا أخيتي؟ وبماذا سنجيب منكرًا ونكيرًا عند سؤالهما؟ وما حالنا عند الفزع وبعثرة القبور في أرض المحشر؟ وأنت مهطعة إلى الداعي مع الخلائق عارية الجسد ليس عليك ما يسترك؟ وعند المرور على الصراط هل ستنجين أم ستهوين في نار جهنم والعياذ بالله؟ وعند تطاير الصحف والميزان والحساب؟ بماذا ستخاطبين الجبار سبحانه وتعالى؟ أم كيف ستقفين أمامه وأنت على هذه الحال؟ وهل تعلمين إلى أي دارٍ تساقين حين تفرغين من الحساب قال سبحانه: { وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا } ، وقال: { وَسِيقَ الَّذينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا } .
فيا أخيتي.. إنها حقيقة سوف تعايشينها بأم عينك فإلى أي دارٍ تريدين أن تنساقين؟ وأي دارٍ تتمنين؟ فالاختيار بيدك ما دمتِ فوق الأرض.
أعيدي عباءتك إلى مكانها
غاليتي.. كنت أحترمك كثيرًا وأشعر أنك امرأة واعية.. لا تقبل أنصاف الحلول.. ولا أرباعها.(1/2)
لقد تعجبت من تساهلك الغريب الذي أبديته تجاه تلك العباءة المزخرفة، حاولت جاهدة أن أتخلى عن حماسي تجاهك واندفاعي.. ولكن شعور الغيرة داخلي لم يصمد تجاه هذه الموقف الغريب الذي بدر من ابنة الإسلام.. قلت لك بهدوء متكلف: الحجاب عبادة، والعبادة لا تقبل التغيير ولا التبديل ونحن فيه متبعون لأوامر الله تعالى وعلينا إذا لبسنا الحجاب أن يكون امتثالاً لأوامر الله { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ } [الأحزاب: 36].
غاليتي.. حينما تكون عباءتك هي التي دفعت أعين الرجال لتنظر إليك أو تفتن بك.. فحري بك أن تعلمي أنك ممن توعدهم ربهم بعذاب النار وعذاب الحريق { إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ } [البروج: 10].
فيا أخيتي.. عودي إلى صوابك.. وأعيدي عباءتك إلى مكانها..
فتوى..
س: ما حكم وضع العباءة على الكتف؟
أجاب فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين حفظه الله تعالى بقوله: قد أمر الله المؤمنات بالتستر والتحجب الكامل فقال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ } [الأحزاب: 59]، والجلباب هو الرداء الذي تلتف به المرأة ويستر رأسها وجميع بدنها ومثله العباءة هو من باب التستر والاحتجاب، وعلى هذا فلا يجوز للمرأة لبس العباءة فوق المنكبين لما فيه من المحذور ويخاف دخوله في الحديث: «صنفان من أهل النار.. إلى قوله.. ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها.. الحديث».
نفسي ليست رخيصة(1/3)
حينما تكون الفتاة مسئولة عن نفسها بتصرفاتها الشخصية؛ كاختيار ملابسها مثلاً أو نوع طعامها؛ فهذا شيء لا يعارض الفطرة، الغريب في الأمر أن شريحة كبيرة من الفتيات تُكون لها علاقات عاطفية عبر «سماعة الهاتف» التي قد ألبست كثيرًا من الفتيات لباس الخزي والعار، وتهدمت على أثرها كثير من بيوت المسلمين، وعندما نقدم لها نصيحة ملؤها الحب والشفقة ترد وبكل ثقة: هذا أمر يخصني وأنا مسؤولة عنه، كذبت والله هذا الأمر لا يخصها هي بالذات وليست هي وحدها المسؤولة؛ بل الضحية في هذا الأمر كثير أولهم أهلها ومجتمعها ثم دينها وحياؤها الذي متى ما ذهب عنها؛ تصبح لا قيمة لها وباطن الأرض خير لها من ظاهرها..
أختاه..
النفس التي بين جنبيك ليست رخيصة حتى ترمينها هذه الرمية البشعة إنكِ يا أخيتي غالية.. فكري في مستقبلك وسمعتك حينما يقولون فلانة جلبت الخزي والعار لأهلها عبر ماذا «سماعة الهاتف» فكري جيدًا في ذاك الذئب الماكر الذي طالما خطط وخطط لاصطيادك ليقضي على أعز ما تملكين على شرفك ثم يرميك رمي الكلاب فأنتِ أخيتي كالزجاجة سريعة الخدش والكسر..
