|
د/ عبدالله قادري الأهدل
تم استيراده من نسخة : عبد الحميد بن عبد الستار
جوهرة الإسلام
د/ عبدالله قادري الأهدل
( 1 )
الْمُقَدِّمَةُ
قَالَ الْفَقِيرُ قَادِرِي ““““““““ رَاجِي الإِلَهِ الْغَافِرِ
الْحَمْدُ لِلرَّحْمانِ ““““““““ ذِي الْجُودِ وَالإِحْسَانِ
مَنْ عَلَّمَ الإِنْسَانَا ““““““““““ النُّطْقَ والْبَيَانَا
وَحَضَّهُ أَنْ يَعْلَمَا ““““““““ مَا لَمْ يَكُنْ قَدْ عَلِمَا
وَأَنْ يَكُونَ صَالِحَا ““““““““ وَلِلْفَسَادِ مُصْلِحَا
ثُمَّ صَلاَةُ اللَّهِ ““““““““““ عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ
وَآلِهِ الْكِرَامِ “““““““““ عَلَى مَدَى الأَيَّامِ
وَبَعْدُ فَالأَطْفَالُ “““““““““ هُمُ غَداً رِجَالُ
مِنْهُمْ يَكُونُ الْقَادَهْ ““““““““ وَالْحُكَمَا وَالسَّادَهْ
فَلْنُحْسِنِ الإِعْدَادا ““““““““““ لِيُحْرِزُوا السَّدَادَا
وَيَنْصُرُوا الإِيْمَانَا ““““““““““ وَيَعْمُرُوا الْبُلْدَانَا
وَمِثْلُ نَقْشِ الْحَجَر “““““““““ تَعْلِيمُهُمْ فِي الصِّغَرِ
فَلْنُعْطِهِمْ مَا يَسْهُلُ “““““““““““ حَتَّى إِلَيْهِ يُقْبِلُوا
وَالنَّظْمُ فِي الطُّفُولَةِ “““““““““لاِشَكَّ ذُو سُهُولَةِ
لأَنَّهُ لَطِيفُ ““““““““ وَلَفْظُهُ خَفِيفُ
وَهَذِهِ أُنْشُودَهْ “““““““““ ظَرِيفَةٌ مُفِيدَهْ
تَضَمَّنَتْ مَا نَعْتَقِدْ ““““““““ نَحْوَ الإِلَهِ الْمُنْفَرِدْ
وَنَحْوَ مَنْ قَدْ أَرْسَلَهْ “““““““““““““ مُعَزّراً وَفَضَّلَهْ
وَأَدَباً وَخُلُقا “““““““ وَذِكْرَ شَرٍّ يُتَّقَى
وَاللَّهُ جَلَّ وَعَلاَ ““““““““ أَسْأَلُهُ أَنْ تَكْمُلاَ
وَهْيَ إِلَى شَبَابِنَا “““““““““ تَحْمِلُ هَدْيَ رَبِّنَا
وَأَنْ يَكُونَ النَّاظِمْ “““““““““ أَرَادَ وَجْهَ الْعَالِمْ
فَالْجِدَّ يَاأشْبَالُ ““““““““““ لاَيَغْشَكُمْ إِهْمَالُ
فَهَذِهِ الْهِدَايَةُ “““““““““ لِسَيْرِكُمْ بِدَايَةُ
( 2 )
توحيد الربوبية الرُبُوبِيَّةُ
اللَّهُ رَبِّي خَالِقِي “““““““ وَمَالِكِي وَرَازِقِي
(1/1)
وَخَالِقُ السَّمَاءِ ““““““““ وَالأَرْضِ والْهَوَاء
وَخَالِقُ الشَّمْسِ الَّتِي “““““““““““ تُضِيءُ للْخَلِيقَةِ
مُنْعِشَةً حَيَاتَنَا “““““““ وَكُلَّ شَيْءٍ حَوْلَنَا
وَالْقَمَرِ الْمُنِيرِ “““““““ يُضِيءُ فِي الدَّيْجُورِ
وَالنَّجْمِ يَهْدِي الْحَائِرَا ““““““““““““ لاَ سِيَمَا الْمُسَافرَا
وَخَالِقُ الأَشْجَارِ ““““““““““ وَالِدَةِ الثِّمَارِ
كَالنَّخْلِ وَالزَّيْتُونِ ““““““““““ وَعِنَبٍ والتِّينِ
وَكُلِّ شَيْءٍ طَيِّبِ ““““““““““ مِن مَّأْْكَلٍ وَمَشْرَبِ
وَمَلْبَسٍ وَمَسْكَنِ ““““““““““ وَمَرْكَبٍ مُزَيَّنِ
وَخَالِقُ الْبِحَارِ “““““““““ وَالْوَحْشِ وَالْقِفَارِ
وَخَالِقُ الأَطْوَادِ “““““““““ لِلأَرْض كَالأَوْتَادِ
وَكُلُّ شَيْءٍ خَلَقَهْ ““““““““““ أَحْسَنَهُ وَنَسَّقَهْ
فَهْوَ الإِلَهُ الْوَاحِدُ “““““““““ وَمَا سِوَاهُ الْعَابِدُ
( 3 )
““““““““ مُنَاظَرَةٌ مَعَ مُلْحِدٍ ““““““““
وَقُلْ لِذِي الْجُحُود ““““““““““ وَمُنْكِرِ الْوُجُودِ
حَدِّقْ بِعَيْنِ الْحِكْمَةِ ““““““““““ فِيمَا تَرَى مِنْ ذَرَّةِ
أَنَفْسَهَا قَدْ أَوْجَدَتْ ““““““““““أَمْ دُونَ شَيْءٍ وُجِدَتْ
أَمَ اْنَّهَا مَخْلُوقَهْ ““““““““ لِبَارِئِ الْخَلِيقَهْ
فَإِنْ أَقَرَّ وَاعْتَرَفْ ““““““““““ فَذَاكَ فَضْلٌ وَشَرَفْ
وَإنْ أَبَى فَلْيُخْبَرَا ““““““““““ بِزَوْرَقٍ قَدْ سَافَرَا
مِنْ بَصْرَةٍ لِعَدَنِ ““““““““““““ ثُمَّ غَدَا لِلَنْدَنِ
وَيَنْقُلُ الْبَضَائِعَا “““““““““ مُنَزِّلاً وَرَافِعَا
وَمَا لَهُُ مِنْ صَانِعْ “““““““““ أَوْ قَائِدٍ أَوْ دَافِعْ
وَعِنْدَ ذَا سَيُظْهِرُ ““““““““““ تَعَجُّباً وَيُنْكِرُ
فَقُلْ لَهُ يَا صَاحِبِي “““““““““ انْظُرْ إِلَى الْعَجَائِبِ
فِي الأَرْضِ والسَّمَاءِ ““““““““““““ وَسَائِرِ الأَشْيَاءِ
أَسَائِغٌ أَنْ تُوجَدَا ““““““““ بِدُونِ رَبٍّ أَوْجَدَا
(1/2)
وَلاَ يَسُوغُ ذَاكَا ““““““““““ فِي مَرْكَبٍ ؟ كَفَاكَا
بَلْ أخبر الْمُرْتَابَا “““““““““““ أَنَّ هُنَا كِتَابَا
أَوْرَاقُهُ جَمِيلَهْ ““““““““““““ لَمَّاعَةٌ صَقِيلَهْ
مُبَوَّبٌ مُفَصَّلُ ““““““““ مُنَظَّمٌ مُكَمَّل
أُسْلُوبُهُ جَذّابُ “““““““““““““ أَلْفَاظُهُ عِذَابُ
قَدْ دَقَّ فِي مَغْزَاهُ ““““““““““ وَجَلَّ فِي مَعْنَاهُ
غِلاَفُهُ مُذَهَّبُ ““““““““““ وَغَيْرُ ذَاكَ أعْجَبُ
لَيْسَ لَهُ مُؤَلِّفُ ““““““““““ أَصْلاً وَلاَ مُغَلِّفُ
بَلْ صُدْفَةً قَدْ وُجِدَا ““““““““““ فَصَاحَ مَنْ قَدْ أَلْحَدَا
أَمْسِكْ عَنِ التَّخْرِيفِ “““““““““““ وَزَائِفِ التَّحْرِيف
فَقُلْ عَجِيبٌ أَمْرُكَا ““““““““““ أَبْكَى كَمَا قَدْ أَضْحَكَا
تُنْكِرُ يَا مُرْتَاب ““““““““““““ أَنْ يُوجَدَ الْكِتَابُ
عَنْ صُدْفَةٍ وَلاَ تَرَى “““““““““““ لِلْكَوْنِ رَبّاً قَدْ بَرَى؟
وَقُلْ لَهُ أَلاَ تَرَى “““““““““ قَصْراً لَنَا قَدْ ظَهَرا
فِي غَايَةِ الإِتْقَانِ ““““““““““ بِدُونِ أَيِّ بَانِ
إِذَ أَتَى الْمَسَاءُ “““““““““ بَدَتْ بِهِ أَضْوَاءُ
فِي غَايَةِ التَّنْسِيقِ ““““““““““ وَالنُّورِ والْبَرِيقِ
وَكُلَّ صُبْحٍ تَنْطَفِي “““““““““ بِنَفْسِهَا وَتَخْتَفِي
تَعَجَّب الْمَفْتُونُ “““““““““ وَقَالَ يَا مَجْنُونُ
إِنَّ الَّذِي تَقُولُ ““““““““ تُحِيلُهُ الْعُقُولُ
فَقُلْ لَهُ يَا رَجُلُ ““““““““ أَمِثْلُ ذَا لاَ يُعْقَلُ
وَالشَّمْسُ حِينَ تُشْرِقُ “““““““““ بِدُونِ رَبٍّ يَخْلُقُ
وَأَنْجُمٌ وَالْقَمَرُ “““““““ وَيَابِسٌ وَالأَبْحُرُ
عَقْلُكَ مَا أَحَالاَ “““““““ وُجودَها ارْتِجَالاَ؟
قَالَ الْيَقِينُ يَفْتَقِرْ “““““““““ لِرُؤْيَةٍ كَيْ يَسْتَقِرْ
فَهَلْ رَأَيْتُمْ رَبَّكُمْ “““““““ حَتَّى رَسَا يَقينُكُمْ ؟
قُلْتُ أَجِبْ مُلْتَزِمَا ““““““““““ عَلَى سُؤَالٍ رُسِمَا
(1/3)
أَكُلُّ مَا لاَ تُبْصِرُهْ ------- تَجحَدُهُ وَتُنْكِرُه ؟
قَالَ نَعَمْ وَالْعَقْلَ لاَ ““““““““ يَرَى سِوَى ذَا بَدَلاَ
قُلْتُ لَهُ لَوْ كَانَ مَا “““““““““““ تَقُولُهُ مُسَلَّمَا
لَكُنْتَ غَيْرَ عَاقِلِ “““““““““ وَغَيْرَ حَيٍّ فَاعِلِ
فَمَا رَأيْنَا بِالْبَصَرْ “““““““““ رُوحاً وَلاَ عَقْلاً ظَهَرْ
فَقَالَ أنْتَ ذُو جَدَلْ “““““““““ يَغْلِبُ كُلَّ مَنْ عَقَلْ
وَالآنَ إِنِّي مُؤْمِنُ ““““““““““ وَرَبِّيَ الْمُهَيْمِنُ
وَكُلَّ شَيءٍ خَلَقَهْ “““““““““ لَكِنْ هُوَ مَن خَلَقَهْ ؟
قُلْتُ الإِلهُ خَلَقَا ““““““““““ وَمَا سِوَاهُ خُلِقَا
فَهَلْ هُنَاكَ بَاقِ “““““““ يُوصَفُ بِالْخَلاَّق ؟
كَلاَّ فَإِنَّ الْعَدَمَا “““““““ هُوَ الَّذِي سِوَاهُمَا
هُنَا أَقَرَّ الْمُلْحِدُ “““““““““ وَقَالَ رَبِّي أَعْبُدُ
(4)
توحيد الألوهية
فَلَيْسَ لِي مَنْ أَعْبُدُ ““““““““““ إِلاَّ الإلَهُ الصَّمَدُ
أَخُصُّ بِالصَّلاَةِ “““““““““ وَالصَّوْمِ والزَّكَاةِ
وَالْحَجِّ بَلْ حَيَاتِي ““““““““““ لَهُ مَعَ الْمَمَاتِ
أَدعُوهُ فِي اضْطِرَارِي ““““““““““““ وَحَالَةِ اخْتِيَارِي
وَلَسْتُ قَطُّ أَنْحَرُ “““““““““““ لِغَيْرِهِ أَوْ أَنْذُرُ
إِيَّاهُ أَسْتَعِينُ ““““““““ لأَنَّهُ الْمُعِينُ
وَمَنْ سِوَاهُ عَبَدَا “““““““““ فَكَافِرٌ تَمَرَّدَا
كَمِثْلِ عُبَّادِ الْبَقَر “““““““““ أَوِ الْقُبُورِ وَالْبَشَرْ
وَمَنْ يَرَى الْحُكْمَ بِمَا “““““““““ لَمْ يَرْضَهُ رَبُّ السَّمَا
( 5 )
أَرْكَانُ الإِسْلاَمِ
وَأَوَّل الأَرْكَانِ ““““““““ هُمَا الشَّهَادَتَان
وَتَتْبَعُ الصَّلاَةُ “““““““““وَالصَّوْمُ وَالزَّكَاةُ
والْحَجُّ لِلْمُقْتَدِر ““““““““ كَمَا أَتَتْ فِي الْخَبَرِ
أَرْكَانُ الإِيمَانِ
إِيمَانُنَا تَحَقَّقا “““““بَعْدَ الَّذِي قَدْ سَبَقَا ( 1 )(1)
__________
(1) -وهو الإيمان بالله كما مضى في الفصول السابقة .
(1/4)
بِأَنْبِيَاءِ رَبِّنَا “““““““““ وَكُتْبِهِ فَالْحَقْ بِنَا
كَذَاكَ بِالْمَلاَئِكَهْ “““““““““ وَهْيَ الْكِرَامُ النَّاسِكَهْ
وَبالْمَعَادِ وَالْقَدَرْ “““““““““ كَذَاكَ مِنْ خَيْرٍ وَشَرْ
““““““““““““““““““
( 1 ) وهو الإيمان بالله كما مضى في الفصول السابقة .
( 6 )
تربية الأولاد
““““““ الْقَدَر والأَسْبَابُ ““““““
أُبَاشِرُ الأَسْبَابَا “““““““““ فَأَقْرَأُ الْكِتَابَا
حَتَّى أَكُونَ عَالِمَا “““““““““““ وَأُحْرِزَ الْمَكَارِمَا
وَآخذُ الدَّوَاءَ ““““““““ لِيُذْهِبَ الْوباءَ
وَأحْمِلُ السِّلاَحَا “““““““““““ لأُتْقِنَ الْكِفَاحَا
وَأقصِد الأَسْوَاقَا ““““““““““ لأَكْسِبَ الأَرْزَاقَا
فَإِنْ وَجَدْتُ بُغْيَتِي ““““““““““ شَكَرْتُ رَبَّ نِعْمَتِي
وَإن غَدَوْتُ مُخْفِقَا ““““““““““ صَبَرْتُ صَبْراً صَادِقَا
مُسَلِّماً لِلْقَدَرِ “““““““ مِنْ غَيْرِ مَ تَضَجُّرِ
لأَنَّ مَا قَدْ قُدِّرَا ““““““““““ لَسْتُ لَهُ مُغَيِّرَا
لَكِنَّ ذَاكَ لاَ يَصُدْ ““““““““ عَنْ عَمَلِ السَّاعِي الْمُجِدْ
بَلْ إنَّهُ لَيَدْفَعُ ““““““““““ دَفْعاً إِلَى مَا يَنْفَعُ
وَفِي النَّبِيِّ الْمُرْسَلِ “““““““““ وَالصَّحْبِ خَيْرُ مَثَلِ
وَالْقَدَريْ والْجَبْرِيْ ““““““““““ قَدْ أَخْطَآ فَاسْتَقْر
شِفَاءَ أَهْلِ السَّقَمِ ““““““““““ مُؤَلَّفِ ابْنِ الْقَيِّمِ ( 1 )
( 1 ) كتاب جليل في القضاء والقدر والتعليل ، فيه بحوث عميقة ، ودحض كثير من الشبه ، وإيضاح لكثير من حكم هذا الباب ، قلما توجد في سواه من كتب المحققين . واسمه ( شفاء العليل في القضاء والقدر والتعليل )
( 7 )
صِفَاتُ اللَّهِ
وَبِصِفَاتِ رَبِّيَا ““““““““ أُومِنُ يَا إِخْوانِيَا
أُثْبِتُهَا مُنَزِّهَا “““““““ أَلُومُ مَنْ قَدْ شَبَّهَا
فَهْوَ سَمِيعٌ وَبَصِيرْ ““““““““““ وَهْوََ رَحِيمٌ وَقَدِيرْ
وَأوَّلٌ وَآخِرُ ““““““““ وَبَاطِنٌ وظاهر
(1/5)
وَعَالِمٌ بِمَا ظَهَرْ “““““““““ وَمَا عَنِ الْخَلْقِ اسْتَتَرْ
وَهْوَ عَلِيٌّ وَقَرِِيبْ ““““““““““ وَلَيْسَ هَذَا بِغَرِيبْ
لأنَّ وَصْفَ رَبِّنَا ““““““““““ لَيْسَ كَمِثْل وَصْفِنَا
وَالْقَولُ فِي صِفَاتِهْ “““““““““““ كَقَوْلِنَا فِي ذَاتِهْ
وَهْوَ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ““““““““““““ فَلاَ تُطِعْ مَنْ قَدْ غَوَى
وَكُلُّ وَصْفٍ صَحَّ بِهْ “““““““““““ نَصٌّ فَقُلْ آمَنْتُ بِهْ
( 8 )
محبة الله تعالى
وَخَالِصُ الْمَحَبَّةِ “““““““““ حَتْمٌ عَلَيْنَا إِخْوَتِي
لِرَبِّنَا الَّذِي لَهُ ““““““““““ مَا لاَ نُطِيقُ عَدَّهُ
مِنْ نِعَمٍ مَوْصولَةِ ““““““““ وَنِقَمٍ مَدْفُوعةِ
صَحيحَةٌ أَبْدَانُنَا “““““““ سَلِيمةٌ عُقُولُنَا
نَسْمَعُ بِالآذَانِ ““““““““““ وَتَبْطِشُ الْيَدَانِ
أَرْجُلُنَا نَمْشِي بِهَا ““““““““““ وَإنْ نُرِدْ نَسْعَى بِهَا
وَأَكْبَرُ الإنْعَامِ ““““““““““ هِدَايَةُ الإِسْلاَم
إِذَا عَرَفْتُمْ نِعْمَتَهْ ““““““““““ فَحقِّقُوا مَحَبَّتَهْ
وَعَظِّمُوهُ تَظْفَرُوا “““““““““ خَابَ الَّذِينَ كَفَرُوا
( 9 )
مَحَبَّةُ الرَّ سُولِ صلى الله عليه وسلم
وَحُبُّنَا لِلْمُصْطَفَى “““““““““““ بِهِ الإلَهُ كَلَّفَا
وَكُلُّنَا نُحِبُّهُ “““““““““ كَمَا يُرِيدُ رَبُّهُ
أَحَبُّ مِنْ أَرْوَاحِنَا “““““““““““ أَعَزُّ مِنْ آبَائِنَا
فَهْوَ الَّذِي بلَّغَنَا “““““““““““ عَمَّنْ بِهِ أَنْقَذَنَا
قُولُوا جَمِيعاً إِنَّنَا “““““““““ نُحِبُّهُ مِنْ قَلْبِنَا
دَلِيلُ الْمَحَبَّةِ
وَالًصِّدْقُ فِي الْمَحَبَّةِ ““““““““““ مُشْتَرَطٌ يَا إخْوَتِي
فَمَا الدَّلِيلُ أَنَّنَا ““““““““““ نُحِبُّه جَمِيعُنَا؟
دَلِيلُهُ أَنْ نَتَّبِعْ “““““““““ سُنَّتَهُ لاَ نَبْتَدِعْ
بِأَمْرِهِ نَأْتَمِرُ “““““““ عَنْ نَهْيِهِ نَنْزَجِرُ
وَزَاعِمٌ مَحَبَّتَهْ ““““““ وَقَدْ عَصَى شَرِيعَتَهْ
(1/6)
مُكَذَّبٌ فِيمَا ادَّعَى “““““““ لَدَى جَمِيعِ مَنْ وَعَى
يَا أَصْدِقَائِي الشُّرَفَا ““““““““““ صَلُّوا عَلَى ذَا الْمُصْطَفَى
أَسْئِلَةُ الْقَبْرِ
يَا سَائِلِي عَنْ رَبِّيَا ““““““““““ اللَّهُ أَيْ خَالِقِيَا
وَقُلْتَ مَنْ نَبِيُّنَا “““““““““ مُحَمَّدٌ رَسُولُنَا
وَدِينِيَ الإِسْلاَمُ “““““““““““ صَارَ بِهِ الْخِتَامُ
وَمَنْ بِذَا يُجِيبُ “““““““““““ فِي الْقَبْرِ لاَ يَخِيبُ
وَمَنْ يَكُنْ تَلَعْثَمَا ““““““““““ عَذَابُهُ قَدْ عُلِمَا
الْكِتَابُ الثَّانِي
فِي
الْعِبَادَاتِ
( 10)
1-الطَّهَارَةِ
مَا أَحْسَنَ الطَّهَارهْ “““““““““““ تُورِثُنَا النَّضَارَهْ
وَهْيَ عَلَى قِسْمَيْنِ “““““““““““ فِي شَرْعِنَا الْمَتِينِ
طَهَارَةُ الْقُلُوبِ “““““““““ مِنْ دَرَنِ الذُّنُوبِ
وَمَلْؤُهَا إِيمَانَا “““““““ لِنَعْبُدَ الرَّحْمَانَا
وَبَعْدَ هَذَا الْقِسْمِ ““““““““““ تَطْهِيرُنَا لِلْجِسْمِ
وَالثَّوْبِ وَالْمَكَانِ ““““““““““ وَذَا بِفَصْلٍ ثَانِ
( 11 )
2-الْمَاءُ وَأَقْسَامُهُ
وَالْمَاءُ حَيْثُ أُطْلِقَا “““““““““““ فَهْوَ طَهُورٌ مُطْلَقَا
وَإِنْ يَكُنْ تَغَيَّرَا ““““““““““ بِنَجَسٍ فَلْيُحْظَرَا
3-آداب قَضَاْءُ الْحَاجَةِ
وَهَذِهِ آدَابُنَا ““““““ عِنْدَ قَضَا حَاجَتِنَا
فَإِنْ تُرِدْ بَيْتَ الْخَلاَ ““““““““““ فَسُنَّ أَنْ تُبَسْمِلاَ
وَمَا بِهِ قَدْ كُتِبَا ““““““““““ اِسْمُ الإِلَهِ جَنِّبَا
مَا لَمْ تَكُنْ مُضْطَرَّا “““““““““““ فَقَدْ وُقِيتَ الْحَظْرَا
وَابْدأ بِيُسْرَاكَ إِذَا “““““““““ دَخَلْتَ وَاخْرُجَ عَكْسَ ذا
وَاحْمَدْهُ حَيْثُ يَسَّرَا ““““““““““ فَصْلَ الأَذى واسْتَغْفِرَا
وَابْتَعِدَنْ مُسْتَتِرَا “““““““““““““ وَلاَ تَؤُمَّ مُثْمِرَا
وَلاَ طَرِيقاً أَوْ ظِلاَل ““““““““““ فَكُلُّ ذَاكَ ذُو انْحِظَالْ
(1/7)
ثُمَّ الْمَكَانَ طَهِّر ““““““““““ بِالْمَاءِ أَوْ بِالْحَجَرِ
أَوْ أَيِّ شَيْءٍ طَهَّرَا “““““““““ وَلَمْ يَكُنْ قَدْ حُظِرَا
مُثَلِّثاً مُمْتَثِلاَ “““““““ نَصّاً صَحِيحاً نُقِلاَ
وَاسْتَعْمِلَنْ يُسْرَاكَا “““““““““““ مُنَزِّهاً يُمْنَاكَا
وَقِبْلَةً قَدْ حُظِلاَ ““““““““ عَلَيْكَ أَنْ تَسْتَقْبِلاَ
كَذَاكَ الاِستِدْبَارُ““““““““““ عَنْهُ نَهَى الْمُخْتَارُ
وَالْخُلْفُ فِي ذَا الْبَابِ ““““““““““““ قَدْ بَانَ ذَا انْشِعَابِ
( 12 )
تابع للطهارة
4-صِفَةُ الْوُضُوءِ
بِاسْمِ الإِلَهِ فَابْدَأَ ““““““““““ إِذْ تَقْصِدِ التَّوَضُّأَ
ثُمَّ ثَلاَثاً فَاغْسِلِ “““““““ كَفَّيْكَ لِلنَّصِّ الْجَلِي
وَمَضْمِضَنْ وَاسْتَنْشِقِ ““““““““““““ وَاسْتَنْثِرَنَّ يَا تَقِي
وَالْوَجْهَ بَعْدَ ذَلِكَا ““““““““““““ ثَلاَثاً اْغْسِلْ دَالِكَا
ثُمَّ لِمِرْفَقَيْكَا “““““““““ فَلْتَغْسِلَنْ يَدَيكَا
وَرَأْسَكَ امْسَحْ مُفْرِدَا ““““““““““ مُسْتَوْعِباً نِلْتَ الْهُدَى
وَاغْسِلْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ “““““““““““ كُلاًّ مِنَ الرِّجْلَيْنِ
وَالسُّنَّةُ التَّثْلِيثُ فِي “““““““““ أَعْضَاءِ غُسْلٍ اْ قْتُفِي
وَالْفَرْضُ أَنْ تُعَمِّمَا “““““““““““““ بِمَرَّةٍ فَلْيُعْلَمَا
( 13 )
5-صِفَةُ غُسْلِ الْجَنَابَةِ
وَإِنْ تُرِدْ أَنْ تَغْتَسِلْ “““““““““““ فَانْوِ وَعَمِّمْ تَمْتَثِلْ
وَأَزِلِ الأَذَى ولاَ “““““““““““ تُفَوِّتَنَّ الأَكْمَلاَ
تَوَضَّأَنْ مُسْتَكْمِلاَ ““““““““““ وَالرَّأسَ بَعْدُ فَاغْسِلاَ
وَلأُصُولِ الشَّعَرِ ““““““““““ رَوِّ لِنَصِّ الْخَبَرِ
وَسَائِرَ الْجِسْمِ اغْسِلِ “““““““““““““ مُثَلِّثاً كالأَوَّلِ
وَابْدأ بِشِقِّ الأَيْمَنِ ““““““““““ وَاعْنَ بِدَلْكِ الْبَدَنِ
وَبَعْدَ ذَاك انْتَقِلِ ““““““““““ وَقَدَمَيْكَ فَاغْسِل
( 14 )
الصَّلاَةُ
