المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد..
فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} ، (1) {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} ، (2) {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} {يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} . (3)
_________
(1) سورة آل عمران، آية: 102.
(2) سورة النساء، آية: 1.
(3) سورة الأحزاب، الآيتان: 70، 71.(1/1)
وبعد. . فإن من أفضل الأعمال التي تقرب إلى الله في هذا الوقت تعليم الناس، ونشر سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم، بأسلوب سهل يفهمه العامي والمتعلم، وتكرار ذلك حتى ينتشر بينهم ويثبت في أذهانهم، وخير من يقوم بهذا العمل في هذا الزمن الذي كثرت فيه شواغل الناس وصوارفهم هم أئمة المساجد، حيث يغتنمون الدقائق التي يجتمع فيها الناس في المسجد؛ لتعليمهم ما تمس إليه الحاجة من السنن الشرعية، والآداب النبوية وتنبيههم على بعض المخالفات الشرعية مع ربطهم بالدليل من كتاب الله وسنة رسوله، ليتربى الناس على الارتباط بالكتاب والسنة والرجوع إليهما ويتأكد في أذهانهم أنهما المصدر الوحيد للشرع.
لذلك كانت الحاجة ماسة لوضع كتاب يكون بإذن الله أكثر مناسبة مما سبقه، ويحقق بعون الله فوائد ليست موجودة في غيره، فاستعنت الله على وضعه، مع يقيني أني لست أهلاً لذلك، ولكن طمعاً في فضل الله الواسع تطفلت على كتب أهل العلم في جمعه، والله جواد كريم يؤتي فضله من يشاء.
وقد راعيت فيه الآتي:
- أُصَدِّرُ الباب بآياتٍ من كتاب الله إن وجدت.(1/2)
- لا أورد إلا ما صح عن رسول الله، واعتمدت في ذلك - فيما هو في غير الصحيحين - على كلام العلماء المحققين المعتبر قولهم وتركت - ما أمكن - ما كان الخلاف فيه قوياً.
- أذكر معاني الكلمات عند الحاجة وغالباً تكون مدرجة في الحديث بين قوسين بعد كلمة (أي) أو (يعني) لأن ذلك أسهل في فهم المعنى من تأخيرها إلى آخر الحديث.
- أُتبع الأحاديث بشرح مختصرٍ جداً يكون كالمدخل لفهم موضوع الباب.
- أذكر من الفوائد أهم ما يتعلق بالباب مما يناسب المقام محاولاً اختيار أسهل عبارة.
- ابتعدت ما أمكنني عن ذكر الخلافات العلمية وحاولت ذكر الراجح مع الإشارة إلى القول القوي لفائدة، أحياناً، إما بين قوسين أو في الحاشية، وقد أشير إلى من قال بذلك القول من العلماء.
- حاولت جعل الفوائد صالحة لتكون نقاطاً للشرح لمن أراد أن يتوسع فيه.
- عقبت على بعض الأبواب بذكر بعض المراجع المتعلقة به؛ للتسهيل على من أراد التوسع في البحث أو الشرح للرجوع إليها.
- قد أذكر في الباب بعض الأحاديث التي فيها قصة أو عبرة، ولو لم أذكر منها أحكاماً لما في ذكرها من العبرة والتذكير والترقيق.(1/3)
- راعيت الاختصار ما أمكن، رغبة في عدم الإطالة على المصلين ولم ألتزم ذكر كل ما ورد في الباب.
ثم إني عملته على ترتيب جديد - أسأل الله أن ينفع به - وهو أني جعلته في ثلاثمائة وثلاثين باباً، وكل باب درس، على عدد أيام السنة، ما عدا شهر رمضان لأن له دروسه الخاصة به وراعيت في ذلك ترتيبه على أيام السنة ما أمكن بحيث يكون درس كل مناسبة في وقتها، إذ يكون - مثلاً- درس فضل صيام يوم عاشوراء هو الدرس الثامن، ودروس العشر الأول من شهر ذي الحجة مناسبة للوقت. وهكذا، مما يسهل على الإمام مهمة وعظ وتعليم جماعته.
وفي الختام أتوجه بالشكر - بعد شكر الله عز وجل إلى الشيخين الفاضلين: فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين، والشيخ سعود بن عبد المحسن الشبانات، اللذين راجعا جزءًا كبيراً من الكتاب وأبديا ملاحظات وتصويبات قيمة.
كما أشكر كل من أسدى إليَّ نصحاً أو توجيهاً قبل العمل أو أثناءه، وأسأل الله أن يثيبهم أجزل الثواب.
كما أرجو ممن كانت له ملاحظات أو توجيهات، أن يتكرم بإبدائها مشكوراً، حتى يستفاد منها في الطبعات القادمة إن شاء الله تعالى.(1/4)
والله الهادي إلى سواء السبيل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
راشد بن حسين العبد الكريم
حوطة سدير ص ب(1/5)
الشرح:
النية أساس العمل، فعمل الإنسان إنما يكون قبوله ورده بحسب نية عامله، فمن عمل عملاً أخلص فيه لله تعالى وأراد به ثواب الآخرة، وكان عمله على السنة قبل منه، ومن نوى غير الله، أو لم يخلص عمله له بأن أشرك معه غيره، فعمله مردود وهو وبال على صاحبه.(1/6)
الفوائد:
- أن من شروط العمل الإخلاص، وهو أن يقصد به وجه الله تعالى.
- أهمية الإخلاص، إذ العمل من دونه وبال على صاحبه.
- أن صلاح صورة العمل لا تكفي لقبوله.
- وجوب تصحيح النية في كل عمل والحرص على ذلك.(1/7)
الشرح:
للعلم الشرعي منزلة عظيمة في الدين، حث الله عليه ورغب فيه وفضل أهله على غيرهم، وجعل طلبه من أفضل القربات ومن أعظم أسباب دخول الجنة، لما في العلم والتعلم من معرفة الله ومعرفة أوامره ونواهيه، وقيام الدين، فالعلماء بهذا هم ورثة الأنبياء، فالأنبياء ورثوا للناس علم الشرع فمن أخذ به فهو الوارث لهم، وإذا أراد الله بعبد خيراً يسره لتعلم أمور دينه.(1/8)
الفوائد:
- فضل العلم والعلماء حيث إنهم ورثة الأنبياء.
- إن الفقه في الدين دليل على إرادة الله بالعبد خيراً.
- إن طلب العلم من أسباب دخول الجنة.
- إن من خير ما يورثه الإنسان العلم النافع لأن أجره يستمر له بعد موته.(1/9)
الشرح:
تعليم الناس أمور دينهم ودعوتهم إلى الخير هو عمل الأنبياء الذين أرسلهم الله لأجله، فهي أعظم وظيفة. واختار الله لها أفضل خلقه، فمن وفقه الله للسير على طريقهم في تعليم الناس دينهم وإرشادهم إلى الخير فقد نال خيراً كثيراً لما يحصل بسبب نشر العلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الخير في الأرض، ولما فيه من إقامة حجة الله على الناس.(1/10)
الفوائد:
- إن تعليم الناس الخير من عمل الأنبياء.
- فضل تعليم الناس أمور دينهم حيث إن من علم علماً أو دعا إلى هدى فله مثل أجور العاملين به.
- عظم أجر معلم الناس الخير حيث يثني عليه الله تعالى ويستغفر له أهل السماوات والأرض لما يحصل في الأرض من الخير من نشر العلم.
- فضل الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.(1/11)
الشرح:
الناس لا بد لهم من مجالس يجتمعون ويتحدثون فيها، وخير هذه المجالس هي المجالس التي يكون فيها ذكر الله عز وجل، أما المجالس التي لا يذكر فيها الله تعالى، ولا يصلى فيها على نبيه صلى الله عليه وسلم فإنها مذمومة، حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم وأخبر أنها يوم القيامة تكون نقصاً على أصحابها حيث أضاعوا أوقاتهم فيما لا ينفعهم، وأخبر أنها سبب لقسوة القلب فلا يلين لموعظة ولا يستجيب لتذكير.(1/12)
الفوائد:
- الترهيب من كثرة الكلام بغير ذكر الله، كالاستغفار ومدارسة العلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- وجوب الحذر من المجالس التي ليس فيها ذكر الله والحرص على مجالس الذكر.
- أن كثرة الكلام بغير ذكر الله من أسباب قسوة القلب.(1/13)
الشرح:
الوقت هو الحياة، فمن أضاع وقته فقد أضاع حياته وسيسأل عن هذا التضييع، وكثير من الناس مغبون في وقته فهو خاسر فيه وينفقه فيما يعود عليه بالخسار في الدنيا والآخرة.(1/14)
الفوائد:
- وجوب اغتنام الأوقات فيما ينفع.
- أن ابن آدم مسؤول عن أوقاته.
- كثرة المفرطين في أوقاتهم المضيعين لها والمغبونين فيها.(1/15)
الشرح:
اللسان خطر عظيم، وردت في التحذير منه نصوص كثيرة لما فيه من الأوقات التي يصعب التحرز منها ويسهل الوقوع فيها، لمن لم يمسكه إلا في الخير، ولذلك أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنه من أكثر ما يدخل النار.(1/16)
الفوائد:
- خطر اللسان ووجوب التحرز منه إذ إن الإنسان قد يزل في النار بكلمة واحدة يقولها لا يهتم بها.
- إن إطلاق اللسان في غير طاعة من أسباب دخول النار وحفظه من أسباب دخول الجنة.
- خطأ كثير من الناس وغفلتهم بإطلاق ألسنتهم في الكلام بغير فائدة.(1/17)
الشرح:
في حفظ اللسان من الوقوع في المحارم والكلام فيما لا يعني خير عظيم ونجاة في الدنيا والآخرة، فلذلك حث عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأرشد إلى أنه من أعظم سبل النجاة.(1/18)
الفوائد:
- أن تمام إسلام المرء أن يكف لسانه عن المسلمين.
- أن إمساك اللسان سبب للنجاة.
- أن الرجل قد يدخل النار بكلمة لا يهتم لها.(1/19)
الشرح:
صيام يوم عاشوراء وهو العاشر من محرم، اليوم الذي أنجى الله فيه موسى من فرعون، سنة سنها الرسول صلى الله عليه وسلم، يكفر الله بها - رحمة وتفضلاً منه - السنة الماضية.(1/20)
الفوائد:
- فضيلة الصوم في المحرم.
- استحباب صيام اليوم العاشر من المحرم، لأنه اليوم الذي أنجى الله فيه موسى من فرعون.
- أن صومه يكفر ذنوب السنة الماضية (1) .
- استحباب صيام اليوم التاسع معه مخالفة لليهود.
_________
(1) إلا الكبائر.(1/21)
الشرح:
الصوم من العبادات الجليلة، اختصه الله لنفسه ووعد عليه بالأجر العظيم، وهو وقاية من المعاصي ووقاية من النار، وسبب للبعد عنها يوم القيامة، فحري بالمؤمن المبادرة إلى هذا العمل العظيم وتحمل ما فيه من المشقة اليسيرة التي يعقبها الفرح العظيم عند الفطر وعند لقاء الله عز وجل يوم القيامة.(1/22)
الفوائد:
- فضل الصوم وعظم ثوابه.
- أنه وقاية من المعاصي ومن النار.
- أنه سبب للبعد عن النار يوم القيامة.(1/23)
الشرح:
طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وترك كل قول عند قوله والتسليم له هي القاعدة الثانية التي يقوم عليها الدين وهي معنى شهادة أن محمداً رسول الله، فالدين قائم على قاعدتين: ألا يعبد إلا الله، وأن يطاع رسول الله، ولا سبيل إلى الهدى والفلاح والنجاة من الفتن وإلى دخول الجنة إلا بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم.(1/24)
الفوائد:
- وجوب طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقديم قوله على قول كل أحد من البشر.
- أن طاعة الرسول سبب لدخول الجنة.
- أن معصية الرسول ومخالفة أمره سبب للوقوع في الفتنة والعذاب.(1/25)
الشرح:
التوبة من أحب الأعمال إلى الله تعالى وهي سبب للفلاح في الدنيا والآخرة، أمر الله بها المؤمنين ورغبهم فيها لسعة فضله وحلمه ورحمته، ويفرح بها من غناه عنهم، ويقبلها منهم من جميع الذنوب مهما عظمت.(1/26)
الفوائد:
- وجوب التوبة إلى الله في كل وقت.
- فضل التوبة إلى الله حيث إنها سبب للفلاح والله يفرح بها.
- أنها تصح من جميع الذنوب مهما عظمت.
- سعة رحمة الله وفضله حيث إنه يقبل توبة التائبين مهما عظمت ذنوبهم.(1/27)
الشرح:
للتوبة شروط، إذا حققها التائب قبلت توبته بإذن الله، فالتوبة مقبولة ما لم يعاين الإنسان الموت ويتيقنه، وذلك عند غرغرة الروح، وكذلك عند طلوع الشمس من مغربها وتيقن الناس قيام الساعة.(1/28)
الفوائد:
- أن من شروط التوبة أن تكون قبل حلول الموت وبلوغ الروح الحلقوم.
- أن من شروطها أن تكون قبل خروج الشمس من مغربها حيث يختم على الأعمال فلا تقبل التوبة.
- أن من تاب - صادقاً - من ذنب ثم عاد إليه فإن توبته الأولى تقبل لكن يحتاج إلى توبة أخرى منه.(1/29)
الشرح:
بلغ الصحابة رضوان الله عليهم، مبلغاً عظيماً من كمال الإيمان، إلا أنهم ليسوا بمعصومين، فما أن يصيب أحد منهم ذنباً إلا ويلجأ إلى الله بالتوبة، ويطلب إقامة الحد عليه حتى يطهره من ذنبه.(1/30)
الفوائد:
- قوة إيمان الصحابة رضوان الله عليهم وصدق توبتهم.
- سعة رحمة الله وقبوله توبة التائبين.(1/31)
الشرح:
للإيمان أصول لا يقوم إلا عليها، سأل عنها جبريل النبي صلى الله عليه وسلم تعليماً للأمة حتى يحفظوها لأهميتها وهي الأصول الستة المذكورة في هذا الحديث العظيم.(1/32)
الفوائد:
- أن للإيمان ستة أركان لا يقوم إلا بها. .
- أن هذه الأركان هي: الإيمان بالله، والإيمان بملائكته، والإيمان بكتبه، والإيمان برسله، والإيمان باليوم الآخر، والإيمان بالقدر.
- أن من أنكر شيئاً من هذه الأصول فهو كافر.(1/33)
الشرح:
التوحيد أعظم الطاعات وأساسها، وهو إفراد الله بالعبادة، والكفر بكل ما يعبد من دون الله تعالى، ولأجله خلق الله الجن والإنس وبعث النبيين عليهم السلام، وقد وعد الله من حققه بالجنة مهما بلغت ذنوبه.(1/34)
الفوائد:
- فضل التوحيد وأنه أعظم أسباب دخول الجنة والنجاة من النار، وأنه شرط لدخول الجنة.
- أنه الغاية من خلق الجن والإنس، ولأجله بعث الرسل عليهم الصلاة والسلام.(1/35)
الشرح:
الشرك بالله وهو تسوية غير الله بالله فيما هو من خصائص الله، أقبح الذنوب وأكبرها على الإطلاق، لا يغفر الله لمن مات عليه، بل هو خالد مخلد في النار لعظم جرمه في حق الله سبحانه وتعالى.(1/36)
الفوائد:
- خطورة الشرك ووجوب الحذر منه.
- أن الله لا يغفره إلا بالتوبة منه، فليس كغيره من الذنوب إن شاء الله غفره وإن شاء عذب صاحبه.
- أن من مات على الشرك فقد حبط وبطل عمله.
- أنه سبب الخلود في النار.(1/37)
الشرح:
الرياء هو التصنع للخلق في العبادات أو تزيينها لهم، عده الرسول صلى الله عليه وسلم من الشرك وحذر أمته منه لخفائه على كثير ممن هو واقع فيه ولأنه مفسد للأعمال ومحبط لها.(1/38)
الفوائد:
- في خوف الرسول صلى الله عليه وسلم على الصحابة من الرياء تنبيه لمن هو دونهم بالحذر الشديد منه.
- أن الرجل الصالح قد يقع في الرياء وهو لا يشعر.
- أن عمل المرائي مردود عليه وغير مقبول.
- الوعيد الشديد للمرائين.(1/39)
الشرح:
التميمة هي ما يعلق على الإنسان لدفع العين أو نحوها من خرز أو عظم أو نحوهما، وتسمى الحرز أو الحجاب، فمن تعلق شيئاً من ذلك، أي علقها متعلقاً بها قلبه، فقد دعا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ألا يتم له ما أراد من جلب الخير أو دفع الضر، وتعليقها من الشرك.(1/40)
الفوائد:
- أن من علق تميمة معتقداً أنها تضر أو تنفع بنفسها فقد أشرك شركاً أكبر لاعتقاده الضر والنفع في غير الله، وإن اعتقد أنها سبب فقط فهو شرك أصغر.
- لا يجوز تعليق التمائم ولو كانت من القرآن، لأن الصحابة لم يفعلوه ولأنه يكون وسيلة لتعليق غيره ولامتهان القرآن.
- يدخل في ذلك تعليق خرقة أو نحوها في السيارة أو وضع المصحف فيها لدفع العين.(1/41)
الشرح:
الغيب من الأمور التي اختص الله بها نفسه وأخبر أنه لا يعلمها غيره لا ملك مقرب ولا نبي مرسل، فمن ادعى علم الغيب فهو كاهن كاذب وإن صدق أحياناً، ولا يجوز سؤاله أو الذهاب إليه، ومن ادعى علم الغيب أو اعتقد أن مخلوقاً يعلم الغيب فهو كافر لأنه مكذب للقرآن والسنة (1) .
_________
(1) انظر: فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء 1 / 400.(1/42)
الفوائد:
- تحريم إتيان الكهان والعرافين وهم من يدعي علم الغيب ومعرفة ما كان أو ما سيكون.
- أن الكاهن والعراف قد يصدق في كلمة واحدة ولكن يخلطها بمائة كذبة.
- يدخل في الكهانة والتنجيم ما يسمى بقراءة الكف وقراءة الفنجان وأبراج الحظ.(1/43)
الشرح:
السحر من كبائر الذنوب التي توبق صاحبها وتهلكه في الدنيا والآخرة، والساحر الذي يستعين بالشياطين ويتقرب إليهم بالعبادة من دون الله كافر مشرك، لا يجوز الذهاب إليه أو الاستعانة به.(1/44)
الفوائد:
- تحريم السحر وأنه من الذنوب المهلكة.
- أنه من نواقض الإسلام (1) ، لقوله تعالى: {إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ} . ولأنه لا يكون إلا بعبادة الشياطين.
- تحريم الذهاب للسحرة أو التعامل معهم.
_________
(1) ذكره الشيخ محمد بن عبد الوهاب ضمن نواقض الإسلام العشرة.(1/45)
الشرح:
الرقية هي القراءة على المريض مع النفث أو المسح على موضع الألم، وتسمى (العزيمة) وهي مشروعة ونافعة - بإذن الله - إذا كانت من القرآن والأدعية الصحيحة الخالية من الشرك والاستغاثة بغير الله.(1/46)
الفوائد:
- مشروعية الرقية بالقرآن والأدعية المشروعة.
- تحريم الرقية بغير القرآن والأدعية الشرعية.
- إن كانت الرقية تشتمل على دعاء غير الله فهي شرك أكبر.
- يشرع للإنسان أن يعوذ نفسه ولا يلزم أن تكون من شخص آخر.(1/47)
الشرح:
الحلف من المخلوق بشيء تعظيم له، فلا يجوز الحلف إلا بالله، وقد عد الرسول صلى الله عليه وسلم الحلف بغير الله شركاً لما فيه من مساواة غير الله بالله في التعظيم ولو لفظاً، فالواجب الحذر من ذلك، والإنكار على من قاله.(1/48)
الفوائد:
- تحريم الحلف بغير الله وأنه من الشرك الأصغر الذي هو من أكبر الكبائر.
- تحريم الحلف بالنبي والكعبة والشرف والحياة وغيرها من المخلوقات.
- لا يجوز الحلف إلا بالله أو بأسمائه أو صفاته.(1/49)
الشرح:
التطير هو التشاؤم بالطيور كالغراب أو البوم، أو بأسماء الناس أو خلقتهم أو نحو ذلك، فإذا عزم الإنسان على فعل ثم رأى من هذه الأشياء شيئاً فرده، فهذا هو التطير الذي هو من الشرك لاعتقاد الفاعل أن لهذه الأشياء نوع تصرف في الأمور من جلب الضر، ولمنافاتها للتوكل على الله. أما الفأل فليس فيه تعلق للقلب بغير الله ولكن النفس تقوى وتنشط على مطلوبها إذا رأت أو سمعت ما يسرها وهو من حسن الظن بالله.(1/50)
الفوائد:
- النهي عن التطير وهو ترك العمل تشاؤماً بطير أو نحوه.
- أنه من الشرك إذا تسبب في ترك العمل، لاعتقاد الضر والنفع في غير الله تعالى.
- استحباب التفاؤل لما فيه من حسن الظن بالله.(1/51)
الشرح:
من أصول الإيمان الإيمان بالقضاء والقدر فلا يكون الشخص مسلماً حتى يؤمن بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن كل ما يحدث فإن الله قد علمه وكتبه عنده وشاءه وخلقه.(1/52)
الفوائد:
- إثبات القدر وأن كل شيء يحدث فهو بقدر الله.
- وجوب الإيمان بالقدر وأنه من أصول الإيمان.(1/53)
الشرح:
التوكل من أجل العبادات القلبية، ومعناه اعتماد القلب على الله وتفويض الأمور إليه مع اتخاذ الأسباب الشرعية، امتدح الله المتكلين ووعدهم بالجزاء الحسن.(1/54)
الفوائد:
- منزلة التوكل وأنه من أجل العبادات.
- أن تحقيقه سبب لدخول الجنة بغير حساب.(1/55)
الشرح:
السلام شعيرة من شعائر أهل الإسلام المباركة، جعلها الله تحيتهم فيما بينهم وجعلها من حقوق المسلم على أخيه، وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن إفشاءها من أسباب بث المحبة بين المسلمين والتي هي سبب لدخول الجنة.(1/56)
الفوائد:
- فضل السلام حيث إنه تحية من عند الله مباركة.
- أنه سبب للمحبة بين المؤمنين التي هي سبب لدخول الجنة.
- استحباب إلقاء السلام على من عرفت ومن لم تعرف من المسلمين.(1/57)
الشرح:
السلام في الإسلام له صيغة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبر أن الله شرعها لآدم عليه السلام وذريته، وهي أن يقول المسلم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وهذا هو الأفضل، فإن اقتصر على السلام عليكم، أو السلام عليكم ورحمة الله فيكفي، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من أتى بالصيغة الكاملة للسلام فله ثلاثون حسنة.(1/58)
الفوائد:
- أن صيغة السلام المسنون هي: السلام عليكم.
- إن زاد ورحمة الله فهو أفضل، فإن زاد: ورحمة الله وبركاته فهو الأفضل.
- وجوب رد السلام بمثله واستحباب الزيادة، ولا يكفي الرد بأهلا أو مرحبا ونحوهما.(1/59)
الشرح:
للسلام آداب ينبغي للمسلم أن يراعيها، فمن ذلك استحباب السلام على الأهل عند دخول البيت لما فيه من البركة باستفتاح لقائهم بهذه السنة المباركة، ومن آدابه السلام على الأطفال لما فيه من التواضع لهم وتعليمهم سنة السلام.(1/60)
الفوائد:
- استحباب السلام على الأهل إذا دخل الرجل بيته.
- استحباب السلام على الصبيان لما في ذلك من التواضع وتعليمهم سنة السلام.(1/61)
الشرح:
السلام تحية المسلمين فيه إكرام للمسلم عليه، فلا يجوز ابتداء الكفار بالسلام لما فيه من الإكرام لهم، لكن إن سلموا علينا فنرد عليهم.(1/62)
الفوائد:
- تحريم ابتداء الكفار بالسلام، وإذا سلموا علينا فنقول: وعليكم (1) .
- إذا كان في المجلس مسلمون وكفار فيجوز إلقاء السلام على المجموعة.
_________
(1) من العلماء من يرى أنهم إذا أفصحوا بالسلام فيرد عليهم: وعليكم السلام، انظر: زاد المعاد 2 / 424، فتاوى 3 / 33، والتمهيد 17 / 89.(1/63)
الشرح:
من آداب السلام وسنته التي سنها الرسول صلى الله عليه وسلم أن يسلم الراكب على الماشي لما في ذلك من التواضع له وتطييب خاطره، ويسلم الماشي على القاعد، والقليل على الكثير، والصغير على الكبير لما له من حق التوقير، فإذا التقى المسلمان فإن أقربهما إلى الله الذي يبدأ بالسلام لأنه كان سباقاً إلى فعل الخير، ويستحب أيضاً تكرار السلام إذا فارق المسلم أخاه ثم لقيه ولو كانت المدة قصيرة، وكما يستحب لمن أتى مجلساً أن يسلم عند قدومه، وكذلك يستحب السلام عند الانصراف.(1/64)
الفوائد:
- أن السنة أن يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد والقليل على الكثير والصغير على الكبير.
- استحباب إلقاء السلام إذا تفرق المسلمان ثم التقيا ولو قصر الفصل وتكرر ذلك.