لكن أخيتي اجعلي تفكيرك الأول والأخير فى الله عزَّ وجلَّ وهو يراكِ حين تعصينه.. نعم قد غابت عنك أعين والديكِ وإخوانك لكنه سبحانه لا تأخذه سنة ولا نوم يعلم السرائر وما تخفي الصدور، فراقبيه يا أختاه في السر والعلن، ولا تحاولي أن تعصيه في أرضه وفي ملكه فأنت بلا شك الخاسرة في الدنيا والآخرة.
الإعجاب الداء العضال
الإعجاب..(1/4)
داءٍ يصيب الكثير من الفتيات بدايته نظرات وابتسامات، وأوسطه هدايا ومراسلات، وربما آخره شرورٍ وبليات سلوك شاذ ومستقبح أعيى الكثيرات فلا ترى إلا مطاردة تلك المحبوبة للاستمتاع بمشاهدة ابتساماتها وحركاتها ومحاولة تقليدها دائمًا بلباسها ومكياجها، وربما بمشيتها، هو سلوك حقيقة يدعو إلى السخرية في جميع أحواله، وقد يصل الإعجاب عند الكثيرات إلى حد التعلق والهيام بالمعشوقة التي قد ملكت قلبها لدرجةٍ تطغى في بعض الأحوال على الحب الإلهي الذي هو الحب الأصدق كما قال تعالى: { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا للهِ } [البقرة: 165].
الحب.. ما أروعها من كلمة وألطفها من عبارة تحت مسمى الحب الزوجي، ولقد شوهت هذه الكلمة «الإعجاب» جميع معانيه الصادقة، والخوف ليس من ظاهر هذا الداء بل من باطنه.. باطنه همسات وقبلات لكن ما بعدها؟ حسراتٍ وآهات.. والخشية عليهن والله من تبدل النعمة وانتكاس الفطرة كما حصل في قوم لوط - عليه السلام - .
ذهبت لذاتهم، وأعقبت حسراتهم، وانقضت شهواتهم، تمتعوا قليلاً وعذبوا طويلاً، أسكرتهم خمرة تلك الشهوات فما استفاقوا منها إلا في ديار المعذبين، وأرقدتهم تلك الغفلة فما استيقظوا منها إلا وهم في منازل الهالكين فندموا والله أشد الندامة حين لا ينفع الندم وبكوا على ما أسلفوه بدل الدموع الدم فلو رأيت الأعلى والأسفل من هذه الطائفة والنار تخرج من منافذ وجوههم وأبدانهم وهم بين أطباق الجحيم وهم يشربون بدل لذيذ الشراب كؤوس الجحيم ويُقال لهم وهم على وجوههم يسحبون ذوقوا ما كنتم تكسبون { اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } [الطور: 16] (1) .
الحرية المزعومة
__________
(1) مقتبس من كتاب الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي لابن القيم رحمه الله.(1/5)
غاليتي..
الحرية هدف سامي وغاية كل فتاة، ولكن ما الحرية؟ وما المقصود منها؟
الحرية تعني التحرر من كل قيد دينيًّا أو أخلاقيًا أو اجتماعيًّا، والتمتع بالشهوات بلا حد، فباسم الحرية أخرجت المرأة من البيت تزاحم الرجل في مجالات حياته وخلع منها الحجاب وما يتبعه من فضائل العفة والحياء والطهر والنقاء، وغمسوها بأسفل دركات الخلاعة والمجون لإشباع رغباتهم الجنسية، ورفعوا عنها يد الرجل لتسويق التجارة بعرضها دون رقيب عليها، ورفعوا حواجز منع الاختلاط والخلوة لتحطيم فضائلها على صخرة التحرر والحرية والمساواة، والقضاء على رسالتها الحياتية أمًّا وزوجة ومربية أجيال وسكنًا لراحة الأزواج إلى جعلها سلعة رخيصة مهينة مبتذلة في كف كل لاقط من خائن وفاجر إلى آخر ما هنالك من البلاء المتناسل.. وهكذا تحت وطأة سعاة الفتنة الذين ينادون بتحرير المرأة المسلمة باسم الحرية والمساواة آلت نهاية المرأة الغربية بداية للمرأة المسلمة في هذه الأقطار (1) .