1-عَدَدُ رَكَعَات الصَّلَوَات الْمَفْرُوضَةِ
(1/8)
وَرَكَعَاتُ الظُّهْرِ “““““““““““ مِثْلُ الْعِشَا والْعَصْر
أَرْبَعٌ أْمَّا الْمَغْرِبُ “““““““““““ فَهْيَ ثَلاَثاً تُحْسَبُ
وَالْفَجْرُ رَكْعَتَانِ ““““““““““ فَاحْذَرْ مِنَ التَّوَانِي
( 15 )
2-صَلاَةُ الْجَمَاعَةِ فِي الْمَسْجِدْ
يَا أَيُّهَا الصَّغِيرُ “““““““““ هَيَّا بِنَا نَسِيرُ
جَمِيعُنَا لِلْمَسْجِدِ “““““““““““ لِلْفَوْزِ بِالتَّعَبُّدَ
بَعْدَ الطُّهُورِ الْمُقْتَفَى ““““““““““““““ عَنِ النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى
أَمَا سَمِعْتُمُ النِّدَا “““““““““ يَدْعُو إِلَى خَيْرِ هُدَى
يَقُولُ فِي إِيضَاحِ “““““““““ (حَيَّ عَلَى الْفَلاَحِ )
هَيَّا الصَّلاَةَ السَّاعَهْ “““““““““ صَلُّوا مَعَ الْجَمَاعهْ
فَفَضْلُهَا عَظِيمُ ““““““““““““ وَنَفْعُهَا عَمِيمُ
نَحْنُ لَهَا نَشْتَاقُ ““““““““““““ وَتَرْكُهَا نِفَاقُ
بِهَا يَتِمُّ رَبْطُنَا “““““““““ يَا إخْوَتِي بِرَبِّنَا
تُمْحَى بِهَا الذُّنُوبُ “““““““““““ وَتُفْرَجُ الْكُرُوبُ
تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ “““““““““““ بِالْحُسْنِ فِي الأَدَاءِ
بِأَنْ تُؤَدَّى مِثْلَمَا ““““““““““ أَدَّى إِمَامُ الْعُلَمَا
وَلِصَلاَة الْفَجْرِ ““““““““““ نَنْهَضُ عِنْدَ الذِّكْرِ
وَإِنْ غُلِبْنَا نُوقَظُ “““““““““ مِنْ وَالِدٍ إِذْ يَنْهَضُ
وَرَبُّنَا الْمُوَفِّقُ “““““““““ لِصَادِقٍ إِذْ يَصْدُقُ
وَكُلُّنَا الصِّغَارُ ““““““““““ يُؤْسِفُنَا الْكِبَارُ
إِنْ تَرَكُوا الْمَسَاجِدَا “““““““““““ وَارْتَكَبُوا الْمَفَاسِدَا
لأَنَّهُمْ آبَاءُ ““““““““ فِيهِمْ لَنَا اقْتِدَاءُ
( 16 )
““““““““““تابع للعبادة”“““““““““
3- صِفَةُ الصَّلاَةِ
وَقِفْ مَعَ التَّذَلُّلِ “““““““““““ وَقِبْلَةً فَاسْتَقْبِلِ
وَكَبِّرَنَّ مُحْرِمَا ““““““““““ مُفْتَتِحاً مُعَظِّمَا
وَاسْتَعِذَنْ مُبَسْمِلاَ “““““““““““ سِرَّا وَجَهْراً نُقِلاَ
(1/9)
وَبَعْدَ ذَاكَ رَتِّلِ ““““““““““ أُمَّ الْكِتَابِ الْمُنْزَلِ
فَسُورةً مِنَ السُّوَرْ “““““““““ أَوْ بَعْضَهَا حَسْبَ الْوطَرْ
فِي الرَّكْعَتَيْنِ جَهْرَا “““““““““““““ إِنْ لَمْ يَكُنْ فَسِرَّا
وَيَكْتَفِي مَنْ يَقْتَدِي ““““““““““““ بِالأُمِّ فَافْهَمْ تَهْتَدِ
وَاهْوِ إِلَى رُكُوعِكَا ““““““““““““ مُسَوِّياً لِظَهْرِكَا
وَسَبِّحَنْ مُسْتَغْفِرَا “““““““““ وَاحْمَدْ وَعَظِّمْ مُكْثِرَا
ثُمَّ ارْفَعَنْ مُعْتَدِلاَ ““““““““““ مُسَمْعِلاً مُحَمْدِلاَ
وَبَعْدَ ذَاكَ فَاسْجِدِ “““““““““““ مُسَبِّحاً للصَّمَدِ
وَدَاعِياً مُنَاجِيَا ““““““““““ وَلِلْقَبُولِ رَجِيَا
ثُمَّ ارْفَعَنَّ وَاقْعُدَا “““““““““““ وَافْتَرِشَنْ مُتَّئِدَا
وَاسْتغفِرَنْ لِذَنْبِكَا “““““““““ مُسْتَرْحِماً إلَهَكَا
وَاسْجُدْ أَخِيراً مِثْلَمَا ““““““““““ سَجَدْتَ قَبْلُ فَافْهَمَا
ثُمَّ افْعَلَنْ فِي اللاَّحِقَهْ “““““““““““ مَا قَدْ مَضَى فِي السَّابِقَهْ
وَبَعْدَهَا فَلْتَقْعُدَا “““““““““ لِتَقْرَأَ التَّشَهُّدَا
وَبِالسَّلاَمِ فَاخْتَتِمْ ““““““““““ فَجْراً وَإِلاَّ فِلْتَقُمْ
لِمَا بَقِيْ مُسْتَكْمِلاَ ““““““““““ كَمَا مَضَى مُفَصَّلاَ
( 17 )
4-الزكاة
وَلِلزَّكَاة دَوْرُ ““““““““““ بِهَا يَقِلُّ الْفَقْرُ
وَقَدْ يُوَلِّي هَارِبَا “““““““““ وَيَخْتَفِي نِيرُ الرِّبَا
إِنْ أُدِّيَتْ بِدِقَّةِ “““““““““ كَمَا أَتَتْ فِي الشِّرْعَةِ
تُؤْخَذُ مِنْ أَهْلِ الثَّرَى ““““““““““ مَصْرُوفَةً لِلْفُقَرَا
وَلَيْسَ فِيهَا مِنَّةُ “““““““““ عَلَيْهِمُ أَوْ ذِلَّةُ
فَالْمَالُ مِلْكُ رَبِّنَا “““““““““ أَصْلاً وَلَيْسَ مِلْكَنَا
يَقْسِمُهُ تَعَالَى ““““““““ كَمَا يَشَا إِفْضَالاَ
بَلِ الْجِهَادَ تَدْعَمُ ““““““““““ وَهْوَ سَبِيلٌ أَقْوَمُ
وَابْنُ السَّبِيلِ الْمُعْدِمُ ““““““““““ لَهُ نَصِيبٌ مُحْكَمُ
(1/10)
وَتَمْنَحُ الْحُرِّيَّهْ ““““““““ لِلْعَبْدِ فِي الْبَرِيَّهْ
وَتُبْدِلُ الْغَارِمَ مَا “““““““““ فِي غَيْرِ شَرٍّ غَرِمَا
وَمَنْ بِهَا يُؤَلَّفُ ““““““““““ لِلدِّينِ فِيهَا مَأْلَفُ
لِذَا تَرَى زَكَاتَنَا “““““““““ تُذْكَرُ مَعْ صَلاَتِنَا
جَاحِد أَيٍّ مِنْهُمَا “““““““““ فِي الشَّرْعِ لَيْسَ مُسْلِمَا
وَوَاجِبُ الْحُكُومَةِ “““““““““““ قَبْضُ زَكَاةِ الأُمَّةِ
وَصَرْفُهَا لأَهْلِهَا “““““““““““ وَقَهْرُ ذِي بُخْلٍ بِهَا
وَمَوْقِفُ الصِّدِّيقِ “““““““““““ فِي غَايَةِ التَّوْفِيقِ
وَتَرْكُ نَهْجِ دِينِنَا “““““““““““ أَنْزَلَ مَا حَلَّ بِنَا
إِذْ زَادَتِ الضَّرَائِبُ “““““““““ وَحَدثَتْ عَجَائِب
وَزَادَ حَجْمُ الْفُقَرَا ““““““““““““ وَفَقْرُهُمْ كَمَا تَرَى
وَكُلُّ ذَاكَ مِنْ أَثَرْ “““““““““““ إِبْعَادِ دِينِنَا الأَغَرْ
عَنْ سَيْرِهِ فِي دَرْبِه ““““““““““““ مُوَجِّهاً لِحِزْبِهِ
يا أَغْنِيَاء الأُمَّهْ “““““““““ تَفَهَّمُوا الْمُهِمَّهْ
وَأخْرِجُوا مَا وَجَبَا “““““““““““““ إِلَهُكُمْ تَقَرُّبَا
وَبَيِّنُوا يَا عُلَمَا “““““““““ خَابَ الَّذِي قَدْ كَتَمَا
الصَّوْمُ
بُشْرَاكُمُ يَا قَوْمِي “““““““““““ أَهَلَّ شَهْرُ الصَّوْمِ
شَهْرٌ بِهِ الْقُرْآنُ ““““““““““““ أَنْزَلَهُ الرَّحْمَانُ
نَهَارُهُ صِيَامُ “““““““““““ وَلَيْلُهُ قِيَامُ
تُزَفُّ فِيهِ لَيْلَةُ ““““““““““ عَظِيمَةٌ جَلِيلَةُ
تَفُوقُ أَلْفَ شَهْرِ “““““““““““ كَمَا أَتَى فِي الذِّكْرِ
وَتُفْتَحُ الْجِنَانُ ““““““““““ وَتُغْلَقُ النِّيرَانُ
إِنَّ الصِّيَامَ جُنَّهْ ““““““““““““ وَرَوْضَةٌ وَمِنَّهْ
وَمَعْهَدٌ للتَّرْبِيَهْ “““““““““““ وَسِمَةٌ للتَّضْحِيَهْ
تَظْهَرُ فِيهِ الطَّاعَةُ “““““““““““ وَالطُّهْرُ وَالنَّزَاهَةُ
لِلْفَوْزِ بِالْغُفْرَانِ “““““““““ وَطَلَبِ الْجِنَانِ
(1/11)
نَشْعُرُ فِيهِ عِنْدَمَا ““““““““““ نُحِسُّ جُوعاً أَوْ ظَمَا
بِأَنَّ إخْوَاناً لَنَا ““““““““““ قَدْ حُرِمُوا مِنْ عَطْفِنَا
وَأَنَّنَا فِي مَا مَضَى ““““““““““ فِي غَفْلَةٍ لاَ تُرْتَضَى
وَتَصْمُتُ الأَلْسِنَةُ “““““““““““ عَمَّا الإِلَهُ يَمْقُتُ
مَشْغُولَةً بِذِكْرِهِ ““““““““““ رَاغِبَةً فِي أَجْرِهِ
وَالْحَقُّ أَنَّ صَوْمَنَا “““““““““““ فِيهِ غِذَاءُ رُوحِنَا
وَصِحَّةُ الأَجْسَامِ ““““““““““ تَكْمُنُ فِي الصِّيَامِ
فَهَلْ بَدَا لِقَوْمِي ““““““““““ حِكَمُ شَهْرِ الصَّومِ
وَحقَّقُوا لِرَبِّهِمْ “““““““““ تَقْوَاهُ فِي نُفُوسِهِم
نَعَمْ وَلَكِنْ قِلَّة “““““““““ وفي القليل قدوة
وَلِلعُصَاةِ الْفَجَرَهْ “““““““““““ لَظَاهُمُ الْمُسْتَعِرَهْ
وَبِزَكَاةِ الْفِطْرِ ““““““““““ يُعَفُّ أَهْلُ الْفَقْرِ
وَيَحْصُلُ الطُّهْرُ لَنَا “““““““““““ عِنْدَ خِتَامِ صَوْمِنَا
وَكُلُّنَا مُكْتَئِبُ ““““““““““ لِضَيْفِنَا إِذْ يَذْهَبُ
وَلِمُحِبِّي الطَّاعَةِ “““““““““““ صِيَامُ سِتٍّ حَانَتِ
بَلْ إِنَّ هَذَا الزَّمَنَا ““““““““““““ لِلْحَجِّ جَاءَ مُعْلِنَا
وَالآنَ يَا إِخْوَتَنَا “““““““““““ أَطَلَّ يَوْمُ عِيدِنَا
فَلْنَلْبَسِ الْجَدِيدَا ““““““““““ وَنُنْشِدِ النَّشِيدَا
وَلْيَأْتِ فِي الْمُقَدِّمَهْ “““““““““““ أَكْلُ لَذِيذِ الأَطْعِمَهْ
وَلْنَرْكَبِ الْخُيُولاَ “““““““““““ وَلْنَطْرُدِ الْخُمُولاَ
فَالْيَومُ يَوْمُ فَرَحِ “““““““““““ وَطَرَبٍ وَمَرَحِ
وَهَاهُنَا قَالَ الْكَبِيرْ “““““““““““““ عَبْدُ الْمُهَيْمِن الْخبِيرْ
لَكِنْ أَخُونَا الْحَسَنُ ““““““““““““““ يَبْدُو عَلَيْهِ الْحَزَنُ
قُومُوا إِلَيْهِ لِنَرَى “““““““““ إِنْ كَانَ خَطْبٌ قَد عَرَا
فَقَالَ عَبْدُ الْبَرِّ “““““““““ مُسْتَوْضِحاً للأمْرِ
مَالِي أَرَاكَ مُتْعَبَا “““““““““““ وَغَاضِباً مُكْتَئِبَا
(1/12)
فِي يَوْمِ عِيدِ الْمُسْلِمِ ““““““““““““ وَلِمْ تَكُنْ بِالْمُعْدِم
فَقَالَ يَا إخْوَانِي “““““““““““ جَدَّدْتُمُ أَحْزَانِي
كَيْفَ يُسَرُّ الْمُسْلِمُ “““““““““““ بِالْعِيدِ وَهْوَ يَعْلَمُ
بِالْقَتْلِ وَالتَّشْرِيدِ ““““““““““ فِي يَوْمِ هَذَا الْعِيدِ
لِلإِخْوَةِ الأَطْهَارِ “““““““““““ مِنْ قِبَلِ الْكُفَّارِ
وَبَعْضُهُمْ مِنَ الظَّمَا ““““““““““ وَالْجُوعِ رُوحاً أَسْلَمَا
بَلْ كَيْفَ يَلْهُو الْمُسْلِمُ “““““““““““““ مَا دَامَ كُفْرٌ يَحْكُمُ
وَلَيْسَ لِلْقُرْآنِ “““““““““ هُنَاكَ مِنْ سُلْطَانِ
أَلَيْسَ عِيدُ الْفِطْرِ ““““““““““““ قَدْ جَاءَ بَعْدَ بَدْرِ
وَكَانَ فِيهَا النَّصْرُ “““““““““““““ لَنَا وَذَلَّ الْكُفْرُ؟
وَأَخَذَ الْمُكْتَئِبُ ““““““““““““ أَمَامَنَا يَنْتَحِبُ
وَكُلُّنَا قَدْ أَدْرَكَا “““““““““ السِّرَّ فِي هَذَا الْبُكَا
قَالَ الْحُسَيْنُ عَجَبُ ““““““““““““ لأَمْرِنَا أَنَطْرَبُ
وَالْمُسْلِمُونَ فِي حَزَنْ “““““““““““ لَقَدْ نَصَحْتَ يَا حَسَن
وَخَيَّمَ الْوُجُومُ “““““““““ وَعَمَّتِ الْهُمُومُ
وَذَابَتِ الأَفْرَاحُ “““““““““ وَرَسَتِ الأَتْرَاحُ
وَسَالَتِ الدُّمُوعُ “““““““““ وَانْتَحَبَ الْجَمِيعُ
فَقَامَ فِينَا الْحَسَنُ ““““““““““ يَنْصَحُنَا وَيُعْلِنُ
دَعُوا الْبُكَاءَ الْبَائِسَا“““““““““““ خَابَ الَّذِي بِهِ ائْتَسَى
قُلْنَا أَلَسْتَ الْبَادِيَا “““““““““““ قَالَ وَلَكِنْ حَادِيَا
إِلَى الْجِهَادِ الدَّائِمِ “““““““““““ وَالْحَفْزِ لِلْعَزَائِم
لِنَصرِ إِخْوَانٍ لَنَا “““““““““““““ أَذَلَّهُمْ أَعْدَاؤُنَا
فَعَاهِدُوا بِأَنَّكُمْ ““““““““ جُنْدٌ لِنَصْرِ دِينِكُمْ
بِالنَّفْسِ وَالأَمْوَالِ “““““““““““ وَكُلِّ أَمْرٍ غَالِ
قُلْنَا نَعَمْ نُعَاهِدُ “““““““““““ وَأَنْتَ فِينَا الْقَائِدُ
(1/13)
فَسِرْ بِنَا فِي حَرَكَهْ ““““““““““ لِخَوْضِ أَيِّ مَعْرَكَهْ
وَلِمُصَلَّى الْعِيدِ “““““““““ سِرْنَا مَعَ التَّرْدِيدِ
لِلْحَمْدِ وَالتَّكْبِيرِ “““““““““““ لِرَبِّنَا الْقَدِيرِ
وَصَارَ كُلُّ هَمِّنَا “““““““““““ إِرْضَاؤُنَا لِرَبِّنَا
نَخُصُّهُ بِالرَّغَبِ “““““““““ وَخَشْيَةٍ وَالرَّهَبِ
هُنَا انْبَرَى مُحَمَّدُ ““““““““““ وَحَمْزَةٌ وَأَحْمَدُ
وَمَعَهُمْ أَسَامَةُ “““““““““ وَاتّفَقَ الأَرْبَعَةُ
أَنْ يَرْفَعُوا الإنْشَادَا “““““““““““ وَيَتْبَعُوا الْمِقْدَادَا
وَرَدَّدَ الإِخْوَانُ “““““““““ لَبَّيْكَ يَا رَحْمَانُ
حَيَّ عَلَى الْجِهَادِ ““““““““““““ لِكُلِّ بَاغٍ عَادِ
وَلْيَسْقُطِ الطُّغَاةُ “““““““““““ وَلْيَثْبُتِ الدُّعَاةُ
ولْيَعْلَمِ الْيَهُودُ ““““““““““ أَنَّا هُنَا جُنُودُ
نُحَطِّمُ السُّدُودَا “““““““““ وَنَطْرُدُ الْقُرُودَا
مِنْ اَرْضِنَا الْمُبارَكَهْ “““““““““““ إلَى الْبِحَارِ الْمُهْلِكَهْ
وَكُلُّ مَنْ وَالاَهُمُ “““““““““““ سَيَحْتَسِي كَأْسَهُمُ
وَنَصْرُنَا مُحَقَّقُ “““““““““ وَمَنْ سِوَانَا مُخْفِقُ (1)
““““““““““““““““““““““““““““““
-أجرى الناظم هذا الحوار على لسان أبنائه التسعة المذكورين.
الْحَجُّ : وأَسْرَارهُ
وَكَمْ مِنَ الأَسْرَارِ فِي “““““““““““ مَنَاسِكِ الْحَجِّ تَفِي
أَوَّلُهَا التَّلْبِيَةُ ““““““““““ بِهَا تُنَادِي الأُمَّةُ
مُعْلِنَةً طَاعَتَهَا “““““““““““ دَائِمَةً لِرَبِّهَا
مُخْلِصَةً لاَ تُشْرِكُ “““““““““““ عَدُوُّهَا مَنْ يُشْرِكُ
تُثْنِي بِكُلِّ الْحَمْدِ “““““““““““ عَلَى الإِلَهِ الْفَرْد
مُقِرَّةً بِالنِّعْمَةِ ““““““““““ وَالْمُلْكِ وَالْهَيْمَنَةِ
نَافِيَةً مَا أُدْخِلاَ “““““““““ مِنْ شِركِ جِيلٍ قَدْ خَلاَ
إِذْ كَانَ لَفْظُ الْقَوْمِ ““““““““““ يَحْمِلُ كُلَّ الْجُرْم
(1/14)
“ لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكْ “““““““““““ إِلاَّ شَرِيكاً هُوَ لَكْ
تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَكْ “ ““““““““““ بَلْ حَامِلُ الشِّرْكِ هَلَكْ
وَلَوْ فَقِهْتِ أُمَّتِي “““““““““““““ مَعَانِيَ التَّلْبِيَةِ
فِقْهاً عَلَيْهِ يَنْبَنِي “““““““““““ تَحَرُّكٌ لاَ يَنْثَنِي
لِلطَّاعَةِ الْمُطْلَقَةِ ““““““““““““ لِبَارِئِ الْخَلِيقَة
لَعَادتِ السِّيَادَةُ “““““““““““ وَالْمَجْدُ وَالْقِيَادَةُ
فِي كُلِّ هَذَا الْعَالَمِ ““““““““““ لِقَوْمِنَا الأَعَاظِمِ
“““““““““““““ الإِحْرَامُ ““““““““““““““““
وَالأَمْنُ والسَّلاَمُ “““““““““““ يَضْمَنُهُ الإحْرَامُ
فَظُفْرُنَا لاَ يُقْلَمُ “““““““““““ وَقَصُّ شَعْرٍ يَحْرُمُ
بَلْ يَخْطُرُ الصَّيْدُ فَلاَ ““““““““““““ يَخَافُ قَتْلاً مُسْجَلاَ
وَالطَّيْرُ لاَ يُنَفَّرُ ““““““““““ وَلاَ يُجَزُّ الشَّجَرُ
وَكُلُّنَا فَدْ أَشْفَقَا ““““““““““ مُحَاذِراً أَنْ يَفْسُقَا
أَوْ أَنْ يَكُونَ جَادَلاَ ““““““““““ ظُلْماً يُرِيدُ الْبَاطِلاَ
وَكُلُّ دَاعٍ يُوصِلُ “““““““““ إِلَى الْجِمَاعِ يُحْظَلُ(1)
فَالزَّوْجُ مَعْ زَوْجَتِهِ ““““““““““ مِثْلُ أَخٍ مَعْ أُخْتِهِ
كُلٌّ لَهُ مَا يَشْغَلُهْ ““““““““““ عَنْ ذَاكَ مِمَّا يَعْمَلُهْ
لِبَاسُنَا مُذَكِّرُ “““““““““ بِمَوْتِنَا إِذْ نُقْبَرُ
“““““““““““ الطَّوَافُ وَالسَّعْيُ ““““““““““
وَفِي الطَّوَافِ تَظْهَرُ “““““““““““““““ قِبْلَتُنَا فَنَنْظُرُ
وَتَلْتَقِي بِقَلْبِهَا ““““““““““ قُلُوبُنَا بِشَوْقِهَا(1)
نَذْكُر عِنْدَ الأَسْوَدِ ““““““““““ مَأْوَى الْمُطِيعِ الْمُهْتَدِي
ونَأمَلُ الْغُفْرَانَا ““““““““ وَالْفَوْزَ وَالْجِنَانَا
وَالْعَدْلَ فِي الأَحْكَامِ “““““““““““ مِنْ سَيِّدِ الأَنَامِ
تَرَى الْجُمُوعَ الْحَاشِدَهْ ““““““““““ ذَاهِبَةً وَعَائِدَهْ
كَحَلْقَةٍ مُفرَغَةِ ““““““““““ لَيْسَ بِهَا مِنْ ثُلْمَةِ
(1/15)
وَالأَلْسُنُ الطَّاهِرَةُ ““““““““““““ لِرَبِّهَا ذَاكِرَةُ
وَهَاهُنَا نَسْتَحْضِرُ “““““““““““ نَهْياً شَدِيداً يَحْظُرُ
طَوَافَ شَخْصٍ عَارِ ““““““““““““““ وَالْحَجَّ لِلْكُفَّار
لَكِنَّ مَا نَرَاهُ ““““““““ لاَ يَرْتَضِيهِ اللَّهُ
فَكَمْ تَرَى مِنْ عَابِدِ ““““““““““ يَخْشَى مِنَ الْمَصَائِدِ
عِنْدَ الْمَقَامِِ الطَّاهِرِ ““““““““““ وَأَعْظَمِ الْمَشَاعِرِ
فَحَافِظِي يَا أُمَّتِي ““““““““““““““ عَلَى مَقَامِ الْكَعْبَةِ
وَعَلِّمِي الطَّلِيعَهْ ““““““““““““ مَحَاسِنَ الشَّرِيعَهْ
وَبِالْعَصَا فَقَوِّمِي “““““““““““ كُلَّ عَنِيدٍٍ مُجْرِمِ
وَعِنْدَمَا يَنْقَطِعُ ““““““““““““ طَوَافُنَا نَنْدَفِعُ
إِلَى مَقَامِ جَدِّنَا ““““““““““ وَمَنْ بَحَجٍّ أَذَّنَا
بَعْدَ بِنَاءِ الْكَعْبَةِ ““““““““““““ مَعَ ابْنِهِ للأُمَّةِ
نَقُومُ بِالشُّكْرَانِ “““““““““““ لِرَبِّنَا الرَّحْمَانِ
وَالْوَصْفَةُ الطِّبِّيَّةُ ““““““““““““ مِنْ زَمْزَمٍ هَدِيَّةُ
دَوَاءَ كُلِّ دَاءِ “““““““““““ لِلْقَلْبِ وَالأَعْضَاءِ
فَلاَ تَكُنْ مُصَدِّقَا “““““““““““ مُشَكِّكاً تَزَنْدَقَا
فِي شُرْبِ مَاءِ زَمزَمِ “““““““““““““ فَذَاكَ ذُو قَلْبٍ عَمِ(1)
وَبَعْدَ ذَاكَ نَرْتَقِي “““““““““““ إِلَى الًصَفَا لِنَلْتَقِي
بِهَاجَرَ السَّاعِيَةِ ““““““““““““ بَاحِثَةً عَنْ جُرْعَةِ
تَسْقِي بِهَا ذَا الْحُرْقَةِ “““““““““““““ جَدِّ رَسُولِ الأُمَّةِ
فِي فِعْلِهَا قَدْ جُمِعَا “““““““““““““ سَعْيٌ حَثِيثٌ وَدُعَا
وَذَاكَ يَا إخْوَتَنَا ““““““““““ مَا جَاءَ فِي شِرْعَتِنَا
__________
(1) -في هذا إشارة إلى رد زعم تلوث ماء زمزم وانتشار الأمراض المعدية بسببه ، إثارة للشبه وتنفيرا للمسلمين من الثقة في نصوص سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ، ومزاولة شعائر دينهم التي وردت بها تلك السنة .