- استحباب السلام عند القيام من المجلس ووجود رده.(1/65)
الشرح:
من الأمور التي تقوي المحبة بين المسلمين المصافحة باليد إذا التقى المسلمان، وقد كان هذا من هدي الصحابة رضوان الله تعالى عليهم، وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بجزاء المسلمين إذا التقيا فتصافحا وأن يغفر لهما قبل أن يفترقا.(1/66)
الفوائد:
- استحباب المصافحة وأنها من هدي الصحابة رضي الله عنهم.
- عظم ثواب المسلمين إذا التقيا فتصافحا.(1/67)
الشرح:
الدعاء عبادة عظيمة تظهر فيها روح العبادات كلها وهي الذل والخضوع والافتقار إلى الله تعالى، بالإضافة إلى ما فيه من التعرض لرحمة الله وفضله، فلذلك كان الدعاء أفضل العبادة وما من عبادة إلا وهي متضمنة للدعاء، والله سبحانه يحب من يدعوه ويلح في دعائه ويظهر الافتقار إليه.(1/68)
الفوائد:
- عظم منزلة الدعاء حيث عده الرسول صلى الله عليه وسلم هو العبادة، أي الركن الأعظم فيها.
- أنه أفضل العبادة لما فيه من ذكر الله والالتجاء والرغبة إليه، والاعتماد عليه وإظهار الافتقار إليه تعالى.
- أن الدعاء عبادة لا يجوز صرفها لغير الله، ومن صرفها لغير الله فقد أشرك.
- أن الله جعله سبباً لتبديل القضاء، وهو من القضاء (1) .
- محبة الله لمن يدعوه وغضبه على من لم يدعه.
_________
(1) انظر توضيح الأحكام 6 / 249، تحفة الأحوذي 6 / 289.(1/69)
الشرح:
الدعاء عبادة عظيمة شرع الله لها آداباً تقرب الداعي إلى الله وتجعله أحرى بالإجابة، ينبغي للداعي الحرص عليها فمن ذلك خفض الصوت لما فيه من الخشوع والتذلل، واختيار الجوامع من الدعاء وهو الكلام القليل الذي يشمل الخير الكثير، كذلك على المسلم أن يتجنب الدعاء على نفسه أو ولده أو ماله لأنه قد يوافق ساعة إجابة فيستجاب له، ومن الأمور التي ينبغي تجنبها في الدعاء تعليقه بالمشيئة لما في ذلك من إظهار الاستغناء وعدم الإلحاح في الطلب.(1/70)
الفوائد:
- استحباب خفض الصوت في الدعاء لما فيه من التذلل والخشوع لله.
- استحباب الدعاء بجوامع الكلام، وهو الذي يجمع الخير الكثير في كلمات قليلة.
- التحذير من دعاء الإنسان على نفسه أو ماله أو ولده.
- وجوب الجزم في الدعاء وعدم تعليقه بالمشيئة لأن ذلك يشعر بعدم اهتمامه بالمطلوب وضعف الافتقار إلى الله (1) .
_________
(1) انظر: فتاوى ابن عثيمين 1 / 90، 91، وشروح كتاب التوحيد: باب قول اللهم اغفر لي إن شئت، وفتح الباري 11 / 139 حيث نقل عن ابن عبد البر عدم الجواز، قال هو الظاهر ثم رجح الكراهية بدلالة حديث الاستخارة.(1/71)
الشرح:
الدعاء بظهر الغيب هو أن يدعو المسلم لأخيه المسلم في غيبته، وهذه سنة حسنة درج عليها الأنبياء والصالحون، فهم يحبون لإخوانهم المؤمنين الخير، ويدعون لهم حال غيبتهم عندما يدعون لأنفسهم، ولما في ذلك من المحبة للمؤمنين وإرادة الخير لهم والإخلاص لله في ذلك فإن الملائكة تؤمن على الدعاء، وتدعو للداعي بمثل ما دعا لأخيه.(1/72)
الفوائد:
- فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب وأنه من عمل الأنبياء والصالحين.
- أنه أقرب للاستجابة لتحقيق الإخلاص فيه لله والمحبة للمؤمنين، ولتأمين الملك عليه.(1/73)
الشرح:
للدعاء أوقات ترجى فيها الإجابة أكثر من غيرها، ينبغي للمسلم الحرص على اغتنامها والإكثار فيها من الدعاء، فمن ذلك: وقت السجود حيث المسلم أقرب ما يكون من ربه، وما بين الأذان والإقامة حيث يكون المسلم في انتظار الصلاة، وعند ملاقاة الأعداء في الحرب، وفي آخر الليل حيث ينزل ربنا عز وجل فيه كل ليلة.(1/74)
الفوائد:
- أن هناك أوقاتاً ترجى فيها إجابة الدعاء أكثر من غيرها.
- الحث على اغتنام هذه الأوقات والحرص على كثرة الدعاء فيها.
- من هذه الأوقات: في السجود وبين الأذان والإقامة، وفي آخر الليل، وعند لقاء العدو في الحرب.(1/75)
الشرح:
للدعاء موانع تمنع الإجابة ينبغي للمسلم تجنبها حتى يكون دعاؤه أقرب للإجابة، لكن لا يلزم من عدم تحقق المطلوب أن الدعاء لم يستجب، بل إن الله وهو العليم بما يصلح الناس قد يدخرها لصاحبها يوم القيامة، أو يصرف عنه من السوء مثلها، فينبغي للمسلم إذا دعا ألا ييأس من الإجابة حتى لو لم يتحقق ما يريد.(1/76)
الفوائد:
- أن أكل الحرام ولبس الحرام من موانع الإجابة.
- أن الاستعجال في طلب إجابة الدعاء يمنع الإجابة لأنه نوع من القنوط من رحمة الله.
- أنه لا يلزم من إجابة الداعي تحقيق ما طلبه.
- أنه لا يستجاب للداعي بإثم أو قطيعة رحم.
- أن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب لمنع إجابة الدعاء.(1/77)
الشرح:
الماء في الأصل طاهر في نفسه مطهر لغيره ولو تغير بطاهر، وهو يدفع النجاسة عن نفسه، لا يخرج عن هذا الوصف إلا أن وقعت فيه نجاسة أثرت فيه فغيرت طعمه أو ريحه أو لونه، فعند ذلك يكون نجساً لا تجوز الطهارة به.(1/78)
الفوائد:
- أن الأصل في الماء الطهارة ولو وقعت فيه النجاسة، ما لم يتغير طعمه أو لونه أو ريحه (1) .
- طهارة ماء البحر وجواز التطهر به.
_________
(1) تنجس الماء إذا تغير أحد أوصافه بنجاسة فيه مجمع عليه.(1/79)
الشرح:
حكم الشرع بنجاسة بعض الأشياء إما لضررها أو لقذارتها أو غير ذلك من الحكم التي يعلمها الله، والتنزه عنها شرط للصلاة، وقد تتبعها العلماء في كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وذكروها بأدلتها ليتحرز منها المسلم.(1/80)
الفوائد:
- نجاسة بول الآدمي وغائطه.
- أن الأصل في إزالة النجاسة هو الماء، ويكفي لتطهير النعل دلكها بالأرض.
- التخفيف في بول الغلام الصغير الذي لم يأكل الطعام، حيث يكفي فيه الرش بالماء بدون غسل.
- نجاسة سؤر الكلب، ووجوب غسل ما ولغ فيه، سبع مرات أولاهن بالتراب.
- نجاسة المذي، إلا أنه يكفي في طهارته رشه بالماء.(1/81)
الشرح:
الدم في الشريعة أنواع فمنه ما هو طاهر ومنه ما هو نجس، ومعرفة أحكامه مما يحتاجه المسلم في أوقات كثيرة.(1/82)
الفوائد:
- نجاسة الدم المسفوح وهو ما يخرج من الذبيحة عند ذبحها أما الدم الباقي في اللحم فإنه طاهر (1) .
- نجاسة دم الحيض.
- طهارة دم السمك.
_________
(1) انظر: فتاوى الشيخ ابن عثيمين: (4) الطهارة 1 / 260.(1/83)
الشرح:
الآنية هي الأوعية التي يوضع فيها الأكل أو الشراب، ويحتاج الناس فيها - كثيراً - إلى جلود الحيوانات بعد دبغها، فمن رحمة الله أن جعل دباغها مطهراً لها. ومن تيسيره على المسلمين أن أباح لهم عند الحاجة استعمال أواني المشركين ما لم تعلم نجاستها.(1/84)
الفوائد:
- طهارة جلود ما يؤكل لحمه بعد دباغه (1) .
- جواز التطهر من آنية المشركين والأكل فيها ما لم تعلم نجاستها.
_________
(1) من العلماء من يرى طهارة جلود ما كان طاهراً في الحياة بالدباغ. انظر: شرح الممتع 1 / 75.(1/85)
الشرح:
في هذه الأحاديث بعض الأحكام التي تتعلق بالماء، والآداب التي يشرع للمسلم العمل بها للمحافظة على الماء طاهراً نظيفاً(1/86)
الفوائد:
- النهي عن إدخال اليد في الإناء بعد القيام من النوم وقبل غسلها ثلاثاً.
- النهي عن البول في الماء الراكد أو الاغتسال فيه من الجنابة (1) .
- طهارة الذباب وأنه لا ينجس ما وقع فيه من الماء.
_________
(1) يرى الشيخ ابن عثيمين أن النهي في الحديثين للتحريم وإن كان الماء لا ينجس فيهما إلا بالتغير، انظر الشرح الممتع 1 / 33، 41.(1/87)
الشرح:
من يسر الشريعة وسماحتها أنها جعلت الأشياء التي يشق التحفظ منها أو تكثر الحاجة لها أحياناً مباحة، وفي الأحاديث السابقة جملة من أحكام الأشياء الطاهرة التي قد تشكل على بعض الناس مع يسر الشريعة فيها.(1/88)
الفوائد:
- طهارة مني الإنسان، فلو أصاب الثوب فلا يلزم غسله.
- جواز اغتسال الرجل بما بقي من طهور المرأة.
- طهارة ما شربت منه الهرة، لأنها من الطوافين ويشق التحرز منها، ويلحق بها الحمار للعلة نفسها.
- طهارة أبوال وروث ولعاب ما يؤكل لحمه.(1/89)
الشرح:
الإسلام دين عظيم ينظم جميع شؤون حياة المسلم صغيرها وكبيرها ويجعل لها آداباً تعود على المسلم بالنفع في دنياه وآخرته، ومن ذلك قضاء الحاجة، فقد سن الرسول صلى الله عليه وسلم له آداباً مستحبة وأخرى واجبة ينبغي على المسلم أن يراعيها، فمن الآداب المستحبة: الاستعاذة من الشياطين وشرورهم عندما يريد المسلم دخول الحمام لأنه مأواها، وكذلك قوله: غفرانك عند الخروج، لأنه بعد أن تخلص من الأذى الحسي في بدنه ناسب أن يسأل الله أن يخلصه كذلك من أذى ما تحمله من ذنوب وآثام (1) ، وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم أن يستقبل المسلم القبلة ببول أو غائط تكريماً لقبلة المسلمين في الصلاة أن تستقبل في هذا الموضع.
_________
(1) الشرح الممتع 1 / 84.(1/90)
الفوائد:
- يستحب للمسلم عندما يريد أن يدخل الخلاء أن يقول: أعوذ بالله من الخبث والخبائث.
- يستحب أن يقول عند الخروج: غفرانك.
- النهي عن استقبال القبلة أو استدبارها أثناء قضاء الحاجة (1) .
_________
(1) قال الشيخ ابن عثيمين: إنه يجوز الاستدبار في البنيان فقط (الشرح الممتع 1 / 100) ، والجمهور على أن التحريم في الفضاء فقط.(1/91)
الشرح:
يمنع الإسلام كل ما يسبب أذى للمسلمين في أمورهم الخاصة أو العامة، ولذلك نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن قضاء الحاجة في طريق الناس أو في ظلهم الذي يحتاجون إليه أو البول في الماء الراكد الذي يردونه أو ترده دوابهم، لما في ذلك من الأذى لهم وحرمانهم من تمام الانتفاع بتلك الأشياء.(1/92)
الفوائد:
- تحريم البول في طريق الناس أو ظلهم أو مواردهم.
- تحريم البول في الماء الراكد الذي لا يجري.
- وجوب ستر العورة عن الناس، واستحباب البعد والاختفاء عن الناس عند قضاء الحاجة.
- أنه لا بأس بالبول في مكان قريب بعكس التغوط.
- جواز بول الإنسان قائماً (1) .
_________
(1) انظر الشرح الممتع 1 / 92.(1/93)
الشرح:
نهى الرسول صلى الله عليه وسلم المسلم عند قضاء الحاجة أن يمسك ذكره أو يستنجي بيمينه أو أن يستنجي بأقل من ثلاثة أحجار تزيل النجاسة بحيث لا يبقى إلا ما لا يزيله إلا الماء ويستحب إن زاد عن الثلاث أن يقطعه على وتر خمس أو سبع، وكذلك نهى أن يستنجي المسلم بالعظم أو الروث لأنه طعام الجن وطعام دوابهم.(1/94)
الفوائد:
- النهي عن مس الفرج باليمين أو الاستنجاء بها (1) .
- يشترط في الاستجمار أن يكون بثلاث مسحات منقيات فأكثر.
- استحباب قطع الاستنجاء على وتر، أي ثلاث أو خمس أو سبع.
- تحريم الاستجمار بالعظام أو الرجيع لأنها طعام الجن وطعام دوابهم.
_________
(1) انظر: الشرح الممتع 1 / 100.(1/95)
الشرح:
الوضوء عبادة عظيمة شرعها الله مقدمة للصلاة لتطهير المؤمنين ظاهراً وباطناً ووعد من حافظ عليها بالأجر العظيم وغفران الذنوب.(1/96)
الفوائد:
- فضل الوضوء وأنه سبب لمغفرة الذنوب.
- أن الوضوء شرط لصحة الصلاة، فلا تقبل بدونه إلا بعذر.(1/97)
الشرح:
نقل الصحابة رضوان الله عليهم صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم بكل دقة، فكان صلى الله عليه وسلم ينهى من قام من نومه أن يغمس يديه في الماء قبل أن يغسلهما ثلاثاً، كان يبدأ فيغسل كفيه ثلاثاً ثم يتمضمض ويستنشق ويستنثر، ثم يغسل وجهه ثم يديه إلى المرفقين ثم يمسح رأسه مرة واحدة ثم يغسل قدميه.(1/98)
الفوائد:
- النهي عن أن يغمس القائم من النوم يديه في الماء قبل أن يغسلهما ثلاث مرات (1) .
- صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم الذي شرعه لأمته.
- أن الاستنجاء ليس من الوضوء.
- أن الواجب في الوضوء غسل الأعضاء مرة واحدة، والتثليث سنة فيما عدا الرأس.
_________
(1) يرى الشيخ ابن عثيمين أن النهي هنا للتحريم وأن الماء طهور، وهو رأي شيخ الإسلام: انظر: الشرح الممتع 1 / 41.(1/99)
الشرح:
للوضوء سنن ينبغي للمسلم أن يحرص على الإتيان بها حتى يكون وضوؤه تاماً ينال به الأجر العظيم، فمن ذلك: التيمن في غسل الأعضاء، فيبدأ باليد اليمنى قبل اليسرى، وكذلك أرشد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى التسوك عند الوضوء لما فيه من زيادة الطهارة والنظافة، ويجدر بالمتوضيء ألا يغفل عن الذكر الذي شرعه الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الوضوء حتى ينال الأجر العظيم المترتب عليه.(1/100)
الفوائد:
- استحباب التيامن في الوضوء.
- استحباب التسوك عند الوضوء.
- استحباب قول الذكر الوارد بعد الفراغ من الوضوء.(1/101)
الشرح:
الشريعة الإسلامية شريعة اليسر ورفع الحرج، فإذا عدم المسلم الماء أو تضرر باستعماله، فإن الله قد أباح له التطهر بما ينوب عنه وهو التراب.(1/102)
الفوائد:
- مشروعية التيمم لمن فقد الماء أو تضرر باستعماله.
- صفة التيمم أن يضرب بكفيه الأرض ضربة واحدة ويمسح بهما وجهه وكفيه.(1/103)
الشرح:
للوضوء نواقض بينها الرسول صلى الله عليه وسلم، تبطل الطهارة ويجب على المسلم أن يجدد وضوءه بعدها إن احتاج إلى الطهارة في عمل من الأعمال.(1/104)
الفوائد:
- أن للوضوء نواقض تبطله وهي:
* النوم المستغرق، ويلحق به الإغماء وفقد العقل (1) .
* الخارج من السبيلين من بول أو غائط أو ريح أو دم أو مذي أو غيرها.
* أكل لحم الإبل ويشمل جميع أجزائه كالمصران والكبد والكرش ونحوها.
* لمس الذكر بشهوة من غير حائل (2) .
_________
(1) قال في المغني 1 / 113: بالإجماع.
(2) ويرى شيخ الإسلام الاستحباب وإليه مال الشيخ ابن عثيمين. انظر: الشرح الممتع 1 / 234.(1/105)
الشرح:
شرع الله سبحانه وتعالى الغسل لمن جامع، أنزل أم لم ينزل لما فيه من الطهارة ولحكم يعلمها سبحانه، وكذلك شرعه للحائض والنفساء بعد طهرهما.(1/106)
الفوائد:
- وجوب الغسل من الإنزال بجماع، أو باحتلام إذا رأى الماء.
- وجوب الغسل بالجماع وإن لم ينزل.
- أنه لا يجب الغسل من خروج المذي، بل يكفي فيه غسل الذكر مع الوضوء.
- وجوبه بالحيض والنفاس، بعد الطهر.(1/107)
الشرح:
يوجه الرسول صلى الله عليه وسلم من أتى أهله - وأراد أن يعود ولم يغتسل - أن يتوضأ لما في ذلك من النظافة والطهارة والنشاط، كذلك يرشد صلى الله عليه وسلم الجنب ألا ينام حتى يتوضأ. ومن أحكام الجنب أنه لتلبسه بالحدث الأكبر لا يجوز له قراءة القرآن حتى يغتسل.(1/108)
الفوائد:
- استحباب الوضوء لمن أتى أهله وأراد أن يعود وهو لم يغتسل.
- استحباب الوضوء للجنب قبل النوم.
- تحريم قراءة القرآن للجنب (1) .
_________
(1) انظر: الشرح الممتع 1 / 288.(1/109)
الشرح:
هذه صفة غسل الرسول صلى الله عليه وسلم من الجنابة، وهي صفة الكمال المستحبة، فقد كان يغسل يديه ثم يغسل فرجه بشماله ثم يغسل رأسه بأصابعه ليصل الماء إلى باطن شعره ثم يصب عليه ثلاث غرفات ثم يصب الماء على باقي جسده ثم يغسل قدميه.(1/110)
الفوائد:
- وجوب الغسل من الجنابة، وأنه يكفي عن الوضوء (1) .
- الواجب في الغسل هو تعميم الجسد بالماء ومن ذلك المضمضة والاستنشاق (2) .
- يستحب أن يبدأ الاغتسال بالوضوء.
_________
(1) لقوله تعالى: (وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا) وبه قال الشيخ ابن عثيمين كما في الشرح الممتع 1 / 308.
(2) انظر: الشرح الممتع 1 / 304.(1/111)
الشرح:
شرع الله المسح على الخفين لما فيه من التيسير على الناس ورفع الحرج والمشقة عنهم، خصوصاً وقت السفر لما ينالهم من نزع خفافهم من المشقة، فيكفي المتوضئ المسح عليهما بالماء إذا كان قد لبسهما على طهارة.(1/112)
الفوائد:
- مشروعية المسح على الخفين لمن لبسهما على طهارة، وأنه أفضل من الغسل لمن كان لابساً لهما.
- أنه لا يجوز المسح في الجنابة بل لا بد من غسل القدمين.
- توقيت ذلك بثلاثة أيام ولياليهن للمسافر ويوم وليلة للمقيم، تبدأ من أول مسح بعد الحدث.(1/113)
الشرح:
كتب الله الحيض على بنات آدم، وهو دم فاسد يخرج من الرحم، فإذا حاضت المرأة فلها أحكام خاصة بها تتعلق بعبادتها وبعلاقتها بزوجها يجب عليها تعلمها، أما المستحاضة، وهي من يستمر معها الدم بدون انقطاع أو ينقطع يسيراً فهي ليست بحائض ولها أحكام تخصها.(1/114)
الفوائد:
- سقوط الصلاة عن الحائض حتى تطهر ولا يجب عليها القضاء.
- أنه يسقط عنها الصوم ويجب عليها القضاء.
- وجوب الغسل على الحائض إذا طهرت.
- أن المستحاضة تغتسل وتتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها وتصلي.(1/115)
الشرح:
للحيض أحكام تتعلق بالرجال كالاستمتاع بالزوجة فيما دون الفرج أو النوم معها وغير ذلك، يجدر بالمسلم تعلمها حتى لا يقع في محظور، أو يشق على نفسه ويتنزه عن شيء جائز.(1/116)
الفوائد:
- تحريم جماع الحائض في الفرج وأنه من الكبائر.
- جواز مباشرتها - وهو فعل ما دون الجماع في الفرج - إذا اتزرت.
- جواز مجالسة الحائض ومؤاكلتها والنوم معها.
- التغليظ الشديد في إتيان المرأة في دبرها.(1/117)
الشرح:
إعفاء اللحية من سنن الفطرة التي أمر بها الرسول صلى الله عليه وسلم، وحلقها فيه تشبه بالكفار، وتشبه بالنساء، وكل ذلك منهي عنه ومتوعد عليه.(1/118)
الفوائد:
- وجوب إعفاء اللحية وتحريم حلقها (1) .
- اللحية هي ما نبت على العارضين والذقن، فلا يجوز حلق العارضين.
_________
(1) قال ابن حزم في مراتب الإجماع: واتفقوا على أن إعفاء اللحية فرض.(1/119)
الشرح:
من سنن الفطرة التي أمر بها الرسول صلى الله عليه وسلم، ورغب فيها قص الشارب، وأخبر أن من لم يأخذ من شاربه، وأبقاه طويلاً، فإنه ليس من المسلمين في عمله هذا، وفي هذا تحذير شديد من التساهل بهذا المنكر العظيم.(1/120)
الفوائد:
- النهي الشديد عن إطالة الشارب بعدم الأخذ منه (1) .
- السنة في الشارب القص حتى يبدو إطار الشفة.
- السنة أن لا يتجاوز في ذلك أربعين يوماً.
_________
(1) قال ابن مفلح في الفروع 1 / 130 في حديث زيد: هذه الصيغة تقتضي عند أصحابنا التحريم.(1/121)
الشرح:
من سنن الفطرة التي فطر الله الناس الأسوياء عليها الختان، وهو واجب على الرجال، ومكرمة في حق النساء. ومنها تقليم الأظفار لما فيه من التنظيف، والبعد عن مشابهة الحيوان. ونتف الإبط، والاستحداد - وهو حلق الشعر النابت حول القبل بالحديدة والموسى، سن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما فيه من النظافة والصحة.(1/122)
الفوائد:
- وجوب الختان على الذكور.
- الأمر بقص الأظفار وإزالة شعر العانة والإبط.
- تحديد المدة في تركها بأربعين ليلة.
- كراهة إطالة الأظفار.(1/123)
الشرح:
الصلاة ركن الإسلام الثاني ومن أفضل الأعمال وأحبها إلى الله تعالى، جعلها الرسول صلى الله عليه وسلم عاصمة للدم والمال، ولأهميتها فإنها أول ما يحاسب عليه العبد من الأعمال يوم القيامة، وصلاحها - بالمحافظة عليها وإتمامها - سبب للفوز والنجاة وإضاعتها والتساهل فيها سبب للخسار يوم القيامة.(1/124)
الفوائد:
- عظم قدر الصلاة وأنها الركن الثاني من أركان الإسلام.
- إن إقامتها سبب لعصمة دم المسلم.
- أنها أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة.(1/125)
الشرح:
للصلاة منزلة عظيمة في الإسلام حذر الله تعالى وحذر رسوله صلى الله عليه وسلم من تركها أو التساهل في أمرها، وأخبر صلى الله عليه وسلم أن بين الرجل والكفر ترك الصلاة، وهي علامة تميز المؤمن عن المنافق، ولذلك قال كثير من العلماء إن تاركها كافر حتى لو كان مقراً بوجوبها.(1/126)
الفوائد:
- الترهيب الشديد من ترك الصلاة.
- أن ترك الصلاة كفر (1) .
_________
(1) على خلاف بين العلماء هل هو كفر أصغر أم أكبر مخرج عن الملة، وما حقيقة الترك هل هو تركها بالكلية وهو ما يراه الشيخ ابن عثيمين، أم تركها ولو فرضاً واحداً وهو ما يقول به الشيخ ابن باز.(1/127)
الشرح:
الأذان من شعائر الإسلام الظاهرة ومن العبادات الفضيلة، جعل الله لها من الثواب ما لو علم الناس مقداره لتنافسوا عليه، فالمؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة إذا ألجم الناس العرق (1) جزاء ما رفعوا أصواتهم بذكر الله بحيث يسمعه القاصي والداني، ويشهد لهم يوم القيامة كل شيء سمع أذانهم في الدنيا.
_________
(1) شروح النووي لمسلم 4 / 333.(1/128)
الفوائد:
- عظم فضل الأذان.