مأساة الغربيات
أختي المسلمة:
هناك الكثير من بنات جنسك يتمنون ما أنتِ عليه من الكرامة والعزة، فنعمة الإسلام قد حرم منها الكثير من نساء الغرب لما يلاقينه من هضم لحقوق المرأة في بلادهم، فحقوقهن قد رميت مع النفايات في براميل القمامة، فمتى ما شبت الفتاة عندهم أصبحت مسؤولة عن نفسها، تنفق على نفسها، لا يهم من أين يكون الدخل أهو من حرام أم من حلال، وكثير منهم لا يسمح لها والداها بالسكن معهما فهي أيضًا مسؤولة عن سكنها، ومنهن من يغتصبن وتنتهك أعراضهن دون مبالاة من ولي أمرها، هم والله كالأنعام بل هم أضلا سبيلاً.
ومتى ما كبرت واحدودب ظهرها؛ أصبحت بالنسبة لهم منتهية الصلاحية فترمى بدور العجزة أو ببيتٍ خالٍ من الأبناء لتقوم بشغل وقتها بتربية القطط والكلاب قد نساها أبناؤها فأين حقوقها كأم وامرأة مسنة؟
__________
(1) مقتبس من كتاب «حراسة الفضيلة» د. بكر بن عبد الله أبو زيد.(1/6)
إن مأساتهن عظيمة فلقد حرمن الحب والرحمة في وقت هن بأمس الحاجة إليه، فهن يشاهدن ما أنت عليه من النعيم والتعظيم والمحبة لك في قلوب المسلمين حتى وإن كبرتِ وأصبحت امرأة مسنة فهناك أبناؤك البررة بك يخدمونك كبيرة، كما ربيتهم صغارًا.
أختاه.. أنهن يتمنين أن يدخلن في الإسلام لأجل أن يلاقين من الكرامة والعزة مثل ما تلاقين.. إنهن علمن يا أختاه أن الإسلام قد ضمن لك سائر الحقوق منذ أن كنت طفلة فأمر والديك بحضانتك وتربيتك التربية الإسلامية الصحيحة وحينما تبلغين وتكبرين إذ زوجك بانتظارك، ولما كبرتِ أمر الإسلام برعايتك، ولقد توعد الله من يعقك بالعذاب الشديد.. ألا فاحمدي الله يا أختاه على هذه النعمة أن جعلكِ مسلمة وأن جعلكِ من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - .
إنني شامخة
أيتها الدرة المكنونة.. والجوهرة المصونة.. أصغي لي سمعك وقلبك فإني لكِ محبة وعليك مشفقة وبنار الغيرة قد اكتوى فؤادي، وبدموع المحبة اغرورقت عيناي كيف لا يا أخيتي وأنا أرى إخوان القردة والخنازير قد وجهوا نحوك سهامهم المسمومة لاصطياد عزتك وشموخك وإسقاطكِ في بحر الرذيلة ينصبون حولك شباكهم بأوجه متعددة، فتارة بالعباءة المطرزة، وتارة بالموضة واللباس الفاضح، وتارة بغزوك فكريًّا بهذه القنوات الهدامة.
وما لي أراكِ أخيتي توشكين أن تسقطي في شراكهم؟
ما لي أراكِ تتقاذفكِ أمواج الحيرة وتوشك أن ترمي بكِ في مستنقعات الرذيلة؟
أخيتي الغالية.. إن طوق النجاة بيدك وأنت لا تشعرين فلماذا لا تتمسكين به لكي تسعدي في الدنيا والآخرة..؟ إنه الحجاب الشرعي فعليك أخيتي. أن تحاربي عباد الصليب بهذا الحجاب والتمسك به، فلا سلاح في يديك أقوى منه.. فلا عزة لك ولا شموخ إلا بهذه العباءة.
إلى من قدوتها الصحابيات(1/7)
هذه الكلمات أوجهها إلى صنفٍ خاص من النساء هن اللائي لم يلههن زخرف الحياة الدنيا عن طاعة الله واتباع سنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ، هن الزاهدات القانتات الصائمات الذاكرات الله كثيرًا، اللاتي قد طغى حب الله ورسوله على ما سواهما، كيف ولا وهن اللاتي قد جعلن مواقف خير نساء هذه الأمة الصحابيات نصب أعينهن ليقتدين بهن في سائر المجالات وهنيئًا لهن فهن الفائزات بإذن الله في الدنيا والآخرة وإليهن «إلى من قدوتها الصحابيات» أقدم لهن هذا العقد الثمين من النصائح والجواهر الغالية عسى الله أن ينفعني بها وأخواتي المسلمات.
1- أكثري من قراءة القرآن بتدبر وخشوع، وقراءة كتب التفسير؛ كتفسير ابن كثير والسعدي والشوكاني.
