ألفية ابن مالك
في النحو والصرف
للإمام العلامة أبي عبدالله محمد بن عبد الله بن مالك الأندلسي
قام بتنسيقها وفهرستها
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود(1/1)
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
قَالَ مُحَمَّد هُوَ ابنُ مَالِكِ أَحْمَدُ رَبِّي اللَّهَ خَيْرَ مَالِكِ
مُصَلِّيَاً عَلَى النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى وَآلِهِ الْمُسْتَكْمِلِينَ الْشَّرَفَا
وَأَسْتَعِيْنُ اللَّهَ فِي أَلْفِيَّهْ مَقَاصِدُ الْنَّحْوِ بِهَا مَحْوِيَّهْ
تُقَرِّبُ الأَقْصَى بِلَفْظٍ مُوْجَزِ وَتَبْسُطُ الْبَذْلَ بِوَعْدٍ مُنْجَزِ
وَتَقْتَضِي رِضَاً بِغَيْرِ سُخْطِ فَائِقَةً أَلْفِيَّةَ ابْنِ مُعْطِي
وَهْوَ بِسَبْقٍ حَائِزٌ تَفْضِيْلاً مُسْتَوْجِبٌ ثَنَائِيَ الْجَمِيْلاَ
وَاللَّهُ يَقْضِي بِهِبَاتٍ وَافِرَهْ لِي وَلَهُ فِي دَرَجَاتِ الآخِرَهْ
****************************
الْكَلاَمُ وَمَا يَتَألَّفُ مِنْهُ
كَلاَمُنَا لَفْظٌ مُفِيْدٌ كَاسْتَقِمْ وَاسْمٌ وَفِعْلٌ ثُمَّ حَرْفٌ الْكَلِمْ
وَاحِدُهُ كَلِمَةٌ وَالْقَوْلُ عَمْ وَكَلْمَةٌ بِهَا كَلاَمٌ قَدْ يُؤمْ
بِالْجَرِّ وَالْتَنْوِيْنِ وَالْنِّدَا وَأَلْ وَمُسْنَدٍ لِلاسْمِ تَمْيِيْزٌ حَصَلْ
بِتَا فَعَلْتَ وَأَتَتْ وَيَا افْعَلِي وَنُوْنِ أَقْبِلَنَّ فِعْلٌ يَنْجَلِي
سِوَاهُمَا الْحَرْفُ كَهَلْ وَفِي وَلَمْ فِعْلٌ مُضَارِعٌ يَلِي لَمْ كَيَشمْ
وَمَاضِيَ الأَفْعَالِ بِالتَّا مِنْ وَسِمْ بِالنُّوْنِ فِعْلَ الأَمْرِ إِنْ أَمْرٌ فُهِمْ
وَالأَمْرُ إِنْ لَمْ يَكُ لِلنّوْنِ مَحَلْ فِيْهِ هُوَ اسْمٌ نَحْوُ صَهْ وَحَيَّهَلْ
**********************
الْمُعْرَبُ وَالْمَبْنِي
وَالاسْمُ مِنْهُ مُعْرَبٌ وَمَبْنِي لِشَبَهٍ مِنَ الْحُرُوْفِ مُدْنِي
كَالْشَّبَهِ الْوَضْعِيِّ فِي اسْمَيْ جِئْتَنَا وَالْمَعْنَوِيِّ فِي مَتَى وَفِي هُنَا
وَكَنِيَابَةٍ عَنِ الْفِعْلِ بِلاَ تَأَثُّرٍ وَكَافْتِقَارٍ أُصِّلا(1/1)
وَمُعْرَبُ الأَسْمَاءِ مَا قَدْ سَلِمَا مِنْ شَبَهِ الْحَرْفِ كَأَرْضٍ وَسَمَا
وَفِعْلُ أَمْرٍ وَمُضِيٍّ بُنِيَا وَأَعْرَبُوا مُضَارِعَاً إنْ عَرِيَا
مِنْ نُوْنِ تَوْكِيْدٍ مُبَاشِرٍ وَمِنْ نُوْنِ إنَاثٍ كَيَرُعْنَ مَنْ فُتِنْ
وَكُلُّ حَرْفٍ مُسْتَحِقٌّ لِلْبِنَا وَالأَصْلُ فِي الْمَبْنِيِّ أَنْ يُسَكَّنَا
وَمِنْهُ ذُو فَتْحٍ وَذُو كَسْرٍ وَضَمُّ كَأَيْنَ أَمْسِ حَيْثُ وَالْسَّاكِنُ كَمْ
وَالْرَّفْعَ وَالْنَّصْبَ اجْعَلَنْ إعْرَابَا لاسْمٍ وَفِعْلٍ نَحْوُ لَنْ أَهَابَا
وَالاسْمُ قَدْ خُصِّصَ بِالْجَرِّ كَمَا قَدْ خُصِّصَ الْفِعْلُ بِأَنْ يَنْجَزِمَا
فَارْفَعْ بِضَمَ وَانْصِبَنْ فَتْحَاً وَجُرْ كَسْرَاً كَذِكْرُ اللَّهِ عَبْدَهُ يَسُرْ
وَاجْزِمْ بِتَسْكِيْنٍ وَغَيْرُ مَا ذُكِرْ يَنُوْبُ نَحْوُ جَا أَخْو بَنِي نَمِرْ
وَارْفَعْ بِوَاوٍ وَانْصِبَنَّ بِالأَلِفْ وَاجْرُرْ بِيَاءٍ مَا مِنَ الأَسْمَا أَصِفْ
مِنْ ذَاكَ ذُو إِنْ صُحْبَةً أَبَانَا وَالْفَمُ حَيْثُ الْمِيْمُ مِنْهُ بَانَا
أَبٌ آخٌ حَمٌ كَذَاكَ وَهَنُ وَالْنَّقْصُ فِي هذَا الأَخِيْرِ أَحْسَنُ
وَفِي أَبٍ وَتَالِيَيْهِ يَنْدُرُ وَقَصْرُهَا مِنْ نَقْصِهِنَّ أَشْهَرُ
وَشَرْطُ ذَا الإعْرَابِ أَنْ يُضَفْنَ لاَ لِلْيَا كَجَا أَخْو أَبِيْكَ ذَا اعْتِلاَ
بِالأَلِفِ ارْفَع الْمُثَنَّى وَكِلاَ إذَا بِمُضْمَرٍ مُضَافَاً وُصِلاَ
كِلْتَا كَذَاكَ اثْنَانِ وَاثْنَتَانِ كَابْنَيْنِ وَابْنَتَيْنِ يَجْرِيَانِ
وَتَخْلُفُ الْيَا فِي جَمِيْعِهَا الأَلِفْ جَرًّا وَنَصْبَاً بَعْدَ فَتْحٍ قَدْ أُلِفْ
وَارْفَعْ بِوَاوٍ وَبِيَا اجْرُرْ وَانْصِبِ سَالِمَ جَمْعِ عَامِرٍ وَمُذْنِبِ
وَشِبْهِ ذَيْنِ وَبِهِ عِشْرُوْنَا وَبَابُهُ أُلْحِقَ وَالأَهْلُوْنَا
أوْلُو وَعَالَمُوْنَ عِلِّيّونَا وَأَرْضُوْنَ شَذَّ وَالْسِّنُوْنَا(1/2)
وَبَابُهُ وَمِثْلَ حِيْنٍ قَدْ يَرِدْ ذَا الْبَابُ وَهْوَ عِنْدَ قَوْمٍ يَطَّرِدْ
وَنُوْنَ مَجْمُوْعٍ وَمَا بِهِ الْتَحَقْ فَافْتَحْ وَقَلَّ مَنْ بِكَسْرِهِ نَطَقْ
وَنُوْنُ مَا ثُنِّيَ وَالْمُلْحَقِ بِهْ بِعَكْسِ ذَاكَ اسْتَعْمَلُوْهُ فَانْتَبِهْ
وَمَا بِتَا وَأَلِفٍ قَدْ جُمِعَا يُكْسَرُ فِي الْجَرِّ وَفِي النَّصْبِ مَعَا
كَذَا أُوْلاَتُ وَالَّذِي اسْمَاً قَدْ جُعِلْ كَأَذْرِعَاتٍ فِيْهِ ذَا أَيْضَاً قُبِلْ
وَجُرَّ بِالْفَتْحَةِ مَا لاَ يَنْصَرِفْ مَا لَمْ يُضَفْ أَوْ يَكُ بَعْدَ أَلْ رَدِفْ
وَاجْعَلْ لِنَحْوِ يَفْعَلاَنِ الْنُّوْنَا رَفْعَاً وَتَدْعِيْنَ وَتَسْأَلُونَا
وَحَذْفُهَا لِلْجَزْمِ وَالْنَّصْبِ سِمَهْ كَلَمْ تَكُوْنِي لِتَرُوْمِي مَظْلَمَهْ
وَسَمِّ مُعْتَلاًّ مِنَ الأَسْمَاءِ مَا كَالْمُصْطَفَى وَالْمُرْتَقَي مَكَارِمَا
فَالأَوَّلُ الإِعْرَابُ فِيْهِ قُدِّرَا جَمِيْعُهُ وَهْوَ الَّذِي قَدْ قُصِرَا
وَالْثَّانِ مَنْقُوصٌ وَنَصْبُهُ ظَهَرْ وَرَفْعُهُ يُنْوَى كَذَا أيْضَاً يُجَرْ
وَأَيُّ فِعْلٍ آخِرٌ مِنْهُ أَلِفْ أوْ وَاوٌ أوْ يَاءٌ فَمُعْتَلاًّ عُرِفْ
فَالأَلِفَ انْوِ فِيْهِ غَيْرَ الْجَزْمِ وَأَبْدِ نَصْبَ مَا كَيَدْعُو يَرْمِي
والرَّفعَ فيهما انْوِ واحذِفْ جازِمَا ثلاثَهُنَّ تَقضِ حُكمَا لازِمَا
**********************
الْنَّكِرَةُ وَالْمَعْرِفَةُ
نَكِرَةٌ قَابِلُ أَلْ مُؤثِّرَاً أَوْ وَاقِعٌ مَوْقِعَ مَا قَدْ ذُكِرَا
وَغَيْرُهُ مَعْرِفَةٌ كَهُمْ وَذِي وَهِنْدَ وَابْنيِ وَالْغُلاَمِ وَالَّذِي
فَمَا لِذِي غَيْبَةٍ أوْ حُضُورِ كَأَنْتَ وَهْوَ سَمِّ بِالضَّمِيْرِ
وَذُو اتِّصَالٍ مِنْهُ مَا لاَ يُبْتَدَا وَلاَ يَلِي إلاَّ اخْتِيَارَاً أبَدَا
كَالْيَاءِ وَالْكَافِ مِنِ ابْني أكْرَمَكْ وَالْيَاءِ وَالْهَا مِنْ سَلِيْهِ مَا مَلَكْ(1/3)
وَكُلُّ مُضْمَرٍ لَهُ الْبِنَا يَجِبْ وَلَفْظُ مَا جُرَّ كَلَفْظِ مَا نُصِبْ
لِلرَّفْعِ وَالْنَّصْبِ وَجَرَ نا صَلَحْ كَاعْرِفْ بِنَا فَإِنَّنَا نِلْنَا الْمِنَحْ
وَأَلِفٌ وَالْوَاوُ وَالْنُّوْنُّ لِمَا غَابَ وَغَيْرِهِ كَقَامَا وَاعْلَمَا
وَمِنْ ضَمِيْرِ الْرَّفْعِ مَا يَسْتَتِرُ كَافْعَلْ أوَافِقْ نَغتَبِطْ إذْ تُشْكرُ
وَذُو ارْتِفَاعٍ وَانْفِصَالٍ أَنَا هُوْ وَأَنْتَ وَالْفُرُوْعُ لاَ تَشْتَبِهُ
وَذُو انْتِصَابٍ فِي انْفِصَالٍ جُعِلاَ إيَّايَ وَالْتَّفْرِيْعُ لَيْسَ مُشْكِلاَ
وَفِي اخْتِيَارٍ لاَ يَجِيء الْمُنْفَصِلْ إذَا تَأَتَّى أنْ يَجِيء الْمُتَّصِلْ
وَصِلْ أَوِ افْصِلْ هَاء سَلْنِيْهِ وَمَا أَشْبَهَهُ فِي كُنْتُهُ الْخُلْفُ انْتَمَى
كَذَاكَ خِلْتَنِيْهِ وَاتِّصَالاَ أَخْتَارُ غَيْرِي اخْتَارَ الانْفِصَالاَ
وَقَدِّمِ الأَخَصَّ فِي اتِّصَالِ وَقَدِّمَنْ مَا شِئْتَ فِي انْفِصَالِ
وَفِي اتِّحَادِ الرُّتْبَةِ الْزَمْ فَصْلاَ وَقَدْ يُبِيْحُ الْغَيْبُ فِيْهِ وَصْلاَ
وَقَبْلَ يَا الْنَّفْسِ مَعَ الْفِعْلِ الْتُزِمْ نُوْنُ وِقَايَةٍ وَلَيْسِي قَدْ نُظِمْ
وَليْتَنيِ فَشَا وَلَيْتي نَدَرَا وَمَعْ لَعَلَّ اعْكِسْ وَكُنْ مُخَيَّراً
فِي الْبَاقِيَاتِ وَاضْطِرَارَاً خَفَّفَا مِنِّي وَعَنِّي بَعْضُ مَنْ قَدْ سَلَفَا
وَفِي لَدُنِّي لَدُنِي قَلَّ وَفِي قَدْنِي وَقَطْنِي الْحَذْفُ أَيْضَاً قَدْ يَفِي
************************
الْعَلَمُ
اسْمٌ يُعَيِّنُ الْمُسَمَّى مُطْلَقَا عَلَمُهُ كَجَعْفَرٍ وَخِرْنِقَا
وَقَرَنٍ وَعَدَنٍ وَلاَحِقٍ وَشَذْقَمٍ وَهَيْلَةٍ وَوَاشِقِ
وَاسْمَاً أَتَى وَكُنْيَةً وَلَقَبَا وَأَخِّرَنْ ذَا إِنْ سِوَاهُ صَحِبَا
وَإِنْ يَكُوْنَا مُفْرَدَيْنِ فَأَضِفْ حَتْمَاً وَإِلاَّ أَتْبِعِ الذي رَدِفْ
وَمِنْهُ مَنْقُولٌ كَفَضْلٍ وَأَسَدْ وَذُو ارْتِجَال كَسُعَادَ وَأُدَدْ(1/4)
وَجُمْلَةٌ وَمَا بِمَزْجٍ رُكِّبَا ذَا إنْ بِغَيْرِ وَيْهِ تَمَّ أُعْرِبَا
وَشَاعَ فِي الأَعْلاَمِ ذُو الإِضَافَهْ كَعَبْدِ شَمْسٍ وَأَبِي قُحَافَهْ
وَوَضَعُوَا لِبَعْضِ الأجْنَاسِ عَلَمْ كَعَلَم الأَشْخَاصِ لَفْظَاً وَهْوَ عَمْ
مِنْ ذَاكَ أمُّ عِرْيَطٍ لِلْعَقْرَبِ وَهكَذَا ثُعَالَةٌ لِلْثَّعْلَبِ
وَمِثْلُهُ بَرَّةُ لِلْمَبَرَّهْ كَذَا فَجَارِ عَلَمٌ لِلْفَجرَهْ
**********************
اسْمُ الإِشَارَةِ
بِذَا لِمُفْرَدٍ مُذَكَّرٍ أَشِرْ بِذِي وَذِهْ تِي تَا عَلَى الأنْثَى اقْتَصِرْ
وَذَانِ تَانِ لِلْمُثَنَّى الْمُرْتَفِعْ وَفِي سِوَاهُ ذَيْنِ تَيْنِ اذْكُرْ تُطِعْ
وَبِأُوْلَى أَشِرْ لَجِمْعٍ مُطْلَقَاً وَالْمَدُّ أَوْلَى وَلَدَى الْبُعْدِ انْطِقَا
بِالْكَافِ حَرْفَاً دُوْنَ لاَمٍ أَوْ مَعَهْ وَالَّلامُ إنْ قَدَّمْتَ هَا مُمْتَنِعَهْ
وَبِهُنَا أَوْ ههُنَا أَشِرْ إلَى دَانِي الْمَكَانِ وَبِهِ الْكَافَ صِلاَ
فِي الْبُعْدِ أَوْ بِثَمَّ فُهْ أَوْ هَنَّا أَوْ بِهُنَالِكَ انْطِقَنْ أَوْ هِنَّا
*****************
الْمَوْصُوْلُ
مَوْصُولُ الاسْمَاءِ الَّذِي الأُنْثَى الَّتِي وَالْيَا إذَا مَا ثُنِّيَا لاَ تُثْبِتِ
بَلْ مَا تَلِيْهِ أَوْلِهِ الْعَلاَمَهْ وَالنُّوْنُ إنْ تُشْدَدْ فَلاَ مَلاَمَهْ
وَالْنّوْنُ مِنْ ذَيْنِ وَتَيْنِ شُدِّدَا أَيْضَاً وَتَعْوِيضٌ بِذَاكَ قُصِدَا
جَمْعُ الَّذِي الألَى الَّذِيْنَ مُطْلَقَا وَبَعْضُهُمْ بِالْوَاوِ رَفْعَاً نَطَقَا
بِاللاَّتِ وَاللّاَءِ الَّتِي قَدْ جُمِعَا وَالَّلاءِ كَالَّذِيْنَ نَزْرَاً وَقَعَا
وَمَنْ وَمَا وَأَلْ تُسَاوِي مَا ذُكِرْ وَهكَذَا ذُو عِنْدَ طَيِّىء شُهِرْ
وَكَالَّتِي أيضا لَدَيْهِمْ ذَاتُ وَمَوْضِعَ اللَّاتِي أَتَى ذَوَاتُ
وَمِثْلُ مَاذَا بَعْدَ مَا اسْتِفْهَامِ أَوْمَنْ إذَا لَمْ تُلْغَ فِي الْكَلاَمِ(1/5)
وَكُلُّهَا يَلْزَمُ بَعَدَهُ صِلَهْ عَلَى ضَمِيْرٍ لاَئِقٍ مُشْتَمِلَهْ
وَجُمْلَةٌ أوْ شِبْهُهَا الَّذِي وُصِلْ بِهِ كَمَنْ عِنْدِي الَّذِي ابْنُهُ كُفِلْ
وَصفَةٌ صَرِيْحَةٌ صِلَةُ أَلْ وَكَوْنُهَا بِمُعْرَبِ الأَفْعَالِ قَلْ
أَيُّ كَمَا وَأُعْرِبَتْ مَا لَمْ تُضَفْ وَصَدْرُ وَصْلِهَا ضَمِيْرٌ انْحَذَفْ
وَبَعْضُهُمْ أَعْرَبَ مُطْلَقَاً وَفِي ذَا الْحَذْفِ أَيًّا غَيْرُ أَيٍّ يَقْتَفِي
إِنْ يُسْتَطَلْ وَصْلٌ وَإِنْ لَمْ يُسْتَطَلْ فَالْحَذْفُ نَزْرٌ وَأَبَوْا أَنْ يُخْتَزَلْ
إنْ صَلُحَ الْبَاقِي لِوَصْلٍ مُكْمِلِ وَالْحَذْفُ عِنْدَهُمْ كَثِيْرٌ مُنْجَلِي
فِي عَائِدٍ مُتَّصِلٍ إِنِ انْتَصَبْ بِفِعْلٍ أوْ وَصْفٍ كَمَنْ نَرْجُو يَهَبْ
كَذَاكَ حَذْفُ مَا بِوَصْفٍ خُفِضَا كَأَنْتَ قَاضٍ بَعْدَ أَمْرٍ مِنْ قَضَى
كَذَا الَّذِي جُرَّ بِمَا الْمَوْصُوْلَ جَرْ كَمُرَّ بِالَّذِي مَرَرْتُ فَهْوَ بَر
**********************
الْمُعَرَّفُ بِأَدَاةِ الْتَّعْرِيْفِ
أَلْ حَرْفُ تَعْرِيْفٍ أَوِ الَّلامُ فَقَطْ فَنَمَطٌ عَرَّفْتَ قُلْ فِيْهِ النَّمَطْ
وَقَدْ تُزَادُ لاَزِمَاً كَالَّلاتِ وَالآنَ وَالَّذِيْنَ ثُمَّ الَّلاتِ
وَلاضْطِرَارٍ كَبَنَاتِ الأوْبَرِ كَذَا وَطِبْتَ الْنَّفْسَ يَا قَيْسُ الْسَّرِي
وَبَعَضُ الأعْلاَمِ عَلَيْهِ دَخَلا لِلَمْحِ مَا قَدْ كَانَ عَنْهُ نُقِلاَ
كَالْفَصْلِ وَالْحَارِثِ وَالْنُّعْمَانِ فَذِكْرُ ذَا وَحَذْفُهُ سِيَّانِ
وَقَدْ يَصِيْرُ عَلَمَاً بِالْغَلَبَهْ مُضَاف أوْ مَصْحُوْبُ أَلْ كَالْعَقَبَهْ
وَحَذْفَ أَلْ ذِي إنَ تُنَادِ أَوْ تُضِفْ أوْجِبْ وَفِي غَيْرِهِمَا قَدْ تَنْحَذِفْ
******************
الابْتِدَاءُ
مُبْتَدَأ زَيْدٌ وَعَاذِرٌ خَبَرْ إِنْ قُلْتَ زَيْدٌ عَاذِرٌ مَنِ اعْتَذَرْ
وَأَوَّلٌ مُبْتَدَأ وَالْثَّانِي فَاعِلٌ اغْنَى فِي أَسَارٍ ذَانِ(1/6)
وَقِسْ وَكَاسْتِفْهَامٍ النَّفْيُ وَقَدْ يَجُوْزُ نَحْوُ فَائِزٌ أولُو الرَّشَدْ
وَالْثَّانِ مُبْتَدَا وَذَا الْوَصْفُ خَبَرْ إِنْ فِي سِوَى الإِفْرَادِ طِبْقاً اسْتَقَرْ
وَرَفَعُوا مُبْتَدَأ بالابْتَدِا كَذَاكَ رَفْعُ خَبَرٍ باْلمُبْتَدَأ
وَالْخَبَرُ الْجُزْء الْمُتِمُّ الْفَائِدَهْ كَاللَّه بَرُّ وَالأَيَادِي شَاهِدَهْ
وَمُفْرَدَاً يَأتِي وَيَأتِي جُمْلَهْ حَاوِيَةً مَعْنَى الَّذِي سِيْقَتْ لَهْ
وَإِنْ تَكُنْ إيَّاهُ مَعْنَى اكْتَفَى بِهَا كَنُطْقِي اللَّهُ حَسْبِي وَكَفَى
وَالْمُفْرَدُ الْجَامِدُ فَارِغٌ وَإِنْ يُشْتَقَّ فَهْوَ ذُو ضَمِيْرٍ مُسْتَكِنّ
وَأَبْرِزَنْهُ مُطْلَقَاً حَيْثُ تَلاَ مَا لَيْسَ مَعْنَاهُ لَهُ مُحَصَّلاَ
وَأَخْبَرُوَا بِظَرْفٍ أوْ بِحَرْفِ جَرّ نَاوِيْنَ مَعْنَى كَائِنٍ أَوِ اسْتَقَرْ
وَلاَ يَكُوْنُ اسْمُ زَمَانٍ خَبَرَا عَنْ جُثَّةٍ وَإِنْ يُفِدْ فَأَخْبِرَا
وَلاَ يَجُوْزُ الابْتِدَا بِالْنَّكِرَهْ مَا لَمْ تُفِدْ كَعِنْدَ زَيْدٍ نَمِرَهْ
وَهَلْ فَتَىً فِيْكُمْ فَمَا خِلٌّ لَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الْكِرَامِ عِنْدَنَا
وَرَغْبَةٌ فِي الْخَيْر خَيْرٌ وَعَمَلْ بِرَ يَزِيْنُ وَلْيُقَسْ مَا لَمْ يُقَلْ
والْأَصْلُ فِي الأَخْبَارِ أَنْ تُؤخَّرَا وَجَوَّزُوَا الْتَّقْدِيْمَ إِذْ لاَ ضَرَرَا
فَامْنَعْهُ حِيْنَ يَسْتَوِى الْجُزْءآنِ عُرْفَاً وَنُكْرَاً عَادِمَيْ بَيَانِ
كَذَا إذَا مَا الْفِعْلُ كَانَ الْخَبَرَا أَوْ قُصِدَ اسْتِعَمَالُهُ مُنْحَصِرَا
أَوْ كَانَ مُسْنَدَاً لِذِي لاَمِ ابْتِدَا أَوْ لاَزِم الْصَّدْرِ كَمَنْ لِي مُنْجِدَا
وَنَحْوُ عِنْدِي دِرْهَمٌ وَلِي وَطَرْ مُلتزَمٌ فِيهِ تَقَدُّمُ الخَبَرْ
كَذَا إِذَا عَادَ عَلَيْهِ مُضْمَرُ مِمَّا بِهِ عَنْهُ مُبِيناً يُخْبَرُ
كَذَا إِذَا يَسْتَوْجِبُ التَّصْديرا كَأَيْنَ مَنْ عَلِمْتَهُ نَصِيرَا(1/7)
وَخَبَرَ الْمَحْصُوْرِ قَدِّمْ أَبَدَا كَمَا لَنَا إلاَّ اتِّبَاعُ أَحْمَدَا
وَحَذفُ مَا يُعْلَمُ جَائِزٌ كَمَا تَقُوْلُ زَيْدٌ بَعْدَ مَنْ عِنْدَكُمَا
وَفِي جَوَابِ كَيْفَ زَيْدٌ قُلْ دَنِفْ فَزَيْدٌ اسْتُغْنِيَ عَنْهُ إِذْ عُرِفْ
وَبَعْدَ لَوْلاَ غَالِبَاً حَذْفُ الْخَبَرْ حَتْمٌ وَفِي نَصِّ يَمِيْنٍ ذَا اسْتَقَرْ
وَبَعْدَ وَاوٍ عَيَّنَتْ مَفْهُوْمَ مَعْ كَمِثْلِ كُلُّ صَانِعٍ وَمَا صَنَعْ
وَقَبْلَ حَالٍ لاَ يَكُوْنُ خَبَرَا عَنِ الَّذِي خَبَرُهُ قَدْ أُضْمِرَا
كَضَرْبِيَ الْعَبْدَ مُسِيْئاً وَأَتَمّ تَبْيِيني الْحَقَّ مَنُوْطَاً بِالْحِكَمْ
وَأَخْبَرُوا بِاثْنَيْنِ أَوْ بِأَكْثَرَا عَنْ وَاحِدٍ كَهُمْ سَرَاةٌ شُعَرَا
***************************
كَان وَأَخَوَاتُهَا
تَرْفَعُ كَانَ الْمُبْتَدَا اسْمَاً وَالْخَبَرْ تَنْصِبُهُ كَكَانَ سَيِّدَاً عُمَرْ
كَكَانَ ظَلَّ بَاتَ أَضْحَى أَصْبَحا أَمْسَى وَصَارَ لَيْسَ زَالَ بَرِحَا
فَتىء وَانْفَكَّ وَهذِي الأَرْبَعَهْ لِشِبْهِ نَفْي أوْ لِنَفْي مُتْبَعَهْ
وَمِثْلُ كَانَ دَامَ مَسْبُوْقَاً بِمَا كَأَعْطِ مَا دُمْتَ مُصِيْبَاً دِرْهَمَاً
وَغَيْرُ مَاضٍ مِثْلَهُ قَدْ عَمِلاَ إِنْ كَانَ غَيْرُ الْمَاضِ مِنْهُ اسْتُعْمِلاَ
وَفِي جَمِيْعهَا تَوَسُّطَ الْخَبَرْ أَجِزْ وَكُلٌّ سَبْقَهُ دَامَ حَظَرْ
كَذَاكَ سَبْقُ خَبَرٍ مَا الْنَّافِيَهْ فَجِيء بِهَا مَتْلُوَّةً لاَ تَالِيَهْ
وَمَنْعُ سَبْقِ خَبَرٍ لَيْسَ اصْطُفِي وَذُو تَمَامٍ مَا بِرَفْعٍ يَكْتَفِي
وَمَا سِوَاهُ نَاقِصٌ وَالْنَّقْصُ في فَتِىءَ لَيْسَ زَالَ دَائِمَاً قُفِي
وَلاَ يَلِي العَامِلَ مَعْمُولَ الخَبَرْ إِلَّا إِذَا ظَرْفاً أَتَى أَوْ حَرْفَ جَرّ
وَمُضْمَرَ الْشانِ اسْمَاً انْوِ إنْ وَقَع مُوْهِمُ مَا اسْتَبَانَ أَنَّهُ امْتَنَعْ(1/8)
وَقَدْ تُزَادُ كَانَ فِي حَشْوٍ كَمَا كَانَ أَصَحَّ عِلْمَ مَنْ تَقَدَّمَا
وَيَحْذِفُوْنَهَا وَيُبْقُوْنَ الْخَبَر وَبَعْدَ إِنْ وَلَوْ كَثِيْرَاً ذَا اشْتَهَرْ
وَبَعْدَ أَنْ تَعْوِيْضُ مَا عَنْهَا ارْتُكِبْ كَمِثْلِ أَمَّا أَنْتَ بَرًّا فَاقْتَرِبْ
وَمِنْ مُضَارِعٍ لِكَانَ مُنْجَزِمْ تُحُذَفُ نُوْنٌ وَهْوَ حَذْفٌ مَا الْتُزِمْ
******************
فَصْلٌ فِي مَا وَلاَ وَلاَتَ وَإِنْ الْمُشَبَّهَاتِ بِلَيْسَ
إِعْمَالَ لَيْسَ أُعْمِلَتْ مَا دُوْنَ إِنْ مَعَ بَقَا الْنَّفْي وَتَرْتِيْبٍ زُكِنْ
وَسَبْقَ حَرْفِ جَرَ أوْ ظَرْفٍ كَمَا بِي أَنْتَ مَعْنِيًّا أَجَازَ الْعُلَمَا
وَرَفْعَ مَعْطُوْفٍ بِلكِنْ أَوْ بِبَلْ مِنْ بَعْدِ مَنْصُوْبٍ بِمَا الْزَمْ حَيْثُ حَل
وبَعْدَ مَا وَلَيْسَ جَرَّ الْبَا الْخَبَرْ وَبعَدْ لا ونَفْي كَانَ قَد يجر
في النَّكِرَاتِ أعْمِلَنْ كَلَيْسَ لا وَقَدْ تَلِي لَاتَ وَإِنْ ذَا العَمَلَا
وَمَا لِلاَتَ فِي سِوَى حِيْنٍ عَمَلْ وَحَذْف ذِي الْرَّفْعِ فَشَا وَالْعَكْسُ قَل
***********************
أَفْعَالُ الْمُقَارَبَةِ
كَكَانَ كَادَ وَعَسَى لكِنْ نَدَرْ غَيْرُ مُضَارِعٍ لِهذَيْنِ خَبَرْ
وَكَوْنُهُ بِدُونِ أَنْ بَعْدَ عَسَى نَزْرٌ وَكَادَ الأَمْرُ فِيْهِ عُكِسَا
وَكَعَسَى حَرَى وَلكِنْ جُعِلاَ خَبَرُهَا حَتْمَاً بِأَنْ مُتَّصِلاَ
وَأَلْزَمُوا اخْلَوْلَقَ أَنْ مِثْلَ حَرَى وَبَعْدَ أَوْشَكَ انْتِفَا أَنْ نَزُرَا
وَمِثْلُ كَادَ في الأَصَحِّ كَرَبَ أوِ تَرْكُ أَنْ مَعْ ذِي الْشُّرُوع وَجَبَا
كَأَنْشَأَ الْسَّائِقُ يَحْدُو وَطَفِقْ كَذَا جَعَلْتُ وَأَخَذْتُ وَعَلِقْ
وَاسْتَعْمَلُوا مُضَارِعَاً لأَوْشَكَا وَكَادَ لاَ غَيْرُ وَزَادُوا مُوْشِكَا
بَعْدَ عَسَى اخْلَوْلَقَ أَوْشَكَ قَدْ يَرِدْ غِنًى بِأَنْ يَفْعَلَ عَنْ ثَانٍ فُقِدْ(1/9)
وَجَرِّدَنْ عَسَى أَوْ ارْفَعْ مُضْمَرَا بِهَا إذَا اسْمٌ قَبْلَهَا قَدْ ذُكِرَا
وَالْفَتْحَ وَالْكَسْر أَجِزْ فِي الْسِّيْنِ مِنْ نَحْوِ عَسَيْتُ وَانْتِقَا الْفَتْحِ زُكِنْ
******************
إِنَّ وَأَخَوَاتُهَا
لإِنَّ أَنَّ لَيْتَ لكِنَّ لَعَلَّ كَأَنَّ عَكْسٌ مَا لِكَانَ مِنْ عَمَلْ
كَإِنَّ زَيْدَاً عَالِمٌ بِأَنِّي كُفءٌ وَلكِنَّ ابْنَهُ ذُو ضِغْنِ
وَرَاعِ ذَا الْتَّرْتِيْبَ إلاَّ فِي الَّذِي كَلَيْتَ فِيْهَا أَوْ هُنَا غَيْرَ البَذِي
وَهَمْزَ إِنَّ افْتَحْ لِسَدِّ مَصْدَرِ مَسَدَّهَا وَفِي سِوَى ذَاكَ اكْسِرِ
فَاكْسِرْ فِي الابْتِدَا وَفِي بَدْءِ صِلَهْ وَحَيْثُ إِنَّ لِيَمِينٍ مُكْمِلَهْ
أَوْ حُكِيَتْ بِالْقَوْلِ أَوْ حَلَّتْ مَحَلَّ حَالٍ كَزُرْتُهُ وَإِنِّي ذُو أَمَلْ
وَكَسَرُوا مِنْ بَعْدِ فِعْلٍ عُلِّقَا بِالَّلاَمِ كَاعْلَمْ إنَّهُ لَذُو تُقَى
بَعْدَ إذَا فَجَاءةٍ أَوْ قَسَمِ لاَ لاَمَ بَعْدَهُ بِوَجْهَيْنِ نُمِي
مَعْ تِلْوِ فَا الْجَزَا وَذَا يَطَّرِدُ فِي نَحْوِ خَيْرُ الْقَوْلِ إِنِّي أَحْمَدُ
وَبَعْدَ ذَاتِ الْكَسْرِ تَصْحَبُ الْخَبَرْ لاَمُ ابِتْدَاءٍ نَحْوُ إنِّي لَوَزَرْ
وَلاَ يَلِي ذِي الَّلامَ مَا قَدْ نُفِيَا وَلاَ مِنَ الأَفْعَالِ مَا كَرَضِيَا
وَقَدْ يَلِيْهَا مَعَ قَدْ كَإِنَّ ذَا لَقَدْ سَمَا عَلَى الْعِدَا مُسْتَحْوِذَا
وَتَصْحَبُ الْوَاسِطَ مَعْمُوْلَ الْخَبَرْ وَالْفَصْلَ وَاسْمَاً حَلَّ قَبْلَهُ الْخَبَرْ
وَوَصْلُ مَا بِذِي الْحُرُوِف مُبْطِلُ إعْمَالَهَا وَقَدْ يُبَقَّى الْعَمَلُ
وَجَائِزٌ رَفْعُكَ مَعْطُوْفَاً عَلَى مَنْصُوبِ إِنَّ بَعْدَ أَنْ تَسْتَكْمِلاَ
وَأُلْحِقَتْ بِإِنَّ لكِنَّ وَأَنْ مِنْ دُوْنِ لَيْتَ وَلَعَلَّ وَكَأَنْ
وَخُفِّفَتْ إِنَّ فَقَلَّ الْعَمَلُ وَتَلْزَمُ الَّلاَمُ إِذَا مَا تُهْمَلُ(1/10)
وَرُبَّمَا اسْتُغْنِيَ عَنْهَا إِنْ بَدَا مَا نَاطِقٌ أَرَادَهُ مُعْتَمِدَاً
وَالْفِعْلُ إِنْ لَمْ يَكُ نَاسِخَاً فَلاَ تُلْفِيْهِ غَالِبَاً بِإِنْ ذِي مُوصَلاَ
وَإِنْ تُخَفَّفْ أَنَّ فَاسْمُهَا اسْتَكَنّ وَالْخَبَرَ اجْعَلْ جُمْلَةً مِنْ بَعْدِ أَنّ
وَإِنْ يَكُنْ فِعْلاً وَلَمْ يَكُنْ دُعَا وَلَمْ يَكُنْ تَصْرِيْفُهُ مُمْتَنِعَا
فَالأَحْسَنُ الْفَصْلُ بِقَدْ أوْ نَفْي أوْ تَنْفِيْسٍ أوْ لَوْ وَقَلِيْلٌ ذِكْرُ لَوْ
وَخُفِّفَتْ كَأَنَّ أَيْضَاً فَنُوِي مَنْصُوْبُهَا وَثَابِتَاً أَيْضَاً رُوِي
******************************
لاَ الَّتِي لِنَفِيْ الْجِنْسِ
عَمَلَ إِنَّ اجْعَلْ لِلا فِي نَكِرَهْ مُفْرَدَةً جَاءتْكَ أَوْ مُكَرَّرَهْ
فَانْصِبْ بِهَا مُضَافَاً أَوْ مُضَارِعَهْ وَبَعْدَ ذَاكَ الْخَبَرَ اذْكُرْ رَافِعَهْ
وَرَكّبِ الْمُفْرَدَ فَاتِحَاً كَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ وَالْثَّانِ اجْعَلاَ
مَرْفُوْعَاً أوْ مَنْصُوباً أوْ مُرَكَّباً وَإِنْ رَفَعْتَ أَوَّلاً لاَ تَنْصِبَا
وَمُفْرَدَاً نَعْتَاً لِمَبْنِيّ يَلِي فَافْتَحْ أَوِ انْصِبَنْ أَوِ ارْفَعْ تَعْدِلِ
وَغَيْرَ مَا يَلِي وَغَيْرَ الْمُفْرَدِ لاَ تَبْنِ وَانْصِبْهُ أَوِ الْرَّفْعَ اقْصِدِ
وَالْعَطْفُ إِنْ لَمْ تَتَكَرَّرْ لاَ احْكُمَا لَهُ بِمَا لِلْنَّعْتِ ذِي الْفَصْلِ انْتَمَى
وَأَعْطِ لاَ مَعْ هَمْزَةِ اسْتِفْهَامِ مَا تَسْتَحِقُّ دُوْنَ الاسْتِفْهَامِ
وَشَاعَ فِي ذَا الْبَابِ إِسْقَاطُ الْخَبَرْ إِذَا الْمُرَادُ مَعْ سُقُوْطِهِ ظَهَرْ
**********************
ظَنَّ وَأَخَوَاتُهَا
اِنْصِبْ بِفِعْلِ الْقَلْبِ جُزْأَي ابْتِدَا أَعْنِي رَأَى خَالَ عَلِمْتُ وَجَدَا
ظَنَّ حَسِبْتُ وَزَعَمْتُ مَعَ عَدّ حَجَا دَرَى وَجَعَلَ اللَّذْ كَاعْتَقَدْ
وَهَبْ تَعَلَّمْ وَالَّتِي كَصَيَّرَا أَيْضَاً بِهَا انْصِبْ مُبْتَداً وَخَبَرَا(1/11)
وَخُصَّ بِالْتَّعْلِيْقِ وَالإِلْغَاء مَا مِنْ قَبْلِ هَبْ وَالأَمْرَ هَبْ قَدْ أُلْزِمَا
كَذَا تَعَلَّمْ وَلِغَيْرِ الْمَاضِ مِنْ سِوَاهُمَا اجْعَلْ كُلَّ مَا لَهُ زُكِنْ
وَجَوِّزِ الإِلْغَاء لاَ فِي الإبْتِدَا وَانْوِ ضَمِيْرَ الشَّانِ أَوْ لاَمَ ابْتِدَا
فِي مُوهِمٍ إِلْغَاء مَا تَقَدَّمَا وَالْتَزِمِ الْتَّعْلِيْقَ قَبْلَ نَفْي مَا
وَإِنْ وَلاَ لاَمُ ابْتِدَاءٍ أَوْ قَسَمْ كَذَا وَالاسْتِفْهَامُ ذَا لَهُ انْحَتَمْ
لِعِلْمِ عِرْفَانٍ وَظَنَ تُهَمَهْ تَعْدِيَةٌ لِوَاحِدٍ مُلْتَزَمَهْ
وَلِرَأَى الْرُّؤيَا انْمِ مَا لِعَلِمَا طَالِبَ مَفْعُوْلَيْنِ مِنْ قَبْلُ انْتَمَى
وَلاَ تُجِزْ هُنَا بِلاَ دَلِيْلٍ سُقُوْطَ مَفْعُوْلَيْنِ أَوْ مَفْعُوْلِ
وَكَتَظُنُّ اجْعَلْ تَقُوْلُ إِنْ وَلِي مُسْتَفْهَماً بِهِ وَلَمْ يَنْفَصِلِ
بِغَيْرِ ظَرْفٍ أَوْ كَظَرْفٍ أَوْ عَمَلْ وَإِنْ بِبَعْضِ ذِي فَصَلْتَ يُحْتَمَلْ
وَأُجْرِيَ الْقَوْلُ كَظَنَ مُطْلَقَا عِنْدَ سُلَيْمٍ نَحْو قُلْ ذَا مُشْفِقَا
***********************
أَعْلَمَ وَأَرَى
إِلَى ثَلاَثَةٍ رَأَى وَعَلِمَا عَدَّوْا إذَا صَارَا أَرَى وَأَعْلَمَا
وَمَا لِمَفْعُوْلَيْ عَلِمْتُ مُطْلَقَا لِلْثَّانِ وَالْثَالِثِ أَيْضَاً حُقِّقَا
وَإِنْ تَعَدَّيَا لِوَاحِدٍ بِلاَ هَمْزٍ فَلِاثنَيْنِ بِهِ تَوَصَّلاَ
وَالْثَانِ مِنْهُمَا كَثَانِي اثْنَيْ كَسَا فَهْوَ بِهِ فِي كُلِّ حُكْمٍ ذُو ائْتِسَا
وَكَأَرَى الْسَّابِقِ نَبَّا أَخْبَرَا حَدَّثَ أَنْبأَ كَذَاكَ خبَّرَا
*********************
الْفَاعِلُ
الْفَاعِلُ الَّذِي كَمَرْفُوعَيّ أَتَى زَيْدٌ مُنِيْرَاً وَجْهُهُ نِعْمَ الْفَتَى
وَبَعْدَ فِعْل فَاعِلٌ فَإِنْ ظَهَرْ فَهْوَ وَإِلاَّ فَضَمِيْرٌ اسْتَتَرْ
وَجَرِّدِ الْفِعْلَ إِذَا مَا أُسْنِدَا لاِثْنَيْنِ أَوْ جَمْعٍ كَفَازَ الْشُّهَدَا(1/12)
وَقَدْ يُقَالُ سَعِدَا وَسَعِدُوا وَالْفِعْلُ لِلْظَّاهِرِ بَعْدُ مُسْنَدُ
وَيَرْفَعُ الْفَاعِلَ فِعْلٌ أضْمِرَا كَمِثْلِ زَيْدٌ فِي جَوَابِ مَنْ قَرَا
وَتَاءُ تَأْنِيْثٍ تَلِي الْمَاضِي إِذَا كَانَ لأنْثَى كَأَبَتْ هِنْدُ الأَذَى
وَإِنَّمَا تَلْزَمُ فِعْلَ مُضْمَرِ مُتَّصِلٍ أَوْ مُفْهِمٍ ذَاتَ حِرِ
وَقَدْح يُبِيْحُ الْفَصْلُ تَرْكَ الْتَّاءِ فِي نَحْوِ أَتَى الْقَاضِيَ بِنْتُ الْوَاقِفِ
وَالْحَذْفُ مَعْ فَصْلٍ بِإِلاَّ فُضِّلاَ كَمَا زَكَا إِلاَّ فَتَاةُ ابْنِ الْعَلاَ
وَالْحَذْفُ قَدْ يَأْتِي بِلاَ فَصْلٍ وَمَعْ ضَمِيْرِ ذِي الْمَجَازِ فِي شِعْرٍ وَقَعْ
وَالتَّاءُ مَعْ جَمْعٍ سِوَى الْسَّالِمِ مِنْ مُذَكَّرٍ كَالْتَّاءِ مَعْ إِحْدَى اللَّبِنْ
وَالْحَذْفَ فِي نِعْمَ الْفَتَاةُ اسْتَحْسَنُوا لأَنَّ قَصْدَ الْجِنْسِ فِيْهِ بَيِّنُ
وَالأَصْلُ فِي الْفَاعِلِ أَنْ يَتَّصِلاَ وَالأَصْلُ فِي الْمَفْعُولِ أَنْ يَنْفصِلَا
وَقَدْ يُجَاءُ بِخِلافِ الأَصْل وَقَدْ يَجِي الْمَفْعُوْلُ قَبْلَ الْفِعْلِ
وَأَخِّر الْمَفْعُولَ إِنْ لَبْسٌ حُذِرْ أَوْ أُضْمِرَ الْفَاعِلُ غَيْرَ مُنْحَصِرْ
وَمَا بِإِلاَّ أَوْ بِإِنَّمَا انْحَصَرْ أَخِّرْ وَقَدْ يَسْبِقُ إِنْ قَصْدٌ ظَهَرْ
وَشَاعَ نَحْوُ خَافَ رَبَّهُ عُمَرْ وَشَذَّ نَحْوَ زَانَ نَوْرُهُ الْشَّجَرْ
************************
الْنَّائِبُ عَنِ الْفَاعِلِ
يَنُوْبُ مَفْعُوْلٌ بِهِ عَنْ فَاعِلِ فِيْمَا لَهُ كَنِيْلَ خَيْرُ نِائِلِ
فَأَوَّلَ الْفِعْلِ اضْمُمَنْ وَالْمُتَّصِلْ بِالآخِرِ اكْسِرْ فِي مُضِيَ كَوُصِلْ
وَاجْعَلْهُ مِنْ مُضَارِعٍ مُنْفَتِحَا كَيَنْتَحِي الْمَقُول فِيْهِ يُنْتَحَى
وَالْثَّانِيَ الْتَّالِي تَا الْمَطَاوعَهْ كَالأَوَّلِ اجْعَلْهُ بِلاَ مُنَازَعَهْ
وَثَالِثَ الَّذِي بِهَمْزِ الْوَصْلِ كَالأَوَّلِ اجْعَلَنَّهُ كَاسْتُحْلِي(1/13)
وَاكْسِرْ أَوَ اشْمِمْ فَاثُلاَثِيَ أُعِلّ عَيْناً وَضَمٌّ جَا كَبُوعَ فَاحْتُمِلْ
وَإِنْ بِشَكْلٍ خِيْفَ لَبْسٌ يُجْتَنَبْ وَمَا لِبَاعَ قَدْ يُرَى لِنَحْو حَبّ
وَمَا لِفَا بَاعَ لِمَا الْعَيْنُ تَلِي فِي اخْتَارَ وَانْقَادَ وَشِبْهٍ يَنْجَلِي
وقابِِلٌ مِن ظَرفٍ أو مِن مَصدَرِ أو حَرفِ جَرٍّ بِنِيابَةٍ حَرِي
ولا ينوبُ بعضُ هَذِي إن وُجِدْ في اللفظِ مَفعولٌ بِهِ وقَد يَرِدْ
وباتِّّفاقٍ قَد ينوبُ الثَّانِ مِن بابِ كَسا فيما التِباسُهُ أُمِن
في بابِ ظَنَّ وأَرَى المَنعُ اشتَهَر ولا أرى مَنعَاً إذا القَصدُ ظَهَر
وَمَا سِوَى النَّائِبِ مِمَّا عُلِّقَا بِالْرَّافِعِ النَّصْبُ لَهُ مُحَقَّقاً
******************
اشْتِغَالُ الْعَامِلِ عَنِ الْمَعْمُوْلِ
إِنْ مَضْمَرُ اسْمٍ سَابِقٍ فِعْلاً شَغَلْ عَنْهُ بِنَصْبِ لَفْظِهِ أَوِ الْمَحَلّ
فَالسَّابِقَ انْصِبْهُ بِفِعْلٍ أُضْمِرَا حَتْمَاً مُوَافِقٍ لِمَا قَدْ أُظْهِرَا
وَالنَّصْبُ حَتْمٌ إِنْ تَلاَ الْسَّابِقُ مَا يَخْتَصُّ بِالْفِعْلِ كَإِنْ وَحَيْثُمَا
وَإِنْ تَلاَ الْسَّابِقُ مَا بِالابْتِدَا يَخْتَصُّ فَالرَّفْعَ الْتَزِمْهُ أَبَدَا
كَذَا إِذَا الْفِعْلُ تَلاَ مَا لَمْ يَرِدْ مَا قَبْلُ مَعْمُولاً لِمَا بَعْدُ وُجِدْ
وَاخْتِيرَ نَصْبٌ قَبْلَ فِعْلٍ ذِي طَلَبْ وَبَعْدَ مَا إِيَلاؤهُ الْفِعْلَ غَلَبْ
وَبَعْدَ عَاطِفٍ بِلاَ فَصْلٍ عَلَى مَعْمُوْلِ فِعْلٍ مُسْتَقِرَ أَوَّلاَ
وَإِنْ تَلاَ الْمَعْطُوْفُ فِعْلاً مُخْبَرَا بِهِ عَنِ اسْمٍ فَاعْطِفَنْ مُخَيَّراً
وَالْرَّفْعُ فِي غَيْرِ الَّذِي مَرَّ رَجَحْ فَمَا أُبِيْحَ افْعَلْ وَدَعْ مَا لَمْ يُبَحْ
وَفَصْلُ مَشْغُوْلٍ بِحَرْفِ جَرِّ أَوْ بِإِضَافَةٍ كَوَصْلٍ يَجْرِي
وَسَوِّ في ذَا الْبَابِ وَصْفَاً ذَا عَمَلْ بِالْفِعل إِنْ لَمْ يَكُ مَانِعٌ حَصَلْ(1/14)
وَعُلْقَةٌ حَاصِلَةٌ بِتَابِعِ كَعُلْقَةٍ بِنَفْسِ الاسْم الْوَاقِعِ
**********************
تَعَدِّي الْفِعْلِ وَلُزُومُهُ
عَلاَمَةُ الْفِعْلِ الْمُعَدَّى أَنْ تَصِلْ هَا غَيْرِ مَصْدَر بِهِ نَحْوُ عَمِلْ
فَانْصِبْ بِهِ مَفْعُولَهُ إِنْ لَمْ يَنُبْ عَنْ فَاعِلٍ نَحْوُ تَدَبَّرْتُ الْكُتُبْ
وَلاَزِمٌ غَيْرُ الْمُعَدَّى وَحُتِمْ لُزُومُ أَفْعَالِ الْسَّجَايَا كَنَهِمْ
كَذَا افْعَلَلَّ والْمُضَاهِي اقْعَنْسَسَا وَمَا اقْتَضَى نَظَافَةً أَوْ دَنَسَا
أَوْ عَرَضَاً أَوْ طَاوَعَ الْمُعَدَّى لِوَاحِدٍ كَمَدَّهُ فَامْتَدَّا
وَعَدَّ لاَزِمَاً بِحَرْفِ جَرِّ وَإِنْ حُذِفْ فَالْنَّصْبُ لِلْمُنْجَرِّ
نَقْلاً وَفِي أَنَّ وَأَنْ يَطَّرِدُ مَعْ أَمْن لَبْسٍ كَعَجِبْتُ أَنْ يَدُوا
وَالأَصْلُ سَبْقُ فَاعِلٍ مَعْنًى كَمَنْ مِنْ أَلْبِسُنْ مَنْ زَارَكُمْ نَسْجَ الْيَمَنْ
وَيَلْزَمُ الأَصْلُ لِمُوجِبٍ عَرَا وَتَرْكُ ذَاكَ الأَصْلِ حَتْمَاً قَدْ يُرَى
وَحَذْفَ فَضْلَةٍ أَجِزْ إِنْ لَمْ يَضِرّ كَحَذْفِ مَا سِيْقَ جَوَابَاً أَوْ حُصِرْ
وَيُحْذَفُ الْنَّاصِبُهَا إِنْ عُلِمَا وَقَدْ يَكُوْنُ حَذْفُهُ مُلْتَزَمَا
***************************
الْتَّنَازُعُ فِي الْعَمَلِ
إِنْ عَامِلاَنِ اقْتَضَيَا فِي اسْمٍ عَمَلْ قَبْلُ فَلِلْوَاحِدِ مِنْهُمَا الْعَمَلْ
وَالْثَّانِ أَوْلَى عِنْدَ أَهْلِ الْبَصْرَهْ وَاخْتَار عَكْسَاً غَيْرُهُمْ ذَا أسْرَهْ
وَأَعْمِلِ الْمُهْمَلَ فِي ضَمِيْرِ مَا تَنَازَعَاهُ وَالْتَزِمْ مَا الْتُزِمَا
كَيُحْسِنَانِ وَيُسِيء ابْنَاكَا وَقَدْ بَغَى وَاعْتَدَيَا عَبْدَاكَا
وَلاَ تَجِىء مَعْ أَوَّل قَدْ أُهْمِلاَ بِمُضْمَرٍ لِغَيْرِ رَفْع أوْهِلاَ
بَلْ حَذْفَهُ الْزَمْ إِنْ يَكُنْ غَيْرَ خَبَرْ وَأَخِّرَنْهُ إِنْ يَكُنْ هُوَ الْخَبَرْ(1/15)
وَأَظْهِرِ انْ يَكُنْ ضَمِيْرٌ خَبَرَا لِغَيْرِ مَا يُطَابِقُ الْمُفَسِّرَا
نَحْوُ أَظُنُّ وَيَظُنَّانِي أَخَا زَيْدَاً وَعَمْرَاً أَخَوَيْنِ فِي الْرَّخَا
********************
الْمَفْعُوْلُ الْمُطْلَقُ
الْمَصْدَرُ اسْمُ مَا سِوَى الْزَّمَانِ مِنْ مَدْلُوْلَيِ الفِعْلِ كَأَمْنٍ مِنْ أَمِنْ
بِمِثْلِهِ أَوْ فِعْلٍ أَوْ وَصْفٍ نُصِبْ وَكَوْنُهُ أَصْلاً لِهَذَيْنِ انتُخِبْ
تَوْكيِداً أَوْ نَوْعاً يُبِينُ أَوْ عَدَدْ كَسِرْتُ سَيْرَتَيْنِ سَيْرَ ذِي رَشَدْ
وَقَدْ يَنُوْبُ عَنْهُ مَا عَلَيْهِ دَلّ كَجِدَّ كُلَّ الْجِدِّ وَافْرَحِ الْجَذَلْ
وَمَا لِتَوْكِيْدٍ فَوَحِّدْ أَبَدَا وَثَنِّ وَاجْمَعْ غَيْرَهُ وَأَفْرِدَا
وَحَذْفُ عَامِلِ الْمُؤَكِّدِ امْتَنَعْ وَفِي سِوَاهُ لِدَلِيْلٍ مُتَّسَعْ
وَالْحَذْفُ حَتْمٌ مَعَ آتٍ بَدَلاَ مِنْ فِعْلِهِ كَنَدْلاً اللَّذْ كَانْدُلاَ
وَمَا لِتَفْصِيْلٍ كَإِمَّا مَنَّا عَامِلُهُ يُحْذَفُ حَيْثُ عَنَّا
كَذَا مُكَرَّرٌ وَذُو حَصْرٍ وَرَدْ نَائِبَ فِعْلٍ لاِسْمِ عَيْنٍ اسْتَنَدْ
وَمِنْهُ مَا يَدْعُوْنَهُ مُؤكِّدَا لِنَفْسِهِ أَوْ غَيْرِهِ فَالْمُبْتَدَا
لَهُ عَلَيَّ أَلْفٌ عُرْفَا وَالْثَّانِ كَابْنِي أَنْتَ حَقًّا صِرْفَا
كَذَاكَ ذُو الْتَّشْبِيِه بَعْدَ جُمْلَهْ كَلِي بُكاً بُكَاءَ ذَاتِ عُضْلَهْ
****************
الْمَفْعُوْلُ لَهُ
يُنْصَبُ مَفْعُولاً لَهُ الْمَصْدَرُ إِنْ أَبَانَ تَعْلِيْلاً كَحُدْ شُكْراً وَدِنْ
وَهْوَ بِمَا يَعْمَلُ فِيهِ مْتَّخِذْ وَقْتَاً وَفَاعِلاً وَإِنْ شَرْطٌ فُقِدْ
فَاجْرُرْهُ بِالْحَرْفِ وَلَيْسَ يَمْتَنِعْ مَعَ الْشُّرُوْطِ كَلِزُهْدٍ ذَا قَنِعْ
وَقَلَّ أَنْ يَصْحَبَهَا الْمُجَرَّدُ وَالْعَكْسُ فِي مَصْحُوْبِ أَلْ وَأَنْشَدُوا
لاَ أَقْعُدُ الْجُبْنَ عَنِ الْهَيْجَاءِ وَلَوْ تَوَالَتْ زُمَرُ الأَعَدَاءِ(1/16)
*********************
الْمَفْعُولُ فِيْهِ وَهُوَ الْمُسَمَّى ظَرْفَاً
الظَّرْفُ وَقْتٌ أَوْ مَكَان ضُمِّنَا فِي بِاطِّرَادٍ كَهُنَا امْكُثْ أَزْمُنَا
فَانْصِبْهُ بِالْوَاقِعِ فِيْهِ مُظْهَرَا كَانَ وَإِلاَّ فَانْوِهِ مُقَدَّرَا
وَكُلُّ وَقْتٍ قَابِلٌ ذَاكَ وَمَا يَقْبَلُهُ الْمَكَانُ إِلاَّ مُبْهَمَا
نَحْوُ الْجِهَاتِ وَالْمَقَادِير وَمَا صِيْغَ مِنَ الْفِعْلِ كَمَرْمَى مِنْ رَمَى
**********************
الْمَفْعُولُ مَعَهُ
يُنْصَبُ تَالِي الَوَاوِ مَفْعُولاً مَعَهْ فِي نَحْوِ سِيْرِي وَالْطَّرِيْقَ مُسْرِعَهْ
بِمَا مِنَ الْفِعْلِ وَشِبْهِهِ سَبَقْ ذَا الْنَّصْبُ لاَ بِالْوَاوِ فِي الْقَوْلِ الأحقّ
وَبَعْدَ مَا اسْتِفْهَامٍ أوْ كَيْفَ نَصَبْ بِفِعْلِ كَوْنٍ مُضْمَرٍ بَعْضُ الْعَرَبْ
وَالْعَطْفُ إِنْ يُمْكِنْ بِلاَ ضَعْفٍ أَحَق وَالْنَّصْبُ مُخْتَارٌ لَدَى ضَعْفِ الْنَّسَق
وَالْنَّصْبُ إِنْ لَمْ يَجُزِ الْعَطْفُ يَجِبْ أَوِ اعْتَقِدْ إِضْمَارَ عَامِلٍ تُصِبْ
*****************
الاسْتِثْنَاءُ
مَا اسْتَثْنَتْ إلاَّ مَعْ تَمَامٍ يَنْتَصِبْ وَبَعْدَ نَفْي أَوْ كَنَفْي انْتُخِبْ
إِتْبَاعُ مَا اتَّصَلَ وَانْصِبْ مَا انْقَطَعْ وَعَنْ تَمِيم فِيْهِ إِبْدَالٌ وَقَعْ
وَغَيْرُ نَصْبِ سَابِقٍ فِي الْنَّفْي قَد ْيَأْتِي وَلكِنْ نَصْبَهُ اخْتَرْ إِنْ وَرَدْ
وَإِنْ يُفَرَّغْ سَابِقُ إِلاَّ لِمَا بَعْدُ يَكُنْ كَمَا لَوْ إلاَّ عُدِمَا
وَأَلْغِ إلاَّ ذَاتَ تَوْكِيْدٍ كَلاَ تَمْرُرْ بِهِمْ إلاَّ الْفَتَى إِلاَّ الْعَلاَ
وَإِنْ تُكَرَّرْ لاَ لَتْوِكِيْدٍ فَمَعْ تَفْرِيْغٍ الْتَّأْثِيْرَ بِالْعَامِلِ دَعْ
فِي وَاحِدٍ مِمَّا بِإِلاَّ اسْتُثْنِي وَلَيْسَ عَنْ نَصْبِ سِوَاهُ مُغْنِي
وَدُوْنَ تَفْرِيغٍ مَعَ الْتَّقَدّمِ نَصْبَ الْجَمِيْع احْكُمْ بِهِ وَالْتَزِمِ(1/17)
وَانْصِبْ لِتَأْخِيْرٍ وَجِىء بِوَاحِدِ مِنْهَا كَمَا لَوْ كَانَ دُوْنَ زَائِدِ
كَلَمْ يَفُوا إِلاَّ امْرُؤٌ إِلاَّ عَلِي وَحُكْمُهَا فِي الْقَصْدِ حُكْمُ الأَوَّلِ
وَاسْتَثْنِ مَجْرُورًا بِغَيْرٍ مُعْرَبَا بِمَا لِمُسْتَثْنًى بِإِلاَّ نُسِبَا
وَلِسِوًى سُوًى سَوَاءٍ اجْعَلاَ عَلَى الأَصَحِّ مَا لِغَيْرٍ جُعِلاَ
وَاسْتَثْنِ نَاصِبَاً بِلَيْسَ وَخَلاَ وَبِعَدَا وَبِيَكُونُ بَعْدَ لاَ
وَاجْرُرْ بِسَابِقَيْ يَكُوْنُ إِنْ تُرِدْ وَبَعْدَ مَا انْصِبْ وَانْجِرَارٌ قَدْ يَرِدْ
وَحَيْثُ جَرَّا فَهُمَا حَرْفَانِ كَمَا هُمَا إِنْ نَصَبَا فِعْلاَنِ
وَكَخَلاَ حَاشَا وَلاَ تَصْحَبُ مَا وَقِيْلَ حَاشَ وَحَشَا فَاحْفَظْهُمَا
***************
الْحَالُ
الْحَالُ وَصْفٌ فَضْلَةٌ مُنْتَصِبُ مُفْهِمُ فِي حَالِ كَفَرْداً أَذْهَبْ
وَكَوْنُهُ مُنْتَقِلاً مُشْتَقَّا يَغْلِبُ لكِنْ لَيْسَ مُسْتَحِقّاً
وَيَكْثُرُ الْجُمُوْدُ فِي سِعْرٍ وَفِي مُبْدِي تَأَوُّلٍ بِلاَ تَكَلُّفِ
كَبِعْهُ مُدَّا بِكَذَا يَداً بِيَدْ وَكَرَّ زَيْدٌ أسَدًا أَيْ كَأَسَدْ
وَالْحَالُ إِنْ عُرِّفَ لَفْظاً فَاعْتَقِدْ تَنْكِيْرَهُ مَعْنًى كَوَحْدَكَ اجْتَهِدْ
وَمَصْدَرٌ مُنَكَّرٌ حَالاً يَقَعْ بِكَثْرَةٍ كَبَغْتَةً زَيْدٌ طَلَعْ
وَلَمْ يُنَكَّرْ غَالِبَاً ذُو الْحَالِ إنْ لَمْ يَتَأخَّرْ أَوْ يُخَصَّصْ أَوْ يَبِنْ
مِنْ بَعْدِ نَفْي اوْ مُضَاهِيْهِ كَلاَ يَبْغ امْرُؤ عَلَى امْرِىءٍ مُسْتَشْهِدِين
وَسَبْقَ حَالٍ مَا بِحَرْفٍ جُرَّ قَدْ أَبَوْا وَلاَ أَمْنَعُهُ فَقَدْ وَرَدْ
وَلاَ تُجِزْ حَالاً مِنَ الْمُضَافِ لَه إلاَّ إذَا اقْتَضَى الْمُضَافُ عَمَلَهْ
أو كَانَ جُزْء مَالَهُ أُضِيْفَا أوْ مِثْلَ جُزْئِهِ فَلاَ تَحِيْفَا
وَالْحَالُ إِنْ يُنْصَبْ بِفِعْلٍ صُرِّفَا أَوْ صِفَةٍ أَشْبَهَتِ الْمُصَرَّفَا(1/18)
فَجَائِزٌ تَقْدِيْمُهُ كَمُسْرِعَا ذَا رَاحِلٌ وَمُخْلِصَاً زَيْدٌ دَعَا
وَعَامِلٌ ضُمِّنَ مَعْنَى الْفِعْلِ لاَ حُرُوْفَهُ مُؤخَّرَاً لَنْ يَعْمَلاَ
كَتِلْكَ لَيْتَ وَكأَنَّ وَنَدَرْ نَحْوُ سَعِيْدٌ مُسْتَقِرًّا في هَجَر
وَنَحْوُ زَيْدٌ مُفْرَدَاً أَنْفَعُ مِنْ عَمْرِو مُعَانَاً مُسْتَجَازٌ لَنْ يَهِنْ
وَالْحَالُ قَدْ يَجِيءُ ذَا تَعَدُّدِ لِمُفْرَدٍ فَاعْلَمْ وَغَيْرِ مُفْرَدِ
وَعَامِلُ الْحَالِ بِهَا قَدْ أُكِّدَا فِي نَحْوِ لاَ تَعْثَ فِي الأرْضِ مُفْسِدَا
وَإِنْ تُؤكّدْ جُمْلَةً فَمُضْمَرُ عَامِلُهَا وَلَفْظُهَا يُؤخَّرْ
وَمَوْضِعَ الْحَالِ تَجِىء جُمْلَهْ كَجَاءَ زَيْدٌ وَهْوَ نَاوٍ رِحْلَهْ
وَذَاتُ بَدْءٍ بِمُضَارِعٍ ثَبَتْ حَوَتْ ضَمِيْرَاً وَمِنَ الْوَاوِ خَلَتْ
وَذَاتُ وَاوِ بَعْدَهَا انْوِ مُبْتَدَا لَهُ الْمُضَارِعَ اجْعَلَنَّ مُسْنَدَا
وَجُمْلَةُ الْحَالِ سِوَى مَا قُدِّمَا بِوَاوٍ أوْ بِمُضْمَرٍ أوْ بِهِمَا
وَالْحَالُ قَدْ يُحْذَفُ مَا فِيْهَا عَمِلْ وَبَعْضُ مَا يُحْذَفُ ذِكرُهُ حُظِلْ
****************
الْتّمْيِيزُ
اِسْمٌ بِمَعْنَى مِنْ مُبِيْنٌ نَكِرَهْ يُنْصَبُ تَمْيِيزًا بِمَا قَدْ فَسَّرَهْ
كَشِبْرٍ ارْضَاً وَقَفِيْزٍ بُرًّا وَمَنَوَيْنِ عَسَلاً وَتَمْرَا
وَبَعْدَ ذِي وَشِبْهِهَا إذَا أَضَفْتَهَا كَمُدُّ حِنْطَةٍ غِذَا
وَالْنَّصْبُ بَعْدَ مَا أضِيْفَ وَجَبَا إنْ كَانَ مِثْلَ مِلْء الأَرْضِ ذَهَبَا
وَالْفَاعِلَ الْمَعْنَى انْصِبَنْ بِأَفْعَلاَ مُفَضِّلاً كَأَنْتَ أَعْلَى مَنْزِلاَ
وَبَعْدَ كُلِّ مَا اقْتَضَى تَعَجُّبَا مَيِّزْ كَأَكْرِمْ بِأَبِي بَكْرٍ أَبَا
وَاجْرُرْ بِمِنْ إِنْ شِئْتَ غَيْرَ ذِي الْعَدَد وَالْفَاعِلِ الْمَعْنَى كَطِبْ نَفْسَاً تُفَدْ
وَعَامِلَ الْتَّمْيِيْزِ قَدِّمْ مُطْلَقَا وَالْفِعْلُ ذُو الْتَّصْرِيف نَزْراً سُبِقَا(1/19)
********************
حُرُوفُ الْجَرِّ
هَاكَ حُرُوْفَ الْجَرِّ وَهْيَ مِنْ إلَى حَتَّى خَلاَ حَاشَا عَدَا فِي عَنْ عَلَى
مُذْ مُنْذُ رُبَّ الَّلامُ كَيْ وَاوٌ وَتَا وَالْكَافُ وَالْبَا وَلَعَلَّ وَمَتَى
بِالْظَّاهِرِ اخْصُصْ مُنْذُ مُذْ وَحَتَّى وَالْكَافَ وَالْوَاوَ وَرُبَّ وَالْتَّا
وَاخْصُصْ بِمُذْ وَمُنْذُ وَقْتَاً وَبِرُبّ مُنَكَّرَا وَالْتَّاءُ للَّهِ وَرَبّ
وَمَا رَوَوْا مِنْ نَحْوِ رُبَّهُ فَتَى نَزْرٌ كَذَا كَهَا وَنَحْوُهُ أَتَى
بَعِّضْ وَبَيِّنْ وَابْتَدِىءْ فِي الأَمْكِنَهْ بِمِنْ وَقَدْ تَأْتِي لِبَدْءِ الأَزْمِنَهْ
وَزِيْدَ فِي نَفْي وَشِبْهِهِ فَجَرّ نَكِرَةً كَمَا لِبَاغٍ مِنْ مَفَرّ
لِلانْتِهَا حَتَّى وَلاَمٌ وَإِلَى وَمِنْ وَبَاءٌ يُفْهِمَانِ بَدَلاَ
وَالَّلامُ لِلْمِلْكِ وَشِبْهِهِ وَفِي تَعْدِيَةٍ أَيْضَاً وَتَعْلِيْلٍ قُفِي
وَزِيْدَ وَالْظَّرْفِيَّةَ اسْتَبِنْ بِبَا وَفِي وَقَدْ يُبَيِّنَانِ الْسَّبَبَا
بِالْبَا اسْتَعِنْ وَعَدِّ عَوِّضْ أَلْصِقِ وَمِثْلَ مَعْ وَمِنْ وَعَنْ بِهَا انْطِقِ
عَلَى لِلاسْتِعْلاَ وَمَعْنَى فِي وَعَنْ بِعَنْ تَجَاوُزَاً عَنَى مَنْ قَدْ فَطَنْ
وَقَدْ تَجِي مَوْضِعَ بَعْدٍ وَعَلَى كَمَا عَلَى مَوْضِعَ عَنْ قَدْ جُعِلاَ
شَبِّهْ بِكَافٍ وَبِهَا الْتَّعْلِيْلُ قَدْ يُعْنَى وَزَائِدَاً لِتَوْكِيْدٍ وَرَدْ
وَاسْتُعْمِلَ اسْمَاً وَكَذَا عَنْ وَعَلَى مِنْ أَجْلِ ذَا عَلَيْهِمَا مِنْ دَخَلاَ
وَمُذْ وَمُنْذُ اسْمَانِ حَيْثُ رَفَعَا أَوْ أُولِيَا الْفِعْلَ كَجِئْتُ مُذْ دَعَا
وَإِنْ يَجُرَّا فِي مُضِيٍّ فَكَمِنْ هُمَا وَفِي الْحُضُوْرِ مَعْنَى فِي اسْتَبِنْ
وَبَعْدَ مِنْ وَعَنْ وَبَاءٍ زِيْدَ مَا فَلَمْ تَعُقْ عَنْ عَمَلٍ قَدْ عُلِمَا
وَزِيْدَ بَعْدَ رُبَ وَالْكَافِ فَكَف وَقَدْ تَلِيْهِمَا وَجَرٌّ لَمْ يُكَف(1/20)
وَحُذِفَتْ رُبَّ فَجَرَّتْ بَعْدَ بَلْ وَالْفَا وَبَعْدَ الْوَاوِ شَاعَ ذَا الْعَمَلْ
وَقَدْ يُجَرُّ بِسِوَى رُبَّ لَدَى حَذْفٍ وَبَعْضُهُ يُرَى مُطَّرِدَا
*****************
الإِضَافَةُ
نُونَاً تَلِي الإِعْرَابَ أَوْ تَنْوِينَا مِمَّا تُضِيْفُ احْذِف كَطُوْرِ سِيْنَا
وَالْثَّانِيَ اجْرُرْ وَانْو مِنْ أَوْ فِي إِذَا لَمْ يَصْلُحِ إلاَّ ذَاكَ والْلاَّمَ خُذَا
لِمَا سِوَى ذَيْنِكَ وَاخْصُصْ أَوَّ لاَ أَوْ أَعْطِهِ الْتَّعْرِيْفَ بِالَّذِي تَلاَ
وَإِنْ يُشَابِهِ الْمُضَافُ يَفْعَلُ وَصْفَاً فَعَنْ تَنْكِيْرِهِ لاَ يُعْزَلُ
كَرُبَّ رَاجِيْنَا عَظِيْمِ الأَمَلِ مُرَوَّعِ الْقَلْبِ قَلِيْلِ الْحِيَلِ
وَذِي الإِضَافَةُ اسْمُهَا لَفْظِيَّهْ وَتِلْكَ مَحْضَةٌ وَمَعْنَوِيَّهْ
وَوَصْلُ أَلْ بِذَا الْمُضَافِ مُغْتَفَرْ إِنْ وُصِلَتْ بِالْثَّانِ كَالْجَعْدِ الْشَّعَرْ
أَوْ بِالَّذِي لَهُ أضِيْفَ الْثَّانِي كَزَيْدُ الْضَّارِبُ رَأْسِ الْجَانِي
وَكَوْنُهَا فِي الْوَصْفِ كَافٍ إِنْ وَقَعْ مُثَنًّى أوْ جَمْعَا سَبِيْلَهُ اتَّبَعْ
وَرُبَّمَا أَكْسَبَ ثَانٍ أَوَّلاَ تَأْنِيثاً إنْ كَانَ الْحَذْفِ مُوهَلاَ
وَلاَ يُضَافُ اسْمٌ لِمَا بِهِ اتَّحَدْ مَعْنىً وَأَوِّلْ مُوْهِمَاً إذَا وَرَدْ
وَبَعْضُ الأسْمَاءِ يُضَافُ أَبَدَا وَبَعْضُ ذَا قَدْ يَأَتِ لَفْظَاً مُفْرَدَا
وَبَعْضُ مَا يُضَافُ حَتْمَاً امْتَنَعْ إِيَلاؤهُ اسْمَاً ظَاهِرَاً حَيْثُ وَقَعْ
كَوَحْدَ لَبَّىْ وَدَوَالَيْ سَعْدَيْ وَشَذَّ إِيَلاءُ يَدَيْ لِلَبَّيْ
وَأَلْزَمُوا إِضَافَةً إِلَى الْجُمَلْ حَيْثُ وَإِذْ وَإِنْ يُنَوَّنْ يُحْتَمَلْ
إِفْرَادُ إِذْ وَمَا كَإِذْ مَعْنَىً كَإِذْ أَضِفْ جَوَازَاً نَحْوُ حِيْنَ جَا نُبِذْ
وَابْنِ أَو اعْرِبْ مَا كَإِذْ قَدْ أجْرِيَا وَاخْتَرْ بِنَا مَتْلُوِّ فِعْلٍ بُنِيَا(1/21)
وَقَبْلَ فِعْلٍ مُعْرَب أَوْ مُبْتَدَا أَعْرِبْ وَمَنْ بَنَى فَلَنْ يُفَنَّدَا
وَأَلْزَمُوا إِذَا إِضَافَةً إِلَى جُمَلِ الأَفْعَالِ كَهُنْ إذَا اعْتَلَى
لِمُفْهِمِ اثْنَيْنِ مُعَرَّفٍ بِلاَ تَفَرُّقٍ أُضِيْفَ كِلْتَا وَكِلاَ
وَلاَ تُضِفْ لِمُفْرَدٍ مُعَرَّفٍ أَيَّا وَإِنْ كَرَّرْتَهَا فَأَضِفِ
أوْ تَنْوِ الاجْزَا وَاخْصُصَنْ بِالْمَعْرِفَهْ مَوْصُوْلَةً أَيًّا وَبِالْعَكْسِ الْصِّفَهْ
وَإِنْ تَكن شَرْطَاً أَوِ اسْتِفْهَامَا فَمُطْلَقاً كَمِّلْ بِهَا الْكَلاَمَا
وَأَلْزَمُوا إِضَافَةً لَدُنْ فَجَرّ وَنَصْبُ غُدْوَةٍ بِهَا عَنْهُمْ نَدَرْ
وَمَعَ مَعْ فِيْهَا قَلِيْلٌ وَنُقِلْ فَتْحٌ وَكَسْرٌ لِسُكُوْنٍ يَتَّصِلْ
وَاضْمُمْ بِنَاءً غَيْرَاً إنْ عَدِمْتَ مَا لَهُ أُضِيْفَ نَاوِياً مَا عُدِمَا
قَبْلُ كَغَيْرُ بَعْدُ حَسْبُ أوَّلُ وَدُوْنُ وَالْجِهَاتُ أَيْضَاً وَعَلُّ
وَأَعْرَبُوَا نَصْبَاً إذَا مَا نُكِّرَا قَبْلاً وَمَا مِنْ بَعْدِه قَدْ ذُكِرَا
وَمَا يَلِيْ الْمُضَافَ يَأْتِي خَلَفَا عَنْهُ فِي الإِعْرَابِ إِذَا مَا حُذِفَا
وَرُبَّمَا جَرُّوا الذي أبْقَوْا كَمَا قَدْ كَانَ قَبْلَ حَذْفِ مَا تَقَدَّمَا
لكِنْ بِشَرِط أَنْ يَكُوْنَ مَا حُذِفْ مُمَاثِلاً لِمَا عَلَيْهِ قَدْ عُطِفْ
ويُحْذَفُ الْثَّانِي فَيَبْقَى الأَوَّلُ كَحَالِهِ إِذَا بِهِ يَتَّصِل
بِشَرْطِ عَطْفٍ وَإِضَافَةٍ إلَى مِثْلِ الَّذِي لَهُ أَضَفْتَ الأَوَّلاَ
فَصْلَ مُضَافٍ شِبْهِ فِعْلٍ مَا نَصَبْ مَفْعُوْلاً أوْ ظَرْفَاً أَجِزْ وَلَمْ يُعَبْ
فَصْلُ يَمِيْنٍ وَاضْطِرَارًا وُجِدَا بِأَجْنَبِيَ أَوْ بِنَعْتٍ أَوْ نِدَا
****************************
الْمُضَافُ إِلَى يَاءِ الْمُتَكَلِّمِ
آخِرَ مَا أضِيْفَ لِلْيَا اكْسِرْ إِذَا لَمْ يَكُ مُعْتَلاً كَرَامٍ وَقَذَا(1/22)
أَوْ يَكُ كَابْنَيْنِ وَزَيْدِيْنَ فَذِي جَمِيْعُهَا الْيَا بَعْدُ فَتْحُهَا احْتُذِي
وَتُدْغَمُ الْيَا فِيْهِ وَالْوَاوُ وَإِنْ مَا قَبْلَ وَاوٍ ضُمَّ فَاكْسِرْهُ يَهُنْ
وَأَلِفَاً سَلِّمْ وَفِي الْمَقْصُوْر عَنْ هُذَيْلٍ انْقِلاَبُهَا يَاءً حَسَنْ
*****************
إِعْمَالُ الْمَصْدَرِ
بِفِعْلِهِ الْمَصْدَرَ أَلْحِقْ فِي الْعَمَلْ مُضَافَاً أوْ مُجَرَّدَاً أَوْ مَعَ أَلْ
إِنْ كَانَ فِعْلٌ مَعَ أَنْ أَوْ مَا يَحُلّ مَحَلَّهُ وَلاِسْمِ مَصْدَرٍ عَمَلْ
وَبَعْدَ جَرِّهِ الَّذِي أُضِيْفَ لَهْ كَمِّلْ بِنَصْبٍ أَوْ بَرَفْعٍ عَمَلَهْ
وَجُرَّ مَا يَتْبَعُ مَا جُرَّ وَمَنْ رَاعَى فِي الاتْبَاعِ الْمَحَلَّ فَحَسَنْ
********************
إِعْمَالُ اسْمِ الْفَاعِل
كَفِعْلِهِ اسْمُ فَاعِلٍ فِي الْعَمَلِ إِنْ كَانَ عَنْ مُضِيِّهِ بِمَعْزِلِ
وَوَلِيَ اسْتِفْهَامَاً أوْ حَرْفَ نِدَا أَوْ نَفْياً أوْ جَا صِفَةً أَوْ مُسْنَدَا
وَقَدْ يَكُوْنُ نَعْتَ مَحْذُوْفٍ عُرِفْ فَيَسْتَحِقُّ الْعَمَلَ الَّذِي وُصِف
وَإِنْ يَكُنْ صِلَةَ فَفِي الْمُضِي وغَيْرِهِ إِعْمَالُهُ قَدِ ارْتُضِي
فَعَّالٌ أوْ مِفْعَالٌ أوْ فَعُوْلُ فِي كَثْرَةٍ عَنْ فَاعِلٍ بَدِيلُ
فَيَسْتَحِقُّ مَا لَهُ مِنْ عَمَلِ وَفِي فَعِيْلٍ قَلَّ ذَا وَفَعِل
وَمَا سِوَى الْمُفْرَدِ مِثْلَهُ جُعِلْ فِي الْحُكْمِ وَالْشُّرُوْطِ حَيْثُمَا عَمِلْ
وَانْصِبْ بِذِي الإِعْمَالِ تْلِوَاً وَاخْفِضِ وَهْوَ لِنَصْبِ مَا سِوَاهُ مُقْتَضِي
وَاجْرُرْ أَوْ انْصِبْ تَابِعَ الَّذِي انْخَفَض كَمُبْتَغِي جَاهٍ وَمَالاً مَنْ نَهَضْ
وَكُلُّ مَا قُرِّرَ لاسْمِ فَاعِلِ يُعْطَى اسْمَ مَفْعُوْلٍ بِلاَ تَفَاضُلِ
فَهْوَ كَفِعْلٍ صِيغ لْلمَفْعُوْلِ فِي مَعْنَاهُ كَالْمُعْطَى كَفَافَاً يَكْتَفِي(1/23)
وَقَدْ يُضَافُ ذَا إِلَى اسْمٍ مُرْتَفِعْ مَعْنًى كَمَحْمُوْدُ الْمَقَاصِدِ الْوَرِعْ
*****************
أَبْنِيَةُ الْمَصَادِرِ
فَعْلٌ قِيَاسُ مَصْدَرِ الْمُعَدَّى مِنْ ذِي ثَلاَثَةٍ كَرَدَّ رَدَّا
وَفَعِلَ الَّلازِمُ بَابُهُ فَعَلْ كَفَرَحٍ وَكَجَوًى وَكَشَلَلْ
وَفَعَلَ الَّلازِمُ مِثْلَ قَعَدَا لَهُ فُعُولٌ بِاطِّرَادٍ كَغَدَا
مَا لَمْ يَكُنْ مُسْتَوْجِبَاً فِعَالا أَوْ فَعَلاَنَاً فَادْرِ أَوْ فُعَالا
فَأَوَّلٌ لِذِي امْتِنَاعٍ كَأَبَى وَالْثَّانِ لِلَّذِي اقْتَضَى تَقَلُّبَا
للدَّا فُعَالٌ أَوْ لِصَوْتٍ وَشَمَلْ سَيْرَاً وَصَوْتَاً الْفَعِيْلُ كَصَهَلْ
فُعُوْلَةٌ فَعَالَةٌ لِفَعُلاَ كَسَهُلَ الأَمْرُ وَزَيْدٌ جَزُلاَ
وَمَا أَتَى مُحَالِفَاً لِمَا مَضَى فَبَابُهُ الْنَّقْلُ كَسُخْطٍ وَرِضَا
وَغَيْرُ ذِي ثَلاَثَةٍ مَقِيْسُ مَصْدَره كَقُدِّسَ الْتَّقْدِيْسُ
وَزَكِّهِ تَزْكِيَةْ وَأَجْمِلاَ إِجْمَالَ مَنْ تَجَمُّلاً تَجَمَّلاَ
وَاسْتَعِذِ اسْتِعَاذَةً ثُمَّ أَقِمْ إِقَامَةً وَغَالِبَاً ذَا الْتَّا لَزِمْ
وَمَا يَلِي الآخِرُ مُدَّ وَافْتحَا مَعْ كَسْرِ تِلْوِ الْثَّانِ مِمَّا افْتُتِحَا
بِهَمْزِ وَصْلٍ كَاصْطَفَى وَضُمَّ مَا يَرْبَعُ فِي أَمْثَالِ قَدْ تَلَمْلَمَا
فِعْلاَلٌ أوْ فَعْلَلَةٌ لِفَعْلَلاَ وَاجْعَلْ مَقِيْساً ثَانِياً لاَ أَوَّلاَ
لِفَاعَلَ الْفِعَالُ وَالْمُفَاعَلَهْ وَغَيْرُ مَا مَرَّ الْسَّمَاعُ عَادَلَهْ
وَفَعْلَةٌ لِمَرَّةٍ كَجَلْسَهْ وَفِعْلَةٌ لِهَيْئَةٍ كَجِلْسَهْ
فِي غَيْرِ ذِي الْثَّلاَثِ بِالْتَّا المَرَّهْ وَشَذَّ فِيْهِ هَيْئَةٌ كَالْخمْرَةْ
********************
أَبْنِيَةُ أَسْمَاءِ الْفَاعِلِيْنَ وَالْمَفْعُوْلِيْنَ وَالْصِفَاتِ الْمُشَبَّهَةِ بِهَا
كَفَاعِلٍ صُغِ اسْمَ فَاعِلٍ إِذَا مِنْ ذِي ثَلاَثَةٍ يَكُوْنُ كَغَذَا(1/24)
وَهْوَ قَلِيْلٌ فِي فَعُلْتُ وَفَعِلْ غَيْرَ مُعَدَّى بَلْ قِيَاسُهُ فَعِلْ
وَأَفْعَلٌ فَعْلاَنُ نَحْوُ أَشِرِ وَنَحُوُ صَدْيَانَ وَنَحْوُ الأَجْهَرِ
وَفَعْلٌ أوْلَى وَفَعِيْلٌ بِفَعُلْ كَالْضَّخْمِ وَالْجَمِيْلِ وَالْفِعْلُ جَمُلْ
وَأَفْعَلٌ فِيْهِ قَلِيْلٌ وَفَعَلْ وَبِسْوَى الْفَاعِلِ قَدْ يَغْنَى فَعَلْ
وَزِنَةُ الْمُضَارِع اسْمُ فَاعِلِ مِنْ غَيْرِ ذِي الْثَّلاَثِ كَالْمُوَاصِلِ
مَعْ كَسْرِ مَتْلُوِّ الأَخِيْرِ مُطْلَقَا وَضَمِّ مِيْمِ زَائِدٍ قَدْ سَبَقَا
وَإِنْ فَتَحْتَ مِنْهُ مَا كَانَ انْكَسَرْ صَارَ اسْمَ مَفْعُوْلٍ كَمِثْلِ الْمُنْتَظَرْ
وَفِي اسْمِ مَفْعُوْلِ الْثُّلاَثِيِّ اطَّرَدْ زِنَةُ مَفْعُوْلٍ كَآتٍ مِنْ قَصَدْ
وَنَابَ نَقْلاً عَنْهُ ذُو فَعِيْلِ نَحْوُ فَتَاة أَوْ فَتًى كَحِيْلِ
******************
الصّفَةُ المُشَّبَهَةُ بِاسْمِ الفَاعِلِ
صِفَةٌ اسْتُحْسِنَ جَرُّ فَاعِل مَعْنًى بِهَا المُشْبِهَةُ اسْمَ الفَاعِلِ
وَصَوغُهَا مِنْ لاَزِمٍ لِحَاضِرِ كَطَاهِرِ القَلبِ جَمِيْلِ الظَّاهِرِ
وَعَمَلُ اسْمِ فَاعِلِ المُعَدَّى لَهَا عَلَى الحَدِّ الَّذِي قَدْ حُدَّا
وَسَبْقُ مَا تَعْمَلُ فِيْهِ مُجْتَنَبْ وَكَونُهُ ذَا سَبَبِيَّةٍ وَجَبْ
فَارْفَعْ بِهَا وَانْصِبْ وَجُرَّ مَعَ أَل وَدُونَ أَل مَصْحُوبَ أَل وَمَا اتَّصَل
بِهَا مُضَافَاً أَو مُجَرَّدَاً وَلاَ تَجْرُرْ بِهَا مَعْ أَل سُمَاً مِنْ أَل خَلاَ
وَمِنْ إِضَافَةٍ لِتَالِيْهَا وَمَا لَمْ يَخْلُ فَهْوَ بِالجَوَازِ وُسِمَا
****************
التَّعَجُّبُ
بِأَفْعَلَ انْطِقْ بَعْدَ مَا تَعَجُّبَا أَو جِىء بِأَفْعِلَ مَجْرُورٍ بِبَا
وَتِلوَ أَفْعَلَ انْصِبَنَّهُ كَمَا أَوفَى خَلِيْلَيْنَا وَأَصْدِقْ بِهِمَا
وَحَذْفَ مَا مِنْهُ تَعَجَّبْتَ اسْتَبحْ إِنْ كَانَ عِنْدَ الحَذْفِ مَعْنَاهُ يَضِحْ(1/25)
وَفِي كِلاَ الفِعْلَيْنِ قِدْمَاً لَزِمَا مَنْعُ تَصَرُّفٍ بِحُكْم حُتِمَا
وَصُغْهُمَا مِنْ ذِي ثَلاَثٍ صُرِّفَاً قَابِلِ فَضْلِ تَمَّ غَيْرِ ذِي انْتِفَا
وَغَيْرِ ذِي وَصْفٍ يُضَاهِي أَشْهَلاَ وَغَيْرِ سَالِكٍ سَبِيْلَ فُعِلاَ
وَأَشْدِدَ أو أَشَدَّ أَو شِبْهُهُمَا يَخْلُفُ مَا بَعْضَ الشُّرُوطِ عَدِ
وَمَصْدَرُ العَادِمِ بَعْدُ يَنْتَصِبْ وَبَعْدَ أَفْعِل جَرُّهُ بِالبَا يَجِبْ
وَبِالنُّدُورِ احْكُمْ لِغَيْرِ مَا ذُكِرْ وَلاَ تَقِسْ عَلَى الَّذِي مِنْهُ أُثِ
وَفِعْلُ هَذَا البَابِ لَنْ يُقَدَّمَا مَعْمُولُهُ وَوَصْلَهُ بِهِ الزَمَا
وَفَصْلُهُ بِظَرْفٍ أو بِحَرْفِ جَرّ مُسْتَعْمَلٌ وَالخُلفُ فِي ذَاكَ اسْتَقَرْ
**********************
نِعْمَ وَبِئْسَ وَمَا جَرَى مَجْرَاهُمَا
فِعْلاَنِ غَيْر مُتَصَرِّفَيْنِ نِعْمَ وَبِئْسَ رَافِعَانِ اسْمَيْنِ
مُقَارِنَيْ أَل أَو مُضَافَيْنِ لِمَا قَارَنَهَا كَنِعْمَ عُقْبَى الكُرَمَا
وَيَرْفَعَانِ مُضْمَرَاً يُفَسِّرُهْ مُمَيِّزٌ كَنِعْمَ قَومَاً مَعْشَرُهْ
وَجَمْعُ تَمْيِيْزٍ وَفَاعِلٍ ظَهَرْ فِيْهِ خِلاَفٌ عَنْهُمُ قَدِ اشْتَهَرْ
وَمَا مُمَيِّزٌ وَقِيْلَ فَاعِلُ فِي نَحْوِ نِعْمَ مَا يَقُولُ الفَاضِلُ
وَيُذْكَرُ المَخْصُوصُ بَعْدُ مُبْتَدَا أَو خَبَرَ اسْمِ لَيْسَ يَبْدُو أَبَدَا
وَإِنْ يُقَدَّمْ مُشْعِرُ بِهِ كَفَى كَالعِلمُ نِعْمَ المُقْتَنَى وَالمُقْتَفَى
وَاجْعَل كَبِئْسَ سَاء وَاجْعَل فَعُلاَ مِنْ ذِي ثَلاَثَةٍ كَنِعْمَ مُسْجَلاَ
وَمِثْلُ نِعْمَ حَبَّذَا الفَاعِلُ ذَا وَأَنْ تُرِدْ ذَمًّا فَقُل لاَ حَبِّذَا
وَأَولِ ذَا المَخْصُوصَ أَيًّا كَانَ لاَ تَعْدِل بِذَا فَهْوَ يُضَاهِي المَثَلاَ
وَمَا سِوَى ذَا ارْفَعْ بِحَبَّ أَو فَجُرّ بِالبَا وَدُونَ ذَا انْضِمَامُ الحَا كَثُرْ
********************
افْعَلُ التَّفْضِيْلِ(1/26)
صُغْ مِنْ مَصُوغٍ مِنْهُ لِلتَّعَجُّبِ أَفْعَلَ لِلتَّفْضِيْلِ وَأْبَ اللَّذْ أبِي
وَمَا بِهِ إلَى تَعَجُّبٍ وُصِل لِمَانِعٍ بِهِ إِلَى التَّفْضِيْلِ صِل