- أن المؤذنين أطول الناس أعناقاً يوم القيامة عند اشتداد الزحام وإلجام العرق للناس.
- أنه يشهد لهم كل شيء يسمع أذانهم.
- استحباب رفع الصوت بالأذان.(1/129)
الشرح:
شرع الله سبحانه سنناً لمن سمع الأذان ورتب عليها الأجر العظيم، منها متابعته بأن يقول مثل ما يقوله المؤذن ثم الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم ثم سؤال الشفاعة له صلى الله عليه وسلم من الله تعالى.(1/130)
الفوائد:
- استحباب متابعة المؤذن فيما يقول.
- عند قول المؤذن حي على الصلاة حي على الفلاح يقال: لا حول ولا قوة إلا بالله.
- استحباب الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الأذان لمن سمعه.
- استحباب سؤال الله الوسيلة للرسول صلى الله عليه وسلم.(1/131)
الشرح:
المشي إلى المسجد وسيلة إلى عبادة عظيمة من أعظم العبادات، ومن رحمة الله وسعة فضله أنه يأجر العبد على العبادة ومقدماتها والوسيلة إليها، ومن ذلك المشي إلى المسجد فقد وعد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بالأجر العظيم الذي لا يعرض عنه إلا مفرط خاسر.(1/132)
الفوائد:
- عظم فضل المشي إلى المساجد.
- فضل صلاة الجماعة.
- أن الذي يأتي إلى الصلاة من بعيد أعظم أجراً ممن يأتي إليها من قريب.
- أن العبد يؤجر على وسائل العبادات ومقدماتها.(1/133)
الشرح:
للخروج من المنزل أذكار شرعها رسول الله صلى الله عليه وسلم تحفظ المسلم وتقيه بإذن الله من كيد الشياطين وفيها الأجر العظيم لاتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فينبغي على المسلم الحرص على الإتيان بها وعدم الغفلة عنها.(1/134)
الفوائد:
- استحباب قول الذكر الوارد عند الخروج من المنزل.
- أن ذلك مما يحفظ المسلم بإذن الله من الشياطين.
- فضل الذكر وفائدته.(1/135)
الشرح:
سن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذكاراً كان يقولها عند دخول المسجد وعند الخروج منه وأمر بها، فيها سؤال لله من فضله وتحفظ المصلي من شر الشياطين.(1/136)
الفوائد:
- استحباب قول الذكر الوارد عند دخول المسجد والخروج منه.
- أن ذلك مما يحفظ المسلم بإذن الله.
- فضل الذكر وفائدته.(1/137)
الشرح:
إنما بنيت المساجد للصلاة والذكر، وهي أحب البقاع إلى الله تعالى، فلها آداب تخصها أرشد إليها الرسول صلى الله عليه وسلم وأرشد إلى تنزيهها عن أشياء لا تليق بها ولا صلة لها بما بنيت المساجد لأجله.(1/138)
الفوائد:
- النهي عن البصاق في المساجد، وعلى من فعل ذلك أن يدفن بصاقه.
- تحريم البيع والشراء في المسجد لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعاء على من فعل ذلك.
- تحريم السؤال عن الضالة في المسجد.(1/139)
الشرح:
المسجد مكان طيب ومقر الطيبين ينبغي تنزيهه عن الروائح الخبيثة، والحرص على أن تكون رائحته طيبة، وهذا أولى وأهم من المبالغة في زخرفته وإطالة بنائه التي لم تكن من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم.(1/140)
الفوائد:
- النهي عن دخول المسجد لمن كان له رائحة خبيثة.
- الأمر ببناء المساجد، وكراهة المبالغة في تشييدها وزخرفتها.
- الأمر بتطييبها وتنظيفها.(1/141)
الشرح:
صلاة الجماعة من شعائر الإسلام التي أوجبها الله سبحانه لما فيها من الفوائد العظيمة.
والأحاديث الدالة على وجوب الصلاة في الجماعة وعلى وجوب إقامتها في بيوت الله كثيرة جداً، فالواجب على كل مسلم العناية بأمر صلاة الجماعة والمبادرة إليها امتثالاً لأمر الله ورسوله وابتعاداً عن مشابهة أهل النفاق" (1) .
_________
(1) وجوب أداء الصلاة في جماعة للشيخ عبد العزيز بن باز.(1/142)
الفوائد:
- وجوب صلاة الجماعة على الرجال.
- أن التخلف عن صلاة الجماعة من علامات أهل النفاق.(1/143)
الشرح:
لأهمية صلاة الجماعة ولما فيها من الفوائد العامة والخاصة رتب الله عليها الأجر العظيم ورغب فيها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وأخبر أن صلاة الرجل في جماعة تفضل صلاته لوحده وأن الصلاة في جماعة سبب للاعتصام من الشياطين.(1/144)
الفوائد:
- عظم فضل صلاة الجماعة.
- أنها أفضل من صلاة الرجل لوحده.
- أن التخلف عن صلاة الجماعة سبب لتسلط الشياطين على الإنسان.(1/145)
الشرح:
عندما يخرج المسلم متوجهاً إلى الصلاة فإنه يخرج إلى عبادة عظيمة يقف فيها بين يدي ربه، فعليه أن يكون في مشيه إليها خاشعاً وقوراً يستشعر عظم الأمر الذي هو مقدم عليه مما يفيده في خشوعه في صلاته.(1/146)
الفوائد:
- الأمر بالمشي إلى الصلاة بسكينة ووقار.
- النهي عن الإسراع في المشي ولو لإدراك الركوع.(1/147)
الشرح:
التبكير إلى الصلاة أمر حث عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ورغب فيه، وأخبر أن المسلم إذا جلس ينتظر الصلاة فإنه يؤجر لأن الصلاة هي التي تحبسه، وأخبر أيضاً أن الناس لو يعلمون ما في التبكير إلى الصلاة من الأجر العظيم لتسابقوا لنيله.(1/148)
الفوائد:
- فضل التبكير إلى الصلاة.
- الأجر العظيم في انتظار الصلاة.(1/149)
الشرح:
شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن دخل المسجد وأراد الجلوس أن يصلي ركعتين تحية للمسجد قبل أن يجلس، وأمر من دخل المسجد يوم الجمعة وجلس لاستماع الخطبة أن يؤديها ويخففها.(1/150)
الفوائد:
- استحباب صلاة ركعتين عند دخول المسجد لمن أراد الجلوس فيه.
- استحباب أدائها ولو كان الإمام يخطب يوم الجمعة.(1/151)
الشرح:
للصلاة في الصف الأول مزية وفضل، حث على ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم ورغب فيه وأخبر أن خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وحذر من التمادي في تعمد التأخر عن الصفوف الأول وأن ذلك سبب لأن يؤخر العبد عن الرحمة والفضل والمنازل الرفيعة (1) .
_________
(1) انظر: شرح النووي لمسلم 4 / 403.(1/152)
الفوائد:
- عظم فضل التقدم للصلاة والصف الأول.
- أن خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها.
- التحذير من التمادي في التأخر عن الصف الأول.(1/153)
الشرح:
تسوية الصف في الصلاة من الأمور التي تساهل بها كثير من الناس، رغم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد اهتم بها اهتماماً كبيراً فقد كان يمسح صدورهم ومناكبهم (1) حرصاً على استقامة الصف حتى قال الصحابي كأنما يسوي به القداح أي كأنما يقوم بها السهام لشدة استقامتها (2) .
_________
(1) انظر: سنن أبي داود حديث رقم 664.
(2) شرح النووي لمسلم 4 / 401.(1/154)
الفوائد:
- وجوب تسوية الصف لأمر الرسول بذلك، وتحذيره من الاختلاف في الصف.
- أن عدم تسوية الصف سبب لاختلاف قلوب المصلين.
- أن تسوية الصف من تمام الصلاة.(1/155)
الشرح:
صلاة الفجر صلاة عظيمة مشهودة تشهدها ملائكة الليل والنهار ومن صلاها وكان قد صلى العشاء في جماعة فكأنما قام الليل كله، والذي يصلي الفجر يكون في ذمة الله وضمانه ورعايته وهو الذي يتولى الأخذ بحقه ممن تعرض له بغير حق.(1/156)
الفوائد:
- فضل صلاة الفجر وأنها صلاة مشهودة.
- أنها ثقيلة على المنافقين.
- أن من صلاها في جماعة فهو في ذمة الله(1/157)
الشرح:
صلاة العصر هي الصلاة الوسطى التي أكد الله على المحافظة عليها وجعل الرسول صلى الله عليه وسلم المحافظة عليها - مع صلاة العشاء - سبباً لدخول الجنة، وحذر أن من تركها فقد حبط عمله وبطل ثوابه.(1/158)
الفوائد:
- فضل صلاة العصر.
- أن المحافظة عليها سبب لدخول الجنة.
- الوعيد الشديد لمن تركها.(1/159)
الشرح:
قد تعرض للإمام حاجة بعدما تقام الصلاة فينشغل بها فيتأخر قليلاً عن الصلاة، كما كان يحصل للرسول صلى الله عليه وسلم، ولم ينقل أنه كان يعيد الإقامة عند حضوره.(1/160)
الفوائد:
- جواز تأخر الإمام بعد الإقامة لحاجة تعرض له.
- أنه يكتفي بالإقامة الأولى ولا تعاد الإقامة.(1/161)
الشرح:
تكبيرة الإحرام - وهي قول الله أكبر في افتتاح الصلاة - ركن من أركان الصلاة لا تصح الصلاة بدونها سهواً أو عمداً، وقد سن الرسول صلى الله عليه وسلم أن يرفع المصلي يديه حذو منكبيه باسطاً كفيه عند التكبير.(1/162)
الفوائد:
- أن تكبيرة الإحرام ركن من أركان الصلاة.
- يستحب عند التكبير رفع اليدين مضمومتي الأصابع إلى حذو المنكبين.
- عدم مشروعية التلفظ بالنية، حيث لم يأمر بها عند تعليمه للرجل كيف يصلي.(1/163)
الشرح:
وضع اليد اليمنى على اليسرى على الصدر في الصلاة من السنن التي شرعها الرسول صلى الله عليه وسلم وهي هيئة ذل وخضوع تناسب حال القائم بين يدي ربه تبارك وتعالى، وهي مما يعين على الخشوع وحضور الذهن في الصلاة.(1/164)
الفوائد:
- استحباب وضع اليد اليمنى على اليسرى في القيام في الصلاة.
- استحباب وضعهما على الصدر(1/165)
الشرح:
يستحب للمصلي بعد أن يكبر تكبيرة الإحرام وقبل القراءة أن يثني على الله تبارك وتعالى بما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم من أدعية الاستفتاح التي كان يقولها الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الموضع.(1/166)
الفوائد:
- يستحب للمصلي أن يستفتح الصلاة بشيء مما ورد في أدعية الاستفتاح.
- يستحب التنويع في الدعاء وعدم المداومة على دعاء معين حتى يأتي بكل ما ورد.(1/167)
الشرح:
يشرع للمصلي بعد دعاء الاستفتاح أن يستعيذ من الشيطان الرجيم لقراءة القرآن، ثم يبسمل ويقرأ الفاتحة ولما فيها من الدعاء العظيم يقول بعدها آمين، والتي هي دعاء بمعنى اللهم استجب.(1/168)
الفوائد:
- استحباب التعوذ والبسملة في الصلاة قبل قراءة القرآن.
- وجوب قراءة الفاتحة وأنها ركن لا تصح الصلاة بدونها.
- استحباب قول آمين بعد قراءة الفاتحة.(1/169)
الشرح:
كانت قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم في صلاته تختلف من وقت لآخر، فقد كان يقرأ أحياناً في المغرب من قصار المفصل (1) ، وربما قرأ أحياناً من طوال سور القرآن، أما في العشاء فقد أمر معاذاً أن يصلي بمثل سبح والليل إذا يغشى، وأنكر على معاذ رضي الله عنه تطويله الشديد في القراءة.
_________
(1) المفصل من سورة ق حتى الناس، من (ق) إلى عمَّ) طوال المفصل، ومن (عم) إلى (الضحى) أواسطه، ومن (الضحى) إلى آخره قصار المفصل. وسمي مفصلاً لكثرة فواصله.(1/170)
الفوائد:
- مشروعية التطويل في قراءة صلاة المغرب أحياناً.
- السنة أن القراءة في صلاة العشاء من أواسط المفصل.
- كراهة التطويل في القراءة - بما لم يرد في السنة - بما يشق على الناس.(1/171)
الشرح:
من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يطيل القراءة في صلاة الفجر أكثر من غيرها - لأنها صلاة مشهودة تشهدها ملائكة الليل والنهار - وكان يداوم على ذلك إلا أنه ربما قصر القراءة أحياناً.(1/172)
الفوائد:
- استحباب تطويل القراءة في صلاة الفجر.
- أنه لا بأس في تقصيرها أحياناً.
- أن السنة قراءة سورتي السجدة والإنسان في فجر الجمعة.
- جواز تكرار السورة الواحدة في الركعتين.(1/173)
الشرح:
كانت قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم في الظهر والعصر من أواسط المفصل، وكان يطيل الركعة الأولى من الظهر حتى كان الرجل يذهب عند إقامة الصلاة فيقضي حاجته ثم يتوضأ ويدرك الركعة مع النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يجعل الركعة أقصر من ذلك.(1/174)
الفوائد:
- استحباب تطويل الركعة الأولى من الظهر وتقصير الثانية.
- أن السنة في الظهر والعصر أن تكون القراءة من أواسط المفصل.(1/175)
الشرح:
الركوع والسجود ركنان من أركان الصلاة فلا تصح صلاة من ترك أحدهما ناسياً أو عامداً، وقد علمهما الرسول صلى الله عليه وسلم للمسيء صلاته.(1/176)
الفوائد:
- أن الركوع والسجود ركنان من أركان الصلاة.
- أن السنة في الركوع أن يكون الظهر مستقيماً مع الرأس، وتمكن اليدين من الركبتين.(1/177)
الشرح:
من المشروع للمصلي عند الركوع أن يرفع يديه مع التكبير اقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويشرع في الركوع تسبيح الله تعالى وتعظيمه كما أمر الرسول وكما كان يفعل صلى الله عليه وسلم.(1/178)
الفوائد:
- استحباب رفع اليدين مع التكبير للركوع.
- وجوب قول: سبحان ربي العظيم في الركوع.
- مشروعية الإكثار من تسبيح الله وتعظيمه في الركوع.
- النهي عن قراءة القرآن في الركوع.(1/179)
الشرح:
بعد أن يكمل المصلي ركوعه فإنه يشرع له أن يرفع من الركوع قائلاً: سمع الله لمن حمده، رافعاً يديه حذو منكبيه كما فعل في تكبيرة الإحرام، ويطمئن بعد رفعه حتى يعود كل فقار إلى مكانه.(1/180)
الفوائد:
- الأمر بالرفع من الركوع وأنه من أركان الصلاة.
- الأمر بالطمأنينة بعد الرفع بألا يسجد المصلي حتى يعتدل قائماً.
- استحباب رفع اليدين عند الرفع من الركوع.
- أن السنة أن يمكث قائماً بعد الركوع بمقدار سجوده وركوعه.(1/181)
الشرح:
يشرع للمصلي عند الرفع من الركوع أذكار يكون فيها حمد لله تعالى وثناء عليه، يقولها المصلي شكراً لله واعترافاً بنعمه سبحانه.(1/182)
الفوائد:
- أن المشروع للإمام أن يقول عند الرفع من الركوع: سمع الله لمن حمده.
- أن المشروع للمصلي أن يقول بعد الرفع: ربنا ولك الحمد.
- مشروعية الزيادة في الذكر عند الرفع بما ورد.
- النهي عن رفع البصر إلى السماء في الصلاة والوعيد الشديد فيه.(1/183)
الشرح:
كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا سجد لم يرفع يديه مع التكبير ويقدم ركبتيه في النزول على الأرض، ويسجد على أعضاء السجود السبعة.(1/184)
الفوائد:
- عدم مشروعية رفع اليدين عند التكبير للسجود.
- استحباب تقديم اليدين في النزول للسجود.
- وجوب السجود على أعضاء السجود السبعة.(1/185)
الشرح:
للسجود سنن شرعها الرسول صلى الله عليه وسلم وكان يفعلها وهي من مكملات الصلاة، ونهى عن أشياء كرهها صلى الله عليه وسلم في هيئة السجود.(1/186)
الفوائد:
- كراهية فرش الذراعين على الأرض في السجود، بل السنة رفعهما.
- استحباب مباعدة اليدين عن الجنبين في السجود.
- أن السنة أن أصابع القدمين تكون باتجاه القبلة أثناء نصبهما في السجود.(1/187)
الشرح:
يسجد المصلي في صلاته خاضعاً متذللا يسبح ربه الأعلى وينزهه ويقدسه، وبقدر نزوله وتذلله لربه عز وجل فإن الله يجازيه بأن يجعله في وضعه أقرب ما يكون من ربه تبارك وتعالى، ولذلك أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعاء في السجود.(1/188)
الفوائد:
- وجوب قول سبحان ربي الأعلى في السجود.
- مشروعية الإكثار من تسبيح الله في السجود.
- استحباب الإكثار من الدعاء في السجود لأنه مظنة إجابة.(1/189)
الشرح:
السجود من العبادات العظيمة لما فيه من غاية الذل والخضوع لله تعالى، ولذلك - والله أعلم - نهي المصلي عن قراءة القرآن في هذا الوضع لأن كلام الله أشرف الكلام، ومما نهي عنه المصلي أن يرفع رأسه قبل إمامه وورد فيه الوعيد الشديد لمن فعل ذلك.(1/190)
الفوائد:
- فضل السجود وأنه من أسباب دخول الجنة.
- النهي عن قراءة القرآن في السجود.
- النهي عن رفع الرأس قبل الإمام والوعيد الشديد عليه.(1/191)
الشرح:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من السجدة الأولى يجلس بين السجدتين بقدر سجوده ويدعو الله تعالى بأذكار شرعها لأمته.(1/192)
الفوائد:
- أن الجلوس بين السجدتين ركن من أركان الصلاة.
- وجوب الاطمئنان في هذه الجلسة.
- وجوب قول الذكر الوارد.(1/193)
الشرح:
بعد أن يؤدي المصلي ركعتين يجلس للتشهد، فيفرش رجله اليسرى ويجلس عليها، وينصب اليمنى، وفي التشهد الثاني يقدم اليسرى ويقعد على مقعدته.(1/194)
الفوائد:
- أن الجلوس للتشهد قبل السلام ركن من أركان الصلاة.
- أن السنة في التشهد الأول أن ينصب قدمه اليمنى ويفرش اليسرى ويجلس عليها، أما في التشهد الثاني فيقدم رجله اليسرى ويجلس على مقعدته.
- استحباب وضع اليد اليمنى على الفخذ والإشارة بها في التشهد، واليسرى على الركبة.(1/195)
الشرح:
إذا جلس المصلي للتشهد فإنه يشرع له أن يقول: التحيات التي علمها الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو بما شاء.(1/196)
الفوائد:
- أن التشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ركنان من أركان الصلاة.
- استحباب التعوذ من عذاب النار وعذاب القبر وفتنة المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال بعد التشهد.
- أن السنة الدعاء قبل السلام.(1/197)
الشرح:
يخرج المصلي من صلاته إذا أكملها بالتسليم، فهو تحليلها بحيث يحل له ما كان محرماً عليه فيها، وذلك بأن يقول: السلام عليكم ورحمة الله ويلتفت عن يمينه وعن يساره.(1/198)
الفوائد:
- أن التسليم ركن من أركان الصلاة.
- أن صفته أن يلتفت عن يمينه وعن شماله قائلاً: السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله.
- أنه لا بأس أن يزيد في التسليمة الأولى أحياناً: وبركاته.(1/199)
الشرح:
بعد انتهاء الصلاة كان الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم يجهرون بالذكر على سجيتهم كل على حدة، وقد سن الرسول صلى الله عليه وسلم أذكاراً كان يداوم عليها بعد كل صلاة، فيها توحيد وتحميد وتمجيد لله، وثناء عليه سبحانه.(1/200)
الفوائد:
- استحباب المداومة على قول الأذكار الواردة بعد الصلاة.
- استحباب رفع الصوت بذلك.
- فضل التسبيح والتحميد، والتكبير، والتهليل بعد كل صلاة مائة مرة.(1/201)
الشرح:
للصلوات أوقات حددها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله، وعقلها عنه صحابته رضوان الله عليهم، ونقلوها إلينا، ولا يجوز تأخير الصلاة عن وقتها المحدد إلا من عذر.(1/202)
الفوائد:
- أن دخول الوقت شرط لصحة الصلاة.
- أن وقت صلاة الظهر يبدأ بعد زوال الشمس إلى وقت العصر.
- أن وقت العصر يبدأ حين يكون ظل الشيء مثليه.
- أن وقت المغرب من غروب الشمس إلى غياب الشفق وهو الحمرة التي تكون في الأفق بعد الغروب.
- أن وقت العشاء حين يغيب الشفق إلى نصف الليل.
- أن وقت صلاة الفجر من طلوع الفجر الصادق حتى طلوع الشمس.(1/203)
الشرح:
كان من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم تعجيل صلاة المغرب، وكان يحث على ذلك، وكان صلى الله عليه وسلم يستحب تأخير العشاء ما لم يشق ذلك على المصلين.(1/204)
الفوائد:
- استحباب تعجيل صلاة المغرب.
- كراهة تأخيرها حتى اشتباك النجوم.
- استحباب تأخير صلاة العشاء إلى ثلث الليل.(1/205)
الشرح:
حدد الشرع أوقاتاً لا تجوز الصلاة فيها، لما في ذلك من مشابهة المشركين الذين يعبدون الشمس، فيصلون لها عند طلوعها وغروبها، فلا يصلي في تلك الأوقات إلا ما كان له سبب كصلاة الجنازة أو قضاء الفائتة.(1/206)
الفوائد:
- تحريم صلاة النافلة بعد الفجر حتى ترتفع الشمس.
- تحريم صلاة النافلة بعد العصر حتى تغرب الشمس.
- تحريم صلاة النافلة حينما تقوم الشمس في السماء حتى تزول.
- يستثنى من ذلك ما كان له سبب كتحية المسجد (1) .
_________
(1) قال الشيخ ابن باز في تعليقه على الفتح 2 / 59: هذا القول (أي حمل النهي على ما لا سبب له ويخص منه ما له سبب) أصح الأقوال وهو مذهب الشافعي وإحدى الروايتين عن أحمد، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم، وبه تجتمع الأخبار.(1/207)
الشرح:
قد يعرض للمسلم ما يشغله عن صلاته من نسيان أو نوم لا تفريط فيه أو غير ذلك، ومن رحمة الله أنه لا يؤاخذ بذلك بل شرع للمسلم في هذه الحالة قضاء ما فاته من الصلاة حال زوال المانع.(1/208)
الفوائد:
- رحمة الله وتخفيفه عن المسلمين.
- أن من نسي صلاة أو نام عنها - مع بذله الأسباب في الاستيقاظ - فإنه يصليها إذا ذكرها ولا شيء عليه.
- وجوب الترتيب في قضاء الفوائت (1) .
_________
(1) إذا لم يخش خروج وقت الصلاة الحاضرة، انظر الشرح الممتع لابن عثيمين 2 / 138.(1/209)
الشرح:
الأصل أن جميع الأرض مسجد للمسلمين، وهذا من توسيع الله على هذه الأمة، فحيث أدركت أحداً منهم صلاته فليصل، إلا أن هناك أماكن استثناها الشرع فلا تصح الصلاة فيها، إما ابتعاداً عن الشرك ووسائله كالمقبرة، أو لأنها مأوى للشياطين كمبارك الإبل أو لنجاستها كالحمام أو لغير ذلك.(1/210)
الفوائد:
- النهي عن الصلاة في مبارك الإبل.
- جواز الصلاة في مرابض الغنم.
- تحريم الصلاة في المقبرة، سداً لذريعة الشرك (1) .
- النهي عن الصلاة في الحمام (2) .
_________
(1) انظر فتح المجيد ص 324، 325، والشرح الممتع 2 / 234.
(2) قال الشيخ ابن باز: وتجوز باتجاه الحمامات أو على أسطحها في أصح قولي العلماء. فتاوى إسلامية 1 / 270، وانظر الشرح الممتع 2 / 243.(1/211)
الشرح:
نهت الشريعة عن فعل أشياء لحكمة ومصلحة قد نعلمها، وقد لا نعلمها، لكن يجب علينا التسليم بها والسعي إلى تركها حتى لا يقع الإنسان في مخالفة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.(1/212)
الفوائد:
- كراهة المشي في نعل واحدة.
- النهي عن دخول أماكن المعذبين كمدائن صالح، إلا على وجه الاعتبار.
- النهي عن التعذيب بالتحريق بالنار.(1/213)
الشرح:
الصلاة خير موضوع، وهي من خير ما يتقرب به العبد إلى ربه، أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الإكثار منها سبب لدخول الجنة، وأمر أن يجعل الرجل من صلاته النافلة في بيته، لما في ذلك من إخفاء العمل وتعليم أهل البيت وتعويدهم عليها.(1/214)
الفوائد:
- فضل النوافل وأن الإكثار منها سبب لدخول الجنة.