(1/16)
فَلْنَجْتَهِدْ فِي الْعَمَلِ ““““““““““““ مَعْ غَايَةِ التَّوَكُّلِ
وَلْنَذْكُرِ الَّذِي نَصَرْ ““““““““““““ عَلَى جَمِيعِ مَنْ كَفَرْ
نَبِيَّنَا حَتَّى غَدَا “““““““““ هُوَ الْمُطَاعَ السَّيِّدَا
هُنَا النِّظَامُ يَظْهَرُ “““““““““ وَفَضْلُهُ يُسَيْطِرُ
وَتُبْغَضُ الْفَوْضَى الَّتِي “““““““““““ بِهَا هَلاَكُ الأُمَّةِ
الْوُقُوفُ بِعَرَفَات
وَبِمُنَانَا نَنْزِلُ ““““““““ وَهْوَ النُّزُولُ الأَوَّلُ
كُلٌّ يُعِدُّ عُدَّتَهْ “““““““““““ لِكَيْ يَنَالَ بُغْيَتَهْ
فِي يَوْمِ الْمُسْتَقْبَلِ “““““““““““ يَوْمِ الْوُقُوفِ الأَكْمَلِ
يَوْمٌ بِهِ الدُّمُوعُ ““““““““““ تَذْرِفُهَا الْجُمُوعُ
ضَارِعَةً لِرَبِّهَا ““““““““ تَرْجُوهُ غَفْرَ ذَنْبِهَا
وَهْيَ بِذَاكَ تَذْكُرُ “““““““““ مَا يَحْتَوِيهِ الْمَحْشَرُ
إِذْ تَظْهَرُ الأَعْمَالُ ““““““““““ وَتَعْظُمُ الأَهْوَالُ
وَتَخْفِقُ الْقُلُوبُ ““““““““““ تَهُزُّهَا الْكُرُوبُ
وَكُلُّ مَنْ قَدْ وَقَفَا ““““““““““ يَذْكُرُ أَنَّ الْمُصْطَفَى
قَدْ أعْلَنَ الْمِنْهَاجَ فِي “““““““““““““ مَوْقِفِهِ الْمُشَرَّفِ
مُحَرِّماً أَمْوَالَنَا ““““““““““ وَعَاصِماً دِمَاءَنَا
وَبِالنِّسَاءِ مُوصِيَا “““““““““““ خَيْراً فَكُنْ مُهْتَدِيَا
وَدِينُنَا قَدْ أُكْمِلاَ ““““““““““ هُنَا بِنَصٍ أُنْزِلاَ
هُنَا اللُّغَاتُ تَخْتَلِطْ “““““““““““““ وَتَلْتَقِي وَتَنْخَرِطْ
فِي سِلْكِهَا الْمُوَحَّدِ ““““““““““““ نَحْوَ الإِلَهِ الصَّمَدِ
هُنَا اللِسَان يَنْطِقُ “““““““““ مُسَبِّحاً مَنْ يَخْلُقُ
يَلْهَجُ بِالشَّهَادةِ ““““““““““ وَالذِّكْرِ والتَّلْبِيَةِ
هُنَا الإِلَهُ يَغْفِرُ “““““““““ وَذَنْبَ عَبْدٍ يَسْتُرُ
هُنَا اللَّعِينُ يَصْغُرُ ““““““““““ لِلْقُرْبِ مِمَّن نَذْكُر
فَاغْتَنِمُوا يَا إِخْوَتِي “““““““““ وَقْتاً شَدِيدَ النُّدْرَةِ
(1/17)
قَدْ لاَ يَرَاهُ بَعْضُنَا “““““““““ بَعْدَ وُقُوفِ يَوْمِنَا
الدَّفْعُ إِلَى مُزْدَلِفَةِ
وَالشَّمْسُ حِينَ تَغْرُبُ “““““““ تَرَى الْجُمُوعَ تَذْهَبُ
قَاصِدَةً مُزْدَلِفَهْ “““““““““““ أَمْوَاجُهَا مُؤْتَلِفَهْ
مُعْنِقَةً فِي الْفَجْوَة “““““““““““ هَادِئَةً فِي الزَّحْمَةِ
وَهْيَ بِذَاكَ تَقْتَدِي “““““““““““ بِالْمُصْطَفَى وَتَهْتَدِي
أَيْنَ رِجَالُ الْقُوَّةِ “““““““““““““ مُرُورِهَا وَالنَّجْدَةِ
مِمَّنْ أَشَارَ فِي الْمَلاَ ““““““““““““““ بِيَدِهِ فَامْتُثِلاَ
ثُمَّ بِجَمْعٍ نَنْزِلُ “““““““““““ صَلاَتَنَا نُعَجِّلُ
وَعَاجِلاً نَنَامُ ““““““““““ لَيْسَ لَنَا قِيَامُ
لِلنَّصَبِ الَّذِي سَبَقْ “““““““““““ وَغَدُنَا يَوْمٌ أَشَقْ
وَبَعْدَ فَجْرٍ يَظْهَرُ “““““““““““ صَلاَتَنَا نُبَكِّرُ
وَالْكُلُّ مِنَّا خَاشِعُ ““““““““““““ إِلَى الإِلَهِ ضَارِعُ
مُمْتَثِلاً فِيمَا دَعَا “““““““““ أَمْراً بِهِ قَدْ صُدِعَا
أعمال يَوْمُ النَّحْرِ
وَدَفَعَتْ جُمُوعُنَا “““““““““““ عَائِدَةً إِلَى مِنَى
عَظِيمَةَ الأَفوَاجِ ““““““““ كَالْبَحْرِ ذِي الأَمْوَاجِ
وَكُلُّنَا مُهَلِّلُ “““““““““ مُكَبِّرٌ لا يَغْفُلُ
أَصْوَاتُنَا تَرْتَفِعُ ““““““““““ إِلَى الإِلَهِ تَضْرَعُ
نَسْأَلُه السَّلاَمَهْ “““““““““ وَالْفَوْزَ بِالْكَرَامَهْ
هُنَاكَ نَرْمِي كُلُّنَا ““““““““ كُبْرَى الْجِمَارِ فِي مِنَى
لِلامْتِثَالِ الْوَاجِبِ “““““““““ وَالاقْتِدَاءِ بِالنَّبِي
وَعِنْدَهَا نَسْتَحْضِرُ ““““““““““ بَيْعَةَ رَهْطٍ قَرَّرُوا
نَصْرَ الرَّسُولِ الْمُصْطَفَى “““““““““““ وَالْكُلُّ مِنْهُمْ قَدْ وَفَى
هُنَا يُصِيبُ النَّدَمُ “““““““““““ إِبْلِيسَ وَهْوَ الْمُجْرِمُ
فَهْوَ عَدُوُّ جَدِّنَا ““““““““““ وَلَمْ يَزَلْ عَدُوَّنَا
لَكِنَّنَا وَا أَسَفِي “““““““““““ نُرْضِيهِ بِالتّكَلُّفِ
(1/18)
كَالرَّمْيِ بِالنِّعَالِ ““““““““““ مِنْ قِبَلِ الْجُهَّالِ
وَبِالْحَصَا الْكِبَارِ “““““““““““ مُسَبِّبِ الأَضْرَارِ
هُنَا يَتُوقُ الْمُتَّقِي ““““““““““ إِلَى جِهَادِ مَنْ شَقِي
بِذِي الْجُمُوعِ الْكَاثِرَ “““““““““““““ وَهْيَ تَؤُمُّ الآخِرَهْ
لَكِنَّهُ يُحَوْقِلُ ““““““““ مُسْتَحْضِراً مَا يُنْقَلُ
عَنِ النَّبِيِّ فِي الْخَبَر “““““““““““ أَنَّا غُثَاءٌ فِي الْبَشَرْ
ثُمَّ يَزِيدُ شُكْرُنَا ““““““““““““ بِنَحْرِنَا لِهَدْيِنَا
هُنَا الْخَلِيلُ يُذْكَرُ “““““““““““ وَذِبْحُهُ الْمُصْطَبِرُ
فَلْنَقْتَدِ يَا عُلَمَا “““““““““ إِذَا ابْتُلِينَا بِهِمَا
وَبَعْدَ نَحْرٍ نَحْلِقُ ““““““““““““““ وَتَفَثاً نُفَارِقُ
ثُمَّ نَزُورُ بَيْتَنَا ““““““““ لِكَيْ يَتِمَّ حَجُّنَا
وَسُنَّةٌ تَرْتِيبُ مَا “““““““““““ مَضَى وَلَيْسَ لاَزِمَا
بِذَاكَ أَفْتَى الْمُصْطَفَى “““““““““““““ وَمَنْ يُضَيِّقْ خَالَفَا
ثُمَّ يَعُودُ جَمْعُنَا “““““““““““ لِيَسْتَقِرَّ فِي مِنَى
وَيُكْثِرُ الأَذْكَارَا “““““““““““ لِتُذْهِبَ الأَوْزَارَا
وَلِتَتِمَّ الْمِنَّهْ “““““““““ حَيْثُ الْجَزَاءُ الْجَنَّهْ
وَبَعْدَ ذَاكَ نَذْكُرُ ““““““““““““ إِلَهَنَا وَنُكْثِرُ
أِشَدَّ مِنْ آبَائِنَا “““““““““““ زِيَادةً فِي شُكْرِنَا
هَذَا وَخَيْرُ الْعَمَل ““““““““““““ أدْوَمُهُ عِنْدَ الْعَلِي
آثارُ مَنَاسِكِ الحج
فِي حَجِّنَا الأُخُوَّةُ ““““““““““““ تَظْهَرُ وَالْمَوَدَّةُ
وَيَلْتَقِي الإِخْوَانُ “““““““““ يَحْدُوهُمُ الإِيمَانُ
شِعَارُهُمْ تَحِيَّةُ ““““““““““ وَالذِّكْرُ وَالتَّلْبِيَةُ
وَتُبْحَثُ الْمَشَاكِلُ ““““““““““““ وَيَحْصُلُ التَّكافُلُ
لِذَا تَرَى عَدُوَّنَا “““““““““ فِي وَجَلٍ مِنْ جَمْعِنَا
لَكِنَّنَا لِجَهْلِنَا “““““““““ لَمْ نَسْتَفِدْ مِنْ حَجِّنَا
(1/19)
بَلْ قَدْ عَمِلْنَا عَمَلاَ “““““““““““““ مِنَ اللُّبَابِ قَدْ خَلاَ
لِذَا تَرَى التَّدَافُعَا “““““““““ وَالشَّتْمَ وَالتَّصَافُعَا
فِي رَمْيِنَا وسَعْيِنَا “““““““““““ بَلْ عِنْدَ رُكْنِ بَيْتِنَا
فَكَمْ مُسِنٍّ يُدفعُ ““““““““““““ مِنَ الْقَوِيِّ يُوجَعُ
بِدُونِ أَنَى رَحْمَةِ “““““““““““““ وَذَا دَلِيلُ الشِّقْوَةِ
بَلْ طَالِبُ الْغُفْرَانِ ““““““““““““ يَلْهَجُ بِاللِّسَانِ
يَدْعُو مَعَ الْمُعَلِّمِ “““““““““ يَا رَبَّنَا اغْفِرْ وارْحَمِ
وَيَدهُ تُؤْذِي البَشَرْ ““““““““““ لاَ سِيَمَا عِنْدَ الْحَجَرْ
هُنَا يَحَارُ النَّاظِرُ ““““““““““ وَتَفْحُشُ الْمَنَاظِرُ
رَبَّاهُ مَا ذَا الْمَنْظَرُ “““““““““““ هَلْ مَا نَرَاهُ بَشَرُ
أَمْ هُمْ وُحُوشٌ عَادِيَهْ “““““““““““““ عَلَى الْعِرَاكِ ضَاريَهْ
حُجَّاجَ بَيْتِ اللَّهِ ““““““““““ رِفْقاً بِحَلْقِ اللَّهِ
لِكَيْ تَنَالُوا جَنَّتَهْ “““““““““““ وَفَضْلَهُ وَرَحْمَتَهْ
وَأرشِدُوا يَا عُلَمَا “““““““““““ فَخَيْرُكُمْ مَنْ عَلَّمَا
وَاحْتَسِبُوا فَاللَّهُ لا ““““““““““““ يضيع قَطُّ عَمَلاَ
وَائْتَمِرُوا فِي حَجِّكُمْ “““““““““““ وَاتَّحِدُوا فِي نَهْجِكُمْ
وَادْعُوا إِلَى وَحْدَتِنَا “““““““““““““ وَاجْتَنِبُوا فُرقَتَنَا
وَلِصِرَاطِ اللَّهِ “““““““““ فَاهْدُوا عِبَادَ اللَّهِ
وَمَنْ بِهِ لَمْ يَكْتَف “““““““““““““ فَالْخَيْرُ عَنْهُ قَدْ نُفِي
وَإِنْ تُرِدْ أَنْ تَرْجِعَا “““““““““““““ فَبِالطَّوَافِ وَدِّعَا
وَكُنْ حَليفَ الطَّاعَةِ “““““““““““““““ مُجَانِبَ الْغِوَايَةِ
فَقَدْ قَطَعْتَ الْعَهْدَ يَا ““““““““““““““““ مُحِبَّنَا مُلَبِّيَا
وَخُلْفُ وَعْدٍ صِفَةُ ““““““““““““ مُنَافِقٍ لاَ يَثْبُتُ
زيارة المسجد النبوي
وَكَمْ مِنَ الزُّوَّارِ ““““““““““ لِمَسْجِدِ الْمُخْتَارِ
(1/20)
وَحُبُّهُمْ لِلْبَانِي “““““““““““ لَهُ عَظِيمُ الشَّانِي
يَأْتُونَ فِي الْمَوَاسِمِ “““““““““““““ لِلْفَوْزِ بِالْمَرَاحِم
وَالْجَهْلُ فِهِمْ سَارِي “““““““““““““ بِمَا أَرَادَ الْبَارِي
مِنِ اعْتِقَادٍ وَعَمَلْ ““““““““““ وَمِنْ سُلُوكٍ اكْتَمَلْ
وَهُمْ عَلَى اسْتِعْدَادِ “““““““““““ للأَخْذِ بِالإِرْشَادِ
مِنْ سَاكِنِي الْمَدِينَةِ “““““““““““ مَهْبِطِ وَحْيِ الْمِلَّة
وَطُرُقُ التَّعْلِيمِ “““““““““ فِي قُدْوَةِ الْحَكِيمِ
وَالأَمْرِ وَالنَّهْيِ بِمَا “““““““““““““ قُرِّرَ فِي بَابِهِمَا
فَمَا الَّذِي بِهِ وَفَى ““““““““““ أَهْلُ بِلاَدِ الْمُصْطَفَى
هَلْ فِيهِمُ تَجَسَّدَا “““““““““““ حَقّاً سُلُوكُ أَحْمَدَا
وَهَلْ تَرَاهُمْ أَرْشَدُوا ““““““““““““ ضُيُوفَهُمْ واجْتَهَدُوا
وَبَيَّنُوا لِلنَّاسِ مَا ““““““““““ وَجَبَ أَوْ مَا حُرِّمَا
وَهَلْ أَفَادُوا يَا تُرَى “““““““““““““ مِنْ غَزَوَاتٍ عِبَرَا
كَبَدْرٍ اْلنَّيِّرَةِ ““““““““““ وَأُحُدِ الشَّهِيرَة
وَالْمَوْقِفِ الْمَجِيدِ ““““““““““““ مِنْ غَادِرِي الْيَهُودِ
هَلْ قَامَ أهْلُ طَيْبَةِ “““““““““““““ بِهَذِهِ الْمُهِمَّةِ
لاَ شَكَّ أَنَّ الْبَلَدَا ““““““““““““ بِهَا دُعَاةٌ لِلْهُدَى
لَكِنْ جُمُوعُ الأُمَّةِ ““““““““““ تَبْغِي مَزِيدَ هِمَّةِ(1)
وَزُرْ أَخِي قَبْرَ النَّبِي “““““““““““““““ مُتَّصِفاً بِالأَدَبِ
لاَ تَرْفَعِ الصَّوْتَ وَلاَ “““““““““““““ تَزِيدُ شَيئاً حُظِلاَ
__________
(1) -العلماء في هذه البلاد يقومون بما يستطيعون القيام به من توجيه حجاج بيت الله “
“ ولكن كثرة الحجاج تستدعي المزيد من الاهتمام والمزيد من المرشدين ، كما أن ذلك يستدعي أيضا من سكان الحرمين الشريفين أن يكونوا قدوة حسنة في معاملتهم للحجاج ، سواء كان في السكن أو في السوق أو في غير ذلك ، اقتداء بالأنصار والمهاجرين .
(1/21)
وَزُرْ بَقِيعَ الْغَرْقَدِ ““““““““““““ وَالشُّهَدَا بِأُحُدِ
مُعْتَبِراً وَعَامِلاَ “““““““““ لاَ غَافِلاً وَمُهْمِلاَ
وَالسَّبْعَةُ الْمَسَاجِدُ “““““““““““ مُحْدَثَةٌ لاَ تُقْصَدُ
كَغَيْرِهَا إِلاَّ قُبَا ““““““““““““““ مِنْ طَيْبَةٍ قَدْ نُدِبَا
“““““““““ الحج والأقصى الأسير! ““““““““““““
بذلنا المال، وأعددنا العدة للسفر،وأحرمنا، ولبينا-والتلبية عهد على طاعة الله ورسوله-وطفنا وسعينا، وقمنا بكل مناسك الحج _ومنها ركنه الأعظم الوقوف بعرفات، وهانحن نؤدي اليوم ركن الحج العظيم-طواف الإفاضة- وزرنا مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعض المذكرة برجال الجهاد، كالبقيع، وأحد، والخندق.... فهل تذكرنا ذلك الأسير الذي يدنسه أبناء القردة والخنازير، وأبناء الصحابة والنابعين في الأرض المباركة، الذين يقذفهم اليهود بالقنابل والرشاشات والمدافع، والطائرات والدبابات، ويهدمون منازلهم ويخرجونهم منها في العراء، ويحاصرونهم في قطع من الأرض، حتى لا يقدر القريب أن يزور قريبه، ويمنعون عنهم وصول الغذاء والدواء والملبس والمشرب؟
هل تذكرنا قبلتنا الأولى، ومسرى نبينا صلى الله عليه وسلم ومعراجه؟ هل تذكرنا أن من أهم ثمرات حج بيت الله الحرام أن الله قد أذن للذين يقاتلهم أعداء الله بقتال الأعداء؟ هل تذكرنا أن من ثمرات الحج المبرور الدفاع عن المساجد والمعابد؟ هل تذكرنا أن الجبن عن دخول الأرض المقدسة لإخراج العدو منها، هو من صفات اليهود، وليس من صفات المسلمين؟!
هاهو الأقصى الحزين يذكرنا، إن لم نكن قد تذكرنا. فهل من سامع للتذكير، وهل من مجيب لمستغيث
وَهَاهُنَا الْقُدْسُ الْحَزِينْ ““““““““““““ يَشْكُو جَفَاءَ الْمُسْلِمينْ
مَجْمَعِ كُلِّ الرُّسُلِ ““““““““““ مَسْرَى الرَّسُولِ الأَكْمَلِ
قِبْلَتُنَا فِي التَّالِدِ ““““““““““ وَثَالِثُ الْمَسَاجِدِ
غَدَا أَسِيراً زَمَنَا ““““““““““ عِنْدَ الْيَهُودِ الْجُبَنَا
(1/22)
قَدْ أُحْرِقَتْ جَوَانِبُهْ ““““““““““““ وَصُدَّ عَنْهُ رَاغِبُهْ
كَمْ قَدَمٍ قَدْ دَنَّسَهْ ““““““““““““ لِفَاجِرٍ وَمُومِسَهْ
يَقُولُ فِي تَحَزُّنِ “““““““““““ أَيْنَ الَّذِي يُنْقِذُنِي
هَلْ مِنْ إِمَامٍ كَعُمَرْ “““““““““ أَوْ كَصَلاَحٍ الأَغَرْ(1)
وَأَيْنَ أَهْلُ الْحَجِّ “““““““““““ هَلْ أُسْقِطُوا لِلدَّرْجِ
فَأسْقَطُوا الْجِهَادَا “““““““““““ وَضَيَّعُوا الأَمْجَادَا
وَالإِذْنُ بِالْقِتَالِ “““““““““ فِي الْحَجِّ جَاءَ التَّالِي(2)
دَفْعاً عَنِ الْمَسَاجِدِ “““““““““““““““ وَسَائِر الْمَعَابِدِ
عَيْبٌ عَلَى مَنْ طَافَا ““““““““““““““ لِلَّهِ أَنْ يَخَافَا
مِنْ كَافِرٍ رِعْدِيدِ ““““““““““““ مِنْ زَمَنٍ بَعِيدِ
قَالَ لِمَن يَقُودُ ““““““““““ إِنَّا هُنَا قُعُودُ
مَا دَامَ هَذَا الْمُعْتَدِي ““““““““““““ مُسَيْطِراً فِي الْبَلَدِ
وَإِنَّنَا لَنْ نَلِجَا ““““““““““ إِلاَّ إِذَامَا خَرَجَا
فَقَاتِلَنْ وَرَبَّكَا ““““““““ إِذَا تَشَا عَدُوَّكَا
فَهَلْ غَدَوْنَا أَجْبَنَا ““““““““ مِنْ هَؤُلاَءِ الْجُبَنَا(3)
أَليْسَ فِي طِفْلِ الْحَجَرْ ““““““““““““ لِلْجُبَنَاءِ مُعْتَبَرْ
إِنِّي هُنَا أَنْتَظِرُ “““““““““ مُجَاهِداً يُحَرِّرُ
““““““““““““““““““““““““““““
(1) أي هل من زعيم مسلم ، مثل عمر بن الخطاب ، أول فاتح للقدس في التاريخ الإسلامي أو مثل صلاح الدين الذي حرر القدس من الصليبيين ؟!