وَأَفْعَلَ التَّفْضِيْلِ صِلهُ أَبَدَا تَقْدِيْرَاً أو لَفْظَاً بِمِنْ إِنْ جُرِّدَا
وَإِنْ لِمَنْكُوَرٍ يُضَفْ أَو جُرِّدَا أُلزِمَ تَذْكِيْرَاً وَأَنْ يُوَحَّدَا
وَتِلوُ أَل طِبْقٌ وَمَا لِمَعْرِفَهْ أُضِيْفَ ذُو وَجْهَيْنِ عَنْ ذِي مَعْرِفَهْ
هَذَا إِذَا نَوَيْتَ مَعْنَى مِنْ وَإِنْ لَمْ تَنْوِ فَهْوَ طِبْقُ مَا بِهِ قُرِنْ
وَإِنْ تَكُنْ بِتِلوِ مِنْ مُسْتَفْهِمَا فَلَهُمَا كُنْ أَبَدَاً مُقَدِّمَا
كَمِثْلِ مِمَّنْ أَنْتَ خَيْرٌ وَلَدَى إِخْبَارِ التَّقْدِيْمُ نَزْرَاً وَرَدَاً
وَرَفْعُهُ الظَّاهِرَ نَزْرٌ وَمَتَى عَاقَبَ فِعْلاً فَكَثِيْرَاً ثَبَتَا
كَلَنْ تَرَى فِي النَّاسِ مِنْ رَفِيْقِ أَولَى بِهِ الفَضْلُ مِنَ الصِّدِّيْقِ
********************
النَّعْتُ
يَتْبَعُ فِي الإعْرَابِ الأَسْمَاء الأوَل نَعْتٌ وَتَوكِيْدٌ وَعَطْفٌ وَبَدَل
فَالنَّعْتُ تَابِعٌ مُتِمُّ مَا سَبَقْ بِوَسْمِهِ أَو وَسْمِ مَا بِهِ اعْتَلَقْ
وَليُعْطَ فِي التَّعْرِيِف وَالتَّنْكِيرِ مَا لِمَا تَلاَ كَامْرُرْ بِقَومٍ كُرَمَا
وَهُوَ لَدَى التَّوحِيْدِ وَالتَّذْكِيْرِ أَو سِوَاهُمَا كَالفِعْلِ فَاقْفُ مَا قَفَوا
وَانْعَتْ بِمُشْتَقَ كَصَعْبٍ وَذَرِبْ وَشِبْهِهِ كَذَا وَذِيْ وَالمُنْتَسِبْ
وَنَعَتُوَا بِجُمْلَةٍ مُنَكّرَاً فَأُعْطِيَتْ مَا أُعْطِيَتْهُ خَبراً
وَامْنَعْ هُنَا إِيْقَاعَ ذَاتِ الطَّلَبِ وَإِنْ أَتَتْ فَالقَولَ أَضْمِرْ تُصِبِ
وَنَعَتُوا بِمَصْدَرٍ كَثِيْرَاً فَالتَزَمُوَا الإِفْرَادَ وَالتَّذْكِيْرَا
وَنَعْتُ غَيْرِ وَاحِدٍ إِذَا اخْتَلَفْ فَعَاطِفَاً فَرِّقْهُ لاَ إِذَا انْتَلَفْ(1/27)
وَنَعْتَ مَعْمُولَيْ وَحِيْدَيْ مَعْنَى وَعَمَلٍ أَتْبِعْ بِغَيْر اسْتِثْنَا
وَإِنْ نُعُوتٌ كَثُرَتْ وَقَدْ تَلَتْ مُفْتَقِرَاً لِذِكْرِهنَّ أُتْبِعَتْ
وَاقْطَعْ أَوَ اتْبِعْ إِنْ يَكُنْ مُعَيَّنَا بِدُونِهَا أَو بَعْضِهَا اقْطَعْ مُعْلِنَا
وَارْفَعْ أَوِ انْصِبْ إِنْ قَطَعْتَ مُضْمِرَاً مُبْتَدَأً أَو نَاصِبَاً لَنْ يَظْهَرَا
وَمَا مِنَ المَنْعُوتِ وَالنَّعْتِ عُقِلْ يَجُوزُ حَذْفُهُ وَفِي النَّعْتِ يَقِلّ
********************
التَّوكِيْدُ
بِالنَّفْسِ أَو بَالعَيْنِ الاسْمُ أُكِّدَا مَعَ ضَمِيْرٍ طَابَقَ المُؤكَّدَا
وَاجْمَعْهُمَا بِأَفْعُلٍ إِنْ تَبِعَاً مَا لَيْسَ وَاحِدَاً تَكُنْ مُتَّبِعَا
وَكُلاًّ اذْكُرْ فِي الشُّمُولِ وَكِلاَ كِلتَا جَمِيْعَاً بِالضَّمِيْرِ مُوصَلاَ
وَاسْتَعْمَلُوَا أَيْضَاً كَكُلَ فَاعِلَهْ مِنْ عَمَّ فِي التَّوكِيْدِ مِثْلَ النَّافِلَهْ
وَبَعْدَ كُلَ أَكَّدُوا بِأَجْمَعَا جَمْعَاءَ أَجْمَعِيْنَ ثُمَّ جُمَعَا
وَدُونَ كُلَ قَدْ يَجِيْء أَجْمَعُ جَمْعَاءُ أَجْمَعُونَ ثُمَّ جُمَعُ
وَإِنْ يُفِدْ تَوكِيْدُ مَنْكُورٍ قُبِل وَعَنْ نُحَاةِ البَصْرَةِ المَنْعُ شَمِل
وَاغْنَ بِكِلتَا فِي مُثَنًّى وَكِلاَ عَنْ وَزْنِ فَعْلاَءَ وَوَزْنِ أَفْعَلاَ
وَإِنْ تُؤكِّدِ الضَّمِيْرَ المُتَّصِل بِالنَّفْسِ وَالعَيْنِ فَبَعْدَ المُنْفَصِل
عَنَيْتُ ذَا الرَّفْعِ وَأَكَّدُوَا بِمَا سِوَاهُمَا وَالقَيْدُ لَنْ يُلتَزَمَا
وَمَا مِنَ التَّوكِيْدِ لَفْظِيُّ يَجِي مُكَرَّرَاً كَقَولِكَ ادْرُجِي ادْرُجِي
وَلاَ تُعِدْ لَفْظَ ضَمِيْرٍ مُتَّصِل إِلاَّ مَعَ اللَّفْظِ الَّذِيْ بِهِ وُصِل
كَذَا الحُرُوفُ غَيْرَ مَا تَحَصَّلاَ بِهِ جَوَابٌ كَنَعَمْ وَكَبَلَى
وَمُضْمَرَ الرَّفْعِ الَّذِي قَدِ انْفَصَل أَكِّدْ بِهِ كُلَّ ضَمِيْرٍ اتَّصَل
********************
العَطْفُ(1/28)
لَلعَطْفُ إِمَّا ذُو بَيَانٍ أَو نَسَقْ وَالغَرَضُ الآنَ بَيَانُ مَا سَبَقْ
فَذُو البَيَانِ تَابِعٌ شبْهُ الصِّفَهْ حَقِيْقَةُ القَصْدِ بِهِ مُنْكَشِفَهْ
فَأَولِيَنْهُ مِنْ وِفَاقِ الأَوَّلِ مَا مِنْ وِفَاقِ الأَوَّلِ النَّعْتُ وَلِي
فَقَدْ يَكُونَانِ مُنَكَّرَيْنِ كَمَا يَكُونَانِ مُعَرَّفَيْنِ
وَصَالِحَاً لِبَدَلِيَّةٍ يُرَى فِي غَيْرِ نَحْوِ يَا غُلاَمُ يَعْمُرَا
وَنَحْوِ بِشْرٍ تَابِعِ البَكْرِيِّ وَلَيْسَ أَنْ يُبْدَلَ بِالمَرْضِي
*****************
عَطْفُ النَّسَقِ
تَالٍ بِحَرْفٍ مُتْبعٍ عَطْفُ النَّسَقْ كَاخْصُصْ بِوُدَ وَثَنَاءٍ مَنْ صَدَقْ
فَالعَطْفُ مُطْلَقَاً بِوَاوٍ ثُمَّ فَا حَتَّى أَمَ أو كَفِيك صِدْقٌ وَوَفَا
وَأَتْبَعَتْ لَفْظَاً فَحَسْبُ بَل وَلاَ لَكِنْ كَلَمْ يَبْدُ امْرُؤ لكِنْ طَلاَ
فاعْطِفْ بِوَاوٍ سَابِقَاً أَو لاَحِقَاً فِي الحُكْمِ أَو مُصَاحِبَاً مُوَافِقَاً
وَاخْصُصْ بِهَا عَطْفَ الَّذِي لاَ يُغْنِي مَتْبُوعُهُ كَاصْطَفَّ هذَا وَابْنِي
وَالفَاءُ لِلتَّرْتِيْبِ بِاتِّصَالِ وَثُمَّ لِلتَّرْتِيْبِ بِانْفِصَالِ
وَاخْصُصْ بِفَاءٍ عَطْفَ مَا لَيْسَ صِلَه عَلَى الَّذِي اسْتَقَرَّ أَنَّهُ الصِّلَهْ
بَعْضَا بِحَتَّى اعْطِفْ عَلَى كُلَ وَلاَ يَكُونُ إِلاَّ غَايَةَ الَّذِي تَلاَ
وَأَمْ بِهَا اعْطِفْ إِثْرَ هَمْزِ التَّسْوِيَهْ أَو هَمْزَةٍ عَنْ لَفْظِ أَيَ مُغْنيَهْ
وَرُبَمَا أُسَقِطَتِ الهَمْزَةُ إِنْ كَانَ خَفَا المَعْنَى بِحَذْفِهَا أمِنْ
وَبِانْقِطَاعٍ وَبِمَعْنَى بَل وَفَتْ إِنْ تَكُ مِمَّا قُيِّدَتْ بِهِ خَلَتْ
خَيِّرْ أَبِحْ قَسِّمْ باو وَأَبْهِمِ وَاشْكُكْ وَإِضْرَابٌ بِهَا أَيْضَاً نُمِي
وَرُبَّمَا عَاقَبَتِ الوَاوَ إِذَا لَمْ يُلفِ ذُو النُّطْقِ لِلَبْسٍ مَنْفَذَا
وَمِثْلُ أَو القَصْدِ إِمَّا الثَّانِيَهْ فِي نَحْوِ إِمَّا ذِي وَإِمَّا النَّائَيِهْ(1/29)
وَأَولِ لكِنْ نَفْيَاً أو نَهْيَاً وَلاَ نِدَاءً أو أَمْرَاً أوِ اثْبَاتَاً تَلاَ
وَبَل كَلكِنْ بَعْدَ مَصْحُوبَيْهَا كَلَمْ أكُنْ فِي مَرْبَعٍ بَل تَيْهَا
وَانْقُل بِهَا لِلثَّانِ حُكْمَ الأَوَّلِ فِي الخَبَرِ المُثْبَتِ وَالأَمْر الجَلِي
وَإِنْ عَلَى ضَمِيْرِ رَفْعٍ مُتَّصِل عَطَفْتَ فَافْصِل بِالضَّمِيْرِ المُنْفَصِل
أَو فَاصِلٍ مَّا وَبِلاَ فَصْلٍ يَرِدْ فِي النَّظْمِ فَاشِيْاً وَضَعْفَهُ اعْتَقِدْ
وَعَودُ خَافِضٍ لَدَى عَطْفٍ عَلَى ضَمِيْرِ خَفْضٍ لاَزِمَاً قَدْ جُعِلاَ
وَلَيْسَ عِنْدِي لاَزِمَاً إِذْ قَدْ أَتَى فِي النَّظْمِ وَالنَّثْرِ الصَّحِيْحِ مُثْبَتَا
وَالفَاءُ قَدْ تُحْذَفُ مَعْ مَا عَطَفَتْ وَالوَاوُ لاَ لَبْسَ وَهْيَ انْفَرَدَتْ
بِعَطْفِ عَامِلٍ مُزَالٍ قَدْ بَقِي مَعْمُولُهُ دَفْعَاً لِوَهْمٍ اتُّقِي
وَحَذْفَ مَتْبُوعٍ بِدَا هُنَا اسْتَبِحْ وَعَطْفُكَ الفِعْلَ عَلَى الفِعْلِ يَصِحّ
وَاعْطِفْ عَلَى اسْم شِبْهِ فِعْلٍ فِعْلاَ وَعَكْسَاً اسْتَعْمِل تَجِدْهُ سَهْلاَ
*****************
البَدَلُ
التَّابِعُ المَقْصُودُ بِالحُكْمِ بِلاَ وَاسِطَةٍ هُوَ المُسَمَّى بَدَلاً
مُطَابِقَاً أَو بَعْضَاً أَو مَا يَشْتَمِل عَلَيْهِ يُلفَى أَو كَمَعْطُوفٍ بِبَل
****************
وَذَا لِلاضْرَابِ
اعْزُ إِنْ قَصْدَاً صَحِبْ وَدُونَ قَصْدٍ غَلَطٌ بِهِ سُلِبْ
كَزُرْهُ خَالِدَاً وَقَبِّلهُ اليَدَا وَاعْرِفْهُ حَقَّهُ وَخُدْ نَبْلاً مُدَى
وَمِنْ ضَمِيْرِ الحَاضِرِ الظَّاهِرَ لاَ تُبْدِلهُ إلاَّ مَا إِحَاطَةً جَلاَ
أوِ اقْتَضَى بَعْضَاً أَوِ اشْتِمَالاَ كََّانكَ ابْتِهَاجَكَ اسْتَمَالاَ
وَبَدَلُ المُضَمَّنِ الهَمْزَ يَلِي هَمْزَاً كَمَنْ ذَا أَسَعِيْدٌ أَمْ عَلِي
وَيُبْدَلُ الفِعْلُ مِنَ الفِعْلِ كَمَنْ يَصِل إِلَيْنَا يَسْتَعِنْ بِنَا يُعَنْ
********************
النِّدَاءُ(1/30)
وَلِلمُنَادَى النَّاء أَو كَالنَّاءِ يَا وَأَيْ وَآكَذَا أَيَا ثُمَّ هَيَا
وَالهَمْزُ لِلدَّانِي وَوَا لِمَنْ نُدِبْ أَو يَا وَغَيْرُ وَاو لَدَى الَّلبِس اجْتُنِبْ
وَغَيْرُ مُنْدُوبٍ وَمُضْمَرٍ وَمَا جَا مُسْتَغَاثَاً قَدْ يُعَرَّى فَاعْلَمَا
وَذَاكَ فِي اسْمِ الجِنْس وَالمُشَارِ لَهْ قَلَّ وَمَنْ يَمْنَعْهُ فَانْصُرْ عَاذِلَهْ
وَابْن المُعَرَّفَ المُنَادَى المُفْرَدَا عَلَى الَّذِي فِي رَفْعهِ قَدْ عُهِدَا
وَانْوِ انْضِمَامَ مَا بَنَوا قَبْلَ النِّدَا وَليُجْرَ مُجْرَى ذِي بِنَاءٍ جُدِّدَا
وَالمُفْرَدَ المَنْكُورَ وَالمُضَافَا وَشِبْهَهُ انْصِبْ عَادِمَاً خِلاَفَا
وَنَحْوَ زَيْدٍ ضُمَّ وَافْتَحَنَّ مِنْ نَحْوِ أَزَيْدُ بْنَ سَعِيْدٍ لاَ تَهِنْ
وَالضَّمُّ إِنْ لَمْ يَلِ الابْنُ عَلَمَا أَو يَلِ الابْنَ عَلَمٌ قَدْ حُتِمَا
وَاضْمُمْ أَوِ انْصِبْ مَا اضْطِرَاراً نُوِّنَا مَّمَا لَهُ اسْتِحْقَاقٌ ضَمَ بُيِّنَا
وَبِاضْطِرَارٍ خُصَّ جَمْعُ يَا وَأَل إلاَ مَعَ اللَّهِ وَمَحْكِيِّ الجُمَل
وَالأَكْثَرُ اللَّهُمَّ بِالتَّعْوِيْض وَشَذَّ با اللَّهُمَّ فِي قَرِيِض
*****************
فَصْلٌ تَابِعَ ذِي الضَّمِّ المُضَافَ دُونَ أَن أَلزِمْهُ نَصْبَاً كَأَزَيْدُ ذَا الحِيَل
وَمَا سِوَاهُ ارْفَعْ أَوِ انْصِبْ وَاجْعَلاَ كَمُسْتَقِلَ نَسَقاً وَبَدَلاً
وَإِنْ يَكُنْ مَصْحُوبَ أَل مَا نُسِقَا فَفِيْهِ وَجْهَانِ وَرَفْعٌ يُنْتَقَى
وَأَيُّهَا مَصْحُوبَ أَل بَعْدُ صِفَهْ يَلزَمُ بِالرَّفْعِ لَدَى ذِي المَعْرِفَهْ
وَأَيُّ هذَا أَيُّهَا الَّذِي وَرَدْ وَوَصْفُ أَيَ بِسِوَى هذَا يُرَدُّ
وَذُو إِشَارَةٍ كَأَيَ فِي الصِّفَهْ إِنْ كَانَ تَرْكُهَا يُفِيْتُ المَعْرِفَهْ
فِي نَحْوِ سَعْدَ سَعْدَ الاوسِ يَنْتَصِبْ ثَانٍ وَضُمَّ وَافْتَحَ أَوَّلاً تُصِبْ
******************(1/31)
المُنَادَى المُضَافُ إلَى يَاءِ المُتَكَلِّمِ
وَاجْعَل مُنَادًى صَحَّ إِنْ يُضَفْ لِيَا كَعَبْدِ عَبْدِي عَبْدَ عَبْدَا عَبْدِيَا
وَفَتْحٌ أو كَسْرٌ وَحَذْفُ اليَا اسْتَمَرّ فِي يَا ابْنَ أمَّ يَا ابْنَ عَمَّ لاَ مَفَرّ
وَفِي النِّدَا «أبَتِ» «أمَّتِ«عَرَض وَاكْسِرْ أَوِ افْتَحْ وَمِنَ اليَا التَّا عِوَض
**************
أَسْمَاءٌ لاَزَمَتِ النِّدَاءَ
وَفُلُ بَعْضُ مَا يُخَصُّ بِالنِّدَا لُؤمَانْ نَومَانُ كَذَا وَاطَّرَدَا
فِي سَبِّ الانْثَى وَزْنُ يَا خَبَاثِ وَا لأَمْرُ هكَذَا مِنَ الثُّلاَثِي
وَشَاعَ فِي سَبِّ الذُّكُورِ فُعَلُ وَلاَ تَقِسْ وَجُرَّ فِي الشِّعْرِ فُلُ
***************
الاِسْتِغَاثَةُ
إِذَا اسْتُغِيْثَ اسْمٌ مُنَادًى خُفِضَا بِالَّلاَمِ مَفْتُوحَاً كَيَا لَلمُرْتَضَى
وَافْتَحْ مَعَ المَعْطْوفِ إنْ كَرَّرْتَ يَا وَفِي سِوَى ذلِكَ بِالكَسْرِ ائْتِيَا
وَلاَمُ مَا اسْتُغِيْثَ عَاقَبَتْ أَلِفْ وَمِثْلُهُ اسْمٌ ذُو تَعَجُّبٍ أُلِفْ
****************
النُّدْبَةُ
مَا لِلمُنَادَى اجْعَل لِمَنْدُوبٍ وَمَا نُكِّرَ لَمْ يُنْدَبْ وَلاَ مَا أُبْهِمَا
وَيُنْدَبُ المَوصُولُ بِالَّذِي اشْتَهَرْ كَبِئْرَ زَمْزَمٍ يَلِي وَا مَنْ حَفَرْ
وَمُنْتَهَى المَنْدُوبِ صِلهُ بِالأَلِفْ مَتْلُوُّهَا إِنْ كَانَ مِثْلَهَا حُذِفْ
كَذَاكَ تَنْوِيْنُ الَّذِي بِهِ كَمَل مِنْ صِلَةٍ أَو غَيْرِهَا نِلتَ الأَمَل
وَالشَّكْلَ حَتْمَاً أَولِهِ مُجَانِسَاً إِنْ يَكُن الفَتْحُ بِوَهْمٍ لاَبِسَا
وَوَاقِفَاً زِدْ هَاء سَكْتٍ إنْ تُرِدْ وَإِنْ تَشَأْ فَالمَدَّ وَالهَا لاَ تَزِدْ
وَقَائِلٌ وَاعَبْدِيَا وَاعَبْدَا مَنْ فِي النِّدَا اليَا ذَا سُكُونٍ أَبْدَى
********************
التَّرْخِيُم
تَرْخِيْمَاً احْذِفْ اخِرَ المُنَادَى كَيَا سُعَا فِيْمَنْ دَعَا سُعَادَا(1/32)
وَجَوِّزْنَهُ مُطْلَقاً فِي كُلِّ مَا أُنِّثَ بِالهَا وَالَّذِي قَدْ رُخِّمَا
بِحَذْفِهَا وَفِّرْهُ بَعْدُ وَاحْظُلاَ تَرْخِيمَ مَا مِنْ هَذِهِ الهَا قَدْ خَلاَ
إلاَّ الرُّبَاعِيَّ فَمَا فَوقُ العَلَمْ دُونَ إضَافَةٍ وَإِسْنَادٍ مُتَمّ
وَمَعَ الآخِرِ احْذِفِ الَّذِي تَلاَ إِنْ زِيْدَ لَيْنَاً سَاكِنَاً مُكَمِّلاَ
أَرْبَعَةً فَصَاعِدَاً وَالخُلفُ فِي وَاوٍ وَيَاءٍ بِهِمَا فَتْحٌ قُفِي
وَالعَجُزَ احْذِفْ مِنْ مُرَكَّبٍ وَقَل تَرْخِيْمُ حُمْلَةٍ وَذَا عَمْروٌ نَقَل
وَإِنْ نَوَيْتَ بَعْدَ حَذْفِ مَا حُذِفْ فَالبَاقِيَ اسْتَعْمِل بِمَا فِيْهِ ألِفْ
وَاجْعَلهُ إنْ لَمْ تَنْوِ مَحْذُوفَاً كَمَا لَو كَانَ بِالآخِرِ وَضْعَاً تُمِّمَا
فقُل عَلَى الأَوَّلِ فِي ثَمُودَ يَا ثَمُو وَيَا ثَمِي عَلَى الثَّانِي بِيَا
وَالتَزِمِ الأَوَّلَ فِي كَمُسْلِمَهْ وَجَوِّزِ الوَجْهَيْنِ فِي كَمَسْلَمَهْ
وَلاضْطِرَارٍ رَخَّمُوا دُونَ نِدَا مَا لِلنِّدَا يَصْلُحُ نَحْوُ أَحْمَدَا
*********************
الاخْتِصَاصُ
الاخْتِصَاصُ كَنِدَاءٍ دُونَ يَا كَأَيُّهَا الفَتَى بِإِثْرِ ارْجُونِيَا
وَقَدْ يُرَى ذَا دُونَ أَيَ تِلوَ أَل كَمِثْلِ نَحْنُ العُرْبَ أَسْخَى مَنْ بَذَل
******************
التَّحْذِيرُ وَالإِغْرَاءُ
إيَّاكَ وَالشَّرَّ وَنَحْوَهُ نَصَبْ مُحَذِّرٌ بِمَا اسْتِثَارُهُ وَجَبْ
وَدُونَ عَطْفٍ ذَا لإِيَّا انْسُبْ وَمَا سِوَاهُ سَتْرُ فِعْلِهِ لَنْ يَلزَمَا
إلاَّ مَعَ العَطْفِ أَوِ التَّكْرَارِ كَالضَّيْغَمَ يَا ذَا السَّارِي
وَشَذَّ إِيَّايَ وَإِيَّاهُ أَشَذّ وَعَنْ سَبِيْلِ القَصْدِ مَنْ قَاسَ انْتَبَذْ
وَكَمُحَدَّرٍ بِلاَ إِيَّا اجْعَلاَ مُغْرًى بِهِ فِي كُلِّ مَا قَدْ فُضِّلاَ
**********************
أَسْمَاءُ الأَفْعَال وَالأَصْوَاتِ(1/33)
مَا نَابَ عَنْ فِعْلٍ كَشَتَّانَ وَصَهْ هُوَ اسْمُ فِعْلٍ وَكَذَا أَوَّهْ وَمَهْ
وَمَا بِمَعْنَى افْعَل كآمِيْنَ كَثُرْ وَغَيْرُهُ كَوَيْ وَهَيْهَاتَ نَزُرْ
وَالفِعْلُ مِنْ أَسْمَائِهِ عَلَيْكَا وَهكَذَا دُونَكَ مَعْ إِلَيْكَا
كَذَا رُوَيْدَ بَلهَ نَاصِبَيْنِ وَيَعْمَلاَنِ الخَفْضَ مَصْدَرَيْنِ
وَمَا لِمَا تَنُوبَ عَنْهُ مِنْ عَمَل لَهَا وَأَخِّرْ مَا لِذِي فِيْهِ العَمَل
وَاحْكُمْ بِتَنْكِيْرِ الَّذِي يُنَوَّنُ مِنْهَا وَتَعْرِيْفُ سِوَاهُ بَيِّنُ
وَمَا بِهِ خُوطِبَ مَا لاَ يَعْقِلُ مِنْ مُشْبِهِ اسْمِ الفِعْلِ صَوتَاً يُجْعَلُ
كَذَا الَّذِي أَجْدَى حِكَايَةً كَقَبْ وَالزَمْ بِنَا النَّوعَيْنِ فَهْوَ قَدْ وَجَبْ
********************
نُونَا التَّوكِيْدِ
لِلفِعْلِ تَوكِيْدٌ بِنُونَيْنِ هُمَا كَنُونَي اذْهَبَنَّ وَاقْصِدَنْهُمَا
يُؤكِّدَانِ افْعَل وَيَفْعَل آتِيَا ذَا طَلَبٍ أَو شَرْطَاً أمَّا تَالِيَا
أَو مُثْبَتَاً فِي قَسَمٍ مُسْتَقْبَلاَ وَقَلَّ بَعْدَ مَا وَلَمْ وَبَعْدَ لاَ
وَغَيْرِ إِمَّا مِنْ طَوَالِبِ الجَزَا وَآخِرَ المُؤكَّدِ افْتَحْ كَابْرُزَا
وَاشْكُلهُ قَبْلَ مُضْمَرٍ لَيْنٍ بِمَا جَانَسَ مِنْ تَحَرُّك قَدْ عُلِمَا
وَالمُضْمَرَ احْذِفَنَّهُ إلاَّ الأَلِفْ وَإِنْ يَكُنْ فِي آخِرِ الفِعْلِ أَلِفْ
فَاجْعَلهُ مِنْهُ وَاقِعَاً غَيْرَ اليَا وَالوَاوِ يَاءً كَاسْعَيَنَّ سَعْيَا
وَاحْذِفهُ مِنْ رَافِعِ هَاتَيْنِ وَفِي وَا وَيَا شَكْلٌ مُجَانِسٌ قُفي
نَحْوُ اخْشَينْ يَا هِنْدُ بِالكَسْرِ وَيَا قَومُ اخْشَونْ وَاضْمُمْ وَقِسْ مُسَوِّيَا
وَلَمْ تَقَعْ خَفِيْفَةٌ بَعْدَ الأَلِفْ لكِنْ شَدِيْدَةٌ وَكَسْرُهَا ألِفْ
وَأَلِفَاً زِدْ قَبْلَهَا مُؤكِّدَاً فِعْلاً إلَى نُونِ الإِنَاثِ أُسْنِدَا
وَاحْذِفْ خَفِيْفَةً لِسَاكِنٍ رَدِفَ وَبَعْدَ غَيْرِ فَتْحَةٍ إذَا تَقِفْ(1/34)
وَارْدُدْ إِذَا حَذَفْتَهَا فِي الوَقْفِ مَا مِنْ أَجْلِهَا فِي الوَصْلِ كَانَ عُدِمَا
وَأَبْدِلَنْهَا بَعْدَ فَتْحٍ أَلِفَا وَقْفَاً كَمَا تَقُولُ فِي قِفَنْ قِفَا
******************
مَا لاَ يَنْصَرِفُ
الصَّرْفُ تَنْوِيْنٌ أَتَى مُبَيِّنَا مَعْنًى بِهِ يَكُونُ الاسْمُ أَمْكَنَا
فَأَلِفُ التَّأْنِيْثِ مُطْلَقَاً مَنَعْ صَرْفَ الَّذِي حَوَاهُ كَيْفَمَا وَقَعْ
وَزَائِدَا فَعْلاَنَ فِي وَصْف سَلِمْ مِنْ أَنْ يُرَى بِتَاء تَأْنِيْثٍ خُتِمْ
وَوَصْفٌ اصْلِيٌّ وَوَزْنُ أَفْعَلاَ مَمْنُوع تَأْنِيْثٍ بِتَا كَأَشْهَلاَ
وَأَلغِيْنَّ عَارِضَ الوَصْفِيَّهْ كَأَرْبَعٍ وَعَارِضَ الإِسْمِيَّةْ
فَالأَدْهَمُ القَيْدُ لِكَونِهِ وُضِعْ فِي الأَصْلِ وَصْفَاً انْصِرَافُهُ مُنِعْ
وَأَجْدَلٌ وَأَخْيَلٌ وَأَفْعَى مَصْرُوفَةٌ وَقَدْ يَنَلنَ المَنْعَا
وَمَنْعُ عَدْلٍ مَعَ وَصْفٍ مُعْتَبَرْ فِي لَفْظ مَثْنَى وَثُلاَثَ وَأُخَرْ
وَوَزْنُ مَثْنَى وَثُلاَثَ كَهُمَا مِنْ وَاحِدٍ لأَرْبَعٍ فَليُعْلَمَا
وَكُنْ لِجَمْعٍ مُشْبِهٍ مَفَاعِلاَ أَوِ المَفَاعِيْلَ بِمَنْعٍ كَافِلاَ
وَذَا اعْتِلاَلٍ مِنْهُ كَالجَوَارِي رَفْعَاً وَجَرًّا أَجْرِهِ كَسَارِي
وَلِسَرَاوِيْلَ بِهذَا الجَمْعِ شَبَهٌ اقْتَضَى عُمْوم المَنْعِ
وَإِنْ بِهِ سُمِّيَ أَو بِمَا لَحِقْ بِهِ فَالانْصِرَافُ مَنْعُهُ يَحِقّ
وَالعَلمَ امْنَعْ صَرْفَهُ مُرَكَّبَا تَرْكِيْبَ مَزْجٍ نَحْوُ مَعْدِ يكرِبَا
كَذَاكَ حَاوِي زَائِدَيْ فَعْلاَنَا كَغَطَفَانَ وَكَأَصْبَهَانَا
كَذَا مؤنَّثٌ بِهَاءٍ مُطْلَقَا وَشَرْطُ مَنْعِ العَارِ كَونُهُ ارْتَقَى
فَوقَ الثَّلاَثِ أَو كَحُورَ أَو سَقَرْ أَو زَيْدٍ اسْمَ امْرَأَةٍ لاَ اسْمَ ذَكَرْ
وَجْهَانِ فِي العَادِمِ تَذْكِيْرَاً سَبَقْ وَعُجْمَةً كَهِنْدَ وَالمَنْعُ أَحَقّ(1/35)
وَالعَجَمِيُّ الوَضْعِ وَالتَّعرِيْفِ مَعْ زَيْدٍ عَلَى الثَّلاَثِ صَرْفُهُ امْتَنَعْ
كَذَاكَ ذُو وَزْنٍ يَخُصُّ الفِعْلاَ أَو غَالِبٍ كَأَحْمَدٍ وَيَعْلَى
وَمَا يَصِيْرُ عَلَمَاً مِنْ ذِي أَلِفْ زِيْدَتْ لإِلحَاقٍ فَلَيْسَ يَنْصَرفْ
وَالعَلَمَ امْنَعْ صَرْفَهُ إِنْ عُدِلاَ كَفُعَلِ التَّوكِيْدِ أَو كَثُعَلاَ
وَالعَدْلُ وَالتَّعْرِيْفُ مَانِعَا سَحَرْ إِذَا بِهِ التَّعْيِيْنُ قَصْدَاً يُعْتَبَرْ
ابْنِ عَلَى الكَسْرِ فَعَالِ عَلَمَا مُؤنَّثَاً وَهْوَ نَظِيْرُ جُشَمَا
عِنْدَ تَمِيْمِ وَاصْرِفَنْ مَا نُكِّرَا مِنْ كُلِّ مَا التَّعْرِيْفُ فِيْهِ أثَّرَا
وَمَا يَكُونُ مِنْهُ مَنْقُوصَاً فَفِي إعْرَابِهِ نَهْجَ جَوَارٍ يَقْتَفِي
وَلاِضْطِرَارٍ أَو تَنَاسُبٍ صُرِفْ ذُو المَنْعِ وَالمَصْرُوفُ قَدْ لاَ يَنْصَرِف
******************
إعْرَابُ الفِعْلِ
اِرْفَعْ مُضَارِعَاً إِذَا يُجَرَّدُ مِنْ نَاصِبٍ وَجَازِمٍ كَتَسْعَدُ
وَبِلَنِ انْصِبْهُ وَكَيْ كَذَا بِأَنْ لاَ بَعْدَ عِلمٍ وَالَّتِي مِنْ بَعْدِ ظَنّ
فَانْصِبْ بِهَا وَالرَّفْعَ صَحِّحْ وَاعْتَقِدْ تَخْفِيْفَهَا مِنْ أَنَّ فَهْوَ مُطَّرِدْ
وَبَعْضُهُمْ أَهْمَلَ أَنْ حَمْلاً عَلَى مَا أخْتِهَا حَيْثُ اسْتَحَقَّتْ عَمَلاَ
وَنَصَبُوَا بِإِذَنِ المُسْتَقْبَلاَ إِنْ صُدِّرَتْ وَالفِعْلُ بَعْدُ مُوصَلاَ
أَو قَبْلَهُ اليَمِيْنُ وَانْصِبْ وَارْفَعَا إِذَا إِذَنْ مِنْ بَعْدِ عَطْفٍ وَقَعَا
وَبَيْنَ لاَ وَلاَمِ جَرَ التُزِمْ إظْهَارُ أَنْ نَاصِبَةً وَإِنْ عُدِمْ
لاَ فَأَن اعْمِل مُظْهِرَاً أَو مُضْمِرَا وَبَعْدَ نَفْي كَانَ حَتْمَاً أضْمِرا
كَذَاكَ بَعْدَ أَو إِذَا يَصْلُحُ فِي مَوضِعِهَا حَتَّى أَوِ إلاَّ أَنْ خَفِي
وَبَعْدَ حَتَّى هكَذَا إِضْمَارُ أَنْ حَتْمٌ كَجُدْ حَتَّى تَسُرَّ ذَا حَزَنْ(1/36)
وَتِلوَ حَتَّى حَالاً أو مُؤوَّلاَ بِهِ ارْفَعَنَّ وَانْصِبِ المُسْتَقْبَلاَ
وَبَعْدَ فَا جَوَابِ نَفْيٍ أَو طَلَبْ مَحْضَيْنِ أَنْ وَسَتْرُهَا حَتْمٌ نَصَبْ
وَالوَاوُ كَالفَا إِنْ تُفِدْ مَفْهُومَ مَعْ كَلاَ تَكُنْ جَلدَاً وَتُظْهِرَ الجَزَعْ
وَبَعْدَ غَيْرِ النَّفْي جَزْمَاً اعْتَمِدْ إِنْ تَسْقُطِ الفَا وَالجَزَاءُ قَدْ قُصِدْ
وَشَرْطُ جَزْمٍ بَعْدَ نَهْي أَنْ تَضَعْ إِنْ قَبْلَ لاَ دُونَ تَخَالُفٍ يَقَعْ
وَالأَمْرُ إِنْ كَانَ بِغَيْرِ افْعَل فَلاَ تَنْصِبْ جَوَابَهُ وَجَزْمَهُ اقْبَلاَ
وَالفِعْلُ بَعْدَ الفَاءِ فِي الرَّجَا نُصِبْ كَنَصْبِ مَا إِلَى التَّمَنِّي يَنْتَسِبْ
وَإِنْ عَلَى اسْمٍ خَالِصٍ فِعْلٌ عُطِفْ تَنْصِبُهُ أَنْ ثَابِتَاً أَو مُنْحَذِفْ
وَشَذَّ حَذْفُ أَنْ وَنَصْبٌ فِي سِوَى مَا مَرَّ فَاقْبَل مِنْهُ مَا عَدْلٌ رَوَى
**************
عَوَامِلُ الْجَزْمِ
بِلاَ وَلاَمٍ طَالِبَاً ضَعْ جَزْمَا فِي الْفِعْلِ هكَذَا بِلَمْ وَلَمَّا
وَاجْزِمْ بِإِنْ وَمَنْ وَمَا وَمَهْمَا أَيَ مَتَى أَيَّانَ أَيْنَ إِذْ مَا
وَحَيْثُمَا أَنَّى وَحَرْفٌ إِذْ مَا كَإِنْ وَبَاقِي الأَدَوَاتِ أَسْمَا
فِعْلَيْنِ يَقْتَضِيْنَ شَرْطٌ قُدِّمَا يَتْلُو الْجَزَاءُ وَجَوَابَاً وُسِمَا
وَمَاضِيَيْن أَوْ مُضَارِعَيْنِ تُلْفِيْهِمَا أَوْ مُتَخَالِفَيْنِ
وَبَعْدَ مَاضٍ رَفْعُكَ الْجَزَا حَسَنْ وَرَفْعُهُ بَعْدَ مُضَارِعٍ وَهَنْ
وَاقْرُنْ بِفَا حَتْمَاً جَوَابَاً لَوْ جُعِلْ شَرْطَاً لإِنْ أَوْ غَيْرِهَا لَمْ يَنْجَعِلْ
وَتَخْلُفُ الْفَاءَ إِذَا الْمُفَاجَأَةْ كَإِنْ تَجُدْ إِذَا لَنَا مُكَافَأَةْ
وَالْفِعْلُ مِنْ بَعْدِ الْجَزَا إِنْ يَقْتَرِنْ بِالْفَا أَوِ الْوَاوِ بِتثْلِيْثٍ قَمِنْ
وَجَزْمٌ أوْ نَصْبٌ لِفِعْلٍ إِثْرَ فَا أَوْ وَاوانْ بِالْجُمْلَتَيْنِ اكْتُنِفَا(1/37)
وَالْشَّرْطُ يُغْنِي عَنْ جَوَابٍ قَدْ عُلِمْ وَالْعَكْسُ قَدْ يَأْتِي إِنْ الْمَعْنَى فُهِمْ
وَاحْذِفْ لَدَى اجْتِمَاعِ شَرْطٍ وَقَسَمْ جَوَابَ مَا أَخَّرْتَ فَهْوَ مُلْتَزَم
وَإِنْ تَوَالَيَا وَقَبْلَ ذُو خَبَرْ فَالْشَّرْطَ رَجِّعْ مُطْلَقَاً بِلاَ حَذَرْ
وَرُبَّمَا رُجِّحَ بَعْدَ قَسَمِ شَرْطٌ بِلاَ ذِي خَبَرٍ مُقَدّم
**********************
فَصْلُ لَوْ
لَوْ حَرْفُ شَرْطٍ فِي مُضِيَ وَيَقِلّ إيْلاَؤهُ مُسْتَقْبَلاً لكِنْ قُبِلْ
وَهْيَ فِي الاخْتِصَاصِ بِالْفِعْلِ كَإِنْ لكِنَّ لَوْ أَنَّ بِهَا قَدْ تَقْتَرِنْ
وَإِنْ مُضَارِعٌ تَلاَهَا صُرِفَا إِلَى الْمُضِيِّ نَحْوُ لَوْ يَفِيْ كَفَى
*************
أمَّا وَلَوْلاَ وَلَوْمَا
أَمَّا كَمَهْمَا يَكُ مِنْ شَيءٍ وَفَا لِتِلْوِ تِلْوِهَا وُجُوْبَاً أُلِفَا
وَحَذْفُ ذِي الْفَا قَلَّ فِي نَثْرٍ إِذَا لَمْ يَكُ قَوْلٌ مَعَهَا قَدْ نُبِذَا
لَوْلاَ وَلَوْمَا يَلْزَمَانِ الابْتِدَا إِذَا امْتِنَاعَاً بُوُجُوْدٍ عَقَدَا
وَبِهِمَا الْتَّحْضِيْضَ مِزْ وَهَلاَّ أَلاَّ أَلاَ وَأَوْلِيَنْهَا الْفِعْلاَ
وَقَدْ يَلِيْهَا اسْمٌ بِفِعْلٍ مُضْمَرِ عُلِّقَ أَوْ بِظَاهِرٍ مُؤخَّرِ
*****************
الإِخْبَارُ بِالَّذِي وَالأَلِفِ وَاللاَّمِ
مَا قِيْلَ أخْبِرْ عَنْهُ بِالَّذِي خَبَرْ عَنِ الَّذِي مُبْتَدأ قَبْلُ اسْتَقَرّ
وَمَا سِوَاهُمَا فَوَسِّطْهُ صِلَهْ عَائِدُهَا خَلَفُ مُعْطِي الْتَّكْمِلَهْ
نَحْوُ الَّذِي ضَرَبْتُهُ زَيْدٌ فَذَا ضَرَبْتُ زَيْدَاً كَانَ فَادْرِ الْمَأْخَذَا
وَبِالَّلذَيْنِ وَالَّذِيْنَ وَالَّتِي أَخْبِرْ مُرَاعِيَاً وِفَاقَ الْمُثْبَتِ
قَبُوْلُ تَأْخِيْرٍ وَتَعْرِيْفٍ لِمَا أخْبِرَ عَنْهُ هَا هُنَا قَدْ حُتِمَا
كَذَا الغِنَى عَنْهُ بِأَجْنَبِيَ أو بِمُضْمَرٍ شَرْطٌ فَرَاعِ مَا رَعَوْا(1/38)
وَأَخْبَرُوا هُنَا بِأَلْ عَنْ بَعْضِ مَا يَكُوْنُ فِيْهِ الْفِعْلُ قَدْ تَقَدَّمَا
إِنْ صَحَّ صَوْغُ صِلَةٍ مِنْهُ لألْ كَصَوْغٍ وَاقٍ مِنْ وَقَى اللَّهُ الْبَطَلْ
وَإِنْ يَكُنْ مَا رَفَعَتْ صِلَةُ أَلْ ضَمِيرَ غَيْرِهَا أُبِيْنَ وَانْفَصَلْ
***************
الْعَدَدُ
ثَلاَثَةً بِالْتَّاءِ قُلْ لِلْعَشَرَهْ فِي عَدِّ مَا احَادُهُ مُذَكّرَهْ
فِي الْضِّدِّ جَرِّدْ وَالْمُمَيِّزَ اجْرُر جَمْعَاً بِلَفْظِ قِلَّةٍ فِي الأَكْثَرِ
وَمِائَةً وَالأَلْفَ لِلْفَرْدِ أَضِفْ وَمِائَةٌ بِالْجَمْعِ نَزْرَاً قَدْ رُدِفْ
وَأَحَدَ اذْكُرْ وَصِلَنْهُ بِعَشَرْ مُرَكِّبَاً قَاصِدَ مَعْدُوْدٍ ذَكَرْ
وَقُلْ لَدَى الْتَّأْنِيْثِ إِحْدَى عَشْرَهْ وَالْشِّيْنُ فِيْهَا عَنْ تَمِيْمٍ كَسْرَهْ
وَمَعَ غَيْرِ أَحَدٍ وَإِحْدَى مَعْهُمَا فَعَلْتَ فَافْعَلْ قَصْدَا
وَلِثَلاَثَةٍ وَتِسْعَةٍ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ رُكِّبَا مَا قُدِّمَا
وَأَوْلِ عَشْرَةَ اثْنَتَيْ وَعَشَرَا إِثْنَيْ إِذَا أُثْنَى تَشَا أَوْ ذَكَرَا
وَالْيَا لِغيْرِ الْرَّفْعِ وَارْفَعْ بِالأَلِفْ وَالْفَتْحُ فِي جُزأَي سِوَاهُمَا ألِفْ
وَمَيِّزِ الْعِشْرِيْنَ لِلْتِّسْعِيْنَا بِوَاحِدٍ كَأَرْبَعِيْنَ حِيْنَا
وَمَيَّزُوَا مُرَكَّبَاً بِمِثْلِ مَا مُيِّزَ عِشْرُوْنَ فَسَوِّيَنْهُمَا
وَإِنْ أُضِيْفَ عَدَدٌ مُرَكَّبُ يَبْقَ الْبِنَا وَعَجُزٌ قَدْ يُعْرَبُ
وَصُغْ مِنِ اثْنَيْنِ فَمَا فَوْقُ إِلَى عَشَرَةٍ كَفَاعِلٍ مِنْ فَعَلاَ
وَاخْتِمْهُ فِي الْتَّأْنِيْثِ بِالْتَّا وَمَتَى ذَكَّرْتَ فَاذْكُرْ فَاعِلاً بِغَيْرِ تَا
وَإِنْ تُرِدْ بَعْضَ الَّذِي مِنْهُ بُنِي تُضِفْ إِلَيْهِ مِثْلَ بَعْضٍ بَيِّنِ
وَإِنْ تُرِدْ جَعْلَ الأَقَلِّ مِثْلَ مَا فَوْقُ فَحُكْمَ جَاعِلٍ لَهُ احْكُمَا
وَإِنْ أَرَدْتْ مِثْلَ ثَانِي اثْنَيْنِ مُرَكَّباً فجِيءَ بِتَركِيبَتَينِ(1/39)
أَو فَاعلاً بِحالَتيهِ أَضِف إِلى مُرَكَّبٍ بِمَا تَنْوِي يَفِي
وَشَاعَ الاسْتِغْنَا بِحَادِي عَشَرَا وَنَحْوِهِ وَقَبْلَ عِشْرِيْنَ اذْكُرَا
وَبَابِهِ الْفَاعِلَ مِنْ لَفْظِ الْعَدَدْ بِحَالَتَيْهِ قَبْلَ وَاوٍ يُعْتَمَدْ
*****************
كَمْ وَكَأَيِّنْ وَكَذَا
مَيِّزْ فِي الاسْتِفْهَامِ كَمْ بِمِثْلِ مَا مَيَّزْتَ عِشْرِيْنَ كَكَمْ شَخْصَاً سَمَا
وَأَجِزَانْ تَجُرَّهُ مِنْ مُضْمَرَا وَلِيَتْ كَمْ حَرْفَ جَرَ مُظْهَرَا
وَاسْتَعْمِلَنْهَا مُخْبِرَاً كَعَشَرَهْ أَوْ مِائَةٍ كَكَمْ رِجَال أَوْ مَرَهْ
كَكَمْ كَأَيِّنْ وَكَذَا وَيَنْتَصِبْ تَمِيِيْزُ ذَيْنِ أَو بِهِ صِلْ مِنْ تُصِبْ
***************
الْحِكَايَةُ
اِحْكِ بِأَيَ مَا لِمَنْكُورٍ سُئِلْ عَنْهُ بِهَا فِي الْوَقْف أَوْ حِيْنَ تَصِلْ
وَوَقْفَاً احْكِ مَا لِمَنْكُورٍ بِمَنْ وَالْنُّوْنَ حَرِّكْ مُطْلَقَاً وَأَشْبِعَنْ
وَقُلْ مَنَانِ وَمَنَيْنِ بَعَدَ لِي إلْفَانِ بِابْنَيْنِ وَسَكِّنْ تَعْدِلْ
وَقُلْ لِمَنْ قَالَ أَتَتْ بِنْتٌ مَنَهُ وَالْنُّوْنُ قَبْلَ تَا الْمُثَنَّى مُسْكَنَهْ
وَالْفَتْحُ نَزْرٌ وَصِلِ الْتَّا وَالأَلِفْ بِمَنْ بِإِثْرِ ذَا بِنِسْوَةٍ كَلِفْ
وَقُلْ مَنُوْن وَمَنِيْنَ مُسْكِنَاً إِنْ قِيْلَ جَا قَوْمٌ لِقَوْمٍ فُطَنَا
وَإِنْ تَصِلْ فَلَفْظُ مَنْ لاَ يَخْتَلِفْ وَنَادِرٌ مَنُوْن فِي نَظْمٍ عُرِفْ
وَالْعَلَمَ احْكِيَنَّهُ مِنْ بَعْدِ مَنْ إِنْ عَرِيَتْ مِنْ عَاطِفٍ بِهَا اقْتَرَنْ
************
الْتَّأْنِيْثُ
عَلاَمَةُ الْتَّأْنِيْثِ تَاءٌ أَوْ أَلِفْ وَفِي أَسَام قَدَّرُوا الْتَّا كَالْكَتِفْ
وَيُعْرَفُ الْتَّقْدِيْرُ بِالْضَّمِيْرِ وَنَحْوِهِ كَالْرَّدِّ فِي الصَّغِيْرِ
وَلاَ تَلِي فَارِقَةً فَعُوْلاَ أَصْلاً وَلاَ الْمِفْعَالَ وَالْمِفْعِيْلاَ(1/40)
كَذَاكَ مِفْعَلٌ وَمَا تَلِيْهِ تَا الْفَرْقِ مِنْ ذِي فَشُذُوْذٌ فِيْهِ
وَمِنْ فَعِيْلٍ كَقَتِيْلٍ إِنْ تَبِعْ مَوْصُوْفَهُ غَالِبَاً الْتَّا تَمْتَنِعْ
وَأَلِفُ الْتَّأْنِيْثِ ذَاتُ قَصْرِ وَذَاتُ مَدَ نَحْوُ أنْثَى الْغُرِّ
وَالاشْتِهَارُ فِي مَبَانِي الأوْلَى يُبْدِيْهِ وَزْنُ أرَبَى وَالْطُّولَى
وَمَرَطَى وَوَزْنُ فَعْلَى جَمْعَا أَوْ مَصْدَرَاً أَوْ صِفَةً كَشَبْعَى
وَكَحُبَارَى سُمَّهَى سِبَطْرَى ذِكْرَى وَحِثِّيثَى مَعَ الْكُفُرَّى
كَذَاكَ خُلَّيْطَى مَعَ الْشُّقَّارَى وَاعْزُ لِغَيْرِ هذِهِ اسْتِنْدَاراً
لِمَدِّهَا فَعْلاَءُ أَفْعِلاَءُ مُثَلَّثَ الْعَيْنِ وَفَعْلَلاَءُ
ثُمَّ فِعَالاَ فُعْلُلاَ فَاعُوْلاَ وَفَاعِلاَءُ فِعْلِيَا مَفْعُوْلاَ
وَمُطْلَقَ الْعَيْنِ فِعَالاَ وَكَذَا مُطْلَقَ فَاءٍ فَعَلاَء أخِذَا
*********************
الْمَقْصُوْرُ وَالْمَمْدُوْدُ
إِذَا اسْمٌ اسْتَوْجَبَ مِنْ قَبْلِ الْطَّرَف فَتْحَاً وَكَانَ ذَا نَظِيْرٍ كَالأَسَفْ
فَلِنَظِيْرِهِ الْمُعَلِّ الآخِرِ ثُبُوْتُ قَصْرٍ بِقِيَاسٍ ظَاهِرِ
كَفِعَلٍ وَفُعَلٍ فِي جَمْع مَا كَفِعْلَةٍ وَفُعْلَةٍ نَحْوُ الْدُّمَى
وَمَا اسْتَحَقَّ قَبْلَ آخِرٍ أَلِفْ فَالْمَدُّ فِي نَظِيْرِهِ حَتْمَاً عُرِفْ
كَمَصْدَرِ الْفِعْلِ الَّذِي قَدْ بُدِئَا بِهَمْزِ وَصْلٍ كَارْعَوَىَ وَكَارْتَأَى
وَالْعَادِمُ الْنَّظِيْرِ ذَا قَصْرٍ وَذَا مَدَ بِنَقْلٍ كَالْحِجَا وَكَالْحِذَا
وَقَصْرُ ذِي الْمَدِّ اضْطِرَارَاً مُجْمَعُ عَلَيْهِ وَالْعَكْسُ بِخُلْفٍ يَقَعُ
*****************
كَيْفِيَّةُ تَثْنِيَةِ الْمَقْصُوْرِ وَالْمَمْدُوْدِ وَجَمْعِهِمَا تَصْحِيْحَاً
آخِرَ مَقْصُوْرٍ تُثَنِّي اجْعَلَهُ يَا إِنْ كَانَ عَنْ ثَلاَثَةٍ مُرْتَقِيَا
كَذَا الَّذِي الْيَا أَصْلُهُ نَحْوُ الْفَتَى وَالْجَامِدُ الَّذِي أُمِيْلَ كَمَتَى(1/41)
فِي غَيْرِ ذَا تُقْلَبُ وَاوَاً الألف وَأَولِهَا مَا كَانَ قَبْلُ قَدْ أُلفْ
وَمَا كَصَحْراءَ بواوٍ ثنِّيَا وَنَحْوُ عِلْبَاءٍ كِسْاءٍ وَحَيَا
بِوَاوٍ اوْ هَمْزٍ وَغَيْرَ مَا ذُكِرْ صَحِّحْ وَمَا شَذّ عَلَى نَقْلٍ قُصِرْ
وَاحْذِفْ مِنَ الْمَقْصُوْرِ فِي جَمْع عَلَى حَدِّ الْمُثَنَّى مَا بِهِ تَكَمَّلاَ
وَالْفَتْحَ أَبْقِ مُشْعِرَاً بِمَا حُذِفَ وَإِنْ جَمَعْتَهُ بِتَاء وَأَلِفْ
فَالأَلِفَ اقْلِبْ قَلْبَهَا فِي الْتَّثْنِيَهْ وَتَاء ذِي الْتَّا أَلْزِمَنَّ تَنْحِيَهْ
وَالْسَّالِمَ الْعَيْنِ الْثُّلاَثِي اسْمَاً أَنِلْ إِتْبَاعَ عَيْنٍ فَاءهُ بِمَا شُكِلْ
إِنْ سَاكِنَ الْعَيْنِ مُؤنَّثَاً بَدَا مُخْتَتَمَاً بِالْتَّاءِ أَوْ مُجَرَّدَا
وَسَكِّنْ الْتَّالِيَ غَيْرَ الْفَتْحِ أَوْ خَفِّفْهُ بِالْفَتْحِ فَكُلّاً قَدْ رَوَوْا
وَمَنَعُوا إِتْبَاعَ نَحْوِ ذِرْوَهْ وَزُبْيَةٍ وَشَذَّ كَسْرُ جِرْوَهْ
وَنَادِرٌ أَوْ ذُو اضْطِرَارٍ غَيْرُ مَا قَدَّمْتُهُ أَوْ لأنَاسٍ انْتَمَى
**********************
جَمْعُ الْتَّكْسِيْر
أَفْعِلَةٌ أَفْعُلُ ثُمَّ فِعْلَهْ ثُمَّتَ أَفْعَالٌ جُمُوْعُ قِلَّةْ
وَبَعْضُ ذِي بِكَثْرَةٍ وَضْعَاً يَفِي كَأَرْجُلٍ وَالْعَكْسُ جَاءَ كَالْصُّفِي
لِفَعْلٍ اسْمَاً صَحَّ عَيْنَاً أَفْعُلُ وَلِلْرُّبَاعِيِّ اسْمَاً أَيْضَاً يُجْعَلُ
إِنْ كَانَ كَالْعَنَاقِ وَالْذِّرَاعِ فِي مَدَ وَتأْنِيْثٍ وَعَدِّ الأَحْرُفِ
وَغَيْرُ مَا أَفْعُلُ فِيْهِ مُطَّرِدْ مِنَ الْثُّلاَثِي اسْمَاً بِأَفْعَالٍ يَرِدْ
وَغَالِبَاً أَغَنَاهُمُ فِعْلاَنُ فِي فُعَلٍ كَقَوْلِهِمْ صِرْدَانُ
فِي اسْمٍ مُذكَّرٍ رُبَاعِيَ بِمَدّ ثَالِثٍ أفْعِلَةُ عَنْهُمُ اطَّرَدْ
وَالْزَمْهُ فِي فَعَالٍ أوْ فِعَالِ مُصَاحِبَيْ تَضْعِيْفٍ أوْ إِعْلاَلٍ
فُعْلٌ لِنَحْوِ أَحْمَرٍ وحَمْرَا وَفِعْلَةٌ جَمْعَاً بنَقْلٍ يُدْرَى(1/42)
وَفُعُلٌ لاسْمٍ رُبَاعِيٍّ بِمَدّ قَدْ زِيْد قَبْلَ لاَمٍ اعْلاَلاً فَقَدْ
مَا لَمْ يُضَاعَفْ فِي الأَعَمِّ ذُو الأَلِفْ وَفُعَلٌ جَمْعَاً لِفُعلَةٍ عُرِفْ
وَنَحْوِ كُبْرَى وَلِفِعْلَةٍ فِعَلْ وَقَدْ يَجِيءُ جَمْعُهُ عَلَى فُعَلْ
فِي نَحْوِ رَامٍ اطِّرَادٍ فُعَلَهْ وَشَاعَ نَحْوُ كَامِلٍ وَكَمَلَهْ
فَعْلَى لِوَصْفٍ كَقَتِيْلٍ وَزَمِنْ وَهَالِكٍ وَمَيِّتٌ بِهِ قَمِنْ
لِفُعْلٍ اسْمَاً صْحَّ لاَمَاً فِعَلَهْ وَالْوَضْعُ فِي فَعْلٍ وَفِعْلٍ قَلَّلَهْ
وَفُعَّلٌ لِفَاعِلٍ وَفَاعِلَهْ وَصْفَيْنِ نَحْوُ عَاذِلٍ وَعَاذِلَهْ
وَمِثْلُهُ الْفُعَّالُ فِيْمَا ذُكِّرَا وَذَان فِي الْمُعَلِّ لاَمَاً نَدَرَا
فَعْلٌ وَفَعْلَةٌ فِعَالٌ لَهُمَا وَقَلَّ فِيْمَا عَيْنُهُ الْيَا مِنْهُمَا
وَفَعَلٌ أَيْضَاً لَهُ فِعَالُ مَا لَمْ يَكُنْ فِي لاَمِهِ اعْتِلاَلُ
أَوْ يَكُ مُضْعَفَاً وَمِثْلُ فَعَلِ ذُو الْتَّا وَفِعْلٌ مَعَ فُعْلٍ فَاقْبَلِ
وَفِي فَعِيْلٍ وَصْفَ فَاعِلٍ وَرَدْ كَذَاكَ فِي أنْثَاهُ أَيْضَاً اطَّرَدْ
وَشَاعَ فِي وَصْفٍ عَلَى فَعْلاَنَا أَوْ أُنْثَيَيْه أَوْ عَلَى فُعْلاَنَا
وَمِثْلُهُ فُعْلاَنَةً وَالْزَمْهُ فِي نَحْوِ طَوِيْلٍ وَطَوِيْلَةٍ تَفِي
وَبِفُعُوْلٍ فَعِلٌ نَحْوُ كَبِدْ يُخَصُّ غَالِبَاً كَذَاكَ يَطَّرِدْ
فِي فَعْلٍ اسْمَاً مُطْلَقَ الْفَا وَفَعَلْ لَهُ وَلِلْفُعَالِ فِعْلاَنٌ حَصَلْ
وَشَاعَ فِي حُوْتٍ وَقَاعٍ مَعَ مَا ضَاهَاهُمَا وَقَلَّ فِي غَيْرِهِمَا
وَفَعْلاً اسْمَاً وَفَعِيْلاً وَفَعَلْ غَيْرَ مُعَلِّ الْعَيْنِ فُعْلاَنٌ شَمَلْ
وَلِكَرِيْمٍ وَبَخِيْلٍ فُعَلاَ كَذَا لِمَا ضَاهَاهُمَا قَدْ جُعِلا
وَنَابَ عَنْه أَفْعِلَاء فِي المُعَلّ لاَمَاً وَمُضْعَفٍ وَغَيْرُ ذَاكَ قَلّ
فَوَاعِلٌ لِفَوْعَلٍ وَفَاعَلِ وَفَاعِلاء مَعَ نَحْوِ كَاهِل(1/43)
وَحَائِضٍ وَصَاهِلٍ وَفَاعِلَهْ وَشَذَّ فِي الْفَارِسِ مَعْ مَا مَاثَلَهْ
وَبِفَعَائِلَ اجْمَعْنَ فَعَالَهْ وَشِبْهَهُ ذَا تَاءٍ أوْ مُزَالَهْ
وَبِالْفَعَالِي وَالْفَعَالَى جُمِعَا صَحْرَاءُ وَالْعَذْرَاءُ وَالْقَيْسَ اتْبَعَا
وَاجْعَلْ فَعَالِيَّ لِغَيْرِ ذِي نَسَبْ جُدِّدَ كَالْكُرْسِيِّ تَتْبَعِ الْعَرَبْ
وَبِفَعَالِلَ وَشِبْهِهِ انْطِقَا فِي جَمْعِ مَا فَوْقَ الْثَّلاَثَةِ ارْتَقَى
مِنْ غَيْرِ مَا مَضَى وَمِنْ خُمَاسِي جُرِّدَ الاخِرَ انْفِ بِالْقِيَاسِ
وَالْرَّابِعُ الْشَّبِيْهُ بِالْمَزِيْدِ قَدْ يُحْذَفُ دُوْنَ مَا بِهِ تَمَّ الْعَدَدْ
وَزَائِدَ الْعَادِي الْرُّبَاعِي احْذِفُهُ مَا لمْ يَكُ لَيْنَاً إثْرَهُ الَّلذْ خَتَما
والسِّين والتَّا مِن كَمُستَدْعٍ أَزِلْ إذ بِبِنا الجمع ِبَقَاهُمَا مُخِلْ
والميمُ أولى مِن سِوَاهُ بالبَقَا والهَمزُ واليَا مِثلُهُ إن سَبَقَا
والياءَ لا الواوَ احْذِفِ انْ جمَعَتْ ما كَحَيْزَبُونٍ فَهْوَ حُكْمٌ حُتِمَا
وخَيَّرُوا في زائِدَيْ سَرَنْدَى وكُلِّ ما ضَاهَاهُ كالعَلَنْدَى
******************
التَّصْغِيرُ
فُعَيْلاً اجْعَلِ الْثُّلاَثِيَّ إِذَا صَغَّرْتَهُ نَحْوُ قُذَيٍّ فِي قَذَا
فُعَيْعِلٌ مَعَ فُعَيْعِلٍ لِمَا فَاقَ كَجَعْلِ دِرْهَمٍ دُرَيْهِمَا
وَمَا بِهِ لِمُنْتَهَى الْجَمْعِ وُصِلْ بِهِ إِلَى أَمْثِلَةِ الْتَّصْغِيْرِ صِلْ
وَجَائِزٌ تَعْوِيْضُ يَا قَبْلَ الْطَّرَفْ إِنْ كَانَ بَعْضُ الاسْمِ فِيْهمَا انْحَذَفْ
وَحَائِدٌ عَنِ الْقِيْاسِ كُلُّ مَا خَالَفَ فِي الْبَابَيْنِ حُكْمَاً رُسِمَا
لِتِلْوِيَا الْتَّصْغِيْرِ مِنْ قَبْلِ عَلَمْ تَأْنِيْثٍ اوْ مَدَّتِهِ الْفَتْحُ انْحَتْم
كَذَاكَ مَا مَدَّةَ أَفْعَالٍ سَبَقْ أَوْ مَدَّ سَكْرَانَ وَمَا بِهِ الْتَحَقْ
وَأَلِفُ الْتَّأْنِيْثِ حَيْثُ مُدَّا وَتَاؤُهُ مُنْفَصِلَيْنِ عُدَّا(1/44)
كَذَا الْمَزِيْدُ آخِرَاً لِلْنَّسَبِ وَعَجُزُ الْمُضَافِ وَالْمُرَكَّبِ
وَهَكذَا زِيَادَتَا فَعْلاَنَا مِنْ بَعْدِ أَرْبَعٍ كَزَعْفَرَانَا
وَقَدِّرِ انْفِصَال مَا دَلَّ عَلَى تَثْنِيَةٍ أَوْ جَمْعِ تَصْحِيْحٍ جَلا
وَأَلِفُ الْتَّأْنِيْثِ ذُو الْقَصْر مَتَى زَادَ عَلَى أَرْبَعَةٍ لَنْ يُثْبَتَا
وَعِنْدَ تَصْغِيْرِ حُبَارَى خَيِّرِ بَيْنَ الْحُبَيْرَى فَادْرِ وَالْحُبَيِّر
وَارْدُدْ لأَصْلٍ ثَانِيَاً لَيْنَاً قُلِبْ فَقِيْمَةً صَيِّرْ قُوَيْمَةً تُصِبْ
وَشَذَّ فِي عِيْدٍ عُيَيْدٌ وَحُتِمْ لِلْجَمْعِ مِنْ ذَا مَا لِتَصْغِيْرٍ عُلِمْ
وَالأَلِفُ الْثَّانِ الْمَزِيْدُ يُجْعَلُ وَاوَاً كَذَا مَا الأَصْلُ فِيْهِ يُجْهَلُ
وَكَمِّلِ الْمَنْقُوْصَ فِي الْتَّصْغِيْرِ مَا لَمْ يَحْوِ غَيْر الْتَّاءِ ثَالِثَاً كَمَا
وَمَنْ بِتَرْخِيْمٍ يُصَغَّرُ اكْتَفَى بِالأَصْلِ كَالْعُطَيْفِ يَعْنِي الْمِعْطَفَا
اخْتِمْ بِتَا الْتَّأْنِيْثِ مَا صَغَّرْتَ مِنْ مُؤنَّثٍ عَارٍ ثُلاَثِيٍّ كَسِنّ
مَا لَمْ يَكُنْ بِالْتَّا يُرَى ذَا لَبْسِ كَشَجَرٍ وَبَقَرٍ وَخَمْسِ
وُشَذَّ تَرْكٌ دُوْنَ لَبْسٍ وَنَدَرْ لَحَاقُ تَا فِيْمَا ثُلاَثِيًّا كَثَرْ
وَصَغَّرُوَا شُذُوْذَاً الَّذِي الَّتِي وَذَا مَعَ الْفُرُوْعِ مِنْهَا تَا وَتِي
******************
النَّسَبُ
يَاءً كَيَا الْكُرْسِيِّ زَادُوا لِلْنَّسَبْ وَكُلُّ مَا تَلِيْهِ كَسْرُهُ وَجَبْ
وَمِثْلَهُ مِمَّا حَوَاهُ احْذِفْ وَتَا تَأْنِيْثٍ أوْ مَدَّتَهُ لاَ تُثْبِتَا
وَإِنْ تَكُنْ تَرْبَعُ ذَا ثَانٍ سَكَنْ فَقَلْبُهَا وَاواً وَحَذْفُهَا حَسَنْ
لِشِبْهِهَا الْمُلْحِقِ وَالأَصْلِيِّ مَا لَهَا ولِلأَصْلِيِّ قَلْبٌ يُعْتَمَى
وَالأَلِفَ الْجَائِزَ أَرْبَعا أَزِلْ كَذَاكَ يَا الْمَنْقُوصِ خَامِسَاً عُزِلْ(1/45)
وَالْحَذْفُ فِي الْيَا رَابِعَاً أَحَقُّ مِنْ قَلْبٍ وَحَتْمٌ قَلْبُ ثَالِثٍ يَعِنّ
وَأَوْلِ ذَا الْقَلْبِ انْفِتَاحَاً وَفَعِلْ وَفُعِلٌ عَيْنَهُمَا افْتَحْ وَفِعِلْ
وَقِيْلَ فِي الْمَرْمِيِّ مَرْمَويُّ وَاخْتِيْرَ فِي اسْتِعْمَالِهِمْ مَرْمِيُّ
وَنَحْوُ حَيٍّ فَتْحُ ثَانِيْهِ يَجِبْ وَارَدُدْهُ وَاوَاً إِنْ يَكُنْ عَنْهُ قُلِبْ
وَعَلَمَ الْتَّثْنِيَةِ احْذِفْ لِلْنَّسَبْ وَمِثْلُ ذَا فِي جَمْعِ تَصْحِيْحٍ وَجَبْ
وَثَالِثٌ مِنْ نَحْوِ طَيِّبٍ حُذِفْ وَشَذَّ طَائِيُّ مَقُوْلاً بِالأَلِفْ
وَفَعَليٌّ فِي فَعِيْلَةَ الْتُزِمْ وَفُعَلِيٌّ فِي فُعَيْلَةٍ حُتِمْ
وَأَلْحَقُوا مُعَلَّ لاَمٍ عَرِيَا مِنَ الْمِثَالَيْنِ بِمَا الْتَّا أُوْلِيَا
وَتَمَّمُوا مَا كَانَ كَالْطَّوِيْلَهْ وَهكَذَا مَا كَانَ كَالْجَلِيْلَهْ
وَهَمْزُ ذِي مَدٍّ يُنَالُ فِي الْنَّسَبْ مَا كَانَ فِي تَثْنِيَةٍ لَهُ انْتَسَبْ
وَانْسُبْ لِصَدْرِ جُمْلَةٍ وَصَدْرِ مَا رُكِّبَ مَزْجَاً وَلِثَانٍ تَمَّمَا
إِضَافَةً مَبْدُوءةً بِابْنٍ أَوَ ابْ أَوْ مَالَهَ الْتَّعْرِيْفُ بِالْثَّانِي وَجَبْ
فِيْمَا سِوَى هذَا انْسُبَنْ لِلأَوَّلِ مَا لَمْ يُخَفْ لَبْسٌ كَعَبْدِ الأَشْهَلِ
وَاجْبُرْ بِرَدِّ الَّلاَمِ مَا مِنْهُ حُذِفْ جَوَازَاً إِنْ لَمْ يَكُ رَدُّهُ أُلِفْ
فِي جَمْعَي الْتَّصْحِيْحِ أَوْ فِي الْتَّثْنِيَهْ وَحَقُّ مَجْبُوْرٍ بِهَذِي تَوْفِيَهْ
وَبِأَخٍ أخْتَاً وَبِابْنٍ بِنْتَا ألحِقْ وَيُونُسُ أَبَى حَذْفَ التَّا
وَضَاعِفِ الثَّانِيَ مِنْ ثُنَائي ثَانِيْهِ ذُوْ لِيْنٍ كَلاَ وَلاَئِي
وَإِنْ يَكُنْ كَشِيَةٍ مَا الْفَا عَدِمْ فَجَبْرُهُ وَفَتحُ عَيْنِهِ الْتُزِمْ
وَالْوَاحِدَ اذْكُرْ نَاسِبَاً لِلْجَمْعِ إِنْ لَمْ يُشَابِهْ وَاحِدَاً بِالْوَضْعِ
وَمَعَ فَاعِلٍ وَفَعَّالٍ فَعِلْ فِي نَسَبٍ أَغْنَى عَنِ الْيَا فَقُبِلْ(1/46)
وَغَيْرُ مَا أَسْلَفْتُهُ مُقَرَّرَا عَلَى الَّذِي يُنْقَلُ مِنْهُ اقْتُصِرَا
*****************
الْوَقْفُ
تَنْوِيناً اثْرَ فَتْحٍ اجْعَلْ أَلِفَا وَقْفَاً وَتِلْوَ غَيْرِ فَتْحٍ احْذِفَا
وَاحْذِفْ لِوَقْفٍ فِي سِوَى اضْطِرَارِ صِلَةَ غَيْرِ الْفَتْحِ فِي الإِضْمَار
وَأَشْبَهَتْ إِذَاً مُنَوَّنَاً نُصِبْ فَأَلِفَاً فِي الْوَقْفِ نُوْنُهَا قُلِبْ
وَحَذْفُ يَا الْمَنْقُوْصِ ذِي الْتَّنْوِيْنِ مَا لَمْ يُنْصَبَ اوْلَى مِنْ ثُبُوْتٍ فَاعْلَمَا
وَغَيْرُ ذِي الْتَّنْوِيْنِ بِالْعَكْسِ وَفِي نَحْوِ مُرٍ لُزُوْمُ رَدِّ الْيَا اقْتُفِي
وَغَيْرَهَا الْتَّأْنِيْثِ مِنْ مُحَرَّكِ سَكِّنْهُ أَوْ قِفْ رَائِمَ الْتَّحَرُّكِ
أَوْ أَشْمِمِ الْضَّمَّةَ أَوْ قِفْ مُضعِفاً مَا لَيْسَ هَمْزَاً أَوْ عَلِيْلاً إِنْ قَفَا
مُحَرَّكَاً وَحَرَكَاتٍ انْقُلاَ لِسَاكِنٍ تَحْرِيْكُهُ لَنْ يُحْظَلاَ
وَنَقْلُ فَتْحٍ مِنْ سِوَى الْمَهْمُوْزِ لاَ يَرَاهُ بَصْرِيٌّ وَكُوْفٍ نَقَلاَ
وَالْنَّقْلُ إِنْ يُعْدَمْ نَظِيْرٌ مُمْتَنِعْ وَذَاكَ فِي الْمَهْمُوْزِ لَيْسَ يَمْتَنِعْ
فِي الْوَقْفِ تَا تَأْنِيْث الاسْمِ هَا جُعِلْ إِنْ لَمْ يَكُنْ بِسَاكِنٍ صَحَّ وُصِلْ
وَقَلَّ ذَا فِي جَمْعِ تَصْحِيْحٍ وَمَا ضَاهَى وَغَيْرُ ذَيْنِ بِالْعَكْسِ انْتَمَى
وَقِفْ بِهَا الْسَّكْتِ عَلَى الْفِعْلِ الْمُعَل بِحَذْفِ آخِرٍ كَأَعْطِ مَنْ سَأَلْ
وَلَيْسَ حَتْمَاً فِي سِوَى مَا كَعِ أَوْ كَيَعِ مَجْزُوْمَاً فَرَاعِ مَا رَعَوْا
وَمَا فِي الاسْتِفْهَامِ إِنْ جُرَّتْ حُذِفْ أَلِفُهَا وَأَوْلِهَا الْهَا إِنْ تَقِفْ
وَلَيْسَ حَتْمَاً فِي سِوَى مَا انْخَفَضَا بِاسْمٍ كَقَوْلِكَ اقْتِضَاءَ مَا اقْتَضَى
وَوَصْلَ ذِي الْهَاءِ أَجِزْ بِكُلِّ مَا حُرِّكَ تَحْرِيْكَ بِنَاءٍ لَزِمَا(1/47)
وَوَصْلُهَا بِغَيْرِ تَحْرِيْكِ بِنَا أدِيْمَ شَذَّ فِي الْمُدَامِ اسْتُحْسِنَا
ورُبَّمَا أَعْطَى لَفْظُ الْوَصْلِ مَا لِلْوَقْفِ نَثْرَاً وَفَشَا مُنْتَظِمَاً
***************
اَلإِمَالَةُ
اَلأَلِفَ الْمُبْدَلَ مِنْ يَا فِي طَرَفْ أَمِلْ كَذَا الْوَاقِعُ مِنْهُ الْيَا خَلَفْ
دُوْنَ مَزِيْدٍ أَوْ شُذُوْذٍ وَلِمَا تَلِيْهِ هَا الْتَّأْنِيْثِ مَا الْهَا عَدِمَا
وَهكَذَا بَدَلُ عَيْنِ الْفِعْلِ إِنْ يَؤُلْ إِلَى فِلْتُ كَمَاضِي خَفْ وَدِنْ
كَذَاكَ تَالِي الْيَاء وَالْفَصْلُ اغْتُفِرْ بِحَرْفٍ أَوْ مَعْ هَا كَجَيْبَهَا أَدِرْ
كَذَاكَ مَا يَلِيْهِ كَسْرٌ أَوْ يَلِي تَالِيَ كَسْرٍ أَوْ سُكُوْنٍ قَدْ وَلِي
كَسْرَاً وَفَصْلُ الْهَا كَلاَ فَصْلٍ يُعَدّ فَدِرْهَمَاكَ مَنْ يُمِلْهُ لَمْ يُصَدّ
وَحَرْفُ الاِسْتِعْلاَ يَكُفُّ مُظْهَرَا مِنْ كَسْرٍ اوْ يَا وَكَذَا تَكفُّ را
إِنْ كَانَ مَا يَكُفُّ بَعْدُ مُتَّصِلْ أَوْ بَعْدَ حَرْفٍ أَوْ بِحَرْفَيْنِ فُصِلْ
كَذَا إِذَا قُدِّمَ مَا لَمْ يَنْكَسِرْ أَوْ يَسْكُنِ اثْرِ الْكَسْرِ كَالْمِطْوَاعَ مِرْ
وَكَفُّ مُسْتَعْلٍ وَرَا يَنْكَفُّ بِكَسْرِ رَا كَغَارِمَاً لاَ أَجْفُو
وَلاَ تُمِلْ لِسَبَبٍ لَمْ يَتَّصِلْ وَالْكَفُّ قَدْ يُوْجِبُهُ مَا يَنْفَصِلْ
وَقَدْ أَمَالُوا لِتَنَاسُبٍ بِلاَ دَاعٍ سِوَاهَا كَعِمَادَا وَتَلاَ
وَلاَ تُمِلْ مَا لَمْ يَنَلْ تَمَكُّنَا دُوْنَ سَمَاعٍ غَيْرَهَا وَغَيْرنَا
وَالْفَتْحَ قَبْلَ كَسْرِ رَاءٍ فِي طَرَفْ امِلْ كَللأَيْسَرِ مِلْ تُكْفَ الْكُلَفْ
كَذَا الذي تَلِيهِ هَا التأنيثِ في وَقْفٍ إذا ما كان غيرَ أَلِفِ
*****************
التَّصْرِيْفُ
حَرْفٌ وَشِبْهُهُ مِنْ الْصَّرْف بَرِي وَمَا سِوَاهُمَا بِتَصْرِيْفٍ حَرِي
وَلَيْسَ أَدْنَى مِنْ ثُلاَثِيٍّ يرَى قَابِلَ تَصْرِيْفٍ سِوَى مَا غُيَِّرا(1/48)
وَمُنْتَهَى اسْمٍ خَمْسٌ انْ تَجَرَّدَا وَإِنْ يُزَدْ فِيْهِ فَمَا سَبعا عَدَا
وَغَيْرَ اخِرِ الْثُّلاَثِي افْتَحْ وَضُمّ وَاكْسِرْ وَزِدْ تَسْكِيْنَ ثَانِيهِ تَعُمّ
وَفِعُلٌ أُهْمِلَ وَالْعَكْسُ يَقِلّ لِقَصْدِهِمْ تَخْصِيْصَ فِعْلٍ بِفُعِلْ
وَافْتَحْ وَضُمَّ وَاكْسِرِ الْثَّانِيَ مِنْ فِعْلٍ ثُلاَثِي وَزِدْ نَحْوَ ضُمِنْ
وَمُنْتَهَاهُ أَرْبَعٌ إِنْ جُرِّدَا وَإِنْ يُزَدْ فِيْهِ فَمَا سِتّاً عَدَا
لاَسْمٍ مُجَرَّدٍ رُبَاعٍ فَعْلَلُ وَفِعْلِلٌ وَفِعْلَلٌ وَفُعْلُلُ
وَمَعْ فِعَلَ فُعْلَلٌ وَإِنْ عَلاَ فَمَعْ فَعَلّلٍ حَوَى فَعْلَلِلاَ
كَذَا فُعَلِّلٍ وَفِعْلَلٌّ وَمَا غَايَرَ لِلْزَّيْد أَوْ الْنَّقْصِ انْتَمَى
وَالْحَرْفُ إِنْ يَلْزَم فَأَصْلٌ وَالَّذِي لاَ يَلْزَمُ الْزَّائِدُ مِثْلُ تَا احْتُذِي
بِضِمْنِ فِعْلِ قَابِلِ الأَصُوْلَ فِي وَزْنٍ وَزَائِدٌ بِلَفْظِهِ اكْتُفِي
وَضَاعِفِ الَّلامِ إِذَا أَصْلٌ بَقِي كَرَاءِ جَعْفَرٍ وَقَافِ فُسْتُقِ
وَإِنْ يَكُ الْزَّائِدُ ضِعْفَ أَصْلِ فَاجْعَلْ له فِي الْوَزْنِ مَا لِلأَصْلِ
وَاحْكُمْ بِتَأَصِيْلِ حُرُوْفِ سِمْسِمِ وَنَحْوِهِ وَالْخُلْفُ فِي كَلَمْلِمِ
فَأَلِفٌ أَكَثَرَ مِنْ أَصْلَيْنِ صَاحَبَ زَائِدٌ بِغَيْرِ مَيْنِ
وَالْيَا كَذَا وَالْوَاوُ إِنْ لَمْ يَقَعَا كَمَا هُمَا فِي يُؤيُؤٍ وَوَعْوَعَا
وِهكَذَا هَمْزٌ وَمِيْمٌ سَبَقَا ثَلاَثَةً تَأْصِيْلُهَا تَحَقَّقَا
كَذَاكَ هَمْزٌ آخِرٌ بَعْدَ أَلِفْ أَكْثَرَ مِنْ حَرْفَيْنِ لَفْظُهَا رَدِفَ
وَالْنُّوْنُ فِي الآخِر كَالْهَمْز وَفِي نَحْو غَضَنْفَرٍ أَصَالَةً كُفِي
وَالْتَّاءُ فِي الْتَّأْنِيْثِ وَالْمُضَارَعَهْ وَنَحْوِ الاسْتِفْعَالِ وَالْمُطَاوَعَهْ
وَالْهَاءُ وَقْفَاً كَلِمَهْ وَلَمْ تَرَهْ وَالَّلامُ فِي الإِشَارَةِ الْمُشْتَهِرَهْ(1/49)
وَامْنَعْ زِيَادَةً بِلاَ قَيْدٍ ثَبَتْ إِنْ لَمْ تَبَيَّنْ حُجَّةٌ كَحَظِلَتْ
*********************
فَصْلٌ فِي زِيَادَةِ هَمْزَة الْوَصْلِ
لِلْوَصْلِ هَمْزٌ سَابِقٌ لاَ يَثْبُتُ إِلاَّ إِذَا ابْتُدِى بِهِ كَاسْتَثْبِتُوَا
وَهْوَ لِفِعْلٍ مَاضٍ احْتَوَى عَلَى أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعَةٍ نَحْوُ انْجَلَى
وَالأَمْرِ وَالْمَصْدَرِ مِنْهُ وَكَذَا أَمْرُ الْثُّلاَثِي كَاخْشَ وَامْضِ وَانْفذَا
وَفِي اسْمٍ اسْتٍ ابْنٍ ابْنُمٍ سُمِعْ وَاثْنَيْن وَامْرِىء وَتَأْنِيْثٍ تَبِعْ
وَأَيْمُنُ هَمْزُ أَلْ كَذَا وَيُبْدَلُ مَدًّا فِي الاسْتِفْهَامِ أَوْ يُسَهَّلُ
****************
الإِبْدَالُ
أَحْرُفُ الابْدَالِ هَدَأْتَ مُوْطِيَا فَأَبْدِلِ الْهَمْزَةَ مِنْ وَاوٍ وَيَا
آخِرَاً اثْرَ أَلِفٍ زِيْدَ وَفِي فَاعِلِ مَا أُعِلَّ عَيْنَاً ذَا اقْتُفي
وَالْمَدُّ زِيْدَ ثَالِثَاً فِي الْوَاحِدِ هَمْزَاً يُرَى فِي مِثْلِ كَالْقَلاَئِدِ
كَذَاكَ ثَانِي لَيّنَيْنِ اكْتَنَفَا مَدَّ مَفَاعِلَ كَجَمْعٍ نَيِّفَا
وَافْتَحْ وَرُدَّ الْهَمْزَ يَا فِيْمَا أُعِلّ لاَمَاً وَفِي مثلِ هِرَاوةٍ جُعِلْ
وَاوَاً وَهَمْزَاً أَوَّلَ الْوَاوَيْنِ رُدّ فِي بَدْءِ غَيْرِ شِبْهِ وُوَفِيَ الأَشُدّ
وَمَدًّا ابْدِلْ ثَانِيَ الْهَمْزَيْنِ مِنْ كِلْمَةٍ انْ يَسْكُنْ كَآثِرْ وَائْتُمِنْ
إِنْ يُفْتَحِ اثْرَ ضَمٍّ اوْ فَتْحٍ قُلِبْ وَاوَاً وَيَاءً إِثْرَ كَسْرٍ يَنْقَلِبْ
ذُو الْكَسْرِ مُطْلَقَاً كَذَا وَمَا يُضَمُّ وَاوَاً أَصِرْ مَا لَمْ يَكُنْ لَفْظَاً أَتَمُّ
فَذَاكَ يَاءً مُطْلَقَاً جَا وَأَؤمُّ وَنَحْوُهُ وَجْهَيْنِ فِي ثَانِيهِ أمْ
وَيَاءً اقْلِبْ أَلِفاً كَسْرَاً تَلاَ أَوْ يَاءَ تَصْغِيْرٍ بِوَاوٍ ذَا افْعَلاَ
فِي آخِرٍ أَوْ قَبْلَ تَا الْتَّأْنِيْثِ أَوْ زِيَادَتَيْ فَعْلاَنَ ذَا أَيْضَاً رَأَوْا(1/50)
فِي مَصْدَرِ الْمُعْتَلِّ عَيْنَاً وَالْفِعَلْ مِنْهُ صَحِيْحٌ غَالِبَاً نَحْوُ الْحِوَلْ
وَجَمْعُ ذِي عَيْنٍ أُعِلَّ أَوْ سَكَنْ فَاحْكُمْ بِذَا الإِعْلاَلِ فِيْهِ حَيْثُ عَنّ
وَصَحَّحُوَا فِعَلَةً وَفِي فِعَلْ وَجْهَانِ وَالإِعْلاَلُ أَوْلَى كَالْحِيَلْ
وَالْوَاوُ لاَمَاً بَعْدَ فَتْح يَا انْقَلَبْ كَالْمُعْطَيَانِ يُرْضَيَانِ وَوَجَبْ
إِبْدَالُ وَاوٍ بَعْدَ ضَمٍّ مِنْ أَلِفْ وَيَا كَمُوْقِنٍ بِذَا لهَا اعْتُرِفْ
وَيُكْسَرُ الْمَضْمُوْمُ فِي جَمْعٍ كَمَا يُقَالُ هِيْمٌ عِنْدَ جَمْعِ أَهْيَمَا
وَوَاوَاً اثْرَ الْضَّمِّ رُدَّ الْيَا مَتَى ألْفِيَ لاَمَ فِعْلٍ اوْ مِنْ قَبْلِ تَا
كَتَاءِ بَانٍ منْ رَمَى كَمَقْدُرَهْ كَذَا إِذَا كَسَبُعَانَ صَيَّرَهْ
وَإِنْ تَكُنْ عَيْنَاً لِفُعْلَى وَصْفَا فَذَاكَ بِالْوَجْهَيْنِ عَنْهُمْ يُلْفَى
*****************
فَصْل في إِبدال الواو من الياء
مِنْ لاَمِ فَعْلَى اسْمَاً أَتَى الْوَاوُ بَدَلْ يَاءٍ كَتَقْوَى غَالِبَاً جَا ذَا البَدَلْ
بِالْعَكْسِ جَاء لاَمُ فُعْلَى وَصْفَا وَكَوْنُ قُصْوَى نَادِرَاً لاَ يَخْفَى
****************
َفصْلٌ في اجتماع الواو والياء
إِنْ يَسْكُنِ الْسَّابِقُ مِنْ وَاوٍ وَيَا وَاتَّصَلاَ وَمِنْ عُرُوْضٍ عَرِيَا
فَيَاءً الْوَاوَ اقْلِبَنْ مُدْغِمَا وَشَذَّ مُعْطَى غَيْرَ مَا قَدْ رُسِمَا
مِنْ وَاوٍ أَوْ يَاءٍ بِتَحْرِيْك أُصِلْ أَلِفَاً ابْدِلْ بَعْدَ فَتْحٍ مُتَّصِلْ
إِنْ حُرِّكَ الْتَّالِي وَإِنْ سُكِّنَ كَفّ إِعْلاَلَ غَيْرِ الَّلامِ وَهْيَ لاَ يُكَفّ
إِعْلاَلُهَا بِسَاكِنٍ غَيْرِ أَلِفْ أَوْ يَاءٍ الْتَّشْدِيْدُ فِيْهَا قَدْ أُلِفْ
وَصَحّ عَيْنُ فَعَلٍ وَفَعِلاَ ذَا أَفْعَلٍ كَأَغْيَدٍ وَأَحْوَلاَ
وَإِنْ يَبِنْ تَفَاعُلٌ مِنِ افْتَعَلْ وَالْعَيْنُ وَاوٌ سَلِمَتْ وَلَمْ تُعَلّ(1/51)
وَإِنْ لِحَرْفَيْنِ ذَا الإِعْلاَلُ اسْتُحِقّ صُحِّحَ أَوَّلٌ وَعَكْسٌ قَدْ يَحِقّ
وَعَيْنُ مَا اخِرَهُ قَدْ زِيْدَ مَا يَخُصُّ الاسْمَ وَاجِبٌ أَنْ يَسْلَمَا
وَقَبْل بَا اقْلِبْ مِيْمَاً الْنُّوْنَ إِذَا كَانَ مُسَكَّنَاً كَمَنْ بَتَّ انْبِذَا
***************
فَصْلٌ في نقل الحركة الى الساكنِ قَبلَها
لِسَاكِنٍ صَحَّ انْقُلِ الْتَّحْرِيْكَ مِنْ ذِي لِيْنٍ آتٍ عَيْنَ فِعْلٍ كَأَبِنْ
مَا لَم يَكُنْ فِعْلَ تَعَجُّبٍ وَلاَ كَابْيَضَّ أَوْ أَهْوَى بِلاَمٍ عُلِّلاَ
وَمِثْلُ فِعْلٍ فِي ذَا الاعْلاَلِ اسْمُ ضَاهَى مُضَارِعَاً وَفِيْهِ وَسْمُ
وَمِفْعَلٌ صُحِّحَ كَالْمِفْعَالِ وَأَلِفَ الإفْعَالِ وَاسْتِفْعَالِ
أَزِلْ لِذَا الإِعْلاَلِ وَالْتَّا الْزَمْ عِوَضْ وَحَذْفُهَا بِالْنَّقْلِ رُبَّمَا عَرَضْ
وَمَا لإِفْعَالٍ مِنَ الْحَذْفِ وَمِنْ نَقْلٍ فَمَفْعُوْلٌ بِهِ أَيْضَاً قَمِنْ
نَحْوُ مَبِيعٍ وَمَصُوْنٍ وَنَدَرْ تَصْحِيْحُ ذِي الْوَاوِ وَفِي ذِي الْيَا اشْتُهَر
وَصَحِّحِ الْمَفْعُوْلَ مِنْ نَحْوِ عَدَا وَأَعْلِلِ انْ لَمْ تَتَحَرَّ الأَجْوَدَا
كَذَاكَ ذَا وَجْهَيْنِ جَا الْفُعُوْلُ مِنْ ذِي الْوَاوِ لاَمَ جَمْعٍ اوْ فَرْدٍ يَعِنّ
وَشَاعَ نَحْوُ نُيَّمٍ فِي نُوَّمِ وَنَحْوُ نُيَّامٍ شُذُوْذُهُ نُمِي
********************
فَصْلٌ في إبدال فاءِ الإفتِعَالِ تَاءً
ذُو اللِّيْنِ فَاتَا فِي افْتِعَالٍ أبْدِلاَ وَشَذَّ فِي ذِي الْهَمْزِ نَحْوُ ائْتَكَلاَ
طَا تَا افْتِعَالٍ رُدَّ إِثْرَ مُطْبَقِ فِي ادَّانَ وَازْدَدْ وَادَّكِرْ دَالاً بَقِي
***************
فصل في حذفِ فاءِ الأمرِ والمُضارِع
فَا أَمْرٍ اوْ مُضَارِعٍ مِنْ كَوَعَدْ إِحْذِفْ وَفِي كَعِدَةٍ ذَاكَ اطَّرَدْ
وَحَذْفُ هَمْزِ أفْعَلَ اسْتَمَرَّ فِي مُضَارِعٍ وَبِنْيَتَيْ مُتَّصِفِ(1/52)
ظِلْتُ وَظَلْتُ فِي ظَلِلْتُ اسْتُعْمِلاَ وَقِرْنَ فِي اقْرِرنَ وَقَرْنَ نُقِلاَ
*****************
الإِدْغَامُ
أَوَّلَ مِثْلَيْنِ مُحَركَيْنِ فِي كِلْمَةٍ ادْغِمْ لاَ كَمِثْلِ صُفَفِ
وَذُلُلٍ وَكِلَلٍ وَلَبَبِ وَلاَ كَجُسَّسٍ وَلاَ كَاخْصُصَ ابِي
وَلاَ كَهَيْلَلٍ وَشَذَّ فِي أَلِلْ وَنَحْوِه فَكٌّ بِنَقْلٍ فَقُبِلْ
وَحَيي افْكُكْ وَادَّغِمْ دُوْنَ حَذَرْ كَذَاكَ نَحْوُ تَتَجَلَّى وَاسْتَتَرْ
وَمَا بِتَاءَيْنِ ابْتُدِي قَدْ يُقْتَصَرْ فِيْهِ عَلَى تَا كَتَبَيَّنُ الْعِبَرْ
وَفُكَّ حَيْثُ مُدْغَمٌ فِيْهِ سَكَنْ لِكَوْنِهِ بِمُضْمَرِ الْرَّفْع اقْتَرَنْ