- أن الأفضل أن تكون النوافل في البيت.(1/215)
الشرح:
من السنن التي سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وينبغي للمسلم ألا يهملها، سنة الوتر، وأقله ركعة يختم بها المسلم صلاته في يومه وليلته، ويبدأ وقته من بعد صلاة العشاء.(1/216)
الفوائد:
- استحباب صلاة الوتر.
- أنها ركعة - على الأقل - تختم بها الصلاة.
- أن وقتها من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، والأفضل أن تكون آخر الليل.(1/217)
الشرح:
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أن يصلى الوتر في ليلة أكثر من مرة واحدة، وقد علم صلى الله عليه وسلم ابن ابنته كلمات يقولها في دعائه في الوتر، ينبغي للمسلم أن يحفظها، وكان صلى الله عليه وسلم يقرأ في وتره - إذا أوتر بثلاث - بسبح والكافرون وقل هو الله أحد والمعوذتين، وبعد أن يسلم من الوتر كان يقول: "سبحان الملك القدوس".(1/218)
الفوائد:
- النهي عن صلاة الوتر أكثر من مرة في الليلة.
- استحباب الدعاء في الوتر بما ورد.
- استحباب القراءة في الوتر بسبح والكافرون وقل هو الله أحد.
- استحباب قول: سبحان الملك القدوس ثلاث مرات بعد الوتر ورفع الصوت في الثالثة.(1/219)
الشرح:
سن رسول الله صلى الله عليه وسلم سنناً تصلى قبل الصلوات المفروضة أو بعدها وكان يداوم عليها ورغب في المحافظة عليها، ولذلك تسمى بالسنن الرواتب، فينبغي للمسلم الاعتناء بها والمحافظة عليها.(1/220)
الفوائد:
- استحباب المحافظة على هذه السنن الرواتب.
- أنها: أربع قبل الظهر وركعتان بعده، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، وركعتان قبل الفجر.
- عظم الأجر في المحافظة عليها.
- مشروعية ترك السنن الرواتب أثناء السفر.(1/221)
الشرح:
سنة الفجر من العبادات الفاضلة التي كان يحافظ عليها الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان يرغب أصحابه فيها، وأخبر أنها - لما فيها من الأجر العظيم - خير من الدنيا وما فيها، ولما رأى من يتنفل بعد صلاة الفجر أنكر عليه فلما علم أنه يقضي سنة الفجر سكت وأقره على ذلك.(1/222)
الفوائد:
- استحباب صلاة ركعتين قبل صلاة الفجر.
- عظم فضل هذه السنة.
- جواز قضائها بعد صلاة الفجر.(1/223)
الشرح:
كان من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تخفيف سنة الفجر، وكان يقرأ فيها سورة قصيرة مخصوصة أو آيات قصيرة.(1/224)
الفوائد:
- استحباب تخفيف سنة الفجر.
- استحباب قراءة: سورة الكافرون وقل هو الله أحد، أو الآيتين: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} ... و {آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} فيها بعد الفاتحة.(1/225)
الشرح:
صلاة الليل عبادة رغب فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وامتدح الله تعالى أهلها ووعدهم الأجر العظيم، وهي أفضل الصلاة بعد صلاة الفريضة.(1/226)
الفوائد:
- فضل قيام الليل.
- أنه سبب لانشراح الصدر وطيب النفس.(1/227)
الشرح:
سن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الليل ركعتين ركعتين، وكان صلى الله عليه وسلم لا يزيد عن إحدى عشرة ركعة يطيلهن ويحسنهن، وكان يفتتح صلاته في الليل بركعتين خفيفتين.(1/228)
الفوائد:
- أن صلاة الليل ركعتان ركعتان.
- أن السنة صلاة إحدى عشرة ركعة.
- فضل قيام ثلث الليل.
- استحباب افتتاح صلاة الليل بركعتين خفيفتين.(1/229)
الشرح:
شرع الله سبحانه أحكاماً لصلاة النافلة، تختلف بها عن المفروضة تسهيلاً منه سبحانه وتخفيفاً على عباده منها: جواز صلاتها على الراحلة، ولو لم يستقبل المصلي القبلة، ومنها جواز صلاتها قاعداً.(1/230)
الفوائد:
- جواز صلاة النافلة جالساً في السيارة ونحوها، حيثما اتجهت.
- جواز صلاة النافلة قاعداً.
- أن صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم.(1/231)
الشرح:
يوم الجمعة يوم عظيم اختص الله به هذه الأمة فضلاً منه ونعمة، وأضل عنه اليهود والنصارى، وهو عيد المسلمين الأسبوعي، صلاته مكفرة للذنوب، وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه.(1/232)
الفوائد:
- أن يوم الجمعة هو خير أيام الأسبوع.
- فضل صلاة الجمعة وأنها سبب لمغفرة الذنوب.
- أن فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم يدعو الله إلا استجاب له.(1/233)
الشرح:
من سنن الجمعة وآدابها التبكير لصلاة الجمعة، أمر الله سبحانه بالسعي لها عند سماع النداء ووعد بالثواب الجزيل لمن بكر في الحضور لها، واعتياد التأخر عنها قد يجر إلى تركها فلذلك حذر الرسول صلى الله عليه وسلم تحذيراً شديداً من عاقبة إضاعتها وهو الختم على القلب فلا يصل إليه خير أبداً.(1/234)
الفوائد:
- الأمر بالسعي لصلاة الجمعة عند سماع النداء.
- فضل التبكير لصلاة الجمعة.
- الترهيب من ترك صلاة الجمعة، وأن ذلك سبب للطبع على القلب.(1/235)
الشرح:
يوم الجمعة يوم اجتماع للمسلمين رغب فيه الرسول صلى الله عليه وسلم المصلي في التنظيف والتطيب حتى تكون رائحته حسنة فلا يؤذي من بجانبه، ودل كثير من الأحاديث على تأكيد الأمر بالاغتسال حتى قال بعض العلماء بوجوبه لصلاة الجمعة.(1/236)
الفوائد:
- الأمر بالاغتسال لصلاة الجمعة والتأكيد عليه.
- استحباب التطيب والتنظف.(1/237)
الشرح:
من سنن الجمعة التي رغب فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ووعد عليها الأجر العظيم قراءة سورة الكهف، وكذلك أرشد صلى الله عليه وسلم إلى الإكثار من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، ومن آداب الجمعة الابتعاد عن كل ما يؤذي المصلين، أو يشغلهم عن الإنصات للخطبة كتخطي الرقاب أو الكلام مع المصلين ولو إنكاراً لمنكر.(1/238)
الفوائد:
- استحباب التبكير لصلاة الجمعة.
- وجوب الإنصات للخطبة.
- استحباب قراءة سورة الكهف يوم الجمعة.
- استحباب الإكثار من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة.(1/239)
الشرح:
من تخفيف الله على هذه الأمة ورفعه الحرج عنهم أن شرع لهم قصر الصلاة الرباعية في السفر فتصلى ركعتين، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم في سفره يقصر الرباعية ولا يزيد على ركعتين.(1/240)
الفوائد:
- استحباب قصر الصلاة اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم.
- أن القصر أفضل من الإتمام، لأنه هو الذي داوم عليه الرسول صلى الله عليه وسلم.(1/241)
الشرح:
من تيسير الله على عباده ورفعه الحرج عنهم أن شرع لهم الجمع في السفر، لما يلحق المسافر غالباً من المشقة من النزول لكل صلاة في وقتها، فللمسافر أن يجمع الظهر والعصر في وقت إحداهما وكذلك بين المغرب والعشاء.(1/242)
الفوائد:
- مشروعية الجمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء في السفر.
- جواز جمع التقديم أو التأخير على ما هو أرفق بالمسافر.
- عدم مشروعية التنفل بين الصلاتين في الجمع.(1/243)
الشرح:
سن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العيد شكراً لله وإقامة لذكره بعد عبادتين عظيمتين هما الصوم والحج، وسن لها سنناً وأحكاماً ينبغي للمسلم معرفتها حتى يكون مقتدياً في عباداته برسوله صلى الله عليه وسلم.(1/244)
الفوائد:
- أن من السنة أن لا يخرج المصلي لصلاة عيد الفطر حتى يأكل تمرات.
- أن السنة أن لا يأكل في عيد الأضحى حتى يصلي.
- أنه لا يشرع لصلاة العيد أذان ولا إقامة.(1/245)
الشرح:
الخسوف والكسوف من آيات الله التي يخوف بها عباده، وقد شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم عند حدوث أحدهما الفزع إلى الصلاة والذكر والاستغفار والتضرع لله بالدعاء حتى يكشف ما بهم.(1/246)
الفوائد:
- استحباب أداء صلاة الكسوف عند حصوله (1) .
- أنه ينادى لها بـ (الصلاة جامعة) .
- أنها ركعتان طويلتان، في كل ركعة ركوعان.
- استحباب وعظ الإمام للناس بعد الصلاة.
_________
(1) من العلماء من يرى وجوب صلاة الكسوف لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بها وفزعه إليها والنداء لها.(1/247)
الشرح:
أجدبت الأرض في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله رجل - والرسول يخطب يوم الجمعة - أن يستغيث الله لهم، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبته فمطر الناس في الحال أسبوعاً كاملاً حتى طلبوا منه أن يسأل الله أن يمسكه عنهم.(1/248)
الفوائد:
- في الحديث آية من آيات نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم.
- مشروعية الاستسقاء في خطبة الجمعة.
- مشروعية سؤال الله كف المطر إذا تضرر الناس منه.(1/249)
الشرح:
شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أجدبت الأرض وانحبس المطر أن يخرج المسلمون متذللين متخشعين مبتذلين لصلاة الاستسقاء وطلب الغيث من الله عز وجل.(1/250)
الفوائد:
- استحباب صلاة الاستسقاء، ركعتين مع خطبة.
- استحباب تحويل الرداء بعد الاستسقاء.
- جواز الخطبة قبل الصلاة أو بعدها.
- استحباب الخروج بخشوع وتذلل لله.(1/251)
الشرح:
المطر نعمة وفضل من الله يمتن به على من يشاء من عباده، فنسبة هذه النعمة إلى دخول نجم أو فصل فيه كفر لنعمة الله تعالى، بل الواجب أن ينسب الفضل لله وحده، وما هذه النجوم والفصول إلا ظروف يجري الله فيها ما يشاء من الرزق لعباده، ولا يعلم أحد وقت نزول المطر إلا الله.(1/252)
الفوائد:
- تحريم قول: مطرنا بنوء كذا أو بدخول نجم كذا، بل يقال: مطرنا بفضل الله ورحمته.
- استحباب قول: صيباً نافعاً، عند رؤية المطر.
- أن نزول المطر من أمور الغيب التي لا يعلمها على وجه الدقة والتحديد إلا الله.(1/253)
الشرح:
قد يقدم إنسان على عمل وهو لا يدري عاقبته، أو تكون على غير ما كان يتصور، فلذلك شرع الرسول صلى الله عليه وسلم الاستخارة وهي سؤال الله أن يهدي إلى ما فيه الخير بعد ركعتين يركعهما المسلم ثم يدعو بالدعاء الذي أرشد إليه الرسول صلى الله عليه وسلم، فيقطع بذلك التردد والحيرة ويرضى ويطمئن قلبه بما كتب الله له.(1/254)
الفوائد:
- استحباب صلاة الاستخارة عندما يريد المسلم القيام بعمل لا يتبين عاقبته.
- أن ذلك يكون في جميع الأمور وقبل العزم على الفعل.(1/255)
الشرح:
الأولاد أمانة في عنق أبيهم، وتربيتهم مسؤوليته، وهم رعيته وهو مسؤول عنهم، يجب عليه أن ينصح لهم وأن يجعل إصلاحهم وتربيتهم كما يريد الله شغله الشاغل وعمله الأول، ولا يكتفي من ذلك بتوفير الطعام والشراب والملبس وينشغل عنهم بأعماله الدنيوية ويهملهم، فإن فعل ذلك فإنه - غالباً - يندم ويتحسر في الدنيا إذا كبروا وفي الآخرة إذا سئل عن تضييع الأمانة فيهم.(1/256)
الفوائد:
- أن الأولاد رعية الأب وهو مسؤول عن تربيتهم.
- خطورة إهمال تربية الأولاد وضرره في الدنيا والآخرة.
- فضل تربية الأولاد التربية الصالحة، وأن ذلك مما ينفع آباءهم بعد الموت.(1/257)
الشرح:
الرسول صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الأطفال هو قدوتنا في تربية أولادنا. ويجب أن نعامل أطفالنا كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعامل أطفال الصحابة. فنراه - كما في هذه الأحاديث - كثير العطف عليهم ويقطع كلامه للصحابة ليحمل الحسن والحسين عطفاً عليهما وحباً لهما، وكذلك يداعب الأطفال ولا يجد غضاضة في ذلك، لما في ذلك من إشعارهم بالحب والعطف الذي يؤثر خيراً في نفوسهم. كذلك كان يحترمهم فلا يمنعهم حقاً لهم بحجة أنهم صغار، كما يفعل كثير من الآباء.(1/258)
الفوائد:
في هذه الأحاديث فوائد تربوية منها:
- مداعبة الأطفال من قبل الكبار بما يدخل السرور عليهم.
- إظهار العطف عليهم والمحبة لهم ولو في مجامع الناس.
- احترامهم وإعطاؤهم حقوقهم، وعدم تجاهلها بحجة أنهم صغار.(1/259)
الشرح:
من أعظم وسائل التربية، التربية بالقدوة الحسنة، وهي أن يرى الولد الخصال الحميدة التي نريد أن نربيه عليها في والديه ومن حوله، فإذا أردنا أن نربيه على الصدق فلا نكذب عليه. كذلك يتسامح مع الصغار في شيء من اللهو المباح؛ لأن نفوسهم لم تتعود بعد على الجد فيسمح لهم بشيء من الترفيه بإشراف الوالدين ومشاركتهما.(1/260)
الفوائد:
- النهي عن الكذب على الأطفال لما فيه من الضرر في تربيتهم.
- الترخيص للصغار بمشاهدة اللهو المباح.(1/261)
الشرح:
من الأمور التي يغفل عنها كثير من الآباء تعليم أولادهم وتوجيههم ووعظهم، لا على سبيل التعنيف أو التأنيب على الأخطاء فقط، بل يكون ابتداءً مع إظهار الحرص والشفقة عليهم ليكون أدعى للقبول، ولا ينبغي إهمالهم بحجة أنهم صغار لا يفهمون.(1/262)
الفوائد:
- مشروعية وعظ الأولاد وتوجيههم ولو كانوا صغاراً.
- مشروعية مراعاة اختلاف مراحل نمو الأولاد في تربيتهم.(1/263)
الشرح:
العدل مطلوب في كل شيء. وهو ضروري في معاملة الأولاد وتربيتهم حتى لا تنشأ بينهم الكراهية والبغضاء، ولذلك لم يشهد الرسول صلى الله عليه وسلم على صدقة من لم يعدل بين أولاده وسماها جوراً، وأمره بالعدل بين أولاده، وكان السلف رحمهم الله يحبون أن يساووا بين أولادهم حتى في القبلة (1) .
_________
(1) ذكر ذلك ابن القيم في كتابه تحفة المودود.(1/264)
الفوائد:
- وجوب العدل في كل أمر.
- تحريم تفضيل بعض الأولاد على بعض في العطية.(1/265)
الشرح:
البنت إنسان ضعيف، وما خلقت لتستقل بنفسها، فهي غالباً بحاجة إلى من يعولها، ولما كان انتقاص البنات واحتقارهن عادة جاهلية ذميمة رغب الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيتهن وإكرامهن والإحسان إليهن ووعد عليه بالأجر العظيم.(1/266)
الفوائد:
- فضل تربية البنات، وإعالتهن وأنه سبب لدخول الجنة.
- حث الرسول صلى الله عليه وسلم على الإحسان للبنات لضعفهن وحاجتهن.(1/267)
الشرح:
كفالة اليتيم والإحسان إليه والقيام بأمره من الأعمال التي رغب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها، وذلك لضعفه وما يصيبه من الذل بفقد عائله، وقد وعد على ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم بالأجر العظيم.(1/268)
الفوائد:
- فضل كفالة اليتيم والترغيب فيها.
- أن ذلك سبب لدخول الجنة ورفعة الدرجات فيها.
- أن ذلك يشمل اليتيم ولو كان قريباً.(1/269)
الشرح:
شددت الشريعة في التحذير من التعرض لحقوق اليتيم - وهو من فقد أباه قبل البلوغ - وتوعد الله عليه بالنار، وعده الرسول صلى الله عليه وسلم من الذنوب المهلكة.(1/270)
الفوائد:
- الترهيب من أكل مال اليتيم بغير حق.
- أنه من الذنوب الكبيرة المهلكة.(1/271)
الشرح:
للسفر آداب وسنن أرشد لها النبي صلى الله عليه وسلم، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يستحب الخروج يوم الخميس، وحث صلى الله عليه وسلم على اتخاذ الرفيق في السفر، وتأمير الجماعة واحداً عليهم ليكون أجمع لكلمتهم، وأبعد عن النزاع وحذر صلى الله عليه وسلم من أن يسافر الرجل وحده.(1/272)
الفوائد:
- استحباب الخروج للسفر يوم الخميس.
- النهي عن سفر الإنسان وحده.
- الأمر بتأمير أحد الرفقة في السفر.(1/273)
الشرح:
للسفر أذكار ينبغي للمسافر الحرص عليها، منها أذكار الركوب، وبدء المسير وأذكار العودة والوصول، وكان من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه أنهم يكبرون إذا صعدوا مرتفعاً لما في ذلك من تعظيم الله في هذا الموضع المرتفع، وإذا نزلوا منخفضاً سبحوا الله ونزهوه، وأرشد صلى الله عليه وسلم من نزل منزلاً أن يستعيذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق فلا يضره شيء حتى يرحل من مكانه.(1/274)
الفوائد:
- استحباب قول أذكار السفر في الذهاب والعودة.
- استحباب التسبيح والتكبير أثناء السير.
- الاستعاذة بكلمات الله التامات تحفظ الإنسان من كل شيء.(1/275)
الشرح:
من أحكام السفر التي ينبغي ألا يتساهل فيها سفر المرأة بلا محرم، فقد نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم لما فيه من الخطر العظيم والفتنة الكبيرة. ومن سنن السفر أن يبدأ المسلم عند وصوله بالمسجد فيصلي فيه ركعتين كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل.(1/276)
الفوائد:
- تحريم سفر المرأة بدون محرم.
- يدخل في ذلك السفر بالطائرة؛ لأنه سفر ولأن الفتنة لا تؤمن فيه (1) .
- استحباب أن يبدأ المسلم بالمسجد عند وصوله ويؤدي فيه ركعتين.
_________
(1) أضاف الشيخ ابن جبرين: إلا أن تكون المدة أقل من يوم.(1/277)
الشرح:
للمسلم شخصيته المتميزة عن غيره، أراد الله له أن يكون متميزاً عن غيره من المشركين، وحذر الرسول صلى الله عليه وسلم من مشابهة المشركين ونهى عنه أشد النهي لما تجر إليه مشابهة الظاهر من المشابهة في الباطن، وأمر المسلمين بمخالفتهم في مواطن كثيرة.(1/278)
الفوائد:
- تحريم التشبه بغير المسلمين.
- أنه من الكبائر لما قد يجر إليه من مشابهتهم في دينهم.
- يدخل في ذلك التشبه بهم في لباسهم أو عاداتهم ونحو ذلك.(1/279)
الشرح:
الحب في الله والبغض فيه من أوثق عرى الإيمان، والمؤمن مأمور بمحبة المؤمنين والصالحين وبغض الكافرين، وهذه المحبة والبغض دين يتقرب به إلى الله، ويحشر المرء يوم القيامة مع من أحب في هذه الدنيا.(1/280)
الفوائد:
- فضل حب الصالحين، وأنه سبب لمرافقتهم في الجنة، وإن قل العمل.
- خطورة محبة الكافرين والفساق.
- أن من أحب قوماً فهو معهم يوم القيامة.(1/281)
الشرح:
تصوير ذوات الأرواح من كبائر الذنوب، والمصورون هم أشد الناس عذاباً يوم القيامة يعذبون بكل صورة صوروها ويقال لهم أحيوا ما خلقتم، ولا فرق بين التصوير المجسم وبين التصوير باليد.(1/282)
الفوائد:
- تحريم التصوير وأنه من الكبائر.
- أن الملائكة لا تدخل البيت الذي فيه صورة.
- أن المصورين هم أشد الناس عذاباً يوم القيامة.(1/283)
الشرح:
الكلب من الحيوانات التي نهى الشرع عن اقتنائها ولم يرخص فيها إلا للحاجة الماسة، وذلك لما فيه من الضرر الصحي البالغ، ولأن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب، أو لغير ذلك من الحكم التي يعلمها الله، فينبغي للمسلم الحذر من التساهل في إدخاله البيت من غير ضرورة.(1/284)
الفوائد:
- تحريم اتخاذ الكلب إلا للصيد أو حراسة الماشية أو الزراعة.
- التنفير من الكلاب والأمر باجتنابها.
- التغليظ في نجاسة ما ولغ فيه الكلب حيث يغسل سبع مرات أولاهن بالتراب.(1/285)
الشرح:
للنوم آداب وسنن سنها الرسول صلى الله عليه وسلم وعلمها لأصحابه، منها النوم على وضوء وأذكار النوم والاستيقاظ، وهيئة النوم الصحيحة.(1/286)
الفوائد:
- استحباب النوم على وضوء.
- استحباب النوم على الجنب الأيمن وقراءة الأذكار الواردة.
- كراهة نوم الإنسان على بطنه.(1/287)
الشرح:
الرؤيا أمرها عظيم، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل أصحابه عن رؤاهم ويفسرها لهم، وأخبر أن الرؤيا من الله والحلم من الشيطان، وحذر صلى الله عليه وسلم من الكذب في الرؤيا.(1/288)
الفوائد:
- تعظيم شأن الرؤيا الصالحة حيث إنها من المبشرات وجزء من النبوة.
- أن الرؤيا من الله والحلم من الشيطان.
- شدة عقاب من كذب في رؤياه.(1/289)
الشرح:
للرؤيا آداب وسنن سنها الرسول صلى الله عليه وسلم ينبغي للمسلم الحرص عليها لينجو بإذن الله من الشيطان ووساوسه التي يحاول بها إيذاء المؤمنين.(1/290)
الفوائد:
- على المسلم إذا رأى في منامه ما يكره أن ينفث عن يساره ثلاث مرات ويتعوذ من شرها ومن الشيطان، وينقلب إلى الجنب الآخر.
- إن رأى المسلم ما يكره فلا يخبر بذلك أحداً فإنها لا تضره.
- على المسلم ألا يخبر بما يراه من أضغاث الأحلام التي هي من تلعب الشيطان به.(1/291)
الشرح:
الحب في الله هو أن تحب شخصاً لأنه مطيع لله ويزداد الحب له كلما ازدادت طاعته لله، وهذا الحب من أفضل الأعمال؛ لأنه لا يكون إلا خالصاً لله، سالماً من الأغراض الدنيوية، وجزاؤه محبة الله لصاحبه وأنه يظله في ظله يوم القيامة.(1/292)
الفوائد:
- فضل الحب في الله وعظم الثواب عليه يوم القيامة.
- أنه سبب لجلب محبة الله تعالى.(1/293)
الشرح:
الزيارة في الله فضلها عظيم وأجرها كبير، وهي التي تكون عن محبة في الله ورجاء لثوابه لا لمصالح دنيوية، أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن جزاءها محبة الله والفوز بالجنة.(1/294)
الفوائد:
- فضل الزيارة في الله عز وجل.
- أنها سبب لجلب محبة الله ودخول الجنة.(1/295)
الشرح:
إجابة الدعوة من حقوق المسلم على أخيه، أمر بها الرسول صلى الله عليه وسلم لما فيها من تقوية الروابط الاجتماعية والأسرية بين المسلمين، وفي ترك إجابة الدعوة للوليمة معصية للرسول صلى الله عليه وسلم.(1/296)
الفوائد:
- الأمر بإجابة الدعوة في الوليمة.
- أن إجابة الدعوة من حق المسلم على أخيه.
- أن إجابة الدعوة لا يلزم منها الأكل من الطعام.(1/297)
الشرح:
الاستئذان من الآداب التي حث عليها الإسلام لما فيه من حفظ عورات الناس وأمورهم الخاصة، ويشرع الاستئذان ثلاث مرات بدق الباب أو طلب الدخول فإن أذن له وإلا يرجع ولا يزيد عن الثلاث.(1/298)
الفوائد:
- الأمر بالاستئذان قبل دخول البيوت.
- أن السنة إذا قيل للمستأذن من أنت؟ أن يسمي نفسه، ولا يقول: أنا.
- أن الاستئذان يكون ثلاث مرات فإن أذن وإلا فليرجع المستأذن.(1/299)
الشرح:
للمجالس والمجالسة في الإسلام آداب وسنن ينبغي للمسلمين الحرص على التأدب بها، وجه إليها الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى تكون مجالسنا مجالس خير مباركة يرضى الله عنها.(1/300)
الفوائد:
- استحباب توسعة المجلس.
- النهي عن الجلوس في الطرقات إلا لمن يؤدي حقها من غض البصر وكف الأذى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- التوجيه إلى المجالس التي فيها جلساء صالحون والتحذير من ضدها.