2- حاولي جاهدة أن تحفظي شيئًا من أحاديث المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ؛ كالأربعين النووية فأنت لن تخدميه إلا بحفظ جزءٍ من أحاديثه وتطبيق سنته.
3- ابحثي عن مؤلفات تتكلم عن حياة الصحابيات وأمهات المؤمنين وبطولاتهن عبر التاريخ فهذا سينفعك في فهم الصورة بشكل أوضح وأعمق.
4- حاولي بقدر استطاعتكم أن تهجري مجالس اللغو لما فيها من شرورٍ عظيمة؛ كالغيبة واللهو بالدنيا عن الآخرة.
5- أكثري من مجالسة الصالحات في مجالس الذكر التي هي رياض الجنان.
6- بري والديكِ فهما طريقان يوصلانك إلى الجنة فحاولي تنفيذ أوامرهما وعدم التذمر منهما.
7- أكثري من النوافل؛ كصيام الاثنين والخميس، وثلاثة أيام من كل شهر، والسنن الرواتب، وقيام الليل، وصلاة الضحى وبهذا تفوزين بمحبة الله عزَّ وجلَّ.
8- أحسني معاشرة الزوج فإنك لن تبلغي حقه مهما عملت فاحفظي سره وماله وولده.(1/8)
9- لا تكثيري الخروج من المنزل لغير حاجة فهذا خلق الصحابيات فإنهن رضي الله عنهن دائمات العبادة ولا يخرجن من بيوتهن لغير حاجةٍ ملحة، وعلى العكس فهذا خلق نساء الجاهلية قال تعالى: { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى } [الأحزاب: 33].
10- حاولي جاهدة تغيير المنكر فإن لم تستطيعي بيدك فبلسانك فإن لم تستطيعي فبقلبك!
وأخيرًا.. أوصيك بالدعاء لأخواتك المسلمات الهداية بظهر الغيب..
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعلكن من القانتات الصائمات الذاكرات الله على كل حال، وأن يجمعني وإياكم في أعلى درجات الجنان آمين.
من هي الرابحة؟
- ربحت الفنانة... مبلغًا وقدره.. على جائزة أفضل أغنية..
- ربحت الممثلة... مبلغًا وقدره.. على جائزة لدورها البطولي في المسلسل...
- ربحت الآنسة... مبلغًا وقدره... لتتويجها منصب ملكة جمال العالم..
- ربحت الفائزة.. مبلغًا وقدره.. لمشاركتها في برنامج عبر القنوات الفضائية..
يا خادم الجسم كم تسعى لخدمته
أتطلب الربح مما فيه خسرانُ
أقبل على النفس فاستكمل فضائلها
فأنت بالنفس لا بالجسم إنسانُ
هل تريدين معرفة من هي الرابحة؟ وما هو الربح الحقيقي؟
* الرابحة هي.. التي وهبت نفسها لله تعالى.
* الرابحة هي.. التي صلَّت فرضها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأدت حق زوجها.. حتمًا تدخل جنة ربها..
* الرابحة هي.. المستغفرة بالأسحار الذاكرة الله تعالى في أطراف الليل والنهار..
* الرابحة هي.. السبَّاقة لعمل الخيرات المبتعدة عن المحرمات..
* الرابحة هي.. القوَّامة بالليل الصوَّامة بالنهار..
* الرابحة هي.. العائدة التائبة المراقبة لله عزَّ وجلَّ.
إذًا.. الربح الحقيقي هو.. السعادة في الدارين: الدنيا والآخرة.. ولكن من ستربح أكثر وأكثر؟؟؟ ليثقل الميزان وتحصلين على الجنان.. ما زالت الفرصة أمامك.. وما زال الربح قائمًا ولنعمل من الآن..(1/9)
كيف تجددين حياتك بعد التوبة؟
قبل فترةٍ من الزمن قد استهوتني فيها الذنوب والمعاصي، حياتي لا تَمتّ للطريق المستقيم بصلة، كانت عبارة عن حياةٍ بهيمية أكل.. شرب.. نوم.. كنت غارقة في أوحال المعاصي بين مجلاتٍ ماجنة، وأفلامٍ خليعة، وأغانٍ غرامية، كنت بعيدة بعدًا كليًّا عن كل ما يقربني إلى الله عزَّ وجلَّ حتى الصلاة التي هي صلة بيني وبين الله كنت أنقرها كنقر الغراب بدون خشوع ولا تدبر للآيات.