نَحْوُ حَلَلْتُ مَا حلَلْتَهُ وَفِي جَزْمٍ وَشِبْهِ الْجَزْمِ تَخْيِيرٌ قُفِي
وَفَكُّ أَفْعِلْ فِي الْتَّعَجُّبِ الْتُزِمْ وَالْتُزِمَ الإِدْغَامُ أَيْضَاً فِي هَلُمّ
وَمَا بِجَمْعِهِ عُنِيْتُ قَدْ كَمَلْ نَظْمَاً عَلَى جُلِّ الْمُهِمَّاتِ اشْتَمَلْ
أَحْصَى مِنَ الْكَافِيَةِ الْخُلاَصَهْ كَمَا اقْتَضَى غِنًى بِلاَ خَصَاصَهْ
فَأَحْمَدُ اللَّهَ مُصَلِّيَاً عَلَى مُحَمَّدٍ خَيْرِ نَبِيٍّ أُرْسِلاَ
وَآلِه الْغُرِّ الْكِرَامِ الْبَرَرَهْ وَصَحْبِهِ الْمُنْتَخَبِيْنَ الْخِيَرَهْ(1/53)
الفهرس العام
المقدمة ... 2
الْكَلاَمُ وَمَا يَتَألَّفُ مِنْهُ ... 2
الْمُعْرَبُ وَالْمَبْنِي ... 2
الْنَّكِرَةُ وَالْمَعْرِفَةُ ... 4
الْعَلَمُ ... 4
اسْمُ الإِشَارَةِ ... 5
الْمَوْصُوْلُ ... 5
الْمُعَرَّفُ بِأَدَاةِ الْتَّعْرِيْفِ ... 6
الابْتِدَاءُ ... 6
كَان وَأَخَوَاتُهَا ... 7
فَصْلٌ فِي مَا وَلاَ وَلاَتَ وَإِنْ الْمُشَبَّهَاتِ بِلَيْسَ ... 8
أَفْعَالُ الْمُقَارَبَةِ ... 8
إِنَّ وَأَخَوَاتُهَا ... 9
لاَ الَّتِي لِنَفِيْ الْجِنْسِ ... 9
ظَنَّ وَأَخَوَاتُهَا ... 10
أَعْلَمَ وَأَرَى ... 10
الْفَاعِلُ ... 11
الْنَّائِبُ عَنِ الْفَاعِلِ ... 11(1/53)
اشْتِغَالُ الْعَامِلِ عَنِ الْمَعْمُوْلِ ... 12
تَعَدِّي الْفِعْلِ وَلُزُومُهُ ... 12
الْتَّنَازُعُ فِي الْعَمَلِ ... 13
الْمَفْعُوْلُ الْمُطْلَقُ ... 13
الْمَفْعُوْلُ لَهُ ... 14
الْمَفْعُولُ فِيْهِ وَهُوَ الْمُسَمَّى ظَرْفَاً ... 14
الْمَفْعُولُ مَعَهُ ... 14
الاسْتِثْنَاءُ ... 14
الْحَالُ ... 15
الْتّمْيِيزُ ... 16
حُرُوفُ الْجَرِّ ... 16
الإِضَافَةُ ... 17
الْمُضَافُ إِلَى يَاءِ الْمُتَكَلِّمِ ... 18
إِعْمَالُ الْمَصْدَرِ ... 19
إِعْمَالُ اسْمِ الْفَاعِل ... 19
أَبْنِيَةُ الْمَصَادِرِ ... 19
أَبْنِيَةُ أَسْمَاءِ الْفَاعِلِيْنَ وَالْمَفْعُوْلِيْنَ وَالْصِفَاتِ الْمُشَبَّهَةِ بِهَا ... 20
الصّفَةُ المُشَّبَهَةُ بِاسْمِ الفَاعِلِ ... 20
التَّعَجُّبُ ... 21
نِعْمَ وَبِئْسَ وَمَا جَرَى مَجْرَاهُمَا ... 21
افْعَلُ التَّفْضِيْلِ ... 22
النَّعْتُ ... 22
التَّوكِيْدُ ... 23
العَطْفُ ... 23
عَطْفُ النَّسَقِ ... 24
البَدَلُ ... 25
وَذَا لِلاضْرَابِ ... 25
النِّدَاءُ ... 25
فَصْلٌ تَابِعَ ذِي الضَّمِّ المُضَافَ دُونَ أَن أَلزِمْهُ نَصْبَاً كَأَزَيْدُ ذَا الحِيَل ... 25
المُنَادَى المُضَافُ إلَى يَاءِ المُتَكَلِّمِ ... 26
أَسْمَاءٌ لاَزَمَتِ النِّدَاءَ ... 26
الاِسْتِغَاثَةُ ... 26
النُّدْبَةُ ... 26
التَّرْخِيُم ... 27
الاخْتِصَاصُ ... 27
التَّحْذِيرُ وَالإِغْرَاءُ ... 27
أَسْمَاءُ الأَفْعَال وَالأَصْوَاتِ ... 28
نُونَا التَّوكِيْدِ ... 28
مَا لاَ يَنْصَرِفُ ... 28
إعْرَابُ الفِعْلِ ... 29
عَوَامِلُ الْجَزْمِ ... 30
فَصْلُ لَوْ ... 31
أمَّا وَلَوْلاَ وَلَوْمَا ... 31
الإِخْبَارُ بِالَّذِي وَالأَلِفِ وَاللاَّمِ ... 31
كَمْ وَكَأَيِّنْ وَكَذَا ... 32
الْحِكَايَةُ ... 33
الْتَّأْنِيْثُ ... 33
الْمَقْصُوْرُ وَالْمَمْدُوْدُ ... 34(1/54)
كَيْفِيَّةُ تَثْنِيَةِ الْمَقْصُوْرِ وَالْمَمْدُوْدِ وَجَمْعِهِمَا تَصْحِيْحَاً ... 34
جَمْعُ الْتَّكْسِيْر ... 34
التَّصْغِيرُ ... 36
النَّسَبُ ... 37
الْوَقْفُ ... 38
اَلإِمَالَةُ ... 39
التَّصْرِيْفُ ... 39
فَصْلٌ فِي زِيَادَةِ هَمْزَة الْوَصْلِ ... 40
الإِبْدَالُ ... 40
فَصْل في إِبدال الواو من الياء ... 41
َفصْلٌ في اجتماع الواو والياء ... 41
فَصْلٌ في نقل الحركة الى الساكنِ قَبلَها ... 42
فَصْلٌ في إبدال فاءِ الإفتِعَالِ تَاءً ... 42
فصل في حذفِ فاءِ الأمرِ والمُضارِع ... 42
الإِدْغَامُ ... 42(1/55)
ألفية السيوطي في علم الحديث
1 - للهِ حَمْدِى وإلَيهِ أَسْتَنِدْ *** وما يَنوبُ فَعَلَيْهِ أَعْتَمِدْ
2 - ثمَّ على نَبِيِّهِ مُحَمَّدِ *** خَيْرُ صَلاةٍ وسَلامٍ سَرْمَدِ
3 - وهذهِ أَلْفيَّةٌ تَحكِى الدُّرَرْ *** منظومةٌ ضَمَّنْتُها عِلْمَ الأَثَرْ
4 - فائِقةٌ أَلْفيَّةَ العِرَاقِي *** فِي الجَمْعِ والإِيجازِ وَاْتِّسَاقِ
5 - واللهُ يُجْرِيْ سابِغَ الإِحْسانِ *** لِيْ وَلَهُ ولِذَوِيْ الإِيْمَانِ
حد الحديث ، وأقسامه
6 - عِلمُ الحديثِ : ذُو قوانِينْ تُحَدْ *** يُدْرَى بِها أَحْوَالْ مَتْنٍ وَسَنَدْ
7 - فَذَانِكَ الموضوعُ ، والمقصودُ *** أَنْ يُعرَفَ المقبُولُ والمَردُودُ
8 - والسندُ : اْلإِخْبارُ عنْ طَرِيقِ *** مَتْنٍ كَاْلاِسْنادِ لَدَى فَرِيقِ
9 - وَالْمَتْنُ : ما انْتَهَى اِلَيْهِ السَّنَدُ *** مِنَ الْكَلامِ ، والحديثَ قَيَّدُوا
10 - بِما أضيفَ لِلنَّبِيِّ قَوْلاً أوْ *** فِعْلاً وَتَقْرِيراً وَنَحْوَهَا حَكَوْا
11 - وَقِيلَ : لا يَخْتَصُّ بِالمَرْفُوعِ *** بَلْ جَاءَ لِلمَوْقُوفِ وَالمَقْطُوعِ
12 - فَهْوَ عَلَى هَذَا مُرادِفُ الْخَبَرْ *** وَشَهَّرُوا شُمُولَ هَذَيْنِ الأَثَرْ
13 - وَالأَكْثَرُونَ قَسَّمُوا هَذِيْ السُّنَنْ *** إِلَى صَحِيحٍ وَضَعِيفٍ وَحَسَنْ(1/1)
الصحيح
14 - حَدُّ الصَّحِيحِ : مُسنَدٌ بِوَصْلِهِ *** بِنَقْلِ عَدْلٍ ضَابِطٍ عَنْ مِثْلِهِ
15 - ولَمْ يَكُنْ شَذًّا وَلا مُعَلَّلا *** والحُكْمُ بِالصَّحَةِوَالضَّعْفِ عَلَى
16 - ظاهِرِهِ، لاالقَطْعِ ، إِلاَّ مَاحَوَى *** كِتابُ مُسلِمٍ أَوِ الجُعْفِي سِوَى
17 - ما انْتَقَدُوا فَابْنُ الصَّلاحِ رَجَّحَا *** قَطْعًا بِهِ ، وَكَمْ إِمَامٍ جَنَحَا
18 - والنَّوَوِيْ رَجَّحَ فِي التَّقْرِيبِ *** ظَنًّا بِهِ ، وَالقَطْعُ ذُو تَصْوِيبِ
19 - وَلَيْسَ شَرْطًا عَدَدٌ، وَمَنْ شَرَطْ *** رِوَايَةَ اثْنَيْنِ فَصَاعِدًا غَلَطَ
20 - والوَقْفُ عَنْ حُكْمٍ لِمَتْنٍ أَوْ سَنَدْ *** بِأَنَّهُ أَصَحُّ مُطلَقًا أَسَدْ
21 - وآخَرُونَ حَكَمُوا فاضْطَرَبُوا *** لِفَوقِ عَشْرٍ ضُمِّنَتْهَا الْكُتُبُ
22 - فَمَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنْ سَيِّدِهْ *** وَزِيدَ مَا لِلشَّافِعِيْ فَأَحْمَدِهْ
23 - وَابْنُ شِهابٍ عَنْ عَلِيٍّ عَنْ أَبِهْ *** عَنْ جَدِّهِ ، أَوْ سَالِمٍ عَمَّنْ نَبِهْ
24 - أَوْعَنْ عُبَيْدِاللهِ عَنْ حَبْرِ البَشَرْ *** هُوَ ابْنُ عَباسٍ وَهَذَا عَنْ عُمَرْ
25 - وَشُعْبَةٌ عَنْ عَمْرٍوابْنِ مُرَّهْ(1) *** عَنْ مُرَّةٍ عَنِ ابْنِ قَيْسٍ كَرَّهْ
26 - أَوْ مَا رَوَى شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَهْ *** إِلَى سَعِيدٍ عَنْ شُيُوخٍ سَادَهْ
27 - ثُمَّ ابْنُ سِيرِينَ عَنِ الْحَبْرِالْعَلِي *** عَبِيدَةٍ بِما رَوَاهُ عَنْ عَلِي
28 - كَذَا ابْنُ مِهْرَانَ عَنِ ابْرَاهِيمَ عَنْ *** عَلْقَمَةٍ عَنِ ابْنِ مَسعُودِ الْحَسَنْ
29 - وَوَلَدُ القَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ *** عائِشَةٍ ، وَقَالَ قَوْمٌ ذُو فِطَنْ
30 - لا يَنْبَغِي التَّعْمِيمُ فِي الإِسْنادِ *** بَلْ خُصَّ بِالصَّحْبِ أَوِ البِلادِ
31 - فَأَرْفَعُ الإِسْنادِ لِلصِّدِّيقِ مَا *** إِبْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسٍ نَمَا
32 - وَعُمَرٍ فَابْنَ شِهابٍ بَدِّهِ *** عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِهِ عَنْ جَدِّهِ
__________
(1) قال الشيخ محمد بن علي بن آدم الأثيوبي شارح الألفية : " وقد أخطأ المحقق ابن شاكر تبعًا للشارح في تعليقه هنا ، وفي الباعث الحثيث حيث يقول : عن عمرو بن مرة عن أبيه مرة ، والصواب أن مُرّة هذا ليس والدًا لعمرو هذا بل هو شيخه غايته أنه اتفق اسم شيخه ووالده " اهـ(1/2)
33 - وَأَهْلِ بَيْتِ المُصْطَفَى جَعْفَرُ عَنْ *** آبَائِهِ ، إِنْ عَنْهُ رَاوٍ مَا وَهَنْ
34 - وَلأَبِي هُرَيرَةَ الزُّهْرِيُّ عَنْ *** سَعِيدٍ أوْ أَبُو الزِّنَادِ حَيْثُ عَنْ
35 - عَنْ أَعْرَجٍ ، وَقيلَ : حَمَّادٌ بِمَا *** أَيُّوبُ عَنْ مُحَمَّدٍ لَهُ نَمَى
36 - لِمَكَّةٍ سُفْيانُ عَنْ عَمْرٍو ، وَذَا *** عَنْ جَابِرٍ ، وَلِلمَدِينَةِ خُذا
37 - ابْنَ أَبِي حَكِيمَ عَنْ عَبِيدَةِ *** الحَضْرَمِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيرَةِ
38 - وَمارَوَى مَعْمَرُ عَنْ هَمَّامَ عَنْ *** أَبِي هُرَيرَةَ أَصَحُّ لِلْيَمَنْ
39 - لِلشَّامِ الأَوْزَاعِيُّ عَنْ حَسَّانَا *** عَنِ الصِّحَابِ فَائِقٌ إِتْقَانَا
40 - وَغَيْرُ هَذَا مِنْ تَراجِمٍ تُعَدْ *** ضَمَّنْتُهَا شَرْحِيَ عَنْها لا تُعَدْ(1/3)
مسألة
41 - أَوَّلُ جامِعِ الحديثِ والأَثَرْ *** اِبْنُ شِهابٍ آمِرًا لَهُ عُمَرْ
42 - وَأَوَّلُ الجَامِعِ لِلأَبْوَابِ *** جَمَاعَةٌ فِي العَصْرِ ذُو اقْتِرَابِ
43 - كَابْنِ جُرَيْجٍ وَ هُشَيْمٍ مَالِكِ *** وَمَعْمَرٍ وَوَلَدِ المُبَارَكِ
44 - وَأَوَّلُ الجَامِعِ بِاقْتِصَارِ *** عَلَى الصَّحِيحِ فَقَطِ البُخَارِي
45 - وَمُسْلِمٌ مِنْ بَعْدِهِ ، وَالأَوَّلُ *** عَلَى الصَّوَابِ فِي الصَّحِيحِ أَفْضَلُ
46 - وَمَنْ يُفَضِّلْ مُسْلِمًا فَإِنَّمَا *** تَرْتِيبَهُ وَصُنْعَهُ قَدْ أَحْكَمَا
47 - وَانْتَقَدُوا عَلَيْهِمَا يَسِيرَا *** فَكَمْ تَرَى نَحْوَهُمَا نَصِيرَا
48 - وَلَيْسَ فِي الْكُتْبِ أَصَحُّ مِنْهُمَا *** بَعْدَ الْقُرَانِ وَلِهَذَا قُدِّمَا
49 - مَرْوِيُّ ذَيْنِ ، فَالبُخَارِيِّ ، فَمَا *** لِمُسْلِمٍ ، فَمَا حَوَى شَرْطَهُمَا
50 - فَشَرْطَ أَوَّلٍ ، فَثَانٍ ، ثُمَّ مَا *** كانَ عَلَى شَرْطِ فَتًى غَيْرِهِمَا(1/3)
51 - وَرُبَّمَا يَعْرِضَ لِلْمَفُوقِ مَا *** بِجَعْلِهِ مُسَاوِيًا أَوْ قُدِّمَا
52 - وَشَرْطُ ذَيْنِ كَوْنُ ذَا الإِسْنَادِ *** لَدَيْهِمَا بِالجَمْعِ وَالإِفْرَادِ
53 - وَعِدَّةُ الأَوَّلِ بِالتَّحْرِيرِ *** أَلْفَانِ وَالرُّبْعُ بِلا تَكْرِيرِ
54 - وَمُسْلِمٌ أَرْبَعَةُ الآلافِ *** وَفِيهِمَا التَّكْرَارُ جَمًّا وَافِ
55 - مِنَ الصَّحِيحِ فَوَّتَا كَثِيرِا *** وَقَالَ نَجْلُ أَخْرَمٍ : يَسِيرَا
56 - مُرَادُهُ أَعَلَى الصَّحِيحِ فَاحْمِلِ *** أَخْذًا مِنَ الحَاكِمِ أَيْ فِي المَدْخَلِ
57 - النَّوَوِيْ : لَمْ يَفُتِ الخَمْسَةَ مِنْ *** مَا صَحَّ إِلاَّ النَّزْرُ فاقْبَلْهُ وَدِنْ
58 - وَاحْمِلْ مَقَالَ عُشْرَ أَلْفِ أَلْفِ *** أَحْوِي عَلَى مُكَرَّرٍ وَوَقْفِ
59 - وَخُذْهُ حَيْثُ حَافِظٌ عَلَيْهِ نَصْ *** وَمِنْ مُصَنَّفٍ بِجَمْعِهِ يُخَصْ
60 - كَابْنِ خُزَيْمَةَ وَيتْلُو مُسْلِمَا *** وَأَوْلِهِ البُسْتِيَّ ثُمَّ الحَاكِمَا
61 - وَكَمْ بِهِ تَسَاهُلٌ حَتَى وَرَدْ *** فِيهِ مَناكِرُ وَمَوْضُوعٌ يُرَدْ
62 - وَابْنُ الصَّلاحِ قَالَ : مَا تَفَرَّدَا *** فَحَسَنٌ إِلاَّ لِضَعْفٍ فَارْدُدَا
63 - جَرْيًا عَلَى امْتِناعِ أَنْ يُصَحَّحَا *** فِي عَصْرِنَا كَمَا إِلَيْهِ جَنَحَا
64 - وَغَيْرُهُ جَوَّزَهُ وَهْوَ الأَبَرْ *** فَاحْكُمْ هُنَا بِمَالَهُ أَدَّى النَّظَرْ
65 - مَا سَاهَلَ البُسْتِيُّ فِي كِتَابِهِ *** بَلْ شَرْطُهُ خَفَّ وَقَدْ وَفَّى بِهِ
66 - وَاسْتَخْرَجُوا عَلَى الصَّحِيحَيْنِ بِأَنْ *** يَرْوِي أَحَادِيثَ كِتَابٍ حَيْثُ عَنْ
67 - لا مِنْ طَرِيقِ مَنْ إِلَيْهِ عَمَدَا *** مُجْتَمِعًا فِي شَيْخِهِ فَصَاعِدَا
68 - فَرُبَّمَا تَفَاوَتَتْ مَعْنًى ، وَفِي *** لَفْظٍ كَثِيرًا ، فَاجْتَنِبْ أَنْ تُضِفِ
69 - إِلَيْهِمَا ، وَمَنْ عَزَا أَرَادَا *** بِذَلِكَ الأَصْلَ وَمَا أَجَادَا
70 - وَاحْكُمْ بِصِحَّةٍ لِمَا يَزِيدُ *** فَهْوَ مَعَ العُلُوِ ذَا يُفِيدُ
71 - وَكَثْرَةَ الطُّرْقِ وَ تَبْيِينَ الَّذِي *** أُبْهِمَ أَوْ أُهْمِلَ أَوْ سَمَاَع ذِي
72 - تَدْلِيسٍ اوْ مُخْتَلِطٍ وَكُلُّ مَا *** أُعِلَّ فِي الصَّحِيحِ مِنْهُ سَلِمَا
خاتمة
73 - لأَِخْذِ مَتْنٍ مِنْ مُصَنِّفٍ يَجِبْ *** عَرْضٌ عَلَى أَصْلٍ،وَعِدَةٍ نُدِبْ
74 - وَمَنْ لِنَقْلٍ فِي الحَدِيثِ شَرَطَا *** رِوَايَةً وَلَوْ مُجَازًا غُلِّطَا(1/4)
الحسن
75 - المُرْتَضَى فِي حَدِّهِ مَا اتَّصَلا *** بِنَقْلِ عَدْلٍ قَلَّ ضَبْطُهُ وَلا
76 - شَذَّ وَلا عُلِّلَ وَلْيُرَتَّبِ *** مَرَاتِبًا والاِحْتِجَاجِ يَجْتَبِي
77 - أَلْفُقَهَا وَجُلُّ أَهْلِ الْعِلْمِ *** فَإِنْ أَتَى مِنْ طُرْقٍ اخْرَى يَنْمِي
78 - إِلَى الصَّحِيحِ ، أَيْ لِغَيْرِهِ، كَمَا *** يَرْقَى إِلَى الحُسْنِ الَّذِي قَدْ وُسِمَا
79 - ضَعْفًا لِسُوءِالحِفْظِ أَوْإِرْسَالٍ اْوْ *** تَدْلِيسٍ اْوْ جَهَالَةٍ إِذَا رَأَوْا
80 - مَجِيئَهُ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى ، وَ مَا *** كَانَ لِفِسْقٍ اْوْ يُرَى مُتَّهَمَا
81 - يَرْقَى عَنِ الإِنْكَارِ بِالتَّعَدُّدِ *** بَلْ رُبَّمَا يَصِيرُ كَالَّذِي بُدِي
82 - وَالْكُتُبُ الأَرْبَعُ ثَمَّتَ السُّنَنْ *** لِلدَّارَقُطْنِيْ مِنْ مَظِنَّاتِ الحَسَنْ
83 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ عَنْ كِتَابِهْ *** ذَكَرْتُ مَا صَحَّ وَمَا يُشَابِهْ
84 - وَمَا بِهِ وَهْنٌ أَقُلْ وَحَيْثُ لا *** فَصَالِحٌ ، فَابْنُ الصَّلاحِ جَعَلا
85 - مَا لَمْ يُضَعِّفْهُ وَلا صَحَّ حَسَنْ *** لَدَيْهِ مَعْ جَوَازِ أَنَّهُ وَهَنْ(1/5)
86 - فَإِنْ يَقُلْ : قَدْ يَبْلُغُ الصِّحَّةَ لَهْ *** قُلْنَا : احْتِيَاطًا حَسَنًا قَدْ جَعَلَهْ
87 - فَإِنْ يَقُلْ : فَمُسْلِمٌ يَقُولُ : لا *** يَجْمَعُ جُمْلَةَ الصَّحِيحِ النُّبَلا
88 - فَاحْتَاجَ أَنْ يَنْزِلَ لِلْمُصَدَّقِ *** وَإِنْ يَكُنْ فِي حِفْظِهِ لا يَرْتَقِي
89 - هَلاَّ قَضَى فِي الطَّبَقَاتِ الثَّانِيَهْ *** بِالحُسْنِ مِثْلَ مَاقَضَى فِي المَاضِيَهْ
90 - أَجِبْ بِأَنَّ مُسْلِمًا فِيهِ شَرَطْ *** مَاصَحًّ فَامْنَعْ أَنْ لِذِي الحُسْنِ يُحَطْ
91 - فِإِنْ يُقَلْ:فِي السُّنَنِ الصِّحَاحُ مَعْ *** ضَعِيفِهَا وَالبَغَوِيُّ قَدْ جَمَعْ
92 - مَصَابِحًا وَجَعَلَ الحِسَانَ مَا *** فِي سُنَنٍ قُلْنَا: اصْطِلاحٌ يُنْتَمَى
93 - يَرْوِي أَبُو دَاوُدَ أَقْوَى مَا وَجَدْ *** ثُمَّ الضَّعِيفَ حَيْثُ غَيْرَهُ فَقَدْ
94 - وَالنَّسَئِي مَنْ لَمْ يَكُونُوا اتَّفَقُوا *** تَرْكًا لَهُ وَالآخِرُونَ ألْحَقُوا
95 - بِالْخَمْسَةِ ابْنَ مَاجَةٍ، قِيلَ: وَمَنْ *** مَازَ بِهِمْ فَإِنَّ فِيهِمُو وَهَنْ
96 - تَساهَلَ الَّذِي عَلَيْهَا أَطْلَقَا *** صَحِيحَةً وَالدَّارِمِيْ وَالْمُنْتَقَى
97 - وَدُونَهَا مَسَانِدٌ وَ الْمُعْتَلِيْ *** مِنْهَا الَّذِي لأَِحْمَدٍ وَ الحَنْظَلِيْ(1/6)
مسألة
98 - الحُكْمُ بِالصِّحَّةِ وَ الحُسْنِ عَلَى *** مَتْنٍ رَواهُ التِّرْمِذِيْ، وَاسْتَشْكَلا
99 - فَقِيلَ : يعْنِي اللُّغَوِي ، وَيَلْزَمُ *** وَصْفُ الضَّعِيفِ،وَهْوَ نُكْرٌ لَهُمُ
100 - وَقِيلَ : بِاعْتِبَارِ تَعْدَادِ السَّنَدْ *** وَفِيهِ شَيْءٌ،حَيْثُ وَصْفُ مَا انْفَرَدْ
101 - وَقِيلَ : مَا تَلْقَاهُ يَحْوِي العُلْيَا *** فَذَاكَ حَاوٍ أَبَدًا لِلدُّنْيَا
102 - كُلُّ صَحِيحٍ حَسَنٌ لا يَنْعَكِسْ *** وَقِيلَ : هَذَا حَيِثُ رَأْيٌ يَلْتَبِسْ
103 - وَصَاحِبُ النُّخْبَةِ : ذَا إِنْ انْفَرَدْ *** إِسْنَادُهُ ، وَالثَّانِ حَيْثُ ذُو عَدَدْ
104 - وَقَدْ بَدَا لِي فِيهِ مَعْنَيَانِ *** لَمْ يُوجَدَا لأَهْلِ هَذَا الشَّانِ
105 - أَيْ حَسَنٌ لِذَاتِهِ صَحِيحُ *** لِغَيْرِهِ ، لَمَّا بَدَا التَّرْجِيحُ
106 - أَوْ حَسَنٌ عَلَى الَّذِيِ بِهِ يُحَدْ *** وَهْوُ أَصَحُّ مَا هُنَاكَ قَدْ وَرَدْ
107 - وَالحُكْمُ بِالصَّحِّةِ لِلإِسْنَادِ *** وَالحُسْنِ دُونَ المَتْنِ لِلنُّقَّادِ
108 - لِعِلَّةٍ أَوْ لِشُذُوذٍ وَاحْكُمِ *** لِلْمَتْنِ إِنْ أُطْلَقَ ذُو حِفْظٍ نُمِي
109 - وَ لِلْقَبُولِ يُطْلِقُونَ جَيِّدَا *** وَالثَّابِتَ الصَّالِحَ وَالمُجَوَّدَا
110 - وَهَذِهِ بَيْنَ الصَّحِّيحِ وَ الحَسَنْ *** وَقَرَّبُوا مُشَبَّهَاتٍ مِنْ حَسَْن
111 - وَهَلْ يُخَصُّ بِالصَّحِيحِ الثَّابِتُ *** أَوْ يَشْمَلُ الْحُسْنَ نِزَاعٌ ثَابِتُ
الضعيف
112 - هُوَ الَّذِي عَنْ صِفَةِ الحُسْنِ خَلا *** وَهْوَ عَلَى مَرَاتِبٍ قَدْ جُعِلا
113 - وَابْنُ الصَّلاحِ فَلَهُ تَعْدِيدُ *** إِلَى كَثِيرٍ وَهْوَ لا يُفِيدُ
114 - ثُمَّ عَنِ الصِّدِّيقِ الاوْهَى كَرَّهْ *** صَدَقَةٌ عَنْ فَرْقَدٍ عَنْ مُرَّهْ
115 - وَالْبَيْتِ عَمْرٌو ذَا عَنِ الجُعْفِيِّ *** عَنِ حَارِثِ الأَعْوَرِ عَنْ عَلِيِّ
116 - وَلأَبِي هُرَيْرَةَ : السَّرِيُّ عَنْ *** دَاوُدَ عَنْ وَالِدِهِ أَيَّ وَهَنْ
117 - لأَنَسٍ : دَاوُدُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ *** أَبَانَ وَاعْدُدْ لأَسَانِيدِ اليَمَنْ
118 - حَفْصًا عَنَيْتُ العَدَنِيْ عَنِ الحَكَمْ *** وَغَيْرُ ذَاكَ مِنْ تَرَاجِمٍ تُضَمْ
المُسنَد
119 - الْمُسْنَدُ : الْمَرْفُوعُ ذَا اتِّصَالِ *** وَقِيلَ : أَوَّلٌ ، وَقِيلَ : التَّالِي(1/7)
المرفوع والموقوف والمقطوع
120 - وَمَا يُضَافُ لِلنَّبِي المَرْفُوعُ لَوْ *** مِنْ تَابِعٍ، أَوْصَاحِبٍ وَقْفًا رَأَوْا
121 - سَوَاءٌ الْمَوْصُولُ وَالْمَقْطُوعُ فِي *** ذَيْنِ، وَجَعْلُ الرَّفْعِ لِلْوَصْلِ قُفِي
122 - وَمَا يُضَفْ لِتَابِعٍ مَقْطُوُع *** وَالْوَقْفُ إِنْ قَيَّدْتَهُ مَسْمُوعُ
123 - وَلْيُعَطَ حُكْمَ الرَّفْعِ فِي الصَّوابِ *** نَحْوُ : مِنَ السُّنَّةِ، مِنْ صَحَابِي
124 - كَذَا: أُمِرْنَا ، وَكَذَا : كُنَّا نَرَى *** فِي عَهْدِهِ،أَوْ عَنْ إِضَافَةٍ عَرَى
125 - ثَالِثُهَا:إِنْ كَانَ لا يَخْفَى، وَفِي *** تَصْرِيحِهِ بِعِلْمِهِ الْخُلْفُ نُفِي
126 - وَنَحْوُ : كَانُوا يَقْرَعُونَ بَابَهُ *** بِالظُّفْرِ ، فِيمَا قَدْ رَأَوْا صَوَابَهُ
127 - وَما أَتَى وَمِثْلُهُ بِالرَّأْيِ لا *** يُقَالُ إِذْ عَنْ سَالِفٍ مَا حُمِلا
128 - وَهكَذَا تَفْسِيرُ مَنْ قَدْ صَحِبَا *** فِي سَبَبِ النُّزُولِ أَوْ رَأْيًا أَبَى
129 - وَعَمَّمَ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ *** وَخَصَّ فِي خِلافِهِ كَمَا حُكِي
130 - وَقَالَ : لا ، مِنْ قَائِلٍ مَذْكُورِ *** وَقَدَ عَصَى الْهَادِيَ فِي الْمَشْهُورِ
131 - وَهَكَذَا : يَرْفَعُهُ ، يَنْمِيهِ، *** رِوَايَةً ، يَبْلُغْ بِهِ ، يَرْوِيهِ
132 - وَكُلُّ ذَا مِنْ تَابِعِيٍّ مُرْسَلُ *** لا رَابِعٌ جَزْمًا لَهُمْ ، وَ الأَوَّلُ
133 - صَحَّحَ فِيهِ النَّوَوِيُّ الْوَقْفَا *** وَالْفَرْقُ فِيهِ وَاضِحٌ لا يَخْفَى
الموصول والمنقطع و المعضل
134 - مَرْفُوعًا اْوْ مَوْقُوفًا إِذْ يَتَّصِلُ *** إِسْنَادُهُ : الْمَوْصُولُ وَالمُتَّصِلُ
135 - وَوَاحِدٌ قَبْلَ الصَّحابِيِّ سَقَطْ *** مُنْقَطِعٌ ، قِيلَ: أَوِ الصَّاحِبِ قَطْ
136 - مُنْقَطِعٌ مِنْ مَوْضِعَيْنِ اثْنَيْنِ لا *** تَوَالِيًا وَمُعْضَلٌ حَيْثُ وَلا
137 - وَمِنْهُ حَذْفُ صَاحِبٍ وَالْمُصْطَفَى *** وَمَتْنُهُ بِالتَّابِعِيِّ وُقِفَا(1/8)
المرسل
138 - الْمُرْسَلُ الْمَرْفُوعُ بِالتَّابِعِ، أَوْ *** ذِي كِبَرٍ،أَوْ سَقْطُ رَاوٍ قَدْ حَكَوْا
139 - أَشْهَرُهَا الأَوَّلُ ، ثُمَّ الْحُجَّةُ *** بِهِ رَأَى الأَئِمَّةُ الثَّلاثَةُ
140 - وَرَدُّهُ الأَقْوَى ، وَقَوْلُ الأَكْثَرُ *** كَالشَّافِعِيْ ، وَأَهْلِ عِلْمِ الْخَبَرِ
141 - نَعَمْ بِهِ يُحْتَجُّ إِنْ يَعْتَضِدِ *** بِمُرْسَلٍ آخَرَ أَوْ بِمُسْنَدِ
142 - أَوْ قَوْلِ صَاحِبٍ أَوْالْجُمْهُورِ أَوْ *** قَيْسٍ وَمِنْ شُرُوطِهِ كَمَا رَأَوْا
143 - كَوْنُ الَّذِي أَرْسَلَ مِنْ كِبَارِ *** وَإِنْ مَشَى مَعْ حَافِظٍ يُجَارِي
144 - وَلَيْسَ مِنْ شُيُوخِهِ مَنْ ضُعَّفَا *** كَنَهْيِّ بَيْعِ اللَّحْمِ بِالأَصْلِ وَفَا
145 - وَمُرْسَلُ الصَّاحِبِ وَصْلٌ فِي الأَصَحْ *** كَسَامِعٍ فِي كُفْرِهِ ثُمَّ اتَّضَحْ
146 - إِسْلامُهُ بَعْدَ وَفَاةٍ ، وَالَّذِي *** رَآهُ لا مُمَيِّزًا لاَ تَحْتَ ذِي
147 - وَقَوْلُهُمْ : عَنْ رَجُلٍ مُتَّصِلُ *** وَقِيلَ : بَلْ مُنْقَطِعٌ أَوْ مُرْسَلُ
148 - كَذَّاكَ فِي الأَرْجَحِ كُتْبٌ لَمْ يُسَمْ *** حَامِلُهَا أَوْ لَيْسَ يُدْرَى مَا اتَّسَمْ
149 - وَرَجُلٌ مِنَ الصِّحَابِ ، وَأَبَى *** الصَّيْرَفِيْ مُعَنْعَنًا ، وَلْيُجْتَبَى
150 - وَقَدِّمِ الرَّفْعَ كَالاْتِّصَالِ *** مِنْ ثِقَةٍ لِلْوَقْفِ وَالإِرْسَالِ
151 - وَقِيلَ: عَكْسُهُ ، وَقِيلَ: الأَكْثَرُ، *** وَقِيلَ : قَدِّمْ أَحْفَظًا. وَالأَشْهَرُ
152 - عَلَيْهِ لا يَقْدَحُ هَذَا مِنْهُ فِي *** أَهْلِيَةِ الْوَاصِلِ وَالَّذِي يَفِي
153 - وَإِنْ يَكُنْ مِنْ وَاحِدٍ تَعَارَضَا *** فَاحْكُمْ لَهُ بِالْمُرْتَضَى بِمَامَضَى(1/9)
المعلَّق
154 - مَا أَوَّلُ الإِسْنَادِ مِنْهُ يُطْلَقُ *** ـ وَلَوْ إِلَى آخِرِهِ ـ مُعَلَّقُ
155 - وَفِي الصَّحِيحِ ذَا كَثِيرٌ ، فَالَّذِي *** أُتِيْ بِهِ بِصِيغَةِ الْجَزْمِ خُذِ
156 - صِحَّتَهُ عَنِ الْمُضَافِ عَنْهُ *** وَغَيْرَهُ ضَعِّفْ وَلا تُوهِنْهُ
157 - وَمَا عَزَى لِشَيْخِهِ بِقَالا *** فَفِي الأَصَحِّ احْكُمْ لَهُ اتِّصَالا
158 - وَمَا لَهَا لَدَى سِوَاهُ ضَابِطُ *** فَتَارَةً وَصْلٌ وَأُخْرَى سَاقِطُ
المعَنْعَن
159 - وَمَنْ رَوَى بِـ"عَنْ"وَ"أَنَّ" فَاحْكُمِ *** بِوَصْلِهِ إِنِ اللِّقَاءُ يُعْلَمِ
160 - وَلَمْ يَكُنْ مُدَلِّسًا ، وَقِيلَ : لا *** وَقِيلَ"أَنَّ"اقْطَعْ وَأَمَّا "عَنْ" صِلا
161 - وَمُسْلِمٌ يَشْرِطْ تَعَاصُرًا فَقَطْ *** وَبَعْضُهُمْ طُولَ صَحَابَةٍ شَرَطْ
162 - وَبَعْضُهُمْ عِرْفَانَهُ بِالأَخْذِ عَنْ *** وَاسْتُعْمِلا إِجَازَةً فِي ذَا الزَّمَنْ
163 - وَكُلُّ مَنْ أَدْرَكَ مَالَهُ رَوَى *** مُتَّصِلٌ ، وَغَيْرُهُ قَطْعًا حَوَى
التدليس
164 - تَدْلِيسُ الاِسْنَادِ بِأَنْ يَرْوِيَ عَنْ *** مُعَاصِرٍ مَا لَمْ يُحَدِّثْهُ بِـ" أَنْ "
165 - يَأْتِي بِلَفْظٍ يُوهِمُ اتِّصَالا *** كَـ"عَنْ"وَ" أَنَّ " وكذاك" قالا "
166 - وَقِيلَ : أَنْ يَرْوِيَ مَالَمْ يَسْمَعِ *** بِهِ وَلَوْ تَعَاصُرًا لَمْ يَجْمَعِ
167 - وَمِنْهُ أَنْ يُسَمِّيَ الشَّيخَ فَقَطْ *** قَطْعٌ بِهِ الأَدَاةُ مُطْلَقًا سَقَطْ
168 - وَمِنْهُ عَطْفٌ ، وَكَذَا أَنْ يَذْكُرَا *** " حَدَّثَنَا " وَفَصْلُهُ الاِسْمَ طَرَا
169 - وَكُلُّهُ ذَمٌّ ، وَقِيلَ : بَلْ جَرَحْ *** فَاعِلَهُ ، وَلَوْ بِمَرَّةٍ وَضَحْ
170 - وَالْمُرْتَضَىقَبُولُهُمْ إِنْ صَرَّحُوا *** بِالْوَصْلِ،فَالأَكْثَرُ هَذَا صَحَّحُوا(1/10)
171 - وَمَا أَتَانَا فِي الصَّحِيحَيْنِ بِـ"عَنْ" *** فَحَمْلُهُ عَلَى ثُبُوتِهِ قَمَنْ
172 - وَشَرُّهُ "التَّجْوِيدُ" وَالتَّسْوِيَةُ *** إِسْقَاطُ غَيْرِ شَيْخِهِ وَيُثْبِتُ
173 - كَمِثْلِ "عَنْ" وَذَاكَ قَطْعًا يَجْرَحُ *** وَدُونَهُ تَدْلِيسُ شَيْخٍ يُفْصِحُ
174 - بِوَصْفِهِ بِغَيْرِ وَصْفٍ يُعْرَفُ(1) *** فَإِنْ يَكُنْ لِكَوْنِهِ يُضَعَّفُ
175 - فَقِيلَ : جَرْحٌ أَوْ لِلاسْتِصْغَارِ *** فَأَمْرُهُ أَخَفُّ كَاسْتِكْثَارِ
176 - وَمِنْهُ إِعْطَاءُ شُيُوخٍ فِيهَا *** اسْمَ مُسَمًّى آخَرٍ تَشْبِيهَا
الإرسال الخفي والمزيد في متصل الأسانيد
177 - وَيُعْرَفُ الإِرْسَالُ ذُو الْخَفَاءِ *** بِعَدَمِ السَّمَاعِ وَاللِّقَاءِ
178 - وَمِنْهُ مَا يُحْكَمُ بِانْقِطَاعِ *** مِنْ جِهَةٍ بِزيْدِ شَخْصٍ وَاعِ(2)
179 - وَبِزِيَادَةٍ تَجِي ، وَرُبَّمَا *** يُقْضَى عَلَى الزَّائِدِ أَنْ قَدْ وَهِمَا
180 - حَيْثُ قَرِينَةٌ وَإِلاَّ احْتَمَلا *** سَمَاعُهُ مِنْ ذَيْنِ لَمَّا حَمَلا (3)
181 - وَإِنَّمَا يُعْرَفُ بِالإِخْبَارِ *** عَنْ نَفْسِهِ وَالنَّصِّ مِنْ كِبَارِ
__________
(1) في النسخة التي شرحها الشيخ محمد علي بن آدم : ( بوصفه بصفة لا يعرف ) ، قال حفظه الله : والمعنى واحد . اهـ
(2) قال الشيخ أحمد شاكر : هذا البيت زيادة في المتن الذي شرحه " الترمسي " ، ولم يوجد في الأصل ،وأرى أنه لا داعي له ، لفهم معناه مما في الأبيات بعده ، ولعله من مسَوَّدة المؤلف ثم حذفه في النسخة الأخيرة . اهـ
(3) قال الشيخ أحمد شاكر : في المتن الذي شرحه الترمسي ( من ذين ما قد حملا ) والمعنى واحد . اهـ(1/11)
الشاذ والمحفوظ
182 - وَذُو الشُّذُوذِ مَا رَوَى المَقْبُولُ *** مُخَالِفًا أَرْجَحَ ، وَالمَجْعُولُ
183 - أَرْجَحَ مَحْفُوظٌ، وَقِيلَ:مَا انْفَرَدْ *** لَوْ لَمْ يُخَالِفْ،قِيلَ:أَوْضَبْطًا فَقَدْ
المنكر والمعروف
184 - المُنْكَرُ الَّذِي رَوَى غَيْرُ الثِّقَهْ *** مُخَالِفًا ، فِي نُخْبَةٍ قَدْ حَقَّقَهْ
185 - قَابَلَهُ المَعْرُوفُ ، وَالَّذِي رَأَى *** تَرَادُفَ المُنْكَرِ وَالشَّاذِ نَأَى
المتروك
186 - وَسَمِّ بِالْمَتْرُوكِ فَرْدًا تُصِبِ *** رَاوٍ لَهُ مُتَّهَمٌ بِالْكَذِبِ
187 - أَوْ عَرَفُوهُ مِنْهُ فَي غَيْرِ الأَثَرْ *** أَوْ فِسْقٌ اْوْغَفْلَةٌ اْوْ وَهْمٌ كَثُرْ(1)
الأفراد
188 - الْفَرْدُ إِمَّا مُطْلَقٌ مَا انْفَرَدَا *** رَاوٍ بِهِ فَإِنْ لِضَبْطٍ بَعُدَا
189 - رُدَّ ، وَإِذْ يَقْرُبُ مِنْهُ فَحَسَنْ *** أَوْ بَلَغَ الضَّبْطَ فَصَحِّحْ حَيْثُ عَنْ
190 - وَمِنْهُ نِسْبِيٌّ بِقَيْدٍ يُعْتَمَدْ *** بِثِقَةٍ أَوْ عَنْ فُلانٍ أَوْ بَلَدْ
191 - فَيَقْرُبُ الأَوَّلُ مِنْ فَرْدٍ وَرَدْ *** وَهَكَذَا الثَّالِثُ إِنْ فَرْدًا يُرَدْ
__________
(1) وفي طبعة الشيخ أحمد شاكر : ( أو فسقٍ أو غفلةٍ أو وهمٍ ) ، قال الشيخ محمد علي بن آدم في شرحه : " قوله أو فسق أو غفلة أو وهم لظاهر أنه بالجر عطفًا على الكذب ، وليس كذلك لأن مجرد الاتهام بهذه الأمور لا يكون سببًا لترك الحديث ؛ بل المراد ظهورها وكونها معلومة ، فالأَوْلَى كونها فاعلاً لفعل محذوف ؛ أي ظهر فسقٌ أو غفلةٌ " اهـ(1/12)
الغريب ، والعزيز، والمشهور، والمستفيض ، والمتواتر
192 - الأَوَّلُ الْمُطْلَقُ فَرْدًا ، وَالَّذِي *** لَهُ طَرِيقَانِ فَقَطْ لَهُ خُذِ
193 - وَسْمَ الْعَزِيزِ ، وَالَّذِي رَوَاهُ *** ثَلاثَةٌ مَشْهُورُنَا ، رَآهُ
194 - قَوْمٌ يَسَاوِي الْمُسْتَفِيضَ وَالأَصَحْ *** هَذَا بِأَكْثَرَ ، وَلَكِنْ مَا وَضَحْ
195 - حَدُّ تَوَاتُرٍ ، وَكُلٌّ يَنْقَسِمْ *** لِمَا بِصِحَّةٍ وَضَعْفٍ يَتَّسِمْ
196 - وَالْغَالِبُ الضَّعْفُ عَلَى الْغَرِيبِ *** وَقُسِّمَ الْفَرْدُ إِلَى غَرِيبِ
197 - فِي مَتْنِهِ وَسَنَدٍ ، وَالثَّانِ قَدْ *** وَلا تَرَى غَرِيبَ مَتْنٍ لا سَنَدْ
198 - وَيُطْلَقُ الْمَشْهُورُ لِلَّذِي اشْتَهَرْ *** فِي النَّاسِ مِنْ غَيْرِ شُرُوطٍ تُعْتَبَرْ
199 - وَمَا رَوَاهُ عَدَدٌ جَمٌ يَجِبْ *** إِحَالَةُ اجْتِمَاعِهِمْ عَلَى الْكَذِبْ
200 - فَالمُتَوَاتِرُ ، وَقَوْمُ حَدَّدُوا *** بِعَشْرَةٍ ، وَهْوَ لَدَيَّ أَجْوَدُ
201 - وَالْقَوْلُ بِاثْنَيْ عَشَرَ اْوْ عِشْرِينَا *** يُحُكَى وَأَرْبَعِينَ أَوْ سَبْعِينَا
202 - وَبَعْضُهُمْ قَدِ ادَّعَى فِيهِ الْعَدَمْ *** وَبَعْضُهُمْ عِزَّتَهُ ، وَهْوَ وَهَمْ
203 - بَلِ الصَّوابِ أَنَّهُ كَثِيرُ *** وَفِيهِ لِي مُؤَلَّفٍ نَضِيرُ
204 - خَمْسٌ وَسَبْعُونَ رَوَوْا"مَنْ كَذَبَا" *** وَمِنْهُمُ الْعَشْرَةُ ثُمَّ انْتَسَبَا
205 - لَهَا حَدِيثُ "الرَّفْعِ لِلْيَدَيْنِ" *** وَ"الْحَوْضِ"وَ"الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ"
206 - وَلابْنِ حِبَّانَ : الْعَزِيزُ مَا وُجِدْ *** بِحَدِّهِ السَّابِقِ ، لَكِنْ لَمْ يُجِدْ
207 - وَلِلْعَلائِيْ جَاءَ فِي الْمَأْثُورِ *** ذُو وَصْفَيِّ الْعَزِيزِ وَالْمَشْهُورِ(1)
__________
(1) قال المحقق الشيخ أحمد شاكر : " واعلم أن هذين البيتين ، من أول قوله : ولابن حبان .. الخ وقعا في الطبعة السابقة قبل قوله : خمس وسبعون *** ، والصواب تأخيرهما إلى هذا الموضع ، تبعًا لنسخة الشرح ، ولأن قوله : خمس وسبعون *** الخ أمثلة للمتواتر ، فالمتعيّن أن تُذكر عقبه ولا يفصل بينها وبينه بشيء آخر " اهـ(1/13)
الاعتبار والمتابعات والشواهد
208 - الاِعْتِبَارُ سَبْرُ مَا يَرْوِيهِ *** هَلْ شَارَكَ الرَّاوِي سِوَاهُ فِيهِ
209 - فَإِنْ يُشَارِكْهُ الَّذِي بِهِ اعْتُبِرْ *** أَوْ شَيْخَهُ أَوْ فَوْقُ : تَابِعٌ أُثِرْ
210 - وَإِنْ يَكُنْ مَتْنٌ بِمَعْنَاهُ وَرَدْ *** فَشَاهِدٌ ، وَفَاقِدٌ ذَيْنِ انْفَرَدْ
211 - وَرُبَّمَا يُدْعَى الَّذِي بِالْمَعْنَى *** مُتَابِعًا ، وَعَكْسُهُ قَدْ يُعْنَى
زيادة الثقات
212 - وَفِي زِيَادَاتِ الثِّقَاتِ الْخُلْفُ جَمْ *** مِمَّنْ رَوَاهُ نَاقِصًا أَوْ مَنْ أَتَمْ
213 - ثَالِثُهَا : تُقْبَلُ لا مِمَّنْ خَزَلْ *** وَقِيلَ: إِنْ فِي كُلِّ مَجْلِسٍ حَمَلْ
214 - بَعْضًا ، أَوِ النِّسْيَانَ يَدَّعِيهِ *** تُقْبَلْ ، وَإِلاَّ يُتَوَقَّفْ فِيهِ
215 - وَقِيلَ : إِنْ أَكْثَرَ حَذْفَهَا تُرَدْ *** وَقِيلَ : فِيمَا إِنْ رَوَى كُلاًّ عَدَدْ
216 - إِنْ كَانَ مَنْ يَحْذِفُهَا لا يَغْفُلُ *** عَنْ مِثْلِهَا فِي عَادَةٍ لا تُقْبَلُ
217 - وَقِيلَ : لا ، إِذْ لا تُفِيدُ حُكْمَا *** وَقِيلَ : خُذْ مَا لَمْ تُغَيِّرْ نَظْمَا
218 - وَابْنُ الصَّلاحِ قَالَ وَهْوَالْمُعْتَمَدْ *** إِنْ خَالَفَتْ مَا لِلثِّقَاتِ فَهْيَ رَدْ
219 - أَوْ لا، فَخُذْ تِلْكَ بِإِجْمَاعٍ وَضَحْ *** أَوْخَالَفَ الإِطْلاقَ فَاقْبَلْ فِي الأَصَحْ(1/14)
المُعَلُّ
220 - وَعِلَّةُ الْحَدِيثِ : أَسْبَابٌ خَفَتْ *** تَقْدَحُ فِي صِحَّتِهِ ، حِينَ وَفَتْ
221 - مَعْ كَوْنِهِ ظَاهِرُهُ السَّلامَهْ *** فَلْيَحْدُدِ الْمُعَلَّ مَنْ قَدْ رَامَهْ
222 - مَا رِيءَ فِيهِ عِلَّةٌ تَقْدَحُ فِي *** صِحَّتِهِ بَعْدَ سَلامَةٍ تَفِي
223 - يُدْرِكُهَا الْحَافِظُ بِالتَّفَرِّدِ *** وَالْخُلْفِ مَعْ قَرَائِنٍ ، فَيَهْتَدِي
224 - لِلْوَهْمِ بِالإِرْسَالِ أَوْ بِالْوَقْفِ أَوْ *** تَدَاخُلٍ بَيْنَ حَدِيثَيْنِ حَكَوْا
225 - بِحَيْثُ يَقْوَى مَا يَظُنُّ ، فَقَضَى *** بِضَعْفِهِ ، أَوْ رَابَهُ فَأَعْرَضَا
226 - وَالْوَجْهُ فِي إِدْرَاكِهَا جَمْعُ الطُّرُقْ *** وَسَبْرُ أَحْوَالِ الرُّوَاةِ وَالْفِرَقْ
227 - وَغَالِبًا وُقُوعُهَا فِي السَّنَدِ *** وَكَحَدِيثِ "الْبَسْمَلَهْ" فِي الْمُسْنَدِ
228 - وَنَوَّعَ الْحَاكِمُ أَجْنَاسَ الْعِلَلْ *** لِعَشْرَةٍ ، كُلٌّ بِهَا يَأْتِي الْخَلَلْ
229 - وَمِنْهُ مَا لَيْسَ بِقَادِحٍ ، كَأَنْ *** يُبْدِلَ عَدْلاً بِمُسَاوٍ ، حَيْثُ عَنْ
230 - وَرُبَّمَا أُعِلَّ بِالْجَلِيِّ *** كَالْقَطْعِ لِلْمُتَّصِلِ الْقَوِيِّ
231 - وَالْفِسْقِ وَالْكِذْبِ وَنَوْعِ جَرْحِ *** وَرُبَّمَا قِيلَتْ لِغَيْرِ الْقَدْحِ
232 - كَوَصْلِ ثَبْتٍ ، فَعَلَى هَذَا رَأَوْا *** صَحَّ مُعَلٌّ،وَهْوَ فِي الشَّاذِ حَكَوْا
233 - وَالنَّسْخُ قَدْ أَدْرَجَهُ فِي الْعِلَلِ *** التِّرْمِذِيْ ، وَخَصَّهُ بِالْعَمَلِ
المضطرب
234 - مَا اخْتَلَفَتْ وُجُوهُهُ حَيْثُ وَرَدْ *** مِنْ وَاحِدٍ أَوْ فَوْقُ:مَتْنًا أَوْ سَنَدْ
235 - وَلا مُرَجِّحَ : هُوَ الْمُضْطَرِبُ *** وَهْوَ لِتَضْعِّيفِ الْحَدِيثِ مُوجِبُ
236 - إِلاَّإِذَا مَااخْتَلَفُوا فِي اسْمٍ أَوَ اْبْ *** لِثِقَةٍ فَهْوَ ، صَحِيحٌ مُضْطَرِبْ
237 - الزَّرْكَشِيُّ: الْقَلْبُ وَالشُّذُوذُ عَنْ *** وَالاِضْطِرَابُ فِي الصَّحِيحِ وَالْحَسَنْ
238 - وَلَيْسَ مِنْهُ حَيْثُ بَعْضُهَا رَجَحْ *** بَلْ نُكْرُ ضِدٍّ أَوْ شُذُوذُهُ وَضَحْ(1/15)
المقلوب
239 - الْقَلْبُ فِي الْمَتْنِ وَفِي الإِسْنَادِ قَرْ *** إِمَّا بِإِبْدَالِ الَّذِي بِهِ اشْتَهَرْ
240 - بِوَاحِدٍ نَظِيرِهِ لِيُغْرِبَا *** أَوْ جَعْلِ إِسْنَادِ حَدِيثٍ اجْتَبَى
241 - لآخَرٍ ، وَعَكْسُهُ ، إِغْرَابًا ، اْوْ *** مُمْتَحَِنًا ، كَأَهْلِ بَغْدَادَ ، حَكَوْا
242 - وَهْوَ يُسَمَّى عِنْدَهُمْ بِالسَّرِقَهْ *** وَقَدْ يَكُونُ الْقَلْبُ سَهْوًاً أَطْلَقَهْ
المدرج
243 - وَمُدْرَجُ الْمَتْنِ بِأَنْ يُلْحَقَ فِي *** أَوَّلِهِ أَوْ وَسَطٍ أَوْ طَرَفِ
244 - كَلامُ رَاوٍ مَّا بِلا فَصْلٍ ، وَذَا *** يُعْرَفُ بِالتَّفْصِيلِ فِي أُخْرَى،كَذَا
245 - بِنَصِّ رَاوٍ أَوْ إِمَامٍ ، وَوَهَى *** عِرْفَانُهُ فِي وَسْطٍ اْوْ أَوَّلِهَا
246 - وَمُدْرَجُ الإِسْنَادِ مَتْنَيْنِ رَوَى *** بِسَنَدٍ لِوَاحِدٍ ، أَوْ ذَا سِوَى
247 - طَرْفٍ بِإِسْنَادٍ فَيَرْوِي الْكُلَّ بِهْ *** أَوْ بَعْضَ مَتْنٍ فِي سِوَاهُ يَشْتَبِهْ
248 - أَوْ قَالَهُ جَمَاعَةٌ مُخْتَلِفَا *** فِي سَنَدٍ ، فَقَالَ هُمْ مُؤْتَلِفَا
249 - وَكُلُّ ذَا مُحَرَّمٌ وَقَادِحُ *** وَعِنْدَيَ التَّفْسِيرُ قَدْ يُسَامَحُ
الموضوع
250 - الْخَبَرُ الْمَوْضُوعُ شَرُّ الْخَبَرِ *** وَذِكْرَهُ لِعَالِمٍ بِهِ احْظُرِ
251 - فِي أَيِّ مَعْنًى كَانَ إِلاَّ وَاصِفَا *** لِوَضْعِهِ ، وَالْوَضْعُ فِيهِ عُرِفَا
252 - إِمَّا بِالاِقْرَارِ ، وَمَا يَحْكِيهِ *** وَرِكَّةٍ ، وَ بِدَلِيلٍ فِيهِ
253 - وَأَنْ يُنَاوِى قَاطِعًا وَمَا قُبِلْ *** تَأْوِيلُهُ ، وَأَنْ يَكُونَ مَا نُقِل
254 - حَيْثُ الدَّوَاعِي ائْتَلَفَتْ بِنَقْلِهِ *** وَحَيْث ُلا يُوجَدُ عِنْدَ أَهْلِهِ
255 - وَمَا بِهِ وَعْدٌ عَظِيمٌ اْوْ وَعِيدُ *** عَلَى حَقِيرٍ وَصَغِيرَةٍ شَدِيدُ
256 - وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ الْكُمَّلِ *** أُحْكُمْ بِوَضْعِ خَبَرٍ إِنْ يَنْجَلِى(1/16)
257 - قَدْ بَايَنَ الْمَعْقُولَ أَوْ مَنْقُولا *** خَالَفَهُ أَوْ نَاقَضَ الأُصُولا
258 - وَفَسَّرُوا الأَخِيرَ : حَيْثُ يَفْقِدُ *** جَوَامِعٌ مَشْهُورَةٌ وَمُسْنَدُ
259 - وَفِي ثُبُوتِ الْوَضْعِ حَيْثُ يُشْهَدُ *** مَعْ قَطْعِ مَنْعِ عَمَلٍ تَرَدُّدُ
260 - وَالْوَاضِعُونَ بَعْضُهُمْ لِيُفْسِدَا *** دِينًا وَبَعْضٌ نَصْرَ رَأْيٍ قَصَدَا
261 - كَذَا تَكَسُّبًا ، وَبعْضٌ قَدْ رَوَى *** لِلأُمَرَاءِ مَا يُوَافِقُ الْهَوَى
262 - وَشَرُّهُمْ صُوفِيَّةٌ قَدْ وَضَعُوا *** مُحْتَسِبِينَ الأَجْرَ فِيمَا يَدَّعُوا
263 - فَقُبِلَتْ مِنْهُمْ رُكُونًا لَهُمُ *** حَتَّى أَبَانَهَا الأُلَى هُمُ هُمُ
264 - كَالْوَاضِعِينَ فِي فَضَائِلِ السُّوَرْ *** فَمَنْ رَواهَا فِي كِتَابِهِ فَذَرْ(1)
265 - وَالْوَضْعُ فِي التَّرْغِيبِ ذُو ابْتِدَاعِ *** جَوَّزَهُ مُخَالِفُ الإِجْمَاعِ
266 - وَجَزَمَ الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدِ *** بِكُفْرِهِ بِوَضْعِهِ إِنْ يَقْصِدِ
267 - وَغَالِبُ الْمَوْضُوعِ مِمَّا اخْتَلَقَا *** وَاضِعُهُ ، وَبَعْضُهُمْ قَدْ لَفَّقَا
268 - كَلامَ بَعْضِ الْحُكَمَا، وَمِنْهُ مَا *** وُقُوعُهُ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ وَهَمَا
269 - وَفِي كِتَابِ وَلَدِ الْجَوْزِيِّ مَا *** لَيْسَ مِنَ الْمَوْضُوعِ حَتَّى وُهِّمَا
270 - مِنَ الصَّحِيحِ وَالضَّعِيفِ وَالْحَسَنْ *** ضَمَّنْتُهُ كِتَابِيَ "الْقَوْلَ الْحَسَنْ"
271 - وَمِنْ غَرِيبِ مَا تَرَاهُ فَاعْلَمِ *** فِيهِ حَدِيثٌ مِنْ صَحِيحِ مُسْلِمِ
__________
(1) كذا في تحقيق الشيخ أحمد شاكر ، وقال الشيخ محمد علي بن آدم في شرحه : ( قَذَر ) بالقاف والذال المعجمتين المفتوحتين، أي وسخ والجملة خبر من . والمعنى أن من نقل تلك الأخبار المختلفة ففي كتابه وسخ ، وهو ذلك الكلام المكذوب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .(1/17)
خاتمة
272 - شَرُّ الضَّعِيفِ الْوَضْعُ فَالْمَتْرُوكُ ثُمّ *** ذُو النُّكْرِ فَالْمُعَلُّ فَالْمُدْرَجُ ضُمّ
273 - وَبَعْدَهُ الْمَقْلُوبُ فَالْمُضْطَرِبُ *** وَآخَرُونَ غَيْرَ هَذَا رَتَّبُوا
274 - وَمَنْ رَوَى مَتْنًا صَحِيحًا يَجْزِمُ *** أَوْ وَاهِيًا أَوْ حَالُهُ لا يُعْلُمُ
275 - بِغَيْرِ مَا إِسْنَادِهِ يُمَرِّضُ *** وَتَرْكَهُ بَيَانَ ضَعْفٍ قَدْ رَضُوا
276 - فِي الْوَعْظِ أَوْ فَضَائِلِ الأَعْمَالِ *** لا الْعَقْدِ وَالْحَرَامِ وَالْحَلا لِ
277 - وَلا إِذَا يَشْتَدُّ ضَعْفٌ ثُمَّ مَنْ *** ضَعْفًا رَأَى فِي سَنَدٍ وَرَامَ أَنْ
278 - يَقُولَ فِي الْمَتْنِ: ضَعِيفٌ: قَيَّدَا *** بِسَنَدٍ ، خَوْفَ مَجِيءِ أَجْوَدَا
279 - وَلا تُضَعِّفْ مُطْلَقًا مَا لَمْ تَجِدْ *** تَضْعِيفَهُ مُصَرَّحًا عَنْ مُجْتَهِدْ
من تقبل روايته ومن ترد
280 - لِنَاقِلِ الأَخْبَارِ شَرْطَانِ هُمَا: *** عَدْلٌ،وَضَبْطٌ: أَنْ يَكُونَ مُسْلِمَا
281 - مُكَلَّفًا لَمْ يَرْتَكِبْ فِسْقًا ولا *** خَرْمَ مُرُوءَةٍ وَلا مُغَفَّلا
282 - يَحْفَظُ إِنْ يُمْلِ ، كِتَابًا يَضْبُطُ *** إِنْ يَرْوِ مِنْهُ ، عَالِمًا مَا يُسْقِطُ
283 - إِنْ يَرْوِ بَالْمَعْنَى،وَضَبْطُهُ عُرِفْ *** إِنْ غَالِبًا وَافَقَ مَنْ بِهِ وَصِفْ
284 - وَاثْنَانِ إِنْ زَكَّاهُ عَدْلُ وَالأَصَحْ *** إِنْ عَدَّلَ الْوَاحِدُ يَكْفِي أَوْ جَرَحْ
285 - أَوْ كَانَ مَشْهُورًا، وزَادَ يُوسُفُ *** بِأَنَّ كُلَّ مِنْ بِعِلْمٍ يُعْرَفُ
286 - عَدْلٌ إِلَى ظُهُورِ جَرْحٍ ، وَأَبَوْا *** وَالْجَرْحَ وَالتَّعْدِيلَ مُطْلَقًا رَأَوْا
287 - قَبُولَهُ مِنْ عَالِمٍ عَلَى الأَصَحّ *** مَا لَمْ يُوَثَّقْ مَنْ بِإِجْمَالٍ جُرِحْ(1/18)
288 - وَيَقْبَلُ التَّعْدِيلُ مِنْ عَبْدٍ وَمِنْ *** أُنْثَى وَفِي الأُنْثَى خِلافٌ قَدْ زُكِنْ
289 - وَقَدِّمِ الْجَرْحَ وَلَوْ عَدَّلَهُ *** أَكْثَر فِي الأَقْوَى ، فَإِنْ فَصَّلَهُ
290 - فَقَالَ : مِنْهُ تَابَ ، أَوْ نَفَاهُ *** بِوَجْهِهِ قُدِّمَ مَنْ زَكَّاهُ
291 - وَلَيْسَ فِي الأَظْهَرِ تَعْدِيلاً إِذَا *** عَنْهُ رَوَىالْعَدْلُ وَلَوْ خُصَّ بِذَا
292 - وَإِنْ يَقُلْ : حَدِّثْ مَنْ لا أَتَّهِمْ *** أَوْ ثِقَةٌ أَوْ كُلُّ شَيْخٍ لِي وُسِمْ
293 - بِثِقَةٍ ثُمَّ رَوَى عَنْ مُبْهَمِ *** لا يُكْتَفَى عَلَى الصَّحِيحِ فَاعْلَمِ
294 - وَيُكْتَفَى مِنْ عَالِمٍ فِي حَقِّ مَنْ *** قَلَّدَهُ ، وَقِيلَ : لا ، مَا لَمْ يُبَنْ
295 - وَمَااقْتَضَى تَصْحِيحَ مَتْنٍ فِي الأَصَحْ *** فَتْوَى بِمَا فِيهِ ، كَعَكْسِهِ وَضَحْ
296 - وَلا بَقَاهُ حَيْثُما الدَّوَاعِي *** تُبْطِلُهُ ، وَالْوَفْقُ لِلإِجْمَاعِ
297 - وَلا افْتِرَاقُ الْعُلَمَاءِ الْكُمَّلِ *** مَا بَيْنَ مُحْتَجٍّ وِذِي تَأَوُّلِ
298 - وَيَقْبَلُ الْمَجْنُونُ إِنْ تَقَطَّعَا *** وَلَمْ يُؤَثِّرْ فِي إِفَاقَةٍ مَعَا
299 - وَتَرَكُوا مَجْهُولَ عَيْنٍ:مَا رَوَى *** عَنْهُ سِوَى شَخْصٍ وَجَرْحَا مَاحَوَى
300 - ثَالِثُهَا: إِنْ كَانَ مَنْ عَنْهُ انْفَرَدْ *** لَمْ يَرْوِ إِلاَّ لِلْعُدُولِ : لا يُرَدْ
301 - رَابِعُهَا : يُقْبَلُ إِنْ زَكَّاهُ *** حَبْرٌ وَذَا فِي نُخْبَةٍ رَآهُ
302 - خَامِسُهَا:إِنْ كَانَ مِمَّنْ قَدْ شُهِرْ *** بِمَا سِوَى الْعِلْمِ كَنَجْدَةٍ وَبِرّ
303 - وَالثَّالِثُ الأَصَحُّ : لَيْسَ يُقْبَلُ *** مِنْ بَاطِنًا وَظَاهِرًا يُجَهَّلُ
304 - وَفِي الأَصَحِّ:يُقْبَلُ الْمَسْتُورُ:فِي *** ظَاهِرِهِ عَدْلٌ وَبَاطِنٌٍ خَفِي(1/19)
305 - وَمَنْ عَرَفْنَا عَيْنَهُ وَحَالَهُ *** دُونَ اسْمِهِ وَنَسَبٍ مِلْنَا لَهُ
306 - وَمَنْ يَقُلْ: " أَخْبَرَنِي فُلانٌ اْوْ *** هَذَا" لِعَدْلَيْنِ قَبُولَهُ رَأَوْا(1)
307 - فَإِنْ يَقُلْ:" أَوْغَيْرُهُ "، أَوْ يُجْهَلِ *** بَعْضُ الَّذِي سَمَّاهُمَا: لا تَُقْبَلِ
308 - وَكَافِرٌ بِبِدْعَةٍ لَنْ يُقْبَلا *** ثَالِثُهَا : إِنْ كَذِبًا قَدْ حَلَّلا
309 - وَغَيْرُهُ : يُرَدُّ مِنْهُ الرَّافِضِيْ *** وَمَنْ دَعَا وَمَنْ سِوَاهُمْ نَرْتَضِيْ
310 - قَبُولُهُمْ لا إِنْ رَوَوْا وِفَاقَا *** لِرَأْيِهِمْ ، أَبْدَى أَبُو إِسْحَاقَا
311 - وَمَنْ يَتُبْ عَنْ فِسْقِهِ فَلْيُقْبَلِ *** أَوْ كَذِبِ الْحَدِيثِ فَابْنُ حَنْبَلِ
312 - وَالصَّيْرَفيُِّ وَالْحُمَيْدِيُّ : أَبَوْا *** قَبُولُهُ مُؤَبَّدًا ، ثُمَّ نَأَوْا
313 - عَنْ كُلِّ مَا مِنْ قَبْلِ ذَا رَوَاهُ *** وَالنَّوَوِيُّ كُلَّ ذَا أَبَاهُ
314 - وَمَا رَآهُ الأَوَّلُونَ أَرْجَحُ *** دَلِيلُهُ فِي شَرْحِنَا مُوَضَّحُ
315 - وَمَنْ نَفَى مَا عَنْهُ يُرْوَى فَالأَصَحّ *** إِسْقَاطُهُ ، لَكِنْ بِفَرْعٍ مَا قَدَحْ
316 - أَوْ قَالَ : لا أَذْكُرُهُ ، وَنَحْوُ ذا *** كَأَنْ نَسِي: فَصَحَّحُوا أَنْ يُؤْخَذَا
317 - وَآخِذٌ أَجْرَ الْحَدِيثِ يَقْدَحُ *** جَمَاعَةٌ ، وَآخَرُونَ سَمَحُوا
318 - وَآخَرُونَ جَوَّزُوا لِمَنْ شُغِلْ *** عَنْ كَسْبِهِ ، فَاخْتِيرَ هَذَا وَقُبِلْ
319 - مَنْ يَتَسَاهَلْ فِي السَّمَاعِ وَالأَدَا *** كَنَوْمٍ اوْ كَتَرْكِ أَصْلِهِ ارْدُدَا
__________
(1) قال الشيخ محمد علي بن آدم في شرحه : ( وباطنٍ ) مجرور بفي محذوفة لدلالة ما قبله ***. ويحتمل أن يكون ( باطنٌ ) مبتدأ خبره ( خفي ) ، أي باطن منه خفي ، والجملة حال من عدل .(1/20)
320 - وَقَابِلَ التَّلْقِينِ وَالَّذِي كَثُرْ *** شُذُوذُهُ أَوْ سَهْوُهُ حَيْثُ أَثَرْ
321 - مِنْ حِفْظِهِ قَالَ جَمَاعَةٌ كَبُرْ *** وَمَنْ يُعَرَّفْ وَهْمَهُ ثُمَّ أَصَرّ
322 - يُرَدُّ كُلُّ مَا رَوَى وَقَيِّدَا *** بِأَنْ يُبِينَ عَالِمٌ وَعَانَدَا
323 - وَأَعَرَضُوا فِي هَذْهِ الأَزمَانِ *** عَنْ اعْتَبارِ هَذَهِ الْمَعَانِي
324 - لِعُسْرِهَا مَعْ كَوْنِ ذَا الْمُرَادِ *** صَارَ بَقَا سَلْسَلَةِ الإِسْنَادِ
325 - فَلْيُعْتَبَرْ تَكْلِيفُهُ وَالسَّتَرْ *** وَمَا رَوَى أَثْبَتَ ثَبْتٌ بَرُّ
326 - وَلْيَرْوِ مِنْ مُوَافِقٍ لأَصْلِ *** شُيُوخِهِ فَذَاكَ ضَبْطُ الأَهْلِ
مراتب التعديل والتجريح
327 - وَأَرْفَعُ الأَلْفَاظِ فِي التَّعْدِيلِ *** مَا جَاءَ فِيهِ أَفْعَلُ التَّفْضِيلِ
328 - كَـ" أوْثَقِ النَّاسِ " وَمَا أَشْبَهَهَا *** أَوْ نَحْوُهُ نَحْوُ "إِلَيْهِ الْمُنْتَهَى"
329 - ثُمَّ الَّذِي كُرِّرَ مِمَّا يُفْرَدُ *** بَعْدُ بِلَفْظٍ أَوْ بِمَعْنًى يُورَدُ
330 - يَلِيهِ" ثَبْتٌ " " مُتْقِنٌ " أو " ثِقَةٌ " *** أَوْ" حَافِظٌ "أَوْ" ضَابِطٌ"أَوْ"حُجَّةٌ"
331 - ثُمَّ"صَدُوقٌ"أَوْفَـ"مَأْمُونٌ" وَ" لا *** بَأْسَ بِهِ " كَذَا " خِيَارٌ " وَتَلا
332 - "مَحَلُّهُ الصِّدْقَ""رَوَوْا عَنْهُ" "وَسَطْ" *** " شَيْخٌ " مُكَرَّرَيْنِ أَوْ فَرْدًا فَقَطْ
333 - وَ" جَيِّدُ الْحَدِيثِ " أَوْ " يُقَارِبُهْ " *** "حَسَنُهُ" " صَالِحُهُ" " مُقَارِبُهْ"
334 - وَمِنْهُ"مَنْ يُرْمَى بِبِدْعٍ" أَوْ يُضَمّ *** إِلَى"صَدُوقٍ""سُوءُ حِفْظٍ أَوْ وَهَمْ"
335 - يَلِيهِ مَعْ مَشِيئَةٍ " أَرْجُو بِأَنْ *** لا بَأْسَ بِهْ"صُوَيْلِحٌ" "مَقْبُولُ عَنّ"
336 - وَأَسْوَأُ التَّجْرِيحِ مَا قَدْ وُصِفَا *** "بِكَذِبٍ" وَ"الْوَضْعِ" كَيْفَ صُرِّفَا(1/21)
337 - ثُمَّ بِذَيْنِ "اتَّهَمُوا" " فِيهِ نَظَرْ" *** وَ"سَاقِطٌ" وَ" هَالِكٌ " " لا يُعْتَبَرْ"
338 - وَ"ذَاهِبٌ" وَ" سَكَتُوا عَنْهُ " تُرِكْ *** وَ" لَيْسَ بِالثِّقَةِ " بَعْدَهُ سُلِكْ
339 - " أَلْقَوْا حَدِيثَهُ " "ضَعِيفٌ جِدَّا" *** " إِرْمِ بِهِ " " وَاهٍ بِمَرَّهْ " "رُدَّا"
340 - "لَيْسَ بِشَيءٍ " ثَمَّ "لا يُحْتَجَّ بِهْ" *** كَـ"مُنْكِرِ الْحَدِيثِ"أَوْ"مُضْطَرِ بِهْ"
341 - "وَاهٍ" "ضَعِيفٌ" "ضَعَّفُوا" يَلِيهِ *** "ضُعِّفَ" أَوْ "ضُعْفٌ""مَقَالٌ فِيهِ"
342 - "يُنْكِر وَيُعْرِفْ""فِيهِ خُلْفٌ" "طَعَنُوا"(1) *** " تَكَلَّمُوا " " سَيءُ حِفْظٍ " "لَيِّنُ"
343 - " لَيْسَ بِحُجَّةٍ " أَوْ "الْقَّوِيِّ" *** " بِعُمْدَةٍ " " بِذَاكَ " "بِالْمَرْضِيِّ"
تحمل الحديث
344 - وَمَنْ بِكُفْرٍ أَوْ صِبىً قَدْ حَمَلا *** أَوْ فِسْقِهِ ثُمَّ رَوَى إِذْ كَمَُِلا (2)
345 - يَقْبَلْهُ الْجُمْهُورُ وَالْمُشْتَهِرُ *** لا سِنَّ لِلْحَمْلِ بَلِ الْمُعْتَبَرُ
346 - تَمْيِيزُهُ أَنْ يَفْهَمَ الْخِطَابَا *** قَدْ ضَبَطُوا وَرَدُّهُ الْجَوَابَا
347 - وَمَا رَوَوْا عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلِ *** وَنَجْلِ هَارُونَ عَلَى ذَا نَزِّلِ
348 - وَغَالِبًا يَحْصُلُ إِنْ خَمْسٌ غَبَرْ *** فَحَدُّهُ الْجُلُّ بِهَا ثُمَّ اسْتَقَرْ
349 - وَكَتْبُهُ وَضَبْطُهُ حَيْثُ اسْتَعَدّ *** وَإِنْ يُقَدِّمْ قَبْلَهُ الْفِقْهَ أَسَدّ
__________
(1) قال الشيخ محمد علي بن آدم في شرحه : في نسخة المحقق - أي الشيخ أحمد شاكر - ( تُنْكِر وتَعْرِف ) بالتاء فيهما الأول رباعي من الإنكار فتُضم تاؤه ، والثاني ثلاثي من المعرفة فتُفتح ، ومعناه تنكر أيها المحدث ما يأتي به مرة ، وتعرف منه أخرى ، لكونه يأتي بالمناكير والمشاهير .
(2) قال الشيخ محمد على بن آدم في شرحه : وميم ( كمل ) مثلثة .(1/22)
أقسام التحمل
350 - أَعْلَى وُجُوهِ مَنْ يُرِيدُ حَمْلا *** سَمَاعُ لَفْظِ الشَّيْخِ أَمْلَى أَمْ لا
351 - مِنْ حِفْظٍ اوْ مِنْ كُتُبٍ وَلَوْ وَرَا *** سِتْرٍ إِذَا عَرَفْتَهُ أَوْ أَخْبَرَا
352 - مُعْتَمَدٌ ، وَرَدَّ هَذَا شُعْبَهْ *** ثُمَّ " سَمِعْتُ " فِي الأَدَاءِ أَشْبَهْ
353 - وَبَعْدَهُ التَّحْدِيثُ فَالإِخْبَارُ ثُمّ *** " أَنْبَأَنَا " " نَبَّأَنَا " وَبَعْدُ ضُمّ
354 - "قَالَ لَنَا" وَدُونَهُ "لَنَا ذَكَرْ" *** وَفِي الْمُذَاكَرَاتِ هَذِهِ أَبَرّ
355 - وَبَعْضُهُمْ قَالَ : "سَمِعْتُ" أَخِّرَا *** وَقِيلَ : إِنْ عَلَى الْعُمُومِ أَخْبَرَا
356 - وَبَعْدَ ذَا قِرَاءَةٌ "عَرْضًا" دَعَوْا *** قِرَأتَهَا مِنْ حِفْظٍ اوْ كِتَابٍ اوْ
357 - سَمِعَتَ مِنْ قَارٍ لَهُ وَالْمُسْمَِعُ *** يَحْفَظُهُ ، أَوْ ثِقَةٌ مُسْتَمِعُ
358 - أَو ْأَمْسَكَ الْمُسْمَِعُ أَصْلاً أَوْجَرَى *** عَلَى الصَّحِيحِ ثِقَةٌ أَوْ مَنْ قَرَا
359 - وَالأَكْثَرُونَ حَكَوْا الإِجْمَاعَا *** أَخْذًا بِهَا وَأَلْغَوْا النِّزَاعَا
360 - وَكَوْنُهَا أَرْجَحَ مِمَّا قَبْلُ أَوْ *** سَاوَتْهُ أَوْ تَأَخَّرَتْ: خُلْفٌ حَكَوْا
361 - وَفِي الأَدَا قِيلَ "قَرَأْتُ" أَوْ"قُرِي" *** ثُمَّ الَّذِي فِي أَوَّلٍ إِنْ تَذْكُرِ
362 - مُقَيَّدًا قِرَاءَةً لا مُطْلَقًا *** وَلا " سَمِعْتُ " أَبَدًا فِي الْمُنْتَقَى
363 - وَالْمُرْتَضَى الثَّالِثُ فِي الإِخْبَارِ *** يُطْلَقُ لاالتَّحْدِيثُ فِي الأَعْصَارِ
364 - وَاسْتَحْسَنُوا لِمُفْرَدٍ "حَدَّثَنِي" *** وَقَارِئٍ بِنَفْسِهِ "أَخْبَرَنِي"
365 - وَإِنْ يُحَدِّثْ جُمْلَةً "حَدَّثَنَا" *** وَإِنْ سَمِعْتَ قَارِئًا "أَخْبَرَنَا"
366 - وَحَيْثُ شُكَّ فِي سَمَاعٍ أَوْ عَدَدْ *** أَوْمَا يَقُولُ الشَّيْخُ وَحِّدْ فِي الأَسَدّ(1/23)
367 - وَلَمْ يُجَوَّزْ مِنْ مُصَنَّفٍ وَلا *** مِنْ لَفْظِ شَيْخٍ فَارِقٍ أَنْ يُبْدَلا
368 - "أَخْبَرَ" بِالتَّحْدِيثِ أَوْ عَكْسٌ،بَلَى *** يَجُوزُ إِنْ سَوَّى ، وَقِيلَ: حُظِلا
369 - إِذَا قَرَا وَلَمْ يُقِرَّ الْمُسْمَعُ(1) *** لَفْظًا: كَفَى ، وَقِيلَ : لَيْسَ يَنْفَعْ
370 - ثَالِثُهَا : يَعْمَلْ أَوْ يَرْوِيهِ *** بِـ "قَدْ قَرَأْتُ " أَوْ "قُرِي عَلَيْهِ"
371 - وَلْيَرْوِ مَا يَسْمَعُهُ وَلَوْ مَنَعْ *** الشَّيْخُ،أَوْ خَصَّصَ غَيْرًا،أَوْ رَجَعْ
372 - مِنْ غَيْرِ شَكٍّ،وَالسَّمَاعُ فِي الأَصَحّ *** ثَالِثُهَا مِنْ نَاسِخٍ يَفْهَمُ : صَحّ
373 - رَابِعُهَا : يَقُولُ "قَدْ حَضَرْتُ" *** وَلا يَقُلْ "حُدِّثْتُ" أَوْ "أُخْبِرْتُ"
374 - وَالْخُلْفُ يَجْرِي حَيْثُمَا تَكَلَّمَا *** أَوْ أَسْرَعَ الْقَارِئُ أَوْ إِنْ هَيْنَمَا
375 - أِوْ بُعْدَ السَّامِعُ ، لَكِنْ يُعْفَى *** عَنْ كِلْمَةٍ وَكِلْمَتَيْنِ تَخْفَى
376 - وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يُجِيزَ الْمُسْمِعُ *** جَبْرًا لِذَا وَكُلِّ نَقْصٍّ يَقَعُ
377 - وَجَازَ أَنْ يَرْويَ عَنْ مُمْلِيهِ *** مَا بَلَّغَ السَّامِعَ مُسْتَمْلِيهِ
378 - لِلأَقْدَمِينَ ، وَعَلَيْهِ الْعَمَلُ *** وَابْنُ الصَّلاحِ قَالَ: هَذَا يُحْظَلُ
379 - وَالْخُلْفُ يَجْرِي فِي الَّذِي لا يَفْهَمُ *** كَلِمَةً ، فَمِنْهُ قَدْ يَسْتَفْهِمُ
380 - ثَالِثُهَا : إِجَازَةٌ ، وَاخْتُلِفَا *** فَقِيلَ: لا يَرْوِي بِهَا ، وَضُعِّفَا
__________
(1) قال الشيخ محمد علي بن آدم في شرحه : وفي نسخة المحقق - أي الشيخ أحمد شاكر - ( قُرِي ) بالبناء للمفعول ، والمعنى متقارب .
قلت - المعتني - : وفي نسخة الشيخ أحمد شاكر رحمه الله : ( المُسمِع ) بصيغة اسم الفاعل ، أي القارئ .(1/24)
381 - وَقِيلَ: لا يَرْوِي وَلَكِنْ يَعْمَلُ *** وَقِيلَ : عَكْسُهُ ، وَقِيلَ : أَفْضَلُ
382 - مِنَ السَّمَاعِ ، وَالتَّسَاوِي نُقِلا *** وَالْحَقُّ : أَنْ يَُرْوَِى بِهَا وَيَُعْمَلا
383 - وَأَنَّهَا دُونَ السَّمَاعِ لِلسَّلَفْ *** وَاسْتَوَيَا لَدَى أُنَاسٍ الْخَلَفْ(1)
384 - عَيَّنَ مَا أَجَازَ وَالْمُجَازَ لَهْ *** أَوْ ذَا وَمَا أَجَازَهُ قَدْ أَجْمَلَهْ
385 - فَإِنْ يُعَمِّمْ مُطْلَقًا أَوْ مَنْ وُجِدْ *** فِي عَصْرِهِ:صُحِّحَ رَدٌّ وَاعْتُمِدْ
386 - مَا لَمْ يَكُنْ عُمُومُهُ مَعْ حَصْرِ *** فَصَحِّحَنْ ، كَالْعُلَمَا بِمِصْرِ
387 - وَالْجَهْلُ بِالْمُجَازِ وَالْمُجَازِ لَهْ *** كَلَمْ يُبَيِّنْ ذُو اشْتِرَاكٍ : أَبْطَلَهْ
388 - وَلا يَضُرُّ الْجَهْلُ بِالأَعْيَانِ مَعْ *** تَسْمِيَةٍ أَوْ لَمْ يُصَفِّحْ مَا جَمَعْ
389 - فِي الأَصَحِّ أَبْطلُوا وَإِنْ يَقُلِ *** أَجَزْتُ مَنْ شَاءَ وَمَنْ شَاءَعَلِي(2)
390 - وَصَحَّحُوا" أَجَزْتُهُ إِنْ شَاءَ " أَوْ *** " أَجَزْتُ مَنْ شَاءَ "رِوَايَةً رَأَوْا
391 - وَالإِذْنُ لِلْمَعْدُومِ فِي الأَقْوَى امْتَنَعْ *** ثَالِثُهَا : جَازَ لِمَوْجُودٍ تَبَعْ
392 - وَصَحَّحُوا جَوازَهَا لِطِفْلِ *** وَكَافِرٍ وَنَحْوِ ذَا وَحَمْلِ
393 - وَمَنْعَهَا بِمَا الْمُجِيزُ يَحْمِلُهْ *** مِنْ بَعْدِهَا، فَإِنْ يَقُلْ لا نُبْطِلُهْ
394 - "أَجَزْتُ مَا صَحَّ وَمَا يَصِحُّ لَكْ *** مِمَّا سَمِعْتُ أَوْ يَصِحُّ مَا سَلَك"
395 - فِي مِثْلِ ذَا لا تُدْخِلِ الْمَجَازَا *** أَوْ صَحَّ عِنْدَ غَيْرِ مَنْ أَجَازَا
__________
(1) قال الشيخ محمد علي بن آدم في شرحه : وفي نسخة ( للخلف ) باللام الجارّة ، وهو بدل أيضًا من الظرف .