- التحذير من المجالس التي لا يذكر فيها اسم الله.(1/301)
الشرح:
من آداب المجلس التي أرشد إليها الرسول صلى الله عليه وسلم الاجتماع في المجلس وعدم التفرق، وألا يقيم الرجل الرجل ليجلس مكانه ولكن يتفسح الجالسون له، كذلك إذا قام أحد ثم عاد إلى مكانه فهو أحق بالجلوس فيه، أما القادم فإن السنة أن يجلس حيث ينتهي به المجلس.(1/302)
الفوائد:
- استحباب الاجتماع في المجلس وعدم التفرق فيه.
- النهي عن إقامة جالس للجلوس مكانه، ولكن يتفسح له الجالسون.
- المشروع للقادم أن يجلس حيث ينتهي به المجلس.
- إذا قام الرجل من مجلسه ثم عاد إليه فهو أحق به.(1/303)
الشرح:
من آداب المجلس التي سنها الرسول صلى الله عليه وسلم لمنع كل ما يمكن أن يسبب التباغض بين المسلمين ألا يتحدث اثنان سراً في مجلس دون الثالث، إذا لم يكن في المجلس إلا ثلاثة، كذلك نهى الرسول صلى الله عليه وسلم أن يجلس الرجل بين اثنين إلا أن يستأذنهما لأنه قد يكون بينهما أمر لا يريدان أحداً أن يطلع عليه. ومن الآداب التي يختم بها المجلس كفارة المجلس تكفر ما قد يكون فيه من صغائر الذنوب.(1/304)
الفوائد:
- النهي عن أن يتحدث اثنان سراً دون الثالث.
- النهي عن أن يفرق الرجل بين متجالسين إلا بإذنهما.
- استحباب ختم المجالس بدعاء كفارة المجلس.(1/305)
الشرح:
عداوة الشيطان للإنسان ثابتة لا شك فيها، أخبر عنها الله تعالى في القرآن محذراً عباده من كيده، فهو لا يترك ما يمكن أن يلقي العداوة، بين الناس إلا ويأتيه ويحرص عليه، ومن ذلك إلقاء الفتن بينهم والعداوات لما تجره من التقاطع والتدابر والتقاتل بين المسلمين.(1/306)
الفوائد:
- تأكيد عداوة إبليس للمؤمنين.
- وجوب الحذر من الفتن التي تقع بين الناس والسعي في إطفائها لأنها من عمل الشيطان.(1/307)
الشرح:
للصبر منزلة عظيمة في الدين، فالدين كله قائم على الصبر: صبر على طاعة الله وصبر عن محارم الله وصبر على أقدار الله، والصابر هو الرابح لأنه أطاع الله واحتسب الأجر عنده، ولأن الجزع والتسخط لا يغير القدر وهو ضرر على صاحبه.(1/308)
الفوائد:
- فضل الصبر وعلو منزلته من الدين.
- أنه سبب للفوز بالجنة.
- الترغيب في الصبر على أذى الناس.(1/309)
الشرح:
من رحمة الله تعالى أنه جعل كل ما يصيب المسلم في هذه الدنيا من الأمراض ونحوها مكفرة لذنوبه، فكل ما يصيب المسلم - إذا صبر عليه - فهو في حقه نعمة من الله تعالى.(1/310)
الفوائد:
- وجوب الصبر على ما يصيب الإنسان من الأمراض ونحوها.
- أنها كفارة لذنوبه إذا صبر واحتسب.
- فضل الله سبحانه بتكفيره ذنوب عباده بهذه الأشياء.(1/311)
الشرح:
أمر الله سبحانه بالوفاء بالعهد، وعد الرسول صلى الله عليه وسلم الغدر - وهو أن يعاهد الإنسان على شيء ولا يفي به - من خصال المنافقين، وأخبر أنه يقام للغادر يوم القيامة علم كبير يراه الناس ويقال هذه غدرة فلان حتى يفتضح بين الناس.(1/312)
الفوائد:
- تحريم الغدر والترهيب منه.
- أنه من خصال المنافقين.
- التشهير بالغدر يوم القيامة لقبح فعله.(1/313)
الشرح:
النصح للمسلمين واجب وهو من الدين، وغشهم في البيع والشراء أو غيره معصية ومن كبائر الذنوب حذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم وأخبر أن من غش المسلمين فليس منهم.(1/314)
الفوائد:
- تحريم غش المسلمين وأنه من كبائر الذنوب.
- وجوب النصح للمسلمين وطلب الخير لهم.(1/315)
الشرح:
الخوف من الله عبادة قلبية عظيمة لا تصدر إلا من مؤمن صادق الإيمان، فلذلك كانت له هذه المنزلة العالية والفضيلة العظيمة، والخوف المحمود هو ما دفع صاحبه إلى عمل الطاعات، وحجزه عن فعل المحرمات.(1/316)
الفوائد:
- فضل الخوف من الله وأنه سبب لدخول الجنة.
- أن الخوف من الله مانع من المعاصي.(1/317)
الشرح:
السواك طهارة ونظافة للفم وسنة رغب فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، خصوصا في المواضع التي تشرع لها الطهارة والنظافة كالصلاة، أو عند تغير رائحة الفم، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحب السواك ويكثر من التسوك ويكثر من أمر أصحابه به.(1/318)
الفوائد:
- تأكيد استحباب السواك.
- فضله وأنه جالب لرضى الله ومطهر للفم.
- تأكده عند الصلاة وعند القيام من النوم وعند دخول البيت.(1/319)
الشرح:
خصال المنافقين كثيرة نبه عليها القرآن، وذكر الرسول بعضاً منها تحذيراً للأمة أن تقع فيها فيكون فيها شبه منهم. ومنها تلك الخصال الأربع: الخيانة والغدر والكذب والفجور، فهذه لا تكاد تجتمع إلا في منافق، وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً بعلامة من علامات النفاق وهي استثقال صلاة العشاء والفجر، وهو ما وقع فيه بعض المسلمين اليوم، فحري بالمسلم معرفة هذه الأوصاف والحذر من الوقوع فيها.(1/320)
الفوائد:
- أن الخيانة والكذب والغدر والفجور من صفات المنافقين.
- أن من صفاتهم استثقال الصلاة والتكاسل عنها خصوصاً صلاة العشاء والفجر.
- أن من خصالهم قلة ذكر الله.
- وجوب الحذر من هذه الخصال.(1/321)
الشرح:
للأصدقاء والقرناء تأثير كبير على الإنسان، وفي الغالب أن الإنسان يتخلق بأخلاق أصدقائه حسنة كانت أم سيئة، فلذلك حث الرسول صلى الله عليه وسلم على اختيار الصديق الصالح وشبهه ببائع المسك الذي لن تعدم منه الفائدة، بعكس صديق السوء فإنه لا بد أن يصلك من شره.(1/322)
الفوائد:
- أن من كانت صداقته على غير تقوى ولغير محبة في الله، فإنها تنقلب عداوة يوم القيامة.
- وجوب اختيار الصديق الصالح.
- أن للصديق تأثيراً كبيراً على صديقه.(1/323)
الشرح:
الغضب خلق ذميم يجر صاحبه غالباً إلى ما لا يحب من الأعمال، هو من الشيطان، فلذلك أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بالبعد عنه وأرشد إلى ما يخفف حدته عند وقوعه.(1/324)
الفوائد:
- وصية الرسول صلى الله عليه وسلم بترك الغضب وامتداحه لمن يملك نفسه عند الغضب.
- إرشاد من غضب وهو قائم أن يجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع.
- إرشاد الرسول صلى الله عليه وسلم من غضب أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.(1/325)
الفوائد:
- حلم الرسول صلى الله عليه وسلم على قومه.
- وجوب اقتداء الدعاة به صلى الله عليه وسلم في الحلم والصبر على أذى الناس.(1/326)
الشرح:
من الأمور التي رغب فيها الرسول صلى الله عليه وسلم زيارة المريض لما فيها من جبر خاطره وتطييب نفسه، وهي حق للمسلم على أخيه المسلم وأخبر الرسول صلى الله عيه وسلم أن فيها أجراً عظيماً.(1/327)
الفوائد:
- استحباب زيارة المريض لما فيها من المواساة والاعتبار بحاله.
- أن ذلك من حق المسلم على أخيه المسلم.
- فضل ذلك وعظم ثوابه.(1/328)
الشرح:
التيامن - وهو البداءة باليمين وتقديم اليمنى فيما هو من باب التكريم - من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو من شعار أهل الإسلام، وفيه مخالفة للشيطان الذي يتعاطى أموره بشماله.(1/329)
الفوائد:
- استحباب التيامن في كل ما كان من باب التكريم والتشريف.
- استحباب التيامن في لبس النعال والترجل.
- استحباب البداءة بالأيمن عند الإعطاء لجماعة من الناس.(1/330)
الشرح:
زيارة القبور سنة سنها الرسول صلى الله عليه وسلم فقد فعلها وأمر بها وأخبر أنها تذكر الآخرة، فإن الإنسان العاقل إذا رأى مقره الأخير في هذه الدار لاشك أنه سيزهد فيها ويقبل على عمارة داره الأبدية في الآخرة.(1/331)
الفوائد:
- استحباب زيارة القبور وأنها تذكرة الآخرة.
- استحباب السلام عند دخول المقبرة بما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
- تحريم الصلاة إلى القبور؛ لأنها وسيلة لعبادتها.
- تحريم الجلوس على القبور.(1/332)
الشرح:
لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم في بيته ومع أهله مثالاً للخلق العالي الذي يجب أن يقتدي به فيه أتباعه، فهو في بيته في خدمة أهله ويحلم عليهم ويصبر ولا يكثر الانتقاد حتى مع الخدم، ويداعب أهله فيسابقهم في السفر للترويح عنهم وإدخال السرور عليهم.(1/333)
الفوائد:
- وجوب التواضع للأهل ومعاملتهم باللين والرفق، ومساعدتهم ومداعبتهم.
- أن ذلك لا ينقص من قدر الرجل بل يزيده؛ لأنه من فعل الرسول صلى الله عليه وسلم.(1/334)
الشرح:
علاقة الحاكم بالمحكوم في الإسلام أمر قررته الشريعة وجعلت له ضوابط وأسساً لا تتأثر بالأهواء والعاطفة والمصلحة الشخصية، فهي علاقة شرعها من هو عليم بما يصلح المجتمع - سبحانه - وجعلها ديناً يدان له سبحانه وتعالى به.(1/335)
الفوائد:
- وجوب طاعة ولاة الأمر في ما أحب المسلم وكره في غير معصية الله.
- أن ذلك من الدين الذي يتقرب به إلى الله تعالى.(1/336)
الشرح:
دين الإسلام مبني على جلب المصلحة ودفع المضرة، وهو ينهى عن الخروج على الإمام الشرعي لما في ذلك من إثارة الفتن وإراقة الدماء وفساد مصالح الناس الدينية والدنيوية.(1/337)
الفوائد:
- تحريم الخروج على إمام المسلمين.
- أن من خلع بيعة الإمام وخرج عليه فمات فميتته جاهلية.(1/338)
الشرح:
للطريق في الإسلام حقوق وآداب تشرع لمن جلس أو مر فيه، ينال المسلم بأدائها الأجر العظيم وينفع إخوانه المسلمين، ويكف الأذى عنهم.(1/339)
الفوائد:
- أن للطريق حقوقاً على من جلس فيه، وهي غض البصر عن المحارم وكف الأذى من اليد أو اللسان، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- تحريم البول في طريق الناس.
- استحباب إبعاد ما يؤذي المسلمين من طرقهم وعظم الأجر في ذلك.(1/340)
الشرح:
قد يعقد الإنسان يميناً على فعل أمر أو تركه ثم يتراجع عن عزمه وما حلف عليه، فمن رحمة الله أن جعل له مخرجاً وذلك بالكفارة التي شرعها الله للأيمان.(1/341)
الفوائد:
- مشروعية التحلل من اليمين بالكفارة.
- أن كفارة اليمين التخيير بين إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة.
- أن من لم يجد فعليه صيام ثلاثة أيام.(1/342)
الشرح:
الخمر أم الخبائث وشربها من الكبائر، حرمه الله في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم وتوعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات وهو مدمن لها بأن الله يحرمه من شربها في الجنة وأن يسقيه من عصارة أهل النار.(1/343)
الفوائد:
- تحريم شرب الخمر.
- الوعيد الشديد لشاربها.
- أنها داء وليست بدواء.(1/344)
الشرح:
كان يحصل للرسول صلى الله عليه وسلم بعض الآيات على أنه نبي مرسل من الله تزيد إيمان من رآها أو سمع بها، فمن ذلك انشقاق القمر، ونبع الماء من بين أصابعه وحنين الجذع إليه عندما تركه في الخطبة.(1/345)
الفوائد:
- صدق نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
- عظم قدرة الله الذي زوده بهذه الآيات.(1/346)
الشرح:
حب الشرف والرئاسة من الأمور التي تقدح في إخلاص العمل لله. ولذلك رغب الرسول صلى الله عليه وسلم في التخفي بالعمل والبعد عن مظان الشهرة لما في ذلك من سلامة الدين والبعد عن الفتن.(1/347)
الفوائد:
- الترغيب في التواضع والبعد عن الشهرة.
- استحباب التخفي بالعمل والاستغناء عن الناس(1/348)
الشرح:
أولياء الله هم عباده الصالحون الذين أطاعوه باتباع أوامره واجتناب نواهيه، كرمهم الله وحذر من معاداتهم والتعرض لهم بغير حق، وأخبر أنه هو الذي يدافع عنهم ويتولى حمايتهم ونصرتهم.(1/349)
الفوائد:
- التحذير من معاداة أولياء الله.
- أن الله سبحانه هو الذي يدافع عنهم ويتولاهم.(1/350)
الشرح:
كل إنسان يسعى إلى ما يشرح صدره ويهب له السعادة في حياته، ومن أعظم أسباب انشراح الصدر وسعادة النفس طاعة الله سبحانه وتعالى والإيمان به والرضا بقدره واللجوء إليه، فلا يمكن أن تتحقق السعادة الكاملة إلا لمن يؤمن بالله وحده.(1/351)
الفوائد:
- أن طاعة الله من أعظم أسباب انشراح الصدر.
- أن الشيطان من أسباب ضيق الصدر وخبث النفس.(1/352)
الشرح:
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الأمور المهمة التي تضمن للمجتمع بإذن الله السلامة والنجاة، والتخاذل عن القيام به وتضييعه سبب لضعف الأمة وهلاكها ونزول العقاب بها، كما حل بالأمم السابقة.(1/353)
الفوائد:
- أن ترك إنكار المنكر كان من أسباب لعن بني إسرائيل.
- أن تركه سبب لفساد المجتمع وهلاكه.
- أن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب لمنع إجابة الدعاء.
- أن تركه سبب لنزول العقاب الذي يعم الجميع.(1/354)
الشرح:
للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر آداب مهمة ينبغي معرفتها لكي يحقق الأمر والنهي الهدف المنشود، والإخلال بهذه الآداب قد يجر إلى مفاسد عظيمة تكون أعظم من المنكر الأصلي.(1/355)
الفوائد:
- أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا بد أن يكون بالحكمة.
- مشروعية الرفق في الأمر والنهي.
- مشروعية مراعاة المصالح والمفاسد في الأمر والنهي فلا يؤدي الإنكار إلى منكر أعظم.(1/356)
الشرح:
يحب الله سبحانه وتعالى الستر على الخلق ويأمر به ولذلك حرم التجسس ونهى عنه، وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن من ستر عبداً في الدنيا ستره الله في الآخرة، ونهى صلى الله عليه وسلم عن تتبع المسلمين والتجسس عليهم فيما يخفونه من أعمال.(1/357)
الفوائد:
- فضل الستر على المسلمين وأنه سبب لستر الله يوم القيامة.
- النهي عن تتبع عورات المسلمين والتجسس عليهم.
- عقوبة من فعل ذلك أن الله يفضحه ويظهر للناس ما يستره عنهم.(1/358)
الشرح:
الجدل والخصومة بالباطل من آفات اللسان التي تسبب الفرقة والتقاطع والتدابر بين المسلمين، وإيغار صدور بعضهم على بعض، وتضييع أوقاتهم فيما لا ينفع، ولذلك حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم ووعد من تجنبها الأجر العظيم والقرب منه يوم القيامة.(1/359)
الفوائد:
- الترغيب في ترك الجدل إلا لمصلحة وبالتي هي أحسن.
- الترهيب من الشدة في الخصومة.
- أن انتشار الجدل علامة على الضلال.
- بغض الرسول صلى الله عليه وسلم للثرثارين المتطاولين على الناس بكلامهم، وبعدهم عنه يوم القيامة.(1/360)
الشرح:
الكذب من صفات المنافقين التي حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان من أبغض الأخلاق إليه صلى الله عليه وسلم، وأخبر عنه أنه يجر صاحبه إلى المعاصي التي تورده النار، وأنه إن استمر على عادة الكذب فإنه يكتب عند الله كذاباً، ثم أخبر بعقوبة الذي ينشر الكذب بين الناس وما يعذب به إلى يوم القيامة.(1/361)
الفوائد:
- الترهيب من الكذب وأنه من خصال المنافقين.
- أنه يجر إلى الفجور أي: المعاصي.
- أنه من أسباب دخول النار فيجب الحذر منه.
- شدة عذاب من ينشر الكذب بين الناس.(1/362)
الشرح:
الكذب خصلة ذميمة حرمها الشرع، ويزداد قبح الكذب وشناعته إذا كان كذباً على الله أو على رسوله، فينسب الكاذب إلى الله أو إلى رسوله قولاً من تحليل أو تحريم أو خبر وهو يعلم أنه غير صحيح، فهذا مما توعد الله ورسوله عليه بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة.(1/363)
الفوائد:
- التغليظ في تحريم الكذب على الله ورسوله.
- أنه من الكبائر المتوعد عليها بالنار.(1/364)
الشرح:
من الأمور التي يتساهل بها الناس وهي محرمة، بل من كبائر الذنوب، الكذب لإضحاك الناس، ومما يجر إلى الكذب أيضاً أن يحدث الرجل بكل ما يسمعه بدون توثق؛ لأنه يسمع الصدق والكذب فإذا حدث بكل ما سمعه فإنه سيتحدث بما لم يقع وهو من الكذب.(1/365)
الفوائد:
- وجوب التحرز من الكذب حتى على الأطفال في الأمور الصغيرة.
- الترهيب من الكذب لإضحاك الناس على سبيل المزاح.
- الزجر عن التحديث بكل ما سمع الإنسان؛ لأنه يسمع الصدق والكذب فيحدث بما لم يقع (1) .
_________
(1) شرح النووي لمسلم 1 / 75.(1/366)
الشرح:
الكذب منهي عنه، ومن قبائح الذنوب، لكن إن كان فيه مصلحة شرعية راجحة كالإصلاح بين الزوجين أو بين الناس بما لا ظلم فيه، أو الكذب في الحرب مع الأعداء فيكون جائزاً.(1/367)
الفوائد:
- جواز الكذب للإصلاح بين الناس لما فيه من المصلحة الشرعية العظيمة لما فيه من التأليف بين المسلمين.
- جواز الكذب في الحرب؛ لأنه من حيل الحروب وفيه مصلحة شرعية راجحة.
- جواز كذب الرجل على امرأته والمرأة على زوجها فيما لا ظلم فيه ولا ضرر.(1/368)
الشرح:
من رحمة الله وسعة فضله أن المسلم إذا غرس غرساً من نخل أو نحوه أو زرع زرعاً فإن كل ما أكل منه من طائر أو حيوان أو إنسان فهو صدقة يثاب عليها.(1/369)
الفوائد:
- فضل الزرع والغرس.
- أن ما أكلت الحيوانات والإنسان من الغرس والزرع فهو صدقة لصاحبه.(1/370)
الشرح:
في هذه الأحاديث شيء من أحكام البيع والشراء يقع فيها كثير من الناس، نبه عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فيها من المصالح الدينية والدنيوية.(1/371)
الفوائد:
- النهي عن الغش في البيع والشراء، وأن ذلك من الكبائر.
- ثبوت الخيار للمتبايعين في رد السلعة ما لم يتفرقا.
- النهي عن الحلف في البيع، وأنه يمحق بركة التجارة.(1/372)
الشرح:
لحسن الخلق من طيب الكلام وحسن المعاملة والصبر على الناس ومساعدتهم وغير ذلك من الأخلاق الحميدة منزلة عظيمة في الإسلام، حث عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبر أنه من أفضل الأعمال التي تقرب إلى الله، وقد بلغ صلى الله عليه وسلم الغاية في حسن الخلق حيث شهد الله له بذلك، حتى كان الرجل يأتيه مبغضاً له فلا يلبث حتى يكون - لحسن خلقه معه - أحب الناس إليه.(1/373)
الفوائد:
- حسن خلق الرسول صلى الله عليه وسلم.
- فضل حسن الخلق ومنزلته وأنه أثقل شيء في ميزان المسلم يوم القيامة.
- أن حسن الخلق من أكثر الأعمال التي تدخل الجنة وترفع الدرجات.
- أن حسن خلق المسلم دليل على كمال إيمانه.(1/374)
الشرح:
الحياء خلق يبعث على ترك ما يشين النفس، وهو من الإيمان؛ لأنه يدعو إلى فعل المعروف والبعد عن المنكر، وأخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم أنه خير كله ولا يأتي إلا بخير، وكان صلى الله عليه وسلم شديد الحياء، ومن أفضل الحياء الحياء من الله أن يراك في معصيته.(1/375)
الفوائد:
- فضل الحياء وأنه من الإيمان.
- أن الحياء المشروع لا يأتي إلا بخير.
- شدة حياء الرسول صلى الله عليه وسلم.(1/376)
الشرح:
الرفق والتأني وعدم العجلة من الخصال التي يحبها الله ورغب فيها رسوله صلى الله عيه وسلم وهي سبب لجلب الخير لما فيها من بث التراحم والألفة والتعاطف بين المسلمين، والعنف والغلظة والشدة أخلاق ذميمة يبغضها الله، نفر منها الإسلام وينبغي للمسلم أن يبتعد عنها؛ لأنها لا تصدر إلا عن كبر وتجبر.(1/377)
الفوائد:
- أن الله يحب الرفق في جميع الأمور.
- أن الرفق سبب لجلب الخير.
- أن من صفات أهل الجنة السهولة واللين في معاملة الخلق.(1/378)
الشرح:
تبسمك في وجه أخيك من أيسر الطرق للوصول إلى قلبه وإزالة ما قد يكون فيه عليك من حقد أو نحوه، فلذلك أرشد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن يكون وجه المسلم باسماً باشاً لأخيه المسلم، وتبسمه صدقة له. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير التبسم لأصحابه.(1/379)
الفوائد:
- استحباب التبسم في وجه المسلم.
- أن تبسمك في وجه أخيك صدقة لك.
- أن كثرة التبسم كان من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم.(1/380)
الشرح:
لم يكن الإكثار من الضحك من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم، بل قد حذر منه وأخبر أن كثرة الضحك سبب لموت القلب.(1/381)
الفوائد:
- النهي عن الإكثار من الضحك.
- أنه سبب لموت القلب.
- أنه لم يكن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم.(1/382)
الشرح:
دين المسلمين دين قائم على الرحمة، فربهم بهم رحيم ونبيهم بهم رحيم، ووصفهم الله بأنهم رحماء بينهم، وخلق الرحمة خلق حميد يحبه الله وأخبر على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أنه إنما يرحم من عباده الرحماء.(1/383)
الفوائد:
- أن الرحمة من صفات المؤمنين.
- أن رحمة الناس من أسباب الدخول في رحمة الله.
- أن نزع الرحمة من القلب علامة على شقاوة الإنسان.(1/384)
الشرح:
اليمين بالله لها حرمتها، شدد الله في أمرها لأنها وسيلة شرعية من وسائل إثبات الحقوق أو نفيها، وفي الكذب فيها تضييع لحقوق الناس الشرعية، واستهانة بمقام الله جل وعلا، فلذلك كانت عقوبة الكاذب فيها هذه العقوبة الشديدة.(1/385)
الفوائد:
- التغليظ في تحريم اقتطاع مال المسلم باليمين الكاذبة.
- شدة عقاب من فعل ذلك، وأن يمينه تغمسه في النار.
- وجوب الحذر منه.(1/386)
الشرح:
شهادة الزور، وهي الشهادة الكاذبة، من كبائر الذنوب التي حذر الرسول صلى الله عليه وسلم أمته منها، لأنها تجمع بين الكذب الذي هو من أقبح الخصال وبين التسبب في إضاعة حقوق المسلمين، فلذلك عدها الرسول من أكبر الكبائر وتأثر تأثراً شديداً وهو يذكر ذلك للصحابة محذراً لهم منها حتى أشفقوا عليه صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم أجمعين.(1/387)
الفوائد:
- التغليظ في تحريم شهادة الزور.
- أنها من أعظم الذنوب لما فيها من الكذب وإضاعة حقوق المسلمين.(1/388)
الشرح:
الغيبة من كبائر الذنوب ومن أكثر المعاصي انتشاراً بين الناس مع تساهلهم بها وتهاونهم في إنكارها، وهي سبب للعداوة بين المسلمين وفساد ذات بينهم، ولبشاعتها شبه الله المغتاب بمن يأكل لحم أخيه ميتاً، وكانت عقوبة المغتاب في البرزخ أنه يمزق وجهه وصدره بأظفار من نحاس.(1/389)
الفوائد:
- تحريم الغيبة وأنها من كبائر الذنوب.