(
(1/23)
2) في هذا البيت إشارة إلى آيات سورة الحج في قوله تعالى : ( وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت ) إلى قوله تعالى : { ولله عاقبة الأمور } الآيات : 26-41 من السورة المذكورة –أرجو من الإخوة القراء العودة إليها في المصحف الشريف- حيث جاء الإذن بالقتال - في قوله تعالى : { أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا } إلى آخر الآيات – بعد الآيات المتعلقة بالحج . ولعل من حكمة ذلك أن الحج من أعظم دوافع الجهاد في سبيل الله ، لما فيه من قوة الصلة بالله تعالى ، فلا يليق بمن طاف بالبيت الحرام أن يتأخر عن تحرير بيت الله في أرضه المباركة ( القدس ) وهو صنو الكعبة ، وبخاصة أن الآيات أشارت إلى حفظ بيوت العبادة ، سواء كانت مساجد المسلمين أو غيرها من كنائس النصارى وبيع اليهود .
(3)في هذه الأبيات إشارة إلى آيات سورة المائدة : 20 – 26 التي تضمنت موقف اليهود وجبنهم عن دخول بيت المقدس الذي وعدهم الله بدخوله وبالنصر على عدوهم فيه ، إذا قاتلوه مع نبيهم موسى صلى الله عليه وسلم ، فأبوا وقالوا له معلنين جبنهم : { اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون } وهاهي قد انطبقت حالهم تلك علينا نحن المسلمين اليوم ، حيث احتل اليهود الجبناء بيت المقدس ودنسوه ، وعاثوا في الأرض المباركة فسادا ، فلم يجدوا من المسلمين من ينصر المجاهدين الذين يسومهم اليهود سوء العذاب في أرض فلسطين المباركة !!!
الأسفار تظهر الخلق الأصيل ( 27)
وَلِرَفِيقِي فِي السَّفَرْ “““““““““““ مِنِّيَ بِشْرٌ يُنْتَظَرْ
وَالصَّبْر وَالإِيثَارُ ““““““““““ لاَ سِيَمَا الْكِبَارُ
وَالْغَيْظَ سَوْفَ أَكْظُمُ “““““““““““““ وَبِارْتِيَاحٍ أَخْدُمُ
وَالْخُلُقُ الأَصِيلُ فِي ““““““““““““ أَسْفَارِنَا لاَ يَخْتَفِي
لاَ سِيَمَا فِي الْحَجِّ أَو “““““““““““““ جِهَادِ كُفَّارٍ طَغَوا
وَسَلْ مِنَ اللَّهِ الأَجَلْ ““““““““““ تُقًى وَبِرًّا وَعَمَلْ “1”
(1/24)
بِه رِضَاهُ تَكْسِبُ ““““““““““ وَسُخْطَهُ تَجْتَنِبُ
فَفِي دُعَاءِ السَّفَرِ “““““““““““ وِقَايَةٌ مِنْ مُنْكَرِ
كَمَا بِهِ التَّحَصُّنُ “““““““““ مِنَ الأَذَى وَمَأْمَنُ
منْ حُزْنٍ اوْ كَآبةِ “““““““““““ أَوْ خَللٍ في الأُسرَة
فَاللهُ إِذْ يَصْحَبُنَا ““““““““““ يَخْلُفُنَا فِي أَهْلِنَا
“““““““““““““““““““““““““
“ 1 “ يشير الناظم في هذه الأبيات إلى حديث ابن عمر في دعاء السفر الذي رواه مسلم وغيره ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثا ثم قال سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وأنا إلى ربنا لمنقلبون اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل . وإذا رجع قالهن وزاد فيهن آيبون تأبون عابدون لربنا حامدون
الثقلاء
وَكُنْ خَفِيفَ الظِّلِّ لاَ “““““““““““““““ مُثَرْثِراً مُثَقِّلاَ
مِنْكَ الصَّدِيقُ يَجْفِل ““““““““““““““ إذَا رَآكَ تُقْبِلُ
وَتُقْفَلُ الأَبْوَابُ فِي ““““““““““ وَجْهِكَ حَتَّى تَخْتَفِي
الْكِتَابُ الثَّالِثُ
مِنْ
آدَابِ السُّلُوكِ
بر الوالدين
وَوَالِدَيَّ أُكْرِمُ “““““““““““حَقَّهُمَا أُقَدِّمُ
عَلَى الَّذِي أَهْوَاهُ ““““““““““ إِذَا ارْتَضَاهُ اللَّهُ
أُمِّي بِحَمْلِي أَثْقَلَتْ “““““ وَعِنْدَ وَضْعِي تَعِبَتْ
قَامَتْ عَلَيَّ فِي الصِّغَرْ “““““ وَضَرَرِي بِهِ تُضَرْ
وَدَائِماً بِي تَعْتَنِي “““““““ فِي مَلْبَسٍ وَمَسْكَنِ
وَمَأْكَلٍ مُنْسَجِمِ ““““““““ مَعْ حَالَتِي مُنْتَظِمِ
وَكُلُّ شَيْءٍ يُكْسَرُ ““““““““ يَكُونُ فِيهِ خَطَرُ
تَرْمِيهِ عَنِّي خَاشِيَهْ ““““““““ مِنْ ضَرَرٍ يَأْتِينِيَهْ
(1/25)
وَوَالِدِي بِي يُشْفِقُ ““““““““ وَهْوَ عَلَيَّ يُنْفِقُ
وَيَشْتَرِي الثِّيَابَا ““““““““ وَالْسَّيْفَ وَالْكِتَابَا
وَسَاعَةً وَقَلَمَا ““““““““““ وَلَمْ يَزَلْ مُكَرِّمَا
وَهْوَ الَّذِي غَذّانِي ““““““““ بِالْعِلْمِ والْعِرْفَانِ
كَمْ قُبْلَةٍ قَبَّلَنِي ““““““““““ وَغَالِباً يُفْرِحُنِي
وَضَرْبُهُ التَّأْدِيبِيَ ““““““““ يَرْمِي إِلَى تَهْذِيبِي
فَأَبْشِرِي وَالِدَتِي ““““““““ وَوَالِدِي بِطَاعَتِي
وَسَأَكُونُ خَادِمَا “““““““““ مُسَافِراً وَقَادِمَا
أَكْسُوكُمَا وَأُنْفِقُ “““““““““ وَبِكُمَا سَأُرْفِقُ
جَزَاءَ مَا قَدَّمْتُمَا ““““““““ فِي صِغَرٍ لاِبْنِكُمَا
وَمَنْ يَعُقَّ وَالِدَا ““““““““ كَانَ لَئِيماً حَائِدَا
الْمَدْرَسَة
بَعْدَ الصًّلاَةِ أُفْطِرُ ““““““ وَلِي نَشَاطٌ يُذْكَرُ
فَأَحْمِلُ الْحَقِيبَهْ ““““““““ وَهْيَ لَنَا حَبِيبَهْ
تُحْفَظُ فِيهَا الْكُتُبُ ““““““ وَبَعْدَ ذَاكَ أَذْهَبُ
مُتَّجِهاً لِلْمَدْرَسَهْ ““““““ وَنِعْمَتِ الْمُؤَسَّسَهْ
أَبْدأُ بِالتَّقْدِيرِ “““““““““““ سِيَادَةَ الْمُدِيرِ
أُهْدِي لِمَنْ أَمَامِي ““““““““ تَحِيَّةَ الإسْلاَمِ
بِدُونِ رَفْعٍ لِيَدِي ““““““““ فَلَيْسَ ذَا بِجَيِّدِ
لَوْ كَانَ مِنْ سُنَّتِنَا ““““““““ لَجَاءَ عَنْ نَبِيِّنَا
وَلِلْبَعِيدِ أَرْفَعُ ““““““““““ لأَنَّهُ لاَ يَسْمَع
وَبِهُدُوءٍ أَدْخُلُ ““““““ فَصْلِي و نِعْمَ الْمَوْئِلُ
أَصَافِحُ الإِخْوَانَا “““““““““ وَألْزَمُ الْمَكَانَا
مَنْتَظِراً أُسْتَاذِيَا ““““““““ وَلاَ أَكُونُ مُؤْذِيَا
أَحْتَمِلُ الزَّلاَّتِ ““““““““ وَأسْتُرُ الْعَوْرَاتِ
أُرْشِدُ ذَا الْخَطِيئَةِ “““““““ بِأَدَبٍ وَحِكْمَةِ
وَذَاكَ نُصْحٌ يُقْبَلُ “““““““ عِنْدَ لَبِيبٍ يَعْقِلُ
اللَّعِبُ الْمُفيدُ
نَحْنُ الشَّبَابَ نَلْعَبُ ““““““ يُعْجِبُنَا التَّدَرُّبُ
(1/26)
حَتَّى نُزِيلَ الْكَسَلاَ ““““““““ وسَأَماً وَمَللاَ
وَنَجْعَلُ الأجْسَامَا ““““““““ تُقَاوِمُ الأَسْقَامَا
لَكِنَّنَا لاَ نَقْتَرِفْ “““““ شَيئاً بِسُوءٍ قَدْ عُرِفْ
كَالْكَشْفِ لِلْعَوْرَاتِ “““““ وَالتَّرْكِ لِلصَّلاَتِ
وَنَحْنُ فِي اشْتِيَاقِ “““““““ لِلرَّمْي والسِّبَاقِ
وَهَكَذَا الْقِيَادةُ ““““““““ وَالْقَفْزُ وَالسِّبَاحةُ
وَقَصْدُنَا مِنَ الْقُوَى ““““ دَحْرُ عَدُوٍّ قَدْ غَوَى
لاَ أَنْ نُضِيفَ لِلْبقَرْ “““ عُجُولاً مِنْ بَنِي الْبَشَرْ
قُدْوَتُنَا نَبيُّنَا ““““““““““ صَلَّى عَلَيْهِ رَبُّنَا
الْعِلْمُ
الْعِلْمُ نُورٌ وَهُدَى “““““ كَمْ حَائِرٍ بِهِ اهْتَدَى
وَكَمْ وَضِيعٍ رَفَعَا “““““ فَصَارَ نَجْماً لاَ مِعَا
الْعِلْمُ نُورُ قَلْبِي “““““““““ بِهِ عَرَفْتُ رَبِّي
وَمَا عَلَيَّ أَوْ لِيَا “““““““ فِي عَاجِلِي وَدِينِيَا
فَلْنَجْتَهِدْ فِي الطَّلَبِ “““““ لِنَيْل خَيْرِ مَطْلَبِ
وَكُلُّ عِلْمٍ يَنْفَعُ ““““““““ فَنَحْنُ فِيهِ نَبْرَعُ
مِنَّا الْخَبِيرُ الصَّانِعْ ““““““ وَتَاجِرٌ وَالزَّارِعْ
كَذَا الطَّبِيبُ الْمَاهِرْ ““““ وَالْعَسْكَرِيُّ الْقَاهِرْ
وَالسَّائِسُ الْمُنَاضِلْ ““““ وَذُو الْقَضَاءِ الْعَادِلْ
حَتَّى يَصِيرَ شَعْبُنَا “““““““ شَعْبَ رُقِيٍّ وَبِنَا
وَذَا الَّذِي يَرْضَاهُ ““““““““ مِنَ الْعِبَادِ اللَّهُ
وَلاَ تَفُوزُ أُمَّةُ ““““““““ فِي جَهْلِهَا غَارِقَة
وَبِالْخُمُولِ وَالْكَسَلْ “““““““ وَالْجَهْلِ ذُقْنَا مَا حَصَل
مِنْ فُرْقَةٍ مُمِيتَةِ ““““““““““ وَفَقْدِنَا لِلْعِزَّةِ
حَتَّى غَدَا أَعْدَاؤُنَا “““““““ هُمْ أَوْلِيَاءَ أَمرُنَا
وَأَيُّ عِلْمٍ يُفْقَدُ “““““ وَهْوَ لَدَى مِنْ يَجْحَدُ
فَلْنَسْتَفِدْهُ مِنْهُمُ “““““““““ لِكَيْ نُعِدَّ لَهُمُ
عُدَّتَنَا الَّتِي أَمَرْ ““““““““ بِهَا الإِلَهُ الْمُقْتَدِرْ
(1/27)
وَيَأْسَفُ الأَبْنَاءُ “““““““““ أَنْ يَتْبَعَ الآبَاءُ
أَعْدَاءَنَا فِي الْمُنْكَرِ “““““““ لاَ نَافِعٍ لِلْبَشَرِ
لَمْ يَحْكُمُوا بِمَا نَزَل “““““ منْ رَبِّنَا عز وجل
بَلْ حَكَّمُوا الأَهْوَاءَ ““““““ وَقَلَّدُوا الأَعْدَاءَ
فِي الإِثْمِ وَالْفُجُورِ ““““““ وَغَدْرِهِمْ وَالزُّورِ
حَتَّى غَدَا شَبَابُنَا “““““““““ مُعَادِياً لِدِينِنَا
وَإِنَّنَا لَفِي وَجَلْ ““““““ مِنْ ذُلِّنَا بِمَا حَصَلْ
فَانْتَبِهُوا آبَاءنَا ““““““““ وَاسْعَوْا لِنَيْلِ عِزِّنَا
وانأَوْا عَنِ الْفَسَاد ““““““““ لِمَهْيَعِ الرَّشَادِ
يَا إخْوَتِي الًصُّلاَّحَا “““““ سَلُوا لَنَا النَّجَاحَا
العِنَايَة بِكِتَابِ اللَّهِ
إِلَى كِتَابِ رَبِّيَا ““““““““ يَحِنُّ دَوْماً قَلْبِيَا
أَتْلُوهُ بِاللِّسَانِ ““““““““ بِغَايَةِ الإِتْقَانِ
وَالْفَهْمِ وَالتَّدَبُّرِ ““““““““ وَخَشْيَةِ الْمُقْتَدِرِ
مُمْتَثِلاً أَوَامِرَهْ ““““““““ مًجْتَنِباً زَوَاجِرَهْ
وَكُلُّ مَا أَخْبَرَ بِهْ “““““““ فَصِدْقُهُ نَجْزِمُ بِهْ
أَحْكَامُهُ فِي الْقِمَّةِ “““““ فِي عَدْلِهِ وَالْحِكْمَةِ
وَلَيْسَ بِالْمَخْلُوقِ “““““ عِنْدَ أُولِي التَّحْقِيقِ
بِهِ تَحَدَّى اللَّهُ ““““““““ جَمِيعَ مَنْ سِوَاهُ
فَهْوَ الْقَضَاء الْفَاصِلْ “““““ وَمَا سِوَاهُ الْبَاطِلْ
وَلَوْ دَرَى شَبَابُنَا ““““““ مَا قَدْ حَوَى كِتَابُنَا
وَعَادَ مِنْهُ يَنْهَلُ “““““““““ وَبِهُدَاهُ يَعْمَلُ
لأَنْقَذَ الْخَلِيقَهْ ““““““““ وَقَدْ غَدَتْ غَرِيقَهْ
وَقَادَهَا بِرْفْقِ “““““““““ إِلَى سَنَامِ الْحَقِّ
يَا رَبِّ حَقِّقْ رَغْبَتِي “““““ فِي حِفْظِهِ بِسُرْعَةِ
وَاهْدِ إِلَى الْحُكْمِ بِهِ “““ مَنْ بَالَغُوا فِي حَرْبِهِ
العنايةِ بسنة رَسُولِ اللَّهِ
وَالسُّنَّةُ الصَّحِيحَهْ “““““ تَضَمَّنَتْ تَوْضِيحَهْ
(1/28)
فَالأَمْرُ بِالًصَّلاَةِ “““““““ أُجْمِلَ فِي الآيَاتِ
كَذَا زَكَاةُ الْمَالِ “““““““ وَغَالِبُ الأَعْمَالِ
بَلْ جَاءَ فِي سُنَّتِنَا ““““““ أَكثَرُ مَا فِي دِينِنَا
وَحُكْمُهَا فِي الْعَمَلِ ““““““ كَمِثْلِ حُكْمِ الْمُنْزَلِ
وَنَابِذُ الآحَادِ “““““““““ حَادَ عَنِ الرَّشَادِ
وَلَسْتُ بِالْمُتَّبِعِ ““““““““ لِكَاذِبٍ مُبْتَدِعِ
يُنْسَبُ لِلْقُرْآنِ ““““““““ بِالزُّورِ وَالْبُهْتَانِ
يَدْعُو لِنَبْذِ السُّنَّةِ ““““““ وَذاكَ جَحْدُ الْمِلَّةِ
وَالسِّيرَةُ الْمُطَهَّرَهْ ““““““ قُدْوَةُ كُلِّ الْبَرَرَهْ
لِذَا تَرَانَا نُقْبِلُ “““““““““ لِفَيْضِهَا وَنَنْهَلُ
وَالْكُلُّ مِنَّا يَقْتَدِي ““““ بِالْمُصْطَفَى وَيَهْتَدِي
الاِهْتِمَامُ بِذِكْرِ الله
وَلَمْ يَزَلْ لِسَانِيَا ““““““““ رَطْباً بِذِكْرِ رَبِّيَا
مُقْتَدِياً بِالْمُصْطَفَى ““““““ دُونَ غُلُوٍّ أَوْجَفَا
وَأَفْضَلُ الأَذْكَارِ ““““““““ للأَتْقِيَا الأَطْهَارِ
قَاعِدَةُ التَّوْحِيدِ ““““““““““ نَافِيَةُ التَّنْدِيدِ
عَنِ الإِلَهِ الْوَاحِدِ “““““ رَغْمَ الْعَنِيدِ الْجَاحِدِ
وَالاِخْتِصَارُ فِهَا “““““““ يَصْدُرُ مِنْ جَافِيهَا
وَإنْ يَكُنْ مُدَّعِيَا “““““ سُلُوكَ دَرْب الأَنبِيَا
وَغَيْرُهَا مِمَّا وَرَدْ ““““““ وَصَحَّ فَهْوَ مُعْتمَدْ
نُقَيِّدُ الْمُقَيَّدَا ““““““““ وَقْتاً وَوَصْفاً عَدَدَا
وَكُلُّ ذِي إِطْلاَقِ ““““““““ فَهْوَ عَلَيْهِ بَاقِ
وَلْنَكْتَفِ بِمَا شُرِعْ “““““ مَعَ اجْتِنَابِ مَا ابْتُدِعْ
كَذَا عَلَى نَبِيِّنَا ““““““““ نُكْثِرُ مِنْ صَلاَتِنَا
وَيَنْبَغِي أَنْ نُكْثِرَا ““““““ فِي ذِكْرِنَا التَّدَبُّرَا
مَعَ الْخُشُوعِ وَالأَدََبْ “““““““ لِنَرْتَقِي أَعْلَى الرُّتَبْ
وَذِكْرُنَا لِرَبِّنَا “““““““ فِيهِ حَيَاةُ قَلْبِنَا
الْجَلِيسُ الصَّالِحُ
(1/29)
أُلاَزِمُ الْكِتَابَا ““““““ أَعْنِي بِهِ مَا طَابَا
فَفِي الْكِتَابِ يُوجَدُ “““““ لِقَارئٍ مَا يُحْمَدُ
يَزِيدُ فِي ثَقَافَتِهْ ““““““““ وَفِي عُلُوِّ هِمَّتِهْ
وَفِي الذَّكَا وَالْحِكْمَةِ ““““““ وَصَبْرِهِ فِي الْمِحْنَةِ
لِلصِّلَةِ الْوَثِيقَةِ “““““““ بِصَالِحِي الْخَلِيقَةِ
فَهْوَ الْجَلِيسُ الصَّالِحُ ““““““ وَالْمُرْشِدُ الْمُصَارِحُ
لاَ يَعْرِفُ الْمُجَامَلَهْ “““““ وَلاَ خُضُوعَ الْسَّفَلَهْ
وَرَأْسُ كُلِّ الْكُتُبِ” “““““““ هُوَ الْقُرَانُ الْعَرَبِ
فَسُنَّةُ الرَّسُولِ ““““““““ شَارِحَةُ التَّنْزِيلِ
ثُمَّ يَلِيهَا الأَقْرَبُ ““““““ إلَيْهِمَا فَالأَقْرَبُ
وَالسَّبْقُ عِنْدَ الْعَاقِلِ ““““““ لِسِفْرِ حَبْرٍ عَامِلِ
يَكْشِفُ لِلْقُرَّاءِ “““““““ مَوَاطِنَ الأَدْوَاءِ
مُقَدِّماً لِلآسِي “““““““““ أَدْوِيَةً لِلنَّاسِ
مُنَبِّهاً لِلْعَالَمِ “““““““““ يُشِيرُ لِلْمَعَالِمِ
واصْحَبْ سَوِيًّا صَالِحَا “““““ يَمْنَحْكَ مِسْكًا فَائِحَا
وَإِنْ تُجَالِسْ فَاسِقَا ““““““““ نَافِخَ كِيرٍ مَارِقَا
تَنَل لَهِيباً مُحْرِقَا ““““““““ أَوْ مُنْتِناً مُسْتَنْشِقَا
الْمُعَلِّمُ
إِذَا أَتَى الْمُعَلِّمُ “““““““ فِي وَجْهِهِ أَبْتَسِمُ
أُبْدِي لَهُ احْتِرَامِي ““““““ أَهْلاً بِذِي الْمَقَامِ
وَبِدْعَةُ الْقِيَامِ “““““““ لَيْسَتْ مِنَ الإسْلاَمِ
لَوِ ارْتَضَاهَا الْمُصْطَفَى “““““““ مِنْ خَيْرِ مَنْ قَدْ سَلَفَا
لَقُمْتُ لِلْمُعَلِّمِ ““““““““ خِلاَلَ كُلِّ مَقْدَمِ
مُعَلِّمِ مِثْلُ أَبِي “““““““““ يُمِدُّنِي بِالأَدَبِ
مُقَوِّمٌ لِسَانِيَا ““““““““““ مُهَذِّبٌ أَخْلاَقِيَا
وَكُلُّ مَعْنًى يُشْكِلُ ““““““““ يَشْرَحُهُ فَيَسْهُلُ
يَرْبِطُ بَيْنَ دَرْسِنَا ““““““““ لِيَوْمِنَا وَأَمْسِنَا
إِلْقاؤُهُ غَرِيبُ “““““““““ أُسْلُوبُهُ عَجِيبُ
(1/30)
فَتَارَةً يَسْأَلُنَا “““““““““““ وَمَرَّةً يُخْبِرُنَا
يَخْتَارُ خَيْرَ الأَمْثِلَهْ “““““ عِنْدَ بَيَانِ الْمَسأَلَهْ
لَهُ نِكَاتٌ مُضْحِكَهْ ““““““ بِدَرْسِنَا مُشْتَبِكَهْ
يَجْعَلُ كُلَّ الزُّمَلاَ “““““ لاَ يَعْرِفُونَ الْمَللاَ
مُكْتَمِلُ الشَّخْصِيَّةِ ““““““ فِي لُبْسِهِ وَالْهَيْئَةِ
إِذَا أَتَى بِفَائِدَهْ “““““““ عَنِ الْكِتَابِ زَائِدَهْ
قَيَّدْتُهَا بِالْقَلَمِ “““““““““ لِلْحِفْظِ والتَّفَهُّمِ
وَلَسْتُ بِالْمُشْتَغِل “““““ عَنْ دَرْسِه الْمُفَضَّلِ
وَفِعْلُهُ لاَ يَخْتَلِفْ ““““ عَنْ قَوْلِهِ الَّذِي عُرِفْ
مِنْ أَجْلِ ذَاكَ نَقْتَدِي ““““““ بِفِعْلِهِ وَنَهْتَدِي
وَلَوْ بَدَا مُخَالِفَا “““““““ لَكَانَ شَخْصاً تَالِفَا
مَنْ فِعْلُهُ مَا وَافَقَا ““““““““ أَقْوَالَهُ قَدْ نَافَقَا
“““ “ أَخْذُ الْعلْمِ مِنْ أَهْلِهِ قَبْلَ فَوَاتِ الأَوَان”“““ “““
وَإِنْ وَجَدْتَ عَالِمَا “““““ فَعِلْمَهُ اطْلُبْ غَانِمَا
مُغْتَرِفاً مِنْ بَحْرِهِ “““““““ قَبْلَ انْتِهَاء عُمْرِهِ
فَالْعُلَمَاءُ فَقْدُهُمْ ““““““““ خَسَارَةٌ لِقَوْمِهِم
وكَمْ كَسُولٍ نَدِمَا ““““ إِذْ غَابَ ذُو عِلْمٍ سَمَا
وَكَانَ قَبْلَ ذَلكَا ““““““““ مُسَوِّفاً وَتَارِكَا
وَالْحِرْصُ مَأْمُورٌ بِهِ “““““ وَالنَّصُّ قَدْ جَاءَ بِهِ
وَالْبَعْضُ قَدْ يُخَلِّفُ “““““““ بَعْدَهُ مَا يؤَلِّفُ
وَذَاكَ لاَ شَكَّ بِهِ ““““““““ فَوَائِدٌ فَاعْنَ بِهِ
لَكِنَّ ذَاكَ قَاصِرُ ““““““““ عَنْ عَالِمٍ تُبَاشِرُ
وَالْعِلْمُ لاَ بُدَّ لَهُ “““““““““ مِنْ عَالِمٍ يَبْذُلُهُ
لِطَالِبٍ مُجْتَهِدَ ““““““““ عَلَى يَدَيْهِ يَهْتَدِي
يَلْتَزِمُ التَّوَاضُعَا ““““““““““ وَيَنْبُذُ التَّرَفُّعَا
أَمَا تَرَى جِبْرِيلاَ “““““““ قَدْ حَمَلَ التَّنْزِيلاَ
مُعَلِّماً لِلْمُصْطَفَى ““““““““ مِنْ رَبِّهِ مُكَلَّفَا
(1/31)
وَصَحْبُهُ قَدْ حَازُوا ““““““““ عُلُومَهُ فَفَازُوا
وَهَؤُلاَءِ عَلَّمُّوا ““““““ مَنْ جَاءَ مِنْ بَعْدِهُمُ
عَلَى أُصُولٍ سَامِيَهْ “““““ مِثْلَ الْجِبَالِ الرَّاسِيَهْ
فَحَقَّقُوا لِلأُمَّةِ “““““““““ كُلَّ مَعَانِي الْعِزَّةِ
وَلَمْ تَزَلْ آثَارُهُمْ ““““““““ رَافِعَةً أَقْدَارَهُمْ
وَمَا أَضَلَّ الْفِرَقَا ““““““““ وَسَبَّبَ التَّزَنْدُقَا
فِي كُلِّ عَصْرٍ غَابِرِ ““““ وَفِي الزَّمَانِ الْحَاضِرِ
إِلاَّ السُّلُوكُ الشَّارِدْ “““““ عَنِ السَّبِيلِ القَاصِدْ
ثُمَّ أَتَتْ أَزْمَانُ “““““““““ خَفَّ بِهَا الإِيمَانُ
وَقَلَّ فِيهَا الْعُلَمَا ““““““““ وَالْعُقَلاَ وَالْحُكَما
وَصَارَ فِيهَا الْجَهَلَه “““““““ بَيْنَ الْمَلاَ مُبَجَّلَهْ
وَنَبَتَتْ شَرَاذِمُ ““““““““““ سِيمَاهُمُ التَّعَالُمُ
شُيُوخُهُمْ دَفَاتِرُ ““““““““ صَمَّا وَفَهْمٌ قَاصِرُ
لِذَا أَسَاؤُوا الأَدَبَا ““““““““ وَجَهْلُهُمْ تَرَكَّبَا
حَتىَّ إِذَا مَا ذُكِرَا ““““““““ إِمامُ عِلْمٍ غَبَرَا
مِثْلُ إِمَامِ الدَّارِ (1) “ ““““““ وَرَكْبِهِ الأَبْرَارِ
قَالُوا -وَهُمْ أَذْيَالُ ““““““ نَحْنُ وَهُمْ رِجَالُ
وَخَبَطُوا فِي الْفَتْوَى ““““ لِلنَّاسِ خَبْطَ عَشْوَى
وَأَصْبَحَ التَّكْفِيرُ ““““““““““ لَدَيْهُمُ يَسِيرُ
رَمَوْا ذَوِي الْجِهَادِ ““““““““ بِأَلْسُنٍ حِدَادِ
وَقَدْ تَرَى الْخَوَارِجَا “““““ أَعْدَلَ مِنْهُمْ مَنْهَجَا
لِذَا تَرَى الشَّبَابَا ““““““ يَضْطَرِبُ اضْطِرَابَا
“““““““““““““““““““““““““““
(1) أي إمام دار الهجرة ، وهو الإمام مالك رحمه الله ، وركبه هم أئمة العلم من المفسرين والمحدثين والفقهاء .