(2) وفي نسخة الشيخ أحمد شاكر ( وإن يقل ففي الأصح أبطلِ ) .(1/25)
396 - وَمَنْ رَأَى إِجَازَةَ الْمُجَازِ *** وَلَوْ عَلا فَذَاكَ ذُو امْتِيَازِ
397 - وَلَفْظُهَا" أَجَزْتُهُ " " أَجَزْتُ لَهْ " *** فَأَنْ يَخُطَّ نَاوِيًّا فَيُهْمِلَهْ
398 - وَلَيْسَ شَرْطًا الْقَبُولُ بَلْ إِذَا *** رَدَّ فَعِنْدِي غَيْرُ قَادِحٍ بِذَا
399 - وَاسْتُحْسِنَتْ مِنْ عَالِمٍ لِمَاهِرِ *** وَشَرْطُهُ يُعْزَى إِلَى أَكَابِرِ
400 - رَابِعُهَا عِنْدَهُمُ : الْمُنَاوَلَهْ *** أَنْ يُعْطِيَ الْمُحَدِّثُ الْكِتَابَ لَهْ
401 - مِلْكًا ، تَلِي إِعَارَةٌ ،أَوْ يُحْضِرَهْ *** لِلشَّيْخِ ذِي الْعِلْمِ لِكَيْمَا يَنْظُرَهْ
402 - ثُمَّ يَرُدَّهُ إِلَيْهِ ، وَأَذِنْ *** فِي الصُّورَتَيْنِ فِي رِوَايَةٍ، فَدِنْ
403 - وَأَخَذُوا بِهَذِهِ إِجْمَاعَا *** بَلْ قِيلَ : ذِي تُعَادِلُ السَّمَاعَا
404 - وَآخَرُونَ فَضَّلُوهَا وَالأَصَحّ *** تَلِي ، وَسَبْقُهَا إِجَازَةً وَضَحْ
405 - وَصَحَّ إِنْ نَاوَلَ وَاسْتَرَدَّا *** وَمِنْ مُسَاوِي ذَاكَ الاصْلِ أَدَّى
406 - قِيلَ : وَمَا لِذِي مِنْ امْتِيَازِ *** عَلَى الَّذِي عُيِّنَ مِنْ مُجَازِ
407 - وَإِنْ يَكُنْ أَحْضَرَهُ مَنْ يُعْتَمَدْ *** وَمَا رَأَى : صَحَّ ، وَإِلاَّ فَلْيُرَدّ
408 - فَإِنْ يَقُلْ : " أَجَزْتُهُ إِنْ كَانَا " *** صَحَّ وَيُرْوَى عَنْهُ حَيْثُ بَانَا
409 - وَإِنْ يُنَاوِلْ لا مَعَ الإِذْنِ وَ لا *** " هَذَا سَمَاعِي " : فَوِفَاقًا بَطَلا
410 - وَإِنْ يَقُلْ : "هَذَا سَمَاعِي" ثُمَّ لَمْ *** يَأْذَنْ: فَفِي صِحَّتِهَا خُلْفٌ يُضَمّ
411 - وَمَنْ يَنَاوَلْ أَوْ يُجَزْ فَلْيَقُلِ: *** "أَنْبَأَنِي" "نَاوَلَنِي" "أَجَازَ لِي"
412 - " أَطْلَقَ "أَوْ" أَبَاحَ "أَوْ" سَوَّغَ"أَوْ *** " أَذِنَ " أَوْ مُشْبِهَ هَذِي، وَرَأَوْا(1/26)
413 - ثَالِثَها مُصَحَّحًا أَنْ يُورَِدَا *** " حَدَّثَنَا " " أَخْبَرَنَا " مُقَيَِّدَا
414 - وَقِيلَ : قَيِّدْ فِي مُجَازٍ قَصَرَا *** وَبَعْضُهُمْ يَخُصُّهُ بِخَبَّرَا
415 - وَبَعْضُهُمْ يَرْوِي بِنَحْوِ"لِي كَتَبْ" *** " شَافَهَ " وَهْوَ مُوهِمٌ فَلْيُجْتَنَبْ
416 - فِي الاقْتِرَاحِ مُطْلَقًا لا يَمْتَنِعْ *** "أَخْبَرَ" إِنْ إِسْنَادَ جُزْءٍ قَدْ سَمِعْ
417 - وَ"عَنْ" وَ"أَنَّ" جَوَّدُوا فِيمَا يَشُكّ *** سَمَاعَهُ ، وَفِي الْمُجَازِ مُشْتَرَكْ
418 - خَامِسُهَا : كِتَابَةُ الشَّيْخِ لِمَنْ *** يَغِيبُ أَوْ يَحْضُرُ أَوْ يَأْذَنُ أَنْ
419 - يَكْتُبَ عَنْهُ ، فَمَتَى أَجَازَا *** فَهِيَ كَمَنْ نَاوَلَ حَيْثُ امْتَازَا
420 - أَوْ لا ، فَقِيلَ لا تَصِحُّ وَالأَصَحّ *** صِحَّتُهَا ، بَلْ وَإِجَازَةً رَجَحْ
421 - وَيَكْتَفِي الْمَكْتُوبُ أَنْ يَعْرِفَ خَطّ *** كَاتِبِهِ ، وَشَاهِدًا بَعْضٌ شَرَطْ
422 - ثُمَّ لِيَقُلْ " حَدَّثَنِي ، أَخْبَرَنِي *** كِتَابَةً " وَالْمُطْلِقِينَ وَهِّنِ
423 - السَّادِسُ : الإِعْلامُ ، نَحْوُ "هَذَا *** رِوَايَتِي" مِنْ غَيْرِ إِذْنٍ حَاذَى
424 - فَصَحَّحُوا إِلْغَاءَهُ ، وَقِيلَ : لا ، *** وَأَنَّهُ يَرْوِي وَلَوْ قَدْ حَظَلا
425 - وَالْخُلْفُ يَجْرِي فِي وَصِيَّةٍ وَفِي *** وِجَادَةٍ ، وَالْمَنْعُ فِيهِمَا قُفِي
426 - وَفِي الثَّلاثَةِ إِذَا صَحَّ الْسَّنَدْ : *** نَرَى وُجُوبَ عَمَلٍ فِي الْمُعْتَمَدْ
427 - يُقَالُ فِي وِجَادَةٍ : " وَجَدْتُّ *** بِخَطِّهِ " وِإِنْ تَخَِلْ : " ظَنَنْتُ "
428 - فِي غَيْرِ خَطٍّ:"قَالَ"مَا لَمْ تَرْتَبِ *** فِي نُسْخَةٍ تَحَرَّ فِيهِ تُصَبِ
429 - وَكُلُّهُ مُنْقَطِعٌ وَمَنْ أَتَى *** بِـ"عَنْ" يُدَلِّسْ أَوْبِـ"أَخْبَرْ"رُدَّ تَا
430 - فَإِنْ يَقُلْ : فَمُسْلِمٌ فِيهِ تُرَى *** وِجَادَةً ، فَقُلْ : أَتَى مَنْ آخَرَا(1/27)
كتابة الحديث وضبطه
431 - كِتَابَةُ الْحَدِيثِ فِيهِ اخْتُلِفَا *** ثُمَّ الْجَوَازُ بَعْدُ إِجْمَاعًا وَفَى
432 - مُسْتَنَدُ الْمَنْعِ حَدِيثُ مُسْلِمِ : *** "لا تَكْتُبُوا عَنِّيَ" فَالْخُلْفُ نُمِي
433 - فَبَعْضُهُمْ أَعَلَّهُ بِالْوَقْفِ *** وَآخَرُونَ عَلَّلُوا بِالْخَوْفِ
434 - مِنِ اخْتِلاطٍ بِالْقُرَانِ فَانْتَسَخْ *** لأَمْنِهِ ، وَقِيلَ : ذَا لِمَنْ نَسَخْ
435 - الكُلَّ فِي صَحِيفَةٍ ، وَقِيلَ : بَلْ *** لآمِنٍ نِسْيَانَهُ ، لا ذِي خَلَلْ
436 - ثُمَّ عَلَى كَاتِبِهِ صَرْفُ الْهِمَمْ *** لِلضَّبْطِ بِالنَّقْطِ وَشَكْلِ مَا عَجَمْ
437 - وَقِيلَ : شَكْلُ كُلِّهِ لِذِي ابْتِدَا *** وَفِي سُمًى مَحَلِّ لَبْسٍ أُكِّدَا
438 - وَاضْبِطْهُ فِي الأَصْلِ وَفِي الْحَوَاشِي *** مُقَطِّعًا حُرُوفَهُ لِلنَّاشِي
439 - وَالْخَطَّ حَقِّقْ لا تُعَلِّقْ تَمْشُقِ *** وَلا ـ بِلا مَعْذِرَةٍ ـ تُدَقِّقِ
440 - وَيَنْبَغِي ضَبْطُ الْحُرُوفِ الْمُهْمَلَهْ *** بِنَقْطِهَا أَوْ كَتْبِ حَرْفٍ أَسْفَلَهْ
441 - أَوْ هَمْزَةٍ أَوْ فَوْقَهَا قُلامَهْ *** أَوْ فَتْحَةٍ أَوْ هَمْزَةٍ عَلامَهْ
442 - وَالنَّقْطُ تَحْتَ السِّينِ قِيلَ : صَفَّا *** وَقِيلَ ـ كَالشِّينِ ـ:أَثَافِي تُلْفَى
443 - وَالْكَافُ لَمْ تُبْسَطْ فَكَافٌ كُتِبَا *** فِي بَطْنِهَا ، وَاللامُ لامًا صَحِبَا
444 - وَالرَّمْزَ بَيِّنْ وَسِوَاهُ أَفْضَلُ *** وَبَيْنَ كُلِّ أَثَرَيْنِ يَُفْصَِلُ
445 - بِدَارَةٍ ، وَعِنْدَ عَرْضٍ تُعْجَمُ *** وَكَرِهُوا فَصْلَ مُضَافٍ يُوهِمُ
446 - وَاكْتُبْ ثَنَاءَ اللهِ وَالتَّسْلِيمَا *** مَعَ الصَّلاةِ وَالرِّضَى تَعْظِيمَا(1/28)
447 - وَلا تَكُنْ تَرْمُِزُهَا أَوْ تُفْرِدِ *** وَلَوْ خَلا الأَصْلُ، خِلافَ أَحْمَدِ
448 - ثُمَّ عَلَيْهِ حَتْمًا الْمُقَابَلَهْ *** بِأَصْلِهِ أَوْ فَرْعِ أَصْلٍ قَابَلَهْ
449 - وَخَيْرُهَا مَعْ شَيْخِهِ إِذْ يَسْمَعُ *** وَقَالَ قَوْمٌ : مَعَ نَفْسٍ أَنْفَعُ
450 - وَقِيلَ : هَذَا وَاجِبٌ ، وَيُكْتَفَى *** إِنْ ثِقَةٌ قَابَلَهُ فِي الْمُقْتَفَى
451 - وَنَظَرُ السَّامِعِ مِنْهُ(1) يُنْدَبُ *** فِي نُسْخَةٍ ، وَابْنُ مَعِينٍ: يَجِبُ
452 - إِنْ لَمْ يُقَابِلْ جَازَ أَنْ يَرْوِيَ إِنْ *** يَنْسَخْ مِنَ اصْلٍ ضَابِطٌ ثُمَّ لْيُبِنْ
453 - وُكُلُّ ذَا مُعْتَبَرٌ فِي الأَصْلِ *** وَسَاقِطًا خَرِّجْ لَهُ بِالْفَصْلِ
454 - مُنْعَطِفًا، وَقِيلَ : مَوْصُولاً إِلَى *** يُمْنَى بِغَيْرِ طَرْفِ سَطْرٍ وَاعْتَلَى
455 - وَبَعْدَهُ "صَحَّ" وَقِيلَ: زِدْ "رَجَعْ" *** وَقِيلَ : كَرِّرْ كِلْمَةً ، لَكِنْ مُنِعْ
456 - وَخَرِّجَنْ لِغَيْرِ أَصْلٍ مِنْ وَسَطْ *** وَقِيلَ:ضَبِّبْ خَوْفَ لَبْسِ مَا سَقَطْ
457 - مَا صَحَّ فِي نَقْلٍ وَمَعْنًى وَهْوَ فِي *** مَعْرِضِ شَكٍّ "صَحَّ" فَوْقَهُ قُفِي
458 - أَوْصَحَّ نَقْلاً وَهْوَ فِي الْمَعْنَى فَسَدْ *** ضَبِّبْ وَمَرِّضْ فَوْقَهُ صَادٌ تُمَدْ
459 - كَذَاكَ فِي الْقَطْعِ وَفِي الإِرْسَالِ *** وَبَعْضُهُمْ أَكَّدَ فِي اتِّصَالِ
460 - لِعَطْفِ أَسْمَاءٍ بِصَادٍ بَيْنَهُمْ *** وَاخْتَصَرَ التَّصْحِيحَ فِيهَا بَعْضُهُمْ
461 - وَمَا يَزِيدُ فِي الْكِتَابِ فَامْحُ أَوْ *** حُكَّ أَوِ اضْرِبْ،وَهْوَ أَوْلَى،وَرَأَوْا
462 - وَصْلاً لِهَذَا الْخَطِّ بِالْمَضْرُوبِ *** وَقِيلَ : بَلْ يُفْصَلُ مِنْ مَكْتُوبِ
__________
(1) قال الشيخ محمد علي بن آدم في شرحه : " وفي نسخة الشارح ( مَعْهُ ) وهو قريب من معنى الأول " . اهـ(1/29)
463 - مُنْعَطِفًا مِنْ طَرْفَيْهِ أَوْ كَتَبْ *** صِفْرًا بِجَانِبَيْهِ أَوْ هُمَا أَصِبْ
464 - بِنِصْفِ دَارَةٍ فَإِنْ تَكَرَّرَا *** زِيَادَةُ الأَسْطُرِ سِمْهَا أَوْ عَرَا
465 - وَبَعْضُهُمْ يَكْتُبُ"لا"أَوْ "مِنْ"عَلَى *** أَوَّلِهِ أَوْ " زَائِدًا " ثُمَّ " إِلَى "
466 - وَإِنْ يَكُ الضَّرْبُ عَلَى مُكَرَّرِ *** فَالثَّانِيَ اضْرِبْ فِي ابْتِدَاءِ الأَسْطُرِ
467 - وَفِي الأَخِيرِ : أَوَّلاً أَوْ وُزِّعَا *** وَالْوَصْفَ وَالُمضَافَ صِلْ لاتَقْطَعَا
468 - وَحَيْثُ لا وَوَقَعَا فِي الأَثْنَا: *** قَوْلانِ : ثَانٍ ، أَوْ : قَلِيلٌ حُسْنَا
469 - وَ ذُو الرِّوَايَاتِ يَضُمُّ الزَائِدَهْ *** مُؤَصِّلاً كِتَابَهُ بِوَاحِدَهْ
470 - مُلْحِقَ مَا زَادَ بِهَامِشٍ وَمَا *** يَنْقُصُ مِنْهَا فَعَلَيْهِ أَعْلَمَا
471 - مُسَمِّيًا أَوْ رَامِزًا مُبَيِّنَا *** أَوْ ذَا وَ ذَا بِحُمْرَةٍ وَ بَيَّنَا
472 - وَكَتَبُوا " حَدَّثَنَا " " ثَنَا " " وَنَا " *** وَ " دَثَنَا " ثُمَّ " أَنَا " " أَخْبَرَنَا "
473 - أَوْ " أَرَنَا " أَوْ " أَبَنَا " " أَخَنَا " *** " حَدَّثَنِي " قِسْهَا عَلَى " حَدَّثَنَا "
474 - وَ"قَالَ" "قَافًا" مَعْ "ثَنَا" أَوْ تُفْرَدُ *** وَحَذْفُهَا فِي الْخَطِّ أَصْلاً أَجْوَدُ
475 - وَكَتَبُوا "حَ " عَنْدَ تَكْرِيرِ سَنَدْ *** فَقِيلَ:مِنْ "صَحَّ" وَقِيلَ:ذَا انْفَرَدْ
476 - مِنَ الْحَدِيثِ ، أَوْ لِتَحْوِيلٍ وَرَدْ *** أَوْ حَائِلٍ ، وَقَوْلُهَا لَفْظًا أَسَدّ
477 - وَكَاتِبُ التَّسْمِيعِ فَلْيُبَسْمِلِ *** وَيَذْكُرِ اسْمَ الشَّيْخِ نَاسِبًا جَلِي
478 - ثُمَّ يَسُوقُ سَنَدًا وَمَتْنَا *** لآخِرٍ ، وَلْيَتَجَانَبْ وَهْنَا
479 - وَيَكْتُبُ التَّأْرِيخَ مَعْ مَنْ سَمِعُوا *** فِي مَوْضِعٍ ما ، وَابْتِدَاءً أَنْفَعُ
480 - وَلْيَكُ مَوْثُوقًا ، وَلَوْ بِخَطِّهِ *** لِنَفْسِهِ ، وَعَدَّهُمْ بِضَبْطِهِ
481 - أَوْ ثِقَةٍ ، وَالشَّيْخُ لَمْ يُحْتَجْ إِلَى *** تَصْحِيحِهِ،وَحَذْفُ بَعْضٍ حُظِلا
482 - وَمَنْ سَمَاعُ الْغَيْرِ فِي كِتَابِهِ *** بِخَطِّهِ أَوْ خُطَّ بِالرِّضَى بِهِ
483 - نُلْزِمُهُ بِأَنْ يُعِيرَهُ ، وَمَنْ *** بِغَيْرِ خَطٍّ أَوْ رِضَاهُ فَلْيُسَنّ
484 - وِلْيُسْرِعِ الْمُعَارُ ثُمَّ يَنْقُلُ *** سَمَاعَهُ مِنْ بَعْدِ عَرْضٍ يَحْصُلُ(1/30)
صفة رواية الحديث
485 - وَمَنْ رَوَى مِنْ كُتُبٍ وَقَدْ عَرِي *** حِفْظًا أَوِ السَّمَاعَ لَمَّا يَذْكُرِ
486 - أَوْ غَابَ أَصْلٌ إِنْ يَكُ التَّغْيِيرُ *** يَنْدُرُ أَوْ أُمِّيٌّ اْوْ ضَرِيرُ
487 - يَضْبِطُهُمَا مُعْتَمَدٌ مَشْهُورُ *** فَكُلَّ هَذَا جَوَّزَ الْجُمْهُورُ
488 - وَمَنْ رَوَى مِنْ غَيْرِ أَصْلِهِ بِأَنْ *** يَسْمَعَ فِيهَا الْشَّيْخُ أَوْ يُسْمِعَ: لَنْ
489 - يُجَوِّزُوهُ ، وَرَأَى أَيُّوبُ *** جَوَازَهُ وَفَصَّلَ الْخَطِيبُ:
490 - إِنْ اطْمَأَنَّ أَنَّهَا الْمَسْمُوعُ *** فَإِنْ يُجِزْهُ يُبَحِ الْمَجْمُوعُ
491 - مَنْ كُتْبَهُ خِلافَ حِفْظِهِ يَجِدْ *** وَحِفْظَهُ مِنْهَا : الْكِتَابَ يَعْتَمِدْ
492 - كَذَا مِنَ الشَّيْخِ وَشَكَّ ، وَاعْتَمَدْ *** حِفْظًا إِذَا أَيْقَنَ ، وَالْجَمْعُ أَسَدّ
493 - كَمَا إِذَا خَالَفَ ذُو حِفْظٍ وَفِي *** مَنْ يَرْوِ بِالْمَعْنَى خِلافٌ قَدْ قُفِي
494 - فَالأَكْثَرُونَ جَوَّزُوا لِلْعَارِفِ *** ثَالِثُهَا : يَجُوزُ بِالْمُرَادِفِ
495 - وَقِيلَ : إِنْ أَوْجَبَ عِلْمًا الْخَبَرْ *** وَقِيلَ: إِنْ يَنْسَ،وَقِيلَ: إِنْ ذَكَرْ
496 - وَقِيلَ: فِي الْمَوْقُوفِ وَامْنَعْهُ لَدَى *** مُصَنَّفٍ ، وَمَا بِهِ تُعُبِّدَا(1/31)
497 - وَقُلْ أَخِيرًا : "أَوْ كَمَا قَالَ" وَمَا *** أَشْبَهَهُ ، كَالشَّكِّ فِيمَا أُبْهِمَا
498 - وَجَائِزٌ حَذْفُكَ بَعْضَ الْخَبَرِ *** إِنْ لَمْ يُخِلَّ الْبَاقِي عِنْدَ الأَكْثَرِ
499 - وَامْنَعْ لِذِي تُهْمَةٍ فَإِنْ فَعَلْ *** فَلا يُكَمِّلْ خَوْفَ وَصْفٍ بِخَلَلْ
500 - وَالْخُلْفُ فِي التَّقْطِيعِ فِي التَّصْنِيفِ *** يَجْرِي ، وَأَوْلَى مِنْهُ بِالتَّخْفِيفِ
501 - وَاحْذَرْ مِنَ اللَّحْنِ أَوِ التَّصْحِيفِ *** خَوْفًا مِنَ التَّبْدِيلِ وَ التَّحْرِيفِ
502 - فَالنَّحْوُ وَاللُّغَاتِ حَقُّ مَنْ طَلَبْ *** وَخُذْ مِنَ الأَفْوَاهِ لا مِنَ الْكُتُبْ
503 - فِي خَطَأٍ وَلَحْنٍ أَصْلٍ يُرْوَى *** عَلَى الصَّوَابِ مُعْرَبًا فِي الأَقْوَى
504 - ثَالِثُهَا : تَرْك كِلَيْهِمَا وَلا *** تَمْحُ مِنَ الأَصْلِ،عَلَى مَا انْتُخِلا
505 - بَلْ أَبْقِهِ مُضَبَّبًا وَبَيِّنِ *** صَوَابَهُ فِي هَامِشٍ ، ثُمَّ إِنِ
506 - تَقْرَأْهُ قَدِّمْ مُصْلَحًا فِي الأَوْلَى *** وَالأَخْذُ مِنْ مَتْنٍ سِوَاهُ أَوْلَى
507 - وَإِنْ يَكُ السَّاقِطُ لا يُغَيِّرُ *** كَابْنٍ وَحَرْفٍ زِدْ وَلا تُعَسَّرُ
508 - كَذَاكَ مَا غَايَرَ حَيْثُ يُعْلَمُ *** إِتْيَانُهُ مِمَّنْ عَلا ، وَأَلْزَمُوا
509 - "يَعْنِي" وَمَا يَدْرُسُ فِي الْكِتَابِ *** مِنْ غَيْرِهِ يُلْحَقُ فِي الصَّوَابِ
510 - كَمَا إِذَا يَشُكُّ وَاسْتَثْبَتَ مِنْ *** مُعْتَمَدٍ ، وَفِيهِمَا نَدْبًا أَبِنْ
511 - وَمَنْ عَلَيْهِ كَلِمَاتٌ تُشْكِلُ *** يَرْوِي عَلَى مَا أَوْضَحُوا إِذْ يَسْأَلُ
512 - وَمَنْ رَوَى مَتْنًا عَنَ اشْيَاخٍ وَقَدْ *** تَوَافَقَا مَعْنًى وَلَفْظٌ مَا اتَّحَدْ
513 - مُقْتَصِرًا بِلَفْظٍ وَاحِدٍ وَلَمْ *** يُبَيِّنِ اخْتِصَاصَهُ فَلَمْ يُلَمْ(1/32)
514 - أَوْ قَالَ:"قَدْ تَقَارَبَا فِي اللَّفْظِ" أَوْ *** "وَاتَّحَدَ الْمَعْنَى"عَلَى خُلْفٍ حَكَوْا
515 - وَإِنْ يَكُنْ لِلَفْظِهِ يُبَيِّنُ *** مَعْ "قَالَ" أَوْ "قَالا" فَذَاكَ أَحْسَنُ
516 - وَإِنْ رَوَى عَنْهُمْ كِتَابًا قُوبِلا *** بِأَصْلِ وَاحِدٍ يُبِينُ : احْتَمَلا
517 - جَوَازَهُ وَمَنْعَهُ ، وَفُصِّلا *** مُخْتَلِفٌ بِمُسْتَقِلٍّ وَبِلا
518 - وَلا تَزِدْ فِي نَسَبٍ أَوْ وَصْفِ مَنْ *** فَوْقَ شُيُوخٍ عَنْهُمُ مَا لَمْ يُبَنْ
519 - بِنَحْوِ"يَعْنِي"أَوْ بِـ" أَنَّ"أَوْ بِـ"هُو" *** أَمَّا إِذَا أَتَمَّهُ أَوَّلَهُ
520 - أَجِزْهُ فِي الْبَاقِي لَدَى الْجُمْهُورِ *** وَالْفَصْلُ أَوْلَى قَاصِرَ الْمَذْكُورِ
521 - وَ"قَالَ"فِي الإِسْنَادِ قُلْهَا نُطْقًا اوْ *** " قِيلَ لَهُ" وَالتَّرْكَ جَائِزًا رَأَوْا
522 - وَنُسَخٌ إِسْنَادُهَا قَدِ اتَّحَدْ *** نَدْبًا أَعِدْ فِي كُلِّ مَتْنٍ فِي الأَسَدّ
523 - لا وَاجِبًا ، وَالْبَدْءُ فِي أَغْلَبِهِ *** بِهِ وَبَاقٍ أَدْرَجُوا مَعْ " وَبِهِ "
524 - وَجَازَ مَعْ ذَا ذِكْرُ بَعْضٍ بِالسَّنَدْ *** مُنْفَرِدًا عَلَى الأَصَحِّ الْمُعْتَمَدْ
525 - وَالْمَيْزُ أَوْلَى ، وَالَّذِي يُعِيدُ *** فِي آخِرِ الْكِتَابِ لا يُفِيدُ
526 - وَسَابِقٌ بِالْمَتْنِ أَوْ بَعْضِ سَنَدْ *** ثُمَّ يُتِمُّهُ : أَجِزْ ، فَإِنْ يُرَدْ
527 - حِينَئِذٍ تَقْدِيمُ كُلِّهِ رَجَحْ *** جَوَازُهُ،كَبَعْضِ مَتْنٍ فِي الأَصَحّ
528 - وَابْنُ خُزَيْمَةَ يُقَدِّمُ السَّنَدْ *** حَيْثُ مَقَالٌ ، فَاتَّبِعْ وَلا تَعَدّ
529 - وَلَوْ رَوَى بِسَنَدٍ مَتْنًا وَقَدْ *** جَدَّدَ إِسْنَادًا وَمَتْنٍ لَمْ يُعَدْ
530 - بَلْ قَالَ فِيهِ " نَحْوَهُ" أَوْ " مِثْلَهُ " *** لا تَرْوِ بِالثَّانِي حَدِيثًا قَبْلَهُ(1/33)
531 - وَقِيلَ : جَازَ إِنْ يَكُنْ مَنْ يَرْوِهِ *** ذَا مَيْزَةٍ ، وَقِيلَ : لا فِي"نَحْوِهِ"
532 - الْحَاكِمُ:اخْصُصْ نَحْوَهُ بِالْمَعْنَى *** وَمِثْلَهُ بِاللَّفْظِ فَرْقٌ سُنَّا
533 - وَالْوَجْهُ أَنْ يَقُولَ : مِثْلَ خَبَرِ *** قَبْلُ وَمَتْنُهُ كَذَا ، فَلْيَذْكُرِ
534 - وَإِنْ بِبَعْضِهِ أَتَى وَقَوْلِهِ *** " وَذَكَرَ الْحَدِيثَ " أَوْ" بِطُولِهِ "
535 - فَلا تُتِمَّهُ ، وَقِيلَ : جَازا *** إِنْ يَعْرِفَا ، وَقِيلَ : إِنْ أَجَازا
536 - وَقُلْ عَلَى الأَوَّلِ " قَالَ وَذَكَرْ *** حَدِيثَهُ وَهْوَ كَذَا " وَائْتِ الْخَبَرْ
537 - وَجَازَ أَنْ يُبْدِلَ بِالنَّبِيِّ *** رَسُولُهُ ، وَالْعَكْسُ فِي الْقَوِيِّ
538 - وَسَامِعٌ بِالْوَهْنِ كَالْمُذَاكَرَهْ *** بَيَّنَ حَتْمًا ، والْحَدِيثُ مَا تَرَهْ
539 - عَنْ رَجُلَيْنِ ثِقَتَيْنِ أَوْ جُرِحْ *** إِحْدَاهُمَا(1) فَحَذْفَ وَاحِدٍ أَبِحْ
540 - وَمَنْ رَوَى بَعْضَ حَدِيثٍ عَنْ رَجُلْ *** وَبَعْضَهُ عَنْ آخَرٍ ثُمَّ جَمَل
541 - ذَلِكَ عَنْ ذَيْنِ مُبَيِّنًا بِلا *** مَيْزٍ أَجِزْ وَحَذْفُ شَخْصٍ حُظِلا
542 - مُجَرَّحًا يَكُونُ أَوْ مُعَدَّلا *** وَحَيْثُ جَرْحُ وَاحِدٍ لا تَقْبَلا
__________
(1) قال الشيخ محمد علي بن آدم في شرحه : أي أحد الرجلين ، لكن أنَّثَهُ للوزن ، وتكلّف الشارح بما لا طائل تحته كما قال ابن شاكر ، ولو قال بدل هذا البيت :
عن ثقة وضده أو وُثِّقًا فحذْفَ واحدٍ أَجِزْهُ مُطْلَقَا(1/34)
آداب المحدث
543 - وَأَشْرَفُ الْعُلُومِ عِلْمُ الأَثْرِ *** فَصَحِّحِ النِّيَّةَ ثُمَّ طَهِّرِ
544 - قَلْبًا مِنَ الدُّنْيَا وَزِدْ حِرْصًا عَلَى *** نَشْرِ الْحَدِيثِ ثُمَّ مَنْ يُحْتَجْ إِلَى
545 - مَا عِنْدَهُ حَدَّثَ: شَيْخًا أَوْ حَدَثْ *** وَرَدَّ لِلأَرْجَحِ نَاصِحًا وَحَثّ
546 - ابْنُ دَقِيقِ الْعِيدِ : لا تُرْشِدْ إِلَى *** أَعْلَى فِي الاِسْنَادِ إِذَا مَا جَهِلا
547 - وَمَنْ يُحَدِّثْ وَهُنَاكَ أَوْلَى *** فَلَيْسَ كُرْهًا أَوْ خِلافَ الأَوْلَى
548 - هَذَا هُوَ الأَرْجَحُ وَالصَّوَابُ *** عَهْدَ النَّبِيِّ حَدَّثَ الصِّحَابُ
549 - وَفِي الصِّحَابِ حَدَّثَ الأَتْبْاعُ *** يَكَادُ فِيهِ أَنْ يُرَى الإِجْمَاعُ
550 - وَهْوَ عَلَى الْعَيْنِ إِذَا مَا انْفَرَدَا *** فَرْضُ كِفَايَةٍ إِذَا تَعَدَّدَا
551 - وَمَنْ عَلَى الْحَدِيثِ تَخْلِيطًا يَخَفْ *** لِهَرَمٍ أَوْ لِعَمًى وَالضَّعْفِ: كَفّ
552 - وَمَنْ أَتَى حَدِّثْ وَلَوْ لَمْ تَنْصَلِحْ *** نِيَّتُهُ ، فَإِنَّهَا سَوْفَ تَصِحّ
553 - فَقَدْ رَوَيْنَا عَنْ كِبَارٍ جِلَّهْ: *** "أَبَى عَلَيْنَا الْعِلْمُ إِلاَّ لِلَّه"
554 - وَلِلْحَدِيثِ الْغُسْلُ وَالتَّطَهُّرُ *** وَالطِّيبُ وَالسِّوَاكُ وَالتَّبَخُّرُ
555 - مُسَرِّحًا وَاجْلِسْ بِصَدْرٍ بِأَدَبْ *** وَهَيْئَةٍ مُتَّكِئًا عَلَى رَتَبْ
556 - وَلا تَقُمْ لأَحَدٍ . وَمَنْ رَفَعْ *** صَوْتًا عَلَى الْحَدِيثِ فَازْبُرْهُ وَدَعْ
557 - وَلا تُحَدِّثْ قَائِمًا أَوْ مُضْطَجِعْ *** أَوْ فِي الطَّرِيقِ أَوْ عَلَى حَالٍ شَنِعْ
558 - وَافْتَتِحِ الْمَجْلِسَ كَالتَّتْمِيمِ *** بِالْحَمْدِ وَالصَلاةِ وَالتَّسْلِيمِ
559 - بَعْدَ قِرَاءَةٍ لآيٍ وَدُعَا *** وَلْيَكُ مُقْبِلاً عَلَيْهِمُ مَعَا
560 - وَرَتِّلِ الْحَدِيثَ وَاعْقِدْ مَجْلِسَا *** يَوْمًا بِأُسْبُوعٍ لِلاِمْلاَءِ ائْتِسَا
561 - ثُمَّ اتَّخِذْ مُسْتَمْلِيًا مُحَصِّلا *** وَزِدْ إِذَا يَكْثُرُ جَمْعٌ وَاعْتَلَى
562 - يُبَلِّغُ السَّامِعَ أَوْ يُفَهِّمُ *** وَاْسْتَنْصَتَ النَّاسَ إِذَا تَكَلَّمُوا(1/35)
563 - وَبَعْدَهُ بَسْمَلَ ثُمَّ يَحْمَدُ *** مُصَلِّيًا وَبَعْدَ ذَاكَ يُورِدُ
564 - مَا قُلْتَ أَوْ مَنْ قُلْتَ مَعْ دُعَائِهِ *** لَهُ وَقَالَ الشَّيْخُ فِي انْتِهَائِهِ
565 - "حَدَّثَنَا" وَيُورِدُ الإِسْنَادَا *** مُتَرْجِمًا شُيُوخَهُ الأَفْرَادَا
566 - وَذِكْرُهُ بِالْوَصْفِ أَوْ بِاللَّقَبِ *** أَوْ حِرْفَةٍ لا بَأْسَ إِنْ لَمْ يَعِبِ
567 - وَاْرْوِ فِي الاِمْلا عَنْ شُيُوخٍ عُدِّلُوا *** عَنْ كُلِّ شَيْخٍ أَثَرٌ ، وَيَجْعَلُ
568 - أَرْجَحَهُمْ مُقَدَّمًا ، وَحَرِّرِ *** وَعَالِيًا قَصِيرَ مَتْنٍ اخْتَرِ
569 - ثُمَّ أَبِنْ عُلُوَّهُ وَصِحَّتَهْ *** وَضَبْطَهُ وَمُشْكِلاً وَعِلَّتَهْ
570 - وَاْجْتَنِبِ الْمُشْكِلَ كَالصِّفَاتِ *** وَرُخَصًا مَعَ الْمُشَاجَرَاتِ
571 - وَالزَّهُدُ مَعْ مَكَارِمِ الأَخْلاقِ *** أَوْلَى فِي الاِمْلاءِ بِالاِتِّفَاقِ
572 - وَاْخْتِمْهُ بِالإِنْشَادِ وَالنَّوَادِرِ *** وَمُتْقِنٌ خَرَّجَهُ لِلْقَاصِرِ
573 - أَوْ حَافِظٍ بِمَا يُهِمُّ يُشْغَلُ *** وَقَابِلِ الإِمْلاءَ حِينَ يَكْمُلُ
مسألة
574 - وَذَا الْحَدِيثِ وَصَفُوا ، فَاْخْتَصَّا *** بِـ" حَافِظٍ "،كَذَا الْخَطِيبُ نَصَّا
575 - وَهْوَ الَّذِي إِلَيْهِ التَّصْحِيحِ *** يُرْجَعُ وَالتَّعْدِيلِ وَالتَّجْرِيحِ
576 - أَنْ يَحْفَظَ السُّنَّةَ مَا صَحَّ وَمَا *** يَدْرِي الأَسَانِيدَ وَمَا قَدْ وَهِمَا
577 - فِيهِ الرُّوَاةُ زَائِدًا أَوْ مُدْرَجَا *** وَمَا بِهِ الإِعْلالُ فِيهَا نَهَجَا
578 - يَدْرِي اصْطِلاحَ الْقَوْمِ وَالتَّمَيُّزَا *** بَيْنَ مَرَاتِبِ الرِّجَالِ مَيَّزَا
579 - فِي ثِقَةٍ وَالضَّعْفِ وَالطِّبَاقِ *** كَذَا الْخَطِيبُ حَدَّ لِلإِطْلاقِ
580 - وَصَرَّحَ الْمِزِّيُّ أَنْ يَكُونَ مَا *** يَفُوتُهُ أَقَلَّ مِمَّا عَلِمَا(1/36)
581 - وَدُونَهُ " مُحَدِّثٌ " أَنْ تُبْصِرَهْ *** مِنْ ذَاكَ يَحْوِي جُمَلاً(1) مُسْتَكْثَرَهْ
582 - وَمَنْ عَلَى سَمَاعِهِ الْمُجَرَّدِ *** مُقْتَصِرٌ لا عِلْمَ سِمْ بِـ"الْمُسْنِدِ"
583 - وَبِـ " أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ " لَقَّبُوا *** ذَوِي الْحَدِيثِ قِدَمًا ذَا مَنْقَبُ(2)
آداب طالب الحديث
584 - وَصَحِّحِ النِّيَّةَ ثُمَّ اسْتَعْمِلِ *** مَكَارِمَ الأَخْلاقِ ثُمَّ حَصِّلِ
585 - مِنْ أَهْلِ مِصْرِكَ الْعَلِيِّ فَالْعَلِي *** ثُمَّ البِلادَ ارْحَلْ وَلا تَسَهَّلِ
586 - فِي الْحَمْلِ،وَاعْمَلْ بِالَّذِي تَرْوِيهِ *** وَالشَّيْخَ بَجِّلْ لا تُطِلْ عَلَيْهِ
587 - وَلا يَعُوقَنْكَ الْحَيَا عَنْ طَلَبِ *** وَالْكِبْرُ، وَابْذُلْ مَا تُفَادُ، وَاْكْتُبِ
588 - لِلْعِالِ وِالنَّازِلِ لاِسْتِبْصَارِ *** لا كَثْرَةِ الشُّيُوخِ لاِفْتِخَارِ
589 - وَمَنْ يُفِدْكَ الْعِلْمَ لا تُؤَخِّرِ *** بَلْ خُذْ وَمَهْمَا تَرْوِ عَنْهُ فَانْظُرِ
590 - فَقَدْ رَوَوْا : " إِذَا كَتَبْتَ قَمِّشِ *** ثُمَّ إِذَا رَوَيْتَهُ فَفَتِّشِ "
591 - وَتَمِّمِ الْكِتَابَ فِي السَّمَاعِ *** وَإِنْ يَكُنْ لِلاِنْتِخَابِ دَاعِ
592 - فَلْيَنْتَخِبْ عَالِيَهُ وَمَا انْفَرَدْ *** وَقَاصِرٌ أَعَانَهُ مَنِ اسْتَعَدّ
593 - وَعَلَّمُوا فِي الأَصْلِ لِلْمُقَابَلَهْ *** أَوْ لِذَهَابِ فَرْعِهِ فَعَادَلَهْ
594 - وَسَامِعُ الْحَدِيثِ بِاقْتِصَارِ *** عَنْ فَهْمِهِ كَمَثَلِ الْحِمَارِ
595 - فَلْيَتَعَرَّفْ ضَعْفَهُ وَصِحَّتَهْ *** وَفِقْهَهُ وَنَحْوَهُ وَلُغَتَهْ
__________
(1) قال الشيخ محمد علي بن آدم في شرحه : وفي نسخة ( جملة ) .
(2) قال الشيخ محمد علي بن آدم في شرحه : وفي نسخة المحقق : ( أَئِمَّةَ الْحَدِيثِ قِدْمًا نَسَبُوا ) وعليها فلابد من تسكين الدال للوزن .(1/37)
596 - وَمَا بِهِ مِنْ مُشْكِلٍ وَأَسْمَا *** رِجَالِهِ وَمَا حَوَاهُ عِلْمَا
597 - وَاْقْرَأْ كِتَابًا تَدْرِمِنْهُ الاِصْطِلاحْ *** كَهَذِهِ وَأَصْلِهَا وَابْنِ الصَّلاحْ
598 - وَقَدِّمِ الصِّحَاحِ ثُمَّ السُّنَنَا *** ثُمَّ الْمَسَانِيدَ وَمَا لا يُغْتَنَى
599 - وَاحْفَظْهُ مُتْقِنًا وَذَاكِرْ وَ رَأَوْا *** جَوَازَ كَتْمٍ(1)عَنْ خِلافِ الأَهْلِ أَوْ
600 - مَنْ يُنْكِرُ(2) الصَّوَابَ إِنْ يُذَكَّرِ *** ثُمَّ إِذَا أَهَّلَتْ صَنِّفْ تَمْهَرِ
601 - وَيُبْقِ ذِكْرًا مَا لَهُ مِنْ غَايَهْ *** وَإِنَّهُ فَرْضٌ عَلَى الْكِفَايَهْ
602 - فَبَعْضُهُمْ يَجْمَعُ بِالأَبْوَابِ *** وَقَوْمٌ الْمُسْنَدَ لِلصِّحَابِ
603 - يَبْدَأُ بِالأَسْبَقِ أَوْ بِالأَقْرَبِ *** إِلَى النَّبِىْ أَوِ الْحُرُوفَ يَجْتَبِي
604 - وَخَيْرُهُ مُعَلَّلٌ ، وَقَدْ رَأَوْا *** أَنْ يَجْمَعَ الأَطْرَافَ أَوْ شُيُوخًا اْوْ
605 - أَبْوَابًا اْوْ تَرَاجِمًا أَوْ طُرُقَا *** وَاحْذَرْ مِنَ الإِخْرَاجِ قَبْلَ الاِنْتِقَا
606 - وَهَلْ يُثَابُ قَارِئُ الآثَارِ *** كَقَارِئِ الْقُرْآنِ : خُلْفٌ جَارِي
العالى والنازل
607 - قَدْ خُصَّتِ الأُمَّةُ بِالإِسْنَادِ *** وَهْوَ مِنَ الدِّينِ بِلا تَرْدَادِ
608 - وَطَلَبُ الْعُلُوِّ سُنَّةٌ ، وَمَنْ *** يُفَضِّلُِ النُّزُولَ عَنْهُ مَا فَطَنْ
609 - وَقَسَّمُوهُ خَمْسَةً كَمَا رَأَوْا: *** قُرْبٌ إِلَى النَّبِيِّ أَوْ إِمَامٍ اْوْ
610 - بِنِسْبَةٍ إِلَى كِتَابٍ مُعْتَمَدْ *** يُنْزَلُ لَوْ ذَا مِنْ طَرِيقِهِ وَرَدْ
__________
(1) قلت - المعتني - كذا في نسخة الشيخ أحمد شاكر ، وفي نسخة الشيخ محمد علي بن آدم ( الكتمِ ) بأل التعريف .
(2) قال الشيخ محمد علي بن آدم في شرحه : وفي نسخة ( يَدَعُ ) .(1/38)
611 - فَإِنْ يَصِلْ لِشَيْخِهِ : مُوَافَقَهْ *** أَوْ شَيْخِ شَيْخٍ : بَدَلٌ ، أَوْ وَافَقَهْ
612 - فِي عَدَدٍ : فَهْوَ الْمُسَاوَاةُ ، وَإِنْ *** فَرْدًا يَزِدْ : مُصَافَحَاتٌ،فَاْسْتَبِنْ
613 - وَقِدَمُ الْوَفَاةِ أَوْ خَمْسِينَا *** عَامًا تَقَضَّتْ(1) أَوْ سِوَى عِشْرِينَا
614 - وَقِدَمُ السَّمَاعِ . وَالنُّزُولُ *** نَقِيضُهُ ، فَخَمْسَةً مَجْعُولُ
615 - وَإِنَّمَا يُذَمُّ مَا لَمْ يَنْجَبِرْ *** لَكِنَّهُ عُلُوُّ مَعْنًى يَقْتَصِرْ
616 - وَلاِْبِن حِبَّانَ : إِذَا دَارَ السَّنَدْ *** مِنْ عَالِمٍ يَنْزِلُ أَوْ عَالٍ فَقَدْ
617 - فَإِنْ تَرَى لِلْمَتْنِ فَالأَعْلامُ *** وَإِنْ تَرَى الإِسْنَادَ فَالْعَوَامُ
المسلسل
618 - هُوَ الَّذِي إِسْنَادُهُ رِجَالَهْ *** قَدْ تَابَعُوا فِي صِفَةٍ أَوْ حَالَهْ
619 - قَوْلِيَّةٍ فِعْلِيَّةٍ كِلَيْهِمَا *** لَهُمْ أَوِ الإِسْنَادِ فِيمَا قُسِّمَا
620 - وَخَيْرُهُ الدَّالُّ عَلَى الْوَصْفِ،وَمِنْ *** مُفَادِهِ زِيَادَةُ الضَّبْطِ زُكِنْ
621 - وَقَلَّمَا يَسْلَمُ فِي التَّسَلْسُلِ *** مِنْ خَلَلٍ وَرُبَّمَا لَمْ يُوصَلِ
622 - كَأَوَّلِيَّةٍ لِسُفْيَاَن انْتَهَى *** وَخَيْرُهُ مُسَلْسَلٌ بِالْفُقَهَا
غريب ألفاظ الحديث
623 - أَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ فِيهِ مَعْمَرُ *** وَالنَّضْرُ، قَوْلانِ ، وَقَوْمٌ أَثَرُوا
624 - وَاْبْنُ الأَثِيرِ الآنَ أَعْلَى ، وَلَقَدْ *** لَخَّصْتُهُ مَعَ زَوَائِدٍَ تُعَدّ
625 - فَاْعْنَ بِهِ ، وَلا تَخُضْ بِالظَّنِّ *** وَلا تُقَلِّدْ غَيْرَ أَهْلِ الْفَنِّ
626 - وَخَيْرُهُ مَا جَاءَ مِنْ طَرِيقٍ اوْ *** عَنِ الصَّحَابِيِّ وَرَاوٍ قَدْ حَكَوْا
__________
(1) قال الشيخ محمد علي بن آدم في شرحه : وفي نسخة المحقق بالصاد المهملة ؛ أي : بلغت نهايتها ، وهو قريب من معنى الأول .(1/39)
المُصَحَّفُ وَالمُحَرَّفُ
627 - وَالْعَسْكَرِيْ صَنَّفَ فِي التَّصْحِيفِ *** وَالدَّارَقُطْنِيْ أَيَّمَا تَصْنِيفِ
628 - فَمَا يُغَيَّرْ نُقْطُهُ(1)" مُصَحَّفُ " *** أَوْ شَكْلُهُ لا أَحْرُفٌ " مُحَرَّفُ "
629 - فَقَدْ يَكُونُ سَنَدًا وَمَتْنَا *** وَسَامِعًا وَظَاهِرًا وَمَعْنَى
630 - فَأَوَّلٌ : " مُرَاجِمٌ " صَحَّفَهُ *** يَحْيَى " مُزَاحِمًا " فَمَا أَنْصَفَهُ
631 - وَبَعْدَهُ : " يُشَقِّقُونَ الْخُطَبَا " *** صَحَّفَهُ وَكِيعُ قَالَ : " الْحَطَبَا "
632 - وَثَالِثٌ: كَـ " خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَهْ " *** شُعْبَةُ قَالَ:" مَالِكُ بْنُ عُرْفُطَهْ "
633 - وَرَابِعٌ: مِثْلُ حَدِيثِ " احْتَجَرَا " *** صَحَّفَهُ بِالمِيمِ بَعْضُ الْكُبَرَا
634 - وَخَامِسٌ: مِثْلُ حَدِيثِ" الْعَنَزَهْ " *** ظَنَّ الْقَبِيلَ عَالِمٌ مِنْ عَنَزَهْ
الناسخ والمنسوخ
635 - النَّسْخُ:رَفْعٌ أَوْ بَيَانٌ وَالصَّوَابْ *** فِي الْحَدِّ: رَفْعُ حُكْمِ شَرْعٍ بِخِطَابْ
636 - فَاعْنَ بِهِ فَإِنَّهُ مُهِمُّ *** وَبَعْضُهُمْ أَتَاهُ فِيهِ الْوَهْمُ
637 - يُعْرَفُ بِالنَّصِّ مِنَ الشَّارِعِ أَوْ *** صَاحِبِهِ أَوْ عُرِفَ الْوَقْتُ، وَلَوْ
638 - صَحَّ حَدِيثٌ وَعَلَى تَرْكِ الْعَمَلْ *** أُجْمِعَ: فَالْوَفْقُ عَلَى النَّاسِخِ دَلّ
__________
(1) قال الشيخ محمد علي بن آدم في شرحه : وهو بضم ففتح جمع نقطة كغرفة وغرف ، إلاّ أنه خفّفه بتسكين القاف للوزن .(1/40)
مختلف الحديث
639 - أَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ فِي الْمُخْتَلِفِ *** الشَّافِعِي ، فَكُنْ بِذَا النَّوْعِ حَفِي
640 - فَهْوَ مُهِمٌّ ، وَجَمِيعُ الْفِرَقِ *** فِي الدِّينِ : تَضْطَرُّ لَهُ فَحَقِّقِ
641 - وَإِنَّمَا يَصْلُحُ فِيهِ مَنْ كَمَلْ *** فِقْهًا وَأَصْلاً وَحَدِيثًا وَاعْتَمَلْ
642 - وَهْوَ : حَدِيثٌ قَدْ أَبَاهُ آخَرُ *** فَالْجَمْعُ إِنْ أَمْكَنَ لا يُنَافِرُ(1)
643 - كَمَتْنِ"لا عَدْوَى" وَمَتْنِ" فِرَّا " *** فَذَاكَ لِلطَّبْعِ ، وَذَا لاِسْتِقْرَا
644 - وَقِيلَ : بَلْ سَدُّ ذَرِيعَةٍ ، وَمَنْ *** يَقُولُ:مَخْصُوصٌ بِهَذَا:مَا وَهَنْ
645 - أَوْ لا : فَإِذْ يُعْلَمُ نَاسِخٌ قُفِي *** أَوْ لا: فَرَجِّحْ ، وَإِذَا يَخْفَى قِفِ
646 - وَغَيْرُ مَا عُورِضَ فَهْوَ الْمُحْكَمُ *** تَرْجَمَ فِي عِلْمِ الْحَدِيثِ الْحَاكِمُ
647 - وَمِنْهُ ذُو تَشَابُهٍ لَمْ يُعْلَمِ *** تَأْوِيلُهُ ، فَلا تَكَلَّمْ تَسْلَمِ
648 - مِثْلُ حَدِيثِ " إِنَّهُ يُغَانُ " *** كَذَا حَدِيثُ "أُنْزِلَ الْقُرْآنُ"
أسباب الحديث
649 - أَوَّلُ مَنْ قَدْ أَلَّفَ الْجُوبَارِي *** فَالْعُكْبِرِيْ فِي سَبَبِ الآثَارِ
650 - وَهْوَ كَمَا فِي سَبَبِ الْقُرْآنِ: *** مُبَيِّنٌ لِلْفِقْهِ وَالْمَعَانِي
651 - مِثْلُ حَدِيثِ : " إِنَّمَا الأَعْمَالُ " *** سَبَبُهُ فِيمَا رَوَوْا وَقَالُوا:
652 - مُهَاجِرٌ لأُمِّ قَيْسٍ كَيْ نَكَحْ *** مِنْ ثَمَّ ذِكْرُ امْرَأَةٍ فِيهِ صَلَحْ
معرفة الصحابة
653 - حَدُّ الصَّحَابِي:مُسْلِمًا لاقَى الرَّسُولْ *** وَإِنْ بِلا رِوَايَةٍ عَنْهُ وَطُولْ
654 - كَذَاكَ الاتْبَاعُ مَعَ الصَّحَابَةِ *** وَقِيلَ : مَعْ طُولٍ وَمَعْ رِوَايَةِ
655 - وَقِيلَ:مَعْ طُولٍ،وَقِيلَ:الْغَزْوِ أَوْ *** عَامٍ،وَقِيلَ: مُدْرِكُ الْعَصْرِ وَلَوْ
656 - وَشَرْطُهُ الْمَوْتُ عَلَى الدِّينِ وَلَوْ *** تَخَلَّلَ الرِّدَّةُ . وَالْجِنُّ رَأَوْا
657 - دُخُولَهُمْ دُونَ مَلائِكٍ . وَمَا *** نَشْرِطْ بُلُوغًا فِي الأَصَحِّ فِيهِمَا
__________
(1) قال الشيخ محمد علي بن آدم في شرحه : في نسخة المحقق ( لا تَنَافُرُ ) بصيغة المصدر .(1/41)
658 - وَتُعْرَفُ الصُّحْبَةُ بِالتَّوَاتُرِ *** وَشُهْرَةٍ وَقَوْلِ صَحْبٍٍ آخَرِ
659 - أَوْ تَابِعِيٍّ ، وَالأَصَحُّ : يُقْبَلُ *** إِذَا ادَّعَى مُعَاصِرٌ مُعَدَّلُ
660 - وَهُمْ عُدُولٌ كُلُّهُمْ لا يَشْتَبِهْ *** النَّوَوِيْ : أَجْمَعَ مَنْ يُعْتَدُّ بِهْ
661 - وَالْمُكْثِرُونَ فِي رِوَايَةِ الأَثَرْ: *** أَبُو هُرَيْرَةَ يَلِيهِ ابْنُ عُمَرْ
662 - وَأَنَسٌ وَالْبَحْرُ كَالْخُدْرِيِّ *** وَجَابِرٌ وَزَوْجَةُ النَّبِيِّ
663 - وَالْبَحْرُ أَوْفَاهُمْ فَتَاوَى وَعُمَرْ *** وَنَجْلُهُ وَزَوْجَةُ الْهَادِي الأَبَرّ
664 - ثُمَّ ابْنُ مَسْعُودٍ وَزَيْدٌ وَعَلِي *** وَبَعْدُهُمْ عِشْرُونَ لا تُقَلِّلِ
665 - وَبَعْدَهُمْ مَنْ قَلَّ فِيهَا جِدَّا *** عِشْرُونَ بَعْدَ مِاْئَةٍ قَدْ عُدَّا
666 - وَكَانَ يُفْتِي الْخُلَفَا ابْنُ عَوْفٍ ايْ *** عَهْدَ النَّبِي زَيْدٌ مُعَاذٌ وَأُبِيْ
667 - وَجَمَعَ الْقُرْآنَ مِنْهُمْ عِدَّهْ *** فَوْقَ الثَّلاثِينَ فَبَعْضٌ عَدَّهْ
668 - وَشُعَرَاءُ الْمُصْطَفَى ذَوُو الشَّانْ *** ابْنُ رَوَاحَةَ وَكَعْبٌ حَسَّانْ
669 - وَالْبَحْرُ وَابْنَا عُمَرٍٍ وَعَمْرِو *** وابْنُ الزُّبَيْرِ فِي اشْتِهَار ٍ يَجْرِي
670 - دُونَ ابْنِ مَسْعُودٍ:لَهُمْ "عَبَادِلَهْ " *** وَغَلَّطُوا مَنْ غَيْرَ هَذَا مَالَ لَهْ
671 - وَالْعَدُّ لا يَحْصُرُهُمْ ، تُوُفِّي *** عَمَّا يَزِيدُ عُشْرَ أَلْفِ أَلْفِ
672 - وَأَوَّلُ الْجَامِعِ لِلصَّحَابَةِ: *** هُوَ الْبُخَارِيُّ . وَفِي الإِصَابَةِ
673 - أَكْثَرَ مِنْ جَمْعٍ وَتَحْرِيرٍ ، وَقَدْ *** لَخَّصْتُهُ مُجَلَّدًا فَلْيُسْتَفَدْ
674 - وَهُمْ طِبَاقٌ، قِيلَ: خَمْسٌ وَذُكِرْ *** عَشْرٌ مَعَ اثْنَيْنِ وَزَائِدٌ أُثِرْ:(1/42)
675 - فَالأَوَّلُونَ أَسْلَمُوا بِمَكَّةِ *** يَلِيهِمُ أَصْحَابُ دَارِ النَّدْوَةِ
676 - ثُمَّ الْمُهَاجِرُونَ لِلْحَبَشَهْ *** ثُمَّ اثْنَتَانِ انْسُبْ إِلَى الْعَقَبَهْ
677 - فَأَوَّلُ الْمُهَاجِرِينَ لِقُبَا *** فَأَهْلُ بَدْرٍ وَيَلِي مَنْ غَرَّبَا
678 - مِنْ بَعْدِهَا فَبَيْعَةُ الرِّضْوَانِ ثُمّْ *** مَنْ بَعْدَ صُلْحٍ هَاجَرُوا وَبَعْدُ ضُمّْ
679 - مُسْلِمَةَ الْفَتْحِ فَصِبْيَانٌ رَأَوْا *** وَالأَفْضَلُ الصِّدِّيقُ إِجْمَاعًا حَكَوْا
680 - وَعُمَرٌ بَعْدُ وَعُثْمَانُ يَلِي *** وَبَعْدَهُ أَوْ قَبْلُ قَوْلانِ : عَلِي
681 - فَسَائِرُ الْعَشْرَةِ فَالْبَدْرِيَّهْ *** فَأُحُدٌ فَالْبَيْعَةُ الزَّكِيَّهْ
682 - وَالسَّابِقُونَ لَهُمُ مَزِيَّهْ *** فَقِيلَ : أَهْلُ الْبَيْعَةِ الْمَرْضِيَّهْ
683 - وَقِيلَ : أَهْلُ الْقِبْلَتَيْنِ أَوْ هُمُ *** بَدْرِيَّةٌ أَوْ قَبْلَ فَتْحٍ أَسْلَمُوا
684 - وَاخْتَلَفُوا أَوَّلَهُمْ إِسْلامَا *** وَقَدْ رَأَوْا جَمْعَهُمُ انْتِظَامَا
685 - أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ فِي الرِّجَالِ *** صِدِّيُقُهُمْ وَزَيْدُ فِي الْمَوَالِي
686 - وَفِي النِّسَاخَدِيجَةٌ وَذِي الصِّغَرْ *** عَلَيٌّ وَالرِّقِّ بِلالٌ اشْتَهَرْ
687 - وَأَفْضَلُ الأَزْوَاجِ بِالتَّحْقِيقِ *** خَدِيجَةٌ مَعَ ابْنَةِ الصِّدِّيقِ
688 - وَفِيهِمَا ثَالِثُهَا الْوَقْفُ وَفِي *** عَائِشَةٍ وَابْنَتِهِ الْخُلْفُ قُفِي
689 - يَلِيهِمَا حَفْصَةُ فَالْبَوَاقِي *** وَآخِرُ الصِّحَابِ بِاتِّفَاقِ
690 - مَوْتًا أَبُو الطُّفَيْلِ وَهْوَ آخِرُ *** بِمَكَّةٍ ، وَقِيلَ فِيهَا : جَابِرُ
691 - بِطَيْبَةَ السَّائِبُ أَوْ سَهْلٌ أَنَسْ *** بِبَصْرَةٍ، وَابْنُ أَبِي أَوْفَى حُبِسْ(1/43)
692 - بِكُوفَةٍ وَقِيلَ عَمْرٌو أَوْ أَبُو *** جُحَيْفَةٍ وَالشَّامُ فِيهَا صَوَّبُوا
693 - الْبَاهِلِي أَوِ ابْنَ بُسْرٍ وَلَدَى *** مِصْرَ ابْنُ جَزْءٍ وَابْنُ الاَكْوَعِ بَدَا
694 - وَالْحَبْرُ بِالطَّائِفِ وَالْجَعْدِيُّ *** بِأَصْبَهَانَ وَقَضَى الْكِنْدِيُّ
695 - الْعُرْسُ فِي جَزِيرَةٍ ، بِبَرْقَةِ *** رُوَيْفِعُ الْهِرْمَاسُ بِالْيَمَامَةِ
696 - وَقُبِضَ الْفَضْلُ بِسَمْرَقَنْدَا *** وَفِي سِجِسْتَانَ الأَخِيرُ الْعَدَّا
697 - النَّوَوِيْ : مَا َعَرَفُوا مَنْ شَهِدَا *** بَدْرًا مَعَ الْوَالِدِ إِلاَّ مَرْثِدَا
698 - وَالْبَغَوِيُّ زَادَ : أَنَّ مَعْنَا *** وَأَبَهُ وَجَدَّهُ بِالْمَعْنَى
699 - وَأَرْبَعٌ تَوَالَدُوا صَحَابَهْ: *** حَارِثَةُ الْمَوْلَى أَبُو قُحَافَهْ
700 - وَمَاسِوَى الصِّدِّيقِ مِمَّنْ هَاجَرَا *** مَنْ وَالِدَاهُ أَسْلَمَا قَدْ أُثِرَا
701 - وَلَيْسَ فِي صَحَابَةٍ أَسَنُّ مِنْ *** صِدَّيقِهِم مَعَ سُهَيْلٍ فَاسْتَبِنْ
702 - أَجْمَلُهُمْ دِحْيَةُ الْجَمِيلُ *** جَاءَ عَلَى صُورَتِهِ جِبْرِيلُ
معرفة التابعين وأتباعهم
703 - وَمِنْ مُفَادِ عِلْمِ ذَا وَالأَوَّلِ *** مَعْرِفَةُ الْمُرْسَلِ وَالْمُتَّصِلِ
704 - وَالتَّابِعُونَ طَبَقَاتٌ عَشَرَهْ *** مَعْ، خَمْسَةٍ : أَوَّلُهُمْ ذُو الْعَشَرَهْ
705 - وَذَاكَ " قَيْسٌ " مَا لَهُ نَظِيرُ *** وَعُدَّ عِنْدَ حَاكِمٍ كَثِيرُ
706 - وَآخِرُ الطِّبَاقِ لاقِي أَنَسِ *** وَسَائِبٍ كَذَا صُدَيٌّ ، وَقِسِ
707 - وَخَيْرُهُمْ أُوَيْسٌ أَمَّا الأَفْضَلُ: *** فَابْنُ الْمُسَيِّبِ ، وَكَانَ الْعَمَلُ
708 - عَلَى كَلامِ الْفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ *** هَذَا عُبَيْدِ اللهِ سَالِمْ عُرْوَةِ
709 - خَارِجَةٍ وَابْنِ يَسَارٍ قَاسِمِ *** أَوْ فَأَبُو سَلَمَةٍ عَنْ سَالِمِ(1/44)
710 - وَبِنْتُ سِيرِينَ وَأُمُّ الدَّرْدَا *** خَيْرُ النِّسَا مَعْرِفَةً وَزُهْدَا
711 - وَمِنْهُمُ الْمُخَضْرَمُونَ : مُدْرِكُ *** نُبُوَّةٍ وَمَا رَأَى مُشْتَرَكُ
712 - يَلِيهِمُ الْمَوْلُودُ فِي حَيَاتِهِ *** وَمَا رُأَوْهُ عُدَّ مِنْ رُوَاتِهِ
713 - وَمِنْهُمْ مِنْ عَدَّ فِي الأَتْبَاعِ *** صَحَابَةً لِغَلَطٍ أَوْ داعِ
714 - وَالْعَكْسُ وَهْمًا وَالتِّبَاعُ قَدْ يُعَدّ *** فِي تَابِعِ الأَتْبَاعِ إِذْ حَمْلٌ وَرَدْ
715 - ومَعْمَرٌ أَوَّلُ مَنْ مِنْهُمْ قَضَى *** وَخَلَفٌ آخِرُهُمْ مَوْتًا مَضَى
رواية الأكابر عن الأصاغر والصحابة عن التابعين
716 - وَقَدْ رَوَى الْكِبَارُ عَنْ صِغَارِ *** فِي السِّنِّ أَوْ فِي الْعِلْمِ وَالْمِقْدَارِ
717 - أَوْ فِيهِمَا ، وَعِلْمُ ذَا أَفَادَا *** أَنْ لا يُظَنَّ قَلْبُهُ الإِسْنَادَا
718 - وَمِنْهُ أَخْذُ الصَّحْبِ عَنْ أَتْبَاعِ *** وَتَابِعٍ عَنْ تَابِعِ الأَتْبَاعِ
719 - كَالْبَحْرِ عَنْ كَعْبٍ وَكَالزُّهْرِيِّ *** عَنْ مَالِكٍ وَيَحْيَى الانْصَارِيِّ
رواية الصحابة عن التابعين عن الصحابة
720 - وَمَا رَوَى الصَّحْبُ عَنِ الأَتْبَاعِ عَنْ *** صَحَابَةٍ فَهْوَ ظَرِيفٌ لِلْفَطِنْ
721 - أَلَّفَ فِيهِ الْحَافِظُ الْخَطِيبُ *** وَمُنْكِرُ الْوُجُودِ لا يُصِيبُ
722 - كَسَائِبٍ عَنْ ابْنِ عَبْدٍ عَنْ عُمَرْ *** وَنَحْوُ ذَا قَدْ جَاءَ عِشْرُونَ أَثَرْ(1/45)
رواية الأقران
723 - وَوَقَعَتْ رِوَايَةُ الأَقْرَانِ *** وَعِلْمُهَا يُقْصَدُ لِلْبَيَانِ
724 - أَنْ لايُظَنَّ الزَّيْدُ فِي الإِسْنَادِ أَوْ *** إِبْدَالُ عَنْ بِالْوَاوِ وَالْحَدَّ رَأَوْا
725 - إِنْ يَكُ فِي الإِسْنَادِ قَدْ تَقَارَبَا *** وَالسِّنَّ دَائِمًا وَقِيلَ : غَالِبَا
726 - وَفِي الصِّحَابِ أَرْبَعٌ فِي سَنَدِ *** وَخَمْسَةٌ ، وَبَعْدَهَا لَمْ يُزَدِ
727 - فَإِنْ رَوَى كُلٌّ مِنَ الْقِرْنَيْنِ عَنْ *** صَاحِبِهِ فَهْوَ " مُدَبَّجٌ " حَسَنْ
728 - فَمِنْهُ فِي الصَّحْبِ رَوَى الصِّدِّيقُ *** عَنْ عُمَرٍ ثُمَّ رَوَى الفَارُوقُ
729 - وَفِي التِّبَاعِ عَنْ عَطَاءِ الزُّهْرِيْ *** وَعَكْسُهُ ، وَمِنْهُ بَعْدُ فَاْدْرِ
730 - فَتَارَةً رَاوِيهِمَا مُتَّحِدُ *** وَالشَّيْخُ أَوْ أَحْدُهُمَا يَتَّحِدُ
731 - وَمِنْهُ فِي الْمُدَبَّجِ الْمَقْلُوبُ *** مُسْتَوِيًا مِثَالُهُ عَجِيبُ
732 - مَالِكُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَبْدِالْمَلِكْ *** وَذَا عَنْ الثَّوْرِيِّ عَنْ مَالِكْ سُلِكْ
الإخوة والأخوات
733 - وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ صَنَّفَا *** فِي إِخْوَةٍ وَقَدْ رَأَوْا أَنْ يُعْرَفَا
734 - كَيْ لايُرَىعِنْدَاشْتِرَاكٍ فِي اسْمِ الاَبْ *** غَيْرُ أَخٍ أَخًا وَمَا لَهُ انْتَسَبْ
735 - أَرْبَعُ إِخْوَةٍ رَوَوْا فِي سَنَدِ *** أَوْلادُ سِيرِينَ بِفَرْدٍِ مُسْنَدِ
736 - وَإِخْوَةٌ مِنَ الصِّحَابِ بَدْرَا *** قَدْ شَهِدُوهَا سَبْعٌ اَبْنَا عَفْرَا
737 - وَتِسْعَةٌ مُهَاجِرُونَ هُمْ بَنُو *** حَارِثٍ السَّهْمِيِّ كُلٌّ مُحْسِنُ
رواية الآباء عن الأبناء وعكسه
738 - وَأَلَّفَ الْخَطِيبُ فِي ذِي أَثْرِ *** عَنْ ابْنِهِ كَوَائِلٍ عَنْ بَكْرِ
739 - وَالْوَائِلِي فِي عَكْسِهِ فَإِنْ يُزَدْ *** عَنْ جَدِّهِ فَهْوَ مَعَالٍ لا تُحَدّْ
740 - أَهَمُّهُ حَيْثُ أَبٌ وَالْجَدُّ لا *** يُسَمَّى وَالآبَا قَدِ انْتَهَتْ إِلَى
741 - عَشْرَةٍ وَأَرْبَعٍٍ فِي سَنَدِ *** مُجَهَّلٍ لأرْبَعِينَ مُسْنَدِ
742 - وَمَا لِعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِهْ *** عَنْ جَدِّهِ فَالأَكْثَرُونَ احْتَجَّ بِهْ
743 - حَمْلاً لِجَدِّهِ عَلَى الصَّحَابِي *** وَقِيلَ بِالإِفْصَاحِ وَاسْتِيعَابِ
744 - وَهَكَذَا نُسْخَةُ بَهْزٍ ، وَاخْتُلِفْ : *** أَيُّهُمَا أَرْجَحُ وَالأُولَى أُلِفْ
745 - وَاعْدُدْ هُنَا مَنْ تَرْوِ عَنْ أُمٍّ بِحَقّ *** عَنْ أُمِّهَا،مِثْلَ حَدِيثِ"مَنْ سَبَقْ"(1/46)
السابق واللاحق
746 - فِي سَابِقٍ وَلاحِقٍ قَدْ صُنِّفَا *** مَنْ يَرْوِ عَنْهُ اثْنَانِ وَالْمَوْتُ وَفَى
747 - لِوَاحِدٍ وَأُخِّرَ الثَّانِي زَمَنْ *** كَمَالِكٍ عَنْهُ رَوَى الزُّهْرِيْ وَمِنْ
748 - وَفَاتِهِ إِلَى وَفَاةِ السَّهْمِي *** قَرْنٌ وَفَوْقَ ثُلْثِهِ بِعِلْمِ
749 - وَمِنْ مُفَادِ النَّوْعِ أَنْ لا يُحْسَبَا *** حَذْفٌ وَتَحْسِينُ عُلُوٍّ يُجْتَبَى
750 - بَيْنَ أَبِي عَلِيٍّ وَالسِّبْطِ اللَّذَا *** لِلسِّلَفِيْ قَرْنٌ وَنِصْفٌ يُحْتَذَى
من روى عن شيخ ثم روى عنه بواسطة
751 - وَمَنْ رَوَى عَنْ رَجُلٍ ثُمَّ رَوَى *** عَنْ غَيْرِهِ عَنْهُ مِنَ الْفَنِّ حَوَى
752 - أَنْ لا يُظَنَّ فِيهِ مِنْ زَيَادَهْ *** أَوْ انْقِطَاعٌٍ فِي الَّذِي أَجَادَهْ
الوُحدان
753 - صَنَّفَ فِي الْوُحْدَانِ مُسْلِمٌ بِأَنْ *** لَمْ يَرْوِ عَنْهُ غَيْرُ وَاحِدٍ وَمِنْ
754 - مُفَادِهِ مَعْرِفَةُ الْمَجْهُولِ *** وَالرَّدُّ لا مِنْ صُحْبَةِ الرَّسُولِ
755 - مِثَالُهُ : لَمْ يَرْوِ عَنْ مُسَيِّبِ *** إلاَّ ابْنُهُ وَلا عَنِ ابْنِ تَغْلِبِ
756 - عَمْرٍو سِوَى الْبَصْرِي وَلا عَنْ وَهْبِ *** وَعَامِرِ بْنِ شَهْرٍ اْلاَّ الشَّعْبِي
757 - وَفِي الصَّحِيحَيْنِ صِحَابٌ مِنْ أُولَى *** كَثِيرٌ الْحَاكِمُ عَنْهُمْ غَفَلا(1/47)
من لم يرو إلاَّ حديثًا واحدًا
758 - وَلِلْبُخَارِيِّ كِتَابٌ يَحْوِي *** مَنْ غَيْرَ فَرْدٍ مُسْنَدٍ لَمْ يَرْوِي
759 - وَهْوَ شَبِيهُ مَا مَضَى وَيَفْتَرِقْ *** كُلٌّ بِأَمْرٍ فَدِرَايَةٌ تُحِقّ
760 - مِثْلُ أُبَيِّ بْنِ عِمَارَةٍ رَوَى *** فِي الْخُفِّ لا غَيْرُ،فَكُنْ مِمَّنْ حَوَى
من لم يرو إلاَّ عن واحد
761 - وَمِنْهُمُ مَنْ لَيْسَ يَرْوِي إِلاَّ *** عَنْ وَاحِدٍ وَهْوَ ظَرِيفٌ جَلاَّ
762 - كَابْنِ أَبِي الْعِشْرِينَ عَنْ أَوْزَاعِي *** وَعَنْ عَلِيْ عَاصِمُ فِي الأَتْبَاعِ
763 - وَابْنِ أَبِي ثَوْرٍ عَنِ الْحَبْرِ وَمَا *** عَنْهُ سِوَى الزُّهْرِيِّ فَرْدٌ بِهِمَا
من أسند عنه من الصحابة الذين ماتوا فى حياته - صلى الله عليه وسلم -
764 - وَاعْنَ بِمَنْ قَدْ عُدَّ مِنْ رُوَاتِهِ *** مَعْ كَوْنِهِ قَدْ مَاتَ فِي حَيَاتِهِ
765 - يُدْرَى بِهِ الإِرْسَالُ نَحْوُ جَعْفَرِ *** وَحَمْزَةٍ خَدِيجَةٍ فِي أُخَرِ
من ذكر بنعوت متعددة
766 - وَأَلَّفَ الأَزْدِيُّ فِيمَنْ وُصِفَا *** بِغَيْرِ مَا وَصْفٍ إِرَادَةَ الْخَفَا
767 - وَهْوَ عَوِيصٌ عِلْمُهُ نَفِيسُ *** يُعْرَفُ مِنْ إِدْرَاكِهِ التَّدْلِيسُ
768 - مِثَالُهُ : مُحَمَّدُ الْمَصْلُوبُ *** خَمْسِينَ وَجْهًا اسْمُهُ مَقْلُوبُ
أفراد العلم
769 - وَالْبَرْذَعِيْ صَنَّفَ أَفْرَادَ الْعَلَمْ *** أَسْمَاءً أَوْ أَلْقَابًا اوْ كُنًى تُضَمّْ
770 - كَأَجْمَدٍ وَكَجُبَيْبٍٍ سَنْدَرِ *** وَشَكَلٍ صُنَابِحِ بْنِ الأَعْسَرِ
771 - أَبِي مُعَيْدٍ وَأَبِي الْمُدِلَّهْ *** أَبِي مُرَايَةَ اسْمُهُ عَبْدُ الله
772 - سَفِينَةٍ مِهْرَانَ ثُمَّ مِنْدَلِ *** بِالْكَسْرِ فِي الْمِيمِ وَفَتْحُهَا جَلِي(1/48)
الأسماء والكنى
773 - وَاعْنَ بِالاسْمَا وَالْكُنَى فَرُبَّمَا *** يُظَنُّ فَرْدٌ عَدَدًا تَوَهُّمَا
774 - فَتَارَةً يَكُونُ الاِسْمُ الْكُنْيَهْ *** وَتَارَةً زَادَ عَلَى ذَا كُنْيَهْ
775 - وَمَنْ كُنِي وَلا نَرَى فِي النَّاسِ *** اسْمًا لَهُ نَحْوُ أَبِي أُنَاسِ
776 - وَتَارَةً تَعَدَّدُ الْكُنَى وَقَدْ *** لُقِّبَ بِالْكُنْيَةِ مَعْ أُخْرَى وَرَدْ
777 - وَمِنْهُمُ مَنْ فِي كُنَاهُمُ اخْتُلِفْ *** لا اسْمٍ، وَعَكْسُهُ وَذَيْنِ أَوْ أُلِفْ
778 - كِلاهُمَا ، وَمِنْهُمُ مَنِ اشْتَهَرْ *** بِكُنْيَةٍ أَوْ بِاسْمِهِ ، إِحْدَى عَشَرْ
أنواع عشرة من الأسماء والكنى
مزيدة على ابن الصلاح والألفية
779 - وَأَلَّفَ الْخَطِيبُ فِي الَّذِي وَفَا *** كُنْيَتُهُ مَعَ اسْمِهِ مُؤْتَلِفَا
780 - مِثْلُ "أَبِي الْقَاسِمِ"وَهْوَ"الْقَاسِمُ" *** فَذَاكِرٌ بِوَاحِدٍ لا وَاهِمُ
781 - وَفِي الَّذِي كُنْيَتُهُ قَدْ أُلِفَا *** اسْمَ أَبِيهِ غَلَطٌ بِهِ انْتَفَى
782 - نَحْوُ" أَبِي مُسْلِمٍ بْنِ مُسْلِمِ " *** هُوَ " الأَغَرُّ الْمَدَنِيُّ " فَاعْلَمِ
783 - وَأَلَّفَ الأَزْدِيُّ عَكْسَ الثَّانِي *** نَحْوُ" سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانِ "
784 - وَأَلَّفُوا مَنْ وَرَدَتْ كُنْيَتُهُ *** وَوَافَقَتْهُ كُنْيَةً زَوْجَتُهُ
785 - مِثْلُ " أَبِي بَكْرٍ " وَ " أُمِّ بَكْرِ " *** كَذَا " أَبُو ذَرٍّ " وَ " أُمُّ ذَرِّ "
786 - وَفِي الَّذِي وَافَقَ فِي اسْمِهِ الأَبَا *** نَحْوُ " عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ " نَسَبَا
787 - وَإِنْ يَزِدْ مَعْ جَدِّهِ فَحَسِّنِ *** كَالْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ
788 - أَوْ شَيْخَهُ وَشَيْخَهُ قَدْ بَانَا *** عِمْرَانُ عَنْ عِمْرَانَ عَنْ عِمْرَانَا
789 - أَوْ اسْمُ شَيْخٍ لأَبِيهِ يَأْتَسِي *** " رَبِيعٌ بْنُ أَنَسٍ عَنْ أَنَسِ "
790 - أَوْ شَيْخُهُ وَالرَّاوِ عَنْهُ الْجَارِي *** يَرْفَعُ وَهْمَ الْقَلْبِ وَالتَّكْرَارِ
791 - مِثْلُ:"الْبُخَارِي رَاوِيًا عَنْ مُسْلِمِ *** وَمُسْلِمٌ عَنْهُ رَوَى" فَقَسِّمِ(1/49)
792 - وَفِي الصَّحِيحِ قَدْ رَوَى"الشَّيْبَانِي *** عَنْ ابْنِ عَيْزَارٍ عَنْ الشَّيْبَانِي"
793 - أَوْ اسْمُهُ وَنَسَبٌ فَادَّكِرِ *** كَحِمْيَرِيِّ بْنِ بَشِيرِ الْحِمْيَرِي
794 - وَمَنْ بِلَفْظِ نَسَبٍ فِيهِ سُمِي *** مِثَالُهُ الْمَكِّيُّ ثُمَّ الْحَضْرَمِي
الألقاب
795 - وَاعْنَ بِالالْقَابِ لِمَا تَقَدَّمَا *** وَسَبَبِ الْوَضْعِ وَأُلِّفْ فِيهِمَا
796 - كَعَارِمٍ وَقَيْصَرٍ وَغُنْدَرِ *** لِسَتَّةٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ
797 - وَالضَّالِ وَالضَّعِيفِ سَيِّدَانِ *** وَيُونُسَ الْقَوِيِّ ذُو لِيَانِ
798 - وَيُونُسَ الْكَذُوبِ وَهْوَ مُتْقِنُ *** وَيُونُسَ الصَّدُوقِ وَهْوَ مُوهِنُ
المؤتلف والمختلف
799 - أَهَمُّ أَنْوَاعِ الْحَدِيثِ مَا ائْتَلَفْ *** خَطًّا ، وَلَكِنْ لَفْظُهُ قَدِ اخْتَلَفْ
800 - وَجُلُّهُ يُعْرَفُ بِالنَّقْلِ وَلا *** يُمْكِنُ فِيهِ ضَابِطٌ قَدْ شَمَِلا
801 - أَوَّلُ مَنْ صَنَّفَهُ " عَبْدُ الْغَنِي " *** وَ " الذَّهَبِيُّ " آخِرًا ، ثُمَّ عُنِي
802 - بِالْجَمْعِ فِيهِ" الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرِ" *** فَجَاءَ أَيَّ جَامِعٍ مُحَرَّرِ
803 - وَهَذِهِ أَمْثِلَةٌ مِمَّا اخْتَصَرْ *** ابْنُ الصَّلاحِ مَعْ زَوَائِدٍ أُخَرْ
804 - بَكْرِيُّهُمْ وَابْنُ شُرَيْحٍ " أَسْفَعُ " *** وَجَاهِلِيُّونَ ، وَغَيْرٌ " أَسْقَعُ "
805 - " أُسَيْدُ " بِالضَّمِّ وَبِالتَّصْغِيرِ *** أَبْنَا أَبِي الْجَدْعَاءِ وَالْحُضَيْرِ
806 - وَأَخْنَسٍٍ أُحَيْحَةٍ وَثَعْلَبَهْ *** وَابْنِ أَبِي إِيَاسِ فِيمَا هَذَّبَهْ
807 - وَرَافِعٍ سَاعِدَةٍ وَزَافِرِ *** كَعْبٍ وَيَرْبُوعٍ ظُهَيْرٍ عَامِرِ
808 - ثُمَّ أَبُوعُقْبَةَ مَعْ تَمِيمِ *** وَجَدُّ قَيْسٍ صَاحِبٍ تَمِيمِي(1/50)
809 - وَاكْنِ " أَبَا أُسَيْدٍ " الْفَزَارِي *** وَابْنَا عَلِي وَثَابِتٍ بُخَارِي(1)
810 - ثُمَّ ابْنُ عِيسَى وَهْوَ فَرْدٌ "أَمَنَهْ" *** وَغَيْرُهُ " أُمَيَّةٌ " أَوْ " آمِنَهْ "
811 - مُحَمَّدُ بْنُ " أَتَشَ " الصَّنْعَانِي *** بِالتَّاءِ وَالشِّينِ بِلا تَوَانِ
812 - " أَثْوَبُ " نَجْلُ عُتْبَةٍ وَالأَزْهَرِ *** وَوَالِدُ الْحَارِثِ ، ثُمَّ اقْتَصِرِ
813 - وَأَبَوَا عَالِيَةٍ وَمَعْشَرِ *** أُذَيْنَةٌ حَمَّادُ " بَرَّاءُ " اذْكُرِ
814 - إِلَى بُخَارَى نِسْبَةُ " الْبُخَارِي " *** وَمَنْ مِنَ الأَنْصَارِ فَـ"النَّجَّارِي"
815 - وَلَيْسَ فِي الصَّحْبِ وَلا الأَتْبَاعِ *** مَنْ يُنْسَبُ الأَوَّلَ بِالإِجْمَاعِ
816 - وَالِدَ رَافِعٍ وَفَضْلٍ كَبِّرِ *** "خَدِيجَُ" أَهْمِلْ غَيْرَ ذَا وَصَغِّرِ
817 - " حِرَاشٌ " بْنُ مَالِكٍ كَوَالِدِ *** رِبْعِيٍّ اهْمِلْهُ بِغَيْرِ زَائِدِ
818 - كُلُّ قُرَيْشِيٍّ " حِزَامٌ " وَهْوَ جَمّْ *** وَمَا فِي الأَنْصَارِ"حَرَامٌ"مِنْ عَلَمْ
819 - أُهْمِلَ لَيْسَ غَيْرٌ " الْحُضَيْرُ " *** أَبُو أُسَيْدٍِ غَيْرُهُ " خُضَيْرُ "
820 - عِيسَى وَمُسْلِمٌ هُمَا " حَنَّاطُ " *** وَإِنْ تَشَا " خَبَّاطٌ " أَوْ " خَيَاطُ "
821 - وَصِفْ أَبَا الطَّيِّبِ بِـ"الْجَرِيرِي" *** ابْنَ سُلَيْمَانَ وَ بِـ" الْحَرِيرِي "
822 - وَلَيْسَ فِي الرُّوَاةِ بِالأَهْمَالِ *** وَصْفًا سِوَى هَارُونٍ" الْحَمَّالِ "
823 - " الْخُدَرِيْ " مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ *** وَمَنْ عَدَاهُ فَاضْمُمَنْ وَسَكِّنِ
824 - عَلِيٌّ النَّاجِي وَلَدْ " دُؤَادِ " *** وَابْنُ أَبِي " دُؤَادٍ " الإِيَادِي
__________
(1) قال الشيخ محمد علي بن آدم في شرحه : وأظن أنه تصحَّف بخاري من نجَّاري ، أو من أنصاري .(1/51)
825 - "الدَّبَرِيْ" إِسْحَاقُ وَ" الدُّرَيْدِي " *** نَحْوِيُّهُمْ وَغَيْرُهُ " زَرَنْدِي "
826 - بِالْفَتْحِ " رَوْحٌ " سَالِفٌ وَوَاهِمْ *** مَنْ قَالَ ضُمَّ "رَوْحٌ" بْنُ الْقَاسِمْ
827 - ابْنُ " الزَّبِيرِ " صَاحِبٌ وَنَجْلُهُ *** بِالْفَتْحِ وَالْكُوفِيُّ أَيْضًا مِثْلُهُ
828 - "السَّفْرُ" بِالسُّكُونِ فِي الأَسْمَاءِ *** وَالْفَتْحُ فِي الْكُنَى بِلا امْتِرَاءِ
829 - عَمْرٌو وَعَبْدُاللهِ نَجْلا " سَلِمَهْ " *** بِالْكَسْرِ مَعْ قَبِيلَةٍ مُكَرَّمَهْ
830 - وَالْخُلْفُ فِي وَالِدِ عَبْدِ الْخَالِقِ *** وَ" السُّلَمِيُّ " لِلْقَبِيلِ وَافِقِ
831 - فَتْحًا ، وَمَنْ يَكْسِرْهُ لا يُعَوَّلُ *** ثُمَّ " سَلاَمُ " كُلُّهُ مُثَقَّلُ
832 - إِلاَّ أَبَا الْحَبْرِ مَعَ الْبِيكَنْدِي *** بِالْخُلْفِ وَابْنَ أُخْتِهِ مَعْ جَدِّ
833 - أَبِي عَلِيْ وَالنَّسَفِيْ وَالسَّيِّدِي *** وَابْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ ذِي التَّهَوُّدِ
834 - وَابْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نَاهِضٍ وَفِي *** سَلاَمٍ بْنِ مِشْكَمٍ خُلْفٌ قُفِي
835 - " سَلاَّمَةٌ " مَوْلاةُ بِنْتِ عَامِرِ *** وَجَدُّ كُوفِيٍّ قَدِيمٍ آثِرِ
836 - " شِيرِينُ " نِسْوَةٌ وَجَدُّ ثَانِي *** مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْجُرْجَانِي
837 - " السَّامِرِيُّ " شَيْخُ نَجْلِ حَنْبَلِ *** وَمَنْ عَدَاهُ فَافْتَحَنْ وَثَقِّلِ
838 - وَاكْسِرْ أُبَيَّ بْنَ " عِمَارَةٍ " فَقَدْ *** وَ"عَسَلٌ" هُوَ ابْنُ ذَكْوَانَ انْفَرَدْ
839 - فِي الْبَصْرَةِ "الْعَيْشِيُّ"وَ"الْعَنْسِيُّ" *** بِالشَّامِ وَالْكُوفَةِ قُلْ " عَبْسِيُّ "
840 - بِالنُّونِ وَالإِعْجَامِ كُلُّ " غَنَّامْ " *** إِلاَّ أَبَا عَلِيٍّ بْنَ " عَثَّامْ "
841 - " قَمِيرُ " بِنْتُ عَمْرٍو لا تُصَغِّرِ *** وَفِي خُزَاعَةَ " كَرِيزٌ " كَبِّرِ(1/52)
842 - وَنَجْلُ مَرْزُوقٍ رَأَوْا " مُسَوَّرُ " *** وَابْنُ يَزِيدَ، وَسِوَى ذَا "مِسْوَرُ"
843 - كُلُّ " مُسَيَّبٍ " فَبَالْفَتْحِ سِوَى *** أَبِي سَعِيدٍ فَلِوَجْهَيْنِ حَوَى
844 - أَبُو " عُبَيْدةَ " بِضَمٍّ أَجْمَعُ *** زَيْدُ بْنُ " أَخْزَمَ " سِوَاهُ يُمْنَعُ
845 - وَلَيْسَ فِي الرُّوَاةِ مِنْ "حُضَيْنِ" *** إِلاَّ أَبُو سَاسَانَ عَنْ يَقِينِ
846 - وَلِلْقَبِيلِ نِسْبَةُ " الْهَمْدَانِي " *** وَبَلَدٍ أَعْجِمْ بِلا إِسْكَانِ
847 - فِي الْقُدَمَاءِ ذَاكَ غَالِبٌ ، وَذَا *** فِي الآخَرِينَ،فَهْوَ أَصْلٌ يُحْتَذَى
848 - وَمِنْ هُنَا خُصَّ صَحِيحُ الْجُعْفِي *** لِكُلِّ مَا يَأْتِي بِهِ مُوَفِّي
849 - "أَخْيَفُ" جَدُّ مِكْرَزٍ وَ" الأَقْلَحُ " *** كُنْيَةُ جَدِّ عَاصِمٍ قَدْ نَقَّحُوا
850 - وَكُلُّ مَا فِيهِ فَقُلْ " يَسَارُ " *** إِلاَّ أَبَا مُحَمَّدٍ " بَشَّارُ "
851 - الْمَازِنِيْ وَابْنُ سَعِيدَ الْحَضْرَمِي *** وَابْنُ عُبَيْدِ اللهِ " بُسْرٌ " فَاعْلَمِ
852 - وَابْنُ يَسَارٍ وَابْنُ كَعْبٍ قُلْ "بُشَيْرْ" *** وَقُلْ"يُسَيْرٌ"فِي ابْنِ عَمْرٍو أَوْ"أُسَيْرْ"
853 - أَبُو " بَصِيرَ " الثَّقَفِي مُكَبَّرُ *** وَاْبنُ أَبِي الأَشْعَثِ نُونًا صَغَّرُوا
854 - يَحْيَى وَبِشْرٌ وَابْنُ صَبَّاحٍ بِرَا *** "بَزَّارُ"وَ"النَّصْرِيُّ" بِالنُّونِ عَرَا
855 - مَالِكَ عَبْدَ وَاحِدٍ " تُمَيْلَهْ " *** كُنْيَةُ يَحْيَى ، غَيْرُهُ " نُمَيْلَهْ "
856 - اسْمُ أَبِي الْهَيْثَمِ " تَيِّهَانُ " *** وَاسْمُ أَبِي صَالِحِهِمْ " نَبْهَانُ "
857 - مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ " تَوَّزِيُّ " *** مُسَيَّبٌ بِالْغَيْنِ " تَغْلِبِيُّ "
858 - أَبُو "حَرِيزٍ" وَابْنُ عُثْمَانَ يُرَى *** بِالْحَاءِ ، وَالزَّايِ ، وَغَيْرُهُ بِرَا(1/53)
859 - يَحْيَى هُوَ ابْنُ بِشْرٍ "الْحَرِيرِي" *** وَغَيْرُهُ بِالضَّمَّةِ " الْجُرَيْرِي "
860 - " جَارِيَةٌ " جِيمًا أَبُو يَزِيدِ *** وَابْنُ قُدَامَةَ أَبُو أَسِيدِ
861 - "حَيَّانُ" بِالْيَاءِ سِوَى ابْنِ مُنْقِذِ(1) *** وَابْنِ هِلالٍ فَافْتَحَنْ وَوَحِّدِ
862 - أَبْنَا عَطِيَّةَ وَمُوسَى الْعَرِقَهْ *** بِالْكَسْرِ وَالتَّوْحِيدِ فِيمَا حَقَّقَهْ
863 - أَبَا " حَصِينَ " الأَسَدِيَّ كَبِّرِ *** ثُمَّ رُزَيْقِ بْنِ " حُكَيْمٍ " صَغِّرِ
864 - " حَيَّةُ " بِالْيَاءِ ابْنُهُ جُبَيْرُ *** مُحَمَّدُ بْنُ " خَازِمَ " الضَّرِيرُ
865 - ابْنُ حُذَافَةَ " خُنَيْسٌ " فَقَدِ *** "خُبَيْبُ" شَيْخُ مَالِكٍ وَابْنُ عَدِي
866 - وَكُنْيَةٌ لابْنِ الزُّبَيْرِ" الْجُرَشِي " *** يُونُسُ وَالنَّضْرُ فَلا تُفَتِّشِ
867 - ثُمَّ عُبَيْدُاللهِ فَـ" الْخَرَّازُ " *** بِالرَّاءِ بَدْءًا غَيْرُهُ " خَزَّازُ "
868 - بِنْتُ مُعَوِّذٍ وَبِنْتُ النَّضْرِ *** " رُبَيِّعٌ " وَابْنُ حُكَيْمٍ فَادْرِ
869 - " رُزَيْقُ " بِالرَّا أَوَّلاً " رَبَاحُ " *** وَالِدُ زَيْدٍ وَعَطَا إِفْصَاحُ
870 - مُحَمَّدٌ يُكْنَى " أَبَا الرِّجَالِ " *** وَعُقْبَةٌ يُكْنَى " أَبَا الرَّحَالِ "
871 - " سُرَيْجٌ " ابْنَا يُونُسٍ وَالنُّعْمَانْ *** وَاكْنِ أَبَا أَحْمَدَ ، وَابْنُ حَيَّانْ
872 - " سُلَيْمُ " بِالتَّكْبِيرِ ، وَ"السِّيْنَانِي" *** فَضْلٌ وَمَنْ عَدَاهُ فَـ "الشَّيْبَانِي"
__________
(1) قال الشيخ محمد علي بن آدم في شرحه : هذا البيت ما اتفق العروض والضرب ، فإن الأُولى : بالذال ، والثاني : بالدال ، وأجاب المحقق [ أحمد شاكر ] بأن المنقذ بالدال المهملة للقافية . قلت : لو قال بدل هذا البيت :
حَيَّانُ بِالْيَا وَافْتَحَنْ وَوَحِّدَا ابْنَيْ هِلاَلٍ مُنْقِذٍ لِتَرْشُدَا
لكان أولى وأسلم .(1/54)
873 - مُحَمَّدٌ عَبَّادُ وَالنَّاجِيُّ *** وَعَبْدُ الاعْلَى كُلُّهُمْ " سَامِيُّ "
874 - " صَبِيحَُ " وَالِدَُ الرَّبِيعِ فَافْتَحَا(1) *** وَاضْمُمْ أَبًا لِمُسْلِمٍ أَبِي الضُّحَى
875 - " عَيَّاشٌ " الرَّقَّامُ وَالْحِمْصِيُّ *** أَبًا كَذَاكَ الْمُقْرِئُ الْكُوفِيُّ
876 - وَافْتَحْ " عَبَادَةً " أَبَا مُحَمَّدِ *** وَاضْمُمْ أَبَا قَيْسٍ "عُبَادًا " تَرْشُدِ
877 - وَفَتَحُوا بَجَالَةَ بْنَ " عَبْدَهْ " *** كَذَا " عَبِيدَةُ " بْنُ عَمْرٍو قَيَّدَهْ
878 - وَالِدُ عَامِرٍ كَذَا وَابْنُ حُمَيْدْ، *** وَكُلُّ مَا فِيهِ مُصَغَّرٌ " عُبَيْدْ "
879 - وَوَلَدُ الْقَاسِمِ فَهْوَ " عَبْثَرُ " *** وَابْنُ سَوَاءٍ السَّدُوسِيْ " عَنْبَرُ "
880 - " عُيَيْنَةٌ " وَالِدُ ذِي الْمِقْدَارِ *** سُفْيَانَ ، وَابْنُ حِصْنٍ الْفَزَارِي
881 - "عَتَّابُ" بِالتَّا ابْنُ بَشِيرَ الْجَزَرِي *** "عُقَيْلُ" بِالضَّمِّ فَرَاوِي الزُّهْرِي
882 - ابْنَ سِنَانَ الْعَوَقِيَّ أَفْرِدِ *** قَارِيُّهُمْ هُوَ ابْنُ عَبْدٍ شَدِّدِ(2)
883 - أَبُو عُبَيْدِاللهِ فَهْوَ " مُحْرِزُ " *** صَفْوَانَ، أَمَّا الْمُدْلِجِي "مُجَزِّزُ"
884 - وَالِدُ عَبْدِاللهِ قُلْ " مُغَفَّلُ " *** مُنْفَرِدٌ وَمَنْ سِوَاهُ " مَعْقِلُ "
__________
(1) قال الشيخ محمد علي بن آدم في شرحه : وفي نسخة المحقق " فُتِحَا " بالبناء للمفعول .