- أن ذكر الشخص بما يكره غيبة محرمة وإن كان فيه حقيقة.
- تحريم استماع الغيبة، ووجوب الإنكار على المغتاب وكفه عن ذلك.
- شدة عقوبة المغتاب في البرزخ.
- فضل الرد عن عرض المسلم، وأن الله يرد عن وجه الراد النار يوم القيامة.(1/390)
الشرح:
النميمة من كبائر الذنوب وهي نقل الكلام بين الناس بقصد الإفساد، وهي من أعظم أسباب التقاطع والشحناء بين الناس، لذلك حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم وأخبر عن العقوبة الشديدة لمن يعمل هذا العمل.(1/391)
الفوائد:
- تحريم النميمة وأنها من كبائر الذنوب.
- العقوبة الشديدة لمن فعل هذه المعصية.(1/392)
الشرح:
اللعن هو الطرد والإبعاد من رحمة الله عز وجل، ولعن أحد بعينه أمر خطير فإن اللعنة إذا لم يكن من أطلقت عليه مستحقاً لها عادت على من أطلقها، وقد تساهل كثير من الناس في اللعن، وهو أمر يجب إنكاره والتنبيه عليه وعدم التساهل فيه.(1/393)
الفوائد:
- الترهيب من إطلاق اللعن على المسلمين.
- أن اللعنة إذا كانت بغير حق تعود على صاحبها.
- أن اللعن ليس من صفات الصديقين والصالحين.(1/394)
الشرح:
الشعر كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح، فإن كان فيه نشر للفضيلة وحث على مكارم الأخلاق، فهو ممدوح ومرغب فيه وإن كان فيه غير ذلك من سب للمسلمين أو سخرية بهم أو دعوة للفسق والفجور فهو مذموم وهو الذي حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم.(1/395)
الفوائد:
- أن من الشعر ما هو حسن ومنه ما هو قبيح مذموم.
- الترهيب من الإكثار من حفظ الشعر بحيث لا يكون في جوف الإنسان شيء من ذكر الله والقرآن.(1/396)
الشرح:
المسلم محاسب بما يقول فمأجور أو مأزور، فلذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بعض الألفاظ ووجه في بعضها إلى ما يقوله بدلا منها.(1/397)
الفوائد:
- النهي عن قول: يا كافر للمسلم.
- النهي عن قول: يا عدو الله للمسلم.
- أنهما تعودان على من قالهما لمن لا يستحقهما.
- النهي عن قول: تعس الشيطان، والتوجيه لقول: بسم الله بدلا من ذلك.(1/398)
الشرح:
الظلم من أقبح الخصال التي لا تصدر إلا من نفس متجبرة متكبرة ناسية عظمة الله وشدة عقابه، حرمه الله سبحانه وتعالى - لتمام عدله - على نفسه، وجعله محرماً بين عباده، ووعد عليه العذاب الشديد.(1/399)
الفوائد:
- التغليظ في تحريم الظلم والترهيب منه.
- أن دعوة المظلوم مستجابة على ظالمه.(1/400)
الشرح:
الظلم خطره عظيم وعاقبته سيئة، وهو ظلمات على صاحبه في الآخرة، وسبب لأخذ الله وانتقامه الشديد.(1/401)
الفوائد:
- شدة عقوبة الظالم في الدنيا والآخرة.
- أنه ظلمات على صاحبه يوم القيامة.
- أن الله يمهل الظالم ليتمادى في ظلمه حتى يأخذه أخذاً شديداً.(1/402)
الشرح:
لدم المسلم وحياته عند الله حرمة عظيمة، ولذلك كان زوال الدنيا عند الله أهون من قتل المؤمن، ومن قتل نفساً فكأنما قتل الناس جميعاً، وعد الرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق من الذنوب الكبيرة المهلكة ليحذر الناس من التساهل فيه.(1/403)
الفوائد:
- التغليظ في قتل المسلم، وأنه من أكبر الكبائر المهلكة.
- عظم حرمة المسلم عند الله.
- أن أول ما يقضى فيه بين الناس يوم القيامة هي الدماء لعظم الذنب فيها.(1/404)
الشرح:
الجهاد في سبيل الله من أفضل الأعمال لما فيه من المشقة العظيمة التي قد تصل إلى بذل الروح في سبيل الله، ولما فيه من الخير العظيم من نشر دين الله ودخول الناس فيه ودفع أذى الكفار عن المسلمين.(1/405)
الفوائد:
- عظم منزلة الجهاد في سبيل الله.
- أن الجهاد من أفضل الأعمال.
- أنه سبب للنجاة من النار.(1/406)
الشرح:
للشهيد وهو- الذي يقتل في سبيل الله-أجر عظيم عند الله، فهو لما يرى من الكرامة عند الله يتمنى أن يعود للدنيا فيقتل في سبيل الله مرات عديدة، وهو من إكرام الله له لا يحس من ألم القتل إلا كما يحس الإنسان بألم القرصة، وذلك جزاء له لإقدامه على الموت في سبيل الله بنفس راضية.(1/407)
الفوائد:
- عظم منزلة الجهاد وأنه من أعظم أسباب دخول الجنة.
- عظم أجر الشهيد، وتخفيف ألم القتل عليه.
- أن الشهادة من أعظم أسباب تكفير الذنوب.(1/408)
الفوائد:
- قوة إيمان الصحابة رضي الله عنهم وحبهم للشهادة في سبيل الله.
- شجاعتهم رضي الله عنهم، وسرعة مبادرتهم للخير.(1/409)
الشرح:
للعطاس آداب وسنن شرعها الرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم، جدير بالمسلم التأدب بها لما فيها من الخير العظيم.(1/410)
الفوائد:
- استحباب قول: "يرحمك الله"للعطاس إذا حمد الله، من كل من سمعه (1) .
- أنه إذا لم يحمد الله فلا يقال له ذلك.
- أن الله يحب العطاس لأنه يكون نتيجة للنشاط والخفة.
- استحباب تغطية الوجه بالثوب أو اليد أو المنديل عند العطاس.
- كراهة رفع الصوت عند العطاس.
_________
(1) قال ابن القيم في الهدي 2 / 437:ظاهر الحديث أن التشميت فرض عين على كل من سمع العاطس يحمد الله ... ولا دافع له.(1/411)
الشرح:
التثاؤب يكون نتيجة للخمول والكسل وهو من الشيطان، فعلى المسلم محاولة رده ما استطاع لأن ذلك يغضب الشيطان، وإذا رفع المسلم صوته بالتثاؤب فإن الشيطان يضحك منه.(1/412)
الفوائد:
- أن الله يكره التثاؤب؛ لأنه يكون نتيجة للتثاقل والكسل.
- استحباب رد التثاؤب وكظمه.
- استحباب وضع اليد على الفم عند التثاؤب.
- كراهة رفع الصوت عند التثاؤب.(1/413)
الشرح:
من الآداب الواجبة عند الأكل التسمية، أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخبر أنها تمنع الشيطان من المشاركة في الطعام، فينبغي الاعتناء بها في أول الطعام ومن نسي فيسمي إذا ذكر أثناءه.(1/414)
الفوائد:
- الأمر بالتسمية عند الأكل (1) .
- أن من نسي التسمية يسمي إذا ذكر أثناء الأكل.
- أن الشياطين تبيت مع الإنس وتأكل معهم إذا لم يذكروا الله.
_________
(1) قال ابن القيم في الزاد 2 / 397: والصحيح وجوب التسمية عند الأكل. وبه قال الشيخ ابن عثيمين كما في الشرح الممتع 1 / 132.(1/415)
الشرح:
الأكل باليمين من آداب الأكل التي أمر بها الرسول صلى الله عليه وسلم، وأخبر أن الشيطان هو الذي يأكل بشماله، وفي هذا تنقير شديد من الأكل بالشمال، ودعا صلى الله عليه وسلم على الذي أبى أن يأكل بيمينه عندما أمره، فشلت يده، فحري بالمسلم الحذر الشديد من هذا الفعل وتعويد الصغار على الأكل باليمين وأمرهم به، كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم.(1/416)
الفوائد:
- النهي عن الأكل بالشمال، ودعاء الرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم، على الذي لم يأكل بيمينه (1) .
- أن فيه مشابهة للشيطان.
- استحباب أن يأكل الإنسان مما يليه إن كان الطعام نوعاً واحداً.
_________
(1) وبالتحريم قال ابن عبد البر (التمهيد 11 / 113) وابن القيم في الزاد والشوكاني في نيل الأوطار 8 / 167، والحافظ في الفتح 9 / 522 ونقل أن الشافعي نص في الأم والرسالة على التحريم.(1/417)
الشرح:
من آداب الأكل التي وجه إليها النبي صلى الله عليه وسلم، الأكل من جوانب الإناء لأن البركة تنزل في وسطه، ومن سنن الأكل التي سنها الرسول صلى الله عليه وسلم، حمد الله عند الفراغ، وقد كان من خلق الرسول صلى الله عليه وسلم ألا يعيب الطعام بل إن اشتهاه أكله وإلا تركه.(1/418)
الفوائد:
- استحباب الأكل من جوانب الإناء لا من وسطه حتى يبارك فيه.
- أن السنة عدم عيب الطعام، بل إن أراده أكله وإلا تركه.
- حسن خلق الرسول صلى الله عليه وسلم.
- استحباب حمد الله بعد الطعام.(1/419)
الشرح:
من آداب الطعام التي أمر بها الرسول صلى الله عليه وسلم لعق ما تبقى من الطعام على الأصابع وسلت ما بقي من الطعام في الإناء، وكان من هديه رسول الله صلى الله عليه وسلم الأكل بثلاث أصابع، وأمر إذا سقطت اللقمة أن ترفع وتنظف وتؤكل ولا تترك للشيطان.(1/420)
الفوائد:
- استحباب الأكل بثلاث أصابع.
- استحباب لعق الأصابع بعد الفراغ من الطعام.
- استحباب سلت ما تبقى من الطعام في الإناء.
- استحباب رفع اللقمة الساقطة وأكلها بعد تنظيفها.(1/421)
الشرح:
دين الإسلام دين الخلق الحسن والآداب الجميلة النافعة، وللشرب في الإسلام آداب فيها فوائد صحية، كالشرب في ثلاثة أنفاس اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم واجتماعية كإعطاء الأيمن ولو كان صغيراً إلا أن يستأذن.(1/422)
الفوائد:
- استحباب تغطية الإناء مع ذكر اسم الله عليه، وأن ذلك يحفظه من الشيطان.
- أن السنة أن يعطي الشارب الإناء لمن عن يمينه ولو كان من عن يساره أكبر أو أفضل، إلا أن يستأذنه.(1/423)
الشرح:
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التنفس في الشراب أثناء الشرب وكذلك عن النفخ في الإناء، لما في ذلك من الضرر الصحي ولما في ذلك أيضاً من تقذيره على من يريد الشرب منه. ووجه رسول الله صلى الله عليه وسلم من سقط الذباب في شرابه أن يغمسه كله قبل أن ينزعه، لأن في أحد جناحيه داءً والآخر شفاءً فإذا امتزجا في الشراب بطل مفعول الداء بإذن الله ولا يلزم منه إراقة الشراب.(1/424)
الفوائد:
- كراهة النفخ في الشراب.
- أن من رأى القذاة في الشراب فإنه لا ينفخها ولكن يريقها.
- أنه يسن لمن أراد التنفس أثناء الشرب أن يبعد الإناء عن فمه.
- أن وقوع الذباب في الشراب لا ينجسه، والمشروع حينئذٍ غمسه كله ثم إخراجه.(1/425)
الشرح:
الشرب في آنية الذهب والفضة محرم لنهي الرسول صلى الله عليه وسلم عنه، وإخباره بالوعيد الشديد لمن فعله.(1/426)
الفوائد:
- تحريم الشرب في إناء الذهب والفضة.
- أن ذلك من الكبائر للوعيد عليه بالنار.(1/427)
الشرح:
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شرب الرجل وهو قائم، لكنه صلى الله عليه وسلم شرب وهو قائم للحاجة.(1/428)
الفوائد:
- كراهة الشرب قائماً.
- جواز ذلك للحاجة. (والأولى تجنبه لشدة النهي فيه، كما في حديث الأمر بالقيىء ولو ناسياً)(1/429)
الشرح:
إسبال الثياب كبراً وخيلاء من الكبائر التي توعد الله عليها بالعذاب الشديد يوم القيامة، فينبغي على المسلم الحذر منه والحرص على البعد عنه.(1/430)
الفوائد:
- تحريم إسبال الثياب كبراً وخيلاء.
- أن ذلك من الكبائر.
- أن عقوبة المسبل كبرا أن الله لا ينظر إليه ولا يكلمه ولا يزكيه يوم القيامة.(1/431)
الشرح:
من المنكرات التي تساهل فيها كثير من الناس إسبال الثياب تحت الكعبين مع ورود الوعيد الشديد لمن فعل ذلك، فهو من الكبائر التي ينبغي للمسلم الابتعاد عنها والتحذير منها، فالسنة في لباس المؤمن أن يكون ما بين الكعب إلى نصف الساق.(1/432)
الفوائد:
- تحريم إسبال الإزار أسفل من الكعبين.
- أن عقوبة المسبل أن يعذب منه ما أسفل من الكعبين بالنار.
- أن السنة أن يكون لباس الرجال إلى أنصاف الساقين، ولا بأس فيما دون الكعبين.
- خطأ كثير من الناس بالتساهل بهذا المنكر الذي هو من الكبائر.(1/433)
الشرح:
المرأة المسلمة مأمورة بستر بدنها عن الرجال الأجانب، لما يحصل من التكشف والتعري من الفساد العظيم، ولذلك رخص الرسول صلى الله عليه وسلم لهن في إطالة ثيابهن وجرها حرصاً على ستر أقدامهن، وأخبر أنه سيكون نساء يلبسن ثياباً ولكنها غير ساترةٍ إما لأنها شفافة أو ضيقة جداً أو قصيرة بحيث تظهر أجزاء من البدن- وقد حصل كل هذا في هذا الزمن- وتوعدهن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهن لن يدخلن الجنة(1/434)
الفوائد:
- أنه للنساء أن يرخين ثيابهن إلى مقدار ذراع ليكون أبلغ في ستر أقدامهن.
- أن الواجب على المرأة المسلمة التستر والحرص على اللباس الساتر الذي لا يصف ما تحته
- الوعيد الشديد لغير المتسترات من النساء.(1/435)
الشرح:
فطر الله كلا من الذكر والأنثى على فطرةٍ معينةٍ وخصص لكل واحدٍ منهما ما يناسبه من الأعمال وهيأه للقيام بها، والخروج عن هذه الفطرة التي فطرها العليم الخبير يسبب الفساد العريض في الأرض، وهذا ما تشكو منه كثير من المجتمعات اليوم، فتشبه كل جنس بالجنس الآخر في اللباس أو الهيئة أو الأعمال مصادم للفطرة مفسد لها، ولذلك لعن الرسول من فعل ذلك.(1/436)
الفوائد:
- التحذير من تشبه الرجال بالنساء أو النساء بالرجال بأي وجه من التشبه.
- لعن الرسول صلى الله عليه وسلم من فعل ذلك.
- أن ذلك من كبائر الذنوب.(1/437)
الشرح:
للوالدين على الإنسان حق عظيم، قرنه الله سبحانه بحقه الذي خلق الله لأجله الجن والإنس، وهو عبادته تعالى، ووصى بالإحسان إليهما وبرهما، وذلك لما يعانيه الولدان-خاصة الأم من المشقة العظيمة في تربية الأولاد والعناية بهم.(1/438)
الفوائد:
- وجوب بر الوالدين وتحريم عقوقهما أو أذيتهما ولو بأقل الكلام.
- أن برهما من أحب الأعمال إلى الله، وسبب لمغفرة الذنوب ودخول الجنة.
- أن حق الأم في البر أكثر ومقدم على حق الأب، وذلك لضعفها وحاجتها، وشدة ما تعانيه من الولد.
- أن من حقوقهما الدعاء لهما بالرحمة.
- دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم بالذل على من لم يبر والديه في كبرهما(1/439)
الشرح:
يحث الإسلام على التواصل والتآلف ويحرم التقاطع والتهاجر أو ما يجر إليه بين المسلمين، ولذلك أمر الله بصلة الرحم وحذر من قطعها، وأمر بها الرسول صلى الله عليه وسلم ورغب فيها، وأخبر أنها سبب لطول العمر وسعة الرزق.(1/440)
الفوائد:
- وجوب صلة الرحم والتغليظ في قطعها.
- أن الواصل حقيقة ليس الذي يرد الصلة بل الذي يصل من قطعه.
- أن صلة الرحم سبب لزيادة الرزق وطول العمر.
- عدم جواز الرد على الإساءة أو التقصير في الواجبات بالمثل.(1/441)
الشرح:
للجار حق في الإسلام، وصى الله عز وجل به ووصى به الرسول صلى الله عليه وسلم، وجعل الإحسان إليه من كمال الإيمان.(1/442)
الفوائد:
- تأكد حق الجار والإحسان إليه حيث أمر الله به وقرنه بعبادته.
- تحريم أذيته والتغليظ في ذلك وأنه من الكبائر.
- أن إكرام الجار سبب لدخول الجنة.
- استحباب تعهد الجيران بالهدية ونحوها
- أن أقرب الجيران وأولاهم بالإحسان أقربهم باباً.(1/443)
الشرح:
الكبر من الصفات التي لا تليق إلا بالله، وهو في البشر من الذميمة، ومن صفات أهل النار، ومن كبائر الذنوب التي توعد الله عليها بالعذاب الشديد يوم القيامة، وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنه لا يدخل الجنة من كان في قلبه شيء من الكبر(1/444)
الفوائد:
- تحريم الكبر والترهيب منه وأنه من الكبائر.
- أنه من صفات أهل النار.
- أن الكبر هو رد الحق وعدم قبوله واحتقار الناس.
- أن التجمل والتنظف ليس من الكبر.(1/445)
الشرح:
التواضع وخفض الجناح للمؤمنين خصلة حميدة يحبها الله ورسوله، ومن تواضع لله رفعه الله، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة في التواضع يخالط الضعفاء والمساكين ويجالسهم ويأمر أصحابه بالتواضع ويرغبهم فيه(1/446)
الفوائد:
- الأمر بالتواضع وخفض الجناح للمؤمنين.
- أن من ترك الكبر وتواضع لله رفعه الله.
- أن عاقبة التواضع لله الجنة.
- بيان تواضع النبي صلى الله عليه وسلم.(1/447)
الشرح:
قضاء حاجات المسلمين والسعي معهم فيها، وخصوصاً الضعفة منهم أمر يحبه الله ورسوله، ووعد الله عليه بالأجر العظيم، فمن كان في حاجة أخيه ساعياً معه فيها كان الله في حاجته فيعينه عليها في الدنيا والآخرة.(1/448)
الفوائد:
- فضل السعي لقضاء حاجات المسلمين وخصوصاً الضعفاء منه لشدة حاجتهم.
- أن من أعان أخاه المسلم كان الله في عونه عند حاجته.(1/449)
الشرح:
دين الإسلام قائم على قاعدتين: إفراد الله بالعبادة، ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم، فكل عبادة ليس فيها متابعة للرسول صلى الله عليه وسلم ولم يأذن بها فهي بدعة مردودة على صاحبها، والخير كل الخير في اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.(1/450)
الفوائد:
- تحريم الابتداع في الدين وذلك بأن يتعبد المسلم لله بشيء لم يشرعه الرسول صلى الله عليه وسلم
- أنه من الكبائر، والعمل مردود على صاحبه.
- وجوب الحذر من جميع أنواع البدع، وأنها شر وضلال.
- أن طريق نيل محبة الله ومغفرته هو اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم.(1/451)
الشرح:
للرجل على امرأته حق عظيم لما يحوطها به من الرعاية والحماية والقيام بشؤونها ومقابل واجبات أوجبها الله على الرجل مما يحقق الخير للزوجين وللأسرة بأكملها.(1/452)
الفوائد:
- عظم حق الزوج على امرأته.
- وجوب طاعة المرأة في المعروف، وأن ذلك من أسباب دخولها الجنة.(1/453)
الشرح:
كما أن للرجل حقاً على المرأة فإن للمرأة حقاً عليه، ولا تستقيم الحياة الزوجية على العدل الذي أمر الله به إلا أن يؤدي كل من الزوجين الحقوق التي عليه للآخر.(1/454)
الفوائد:
- أن للمرأة حقاً على زوجها.
- وجوب الإحسان للمرأة.
- توجيه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الصبر على المرأة ومداراتها.(1/455)
الشرح:
للرسول صلى الله عليه وسلم حقوق على أمته منها محبته، ومن محبته الإكثار من الصلاة والسلام عليه في كل حين، وقد أمر الله سبحانه المؤمنين بذلك ووعد عليه بالأجر العظيم، ودعا الرسول صلى الله عليه وسلم بالذل على من ذكر عنده رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يصل عليه.(1/456)
الفوائد:
- استحباب الصلاة على الرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- استحباب الإكثار منها خصوصاً في يوم الجمعة.
- الأجر العظيم لمن صلى على الرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم.(1/457)
الشرح:
ذكر الله عز وجل من أفضل الأعمال التي تقرب إلى الله وتكفر الذنوب وترفع الدرجات، ومجالس الذكر هي مجالس قراءة القرآن ومدارسة العلم والتسبيح والتهليل والاستغفار، يحبها الله وتحضرها الملائكة وتتنزل فيها الرحمة.(1/458)
الفوائد:
- فضل الذكر ومنزلته وأنه من أفضل الأعمال.
- أن الذكر سبب لمغفرة الذنوب.
- بركة الجليس الصالح.(1/459)
الشرح:
ذكر الله فضله عظيم وثوابه جزيل، والمداومة عليه من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله، وعد الله عليه بالثواب العظيم، وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن المكثرين منه هم السابقون(1/460)
الفوائد:
- فضل الذكر وعظم ثوابه.
- أنه سبب للذكر الحسن من الله في الملأ الأعلى.
- أنه سبب للسبق يوم القيامة.(1/461)
الشرح:
هذه بعض الأذكار التي كان الرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم يحافظ عليها ويرشد أصحابه للمحافظة عليها صباحاً ومساءً، والمداومة عليها تحفظ المسلم من كل سوءٍ بإذن الله.(1/462)
الفوائد:
- فضل هذه الأذكار واستحباب المداومة عليها لما فيها من النفع الدنيوي والأخروي.(1/463)
الشرح:
تسبيح الله هو تنزيهه وتقديسه عما لا يليق به، وهو من أفضل الذكر، خفيف على اللسان فليس فيه كلفة محبوب إلى الله، وهو سبب لمغفرة الذنوب.(1/464)
الفوائد:
- فضل التسبيح ومحبة الله له.
- أنه سبب لمغفرة الذنوب (1) .
- أن التسبيح أفضل كلام البشر.
_________
(1) قيدتها أحاديث أخر بالصغائر.(1/465)
الشرح:
إنظار المعسر أو التجاوز عنه من الأعمال التي يحبها الله لما فيها من التيسير على الناس وتفريج كرباتهم، ولذلك كان جزاء من فعل ذلك عند الله أن يتجاوز عنه وينجيه من كرب يوم القيامة.(1/466)
الفوائد:
- استحباب إنظار المعسر أو التجاوز عنه.
- أنه سبب للنجاة من كربات يوم القيامة.
- أنه سبب لتجاوز الله عن العبد.(1/467)
الشرح:
الربا كبيرة من كبائر الذنوب المهلكة، توعد الله عليه بالنار وآذن من أصر عليه بالحرب من الله ورسوله، وذلك لما فيه من الظلم واستغلال حاجة ذوي الحاجة والفقراء، فلذلك لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المرابين.(1/468)
الفوائد:
- تغليظ تحريم الربا، وأنه من الكبائر المهلكة.
- أنه ممحوق البركة، وآكله المصر عليه محارب لله ورسوله.
- أن المرابين ملعونون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم.(1/469)
الشرح:
قارون رجل آتاه الله أموالاً عظيمة، لكنه لم يشكر لله ويعترف بفضله بل كان يدعي أنه جمعها بعلمه وقوته، فكان يختال ويتكبر على الناس بها، فعاقبه الله بأن خسف به وبداره الأرض عقوبة له وليكون عبرة لمن خلفه.(1/470)
الفوائد:
- وجوب شكر النعم والحذر من كفرها.
- الحذر من الاغترار بالنعم الدنيوية
- إن نعمة الله إذا لم يصحبها شكر انقلبت بلاء ونقمة على صاحبها.(1/471)
الشرح:
فرض الله الزكاة في الغنم السائمة- وهي التي ترعى طوال السنة أو أكثرها- تطهيراً للمال وإنماء له، وبين الرسول صلى الله عليه وسلم شروط وجوبها وأنصبتها.(1/472)
الفوائد:
- وجوب الزكاة في الغنم السائمة إذا بلغت أربعين رأساً.
- إذا كانت أربعين إلى مائة وعشرين ففيها شاة.
- إذا كانت مائة وإحدى وعشرين إلى مائتين ففيها شاتان.
- إذا بلغت مائتين وواحد إلى ثلاثمائةٍ ففيها ثلاث شياه، ثم في كل مائة شاة.