وَاجِبُ الْعُلَمَاء
يَا عُلَمَاءَ الأُمَّهْ ““““““““ شَبَابُكُمْ فِي ظُلْمهْ
قَدْ حَادَ عَنْ إِسْلاَمِهْ ““““““ وَغَاصَ فِي آثَامِهْ
وَصَارَ جُلُّ هِمَّتِهْ ““““““““ إِشْبَاعَهُ لِشَهْوَتِهْ
(1/32)
وَقَادهُ الأَعَادِي ““““““““ لِلْكُفْرِ وَالْفسَادِ
فَفَقَدَ الشَّخْصِيَّهْ ““““““““ وَالنُّبْلَ وَالْحَمِيَّهْ
حَتَّى غَدَا مُنَاصِرَا “““““““ لِمَنْ بِكُفْرٍ جَاهَرَا
وَأنْتُمُ فِي غَفْلَةِ “““““““““ يَا عُلَمَاءَ الأُمَّةِ
فَمَالَكُمْ لَمْ تَنْهَضُوا “““““ وَكَسَلاً لَمْ تَرْفُضُوا
مَنْ غَيْرُكُمْ لِلْجِيلِ ““““““““ يَهْدِيهِ لِلسَّبِيلِ
أَلَيْسَ فِي الْقُرآنِ “““““““ وَالسُّنَنِ الْحِسَانِ
قَدْ جَاءَنَا وَعِيدُ ““““““““““ مُغَلَّظٌ شَدِيدُ
لِكُلِّ ذِي كِتْمَانِ “““““““““ وَتَارِكِ الْبَيَانِ
فَانتَبِهُوا يَا عُلَمَا ““““““““ لِخَطَرٍ قَدْ دَهَمَا
وَكُلُّ مَا لاَ يَحْسُنُ “““““““ فَلِلشَّبَابِ بَيِّنُوا
فِي مَنْزِلٍ وَمَسْجِدِ “““““““ وَمَصْنَعٍ وَمَعْهَدِ
وَمَكْتَبٍ وَنَادِ “““““““““““ لِحَاضِرٍ وَبَادِ
كَذَاكَ كَانَ الْمُصْطَفَى ““““““““ قُدْوةُ كُلِّ مَنْ قَفَا
لا تكونوا مطايا للظلمة
يَا عَالِماً قَدْ خَضَعَا ““““““““ لِظَالِمٍ تَطَوُّعًا
فَصَارَ جِسْراً يَعْبُرُ ““““““ عَلَيْهِ قَوْمٌ فَجَرُوا
يُحِلُّ فِي فَتْوَاهُ ““““““““ مَا اللَّهُ لاَ يَرْضَاهُ
فِي الْمَالِ وَالدِّمَاءِ “““““““ وَسَائِرِ الأَشْيَاءِ
تَرَاهُ دَوْماً مُسْرِعاً “““““ إِلَى الطُّغَاةٍ خَاضِعَا
مُتَّبِعاً أهْوَاءَهُم ““““““““ وَطَالباً عَطَاءَهِم
مُحَلِّلاً في اللاَّحِقِ “““ مَحْظُورَهُ فِي السَّابِقِ
خَفِ الإِلَهَ الْمُنْتَقِمْ ““““ مِنْ ظَالِمٍ لِمَنْ ظُلِمْ
وَلاَ تَكُنْ مُقْتَدِيَا “““““ بِالْخَاسِرِينَ الأَشْقِيَا
أَعْنِي الَّذِينَ حَرَّفُوا ““““ كِتَابَهُمْ واعْتَسَفُوا
بَلِ اقْتَدِ بِالْكُمَّلِ ““““ كَصَحْبِ خَيْرِ الرُّسُلِ
وَغَيْرِهِمْ مِنَ السَّلَفْ ““““““ مِمَّنْ عَلَى الْحَقِّ وَقَفْ
وَلَمْ يُبَالِ بِالأَذَى ““““““ بَلْ كَانَ خَيْرَ مُحْتَذَى
(1/33)
مِثْلَ الإِمَامِ الأَعْدَلِ “““““““ أَعْنِي بِهِ ابْنَ حَنْبَلِ
وَكُلَّ عَصْرٍ قَدَّمَا ““““““ فِيهِ الدِّمَاءَ الْعُلَمَا
تَحَدِّياً لِلْكَافِر “““““““““ وَقُدْوَةً لِلسَّائِرِ
وَالْفَوْزَ بِالسَّعَادةِ ““““““ وَالنَّصْرِ وَالشَّهَادةِ
وَلاِبْنِ عَبْدِ الْبَرِّ ““““““ وَلِلْعِرَاقِي الْبَدْرِي
سِفْرَانِ قَدْ تَضَمَّنَا “““““ فِي الْبَابِ مَا يُهِمُّنَا
وَفِي ظِلاَلِ الْوَحْيِ مَا “““““““ يَكْفِي الَّذِي قَدْ أَحْجَمَا
حُبُّ السَّلَفِ الصَّالِحِ
وَحُبُّ صَحْبِ الْهَادِي ““““““““ منْ أَعْظَمِ الرَّشَادِ
وَبُغْضُهُمْ نِفَاقُ “““““““““ يُكِنُّهُ الْفُسَّاقُ
أَلَيْسَ للأَصْحَابِ مَا “““““““ يَدْعُوكَ أَنْ تَحْتَرِمَا
وَأَنْ تَكُونَ بِهِمُ ““““““““ بَرّاً مُحِبًّا لَهُمُ
حَمَوا رَسُولَ اللَهِ “““““ وَجَاهَدُوا فِي اللَّهِ
بِالْمَالِ وَالْوَجَاهَةِ ““““““ وَالأَنْفُسِ الْغَالِيَةِ
وَهَجَرُوا الأَوْطَانَا ““““““ لِيَنْصُرُوا الإِيمَانَا
وَكَان لِلأَنْصَارِ مَا “““““ بِهِ الْكِتَابُ أَعْلَمَا
سَمَتْ نُفُوسُ الْكُلِّ ““““ لِسَبْقِهِم فِي الْفَضْلِ
مِنْ كَرَمٍ وَنَخْوَةِ ““““““““ وَهِمَّةٍ عَظِيمَةِ
وَمَا جَرَى بَيْنَهُمُ “““““““ فَلاِجْتِهَادٍ مِنْهُمُ
الْخَوْضُ فِيهِ جُرْمُ ““““““““ وَسَفَهٌ وَظُلْمُ
وَالآلُ أَوْصَى بِهِمُ ““““““““ أُمَتَهُ جَدُّهُمُ
فَهُمْ لَنَا أَحِبَّةُ “““““““““ وَبُغْضُهُمْ مَظْلَمَةُ
وَاحْذَرْ مِنَ الرَّوَافِضِ ““““““ أَئِمَّةِ التّنَاقُضِ
قَوْمٌ أحَبُّوا الْفِتَنَا “““““““ وَحَاوَلُوا إِضْلاَلَنَا
وَحَرَّفُوا الْكِتَابَا “““““““ وَكَفَّرُوا الأَصْحَابَا
وَلِلرَّسُولِ نَسَبُوا “““““ مَا لَمْ يَقُلْ بَلْ كَذَبُوا
وَكُتْبُهُمْ كَثِيرَةُ ““““““““ بِمَا مَضَى شَهِيرَةُ
كَمَنْهَجِ الْكَرَامَهْ ““““““ بَلْ بُؤْرَةِ النَّدَامهْ(1)
(1/34)
فَعُدْ إِلَيْهِ لِتَرَى “““““““ مَا عِنْدَهُمْ مِنِ افْترَا
وَلِلإِمَامِ الْبَارِعْ “““““““ مِنْهَاجُهُ الْمُقَارِعْ (1)
كَذَا كِتَابُ الْكَافِي “““ ذِي الظُّلْمِ والإجحَافِ
وَدَعْوَةُ التَّقَارُبِ “““““ مِنْ أَعْجَبِ الأَعَاجِب
فَالْخُلْفُ فِي الأُصُول لاَ “““““““““ يَمْنَحُنَا التَّسَاهُلاَ
وَالْعَمَلُ السِّيَاسِي “““““““ لَيْسَ بِهِ مِنْ بَاسِ
إِنْ كَانَ فِي التَّحَالُفِ “““““““ مَصْلَحَةٌ لاَ تَخْتَفِي
وَكُلُّ مَنْ سَار عَلَى “““““ نَهْجِ الصَّحَابِ الْفُضَلاَ
لاَ سِيَمَا الأَئِمَّهْ ““““““““ رُوَّادَ هَذِي الأُمَّهْ
فِي الْعِلْمِ وَالْجِهَادِ ““““““““ وَدَعْوةِ الْعِبَادِ
رَضِيَ عَنْهُم رَبُّهُمْ “““ فَرْضٌ (2) عَلَيْنَا حُبُّهُمْ
وَالطَّعْنُ فِيهِمْ مُنْكَرُ “““““““ مِنَ السَّفِيهِ يَصْدُرُ
لَكِنَّنَا لاَ نُلْزَمُ ““““““““““ بِكُلِّ رَأْيٍ لَهُمُ
لأَنَّ ذَاكَ لاَ يَتِمْ “““““““ إِلاَّ لِمُخْتَارٍ عُصِمْ
وَأيُّ خُلْفٍ بَيْنَنَا ““““““““ رُدَّ لِشَرْعِ دِينِنَا
=============
“1” المقصود بالإمام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، وكتابه المشار إليه هو منهاج السنة
الذي لم يبق للرافضة شبهة إلا كشفها ، ولا مفسدة إلا دحضها وعراها ، ورد عليها ردا مفحما مقنعا لمن يريد الحق ، كما بين مقابل ذلك مذهب أهل السنة في كل مسألة مدعما ذلك بالأدلة النقلية والعقلية . والكتاب الذي رد عليه ابن تيمية سماه مؤلفه ( منهاج الكرامة ) وسماه ابن تيمية ( منهاج الندامة ) .
(2) خبر للمبتدأ “ كل “ قوله : “ وكل من سار ... “
حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ
سِتٌّ لِكُلِّ مُسْلِمِ ““““““““ إِنْ تَلْقَهُ فَسَلِّمِ
وَإِنْ دَعَاكَ فَأَجِبْ “““ وَابْذُلْ لَهُ نُصْحَ الْمُحِب
وَعَاطِساً إِنْ حَمِدَا ““““ شَمِّتْ وَذَا ضُرٍّ عُدَا
وَعِنْدَ مَوْتٍ فَاتْبَعَا ““““““““ جَنَازَةً مُشَيِّعَا
الصِّدْقُ وَالْوفَاء
(1/35)
نَحْنُ الشَّبَابَ نَصْدُقُ “““““““““““ وَوَعْدَنَا نُحَقِّقُ
وَالْكِذْبُ عَيْبٌ عِنْدَنَا ““““““““ كَذَاكَ خُلْفُ وَعْدِنَا
وَالشَّكُّ فِي ذِي الْكَذِبِ “““““““““ أَصْلٌ وَلَوْ لَمْ يَكْذِبِ
وَقَدْ سَمِعْتُ مِنْ أَبِي “““““““““ مَعْنَى حَدِيثٍ لِلنَّبِي
الصِّدْقُ لِلْبِرِّ هَدَى ““““““““““ فِي جَنَّةٍ قَدْ خَلَّدَا
وَالْمَيْنُ يَهْدِي مَنْ كَذَبْ “““““““““““““ إِلَى فُجُورٍ يُجْتَنَبْ
وَذَا إِلَى النَّارِ هَدَا ““““““““““ وَالنَّارُ مَأْوَى لِلرَّدَى
فَكَيْفَ بَعْدَ مَا ذُكِرْ ““““““““““““ نَتْرُكُ وَصْفاً هُوَ بِرْ
وَنَعْمَلُ الْفُجُورَ “““““““““ أَلَيْسَ بِنَا جَدِيرَا؟
الرِّفْقً واللين
وَمَنْ يُرِدْ تَوْفٍيقَا “““““““““ فَلاَ يَزَل رَفِيقَا
وَكُلُّ أَمْرٍ يُقْرَنُ “““““““ بِالرِّفْقِ فَهْوَ حَسَنُ
يُعْطِي عَلَيْهِ اللَّهُ ““““““““ مَا لَمْ يَنَلْ سِوَاهُ
بِخَادِمٍ تَرَفَّقِ “““““““ عَلَى الضَّعِيفِ أَشْفِقِِ
وَاجْتَنَبِِ التَّكَبُّرَا ““““““ وَصْفَ شَقِيٍّ كَفَرَا
وَالرِّفْقُ فِي الأُمُورِ لاَ “““ يَمْنَعُ حَزْماً مُسْجَلاَ
وَمَنْ يُحَارِبْ دِينَنَا ““““““ فَاغْلُظْ عَلَيْهِ عَلَنَا
حَتَّى يَصِيرَ صَاغِرَا “““““““ وَدِينُنَا مُسَيْطِرَا
الشَّجَاعَةُ
أَنَا الشُّجَاعُ الرَّادِعْ “““““““ مَنْ أُمَّتِي يُخَادِعْ
أَنَا الشُّجَاعُ الْمُنْتَصِرْ “““““ عَلَى عَدُوِّي الْمُنْدَحِرْ
نَحْنُ أُبَاةَ الضَّيْمِ “““““““ لاَ نَنْحَنِي لِلظُّلْمِ
وَنُبْرِزُ الشَّجَاعَهْ “““““““ فِيمَا يَكُونُ طَاعهْ
لاَ نَعْتَدِي عَلَى أَحَدْ ““““““ فِي خَارِجٍ أَوْ فِي الْبَلَدْ
لأَنَّ كُلَّ مُعْتَدِ ““““““““ لِنَصْرِهِ لاَ يَهْتَدِي
لَسْنَا بِهَا نُفَاخِرُ “““““““ لَكِنْ ظَلُوماً نَأطِرُ
يَا أَيُّهَا الشبَّانُ “““““““““ جَمِيعُنَا شُجْعَانُ
وَنَكْرَهُ الْجَبَانَا ““““““““ مِنْ أَيِّ قَوْمٍ كَانَا
(1/36)
وَلاَ نُوَالِي الْكَافِرَا ““““““ مُرَاوِغاً أَوْ ظَاهِرَا
وَلَسْتُ بِالْمُحَايِدْ “““““““ بَلْ إِنَّنِي مُجَاهِدْ
مُقَاتِلٌ مَنْ كَفَرَا “““““““ حَتَّى أَنَالَ الظَّفَرَا
وَغَايَتِي يَا قَوْمِيَا ““““““““ إِعْلاَءُ دِينِ رَبِّيَا
وَلَمْ أُرِدْ إِطْرَائِي “““““““ وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِي
الْكَرَمُ وَالْبُخْلُ
لاَ خَيْرَ فِي بَخِيلِ ““““““ أَوْ مُسْرِفٍ جَهُولِ
وَالْوَسَطُ الْمَحْمُودُ ““““ وَمِنْ صِفَاتِي الْجُودُ
أُخْرِجُ مَا فِي مَالِي “““““ أَوْجَبَ ذُو الْجَلاَلِ
مُزَكِّياً أَوْ مُنْفِقَا “““““““““ وَأُكْثِرُ التَّصَدُّقَا
مُحْتَسِباً مُبْتَغِيَا “““““““ خَيْرَ الْجَزَا مِنْ رَبِّيَا
وَهْوَ لِمُعْطٍ مُخْلِفُ “““““““ وَلِبَخِيلٍ مُتْلِفُ
وَكَمْ غَنِيٍّ صَرَفَا ““““““““ أَمْوَالَهُ فَأَسْرَفَا
فِي الإِثْمِ وَالْفُجُورِ ““““““ كَشَارِبِي الْخُمُور
وَحَرَمُوا الْفَقِيراَ “““““““““ وَأَنْفَقُوا تَقْتِيرَا
الظُّلْمُ وَالْعَدْلُ ( 42 )
وَالظُّلْمَ رَبِّي حَرَّمَا “““““““ فَلاَ أَكُونُ ظَالِمَا
لِمُسْلِمٍ أَوْ كَافِرِ “““““““ خَوْفَ الإِلَهِ الْقَاهِرِ
فِي عِرْضِهِ أَوِ الدَّمِ “““““““ أَوْ مَالِهِ الْمُحَرَّمِ
وَالظُّلْمُ لاَ يُحِبُّهُ “““““““““ إِلاَّ خَبِيثٌ قَلْبُهُ
لأَنَّهُ عُدْوَانُ “““““““““ يَدْعُو لَهُ الشَّيْطَانُ
فَابْتَعِدُوا إِخْوَانِي “““““““ عَنْهُ مَدَى الأَزْمَانِ
واسْتَمْسِكُوا بِالْعَدْلِ ““““““ فَفِيهِ كُلُّ الْفَضْلِ
فِي الْقَوْلِ والْمُعْتَقَدِ ““““““ وَالْعَمَلِ الْمُعْتَمَدِ
تَحْريمُ دَمِ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ
وَقَتْلَ أَيِّ مُسْلِمِ “““““““ بِالنَّصِّ دَوْماً حَرِّمِ
إِلاَّ الَّذِي قَدْ أَحْصَنَا ““““““ وَبَعْدَ ذَاكَ قَدْ زَنَا
وَقَاتِلَ النَّفْسِ الَّتِي “““ فِي الشَّرْعِ ذَاتُ عِصْمَةِ
وَتَارِكاً لِلْمِلَّةِ ““““““““““ مُفَارِقَ الْجَمَاعَةِ
(1/37)
““““““حق الْجارُ ( 43 )”“““““““““““
وَأَنْتًمُ جِيرَانِي “““““““““ يَنَالُكُمْ إحْسَانِي
إِكْرَامُكُمْ مِنْ خُلُقِي ““““““““ وَضُرَّكُمْ سَأَتَّقِي
وَأَبْشِرُوا بِخِدْمَتِي “““““““ لَكُمْ بِكُلِّ سُرْعَةِ
وَمَا عَلَيْكُمْ أَبْخَلُ ““““““““ بِأَيِّ خَيْرٍ يُبْذَلُ
جَمِيلَكُمْ سَأنْشُرُ ““““““““ وَمَا عَدَاهُ أسْتُرُ
أَوصَى بِكُمْ جِبْرِيلُ “““““““ وَبَلَّغَ الرَّسُولُ
وَكُلُّنَا قَدْ أَذْعَنَا ““““““““ لِذَاكَ يَا جِيرَانَنَا
““““““““““““ الضَّيْفُ “““““““““““
وَبَيْتُنَا لِضَيْفِنَا ““““““““““ كَبَيْتِهِ فَانْزِلْ بِنَا
تَرَ الْوُجُوهَ تَحْتَفِي ““““““ بِضَيْفِهَا الْمُشَرَّفِ
وَالضَّيْفُ بَيْنَ قَوْمِنَا “““““ كَالْفَرْدِ مِنْ أفْرَادِنَا
لاَ تَعْتَرِيهِ كُرْبَهْ “““““““““ وَلاَ يُحِسُّ غُرْبَهْ
وَلاَ يَرَى سَآمَهْ ““““““““ مَهْمَا يُطِلْ مَقَامهْ
قِرَى الضُّيُوفِ طَبْعُنَا ““““““ حَثَّ عَلَيْهِ دِينُنَا
وَالطَبْعُ والدِّينُ إِذَا “““““““ يَجْتِمِعَانِ حَبَّذَا
وَبِئْسَ طَبْعُ الْغرْبِي ““““““ لاَ سِيَمَا الأُورُبِّي
فَضيْفُهم لاَ يُكْرَم ““““““ وَإن يجُعْ لاَ يُطْعَمُ
وَيَكْثُرُ اكْتئَابُنَا ““““““““ عِنْدَ رَحِيلِ ضَيْفِنَا
تَرَى الصَّغِيرَ بَاكِيَا ““““““ وَمَنْ سِوَاهُ دَاعِيَا
يَا رَبِّ وَفِّقْ ضَيْفَنَا ““““““ ألاَّ يُطِيلَ هَجْرَنَا
فِطْرَةٌ وَقُدْوَةٌ
وَلِحْيَتِي الْمُوَقَّرَهْ ““““““ فِي السُّنَّةِ الْمُطَهَّرَهْ
لَسْتُ لَهَا بِحَالِقِي ““““““ مُسْتَحِياً مِنْ خَالِقِ
لأَنَّهَا مِنْ فِطْرَتِي ““““““““ وَمِنْ شِعَارِ مِلَّتِي
وَالأَصْلُ أَنَّ حَلْقَهَا “““ لِلْمُشْرِكِينَ السَّفَهَا (1)
وَتَرْكُهَا رُجُولَةُ ““““““““““ وَحَلْقُهَا أُنُوثََةُ
وَمِنْ عَجِيبِ الْمُنْكَرِ ““““““““ أَنَّ النِّظَامَ الْعَسْكَرِي
(1/38)
فِي غَالِبِ الْبَسِيطَةِ ““““““ يُوجِبُ حَلْقَ اللِّحْيَةِ
وَالفرْضُ فِي الْجُنُودِ ““““““““ خُشُونَةُ الأُسُودِ
لاَ رِقَّةُ الأَرَانِبِ “““““““ وََالنِّسْوَةِ الْكَوَعِبِ
وَالأَمْرُ بِالإعْفَاءِ ““““““““ صَحَّ بِلاَ امْتِرَاءِ
وَهْوَ إِذَامَا أُطْلِقَا ““““““““ وُجُوبُهُ تَحَقَّقَا
كَذَا عَنِ التَشَبُّهِ “““““ بِالْمُشْرِكِينَ قَدْ نُهِي
وَالنَّهْيُ لِلتَّحْرِيمِ ““““““ فِي شِرْعَةِ الْحَكِيمِ
وَالْمَرءُ مَعْ مُحِبِّهِ “““““““ وَأُنْسُهُ فِي قُرْبِهِ
فَهَلْ يَكُونُ الاِقْتِدَا ““““ بِالْمُصْطَفَى أَمْ بِالْعِدَا
وَهَاهُنَا يَجْدُرُ بِي ““““““ ذِكْرُ مِثَالٍ مَرَّ بِي
أَلْقَاهُ بَعْضُ الْفُضَلاَ ““““““ لِلَفْتِ أَنْظَارَ الْمَلاَ
قَالَ احْصُرُوا الْجَرَائِم ““““““ فِي السِّجْنِ وَالْمَحَاكِمْ
أَغَالِبُ الْعُصَاةِ ““““““““““ وَأَكْثَرُ الْجُنَاةِ
ذَوُو لِحىً مُوَفَّرَهْ ““““““ أَمْ حَالِقُونَ مَكَرَهْ
هَذَا هُوَ الْمِثَالُ “““““““““ فَلْيَفْهَمِ الْعُقَّالُ
فَلاَ تُطِعْ مُنَافِقَا “““““““ أَوْ كَافِراً أَوْ فَاسِقَا
يَرْمِيكَ بِالْغَبَاءِ ““““““““““ بِسَبَبِ الإِعفَاءِ
فَقَدْ كَفَاكَ الْمُصْطَفَى “““““““““ وَالْعُلَمَا والْخُلَفَا
وَاذْمُمْ ذَوِي التَّنَافُسِ ““““““““ فِي بِدْعَةِ الْخَنَافِسِ
=================
( 1 ) -يشير الناظم بهذا البيت إلى حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ( خالفوا المشركين ، وفروا اللحى ، واحفوا الشوارب ) وهو متفق عليه . وغيره في معناه كثير .