(2) قال الشيخ محمد علي بن آدم في شرحه : هذا البيت اختلفت النسخ فيه ففي نسخة المحقق هكذا : " ابن سنان العوقي والقاري يشدد ابن عبد "
ناقص . قال المحقق : كذا في الأصل المقروء على المصنف ، وفي نسخة الشارح تمام البيت : " وذاك الساري " ، والنسخة التي شرحت عليها مذكرة في هامش المحقق ، وعزاها إلى نسخة أحمد بن بك الحسيني ، وقال : هو أحسن .(1/55)
885 - " مُعَمَّرٌ " يُشَدَّدُ ابْنُ يَحْيَى *** وَ" مُنْيَةٌ " بِالْيَاءِ أُمُّ " يَعَلَى "
886 - ابْنُ شُرَحْبِيلَ فَقُلْ " هُزَيْلُ " *** بِالزَّايِ لَكِنْ غَيْرُهُ " هُذَيْلُ "
887 - نَجْلُ أَبِي بُرْدَةَ قُلْ " بُرَيْدُ " *** وَابْنُ " الْبِرِنْدِ " غَيْرُ ذَا "يَزِيدُ"
888 - هَذَا جَمِيعُ مَا حَوَى(1) الْبُخَارِي *** فَاضْبِطْهُ ضَبْطَ حَافِظٍ ذَكَّارِ
889 - فِي مُسْلِمٍ خَلَفٌ " الْبَزَّارُ " *** وَسَالِمٌ " نَصْرِيُّهُمْ " " جَبَّارُ "
890 - هُوَ ابْنُ صَخْرٍ وَعَدِيُّ بْنُ "الْخِيَارْ" *** " جَارِيَةٌ " أَبُوالْعَلا بِالْجِيمِ سَارْ
891 - أَهْمِلْ " أَبَا بَصْرَةٍ الْغِفَارِي " *** كَذَا اسْمُهُ "حُمَيْلُ" مَعْ إِصْغَارِ
892 - صَغِّرْ "حُكَيْمًا" ابْنَ عَبْدِاللهِ ثُمّْ *** "عَبِيدَةَ" بْنِ الْحَضْرَمِيِّ لا تَضُمّْ
893 - وَافْتَحْ أَبَا عَامِرٍ ابْنَ " عَبْدَهْ " *** وَابْنِ " الْبَرِيدِ " هَاشِمٍ فَأَفْرِدَهْ
894 - وَاضْمُمْ"عُقَيْلاً"فِي الْقَبِيلِ مَعْ أَبِي *** يَحْيَى الْخُزَاعِيِّ كَمَاضٍ تُصِبِ
895 - "عَيَّاشُ" بِالْيَاءِ ابْنُ عَمْرِو الْعَامِرِي *** مَعْ نَقْطِهِ، وَهَكَذَا ابْنُ الْحِمْيَرِي
896 - " رِيَاحُ " بِالْيَاءِ أَبُو زِيَادِ *** وَكُنْيَةٌ لَهُ بِلا تَرْدَادِ
897 - وَكُلُّ مَا فِي ذَيْنِ وَالْمُوَطَّا *** فَهْوَ " الْحَرَامِيُّ " بِرَاءٍ ضَبْطَا
898 - إِلاَّ الَّذِي أُبْهِمَ عَنْ أَبِي الْيَسَرْ *** فِي مُسْلِمٍ فَإِنَّ فِيهِ الْخُلْفُ قَرّْ
899 - وَحِّدْ "زُبَيْدًا" مَاعَدَا ابْنَ الصَّلْتِ *** وَ" وَاقِدٌ " بِالْقَافِ فِيهَا يَأْتِي
900 - بِالْيَاءِ " الأَيْلِيُّ " سِوَى شَيْبَانَا *** لَكِنَّهُ بِنَسَبٍ مَا بَانَا
901 - وَلَمْ يَزِدْ مُوَطَّأٌ إِنْ تَفْطِن *** سِوَى بِضَمِّ "بُسْرٍ" ابْنِ مِحْجَنِ
__________
(1) قال الشيخ محمد علي بن آدم في شرحه : وفي نسخة المحقق : " ما روى " .(1/56)
المتفق و المفترق
902 - وَاعْنَِ بِمَا لَفْظًا وَخَطًّا يَتَّفِقْ *** لَكِنْ مُسَمَّيَاتُهُ قَدْ تَفْتَرِقْ
903 - لاسِيَّمَا إِنْ يُوجَدَا فِي عَصْرِ *** وَاشْتَرَكَا شَيْخًا وَرَاوٍ فَادْرِ
904 - فَتَارَةً يَتَّفِقُ اسْمًا وَأَبَا *** أَوْ مَعَ جَدٍّ أَوْ كُنًى وَنَسَبَا
905 - كَـ "أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ":خَمْسٌ بَانْ *** وَ"أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانْ"
906 - ثُمَّ " أَبِي عِمْرَانٍ الْجَوْنِي " *** اثْنَيْنِ: بَصْرِيٍّ وَبَغْدَادِيِّ
907 - أَوْ فِي اسْمِهِ وَاسْمِ أَبٍ وَالنَّسَبِ *** أَوْ كُنْيَةٍ كَعَكْسِهِ وَاسْمِ أَبِ
908 - نَحْوُ " مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللهِ " مِنْ *** قَبِيلَةِ الأَنْصَارِ أَرْبَعٌ زُكِنْ
909 - كَذَا "أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ" وَضُمّْ *** " ابْنَ أَبِي صَالِحٍ صَالِحًا " تَعُمّْ
910 - وَتَارَةً فِي اسْمٍ فَقَطْ ثُمَّ السِّمَهْ *** "حَمَّادُ" لابْنِ زَيْدَ وَابْنِ سَلَمَهْ
911 - فَإِنْ أَتَى عَنْ حَرْبٍ مُهْمَلا *** أَوْ عَارِمٍ فَهْوَ ابْنُ زَيْدٍ جُعِلا
912 - أَوْ هُدْبَةٍ أَوِ التَّبُوذَكِيِّ أَوْ *** حَجَّاجٍ أَوْ عَفَّانَ فَالثَّانِيْ رَأَوْا
913 - وَحَيْثُمَا أُطْلِقَ " عَبْدُاللهِ " فِي *** طَيْبَةَ فَاْبُن عُمَرٍ ، وَإِنْ يَفِي
914 - بِمَكَّةٍ فَابْنُ الزُّبَيْرِ ، أَوْ جَرَى *** بِكُوفَةٍ فَهْوَ ابْنُ مَسْعُودٍ يُرَى
915 - وَالْبَصْرَةِ الْبَحْرُ ، وَعِنْدَ مِصْرِ *** وَالشَّامِ مَهْمَا أُطْلِقَ ابْنُ عَمْرِو
916 - وَعَنْ "أَبِي حَمْزَةَ" يَرْوِي شُعْبَةُ *** عَنِ ابْنِ عَبَاسٍ بِزَايٍ عِدَّةُ
917 - إِلاَّ " أَبَا جَمْرَةَ " فَهْوَ بِالرَّا *** وَهْوَ الَّذِي يُطْلَقُ يُدْعَى نَصْرَا(1/57)
918 - وَمِنْهُ مَا فِي نَسَبٍ كَـ "الآمُلِي" *** وَ" الْحَنَفِيْ " مُخْتَلِفُ الْمَحَامِلِ
919 - وَاعْدُدْ بِهَذَا النَّوْعِ مَا يَتَّحِدُ *** فِيهِ الرِّجَالُ وَالنِّسَا وَعَدَّدُوا
920 - قِسْمَيْنِ مَا يَشْتَرِكَانِ إِسْمَا *** بِنْتُ عُمَيْسِ ابْنُ رِئَابٍ " أَسْمَا"
921 - وَالثَّانِ فِي اسْمٍ وَكَذَا فِي اسْمِ أَبِ *** " كَهِنْدٍ ابْنِ وَابْنَةِ الْمُهَلَّبِ "
المتشابه
922 - فِي الْمُتَشَابِهِ الْخَطِيبُ أَلَّفَا *** وَهْوَ مِنَ النَّوْعَيْنِ قَدْ تَأَلَّفَا
923 - يَتَّفِقَا فِي الاسْمِ وَالأَبُ ائْتَلَفْ *** أَوْ عَكْسُهُ أَوْ نَحْوُ ذَا كَمَا اتَّصَفْ
924 - كِـ"ابْنِ بَشِيرٍ" وَ" بُشَيْرٍ" سُمِّيَا *** أَيُوبَ،" حَيَّانَ " " حَنَانَ " عُزِيَا
925 - كَذَا " شُرَيْحٌ " وَلَدُ النًّعْمَانِ *** مَعَ " سُرَيْجٍ " وَلَدِ النَّعْمَانِ
926 - وَكَأَبِي عَمْرٍو هُوَ " الشَّيْبَانِي " *** مَعَ أَبِي عَمْرٍو هُوَ" السَّيْبَانِي "
927 - وَكَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ *** "الْمَخْرَمِيْ" "الْمُخَرِّمِيْ" مُضَاهِي
928 - وَكَـ "أَبِي الرِّجَالِ" الانْصَارِي *** مَعَ" أَبِي الرَّحَّالِ " الانْصَارِي
المشتبه المقلوب
929 - أَلَّفَ فِي الْمُشْتَبِهِ الْمَقْلُوبِ *** رَفْعًا عَنِ الإِلْبَاسِ فِي الْقُلُوبِ
930 - كَـ"ابْنِ الْوَلِيدِ مُسْلِمٍٍ" لَبْسٌ شَدِيدْ *** عَلَى الْبُخَارِي بِـ"ابْنِ مُسْلِمَ الْوَلِيدْ"
من نسب إلى غير أبيه
931 - وَادْرِ الَّذِي لِغَيْرِ أَبٍّ يَنْتَسِبْ *** خَوْفَ تَعَدُّدٍٍ إِذَا لَهُ نُسِبْ
932 - كَابْنِ " حَمَامَةٍ " لأمٍّ وَابْنِ *** " مُنْيَةَ " جَدَّةٌ ، وَلِلتَّبَنِّي
933 - مِقْدَادٌ ابْنُ "الأَسْوَدِ" ابْنُ"جَارِيَهْ" *** جَدٌّ وَفِي ذَلِكَ كُتْبٌ وَافِيَهْ(1/58)
المنسوبون إلى خلاف الظاهر
934 - وَنَسَبُوا "الْبَدْرِيَّ" وَ "الْخُوزِيَّا" *** لِكَوْنِهِ جَاوَرَ وَ " التَّيْمِيَا "
935 - كَذَلِكَ " الْحَذاَّءُ " لِلْجَلاَّسِ *** وَ" مِقْسَمٌ مَوْلَى بَنِي عَبَّاسِ "
المبهمات
936 - وَأَلَّفُوا فِي مُبْهَمَاتِ الأَسْمَا *** لِكَيْ تُحِيطَ النَّفْسُ مِنْهَا عِلْمَا
937 - كَرَجُلٍ وَامْرَأَةٍ وَابْنٍ وَعَمّْ *** خَالٍ أَخٍ زَوْجٍ وَأَشْبَاهٍ وَأُمّْ
معرفة الثقات والضعفاء
938 - مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ وَالْمُضَعَّفِ *** أَجَلُّ أَنْوَاعِ الْحَدِيثِ فَاعْرِفِ
939 - بِهِ الصَّحِيحَ وَالسَّقِيمَ وَارْجِعِ *** لِكُتُبٍ تُوضَعُ فِيهَا وَاتْبَعِ
940 - وَجُوِّزَ الْجَرْحُ لِصَوْنِ الْمِلَّهْ *** وَاحْذَرْ مِنَ الْجَرْحِ لأَجْلِ عِلَّهْ
941 - وَارْدُدْ كَلامَ بَعْضِ أَهْلِ الْعَصْرِ *** فِي بَعْضِهِمْ عَنِ ابْنِ عَبْدِ الْبَرِّ
942 - وَرُبَّمَا رُدَّ كَلامُ الْجَارِحِ *** إِذْ لَمْ يَكُنْ ذَاكَ بِأَمْرٍ وَاضِحِ
943 - الذَّهَبِيْ : مَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ عَلَى *** تَوْثِيقِ مَجْرُوحٍ وَجَرْحِ مَنْ عَلا
944 - وَتُعْرَفُ الثِّقَةُ بِالتَّنْصِيصِ مِنْ *** رَاوٍ وَذِكْرٍ فِي مُؤَلَّفٍ زُكِنْ
945 - أُفْرِدَ لِلثِّقَاتِ أَوْ تَخْرِيجِ *** مُلْتَزِمِ الصِّحَّةِ فِي التَّخْرِيجِ
معرفة من خلط من الثقات
946 - وَالْحَازِمِيْ أَلَّفَ فِيمَنْ خَلَّطَا *** مِنَ الثِّقَاتِ آخِرًا فَأُسْقِطَا
947 - مَا حَدَّثُوا فِي الاِخْتِلاطِ أَوْيُشَكّْ *** وَبِاعْتِبَارِ مَنْ رَوَى عَنْهُمْ يُفَكّْ
948 - كَابْنَيْ أَبِي عَرُوبَةٍ وَالسَّائِبِ *** وَذَكَرُوا رَبِيعَةً لَكِنْ أُبِي(1/59)
طبقات الرواة
949 - وَالطَّبَقَاتُ لِلرُّوَاةِ تُعْرَفُ *** بِالسِّنِّ وَالأَخْذِ وَقَدْ تَخْتَلِفُ
950 - فَالصَّاحِبُونَ بِاعْتِبَارِ الصُّحْبَهْ *** طَبَقَةٌ وَفَوْقَ عَشْرٍ رُتْبَهْ
951 - وَمِنْ مُفَادِ النَّوْعِ أَنْ يُفَصَّلا *** عِنْدَ اتِّفَاقِ الاِسْمِ وَالَّذِي تَلا
أوطان الرواة وبلدانهم
952 - قَدْ كَانَتِ الأَنْسَابُ لِلْقَبَائِلِ *** فِي الْعَرَبِ الْعَرْبَاءِ وَالأَوَائِلِ
953 - وَانْتَسَبُوا إِلَى الْقُرَى إِذْ سَكَنُوا *** فَمَنْ يَكُنْ بِبَلْدَتَيْنِ يَسْكُنُ
954 - فَانْسُبْ لِمَا شِئْتَ وَجَمْعٌ يَحْسُنُ *** وَابْدَأْ بِالاوْلَى وَبِثُمَّ أَحْسَنُ
955 - وَمَنْ يَكُنْ مِنْ قَرْيَةٍ مِنْ بَلْدَةِ *** فَانْسُبْ لِمَا شِئْتَ وَلِلنَّاحِيَةِ
956 - كَذَا لإِقْلِيمٍ أَوِ اجْمَعْ بِالأَعَمّْ *** مُبْتَدِئًا وَذَاكَ فِي الأَنْسَابِ عَمّْ
957 - وَنَاسِبٌ إِلَى قَبِيلٍ وَوَطَنْ *** يَبْدَأُ بِالْقَبِيلِ . ثُمَّ مَنْ سَكَنْ
958 - فِي بَلْدَةٍ أَرْبَعَةَ الأَعْوَامِ *** يُنْسَبْ إِلَيْهَا فَارْوِ عَنْ أَعْلامِ
الموالي
959 - وَلَهُمُ مَعْرِفَةُ الْمَوَالِي *** وَمَا لَهُ فِي الْفَنِّ مِنْ مَجَالِ
960 - وَلاَ عَتَاقَةٍ وَلاَءُ حِلْفِ *** وَلاَءُ إِسْلامٍ كَمِثْلِ الْجُعْفِي
التاريخ
961 - مَعْرِفَةُ الْمَوْلِدِ لِلرُّوَاةِ *** مِنَ الْمُهِمَّاتِ مَعَ الْوَفَاةِ
962 - بِهِ يَبِينُ كَذِبُ الَّذِي ادَّعَى *** بِأَنَّهُ مِنْ سَابِقٍ قَدْ سَمِعَا
963 - مَاتَ بِإِحْدَى عَشْرَةَ النَّبِي،وَفِي *** ثَلاثَ عَشْرَةٍ أَبُو بَكْرٍ قُفِي
964 - وَبَعْدَ عَشْرٍ عُمَرٌ ، وَالأُمَوِي *** آخِرَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ ، عَلِي
965 - فِي الأَرْبَعِينَ ، وَهْوَ وَالثَّلاثُ *** سِتِّينَ عَاشُوا بَعْدَهَا ثَلاثُ
966 - وَطَلْحَةٌ مَعَ الزُّبَيْرِ قُتِلا *** فِي عَامِ سِتٍّ وَثَلاثِينَ كِلا(1/60)
967 - وَفِي ثَمَانِي عَشْرَةٍ تُوُفِّي *** عَامِرُ ، ثُمَّ بَعْدَهُ ابْنُ عَوْفِ
968 - بَعْدَ ثَلاثِينَ بِعَامَيْنِ ، وَفِي *** إِحْدَى وَخَمْسِينَ سَعِيدٌ، وَقُفِي
969 - سَعْدٌ بِخَمْسَةٍ تَلِي خَمْسِينَا *** فَهْوَ آخِرُ عَشْرَةٍ يَقِينَا
970 - وَعِدَّةٌ مِنَ الصِّحَابِ وَصَلُوا *** عِشْرِينَ بَعْدَ مِائَةٍ تُكَمَّلُ
971 - سِتُّونَ فِي الإِسْلامِ حَسَّانٌ، يَلِي *** حُوَيْطِبٌ ، مَخْرَمَةُ بْنُ نَوْفَلِ
972 - ثُمَّ حَكِيمٌ ، حَمْنَنٌ ، سَعِيدُ، *** وَآخَرُونَ مُطْلَقًا لَبِيدُ
973 - عَاصِمُ ، سَعْدٌ ، نَوْفَلٌ ، مُنْتَجِعُ *** لَجْلاجُ ، أَوْسٌ ، وَعَدِيٌّ ، نَافِعُ
974 - نَابِغَةُ . ثُمَّةَ حَسَّانُ انْفَرَدْ *** أَنْ عَاشَ ذَا أَبٌ وَجَدُّهُ وَجدّْ
975 - ثُمَّ حَكِيمٌ مُفْرَدٌ بَأَنْ وُلِدْ *** بِكَعْبَةٍ وَمَا لِغَيْرِهِ عُهِدْ
976 - وَمَاتَ مَعْ حَسَّانَ عَامْ أَرْبَعِ *** ِمْن بَعْدِ خَمْسِينَ عَلَى تَنَازُعِ
977 - لِمِائَةٍ وَنِصْفِهَا النُّعْمَانُ *** وَبَعْدُ إِحْدَى عَشْرَةٍ سُفْيَانُ
978 - وَمَالِكٌ فِي التِّسْعِ وَالسَّبْعِينَا *** وَالشَّافِعِي الأَرْبَعُ مَعْ قَرْنَيْنَا
979 - وَفِي ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ قَضَى *** إِسْحَاقُ بَعْدَ أَرْبَعِينَ قَدْ مَضَى
980 - أَحْمَدُ وَالْجُعْفِيُّ عَامَ سِتَّةِ *** مِنْ بَعْدِ خَمْسِينَ وَبَعْدَ خَمْسَةِ
981 - مُسْلِمُ وَابْنُ مَاجَهٍ مِنْ بَعْدِ *** سَبْعِينَ فِي ثَلاثَةٍ بِحَدِّ
982 - وَبَعْدُ فِي الْخَمْسِ أَبُو دَاوُدَا *** وَالتِّرْمِذِيْ فِي التِّسْعِ خُذْ مَلْحُودَا
983 - وَالنَّسَئِيْ بَعْدَ ثَلاثِمِائَةِ *** عَامَ ثَلاثٍ ثُمَّ بَعْدَ خَمْسَةِ
984 - الدَّارَقُطْنِيْ وَثَمَانِينَ نُعِي *** خَامِسَ قَرْنِ خَامِسَ ابْنُ الْبَيِّعِ(1/61)
985 - عَبْدُالْغَنِي لِتَسْعَةٍ وَقَدْ قَضَى *** أَبُو نُعَيْمٍ لِثَلاثِينَ رِضَى
986 - وَلِلثَّمَانِ الْبَيْهَقِي لِخَمْسَةِ *** مِنْ بَعْدِ خَمْسِينَ مَعًا فِي سَنَةِ
987 - يُوسُفُ وَالْخَطِيبُ ذُو الْمَزِيَّهْ *** هَذَا تَمَامُ نَظْمِيَ الأَلْفِيَّهْ
988 - نَظَمْتُهَا فِي خَمْسَةِ الأَيَّامِ *** بِقُدْرَةِ الْمُهَيْمِنِ الْعَلاَّمِ
989 - خَتَمْتُهَا يَوْمَ الْخَمِيسِ الْعَاشِرِ *** يَا صَاحِ مِنْ شَهْرِ رَبِيعِ الآخِرِ
990 - مِنْ عَامِ إِحْدَى وَثَمَانِينَ الَّتِي *** بَعْدَ ثَمَانِمِائَةٍ لِلْهِجْرَةِ
991 - نَظْمٌ بَدِيعُ الْوَصْفِ سَهْلٌ حُلْوُ *** لَيْسَ بِهِ تَعَقُّدٌ أَوْ حَشْوُ
992 - فَاعْنَ بِهَا بِالْحِفْظِ وَالتَّفْهِيمِ *** وَخُصَّهَا بِالْفَضْلِ وَالتَّقْدِيمِ
993 - وَأَحْمَدُ اللَّهَ عَلَى الإِكْمَالِ *** مُعْتَصِمًا بِهِ بِكُلِّ حَالِ
994 - مُصَلِّيًا عَلَى نَبِيٍّ قَدْ أَتَمّْ *** مَكَارِمَ الأَخْلاقِ وَالرُّسْلَ خَتَمْ(1/62)
ألفية السيرة النبوية
يقولُ رَاجي مَن إليهِ المَهرَبُ * عبدُ الرحيمِ بنُ الحسينِ المُذنبُ
أحمدُ ربّي بأتمّ الحَمدِ * وللصلاةِ وللسلامِ أُهدِي
إلى نبيّهِ وأَرجو الله * في نُجْحِ ما سئلتُهُ شِفَاها
مِنْ نظمِ سيرةِ النَبيّ الأمْجَدِ * ألفيةً حاويةً للمَقصِدِ
وليعلمِ الطالبُ أنَّ السّيَرَا * تَجمَعُ ما صحَّ وما قدْ أُنْكرَا
والقصدُ ذكرُ ما أتى أهلُ السّيَرْ * بهِ وإنْ إسنادُهُ لمْ يُعْتَبَرْ
فإنْ يكنْ قدْ صحَّ غيرُ ما ذُكِرْ * ذكرتُ ما قد صحَّ منهُ واستُطِرْ
محمدٌ معَ المُقفّي أحمَدا * الحاشرُ العَاقِبُ والمَاحي الرَّدا
وهْوَ المسمَّى بنبيّ الرَّحمةِ * في مُسلمٍ وبنبيّ التوبةِ
وفيهِ أيْضًا بنبيّ المَلْحَمَهْ * وفي رِوايةٍ نبيّ المَرْحَمَهْ
طَهَ وَيَس مَعَ الرَّسولِ * كذاكَ عبدُ الله في التَّنْزيلِ
والمُتَوَكّلُ النبيُّ الأمّي * والرَّؤُفُ الرَّحيمُ أيُّ رُحْمِ
وشاهِدًا مُبَشّرًا نَذيرَا * كذا سِرَاجًا صِلْ بِهِ مُنِيرَا
كذا بِهِ المُزّمِّلَ المُدّثرَا * ودَاعيًا لله والمُذَكِّرَا
ورَحْمَةً ونِعْمَةً وهادي * وغَيْرَها تَجِلُّ عن تَعدادِ
وقدْ وعَى ابنُ العربيّ سَبعهْ * مِنْ بعدِ ستينَ وقيلَ تسعَهْ
مِنْ بعدِ تسعينَ ولابنِ دِحْيةِ * الفَحْصَ يُوفِيها ثلاثَمائةِ
باب ذكر نسبه الزكي الطيب الطاهر
وهْو ابنُ عبدِ الله عبدُ المطلبْ * أبوهُ وهْوَ شَيبَةَ الحَمْدِ نُسِبْ
أبُوهُ عمرٌو هاشِمٌ والجدُّ * عبدُ مَنافِ بنُ قُصَيّ زَيْدُ
ابنُ كِلابٍ أي حكيمٍ يا أُخَيْ * وهْوَ ابنُ مُرَّةَ بنِ كعْبِ بنِ لُؤَيْ
وهْوَ ابنُ غالبٍ أي ابنِ فِهْرِ * وهْوَ ابنُ مالكٍ أي ابنِ النضْرِ
وأبُهُ كِنانةٌ ما أبْرَكَهْ * والدُهُ خزيمةُ بْنُ مُدْرِكَهْ
وهْوَ ابنُ إلْياسَ أيِ ابْنِ مُضَرا * إبنِ نزارِ بْنِ مَعَدٍّ لا مِرا
وهو ابن عبد الله والأب انتسب * لشيبة الحمد اسم عبد المطلب".(1/1)
وهْوَ ابنُ عدنانَ وأهلُ النسبِ * قدْ أجْمعوا إلى هُنا في الكتُبِ
وبعدَهُ خُلْفٌ كثيرٌ جَمُّ * أصحُّهُ حَوَاهُ هذا النظمُ
عدنانُ في القولِ الصحيح ابنُ أُدَدْ * وبعضُهُمْ يزيدُ أُدًّا في العَدَدْ
بَينَهُما وأُدَدٌ والدُهُ * مُقَوَّمٌ ناحورُ بعدُ جَدُّهُ
وهْوَ ابنُ تَيْرَحٍ أيِ ابنِ يَعْرُبا * وأنَّ يعربَ هوَ ابنُ يَشجُبَا
وهْو ابنُ نابِتٍ وإسماعيلُ * أبٌ لهُ وجدُّهُ الخَليلُ
إبرهِمُ بْنُ تارَحٍ أيْ ءازرُ * وهْوُ ابنُ ناحورَ وهذا ءاخَرُ
وهْو ابنُ سَاروحَ بنِ أرْغو فالَخْ * أبٌ له ابنُ عَيْبرَ بنِ شالَخْ
وهْو ابنُ أرْفَخْشَذْ أبوهُ سامُ * أبوهُ نوحٌ صائمٌ قَوَّامُ
وهْو ابنُ لامَكَ بنِ مَتُّوشَلَخا * ابْنِ خَنُوحَ وهْو فيما وُرِّخا
إدريسُ فيما زعموا يَرْدٌ أبُهْ * وهو ابنُ مَهْليلَ بنِ قَيْنن يَعْقِبُهْ
يانَشُ شيثٌ أبُهُ ابنُ ءادما * صلَّى عليه ربُّنا وسلَّما
أمَّا قريشٌ فالأصحُّ فِهْرُ * جماعُهَا والأكثرونَ النَّضرُ
وأمُّهُ ءامنَةٌ والدُها * وَهْبٌ يَلي عبدُ منافٍ جَدُّها
وهْوَ ابنُ زُهْرةَ يلي كِلابُ * وفيهِ مَعْ أبيهِ الانتسابُ
باب ذكر مولده ورضاعه وما وقع فيها من العجائب والآيات
وَوُلِدَ النبيُّ عامَ الفيلِ * أيْ في ربيعِ الأولِ الفَضيلِ
ليومِ الاثنينِ مُباركًا أتى * لليلتينِ مِنْ ربيعٍ خَلتا
وقيلَ بل ذاكَ لثنتيْ عَشْرَهْ * وقيلَ بعدَ الفيلِ ذا بفترهْ
بأربعينَ أو ثلاثينَ سنهْ * ورُدَّ ذا الخُلْفُ وبعضٌ وهَّنَهْ
وقَدْ رَأتْ إذ وَضَعَتْهُ نورا * خرَجَ منْها فَأَضَا القُصورا
قصورَ بُصْرَى قَدْ أضاءتْ ووُضِعْ * بَصرُهُ إلى السماءِ مُرْتَفِعْ
ماتَ أبوهُ ولهُ عامانِ * وثلُثٌ وقيلَ بالنقصَانِ
عنْ قَدرِ ذا بلْ صحَّ كانَ حَمْلا * وأرْضعَتْهُ حينَ كان طِفلا
معْ عمّهِ حمزةَ ليثِ القَومِ * ومَعْ أبي سلَمةَ المَخزومِي
ثُويبةٌ وهْي التي أبو لهَبْ * أعتَقها وإنهُ حينَ انقَلبْ(1/2)
هُلْكًا رُئي نومًا بشرِّ حِيبهْ * لكنْ سُقِي بعتقِهِ ثُويبهْ
وبعدَها حَليمةُ السَّعدِيهْ * فَظفِرتْ بالدُّرةِ السَّنِيَّهْ
نَالتْ بهِ خيرًا وأيَّ خَيرِ * مِنْ سَعةٍ ورَغَدٍ وَمَيْرِ
أقامَ في سَعدِ بنِ بكرٍ عندَها * أربعةَ الأعوامِ تَجْني سَعْدَها
وحينَ شَقَّ صدرَهُ جبريلُ * خَافتْ عليهِ حَدَثًا يَؤولُ
ردَّتْهُ سَالمًا إلى ءامنةِ * وخَرَجَتْ بهِ إلى المَدينةِ
تَزورُ أخْوَالا له فَمَرِضَتْ * راجعةً فقُبضَتْ ودُفنَتْ
هناك بالأبواءِ وهْوَ عمُرُهْ * ستُّ سنينَ معَ شىءٍ يقدُرُهْ
ضابطُهُ بمائةٍ أيّاما * وقيلَ بلْ أربعَةٌ أعوَاما
وحينَ ماتَتْ حملتْهُ برَكَهْ * لجدِهِ بمكةَ المُبَارَكهْ
كَفَلَهُ إلى تَمَامِ عُمْرِهِ * ثمانيًا ثم مَضَى لقبرِهِ
باب ذكر كفالة أبي طالب له ومتعلقات ذلك
أوْصَى بهِ جَدُّهُ عبدُ المُطلِبْ * إلى أبي طالبٍ الحَامي الحَدِبْ
يَكفُلُهُ بعدُ فكانَتْ نَشْأتُهْ * طاهرةً مَأمونةً غائِلتُهْ
فكانَ يُدعى بالأمينِ ورَحَلْ * معْ عَمهِ للشَّامِ حتى إذْ وصَلْ
بُصرى رأى منه بَحِيرا الراهبُ * ما دلَّ أنه النبيُّ العاقِبُ
محمدٌ نبيُّ هذي الأمَّهْ * فرَدَّهُ تَخَوفًا مِنْ ثَمَّهْ
مِنْ أنْ يَرَى بعضُ اليهودِ أمرَهْ * وعمْرهُ إذ ذاك ثِنتا عشْرهْ
ثمَّ مضَى للشَّامِ مَعْ مَيْسرةِ * في مَتجرٍ والمَالُ منْ خَديجةِ
مِنْ قَبلِ تزويجٍ بها فَبلَغا * بُصْرَى فباعَ وتَقَاضَا ما بَغَا
وقدْ رأى ميسرةُ العَجَائبَا * منهُ وما خُصَّ بهِ مواهِبا
وحدَّثَ السيدةَ الجَليلَهْ * خديجةَ الكُبرى فأحصَتْ قِيلَهْ
ورغِبَتْ فخطبَتْ محمَّدا * فيَا لها مِنْ خِطبةٍ ما أسْعَدا
وكانَ إذْ زُوّجَها ابنَ خمسِ * منْ بعدِ عشرينَ بغيرِ لَبْسِ
باب قصة بناء الكعبة الشريفة
وإذْ بَنَتْ قريشٌ البيتَ اختلَفْ * ملاؤهُمْ تنازعًا حتى وقَفْ
أمرُهمُ فيمنْ يكونُ يَضَعُ * ألحجرَ الأسودَ حيثُ يُوضعُ(1/3)
إذْ جاءَ قالوا كلُّهُمْ رَضِينا * لوضعِهِ محمدَ الأمينَا
فحُطَّ في ثوبٍ وقال يَرْفعُ * كلُّ قبيلٍ طرَفًا فرفَعُوا
ثُمَّتَ أودَعَ الأمينُ الحَجَرا * مكانَهُ وقد رضُوا بما جَرَى
باب كيف كان بدء الوحي
حتى إذا مَا بَلَغَ الرسولُ * الأربعينَ جَاءهُ جبريلُ
وهْوَ بغارٍ بحِرَاءٍ مُختَلي * فجاءهُ بالوحيِ منْ عندِ العَلي
في يومِ الاثنينِ وكانَ قدْ خَلَتْ * منْ شَهرِ مولدٍ ثمانٌ انْ ثَبَتْ
وقيلَ في سابعِ عشري رَجبِ * وقيلَ بلْ في رمضانَ الطيّبِ
قالَ لهُ اقرأ وهْوَ في المِرارِ * يُجيبُ نُطقًا ما أنا بِقاري
فَغَطَّهُ ثلاثةً حتى بَلَغْ * الجَهْدَ فاشتدَّ لذاكَ وانصبَغْ
أقرأَهُ جبريلُ أولَ العَلَقْ * قَرأَهُ كَمَا لَهُ بها نَطَقْ
وكونُ ذا الأولَ فهْوَ الأشهَرُ * وقيلَ بل يَا أيّها المُدثِّرُ
وقيلَ بلْ فاتحةَ الكتابِ * والأولُ الأقربُ للصَوابِ
جَاءَ إلى خديجةَ الأمينَهْ * يشكُو لها ما قَدْ رَءاهُ حِينَه
فثبَّتَتْهُ إنَّها موفَّقَهْ * أولُ مَنْ قدْ ءامنَتْ مُصَدِّقَهْ
ثمَّ أَتَتْ بهِ تَؤمُّ وَرَقَهْ * قَصَّ عليهِ ما رأى فَصَدَّقَهْ
فَهْوَ الذي ءامنَ بعدُ ثانيا * وكانَ بَرًّا صَادقًا مُواتِيا
والصادِقُ المصدوقُ قالَ إنهْ * رأى له تَخَضْخُضًا في الجَنهْ
باب ذكر قدر إقامته عليه السلام بمكة بعد البعث
أقَامَ في مَكَّةَ بعدَ البِعثَةِ * ثلاثَ عَشْرةَ بغيرِ مِرْيةِ
وقيلَ عَشْرًا أو فخمسَ عشْرَهْ * قولانِ وهَّنُوهُما بمَرَّهْ
فكانَ في صَلاتهِ يَستقبِلُ * بمكةَ القُدسَ ولكنْ يَجعَلُ
البيتَ منْ بينِ يديهِ أيضا * فيما أتى تَطوّعًا أو فَرْضا
وبعدَ هجرةٍ كذا للقُدْسِ * عامًا وثُلثًا أو ونصْفُ سُدْسِ
وحُوِّلتْ منْ بعدِ ذاكَ القِبلةُ * لكعبةِ الله ونِعْمَ الجِهَةُ
مِنَ الرجالِ ابنُ أبي قُحَافهْ * قالَ بهِ حَسانُ في القَصيدهْ
باب ذكر السابقين إلى الإسلام(1/4)
وعِدةٌ من الصحَابةِ الأُلى * وفَّوْا وتابِعُوهُمُ ممن تَلَى
إذا تذكرت شجوًا من أخي ثقةٍ * فاذكر أخاك أبا بكرٍ بما فعلا
خير البرية أتقاها وأعدلها * بعد النبي وأوفاها بما حملا
والتالي الثاني المحمود مَشْهدُه * وأول الناس منهم صدق الرسلا
خديجَةَ اذكرْ أولَ النّسوانِ * عليًّا اعدُدْ أولَ الصبيانِ
وعمرُهُ ثمانٌ أو فَعَشْرُ * أو ستٌّ أو خمسٌ وقيلَ أكثرُ
مِنَ المَوالي زيد بنُ حارثهْ * كان مُجَالِسًا لهُ محادِثَهْ
عثمَانُ والزبيرُ وابنُ عوْفِ * طلحةُ سعدٌ أمِنوا مِنْ خَوفِ
إذْ ءامنوا بدعوةِ الصديقِ * كذا ابنُ مظعونٍ بذا الطريقِ
ثم أبو عبيدةٍ والأرقمُ * كذا أبو سلمةَ المكرَّمُ
وابنُ سعيدٍ خالدٌ قدْ أسلمَا * وقيلَ بلْ قبلَهُمُ تَقدَّما
كذا ابنُ زيدٍ أي سعيدٌ لا مِرَا * وزوجُهُ فاطمةُ أختُ عُمَرا
كذاكَ عبدُ الله معْ قُدامَهْ * هما لمظعونٍ سعيدَا الهامَهْ
وحاطبٌ حطابٌ ابنا الحارثِ * أسماءُ عائشْ وهْيَ غيرُ طامثِ
كذا ابنُ إسحقَ بذاكَ انفرَدا * ولم تكنْ عائِشُ ممنْ وُلِدا
فاطمةٌ فُكَيْهَةُ الزوجانِ * تلكَ لذاكَ هذهِ للثاني
عبيدةُ بْنُ حارثٍ خَبّابُ * ابنُ الأرتِّ كلهُمْ أجَابُوا
كذا سَلِيْطٌ وهُوَ ابنُ عمرِو * وابنُ حذافةَ خُنَيْسٌ بَدري
وابنُ ربيعةَ اسمُهُ مسعودُ * ومَعْمَرُ بنُ حارثٍ معدودُ
وولدا جَحْشٍ هما عبدُ الله * كذا أبو أحمدَ عبدٌ أوَّاهْ
كذا شَبيهُ المُصطفى أي جَعفرُ * أسماءُ زوجُهُ الحَليفُ عامرُ
عياشٌ اعني ابنَ أبي ربيعهْ * وزَوْجُهُ أسمَا إلى سَلامهْ
نُعَيمٌ النَّحامُ أيضًا حاطبُ * وهو ابنُ عمروٍ وكذاك السائبُ
أي ابنُ عثمانَ بنِ مظعونٍ ذُكِرْ * أبوهُ مع مُطَّلِبِ بنِ أزهَرْ
وزوجُهُ رَملةُ معْ أُمَيْنَهْ * بنت خلَفْ لخَالدٍ قَرينَهْ
مضَى اسمُهُ عمارٌ بنُ ياسرِ * وابنُ فُهَيْرةَ اسمِهِ بعامِرِ
أبو حذيفةَ صهيبٌ جُنْدُبُ * وهْوَ أبو ذرٍّ صَدوقٌ طيّبُ(1/5)
وقالَ إني رابعٌ لأربعَهْ * من تابِعِي النبيّ أسلموا معَهْ
كذا أُنيسٌ أخُهُ قدْ أسلمَا * ثُمَّتَ بعدُ أسلَمَتْ أمُهُمَا
كذا ابنُ عبدِ الله وهْوَ وافِدُ * كذا إياسٌ عاقِلٌ وخَالدُ
وعامرٌ أربعةٌ بنُو البُكَيرْ * وابنُ أبي وقاصٍ اسمُه عُمَيرْ
كذاك بنتُ أسدٍ فاطمةُ * كذاك بنتُ عامرٍ ضُباعَةُ
عمرٌو أبو نَجِيحِ فيهمْ مَعدودْ(1) * عُتبةُ عبدُ الله نَجلا مسعُودْ
باب إسلام عبد الله بن مسعود المذكور
اليوم يبدو بعضه أو كله * وما بدا منه فلا أحله
جاءَ لهُ النبيُّ وهْوَ يَرْعى * غُنَيْمةً يُسيمُها في المرعَى
قالَ لهُ شاؤُكَ فيها لبنُ * قالَ نعمْ لكنني مُؤْتَمَنُ
قالَ فَهَلْ فيها إذًا منْ شاةِ * ما مسَّها الفَحلُ إذًا فتَأْتي
بِها فمسَّ الضَّرْعَ وهْوَ يدْعو * فامتَدَّ ضَرعُها وَدَرّ الضَّرْعُ
فاحْتلَبَ الشاةَ وأسقى ثمَّ مَصْ * في شربهِ قالَ لهُ اقلُصْ فَقلَصْ
قالَ فعلِّمني لَعَلي أعلَمُ * قالَ له غُلَيِّمٌ مُعَلَّمُ
باب اجتماع المسلمين بدار الأرقم
واتَّخَذَ النبيُّ دارَ الأرْقَمِ * للصحْبِ مُسْتخفِينَ عنْ قَوْمِهِمِ
وقيلَ كانوا يخرجونَ تَتْرى * إلى الشِّعَابِ للصلاةِ سِرّا
حتَّى مَضَتْ ثلاثةٌ سِنينا * وأظهرَ الرحمنُ بعدُ الدّينا
وصَدعَ النبيُّ جَهرًا مُعلِنا * إذْ نَزلتْ فاصدَعْ بما فمَا ونَى
باب ذكر تأييده عليه السلام بمعجزة القرءان
وأنذرَ العشائرَ التي ذكِرْ * بجمعِهِمْ إذْ نزلتْ وأَنذِرْ
وجعلَ الله لهُ القُرءانا * ءايةَ حقّ أعجَزَتْ بُرهَانا
أقامَ فيهمْ فوقَ عَشرٍ يَطلبُ * إتيانَهُمْ بمثلِهِ فغُلِبُوا
ثمَّ بعَشْرِ سُوَرٍ فسورَهْ * فلمْ يُطِيقوها ولو قَصيرهْ
وهُمْ لَعَمرِي الفُصحاءُ اللُّسْنُ * فانقَلَبوا وهُمْ حَيارى لُكْنُ
وأُسمِعوا التوبيخَ والتَّقريعا * لدى المَلا مُفترِقًا مَجموعا
فلمْ يفُهْ منهمْ فصِيحٌ بِشَفَهْ * مُعَارِضًا بل الإلهُ صَرَفَهْ(1/6)
فَقَائلٌ يقولُ هذا سِحرُ * وقائلٌ في أذُنيَّ وَقْرُ
وقائلٌ يقولُ ممّنْ قَد طَغَوا * لا تسمعُوا لهُ وفيه فالْغوا
وهُمْ إذا بعضٌ ببعضٍ قدْ خَلا * اعتَرَفوا بأنَّ حقًّا ما تلا
وأنهُ ليس كلامَ البَشَرِ * وأنّه ليسَ لهُ بمُفتَرِي
اعترَف الوليدُ ثمّ النَّضرُ * وعتبةٌ بذاكَ واستقَرّوا
وابنُ شَرِيقٍ باءَ وهْوَ الأخنسُ * كذا أبو جهلٍ ولكنْ أَبْلَسوا
وكيفَ لا وهْوَ كلامُ الله * مُنزهٌ عنْ نِحْلةِ اشتبَاهِ
يَهدي إلى التي هُدَاها أَقْوَمُ * بهِ يُطَاعُ وبهِ يُعتَصَمُ
وهْوَ لَدَيْنا حَبْلُهُ المَتينُ * نعبُدُهُ بهِ ونسْتعينُ
وهْوَ الذي لا تَنقَضي عَجَائبُهْ * ولا يَضلُّ أبدًا مُصاحِبُهْ
معجزةً باقيَةً على المَدَا * حتى إلى الوَ قتِ الذي قدْ وَعدا
باب كفاية الله تعالى نبيه المستهزئين به من كفار قريش ومن تبعهم
وقدْ كَفَى المُسْتهزئينَ البُعَدا * الله ربُّنا فَبَاءوا بالرَّدَى
فَعَمِيَ الأسودُ ثمَّ الأسودُ * الآخرُ اسْتسْقَى وأرْدَتْهُ اليَدُ
كذا أشارَ للوليدِ فانتَقَضْ * الجُرحُ والعاصي كذاك فعَرَضْ
لرجلِهِ الشوكةُ حتى أُزْهِقا * والحارثُ اجتيحَ بقيحٍ بَزَقا
وعُقبَةٌ في يومِ بَدرٍ قُتِلا * أَبو لَهَبْ بَاءَ سريعًا بالبَلا
ثامِنُهُمْ أسلَمَ وهو الحَكمُ * فَقَدْ كَفَاهُ شَرَّه إذْ يسلِمُ
باب مشي كفار قريش
ثُمَّ مَشَتْ قريشٌ الاعداءُ * إلى أبي طالبٍ ان يُساءُوا
من ابنِهِ محمدٍ في سَبّهِمْ * وسبّ دينِهِمْ وَذِكرِ عَيْبِهِمْ
في مَرَّةٍ ومَرةٍ ومَرهْ * وهْوَ يَذُبُّ ويُقَوّي أَمْرَهْ
في ءاخرِ المَرَّاتِ قالوا أعطِنا * محمدًا وخُذْ عُمارةَ ابْنَنا
بَدَلَهُ قَالَ أردتُم أكفُلُ * إبنَكُمُ وأُسْلِمُ ابْني يُقْتَلُ
ثمَّ مضَى يجهَرُ بالتوحيدِ * ولا يخافُ سَطوَةَ العَبيدِ
وأجمعتْ قريشٌ أن يقولُوا * ساحرًا احْذروا وعنهُ مِيلُوا
وقَعَدوا في زمنِ المَواسِمِ * يُحذِّرونَ منهُ كلَّ قادِمِ(1/7)
وافتَرَقَ الناسُ فَشاعَ أمرُهُ * بينَ القبائلِ وسارَ ذِكرُهُ
باب ذكر وفد نجران
وجاءَ مِنْ نَجرانَ قَومٌ أسْلَموا * عِدَّتُهُمْ عشرونَ لما عَلِمُوا
بِصدقِهِ جَاءَ أبو جَهْلٍ فَسَبْ * واقْذَعَ القولَ لهُم بلا سَبَبْ
فأعرَضوا وقولُهُمْ سَلامُ * ليسَ لنا مَعْ جاهِلٍِ كلامُ
باب قدوم ضماد بن ثعلبة
ثمَّ أتى ضِمادُ وهْوَ الأزْدي * ليَسْتبينَ أمرَهُ بالنَّقْدِ
ما هُوَ إلا أَنْ محمدٌ خَطَبْ * أَسْلَمَ للوقْتِ بصِدْقٍ وَذَهَبْ
باب ذكر أذى قريش للنبي صلى الله عليه وسلم
وأُوذِيَ النبيُّ ما لمْ يُوذا * مَنْ قبلَهِ منَ النبيينَ وَ ذَا
ممَّا يضاعفُ له الأجورا * ولو يشاءُ دُمِّروا تَدْميرا
لكنهُمْ إذ أضمَروا الضَّغَائِنا * ما مُكّنوا فاستَضْعفوا مَنْ ءامَنَا
عَمَّارًا الطيبَ أمَّه أَبَهْ * أمَّ بلالٍ وبلالا عذّبَهْ
أميةٌ ومنهُمُ جَاريةُ * ومنهُمُ زِنْبَرَةُ الرُّومِيّةُ
كذاكَ أمُّ عَنْبَسٍ وابنتُهَا * وابنُ فُهَيْرةٍ فذي سَبْعَتُها
ابتاعَها الصديقُ ثم أعتَقْ * جَميعَهُمْ لله بَرَّ وصَدَقْ
بابُ ذكرِ انشقاقِ القمرِ
وإذْ بَغَتْ منهُ قريشٌ أنْ يُرِي * ءايًا أراهُمُ انشقاقَ القَمَرِ
فصارَ فرقتينِ فرقةٌ عَلَتْ * وفرقةٌ للطودِ منهُ نزلَتْ
وذاكَ مَرتينِ بالاجماعِ * والنصّ والتواترِ السَّماعي(2)
زادَ الذينَ ءامنوا إيمَانا * ولأبي جَهْلٍ بهِ طُغْيانا
وقالَ ذا سحرٌ فجاءَ السفْرُ * كلٌّ بهِ مُصدّقٌ مُقِرُّ
باب ذكرِ الهجرتينِ إلى النجاشي ملكِ الحبشةِ
لمّا فشَا الإسلامُ واشتَدَّ على * مَنْ أسلمَ البَلاءُ هاجروا إلى
أَصْحَمَةٍ في رجَبٍ مِنْ سنةِ * خمسٍ مَضَتْ لهمْ مِنَ النبوةِ
خَمسٌ من النّساءِ واثنَا عَشرَا * مِنَ الرجالِ كُلُّهُمْ قدْ هَاجَرا
عثمانُ معْ زوجتِهِ رُقَيَّهْ * أسْبَقُهُمْ للهجرةِ المَرْضِيّهْ
مُصعبُ والزبيرُ وابنُ عَوْفِ * وحَاطبٌ فأَمِنوا مِنْ خَوفِ(1/8)
كذا ابنُ مظعونِ ابنُ مسعودٍ أبو * سَلَمَةٍ وزوجُهُ تُصَاحِبُ
أبو حُذَيْفةٍ أبوهُ عُتْبَةُ * وزوجُهُ بنتُ سُهَيْلٍ سَهْلَةُ
وابنُ عميرٍ هاشمٌ وعامرُ * ابنُ ربيعةَ الحَليفُ الناصرُ
وزوجُهُ ليلى أبو سَبْرَةَ مَعْ * زوجتِهِ أي أمِّ كُلْثومٍ جُمَعْ
وَخَرَجَتْ قريشٌ في الآثارِ * لم يصِلوا منهُمْ لأخْذِ الثَّارْ
فجاوَرُوهُ في أتمّ حالِ * ثمَّ أتَوْا مَكةَ في شَوَّالِ
مِنْ عامِهِمْ إذ قيلَ أهلُ مكةِ * قدْ أسلمُوا ولمْ يكنْ بالثَّبَتِ
فاسْتَقبلُوهُمْ بالأذى والشدَّةِ * فرَجَعُوا للهِجرةِ الثانيةِ
في مائةٍ عَدُّ الرجالُ منهُمُ * اثنانِ منْ بعدِ الثمانينَ هُمُ
فنزلَوا عندَ النجاشيِ على * أتَمّ حالٍ وتغيَّظَ المَلا
على النبيّ وعلى أصحابِهِ * وكتبَ البغيضُ في كتابِهِ
على بنِي هاشِمٍ الصحيفَهْ * وعُلّقتْ بالكعبَةِ الشريفهْ
أنْ لا تُناكِحوهُمُ ولا ولا * وحُصِروا في الشّعبِ حتى أقبَلا
أولُ عامِ سبعةٍ للبَعْثِ * قاسوا به جَهْدًا بشَرّ مُكْثِ
وسُمعتْ أصواتُ صبيانِهِمُ * فسَاءَ ذاكَ بعضَ أقوامِهِمُ
وأُطلعَ الرسولُ أن الأرَضَهْ * أكلتِ الصحيفةَ المُبَغَّضهْ
ما كانَ مِن جَوْرٍ وظلمٍ ذَهَبَا * وبَقِيَ الذكرُ كما قدْ كُتِبا
فوجَدوا ذاكَ كمَا قالَ وَقَدْ * شُلَّتْ يدُ البَغيضِ والله الصمدْ
فلبسُوا السلاحَ ثم خَرجُوا * مِنْ شَعبهِمْ وكانَ ذاكَ المَخرجُ
في عامِ عَشْرةٍ بغيرِ مَيْنِ * وقيلَ كانَ مُكثُهُمْ عامَينِ
ألا أبلغا عني التي ذات بيننا * لؤيًّا وخصا من لؤي بني كعب
ألم تعلموا أنا وجدنا محمدًا * نبيًّا كموسى خُطَّ في أول الكتب
وأنَّ عليهِ في العبادِ محبةً * ولا خيرَ ممن خَصَّه الله بالحُب
باب وفاة أبي طالب وخديجة بنت خويلد زوجة المصطفى وذلك في عامٍ واحدٍ
بعدَ خروجِهِمْ بِثُلْثَيْ عَامِ * وثُلُثَيْ شَهرٍ ويوْمٍ طامي
سِيقَ أبو طالبٍ للحِمَامِ * ثمَّ تَلى ثلاثةَ الأيامِ(1/9)
موتُ خديجةَ الرضَا فلم يَهُنْ * على الرسولِ فقد ذَيْنِ وحَزِنْ
ودعوتَني وعلمتُ أنّك صادقٌ * ولقد صدقتَ وكنتَ ثَمَّ أمينا
ولقد علمت بأنّ دين محمّد * من خير أديان البرية دينا
والله لن يصلوا إليكَ بأسرهم * حتى أوسَد في التراب رهينا
فاصدعْ بأمرِك ما عليكَ غضاضةٌ * وابشر بذاكَ وقَرَّ منهُ عيونا
لولا الملامةُ أو حذار مسبةٍ * لوجدتني سمحًا بذاكَ مبينا(3)
باب ذكر وفد الجن من جن نصيبين
وبعدَ أنْ مَضَتْ له خَمْسونا * وربعُ عامٍ جَاءَهُ يَسْعَونا
جِنُّ نَصِيْبِيْنَ لهُ وكانَا * يَقْرأُ في صَلاتِهِ قُرْءانا
بنَخْلةٍ فاستَمَعُوا وأسْلَموا * ورجَعُوا فأَنْذروا قَومَهُمُ
باب ذكر قصة الإسراء
وبعدَ عَامٍ مَعَ نِصفٍ أُسْريا * بهِ إلى السمَاءِ حتى حَظِيا
مِنْ مَكةَ الغرَّا إلى القُدْسِ على * ظَهرِ البُراقِ راكبًا ثمَّ عَلا
إلى السماءِ معَهُ جبريلُ * فاستَفتَحَ البَابَ لهُ يقولُ
مُجيبًا اذ قيلَ لَهُ مَنْ ذا معَكْ * مُحمدٌ مَعِي فرحَّبَ المَلَكْ
ثمَّ تَلاقى معَ الأنبياءِ * وكلُّ واحِدٍ لدى سَماءِ
ثمَّ علا لمستَوى قدْ سَمِعا * صَريفَ الاقلامِ بما قدْ وَقَعَا
ثمَّ دنَا حتى رأى الإلها * بعينِهِ مخاطبًا شِفَاها
أوحى لهُ سبحانَه ما أوحى * فلا تَسَلْ عمَّا جرى تَصْريحا
وفَرضَ الصلاةَ خمسينَ على * أمتِهِ حتَّى لخَمْسٍ نَزَلا
والأجرُ خمسونَ كما قدْ كَانا * وزادَهُ مِنْ فضلِهِ إحْسانا
فصدَّقَ الصدّيقُ ذُو الوفاءِ * وكَذَّبَ الكفَّارُ بالإسراءِ
وسأَلُوهُ عنْ صِفاتِ القُدْسِ * رفعَهُ إليهِ روحُ القُدْسِ
جبريلُ حتى حَقَّقَ الأوْصافَا * لهُ فمَا طَاقوا لهُ خِلافا
لكنَّهُمْ قدْ كذَّبوا وجَحَدُوا * فأُهْلِكوا وفي العَذَابِ خُلّدوا
باب ذكر عرض النبي نفسه على القبائل من العرب وبيعة الأنصار لما هداهم الله إلى الإسلام
وَعَرَضَ النبيُّ نفسَهُ على * قبيلةٍ قبيلةٍ ليَحْصُلا(1/10)
إيواؤه مِنْ بعضِهِمْ يبلِّغُ * رسالةَ الله فكلٌّ يَنْزَغُ
إليهِمُ الشَّيطانُ حتَّى يُعْرِضوا * عَنْ قولِهِ ويَهزَءوا ويَرْفُضوا
حتَّى أَتَاحَ الله للأنصارِ * فاستَبَقُوا للخَيرِ باخْتيَارِ
فيُسْلِمُ الواحدُ منهُمْ يُسْلِمُ * بهِ جَميعُ أهلِهِ فرُحِمُوا
لَقِيَ ستًّا او ثمانيًا لدَى * عَقَبَةٍ دعاهُمُ إلى الهُدى
فآمنُوا بالله ثمَّ رَجَعُوا * لقومهِمْ يَدْعُونَهُمْ فَسَمِعُوا
حتّى فَشَا الإسلامُ ثمَّ قَدِمَا * في قابِلٍ منهم وممَّنْ أسلَمَا
لبيعةٍ ضِعفُ الذينَ أسْلَفوا * كبيْعةِ النساءِ ثم انصَرَفوا
ثمَّ أتى مِنْ قابِلٍ سَبْعونا * ونيفٌ فبايَعُوا يُخْفونا
بَيْعَتَهُم ليلاً ونِعْمَ البَيْعةُ * جزاءُ مَنْ بَايَعَ فيهَا الجَنَّةُ
ألم يأتِ قومي أن لله دعوة * يفوزُ بها أهل السعادة والبر
إذا بعث المبعوث من ءال غالب * بمكة فيما بين زمزم والحجر
هنالك فابغوا نصرة ببلادكم * بني عامرٍ إن السعادة في النصر
فإن يسلم السعدان يصبحُ محمدٌ * بمكةَ لا يخشى خلافَ المخالف
أيا سعدُ سعدَ الأوس كن أنت ناصرا * ويا سعدُ سعدَ الخزرجين الغطارفِ
أجيبا إلى داعي الهدى وتمنيا * على الله في الفردوس مُنيةَ عارف
فإن ثواب الله للطالب الهدى * جنانٌ من الفردوس ذاتُ رَفارِفِ
باب ذكر الهجرة من مكة إلى المدينة المشرفة
وإذْ فَشَا الإسلامُ بالمَدينهْ * هَاجرَ مَنْ يحفظُ فيها دِينَهْ
وعَزمَ الصديقُ أن يُهاجِرا * فَرَدَّهُ النبيُّ حتَّى هَاجَرا
مَعًا إليها فتَرافَقا إلى * غَارٍ بثورٍ بعدُ ثمَّ ارْتَحَلا
وَمَعْهُمَا عامرُ مولَى الصّدّيقْ * وابنُ أرَيْقِطٍ دَليلٌ للطريقْ
فأخَذوا نحوَ طريقِ الساحِلِ * والحقُّ للعدوِ خيرُ شاغلِ
تَبِعَهُمْ سُراقةُ بنُ مالكِ * يريدُ فَتْكًا وهْوَ غيرُ فاتِكِ
لمَّا دَعَا عَلَيهِ سَاخَتِ الفَرَسْ * نَادَاهُ بالأمَانِ إذْ عَنْهُ حبسْ
أبا حكمٍ لو كنتَ والله شاهدًا * لأمر جوادي إذ تسيخُ قوائمُه(1/11)
علمت ولم تشكك بأن محمدًا * رسول ببرهان فمن ذا يقاومه
عليك بكفّ القوم عنهُ فإنّني * أرى أمره يومًا ستبدو معالمه
بأمرٍ يود الناس فيه بأسرهم * بأن جميع الناس طرًّا تسالمه
باب ذكر مروره صلى الله عليه وسلم بأم معبد
مَرُّوا على خَيمَةِ أمِ مَعبَدِ * وهْيَ علَى طريقِهِمْ بمَرْصَدِ
وعندَها شَاةٌ أضرَّ الجَهْدُ * بِها وما بِها قوًى تَشتَدُّ
فَمَسَحَ النبيُّ منها الضَرْعَا * فَحَلبَتْ ما قدْ كفَاهُمْ وُسعَا
وَحَلَبَتْ بعدُ إناءً ءاخرَا * تركَ ذاكَ عندَها وَسَافَرَا
جزى الله ربُّ الناس خيرَ جزائه * رفيقين حَلاّ خيمتَي أم معبد
هما نزلاها بالهدى فاهتدت به * فقد فاز من أمسى رفيق محمد
فما حملت من ناقة فوق رَحْلِها * أبرّ وأوفى ذمة من محمد
فيا لقصي ما زوى الله عنكم * به من فعال لا تجارى وسؤدد
ليهن بني كعب مقام فتاتهم * ومقعدها للمؤمنين بمرصد
سلوا أختكم عن شاتها وإنائها * فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد
دعاها بشاةٍ حائلٍ فتحلبت * له بضريع ضرة الشاة مزبد
باب ذكر وصوله ـ أي رسول الله ـ إلى قُبا
حتّى إذا أتَى إلى قُبَاءِ * نَزَلَها بالسَّعْدِ والهَنَاءِ
في يومِ الاثنينِ لثنتَيْ عَشْرَهْ * منْ شَهرِ مَوْلِدٍ فَنِعْمَ الهِجْرَهْ
أقامَ أربعًا لديهِمْ وَطَلَعْ * في يومِ جمعَةٍ فصلَّى وَجَمَعْ
في مَسجدِ الجُمْعةِ وهْيَ أولُ * ما جمَّعَ النبيُّ فيما نَقَلوا
وقيلَ بلْ أقامَ أرْبَعْ عَشْره * فيهمْ وهُمْ ينتَحِلُون ذِكْرَهْ
وهْوَ الذي أخرجَهُ الشيْخانِ * لكنّ ما مرَّ منَ الإتيانِ
بمسْجِدِ الجمْعةِ يومَ جمعَةِ * لا يستقيمُ مَعَ هذي المُدَّةِ
إلا علَى القوْلِ بكونِ القَدْمَةِ * إلى قُبَا كانتْ بيومِ الجُمْعَةِ
بنَى بِها مسجدَهُ وارْتَحلا * لطيبَةَ الفيحَاءِ طابتْ نُزُلا
فَبَرَكَتْ ناقتُهُ المأْمورَهْ * بموضعِ المَسْجدِ في الظَّهيرهْ
فَحَلَّ في دارِ أبي أَيّوبا * حتَّى ابْتَنى مسجدَهُ الرَّحِيبا(1/12)
وحولَهُ مَنَازِلا لأهلِهِ * وحولَهُ أصحابُهُ في ظِلّهِ
نحنُ جوارٍ من بني النجارِ * يا حبذا محمدٌ من جار
لئن قعدنا والنبي يعمل * لذلك منا عمل مضلل
طَابَتْ بهِ طيبةُ من بعْدِ الرَّدى * أشرقَ ما قدْ كانَ منها أسْوَدا
كانتْ لَمِنْ أَوْبأِ أرضِ الله * فَزَالَ دَاؤُها بهَذا الجَاهِ
ونقلَ الله بفضْلِ رحْمَةِ * ما كانَ منْ حمَّى بها للجُحْفَةِ
وليسَ دجالٌ ولا طَاعُونُ * يَدخُلُها فحِرْزُها حَصِينُ
أقامَ شَهْرًا ثمَّ بَعدُ نَزَلَتْ * عليهِ إتمامُ الصلاةِ أُكمِلَتْ
أَقَامَ مِنْ شَهرِ ربيعٍ لِصَفَرْ * يُبْنَى لهُ مسجدُهُ والمُستَقَرْ
وَوَادَعَ اليهودَ في كتابِهِ * ما بينَهُمْ وبينَ ما أصحابِهِ
وكانَ أمرُ البدءِ بالأذانِ * رؤيا ابنِ زَيْدٍ أو لعَامٍ ثانِ
وفيهِ فرضُ الصَّومِ والزكَاةِ * للفِطرِ والعيدينِ بالصلاةِ
بخُطبتَينِ بَعدُ والأضحيّةُ * كذا زكاة مالِهِمْ والقِبْلةُ
للمَسجدِ الحَرَامِ والبِنَاءُ * بعائشٍ كذلك الزهرَاءُ
وبَدرٌ الكُبْرى وفي الثالثةِ * دُخولُهُ بِحَفصَةَ القَانِتَةِ
والزَّينبَينِ وبنَى ابنُ عفَّانْ * بأمّ كُلْثُومٍ وفيهِ الجَمْعَانْ
إلتَقيا بأحُدٍ والرَّابعَهْ * بئرُ مَعونةٍ بتلكَ الفَاجِعهْ
وغزوهُ بني النَّضيرِ وجَلَوا * ذاتُ الرِّقاعِ بعدَها كما حَكَوْا
وقَائلٌ فيها الصلاةُ قُصِرَتْ * والخَمرُ حُرّمَتْ أو في التي خَلَتْ
وقيلَ فيها ءايةُ التَّيَمُّمِ * كذا صَلاةُ الخَوْفِ مَعْ خُلْفٍ نُمي
وقيلَ في الخَمسِ وفيه نَزَلَتْ * ءايُ الحِجَابِ والخُسوفُ صُلِّيَتْ
لِقَمَرٍ وفيهِ غزوُ الخَنْدَقِ * معَ قُرَيْظة مَعَ المُصْطَلِقِ
على الصَّحيحِ وبها جُوَيْرِيَهْ * بَنَى بِهَا والإفكُ أوْ في الآتيَهْ
في السّتِّ كانتْ عُمْرَةُ الحُدَيْبِيَهْ * وبَيعَةُ الرّضْوانِ تلكَ الزَّاكِيَهْ
وفيهِ فَرْضُ الحَجّ أو ما خَلَتِ * أو في الثمانِ أو ففي التاسِعَةِ(1/13)
خُلْفٌ وقيلَ كان قبلَ الهِجرةِ * وُجوبُهُ حَكَاهُ في النهَايةِ
وفيهِ قدْ سَابَقَ بينَ الخَيلِ * وءايةُ الظّهَارِ في ابنِ خَوْلي
في السَّبْعِ خَيْبرٌ وعُمرَةُ القَضَا * وَقَدِمَتْ أمُّ حَبِيْبَةَ الرِّضا
بَنَى بها وبعدَها ميمُونَهْ * كذاكَ فيها قَبلَها صَفِيَّهْ
وفيهِ مَنعُ الحُمُرِ الأهليَّةِ * ومتْعَةِ النساءِ ثمَّ حَلَّتِ
يومَ حُنَينٍ ثم قدْ حَرَّمَهَا * مؤبدًا ليسَ لذلكَ انْتِهَا
وفي الثمَانِ وَقْعَةٌ بِمُؤتَةِ * والفَتحُ مَعْ حُنينَ في ذي السنةِ
وأَخْذُ جِزْيةِ مَجوسِ هَجرا * واتَّخَذَ النبيُّ فيهِ المِنْبَرا
في التسعِ غَزوةُ تَبُوكَ بعدَ أنْ * صَلَّى على أصْحَمَ غائبًا فسَنْ
وفيهِ قَدْ ءالى منَ النسوانِ * شَهرًا وفيهِ قصةُ اللِّعَانِ
وحَجَّةُ الصديقِ ثم أَرْسَلا * له عليًّا بعدَهُ على الوِلا
أن لا يَحُجَّ مُشركٌ بعدُ ولا * يَطوفُ عُريانٌ كفعلِ الجُهَلا
وسُميتْ بسَنةِ الوُفودِ * لكثرةِ القَادمِ مِنْ وفُودِ
في العَشْرِ كانتْ حَجَّةُ الوَدَاعِ * لا يَحْصُرُ الوَافونَ باطلاعِ
فقيلَ كانوا أرْبعينَ ألفا * أو ضعفَها وزِدْ عليها ضِعْفا
وارتَدَّ فيها وادَّعى النُّبُوهْ * الأسودُ العَنْسيُّ حتى مَوَّهْ
لبعضِ قومِهِ بسَجْعٍ صَنَعَهْ * فقُتِلَ الشقيُّ مَعْ مَنْ تَبِعَهْ
فيما يَلِيها وهْيَ إحدى عَشْرَهْ * قَضَى نبيُّ الله فيها عُمْرَهْ
عاشَ ثلاثًا بعدَ ستينَ على * أصحّها والخُلفُ في هذا خَلا
باب ذكر صفته صلى الله عليه وسلم أي أوصافه الطاهرة
وَرَبْعَةً كانَ منَ الرجَالِ * لا منْ قِصارِهِمْ ولا الطِّوَالِ
بعيدَ بينَ المَنْكِبَيْنِ شَعَرُهْ * يَبلغُ شَحْمَةً للاذْنِ يُوفِرُهْ
مَرةً اُخْرَى فَيَكونُ وَفْرُهُ * يَضربُ منْكبَيْهِ يعلُو ظَهْرَهُ
يَحْلِقُ رأسَهُ لأجلِ النُّسُكِ * وربما قَصَّرَهُ في نُسُكِ
وقَدْ رَووا لا تُوضَعُ النَّواصي * إلا لأجْلِ النُّسُكِ المحَّاصِ(1/14)
أبيضَ قَدْ أُشربَ حُمْرةً عَلَتْ * وفي الصحيحِ أزهرُ اللونِ ثَبَتْ
وفي الصحيحِ أشْكَلُ العَيْنينِ * أي حُمْرَةٌ لدى بَياضِ العَيْنِ
ولِعَليّ أدْعَجٌ وَفُسِّرا * بشِدّةِ السَّوادِ في العَينِ يُرَى
وفي الصحيحِ أنه رَجْل الشَّعَرْ * لا سَبِطٌ ولا بجَعْدٍ الخَبَرْ
وعنْ عليّ سَبِطٌ لم يَثْبُتِ * إسنادُهُ وكان كَثَّ اللّحْيَةِ
وأشْعَرَ الصَّدْرِ دقيقَ المَسْرُبَهْ * مِن سُرَّةٍ حتى يُحاذي لَبَّتَهْ
وكان شَثْنًا كَفُّهُ والقَدَمُ * وهو الغَليظُ قوةً يَسْتَلْزِمُ
إذا مشَى كأنَّما يَنْحَطُّ * من صَبَبٍ مِنْ صُعُدٍ يَحُطُّ
إذا مَشَى كأنَّما تَقَلَّعا * مِنْ صَخْرٍ ايْ قويَّ مَشْيٍ مُسْرِعا
يُقبِلُ كلُّهُ إذا ما الْتَفتا * وليسَ يُلْوي عُنُقًا تَلَفُّتَا
كأنما عَرَقُهُ كاللُّؤلؤِ * أي في البَيَاضِ والصَّفا إذا رُئي
تَجمَعُهُ أمُّ سَلِيمٍ تَجْعَلُهْ * في طِيبِها فهْوَ لَعَمْري أفضَلُهْ
يقولُ مَنْ يَنْعَتُهُ ما قَبلَهُ * أو بعدَهُ رأيتُ قَطُّ مِثلَهُ
باب ذكر وصف أم معبد الخزاعية له وقد تقدم ذكر اسمها
تقولُ فيهِ بِلِسَانٍ نَاعِتِ * أبْلَجُ وجهٍ ظَاهرُ الوضَّاءَةِ
الخَلْقُ مِنْهُ لمْ تَعِبْهُ ثَجْلَهْ * كَلاَّ ولَمْ تُزْرِ بهِ مِنْ صَعْلَهْ
أَدَعْجُ والأهدابُ فيها وَطْفُ * مِنْ طولِها أو غَطَفٌ أوَ عَطْفُ
والجِيدُ فيهِ سَطَعٌ وَسِيمُ * والصَّوْتُ فيهِ صَحَلٌ قَسِيمُ
لو لم تكن فيه ءايات مبينةٌ * كانت بديهتُه تنبيك بالخبرِ
كَثيفُ لِحْيةٍ أَزَجُّ أَقْرَنُ * أَحْلاه مِنْ قُرْبٍ لَهُ وَأَحْسَنُ
أَجْمَلُهُ مِنْ بُعُدٍ وأَبْها * يَعْلُوهُ إذْ ما يَتَكَلمُ الْبَهَا
كذاكَ يَعْلُوهُ الوَقارُ إنْ صَمَتْ * مَنْطِقُهُ كَخَرَزٍ تَحَدَّرَتْ
فَصْلُ الكلامِ ليسَ فيه هَذرُ * حُلوُ المَقَالِ ما عَرَاهُ نَزْرُ
لا بَائِنٌ طولا ولا يُقْتَحَمُ * مِنْ قِصَرٍ فهْوَ عَلَيهِمْ يَعظُمُ(1/15)
بِنَضْرَةِ المَنْظَرِ والمِقدَارِ * تَحُفُّهُ الرِّفْقَةُ بائتِمَارِ
إنْ أُمِروا تَبَادَروا امْتِثَالا * أو قالَ قَولا أنْصَتوا إجْلالا
فَهْوَ لدَى أصحابِهِ مَحْفودُ * أيْ يُسْرِعونَ طَاعَةً مَحْشودُ
ليسَ بعابِسٍ ولا مُفنِّدِ * بِذَاكَ عَرَّفَتْهُ أمُّ مَعْبَدِ
باب ذكر وصف هند بن أبي هالة له
وابنُ أبي هالةَ زادَ لَمَّا * وَصَفَهُ مُفَخَّمًا وَفَخْمَا
لوجهِهِ تَلألؤٌ كالبَدرِ * مُعتَدِلُ الخَلْقِ عَريضُ الصَّدْرِ
عَظيمُ هَامٍ واسعُ الجَبينِ * فَمٌ ضَليعٌ أقنى العِرْنِينِ
يعلُوهُ نورٌ مَنْ رَءَاهُ إذْ ما * لم يَتَأمَّلْ ظنَّهُ أشَمَّا
مُفَلَّجُ الأسنانِ سَهلُ الخَدِّ * أشْنبُ بَادنٌ طويلُ الزَّنْدِ
عُنُقُهُ يُرَى كجِيدِ دُميةِ * مَعَ صَفَاءِ لونِهِ كالفِضَّةِ
أزجُّ في غيرِ قَرَنْ إذا غَضِبْ * بينَهُما عِرْقٌ يُدِرُّهُ الغَضَبْ
وسَائلُ الأطرافِ رَحبُ الراحَةِ * ضَخمُ الكَرَاديسِ ذَريعُ المِشْيَةِ
باب ذكر أخلاقه الشريفة جمع خُلُق بضمتين صورته الباطنة وهي نفسه وأوصافها ومعانيها
أكْرِمْ بِهِ خُلُقُهُ القُرْءانُ * فَهْوَ لَدى غَضَبِهُ غَضْبانُ
يَرضَى بما يرضَاهُ ليسَ يَغضَبُ * لنفسِهِ إلا إذا تُرْتَكَبُ
مَحَارِمُ الله إذًا فيَنْتَقِمْ * فَأَحَدٌ لذاكَ أصلاً لم يَقمْ
بَعَثَهُ الرحمنُ بالإرفاقِ * كيمَا يَتِمَّ صَالحَ الأخلاقِ
أشْجَعُهُمْ في مَوطِنٍ وأنْجَدا * وأجودُ الناسِ بَنانًا ويَدا
ما سُئِلَ قَطُّ حَاجَةً فقالَ لا * وليسَ يأوي مَنْزِلا إنْ فَضَلا
ممَّا أتى دِرْهمٌ أو دينَارُ * حتى تريحَ منهُمَا الأقْدارُ
أصدَقُ لَهْجَةً وأوفى ذِمَّهْ * ألينُهُمْ عَرِيكَةً في الأُمَّهْ
أكرمُهُمْ في عِشْرةٍ لا يَحسبُ * جليسُهُ أَن سواهُ أقْربُ
حَياؤهُ يَربُو على العَذْراءِ * في خِدرِها لِشِدَّةِ الحَيَاءِ
نَظَرُهُ للأرْضِ مِنهُ أكثَرُ * إلى السمَاءِ خَافِضٌ إذْ يَنْظُرُ(1/16)
أكثرُهُمْ تواضعًا يُجيبُ * دَاعِيَهُ بَعيدٌ أو قَريبُ
مِنْ عبدٍ أو حُرٍّ فقيرٍ أو غنِي * وأرحمُ الناسِ بكلِّ مؤْمنِ
وطَائفٍ يَعْرُوهُ حتَّى الهِرهْ * يُصغي لها الإناءَ غَيرَ مَرَّهْ
كانَ أعَفَّ الناس ليسَ يُمْسِكُ * أيديَ مَنْ ليسَ لَهُنَّ يَمْلِكُ
يُبَايِعُ النساءَ لا يُصَافِحُ * أيدِيَهُنَّ بل كَلامٌ صَالِحُ
كان أعفَّ الناس أيضًا ما مسكْ * قطّ يدًا ليسَ لرقِها ملَكْ
أشدُّهُمْ لصَحبِهِ إكرامًا * ليسَ يَمُدُّ رِجلَهُ احْتِرامًا
بينَهُمُ ولَمْ يَكنْ يُقَدِّمُ * رُكبَتَهُ على الجَليسِ يكْرمُ
فمَنْ بَديهَةً رَءاهُ هَابَهُ * طَبعًا ومَنْ خالطَهُ أحبَّهُ
يَمْشي معَ المِسكينِ والأرْملَةِ * في حَاجَةٍ مِنْ غيرِ ما أَنَفَةِ
يَخْصِفُ نَعلَهُ يَخِيطُ ثَوْبَهُ * يَحلِبُ شَاتَهُ ولنْ يَعِيبَهُ
يَخْدِمُ في مَهْنَةِ أهلِهِ كمَا * يَقطَعُ بالسكينِ لَحْمًا قَدُما
يُردِفُ خَلفَهُ على الحِمَارِ * على إكافٍ غير ذي اسْتِكبَارِ
يَمْشي بلا نَعلٍ ولا خُفٍّ إلى * عِيَادةِ المريضِ حولَهُ المَلا
يُجالسُ الفَقيرَ والمِسْكينا * ويُكرِمُ الكِرَامَ إذْ يَأْتونا
ليسَ مُوَاجِهًا بشَىءٍ يَكرَهُهْ * جَليسُهُ بَلْ بالرضَا يُواجِهُهْ
يَمْزَحُ لا يَقولُ إلا حَقّا * يَجْلِسُ في الأكْلِ مَعَ الأَرِقّا
يَأتي إلى بَسَاتِنِ الإخْوَانِ * يُكرِمُهُمْ بِذَلكَ الإتْيانِ
قِيلَ لهُ يَدعُو على الكُفَّارِ * دَوْسٍ وغَيرِهِمْ مِنَ الفُجَّارِ
فقالَ إنما بُعِثتُ رَحْمَهْ * وليسَ لَعَّانًا نبيُّ الرَّحمَهْ
بلْ سَألَ اللهُمَّ فَاهدِ دَوْسا * وَأتِ بهِمْ فأصْبَحُوا رُؤوسا
لمْ يَكُ فَحَّاشًا ولا لَعَّانًا * ولا بَخِيلاً لا ولا جَبَانَا
يَخْتَارُ أَيْسَرَ الأمورِ إذْ مَا * خُيِّرَ إلا أنْ يَكونَ إثمَا
لمْ يُرَ ضَاحِكًا بِمِلْىءِ فِيهِ * بل ضِحْكُهُ تَبَسُّمًا يُبْديهِ
يَعْجَبُ ممَّا يعجَبُ الجَليسُ * منهُ فمَا بوجهِهِ عُبُوسُ(1/17)
أصْحابُهُ إذْ يَتَناشَدُونا * بينَهُمُ الأشْعارَ يَضْحَكونَا
ويَذْكرونَ جَاهِليَّةً فمَا * يَزيدُ أنْ يَشْرَكَهُمْ تَبَسُّمَا
قَدْ وُسِعَ النَّاسَ بَبَسْطِ الخُلْقِ * فَهُمْ سَواءٌ عندَهُ في الحَقّ
ما انْتهَرَ الخَادِمَ قطُّ فيمَا * يأتِيْهِ أو يتْرُكُهُ مَلُومَا
في صُنعِهِ للشَّىءِ لِمْ صَنَعْتَهُ * وتَرْكِهِ للشَّىءِ لِمْ تَرَكْتَهُ
يقولُ لوْ قُدِّرَ شىءٌ كانَا * سُبْحانَ مَنْ كَمَّلَهُ سُبْحانَا
وفي الجُلوسِ يَحْتَبي تَواضُعَا * ومَرةً كالقُرْفُصاءِ خَاضِعَا
مَجلِسُهُ حِلْمٌ وصَبْرٌ وَحَيَا * يَبْدأُ بالسَّلامِ مَنْ قَدْ لَقِيَا
ويُؤْثِرُ الداخلَ بالوسَادَهْ * أو يَبْسُطُ الثوبَ لهُ زِيادَهْ
ليسَ يقولُ في الرّضَا والغَضَبِ * قَطعًا سِوى الحَقّ فخُذْهُ واكْتُبِ
يَعِظُ بالجِدِّ إذ ما ذَكَّرا * كأنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ حَذَّرا
ويَسْتَنِيرُ وَجهُهُ إنْ سُرّا * تَخَالُهُ مِنَ السُّرُورِ بَدْرا
يَمنَعُ أن يَمشيَ خَلفَهُ أَحَدْ * بَل خَلفَهُ مَلائِكُ الله الأَحَدْ
وليسَ يَجْزي سيِّئًا بمِثْلِهِ * لكنْ بِعَفْو وبصَفْحٍ فَضْلِهِ
كان يُحِبُّ الفَأَلَ مِمَّنْ ذَكَرَهْ * وكانَ يَكرَهُ اتَّباعَ الطِّيَرَهْ
باب ذكر خُلُقه بضمتين في الطعام والشراب ومتعلقاتهما
ولمْ يَعِبْ قَطُّ طَعَامًا يَحضُرُهْ * يأكلُهُ إن يَشْتَهي أَوْ يَذَرُهْ
ولمْ يكُنْ جُلُوسُهُ مُتَّكِيَا * في حَالَةِ الأكْلِ ولكِنْ مُقْعِيَا
يُعجِبُهُ الذّرَاعُ والدُّبَّاءُ * والعَسلُ المَحبوبُ والحَلوَاءُ
ويأكُلُ البّطيخَ والقِثَّاءَ * بِرُطَبٍ يَبْغي بهِ الدَّواءَ
يقولُ يُطْفي بردُ ذَيْنِ حَرَّ ذا * وكلُّ إرْشادٍ فعَنْهُ أُخِذا
يَأْكُلُ بالأصَابِعِ الثَّلاثَةِ * يَلعَقُها لِقَصْدِ ذي البَرَكَةِ
يبدأُ باسمِ الله ثمَّ يَختِمُ * بالحَمْدِ في شُرْبٍ وأَكْلٍ يَطْعَمُ(1/18)
يَشْرَبُ في ثَلاثَةٍ أنْفَاسَا * يَمُصُّ فَهْوَ أَهْنَأُ اخْتِلاسَا
لمْ يَتَنَفَّسْ في الإنَا إذْ يَشرَبُ * يُبِينُهُ عنْ فِيهِ فَهْوَ أَطْيَبُ
يَشْرَبُ قَاعِدًا ومِنْ قِيامِ * لِعَارِضٍ كزَمْزِمِ الحَرامِ
وشُربُهُ مِنْ قِرْبَةٍ معَلَّقَهْ * دَلَّ به للرُّخْصَةِ المُحَقَّقَهْ
يُنَاوِلُ الأيْمَنَ قَبلَ الأيْسَرِ * إلا بِإذنِهِ لِحَقِّ الأكبَرِ
والبَارِدُ الحُلْوُ يُحِبُّ شُربَهُ * واللبَنَ اسْتَزادَ إذْ أحَبَّهُ
يقولُ زِدْنا مِنْهُ فهْوَ يُجْزي * عنِ الشَّرابِ والطعَامِ المُجْزي
باب ذكر خُلُقه في اللباس
يَلبَسُ ما مِنَ الثيابِ وَجَدَا * مِنَ الإزارِ والقَمِيصِ والرِّدَا
وبُرْدَةٍ وشَمْلَةٍ وَحِبَرَهْ * وَجُبَّةٍ أو فقُبَاءٍ حَضَرَهْ
لَبِسَ أيْضًا حُلَّةً حَمرَاء * فَزَادَهَا بِحُسْنِهِ بَهَاء
وربَّما ارتَدَى الكِسَاءَ وَحْدَهْ * ليْسَ عَليهِ غَيرُهُ لَمْ يعدُهْ
وربَّمَا كانَ الإزارُ وَحدَهُ * ليسَ عَليهِ غَيرُهُ يَعقدُهُ
وربَّما كانَ عليهِ مَرْطُ * مُرَحَّلٌ يَقْنَعُ لا يَشْتَطُّ
وربَّما صَلَّى بِثَوْبٍ وَاحِدِ * مُلْتَحِفًا بهِ بِغيرِ زَائدِ
لا يُسْبِلُ القَميصَ والإزَارَا * بل فَوقَ كَعبَيْهِ هُمَا اقْتِصَارا
بل رُبَّما كانَا لِنِصفِ السَّا * تَواضُعًا لِرَبّهِ الخَلاقِ
يَلْبَسُ ثَوبَهُ منَ المَيامِنِ * ونَزْعُهُ بالعَكْسِ للتَّيَامُنِ
كانتْ لهُ مِلحَفَةٌ مَصبُوغَةُ * بِزَعفَرانٍ أو بوَرْسٍ يُنْبَتُ
يَقولُ عندَ اللُّبْسِ باللسَانِ * الحمدُ لله الذي كَسَاني
ما يَستُرُ العَورَةَ مِنْ لِبَاسِ * معََ التَّجَمُّلِ بهِ في النَّاسِ
ويَصْعَدُ المِنبَرَ إذْ يَشَاءُ * بِرَأسِهِ عِصَابَةٌ دَسْمَاءُ
ونَعْلُهُ الكَريمَةُ المَصُونَهْ * طُوبى لمَنْ مَسَّ بِها جَبِينَهْ
لهَا قِبَالانِ بِسَيْرٍ وَهُمَا * سِبْتِيَّتَانِ سَبَتوا شَعْرَهُمَا(1/19)
وطُولُهَا شِبْرٌ وإصْبَعَانِ * وعَرْضُها مِمَّا يَلي الكَعبَانِ
سَبْعُ أصَابِعَ وبَطْنُ القَدَمِ * خَمْسٌ وفَوقَ ذا فَسِتٌّ فاعلَمِ
وَرَأْسُهَا مُحَدَّدٌ وعَرْضُ مَا * بَينَ القِبَالَينِ اصْبَعَانِ اضبِطْهُمَا
وهَذهِ تِمثَالُ تِلكَ النَّعْلِ * ودورهَا أكْرِمْ بهَا مِنْ نَعْلِ
باب ذكر صفة خاتمه
خَاتمُهُ مِنْ فِضَّةٍ وفَصُّهُ * مِنهُ ونَقْشُهُ عَليهِ نَصُّهُ
مُحمَّدٌ سَطْرٌ رَسولُ سَطرُ * الله سَطْرٌ ليسَ فِيهِ كَسْرُ
وفَصُّهُ لِبَاطِنٍ يَختِمُ بِهْ * وقالَ لا يُنْقَشْ عَليهِ يَشْتَبِهْ
يَلْبَسُهُ كمَا رَوَى البُخَارِي * في خنصَرٍ يَمينٍ أو يَسارِ
كِلاهُما في مُسلمٍ ويُجْمَعُ * بَأنَّ ذَا في حَالَتَينِ يَقَعُ
أو خَاتَمَينِ كُلُّ وَاحِدٍ بِيَدْ * كَمَا بِفَصّ حَبَشِيّ قَدْ وَرَدْ
باب ذكر فِراشه
فِراشُهُ مِنْ أَدَمٍ وحَشْوُهُ * لِيْفٌ فلا يُلْهي بِعُجبٍ زَهْوُهُ
وربَّما نَامَ على العَبَاءةِ * بثَنْيَتَينِ عِندَ بعضِ النّسْوةِ
وربَّما نَامَ على الحَصِيرِ * ما تَحتَهُ شىءٌ سِوى السَّريرِ
باب ذكر طيبه الذي كان يتطيب به وكحله
الطِّيبُ والنسَاءُ حُبِّبَا لَهُ * ويَكرَهُ الريحَ الكَريهَ كُلَّهُ
وطِيبُهُ غَالِيَةٌ ومِسْكُ * والمِسكُ وحدَهُ كذاكَ السُّكُّ
بَخُورُهُ الكافورُ والعُودُ النَّدي * وعَينُهُ يَكْحُلُهَا بالإثمِدِ
ثَلاثَةً في العَيْنِ للإيتَارِ * ورُوِيَ اثنتَينِ في اليَسَارِ
باب ذكر شىء من معجزاته
أعْظَمُهَا مُعْجزَةُ القُرْءانِ * تَبْقَى على تَعَاقُبِ الأزْمَانِ
كذا انْشِقاقُ البَدْرِ حينَ انفَرَقَا * بِفِرْقتَيْنِ رَأيَ عَيْنٍ حُقِّقَا
وقَدْ زَوَى لَهُ الإلهُ حَقَّا * الأرضَ مَغْربًا لَها وَشَرْقَا
وقالَ ما زَوَاهُ لي سَيَبْلُغُ * إليهِ مُلْكُ أُمَّتي فَبَلَغُوا
وحَنَّ جِذْعُ النَّخْلِ لمَّا فَارقَهْ * لِمِنْبَرٍ إليهِ حتَّى اعْتَنَقَهْ(1/20)
وَنَبَعَ الْمَاءُ فَجَاشَ كَثْرَه * مِنْ بيْنِ إصْبَعَيْهِ غَيرَ مَرَّهْ
وسَبَّحَ الحَصَا بِكَفِّهِ بِحَقْ * كَذا الطعَامُ عِندَهُ بهِ نَطَقْ
وَشَجَرٌ وَحَجَرٌ قَدْ سَلَّما * عَلَيْهِ نُطْقًا والذّرَاع كَلَّما
وقَدْ شَكَى لهُ البَعيرُ إذْ جُهِدْ * وبالنُّبُوَّةِ لهُ الذئْبُ شَهِدْ
وجَاءَ مَرَّةً قَضَاءَ الحَاجَةِ * فلمْ يَجِدْ سترًا سِوى أشَاءَةِ
ومِثْلِهَا لكنْ هُمَا بَعُدَتا * أمَرَ كلاًّ مِنْهُما فَأَتَتَا
تَخُدُّ الأرْضَ ذي وذي حتَّى قَضَى * حَاجَتَهُ أمرَ كلاًّ فَمَضَى
وَأُزْلِفَتْ إليْهِ سِتُّ بُدْنِ * للنَّحْرِ كُلٌّ سَابِقٌ للطَّعْنِ
وَنَدَرَتْ عَيْنُ قَتَادَةَ فَرَدْ * تِلكَ فكانتْ مِنْ صَحِيحَةٍ أَحَدْ
وَبَرَأَت عَيْنُ عَليٍّ إذْ تَفَلْ * فِيهَا لِوَقْتِهِ وما عَادَ حَصَلْ
وابْنُ عَتِيْكٍ رِجْلُهُ أُصيبَتْ * فَهْيَ بِمَسْحِهِ سَرِيعًا بَرِأَتْ
وقَالَ أقْتُلُ أُبَيَّ بْنَ خَلَفْ * خَدَشَهُ خَدْشًا يسِيرًا فانْحَتَفْ
كَذَاكُمُ أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفِ * قُتِلَ كافِرًا ببَدْرٍ فَوُفِي
وَعَدَّ في بَدْرٍ لهُمْ مَصَارِعا * كلٌّ بما سَمّى لهُ قَدْ صُرِعا
وقالَ عَنْ قَوْمٍ سَيَرْكَبُونا * ثَبَجَ هذا البَحْرِ أيْ يَغْزُونا
ومنهُمُ أمُّ حَرَامٍ رَكِبَتْ * البَحرَ ثمَّ في رجوعِهِمْ قَضَتْ
وقَالَ في الحَسَنِ سِبْطِ نَسَبِهْ * يَومًا لَعَلَّ الله أنْ يُصْلِحَ بِهْ
ما كَانَ بَيْنَ فِئتَينِ وَهُمَا * عَظيمَتانِ الكُلُّ مِمَّنْ أسْلَمَا
فكانَ ذا وقالَ في عُثْمَانا * يُصِيبُهُ بَلْوًى فَحَقًّا كَانَا
ومَقْتَلُ الأسوَدِ في صَنْعَا اليَمَنْ * ذَكَرَهُ لَيلَةَ قَتْلِهِ وَمَنْ
قَتَلَهُ كَذاكَ كِسْرَى أخْبَرَا * بِقَتْلِهِ فَكَانَ ذا بِلا مِرَا
وقَالَ إخْبَارًا عَنِ الشَّيْمَاءِ * قَدْ رُفعَتْ في بَغْلَةٍ شَهْبَاءِ
خِمَارُها أسْودُ حتَّى أُخِذَتْ * عَهدَ أبي بكرٍ كما قَد وُصِفَتْ(1/21)
وَقَدْ دَعَا لوَلَدِ الخَطَّابِ * بِعِزَّةِ الدّينِ بهِ أوْ بأَبِي
جَهْلٍ أصَابَتْ عُمَرًا فأسْلَمَا * عَزَّ بهِ مَنْ كانَ أضْحَى مُسْلِمَا
ولِعَلِيٍّ بذَهابِ الحَرّ * والبَرْدِ لمْ يكنْ بِذَينِ يَدْري
ولابنِ عَباسٍ بِفقهِ الدّينِ مَعْ * عِلْمٍ بتأويلٍ فَبَحْرًا اتَّسَعْ
وثَابِتٍ بِعَيْشِهِ سَعِيدًا * حَيَاتَهُ وموتِهِ شَهيدًا
فَكانَ ذا وأنسٍ بِكَثْرَةِ * المَالِ والوُلْدِ وَطُولِ المُدَّةِ
في عمْرِهِ فَعَاشَ نَحوَ المائةِ * وكانَ يُؤْتي نَخْلُهُ في السَّنَةِ
حِمْلَيْنِ والوُلْدُ لِصُلْبٍ مائةُ * مِنْ بعدِ عشرينَ ذُكُورًا أُثْبِتُوا
وقَالَ فيمَنِ ادَّعَى الإسْلامَا * وَقَدْ غَزا مَعْهُ العِدَا وَحَامَا
مَعْ شِدَّةِ القِتَالِ للكفَّارِ * مَعْهُ بأنهُ مِنَ أهلِ النارِ
فَصَدَّقَ الله مقالَ السَّيّدِ * بِنَحرِهِ لِنَفسِهِ عَمْدَ اليَدِ
وكانَ مِنْ عتَيْبةَ بنِ أبي لَهَبْ * أذًى لهُ دَعَا عَليهِ فَوَجَبْ
فَسَلَّطَ الله عليهِ كَلْبا * قَتَلَهُ الأَسَدُ قَتْلاً صَعْبا
وَقَدْ شَكَى لَهُ قُحُوطَ المَطَرِ * شَاكٍ أتاهُ وهْوَ فوقَ المِنبرِ
فَرَفَعَ اليَدَيْنِ لله وَمَا * قَزَعَةٌ ولا سَحَابٌ في السَّمَا
فَطَلَعَتْ سَحَابَةٌ وانتشَرَتْ * فأُمْطِروا جُمُعَةً تَوَاتَرَتْ
حتى شُكِي لَهُ انقطاعُ السُّبُلِ * فأَقْلَعَتْ لمَّا دَعَا الله العَلي