- أنه لا يجوز إخراج الهرمة ولا المعيبة في الزكاة.(1/473)
الشرح:
فرض الله الزكاة في السائمة من الإبل وهي ما كانت ترعى بنفسها وكانت معدة للدر والنسل، وحدد الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث نصاب الإبل وشروط وجوبها وما يشترط في المخرج منها(1/474)
الفوائد:
- وجوب الزكاة في سائمة الإبل.
- في كل خمسٍ من الإبل شاة، فإذا بلغت خمساً وعشرين ففيها بنت مخاض.
- إذا بلغت ستا وثلاثين إلى خمسٍ وأربعين ففيها بنت لبونٍ.
- إذا بلغت ستا وأربعين إلى ستين ففيها حقة.
- إذا بلغت إحدى وستين إلى خمسٍ وسبعين ففيها جذعة.
- إذا بلغت ستا وسبعين إلى تسعين ففيها بنتا لبون.
- إذا بلغت إحدى وتسعين إلى مائة وعشرين ففيها حقتان.
- ما زاد على ذلك ففي كل أربعين بنت لبونٍ وفي كل خمسين حقة.(1/475)
الشرح:
الزكاة من أركان الإسلام العظيمة، قرنها الله بالصلاة في كثيرٍ من المواضع في القرآن، ومنعها من كبائر الذنوب التي توعد عليها الله ورسوله بالعذاب الأليم.(1/476)
الفوائد:
- أن منع الزكاة من الكبائر.
- شدة عقوبة من فعل ذلك.(1/477)
الشرح:
شرع الله الصوم واختصه بنفسه من سائر العبادات تشريفاً له، ووعد عليه بالأجر الجزيل، وجعل صوم رمضان سبباً لمغفرة الذنوب.(1/478)
الفوائد:
- فضل صوم رمضان.
- عظم ثوابه.
- أن صوم رمضان إيماناً واحتساباً سبب لمغفرة الذنوب المتقدمة.(1/479)
الشرح:
صوم رمضان عبادة وقتها الله بوقتٍ محددٍ، نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أن يصام قبله على سبيل التنطع يوم أو يومان، لما في ذلك من الغلو وتعدي حدود الله.(1/480)
الفوائد:
- تحريم تقدم رمضان بصيام يوم أو يومين، إلا لمن وافق عادة صوم.
- أن الصوم معلق برؤية الهلال أو إكمال شعبان ثلاثين يوماً.
- استحباب قول الذكر الوارد عند رؤية الهلال.(1/481)
الشرح:
العمرة من العبادات العظيمة، رغب فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبر أنها من مكفرات الذنوب، وإذا أديت في رمضان فإنها تكون في وقتٍ فاضلٍ فيتضاعف أجرها وفضلها، بحيث تكون كالحجة، وذلك في أي يوم من رمضان ولا يختص هذا الفضل بالعشر الأواخر منه.(1/482)
الفوائد:
- فضل العمرة.
- فضل العمرة في رمضان، وأنها تعدل حجة.(1/483)
الشرح:
الصوم من أفضل العبادات، ومن رحمة الله وفضله أنه لم يجعله محدداً معينٍ بل شرعه لعباده تطوعاً في كل وقتٍ، وخص أوقاتاً معينة بمزيد فضلٍ في الصوم وجعلها موسماً للتزود من الطاعات.(1/484)
الفوائد:
- فضل صيام الست من شوال، وأنها مع رمضان تعدل صيام الدهر.
- فضل صوم يوم الاثنين والخميس.
- استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهرٍ، وأنها كصيام الدهر.(1/485)
الشرح:
يشرع الصوم في جميع الأيام، ما عدا أياماً استثناها، أو نهى عن إفرادها الشارع لحكمٍ عظيمةٍ.(1/486)
الفوائد:
- النهي عن إفراد يوم الجمعة بالصوم إلا إن وافق عادة صومٍ.
- النهي عن صوم يومي العيدين وأيام التشريق.(1/487)
الشرح:
القرآن كلام الله وقراءته أفضل الذكر، جعل الله ثواب قراءته كل حرفٍ بحسنةٍ، وجعل في قراءته في منزلة الكرام في الجنة، ومن شقت عليه القراءة فله أجر على القراءة وأجر على المشقة.(1/488)
الفوائد:
- فضل قراءة القرآن.
- أن قراءة كل حرفٍ بحسنةٍ.
- أن الماهر في قراءته مع السفرة الكرام في الجنة.
- أن من شقت علية القراءة فله أجران.(1/489)
الشرح:
سورتا البقرة وآل عمران من سور القرآن العظيمة التي رغب الرسول صلى الله عليه وسلم في قراءتهما، ووعد على ذلك بالأجر العظيم، وأخبر بما في قراءتهما من الخير في الدنيا والآخرة.(1/490)
الفوائد:
- فضل سورتي البقرة وآل عمران.
- أنهما تحاجان عن صاحبهما يوم القيامة.
- أن قراءة سورة البقرة تطرد الشياطين من البيت.
- فضل الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة.(1/491)
الشرح:
أمر الله بنصر المظلوم والوقوف معه ضد ظالمه، لأن ذلك من إنكار المنكر ومن مساعدة الضعفاء، وإزالة الظلم التي أمر الله بها.(1/492)
الفوائد:
- الأمر بنصر المظلوم.
- أن ذلك سبب لنصر الله في مواطن الحاجة.
- أن خذل المظلوم سبب لجلب خذلان الله.(1/493)
الشرح:
الصدق والإنفاق في وجوه الخير من الطاعات التي رغب فيها الله ورسوله، لما فيها من النفع العظيم لعباد الله، وجعلها الله سبباً لجلب البركة للمال المنفق منه فهي لا تنقصه، فالله سبحانه يتقبل الصدقة من الكسب الطيب وينميها لصاحبها إلى يوم القيامة حيث يجازيه بها.(1/494)
الفوائد:
- فضل الصدقة والإنفاق في سبيل الله.
- أن الصدقة لا تقبل إلا من كسب طيب.
- أن الصدقة سبب لبركة المال ونمائه.(1/495)
الشرح:
الصدقة خير كلها فهي بركة للمال وسبب للرزق، وما ينفقه الإنسان فيها هو ماله الحقيقي؛ لأنه يجده يوم القيامة أحوج ما يكون إليه.(1/496)
الفوائد:
- فضل الصدقة.
- أنها سبب لنماء المال ونزول البركة فيه.
- أن ما تصدق به المسلم هو ماله الذي يبقى له.(1/497)
الشرح:
الصدقة في سبيل الله من أسباب الوقاية من النار والنجاة من أهوال يوم القيامة، وهي مما يستمر أجره لصاحبه حتى بعد موته.(1/498)
الفوائد:
- أن الصدقة سبب للنجاة من أهوال يوم القيامة.
- أنها سبب للنجاة من النار، ولو قلت.
- أنها مما يستمر أجره حتى بعد موت صاحبها.(1/499)
الشرح:
الصدقة خير كلها، وخيرها ما كان عن غنى، وفي حال صحة الإنسان وليس عند حلول الموت، والصدقة على ذي الرحم الفقير خير منها على غيره؛ لأنها في حق القريب صدقة وصلة رحمٍ(1/500)
الفوائد:
- أن الصدقة على الأقارب المحتاجين أفضل منها على غيرهم.
- أن خير الصدقة ما تصدق به الإنسان في حال صحته ورجائه لطول الحياة وخوفه من الفقر.(2/1)
الشرح:
إخفاء الصدقة يبعد المتصدق عن الرياء ويساعد على إخلاص النية لله فيها، وفيه ستر على المسلم المتصدق عليه، وحفظ لكرامته بعدم إذلاله أمام الناس، فلذلك رغب الله فيها ووعد الرسول صلى الله عليه وسلم من بالغ في إخفاء صدقته بالأجر العظيم يوم القيامة.(2/2)
الفوائد:
- أن إخفاء الصدقة خير من إظهارها.
- فضل إخفائها وأن الله يظل من أخفى صدقته في ظل عرشه يوم القيامة.(2/3)
الشرح:
إخفاء الصدقة خير من إظهارها لما فيه من البعد عن الرياء والستر على المتصدق عليه، لكن قد يكون هناك ما يجعل إظهارها أفضل لما يكون فيه من المصلحة مثل حث الناس على التصدق(2/4)
الفوائد:
- مشروعية إظهار الصدقة للمصلحة.
- أن ذلك ليس من الرياء بل من القدوة في الخير.(2/5)
الشرح:
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سؤال الناس من غير حاجةٍ ماسةٍ لما فيه من إذلال النفس والرغبة في الدنيا والتكثر منها، وأخبر أن من اعتاد السؤال يأتي يوم القيامة وليس في وجهه شيء من اللحم جزاء له لقلة حيائه من سؤال الناس في الدنيا.(2/6)
الفوائد:
- النهي عن سؤال المال من الناس لغير حاجةٍ ماسةٍ.
- جواز أخذ المال لمن أعطيه من غير سؤال.(2/7)
الشرح:
نهى الشرع عن بعض الألفاظ لما فيها من سوء الأدب مع الله أو تسوية غيره به تعالى. فمن ذلك سب الدهر أو الزمن عند حلول المصائب؛ لأن الدهر ليس هو الفاعل بل الفاعل هو الله سبحانه. أو قول: ما شاء الله وشاء فلان.(2/8)
الفوائد:
- النهي عن سب الدهر.
- النهي عن قول: ما شاء الله وشاء فلان، بل يقال: ما شاء الله ثم شاء فلان.(2/9)
الشرح:
الرياح والعواصف من مخلوقات الله يأمرها بما شاء من الرحمة أو العذاب، نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبها لأنها مأمورة، وأمر بسؤال الله من خيرها والاستعاذة من شرها.(2/10)
الفوائد:
- النهي عن سب الريح.
- أنها مأمورة وفيها الخير وفيها الشر.
-أن المشروع عند هبوب الريح سؤال الله من خيرها والتعوذ من شرها.(2/11)
الشرح:
يفرح المؤمن عند موته بلقاء ربه إذا بشر بما له من النعيم عنده ويحب لقاء الله لذلك. وتقول جنازته وهي محمولة: قدموني قدموني لما ترجو من رحمة الله وفضله.(2/12)
الفوائد:
- أن المؤمن يبشر برحمة الله عند موته فيحب لقاء الله.
- الكافر يبشر بعذاب الله عند موته فيكره لقاء الله.
-أن من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه.
-أن كراهة الموت ليست كراهة للقاء الله.(2/13)
الشرح:
لذكر الموت وما بعده أثر في إصلاح النفس، وحثها على التزود لما أمامها والتقلل من الدنيا، فلذلك حث الرسول صلى الله عليه وسلم على الإكثار من ذكره. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن أن يتمنى المسلم الموت بسبب ما يصيبه من المصائب، لأن الإنسان لا يعلم أيكون الخير في موته أم حياته، بل يسأل الله أن يقدر له ما فيه الخير.(2/14)
الفوائد:
-استحباب الإكثار من ذكر الموت.
- النهي عن تمني الموت عند نزول المصائب.(2/15)
الشرح:
التوحيد أمره عظيم، ولذلك كان جزاء من ختم حياته بالإقرار بالتوحيد بذكر الشهادتين أن يدخله الله الجنة، كما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم من شارف على الموت أن يحسن الظن بالله ويطمع في رحمته.(2/16)
الفوائد:
- فضل الشهادتين.
-مشروعية تلقين الميت الشهادتين، بأن يذكر بها عند احتضاره.
- الأمر بإحسان الظن بالله عز وجل.(2/17)
الشرح:
إن من أعظم العقوبات أن يختم للإنسان بخاتمةٍ سيئةٍ فيموت على عمل غير صالح فيبعث عليه، فعلى المسلم ألا يغتر بما عليه بل يسأل الله تعالى حسن الخاتمة وأن يثبته على الصراط المستقيم.(2/18)
الفوائد:
- وجوب الخوف من خاتمة السوء والبعد عن مظانها.
- أن الأعمال بالخواتيم.(2/19)
الشرح:
لصلاة الجنازة أحكام تخصها جاءت بها سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومنها ما كان على أكثر من صفةٍ فيجوز العمل بالصفتين.(2/20)
الفوائد:
- أن الإمام يقف في صلاة الجنازة عند وسط المرأة وعند رأس الرجل.
- أن الإمام يكبر أربع تكبيراتٍ.
- جواز التكبير خمس تكبيراتٍ في صلاة الجنازة.
- استحباب تكثير المصلين على الجنازة.(2/21)
الشرح:
يشرع لمن فاتته صلاة الجنازة أن يصلي عليها ولو بعد أن تقبر كذلك شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الجنازة على الميت الغائب.(2/22)
الفوائد:
- مشروعية صلاة الجنازة على القبر.
- مشروعية صلاة الجنازة على الغائب.(2/23)
الشرح:
يقرأ المصلي في صلاة الجنازة الفاتحة بعد التكبيرة الأولى، وبعد الثانية يصلي على الرسول صلى الله عليه وسلم كما في التشهد (1) ثم يدعو في الثالثة للميت.
_________
(1) لما رواه عبد الرزاق والنسائي عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: السنة في الصلاة على الجنازة أن يكبر ثم يقرأ بأم القرآن ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يخلص الدعاء للميت ولا يقرأ إلا في الأولى. قال الحافظ في الفتح 3 / 204 بسند صحيح. وصححه الألباني في أحكام الجنائز ص 121. وقال محققاً رياض الصالحين ص 390:أخرجه الحاكم 1 / 360، والبيهقي 4 / 39.(2/24)
الفوائد:
- مشروعية قراءة الفاتحة في صلاة الجنازة.
- مشروعية الدعاء للميت بعد الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم.(2/25)
الشرح:
في هذه الأحاديث بعض أحكام تتعلق بالجنائز والأموات، وقد يحتاجها الناس كثيراً عند تجهيز الجنائز.(2/26)
الفوائد:
- جواز تقبيل الميت.
- النهي عن سب الأموات.
- الأمر بالإسراع بالجنازة.
-وجوب الإسراع بقضاء الدين عن الميت.
- استحباب لحد القبر(2/27)
الشرح:
لدفن الميت أحكام وسنن ينبغي للمسلم أن يتقيد بها ويحافظ عليها متابعة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك(2/28)
الفوائد:
- النهي عن دفن الميت بعد طلوع الشمس حتى ترتفع وحين تتعامد الشمس حتى تزول، وقبيل الغروب.
- أن السنة لمن يدخل الميت قبره أن يقول: بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله.
- جواز أن يدخل المرأة قبرها غير محرم لها.(2/29)
الشرح:
الصبر على المصيبة واحتساب الأجر في ذلك دليل على قوة الإيمان، وهو سبب لنيل رحمة الله والعاقبة الحسنة منه، ولذلك وجه الرسول إلى الصبر عند المصائب وعلم أمته ما يقال في ذلك.(2/30)
الفوائد:
- فضل الصبر على المصائب.
- أن الصبر المحمود ما كان في أول الأمر.
- أن الصبر عند الشدائد من صفات المؤمنين.
- فضل الذكر الوارد عند المصيبة.(2/31)
الشرح:
قد يكون على الإنسان حقوق للآخرين ولا يدري متى يهجم الموت، فلذلك أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بكتابة الوصية وجعل لها ضوابط ينبغي على المسلم معرفتها.(2/32)
الفوائد:
- الأمر بكتابة الوصية لمن كان عنده ما يوصي به، وعدم التفريط في ذلك.
- جواز تصرف الإنسان بالوصية في ثلث ماله قبل موته.
- النهي عن تخصيص بعض الورثة بزيادة في حقه في الوصية.
- جواز الصدقة عن الميت ولو لم يوص.(2/33)
الشرح:
حدد الله سبحانه الفرائض في كتابه وبينها رسول الله صلى الله عليه وسلم أوضح بيان ولم يتركها لأهواء الناس ورغباتهم، ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التعدي عما شرعه الله تعالى لعباده.(2/34)
الفوائد:
- أن تقسيم المواريث شرع شرعه الله نفسه.
- أنه لا تجوز الوصية لوارث.
- أنه إن بقي شيء من الإرث بعد أصحاب الفروض فلأقرب رجل للميت.
- أنه لا توارث بين المسلم والكافر.(2/35)
الشرح:
البكاء على الميت رحمة وحزناً أمر جبلي مباح لا يؤاخذ الله عليه، ما لم يكن عن جزع وتسخط من قدر الله، فقد بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند وفاة ابنه إبراهيم مع إيمانه ورضاه التام بقضاء الله وقدره.(2/36)
الفوائد:
- جواز البكاء على الميت من غير نياحة أو جزع وتسخط لقضاء الله.
- رحمة الرسول صلى الله عليه وسلم ورقة قلبه.(2/37)
الشرح:
الأولاد هم ثمرة الفؤاد, وزينة الحياة الدنيا وفقدهم مصيبة عظيمة على الوالدين, فلذلك كان الصبر على ذلك ثوابه عظيم ووعد الله عليه بالأجر الجزيل رحمة منه وفضلاً.(2/38)
الفوائد:
- عظم ثواب فقد الأولاد مع الصبر على ذلك.
-أن الصبر لفقد الأولاد سبب لدخول الجنة.
- عظم رحمة الله وسعة فضله.(2/39)
الشرح:
السير مع الجنازة حتى تدفن أمر رغب فيه الرسول صلى الله عليه وسلم للرجال دون النساء, وأخبر بأن من تبع الجنازة فإن له مثل الجبل العظيم من الأجر, ترغيباً في اتباعها, وأرشد رسول الله صلى الله عليه وسلم من اتبعها ألا يقعد حتى توضع.(2/40)
الفوائد:
- أن من السنة اتباع الجنازة.
- عظم أجر من فعل ذلك.
- أن السنة لمن تبع الجنازة ألا يقعد حتى توضع.
- نهي النساء عن اتباع الجنائز.(2/41)
الشرح:
عندما يقبر الميت وينصرف عنه أصحابه فإن روحه تعاد له ويحيا حياة برزخية, ويأتيه ملكان, منكر ونكير, ويقعدانه ويسألانه, فيثبت الله المؤمنين ويهديهم لقول الحق, ويعرض على الميت مقعده من الجنة أو النار حتى يوم القيامة.(2/42)
الفوائد:
- إثبات سؤال الملكين للميت في القبر.
- إثبات عذاب القبر ونعيمه.
- أن الميت يرى منزله في الجنة أو في النار قبل يوم القيامة.(2/43)
الشرح:
فتنة القبور من أعظم الفتن التي كاد بها الشيطان بني آدم قديماً وحديثاً، زين لهم تعظيمها والبناء عليها والصلاة إليها حتى عبدوها، فلذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن رفع القبور أو البناء عليها أو الصلاة إليها مع أمره صلى الله عليه وسلم باحترامها وعدم إيذاء أهلها.(2/44)
الفوائد:
- تحريم البناء على القبور أو رفعها أو تجصيصها.
- النهي عن الجلوس على القبر.
- تحريم الصلاة عند القبور.(2/45)
الشرح:
خص الله عز وجل المسجد الحرام بمكة ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة بخصائص ليست لغيرهما، وفضلهما على سواهما من المساجد، وجعل أجر الصلاة فيهما أضعاف أجر الصلاة فيما سواهما من المساجد، وحرم السفر تقرباً إلى الله إلا لهما مع المسجد الأقصى.(2/46)
الفوائد:
- فضل الصلاة في المسجد الحرام والمسجد النبوي.
-تحريم السفر بقصد العبادة إلا إلى هذه المساجد الثلاثة.
- فضل البقعة التي بين حجرة الرسول صلى الله عليه وسلم ومنبره.(2/47)
الشرح:
مكة بلد حرمه الله عز وجل، فلا يقطع نباته البري ولا يتعرض لصيده فهو فيه آمن، ولا تلتقط لقطته وهي ما يجده الإنسان ساقطاً ولا يعرف صاحبه، إلا إن كان يريد أن يعرفها للناس ليجدها صاحبها. لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمح بقتل ما كان ضاراً من الحيوانات وسماها الفواسق.(2/48)
الفوائد:
- عظم حرمة مكة.
- تحريم قطع شجرها أو صيد صيدها البري.
- لا يجوز أخذ لقطتها إلا لمن أراد تعريفها.
- جواز قتل ما فيه ضرر كالغراب والفأرة والكلب العقور والحديا فيها.(2/49)
الشرح:
الزواج أمر فطر الله الناس عليه، وهو من سنة النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله وأمر به وحث عليه لما فيه من إحصان الفرج، وإعفاف النفس وتكثير نسل المسلمين.(2/50)
الفوائد:
- حث الرسول صلى الله عليه وسلم على الزواج وترغيبه فيه.
- أن خير متاع الدنيا المرأة الصالحة.(2/51)
الشرح:
قبول الزوج أو رفضه حق أعطاه الله للبنت، ولا يجوز لوليها أن يجبرها على ما قد يعود عليها بالضرر، لكن عليه مشاورتها والنصح لها، ويكفي في إذن البكر أن تسكت حياء ولا ترد.(2/52)
الفوائد:
- وجوب أخذ رأي البنت في زواجها.
- أنه يكفي في إذن البكر السكوت.
- أن رضا الزوجه شرط لصحة النكاح.(2/53)
الشرح:
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أن يزوج الرجل موليته مقابل أن يزوجه الزوج ابنته أو أخته بدون صداقٍ مستقلٍ لكل واحدة منهن، كذلك نهى أن تزوج المرأة بدون ولي لما في ذلك من الفساد. وقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم من أراد الزواج باختيار ذات الدين من النساء.(2/54)
الفوائد:
- تحريم نكاح الشغار وأنه باطل (1) .
- تحريم نكاح المرأة بدون ولي.
- أمر لرسول صلى الله عليه وسلم للمتزوج باختيار المرأة الدينة.
_________
(1) الملخص الفقهي لابن فوزان 2 / 274.(2/55)
الشرح:
دين الإسلام دين جماعةٍ ووفاق واجتماعٍ على الحق، ولذلك حذر الله وحذر رسوله الله صلى الله عليه وسلم من التفرق والاختلاف لما فيه من تفريق الكلمة وإضعاف الصف وظهور الفتن وتمكين الأعداء.(2/56)
الفوائد:
- الأمر بالاعتصام بكتاب الله.
- النهي الشديد والأكيد عن التفرق والاختلاف.
- الأمر بالتزام سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم عند وقوع الاختلاف.(2/57)
الشرح:
اختلاف هذه الأمة وتقاتلها أمر أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم محذراً منه ومنبهاً أمته للسعي للاتقاء من شره. وأخبر أنه السبب في تسلط الأعداء.(2/58)
الفوائد:
- إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم باختلاف أمته من بعده.
- أن ذلك هو سبب تسلط عدوهم عليهم.
- وجوب الحذر من اختلاف الأمة والسعي لتوحيد صفها على الحق.(2/59)
الشرح:
صراط الله المستقيم واحد لا اعوجاج فيه، بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما كانت سبل الشيطان كثيرة مختلفة بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم وحذر منها ونبه على اختلافها ومخالفتها للحق وأنها سبل ضلالٍ وأبواب لجهنم، ووجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طريق النجاة منها، وهو اتباع كتاب الله وسنة رسوله ولزوم جماعة المسلمين.(2/60)
الفوائد:
- أن سبيل الله واحد.
- كثرة سبل الضلال.
-أن سبل الضلال أبواب لجهنم، من سار فيها وقع في النار.
- أن النجاة من هذه السبل لا تكون إلا باتباع صراط الله المستقيم ولزوم جماعة المسلمين(2/61)
الشرح:
في آخر الزمان تكثر الفتن وتتنوع ويهلك بسببها الكثير من الناس، ولا يسلم من شرها إلا من التزم سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وابتعد عن الدخول في شيء من هذه الفتن ما استطاع، ولزم جماعة المسلمين، وحاول الإصلاح بما يستطيع مع الصبر وسؤال الله الثبات على الدين.(2/62)
الفوائد:
- كثرة الفتن في آخر الزمان.
- تحذير الرسول صلى الله عليه وسلم منها مما يدعو المسلم إلى البعد عنها والحذر منها.
- توجيه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى لزوم جماعة المسلمين وقت الفتن.(2/63)
الشرح:
الفتن بلاء يبتلي به الله هذه الأمة، أخبر الرسول بحدوثها وأرشد صلى الله عليه وسلم لما ينبغي على المسلم حين حدوثها حتى يسلم من شرها بإذن الله.(2/64)
الفوائد:
- وجوب توقي الفتن والبعد عنها، وعدم السعي فيها.
- توجيه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ترك القتال في الفتنة.
- أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بلزوم جماعة المسلمين وإمامهم عند الفتن.
- ترغيب الرسول صلى الله عليه وسلم في العبادة حال وقوع الفتن.(2/65)
الشرح:
فتنة النساء عظيمة حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم وأخبر أنها أول فتنة بني إسرائيل، فالخلوة بهن فتنة، وما خلا رجل بامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما، والاختلاط بهن فتنة- وهو ما يسعى إليه شياطين الجن والإنس - اليوم- وخروجهن من بيوتهن لغير حاجةٍ فتنة، وطاعتهن في كل ما أردن فتنة، وتبرجهن والتساهل معهن في ذلك فتنة، فالواجب الحذر من هذه الفتن التي قد لا يمكن إخمادها إذا لم يلتفت إليها من بدايتها.(2/66)
الفوائد:
- وجوب الحذر من فتنة النساء.