الْكِتَابُ الرَّابِعُ
فِي
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
الأمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عن المنكر
وَكُلُّ أَمْرٍ مُنْكَرِ “““““““ فِي شَرْعِنَا الْمُطَهَّرِ
فَوَاجِبٌ إِنْكَارُهْ ““““““““ وَلَمْ يَجُزْ إِنْظَارُهْ
(1/39)
عَلَى جَمِيعِ الأُمَّةِ “““““““ إِنْ لَمْ يَزُل بِفِرْقَةِ
وَبِيَدِيَّ أُنْكِرُ ““““““““ إِنْ كُنْتُ مِمَّنْ يَقْدِرُ
مُتَّصِفاً بِالْحِكْمَةِ ““““““ وَالصَّبْرِ عِنْدَ الْمِحْنَةِ
وَعَالِماً بِالأَمْرِ ““““““““ مِنْ شَرْعِنَا والْحَظْرِ
مُتَّقِياً أَنْ يَحْصُلاَ ““““““““ أعْظَمُ مِمَّا عُمِلاَ
وَبَعْدَ ذَا اللِّسَانُ “““““““““ ثُّمَّ يَلِي الْجَنَانُ
وَفَاقِدُ الثَّلاَثَةِ “““““““““““ إِيمانُهُ لَمْ يَثْبُتِ
وَجَاهِلٌ لاَ يَأمُرُ “““““““““ أَيْضاً وَلاَ يُنَكِّرُ
لأَنَّهُ قَدْ يَأْمُرُ ““““““““““ بِمَا الإِلَهُ يَحْظُرُ
وَيَمْنَعُ الَّذِي شُرِِعْ ““““““ وَذَا يُضِلُّ الْمُتَّبِعْ
وَتَارِكُ الإِنْكَارِ “““““““ فَالْعَنْ بِنَصِّ الْبَارِي
وَالأُمَّةُ الْتَّارِكَةُ “““““““““ لِمُنْكَرٍ هَالِكَةُ
وَالأمْرُ بِالْمَعْرُوفِ “““““““ فِي دِينِنَا الْحَنِيفِ
وُجُوبُهُ تَحَتَّمَا ““““““ فِي وَاجِبٍ قَدْ عُلِمَا
وَمَا يُسَنُّ لاَ يَجِبْ “““ أَمْرٌ بِهِ وَقَدْ يَجِبْ (1)
““““““““““““““““““““““““““
(1) كالأذان إذا تركه أهل بلد .
الْجِدُّ وَاللَهْوُ
وَاجْتَنِب الْمَلاَهِيَا ““““““““ لِكَوْنِهَا مَنَاهِيَا
وَلاَ تَكْنْ مُصَاحِبَا “““““““ لأَهْلِهَا بَلْ جَانِبَا
وَالْمَرْءُ بِالْقَرِينِ “““““““ فَاظْفَرْ بِأَهْلِ الدَّينِ
وَاللَّهْوُ وَالْخَلاَعَهْ ““““““ لَيْسَا لأَهْلِ الطَّاعَهْ
بَلْ لَهُمُ الصَّلاَةُ ““““““““ وَالْحَجُّ وَالزَّكَاةُ
وَالذِّكْرُ وَالصِّيَامُ “““““““ وَالْوَعْظُ وَالْقِيَامُ
وَمَنْهَجُ الْجِهَادِ ““““““““ وَنَافِعُ الْعِبَادِ
وَالشُّغْلُ بِالتِّجَارَةِ ““““““ والزَّرْعِ وَالصِّنَاعَةِ
وَالنَّافِعِ الْعُمُومِي ““““““ كَالْعَمَلِ الْحُكُومِي
فَأَيْنَ وَقْتُ الْمَرَحِ “““““ فِي مَرْقَصٍ وَمَسْرَحِ
لِذِي الْمَرَامِ الْعَالِي “““““ يَا مَعْشَرَ الأولاد
(1/40)
لاَ سِيَمَا فِي عَصْرِنَا “““““ حَيْثُ الْعَدُوُّ هَيْمَنَا
قُولُوا جَمِيعاً مَعِيَا ““““““ لاَ نَبْتَغِي الْمَلاَهِيَا
اجْتِنَابُ المضرات من المسكرات والمخدرات وغيرها
وَلْنَجْتَنِبْ مَا أَسْكَرَا ““““ أَوْ أَيَّ شَيءٍ خَدَّرَا
كَالْخَمْرِ والأفْيُونِ ““““““ مُسَبِّبِ الْجُنُونِ
نَحْنُ شَبَابٌ مُسْلِمُ “““““““ لِرَبِّهِ مُسْتَسْلِمُ
وَهْوَ الَّذِي قَدْ حَرَّمَا ““““ خَمْراً بِنَصٍّ عُلِمَا
وَالْمُصْطَفَى قَدْ حَظَرَا ““““““““ فِي سُنَّةٍ مَا خَدَّرَا
وَالْقَاتُ يَا شَعْبَ الْيَمَنْ “““““““““ مُزْرٍ بِكُمْ وَبِالْوَطَنْ
مُضَيِّعٌ أَوْقَاتَكُمْ ““““““““ وَمُهْدِرٌ أَمْوَالَكُمْ
ثَابِتَةٌ مَفَاسِدُهْ “““““““““ زَاهِقَةٌ فَوَائِدُهْ
فَفِي الْحُقُولِ الغاليهْ ““““““ يَزْحَمُ خَيْرَ الأَغْذِيَهْ
بَلْ إِنَّهُ لمَانِعْ ““““““““ للاِقْتِصَادِ النَّافِعْ
وَهْوَ عَدُوُّ الصِّحَّةِ ““““““ وَمُضْعِفٌ لِلْبَاءَةِ
فَيَا وُلاَةَ الأُمَّة ِ “““““““““ وَيَا رُؤوس َالدَّعوَةِ
وَيَا رِجَالَ الأَدَبِ ““““ وَالْفِكْرِ فِي الشَّعْبِ الأَبِي
بَذْلاً لِنُصْحٍ نَافِعِ “““““““ وَقُدْوَةً لِلتَّابِعِ
وَلَسْتُ بِالْمُدَخِّنِ ““““ فِي السِّرِّ أَوْ فِي الْعَلَنِ
لِمْ أَسْتَبِحْ إحْرَاقِيَا ““““““““ بِلاَ حَيَاءٍ مَالِيَا
وَلاَ أبِيعُ صِحَّتِي “““““““ وَأَشْتَرِي مَضَرَّتِي
فَكَمْ صُدُورٍ جَرَّحَا ““““““ وَكَمْ رِئَاتٍ قَرَّحَا
وَالسَّرَطَانُ الْهَائِجُ “““““““ عَنْهُ كَثِيراً نَاتِجُ
فكَيْفَ يَا إخْوَانِي ““““““ نَرْغَبُ فِي الدُّخَانِ
الرِّبَا وَأضْرَارُهُ
وَآكِلٌ مَالَ الرِّبَا “““““““““ لِرَبِّهِ قَدْ حَارَبَا
وَضاعَفَ الْجُهُودَا ““““““““ لِيَدْعَمَ الْيَهُودَا
لأَنَهُمْ مَآلُهْ “““““““““ بِيَدِهِمْ حِبَالُهْ
وَلِبُنُوكِ وقْتِنَا “““““ مَا قَدْ كَفَى لِخُسْرِنَا
(1/41)
وَشَرْْعُنَا ذُو الثَّرْوَةِ ““““““ عَنِ الرِّبَا فِي غُنْيَةِ
فِيهِ الْحُلُولُ الْمُوصِلَهْ “““““““ لِحَلِ أَيِّ مُعْضِلَهْ
إذَا أرادَا الْعُلَمَا ““““““““““ وَالأُمَرَا تَقَدُّمَا
لَكِنَّ تَقْلِدَ الْعِدَا ““““““““ عَنْ فَهْمِهِ قَدْ أبْعَدَا
وَفِي “الرِّبَا” الْمَوْدُودِي ““““““ يُنْبِيكَ فِي مَقْصُودِي (1)
لَكِنَّنَا نُبَشِّرُ ““““““ بِمَصْرِفٍ ( 2 ) يَنْتَشِرُ
مُسَدِّداً مُقَارِبَا “““““““““ مُحَاوِلاً تَرْكَ الرِّبَا
“““““““““““““““““““““
( 1 ) كتاب الربا للأستاذ المودودي رحمه الله .
( 2 ) اسم جنس يشمل كل المصارف الإسلامية .
تَحريمُ الْغِيبَةِ وَالنَمِيمَةِ والتَّجَسُّسِ وَالسُّخْرِيَّةِ
وآكِلٌّ لَحْمَ الْبَشَرْ “““““ مَنْ غَائِباً يَرْمِي بِشَرْ
مَا لَمْ يَكُنْ مُشْتَكِيَا ““““““ أَوْ سَائِلاً مُسْتَفْتِيَا
لِذَا تَرَانَا نَنفِرُ ““““““““ مِنْ غِيبَةٍ وَنُنْكِرُ
وَنَاقِلُ الْكَلاَمِ ““““““““““““ لِفُرْقَةِ الأَنَامِ
نَفَى صَحِيحُ السُّنَّةِ “““““““ دُخُولَهُ فِي الْجنَّةِ
فَكَيْف بِالْكَابُوسِ “““““““ مُخَالِفِ النَّامُوسِ
أَعْنيِ بِهِ الْجَاسُوسَا “““ أَلَيْسَ يَحْكِي السُّوسَا
أَمَا تَرَاهُ يَحْتَرِفْ “““““ مِنَ النِّفَاقِ الْمُنْحِرِفْ
فَإِنْ يَكُنْ قَدْ أُفْرِزَ “““““““ الِذِي تُقًى تَمَيَّزَا
بَدَا تَقِيًّا مُصْلِحَا ““““““““ مُصَلِّياً قَدِ الْتَحَى
أَمَّا إِذَا مَا انْتَدَبَا “““““““ لِفَاسِقٍ قَدْ أَذْنَبَا
فَالْفِسْقُ خَيْرُ مَلْبَسِهْ “““““ لِلفَوْزِ فِي تَجَسُّسِهْ
حَتىَّ غَدَا الْقَرِيبُ ““““““““ قَرِيبَهُ يُرِيبُ
تَبَدَّلَتْ أَحْوَالُ “““““““““ وَفَسَدَتْ أَجْيَالُ
كُنَّا جَميعاً أَعْيُنَا ““““““““ عَلَى عَدُوِّ دِينِنَا
وَالْيَوْمَ صَارَ بَعْضُنَا ““““““““ لَهُ عَلَيْنَا أَعْيُنَا
وَغَالِبُ الْعُمَّالِ ““““““ فِي مِثْلِ ذَا الْمَجَالِ
(1/42)
لَهُمْ نُفُوسٌ ثَقُلَتْ “““““““ وَهِمَمٌ قَدْ سَفَلَتْ
سِيمَاهُمُ الْجَهَالَهْ “““““““ وَاللُّؤْمُ وَالْبِطَالَهْ
فَاكْتَشَفُوا مَا يُمْكِنُ ““““““““ لَهُمْ بِهِ تَمَكُّنُ
وَيُصْبِحُونَ فِي الْمَلاَ ““““““ جُنُودَ ظُلْمٍ عُمَلاَ
إِذْ تَأْمُرُ الثَّعَالِبُ ““““““““ وتَخْضَعُ الأَغَالِبُ
أَعْدَادُهُمْ قَدْ أَرْبَتِ ““““““ عَلَى جُيُوشِ الأُمَّةِ
وَالشَّرْطُ فِي التَّأْهِيلِ ““““““ الْجِدُّ فِي التَّنْكِيلِ
بِكُلِّ شَهْمٍ يَأْمُرُ “““““““ بِالْعُرْفِ أَوْ مَنْ يُنْكِرُ
لأَنَّ هَذَا الْعَمَلاَ ““““““““ يُوقِظُ مَنْ قَدْ غَفَلاَ
مِنَ الشُّعُوبِ الْمُسْلِمَهْ ““““ عَلَى الطُّغَاةِ الظَّلَمَهْ
مَنْ حَارَبُوا الْقُرْآنَا “““““““ وَالسُّنَنَ الْحِسَانَا
وَفَاعِلُ السُّخْرِيَّةِ ““““““““ مِنْ ألأَم الْخَلِيقَةِ
كَمْ سَاخِرٍ تَكَبَّرَا ““““““ مِنْ غَيْرِه قَدْ سَخِرَا
وَهْوَ لَدَى الإلَهِ “““““““““ أَذَلُّ خَلْقِ اللَّهِ
وَالْحجُرَاتُ فِيهَا ““““““““ آدَابُ مَنْ يَعِيهَا
الْهَدامُونَ
وَكُلُّنَا مُعَادِ ““““““““ لِلْكُفْرِ وَالإلحادِ
غَرْبيِّهِ والشَّرْقِي “““““““““ نَدْحَضُه بِالْحَقِّ
لاَ نَرْتَضِي إِمَامَا ““““““““ يُحَارِبُ الإِسْلاَمَا
فَاحْذَرْ مِنَ الْمَاسُونِي ““““““““ الْخَائِنِ المَلْعُونِ
مَنْ عَاثَ فِي صُفُوفِنَا ““““““““ فَسَادَهُ وَهَيْمَنَا
وَتَابِعُ الصُّهْيُوني “““““““““ أَوْ صِنْوِهِ لِينِينِ
فِي حرْبِه لِلدِّينِ “““““““““ فَذَكَ ذُو بُهْتَانِ
لَسْنَا لَهُ نَصَدِّقُ “““““““““ بَلْ كُفْرُهُ مُحَقَّقُ
وَنَحْنُ فِي غَنَاءِ ““““““““ بِدِينِنَا الْوَضَّاءِ
فَهْوَ صَلاَةٌ وَصِيَامْ ““““““ وَهْو سُلُوكٌ وَقِيَامْ
وَهْوَ نِظَامٌ وَاقْتِصَادْ “““““ وَهْوَ قَضَاءٌ وَجِهَادْ
وَهْوَ يَحُضُّ دَائِمَا ““““““ أَنْ نُحْرِزَ الْمَكَارِمَا
(1/43)
بِكُلِّ شَيءٍ يَنْفَعُ “““““““““ وَمَا يَضُرُّ يَمْنَعُ
وَقَدْ مَضَى التَّفْصِيلُ “““““ فِي الْعِلْمِ يَا خَلِيلُ
وَدِينُنَا الإسْلاَمِي “““““““ لاَ شَكَّ ذُو تَمَامِ
عَقِيدَةً وَخُلُقَا ““““““““ وَشِرْعَةً ذَاتَ ارْتِقَا
وَهْوَ لِكُلِّ الْبَشَرِ “““““““““ مُحَقِّقٌ لِلْوَطَرِ
فَلْيخْرَسِ الْعَلْمَانِي “““““““ مُحَارِبُ الأَدْيَانِ
ومُدَّعِي الْقَومِيَّةِ “““““““““ مَعْ ظُلْمِهِ للأُمَّةِ
وَعَبْدُ رَأيِ الأَغْلَبِ ““ وَلَوْ قَلَى هَدْيَ النَّبِي (1)
وَهَذِهِ نَصِيحَتِي ““““““““ أَصْغِي لَهَا يَا أُمَّتِي
كَفَاكِ مَا حَلَّ بِكِ “““““ مِنَ الْعِدَا فِي أَرْضِكِ
فَكُلُّ مَا لَدَيْهِمُ “““““““ مِنْ مَبْدأ قَدْ عَظَّمُوا
جُرِّبَ فِي بِلاَدِنَا ““““““““ فَبَانَ هَدْماً وَفَنَا
لأَنَّهُ مُسْتَوْرَدُ ““““““““““ مِنْ بَشَرٍ تَمَرَّدُوا
وَهْوَ دَخِيلٌ بَيْنَنَا ““““““ وَطَارئٌ كَابْنِ الزِّنَا
“““““““““““““““
( 1 ) تضمن هذا البيت ذم الديمقراطية التي يؤله أهلها الشعب من دون الله في التشريع . و انظر الإسلام والمدنية الحديثة للمودودي . وكتاب الشورى للناظم .