وأطْعَمَ الألفَ زَمَانَ الخَنْدَقِ * مِنْ دونِ صَاعٍ وبُهَيْمةٍ بَقي
بَعدَ انْصِرافِهِمْ عَنِ الطعَامِ * أكثرُ ممَّا كان مِنْ طَعَامِ
كذاكَ قدْ أطعمَهُمْ مِنْ تَمْرٍ * أَتَتْ بهِ جَارِيَةٌ في صُغْرِ
وأَمَرَ الفَاروقَ أن يُزَوّدا * مئينَ أرْبعًا أتَوْا فَزَوَّدا
والتمرُ كانَ كالفَصيلِ الرَّابِضِ * كأنهُ ما مَسَّهُ مِنْ قابِضِ
كذاكَ أقراصُ شَعيرٍ جُعِلَتْ * مِنْ تَحتِ إبْطِ أنَسٍ فَأَكَلَتْ(1/22)
جَمَاعَةٌ منها ثَمانونَ وَهمْ * قَدْ شَبِعوا وهْوَ كما أُتي لَهُمْ
وأطعَم الجيشَ فكلٌّ شَبِعا * مِنْ مِزْوَدٍ وما بقي فيهِ دعا
لِصَاحِبِ المِزْوَدِ فيهِ فَأُكِلْ * منهُ حيَاتَهُ إلى حَينَ قُتِلْ
عُثمانُ ضَاعَ وَرَوَوا أنْ حِمْلا * خمسينَ وِسْقًا منهُ لله علا
وفي بِنَائِهِ بزَيْنَبْ أطْعَمَا * خَلقًا كثيرًا منْ طَعَامٍ قُدِّما
أهدَتْ لهُ أمُّ سُليمٍ رُفِعَا * مِنْ بينِهِمْ وَهْوَ كَمَا قدْ وُضِعا
والجَيشُ في يَومِ حُنَينِ إذ رُموا * مِنهُ بقَبْضَةٍ تُرَابًا هُزمُوا
وأنْزلَ الله بِهِ كِتَابَا * وامتلأَتْ أعْيُنُهُمْ تُرَابَا
كذا التُّرَابُ في رءوسِ القَوْمِ قَدْ * وَضَعَهُ ولمْ يَرَهْ منهُمْ أَحَدْ
وكمْ لهُ مِنْ مُعجزاتٍ بَيّنَهْ * تَضيقُ عَنهَا الكُتُبُ المُدَوَّنَهْ
باب ذكر خصائصه
خُصَّ النبيُّ بوجوبِ عِدَّهْ * الوِتْرِ والسّوَاكِ والأُضْحِيَّهْ
كذا الضُّحى لَوْ صَحَّ والمُصَابَرَهْ * على العَدُوّ وكذا المُشاوَرَهْ
والشافعِي عَنِ الوجوبِ صَرَفَهْ * حَكَاهُ عنهُ البيهقِيْ في المَعْرِفَهْ
كذا التَّهَجُّدُ ولَكِنْ خُفّفَا * نَسْخًا وقيلَ الوِترُ ذا وَضُعِّفَا
كذا قَضَاءُ دَيْنِ مَنْ مَاتَ وَلَمْ * يَتْرُكْ وَفَاءً قِيلَ بَلْ هَذَا كَرَمْ
كذاكَ تَخْيِيرُ النّسَاءِ اللاتي * مَعْهُ فأمَّا في المُحَرَّمَاتِ
فَمَا أُبيحَ لِسِوَاه حُرِّمَا * عليهِ فَهْوَ مَدُّ عَيْنَيْهِ لِمَا
قدْ مُتّعَ الناسُ بهِ مِنْ زَهْرَةِ * دُنْيَاهُمُ كَذاكَ مِنْ خائنَةِ
الأعْيُنِ اعْدُدْهُ ونَزْعُهُ لِمَا * لَبِسَ مِنْ لأْمَةِ حَرْبٍ حُرِمَا
حتَّى يُلاقيَ العِدَا فَيَنْزِعا * صَدَقةً فامْنَعْ وَلَوْ تَطَوُّعا
والشِّعْرَ والخَطَّ وقيلَ يمنَعُ * ثُؤْمٌ ونَحوُهُ وأكلٌ يَقَعُ
معَ اتّكَاءٍ والنكَاحَ للأَمَهْ * معَ الكتَابيَّةِ غيرِ المُسْلمَهْ
كذاكَ إمْسَاكُ التي قدْ كَرِهَتْ * نِكَاحَهُ والخُلْفُ في هذا ثَبَتْ(1/23)
وَقَدْ أباحَ ربُّهُ الوِصَالا * لهُ وفي سَاعَةٍ القِتَالا
بمَكَّةٍ كذا بِلا إحرَامِ * دُخولُهَا وليسَ بالمَنَامِ
مُضطَجِعًا نَقضُ وضوئِهِ حَصَلْ * كذا اصْطِفاءُ الله ما لَهُ أَحَلْ
منْ قَبْلِ قِسْمةٍ كذاكَ يَقْضي * لنفسِهِ وَوُلْدِهْ فيَمْضي
كذا الشهَادَةُ كذاكَ يَقبَلُ * مَنْ شَهِدوا لهُ كذاكَ يَفْصِلُ
في حُكمِهِ بِعِلمِهِ للعِصْمَةِ * واخْتلَفُوا في غيرِهِ للرِّيبَةِ
كَذَا له أنْ يَحْمِيَ المَواتَا * لِنَفسِهِ ويأخُذَ الأقْوَاتَا
وغيرَهَا منَ الطعَامِ مَهْمَا * إحْتاجَ والبَذلَ فأوْجِبْ حَتْما
مِنْ مَالِكٍ وإن يكنْ مُحْتَاجَا * لكنَّهُ لفِعْلِ هذا مَا جَا
والخُلْفُ في النَّقضِ بِلَمْسِ المَرأةِ * والمُكثِ في المَسجِدِ مَعْ جَنَابَةِ
وجَائِزٌ نِكَاحُهُ لتِسْعَةِ * وفَوقَهَا وعَقْدُهُ بالهِبَةِ
فإنْ فلا بالعَقدِ حَتم مَهرِهِ * ولا الدُّخولُ بخِلافِ غَيرِهِ
كذَا بلا وَليّ او شُهودٍ او * في حَالِ إحرامٍ بِخُلْفٍ قدْ حَكَوْا
ومَنْ يَرُمْ نِكاحَهَا لَزِمَهَا * إجابَةٌ وحَرُمَتْ خِطْبَتُهَا
ومَنْ لهَا زوجٌ فحَقًّا وَجَبَا * طَلاقُهَا كما جَرَى لِزيْنَبَا
وفي وُجوبِ قَسْمِهِ بَينَ الإمَا * وبَيْنَ زَوجاتٍ لَهُ خُلْفٌ نَمَا
زَوْجاتُهُ كُلٌّ مُحرمَاتُ * هُنَّ لذي الإيمَانِ أُمهَاتُ
نِكاحُهُنَّ مَعْ عُقوقِهِنَّهْ * معَ الوجوبِ لاحتِرَامِهِنّهْ
لا نَظَرٌ وخَلْوةٌ بِهِنَّهْ * ولا بِتَحريمِ بَناتِهِنَّهْ
مَنْ دَخَلَتْ عَليهِ أوْ قَدْ فُورِقَتْ * أو مَاتَ عَنْها أو تَكونُ سَبَقَتْ
وهُنَّ أفْضَلُ نِسَاءِ الأُمَّةِ * ضُعِّفْنَ في الأجْرِ وفي العُقوبَةِ
أفْضَلُهُنَّ مُطلقًا خَدِيجَةُ * وبَعدَها عَائِشَةُ الصِّدِّيقَةُ
وأَنَّهُ خَاتَمُ الأنبِيَاءِ * خَيْرُ الخَلائِقِ بِلا مِرَاءِ
أمَّتُهُ في النَّاسِ أفضَلُ الأُمَمْ * مَعْصومَةٌ منَ الضَّلالِ بِعِصَمْ(1/24)
أصْحَابُهُ خَيرُ القرونِ في المَلا * كِتَابُهُ المَحفوظُ أنْ يُبَدَّلا
شِرْعَتُهُ قَدْ أُبّدَتْ وَنَسَخَتْ * كُلَّ الشَّرَائعِ التي قَبلُ خَلَتْ
والأرضُ مَسجِدٌ لهُ طهورُ * والرُّعْبُ شَهْرًا نَصرُهُ يَسيرُ
سَيّدُ أولادِ أَبينَا ءادَمَا * قَدْ حَلَّلَ الله لهُ الغَنائِمَا
أُرْسِلَ للنَّاسِ جَميعًا أُعْطِيَا * مَقامَهُ المَحمودَ حتى رَضِيَا
وخُصَّ بالشفَاعةِ العُظْمَى التي * يُحْجِمُ عَنْها كُلُّ مَنْ لَها أُتي
أوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ * ولا يَنَامُ قَلْبُهُ بَلْ غَمْضُ
أَوَّلُّ مَنْ يَقُومُ للشَّفَاعَةِ * أوَّلُ مَنْ يَقْرَعُ بَابَ الجَنَّةِ
أكْثَرُ الأنبيَاءِ حَقًّا تَبَعا * يَرَى وَرَاءَهُ كَقُدَّامِ مَعا
ءاتَاهُ ربُّهُ جَوامِعَ الكَلِمْ * قَرينُهُ أَسْلَمَ فَهْوَ قَدْ سَلِمْ
صُفُوفُهُ والأمَّةِ المُبَارَكَهْ * كَصَفّ عِندَ رَبّهَا المَلائِكهْ
ولا يَحِلُّ الرَّفْعُ فَوْقَ صَوْتِهِ * ولا يُنادَى باسمِهِ بَلْ نَعْتِهِ
خُوطِبَ في الصَّلاةِ بالسَّلامِ * عَلَيكَ دونَ سَائِرِ الأنَامِ
ومَنْ دَعَاهُ في الصَّلاةِ وَجَبَتْ * إجابَةٌ لَهُ وفَرضُهُ ثَبَتْ
وبَولُهُ ودَمُهُ إذ أُتِيَا * تَبَرُّكًا مِنْ شَارِبٍ ما نُهِيَا
يَقْبَلُ ما يُهْدَى لَهُ فَحِلُّ * دُونَ الوُلاةِ فَهْوَ لا يَحِلُّ
فَاتَتْهُ رَكْعتَانِ بَعْدَ الظهْرِ * صَلاهُمَا ودَامَ بَعْدَ العَصْرِ
وما لنَا دَوامُ ذا بَلْ يَمتَنِعْ * وما سِوَى سَبَبِهِ فَمُنْقَطعْ
ونَسَبٌ يومَ القيامَةِ ومَنْ * رَءَاهُ نَوْمًا فَهْوَ قَدْ رءاهُ لَنْ
يَكونَ للشيطَانِ مِنْ تَمَثُّلِ * بِصورَةِ النَّبيّ أو تَخَيُّلِ
وكَذِبٌ عَليهِ لَيْسَ كَكَذِبْ * عَلى سِواهُ فَهْوَ أكبَرُ الكَذِبْ
باب ذكر حجه
قَدْ حَجَّ بَعدَ هِجرَةٍ لِطَيبَه * سَنَةَ عَشْر قَطْ بِغيرِ مِرَيه
واعتَمَرَ النبيُّ بَعدَ الهجرَةِ * أربعَةً والكُلُّ في ذي القَعْدَةِ(1/25)
إلا التي في حَجَّةِ الوَدَاعِ * قَرَنَهَا لَمْ يَخْلُ بالنزَاعِ
أوَّلُهَا سَنَةَ سِتّ صُدَا * فيهَا عن البَيتِ فَحَلَّ قَصْدَا
كَانَتْ بِهَا بَيْعَتُهُ المَرضِيَّهْ * ثم تَليهَا عُمرَةُ القَضِيَّهْ
سَنةَ سَبعٍ بَعدَهَا الجِعْرانَهْ * عَامَ ثمانٍ واعدُدَنْ قِرَانَهْ
ولم يَعُدَّ مَالِكٌ ذي الرَّابِعَهْ * وقالَ حَجَّ مُفرَدًا وتابَعَهْ
بَعضُهُمُ وَحَجَّ قَبلَ الهجرَةِ * ثِنتَينِ أو أكثرَ أو فَمَرَّةِ
ولمْ يَصِحَّ عَدَدُ الحَجَّاتِ * مِن قَبلِ هِجرَةٍ ولا العُمْرَاتِ
باب ذكر كُتَّابِهِ عليه السلام
كُتَّابُهُ اثْنَانِ وأَرْبَعُونَا * زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَكَانَ حِيْنَا
كَاتِبَهُ وَبَعْدَهُ مُعَاوِيَهْ * إِبْنُ أَبِي سُفْيَانَ كَانَ وَاعِيَهْ
كَذَا أَبُو بَكْرٍ كَذَا عَلِيُّ * عُمَرُ عُثْمانُ كَذَا أُبَيُّ
وَابْنُ سَعِيدٍ خَالِدٌ حَنْظَلَةُ * كَذَا شُرَحْبِيلُ أمُّهُ حَسَنَةُ
وَعَامِرٌ وثَابِثُ بنُ قَيْسِ * كَذَا ابنُ أرقَمَ بِغَيْرِ لَبْسِ
واقْتَصَرَ المِزّيُّ مَعْ عَبْدِ الغَنِي * مِنْهُم عَلَى ذَا العَدَد المُبَيّنِ
وَزِدْتُ مِنْ مُفْتَرِقَاتِ السّيَرِ * جَمْعًا كَثِيرًا فاضْبِطَنْهُ واحْصُرِ
طَلْحَةَ والزُّبَيْرَ وابنَ الحَضْرَمِي * وابنَ رَوَاحَةٍ وَجَهْمَا فَاضْمُمِ
وابْنَ الوَلِيدِ خَالِدًا وَحَاطِبَا * هُو ابنُ عَمْرٍو وَكَذَا حوَيْطِبَا
حُذَيْفَةً بُرَيْدَةً أَبَانَا * ابنَ سَعِيدٍ وأبا سُفْيَانَا
كَذَا ابنُه يَزِيْدُ بَعْضُ مُسلِمهْ * الفَتْحِ مَعْ مُحَمَّدِ بنِ مَسْلَمَهْ
عَمْرٌو هُو ابنُ العَاصِ مَعْ مُغِيرَةِ * كَذَا السّجِلُّ مَعَ أبِي سَلَمَةِ
كَذَا أَبُو أَيُّوبٍ الأَنْصَارِي * كَذَا مُعَيْقِيبٌ هُو الدَّوسِيُّ
وابنَ أبي الأَرْقَمِ أَرْقَمَ اعدُدِ * فِيهِم كَذَاكَ ابنُ سلول المُهتدِي
كَذَا ابنُ زَيْدٍ واسمُه عَبدُ الله * والجدُّ عَبْدُ رَبهِ بِلا اشتِبَاهْ(1/26)
وَاعدُدْ جُهَيمًا العلا بن عُتبَةِ * كذَا حُصَين بن نُمَيرٍ أَثبِتِ
وَذَكَرُوا ثَلاثَةً قَدْ كَتَبُوا * وارْتَدَّ كُلٌّ مِنْهُمُ وانقَلَبُوا
ابنُ أَبي سَرحٍ مَعَ ابْنِ خَطَلِ * وءاخَرٌ أُبْهِمَ لَمْ يُسَمَّ لِي
وَلَمْ يَعُد مِنْهُم إِلى الدّينِ سِوَى * ابن أَبِي سَرْحٍ وبَاقِيهِم غَوَى
باب ذكر رُسله عليه الصلاة والسلام إلى الملوك
أَوَّلُ مَنْ أَرْسَلَهُ النَّبيُّ * لِمَلِكٍ عَمْرٌو هُوَ الضَّمْريُّ
إِلَى النَّجَاشِيّ فَلَمَّا قدِمَا * نَزَلَ عَنْ فِرَاشِهِ فَأَسْلَمَا
وَأَرْكَبَ المُهَاجِرِيْنَ البَحْرَا * إِلَيْهِ فِي سَفِينَتَيْنِ طُرَّا
زَوَّجَهُ رَمْلَةَ عَمْرٌو قَبْلَهْ * لَهُ وَمَهْرَهَا النَّجَاشِي بَذَلَهْ
وَدِحْيةٌ أَرْسَلَهُ لِقَيْصَرَا * وَهْوَ هِرَقْلٌ فَعَصَى واسْتَكْبَرَا
وابن حُذَافَةٍ مَضَى لِكِسْرَى * فمَزَّقَ الكِتَابَ بَغْيًا نُكْرَا
وَحَاطِبًا أَرْسَل لِلْمُقَوْقِسِ * فَقَالَ خَيْرًا وَدَنَا لَمْ يُؤيسِ
أَهْدَى لَهُ مَارِيَةَ القُبْطِيَّهْ * وأخْتَهَا سِيريْنَ مَعْ هَدِيَّهْ
مِنْ ذَهَبٍ وقَدَحٍ مِنْ عَسَلْ * وَطُرَفٍ مِنْ مِصْرَ مِنْ بَنْهَا العَسَلْ
وَأَرْسَلَ ابنَ العَاصِ حَتَّى أَدَّى * كِتَابَهُ إِلَى ابنِي الجَلُنْدَى
فَأَسْلَمَا وَصَدَّقَا وَخَلَّيَا * مَا بَيْنَ عَمْرٍو والزَّكَاةَ هَدَيَا
وَأَرْسَلَ السَّلِيطَ لِليَمَامةِ * لِهُوذةٍ مَلكِ بنِي حَنِيفةِ
فَأَكْرَمَ الرَّسُولَ إذْ أنْزَلَهُ * وَقَالَ ما أحسنَ مَا يَدْعو لهُ
سَأَلَ أَنْ يُجْعَلْ بَعْضَ الأمْرِ * لَهُ فَلَمْ يُعْطَ قَضَى فِي الكُفْرِ
كَذَا شُجَاعُ الأَسْديُّ يَلْقَى * الحارِثَ الغَسانَ مَلِكَ البَلقَا
رَمَى الكِتَابَ قَالَ إنّي سَائِرُ * إِلَيْهِ رَدّهُ هِرَقْلُ قَيْصَرُ
وَقِيلَ بَلْ أَرْسَلَهُ لِجَبْلَهْ * فَقَارَبَ الأَمْرَ ولَكِنْ شَغَلَهْ(1/27)
المُلْكُ ثُمّ فِيْ زَمَانِ عُمَرَا * أسْلَمَ ثُمَّ ارتَدَّ حَتَى كَفَرَا
وابنَ أَبي أُمَيَّةَ المُهَاجِرَا * أَرْسَلَهُ لِحَارِثِ بنِ حِمْيَرَا
عَبْدُ كُلالِ أَبُهُ فَرَدّدا * أَنْظُرُ في أمري وبعْدُ وَفَدا
عَلَى النَّبيّ مُسلمًا فَاعْتَنَقَهْ * وَفَرَشَ الرِدا له ووَمَّقَهْ
وَأَرْسَلَ العَلا أَيِ ابنَ الحَضْرَمِي * لِمُنْذِرٍ وَهْوَ ابنُ سَاوَى الدَّارِمِي
كَانَ مَع العَلا أبُو هُرَيْرَةِ * فَانْقَادَ مُنْذِرٌ بِخَيْرِ مِلّةِ
وَوَفَدَ المُنْذِرُ عَامَ الفَتْحِ أَوْ * فِي عَامِ تِسْعَةٍ خِلافًا قَدْ حَكَوا
كَذَاكَ قَدْ أرسلْ مُعَاذًا وَأَبَا * مُوسَى إلَى مخَالِفٍ فاقتَرَبا
وَقَالَ يسّرَا ولا تُعَسّرَا * وَبشّرَا طَوْعًا ولا تُنَفّرَا
كَذَا جَرِيرٌ نَحْوَ ذِي الكلاعِ * وَنَحْوَ ذي عَمرٍو ونِعَم الدَّاعي
دَعَاهُمَا لِمِلَّةِ الإسْلامِ * فَأسْلمَا لله باسْتِسْلامِ
وَعَمْرًا الضَّمْرِي إِلى مُسَيْلِمَهْ * فَلَمْ يَؤُبْ عَنْ كِذْبِهِ وَلَزِمَهُ
أَرْسَلَ لَهْ كِتَابَهُ مَعْ سَائِبِ * ثَانِيَةً فَلَمْ يَكُنْ بِالتائِبِ
وَبَعْدَهُ عَيَّاشًا أيْضًا أَرْسَلا * إِلى بَنِي عَبْدِ كُلالٍ قَبِلا
كُلُّهُمُ كِتَابَهُ وأَسْلَموا * نَعِيْمٌ الحَارِثُ مَسْرُوحٌ هُمُ
وَأَرْسَلَ النَّبِيُّ أَيْضًا إِذْ كَتَبْ * لِعِدَّةٍ لَمْ يُسْمَ مَنْ بِها ذَهَبْ
لِفَرْوَةَ بنِ عَمْرٍو الجُذَامِي * أَفْلَحَ إِذ أَقَرَّ بِالإسْلامِ
وَلِبَنِي عَمْرٍو وَهُمْ مِن حِمْيَرِ * كَذَاك مَعْدِي كَرِبَ المُشْتَهِرِ
وَلأَسَاقِفَ بِنَجْرَان كَتَبْ * كَذَا لِمَنْ أَسْلَمَ مِنْ حَدْسٍ عَرَبْ
وابنِ ضِمَادٍ خَالِدِ الأَزْدِيّ * ولابْنِ حَزْمٍ عَمْرٍو الرَّضِيّ
وَلِيَزيدَ بنِ الطُّفَيلِ الحَارِثِ * وَلِبَني زيَادٍ بنِ الحَارِثِ
وَلأخِي تَميمٍ أوسٍ كتبَا * وَهوَ لَدَى أولادِهِم مَا ذَهَبَا(1/28)
باب ذكرِ أولادِهِ من الذكورِ والإناثِ
كَانَ لَهُ ثَلاثَةٌ بَنُونَا * القاسِمُ الذِي بِه يَكْنُونَا
بِمَكَّةٍ قَبْلَ النُّبوةِ وُلِدْ * والطّيّبُ الطَّاهرُ وَهْوَ وَاحِدْ
وَهْوَ الصَّحِيحُ واسْمُه عَبْدُ الله * وَقِيْلَ بَلْ هَذَانِ فَابنَانِ سِوَاهْ
والثالثُ ابراهيمُ بالمَدينةِ * عَاشَ بِها عامًا ونصْف سنةِ
وَقِيلَ مَعْ نُقْصَانِ شَهْرٍ وَقَضَى * سِتَّةَ عَشْرَ فَرَطًا لَهُ رِضَا
وَمَاتَ قَاسِمٌ لَهُ عَامَانِ * وَعِدَّةُ الأولادِ مِنْ نِسْوَانِ
أَرْبَعَةٌ فَاطِمَةُ البَتُولُ * زَوَّجَهَا عَلِيًّا الرَّسُولُ
وَزَيْنَبٌ زَوَّجَهَا أَبَا العَاصْ * إبنَ الرَّبيعِ وَافِيًا ذَا إِخْلاصْ
بِوَعْدِهِ وَزَوَّجَ اثْنَتَيْنِ * تَعاقُبًا عُثمانَ ذا النُّورَيْنِ
رُقَيَّةٌ فَأُمُّ كُلْثُوم تَلِيْ * وَنِعْمَ ذَاكَ الصّهْرُ عُثْمانُ الوَليْ
وَجُمْلَةُ الأوْلادِ مِنْ خَدِيجَةِ * لَكِنَّ إِبْرَاهِيمَ مِن مَارِيَةِ
وَلَيْسَ في بَنَاتِه مَنْ أَعْقَبَا * إِلا البَتُولَ طَابَ أمًّا وأَبَا
باب ذكر أعمامِهِ وعماتِهِ عليه السلام
أَعْمَامُهُ حَمْزَةُ والعَبَّاسُ * قَدْ أَسْلَمَا وَأُرْغِمَ الخَنَّاسُ
زُبَيْرٌ الحَارِثُ حَجْلٌ قُثَمُ * ضِرَارٌ الغَيْدَاقُ والمُقَوّمُ
عَبْدُ مَنَافٍ مَعْ عَبْدِ الكَعْبَهْ * كَذَا أَبُو لَهَبٍ أردِي كَسْبَهْ
عَمَّاتُهُ صَفِيَّةٌ عَاتِكَةُ * أُمُّ حَكِيْمٍ بَرَّةٌ أُمَيْمَةُ
أَرْوَى وَلَم يُسْلِم سِوَى صَفِيَّةِ * قِيْل وَمَعْ أَرْوى وَمَعْ عَاتِكَةِ
باب ذكر أزواجِهِ عليه السلام
زَوْجَاتُهُ اللاَّتِي بِهنَّ قَدْ دَخَلْ * ثِنْتَا أَوِ احْدَى عَشْرَةٍ خُلْفٌ نَقَلْ
خَدِيجَةُ الأُولى تَلِيها سَوْدَةُ * ثُمَّ تَلِي عَائِشَةُ الصّديقَةُ
وَقِيْلَ قَبْلَ سَوْدَةٍ فَحَفْصَةُ * فَزَيْنَبُ وَالِدُهَا خُزَيْمَةُ(1/29)
فَبَعْدَهَا هِنْدٌ أيِ امُّ سَلَمَهْ * فَابْنَةُ جَحْشٍ زَينبُ المُكَرَّمَهْ
تَلِي ابْنَةُ الحَارِثِ أَي جُوَيْريَةْ * فَبَعْدَهَا رَيْحَانَةُ المسَّبِيَّهْ
وَقِيْلَ بَلْ مِلْكُ يَمِينٍ فَقَطُ * لَمْ يَتَزَوَّجهَا وَذَاكَ اضبَطُ
بِنْتُ أبي سُفْيَانَ وَهْيَ رَمْلَةُ * أُمُّ حَبِيبَةٍ تَلِي صَفِيَّةُ
مِنْ بَعْدِهَا فَبَعْدَهَا مَيْمُونَهْ * حِلاًّ وَكانَتْ كاسمِها مَيْمُونَهْ
وَابنُ المُثنَّى مَعْمَرٌ قَد أدْخَلا * فِي جُمْلَةِ اللاتِي بِهِنَّ دَخَلا
بِنْتَ شُرَيْحٍ واسْمُها فَاطِمَةُ * عَرَّفَهَا بأَنَّها الوَاهِبَةُ
وَلَمْ أَجِدْ مَنْ جَمَعَ الصَّحَابَهْ * ذَكَرَهَا وَلا بِأُسْدِ الغَابَهْ
وَعَلَّها التِي استَعَاذَتْ مِنْهُ * وَهْيَ ابنَةُ الضَّحَّاكِ بَانَتْ عَنْهُ
وَغَيْرُ مَنْ بَنَى بِهَا أَوْ وَهَبَتْ * إِلى النَّبِيّ نَفْسَها أَوْ خُطِبَتْ
وَلَمْ يَقَعْ تَزْوِيجُهَا فَالعِدَّةُ * نَحْو ثَلاثِينَ بِخُلْفٍ أُثْبِتُوا
باب ذكر خُدَّامِهِ من الرجال والنساء
فَأَنَسٌ أَلْزَمُهُمْ لِلخِدْمَةِ * أسماءُ هِنْدٌ وَلَدَا حَارِثَةِ
كَذَا بِلالٌ عُقْبَةُ بنُ عامِرِ * سَعْدٌ فَتَى الصّديقِ مَع ذِيْ مِخمرِ
رَبِيعَةٌ مَعَ ابنِ مَسْعُودٍ أَبُو * ذَرّ بُكَيْرٌ وَلِليْثِ نُسِبُوا
وابنُ شَرِيكٍ أَسْلَعٌ فأرْبَدُ * كَذَا ابنُ مَالِكٍ والاسْمُ الاسْودُ
وابنُ أَخِيهِ الحَدْرَجَانِ جَزْرُ * لَهُ بخدَّامِ النَّبيّ ذِكْرُ
وَسَابِقٌ وَسَالِمٌ قَدْ ذُكِرَا * وَقِيلَ سَلْمَى واعدُدِ المُهَاجِرَا
قَيْسُ بنُ سَعْدٍ أَيمَنٌ ثَعْلَبَةُ * كَذَا نُعَيْمٌ أبُهُ رَبِيْعَةُ
كَذَا أَبُو السَّمْحِ أَبُو الحَمْرَاءِ * أَبُو عُبَيْدٍ وَمِنَ النّسَاءِ
مَارِيَةُ اثْنَتَانِ مَعْ رُزَيْنَه * وَأَمَةُ الله لِهَذِه ابْنَهْ
صَفِيَّةٌ وَخَوْلَةٌ وخَضْرَةُ * سَلْمَى وأمُّ أَيمَنٍ بَرَكَةُ(1/30)
وأم عيَّاشٍ كَذا مَيْمُونَةُ * وَفِي المَوالِي ذُكِرت ذِي الخَمْسَةُ
باب ذكر مواليه صلى الله عليه وسلم
زَيْدٌ أُسَامَةُ ابنُهُ ثَوْبَانُ * أَنَسَةٌ وَصَالِحٌ شَقرَانُ
كَذَا أَبُو كَبْشَةَ واسْمُهُ سَلِيْم * أَو أَوْسٌ اسْمَاهُ بِهِ أبُو نَعِيْم
كَذَا رَبَاحٌ وَيَسارٌ مُدْعَمُ * كَذَا أَبُو رَافِعِ وَهْوَ أَسْلَمُ
وَقِيلَ إبْرَاهِيمُ أَوْ فَثَابِتُ * أَوْ هِرْمِزٌ يَزِيْدُ خُلْفٌ ثَابِتُ
وَرَافِعٌ كَرْكَرَةٌ فَضَالَهْ * وَوَاقِدٌ سَفِينَةٌ فَزَارَهْ
طَهْمَانُ أو كَيسَانُ أو مَهْرَانُ * مَولاهُ أو ذكْوَانُ أو مَروَانُ
جَدُّ هِلالِ بنِ يَسارٍ زَيْدُ * حُنَيْنُ مَابُورٌ كَذا عُبَيْدُ
أَبُو عَسِيبٍ وَأبُو عُبَيْدِ * مَعَ أَبِي ضُمَيْرةٍ سَعِيدِ
وَمِنْ مَوَالِيهِ أَبُو مُوهوبَةِ * حَازوا بِهِ فَخرًا عَلَى المَرتَبَةِ
وَكُلُّ مَن سُمّي فِيها أَو كُنِي * فَلَم يَزِدْ عَلَيْهِمُ عَبْدُ الغَنِي
وَزَادَ بَعضُهُم عَلَيْهِ فِي العَدَدْ * تِسعًا وَأَرْبَعِينَ كُلٌّ قَدْ وَرَدْ
أَفْلَحُ مَعْهُ أَنْجَشَهْ وَأَسْلَمُ * أَيْمَنُ بَاذَامُ وَبَدْرٌ حَاتِمُ
دَوْسٌ قَفِيزٌ سَابِقٌ رُوَيْفِعُ * سَعِيدٌ اثنَانِ عُبَيْدٌ رافِعُ
سَنْدَرُ سَالِمٌ كُرَيْبُ غَيْلانْ * كَذَا عُبَيْدُ الله سَعْدُ سَلْمَانْ
مُحَمَّدٌ هُوَ ابنُ عَبدِ الرَّحمنْ * مَكْحُولُ نَافِعٌ نَفِيعٌ وَرْدانْ
هُرْمُزُ واقدٌ يَسارُ شَمْعُونْ * ضُمَيْرَةٌ فضالةٌ وَعَمْرُونْ
كَذَا نُبَيْهٌ وَنَبِيلٌ وَهِلالْ * كَذا أبو رافعٍ ءاخرُ يُقَالْ
أَبُو البَشِيرِ وأبُو أُثَيْلهْ * أَبُو لَقِيطٍ وَأبو صَفِيَّهْ
كَذا أَبُو الحَمْرا أَبُو سَلاَّمِ * مَع أَبي هِنْدٍ أي الحَجَّامِ
كَذا أَبو اليُسْرِ أَبو لُبَابَةِ * كَذا أَبو سَلْمى مَع ابِي قَيْلَةِ
أَما الإمَاءُ فذُكِرْن خَمْسَهْ * فِيمَا مَضَى رَضْوَى كَذَا أُمَيْمَهْ(1/31)
رُبَيْحَةٌ رَزِينَةٌ رُكَانَةُ * كَذَاكَ قَيسرُ اختها مَارِيةُ
مَيمُونَةُ اثنتانِ والبعضُ جَعَلْ * تَيْنِ مِنَ الجذامِ فِيما قَدْ نَقَلْ
باب ذكر أفراسه عليه الصلاة والسلام
سَكْبٌ لِزَازٌ ظَرِبٌ وَسَبْحَهْ * مُرتَجزٌ وَردٌ لَحِيفٌ سَبْعَهْ
وَلَيْسَ فِيها عِنْدَهمْ مِنْ خُلْفِ * والخُلْفُ فِي مَلاوحٍ والطُّرْفِ
كَذاكَ ضِرسٌ وشَحَا مَنْدُوبُ * مِرْوَاحُ بَحْرٌ أدْهمٌ نجيبُ
أَبلقُ معْ مُرْتَجِلٍ مَع يَعْسُوبْ * سَرحانَ والعُقالِ سِجلِ يَعْبُوبْ
باب ذكر بغاله وحميره صلى الله تعالى عليه وسلم
بِغَالُهُ خَمْسةٌ أو فَسِتّهْ * دُلْدُلُ مع فِضةَ والأَيْلِيَّهْ
وَبغلةً أهدى لهُ الأُكيْدِرُ * وجَاء مِن كِسْرى وفِيهِ نَظَرُ
وَبَغلةً أَهدى لهُ النَّجَاشِي * وَهْوَ بِأخْلاقِ النَّبِيِ الفَاشِي
حِمَارُهُ عُفَيْرٌ أو يَعْفُورُ * أو فَهُمَا اثنَانِ وذا المَشْهُورُ
وكَونُهُ كَان اسمُهُ زِيَادا * أوْ بَيَزِيْدُ منكرٌ إسْنَادا
وثالثٌ أعطَاهُ سعدٌ سَنَدُهْ * رَدِيفُهُ قَيْسُ بنُ سعدٍ وَلَدُهْ
باب ذكر لقاحه وجِمالِهِ صلى الله عليه وسلم
كَانَتْ لَه لِقاحٌ الحِنَّاءُ * عُرَيِّسٌ بغُومٌ السَّمْرَاءُ
بُرْدَةُ والمَروةُ والسَّعدية * حَفدةٌ مهْرَةُ واليَسِيرةُ
رِيَّاءُ والشَّقراءُ والصَّهْباءُ * عَضْبا وجَدعاءُ هما القَصْوَاءُ
وَغَيرُهُنَّ والجِمَالُ الثَّعْلَبُ * وَجَملٌ أحمرُ والمُكتَسَبُ
غَنِمَهُ في يومِ بدرٍ مِنْ أَبِي * جهلٍ فأهداهُ إلى البيتِ النَّبي
فِي أنفِهِ بِرةٌ اي مِن فِضهْ * غَاظَ بهِ كُفَّار أهلِ مَكهْ
باب ذكر منائحه وديكه
كَانَتْ لَهُ مَنَائِحٌ بَرَكَةُ * زَمزَمُ سُقيا عَجْرَةٌ وَوَرْشَةُ
أطلالٌ اطرافٌ قَمَر مع يمنِ * غوثةُ أو غَيثةُ بل في السننِ
كَانَتْ له مائةُ شاةٍ غَنَمَا * ولا يُريدُ أن تزيدَ كلَّمَا
وُلِدَ مِنْهَا بَهْمَةٌ رَاعِيْها * ذَبَحَ شَاةً لا يَزِيدُ فِيْهَا(1/32)
وَكَانَ أيضًا عِندَه ديكٌ لَهُ * أَبْيَضُ فالمُحبُّ قَدْ نَقَلَهُ
باب ذكر أقداحِهِ وءانيته وركوته وربعته وسريره عليه السلام
أَقْدَاحُهُ الرَّيَّانُ والمُغِيثُ * وءاخرٌ مُضَبَّبٌ يَغِيثُ
بِهِ إِذَا ما مَسَّهُم مِنْ حاجِ * وَقَدْحٌ ءاخرُ مِن زُجاجِ
وقَدَح تحتَ السَّريرِ عَيدانْ * يقضي بهِ حاجَتَهُ في الأحْيانْ
مَرْكِنُهُ مِنْ شبهٍ وتَوْرَه * حجَارةٌ مَنْ نَالَهُ يَميرَهْ
رَكوتُهُ كَانت تُسمى الصَّادِرهْ * قَصعتُهُ الغرَّاء ليست قاصِرَهْ
كَان لهُ صاعٌ لأجلِ الفِطرةِ * وقَعْبُهُ كَان اسمُهُ بالسَّعَةِ
كَانَتْ لَه ربعَةٌ اي مُرَبَّعَهْ * كجُونَةٍ يُجعلُ فيها أَمْتِعَهْ
سِواكُهُ ومِشْطُهُ والمُكْحُلَهْ * كذلكَ المِرآةُ والمِقْراضُ لَهْ
كَانَ لَهُ سريرٌ اهدَاهُ لَهُ * أَسعدُ وَهْوَ سَاجٌ استَعمَلَهُ
مُوشَّحٌ باللّيفِ ثم وضعا * عَليهِ لَمَّا مَاتَ ثم رُفِعَا
عَلَيْهِ أيضًا بعدَهُ الصّديقُ * كَذَاك أيضًا عُمَرُ الفَاروقُ
باب ذكر الوفود إليه صلى الله عليه وسلم
أَولُ وفْدٍ وفَدوا المَدينهْ * سنةَ خمْسٍ وافِدوا مُزَينهْ
وهَكذا سعدُ بنُ بكرٍ في رَجَبْ * وعامَ سَبْعةٍ جُذَامٌ وعَقبْ
الأَشعريُّونَ ودَوسُ القَومُ * وفي الثَّمَانِ ألفتْ سُلَيمُ
ثَعلَبَةٌ ثُمَالةٌ والحَدَانْ * فِيها وفِي التاسعِ وفدُ هَمدَانْ
كَذا بنو الدارِ وفيهِ في صَفَرْ * عذرةُ بعدَها بَلِي وحِمْيَرْ
وَبعدُ في العَاشِرِ وفدُ خَولانْ * وكِنْدةٍ وغَامِدٍ وغَسَّانْ
وفدُ الرُّهاويينَ وَفدُ نَجْرَانْ * وَفْدُ صُدَا والأَزْدِ مَعْ سَلامَانْ
بَجِيلةٍ وحَضْرَمَوتُ النَّخَعُ * والحَارِثِ بنِ كعبٍ أيضًا أَجْمَعُ
وَفِيْهِما مُرةُ عَبسٌ أَسدُ * وَفْدُ تَميمٍ فيهمُ عُطَارِدُ
بَاهِلَةٌ وجعدَةٌ فَزَارَةُ * عَقيلُ عبدٌ أشجعٌ كِنَانَةُ
لقيطُ بكرٌ وابنُ عَمَّارٍ قُدَدْ * مَاتَ رُجوعًا وَكِلابٌ وَوَفَدْ(1/33)
وَفْدُ ثَقِيفٍ مَعَ عبدِ القَيْسِ * رُؤاسِ عامِرٍ هِلالٍ عَنْسِ
قَشِيرُ تغلبُ وبعضٌ مُسْلِمُ * أمَّا النّصَارى مِنهمُ فألزَمُوا
أَنْ يَمْنَعُوا أَولادَهُم من صِبْغَةِ * في دِينهم وفي بني حَنِيفةِ
ومِن وفودِ اليَمنِ اليَمانِ * وفدُ تُجِيب طيءٍ جَيشانِ
كَلبٌ خُشَيْنٌ ومرادٌ والصَّدِفْ * وخَثْعَمٌ سعدُ العَشيرةِ رَدَفْ
أزدٌ عُمَانٌ وزُبيدٌ اسلَمُ * وبارقٌ وابنُ حَميدٍ سَالِمُ
سعدُ هُذَيمٍ جَرْمُ بَهْرا مَهْرةُ * وَوفدُ جُعْفِيّ كَذا جُهَيْنةُ
سنةَ إِحدى عَشْرةٍ جاءَ النَّخَعْ * فِي مِئتينِ بعدَ مَن قَبلُ نَجَعْ
وَفْدُ السّبَاعِ والذّئَابِ ذُكِرَا * فِي غابةٍ وغَيْرِها واسْتُنكِرَا
باب ذكر أمرائه صلى الله عليه وسلم
أمَّرَ بَاذانَ بِلادَ اليَمَنِ * ثُمَّ ابنَهُ شَهْرًا بِصَنْعا يَمَنِ
وابنَ أَبِي أُمَيَّةَ المُهَاجِرا * كِنْدَةَ والصَّدِفْ فَقبلَ أنْ سَرا
لِعَمَلِهْ قَضَى النَّبيُّ بالمَوت * كَذا زيادُ بنُ لَبيدٍ حَضْرَمَوْت
كَذا أبو مُوسَى زَبيدًا وَعَدَنْ * وَزَمْعِ والسَّاحِل مِن أرضِ اليَمَنْ
كَذَاكَ قَد وَلَّى معاذًا الجَنَدْ * كَذَاكَ عَتَّابًا عَلَى خَيرِ بَلَدْ
كَذَاكَ قد وَلَّى أَبَا سُفْيَانَا * صَخْرَ بنَ حرْبٍ بَعْدَ ذَا نَجْرَانَا
كَذَا ابنَهُ يَزِيدُ فيْ تَيْماءَ * وابنَ سَعِيدٍ خَالدًا صَنعَاء
كَذَاكَ عَمْرًا أَخَهُ وَادِي القِرَى * وحكمًا أَخاهما على قُرَى
عُرينةِ كَذَاكَ أيضًا أَعْطَى * أَخاهُمَا أبانَ منهُ الخَطَّى
كَذاكَ ابنَ العاصِ عمرًا بِعُمَانْ * كَذا على الطَّائِفِ وَلَّى عُثْمَانْ
ابنَ أَبي العَاصِ كَذاك ولَّى * مَحْمِئَةَ الأَخْمَاسِ ثُمَّ ولَّ
عليًّا القضاءَ والأَخْماسَا * بِيَمَنٍ فَكَانَ فِيه رَاسَا
كَذاك أمَّرَ ابنَ حاتِمٍ عَدِي * فِي صَدَقَاتِ طَئ وَأَسَدِ
وَغَيْرَهُ مِن أُمَرَاءِ الصّدَقَهْ * تَجْمَعُ مِن قَبَائِلٍ مُفْتَرِقَهْ(1/34)
وَأَمَّرَ الصّديقَ في الحَجّ لَدَى * سَنَةِ تِسعٍ وَعليًّا فِي النّدا
أَنْ لا يحُجَّ بعد عَامي مُشْرِكُ * ويقرأ السورةَ خَابَ المُشْرِكُ
أَمَّا الأُولى أمَّرَهُمْ بالبَعْثِ * فَذكروا في كلّ بَعثٍ بَعْثِ
باب ذكر مرضه ووفاته صلى الله عليه وسلم
مَرِضَ فِي العشْرِ الأَخيرِ من صَفَرْ * أَقَامَ فِي شَكْوَاهُ ذاكَ اثْنَي عَشَرْ
أَو عَشْرًا أو أقَامَ أَربعْ عَشْرهْ * أَو فَثَلاثَ عشْرةٍ قَدْ ذَكَرَهْ
كَذَا ابنُ عَبدِ البَرّ فِي ربيعِ * فِي يومِ الاثْنينِ لَدى الجَمِيْع
وَفَاتُه إِمَّا بِثَانِي الشَّهْرِ * أوْ مُسْتهَلّ أَو بِثَانِي عَشْرِ
وَهْوَ الذِي أَوْرَدَهُ الجُمهورُ * لَكِن عَلَيْهِ نَظَرٌ كَبِيرُ
لأن وَقفَةَ الوَدَاعِ الجُمُعَهْ * فَلا يصِحُّ كَونُها فِيه مَعَهْ
وَقِيْل بَل في ثامِنٍ بالجَزْمِ * وَهْو الذِي صَحَّحَه ابنُ حَزْمِ
وَكَانَ ذاكَ عِندما اشتدَّ الضُّحَى * أَو حِينَ زَاغَ الشَّمسُ خُلْفٌ صرحَا
غَسَّلَهُ عَلِيُّ والعَباسُ * وقُثَمٌ والفَضْلُ ثُم نَاسُ
أُسامةٌ شَقْرَانُ يَصْبُبَانِ * الما وَأَوسٌ حاضِرُ المَكَانِ
وَقِيلَ كَان ينقُلُ الماءَ لهُ * وأَنَّ عَمَّهْ لَم يشاهِدْ غَسْلَهُ
غَسِلَ مِن بئْرِهِ بئرِ غَرْسِ * وَلَم يُجَرّدْ مِن قَميصِ اللُّبْسِ
يَدْلُكُهُ بِخِرْقَةٍ عَلِيُّ * مِنْ تَحْتِه وَهْو لَهُ وَلِيُّ
بِالمَاءِ والسّدرِ ثَلاثًا غُسِلا * وفِي ثلاثةٍ ثِيَابًا جُعِلا
وتلكَ بيضٌ من سَحُولِ اليَمَنِ * وَلم يَكُن قَمِيصُهُ في الكَفَنِ
وقَد رَوى الحَاكمُ أنْ قد كُفّنَا * في سَبعةٍ وبالشُّذوذِ وُهّنَا
ثُمَّ أَتى الرّجالُ فَوجًا فَوجا * صَلُّوا فرادًى ومَضَوا خُرُوجَا
ثُمَّ النّساءُ بعدَهُم وَالصّبْيَةُ * وَفِي حَدِيثٍ وَبِهِ جَهَالَةُ
صَلَّى عَليه أَوَّلا جِبْرِيلُ * ثَمَّتَ مِيكَائِيلُ إسْرَافيلُ(1/35)
ثُمَّ يَلِيهم مَلَكُ المَوْتِ مَعَهْ * جُنُودُهُ المَلائِكُ المُجْتَمَعَهْ
وَقِيْلَ مَا صَلّوا عَلَيْه بَل دَعَوْا * وانصَرفُوا وذَا ضعيفٌ و رَوَوْا
عَن مالكٍ أن عَدد الصلاةِ * تِسعونَ واثنانِ من المرَّاتِ
وليسَ ذَا متَّصِلَ الاسنَادِ * عن مالكٍ في كُتُبِ النُّقّادِ
وَدفنُه في بقعةِ الوَفاةِ * بِخَبرِ الصّدّيقِ بالإثْبَاتِ
وَدَخَلَ القَبرَ الأُولى في الغَسْلِ * قِيْلَ سوَى أُسامةٍ وخوْلِي
زَادَ ابنُ سعدٍ أيضًا ابنَ عوفِ * معَ عقيلٍ أَمِنُوا من خوفِ
وَفُرِشَت فِي قَبْرِه قُطَيْفَةُ * وَقِيل أُخْرِجَتْ وَهَذَا أَثبَتُ
وَلحَدوا لحْدًا له ونُصِبَتْ * عَلَيْه تِسْعُ لَبِنَاتٍ أُطْبِقَتْ
وَسَطَّحُوا مَعْ رَشّهم بالماءِ * واشتَركَ الأَنامُ فِي العَزَاءِ
وَذَاكَ فِي ليلةِ الاربعاءِ * أَو قَبلَها بِليلةٍ لَيلاءِ
وَقِيلَ يومَ الموتِ بالتعجيلِ * صحَّحهُ الحاكمُ في الإكْلِيلِ
وَفَسَّر الصّديقُ للصّديقَةِ * مَنَامَها أنْ سَقَطَتْ في الحُجْرةِ
حُجْرتِها ثَلاثَةٌ أقمَارَا * ها خَيْرُ أقمَارِكِ حَلَّ الدَّارَا
صَلَّى عَليه رَبُّنا وسَلَّمَا * وَصَاحِبَيْهِ نُعّمَا وَأَنعَمَا
هُما الضَّجِيعانِ منَ الأَقْمارِ * قَد جَاورا في اللَّحْدِ خَيرَ جَارِ
ثُمَّ عَلَى عثمانَ معْ علِيّ * وسائرِ الأصحابِ والولِيّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوامش :
(1) في نسخة أبو نجيح وهو فيهم معدود
(2) في فتح الباري (7/183) بحذف الياء
(3) كان يحب أن يؤمن، يحب أن يتبع الرسول لكن قال أخشى ملامة، سبحان الله هو مع هذه المحبة العظيمة للرسول ما وفقه الله للإيمان، وأناس أجانب لا تصلهم به قرابة أول ما علموا بأمره ءامنوا.(1/36)
ألفية الحافظ العراقي في علوم الحديث
مضبوطة بالشكل
ضبطها الشيخ ماهر ياسين فحل(1/1)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
وبعد :
فقد مَنَّ الله علينا بإكمال تحقيق كتاب " شرح التبصرة والتذكرة " للإمام الحافظ العراقي ، بعد أن بذلنا فيه جهداً جهيداً ، وعملاً طويلاً ، حتى كنا نقف عند ضبط بعض الكلمات ساعات طويلة ، وأيام غير قليلةٍ ، حتى خرج بحلة ترضي كل محبٍّ للسنة ، وقد عنينا عناية بالغة بضبط النص وتحقيقه على أفضل النسخ الخطية ، وقابلنا موارد الكتاب التي استقى منها المؤلف العراقي - رحمه الله - وعنينا عناية خاصة بضبط أبيات الألفية فقابلنا الكتاب على ثلاث نسخٍ خطية عتيقةٍ متقنةٍ زيادة على نسخ الشرح الخطية ، وكذلك النسخ المطبوعة للشرح ، ثم قابلنا المتن على النفائس إذ أن متن الألفية كان أحد الكتب التي أدخلت فيه ، وقابلنا المتن أيضاً على " فتح المغيث " - الطبعة العلمية - والنص في كلا الكتابين فيه من التصحيف والتحريف والسقط والزيادة ما لا يخفى على من يراجع كتابنا هذا . ومما سبق يُدرك أنَّ متن الألفية لم يضبط ضبطاً جيداً فيما سبق لا في الشرح ولا في غيره بل ولا في شروح الألفية الأخرى ؛ لذا رأينا أن يفرد المتن بالطبع فاستللناه من تحقيقنا للشرح ، وأعدنا النظر فيه خشية أن يخرج فيه ما يشينه من خطأ أو وهم ، وقد أبقينا الفروق كما هي كي يستفيد منها القارئ ، وعلّقنا على بعض المواطن التي تستوجب التعليق كي يزداد النفع بالكتاب .
وكانت النسخ التي اعتمدناها في تحقيق الشرح ، وفي تحقيق متن الألفية أيضاً تسع نسخ هي :(1/1)
1 - مخطوطة متن الألفية المحفوظة في مكتبة أوقاف بغداد برقم : ( 8 / 2899 مجاميع ) ورمزنا لها بالرمز ( أ ) .
2 - مخطوطة متن الألفية المحفوظة في مكتبة أوقاف بغداد برقم : ( 2818 ) ورمزنا لها بالرمز ( ب ) .
3 - مخطوطة متن الألفية المحفوظة في مكتبة أوقاف بغداد برقم : ( 1 / 2955 مجاميع ) ورمزنا لها بالرمز ( جـ ) .
4 - مخطوطة شرح الألفية المحفوظة في مكتبة أوقاف بغداد برقم : ( 2490 ) ورمزنا لها بالرمز ( ن ) .
5 - مخطوطة شرح الألفية المحفوظة في مكتبة أوقاف بغداد برقم : ( 2889 ) ورمزنا لها بالرمز ( ق ) .
6 - مخطوطة شرح الألفية المحفوظة في مكتبة أوقاف بغداد برقم : ( 2951 ) ورمزنا لها بالرمز ( ص ) .
7 - مخطوطة شرح الألفية المحفوظة في مكتبة أوقاف بغداد برقم : ( 3318 ) ورمزنا لها بالرمز ( س ) .
8 - مطبوع شرح الألفية المطبوعة بفاس سنة 1355 هـ ورمزنا لها بالرمز ( ف ) .
9 - مطبوع شرح الألفية المطبوعة بدار الكتب العلمية ورمزنا لها بالرمز (ع).
ولم نفصّل الكلام عن هذه النسخ ولا صورها ؛ لأننا قد أشبعنا القول فيها من خلال تحقيقنا للكتاب الأصل " شرح التبصرة والتذكرة " فلا داعي لإعادته وتكراره ، وعلى هذا فنحن لم نذكر مصادر لهذا الكتاب في الخاتمة كي لا يطول الكتاب ويخرج عن مقصوده ، وقد ذُكِرَت كل التفصيلات في الكتاب الأصل .
وبعد :
فهذا متن الألفية المسمى بـ : " التبصرة والتذكرة " نقدمه لمحبي سنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - السائرين على هديه ، الراجين شفاعته يوم القيامة ، وقد خدمناه الخدمة التي توازي تعلقنا بنبينا محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وقد بذلنا فيه ما وسعنا من جهد ، ولم نبخل عليه بوقت ولا مال ، ولقد لمسنا من البركة فيهما ، ما دعانا إلى الاستمرار في تحقيق ما سوى هذا من الشروح والمتون ، ونحن سائرون في هذه الطريق ، راجين منه جل ذكره العون والسداد .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
المحققان(1/2)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
1 - يَقُوْلُ رَاجِي رَبّهِ المُقْتَدِرِ *** عَبْدُ الرَّحيمِ بنُ الحُسيْنِ الأَثَريْ
2 - مِنْ بَعْدِ حَمْدِ اللهِ ذي الآلاءِ *** على امْتِنَانٍ جَلَّ عَنْ إحْصَاءِ
3 - ثُمَّ صَلاَةٍ وسَلامٍ دَائِمِ *** على نَبِيِّ الخَيْرِ ذِي المَرَاحِمِ
4 - فَهَذِهِ المَقَاصِدُ المُهِمَّهْ *** تُوْضِحُ مِنْ عِلْمِ الحدِيْثِ رَسْمَهْ
5 - نَظَمْتُهَا تَبْصِرَةً لِلمُبتَدِيْ *** تَذْكِرَةً لِلْمُنْتَهِي والْمُسْنِدِ
6 - لَخَّصْتُ فيهَا ابْنَ الصَّلاحِ أَجْمَعَهْ *** وَزِدْتُهَا عِلْمَاً تَرَاهُ مَوْضِعَهْ
7 - فَحَيْثُ جَاءَ الفِعْلُ والضَّميْرُ *** لِواحِدٍ وَمَنْ لَهُ مَسْتُوْرُ (1)
8 - كَـ(قَالَ)أوْ أَطْلَقْتُ لَفْظَ الشَّيْخِ مَا *** أُرِيْدُ إلاَّ ابْنَ الصَّلاحِ مُبْهَمَا
9 - وَإِنْ يَكُنْ لاثْنَيْنِ نَحْوُ (الْتَزَمَا) *** فَمُسْلِمٌ مَعَ البُخَارِيِّ هُمَا
10 - وَاللهَ أرجُوْ في أُمُوْرِي كُلِّهَا *** مُعْتَصَمَاً في صَعْبِهَا وَسَهْلِهَا(1/3)
أَقْسَامُ الْحَدِيْثِ
11 - وَأَهْلُ هَذَا الشَّأْنِ قَسَّمُوا السُّنَنْ *** إلى صَحِيْحٍ وَضَعِيْفٍ وَحَسَنْ
12 - فَالأَوَّلُ الْمُتَّصِلُ الإسْنَادِ *** بِنَقْلِ عَدْلٍ ضَابِطِ الْفُؤَادِ
13 - عَنْ مِثْلِهِ مِنْ غَيْرِ مَا شُذُوْذِ *** وَعِلَّةٍ قَادِحَةٍ فَتُوْذِي
14 - وَبالصَّحِيْحِ وَالضَّعِيفِ قَصَدُوا *** في ظَاهِرٍ لاَ الْقَطْعَ ، وَالْمُعْتَمَدُ
15 - إمْسَاكُنَا عَنْ حُكْمِنَا عَلى سَنَدْ *** بِأَنهُ أَصَحُّ مُطْلَقاً ، وَقَدْ
16 - خَاضَ (2) بهِ قَوْمٌ فَقِيْلَ مَالِكُ *** عَنْ نَافِعٍ بِمَا رَوَاهُ النَّاسِكُ
17 - مَوْلاَهُ وَاخْتَرْ حَيْثُ عَنْهُ يُسْنِدُ *** الشَّافِعِيُّ قُلْتُ : وعَنْهُ (3) أَحْمَدُ
18 - وَجَزَمَ ابْنُ حنبلٍ بالزُّهْرِي *** عَنْ سَالِمٍ أَيْ : عَنْ أبيهِ البَرِّ
19 - وَقِيْلَ : زَيْنُ العَابِدِيْنَ عَنْ أَبِهْ *** عَنْ جَدِّهِ وَابْنُ شِهَابٍ عَنْهُ بِهْ
20 - أَوْ فَابْنُ سِيْريْنَ عَنِ السَّلْمَاني *** عَنْهُ أوِ الأعْمَشُ عَنْ ذي الشَّانِ
21 - النَّخَعِيْ عَنِ ابْنِ قَيْسٍ عَلْقَمَهْ *** عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ وَلُمْ مَنْ عَمَّمَهْ
__________
(1) معنى البيت لا يكتمل إلاّ بالبيت الذي بعدهُ ، وهو عَيْبٌ عند العروضيين ويُسَمَّى بـ ( التضمين ) .
(2) في النفائس : (( خُصّ )) والوزن بها مستقيم .
(3) ما أثبتناه من جميع النسخ الخطية والمطبوعة ونسخ الألفية والنفائس ، والوزن غير مستقيم فالأولى حذف الواو ، وكذا صنع السيوطي في شرحه ص 101 .(1/3)
أَصَحُّ كُتُبِ الْحَدِيْثِ
22 - أَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ في الصَّحِيْحِ *** مُحَمَّدٌ وَخُصَّ بِالتّرْجِيْحِ
23 - وَمُسْلِمٌ بَعْدُ ، وَبَعْضُ الغَرْبِ مَعْ *** أَبِي عَلِيٍّ فَضَّلُوا ذَا لَوْ نَفَعْ
24 - وَلَمْ يَعُمَّاهُ ولكن قَلَّمَا *** عِنْدَ ابْنِ الاخْرَمِ مِنْهُ قَدْ فَاتَهُمَا
25 - وَرُدَّ لكن قَالَ يَحيَى البَرُّ *** لَمْ يَفُتِ الخَمسَةَ إلاَّ النَّزْرُ
26 - وَفيهِ مَا فِيْهِ لِقَوْلِ الجُعْفِي *** أَحْفَظُ مِنْهُ عُشْرَ (1) أَلفِ أَلْفِ
27 - وَعَلَّهُ أَرَادَ بِالتَّكرَارِ *** لَهَا وَمَوْقُوْفٍ وفي البُخَارِي
28 - أَرْبَعَةٌ آلافِ والمُكَرَّرُ *** فَوْقَ ثَلاثَةٍ أُلُوْفاً ذَكَرُوا
__________
(1) في (جـ) والنفائس - بفتح العين - ، وما أثبتناه من بقية النسخ وهو الصواب .(1/4)
الصَّحِيْحُ الزَّائِدُ عَلَى الصَّحِيْحَيْنِ
29 - وَخُذْ زِيَادَةَ الصَّحِيْحِ إذْ تُنَصُّ *** صِحَّتُهُ أوْ مِنْ مُصَنِّفٍ يُخَصُّ
30 - بِجَمْعِهِ نَحوَ (ابْنِ حِبَّانَ) الزَّكِيْ *** ( وَابنِ خُزَيْمَةَ ) وَكَالمُسْتَدْرَكِ
31 - عَلى تَسَاهُلٍ - وَقَالَ : مَا انْفَرَدْ *** بِهِ فَذَاكَ حَسَنٌ مَا لَمْ يُرَدّْ
32 - بِعِلَّةٍ ، وَالحقُّ أنْ يُحْكَمْ بِمَا *** يَليْقُ ، والبُسْتِيْ يُدَانِي الحَاكِما(1/4)
الْمُسْتَخْرَجَاتُ
33 - وَاسْتَخْرَجُوا عَلى الصَّحِيْحِ (كَأَبي *** عَوَانَةٍ ) (1) وَنَحْوِهِ ، وَاجْتَنِبِ
34 - عَزْوَكَ ألفَاظَ المُتُونِ لَهُمَا *** إذْ خَالَفتْ لَفْظاً وَمَعْنىً رُبَّمَا
35 - وَمَا تَزِيْدُ (2) فاحْكُمَنْ بِصِحَّتِه *** فَهْوَ مَعَ العُلُوِّ مِنْ فَائِدَتِهْ
36 - وَالأَصْلَ يَعْني البَيْهَقي وَمَنْ عَزَا *** وَلَيْتَ إذْ زَادَ الحُمَيدِي مَيَّزَا
__________
(1) صُرِف لضرورة الوزن .
(2) في أ و ب و ج : (( يزيد )) .(1/4)
مَرَاتِبُ الصَّحِيْحِ
37 - وَأَرْفَعُ الصَّحِيْحِ مَرْويُّهُمَا *** ثُمَّ البُخَارِيُّ ، فَمُسْلِمٌ ، فَمَا
38 - شَرْطَهُمَا حَوَى ، فَشَرْطُ الجُعْفِي *** فَمُسْلِمٌ ، فَشَرْطُ غَيْرٍ يَكْفي
39 - وَعِنْدَهُ التَّصْحِيْحُ لَيْسَ يُمْكِنُ (1) *** فِي عَصْرِنَا، وَقَالَ يَحْيَى: مُمْكِنُ (2)
حُكْمُ الصَّحِيْحَيْنِ والتَّعْلِيْق
40 - وَاقْطَعْ بِصِحَّةٍ لِمَا قَدْ أَسْنَدَا *** كَذَا لَهُ ، وَقِيْلَ ظَنّاً وَلَدَى
41 - مُحَقِّقِيْهِمْ قَدْ عَزَاهُ ( النَّوَوِيْ ) *** وَفي الصَّحِيْحِ بَعْضُ شَيءٍ قَدْ رُوِيْ
42 - مُضَعَّفاً (3) وَلَهُمَا بِلا سَنَدْ *** أَشْيَا فَإنْ يَجْزِمْ فَصَحِّحْ ، أو وَرَدْ
43 - مُمَرَّضاً فَلا ، وَلكِنْ يُشْعِرُ *** بِصِحَّةِ الأصْلِ لَهُ كَـ ( يُذْكَرُ )
44 - وَإنْ يَكُنْ أوَّلُ الاسْنَادِ حُذِفْ *** مَعْ صِيغَةِ الجَزْم فَتَعليْقاً عُرِفْ
45 - وَلَوْ إلى آخِرِهِ ، أمَّا الَّذِي *** لِشَيْخِهِ عَزَا بـ ( قالَ ) فَكَذِي
46 - عَنْعَنَةٍ كخَبَرِ المْعَازِفِ *** لا تُصْغِ ( لاِبْنِ حَزْمٍ ) المُخَالِفِ
__________
(1) في نسخة ق و س و ع : (( ممكن )) ، وما أثبتناه من بقية النسخ .
(2) في نسخة ق و س و ع و ف : (( يمكن )) ، وما أثبتناه من ص و ن ، وشرح السيوطي ، وهو الذي اتفقت عليه جميع النسخ الخطية للألفية ، وهو كذلك في النفائس ، وهو الصواب .
(3) أثبتناه من نسخة ب والشروح ، وفي بقية نسخ الألفية : (( مُضعفٌ )) بالرفع ، وما أثبتناه أصحّ ؛ لأنّ الضمير : (( هو )) العائد على : (( بعض )) ، هو نائب الفاعل في : (( روي )) . وقد ذكر ناسخ ق أن في نسخة : (( مضعفاً )) . ورجَّح البقاعي في النكت (( مضعفٌ )) بالرفع ، وقال : (( ولو قيل : ( مضعفاً ) بالنصب لطرق احتمال أن يكون المعنى : روى حال كونه منبهاً على ضعفه أ . هـ )) ، وهذا احتمال وإن ورد غير لازم .(1/5)
نَقْلُ الْحَدِيْثِ مِنَ الكُتُبِ الْمُعْتَمَدَةِ
47 - وَأخْذُ مَتْنٍ مِنْ كِتَابٍ لِعَمَلْ *** أوِ احْتِجَاجٍ حَيْثُ سَاغَ قَدْ جَعَلْ
48 - عَرْضَاً لَهُ عَلى أُصُوْلٍ يُشْتَرَطْ *** وَقَالَ (يَحْيَى النَّوَوِي):أصْلٌ فَقَطْ
49 - قُلْتُ : ( وَلابْنِ خَيْرٍ ) امْتِنَاعُ *** جَزْمٍ (1) سِوَى مَرْوِيِّهِ إجْمَاعُ
القِسْمُ الثَّانِي : الْحَسَنُ
50 - وَالحَسَنُ المَعْرُوْفُ مَخْرَجاً وَقَدْ *** اشْتَهَرَتْ رِجَالُهُ بِذَاكَ حَدْ
51 - (حَمْدٌ) وَقَالَ (التّرمِذِيُّ): مَا سَلِمْ *** مِنَ الشُّذُوْذِ مَعَ رَاوٍ مَا اتُّهِمْ
52 - بِكَذِبٍ وَلَمْ يَكُنْ فَرْداً وَرَدْ *** قُلْتُ : وَقَدْ حَسَّنَ بَعْضَ مَا انفَرَدْ
53 - وَقِيْلَ : مَا ضَعْفٌ قَرِيْبٌ مُحْتَمَلْ *** فِيْهِ ، وَمَا بِكُلِّ ذَا حَدٌّ حَصَلْ
54 - وَقَالَ(2): بَانَ لي بإمْعَانِ (3) النَّظَرْ *** أنَّ لَهُ قِسْمَيْنِ كُلٌّ قَدْ ذَكَرْ
55 - قِسْماً ، وَزَادَ كَونَهُ مَا عُلِّلا (4) *** وَلاَ بِنُكْرٍ أوْ شُذُوْذٍ شُمِلاَ
56 - وَالفُقَهَاءُ (5) كلُّهُمْ يَستَعمِلُهْ (6) *** وَالعُلَمَاءُ الْجُلُّ مِنْهُمْ يَقْبَلُهْ
__________
(1) كذا في جميع نسخ شرح الألفية ، ونسخة ب و ج من متن الألفية ، وفي نسخة أ والنفائس وشرح السيوطي : (( نَقْلٍ )) .
(2) في النفائس: (( قد بان )) ، وفي جميع النسخ: (( وقال بان )) ، وهو الصحيح ؛ لأن : ((ذكر)) في نهاية البيت بصيغة الغياب، وقال مشعرة به ، على العكس من: (( قد )) .
(3) في نسخة ب و ج من متن الألفية : (( بإمعاني )) .
(4) في ع : (( علا )) ، وهو تحريفٌ قبيحٌ .
(5) انظر : النكت الوفية ( 65 / ب ) .
(6) في نسخة أ من متن الألفية ، وشرح السيوطي : (( تستعمله )) ، وكلاهما جائز .(1/6)
57 - وَهْوَ بأقْسَامِ الصَّحِيْحِ مُلْحَقُ *** حُجّيَّةً وإنْ يَكُنْ لا يُلْحَقُ
58 - فَإنْ يُقَلْ : يُحْتَجُّ بِالضَّعِيْفِ *** فَقُلْ : إذا كَانَ مِنَ المَوْصُوْفِ
59 - رُوَاتُهُ بِسُوْءِ حِفْظٍ يُجْبَرُ *** بِكَوْنِهِ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ يُذْكَرُ
60 - وَإنْ يَكُنْ لِكَذِبٍ أوْ شَذَّا *** أوْ قَوِيَ الضُّعْفُ فَلَمْ يُجْبَر ذَا
61 - أَلاَ تَرَى الْمُرْسَلَ حَيْثُ أُسْنِدَا *** أوْ أرْسَلُوا كَمَا يَجِيءُ اعْتُضِدَا
62 - وَالحَسَنُ : الْمشهُوْرُ بِالعَدَالَهْ *** وَالصِّدْقِ رَاوِيهُ ، إذَا أَتَى لَهْ
63 - طُرُقٌ أُخْرَى نَحْوُهَا مِن الطُّرُقْ *** صَحَّحْتُهُ كَمَتْنِ ( لَوْلاَ أنْ أَشُقْ )
64 - إذْ تَابَعُوْا ( مُحَمَّدَ بْنَ عَمْرِو) *** عَلَيْهِ فَارْتَقَى الصَّحِيْحَ يَجْرِي
65 - قَالَ : وَمِنْ مَظِنَّةٍ لِلحَسَنِ *** جَمْعُ (أبي دَاوُدَ) أيْ في السُّنَنِ
66 - فإنَّهُ قَالَ : ذَكَرْتُ فِيْهِ *** ما صَحَّ أوْ قَارَبَ أوْ يَحْكِيْهِ
67 - وَمَا بهِ وَهَنٌ شَدِيْدٌ قُلْتُهُ *** وَحَيْثُ لاَ فَصَالِحٌ خَرَّجْتُهُ
68 - فَمَا بِهِ وَلَمْ يُصَحِّحْ وَسَكَتْ *** عَلَيْهِ عِنْدَهُ لَهُ الحُسْنُ ثَبَتْ
69 - و(ابْنُ رُشَيْدٍ) قَالَ -وَهْوَ مُتَّجِهْ- *** : قَدْ يَبْلُغُ الصِّحَّةَ عِنْدَ مُخْرِجِهْ
70 - وَللإمَامِ ( اليَعْمُرِيِّ ) إنَّما *** قَوْلُ (1)(أبي دَاوُدَ) يَحْكي (مُسْلِما)
71 - حَيثُ يَقُوْلُ : جُمْلَةُ الصَّحِيْحِ لا *** تُوجَدُ عِنْدَ ( مَالِكٍ ) وَالنُّبَلا
72 - فَاحْتَاجَ أنْ يُنْزَلَ في الإسْنَادِ *** إلى ( يَزيْدَ بنِ أبي زيَادِ )
73 - وَنَحْوِهِ ، وإنْ يَكُنْ ذُو السَّبْقِ *** قَدْ فَاتَهُ ، أدْرَكَ بِاسْمِ الصِّدْقِ
74 - هَلاَّ قَضى عَلى كِتَابِ ( مُسْلِمِ ) *** بِمَا قَضَى عَلَيْهِ بِالتَّحَكُّمِ
__________
(1) في نسخة ب من متن الألفية:(( جَمْعُ )) وما أثبتناه من شروح الألفية وبقية نسخ المتن(1/7)
75 - وَ ( البَغَوِيْ ) إذْ قَسَّمَ المَصْابحَا *** إلى الصِّحَاحِ والحِسَانِ جَانِحا
76 - أنَّ الحِسَانَ مَا رَوُوْهُ في السُّنَنْ *** رَدَّ عَلَيهِ إذْ بِهَا غَيْرُ الحَسَنْ
77 - كَانَ ( أبُوْ دَاوُدَ ) أقْوَى مَا وَجَدْ *** يَرْوِيهِ ، والضَّعِيْفَ حَيْثُ لاَ يَجِدْ
78 - في البَابِ غَيْرَهُ فَذَاكَ عِنْدَهْ *** مِنْ رَأيٍ اقوَى قَالهُ (ابْنُ مَنْدَهْ)
79 - وَالنَّسَئي(1) يُخْرِجُ مَنْ لَمْ يُجْمِعُوا *** عَليْهِ تَرْكَاً ،مَذْهَبٌ مُتَّسِعُ
80 - وَمَنْ عَليها أطْلَقَ الصَّحِيْحَا *** فَقَدْ أَتَى تَسَاهُلاً صَرِيْحَا
81 - وَدُوْنَهَا في رُتْبَةٍ مَا جُعِلاَ *** عَلى المَسَانِيْدِ ، فَيُدْعَى الجَفَلَى(2)
82 - كَمُسْنَدِ (الطَّيَالَسِيْ) و (أحْمَدَا) *** وَعَدُّهُ ( لِلدَّارِميِّ ) انْتُقِدَا (3)
83 - والحُكْمُ(4) لِلإسْنَادِ بِالصِّحَّةِ أوْ *** بِالْحُسْنِ دُوْنَ الحُكْمِ لِلمَتْنِ رَأَوْا
84 - وَاقْبَلْهُ إنْ أَطْلَقَهُ (5) مَنْ يُعْتَمَدْ *** وَلَمْ يُعَقِّبْهُ بضَعْفٍ يُنْتَقَدْ
85 - وَاسْتُشْكِلَ الحسْنُ مَعَ الصِّحَّةِ في *** مَتْنٍ ، فَإنْ لَفْظاً يَرِدْ فَقُلْ : صِفِ
86 - بِهِ الضَّعِيْفَ ، أوْ يَرِدْ مَا يَخْتَلِفْ *** سَنَدُهُ ، فَكَيْفَ إنْ فَرْدٌ وصِفْ ؟
87 - وَ ( لأبي الفَتْحِ ) في الاقْتِرَاحِ *** أنَّ انفِرَادَ الحُسْنِ ذُوْ اصْطِلاَحِ
88 - وَإنْ يَكُنْ صَحَّ فَليْسَ يَلْتَبِسْ *** كُلُّ صَحِيْحٍ حَسَنٌ لاَ يَنْعَكِسْ
89 - وَأوْرَدوا مَا صَحَّ مِنْ أفْرَادِ *** حَيْثُ اشْتَرَطْنَا غَيْرَ مَا إسْنَادِ
__________
(1) قَصَدَ النَّسائي وإنما قال : (( النسئي )) ؛ لضرورة الوزن .
(2) في نسخة أ و ب و ج من متن الألفية : (( الجفلا )) ، والصواب ما أثبتناه ، ينظر : اللسان ( 11 / 114 ) ( جفل ) .
(3) هذا البيت ساقط من نسخة ج من متن الألفية .
(4) في ع و ف : (( الحكم )) ، وما أثبتناه من جميع النسخ الخطية لمتن الألفية .
(5) في ع و ف: (( إن يطلقه ))، وما أثبتناه من النسخ الخطية ونسخ متن الألفية جميعها .(1/8)
القِسْمُ الثَّالِثُ : الضَّعِيْفُ
90 - أمَّا الضَّعِيْفُ فَهْوَ مَا لَمْ يَبْلُغِ *** مَرْتَبَةَ الحُسْنِ ، وإنْ بَسْطٌ بُغِي :
91 - فَفَاقِدٌ شَرْطَ قَبُوْلٍ قِسْمُ *** وَاثْنَيْنِ قِسْمٌ غَيْرُهُ ، وَضَمُّوْا
92 - سِوَاهُما فَثَالِثٌ ، وَهَكَذَا *** وَعُدْ لِشَرْطٍ غَيْرَ مَبْدُوٍّ فَذَا
93 - قِسْمٌ سِوَاهَا ثُمَّ زِدْ غَيْرَ الَّذِي *** قَدَّمْتُهُ ثُمَّ عَلى ذَا فَاحْتَذِي
94 - وَعَدَّهُ (البُسْتِيُّ) فِيما أوْعَى *** لِتِسْعَةٍ وَأرْبَعِيْنَ نَوْعَا (1)
الْمَرْفُوْعُ
95 - وَسَمِّ مَرْفُوْعاً مُضَافاً لِلنَّبي *** وَاشتَرَطَ (الخَطِيْبُ) رَفْعَ الصَّاحِبِ
96 - وَمَنْ يُقَابِلهُ بِذي الإرْسَالِ *** فَقَدْ عَنَى بِذَاكَ ذَا اتِّصَالِ
الْمُسْنَدُ
97 - وَالمُسْنَدُ المَرْفُوْعُ أوْ مَا قَدْ وُصِلْ *** لَوْ مَعَ وَقفٍ وَهوَ في هَذَا يَقِلْ
98 - وَالثالِثُ الرَّفْعُ مَعَ الوَصْلِ مَعَا *** شَرْطٌ بِهِ ( الحَاكِمُ ) فِيهِ قَطَعَا
الْمُتَّصِلُ وَالْمَوْصُوْلُ
99 - وَإنْ تَصِلْ بِسَنَدٍ مَنْقُوْلاَ *** فَسَمِّهِ مُتَّصِلاً مَوْصُوْلا (2)
100 - سَوَاءٌ المَوْقُوْفُ وَالمَرْفُوْعُ *** وَلَمْ يَرَوْا أنْ يَدْخُلَ المَقْطُوْعُ
__________
(1) للبقاعي تعليق لطيف حول تركيب هذا البيت راجعه في نكته ( 94 / ب ) .
(2) مراده : وموصولاً ، يعني أنهما اسمان لشيءٍ واحد ، مترادفان ، لكن النظم ضاق عن إثبات واو العطف . أفاده البقاعي . النكت الوفية ( 97 / أ ) .(1/9)
الْمَوْقُوْفُ
101 - وَسَمِّ بالمَوْقُوْفِ مَا قَصَرْتَهُ *** بِصَاحِبٍ وَصَلْتَ أوْ قَطَعْتَهُ
102 - وَبَعضُ أهْلِ الفِقْهِ سَمَّاهُ الأثَر *** وَإنْ تَقِفْ بِغَيرِهِ (1) قَيِّدْ تَبرْ
الْمَقْطُوْعُ
103- وَسَمِّ بِالمَقْطُوْعِ قَوْلَ التَّابِعي *** وَفِعْلَهُ ، وَقَدْ رَأى (للشَّافِعِي)
104 - تَعْبِيرَهُ بِهِ عَنِ المُنقطِعِ *** قُلْتُ: وَعَكسُهُ اصطِلاحُ (البَردَعِي)
فُرُوْعٌ
105 - قَوْلُ الصَّحَابيِّ ( مِنَ السُّنَّةِ ) أوْ *** نَحْوَ ( أُمِرْنَا) حُكْمُهُ الرَّفْعُ ، وَلَوْ
106 - بَعدَ النَّبِيِّ قالَهُ بِأَعْصُرِ *** عَلى الصَّحِيْحِ ، وهوَ قَوْلُ الأكْثَرِ
107- وَقَوْلُهُ ( كُنَّا نَرَى) إنْ كانَ مَعْ *** عَصْرِ النَّبِيِّ مِنْ قَبِيْلِ مَا رَفَعْ
108 - وَقِيْلَ:لا،أوْ لا فَلا،كَذاكَ(2) لَه *** و(لِلخَطِيْبِ) قُلْتُ : لكِنْ جَعَلَهْ
109 - مَرفُوعاً ( الحَاكِمُ ) و (الرَّازِيُّ *** ابنُ الخَطِيْبِ )،وَهُوَ القَوِيُّ
110 - لكنْ حَدِيْثُ (كانَ بَابُ المُصْطَفَى *** يُقْرَعُ بالأظفَارِ ) مِمَّا وُقِفَا
111 - حُكْماً لَدَى (الحَاكِمِ)و(الخَطِيْبِ) *** وَالرَّفْعُ عِنْدَ الشَّيخِ ذُوْ تَصْوِيْبِ
112 - وَعَدُّ مَا فَسَّرَهُ الصَّحَابي *** رَفْعَاً فَمَحْمُوْلٌ عَلَى الأسْبَابِ
113 - وَقَوْلُهُمْ (يَرْفَعُهُ) (3) (يَبْلُغُ بِهْ ) *** روَايَةً يَنْمِيْهِ رَفْعٌ فَانْتَبِهْ
114 - وَإنْ يَقُلْ ( عَنْ تَابعٍ ) فَمُرْسَلٌ *** قُلْتُ : مِنَ السُّنَّةِ عَنْهُ نَقَلُوْا
__________
(1) هكذا في جميع النسخ الخطية من شرح الألفية ومتنها ، وفي نسخة ق : (( بتابع )) ، وأشار الناسخ في الحاشية إلى أن في بعض النسخ : (( بغيره )) .
(2) هكذا في جميع النسخ الخطية لشرح الألفية ، وكذا في نسخة أ و جـ من متن الألفية وفي نسخة ب من متن الألفية : (( كذلك )) ، ولا يستقيم الوزن معها .
(3) كذا في النسخ الخطية لشرح الألفية والنسخ الخطية لمتن الألفية ، وفي المطبوع من شرح الألفية ، وفي النفائس بزيادة ( أو ) بعد ( يرفعه ) ولا يصحّ الوزن بها وإن كانت منوية في المعنى .(1/10)
115 - تَصْحِيْحَ وَقْفِهِ وَذُو احْتِمَالِ *** نَحْوُ (أُمِرْنَا) (1) مِنْهُ (للغَزَالي)
116 - وَمَا أَتَى عَنْ صَاحِبٍ بحَيْثُ لا *** يُقَالُ رَأياً حُكْمُهُ الرَّفْعُ عَلَى
117 - مَا قَالَ في المَحْصُوْلِ نَحْوُ مَنْ أتَى *** ( فَالحَاكِمُ ) الرَّفْعَ لِهَذَا أثْبَتَا
118 - وَمَا رَوَاهُ عَنْ ( أبِي هُرَيْرَةِ ) *** ( مُحَمَّدٌ ) وَعَنْهُ أهْلُ البَصْرَةِ (2)
119 - كَرَّرَ (قَالَ) بَعْدُ ، (فَالخَطِيْبُ) *** رَوَى بِهِ الرَّفْعَ وَذَا عَجِيْبُ (3)
الْمُرْسَلُ
120 - مَرْفُوعُ تَابعٍ عَلى المَشهُوْرِ *** مُرْسَلٌ أو قَيِّدْهُ بِالكَبِيْرِ
121 - أوْ سَقْطُ رَاوٍ مِنْهُ ذُوْ أقْوَالِ *** وَالأوَّلُ الأكْثَرُ في استِعْمَالِ
122 - وَاحتَجَّ (مَاِلِكٌ) كَذا (النُّعْمَانُ) *** وَتَابِعُوْهُمَا بِهِ وَدَانُوْا
123 - وَرَدَّهُ جَمَاهِرُ النُّقَّادِ *** لِلجَهْلِ بِالسَّاقِطِ في الإسْنَادِ
124 - وَصَاحِبُ التَّمهيدِ عَنهُمْ نَقَلَهْ *** وَ(مُسْلِمٌ) صَدْرَ الكِتَابِ أصَّلَهْ
125 - لَكِنْ إذا صَحَّ لَنَا مَخْرَجُهُ *** بمُسْنَدٍ أو مُرْسَلٍ يُخْرِجُهُ
126 - مَنْ لَيْسَ يَرْوِي عَنْ رِجَالِ الأوَّلِ *** نَقْبَلْهُ ، قُلْتُ : الشَّيْخُ لَمْ يُفَصِّلِ
127 - و ( الشَّافِعِيُّ ) بِالكِبَارِ قَيَّدَا *** وَمَنْ رَوَى عَنِ الثِّقاتِ أبَدَا
128 - وَمَنْ إذا شَارَكَ أهْلَ الحِفْظِ *** وَافَقَهُمْ إلاّ بِنَقْصِ لَفْظِ (4)
129 - فَإنْ يُقَلْ : فَالمُسْنَدُ المُعْتَمَدُ *** فَقُلْ : دَلِيْلانِ بِهِ يُعْتَضَدُ
130 - وَرَسَمُوا مُنْقَطِعاً عَنْ رَجُلِ *** وَفي الأصُوْلِ نَعْتُهُ : بِالمُرْسَلِ
131 - أمَّا الَّذِي أرْسَلَهُ الصَّحَابِيْ *** فَحُكمُهُ الوَصْلُ عَلى الصَّوَابِ
__________
(1) التقدير : أُمِرْنا بكذا من التابعي .
(2) في نسخة ب من متن الألفية : (( الكوفة )) ، وقد صححت على حاشية الصفحة .
(3) انظر : النكت الوفية ( 112 / أ - ب ) .
(4) قال البقاعي ( 117 / ب ) : (( حكي عن شيخنا البرهان الحلبي أنه قال : بقي على شيخنا - يعني : العراقي - في كلام الشافعي الذي ساقه في جواز العمل بالمرسل شرطان آخران وقد نظمتها فقلت : =
أو كان قول واحد من صحب *** خير الأنام عجم وعرب
أو كان فتوى جل أهل العلم *** وشيخنا أهمله في النظم
أي : أهمل المذكور وهو الشرطان المذكوران )) .(1/11)
الْمُنْقَطِعُ وَالْمُعْضَلُ
132 - وَسَمِّ بِالمُنْقَطِعِ : الَّذِي سَقَطْ *** قَبْلَ الصَّحَابيِّ بِهِ رَاوٍ فَقَطْ
133 - وَقِيْلَ : مَا لَمْ يَتَّصِلْ ، وَقَالا: *** بِأنَّهُ الأقْرَبُ لا استِعمَالا
134 - وَالمُعْضَلُ : السَّاقِطُ مِنْهُ اثْنَانِ *** فَصَاعِداً ، وَمِنْهُ قِسْمٌ ثَانِ
135 - حَذْفُ النَّبِيِّ وَالصَّحَابِيِّ مَعَا *** وَوَقْفُ مَتْنِهِ عَلَى مَنْ تَبِعَا
الْعَنْعَنَةُ
136 - وَصَحَّحُوا وَصْلَ مُعَنْعَنٍ سَلِمْ *** مِنْ دُلْسَةٍ رَاويْهِ ، والِلِّقَا عُلِمْ
137 - وَبَعْضُهُمْ حَكَى بِذَا إجمَاعَا *** و( مُسْلِمٌ ) لَمْ يَشْرِطِ اجتِمَاعَا
138 - لكِنْ تَعَاصُراً ، وَقِيلَ : يُشْتَرَطْ *** طُوْلُ صَحَابَةٍ ، وَبَعْضُهُمْ شَرَطْ
139 - مَعْرِفَةَ الرَّاوِي(1) بِالاخْذِ عَنْهُ *** وَقيْلَ : كُلُّ مَا أَتَانَا مِنْهُ
140 - مُنْقَطِعٌ ، حَتَّى يَبِينَ الوَصْلُ *** وَحُكْمُ ( أَنَّ ) حُكمُ ( عَنْ ) فَالجُلُّ
141 - سَوَّوْا، وَللقَطْعِ نَحَا (البَرْدِيْجِيْ) *** حَتَّى يَبِينَ الوَصْلُ في التَّخْرِيجِ
142 - قَالَ : وَمِثْلَهُ رَأى (ابْنُ شَيْبَهْ) *** كَذا لَهُ ، وَلَمْ يُصَوِّبْ صَوْبَهْ
__________
(1) قال البقاعي في النكت الوفية ( 128 / أ - ب ) : (( قوله : معرفة الراوي بالأخذ عنه لا يطابق قوله في الشرح أنْ يكون معروفاً بالرواية عنه ؛ فإن الأخذ أخصُّ من الرواية، فالأخذ عن الشخص التلقي منه بلا واسطة،والرواية عنه النقل عنه سواء كان بواسطة أم لا ؛ فالعبارة المساوية لما في الشرح أنْ يقال : معرفة الراوي بنقل عنه )) .(1/12)
143 - قُلتُ: الصَّوَابُ أنَّ مَنْ أدْرَكَ مَا *** رَوَاهُ بالشَّرْطِ الَّذي تَقَدَّمَا
144 - يُحْكَمْ لَهُ بالوَصْلِ كَيفَمَا رَوَى *** بـ(قَالَ) أو (عَنْ) أو بـ(أنَّ) فَسَوَا
145 - وَمَا حُكِي عَنْ (أحمَدَ بنِ حَنْبَلِ) *** وَقَولِ (يَعْقُوبٍ) عَلَى ذا نَزِّلِ
146 - وَكَثُرَ استِعْمَالُ(عَنْ) في ذَا الزَّمَنْ *** إجَازَةً وَهْوَ بِوَصْلٍ مَا قَمَنْ
تَعَارُضُ الْوَصْلِ وَالإِرْسَالِ أَو الرَّفْعِ وَالوَقْفِ
147 - وَاحْكُمْ لِوَصْلِ ثِقَةٍ في الأظْهَرِ *** وَقِيْلَ : بَلْ إرْسَالُهُ لِلأكْثَرِ
148 - وَنَسبَ الأوَّلَ لِلْنُّظَّارِ *** أنْ صَحَّحُوْهُ ، وَقَضَى (البُخَارِيْ)
149 - بِوَصْلِ (1)(( لاَ نِكَاحَ إلاَّ بِوَلِيْ )) *** مَعْ كَوْنِ مَنْ أَرْسَلَهُ كَالْجَبَلِ
150 - وَقِيْلَ الاكْثَرُ ، وَقِيْلَ : الاحْفَظُ *** ثُمَّ فَمَا إرْسَالُ عَدْلٍ يَحْفَظُ
151 - يَقْدَحُ فِي أَهْليَّةِ الوَاصِلِ ، أوْ *** مُسْنَدِهِ عَلَى الأَصَحِّ ، وَرَأَوْا
152 - أَنَّ الأصَحَّ : الْحُكْمُ لِلرَّفْعِ وَلَوْ *** مِنْ وَاحِدٍ في ذَا وَذَا ،كَما حَكَوْا
التَّدْلِيْسُ
153 - تَدلِيْسُ الاسْنَادِ كَمَنْ يُسْقِطُ مَنْ *** حَدَّثَهُ ، وَيَرْتَقِي بـ (مَنْ) وَ (أَنْ)
154 - وَقَالَ : يُوْهِمُ اتِّصَالاً ، وَاخْتُلِفْ *** فِي أَهْلِهِ ، فَالرَّدُّ مُطْلَقاً ثُقِفْ
155 - وَالأكْثَرُوْنَ قَبِلُوْا مَا صَرَّحَا *** ثِقَاتُهُمْ بِوَصْلِهِ وَصُحِّحَا
156 - وَفي الصَّحِيْحِ عِدَّةٌ كـ(الاعْمَشِ) *** وَ كـ(هُشَيْمٍ) بَعْدَهُ وَفَتِّشِ
157 - وَذَمَّهُ (شُعْبَةُ) ذُو الرُّسُوْخِ *** وَدُوْنَهُ التَّدْليْسُ لِلشِّيُوْخِ
158 - أنْ يَصِفَ الشَّيْخَ بِمَا لا يُعْرَفُ *** بِهِ ، وَذَا بِمقْصِدٍ يَخْتَلِفُ
159 - فَشَرُّهُ للضَّعْفِ وَاسْتِصْغَارا *** وَكـ(الخَطِيْبِ) يُوْهِمُ اسْتِكْثَارَا
160 - و (الشَّافِعيْ) أثْبَتَهُ بِمَرَّةِ *** قُلْتُ : وَشَرُّهَا أخُو التَّسْوِيَةِ
__________
(1) في نسخة أ و ج من متن الألفية : (( لوصل )) .(1/13)
الشَّاذُّ
161 - وَذُو الشُّذُوذِ : مَا يُخَالِفُ الثِّقَهْ *** فِيهِ المَلاَ فَالشَّافِعيُّ حقَّقَهْ
162 - والحَاكِمُ(1) الخِلاَفَ فِيهِ ما اشْتَرَطْ *** وَلِلْخَلِيليْ مُفْرَدُ الرَّاوي فَقَطْ
163 - وَرَدَّ مَا قَالاَ بِفَرْدِ الثِّقَةِ *** كالنَّهْي عَنْ بَيْعِ الوَلاَ (2) وَالهِبَةِ
164 - وَقَوْلُ مُسْلِمٍ : رَوَى الزُّهْرِيُّ *** تِسْعِينَ فَرْداً كُلُّهَا قَوِيُّ
165 - واخْتَارَ فِيْمَا لَمْ يُخَالِفْ أنَّ مَنْ *** يَقْرُبُ مِنْ ضَبْطٍ فَفَرْدُهُ حَسَنْ
166 - أوْ بَلَغَ الضَّبْطَ فًصَحِّحْ أَوْ بَعُدْ *** عَنْهُ فَمِمَّا شَذَّ فَاطْرَحْهُ وَرُدْ
الْمُنْكَرُ
167 - وَالْمُنكَرُ:الفَرْدُ كَذَا البَرْدِيجِيْ(3) *** أَطْلَقَ ، وَالصَّوَابُ فِي التَّخْرِيْجِ
168 - إِجْرَاءُ تَفْصِيْلٍ لَدَى الشُّذُوْذِ مَرْ *** فَهْوَ بِمَعْناهُ (4) كَذَا الشَّيْخُ ذَكَرْ
__________
(1) قال البقاعي في النكت الوفية ( 145 / ب ) : (( قال شيخنا : أسقط من قولِ الحاكم قيداً لابُدَّ منه ، وهو أنه قال : وينقدح في نفس الناقد أنه غلطٌ ، ولا يقدر على إقامة الدليل على ذلك ويؤيد هذا قوله : وذكر أنه يغاير المعلل فظاهرهُ أنه لا يغايره إلا من هذهِ الجهة ، وهي كونه لم يُطَّلَعْ على علته ، وأما الرد فهما مشتركان فيه ، ويوضحه قوله ، والشاذ لم يوقف فيه على علته كذلك ، أي : كالمعلل يعني : بل وقف على علته حدساً )) .