المهم أني أنزلها عن عاتقي وهذا هو روتيني اليومي، وفي (لحظة) لطالما انتظرتها هي والله أغلى لحظة في حياتي هي لحظة تغير الأحوال وتبدلها.. هي لحظة الهداية من المنان – عزَّ وجلَّ – فالحمد له أني لم يتداركني الموت وأنا على هذه الحال التي والله لو أنني مت عليها لما سعدت في الدنيا والآخرة فهذه في حد ذاتها نعمةٍ لا أعلم كيف يؤدى شكرها ولكأني والله ولدت من جديد، لكن هناك سؤال أظن أنه يدور في خاطر كل فتاة هو كيف أصبحت حياتي بعد أن عرفت طريق الهداية؟ بعد أن اتجهت إلى الله بكل جوارحي ذقت طعم حلاوة الإيمان الذي فقدته في حياتي الماضية، غسلت دموع التوبة ذنوب سنين طوال، ورحمت حياتي بعد الدمار، انقلبت حياتي رأسًا على عقب بعد أن كنت أقضي الليل بمشاهدة المسلسلات أصبحت أحيي الليل بالقرآن، وبعد أن كنت أقرأ المجلات أصبحت قراءتي لكتب السيرة والحديث، وبعد أن كنت أقضي وقتي بسماع الأغاني أصبحت أتلذذ بسماع القرآن بأصوات كبار المشايخ وأئمة المسجد الحرام، وهل تعلمي يا أختاه أنكِ بإمكانك أن تتذوقي هذه الحلاوة وتجددي حياتك بعد هذه الفوضوية؟ نعم بإمكانك لأن بكل دمعة توبة صادقة تعالجين بها شرخًا في هذه الحياة الفارغة، لتبدئي حياة جديدة أصلها حب الله ورسوله، وجذورها خوفك ومراقبتك لله، وفروعها أعمالكِ الصالحة، وثمارها فوزكِ في الدنيا والآخرة.. (1) .
__________
(1) كتبتها مولودة جديدة في هذه الحياة تبلغ من العمر سنتين.(1/10)
ما حالكِ في الجنة؟
أختاه..
هل تمنيتِ الجنة يومًا ما؟ هل سكبتِ الدموع شوقًا لدخولها؟ هل سألت الله بصدق أن تكوني من أهلها؟ هل تخيلتي حالكِ هناك؟
فما يا ترى الشعور الذي سينتابك لو علمتِ بجمال خلقتك التي لستِ عليها في الدنيا إذ أنك في الجنة مطهرة من الحيض والبول والنفاس والغائط والمخاط والبصاق وكل قذر وكل أذى يكون من نساء الدنيا.. يرى الناظر وجهه في كبدك كالمرآة من رقة اللون وصفائه.. الضيق منكِ في أربعة مواضع: فمكِ وخرق أذنكِ وأنفكِ وما هنالك.. والسعة منكِ في أربعة مواضع: عينكِ وكاهلكِ وما بين كتفيك وجبهتك.. والبياض منك في أربعة مواضع: لونك وفرقك وثغرك وبياض عينيكِ.. والسواد منك في أربعة مواضع: عينكِ وحاجبكِ وهدبكِ وشعركِ.. والطول منك في أربعة مواضع: قوامكِ وعنقكِ وشعركِ وبناتك.. والقصر منك في أربعة مواضع وهي معنوية: لسانكِ ويدكِ ورجلكِ وعينكِ فتكونين قاصرة الطرف قصيرة الرِّجل واللسان عن الخروج وكثرة الكلام، وقصيرة اليد عن تناول ما يكره زوجك.. والرقة منكِ في أربعة مواضع: خصركِ وفرقكِ وحاجبكِ وأنفكِ، وأن المرأة من نساء أهل الجنة لتلبس عليها سبعين حلة من حرير فيرى بياض ساقيها من ورائهن ذلك بأن الله يقول: { كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ } [الرحمن: 58]، ألا وإن الياقوت حجر لو جعلت فيه سلكًت ثم استصفيته نظرت إلى السلك من وراء الحجر، صفاؤهن كصفاء الدر الذي في الأصداف الذي لم تمسه الأيدي، ورقتهن كرقة الجلد الذي في داخل البيضة مما يلي القشرة، ولو بصقت إحداهن في سبعة أبحر لعذبت البحار من عذوبة فمها.. هذا ولم نذكر من نعيمها السرمدي إلا مثل نقطة في بحر.. وما عند الله خير وأبقى... (1) .
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
* * *
__________
(1) مقتبس من كتاب «حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح» للإمام ابن القيم.(1/11)