دَوْرُ أَعْدَاءِ الإسْلامِ فِي إِفْسَادِ الْمرأةِ وَمَوْقِفُ الإسلاَمِ مِنْهُ
وَنَهْجُهُمْ فِي الْمرْأَةِ “““““ نَهْجٌ شَدِيدُ الْفِتْنَةِ
دَعَوا إِلَى السُّفُورِ ““““““ وَالعُهْرِ وَالْفُجُورِ
وَلاِخْتِلاَطٍ مُنكَرِ “““““ عِنْدَ سَلِيمِي الْفِطَرِ
وَفِيهِمَا الْخسَارَهْ ““““““““ جَالِبَةُ الدَّعَارهْ
وَالْفَقْدِ لِلْكَرَامهْ ““““““““ وَعِظَمِ الْمَلاَمَهْ
وَخَلْوةٍ آثَارُهَا ““““““ أَقَدْ ظَهَرَت أَضْرَارُهَا
وَلِلتَّسَاوِي الْكَامِل ““““ فِي الْحَقٍّ أَوْ فِي الْبَاطِلِ
وَقَدْ أَجَابَ الدَّاعِيَا “““““ مَنْ صَارَ مِنَّا غَاوِيَا
وأَسْنَدُوا لِلْمَرْأَةِ ““““““““ تَدْبِيرَ شَأن الأُمَّةِ
(1/44)
أَرْضَوْا بِذَاكَ مَنْ كَفَرْ “““““ وَأَغْضَبُوا رَبَّ الْبَشَر
وَمَنَعُوا التَّعَدُّدَا “““““““ وَأَوْغَلُوا تَمًرُّدَا
وَزَعَمُوا التَّحْرِيرَا ““““““““ سَفَاهَةً وَزُورَا
وَقَدْ غَدَتْ كَالْكُرَةِ “““““ تُقُوذِفَتْ فِي اللُّعْبَةِ
وَبَعْدَ أَنْ تُخَرَّقَا “““““““ يَرْمِي بِهَا مَنْ مَزَّقَا
وَأَنْتِ يَا أخْتَاهُ ““““““““ أَصْغِي حَمَاكِ اللَّهُ
لِشَرْعِنَا الْحَنِيفِ ““““ ذِي الفَضْلِ وَالتَّشْرِيفِ
فَأَنْتِ فِيهِ حُرَّةُ “““““““ وَعِنْدَهُمْ أَسِيرَةُ
فَفِي الْحِجَابِ صَوْنُكِ ““““““““ عَنْ أعْيُنٍ تَخُونُكِ
وَهْوَ دَلِيلُ الْعِفَّةِ “““““““ وَالطُّهْرِ لِلْمُسْلِمَةِ
وَالْمرْأَةُ الْغَربِيَّةُ “““““““““ لِعَمَلٍ مُضْطَرَّةُ
فَمَالَهَا مِنْ عَائِل “““““““ وَلاَ شَرِيفٍ كَافِلِ
وَأَنْتِ مَا يَكْفِيكِ “““““ يَأتِيكِ مِنْ أَهْلِيكِ
قَدْ أَوْجَبَتْهُ الشِّرْعَةُ “““““““““ وَلَيْسَ فِيهِ مِنَّةُ
وَبَيْتُ مَالٍ يَرْزُقُ ““““ مَنْ لَمْ تَجِدْ مَنْ يُنْفِقُ
إِنْ لَمْ يَكُنْ فَاكْتَسِبي “““““ وَالْتَزِمِي بِالأَدَبِ
وَجَائِزٌ خُرُوجُكِ “““““““ لِحاجة مِن بيْتِكِ
وَالأَصْلُ أَنْ تَبْقَي بِهِ “““““ وَالنَّصُّ قَدْ جَاء بِهِ
حَتَّى تَكُونِي مُؤْنِسَة “““““““ وَلِلبَنِينَ مَدْرَسَهْ
مُشْرِفَةً مُنَظِّمَهْ ““““““““ مُطِيعَةً مُكَرِّمَهْ
لِزَوْجِكِ الْقَوَّامِ ““““““ رَاعِي الْعِيَالِ الْحَامِي
إِن غَابَ عنْكِ يَأْمَنُ ““““““ وإِنْ يَعُدْ فَسَكَنُ
وَأَنتِ مِثْلُ الرَّجُلِ ““““““ فِي عِلْمِهِ وَالْعَمَلِ
وَالْمِلْكِ وَالْجَزَاءِ ““““““““ وَسَائِر الأَشْيَاءِ
مَا لَمْ يَرِدْ فِي شَرعِكِ “““““““ مَا صَحَّ فِيهِ مَنْعُكِ
لَكِنْ لَهُ الْقِيَادَةُ ““““““““ كَمَا عَيْكِ الطَّاعَةُ
لأَنَّ جُلَّ الثِّقَلِ ““““““““““ مَرْجُعُهُ لِلرَّجُلِ
يَضْرِبُ فِي الآفَاقِ ““““““ فِي طَلَبِ الأرْزَاقِ
(1/45)
وَهْوَ الْقِوِيُّ النَّافِعْ ““““““ عَنْ عِرْضِهِ يُدَافِعْ
وَهْوَ لِفِعْلٍ مُتْقِنُ “““““““““ فِي أَمرِهِ مُتَّزِنُ
وَالإرْثُ أَيْضاً فَضَّلا ““““““ اللَّهُ فِيهِ الرَّجُلاَ
لأَنَّ مَا يُنْفِقُهُ “““““““““““ مُكَلِّفٌ يُرْهِقُهُ
وَالأَصْلُ فِي الْمَغَانم “““““““ الْقَيْسُ بِالْمَغَارِمِ
وَشِرْعَةُ الْحَكِيمِ ““““““““ وَاجِبَةُ الْتَّسْلِيمِ
وَأَوْجِدَا بَيْنَكُمَا “““““““““ تَعَاوُناً مُحْتَرَماً
وَمَانِعُ التَّعَدُّدَ ““““““““““ مُضَلَّلٌ لَمْ يَهْتَدِ
وَهَلْ يُبِيحُ رَبُّنَا ““““““““ مَا لَيْسَ فِيهِ نَفْعُنَا
وَهْوَ الْحَكِيمُ يَعْلَمُ “““““““ وَغَيْرُهُ لاَ يَعْلَمُ
وَالْعَدْلُ فِي الإبَاحَةِ “““““““ قَيْدٌ بِنَصِ الآيَةِ
تَدَيُّناً وَلِلقَضَا ““““““““ الْفَصْلُ فِيمَا عُرِضَا
وَكَمْ مِنَ الْمآسِي ““““““ قَدْ حَدَثَتْ لِلنَّاسِ
وَحَلُّهَا الْمُؤَكَّدُ “““““““““ يَضْمَنُهُ التَّعَدُّدُ
وَقَدْ أَبَاحَ الْمَانِعُ “““““““ تَعَدُّداً لاَ يُشْرَعُ
وَلَيْسَ يَخْفَى مَا بِهِ ““““““ مِنْ ضَرَرٍ يَأْتِي بِهِ
مِثْلُ وَبَاءِ الزُّهْرِي “““““““ وَبَاءِ هَذَا الْعَصْرِ
وَالْفَقْدِ لِلْمَنَاعهْ ““““““““ وَهْوَ وَبَاءُ الساعَهْ
وَالْخُلُقُ الرَّفِيعُ “““““““““ فِي أَهْلِهِ يَضِيعُ
هَذَا بَيَانٌ أُجْمِلاَ “““““““ وَفِقْهُنَا قَدْ فَصَّلاَ
فَاسْتَمْسِكِي يَا مُسْلِمَهْ “““““““ بِالشِّرْعَةِ الْمُحْتَرَمَهْ
وَلاَ تَكُونِي إِمَّعَهْ “““““““““ لِخَاسِرٍ مُتَّبِعَهْ
وَأَثْبِتِي فِي عِزَّةِ ““““““ لِلنَّاسِ حُسْنَ الْمِلَّةِ
غَلاَءُ الْمَهْرِ وَالرَّغْبَةُ عَنِ الزَّوَاج
وَفِي غَلاَءِ الْمَهْر “““““ إِعْنَاتُ مَنْ يَسْتَبْري
لأَنَّهُ قَدْ أخَّرَا ““““““““““ تَحَصُّناً مُبَكِّرَا
بِهِ الشَّبَابُ يَطْهُرُ “““““““ مِنْ دَنَسٍ يَنْتَشِرُ
فَكَمْ فَتَاةٍ وَفَتَى ““““““““ فِي مُنْكَرٍ تَهَافَتَا
(1/46)
لِلرَّغْبَةِ الْمُلِحَّةِ “““““““ بَيْنَهُمَا فِي الْعِشْرَةِ
لَكِنْ وَلِيُّ أَمْرِهَا ““““““““ لِجَشَعٍ أَخَّرَهَا
وَلَوْ دَرَى لَسَارَعَا “““““““ إِلَى زَوَاجٍ شُرِعَا
لَكِنَّهُمْ وَاأَسَفِي “““““ قَدْ فَرَّطُوا فِي الشَّرَفِ
وَالْبَعْضُ مِنْ شَبَابِنَا ““““““ قَدْ أَهْمَلُوا سُنَّتَنَا
بِالزُّهْدِ فِي النِّكَاحِ “““““ عَمْداً إِلَى السِّفَاحِ
لاَ يَرْغَبُونَ فِي الْهُدَى ““““““ مُقَلِّدِينَ لِلْعِدَا
وَزَاعِمُو التَّقَرُّبِ “““““““““ لِلَّهِ بِالتَّرَهُّبِ
كَذِي الصًّلِيبِ الْكَافِرِ ““““ وَالْمَانَوِيِّ الْخَاسِرِ
حَادُوا عَنِ الشَّرَائِعِ ““““““ وَصَالِحِ الطَّبَائِعِ
وَتَرْكُ نَهْجِ الْمُصْطَفى “““““ فِيهِ الشَّقَاءُ وَالْجَفَا
الْحذَرُ مِنَ الأَعْدَاءِ
وَكُنْ شَدِيدَ الْحَذَرِ “““““ مِنْ كُلِّ ذِي تَآمُرِ
عَلَى كِتَابِ رَبِّنَا ““““““ وَصَرْفِنَا عَن دَرْبِنَا
فَهُم لَنَا أعْدَاءُ “““““““““ وَفِكرهُمْ وَبَاءُ
وَكُّلُّهُمْ تَكَالَبُوا ““““““ وَالْمُسْلِمِينَ حَارَبُوا
حَرْبَ سِلاَحٍ سَافِرِ ““““ وَحَرْبَ فِكْرٍ مَاكِرِ
فَبَعْضُهُمْ مُسْتَشْرِقُ ““““““ مُشَكِّكٌ مُخْتَلِقُ
وَيَزْعُمُ التَّحْقِيقَا “““““““ وَالْعِلْمَ وَالتَّدْقِيقَا
وَبَعْضُهُمْ يبنَصِّرُ ““““““““ أَبْنَاءَنَا وَيَمْكُرُ
وَآخَرُونَ أَوْجَدُوا ““““ مِن بَيْنِنَا مَنْ أَلْحَدُوا
وغَيرُهُمْ قَدْ شَرَّعَا ““““ مَا شَرْعَنَا قَدْ ضَيِّعَا
فِي الْحُكْمِ وَالأَمْوَالِ ““““ وَالْمَسْخِ لِلرِّجَالِ
بِسُبُلٍ مُنَظَّمَهْ ““““““““ خَطِيرَةٍ مُحَطِّمَهْ
كَالْحَالِ فِي الإعْلاَمِ ““““““““ وَفَاسِدِ الأَفْلاَمِ
وَمَنْهَجِ التَّعْلِيمِ “““““““ الْمَلِيءِ بِالتَّسْمِيمِ
إِلاَّ الْقَلِيلَ النَّادِرْ “““““ بِفَضْلِ لُطْفِ الْقَادِرْ
فَهَلْ يَلِيقُ إِخْوَتِي ““““““““ إهْمَالُنَا للأُمَّةِ
(1/47)
تَسِيرُ فِي الظَّلاَمِ ““““““““ كَسَائِم الأَنْعَامِ
الْكِتَابُ الْخَامِسُ
فِي
النِّظَامِ وَ الإِدَارةِ
النِّظَامُ
وَالضَّبْطُ وَالنّظَامُ ““““““““ دَعَا لَهُ الإِسْلاَمُ
فِي كُلِّ مَا يُهِمُّنَا “““““““ فِي حَرْبِنَا وَسِلْمِنَا
فِي الْبَيْتِ رَبُّ الأُسْرَةِ “““““ يُدِيرُهَا بِحِكْمَةِ
مُصَرِّفاً مُنَظِّمَا “““““““““ مُؤَدِّباً مُعَلِّمَا
وَفِي الصَّلاَةِ صَفُّنَا ““““““ نُحْكِمُهُ مِثْلَ الْبِنَا
وَنَسْتَوِي فِي رَفْعِنَا “““““ وخَفْضِنَا وَصَوْتِنَا
وَبِالإِمَامِ نَقْتَدِي ““““““ وَمَنْ يُخَالِفْ يَعْتَدِ
وَأَمْرُنَا فِي السَّفَرِ “““““““ مُنَظَّمٌ كَالْحَضرِ
نَنْتَخِبُ الأَمِيرَا ““““““““ لِنُحْسِنَ الْمَسِيرَا
بَلْ قَدْ يَكُونُ فِي السفَرْ “““““ أَعْظَمَ مِنْ ضَبْطِ الْحَضَرْ
وَفِي جِهَادِ الْمُصْطَفَى “““““““““ مِنَ النِّظَام مَا كَفَى
وَالْوَقْتَ لاَ نُضَيِّعُ “““““““ بَلْ كُلَّهُ نُوَزِّعُ
لِلنَّوْمِ والْعِبَادةِ ““““““والأَكْلِ وَالدِّرَاسَةِ
وَالزَّائِر ينَ الأَقْرِبَا ““““““ وَمَنْ لَدَيْنَا اغْتَرَبَا
وَلِدُرُوسِي أَسْتَعِدْ ““““ بِالْحِفْظِ مَعْ فَهْمٍ وَجِدْ
مِنْ مَبْدَأ الدِّرَاسَة “““““““““ أَسِيرُ لِلنِّهَايَةِ
بِالْحِرْصِ وَ النِّظَامِ “““““““ مُحَقّقاً مَرَامِي
وَهْوَ النَّجَاح الْفَائِقُ ““““““ يُعْجِبُنِي التَّسابُقُ
وَلاَ تَقُلْ مُرَائِي “““““““ بَلْ طِرْ إِلَى أَجْوَائِي
وَالْتَزِمِ الإِخْلاَصَا “““““““ تَجِدْ بِهِ الْخَلاَصَا
لاَ بُدَّ يَا إخْوانِي “““““““ للْوَقْتِ مِن مِيزَانِ
وَالْبَدْءِ بِالأَهَمِّ “““““““““ فَعَاجِلِ الْمُهِمِّ
وَكُلُّ أَمْرٍ فَوْضَوِي ““““ عَنْهُ النَّجَاحُ قَدْ طُوِي
الْخِلاَفَةُ
وَالنَّصْبُ لِلْخَلِفَةِ ““““““““ يَلْزَمُ كُلَّ الأُمَّةِ
مَا لَمْ تَقُم طَائِفَةُ ““““““““ بِوَاجِبٍ كَافِيَةُ
(1/48)
وَلَمْ يَجُزْ بَقَاؤُنَا ““““““““ يَسُوسُنَا أَعْدَاؤُنَا
نَجْنِي ثِمَارَ الْفُرْقَةِ ““““““ وَالْحِقْدِ والْعَدَاوَةِ
وَالْغَاشِمُ الْمُسْتَعْمِرُ “““““““ مُسْتَأثِرٌ مُسَيْطِرُ
يَجْنِي ثِمَار أرْضِنَا “““““““ وَيَجْلِبُ الْعَارَ لَنَا
وَعَجَبٌ لأُِمَّتِي “““““““ تَرْضَى بِهَذِي الذِّلَّةِ
وَتُسْلِمُ الْقِيَادَا “““““““““ لِمُجْرِمٍ قَدْ حَادَا
وَهْوَ الَّذِي يُقَرِّرُ “““““““مَصِيرَهَا وَيَغْدُرُ
وَلاَ نَرَى مِنْ رَجُلِ ““““““ يَرْضَى لِغَيْرِ عَاقِلِ
يَقُودُهُ فِي مَرْكَبَهْ ““““““““ طَائِرَةٍ أَوْ عَرَبَهْ
خَشْيَةَ ضُرٍّ يَحْصُلُ ““““ أَقْصَاهُ مَوْتٌ يَنْزِلُ
فَهَلْ هَلاَكُ فَرْدِنَا “““““ يَفُوقُ حَتْفَ جَمْعِنَا؟
طَاعَةُ الإِمَامِ
وَطَاعَةُ السُّلْطَانِ ““““““ مِنْ طَاعَةِ الرَّحْمَانِ
وَلَمْ يَجُزْ أَنْ يُسْلَمَا ““““““ بَلْ نَصْرُهُ تَحَتَّمَا
وَالأَمْرُ بِالْمَعْصِيَةِ ““““““““ نَرْفُضُهُ بِجُرْأَةِ
لأَنَّنَا بِالطَّاعَةِ “““““““ نَسْعَى لِنيْلِ لْجَنَّةِ
وَعَمَلُ الْعِصْيَانِ ““““““ يُفْضِي إِلَى النِّيرَانِ
وَمَنْ يُقَارِفْ مُنْكَرَا “““““““ فَنُصْحُهُ تَقَرَّرَا
بِحِكْمَةٍ وَلُطْفِ “““““““ لاَ صَلَفٍ وَعُنْفِ
وَ كُفْرُهُ إِنْ وَقَعَا “““““““ أَلْزَمَنَا أَنْ نَخْلَعَا
وَامْنَعْ خُرُوجاً يَنْجُمُ ““““““ بِهِ فَسَادٌ أَعْظَمُ
وَالْمَرْجِعُ الْمُنَزَّلُ ““““““ إِنِ اخْتِلاَفٌ يحْصُلُ
وَاجِبَاتُ الإِمَامِ
وَوَاجِبُ الإِمَامِ ““““““““““ النُّصْحُ للأَنَامِ
بِجَلْبِ كُلِّ خَيْرِ “““““““““ وَدَفْعِ كُلِّ شَرِّ
وَالشِّرْعَةُ الْمُحَدِّدَهْ ““““““ مَصْلَحَةً وَمَفْسَدهْ
وَلَيْس لِلحُكُومَةِ “““““““““ وَسَائر الرَّعِيَّةِ
تَقْرِيرُ مَا نَهْوَاهُ “““““““““““ إِذا أَبَاهُ اللّهُ
وَلْيَتَّخِذْ وَزِيرَا “““““““““ بِعَمَلٍ جَدِيرا
(1/49)
وَلاَ يُوَلِّ عَامِلاَ “““““““““ إِلاَّ قَوِيًّا عَادِلاَ
وَعَالِماً بِمِهْنَتِهْ ““““““““ لِلْفَوْزِ فِي وَظِيفَتِهْ
وَكُلُّ أَمْرٍ أُسْنِدَا ““““““““ لِخَائِنٍ تَمَرَّدَا
أَوْ عَاجِزٍ أَوْ جَاهِلِ “““““ فَذَاكَ جِدُّ فَاشِلِ
الشُّورَى
وَكُلُّنَا سَنَنْتَقِدْ “““““““ أَيَّ عَنِيدٍ يسْتَبِدْ
وَنَمْنَحُ التّقْدِيرَا “““““““ مَنْ قَادَنَا بِالشُّورَى
حَيْثُ بِهَا قَدْ أُمِرَا “““““““““ نَبِيُّنَا فَأتَمَرَا
وَالْمؤمِنُونَ أَمْرُهُمْ ““““ شُورَى يَكُونُ بَيْنَهُمْ
وَلَيْسَ فِيمَا يَرِدُ ““““““ نَصٌّ لِشُورَى مَوْرِدُ
مَا لَمْ يَكُنْ قَدْ قَبِلاَ ““““““ مَعْنَاهُ خُلْفٌ نُقِلاَ
وَهَلْ تَكُونُ مُلْزِمَهْ ““““““ رأْيٌ وَقِيلَ مُعْلِمَهْ
لَكِنْ خِلاَفُ الْعُلَمَا “““““““ لَهُ مَجَالٌ عُلِمَا
وَذَاكَ أَنَّ الْوَالِي “““““““ فِي غَابِرِ الأَجْيَالِ
مُجْتَهِدٌ فِي الْعِلْمِ “““““““ عَدْلٌ قَلِيلُ الظُّلْمِ
وَرَأْيُهُ حَصِيفُ “““““““““ وَقَصْدُهُ شَرِيفُ
وَيَجْلِبُ الْمَصَالِحَا “““““““ وَيَدْرَأُ الْقَبَائِحَا
وَهَذِهِ الْمَعَانِي ““““““““ فِي هَذِهِ الأَزْمَانِ
صَارَتْ كَعَنْقَا الْمَغْرِبِ ““““““““ مَقْبُورَةٍ فِي الْكُتُبِ
فَالْخُلْفُ فِيمَا قَدْ مَضَى “““““““ فِي عَصْرِنَا لاَ يُرْتَضَى
وَالْقَوْلُ بِالإِلْزَامِ ““““““ فِي الْعَصْرِ فِقْهٌ سَامي
الْقَضَاءُ
وَأَنْتَ يَا قَاضِينَا “““““““““ خَفِ الإلَهَ فِينَا
وَ لاَ تَجُرْ فِي حُكْمِكَا “““““““““ وَلَوْ عَلَى عَدُوِّكَا
وَكُنْ حَكِيماً وَانْتَبِهْ ““““““““ لِوَارِدٍ قَدْ يَشْتَبِهْ
وَاحْذَرْ مِنَ الْحُكْمِ بِلاَ “““““““““ عِلْمٍ بِهِ قَدْ حَصَلاَ
مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَنْ “““““““““ أَوِ اجْتِهَادٍ مُؤْتَمَنْ
وَالْعُلَمَاءَ سَائلِ ““““““““““ فِي مُعْضِلِ الْمَسَائِلِ
وَلاَ تَظُنَّ نَفْسَكَا “““““““““ مُكْتَفِياً بِعِلْمِكَا
(1/50)
فَذَاكَ بَابُ الْعَوْدَةِ “““““““ لِلْجَهْلِ وَالْمَذَمَّةِ
وعَزِّرِ الرَّاشِينَا “““““““ وَاحْذَرْ مِنَ الْمُهْدِينَا
وَسَوِّ بَيْنَ الْخُصَمَا ““““““ وَ لاَ تَكُنْ مُتَّهَمَا
وَكُنْ قَوِيًّا لَيِّنَا ““““““““ لِلْحَقِّ دَوْماً مُعْلِنَا
وَ لاَ تَكُنْ ضَعِيفَا ““““““““ أَوْ شَرساً عَنِيفَا
وَالْحُكْمَ حَالَ الْغَضَبِ “““““““““““““ وَنَحْوِهُ فَاجْتَنِبِ
بِلاَدُ الإسْلاَمِ وَجِنْسِيَّةُ الْمُسْلِمِ
جِنْسِيَّتِي عَقِيدَتِي “““““““ وَكُلُّ أَرْضٍ بَلْدَتِي
مَا قَامَ فِيهَا الدِّينُ “““““““““ وَثَبَتَ الْيَقِينُ
وَالْحُكْمُ بِالشَّرِيعَةِ ““““““ لاَ النُّظُمِ الْوَضْعِيَّةِ
وَسَمَتِ الأَخْلاَقُ “““““““ وَارْتَدَعَ الْفُسَّاقُ
وَمَا عَدَا بِلاَدَنَا ““““““““ إِنْ وَقَفَتْ لِحَرْبِنَا
فَهْيَ بِلاَدُ حَرْبِ “““““““““ عَدُوَّةٌ لِلرَّبِّ
جِهَادُهَا شَرْعاً لَزِمْ ““““““ وَنَصْرُ مَنْ بِهَا ظُلِمْ
لَيْسَتْ بِلاَدَ سِلْمِ (1) “““““““““““ لَكِنْ بِلاَدَ جُرْمِ
يُعْصَى بِهَا الرَّحْمَانُ ““““““““““ وَيُعْبَدُ الشَّيْطَانُ
وَتَحْكُمُ الأَهْوَاءُ ““““““““““ بِكُلِّ مَا تَشَاءُ
وَتُنْشَرُ الرَّذِيلَهْ ““““““““ وَتُطْرَدُ الْفَصِيلَهْ
وَتُفْتَحُ الأَبْوَابُ “““““““““ لِيُفْتَنَ الشَّبَابُ
وَيَذْهَبَ الْحَيَاءُ “““““““““ فَتُسْفِرُ النِّسَاءُ
وَالأَوْلِيَاءُ اللُّؤَمَا “““““““ يَرَوْنَ ذَاكَ مَغْنَمَا
قَدِ اشْتَرَوْا بِالْعِزَّةِِ ““““““ والنُّبْلِ كُلَّ خِسَّةِ
وَذَاتُ عَهْدٍ مُبْرَمِ(2) “““““ مُوفىً بِهِ فَاحْتَرِمِ
وَقَدْ يَكُونُ الْمُؤْمِنُ “““““ يُؤْوِيهِ ذَاكَ الْوَطَنُ
فَإِنْ يَكُنْ مَقَامُ “““““““““ صِينَ بِهِ إِسْلاَمُهْ
فَلْيَلْزَمِ الْبَقَاءَ “““““““““ وَ يُحْسِنِ الأَدَاءَ
وَلْيُنْكِرِ الْمَفَاسِدَا “““““““ مُحْتَسِباً مُجَاهِدَا
(1/51)
وَإِنْ يَكُنْ مسْتَضْعَفَا ““““““ يَفْقِدُ فِيهِ الشّرَفَا
فَبِالرَّسُولِ يَقْتَدِي “““““““ فِي هَجْرِهِ لِلْبَلَدِ
إِلَى بِلاَدٍ أَهْلُهَا “““““““““ بِدِينِهِم يُحْيُونَهَا
إِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيَصْبِرَا ““““ عَلَى بَلاَءٍ قَدْ جَرَى
( 1 ) أي ليست بلاد إسلام .