(2) بالقصر لضرورة الوزن .
(3) قال البقاعي في النكت الوفية ( 149 / أ ) : (( ما أطلقه البرديجي موجودٌ في كلام أحمد ؛ فإنه يصف بعض ما تفرّد به بعض الثقات بالمنكر ، ويحكم على بعض رجال الصحيحين أنَّ لهم مناكير ، لكن يعلم من استقراء كلامه أنه لابُدَّ مع التفرد من أن ينقدح في النفس أن له علة ، ولا يقوم عليها دليلٌ )) .
(4) قارن بالنكت الوفية ( 149 / ب ) .(1/14)
169 - نَحْوَ ((كُلُوا البَلَحَ بالتَّمْرِ)) الخَبَرْ *** وَمَالِكٍ (1) سَمَّى ابْنَ عُثْمَانَ: عُمَرْ
170 - قُلْتُ: فَمَاذَا ؟ بَلْ حَدِيْثُ ((نَزْعِهْ *** خَاتَمَهُ عِنْدَ الخَلاَ وَوَضْعِهْ ))
الاعْتِبَارُ وَالْمُتَابَعَاتُ وَالشَّوَاهِدُ
171 - الاعْتِبَارُ سَبْرُكَ الحَدِيْثَ هَلْ *** شَارَكَ رَاوٍ غَيْرَهُ فيْمَا حَمَلْ
172 - عَنْ شَيْخِهِ ، فَإنْ يَكُنْ شُوْرِكَ مِنْ *** مُعْتَبَرٍ (2) بِهِ ، فَتَابِعٌ ، وَإنْ
173 - شُورِكَ شَيْخُهُ فَفَوْقُ فَكَذَا *** وَقَدْ يُسَمَّى شَاهِداً (3)، ثُمَّ إذَا
174 - مَتْنٌ بِمَعْنَاهُ أتَى فَالشَّاهِدُ *** وَمَا خَلاَ عَنْ كُلِّ ذَا مَفَارِدُ
175 - مِثَالُهُ (( لَوْ أَخَذُوا إهَابَهَا )) *** فَلَفْظَةُ (( الدِّبَاغِ )) مَا أتَى بِهَا
176 - عَنْ عَمْرٍو الاَّ(4)ابنُ عُيَيْنَةٍ(5) وَقَدْ *** تُوبِعَ (6) عَمْروٌ في الدِّبَاغِ فَاعْتُضِدْ
177 - ثُمَّ وَجَدْنَا (( أَيُّمَا إِهَابِ )) *** فَكَانَ فيهِ شَاهِدٌ في البابِ
__________
(1) قال البقاعي في النكت الوفية (149/ب) : (( قوله : ومالك عطفٌ على كلوُا البلح أي : نحو كلوا ونحو مالك في تسمية ابن عثمان عُمر ، وهو على حذف مضاف ، أي ونحو تسمية مالك فكأنه قيل ما سمى قال : سمى ابن عثمان ، أو يكون التقدير ونحو مالك في أن سمى فالحاصل أن مراده نحو هذا الحديث ، ونحو هذا السند )) .
(2) قال البقاعي في النكت الوفية ( 153 / أ ) : (( يعني بأن يكون أهلاً للعَضْدِ بأنْ يكون فيه قوةٌ فلو قال : أهل العضد فهو تابعٌ لكان أوضحَ لأنه يتبادر إلى الذهن أن معنى معتبر به معنى الاعتبار )) .
(3) قال البقاعي في النكت الوفية ( 153 / أ ) : (( وهي المتابعة القاصرة ، وأما المتابعة التامة ، وهي متابعة الراوي نفسِهِ عن شيخه فلا يسمى شاهداً ؛ لأنها هي المتابعة الحقيقة ، ومتى كانت المشاركة في ذلك الصحابي فهي متابعة سواء كانت باللفظ أو بالمعنى تامةً أو قاصرة )) .
(4) بالدرج ؛ لضرورة الوزن .
(5) صُرِفَ للوزن .
(6) قال البقاعي في النكت الوفية ( 153 / أ ) : (( هذه متابعة قاصرة ، والمتابعة التامة أن يتابع أحدٌ ابن عيينة في الرواية عن عمرو والإتيان بلفظة الدباغ )) .(1/15)
زِيَادَةُ الثِّقَاتِ
178 - وَاقْبَلْ زِيَادَاتِ الثِّقَاتِ مِنْهُمُ *** وَمَنْ سِوَاهُمْ فَعَلَيْهِ المُعْظَمُ
179 - وَقِيْلَ : لاَ ، وَقِيْلَ: لاَ مِنْهُمْ، وَقَدْ *** قَسَّمَهُ الشَّيْخُ ، فَقَالَ : مَا انْفَرَدْ
180 - دُوْنَ الثِّقَاتِ ثِقَةٌ خَالَفَهُمْ *** فِيْهِ صَرِيْحَاً فَهُوَ رَدٌّ عِنْدَهُمْ
181 - أَوْ لَمْ يُخَالِفْ ، فَاقْبَلَنْهُ ، وَادَّعَى *** فِيْهِ الخَطِيْبُ الاتِّفَاقَ مُجْمَعَا
182 - أَوْ خَالَفَ الاطْلاَقَ نَحْوُ ((جُعِلَتْ *** تُرْبَةُ الارْضِ))(1) فَهْيَ فَرْدٌ نُقِلَتْ
183 - فَالْشَّافِعِيْ وَأَحْمَدُ احْتَجَّا بِذَا *** وَالوَصْلُ والارْسَالُ مِنْ ذَا أُخِذَا
184 - لَكِنَّ في الإرْسَالِ جَرْحاً فَاقْتَضَى *** تَقْدِيْمَهُ وَرُدَّ أنَّ مُقْتَضَى
185 - هَذَا قَبُولُ الوَصْلِ إذْ فِيْهِ وَفِيْ *** الجَرْحِ عِلْمٌ زَائِدٌ لِلْمُقْتَفِيْ
الأَفْرَادُ
186 - الفَرْدُ قِسْمَانِ ، فَفَرْدٌ مُطْلَقَاْ *** وَحُكْمُهُ عِنْدَ الشُّذُوْذِ سَبَقَا
187 - وَالفَرْدُ بِالنِّسْبَةِ : مَا قَيَّدْتَهُ *** بِثِقَةٍ ، أوْ بَلَدٍ ذَكَرْتَهُ
188 - أوْ عَنْ فُلانٍ نَحْوُ قَوْلِ القَائِلِ *** لَمْ يَرْوِهِ عَنْ بَكْرٍ الاَّ(2) وَائِلِ
__________
(1) بجعل همزة القطع في ( الأرض ) همزة وصل ( الارض ) وتحريك اللام ليستقيم الوزن ( وهو من ضرورات الشعر ) .
(2) الأصل في (إلاّ) أن تكون همزتها همزة قطع ، لكن الوزن لا يستقيم بها ، فأدرجها المصنف ليستقيم الوزن (أي جعلها همزة وصل) ، وهذه ضرورة من ضرورات الشعر .(1/16)
189 - لَمْ يَرْوِهِ ثِقَةٌ الاّ (1) (ضَمْرَهْ) *** لَمْ يَرْوِ هَذَا غيرُ(2) أهْلِ البَصْرَهْ
190 - فَإنْ يُرِيْدُوا وَاحِدَاً مِنْ أهْلِهَا *** تَجَوُّزَاً ، فاجْعَلْهُ مِنْ أوَّلهِا
191 - وَلَيْسَ في أفْرَادِهِ النِّسْبِيَّهْ *** ضَعْفٌ لَهَا مِنْ هَذِهِ الحَيْثِيَّهْ
192 - لَكِنْ إذَا قَيَّدَ ذَاكَ بِالثِّقَهْ *** فَحُكْمُهُ يَقْرُبُ مِمَّا أطْلَقَهْ
الْمُعَلَّلُ
193 - وَسَمِّ مَا بِعِلّةٍ مَشْمُوْلُ *** مُعَلَّلاً ، وَلاَ تَقُلْ : مَعْلُوْلُ
194 - وَهْيَ عِبَارَةٌ عَنْ اسْبَابٍ(3) طَرَتْ *** فِيْهَا غُمُوْضٌ وَخَفَاءٌ أثَّرَتْ (4)
195 - تُدْرَكُ بِالخِلاَفِ وَالتَّفَرُّدِ *** مَعَ قَرَائِنٍ تُضَمُّ ، يَهْتَدِيْ
196 - جِهْبَذُهَا إلى اطِّلاَعِهِ عَلَى *** تَصْويْبِ إرْسَالٍ لِمَا قَدْ وُصِلاَ
197 - أوْ وَقْفِ مَا يُرْفَعُ ، أوْ مَتْنٌ دَخَلْ *** في غَيْرِهِ ، أوْ وَهْمِ وَاهِمٍ حَصَلْ
198 - ظَنَّ فَأمْضَى ، أوْ وَقَفْ(5) فأحْجَمَا *** مَعْ كَوْنِهِ ظَاهِرَهُ أنْ سَلِمَا
199 - وَهْيَ (6) تَجِيءُ غَالِباً في السَّنَدِ *** تَقْدَحُ في المتْنِ بِقَطْعِ مُسْنَدِ
__________
(1) كذلك .
(2) هكذا في النفائس ونسخ الشرح وجميع نسخ متن الألفية ، وجاء في ف و ع (( إلاّ )) مكان (( غير )) ولا يستقيم الوزن بها ويبدو أَنَّهُ خطأ مطبعي .
(3) بدرج الهمزة ؛ لضرورة الوزن .
(4) كذا في جميع النسخ الخطية لشرح الألفية ، وفي ع و ف و ( أ ) : (( أترت )) بالتاء وفي نسخة جـ : (( أثرث )) بثاءين والصواب ما أثبتناه .
(5) الأصل هنا ( وَقَفَ ) بالفتح ، ولا يصحُّ الوزن بها ، فَسُكِّنَتِ الفاء ثُمَّ أُدغمت في فاء ( فأحجما ) فأصبحت فاءً واحدة صوتياً ، وبهذا استقام الوزن .
(6) الضمير في : (( وهي )) يعود على العلة القادحة الخفية .(1/17)
200 - أوْ وَقْفِ مَرْفُوْعٍ ،وَقَدْ لاَ يَقْدَحُ (1) *** (كَالبَيِّعَانِ بالخِيَار) صَرَّحُوا
201 - بِوَهْمِ (يَعْلَى بْنِ عُبَيدٍ) : أبْدَلا *** (عَمْراً) بـ (عَبْدِ اللهِ) حِيْنَ نَقَلا
202 - وَعِلَّةُ المتْنِ كَنَفْي البَسْمَلَهْ *** إذْ ظَنَّ رَاوٍ نَفْيَها فَنَقَلَهْ
203 - وَصَحَّ أنَّ أَنَساً يَقُوْلُ : (لا *** أحْفَظُ شَيْئاً فِيهِ) حِيْنَ سُئِلاَ (2)
204 - وَكَثُرَ التَّعْلِيْلُ (3) بِالإرْسَالِ *** لِلوَصْلِ (4) إنْ يَقْوَ عَلَى اتِّصَالِ (5)
205 - وَقَدْ يُعِلُّوْنَ بِكُلِّ قَدْحِ *** فِسْقٍ ، وَغَفْلَةٍ ، وَنَوْعِ جَرْحِ (6)
206 - وَمِنْهُمُ مَنْ يُطْلِقُ اسْمَ العِلَّةِ *** لِغَيْرِ (7) قادحٍ كَوَصْلِ ثِقَةِ
207 - يَقُوْلُ : مَعْلُوْلٌ صَحِيْحٌ كَالذّيْ *** يَقُوْلُ : صَحَّ مَعْ شُذُوْذٍ احْتَذِيْ
208 - وَالنَّسْخَ سَمَّى (التِّرْمِذِيُّ) عِلَّهْ *** فَإنْ يُرِدْ في عَمَلٍ فَاجْنَحْ لَهْ
__________
(1) في نسخة ق و س : (( لا تقدح )) ، وما أثبتناه من جميع النسخ الخطية لمتن الألفية ، وبقية نسخ الشرح الخطية .
(2) هذا البيت سقط من نسخة جـ من متن الألفية . وهو ثابت في جميع النسخ الخطية لشرح الألفية وفي المطبوعة ، وبقية النسخ الخطية لمتن الألفية ، وفي النفائس .
(3) قال البقاعي في النكت الوفية ( 168 / أ ) : (( لو قال الإعلال لكان أولى ، فالإرسال مراده به هنا المرسل وكذا الوصل مراده به الموصول ، أي : وكثر إعلال الموصول بالمرسل )).
(4) في نسخة ج من متن الألفية : (( بالوصل )) .
(5) في نسخة ب من متن الألفية : (( اتصالي )) .
(6) أي : ويعلونه بأي نوعٍ كان من أنواع الجرح .
(7) في نسخة ب من متن الألفية : (( بغير )) .(1/18)
الْمُضْطَرِبُ
209 - مُضْطَرِبُ الحَدِيثِ: مَا قَدْ وَرَدَا *** مُخْتَلِفاً مِنْ وَاحِدٍ فَأزْيَدَا
210 - في مَتْنٍ اوْ(1) في سَنَدٍ إنِ اتَّضَحْ *** فِيْهِ تَسَاوِي الخُلْفِ ، أَمَّا إِنْ رَجَحْ
211 - بَعْضُ الوُجُوْهِ لَمْ يَكُنْ مُضْطَرِبَا *** وَالحُكْمُ للرَّاجِحِ مِنْهَا وَجَبَا
212 - كَالخَطِّ للسُّتْرَةِ جَمُّ الخُلْفِ *** والاضْطِرَابُ مُوْجِبٌ للضَّعْفِ
الْمُدْرَجُ
213 - المُدْرَجُ : المُلْحَقُ آخِرَ الخَبَرْ *** مِنْ قَوْلِ راوٍ مَا ، بلا فَصْلٍ ظَهَرْ
214 - نَحْوُ إذَا قُلْتَ:(التَّشَهُّدَ) وَصَلْ *** ذَاكَ (زُهَيْرٌ) وَ (ابنُ ثَوْبَانَ) فَصَلْ
215 - قُلْتُ(2): وَمِنْهُ مُدْرَجٌ قَبْلُ قُلِبْ *** كـ(أسْبِغُوا الوُضُوْءَ وَيْلٌ لِلعَقِبْ)
216 - وَمِنْهُ جَمْعُ مَا أتَى كُلُّ طَرَفْ *** مِنْهُ بِإسْنَادٍ بِوَاحِدٍ سَلَفْ
217 - كـ(وَائِلٍ) في صِفَةِ الصَّلاَةِ قَدْ *** اُدْرِجَ (ثُمَّ جِئْتُهُمْ) وَمَا اتَّحَدْ
218 - وَمِنْهُ أنْ يُدْرَجَ بَعْضُ مُسْنَدِ (3) *** في غَيْرِهِ مَعَ اخْتِلاَفِ السَّنَدِ
219 - نَحْوُ (وَلاَ تَنَافَسُوْا) في مَتْنِ (لاَ *** تَبَاغَضُوا) فَمُدْرَجٌ قَدْ نُقِلاَ
220 - مِنْ(4)مَتْنِ (لاَ تَجَسَّسوا)(5)أدْرَجَهُ *** ( ابْنُ أبي مَرْيَمَ ) إذْ أخْرَجَهُ
221 - وَمِنْهُ مَتْنٌ عَنْ جَمَاعَةٍ وَرَدْ *** وَبَعْضُهُمْ خَالَفَ بَعْضاً في السَّنَدْ
222 - فَيَجْمَعُ الكُلَّ بإسْنَادٍ ذَكَرْ *** كَمَتْنِ (أيُّ الذَّنْبِ أعْظَمُ) الخَبَرْ
223 - فَإنَّ (عَمْراً)(6) عِنْدَ (وَاصِلٍ) فَقَطْ *** بَيْنَ (شَقيْقٍ) وَ (ابْنِ مَسْعُوْدٍ) سَقَطْ
__________
(1) باعتبار همزة ( أو ) همزة وصل ضرورةً ؛ ليستقيم الوزن .
(2) في نسخة ب من متن الألفية : (( قيل )) .
(3) في النفائس : (( المسند )) .
(4) في نسخة ب و ج من متن الألفية : (( في )) .
(5) في النفائس : (( لا تحسسوا )) بالحاء المهملة .
(6) في نسخة ( أ ) من متن الألفية : (( عمرواً )) .(1/19)
224 - وَزَادَ(1)(الاعْمَشُ)(2)كَذَا(مَنْصُوْرُ) *** وَعَمْدُ (3) الادْرَاجِ لَهَا مَحْظُوْرُ
الْمَوْضُوْعُ
225 - شَرُّ الضَّعِيْفِ : الخَبَرُ الموضُوْعُ *** الكَذِبُ ، المُختَلَقُ ، المَصْنُوْعُ
226 - وَكَيْفَ كَانَ لَمْ يُجِيْزُوا ذِكْرَه *** لِمَنْ عَلِمْ ، مَا لَمْ يُبَيِّنْ (4) أمْرَهْ
227 - وَأكْثَرَ الجَامِعُ فِيْهِ إذْ خَرَجْ *** لِمُطْلَقِ الضُّعْفِ، عَنَى(5):أبَا الفَرَجْ
228 - وَالوَاضِعُوْنَ لِلحَدِيْثِ أضْرُبُ *** أَضَرُّهُمْ قَوْمٌ لِزُهْدٍ نُسِبُوا
229 - قَدْ وَضَعُوْهَا حِسْبَةً ، فَقُبِلَتْ *** مِنْهُمْ ، رُكُوْنَاً لَهُمُ ونُقِلَتْ
230 - فَقَيَّضَ اللهُ لَهَا نُقَّادَهَا *** فَبَيَّنُوا بِنَقْدِهِمْ فَسَادَهَا
231 - نَحْوَ أبي عِصْمَةَ إذْ رَأَى الوَرَى *** زَعْمَاً نَأوْا عَنِ القُرَانِ (6)، فافْتَرَى
232 - لَهُمْ حَدِيْثَاً في فَضَائِلِ السُّوَرْ *** عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فبئسَمَا ابْتَكَرْ
233 - كَذَا الحَدِيْثُ عَنْ أُبَيٍّ اعْتَرَفْ *** رَاوِيْهِ بِالوَضْعِ ، وَبِئسَمَا اقتَرَفْ
234 - وَكُلُّ مَنْ أوْدَعَهُ كِتَابَهْ *** - كَالوَاحِدِيِّ - مُخْطِيءٌ صَوَابَهْ
__________
(1) قال البقاعي في النكت الوفية ( 175 / ب ) : (( المفعول - وهو عمرو - محذوف لضيق النظم عنه ، فالتقدير : وزاده الأعمش ، فلو أنه قال : وزاده الأعمش أو منصور ، لكان أحسن من أجل ذكر المفعول ، ولا يضرُّ الإتيان بأو بل ربّما يكون متعيناً لأنه سيذكر أنه اختُلف على الأعمش في زيادة عمرٍو فلم يغلب على الظن حينئذٍ أنه زاده )) .
(2) بدرج همزة (( الأعمش )) أي جعلها همزة وصل لضرورة الوزن ، وكذلك همزة (( الإدراج )) في الشطر الثاني .
(3) في نسخة ب من متن الألفية : (( عمداً )) .
(4) أي : ذاكره .
(5) في نسخة ( ب ) و ( جـ ) من متن الألفية : (( عنا )) .
(6) بلا همزٍ ؛ لضرورة الوزن .(1/20)
235 - وَجَوَّزَ(1)الوَضْعَ عَلَى التَّرْغِيْبِ *** قَوْمُ ابنِ كَرَّامٍ ، وَفي التَّرْهِيْبِ
236 - وَالوَاضِعُوْنَ(2)بَعْضُهُمْ قَدْ صَنَعَا *** مِنْ عِنْدِ نَفْسِهِ ، وَبَعْضٌ وَضَعَا
237 - كَلامَ بَعْضِ الحُكَمَا في المُسْنَدِ *** وَمِنْهُ نَوْعٌ وَضْعُهُ لَمْ يُقْصَدِ
238 - نَحْوُ حَدِيْثِ ثَابِتٍ (مَنْ كَثُرَتْ *** صَلاَتُهُ) الحَدِيْثَ ، وَهْلَةٌ سَرَتْ
239 - وَيُعْرَفُ الوَضْعُ بِالاقْرَارِ ، وَمَا *** نُزِّلَ مَنْزِلَتَهُ ، وَرُبَّمَا
240 - يُعْرَفُ بِالرِّكَةِ قُلْتُ: اسْتَشْكَلاَ *** (الثَّبَجِيُّ) القَطْعَ بِالوَضْعِ عَلَى
241 - مَااعْتَرَفَ الوَاضِعُ إذْ قَدْ يَكْذِبُ *** بَلَى نَرُدُّهُ ، وَعَنْهُ نُضْرِبُ (3)
الْمَقْلُوْبُ
242 - وَقَسَّمُوا المَقْلُوْبَ قِسْمَيْنِ إلى : *** مَا كَانَ مَشْهُورَاً بِراوٍ أُبْدِلا
243 - بِواحدٍ نَظِيْرُهُ ، كَيْ يَرْغَبَا *** فِيهِ ، لِلاغْرَابِ (4) إذا مَا اسْتُغْرِبَا
244 - وَمِنْهُ قَلْبُ (5) سَنَدٍ لِمَتْنِ *** نَحْوُ : امْتِحَانِهِمْ إمَامَ الفَنِّ
245 - في مائَةٍ لَمَّا أتَى بَغْدَادَا *** فَرَدَّهَا ، وَجَوَّدَ الإسْنَادَا
246 - وَقَلْبُ مَا لَمْ يَقْصِدِ الرُّوَاةُ *** نَحْوُ : (إذَا أُقِيْمَتِ الصَّلاَةُ …)
247 - حَدَّثَهُ - في مَجْلِسِ البُنَاني - *** حَجَّاجٌ ، اعْنِي : ابْنَ أبي عُثمَانِ
248 - فَظَنَّهُ - عَنْ ثَابِتٍ - جَرِيْرُ ، *** بَيَّنَهُ حَمَّادٌ الضَّرِيْرُ
__________
(1) كذا في جميع النسخ الخطية لمتن وشرح الألفية و ف و ع ، وفي النفائس : (( وجوزوا )) بالجمع .
(2) كذا في النسخ الخطية لمتن وشرح الألفية و ف و ع ، وفي النفائس: (( والوَضِعُونَ )).
(3) قال في فتح الباقي ( 1 / 282 ) : أي نعرض فلا نحتج به . وانظر : لسان العرب ( 1 / 345 ) ، مادة ( ضرب ) .
(4) بدرج الهمزة للوزن .
(5) قبل هذا في فتح المغيث : (( العمد )) وليس بشيء .(1/21)
تَنْبِيْهَاتٌ
249 - وَإنْ تَجِدْ مَتْنَاً ضَعِيْفَ السَّنَدِ *** فَقُلْ : ضَعِيْفٌ ، أيْ : بِهَذَا فَاقْصِدِ
250 - وَلاَ تُضَعِّفْ مُطْلَقاً بِنَاءَ (1) *** عَلَى الطَّرِيْقِ ، إذْ لَعَلَّ جَاءَ
251 - بِسَنَدٍ مُجَوَّدٍ ، بَلْ يَقِفُ *** ذَاكَ عَلَى حُكْمِ إمَامٍ يَصِفُ
252 - بَيَانَ ضَعْفِهِ ، فَإنْ أطْلَقَهْ *** فَالشَّيْخُ فِيما بَعْدَهُ حَقَّقَهْ
253 - وَإنْ تُرِدْ نَقْلاً لِوَاهٍ ، أوْ لِمَا *** يُشَكُّ فِيهِ لاَ بِإسْنَادِهِمَا (2)
254 - فَأتِ بِتَمْرِيضٍ كـ(يُرْوَى) وَاجْزِمِ *** بِنَقْلِ مَا صَحَّ كـ (قَالَ) فَاعْلَمِ (3)
255 - وَسَهَّلُوا في غَيْرِ مَوْضُوْعٍ رَوَوْا *** مِنْ غَيْرِ تَبْيِينٍ لِضَعْفٍ ، وَرَأوْا
256 - بَيَانَهُ في الحُكْمِ وَالعَقَائِدِ *** عَنِ (ابنِ مَهْدِيٍّ) وَغَيْرِ وَاحِدِ
مَعْرِفَةُ مَنْ تُقْبَلُ رُوَايَتُهُ وَمَنْ تُرَدُّ
257 - أَجْمَعَ جُمْهُورُ أَئِمَّةِ الأَثَرْ *** وَالْفِقْهِ فِي قَبُوْلِ نَاقِلِ الْخَبَرْ
258 - بِأنْ يَكُوْنَ ضَابِطاً مُعَدَّلاَ(4) *** أيْ: يَقِظاً ، وَلَمْ يَكُنْ مُغَفَّلاَ
259 - يَحْفَظُ إنْ حَدَّثَ حِفْظاً، يَحْوِيْ(5) *** كِتَابَهُ إِنْ كَانَ مِنْهُ يَرْوِيْ
260 - يَعْلَمُ مَا فِي الَّلَفْظِ مِنْ إحِالَهْ *** إنْ يَرْوِ بالْمَعْنَى ، وَفِي الْعَدَالَهْ
261 - بِأنْ يَكُوْنَ مُسْلِماً ذَا عَقْلِ *** قَدْ بَلَغَ الْحُلْمَ سَلِيْمَ الفِعْلِ
__________
(1) في نسخة أ و ب من متن الألفية : (( بناءا )) .
(2) كذا في جميع النسخ الخطية لمتن وشرح الألفية ، وفي النفائس : (( بإسناديهما )) ، وقال البقاعي : (( الضمير فيه للواهي والذي يشك فيه أي : إذا نقلت الضعيف بغير سندٍ أو المشكوك في ضعفه بغير سند )) . النكت الوفية ( 193 / أ ) ..
(3) في نسخة ج من متن الألفية : (( واعلم )) .
(4) في ( النفائس ) : (( معتدلاً )) .
(5) في فتح المغيث : (( ويحوي )) ولم ترد في شيء من النسخ الخطية والمطبوعة .(1/22)
262 - مِنْ فِسْقٍ اوْ(1) خَرْمِ مُرُوْءَةٍ وَمَنْ *** زَكَّاهُ عَدلاَنِ ، فَعَدْلٌ مُؤْتًمَنْ
263 - وَصَحَّحَ (2) اكْتِفَاؤُهُمْ بِالْوَاحِدِ *** جَرْحَاً وَتَعْدِيْلاً خِلاَفَ الشَّاهِدِ
264 - وَصَحَّحُوا(3)استِغْنَاءَ(4)ذِي الشُّهْرَةِ عَنْ *** تَزكِيَةٍ ، كـ (مَالكٍ) نَجْمِ السُّنَنْ
265 - و(لابنِ عَبْدِ البَرِّ) كُلُّ مَنْ عُنِي *** بِحَمْلِهِ العِلْمَ وَلَمْ يُوَهَّنِ
266 - فَإنَّهُ (5) عَدْلٌ بِقَوْلِ المُصْطَفَى *** (يَحْمِلُ هَذَا العِلْمَ) لكِنْ خُوْلِفَا
267 - وَمَنْ يُوَافِقْ غَالِباً ذا الضَّبْطِ *** فَضَابِطٌ، أوْ نَادِراً فَمُخْطِيْ (6)
268 - وَصَحَّحُوا قَبُوْلَ تَعْدِيْلٍ بِلاَ *** ذِكْرٍ لأسْبَابٍ لَهُ ، أنْ تَثْقُلاَ (7)
269 - وَلَمْ يَرَوْ قَبُوْلَ جَرْحٍ أُبْهِمَا *** لِلْخُلْفِ في أسبَابِهِ ، وَرُبَّمَا
270 - اسْتُفْسِرَ الجَرْحُ فَلَمْ يَقْدَحْ ، كَمَا *** فَسَّرَهُ (شُعْبَةُ) بِالرَّكْضِ ، فَمَا
271 - هَذَا الَّذِي عَلَيْهِ حُفَّاظُ الأثَرْ *** كـ(شَيْخَيِ الصَّحِيْحِ) مَعْ أهْلِ النَّظَرْ
272 - فَإنْ يُقَلْ : (قَلَّ بَيَانُ مَنْ جَرَحْ) *** كَذَا إذَا قَالُوا(8) : (لِمَتْنٍ لَمْ يَصِحْ)
__________
(1) بوصل همزة (( أو )) لإقامة الوزن .
(2) في ( النفائس ) والفتح المغيث : (( وصححوا )) .
(3) في نسخة ن : (( وصحح )) ، وأشار الناسخ في الحاشية إلى أن في نسخة : (( وصححوا )) ، وانظر : النكت الوفية ( 198 / أ ) .
(4) كذا في جميع النسخ الخطية لمتن وشرح الألفية و ف والنفائس، وفي ع: (( باستغناء )) وهو تحريفٌ قبيحٌ .
(5) كذا في جميع النسخ الخطية لمتن وشرح الألفية و ف و النفائس ، وفي ع: (( فان )) .
(6) في نسخة أ من متن الألفية : (( فخطي )) ، والصواب ما أثبت .
(7) في نسخة أ و ب من متن الألفية : (( يثقلا )) .
(8) في نسخة ب من متن الألفية : (( إذا قيل )) .(1/23)
273 - وَأبْهَمُوا ، فَالشَّيْخُ قَدْ أجَابَا *** أنْ يَجِبَ الوَقْفُ إذا اسْتَرَابا
274 - حَتَّى يُبِيْنَ بَحْثُهُ قَبُوْلَهْ *** كَمَنْ أُوْلُو الصَّحِيْحِ خَرَّجُوا لَهْ
275 - فَفي(البُخَارِيِّ)احتِجَاجاً(عِكْرِمَهْ) *** مَعَ(1)(ابْنِ مَرْزُوْقٍ) ، وَغَيْرُ تَرْجُمَهْ
276 - وَاحْتَجَّ (مُسْلِمٌ) بِمَنْ قَدْ ضُعِّفَا *** نَحْوَ (سُوَيْدٍ) إذْ بِجَرْحٍ مَا اكتَفَى
277 - قُلْتُ : وَقَدْ قَالَ (أبُو المَعَاليْ) *** واخْتَارَهُ تِلْمِيْذُهُ ( الغَزَاليْ)
278 - و(ابْنُ الخَطِيْبِ)الْحَقُّ أنْ يُحْكَمْ بِمَا *** أطْلَقَهُ العَالِمْ (2) بِأسْبَابِهِمَا
279 - وَقَدَّمُوا الجَرْحَ ، وَقِيْلَ : إنْ ظَهَرْ *** مَنْ عَدَّلَ الأكْثَرَ فَهْوَ المُعْتَبَرْ
280 - وَمُبْهَمُ التَّعْدِيْلِ لَيْسَ يَكْتَفِيْ *** بِهِ (الخَطِيْبُ) والفَقِيْهُ (الصَّيْرَفِيْ)
281 - وَقِيْلَ : يَكْفِي ، نَحْوُ أنْ يُقالا : *** حَدَّثَنِي الثِّقَةُ ، بَلْ لَوْ قَالاَ :
282 - جَمِيْعُ أشْيَاخِي ثِقَاتٌ لَوْ لَمْ *** أُسَمِّ ، لاَ يُقْبَلُ مَنْ قَدْ أَبْهَمْ
283 - وَبَعْضُ مَنْ حَقَّقَ لَمْ يَرُدَّهُ *** مِنْ عَالِمٍ في حَقِّ مَنْ قَلَّدَهُ
284 - وَلَمْ يَرَوْا فُتْيَاهُ أوْ عَمَلَهُ *** - عَلَى وِفَاقِ المَتْنِ - تَصْحِيْحَاً لَهُ
285 - وَلَيْسَ تَعْدِيلاً عَلَى الصَّحِيْحِ *** رِوَايَةُ العَدْلِ عَلَى التَّصْرِيْحِ
286 - وَاخْتَلَفُوا: هَلْ يُقْبَلُ المَجْهُوْلُ ؟ *** وَهْوَ -عَلَى ثَلاَثَةٍ- مَجْعُوْلُ
287 - مَجْهُوْلُ عَيْنٍ : مَنْ لَهُ رَاوٍ فَقَطْ *** وَرَدَّهُ الاكْثَرُ ، وَالقِسْمُ الوَسَطْ:
288 - مَجْهُوْلُ حَالٍ بَاطِنٍ وَظَاهِرِ *** وَحُكْمُهُ : الرَّدُّ لَدَى الجَمَاهِرِ،
__________
(1) في ع و ف : ((عن)) ، وما أثبتناه من نسخة أ و ب و جـ والنفائس من متن الألفية.
(2) سُكن لضرورة الوزن .(1/24)
289 - وَالثَّالِثُ : المَجْهُولُ لِلعَدالَهْ *** في بَاطِنٍ فَقَطْ . فَقَدْ رَأَى لَهْ
290 - حُجِّيَّةً -في الحُكْمِ-بَعْضُ مَنْ مَنَعْ *** مَا قَبْلَهُ ، مِنْهُمْ (سُلَيْمٌ) فَقَطَعْ
291 - بِهِ ، وَقَالَ الشَّيْخُ : إنَّ العَمَلا *** يُشْبِهُ أنَّهُ عَلَى ذَا جُعِلا
292 - في كُتُبٍ منَ الحَدِيْثِ اشْتَهَرَتْ *** خِبْرَةُ بَعْضِ مَنْ بِهَا تَعَذَّرَتْ
293 - في بَاطِنِ الأمْرِ ، وبَعْضٌ يُشْهِرُ *** ذَا القِسْمَ مَسْتُوْرَاً ، وَفِيْهِ نَظَرُ
294 - وَالخُلفُ في مُبْتَدِعٍ مَا كُفِّرَا *** قِيْلَ : يُرَدُّ مُطلَقَاً ، وَاسْتُنْكِرَا
295 - وَقْيِلَ : بَلْ إذا اسْتَحَلَّ الكَذِبَا *** نُصْرَةَ مَذْهَبٍ لَهُ ، وَنُسِبَا
296 - (لِلشَّافِعيِّ) ، إذْ يَقُوْلُ : أقْبَلُ *** مِنْ غَيْرِ خَطَّابِيَّةٍ مَا نَقَلُوْا
297 - وَالأكْثَرُوْنَ - وَرَآهُ الأعْدَلاَ - *** رَدُّوَا دُعَاتَهُمْ فَقَطْ ، وَنَقَلا
298 - فِيهِ (ابْنُ حِبَّانَ) اتِّفَاقَاً ، وَرَوَوْا *** عَنْ أهْلِ بِدْعٍ في الصَّحِيْحِ مَا دَعَوْا
299 - وَ(لِلحُمَيْدِيْ) وَالإمَامِ (أحْمَدَا) *** بأنَّ مَنْ لِكَذِبٍ (1) تَعَمَّدا
300 - أيْ فِي الحَدِيْثِ، لَمْ نَعُدْ نَقْبَلُهُ *** وَإنْ يَتُبْ ، وَ(الصَّيْرَفِيِّ) مِثْلُهُ
301 - وَأطْلَقَ الكِذْبَ ، وَزَادَ : أنَّ مَنْ *** ضُعِّفَ نَقْلاً لَمْ يُقَوَّ بَعْدَ أنْ
302 - وَلَيْسَ كَالشَّاهِدِ ، وَ(السَّمْعَانِي *** أبُو المُظَفَّرِ) يَرَى فِي الجَانِي
303 - بِكَذِبٍ فِي خَبَرٍ إسْقَاطَ مَا *** لَهُ مِنَ الحَدِيْثِ قَدْ تَقدَّمَا
304 - وَمَنْ رَوَى عَنْ ثِقَةٍ فَكَذَّبَهْ *** فَقَدْ تَعَارَضَا ، وَلَكِنْ كَذِبَهْ
__________
(1) في النفائس : (( للكذب قد )) .(1/25)
305 - لاَ تُثْبِتَنْ بِقَوْلِ شَيْخِهِ ، فَقَدْ *** كَذَّبَهُ الآخَرُ ، وَارْدُدْ مَا جَحَدْ (1)
306 - وَإنْ يَرُدَّهُ بِـ (لاَ أذْكُرُ) أوْ *** مَا يَقْتَضِي نِسْيَانَهُ ، فَقَدْ رَأوْا
307 - الحُكْمَ لِلذَّاكِرِ عِنْدَ المُعْظَمِ *** وَحُكِيَ الإسْقَاطُ عَنْ بَعْضِهِمِ
308 - كَقِصَّةِ الشَّاهِدِ واليَمِيْنِ إذْ *** نَسِيَهُ (سُهَيْلٌ) الَّذِي أُخِذْ
309 - عَنْهُ ، فَكَانَ بَعْدُ عَنْ (رَبِيْعَهْ) *** عَنْ نَفْسِهِ يَرْوِيْهِ لَنْ يُضِيْعَهْ
310 - وَ(الشَّافِعي) نَهَى (ابْنَ عَبْدِ الحَكَمِ) *** يَرْوِي عَنِ الحَيِّ لخَوْفِ التُّهَمِ
311 - وَمَنْ رَوَى بأُجْرَةٍ لَمْ يَقْبَلِ *** (إسْحَاقُ) و(الرَّازِيُّ) و(ابْنُ حَنْبَلِ)
312 - وَهْوَ شَبيْهُ أُجْرَةِ القُرْآنِ *** يَخْرُمُ مِنْ مُرُوْءَةِ الإنْسَانِ
313 - لَكِنْ (أبُوْ نُعَيْمٍ الفَضْلُ) أَخَذْ *** وَغَيْرُهُ تَرَخُّصَاً ، فإنْ نَبَذْ
314 - شُغْلاً بِهِ - الكَسْبَ أجِزْ إرْفَاقَا *** أفْتَى بِهِ الشَّيْخُ (أبُوْ إسْحَاقا)
315 - وَرُدَّ ذُوْ تَسَاهُلٍ في الحَمْلِ *** كَالنَّوْمِ وَالأدَا كَلاَ مِنْ أصْلِ
316 - أوْ قَبِلَ التَّلقِيْنَ ، أوْ قَدْ (2) وُصِفَا *** بِالمُنْكَرَاتِ كَثْرَةً ، أوْ عُرِفَا
317 - بِكَثْرَةِ السَّهْوِ ، وَمَا حَدَّثَ مِنْ *** أصْلٍ صَحِيْحٍ فَهْوَ رَدٌّ ، ثُمَّ إنْ
318 - بُيِّنْ (3) لَهُ غَلَطُهُ فَمَا رَجَعْ *** سَقَطَ عِنْدَهُمْ حَدِيْثُهُ جُمَعْ
319 - كَذَا (الحُمَيْدِيُّ) مَعَ (ابْنِ حَنْبَلِ) *** و(ابْنِ المُبَارَكِ) رَأَوْا فِي العَمَلِ
__________
(1) هذا البيت سقط من نسخة جـ من متن الألفية ، وألحقه الناسخ في جانب صفحة المخطوط ، وهذا إن دلّ على شيء إنّما يدل على مقابلته على أصله المنتسخ منه ، والله أعلم .
(2) في النفائس : (( بلا قد )) .
(3) بتسكين النون لضرورة الوزن ، وانظر : النكت الوفية ( 233 / أ ) .(1/26)
320 - قَالَ : وَفيهِ نَظَرٌ ، نَعَمْ إذَا *** كَانَ عِنَادَاً مِنْهُ مَا يُنْكَرُ ذَا
321- وَأعْرَضُوا فِي هَذِهِ الدُّهُوْرِ *** عَنِ اجتِمَاعِ هَذِهِ الأمُوْرِ
322 - لِعُسْرِهَا ، بَلْ يُكْتَفَى بِالعَاقِلِ *** المُسْلِمِ البَالِغِ ، غَيْرِ الفَاعِلِ
323 - لِلفِسْقِ ظَاهِرَاً ، وَفِي الضَّبْطِ بأنْ *** يَثْبُتَ مَا رَوَى بِخَطٍّ مُؤْتَمَنْ
324 - وَأنَّهُ يَرْوِي مِنَ اصْلٍ وَافَقَا *** لأصْلِ شَيْخِهِ ، كَمَا قَدْ سَبَقَا
325 - لِنَحْوِ ذَاكَ ( البَيْهَقِيُّ)، فَلَقَدْ *** آلَ السَّمَاعُ لِتَسَلْسُلِ السَّنَدْ
مَرَاتِبُ التَّعْدِيْلِ
326 - وَالْجَرْحُ وَالتَّعْدِيْلُ قَدْ هَذَّبَهُ *** ( إِبْنُ أبي حَاتِمِ ) (1) إِذْ رَتَّبَهُ
327 - وَالشَّيْخُ زَادَ فِيْهِمَا ، وَزِدْتُ *** مَا فِي كَلاَمِ أَهْلِهِ وَجَدْتُ
328 - فَأَرْفَعُ التَّعْدِيلِ : مَا كَرَّرْتَهُ *** كَـ(ـثِقَةٍ)( ثَبْتٍ ) وَلَوْ أَعَدْتَهُ
329 - ثُمَّ يَلِيْهِ ( ثِقَةٌ ) أوْ (2) (ثَبْتٌ) اوْ *** (مُتْقِنٌ)(3) اوْ (حُجَّةٌ) اوْ إذا عَزَوْا
330 - الحِفْظَ أَوْ ضَبْطَاً لِعَدْلٍ وَيَلِي(4) *** (لَيْسَ بِهِ بَأسٌ)(5)(صَدُوقٌ) وَصلِ
331 - بِذَاكَ (مَأَمُوْنَاً) (خِيَارَاً) وَتَلا *** (مَحَلُّهُ الصّدْقُ) رَوَوْا عَنْهُ إلى
__________
(1) بلا تنوين لضرورة الوزن ، وإن أُبْقِيَ التنوين فمع وصل همزة ( إذ ) ليستقيم الوزن .
(2) الهمزات في ( أو ) في هذا البيت سوى الأولى مدرجة ؛ لضرورة الوزن .
(3) في النفائس : (( متفق )) ، والأولى ما أثبت .
(4) في نسخة جـ من متن الألفية:(( وتلي ))،وكذا في نسخة ق و س من شرح الألفية.
(5) بعد هذا في ( النفائس ) و ( فتح المغيث ) : (( أو )) ، ولم ترد قي شيء من النسخ الخطية.
(6) في نسخة أ و ب وجـ : (( ما هو وكذا )) ، ولا يستقيم الوزن هكذا ، وهو في النفائس وفتح المغيث : (( كذا )) بلا واو وهو الصحيح ، إلا إذا سكن الواو في
(( هو )) لضرورة الوزن .(1/27)
332 - الصِّدْقِ مَا هُوَ كذَا(6) شَيْخٌ وَسَطْ *** أَوْ وَسَطٌ فَحَسْبُ أَوْ شَيْخٌ فَقَطْ
333 - وَ(صَالِحُ الْحَدِيْثِ) أَوْ (مُقَارِبُهْ) *** (جَيِّدُهُ) ، (حَسَنُهُ) ، (مُقَارَبُهْ)
334 - صُوَيْلِحٌ صَدُوْقٌ انْ (1)شَاءَ اللهْ *** أَرْجُوْ بِأَنْ (لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ) عَرَاهُ(2)
335 - وَ (ابْنُ مَعِيْنٍ) قال: مَنْ أَقُوْلُ: (لاَ *** بَأْسَ بِهِ) فَثِقَةٌ وَنُقِلاَ
336 - أَنَّ ابْنَ مَهْدِيٍّ أَجَابَ مَنْ سَأَلْ : *** أَثِقَةٌ كَاَنَ أبو خَلْدَةَ ؟ بَلْ
337 - كَانَ (صَدُوْقاً) (خَيِّراً) (مَأْمُوْنَا) *** الثِّقَةُ (الثُّوْرِيُّ) لَوْ تَعُوْنَا
338 - وَرُبَّمَا وَصَفَ ذَا الصِّدْقِ وَسَمْ *** ضُعْفاً بِ(صَالِحِ الْحَدِيْثِ) إِذْ يَسِمْ
مَرَاتِبُ التَّجْرِيْحِ
339 - وَأَسْوَأُ التَّجْرِيْحِ: (كَذَّابٌ) (يَضَعْ)*** يَكْذِبُ وَضَّاعٌ وَدَجَّالٌ وَضَعْ
340 - وَبْعَدَهَا مُتَّهَمٌ بَالْكَذِبِ *** وَ(سَاقِطٌ) وَ(هَالِكٌ) فَاجْتَنِبِ
341 - وَذَاهِبٌ مَتْرُوْكٌ اوْ(3) فِيْهِ نَظَرْ *** وَ(سَكَتُوْا عَنْهُ) (بِهِ لاَ يُعْتَبَرْ)
342 - وَ(لَيْسَ بِالثِّقَةِ) ثُمَّ (رُدَّا *** حَدِيْثُهُ) كَذَا (ضَعِيْفٌ جِدَّا)
343 - (وَاهٍ بَمَرَّةٍ) وَ(هُمْ قَدْ طَرَحُوْا *** حَدِيْثَهُ) وَ(ارَمِ بِهِ مُطَرَّحُ)
344 - (لَيْسَ بِشَيءٍ) (لاَ يُسَاوِي شَيْئَاً) *** ثُمَّ (ضَعِيْفٌ) وَكَذَا إِنْ جِيْئَا
__________
(1) بدرج همزة (( إن )) ؛ لضرورة الوزن .
(2) في لفظة ( اللهْ ) و ( عراهْ ) زيادة ساكن بعد وتد مجموع - ( وإن جاء القطع في لفظة ( الله ) وهو حذف ساكن الوتد المجموع وتسكين ما قبله ) - وهذا إنما يجوز في مجزوء البسيط والكامل ، وقد أجراه الحافظ - رحمه الله - هنا على تشبيه الرجز بهما ، والعروضيون لا يجوزون ذلك ، وانظر : النكت الوفية 235 / أ .
(3) بوصل همزة (( أو )) لضرورة الوزن .(1/28)
345 - بِمُنْكَرِ الْحَدِيْثِ أَوْ مُضْطَرِبِهْ *** (وَاهٍ) وَ(ضَعَّفُوهُ) (لاَ يُحْتَجُّ بِهْ)
346 - وَبَعْدَهَا (فِيْهِ مَقَالٌ) (ضُعِّفْ) *** وَفِيْهِ ضَعفٌ تُنْكِرُ (1) وَتَعْرِفْ
347 - (لَيْسَ بِذَاكَ بالْمَتِيْنِ بِالْقَوِيِّ *** بِحُجَّةٍ بِعُمْدَةٍ بِالْمَرْضِيِّ)
348 - لِلضَّعْفِ مَا هَوُ فيْهِ خُلْفٌ طَعَنُوْا *** فِيْهِ كَذَا (سَيِّئُ حِفْظٍ لَيِّنُ)
349 - (تَكَلَّمُوا فِيْهِ) وَكُلُّ مَنْ ذُكِرْ *** مِنْ بَعْدُ شَيْئَاً بِحَدِيْثِهِ اعْتُبِرْ(2)
مَتَى يَصحُّ تَحَمُّلُ الْحَدِيْثِ أوْ يُسْتَحَبُّ ؟
350 - وَقَبَلُوا مِنْ مُسْلِمٍ تَحَمُّلاَ *** فِي كُفْرِهِ كَذَا صَبِيٌّ حُمِّلاَ
351 - ثُمَّ رَوَى بَعْدَ الْبُلُوْغِ وَمَنَعْ *** قَوْمٌ هُنَا وَرُدَّ (كَالسَّبْطَيْنِ) مَعْ
352 - إِحْضَارِ أَهْلِ الْعِلْمِ لِلصِّبْيَانِ ثُمّْ *** قَبُوْلُهُمْ مَا حَدَّثُوا بَعْدَ الْحُلُمْ
353 - وَطَلَبُ الْحَدِيْثِ فِي الْعِشْرِيْنِ *** عِنْدَ (الزُّبَيْرِيِّ) أَحَبُّ حِيْنِ
354 - وَهْوَ الَّذِي عَلَيْهِ (أَهْلُ الْكُوْفَهْ) *** وَالْعَشْرُ فِي (الْبَصْرَةِ) كَالْمَألُوْفَهْ
355 - وَفِي الثَّلاَثِيْنَ (لأَهْلِ الشَّأْمِ) *** وَيَنْبَغِي تَقْيِيْدُهُ بِالْفَهْمِ
356 - فَكَتْبُهُ بالضَّبْطِ ، والسَّمَاعُ *** حَيْثُ يَصِحُّ ، وَبِهِ نِزَاعُ
357 - فَالْخَمْسُ (3) لِلْجُمْهُورِ ثُمَّ الحُجَّهْ *** قِصَّةُ (مَحْمُوْدٍ) وَعَقْلُ الْمَجَّهْ
__________
(1) هكذا في النسخ كلها ، وفيه زحاف الكف وهو حذف السابع الساكن ، ولا يجيء في الرجز فهو خطأ عروضي ، إلا إذا أشبعت حركة الراء في (تنكرُ)، وفي هذا ثقلٌ .
(2) قال البقاعي : (( وكلُّ مَنْ ذُكِر )) مبتدأ مضاف إلى (( مَنْ )) و (( بعد )) مجرور بـ (( مِنْ )) ومضاف إلى (( شيئاً )) ولفظه محكيٌّ ، والجر في محلِّهِ ، و (( اعتُبر )) خبر المبتدأ ، و (( بحديثه )) متعلق بالخبر . النكت الوفية 240 / أ .
(3) في نسخة ب من متن الألفية : (( والخمس )) .(1/29)
358 - وَهْوَ ابْنُ خَمْسَةٍ وَقِيْلَ أَرْبَعَهْ *** وَلَيْسَ فِيْهِ سُنَّةٌ مُتَّبَعَهْ
359 - بَلِ الصَّوَابُ فَهْمُهُ الْخِطَابَا *** مُمَيِّزَاً وَرَدُّهُ الْجَوَابَا
360 - وَقِيْلَ: (لابْنِ حَنْبَلٍ) فَرَجُلُ *** قال : لِخَمْسَ عَشْرَةَ التَّحَمُّلُ
361 - يَجُوْزُ لاَ فِي دُوْنِهَا، فَغَلَّطَهْ *** قال : إذا عَقَلَهُ وَضَبَطَهْ
362 - وَقِيْلَ: مَنْ بَيْنَ الْحِمَارِ وَالْبَقَرْ *** فَرَّقَ سَامِعٌ ، وَمَنْ لاَ فَحَضَرْ
363 - قال : بِهِ الَحْمَّالُ وابْنُ الْمُقْرِيْ *** سَمَّعَ لاِبْنِ أَرْبَعٍ ذِي ذُكْرِ
أَقْسَامُ التَّحَمُّلِ وأوَّلُهَا : سَمَاعُ لَفْظِ الشَّيْخِ
364 - أَعْلَى وُجُوْهِ الأَخْذِ عِنْدَ الْمُعْظَمِ *** وَهْيَ ثَمِانٍ : لَفْظُ شَيْخٍ فَاعْلَمِ
365 - كتَاباً او(1) حِفْظَاً وَقُلْ: (حَدَّثَنَا) *** (سَمِعْتُ) ، أَوْ (أَخْبَرَنَا) ، (أَنْبَأَنَا)
366 - وَقَدَّمَ (الْخَطِيْبُ) أَنْ يَقُوْلاَ : *** (سَمِعْتُ) إِذْ لاَ يَقْبَلُ (2) التَّأْوِيْلاَ
367 - وَبَعْدَهَا (حَدَّثَنَا) ، (حَدَّثَنِي) *** وَبَعْدَ ذَا (أَخْبَرَنَا) ، (أَخْبَرَنِي)
368 - وَهْوَ كَثْيِرٌ وَ (يَزِيْدُ) اسْتَعْمَلَهْ *** وَغَيْرُ وَاحِدٍ لِمَا قَدْ حَمَلَهْ
369 - مِنْ لَفْظِ شَيْخِهِ، وَبَعْدَهُ تَلاَ: *** (أَنْبَأَنَا) ، (نَبَّأَنَا) وَقَلَّلاَ
370 - وَقَوْلُهُ : (قَالَ لَناَ) وَنَحْوُهَا *** كَقُوْلِهِ : (حَدَّثَنَا) لَكِنَّهَا
371 - الْغَالِبُ اسْتِعْمَالُهَا (3) مُذَاكَرَهْ *** وَدُوُنَهَا (قَالَ) بِلاَ مُجَارَرَهْ (4)
__________
(1) بوصل همزة (( أو )) لضرورة الوزن .
(2) في نسخة جـ من متن الالفية : (( تقبل )) .
(3) في نسخة جـ من متن الألفية : (( في استعمالها )) وهو خطأ في الوزن .
(4) في ف و ع والنفائس وفتح المغيث : (( مجارره )) بالواو ثم الراء ، وما أثبتناه من النسخ الخطية ، ومن جميع متن الألفية ، وهو كذلك عند السيوطي في شرحه ص 364 ، وقد نصَّ عليه المصنف كما سيأتي إذ قال : (( براءَيْنِ )) .(1/30)
372 - وَهْيَ عَلى السَّمَاعِ إِنْ يُدْرَ اللُّقِيْ *** لاَ سِيَّمَا مَنْ عَرَفُوْهُ فِي الْمُضِيْ
373 - أنْ لاَ يَقُوْلَ ذَا بِغَيْرِ (1) مَا سَمِعْ *** مِنْهُ (كَحَجَّاجٍ) وَلَكِنْ (2) يَمْتَنِعْ
374 - عُمُوْمُهُ عِنْدَ الْخَطيْبِ وَقُصِرْ *** ذَاكَ عَلى الَّذِي بِذَا الوَصْفِ اشْتُهِرْ
الثَّاْنِي : القِرَاءَةُ عَلَى الشَّيْخِ
375 - ثُمَّ الْقِرَاءَةُ الَّتِي نَعَتَهَا *** مُعْظَمُهُمْ عَرْضَاً سَوَا (3) قَرَأْتَهَا
376 - مِنْ حِفْظٍ أو كِتَابٍ او(4) سَمِعْتَا *** والشَّيْخُ حَافِظٌ لمِاَ عَرَضْتَا
377 - أولاَ ، وَلَكِنْ أَصْلُهُ يُمْسِكُهُ *** بِنَفْسِهِ ، أو ثِقَةٌ مُمْسِكُهُ
378 - قُلْتُ : كَذَا إنْ ثِقَةٌ مِمَّنْ سَمِعْ *** يَحْفَظُهُ (5) مَعَ اسْتِماَعٍ فَاقْتَنِعْ
379 - وَأَجْمَعوُا أَخْذَاً بِهَا، وَرَدُّوا *** نَقْلَ الخِلاَفِ، وَبِهِ مَا اعْتَدُّوا
__________
(1) في نسخة ( ب ) من متن الألفية : (( لغير )) .
(2) في نسخة ( جـ ) من متن الألفية : (( وليس )) ، والوزن صحيح في كليهما ، وما أثبتناه من بقية النسخ الخطية لمتن الألفية وشروحها .
(3) في النفائس ، وفتح المغيث : (( سِوَى )) وهو كذلك في ( أ ) و ( ب ) و ( جـ ) من متن الألفية . وفي شرح فتح الباقي : (( سَوَا )) بفتح أوله والقصر لغة في سَوَاء ، وعليه المعنى ، وانظر : اللسان 14 / 413 ( سوا ) .
(4) بوصل همزة ( أو ) ؛ لضرورة الوزن .
(5) حقُّ ( يحفظهُ ) الجزم ، ولا يستقيم الوزن على هذا الضبط ، فحركت اللفظة ؛ لضرورة الوزن .(1/31)
380 - وَالْخُلْفُ فِيْهَا هَلْ تُساوي(1) الأوَّلاَ *** أو دُوْنَهُ أو فَوْقَهُ ؟ فَنُقِلاَ
381 - عَنْ (مَالِكٍ) وَصَحبْهِ وَمُعْظَمِ *** (كُوْفَةَ) وَ(الحِجَازِ أَهْلِ الْحَرَمِ)
382 - مَعَ ( البُخَارِي ) هُمَا سِيَّانِ *** وَ (ابْنُ أبِي ذِئْبٍ) مَعَ (النُّعْمَانِ)
383 - قَدْ رَجَّحَا(2) الْعَرْضَ وَعَكْسُهُ أَصَحّْ *** وَجُلُّ (أَهْلِ الشَّرْقِ) نَحْوَهُ جَنَحْ
384 - وَجَوَّدُوا فِيْهِ قَرَأْتُ أو قُرِىْ *** مَعْ وَ(أَنَا أَسْمَعُ) ثُمَّ عَبِّرِ
385 - بِمَا مَضَى فِي أولٍ مُقَيَّدَا *** (قِرَاَءةً عَلَيْهِ) حَتَّى مُنْشِدَا
386 - (أَنْشَدَنَا قِرَاَءةً عَلَيْهِ) لاَ *** (سَمِعْتُ) لَكِنْ بَعْضُهُمْ قَدْ حَلَّلاَ
387 - وَمُطْلَقُ التَّحْدِيْثِ وَالإِخْبَارِ *** مَنَعَهُ (أَحْمَدُ) ذُوْ الْمِقْدَارِ
388 - (وَالنَّسَئِيُّ) وَ(التَّمِيْمِيُّ يَحْيَى) *** وَ(ابْنُ الْمُبَارَكِ) الْحَمِيْدُ سَعْيَا
389 - وَذَهَبَ (الزُّهْرِيُّ) وَ(الْقَطَّانُ) *** وَ(مَالِكٌ) وَبَعْدَهُ (سُفْيَانُ)
390 - وَمُعْظَمُ (الْكُوْفَةِ) وَ(الْحِجَازِ) *** مَعَ (الْبُخَارِيِّ) إلى الْجَوَازِ
391 - وَابْنُ جُرَيِجٍ وَكَذَا الأوزَاعِيْ *** مَعَ (ابْنِ وَهْبٍ) وَ(الإمَامُ الشَّافِعِيْ)
392 - وَ(مُسْلِمٌ) وَجُلُّ (أَهْلِ الشَّرْقِ) *** قَدْ جَوَّزُوا أَخْبَرَنَا لِلْفَرْقِ
393 - وَقَدْ عَزَاهُ صَاحِبُ الإِنْصَافِ *** (للنَّسَئي) مِنْ غَيْرِ مَا خِلاَفِ
394 - وَالأَكْثَرِيْنَ وَهُوَ(3) الَّذِي اشْتَهَرْ *** مُصْطَلَحَاً لأَهْلِهِ أَهْلِ الأَثَرِ
395 - وَبَعْضُ مَنْ قَالَ بِذَا أَعَادَا *** قِرَاءَةَ الصَّحِيْحِ حَتَّى عَادَا
396 - فِي كُلِّ مَتْنٍ قَائِلاً : (أَخْبَرَكَا) *** إِذْ كَانَ قال أوَّلاً : (حَدَّثَكَا)
397 - قُلْتُ وَذَا رَأْيُ الَّذِيْنَ اشْتَرَطُوا *** إِعادَةَ اْلإِسْنَادِ وَهْوَ شَطَطُ
__________
(1) في نسخة جـ من متن الألفية : (( يساوي )) .
(2) كذا في جميع النسخ الخطية لمتن الألفية ونسخة ق من شروحها ، وفي نسخة ن و س و هـ وع وف من شروح الألفية : (( رجح )) ، وما أثبتناه هو الصواب .
(3) بتحريك الهاء ؛ لضرورة الوزن .(1/32)
تَفْرِيْعَاتٌ
398 - وَاخْتَلَفُوا إِنْ أَمْسَكَ الأَصْلَ رِضَا *** وَالشَّيْخُ لاَ يَحْفَظُ مَا قَدْ عُرِضَا
399 - فَبَعْضُ نُظَّارِ الأُصُوْلِ يُبْطِلُهْ *** وَأَكْثَرُ الْمُحَدِّثْيِنَ (1) يَقْبَلْهْ
400 - وَاخْتَارَهُ الشَّيْخُ فَإِنْ لَمْ يُعْتَمَدْ *** مُمْسِكُهُ فَذَلِكَ (2) السَّمَاعُ رَدّْ
401 - وَاخْتَلَفُوا إنْ سَكَتَ الشَّيْخُ وَلَمْ *** يُقِرَّ لَفْظاً ، فَرآهُ الْمُعْظَمْ
402 - وَهْوَ الصَّحِيْحُ كَافِياً وَقَدْ مَنَعْ *** بَعْضُ أولي الظَّاهِرِ مِنْهُ ، وَقَطَعْ
403 - بِهِ (أبُو الْفَتْحِ سُلَيْمُ الرَّازِي) *** ثُمَّ (أبُو إِسْحَاقٍ (3) الشِّيْرَازِيْ)
404 - كَذَا (أبُو نَصْرٍ) وَقال : يُعْمَلُ *** بِهِ وَألْفَاظُ الأَدَاءِ الأَوَّلُ
405 - وَالْحَاْكِمُ اخْتَارَ الَّذِي قَدْ عَهِدَا *** عَلَيْهِ أَكْثَرَ الشُّيُوْخِ فِي الأَدَا
406 - حَدَّثَنِي فِي الْلَفْظِ حَيْثُ انْفَرَدَا *** وَاجْمَعْ ضَمِيْرَهُ إذا تَعَدَّدَا
407 - وَالْعَرْضِ(4) إِنْ تَسْمَعْ فَقُلْ أَخْبَرَنَا *** أو قَارِئاً (أَخْبَرَنِي) وَاسْتَحْسَنَا
__________
(1) في نسخة ( أ ) من متن الألفية : (( المحققين )) .
(2) في النفائس : (( فذاك )) .
(3) بالصرف ؛ لضرورة الوزن .
(4) قال البقاعي 248 / ب : (( والعرضِ - بالجر - عطفاً على قوله : اللفظِ ، والمقول محذوف ، أي : واختار في العرض هذا التفصيل وهو أنك : إن تسمع بقراءة غيرك إلى آخره ، ويجوز أن يرفع على أنه مبتدأ وخبره جملة الشرط بتقدير رابط ، أي : إن تسمع فيه ، أي : إن تكن سامعاً فقل : أخبرنا ، أو تكن قارئاً فقل : أخبرني )) . وكذا في جميع النسخ الخطية ، وفي النفائس ، وفتح المغيث بالنصب .(1/33)
408 - وَنَحْوُهُ عَنْ (ابْنِ وَهْبٍ) رُوِيَا *** وَلَيْسَ بِالْوَاجِبِ لَكِنْ رَضِيَا
409 - وَالشَّكُ فِي الأَخْذِ أكَانَ وَحْدَهْ *** أو مَعْ (1) سِوَاهُ ؟ فَاعِتَبارُ الْوَحْدَهْ
410 - مُحْتَمَلٌ لَكِنْ رأى الْقَطَّانُ *** اَلْجَمْعَ فِيْمَا أوْ هَمَ الإِْنْسَانُ
411 - فِي شَيْخِهِ مَا قَالَ وَالْوَحْدَةَ قَدْ *** اخْتَارَ فِي ذَا الْبَيْهَقِيُّ وَاعْتَمَدْ
412 - وَقَالَ (أَحْمَدُ): اتَّبِعْ لَفْظَاً وَرَدْ *** لِلشَّيْخِ فِي أَدَائِهِ وَلاَ تَعَدْ (2)
413 - وَمَنَعَ الإبْدَالَ فِيْمَا صُنِّفَا *** - الشَّيْخُ - لَكِنْ حَيْثُ رَاوٍ عُرِفَا
414 - بِأَنَّهُ سَوَّى فَفِيْهِ مَا جَرَى *** فِي النَّقْلِ باِلْمَعْنَى ، وَمَعْ ذَا فَيَرَى
415 - بِأَنَّ ذَا فِيْمَا رَوَى ذُو الطَّلَبِ *** بِالْلَفْظِ لاَ مَا وَضَعُوا فِي الْكُتُبِ
416 - وَاخْتَلَفُوا فِي صِحَّةِ السَّمَاعِ *** مِنْ نَاسِخٍ ، فَقَالَ بَامْتِنَاعِ
417 - (الإِسْفَرَاييِنِيْ) مَعَ (الْحَرْبِيْ) *** وِ(ابْنِ عَدِيٍّ) وَعَنِ (الصِّبْغِيْ)(3)
418 - لاَ تَرْوِ تَحْدِيْثَاً وَإِخْبَارَاً ، قُلِ *** حَضَرْتُ وَالرَّازِيُّ وَهْوَ الْحَنْظَلِيْ
419 - وَ(ابْنُ الْمُبَارَكِ) كِلاَهُمَا كَتَبْ *** وَجَوَّزَ (الْحَمَّالُ) وَالشَّيْخُ ذَهَبْ
420 - بِأَنَّ خَيْرَاً مِنْهُ أَنْ يُفَصِّلاَ *** فَحَيْثُ فَهْمٌ صَحَّ ، أولاَ بَطَلاَ
__________
(1) بتسكين العين .
(2) أصلها : تتعدَّى ، فحذفت التاء الأولى تخفيفاً ، ولام الفعل للجزم بالنهي ، والمراد : لا تتجاوز لفظه وتبدله بغيره . انظر : النكت الوفية 249 / ب ، وفتح المغيث 2 / 46 .
(3) في نسخة ق و س من شرح الألفية : (( الضبعي )) بالضاد المعجمة ، وفي بقية النسخ الخطية لمتن وشرح الألفية : (( الصبغي )) بالصاد المهملة ، وهو الصواب ، فهو : أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب الصبغي كذا في الانساب للسمعاني 3 / 531 .(1/34)
421 - كَماَ جَرَى لِلدَّارَقُطْنِي حَيْثُ عَدْ *** إِمْلاَءَ (إِسْمَاعِيْلَ) عَدَّاً وَسَرَدْ
422 - وَذَاكَ يَجْرِي فِي الْكَلاَمِ أو إذا *** هَيْنَمَ حَتَّى خَفِيَ الْبَعْضُ ، كَذَا
423 - إِنْ بَعُدَ السَّامِعُ ، ثُمَّ يُحْتَمَلْ *** فِي الظَّاهِرِ الْكَلِمَتَانِ أو أَقَلْ
424 - وَيَنْبَغِي لِلشَّيْخِ أَنْ يُجِيْزَ مَعْ *** إِسْمَاعِهِ جَبْرَاً لِنَقْصٍ إنْ يَقَعْ (1)
425 - قَالَ : ابْنُ عَتَّابٍ وَلاَ غِنَى(2) عَنْ *** إِجَازَةٍ مَعَ السَّمَاعِ تُقْرَنْ (3)
426 - وَسُئِلَ (ابْنُ حنبلٍ) إِن حَرْفَا *** أدْغَمَهُ فَقَالَ : أَرْجُو يُعْفَى
427 - لَكِنْ (أبو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ) مَنَعْ *** فِي الْحَرْفِ تَسْتَفْهِمُهُ (3) فَلاَ يَسَعْ
428 - إِلاَّ بَأَنْ يَرْوِيْ تِلْكَ الشَّارِدَهْ *** عَنْ مُفْهِمٍ ، وَ(4) نَحْوُهُ عَنْ (زَائِدَهْ)
429 - وَ(خَلَفُ بْنُ سَاِلمٍ) قَدْ قال : نَا *** إِذْ فَاتَهُ حَدَّثَ (5) مِنْ حَدَّثَنَا
430 - مِنْ قَوْلِ سُفْيَانَ ، وَسُفْيَانُ اكْتَفَى *** بِلَفْظِ مُسْتَمْلٍ عَنِ الْمُمْلِي اقْتَفَى
431 - كَذَاكَ (حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ) أَفْتَى : *** إِسْتَفْهمِ الَّذِي يَلِيْكَ ، حَتَّى
432 - رَوُوْا عَنِ (الأَعْمَشِ) : كُنَّا نَقْعُدُ *** (لِلنَّخَعِيْ) فَرُبَّمَا قَدْ يَبْعُدُ
433 - البَعْضُ - لاَ يَسْمَعْهُ - فَيسأَلُ *** البَعْضَ عَنْهُ ، ثَمَّ كُلٌّ يَنْقُلُ
434 - وَكُلُّ ذَا تَسَاهُلٌ ، وَقَوَْلُهُمْ : *** يَكْفِيِ مِنَ الْحَدِيْثِ شَمُّهُ ، فَهُمْ
__________
(1) في نسخة (أ) من متن الألفية والنفائس : (( أن وقع )) ، وفي النفائس : (( إن وقع )).
(2) في نسخة ( أ ) و ( ب ) و ( جـ ) من متن الألفية : (( غناء )) .
(3) في نسخة (أ) و(ب) و(جـ) من متن الألفية: (( تقترن ))، وفي النفائس : (( يُقرن )).
(3) في نسخة ( أ ) و ( ب ) و ( جـ ) من متن الألفية : (( يستفهمه )) .
(4) في ف : (( عن )) بدل الواو ، وليس بشيء .
(5) في ف و ع : (( حديث )) .(1/35)
435 - عَنَوا إذا أَوَّلَ (1) شَيءٍ سُئِلاَ ***عَرَفَهُ ، وَمَا عَنَوْا تَسَهُّلاَ
436 - وَإِنْ يُحَدِّثْ مِنْ وَرَاءِ سِتْرِ *** عَرَفْتَهُ بِصَوْتِهِ او(2) ذِي خُبْرِ
437 - صَحَّ ، وَعَنْ شُعْبَةَ لاَ تَرْوِ لَنَا *** إنَّ (3) بِلاَلاً ، وَحَدِيْثُ أُمِّنَا
438 - وَلاَ يَضُرُّ سَامِعَاً أنْ يَمْنَعَهْ (4) *** الشَّيْخُ أَنْ يَرْوِي مَا قَدْ سَمِعَهْ
439 - كَذَلِكَ التَّخْصِيْصُ أو رَجَعْتُ *** مَاَ لمْ يَقُلْ : أَخْطَأْتُ أو شَكَكْتُ
الثَّالِثُ : الإجَاْزَةُ
440 - ثُمَّ الإِجَازَةُ تَلىِ السَّمَاعَا *** وَنُوِّعَتْ لِتِسْعَةٍ أَنْوَاعَا
441 - ارْفَعُهَا بِحَيْثُ لاَ مُنَاولَهْ *** تَعْيِيْنُهُ الْمُجَازَ وَالْمُجْازَ لَهْ
442 - وَبَعْضُهُمْ حَكَى اتِّفَاقَهُمْ عَلَى *** جَوَازِ ذَا ، وَذَهَبَ (الْبَاجِيْ) إِلَى
443 - نَفْي الْخِلاَفِ مُطْلَقَاً ، وَهْوَ غَلَطْ *** قال : وَالاخْتِلاَفُ فِي الْعَمَلِ قَطْ
444 - وَرَدَّهُ الشَّيْخُ بأَِنْ (5) للشَّافِعِي *** قَوْلاَنِ فِيْهَا ثُمَّ بَعْضُ تَابِعي(6)
__________
(1) انظر : النكت الوفية 253 / ب .
(2) بوصل همزة ( أو ) ؛ لضرورة الوزن .
(3) بكسر الهمزة على الحكاية كما أشار إليه البقاعي. انظر : النكت الوفية 253 / ب.
(4) قال البقاعي : (( أنْ يَمْنَعَهُ )) في موضع رفع على أنه فاعل (( يضرُّ )) ، و (( الشيخُ )) فاعل (( يمنع )) ، و (( أنْ يَرْوِيَ )) مفعوله . النكت الوفية 253 / ب .
(5) بتخفيف (( أَنَّ )) المشددة ؛ لضرورة الوزن .
(6) في البيت تضمين عروضي وهو تعليق البيت بالبيت الذي يليه ، وهو خطأ عروضي .(1/36)
445 - مَذْهَبِهِ (الْقَاضِي حُسَيْنٌ(1) مَنَعَا *** وَصَاحِبُ (الْحَاوي) بِهِ قَدْ قَطَعَا
446 - قَالاَ كَشُعْبَةٍ (2) وَلَو جَازَتْ إِذَنْ *** لَبَطْلَتْ رِحْلَةُ طُلاَّبِ السُّنَنْ
447 - وَعَنْ (أبي الشَّيْخِ) مَعَ (الْحَرْبِيِّ) *** إِبْطَالُهَا كَذَاكَ (لِلسِّجْزِيِّ)
448 - لَكِنْ عَلى جَوَازِهَا اسْتَقَرَّا *** عَمَلُهُمْ ، وَالأَكْثَرُوْنَ طُرَّا
449 - قَالُوا بِهِ ، كَذَا وُجُوْبُ الْعَمَلِ *** بِهَا ، وَقِيْلَ : لاَ كَحُكْمِ الْمُرْسَلِ
450 - وَالثَّانِ (3): أَنْ يُعَيِّنَ الْمُجَازَ لَهْ *** دُوْنَ الْمُجَازِ ، وَهْوَ أَيْضَاً قَبِلَهْ
451 - جُمْهُوْرُهُمْ رِوَايَةً وَعَمَلاَ *** وَالْخُلْفُ أَقْوَى فِيْهِ مِمَّا قَدْ خَلاَ
452 - وَالثَّالِثُ : التَّعْمِيْمُ فِي الْمُجَازِ *** لَهُ ، وَقَدْ مَالَ إِلى الْجَوَازِ
453 - مُطْلَقَاً (الْخَطِيْبُ) (وَابْنُ مَنْدَهْ) *** ثُمَّ (أبو الْعَلاَءِ) أَيْضَاً بَعْدَهْ
454 - وَجَازَ لِلْمَوْجُوْدِ عِنْدَ (الطَّبَرِيْ) *** وَالشَّيْخُ لِلإِْبْطَالِ مَالَ فَاحْذَرِ (4)
455 - وَمَا يَعُمُّ مَعَ وَصْفِ حَصْرِ (5) *** كَالْعُلَمَا (6) يَوْمَئِذٍ بِالثَّغْرِ (7)
__________
(1) في (أ) من متن الألفية ومطبوعتي ف و ع : (( القاضي الحسين )) ، وفي النفائس : (( قاضي حسين )) ، وما أثبتناه من بقية النسخ ، قال البقاعي : (( في نسخة منكَّر فهو منوَّن ، والجزء الأخير مطوي ، وفي نسخةٍ (( الحسين منعا )) مخبول لاجتماع الخبن فيه والطيِّ ، فيخالف قافية البيت الثاني ، فالتنكير أحسن )) النكت الوفية 254 / أ .
(2) بالتنوين ؛ لضرورة الوزن .
(3) حذفت الياء من (( الثاني )) ؛ لضرورة الوزن .
(4) في نسخة ( أ ) من متن الألفية والنفائس : (( فاحذري )) .
(5) كذا في (أ) و (ب) و (جـ) ، وفي بقية النسخ : (( حصري )) والصحيح ما أثبت.
(6) بالقصر ؛ لضرورة الوزن .
(7) كذا في (أ) و (ب) و (جـ) ، وفي بقية النسخ : (( الثغري )) والصحيح ما أثبت .(1/37)
456 - فَإِنَّهُ إِلى الْجَوَازِ أَقْرَبُ *** قُلْتُ (عِيَاضٌ) قالَ: لَسْتُ أَحْسِبُ
457 - فِي ذَا اخْتِلاَفَاً بَيْنَهُمْ مِمَّنْ يَرَى *** إِجَازَةً لِكَوْنِهِ مُنْحَصِرَا
458 - وَالرَّابعُ : الْجَهْلُ بِمَنْ أُجِيْزَ لَهْ *** أو مَا أُجِيْزَ كَأَجَزْتُ أَزْفَلَهْ
459 - بَعْضَ سَمَاَعاِتي ، كَذَا إِنْ سَمَّى *** كِتَاباً او(1) شَخْصَاً وَقَدْ تَسَمَّى
460 - بِهِ سِوَاهُ ثُمَّ لَمَّا يَتَّضِحْ *** مُرَادُهُ (2) مِنْ ذَاكَ فَهْوَ لاَ يَصِحْ
461 - أَمَّا الْمُسَمَّوْنَ مَعَ الْبَيَانِ (3) *** فَلاَ يَضُرُّ الْجَهْلُ بِالأَعْيَانِ
462 - وَتَنْبَغِي(4) الصِّحَّةُ إِنْ جَمَلَهُمْ(5) *** مِنْ غَيْرِ عَدٍّ وَتَصَفُّحٍ لَهُمْ
463 - وَالْخَامِسُ : التَّعْلِيْقُ فِي الإِجَازَهْ *** بِمَنْ يَشَاؤُهَا الذَّيِ أَجَازَهْ
464 - أو غَيْرُهُ مُعَيَّنَاً ، وَالأُولَى *** أَكْثَرُ جَهْلاً ، وَأَجَازَ الْكُلاَّ
465 - مَعاً (أبو يَعْلَى) الإِمَامُ الْحَنْبَلِيْ *** مَعَ (ابْنِ عُمْرُوْسٍ) وَقَالاَ: يَنْجَلِي
466 - الْجَهْلُ إِذْ يَشَاؤُهَا ، وَالظَّاهِرُ *** بُطْلاَنُهَا أَفْتَى بِذَاك (6) (طَاهِرُ)
467 - قُلْتُ : وَجَدْتُ (ابنَ أبي خَيْثَمَةِ) *** أَجَازَ كَالَّثانِيَةِ الْمْبُهَمَةِ
__________
(1) بالإدراج ؛ لضرورة الوزن .
(2) في ( النفائس ) : (( مراداه )) وهو خطأ.
(3) في نسخة ( ب ) من متن الألفية : (( البياني )) وهو خطأ .
(4) في نسخة ن و ق و س : (( وينبغي )) .
(5) قال البقاعي في نكته الوفية 256 / أ : أي : جَمَعَهُم ، يقال : جَمَلَ الشيءَ إذا جَمَعَهُ ، والحسابَ أي: ردّه إلى الجُملة. وينظر: لسان العرب 11 / 27 مادة (جمل).
(6) كذا في النسخ كلها ، وفي النفائس : (( بذاك أفتى ... )) ، ويصح الوزن به .(1/38)
468 - وَإِنْ يَقُلْ : مَنْ شَاءَ يَرْوِي قَرُبَا *** وَنَحْوَهُ (الأَزْدِي) مُجِيْزَاً كَتَبَا
469 - أَمَّا : أَجَزْتُ لِفُلاَنٍ إِنْ يُرِدْ *** فَالأَظْهَرُ الأَقْوَى الْجَوَازُ فَاعْتَمِدْ
470 - وَالسَّادِسُ : الإِذْنُ لِمَعْدُوْمٍ تَبَعْ *** كَقَوْلِهِ : أَجَزْتُ لِفُلاَنِ (1) مَعْ
471 - أَوْلاَدِهِ وَنَسْلِهِ وَعَقِبِهْ *** حَيْثُ أَتَوْا أَوْ خَصَّصَ الْمَعْدُوْمَ بِهْ
472 - وَهْوَ أَوْهَى ، وَأَجَازَ الأَوَّلاَ *** (ابْنُ أبي دَاوُدَ) وَهْوَ مُثِّلاَ
473 - بِالْوَقْفِ ، لَكِنْ (أَبَا الطَّيِّبِ) رَدْ *** كِلَيْهِمَا وَهْوَ الصَّحِيْحُ الْمُعْتَمَدْ
474 - كَذَا أبو نَصْرٍ . وَجَازَ مُطْلَقَا *** عِنْدَ الْخَطِيْبِ وَبِهِ قَدْ سُبِقَا
475 - مِنِ (2) ابْنِ عُمْرُوْسٍ (3) مَعَ الْفَرَّاءِ *** وَقَدْ رَأَى الْحُكْمَ عَلى اسْتِوَاءِ
476 - فِي الْوَقْفِ في صِحَّتِهِ (4) مَنْ تَبِعَا *** أَبَا حَنِيْفَةَ (5) وَمَالِكَاً مَعَا
477 - وَالسَّاِبعُ : الإِذْنُ لِغَيْرِ أَهْلِ *** لِلأَخْذِ عَنْهُ كَافِرٍ أو طِفْلِ
__________
(1) بلا تنوين ؛ لضرورة الوزن ، وقد دخل هذا الشطر الشكل وهو حذف الساكن السابع . وهو لا يدخل بحر الرجز الذي كتبت عليه القصيدة .
(2) بكسر النون لالتقاء الساكنين .
(3) عُمْرُوْس : ضبطه السمعاني في الأنساب 4 / 210 - بفتح العين ، ومثله في فتح المغيث 2 / 81 وفتح الباقي 2 / 70 ، وضبطه الفيروزآبادي بضمّها ، ثمَّ قالَ : وفتحه من لحن الْمُحَدِّثين . انظر : القاموس المحيط مع شرحه تاج العروس 16 / 281 ، وراجع ترجمة ابن عمروس في سير أعلام النبلاء 18 / 73 .
(4) كذا في النسخ كلها وفي النفائس : ((... أي في صحة ...)) والوزن صحيح به أيضاً.
(5) في فتح المغيث بالصرف لضرورة الوزن ، وليس من ضرورة هنا ؛ لأن الوزن مستقيم بلا صرف ، والإبقاء على الأصل أولى ، فضلاً عن عدم وجود الضرورة أصلاً .(1/39)
478 - غَيْرِ مُمَيِزٍ وَذَا الأَخِيْرُ *** رَأَى (أبو الطَّيِّبِ) وَالْجُمْهُوْرُ
479 - وَلَمْ أَجِدْ فِي كَافِرٍ نَقْلاً ، بَلَى(1) *** بِحَضْرَةِ (الْمِزِّيِّ) تَتْرَا فُعِلا
480 - وَلَمْ أَجِدْ فِي الْحَمْلِ أَيْضَاً نَقْلاَ *** وَهْوَ مِنَ الْمَعْدُوْمِ أولَى(2) فِعْلاَ
481 - وَ(لِلْخَطِيْبِ) لَمْ أَجِدْ مَنْ فَعَلَهْ *** قُلْتُ: رَأَيْتُ بَعْضَهُمْ قَدْ سَأَلَهْ
482 - مَعْ أبويْهِ فَأَجَازَ ، وَلَعَلْ *** مَا اصَّفَّحَ الأَسماءَ (3) فِيْهَا إِذْ فَعَلْ
483 - وَيَنْبَغِي الْبِنَا عَلى مَا ذَكَرُوْا *** هَلْ يُعْلَمُ الْحَمْلُ ؟ وَهَذَا أَظْهَرُ (4)
484 - وَالثَّامِنُ : الإِذْنُ بِمَا سَيَحْمِلُهْ *** الشَّيْخُ ، وَالصَّحِيْحُ أَنَّا نُبْطِلُهْ
485 - وبعضُ عَصْرِيِّ (5) عِيَاضٍ بَذَلَهْ *** وَ(ابْنُ مُغِيْثٍ) لَمْ يُجِبْ مَنْ سَأَلَهْ
486 - وَإِنْ يَقُلْ : أَجَزْتُهُ مَا صَحَّ لَهْ *** أو سَيَصِحُّ ، فَصَحِيْحٌ عَمِلَهْ
487 - (الدَّارَقُطْنِيُّ) وَسِواهُ أوحَذَفْ *** يَصِحُّ جَازَ الكُلُّ حَيْثُمَا عَرَفْ
488 - وَالتَّاسِعُ : الإِذْنُ بِمَا أُجِيْزَا *** لِشَيْخِهِ ، فَقِيْلَ : لَنْ يَجُوْزَا
489 - وَرُدَّ ، وَالصَّحِيْحُ : الاعْتِمَادُ *** عَلَيْهِ قَدْ جَوَّزَهُ النُّقَّاْدُ
490 - أبو نُعَيْمٍ ، وَكَذَا ابْنُ عُقْدَهْ *** وَالدَّارَقُطْنِيُّ وَنَصْرٌ بَعْدَهْ
__________
(1) في ( ب ) : (( بلا )) وهو خطأ.
(2) في ( ب ) : (( أولا )) وهو خطأ.
(3) في ف و ع : (( الاسما )) ، وما أثبت هو الصحيح وزناً .
(4) قال البقاعي : أي : أنّه يُعلم ، أي : يُعَامل مُعاملة المعلوم. النكت الوفية 258/ ب.
(5) في نسخة (ب) من متن الألفية : (( عصرتي )).(1/40)
491 - وَالَى ثَلاَثَاً بإِجَازَةٍ وَقَدْ *** رَأَيْتُ مَنْ وَالَى بِخَمْسٍ (1) يُعْتَمَدْ
492 - وَيَنْبَغِي تَأَمُّلُ الإِجازَهْ *** فحيثُ شَيْخُ شَيْخِهِ أَجَاْزَهْ
493 - بَلِفْظِ مَا صَحَّ لَدَيْهِ لَمْ يُخَطْ (2) *** مَا صَحَّ عِنْدَ شَيْخِهِ مِنْهُ فَقَطْ
لَفْظُ الإِجَازَةِ وَشَرْطُهَا
494 - أَجَزْتُهُ ( ابْنُ فَارِسٍ ) قَدْ نَقَلَهْ *** وَإِنَّمَا الْمَعْرُوْفُ قَدْ أَجَزْتُ لَهْ
495 - وَإِنَّمَا تُسْتَحْسَنُ الإِجَازَهْ *** مِنْ عَالِمٍ بِهِ (3)، وَمَنْ أَجَازَهْ
496 - طَالِبَ عِلْمٍ (وَالْوَلِيْدُ) ذَا ذَكَرْ *** عَنْ (مَالِكٍ) شَرْطاً وَعَنْ (أبي عُمَرْ)
497 - أَنَّ الصَّحِيْحَ أَنَّهَا لاَ تُقْبَلُ *** إِلاَّ لِمَاهِرٍ وَمَا لاَ يُشْكِلُ
498 - وَالْلَفْظُ إِنْ تُجِزْ بِكَتْبٍ أَحْسَنُ *** أو دُوْنَ لَفْظٍ (4) فَانْوِ وَهْوَ أَدْوَنُ
الرَّاْبِعُ : الْمُنَاوَلَةُ
499 - ثُمَّ الْمُنَاولاَتُ (5) إِمَّا تَقْتَرِنْ *** بِالإِذْنِ أَوْ لاَ ، فَالَّتِي فِيْهَا إِذِنْ
500 - أَعْلَى الإْجَازَاتِ ، وَأَعْلاَهَا إذا *** أَعْطَاهُ مِلْكَاً فَإِعَارَةً كَذَا
501 - أَنْ يَحْضُرَ الطَّالِبُ بِالْكِتَابِ لَهْ *** عَرْضاً وَهَذَا الْعَرْضُ لِلْمُنَاولَهْ
__________
(1) في نسخة ن والمطبوع : (( لخمس )) ، والمثبت من بقية النسخ الخطية ، والنفائس ، وفتح المغيث .
(2) قال البقاعي : (( مضارع خطاه : تخطية ، أي : لم يتعدّ ولم يتجاوز ما صحَّ عند شيخه … )) . النكت الوفية 259 / ب ، وانظر : شرح السيوطي للألفية 258 .
(3) في ( أ ) والنفائس : (( بها )) والمثبت من بقية النسخ الخطية وأشار في فتح الباقي إلى ذلك الاختلاف 2 / 87 .
(4) بعد هذا في مطبوعتي ع و ف كلمة : (( قالوا )) ، وهي زيادة يختل معها الوزن .
(5) في نسخة س من شرح الألفية : (( المناولة )) .
(2) و (3) (ينظره) و (يناول) منصوبة عطفاً على يحضر في البيت السابق .(1/41)
502 - وَالشَّيْخُ ذُوْ مَعْرِفَةٍ فَيِنَظُرَهْ (1) *** ثُمَّ يُنَاولَ (3) الْكِتَابَ مُحْضِرَهْ
503 - يقول: هَذَا مِنْ حَدِيْثِي(4)فارْوِهِ *** وَقَدْ حَكَوْا عَنْ (مَالِكٍ) وَنَحْوِهِ
504 - بِأَنَّهَا تُعَادِلُ السَّمَاعَا *** وَقَدْ أَبَى الْمُفْتُوْنَ ذَا امْتِنَاعَا
505 - إِسْحَاقُ وَالثَّوْرِيْ مَعَ النُّعْمَانِ *** وَالشَّافِعيْ وَ أحْمَدُ الشَّيْبَانِيْ
506 - وَ(ابْنُ الْمُبَارَكِ) وَغَيْرُهُمْ رَأوْا *** بِأَنَّهَا أَنْقَصُ ، قُلْتُ : قَدْ حَكَوْا
507 - إِجْمَاعَهُمْ بِأَنَّهَا صَحِيْحَهْ *** مُعْتَمَداً ، وَإِنْ تَكُنْ مَرْجُوْحَهْ
508 - أَمَّا إذا نَاولَ وَ اسْتَرَدَّا *** فِي الْوَقْتِ صَحَّ وَالْمُجَازُ أَدَّى
509 - مِنْ نُسْخَةٍ قَدْ وَافَقَتْ مَرْوِيَّهْ *** وَهَذِهِ لَيْسَتْ لَهَا مَزِيَّهْ
510 - عَلَى الذَّيِ عُيَّنَ فِي الاجَازَهْ *** عِنْدَ الْمُحَقِّقِيْنَ لَكِنْ مَازَهْ
511 - أَهْلُ الْحَدِيْثِ آخِراً وَقِدْمَا (2) *** أَمَّا إذا مَا الشَّيْخُ لَمْ يَنْظُرْ مَا
512 - أَحْضَرَهُ الطَّالِبُ لَكِنْ اعْتَمَدْ(3) *** مَنْ أَحْضَرَ الْكِتَابَ وَهْوَ مُعْتَمَدْ
513 - صَحَّ وَإِلاَّ بَطَلَ اسْتِيْقَانَا *** وَإِنْ يَقُلْ : أَجَزْتُهُ إِنْ كَانَا
514 - ذَا مِنْ حَدِيْثِي، فَهْوَ فِعْلٌ حَسَنُ *** يُفِيْدُ حَيْثُ وَقَعَ(4) التَّبَيُّنُ
515 - وإنْ خَلَتْ مِنْ إذْنِ المُنَاْولَهْ *** قِيْلَ : تَصِحُّ (5) والأَصَحُّ بَاْطِلَهْ
__________
(1) في نسخة ب من متن الألفية : (( من سماعي )) .
(2) انظر : النكت الوفية 265 / أ .
(3) كذا في النسخ ، وفي ( النفائس ) و( فتح المغيث ): (( واعتمد )) ، والوزن صحيح في كليهما .
(4) في نسخة ( أ ) من متن الألفية : (( يقع )) .