- مسؤولية الرجال في الأخذ على أيديهن وضرر التساهل في ذلك.(2/67)
الشرح:
الحسد هو كراهة النعمة على الغير وتمني زوالها، وهو خصلة ذميمة نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها لما فيها من فساد ذات بين المسلمين وحقد بعضهم على بعضٍ وتسببهم في ضرر بعضهم بعضاً، وأخبر صلى الله عليه وسلم أن تمني مثل ما عند الآخرين من السبق في أمور الدين ليس من الحسد المذموم.(2/68)
الفوائد:
- النهي عن الحسد بين المؤمنين.
- أن الغبطة على أمور الخير ليست من الحسد.(2/69)
الشرح:
الأمانة أمرها عظيم، أمر الله بحفظها وأدائها ورعايتها وامتدح الأمناء، وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنه لا دين لمن لا أمانة له، وأن تضييعها من علامات الساعة.(2/70)
الفوائد:
- عظم أمر الأمانة والأمر بحفظها.
-أن رعاية الأمانة من صفات المؤمنين المفلحين.
-الأمر بأداء الأمانات إلى أهلها.
- أنه لا دين لمن لا أمانة له.(2/71)
الشرح:
في يوم القيامة يبلغ الناس من التعب والجهد مبلغاً عظيماً، وتدنو الشمس منهم مقدار ميل فيبلغون من الضنك والضيق مالا يعلمه إلا الله، وفي هذا الموقف يكون هناك أناس في ظل عرش الرحمن في راحةً وأمانٍ، ومنهم هؤلاء السبعة المذكورون في هذا الحديث، ويجمعهم وصف الخوف من الله وإخلاص العمل لله مع شدة الداعي إلى ضدهما. ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ترغيباً في أعمالهم وحثاً لنا عليها.(2/72)
الفوائد:
-فضل هؤلاء السبعة.
-أنهم ممن يظلهم الله في ظل عرشه يوم القيامة.(2/73)
الشرح:
المسلمون إخوة، جمعتهم رابطة الإخوة الإيمانية، وللأخ حق على أخيه أرشد إليه الرسول صلى الله عليه وسلم، ونبه على ما ينافي هذه الإخوة أو يضعفها محذراً من ذلك.(2/74)
الفوائد:
- أن المؤمنين إخوة.
- أن للمسلم حقوقاً على أخيه المسلم، ينبغي عليه الإتيان بها وعدم التقصير فيها.(2/75)
الشرح:
الدعوة إلى الله هي عمل الرسل وهي سبيل المؤمنين، أمر الله بها في كتابه ورغب فيها رسوله صلى الله عليه وسلم وأخبر بما فيها من الأجر العظيم.(2/76)
الفوائد:
- فضل الدعوة إلى الله.
- الأجر العظيم لمن هدى الله أحداً من الناس.
- أن من دعا الناس إلى عملٍ من أعمال الخير فله أجور من تبعه على ذلك الخير(2/77)
الشرح:
جزيرة العرب أرض خصها الله بالحرمين الشريفين، وجعلها أرض خاتمة رسالاته، فمنها خرج الإسلام وإليها يعود، أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بإخراج غير المسلمين منها، فهي أرض الإسلام أرض طيبة ولا يقيم فيها إلا الطيب.(2/78)
الفوائد:
- الأمر بإخراج غير المسلمين من جزيرة العرب.(2/79)
الشرح:
دين الإسلام دين يحث على القوة والأخذ بأسبابها، وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على تعلم الرمي للحاجة له في الجهاد والدفاع عن المسلمين؛ ولأنه مظهر من مظاهر قوة المسلمين.(2/80)
الفوائد:
- أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أمته بتعلم الرمي.
-أنه من أعظم أسباب القوة.
- التحذير من ترك الرمي بعد تعلمه.(2/81)
الشرح:
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المبالغة في المدح والإطراء لما في ذلك من الفتنة للمدوح، وأرشد إلى عدم الجزم بالمدح؛ لأن ذلك مغيب عنا وما لنا إلا الظاهر، وأمر بأن يحثى التراب في وجوه المداحين الذين يبالغون في المدح ويتخذون ذلك عادة.(2/82)
الفوائد:
- النهي عن المبالغة في المدح.
- على المادح أن يقيد مدحه بما يظهر له فيقول: نحسبه والله حسيبه.
- الأمر بحثو التراب في وجه المداحين.(2/83)
الشرح:
من علامات الساعة الكبرى التي أخبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم: خروج المسيح الدجال، يخرجه الله ويبتلي به الناس ويعطيه من الأمور الخارقة ما يلتبس به أمره على كثيرٍ من الناس إلا من عصمه الله. وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم وحذر أمته منه؛ لأنه من أعظم الفتن على المسلمين.(2/84)
الفوائد:
- عظم فتنة الدجال.
- أن خروجه من علامات الساعة الكبرى.
- أنه أعور مكتوب بين عينيه: كافر.(2/85)
الشرح:
فتنة الدجال - عصمنا الله منها - من أعظم الفتن، وقد أرشد الرسول صلى الله عليه وسلم لأمور تكون سبباً بإذن الله للعصمة من فتنته العظيمة.(2/86)
الفوائد:
- استحباب التعوذ من فتنة المسيح الدجال دبر كل صلاة.
- أمر الرسول صلى الله عليه وسلم من سمع به أن يبتعد عنه ولا يقدم عليه.
- أن قراءة عشر آيات من أول سورة الكهف عليه تعصم بإذن الله منه (1) .
_________
(1) ورد في أحاديث أخرى: من آخر سورة الكهف.(2/87)
الشرح:
دين الإسلام دين الرحمة، ودين الإحسان في كل شيء حتى للبهائم، ولذلك نهى الرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم نهياً شديداً من جعل شيئاً حياً غرضاً لرميه ولعن من فعله، لما في ذلك من التعذيب لهذا المخلوق دون حاجةٍ.(2/88)
الفوائد:
- تحريم إمساك الحيوانات وقتلها برمي أو نحوه.
- لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن فعل ذلك، وأنه من الكبائر.(2/89)
الشرح:
تعلم القرآن ودراسته وإتقان حفظه عمل يحبه الله عز وجل، به تنال الدرجات العليا في الجنة، وبه تنال الرفعة في الدنيا والآخرة.(2/90)
الفوائد:
- فضل تعلم القرآن، وأن الماهر به مع السفرة الكرام في الجنة.
- أنه سبب للرفعة في الدنيا والآخرة.(2/91)
الشرح:
القرآن كلام الله، وتعلمه وتلاوته من أحب القربات إلى الله، جعل الله لم قرأه الأجر العظيم، يأتي يوم القيامة شافعاً لأصحابه الذين كانوا يقرأونه في الدنيا.(2/92)
الفوائد:
- فضل قراءة القرآن
- أنه يكون شفيعاً لأصحابه يوم القيامة.
- تمثيل قارىء القرآن بصاحب الريح الطيبة.
- أنه سبب لرفعة الدرجات يوم القيامة.(2/93)
الشرح:
سورة الفاتحة أعظم سورةٍ في القرآن، وهي السبع المثاني، فيها الثناء على الله والاستعانة به وتوحيده وسؤال الهداية منه وهذا هو مجمل الدين.(2/94)
الفوائد:
- فضل سورة الفاتحة.
- أنها أعظم سورةٍ في القرآن.
- الجزاء العظيم في تلاوتها في الصلاة.(2/95)
الشرح:
سورة الإخلاص وآية الكرسي من الآيات العظيمة في القرآن الكريم، لما اشتملت عليه من توحيد الله وذكر صفاته العلى وتمجيده سبحانه والثناء عليه.(2/96)
الفوائد:
- فضل سورة الإخلاص وأنها تعدل ثلث القرآن.
-فضل آية الكرسي وأنها أعظم آيةٍ في القرآن.
- فضل تلاوة آية الكرسي بعد كل صلاةٍ. وأن ذلك سبب لدخول الجنة.(2/97)
الشرح:
الاستماع إلى الأغاني حرام ومنكر ومن أسباب مرض القلوب وقسوتها وصدها عن ذكر الله وعن الصلاة، وقد فسر أكثر أهل العلم قول الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} بالغناء، وكان عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه يقسم على أن لهو الحديث هو الغناء (1) وذكر بعض العلماء أن الغناء بآلة لهو محرم إجماعاً (2) .
_________
(1) انظر تفسير ابن كثير 3 / 441.
(2) من فتوى للشيخ عبد العزيز بن باز، مجلة الدعوة عدد 902-15 شوال 1403. وانظر تنزيه الشريعة للنجمي، والإعلام بنقد كتاب الحلال والحرام للشيخ صالح الفوزان، والإعلام بأن العزف والغناء حرام للشيخ أبي بكر الجزائري.(2/98)
الفوائد:
- تحريم الغناء وأنه من اللهو المحرم.
- أنه مما يستحله بعض هذه الأمة.(2/99)
الشرح:
الحج ركن من أركان الإسلام الخمسة العظام، فرضه الله على القادرين مرةً في العمر، وجعل الله للمسلمين فيه منافع دينية ودنيوية كثيرة.(2/100)
الفوائد:
- وجوب الحج على المستطيع.
- أنه من أركان الإسلام.
- أنه واجب في العمر مرةً واحدة.(2/101)
الشرح:
عشر ذي الحجة أفضل أيام السنة عند الله، والعمل الصالح فيها أحب العمل إليه. وقد شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها لمن أراد أن يضحي أن لا يأخذ من شعره أو أظفاره شيئاً حتى يذبح أضحيته.(2/102)
الفوائد:
- فضل هذه الأيام العشرة.
- استحباب الإكثار فيها من الأعمال الصالحة.
- أن من أراد أن يضحي فلا يأخذ من شعره أو أظفاره شيئاً إذا دخلت العشر.(2/103)
الشرح:
أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الصبي الصغير يصح منه الحج ويؤجر من حججه. كذلك نهى أن تسافر المرأة من غير محرم ولو إلى الحج، وأمر رجلاً أن يتخلف عن الغزو والجهاد ويذهب مع امرأته الحاجة.(2/104)
الفوائد:
- جواز حج الصبي الذي لم يبلغ، ولكن لا تكفيه عن حجة الفريضة.
- أن لمن حج به أجراً.
- أن وجود المحرم شرط لوجوب الحج على المرأة.
- عدم جواز حج المرأة بدون محرمٍ.(2/105)
الشرح:
الحج المبرور هو الحج الكامل السالم مما ينقص ثوابه، وهو من أعظم الأعمال وأحبها إلى الله لما فيه من أنواع العبودية لله، وعد الله عليه بالأجر العظيم ومغفرة الذنوب حتى يعود المسلم منه نقياً من الذنوب كما ولدته أمه.(2/106)
الفوائد:
- فضل الحج وعظم منزلته.
- أن الحج المبرور من أسباب تكفير الذنوب.
- أنه من أسباب دخول الجنة.(2/107)
الشرح:
أداء العمرة ومتابعتها من العبادات العظيمة، أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنها سبب لتكفير الذنوب ومغفرة الخطايا، وبين صلى الله عليه وسلم أن المتابعة بين الحج والعمرة وإن كان فيها إنفاق للمال، فإنها سبب لإبعاد الفقر وجلب الغنى.(2/108)
الفوائد:
- فضل العمرة وأنها سبب لمغفرة الذنوب.
- استحباب المتابعة بين الحج والعمرة.
- أن ذلك سبب لنفي الفقر.(2/109)
الشرح:
مكة بلد حرمها الله، وأوجب على من أراد الحج أو العمرة ألا يدخلها إلا محرماً، وحدد الرسول صلى الله عليه وسلم مواقيت مكانية لا يجوز لمن أراد الحج أو العمرة أن يتجاوزها إلا محرماً وجعل ذلك من تمام النسك.(2/110)
الفوائد:
- تحديد مواقيت الإحرام لكل بلدٍ أو من أتى من جهته، وهي ذو الحليفة لأهل المدينة، والجحفة لأهل
الشام، وقرن المنازل - وهي ما يسمى الآن بالسيل - لأهل نجدٍ، ويلملم لأهل اليمن.
- وجوب الإحرام لمن أراد الحج أو العمرة قبل مجاوزة هذه المواقيت.
- أن من أحرم من دون هذه المواقيت فمهله من مكانه.(2/111)
الشرح:
شرع الله عز وجل للمسلمين صلاة العيد في يوم العيد وهي ركعتان تصلى بعد ارتفاع الشمس ويخطب الإمام بعدها، إقامة لذكر الله وشكراً له على ما أنعم به من إتمام النسك.(2/112)
الفوائد:
-مشروعية صلاة العيد (1) .
- أنها ركعتان، يكبر في الأولى سبعاً وفي الثانية خمساً.
-استحباب قراءة سورتي (ق) و (القمر) في الركعتين.
- أن الخطبة في العيد بعد الصلاة.
_________
(1) من العلماء من يرى أنها واجبة على الرجال.(2/113)
الشرح:
كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا خرج لصلاة العيد يذهب من طريقٍ ويعود من طريق آخر، وكان يأمر بإخراج النساء حتى الشابات منهن والحيض، ليستمعن الذكر ويشهدن اجتماع المسلمين للذكر والدعاء.(2/114)
الفوائد:
- استحباب الذهاب لصلاة العيد من طريق والعودة من آخر.
- استحباب خروج النساء - متسترات - لصلاة العيد.(2/115)
الشرح:
سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأضحية، تنحر في يوم العيد بعد الصلاة باسم الله وتقرباً إليه، وهي من شعائر الإسلام الظاهرة في ذلك اليوم.(2/116)
الفوائد:
- مشروعية الأضحية.
-استحباب ذبح المضحي لأضحيته بنفسه.
- أن الأضحية لا تذبح إلا بعد الصلاة.(2/117)
الشرح:
يوم عرفة من أفضل الأيام عند الله، يباهي فيه الله ملائكته بالحجاج، ويكثر فيه العتقاء من النار، وصومه فضيل ودعاؤه من أفضل الدعاء.(2/118)
الفوائد:
- فضل يوم عرفة وأنه من أفضل الأيام.
- فضل صومه وأنه يكفر السنة الماضية والآتية.
- أن دعاءه خير الدعاء.(2/119)
الشرح:
للذكاة شروط وآداب ينبغي على المسلم معرفتها حتى يذبح أضحيته على الوجه الشرعي.(2/120)
الفوائد:
- أن ذكر اسم الله شرط لحل الذبيحة.
- أن إخراج الدم بالذكاة شرط لحل الذبيحة.
- الأمر بإحسان الذبح وإراحة الذبيحة.(2/121)
الشرح:
التهليل من الأذكار الفضيلة، رغب فيه الرسول صلى الله عليه وسلم وأخبر عن ما فيه من الأجر العظيم، لما فيه من إعلان الوحدانية لله وتنزيهه عن الشريك.(2/122)
الفوائد:
- أن من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قديرٍ في يومٍ مائة مرة كان كمن أعتق عشر رقابٍ.
- أنه يكتب له مائة حسنةٍ ويمحى عنه مائة سيئةٍ،
-أنها تكون له حرزاً من الشيطان.
- أن من قالها في يومٍ عشر مراتٍ كان كمن أعتق أربع رقابٍ من العرب.(2/123)
الشرح:
للأذكار الشرعية فوائد دينية ودنيوية، وفي هذه الأحاديث جملة من الأذكار التي أرشد إليها الرسول صلى الله عليه وسلم وأمر أن تقال في أوقاتها.(2/124)
الفوائد:
- أن ذكر الله عند الجماع من أسباب صلاح الولد.
- أن ذكر الله عند رؤية المبتلين سبب للعافية من البلاء.
- استحباب قول الذكر الوارد عند صياح الديكة وعند نهيق الحمير.(2/125)
الشرح:
من رحمة الله وسعة فضله أن جعل أبواب الخير متنوعة متعددة فكل يضرب بسهمٍ فيما يناسبه منها فيؤجر عليه. وفي هذه الأحاديث أبواب كثيرة من أبواب الخير ذكرها الرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم منبهاً لنا لاغتنامها.(2/126)
الفوائد:
- تعدد أبواب الخير وطرقه.
- سعة فضل الله وجوده.
- الحث على المسارعة لاغتنام الأعمال السهلة.(2/127)
الشرح:
يوم القيامة يوم عظيم هوله شديد وكربه عظيم، يبلغ الناس فيه من الجهد مبلغاً عظيماً، فتدنو منهم الشمس ويكثر منهم العرق فيكون منهم على قدر أعمالهم ويذهب في الأرض مسافة بعيدة.(2/128)
الفوائد:
- شدة هول وضيق يوم القيامة.
- أن الشمس تدنو من الناس فيعرقون عرقاً شديداً.
- أن العرق يبلغ من كل واحدٍ بحسب عمله.(2/129)
الشرح:
النار خلقها الله مقراً للكفار، وهي عظيمة الخلقة، بعيدة القعر، يؤتى بها يوم القيامة تجر أمام الناس بسبعين حبلٍ يجر كل حبلٍ سبعون ألف ملكٍ.(2/130)
الفوائد:
- عظم خلق النار وسعتها.
- أنها شديدة العمق.
- شدة عقاب أهلها.(2/131)
الشرح:
عذاب الله شديد أليم، فنار الآخرة أشد حراً من نارنا في هذه الدنيا على حرها، جعلها الله عقاباً للكفار والعصاة.(2/132)
الفوائد:
- شدة حر النار.
- أنها أشد من نار الدنيا تسعةً وستين مرةً.(2/133)
الشرح:
لأهل النار صفات وأخلاق أخبرنا عنها الله وأخبرنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنبتعد عنها ونحذر الاتصاف بها.(2/134)
الفوائد:
- أن الكبر والطغيان وإيثار الحياة الدنيا على الآخرة من صفات أهل النار.
- أن صفات أهل النار الظلم والتسلط على الناس.
- أن صفات أهل النار من النساء التبرج والسفور.
- أن صفات أهل النار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على سبيل المخادعة والنفاق.(2/135)
الشرح:
أول من تسعر بهم النار من الموحدين يوم القيامة هم شهيد وعالم وكريم، لكنهم ما أخلصوا أعمالهم لله تعالى إنما أرادوا الذكر في الدنيا فأعطاهم الله ما أرادوا فيها، وعذبهم في الآخرة بالنار جزاء إشراكهم في عملهم.(2/136)
الفوائد:
- خطر الرياء في الأعمال.
- أن هؤلاء الثلاثة هم أول من يعذب يوم القيامة جزاء ريائهم.(2/137)
الشرح:
الجنة دار أعدها الله جزاء لعباده الصالحين، نعيمها لا يتصوره عقل بشر، فيها من النعيم ما لا رأته عين ولا سمعت به أذن ولا خطر على قلب بشر.(2/138)
الفوائد:
- عظم نعيم الجنة.
- أنها مواضع مختلفة وذات أنهار ودرجات.
- أن نعيمها لا يتصوره إنسان.(2/139)
الشرح:
يتنعم أهل الجنة في الجنة بأكمل الملذات التي لا يشوبها شيء من الكدر كما يحصل في ملذات الدنيا، ومن أعظم ما يتلذذون به - بعد رؤية الله تعالى - رضوان الله عليهم الذي يحله عليهم فلا يسخط عليهم أبداً.(2/140)
الفوائد:
- عظم نعيم أهل الجنة في الجنة.
- شدة فرح المؤمنين وتنعمهم برضوان الله في الجنة.
- سعة رحمة الله وحسن جزائه.(2/141)
الشرح:
الجنة نعيمها عظيم، وكرامتها لا توصف، أدنى أهلها منزلة أعز وأكرم أضعافاً مضاعفة من أعظم ملوك الدنيا.(2/142)
الفوائد:
- عظم نعيم الجنة.
- أن أدنى أهل الجنة منزلة له من النعيم أضعاف ما لملوك الدنيا.
- سعة رحمة الله وعظم فضله.(2/143)
الشرح:
من الكرامات التي أعدها الله لأهل الجنة النظر إلى وجهه الكريم، وهذه أعظم لذة ينالها أهل الجنة، فمع ما هم فيه من النعيم فإنهم يتلذذون بالنظر إلى وجه الله الكريم.(2/144)
الفوائد:
- ثبوت النظر إلى وجه الله تعالى للمؤمنين يوم القيامة.
- أنه من أعظم النعيم الذي يناله أهل الجنة.
- حرمان الكفار من النظر إلى وجه الله تعالى.(2/145)
الشرح:
الحكم يوم القيامة بالعدل التام فلا يظلم أحد ولا يبقى لأحد عند أحد مظلمة إلا استوفاها كاملة، فلذلك أرشد الرسول صلى الله عليه وسلم للتحلل من المظالم قبل القصاص يوم القيامة.(2/146)
الفوائد:
- عدل الله تعالى التام.
- وجوب البعد عن ظلم الناس والتحرز منه.
- أن المظلوم يأخذ من حسنات الظالم، فإن لم يكن له حسنات طرح عليه من سيئات المظلوم.(2/147)
الشرح:
في يوم القيامة يكون الحساب من الله بالعدل والفضل، عدل الله مع المجرمين والكافرين فيجازيهم بما كسبوا، ويفضحهم وينطق أعضاءهم فتشهد عليهم حتى لا يكون لهم حجة، وفضله على المسلمين فيغفر لهم ويعفو عنهم ويسترهم.(2/148)
الفوائد:
- أن أعضاء الكافر تشهد عليه يوم القيامة بما عمل.
- تيسير الحساب على المؤمنين.
- ستر الله على المؤمنين ومغفرته لهم، وفضحه للكافرين والمنافقين.(2/149)
الشرح:
لأهل الجنة - كما في هذه النصوص - صفات وأخلاق أخبرنا الله عنها وأخبرنا عنها رسوله صلى الله عليه وسلم ترغيبا لنا للاتصاف بها لتكون سببا لدخول الجنة بإذن الله.(2/150)
الفوائد:
- أن من صفات أهل الجنة الخوف من الله ونهي النفس عن هواها المخالف للشرع.
- أن من أعظم صفات أهل الجنة إخلاص التوحيد لله.
- أن من أخلاقهم ترك التجبر والتكبر على عباد الله.(2/151)
الشرح:
أهل الجنة في نعيم مقيم دائم، حياتهم لا نصب فيها ولا تعب، في شباب دائم وصحة لا تزول، ليس في قلوبهم غل ولا حسد، ولا تباغض راضين أكمل الرضا عن ما آتاهم ربهم.(2/152)
الفوائد:
- جمال صور أهل الجنة ونضارة وجوههم.
- خلود أهل الجنة شباباً أصحاء.
- دوام نعيمهم، وخلو قلوبهم من الغل والحسد.(2/153)
الشرح:
رحمة الله واسعة جعلها لعباده المؤمنين، فهو الرحمن الرحيم ورحمته سبقت غضبه، فلا يتعاظمه ذنب أن يغفره.(2/154)
الفوائد:
- سعة رحمة الله.
- أنها لعباده المؤمنين.
- أنها سبقت غضبه.(2/155)
الشرح:
التقوى هي أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل أوامره واجتناب نواهيه، وهي جماع كل خير في الدنيا والآخرة، أوصى الله بها الأولين والآخرين، وأخبر سبحانه أنه إنما يتقبل من المتقين.(2/156)
الفوائد:
- فضل التقوى وأنها جماع كل خير.
- أنها سبب لتفريج الكروب وسعة الرزق.
- أنها سبب للفوز بالجنة.(2/157)
الشرح:
هذا حديث عظيم فيه وصية عظيمة من الرسول صلى الله عليه وسلم لابن عمه ابن عباس رضي الله عنهما، أوصاه بأن يحفظ الله بفعل أوامره واجتناب نواهيه وحفظ حدوده مراقبة له وخوفاً منه، فمن حفظ الله حفظه الله في مصالح دينه ودنياه، وأمره أن يستعين به في كل أموره، ثم نبهه على أصل مهم وهو التوكل على الله والإيمان بأن ما كتبه الله للعبد فهو آتيه لا محالة وما صرفه عنه فلن يناله مهما فعل من الأسباب، وأن هذا مما قدره الله وكتبه عنده.(2/158)
الفوائد:
- حفظ الله لمن حفظه باتباع أوامره واجتناب نواهيه.
- أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالاعتماد على الله وحده وطلب العون منه.(2/159)
الشرح:
من رحمة الله وسعة فضله وكرمه أن من هم بحسنة وعزم عليها ثم صرفه صارف عنها فإنه يكتب له ثواب نيته الصالحة فيكتب له حسنة واحدة فإن عملها كتب له الأجر مضاعفاً، وكذلك في عمل السيئات فمن هم بسيئة فتركها لله كتب الله له حسنة، فإن عملها كتب عليه سيئة واحدة.(2/160)
الفوائد:
- سعة رحمة الله وعظيم فضله.
- أن المسلم يثاب على همه بالحسنات ولو لم يعملها.
- أن من هم بسيئة فتركها لله أثيب على ذلك.
- مضاعفة ثواب الأعمال الحسنة.(2/161)
الشرح:
عظمة الله تعالى لا تحد ولا تتصور، وكل شيء ملك له وتحت تصرفه سبحانه، خلق الخلق ويرزقهم ويدبر أمرهم وهو في غنى كامل عنهم، لا تضره معصية العاصي، ولا تنفعه طاعة المطيع، لكن يأمرهم وينهاهم لما في ذلك من المصلحة لهم.(2/162)
الفوائد:
- عظمة الله سبحانه وتعالى وسعة ملكه.
- عظم قدرة الله وقوته وكمال غناه عن خلقه.
- حاجة الخلق الشديدة لهدايته ورزقه ومغفرته.(2/163)