(2) أي البلاد التي هي ذات عهد مع المسلمين
الإدََارةُ
يَا أَيُّهَا الإِدَارِي ““““ خَفْ مِنْ عَذَابِ الْبَارِي
وَاعْمَلْ و لاَ تُقَصِّرِ ““““““ لِغَائِبٍ أَوْ حَاضِرِ
فَقَدْ يَنَالُ الضَّرَرُ ““““““““ مَنْ شَأْنَهُ تُؤَخِّرُ
يَشْكُوكَ عِنْدَ رَبِّهِ ““““““ وَأَنْتَ لاَ تَدْرِي بِهِ
وَ اللَّهُ لاَ يَغِيبُ ““““““““ بَلْ شَاهِدٌ رَقِيبُ
وَأَنْتَ إِذْ تَخْشَاهُ “““““““““ لاَ بُدَّ أَنْ تَرَاهُ
لَكِنْ إِذَا لَمْ تَرَهُ “““““““ يَرَاكَ فَاقْدُرْ قَدْرَهُ
وَهَاهُنَا الإِحْسَانُ ““““““““ يَحُلُّ وَالإتْقَانُ
وَاسْتَقْبِلِ الْمُرَاجِعَا ““““““ مُبْتَهِجاً لاَ جَازِعَا
وَ لاَ تَكُنْ عَبُوسَا “““““““ أَوْ صَلِفاً تَعِيسَا
فَالْبَسْمَةُ الْمُنْطَلِقَهْ “““ قَدْ سُجِّلَتْ فِي الصَّدَقَهْ
ولَيْسَ مِنْ فَخَارِ ““““““““ فِي مَقْعَدٍ دَوَّارِ
أَوْ فُرُشٍ وَطَاوِلَهْ “““““““ وَأَنْتَ ذُو مُمَاطَلَهْ
فَمَا يَضُمُّ الْمَكْتَبُ “““““““ تَتْرُكُهُ وَتَذْهَبُ
بِفَصْلٍ اْوْ تَقَاعُدِ “““““““ أَوْ مَوْتِكَ الْمُؤَكَّدِ
وَقَدْ يُدِيرُ الْمَكْتَبَا “““““ مَنْ ذَاقَ مِنْكَ نَصَبَا
فَتَصْطَلِي بِنَارِهِ ““““““““ لأَخْذِهِ بِثَارِهِ
والْتَزِمِ الأَمَانَهْ ““““““““ وَاجْتَنِبِ الْخِيَانَهْ
وَكُنْ خَبِيراً بِالْعَمَلْ ““““ فَالْجَهْلُ بَابٌ لِلزَّلِلْ
واصْبِرْ وَكُنْ مُقْتَدِرَا ““““““ مَا خَابَ مَنْ قَدْ صَبَرَا
وَارْحَمْ صَغِيراً تَأْمُرُهْ “““““““ وَ لاَ تَكُنْ تَحْتَقِرُه
وَإِن يُقَصِّر فَانْصَحِ “““““““ بِدُونِ ذَا لَمْ تَنْجَحِ
(1/52)
وَإِنْ بَدَا الْحَقُّ فَلاَ “““““““ تَبْغِ سِوَاهُ بَدَلاَ
وَامْنَحْ نَصِيراً ثِقَتَكْ “““““““ تَجِدْ لَدَيْهِ بُغْيَتَكْ
وَوَزِّعِنْ أعْمَالَكْ “““““““ مُوَجِّهاً عُمَّالَكْ
وَاجتَنِبِ التَّرَدُّدَا ““““““ فَذَاكََ بَابٌ لِلرَّدَى
وَاحْتَرِمِ الْمَسْئُولاَ ““““““ وَلاَ تَكُنْ عَجُولاَ
تَزْهُو بِمَا تَرَاهُ “““““““““ مُحْتَقِراً سِوَاهُ
فَلِلرّئِيسِ حِنْكَتُهْ “““““““ وَرَأْيُهُ وَحِكْمَتُهْ
وَإِنْ ظَنَنْتَ أَنَّهَ ““““““““ أَخْطَأَ فَانْصَحَنَّهُ
مُسْتَشْكِلاً مُسْتَفْسِرَا ““““ لاَ جَازِماً وَمُنْكِرَا
فَذَاكَ أَدْعَى لِلرِّضَا “““ مِنَ الرَّئِيسِ الْمُرْتَضَى
وَإِنْ يَكُنْ مِنْ وَاجِبِهْ ““““ قَبُولُ مَا يُنْصَحُ بِهْ
وَكُنْ وَفِيًّا مُوصِلاَ “““““ خَيْراً لِكُلِّ الزُّمَلاَ
وَأحسِنِ الْعلاَقهْ ““““““ تَكْتَسِبِ الصَّدَاقَهْ
وَلِلْمُدِيرِ ذِي الْخَطَلْ ““““““““ عَجَائِبٌ مِنَ الزَّلَلْ
فَفِي اخْتِيَارِ الْعَامِلِ “““““““““ يُبْعِدُ كُلَّ فَاضِلِ
وَكُلُّ مَنْ يَعْنِيهِ ““““““““ مِنْ خَاسِرٍ يُدْنِيهِ
فَيَمْلأُ الْمُؤسٍّسَهْ “““““““ بِالأَشْقِيَاءِ التَّعَسَهْ
وَكُلُّ مَا لاَ يُعْجبُهْ “““““““ مِنَ الْبِنَا يُحَارِبُهْ
وَكَمْ مُدِيرٍ وُضِعَا “““““““ فِي عَمَلٍ فَضَيَّعَا
لأَنَّهُ لاَ يَتَّفِقْ “““““““““ وَقَصْدَهُ بَلْ يَفْتَرِقْ
وَالْعَمَلُ الْمُشَاهَدُ “““““ مِنْ غَيْرِ كُفْءٍ شَاهِدُ
الْكِتَابُ الْسَّادِسُ
فِي
الدَّعْوةِ والدُّعَاةِ
الْجَمَاعةُ وَالشُّذُوذُ
وَاعْمَلْ مَعَ الْجَمَاعَةِ “““““““ لِتَنْجَحُوا فِي الدَّعْوَةِ
فَالْعَمَلُ الْمُنْفَرِدُ “““““““““ نَجَاحُهُ مُهَدَّدُ
لِذَا تَرَى كِتَابَنَا ““““““ حَثَّ عَلَى اعْتِصَامِنَا
كَمَا نَهَى أُمَّتَنَا ““““““““ عَنِ النِّزَاعِ بَيْنَنَا
مُبيِّناً مَا يَحْصُلُ “““““““ مِنْهُ وَذَاكَ الْفَشَلُ
(1/53)
وَالذِّئْبُ لَيْسَ يَعْتَدِي ““““““““ إِلاَّ عَلَى الْمُنْفَرِدِ
والْعُودُ إذْ يَنْفَرِدُ ““““““““ بِالنَّارِ لاَ يَتَّقِدُ
وَكَسْرُهُ مُيَسَّرُ ““““““““ وَمَعْ سِواهُ يَعْسُرُ
وَانْظُرْ لِحَال اللَّبِنِ ““““““““ مُفَرَّقاً وَمَا بُنِي
وَالْمُؤْمِنُونَ كَالْبِنَا “““““““ صَحَّتْ بِذَا سُنَّتُنَا
وَالْمُصْطَفَى شَبَّهَنَا ““““““““ بِجَسَدٍ جَمِيعَنَا
أَعْضَاؤُهُ يُصِيبُهَا ““““““ مَا قَدْ أَصَابَ بَعْضَهَا
لِذَا رَأَيْنَا السّلَفَا “““““““ قَدْ حَقَّقُوا التَّكَاتُفَا
وَالوُدَّ وَالتَّرَاحُمَا ““““ وَالْعَدْلُ فِيهِمْ قَدْ سَمَا
وَنَحْنُ يَا شَبَابَنَا ““““““““““ عَدُوُّنَا فَرَّقَنَا
مُتَّخِذاً وَسَائِلاَ “““““““““ يَبُثُّهَا بَيْنَ الْمَلاَ
أَثْمَرَتِ التَّنَافُرَا “““““““ وَالْبُغْضَ والتَّنَاحُرَا
فَسَهُلَ اسْتِعْبَادُنَا ““““““ وَاغْتُصِبَتْ أَوْطَانُنَا
وَبَعْدَ عِزٍّ وَثَرى “““““““ صِرْنَا عَبِيداً فُقَرَا
وَالْحَلُّ يَا إخْوَتَنَا ““““““ يَكْمُنُ فِي وَحْدَتِنَا
فَأَكْمِلُوا بِهِمَّةِ ““““ فِي الْحَالِ صَفَّ الدَّعْوَة
وَأَهْمِلُوا الثَّرْثَارَا ““““““““ الْمَاكِرَ الْغَدَّارَا
فَمَن سَفِيهاً أَهْمَلاَ ““““““““ أَذَلَّهُ بَيْنَ الْمَلاَ
وَاللهُ يَكْفِي الْحَذِرَا “““““““ مَكْرَ لَئِيمٍ غَدَرَا
وَ لاَ تُبَالُوا بِالْعِدَا ““““““ مِنْ أَيِّ نِكْسٍ قَعَدَا
مُثَبِّطاً لِلنَّاسِ “““““ عَنْ صَبْرِهِمْ فِي الْبَاسِ
غَايَةُُ الْمُسْلِمِ
وَفِي الْحَيَاةِ غَايَتِي ““““““““ الْفَوْزُ بِالْهِدَايَةِ
وَأَنْ أَكُونَ دَاعِيَا “““““““ لأُمَّتِي وَهَادِيَا
لِيَطْمَئِنَّ الْعَالَمُ ““““““““ وَ لاَ يَقُودَ الظَّالِمُ
وَلَيْسَ لِي مِنْ أرَبِ “““““ غَيْرَ أَدَاءِ الْوَاجِبِ
مُصْطَبِراً مُضَحِّيَا ““““““““ بِمُهْجَتِي وَمَالِيَا
لَسْتُ أَسِيرَ شَهْوَةِ ““““““ لاِمرْأَةٍ وَضِيئَةِ
(1/54)
أَوْ لُقْمَةٍ لَيِّنَةِ ““““““““ أَوْ نَوْمَةٍ مُرِيحَةِ
أَوْ مَظْهَرٍ كَذَّابِ “““““““ أَوْ فَارِغِ الألْقَابِ
وَإِنْ يَكُنْ غَالِبُنَا ““““““ لِمَا مَضَى قَدِ انْحَنَى
وَتِلْكَ أُمُّ الْعِلَلِ “““““““““ لِذلِّنَا والْفَشَلِ
وَمَصْدَرِي فِيمَا مَضَى “““““““ كِتَابُ رَبِّي الْمُرْتَضَى
وَسُنَّةُ الْمُخْتَارِ ““““““““ وَصَحْبِهِ الأَبْرَارِ
وَسَائِلُ تَحْقِقِ تِلْكَ الْغَايَةِ
لاَ بُدَّ مِنْ وَسِيلَةِ “““““““““ تُوصِلُنَا لِلْغَايَةِ
أَرْكَانُهَا ثَلاَثَةُ “““““““““““ قِيَادَةٌ حَازِمَةُ
وَفَارِسٌ لَمْ يَكْسَلِ “““““““ بَلْ قَائِمٌ بِالْعَمَلِ
وَمَنْهَجٌ بَانَ وَصَحْ ““““ مَنْ حَازَهَا فَقَدْ نَجَحْ
وَعِزُّ أَيِّ أُمَّةِ “““““““““ فِي الْقُوَّةِ النّفْسِيَّةِ
بِقُوَّةِ الإِرَادَةِ “““““““ وَبِالْوَفَاءِ الثَّابِتِ
وَالْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ “““““““ بِالْفِكْرِ وَالتَّضْحِيَةِ
وَهْيَ إِذَا مَا تُفْقَدُ ““““““ مِنْ عَمَلٍ لاَ يُحْمَدُ
وَقوَّةُ الْعَتَادِ “““““““““““ وَاجِبَةُ الإعدَادِ
مِنْ أَجْلِ أَنْ نَتْتَصِرَا ““““““ عَلَى عَدُوٍّ كَفَرَا
لَكِنَّ تِلْكَ الْقَاعِدَهْ (1)“““““““““““ بِدُونِهَا لاَ فَائِدهْ
مِنْ أجْلِ ذَا أُطَهِّرُ “““““““““““ قَلْبِي وَلاَ أقَصِّرُ
----------
( 1 ) وهي ما ذكر قبل قوة العتاد في هذا الفصل .
هل وَسَائِلُ الدَّعْوَةِ توقيفية؟
وَأَيُّمَا وَسِيلَةِ ““““““““““ مُوصِلَةٌ لِلدَّعْوةِ
وَلَمْ يَرِدْ فِي الشَّرْعِ “““““ نَصٌّ صَرِيحُ الْمَنْعِ
فَإِنَّهَا مَطلُوبَةُ ““““““““““ بِحُكْمِهَا مَنُوطَةُ
الْفَرْضُ فِيمَا وَجَبَا ““““““ وَالنَّدْبُ فِيمَا نُدِبَا
وَلَمْ يَدَعْ مُحَمَّدُ ““““““ صَلَّى عَلَيْهِ الصَّمَدُ
وَسِيلَةً يُطِيقُهَا “““““““ مِنْ دُونِ أَنْ يَطْرُقَهَا
بِنفْسِه قَدْ بَشَّرَا ““““““ – مُبَلِّغاً – وَأَنْذَرَا
(1/55)
دَعَا الأَنَامَ جًهْرَا ““““““““ وَخُفْيَةً مُضْطَرَّا
مَشَى عَلَى أرْجُلِه “““““ فِي حَالِ فَقْدِ رَحْلِهِ
وَ فِي الرُّكُوب اسْتَعْمَلاَ “““““““ كُلَّ رَكُوب حَصَلاَ (1)
كَالْخَيْلِ وَالْبِغَالِ “““““““ وَالأُتْنِ والْجِمَالِ
وَقصَدَ الأَسْوَاقَا “““““““““ مُبَلِّغاً مَنْ لاَقَا
كَمَا دعَا أَهْلَ الْقُرَى “““““““ عَلَى الأَذَى مُصْطَبِرَا
وَقَامَ فَوقَ الْجَبَلِ “““““““ يَدْعُو لِتَوْحِيدِ الْعَلِي
وقَابَلَ الْحُجَّاجَا “““““““ لِيَنْصُرُوا الْمِنْهَاجَا
فَفَازَ عِنْدَ الْعَقَبَهْ “““““““ بِالنُّصْرَةِ الْمُرْتَقَبَهْ
وَضَرَبَ الأَمْثَالاَ ““““““ وَاسْتَعْملَ السُّؤَالاَ
وَأرْسَلَ الرَّسَائِلاَ ““““““ وَ صَحْبَهُ الأَفَاضِلاَ
دَعَوا رُءُوسَ الأُمَمِ “““““““ لِدِينِهِ الْمُعَظَّمِ
وَبَلّغُوا الرِّسَالَهْ “““““““ إِلَى ذَوِي الْجَهَالهْ
وَسَنَّ لِلْمُضْطَهَدِ ““““““““ بِدِينِهِ فِي الْبَلَدِ
هِجْرَتَهُ لِيَتَّقِي “““““ شَرَّ اضْطِهَادِ مَنْ شَقِي
وَيَنْشُرَ الدِّينَ الأَغَرْ “““““““ فِي بَلَدَةٍ بِهَا استَقَرْ
كَهِجْرةِ الصَّحْبِ إِلَى ““““““““ أَرْضِ النَّجَاشِي أَوَّلاَ
ثُمَّ اخْتِيارِ طَيْبَةِ ““““““ مَأْوىً لِخَيْرِ هِجْرَةِ
وَكَانَ لِلْخَطَابَةِ ““““““““ شَأْنٌ وَلِلْكِتَابَةِ
وَبِالْجِهَادِ أَدَّبَا ““““““ مَنْ دَعْوَةً قَدْ حَارَبَا
وَكُلُّ جِيلٍ حَمَلاَ “““““ فِي عَصْرِهِ وَسَائِلاَ
لَكِنْ جَدِيدُ عَصْرِنَا ““““““ قَدْ فَاقَ تِلكَ الأزْمُنَا
لِذَاكَ صَارَ حِمْلُنَا “““““““أَثْقَلَ مِنْ سَابِقِنَا
وَلَيْسَ عِنْدَ مَنْ يَرَى ““““““ التَوْقِيفَ نَصٌّ ظَهَرَا
بَلْ كُلُّ شَيْءٍ يَنْفَعُ “““““““ بِشَرْطِهِ لاَ يُمْنَعُ (1)
“““““““““““““““
( 1) عدم ورود الدليل الشرعي الصحيح بمنعه ، كما سبق في مطلع هذا الفصل .
الكِتْمَانُ
(1/56)
وَالسِّرُّ يَا إخْوَانِي “““““““ يُحْفَظُ بِالْكِتْمَانِ
وَلَيْسَ مِثْلُ صَدْرِكَا “““““““ مُتَّسَعاً لِسِرِّكَا
وَكَمْ مِنَ الأَسْرَارِ “““““““ تُكْشَفُ بِاخْتِيَارِ
مِنْ داخِلِ الْجَمَاعَةِ “““““ عَنْ جَهْلٍ اْو خِيَانةِ
وَذَا الَّذِي يُرِيدُ ““““““““““ عَدُوُّنَا الْعَنِيدُ
يَبني عَلَى مَا يَسْمَعُهْ ““““““ مُخَطَّطَاتٍ تَنْفَعُهْ
فِي كَيْدِهِ ومَكْرِهِ “““““““ وَخَافِيَاتِ غَدْرِهِ
مِنْ أَجْلِ مَا تَقَدَّمَا “““““““ رَسُولُنَا قَدْ كَتَمَا
فِي سِلْمِهِ وَحَرْبِهِ “““““““ وَذَاكَ فِعْلُ صَحْبِهِ
وَصُنْعُهُ فِي الْهِجْرَةِ “““““““ مِنْ أَبْرَزِ الأَدِلَّةِ
وَغَزْوَةُ الْفَتْحِ جَرَى “““““ كِتْمَانُهَا لِمَنْ دَرَى
وَالأَمْرُ بِالْكِتْمَانِ فِي ““““““ رَسَائِلٍ قدِ اقْتُفِي
وَخَائِنُ الْخَلِيقَةِِ ““““““““ مَنْ بَثَّ سِرَّ الأُمَّةِ
لاَ سِيَمَا سِرًّا بَدَا ““““““ عَنْ حَرْبِنَا مَعَ الْعِدَا
وَذَا الَّذِي يُكَرَّرُ “““““““““ وَقَلَّ مَنْ يُنَكِّرُ
وَلَيْسَ مِنْ أَعْدَائِنَا ““““““ مَنْ بَاحَ بِالسِّرِّ لَنَا
فَهَل تُفِيقُ أُمَّتِي ““““““ مِنْ مِثْلِ هَذِي الْغَفْلَةِ
أَوْ لاَ تَزَالُ الثَّرْثَرَهْ “““““““ مُعْتَادَةً مُنْتَشِرَهْ
“““““““““““““““
(1) الركوب الأول بضم الراء مصدر ركب الدابة ، أي اعتلاها ، وركوب الثاني بفتح الراء ، معناه الدابة المركوبة .
““““ الاهْتِمَامُ بِأُمُورِ الْمسْلِمِينَ ““““
وَمَا تُعَانِي أُمَّتِي “““““ فِي الْحَالِ يُعْلِي هِمَّتِي
لِذَاكَ لاَ أَعْتَزِلُ ““““““““ عَنْ حَادِثَاتٍ تَنْزِلُ
بَلْ سَأَكُونُ دَائِمَا “““““““““ مُنَبِّهاً مُعَلِّمَا
وَمُرْشِداً مُرَبِّيَا “““““““ أَرْجو الْجَزَا مِنْ رَبِّيَا
وَسَأٌقُولُ لِلْمَلاَ ““““““ إ”ذَا رَأَيْتُ النُّكْرَ لاَ
وَمَا أَرَى فِي أُمَّتِي “““““““ مِنْ حَسَدٍ وَفُرْقَةِ
(1/57)
وَعَدَمِ اهْتِمَامِ “““““““““ بِنُصْرَةِ الإسْلاَمِ
والْمُسْلِمِينَ الضُّعَفَا “““““ لاَ يَرْتَضِيهِ الشُّرَفَا
وَالشَّرُّ قَدْ حَاقَ بِنَا ““““““ مُخَيِّماً فِي أَرْضِنَا
وَقَدْ غَدَا عَدُوُّنَا “““““““““ فِي أَرْضِنَا يُذِلُّنَا
وَنَحْنُ فِي سُبَاتِ ““““““““ نُعَدُّ كَالأَمْواتِ
أَلَيْسَ فِي إسْلاَمِنَا ““““““““ حَيَاتُنَا يَا قَوْمَنَا
والْكُفْرُ فِيهِ الْعَارُ “““““““ وَالذُّلُّ والصَّغَارُ
بَلَى وَرَبِّي فَاذْكُرُوا ““““““مَجْدَكُمُ وَشَمِّرُوا
الابْتِلاَءُ فِي سبِيلِ اللَّهِ ( 67 )
وَالابْتِلاَءُ قَدْ غَدَا “““““ دَأْباً لأَصْحَابِ الْهُدَى
مِنْ رُسُلٍ وَ أَنْبِيَا ““““““““ وَمِنْ دُعَاةٍ أَتْقِيَا
كَمْ ذَاقَ مِنْ بَلاَءِ “““““““ مَنْ جَاءَ بِالْبَيْضَاءِ
وَصَحْبُهُ الأَبْرَارُ “““““““““ آذَاهُمُ الْكُفَّارُ
وَنَحْنُ يَا إِخْوَتَنَا “““““““““ سَبِيلُهُمْ سَبِيلُنَا
وَالنَّصْرُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ “““““““““““ لِدِينِنَا الْمُفَضَّلِ
وَالنَّاسُ فِي الْقُرْآنِ “““““““ جَمِيعُهُمْ حِزْبَانِ
حِزْبٌ أَطَاعَ رَبَّهُ ““““““““ فَلاَ يُضِيعُ حِزْبَهُ
بَلْ وَعْدُهُ بِالْغَلَبِ “““““““ أَنْزَلَهُ عَلَى النَّبِي
إِنْ لَم يَكُنْ قَد فَرَّطَا “““““““ فِي مَا عَلَيْهِ اشْتُرِطَا
هَذَا وَ أَمَّا الثَّانِي ““““““““ فَعَابِدُ الشَّيْطَانِ
وَقَدْ يَصُولُ زَمَنَا ““““““““ مُنْتَفِخاً مُهَيْمِنَا
لَكِنَّهُ غُثَاءُ ““““““““““““ يُزِيلُهُ الْمضَاءُ
فَلْنَمْضِ يَا إِخْوَانِي “““““ فِي طَاعَةِ الرَّحْمَانِ
عَلَى الصِّرَاطِ الْوَاحِدِ ““““““ رَغْمَ الْعَنِيدِ الْجَاحِدِ
وَ لاَ نُبَالِ بِالأَذَى ““““ وَقَدْ مَضَى مَنْ يُحْتَذَى
وَلْنَلْزَمِ الصُّمُودَا ““““““““ لِمَنْ غَدَا عَنِيدَا
فَبِالْجِهَادِ الدَّائِبِ ““““““““ نَفُوزُ بِالْمَنَاقِبِ
وَكُلُّنَا بِقُوَّةِ “““““““““ مُنَاصِرٌ لِلشِّرْعَةِ
(1/58)
لاَ نَرْتَضِي سِوَاهَا “““““““““““ بَلْ كُلُّنَا فِدَاهَا
وَرَبُّنَا غَايَتُنَا “““““““““ وَالْمُصْطَفَى قُدْوَتُنَا
وَمَوْتُنَا لِدِينِنَا “““““““ أَسْمَى الأَمَانِي عِنْدَنَا
وَكَيْفَ نَغْدُو جُبَنَا ““““““““ وَمَوْتُنَا حَيَاتُنَا
فَأَبْشِرِي أَرْوَاحَنَا ““““““““ غَداً لِقَاءُ رَبِّنَا
وَجَنَّةُ الْخُلْدِ لَنَا “““““““ فَغَادِرِي دَار الْفَنَا
أَمَلٌ وَقُدْوَةٌ
سَوْفَ نَسُودُ الْعَالَمَا ““““““ وَنُحْرِزَ التَّقَدُّمَا
إِذَا سَلَكْنَا دَرْبَنَا “““““ دُونَ الْتِوَاءٍ وَانْحِنَا
لأَنَّ نَصْرَ اللَهِ ““““““““ يُحِيطُ جُنْدَ اللَّهِ
وَلَيْسَ غَيْرُ دِينِنَا “““““““““ بِمُنْقِذٍ عَالَمَنَا
فَاسْعَوا إِلَى الأَمَامِ “““““““ يَا فِتْيَةَ الإٍِسْلاَمِ
وَكَبِّرُوا وَهَلِّلُوا ““““““ وَكُلَّ صَعْبٍ ذَلِّلُوا
بِالْعَزْمِ وَالإِيمَانِ ““““““““ وَالصَّبْرِ والْعِرْفَانِ
وَ لاَ تَمَلُّوا فَالْمَلَلْ ““““ يَثْنِي عَنِ الأَمْرِ الْجَلَلْ
وَفِي الطَّرِيقِ فَاذْكُرُوا “““““ أَئِمَّةً قَدْ شَمَّرُوا
طَالَ الطَّرِيقُ بِهِمُ ““““““ لَكِنَّهُمْ لَمْ يُحْجِمُوا
بَلْ كُلُّهُمْ قَدْ صَارَا “““““““ فِي دَرْبِنَا مَنَارَا
يُعْطِيكَ نُوحٌ مَثَلاَ ““““ إِذْ كَان يَدْعُو مُرْسَلاَ
فِي ألْفِ عَامٍ تَقْصُرُ ““““ خَمْسِينَ وَهْوَ يُنْذِرُ
فَاسْعَوْا وَلاَ تَلْتَفِتُوا ““““““ إِلَى عَدُوٍّ يَشْمِتُ
فَنَهْجُكُمْ سَوِيُّ ““““““““““ وَرَبُّكُمْ قَوِيُّ
وَمَا لَكُمْ مِنْ حِيلَةِ ““““ فِي تَرْكِ ذِي الطَّرِيقَةِ
التَّوْبَةِ والاسْتِغْفَارِ ( 69 )
وَتُبْ إِلَى مَوْلاَكَا “““““““ مِمَّا جَنَتْ يَدَاكَا
فَهْوَ رَحِيمٌ يَقْبَلُ “““““““““ تَوْبَةَ عَبْدٍ يُقْبِلُ
وَيَغْفِرُ الذُّنُوبَا ““““““““ وَيَسْتُرُ الْعُيُوبَا
وَحَاسِبِ النَّفْسَ وَلاَ “““““““““ تَسْتَكْثِرَنَّ الْعَمَلاَ
(1/59)
وَاعْكُفْ عَلَى نَجْوَاهُ “““““““ مَا خابَ مَنْ نَاجَاهُ
وَاسْتَغْفِرَنَّ مُكْثِرَا “““““““““ وَلاَ تَكُنْ مُثَرْثِرَا
وَاطْلُبْهُ أَنْ يَخْتِمَ لَكْ ““““““ بِالصَّالِحَاتِ عَمَلَكْ
فَالرِّبْحُ وَالْخَسَارهْ “““““““““ فِي هَذِهِ التِّجَارَهْ
الْخَاتِمَةُ
وَتَمَّ نَظْمُ الْجَوْهَرَهْ “““““““ فِي الْبلْدَةِ الْمُطَهَّرَهْ
مَدِينَةِ الْمُخْتَارِ “““““““““ وَصَحْبِهِ الأَبْرَارِ
قَدْ بَرَزَت كَالْبَدْرِ ““““““““ بَيَانُهَا كَالسِّحْرِ
وَلَفْظُهَا مُيَسَّرُ “““““““““ وَمَا حَوَاهُ أَيْسَرُ
مَنْهَجُهَا فَرِيدُ ““““““““ وَنَوْعُهَا جَدِيدُ
فَاظْفَرْ بِهَا مُبْتَهِجَا ““““““““ مُرْتَقِياً مَعَارِجَا
وَالْفَضْلُ فِي الإِكْمَالِ ““““““““ لِلَّهِ ذِي الْجَلاَلِ
وَكُلُّ مَا أَرْجُو لَهَا “““““““ مِنْ جِيلِنَا قَبُولُهَا
وَأَنْ تَكُونَ فَاتِحَهْ ““““““ لِبَابِ سُوقٍ رَابِحَهْ
مُدْرَجَةً فِي عَمِلِي ““““““ مَرْضِيَّةً عِنْدَ الْعَلِي
وَأَنْ يَكُونَ مَا صَدَرْ ““““““““ مِنْ خَطَأٍ لِي مُغْتَفَرْ
والْبَذْلَ لِلدُّعَاءِ ““““““““ أَرْجُو مِنَ الْقُرَّاءِ
وَهَاهُنَا الرِّحَالُ “““““““““ تُحَطُّ يَا أِشْبَالُ
لِنُقْلَةٍ بَعِيدَةِ ““““““““ تُوصِلُكُمْ لِلْغَايَةِ
هَذَا وَصَلَّى اللَّهُ ““““““ عَلَى الَّذِي ارْتَضَاهُ
مُبَلِّغاً لِدَعْوَتِهْ ““““““““““ وَنَاصِحاً لأُمَّتِهْ
وَكُلِّ مَنْ سَار عَلَى ““““ نَهْجِ الصَّحَابِ الْفُضَلاَ (1)
““““““““““““““““““““
(
(1/60)
1 ) غالب هذه المنظومة بين واضح ، سهل ميسر ، ولكن بعض كلماتها ، في حاجة إلى شيء من التوضيح ، وبعض الإشارات إلى الأدلة تفتقر إلى البيان ، وكنت أود أن أكتب تعليقا يكشف لأشبالها ما قد يخفى عليهم إدراكه ، حتى يكون البيان أتم ، والفهم أعم ، ومعلوم أن أهل مكة أدرى بشعابها وأعلم ، ولكني لم أتمكن من ذلك ، لكثرة المشاغل وتوالي المخارج والمداخل ، وأملي كبير في أن يتوصل كل شبل بنفسه إلى فهم ذلك وهضمه لما رزقه الله من ذكاء بفضله ومنه.
ولعل الله تعالى يوفقني – إن طال العمر – لتحقيق ما كنت أرغب في توضيحه وإعرابه ، فما خاب من توكل عليه ورجاه وأكثرَ الطرقَ ببابه ، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ، وكل من سار على دربه من أحبابه .
جاكرتا 3/5/1421هـ – 3/8/2000هـ )
(1/61)