(5) في نسخة ( أ ) و ( جـ ) من متن الألفية : (( يصح )) .(1/42)
كَيْفَ يَقُوْلُ مَنْ رَوَى بِالمُنَاولَةِ وَالإِجَاْزَةِ ؟
516 - وَاخْتَلَفُوا فِيْمَنْ رَوَى مَا نُوْوِلاَ *** (فَمَالِكٌ) وَ(ابْنُ شِهَابٍ) جَعَلاَ
517 - إِطْلاَقَهُ (حَدَّثَنَا) وَ(أَخْبَرَا) *** يَسُوْغُ وَهْوَ لاَئِقٌ بِمَنْ يَرَى
518 - الْعَرْضَ كَالسَّمَاعِ بَلْ أَجَازَه *** بَعْضُهُمُ (1) في مُطْلَقِ الإِجَازَهْ
519 - وَ(الْمَرْزُبَانِيْ) وَ(أبو نُعَيْمِ) *** أَخْبَرَ، وَالصَّحِيْحُ عِنْدَ القَوْمِ
520 - تَقْيِيْدُهُ بِمَا يُبيِنُ الْوَاقِعَا *** إِجَازَةً تَنَاولاً هُمَا مَعَا
521 - أَذِنَ لِي، أَطْلَقَ لِي، أَجَازَنِي *** سَوَّغَ لِي، أَبَاحَ لِي، نَاولَنِي
522 - وَإِنْ أَبَاحَ الشَّيْخُ لِلْمُجَازِ *** إِطَلاَقَهُ لَمْ يَكْفِ فِي الْجَوَازِ
523 - وَبَعْضُهُمْ أَتَى بِلَفَظٍ مُوْهِمْ *** (شَافَهَنِي) (كَتَبَ لِي) فَمَا سَلِمْ
524 - وَقَدْ أَتَى بِـ( خَبَّرَ ) الأوزَاعِيْ *** فِيْهَا وَلَمْ يَخْلُ مِنَ النِّزَاعِ
525 - وَلَفْظُ ((أَنْ)) اخْتَارَهُ (الْخَطَّابي) *** وَهْوَ مَعَ الإِسْنَادِ ذُوْ اقْتِرَابِ
526 - وَبَعْضُهُمْ يَخْتَارُ فِي الإِجَازَهْ *** (أَنْبَأَنَا) كَصَاحِبِ الْوِجَازَهْ
527 - وَاخْتَارَهُ (الْحَاكِمُ) فِيْمَا شَافَهَهْ *** بِالإِذْنِ بَعْدَ عَرْضِهِ مُشَافَهَهْ
528 - وَاسْتَحْسَنُوْا لِلْبَيَهْقَيْ مُصْطَلَحا *** (أَنْبَأَنَا) إِجَازَةً فَصَرَّحَا
529 - وَبَعْضُ مَنْ تَأَخَّرَ اسْتَعْمَلَ عَنْ *** إِجَازَةً، وَهْيَ قَرِيْبَةٌ لِمَنْ
530 - سَمَاعُهُ مِنْ شَيْخِهِ فِيْهِ يَشُكّْ *** وَحَرْفُ (عَنْ) بَيْنَهُمَا فَمُشْتَرَكْ
531 - وَفِي الْبُخَارِيْ قَالَ لِي : فَجَعَلَهْ *** حِيْرِيُّهُمْ (2) لِلْعَرْضِ وَالمُنَاولَهْ
__________
(1) بالإشباع ؛ لضرورة الوزن .
(2) عنى المصنف بذلك : أبا عمرو محمد ابن أبي جعفر أحمد بن حمدان الحيري . انظر : تعليقنا على موضعه من الشرح .(1/43)
الْخَامِسُ : الْمُكَاتَبَةُ
532 - ثُمَّ الْكِتَابَةُ بِخَطِّ الشَّيْخِ أَوْ *** بِإِذْنِهِ عَنْهُ لِغَائِبٍ وَلَوْ
533 - لِحَاضِرٍ فَإِنْ أَجَازَ مَعَهَا *** أَشْبَهَ مَا نَاوَلَ أَوْ جَرَّدَهَا
534 - صَحَّ عَلى الصَّحِيْحِ وَالْمَشْهُوْرِ *** قَالَ بِهِ (أَيُّوْبُ) مَعْ (1)(مَنْصُورِ)
535 - وَالْلَيْثُ وَالسَّمْعَانِ (2) قَدْ أَجَازَهْ *** وَعَدَّهُ أَقْوَى مِنَ الإِجَازَهْ
536 - وَبَعْضُهُمْ صِحَّةَ ذَاكَ مَنَعَا *** وَصَاحِبُ الْحَاوِيْ بِهِ قَدْ قَطَعَا
537 - وَيَكْتَفِي أَنْ يَعْرِفَ الْمَكْتُوْبُ لَهْ *** خَطَّ الَّذِي كَاتَبَهُ وَأَبْطَلَهْ
538 - قَوْمٌ لِلاشْتِبَاهِ لَكِنْ رُدَّا *** لِنُدْرَةِ اللَّبْسِ وَحَيْثُ أَدَّى
539 - فَاللَّيْثُ مَعْ مَنْصُوْرٍ اسْتَجَازَا *** (أَخْبَرَنَا) ، (حَدَّثَنَا) جَوَازَا
540 - وَصَحَّحُوْا التَّقْيِيْدَ بِالْكِتَابَهْ *** وَهْوَ الِذَّي يَلِيْقُ بِالنَّزَاهَهْ
__________
(1) بتسكين العين ؛ ليستقيم الوزن ، وهي لغة في ( مع ) .
(2) كذا في ( ب ) و ( جـ )، وفي (أ) و( النفائس ) و ( فتح المغيث ) : (( السمعاني )) بإثبات الياء ( ياء النسب ) ، ولا يصحّ الوزن بإثباتها ، فيجب أن تكتب (( السمعانِ )) دون الياء ؛ لضرورة الوزن .
(3) انظر : النكت الوفية 269 / أ .(1/44)
السَّادِسُ : إِعْلاَمُ الشَّيْخِ
541 - وَهَلْ لِمَنْ أَعْلَمَهُ الشَّيْخُ بِمَا *** يَرْوِيْهِ أَنْ يَرْوِيَهُ ؟ فَجَزَمَا
542 - بِمَنْعِهِ (الطُّوْسِيْ) وَذَا الْمُخْتَارُ *** وَعِدَّةٌ (3)(كَابْنِ جُرَيْجٍ) صَارُوْا
543 - إلى الْجَوَازِ وَ (ابْنُ بَكْرٍ) نَصَرَهْ *** وَصَاحِبُ الشَّامِلِ جَزْماً ذَكَرَهْ
544 - بَلْ زَادَ بَعْضُهُمْ بِأَنْ لَوْ مَنَعَهْ *** لَمْ يَمْتَنِعْ ، كَمَا إذا قَدْ سَمِعَهْ
545 - وَرُدَّ كَاسْتِرْعَاءِ مَنْ يُحَمَّلُ *** لَكِنْ إذا صَحَّ، عَلَيْهِ الْعَمَلُ
السَّابِعُ : الوَصِيَّةُ بالكِتَابِ
546 - وَبَعْضُهُمْ أَجَازَ لِلْمُوْصَى لَهُ *** بالْجُزْءِ مِنْ رَاوٍ قَضَى أَجَلَهُ
547 - يَرْوِيْهِ أَوْ لِسَفَرٍ أَرَادَهْ *** وَرُدَّ مَا لَمْ يُرِدِ الْوِجَادَهْ(1/44)
الثَّامِنُ : الوِجَادَةُ
548 - ثُّمَ الوِجَادَةُ وَتِلْكَ مَصْدَرْ *** وَجَدْتُهُ مُوَلَّداً لِيَظْهَرْ
549 - تَغَايُرُ الْمَعْنَى ، وَذَاكَ أَنْ تَجِدْ *** بِخَطِّ مَنْ عَاصَرْتَ أَوْ قَبْلُ عُهِدْ
550 - مَا لَمْ يُحَدِّثْكَ بِهِ وَلَمْ يُجِزْ *** فَقُلْ : بِخَطِّهِ وَجَدْتُ ، وَاحْتَرِزْ
551 - إِنْ لَمْ تَثِقْ بِالْخَطِّ قُلْ: وَجَدْتُ *** عَنْهُ ، أَوْ اذْكُرْ (قِيْلَ) أَوْ (ظَنَنْتُ)
552 - وَكُلُّهُ مُنْقَطِعٌ ، وَالأَوَّلُ *** قَدْ شِيْبَ وَصْلاً مَا ، وَقَدْ تَسَهَّلُوْا
553 - فيْهِ (بِعَنْ) ، قالَ : وَهَذَا دُلْسَهْ *** تَقْبُحُ (1) إِنْ أَوْهَمَ أَنَّ نَفْسَهْ
554 - حَدَّثَهُ بِهِ ، وَبَعْضٌ أَدَّى *** (حَدَّثَنَا) ، (أَخْبَرَنَا) وَرُدَّا
555 - وَقِيْلَ : فِي الْعَمَلِ إِنَّ الْمُعْظَمَا *** لَمْ يَرَهُ ، وَبالْوُجُوْبِ جَزَمَا
556 - بَعْضُ الْمَحُقِّقِيْنَ وَهْوَ الأَصْوَبُ *** وَ(لاِبْنِ إِدْرِيْسَ) الْجَوَازَ نَسَبُوْا
557 - وَإِنْ يَكُنْ بِغَيْرِ خَطّهِ فَقُلْ : *** (قالَ) وَنَحْوَهَا، وَإِنْ لَمْ يَحْصُلْ
558 - بِالنُّسْخَةِ الْوُثُوْقُ قُلْ: (بَلَغَنِيْ) *** وَالْجَزْمُ يُرْجَى حِلُّهُ لِلْفَطِنِ
كِتَابَةُ الْحَدِيْثِ وضَبْطُهُ
559 - وَاخْتَلَفَ الِصّحَابُ وَألأَتْبَاعُ(2) *** فِي كِتْبَةِ (3) الْحَدِيْثِ ، وَالإِجْمَاعُ
560 - عَلَى الْجَوَازِ بَعْدَهُمْ بالْجَزْمِ *** لِقَوْلِهِ: (اكْتُبُوْا) وَكَتْبِ (السَّهْمِيْ)
__________
(1) في ( أ ) و ( جـ ) : (( يقبح )) .
(2) في ( ب ) : (( والتُّبَّاع )) ، وفي ( جـ ) : (( والتُّبَاع )) وذكر في أعلى الصفحة والأتباع نسخة .
(3) أي : في نسخ الحديث أو كتابته .(1/45)
561 - وَيَنْبَغِي إِعْجَامُ (1) مَا يُسْتَعْجَمُ *** وَشَكْلُ مَا يُشْكِلُ لاَ مَا يُفْهَمُ
562 - وَقِيْلَ : كُلِّهِ لِذِي ابْتِدَاءِ *** وَأَكَّدُوْا مُلْتَبِسَ الأَسْمَاءِ
563 - وَلْيَكُ(2)فِي الأَصْلِ وَفِي الْهَامِشِ مَعْ *** تَقْطِعْيِهِ الْحُرُوْفَ فَهْوَ أَنْفَعْ
564 - وَيُكْرَهُ الْخَطُّ الرَّقِيْقُ (3) إِلاَّ *** لِضِيْقِ رَقٍّ أَوْ لِرَحَّالٍ فَلاَ
565 - وَشَرُّهُ التَّعْلِيْقُ وَالْمَشْقُ، كَمَا *** شَرُّ الْقِرَاءَةِ إذا مَا هَذْرَمَا (4)
566 - وَيُنْقَطُ الْمُهْمَلُ لاَ الْحَا أَسْفَلاَ *** أَوْ كَتْبُ ذَاكَ الْحَرْفِ تَحْتُ مَثَلاَ
567 - أَوْ فَوْقَهُ قُلاَمَةً، أَقْوَالُ *** وَالْبَعْضُ نَقْطَ الِسّيْنِ صَفّاً قالَوْا
568 - وَبَعْضُهُمْ يَخُطُّ فَوْقَ الْمُهْمَلِ *** وَبَعْضُهُمْ كَالْهَمْزِ تَحْتَ يَجْعَلِ
569 - وَإِنْ أَتَى بِرَمْزِ رَاوٍ مَيَّزَا *** مُرَادَهُ وَاخْتِيْرَ أَنْ لاَ يَرْمِزَا
570 - وَتَنْبَغِي(5) الدَّارَةُ فَصْلاً وَارْتَضَى *** إِغْفَالَهَا (الْخَطِيْبُ) حَتَّى يُعْرَضَا
571 - وَكَرِهُوْا فَصْلَ مُضَافِ اسْمِ اللهْ *** مِنْهُ بِسَطْرٍ إِنْ يُنَافِ مَا تَلاَهْ
572 - وَاكْتُبْ ثَنَاءَ (اللهِ) وَالتَّسْلِيْمَا *** مَعَ الصَّلاَةِ للِنَّبِي تَعْظِيْمَا
__________
(1) كذا في النسخ الخطيّة لشرح الألفية ومتنها وفي نسخة ص من شروح الألفية : (( استعجام )) ، وفي ع من المطبوع : (( عجام )) .
(2) أصلها: يكون، حذفت الواو لدخول الجازم ، وحذفت النون تخفيفاً فأصبحت: ليكُ.
(3) في النفائس و (أ) : (( الدقيق )) بالدال، وما أثبتناه من (ب) و (جـ) وشروح الألفية وهو الموافق لما يأتي ، وقد أشار صاحب فتح الباقي 2/121 إلى هذا الاختلاف .
(4) كذا في جميع النسخ الخطية لمتن الألفية ، وفي ص و ن و ق و س و ع و ف : (( هذرِما )) .
(5) في أ و ب و جـ من متن الألفية ونسخة ن و ص من شرحها: (( وينبغي )) .(1/46)
573 - وَإِنْ يَكُنْ أُسْقِطَ فِي الأَصْلِ وَقَدْ *** خُوْلِفَ فِي سَقْطِ الصَّلاَةِ (أَحْمَدْ)
574 - وَعَلَّهُ(1) قَيَّدَ (2) بِالرَّوَايَهْ *** مَعْ نُطْقِهِ ، كَمَا رَوَوْا حِكَايَهْ
575 - وَالْعَنْبَرِيْ وَابْنُ الْمُدِيْنِيْ بَيَّضَا *** لَهَا لإِعْجَالٍ وَعَادَا عَوَّضَا(3)
576 - وَاجْتَنِبِ الرَّمْزَ لَهَا وَالْحَذْفَا *** مِنْهَا صَلاَةً أَوْ سَلاَماً تُكْفَى(4)
الْمُقَابَلَةُ
577 - ثُمَّ عَلَيْهِ الْعَرْضُ بِالأَصْلِ وَلَوْ *** إِجَازَةً أَوْ (5) أَصْلِ أَصْلِ الشَّيْخِ أَوْ
578 - فَرْعٍ مُقَابَلٍ، وَخَيْرُ الْعَرْضِ مَعْ *** أُسْتَاذِهِ بِنَفْسِهِ إِذْ يَسْمَعْ
579 - وَقِيْلَ : بَلْ مَعْ نَفْسِهِ وَاشْتَرَطَا *** بَعْضُهُمُ (6) هَذَا ، وَفِيْهِ غُلِّطَا
580 - وَلْيَنْظُرِ السَّامِعُ حِيْنَ يَطْلُبُ *** فِي نُسْخَةٍ وَقالَ (يَحْيَى) : يَجِبُ
581 - وَجَوَّزَ الأُسْتَاذُ أَنْ يَرْوِيَ مِنْ *** غَيْرِ مُقَابَلٍ وَ(لِلْخَطِيْبِ) إِنْ
582 - بَيَّنَ وَالنَّسْخُ مِنَ اصْلٍ(7) وَلْيُزَدْ *** صِحَّةُ نَقْلِ نَاسِخٍ فَالشَّيْخُ (8) قَدْ
__________
(1) هي لغة في : (( لعلَّ )) . انظر : الصحاح 5 / 1774 ( علل ) .
(2) يجوز في ضبط ( قيَّد ) البناء للمعلوم والمجهول كما أشار إليه البقاعي . ينظر توجيه ذلك في النكت الوفية 284 / أ .
(3) قال البقاعي : (( أي : ورجعا إلى التعويض ، أي : ورجعا بعد انقضاء سبب العجلة إلى التدارك فكتبا عوض الذي حذفاه وفوّتاه في ذلك الوقت )). النكت الوفية 284 / ب .
(4) تُكْفَى : أي : همّكَ ، وهذا إشارة إلى حديث أخرجه عبد بن حميد (170 ) ، والترمذي ( 2457 ) ، والحاكم 2 / 421 ، وحسَّنه الترمذي .
(5) في النفائس : (( كان إجازة أو…)) ولا يستقيم الوزن به .
(6) بضم الميم ؛ لضرورة الوزن .
(7) بوصل همزة ( أصل ) ؛ لضرورة الوزن ، وتحركت نون ( من ) للقاء ساكن .
(8) في ( ب ) : (( والشيخ )) .(1/47)
583 - شَرَطَهُ ثُمَّ اعْتَبِرْ مَا ذُكِرَا *** فِي أَصْلِ الاصْلِ(1) لاَتَكُنْ مُهَوِّرَا
تَخْرِيْجُ السَّاقِطِ
584 - وَيُكْتَبُ السَّاقِطُ : وَهْوَ اللَّحَقُ *** حَاشِيَةً إلى الْيِمَيْنِ يُلْحَقُ
585 - مَا لَمْ يَكُنْ آخِرَ سَطْرٍ وَلْيَكُنْ (2) *** لِفَوْقُ وَالسُّطُوْرُ أَعْلى فَحَسُنْ
586 - وَخَرِّجَنْ لِلسَّقْطِ مِنْ حَيْثُ سَقَطْ *** مُنْعَطِفاً لَهُ ، وَقِيْلَ : صِلْ بِخَطْ
587 - وَبَعْدَهُ اكْتُبْ صَحَّ أَوْ زِدْ رَجَعَا *** أَوْ كَرِّرِ الكَلِمَةَ لَمْ تَسْقُطْ مَعَا
588 - وَفِيْهِ لَبْسٌ وَلِغَيْرِ الأَصْلِ *** خَرِّجْ بِوَسْطِ كِلْمَةِ(3) الْمَحَلِّ
589 - وَ(لِعِيَاضٍ) : لاَ تُخَرِّجْ ضَبِّبِ *** أَوْ صَحِّحَنْ لِخَوْفِ لَبْسٍ وَأُبِي
التَّصْحِيْحُ والتَّمْرِيْضُ وَهو التَّضْبِيْبُ (4)
590 - وَكَتَبُوْا (صَحَّ) عَلى الْمُعَرَّضِ *** لِلشَّكِّ إِنْ نَقْلاً وَمَعْنًى ارْتُضِي
591 - وَمَرَّضُوْا فَضَبَّبُوْا (صَاداً) تُمَدّْ *** فَوْقَ الذَّيِ صَحَّ وُرُوْداً وَفَسَدْ
592 - وَضَبَّبُوْا فِي الْقَطْعِ وَالإِرْسَالِ *** وَبَعْضُهُمْ فِي الأَعْصُرِ الْخَوَالي
593 - يَكْتُبُ صَاداً عِنْدَ عَطْفِ الأَسْمَا(5) *** تُوْهِمُ (6) تَضْبِيْباً ، كَذَاكَ إِذ مَا
594 - يَخْتَصِرُ التَّصْحِيْحَ بَعْضٌ يُوْهِمُ *** وَإِنَّمَا يَمِيْزُهُ (7) مَنْ يَفْهَمُ
__________
(1) بوصل همزة ( الأصل ) لضرورة الوزن ، وقد تحركت اللام فيها لالتقاء الساكنين.
(2) في (جـ) : (( ولتكن )) .
(3) بإسكان اللام ؛ لضرورة الوزن ، وانظر : اللسان 12 / 523 ( كلم ) .
(4) جملة : (( وهو التضبيب )) سقطت من النسخ المطبوعة ، وهي من جميع النسخ الخطية.
(5) بقصر الممدود ( الأسماء ) ؛ لأجل التصريع هنا .
(6) في ( أ ) و ( جـ ) : (( يوهم )) .
(7) يميزه بلا تشديد ؛ لضرورة الوزن .(1/48)
الكَشْطُ والْمَحْوُ والضَّرْبُ
595 - وَمَاَ يزِيْدُ فِي الْكِتَابِ يُبْعَدُ *** كَشْطاً َوَمَحْواً وَبِضَرْبٍ أَجْوَدُ
596 - وَصِلْهُ بِالْحُرُوْفِ خَطّاً أَوْ لاَ *** مَعْ عَطْفِهِ أَوْ كَتْبَ (لاَ) ثُمَّ إلى
597 - أَوْ نِصْفَ دَارَةٍ وَإِلاَّ صِفْرَا *** فِي كُلِّ جَانِبٍ وَعَلِّمْ سَطْرَا
598 - سَطْراً إذا مَا كَثُرَتْ سُطُوْرُهْ *** أَوْلا وَإِنْ حَرْفٌ أتَى تَكْرِيْرَهْ
599 - فَأَبْقِ مَا أَوَّلُ سَطْرٍ ثُمَّ مَا *** اخِرُ سَطْرٍ ثُمَّ مَا تَقَدَّمَا
600 - أَوِ (1) اسْتَجِدْ قَوْلاَنِ مَا لَمْ يُضِفِ *** أَوْ يُوْصَفُ اوْ (2) نَحْوُهُمَا فَأَلِفِ
العَمَلُ في اخْتِلاَفِ الرُّوَايَاتِ
601 - وَلْيَبْنِ (3) أَوَّلاً عَلَى رِوَايَهْ *** كِتَابَهُ، وَيُحْسِنِ الْعِنَايَهْ
602 - بِغَيْرِهَا بِكَتْبِ رَاوٍ سُمِّيَا *** أَوْ رَمْزَاً(4) اوْ(5) يَكْتُبُهَا(6) مُعْتَنِيَا
603 - بِحُمْرَةٍ، وَحَيْثُ زَادَ الأَصْلُ *** حَوَّقَهُ بِحُمْرَةٍ وَيَجْلُو
الإِشَارَةُ بالرَّمْزِ
604 - وَاخْتَصَرُوْا فِي كَتْبِهِمْ (حَدَّثَنَا) *** عَلَى (ثَنَا) أَوْ (نَا) وَقِيْلَ : (دَثَنَا)
605 - وَاخْتَصَرُوْا (أَخْبَرَنَا) عَلَى (أَنَا) *** أَوْ (أَرَنَا) وَ(الْبَيْهَقِيُّ) (أَبَنَا)
606 - قُلْتُ : وَرَمْزُ (قالَ) إِسْنَادَاً يَرِدْ *** (قَافَاً) وَقالَ الشَّيْخُ: حَذْفُهَا عُهِدْ
607 - خَطَّاً وَلاَبُدَّ مِنَ النُّطْقِ كَذَا *** قِيْلَ لَهُ : وَيَنْبَغِي النُّطْقُ بِذَا
608 - وَكَتَبُوْا عِنْدَ انْتِقالٍ مِنْ سَنَدْ *** لِغَيْرِهِ (ح) وَانْطِقَنْ بِهَا وَقَدْ
__________
(1) كسرت الواو ؛ لإلتقاء الساكنين .
(2) بوصل همزة ( أو ) ؛ لضرورة الوزن .
(3) أي : يجعل كما عبّر به ابن الصلاح ، شبّه كتابة سطوره وجمع حروفه بالبناء )) . النكت الوفية 297 / أ .
(4) في فتح المغيث : (( رمزٍ )) ، وانظر : النكت الوفية 297 / أ .
(5) بالدرج ؛ لضرورة الوزن .
(6) في ( أ ) والنفائس وفتح المغيث : (( بكتبها )) .(1/49)
609 - رَأَى الرَّهَاوِيُّ(1) بأَنْ لاَ تُقْرَا(2) *** وَأَنَّهَا مِنْ حَائِلٍ، وَقَدْ رَأَى
610 - بَعْضُ أُوْلِي الْغَرْبِ بِأَنْ يَقُوْلاَ *** مَكَانَهَا: الْحَدِيْثَ قَطْ ، وَقِيْلاَ
611 - بَلْ حَاءُ تَحْوِيْلٍ وَقالَ قَدْ كُتِبْ *** مَكَانَهَا: صَحَّ فَحَا مِنْهَا انْتُخِبْ
كِتَابَةُ التَّسْمِيْعِ
612 - وَيَكْتُبُ اسْمَ الشَّيْخِ بَعْدَ الْبَسْمَلَهْ *** وَالسَّامِعِيْنَ قَبْلَهَا مُكَمَّلَهْ
613 - مُؤَرِّخَاً أَوْ جَنْبَهَا (3) بِالطُّرَّهْ (4) *** أَوْ آخِرَ الْجُزْءِ وَإِلاَّ ظَهْرَهْ
614 - بِخَطِّ مَوْثُوْقٍ بِخَطٍّ عُرِفَا *** وَلَوْ بِخَطِّهِ لِنَفْسِهِ كَفَى
615 - إِنْ حَضَرَ الْكُلُّ ، وَإِلاَّ اسْتَمْلَى *** مِنْ ثِقَةٍ ، صَحَّحَ شَيْخٌ أَمْ لاَ
616 - وَلْيُعِرِ الْمُسْمَى بِهِ (5) إِنْ يَسْتَعِرْ *** وَإِنْ يَكُنْ بِخَطِّ مَالِكٍ سُطِرْ
__________
(1) وضبطت ( الراء ) بالضم أيضاً . انظر : النكت الوفية 299 / ب .
(2) في ( أ ) و ( جـ ) : (( يقرأ )) .
(3) أي : إلى جنب البسملة من يمينها أو يسارها )) . النكت الوفية 300 / أ .
(4) قال البقاعي : (( الطُّرَّةُ - بضمِّ الطاء المهملة ثم راء مهملة مشدَّدة -: هي حاشية الكتاب . قال في القاموس : وبالضم جانب الثوب الذي لا هدب له ، وشفير النهر والوادي ، وطرف كل شيء وحَرْفُهُ )) . النكت الوفية 300 / أ ، وانظر : التاج 12 / 43 ( طرر ).
(5) قال البقاعي : (( وَلْيُعِرِ : اللام فيه للأمر الندبي ، والْمُسْمَى به : بإسكان السين ، من أسمَّى بمعنى : سمَّى ، قال في الصحاح : سمَّيْتُ فلاناً زيداً وسمَّيْتُهُ بزيدٍ بمعنًى ، وأَسْمَيْتُهُ مثله ، والباء في ( به ) ظرفية أي : يندب له أن يعير كتابه ممَّن كتبَ اسمه فيه )) . النكت الوفية 301 / أ ، وانظر : الصحاح 6 / 2383 ( سما ) .(1/50)
617 - فَقَدْ رَأَى حَفْصٌ وَإِسْماعِيْلُ *** كَذَا الزُّبَيْرِيْ فَرْضَهَا إِذْ سِيْلُوْا (1)
618 - إِذْ خَطُّهُ عَلَى الرِّضَا بِهِ دَلْ *** كَمَا عَلَى الشَّاهِدِ مَا تَحَمَّلْ
619 - وَلْيَحْذَرِ الْمُعَارُ تَطْوِيْلاً وَأَنْ *** يُثْبِتَ قَبْلَ عَرْضِهِ مَا لَمْ يُبَنْ
صِفَةُ رِوَايَةِ الْحَدِيْثِ وَأَدَائِهِ
620 - وَلْيَرْوِ مِنْ كِتَابِهِ وَإِْن عَرِي *** مِنْ حِفْظِهِ فَجَائِزٌ لِلأَكْثَرِ
621 - وَعَنْ أبي حَنِيْفَةَ الْمَنْعُ كَذَا *** عَنْ مَالِكٍ وَالصَّيْدَلاَنِيْ وَإِذَا
622 - رَأَى سَمَاعَهُ وَلَمْ يَذْكُرْ فَعَنْ *** نُعْمَانٍ الْمَنْعُ وَقالَ ابْنُ الْحَسَنْ
623 - مَعْ (2) أبي يُوْسُفَ ثُمَّ الشَّافِعِيْ *** وَالأَكْثَرِيْنَ بِالْجَوَازِ الْوَاسِعِ
624 - وَإِنْ يَغِبْ وَغَلَبَتْ سَلاَمَتُهْ *** جَازَتْ(3) لَدَى جُمْهُوْرِهِم رِوَايَتُهْ
625 - كَذَلِكَ الضَّرِيْرُ وَالأُمِّيُّ *** لاَ يَحْفَظَانِ يَضْبُطُ الْمَرْضِيُّ
626 - مَا سَمِعَا وَالْخُلْفُ فِي الضَّرِيْرِ *** أَقْوَى ، وَأَوْلَى مِنْهُ فِي الْبَصِيْرِ
__________
(1) أصلها ( سئلوا ) لكن كتبت بالياء الساكنة لمناسبة ضرب الشطر الأول ( إسماعيل ) صوتياً ، وانظر : النكت الوفية 301 / أ .
(2) في ف و ع : (( عن )) ، وما أثبتناه من جميع نسخ شروح الألفية ومتنها ، وكذلك هو في النفائس وفتح المغيث .
(3) في ( ب ) : (( جاز )) ، والوزن بها صحيح أيضاً .(1/51)
الرِّوَايَةُ مِنَ الأَصْلِ
627 - وَلْيَرْوِ مِنْ أَصْلٍ أَوِ الْمُقَابَلِ *** بِهِ وَلاَ يَجُوْزُ بِالتَّسَاهُلِ
628 - مِمَّا بِهِ اسْمُ شَيْخِهِ أَوْ أُخِذَا *** عَنْهُ لَدَى الْجُمْهُوْرِ وَأَجَازَ ذَا
629 - أَيُّوْبُ وَالبُرْسَانِ (1) قَدْ أَجَازَهْ *** وَرَخَّصَ الشَّيْخُ مَعَ الإِجَازَهْ
630 - وَإِنْ يُخَالِفْ حِفْظُهُ كِتَابَهْ *** وَلَيْسَ مِنْهُ فَرَأَوْا صَوَابَهْ :
631 - الْحِفْظَ مَعْ تَيَقُّنٍ وَالأَحْسَنُ *** الجَمْعُ كَالْخِلاَفِ مِمَّنْ يُتْقِنُ
الرِّوَايَةُ بِالْمَعْنَى
632 - وَلْيَرْوِ بِالأَلْفَاظِ مَنْ لاَ يَعْلَمُ *** مَدْلُوْلَهَا وَغَيْرُهُ فَالْمُعْظَمُ
633 - أَجَازَ بِالْمَعْنَى وَقِيْلَ : لاَ الْخَبَرْ *** وَالشَّيْخُ فِي التَّصْنِيْفِ قَطْعَاً قَدْ حَظَرْ
634 - وَلْيَقُلِ الرَّاوِي: بِمَعْنَىً، أَوْ كَمَا *** قالَ وَنَحْوُهُ كَشَكٍّ أُبْهِمَا
الاقْتِصَاْرُ عَلَى بَعْضِ الْحَدِيْثِ
635 - وَحَذْفَ بَعْضِ الْمَتْنِ فَامْنعَ او أَجِزْ(2) *** أَوْ إِنْ أُتِمَّ أَوْ لِعَالِمٍ وَمِزْ
636 - ذَا بِالصَّحِيْحِ إِنْ يَكُنْ مَا اخْتَصَرَهْ *** مُنْفَصِلاً عَنِ الَّذِي قَدْ ذَكَرَهْ
637 - وَمَا لِذِي تُهْمَةٍ (3) أَنْ يَفْعَلَهْ *** فَإِنْ أَبَى فَجَازَ أَنْ لاَ يُكْمِلَهْ
638 - أَمَّا إِذَا قُطِّعَ فِي الأبوابِ *** فَهْوَ إلى الْجَوَازِ ذُو اقْتِرَابِ
__________
(1) في (أ) و ( ب ) و ( جـ ) و ( فتح المغيث ) : (( البرسان )) بإسقاط ( ياء النسب ) وفي ( النفائس ) بإثباتها ، ولا يصح الوزن به ، لذلك وجب حذفها ؛ لضرورة الوزن؛ لذلك قالَ زكريا الأنصاري في ( فتح الباقي ) ( 2 / 166 ) : ( البرسان : بضم الموحدة وحذف ياء النسبة لقبيلة من الأزد ) .
(2) ما أثبتناه هو الذي اتفقت عليه جميع النسخ الخطية لشرح التبصرة ، ونسخ الألفية والنفائس وفتح المغيث ، وفتح الباقي ، وفي مطبوعة ع ومطبوعة ف : (( واجز )) وهو خطأٌ محضٌ لا يصح ، لأن في العطف معنى الجمع ، وبدهي امتناع اجتماع النقيضين ( المنع والإجازة ) .
(3) في النفائس وفتح المغيث : (( من تهمة )) ، وما أثبتناه من جميع النسخ والألفية وشروحها .(1/52)
التَّسْمِيْعُ بِقِرَاءَةِ اللَّحَّاْنِ وَالْمُصَحِّفِ
639 - وَلْيَحْذَرِ اللَّحَّانَ وَالْمُصَحِّفَا *** عَلَى حَدِيْثِهِ بِأَنْ يُحَرِّفَا
640 - فَيَدْخُلاَ فِي قَوْلِهِ : مَنْ كَذَبَا *** فَحَقٌّ النَّحْوُ عَلَى مَنْ طَلَبَا
641 - وَالأَخْذُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ لاَ الْكُتُبِ *** أَدْفَعُ لِلتَّصْحِيْفِ فَاسْمَعْ وَادْأَبِ
إِصْلاَحُ اللَّحْنِ وَالْخَطَأِ
642 - وَإِنْ أَتَى فِي الأَصْلِ لَحْنٌ أَوْ خَطَا (1) *** فَقِيْلَ : يُرْوَى كَيْفَ جَاءَ غَلَطَا
643 - وَمَذْهَبُ الْمُحَصِّلِيْنَ يُصْلَحُ *** وَيُقْرَأُ الصَّوَابُ وَهْوَ الأَرْجَحُ
644 - فِي اللَّحْنِ لاَ يَخْتَلِفُ الْمَعْنَى بِهِ *** وَصَوَّبُوْا الإِبْقَاءَ مَعْ (2) تَضْبِيْبِهِ
645 - وَيُذْكَرُ الصَّوَابُ جَانِباً كَذَا *** عَنْ أَكْثَرِ الشُّيُوْخِ نَقْلاً أُخِذَا
646 - وَالْبَدْءُ بِالصَّوَابِ أَوْلَى وَأَسَدْ *** وَأَصْلَحُ الإِصْلاَحِ مِنْ مَتْنٍ وَرَدْ
647 - وَلْيَأْتِ فِي الأَصْلِ بِمَا لاَ يَكْثُرُ *** كَابْنٍ وَحَرْفٍ حَيْثُ لاَ يُغَيِّرُ
648 - وَالسَّقْطُ يُدْرَى (3) أَنَّ مِنْ فَوْقٍ أَتَى *** بِهِ يُزَادُ بَعْدَ يَعْنِي مُثْبَتَا
649 - وَصَحَّحُوْا اسْتِدْرَاكَ مَا دَرَسَ في *** كِتَابِهِ مِنْ غَيْرِهِ إِنْ يَعْرِفِ
650 - صِحَّتَهُ مِنْ بَعْضِ مَتْنٍ أَوْ سَنَدْ *** كَمَا إذَا ثَبَّتَهُ مَنْ يُعْتَمَدْ
651 - وَحَسَّنُوا الْبَيَانَ كَالْمُسْتَشْكِلِ *** كَلِمَةً فِي أَصْلِهِ (4) فَلْيَسْأَلِ
__________
(1) في ( ب ) : (( خطي )) .
(2) بتسكين العين ؛ لضرورة الوزن .
(3) كذا في ( جـ ) و ( فتح المغيث ) و ( النفائس ) وجميع نسخ شرح الألفية ، وفي (أ) و ( ب ) : (( يدري )) ، والأولى ما أثبت .
(4) في ( النفائس ) : (( أصلٍ )) .(1/53)
اخْتِلاَفُ أَلْفَاْظِ الشُّيُوْخِ
652 - وَحَيْثُ مِنْ أَكْثَرَ مِنْ شَيْخٍ سَمِعْ *** مَتْناً بِمَعْنَى لاَ بِلَفْظٍ فَقَنِعْ
653 - بِلَفْظِ وَاحِدٍ وَسَمَّى الْكُلَّ: صَحّْ *** عِنْدَ مُجِيْزِي النَّقْلِ مَعْنىً وَرَجَحْ
654 - بَيَانُهُ مَعْ قالَ أَوْ مَعْ قالاَ *** وَمَا بِبَعْضِ ذَا وَذَا وَقالاَ:
655 - اقْتَرَبَا فِي اللَّفْظِ أَوْ لَمْ يَقُلِ : *** صَحَّ لَهُمْ وَالْكُتْبُ إِنْ تُقَابَلِ
656 - بِأَصْلِ شَيْخٍ مِنْ شُيُوخِهِ فَهَلْ *** يُسْمِي(1) الجَمِيْعُ مَعْ بَيَانِهِ؟ احْتَمَلْ
الزِّيَاْدَةُ فِيْ نَسَبِ الشَّيْخِ
657 - وَالشَّيْخُ إِنْ يَأْتِ بِبَعْضِ نَسَبْ *** مَنْ فَوْقَهُ فَلاَ تَزِدْ وَاجْتَنِبْ
658 - إِلاَّ بِفَصْلٍ نَحْوُ هُوْ (2) أَوْ يَعْنِي *** أَوْجِئْ بِأَنَّ وَانْسُبَنَّ الْمَعْنِي
659 - أَمَّا إذا الشَّيْخُ أَتَمَّ النَّسَبَا *** فِي أَوَّلِ الْجُزْءِ فَقَطْ فَذَهَبَا
660 - الأَكْثَرُوْنَ لِجَوَازِ أَنْ يُتَمْ *** مَا بَعْدَهُ وَالْفَصْلُ أَوْلَى وَأَتَمْ
الرِّوَاْيَةُ مِنَ النُّسَخِ الَّتِي إسْنَاْدُهَا وَاحِدٌ
661 - وَالنُّسَخُ الَّتِي بِإِسْنَادٍ قَطُ *** تَجْدِيْدُهُ فِي كُلِّ مَتْنٍ أَحْوَطُ
662 - وَالأَغْلَبُ الْبَدْءُ بِهِ وَيُذْكَرُ *** مَا بَعْدَهُ (3) مَعْ وَبِهِ وَالأَكْثَرُ
663 - جَوَّزَ أَنْ يُفْرِدَ بَعْضاً بِالسَّنَدْ *** لآِخِذٍ (4) كَذَا وَالإِفْصَاحُ أَسَدْ
664 - وَمَنْ يُعِيْدُ سَنَدَ الْكِتَابِ مَعْ *** آخِرِهِ احْتَاطَ وَخُلْفَاً مَا رَفَعْ
__________
(1) بتسكين السين ؛ لضرورة الوزن .
(2) بإسكان الواو في ( هو ) ؛ لضرورة الوزن .
(3) في ( النفائس ) : (( مع بعده )) .
(4) في ( فتح المغيث ) و ( النفائس ) : (( لأخذ كذا .. )) ولا يصح الوزن هكذا ، فالصحيح ما أثبت .(1/54)
تَقْدِيْمُ المَتْنِ عَلى السَّنَدِ
665 - وَسَبْقُ مَتْنٍ لَوْ بِبَعْضِ سَنَدِ *** لاَ يَمْنَعُ الْوَصْلَ وَلاَ أَنْ يَبْتَدِي
666 - رَاوٍ كَذَا بِسَنَدٍ فَمُتَّجِهْ *** وَقالَ : خُلْفُ النَّقْلِ مَعْنَى يَتَّجِهْ
667 - في ذَا كَبَعْضِ الْمَتْنِ قَدَّمْتَ عَلَى *** بَعْضٍ فَفِيْهِ ذَا الْخِلاَفُ نُقِلاَ
إذَا قَالَ الشَّيْخُ : مِثْلَهُ أَوْ نَحْوَهُ
668 - وَقَوْلُهُ مَعْ حَذْفِ مَتْنٍ مِثْلَهُ *** أَوْ نَحْوَهُ يُرِيْدُ مَتْنَاً قَبْلَهُ
669 - فَالأَظْهَرُ الْمَنْعُ مِنْ انْ(1) يُكَمِّلَهْ *** بِسَنَدِ (2) الثَّاني وَقِيْلَ : بَلْ لَهْ
670 - إِنْ عَرَفَ الرَّاوِيَّ بِالتَّحَفُّظِ *** وَالضَّبْطِ وَالتَّمْيِيْزِ لِلتَّلَفُّظِ
671 - وَالْمَنْعُ فِي نَحْوِ فَقَطْ قَدْ حُكِيَا *** وَذَا عَلَى النَّقْلِ بَمِعْنَى بُنِيَا
672 - وَاخْتِيْرَ أَنْ يَقُوْلَ : مِثْلَ مَتْنِ *** قَبْلُ وَمَتْنُهُ كَذَا ، وَيَبْنِى
673 - وَقَوْلُهُ : إِذْ بَعْضُ مَتْنٍ لِمْ يُسَقْ *** وَذَكَرَ الْحَدِيْثَ فَالْمَنْعُ أَحَقّْ
674 - وَقِيْلَ: إِنْ يَعْرِفْ كِلاَهُمَا الْخَبَرْ *** يُرْجَى الْجَوَازُ وَالْبَيَانُ الْمُعْتَبَرْ
675 - وَقالَ : إِنْ يُجِزْ فَبِالإِجَازَهْ *** لِمَا طَوَى وَاغْتَفَرُوْا إِفْرَازَهْ
إِبْدَاْلُ الرَّسُوْلِ بِالنَّبِيِّ ، وَعَكْسُهُ
676 - وَإِنْ رَسُوْلٌ بِنَبِيٍّ أُبْدِلاَ *** فَالظَّاهِرُ الْمَنْعُ كَعَكْسٍ فُعِلاَ
677 - وَقَدْ رَجَا جَوَازَهُ ابْنُ حَنْبَلِ *** والنووي صَوَّبَهُ وَهْوَ جَلِيْ
السَّمَاْعُ عَلَى نَوْعٍ مِنَ الوَهْنِ ، أَوْ عَنْ رَجُلَيْنِ
678 - ثُمَّ عَلَى السَّامِعِ بِالْمُذَاكَرَهْ *** بَيَانُهُ كَنَوْعِ وَهْنٍ خَامَرَهْ
679 - وَالْمَتْنُ عَنْ شَخْصَيْنِ وَاحِدٌ جُرِحْ *** لاَ يَحْسُنُ الْحَذْفُ لَهُ لَكِنْ يَصِحْ
680 - وَمُسْلِمٌ عَنْهُ كَنَى فَلَمْ يُوَفْ *** وَالْحَذْفُ حَيْثُ وُثِقَا فَهْوَ أَخَفْ
681 - وَإِنْ يَكُنْ عَنْ كُلِّ رَاوٍ قِطْعَهْ *** أَجِزْ بِلاَ مَيْزٍ بِخَلْطِ جَمْعَهْ
682 - مَعَ الْبَيَانِ كَحَدِيْثِ الإِْفْكِ *** وَجَرْحُ بَعْضٍ مُقْتَضٍ لِلتَّرْكِ
683 - وَحَذْفَ وَاحِدٍ مِنَ الإِسْنَادِ *** فِي الصُّوْرَتَيْنِ امْنَعْ لِلاِزْدِيَادِ
__________
(1) بالدرج ؛ لضرورة الوزن .
(2) في مطبوعة ع : (( يسند )) مصحف .(1/55)
آدَاْبُ الْمُحَدِّثِ
684 - وَصَحِّحِ النِّيَّةَ فيِ التَّحْدِيْثِ *** وَاحْرِصْ عَلَى نَشْرِكَ لِلْحَدِيْثِ
685 - ثُمَّ تَوَضَّأْ وَاغْتَسِلْ وَاسْتَعْمِلِ *** طِيْباً وَتَسْرِيْحاً وَزَبْرَ (1) الْمُعْتَلِي
686 - صَوْتاً(2)عَلى الْحَدِيْثِ وَاجْلِسْ بِأَدَبْ *** وَهَيْبَةٍ بِصَدْرِ مَجْلِسٍ وَهَبْ
687 - لَمْ يُخْلِصِ النِّيَّةَ طَالِبُ فَعُمْ *** وَلاَ تُحَدِّثْ عَجِلاً (3) أَوْ إِنْ تَقُمْ
688 - أَوْ فِي الطَّرِيْقِ ثُمَّ حَيْثُ احْتِيْجَ لَكْ *** فِي شَيْءٍ ارْوِهِ وَابْنُ خَلاَّدٍ سَلَكْ
689 - بِأَنَّهُ يَحْسُنُ لِلْخَمْسِيْنَا *** عَاماً وَلاَ بَأْسَ لأَِرْبَعِيْنَا
690 - وَرُدَّ والشَّيْخُ بِغَيْرِ الْبَارِعِ *** خَصَّصَ لاَكَمَالِكٍ وَالشَّافِعِيْ
691 - وَيَنْبَغِي الإِْمْسَاكُ إِذْ (4) يُخْشَى الْهَرَمْ *** وَبالْثَمَانِيْنَ ابْنُ خَلاَّدٍ جَزَمْ
692 - فَإِنْ يَكُنْ ثَابِتَ عَقْلٍ لَمْ يُبَلْ *** كَأَنَسِ وَمَالِكٍ وَمَنْ فَعَلْ
693 - وَالْبَغَوِيُّ وَالْهُجَيْمِيْ وَفِئَهْ *** كَالطَّبَرِيِ حَدَّثُوْا بَعْدَ الْمِائَهْ
694 - وَينْبغي إمْسَاكُ الاعْمَى إنْ يَخَفْ *** وَإِنَّ مَنْ سِيْلَ(5) بِجُزْءٍ قَدْ عَرَفْ
695 - رُجْحَانَ رَاوٍ فِيْهِ دَلَّ فَهْوَ حَقّْ *** وَتَرْكُ تَحْدِيْثٍ بِحَضْرَةِ الأَحَقّْ
696 - وَبَعْضُهُمْ كَرِهَ الأَخْذَ عَنْهُ *** بِبَلَدٍ وَفِيْهِ أَوْلَى مِنْهُ
697 - وَلاَ تَقُمْ لأَحَدٍ وَأَقْبِلِ *** عَلَيْهِمُ (6) وَلِلْحَدِيْثِ رَتِّلِ
__________
(1) في (جـ) : (( و ذر )) .
(2) في ( جـ ) والنفائس : (( صوناً )) .
(3) في ف و ع : (( عاجلا )) .
(4) في ف و ع : (( إنْ )) .
(5) بكسر السين وتسهيل الهمزة ؛ لضرورة الوزن .
(6) في فتح المغيث وفتح الباقي : (( بكسر الميم )) .(1/56)
698 - وَاحْمَدْ وَصَلِّ مَعْ سَلاَمٍ وَدُعَا *** فِي بَدْءِ مَجْلِسٍ وَخَتْمِهِ مَعَا
699 - وَاعْقِدْ لِلاِمْلاَ (1) مَجْلِساً فَذَاكَ مِنْ *** أَرْفَعِ الاسْمَاعِ وَالاَخْذِ (2) ثُمَّ إِنْ
700 - تَكْثُرْ (3) جُمُوْعٌ فَاتَّخِذْ مُسْتَمْلِيَا *** مُحَصِّلاً ذَا يَقْظَةٍ مُسْتَوِيَا
701 - بِعَالٍ اوْ(4) فَقَائِماً يَتْبَعُ ما *** يَسْمَعُهُ مُبَلِّغاً أَوْ مُفْهِمَا
702 - واسْتَحْسَنُوْا الْبَدْءَ بِقَارئ تَلاَ *** وَبَعْدَهُ اسْتَنْصَتَ ثُمَّ بَسْمَلاَ
703 - فَالْحَمْدُ فَالصَّلاَةُ ثُمَّ أَقْبَلْ *** يَقُوْلُ : مَنْ أَوْمَا ذَكَرْتُ وَابَتهَلْ
704 - لَهُ وَصَلَّى وَتَرَضَّى رَافِعاً *** وَالشَّيْخُ تَرْجَمَ الشُّيُوْخَ وَدَعَا
705 - وَذِكْرُ مَعْرُوْفٍ بِشَيءٍ مِنْ لَقَبْ *** كَغُنْدَرٍ أَوْ وَصْفِ نَقْصٍ أَوْ نَسَبْ
706 - لأُمِّهِ فَجَائِزٌ مَا لَمْ يَكُنْ *** يَكْرَهُهُ كَابْنِ عُلَيَّةٍ فَصُنْ
707 - وَارْوِ فِي الاِمْلاَ (5) عَنْ شُيُوْخِ قَدِّمِ *** أَوْلاَهُمُ (6) وَانْتَقِهِ وَأَفْهِمِ
708 - مَا فِيْهِ مِنْ (7) فَائِدَةٍ وَلاَ تَزِدْ *** عَنْ كُلِّ شَيْخٍ فَوْقَ مَتْنٍ وَاعْتَمِدْ
709 - عَالِيَ إِسْنَادٍ (8) قَصِيْرَ مَتْنِ *** وَاجْتَنِبِ الْمُشْكِلَ خَوْفَ الْفَتْنِ
710 - وَاسْتُحْسِنَ الإِنْشَادُ (9) فِي الأَوَاخِرِ *** بَعْدَ الْحِكَايَاتِ مَعَ النَّوَادِرِ
711 - وَإِنْ يُخَرِّجْ لِلرُّوَاةِ مُتْقِنُ *** مَجَالِسَ الإِمْلاَءِ فَهْوَ حَسَنُ
712 - وَلَيْسَ بِالإِْمْلاءِ حِيْنَ يَكْمُلُ *** غِنًى عَنِ الْعَرْضِ لِزَيْغٍ يَحْصُلُ
__________
(1) بالقصر هنا ؛ لضرورة الوزن .
(2) بدرج همزة ( الإسماع ) و ( الأخذ ) على التوالي ؛ لضرورة الوزن .
(3) في ( أ ) : (( يكثر )) .
(4) بدرج همزة ( أو ) ؛ لضرورة الوزن .
(5) بدرج الهمزة الأولى ، وقصر الثانية ؛ لضرورة الوزن .
(6) في ( جـ ) : (( أعلاهم )) ، ويجب في كلتا الحالتين إشباع حركة الميم؛ لضرورة الوزن .
(7) في ف : (( في )) .
(8) في ( ب ) و ( جـ ) : (( الإسناد )) .
(9) في ( جـ ) : (( الاسناد )) .(1/57)
آدَابُ (1) طَالِبِ الْحَدِيْثِ
713 - وَأَخْلِصِ الّنِيَّةَ فِي طَلَبِكَا *** وَجِدَّ وَابْدَأْ بِعَوَاِلي مِصْرِكَا
714 - وَمَا يُهِمُّ ثُمَّ شُدَّ الرَّحْلاَ *** لِغَيْرِهِ وَلاَ تَسَاهَلْ حَمْلاَ
715 - وَاعْمَلْ بِمَا تَسْمَعُ فِي الْفَضَائِلِ *** وَالشَّيْخَ بَجِّلْهُ وَلاَ تَثَاقَلِ
716 - عَلَيْه تَطْويْلاَ بِحَيْثُ يَضْجُرُ *** وَلاَ تَكُنْ يَمْنَعُكَ التَّكَبُّرُ
717 - أَو الْحَيَا (2) عَنْ طَلَبٍ وَاجْتَنِبِ *** كَتْمَ السَّمَاعِ فَهْوَ لُؤْمٌ وَاكْتُبِ
718 - مَا تَسْتَفيْدُ عَالِياً وَنَاِزلاَ *** لاَ كَثْرَةَ الشُّيُوْخِ صِيْتاً عَاطلاَ
719 - وَمَنْ يَقُلْ إذا كَتَبْتَ قَمِّشِ *** ثُمَّ إذا رَوَيْتَهُ فَفَتِّشِ
720 - فَلَيْسَ مِنْ ذَا وَالْكتَابَ تَمِّمِ *** سَمَاَعَهُ لاَ تَنْتَخِبه تَنْدَمِ
721 - وَإِنْ يَضِقْ حَالٌ عَنِ اسْتِيْعَابهِ *** لِعَارِفٍ أَجَادَ فِي انْتِخَابهِ
722 - أَوْ قَصَّرَ اسْتَعَانَ ذَا حِفْظٍ فَقَدْ *** كَانَ مِنَ الحُفَّاظِ مَنْ لَهُ يُعدْ
723 - وَعَلَّمُوْا فِي الأَصْلِ إِمَّا خَطَّا *** أَوْ هَمْزَتَيْنِ أَوْ بِصَادٍ أَوْ طَا
724 - وَلاَ تَكُنْ مُقْتَصِراً أَنْ تَسْمَعَا *** وَكَتْبَهُ مِنْ دُوْن فَهْم نَفَعَا
725 - وَاقْرَأْ كِتَاباً فِي عُلُوْمِ الأَثَرِ *** كَابْنِ الصَّلاَحِ أَوْ كَذَا الْمُخْتَصَرِ
726 - وَبِالصَّحِيْحَيْنِ ابْدَأَنْ ثُمَّ السُّنَنْ *** وَالْبَيْهَقِيْ ضَبْطَاً وَفَهْمَاً ثُمَّ ثَنْ
727 - بِمَا اقْتَضَتْهُ حَاجَةٌ مِنْ مُسْنَدِ *** أَحْمَدَ وَالْمُوَطَّأِ الْمُمَهَّدِ
__________
(1) في نسخة ص : (( أدب )) وأشار القاضي زكريا الأنصاري في شرحه 2 / 223 إلى نحو ذلك.
(2) بالقصر ؛ لضرورة الوزن .(1/58)
728 - وَعِلَلٍ ، وَخَيْرُهَا لأَِحْمَدَا *** وَالدَّارَقُطْنِي وَالتَّوَارِيْخُ غَدَا
729 - مِنْ خَيْرِهَا الْكَبِيْرُ لِلْجُعْفِيِّ *** وَالْجَرْحُ وَالتَّعْدِيْلُ لِلرَّازِيِّ
730 - وَكُتُبِ الْمُؤْتَلِفِ الْمَشْهُوْرِ *** وَالأَكْمَلُ الإِْكْمَالُ لِلأَمِيْرِ
731 - وَاحْفَظْهُ بِالتَّدْرِيْجِ ثُمَّ ذَاكِرِ *** بِهِ وَالاتْقَانَ (1) اصْحَبَنْ وَبَادِرِ
732 - إذا تَأَهَّلْتَ إلى التَّأْلِيْفِ *** تَمْهَرْ وَتُذْكَرْ وَهْوَ(2) في التَّصْنِيْفِ
733 - طَرِيْقَتَانِ جَمْعُهُ أبوابَا *** أَوْ مُسْنَدَاً تُفْرِدُهُ صِحَابَا
734 - وَجَمْعُهُ مُعَلَّلاً كَمَا فَعَلْ *** يَعْقُوْبُ أَعْلَى(3) رُتْبَةً وَمَاكَمَلْ
735 - وَجَمَعُوْا أبواباً اوْ شُيُوخَاً اوْ(4) *** تَرَاجُمَاً أَوْ طُرُقَاً وَقَدْ رَأَوْا
736 - كَراهَةَ الْجَمْعِ لِذِي تَقْصِيْرِ *** كَذَاكَ الاخْرَاجُ(5) بِلاَ تَحْرِيْرِ
الْعَالِي وَالنَّازِلُ
737 - وَطَلَبُ الْعُلُوِّ سُنَّةٌ وَقَدْ *** فَضَّلَ بَعْضٌ النُّزُوْلَ وَهْوَ رَدّْ
738 - وَقَسَّمُوْهُ خَمْسَةً فَالأَوَّلُ *** قُرْبٌ مِنَ الرَّسُوْلِ وَهْوَ الأَفْضَلُ
739 - إِنْ صَحَّ الاسْنَادُ(5)وَقِسْمُ القُرْبِ *** إلى إِمَامٍ وَعُلُوٍّ نِسْبِي
740 - بِنِسْبَةٍ لِلْكُتُبِ السِّتَّةِ إِذْ *** يَنْزِلُ مَتْنٌ مِنْ طَرِيْقِهَا أُخِذْ
741 - فَإِنْ يَكُنْ فِي شَيْخِهِ قَدْ وَافَقَهْ *** مَعَ عُلُوٍّ فَهُوَ (6) الْمُوَافَقَهْ
742 - أَوْ شَيْخِ شَيْخِهِ كَذَاكَ فَالْبَدَلْ *** وَإِنْ يَكُنْ سَاوَاهُ عَدّاً قَدْ حَصَلْ
__________
(1) بدرج همزة ( الإتقان ) لضرورة الوزن .
(2) في ( أ ) : (( وهي )) .
(3) في (ب) و (جـ) : (( أعلا )) .
(4) بدرج همزتي ( أو ) في هذا الشطر ؛ لضرورة الوزن .
(5) بدرج همزة ( الإخراج ) ؛ لضرورة الوزن .
(5) بدرج همزة ( الإسناد ) ؛ لضرورة الوزن .
(6) كان حق الهاء هنا أن تسكن، لكنها حركت ؛ لضرورة الوزن .(1/59)
743 - فَهْوَ الْمُسَاوَاةُ وَحَيْثُ(1) رَاجَحَهْ *** الأَصْلُ باِلْوَاحِدِ فَالْمُصَاَفَحَهْ
744 - ثُمَّ عُلُوُّ قِدَمِ الْوَفَاةِ *** أَمَّا الْعُلُوُّ لاَ مَعَ الْتِفَاتِ (2)
745 - لآخَرٍ فَقِيْلَ لِلْخَمْسِيْنَا *** أَو الثَّلاَثِيْنَ مَضَتْ سِنِيْنَا
746 - ثُمَّ عُلُوُّ قِدَمِ السَّمَاعِ *** وَضِدَّه النُّزُوْلُ كَالأَنْوَاعِ
747 - وَحَيْثُ ذُمَّ فَهْوَ مَا لَمْ يُجْبَرِ *** وَالصِّحَّةُ الْعُلُوُّ عِنْدَ النَّظَرِ
الغَرِيْبُ ، وَالْعَزِيْزُ ، وَالْمَشْهُوْرُ
748 - وَمَا بِهِ مُطْلَقاً الرَّاوِي انْفَرَدْ *** فَهْوَ الْغَرِيْبُ وَابْنُ مَنْدَةَ (3) فَحَدْ
749 - بِالإِْنْفِرَادِ عَنْ إِمَامٍ يُجْمَعُ *** حَدِيْثُهُ فَإِنْ عَلَيْهِ يُتْبَعُ
750 - مِنْ وَاحِدٍ وَاثْنَيْنِ فَالْعَزِيْزُ أَوْ *** فَوْقُ فَمَشْهُوْرٌ وَكُلٌّ قَدْ رَأَوْا
751 - مِنْهُ الصَّحِيْحَ وَالضَّعِيْفَ ثُمَّ قَدْ *** يَغْرُبُ(4) مُطْلَقاً أَوِ اسْنَاداً(5) فَقَدْ(6)
752 - كَذَلِكَ الْمَشْهُوْرُ أَيْضاً قَسَّمُوْا *** لِشُهْرِةٍ مُطْلَقَةٍ كَـ(( الْمُسْلِمُ
753 - مَنْ سَلِمَ الْحَدِيْثَ )) وَالْمَقْصُوْرِ *** عَلَى الْمُحَدِّثِيْنَ مِنْ مَشْهُوْرِ
__________
(1) في النفائس : (( فحيث )) .
(2) في النفائس : (( مع الثقات )) .
(3) يصحّ الوزن بالمنع من الصرف وإن كان صحيحاُ عند صرفه إلاّ أن هذا لا يُعدّ اضطراراً كما ذهب إليه صاحب فتح المغيث 3 / 30 إذ هو موزون على أصله فلا ضرورة للإعراض عنه .
(4) ورد في نسخة (ب) من متن الألفية تعليقة نصّها : (( بالضم الراء -كذا - سواء كان ماضيه بالضم أو الفتح ، والغريب الغامض من الكلام )) وذيَّلها بقوله : (( بقاعي )) .
قلنا : انظر : لسان العرب 1 / 429 ، وتاج العروس 3 / 456 ( غرب ) .
(5) بإدراج همزة ( إسناداً ) ؛ لضرورة الوزن .
(6) في ( ب ) : (( فقط )) .(1/60)
754 - (( قُنُوتُهُ بَعْدَ الرُّكُوْعِ شَهْرَا )) *** وَمِنْهُ ذُوْ تَوَاتُرٍ مُسْتَقْرَا
755 - فِي طَبَقَاتِهِ كَمَتْنِ (( مَنْ كَذَبْ )) *** فَفَوْقَ سِتِّيْنَ رَوَوْهُ وَالْعَجَبْ
756 - بِأَنَّ مِنْ رُوَاتِهِ لَلْعَشَرَهْ *** وَخُصَّ بِالأَمْرَيْنِ فِيْمَا ذَكَرَهْ
757 - الشَّيْخُ عَنْ بَعْضِهِمْ ، قُلْتُ: بَلَى *** ((مَسْحُ الخِفَافِ)) وَابْنُ مَنْدَةٍ(1) إلَى
758 - عَشْرَتِهِمْ (( رَفْعَ اليَدَيْنِ )) نَسَبَا *** وَنَيَّفُوْا عَنْ مِائَةٍ (( مَنْ كَذَبَا ))
غَرْيِبُ أَلْفَاْظِ الأَحَاْدِيْثِ
759 - وَالنَّضْرُ أَوْ مَعْمَرُ(2) خُلْفٌ أَوَّلُ *** مَنْ صنَّفَ الْغَرِيْبَ فِيْمَا نَقَلُوْا
760 - ثُمَّ تَلَى أبو عُبَيْدٍ وَاقْتَفَى *** القُتَبِيُّ ثُمَّ حَمْدٌ صنَّفَا
761 - فَاعْنِ بِهِ وَلاَ تَخُضْ (3) بالظَّنِّ *** وَلاَ تُقَلِّدْ غَيْرَ أَهْلِ الْفَنِّ
762 - وَخَيْرُ مَا فَسَّرْتَهُ بِالْوَارِدِ *** كَالدُّخِّ بِالدُّخَانِ لاِبْنِ صَائِدِ (4)
763 - كَذَاكَ عِنْدَ التِّرْمِذِيْ،وَالْحَاكِمُ *** فَسَّرَهُ الْجِمَاعَ وَهْوَ وَاهِمُ
الْمُسَلْسَلُ
764 - مُسَلْسَلُ الْحَدِيْثِ مَا تَوَارَدَا *** فِيْهِ الرُّوَاةُ وَاحِداً فَوَاحِدَا
765 - حَالاً لَهُمْ(5)أوْ وَصْفاً اوْ(6)وَصْفَ(7)سَنَدْ *** كَقَوْلِ كُلِّهِمْ : سَمِعْتُ فَاتَّحَدْ
766 - وَقَسْمُهُ إلى ثَمَانٍ مُثُلُ *** وَقَلَّمَا يَسْلَمُ ضَعْفاً يَحْصُلُ
767 - وَمِنْهُ ذُوْ نَقْصٍ بِقَطْعِ السِّلْسِلَهْ *** كَأوَّلِيَّةٍ وَبَعْضٌ وَصَلَهْ
__________
(1) بالصرف ؛ لضرورة الوزن .
(2) بمنعه من الصرف ؛ لضرورة الوزن .
(3) في ( أ ) : (( ولا تخص )) .
(4) في ( ب ) : (( لابن مالك )) ، وهو خطأ .
(5) في مطبوعة ع : (( لم )) وهو تحريف .
(6) بدرج همزة ( أو ) ؛ لضرورة الوزن .
(7) في مطبوعة ف : (( صف )) وهو محرف .(1/61)
النَّاسِخُ ، وَالْمَنْسُوْخُ
768 - وَاَلنَّسْخُ رَفْعُ الشَّارِعِ السَّابقَ مِنْ *** أَحْكَامِهِ بِلاَحِقٍ وَهْوَ قَمِنْ (1)
769 - أَنْ يُعْتَنَى بِهِ وَكَانَ الشَّافِعِي *** ذَا عِلْمِهِ ثُمَّ بِنَصِّ الشَّارِعِ
770 - أَوْ صَاحِبٍ أَوْ عُرِفَ التَّارِيْخُ أَوْ *** أُجْمِعَ تَرْكاً بَانَ نَسْخٌ وَرَأَوْا (2)
771 - دَلاَلَةَ الإِجْمَاعِ لاَ النَّسْخَ بِهِ *** كَالْقَتْلِ فِي رَابِعَةٍ بِشُرْبِهِ
التَّصْحِيْفُ
772 - وَالْعَسْكَرِيْ وَالدَّارَقُطْنِيْ صَنَّفَا *** فِيْمَا لَهُ بَعْضُ الرُّوَاةِ صَحَّفَا
773 - فِي الْمَتْنِ كَالصُّوْلِيِّ ((سِتّاً)) غَيَّرِ *** ((شَيْئاً)) ، أوِ الإِسْنَادِ كَابْنِ النُّدَّرِ
774 - صَحَّفَ فِيْهِ الطَّبَرِيُّ قالاَ: *** ((بُذَّرُ)) بالبَاءِ وَنَقْطٍ ذَالاَ
775 - وَأَطْلَقُوْا التَّصْحِيْفَ فِيْمَا ظَهَرَا *** كَقَوْلِهِ: ((احْتَجَمَ)) مَكَانَ ((احْتَجَرا))
776 - وَوَاصِلٌ بِعَاصِمٍ وَالأَحْدَبُ *** بِأَحْوَلٍ(3) تَصْحِيْفَ سَمْعٍ لَقَّبُوا
777 - وَصَحَّفَ الْمَعْنَى إِمَامُ عَنَزَهْ *** ظَنَّ الْقَبِيْلَ(4) بحَدِيْثِ ((الْعَنَزَهْ))
778 - وَبَعْضُهُمْ ظَنَّ سُكُوْنَ نَوْنِهْ *** فَقالَ : شَاَةٌ خَابَ فِي ظُنُوْنِهْ
مُخْتَلِفُ الْحَدِيْثِ
779 - وَالْمَتْنُ إِنْ نَافَاهُ مَتْنٌ آخَرُ *** وَأَمْكَنَ الْجَمْعُ فَلاَ تَنَافُرُ
780 - كَمَتْنِ ((لاَ يُوْرِدُ)) مَعْ ((لاَ عَدْوَى)) *** فَالنَّفْيُ(5) لِلطَّبْعِ وَفِرَّ عَدْوَا(6)
__________
(1) قَمِنْ : أي جدير . انظر : الصحاح 6 / 2184 .
(2) في ( أ ) : (( ورووا )) .
(3) بالصرف ؛ لضرورة الوزن .
(4) مرخم القبيلة . فتح الباقي 2 / 300 .
(5) في ( أ ) : (( النفي )) .
(6) في ( أ ) و ( جـ ) : (( عدوى )) .(1/62)
781 - أَوْلاَ (1) فَإِنْ نَسْخٌ بَدَا فَاعْمَلْ بِهِ *** أَوْ لاَ فَرَجِّحْ وَاعْمَلَنْ بِالأَشْبَهِ
خَفِيُّ الإِرْسَالِ وَالْمَزِيْدُ فِي الإِسْنَادِ
782 - وَعَدَمُ السَّمَاعِ وَالِلِّقَاءِ *** يَبْدُو بِهِ الإِرْسَالُ ذُوْ الْخَفَاءِ
783 - كَذَا زِيَادَةُ اسْمِ رَاوٍ فِي السَّنَدْ *** إِنْ كَانَ حَذْفُهُ بِعَنْ فِيْهِ وَرَدْ
784 - وَإِنْ بِتَحْدِيْثٍ أَتَى فَالْحُكْمُ لَهْ *** مَعَ احْتِمَالِ كَوْنِهِ قَدْ حمَلَهْ
785 - عَنْ كُلٍّ الاَّ(2) حَيْثُ مَا زِيْدَ وَقَعْ *** وَهْماً وَفِي ذَيْنِ الْخَطِيْبُ قَدْ جَمَعْ
مَعْرِفَةُ الصَّحَابَةِ
786 - رَائي النَّبِيِّ مُسْلِماً ذُو صُحْبَةِ *** وقِيْلَ : إنْ طَالَتْ وَلَمْ يُثَبِّتِ
787 - وقِيلَ : مَنْ أقَامَ عاماً أو غَزَا(3) *** مَعْهُ (4) وذَا لابْنِ المُسَيِّبِ عَزَا (5)
788 - وَتُعْرَفُ الصُّحْبَةُ باشْتِهَارٍ او(6) *** تَوَاتُرٍ أو قَوْلِ صَاحِبٍ وَلَوْ
789 - قَدِ ادَّعَاهَا وَهْوَ عَدْلٌ قُبِلاَ *** وَهُمْ عُدُولٌ قِيلَ : لا مَنْ دَخَلاَ
__________
(1) أي : وإن لم يمكن الجمع بينهما ( فإن نسخ بدا ) أي : ظهر ( فاعملْ به ) ( أولا ) أي : أو لم يبد نسخ ( فرجحْ ) أحد المتنين بوجه من وجوه الترجيحات المتعلقة بالمتن أو بإسناده ( واعملن ) بعد النظر في المرجحات ( بالأشبه ) أي : بالأرجح منها . انظر : فتح الباقي 2 / 303 .
(2) بدرج همزة ( إلاَّ ) ؛ لضرورة الوزن .
(3) في ( أ ) و ( ب ) و ( جـ ) و ( النفائس ) و ( فتح المغيث ) : (( وغزا )) والوزن صحيح بالروايتين .
(4) بسكون العين لضرورة الوزن العروضي .
(5) في ( أ ) : (( عزى )) ، وهو خطأ ، وصوابهُ ما أُثْبِتَ .
(6) بدرج الهمزة ؛ لضرورة الوزن .(1/63)
790 - في فِتْنَةٍ ، والمُكْثِرُونَ سِتَّةُ *** أَنَسٌ ، وابنُ(1) عُمَرَ ، والصِّدِّيقَةُ
791 - البَحْرُ ، جَابِرٌ أَبُو هُرَيْرَةِ *** أَكْثَرُهُمْ وَالبَحْرُ في الحَقِيقَةِ
792 - أَكْثَرُ فَتْوَى وَهْوَ وابنُ(2) عُمَرا(3) *** وَابْنُ الزُّبَيرِ وَابْنُ عَمْرٍو قَدْ جَرَى(4)
793 - عَلَيْهِمُ(5) بِالشُّهْرَةِ العَبَادِلهْ *** لَيْسَ ابْنُ مَسْعُودٍ ولا مَنْ شَاكَلَهْ
794 - وَهْوَ وزَيْدٌ(6) وابْنُ عَبَّاسٍ لَهُمْ *** في الفِقْهِ أَتْبَاعٌ يَرَوْنَ قَوْلَهُمْ
795 - وَقَالَ مَسْرُوقٌ: انْتَهَى العِلْمُ (7) إلى *** سِتَّةِ أَصْحَابٍ كِبَارٍ نُبَلا
796 - زَيْدٍ أَبِي الدَّرْدَاءِ مَعْ (8) أُبَيِّ *** عُمَرَ ، عَبْدِ اللهِ مَعْ (9) عَليِّ
797 - ثُمَّ انْتَهَى لِذَيْنِ والبَعْضُ جَعَلْ *** الأَشْعَرِيَّ عَنْ أَبِي الدَّرْدَا(10) بَدَلْ
__________
(1) في ( أ ) و ( ب ) و ( جـ ) ( ابن ) من غير واو ، وفي ( النفائس ) و ( فتح المغيث ) : ( وابن ) بالواو العاطفة ، والوزنُ صحيح بالروايتين ، والأسلم إثبات الواو للإشعار بالمغايرة ، على صحة حذفها هنا ، والله أعلم .
(2) في ( ب ) : (( إبن )) بإسقاط الواو ، وهو خطأ ، وإن صحَّ وزناً بهمزة القطع ، والصواب ما ورد في (أ) و (جـ) و (النفائس) و (فتح المغيث) : ( وابن ) بلا همزة .
(3) بالإطلاق في ( عمرَ ) ؛ لتصريع شطري البيت .
(4) في ( جـ ) : (( جرا )) ، وهو خطأ .
(5) بإشباع الضمة على الميم ؛ لضرورة الوزن .
(6) هكذا في ( أ ) و ( ب ) و ( جـ ) ، و ( النفائس ) ، ونسخ الشرح ، وهو صحيح بخلاف ما ورد في ( فتح المغيث ) : (( وهو ابن زيد )) وهذا خطأ بَيِّنٌ إذ المقصود : زيد بن ثابت كما صرح الناظم في شرحه .
(7) في ( ب ) : (( العلم به إلى )) ويختلُّ الوزن بهذه الزيادة .
(8) العين ساكنة لضرورة الوزن .
(9) كذلك .
(10) بقصر الممدود لضرورة الوزن .(1/64)
798 - وَالعَدُّ لاَ يَحْصُرُهُمْ فَقَدْ ظَهَرْ *** سَبْعُونَ أَلْفاً بِتَبُوكٍ وَحَضَرْ (1)
799 - الحَجَّ أَرْبَعُونَ أَلْفاً وَقُبِضْ *** عَنْ ذَيْنِ مَعْ(2) أَرْبَعِ(3) آلاَفٍ تَنِضّْ
800 - وَهُمْ طِبَاقٌ إِنْ يُرَدْ تَعْدِيدُ *** قِيلَ : اثْنَتَا عَشْرَةَ أَوْ تَزِيدُ (4)
801 - وَالأَفْضَلُ الصِّدِّيقُ ثُمَّ عُمَرُ *** وَبَعْدَهُ عُثْمَانُ (5) وَهْوَ الأَكْثَرُ
802 - أَوْ فَعَلِيٌّ قَبْلَهُ خُلْفٌ حُكِيْ *** قُلْتُ:وَقَوْلُ الوَقْفِ جَا(6)عَنْ مَالِكِ
803 - فَالسِّتَّةُ البَاقُونَ ، فالبَدْرِيَّهْ *** فَأُحُدٌ ، فَالبَيْعَةُ المَرْضِيَّهْ
804 - قَالَ : وَفَضْلُ السَّابِقِينَ قَدْ وَرَدْ *** فَقِيلَ : هُمْ ، وَقِيلَ : بَدْرِيٌّ وَقَدْ
805 - قِيلَ:بَلْ اهْلُ(7)القِبْلَتَيْنِ ،واخْتَلَفْ *** -أَيَّهُمُ أَسْلَمَ قَبْلُ ؟- مَنْ سَلَفْ
806 - قِيلَ : أبو بَكْرٍ ، وقِيلَ : بلْ عَلِيْ *** وَمُدَّعِي إجمَاعَهُ لَمْ يُقْبَلِ
807 - وَقِيلَ : زَيْدٌ وادَّعى وِفَاقا *** بَعْضٌ عَلَى خَدِيجَةَ اتِّفَاقا
808 - وَمَاتَ آخِراً بِغَيْرِ مِرْيةِ *** أبُو الطُّفَيْلِ مَاتَ عَامَ مِائَةِ
809 - وقَبْلَهُ السَّائِبُ بالمَدِينَةِ *** أَوْ سَهْلٌ اوْ(8) جَابِرٌ اوْ(9) بِمَكَّةِ(10)
__________
(1) 10) في جميع النسخ : (( وحضر )) بالضاد لا بالصاد ، وهو الصحيح ، وفي ف و ع : (( وحصر )) بالصاد المهملة .
(2) بإسكان العين لضرورة الوزن .
(3) القياس : (( أربعة )) ، وقد أسقطت الهاء لضرورة الوزن .
(4) في جميع النسخ وفي النفائس وفتح المغيث : (( تزيد )) بالتاء ، وفي ف و ع : (( يزيد )) بالياء .
(5) في النفائس : (( العثمان )) ، وهو خطأ .
(6) بالقصر لضرورة الوزن ، وجاء في ( فتح المغيث ) بتحقيق الهمز ، ولا يصح الوزن به
(7) بدرج الهمزة ووصلها لضرورة الوزن .
(8) بدرج الهمزة لضرورة الوزن .
(9) كذلك .
(10) بصرف ( مكة ) وهي ممنوعة من الصرف ؛ لضرورة الوزن .(1/65)
810 - وقِيلَ : الاخِرُ (1) بِهَا: ابنُ عُمَرَا *** إنْ لا (2) أبُو الطُّفَيْلِ فِيهَا قُبِرَا
811 - وأَنَسُ بنُ مالِكٍ بالبَصْرَةِ *** وابنُ أبي أوْفَى قَضَى بالكُوْفَةِ
812 - والشَّامِ فَابْنُ بُسْرٍ اوْ(3)ذُو باهِلَهْ *** خُلْفٌ ، وقِيلَ : بِدِمَشْقٍ وَاثِلَهْ
813 - وَأنَّ في حِمْصٍ ابنُ بُسْرٍ قُبِضَا *** وأنَّ بالجزيرةِ العُرْسُ قَضَى
814 - وبِفَلَسْطِينَ أبُو أُبَيِّ *** ومِصْرَ فابنُ الحارِثِ بنِ جُزَيِّ (4)
815 - وقُبِضَ الهِرْمَاسُ باليَمَامَةِ *** وقَبْلَهُ رُوَيْفِعٌ ببَرْقةِ (5)
816 - وقِيلَ : إفْرِيقِيَّةٍ (6) وسَلَمَهْ *** بادِياً اوْ (7) بِطِيبَةَ المُكَرَّمَهْ
مَعْرِفَةُ التَّابِعِينَ
817 - والتَّابعِيُّ(8)اللاَّقِي لِمَنْ قَدْ صَحِبَا *** وَلِلْخَطِيبِ حَدُّهُ : أنْ يَصْحَبَا
818 - وَهُمْ طِبَاقٌ قِيلَ: خَمْسَ عَشَرَهْ *** أَوَّلُهُمْ: رُوَاةُ كلِّ العَشَرَهْ
819 - وَقَيْسٌ الفَرْدُ بِهَذا الوَصْفِ *** وَقِيلَ : لَمْ يَسْمَعْ مِنِ ابْنِ عَوْفِ
820 - وَقَوْلُ مَنْ عدَّ سَعِيداً فَغَلَطْ *** بَلْ قِيلَ: لَمْ يَسْمَعْ سِوَى سَعْدٍ فَقَطْ
821 - لَكِنَّهُ الأَفْضَلُ عِنْدَ أَحْمَدَا *** وعَنْهُ قَيْسٌ وَسِوَاهُ وَرَدَا
822 - وَفَضَّلَ الحَسَنَ أَهْلُ البَصْرَةِ *** والقَرَنِيْ أُوَيْساً اهْلُ (9) الكُوفَةِ
__________
(1) بدرج ووصل ( الآخر ) لضرورة الوزن .
(2) في ( أ ) و ( ب ) : (( إلا )) .
(3) بدرج همزة ( أو ) ؛ لضرورة الوزن .
(4) الأصل : ( ابن جزء ) أُبدلت الهمزة ياءً وأُشبعت لضرورة الوزن والتصريع .
(5) بصرف ( برقة ) وهي ممنوعة من الصرف ؛ للتصريع بين شطري البيت .
(6) بصرف ( إفريقية ) لضرورة الوزن .
(7) بدرج الهمزة لضرورة الوزن .
(8) في ( أ ) و ( جـ ) والنفائس وفتح المغيث : (( والتابع )) ، والوزن صحيح بالروايتين وفي ( ب ) : والسابع ، وهو خطأ .
(9) بدرج همزة ( أهل ) لضرورة الوزن .(1/66)
823 - وفي نِسَاءِ (1) التَّابِعِينَ الأَبْدَا *** حَفْصَةُ مَعْ عَمْرَةَ أُمِّ الدَّرْدَا (2)
824 - وَفِي الكِبَارِ الفُقَهَاءِ السَّبْعَهْ *** خَارِجَةُ القَاسِمُ ثُمَّ عُرْوَهْ
825 - ثُمَّ سُلَيْمَانُ عُبَيْدُ اللهِ *** سَعِيدُ والسَّابِعُ ذُو اشْتِبَاهِ
826 - إمَّا أَبُو سَلَمَةٍ (3) أَوْ سَالِمُ *** أَوْ فَأَبو بَكْرٍ خِلاَفٌ قَائِمُ
827 - والمُدْرِكُونَ (4) جَاهِلِيَّةً فَسَمْ *** مُخَضْرَمِينَ كَسُوَيْدٍ في أُمَمْ
828 - وَقَدْ يُعَدُّ في الطِّبَاقِ التَّابِعُ(5) *** في تابِعِيهِمْ إذْ يَكُونُ الشَّائِعُ
829 - الحَمْلَ عَنْهُمْ كأَبِي الزِّنَادِ *** والعَكْسُ جَاءَ وَهْوَ ذُوْ فَسَادِ
830 - وَقَدْ يُعَدُّ تَابِعِيّاً صَاحِبُ *** كَابْنَي (6) مُقَرِّنٍ ومَنْ (7) يُقَارِبُ
رِوَايةُ (8) الأَكَابِرِ عَنِ الأَصاغِرِ
831 - وَقَدْ رَوَى الكَبِيرُ عَنْ ذِي الصُّغْرِ *** طَبَقَةً وَسِنّاً اوْ (9) في القَدْرِ
832 - أَوْ فيهِمَا وَمِنْهُ أَخْذُ الصَّحْبِ *** عنْ تابعٍ كَعِدَّةِ عَنْ كَعْبِ
رِوَايَةُ الأَقْرَانِ
833 - والقُرَنَا (10) مَنِ اسْتَوَوْا في السَّنَدِ *** والسِّنِّ غَالِباً وقِسْمَينِ اعْدُدِ
__________
(1) في النفائس : (( النساء )) .
(2) بالقصر لضرورة الوزن والتصريع .
(3) بالصرف لضرورة الوزن .
(4) تصحف في مطبوعة ف إلى : (( المذركون )) بالذال المعجمة .
(5) في ( ب ) : السابع ، وهو خطأ ، والصوابُ ما أثبِتَ .
(6) في ع و ف : (( كابن )) ، وما أثبتناه من جميع النسخ .
(7) في ع و ف : (( ما )) ، وما أثبتناه من جميع النسخ الخطية .
(8) من ن و ص فقط .
(9) بدرج الهمزة لضرورة الوزن .
(10) كذا في ( أ ) و ( جـ ) بالقصر لضرورة الوزن ، وجاء في ( ب ) بإثبات الهمزة ، وهو خطأٌ عروضي ، وإنْ كانَ الأصل .(1/67)
834 - مُدَبَّجاً (1) وَهْوَ إِذَا كُلٌّ أخَذْ *** عَنْ آخَرٍ (2) وغيرَهُ انْفِرادُ فَذْ
الأُخْوَةُ والأَخَوَاتُ
835 - وَأَفْرَدُوا الأخْوَةَ بالتَّصْنِيفِ (3) *** فَذُوْ ثَلاَثَةٍ بَنُو حُنَيْفِ
836 - أَرْبَعَةٌ أَبُوهُمْ السَّمَّانُ *** وخَمْسَةٌ أَجَلُّهُمْ سُفْيَانُ
837 - وسِتَّةٌ نَحْوُ بَنِي سِيْرِيْنَا (4) *** واجْتَمَعُوا ثَلاَثَةً يَرْوُونا
838 - وَسَبْعَةٌ بَنُو مُقَرِّنٍ ، وَهُمْ *** مُهَاجِرُونَ لَيْسَ فِيهِمْ عَدُّهُمْ
839 - وَالأَخَوَانِ جُمْلَةٌ كَعُتْبَةِ *** أَخِي ابْنِ مَسْعُودٍ هُما ذُوْ صُحْبَةِ(5)
رِوَايَةُ الآبَاءِ عَنِ الأبْنَاءِ وَعَكْسُهُ
840 - وَصَنَّفُوا فِيمَا عَنِ ابْنٍ أَخَذَا *** أبٌ كَعَبَّاسٍ عَنِ الفَضْلِ كَذَا
841 - وائِلُ(6)عَنْ بَكْرِ(7)ابْنِهِ(8)والتَّيْميْ *** عَنِ ابْنِهِ مُعْتَمِرٍ في قَوْمِ
842 - أَمَّا أَبُو بَكْرٍ عَنِ الحَمْرَاءِ *** عَائِشَةٍ (9) في الحَبَّةِ (10) السَّوْدَاءِ
843 - فإنَّهُ لابْنِ أبي عَتِيقِ *** وغُلِّطَ الوَاصِفُ بالصِّدِّيقِ
844 - وَعَكْسُهُ صَنَّفَ فِيهِ الوَائِلي *** وهوَ مَعَالٍ لِلْحَفِيدِ النَّاقِلِ
845 - وَمِنْ أَهَمِّهِ إذا مَا أُبْهِمَا *** الأبُ أَوْ جَدٌّ وَذَاكَ قُسِمَا
__________
(1) في ( أ ) و ( ب ) و ( جـ ) : (( مُدَبَّجاً )) وهو الصواب ، وهو كذلك مجود الضبط في نسخ الشرح ، وقد تصحف في ف و ع إلى : (( مديحاً )) .
(2) بالصرف لضرورة الوزن .
(3) كذا في ( أ ) و ( جـ ) ، وجاء في ( ب ) : بالتضعيف ، وهو خطأ .
(4) في النفائس : (( سيرنا )) وهو خطأ ، وفي ع : (( سيدينا )) خطأ كذلك .
(5) هذا البيت انمزج مع الشرح في الطبعة العلمية .
(6) بغير تنوين لضرورة الوزن .
(7) بغير تنوين لضرورة الوزن .
(8) في ( ب ) : (( أبيه )) وهو خطأ .
(9) بالصرف هنا لضرورة الوزن .
(10) في ( ب ) : (( في الجنة )) ، وهو خطأ .(1/68)
846 - قِسْمَينِ عَنْ أَبٍ فَقَطْ نَحْوَ أَبِي *** العُشَرَا (1) عَنْ أَبِهِ عَنِ النَّبِيِّ
847 - واسْمُهُما (2) على الشَّهيرِ فاعْلَمِ *** أُسَامَةُ بنُ مَالِكِ بنِ قِهْطَمِ
848 - وَالثَّانِ (3) أنْ يَزِيدَ (4) فيهِ بَعْدَهُ *** كَبَهْزٍ اوْ (5) عَمْرٍو أباً أَوْ جَدَّهُ
849 - والأَكْثَرُ احْتَجُّوا بعمرٍو حَمْلاَ *** لَهُ على الجَدِّ الكَبِيرِ الأَعْلَى
850 - وَسَلْسَلَ الآبَا (6) التَّمِيمِي فَعَدّْ *** عَنْ تِسْعَةٍ قُلْتُ : وَفَوْقَ ذَا وَرَدْ
السَّابِقُ واللاَّحِقُ
851 - وَصَنَّفُوا في سَابِقٍ ولاَحِقِ *** وَهْوَ اشْتِرَاكُ رَاوِيَيْنِ سَابِقِ
852 - مَوْتاً كَزُهْرِيٍّ وَذِي تَدَارُكِ *** كَابْنِ دُوَيْدٍ رَوَيَا عَنْ مَالِكِ
853 - سَبْعَ (7) ثَلاَثُونَ وَقَرْنٍ وافِي *** أُخِّرَ كَالجُعْفِي والخَفَّافِ
مَنْ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ إِلاَّ رَاوٍ (8) وَاحِدٌ
854 - وَمُسْلِمٌ صَنَّفَ فِي الوُحْدَانِ *** مَنْ عَنْهُ رَاوٍ وَاحِدٌ لاَ ثانِ
__________
(1) هو أبو العُشَراء ، قُصِرَ ؛ لضرورة الوزن .
وجاء هذا الشطر في (أ) و ( جـ ) و ( فتح المغيث ) : العُشَراءِ عن أبيهِ عنِ النبيِّ ، ولا يستقيم الوزن هكذا . وجاء في ( النفائس ) : العُشَرَاءِ عنْ أبِهِ عنِ النبيِّ ، ولا يصح الوزن بهذا أيضاً . أمَّا في ( ب ) فقد جاء : العُشْرا عنْ أبهِ عنِ النبيِّ - بسكون الشين - ولا يصح الوزن بهذا أيضاً ، وإن كانَ هذا هو الأقرب ؛ إذ الصحيح ما أثبتناه - بالقصر وفتح الشين وحذف الياء - من أبيه .
(2) في ( ب ) : (( واسمها )) ، وهو خطأ ، صوابه ما أثبت .
(3) في ( أ ) : (( والثاني )) ، ولا يصح عروضياً ، وما أثبت من ( ب ) و ( جـ ) و ( فتح المغيث ) و ( النفائس ) .
(4) في ( ب ) : (( يريد )) ، وهو خطأ ، صوابه ما أثبت .
(5) بدرج الهمزة من ( أو ) لضرورة الوزن .
(6) الأصل : الآباء ، وقُصِرَ لضرورة الوزن .
(7) في ( فتح المغيث ) : (( سبع وثلاثون )) وهوخطأ عَرُوْضِي .
(8) سقط من ف و ع .(1/69)
855 - كَعَامِرِ بْنِ شَهْرٍ اوْ(1) كَوَهْبِ *** هُوَ ابْنُ خَنْبَشٍ وَعَنْهُ الشَّعْبِي
856 - وَغُلِّطَ الحَاكِمُ حَيْثُ زَعَمَا *** بأنَّ هَذَا النَّوْعَ لَيْسَ فِيْهِمَا
857 - فَفِي الصَّحِيحِ أخْرَجَا(2) للمُسَيِّبَا *** وأخْرَجَ الجُعْفِيُّ لابْنِ تَغْلِبَا
مَنْ ذُكِرَ بِنُعُوتٍ مُتَعَدِّدةٍ
858 - وَاعْنِ بِأَنْ تَعْرِفَ مَا يَلْتَبِسُ *** مِنْ خَلَّةٍ (3) يُعْنَى بِهَا المُدَلِّسُ
859 - مِنْ نَعْتِ رَاوٍ بِنُعُوتٍ نَحْوَ مَا *** فُعِلَ في الكَلْبِيِّ (4) حَتَّى أُبْهِمَا
860 - مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ العَلاَّمَهْ *** سَمَّاهُ حَمَّاداً أبُو أُسَامَهْ (5)
861 - وبِأبِي النَّضْرِ بنِ إسْحَقَ ذَكَرْ *** وبِأبي سَعِيدٍ العَوْفِيْ (6) شَهَرْ
أَفْرَادُ العَلَمِ
862 - وَاعْنِ بالأَفْرَادِ سُماً (7) أو لَقَبَا *** أوْ كُنْيَةً نَحْوَ لُبَيِّ بْنِ لَبَا (8)
863 - أوْ مِنْدَلٍ عَمْرٌو وَكَسْراً(9) نَصُّوا *** في المِيمِ أوْ أَبِي مُعَيْدٍ (10) حَفْصُ
__________
(1) بوصل همزة ( أو ) لضرورة الوزن .
(2) في (أ) و (ب) و (جـ) : (( أخرج )) ، وفي فتح المغيث والنفائس : (( أخرجا )).
فمَن أفرد راعى لفظ : (( الصحيح )) ، ومَن ثنَّى راعى المعنى في : (( الصحيح )) أي : في الصحيح للبخاري ومسلم ؛ لذلك يصحُّ الوجهانِ .
(3) في (ب) : (( خُلَّة )) ، وما أثبت من بقية النسخ ، وهو ما صرَّح به المصنف لاحقاً .
(4) في ( ب ) : أفعل بالكلبي ، والصواب ما أثبت .
(5) في نسخة ق : (( أمامة )) خطأ محض .
(6) بالسكون لضرورة الوزن .
(7) في ف و ع : (( سمي )) خطأ ، وما أثبتناه من جميع نسخ الشرح ، ومن ( أ ) و ( ب ) و ( جـ ) و ( فتح المغيث ) و ( النفائس ) .
(8) في ( ب ) : (( لبى )) ، والصواب : ما أُثبِت .
(9) في ف و ع : (( كسر )) ، والصواب ما أثبت كما في ( أ ) و ( ب ) و ( جـ ) وفتح المغيث والنفائس .
(10) في ف و ع : (( معين )) خطأ ، وما أثبتناه من جميع نسخ الشرح ومن ( أ ) و ( ب ) و ( جـ ) و ( فتح المغيث ) و ( النفائس ) .(1/70)
الأَسْمَاءُ والكُنَى
864 - وَاعْنِ بالاسْما(1) والكُنَى وَقَدْ قَسَمْ *** الشَّيْخُ ذَا لِتِسْعٍ(2)اوْ(3) عَشْرٍ قَسَمْ
865 - مَنِ اسْمُهُ كُنْيَتُهُ انْفِرَادَا *** نَحْوُ أُبِي بِلاَلٍ اوْ (4) قَدْ زَادَا
866 - نَحْوَ أبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ قَدْ كُنِي *** أبَا مُحَمَّدٍ بِخُلْفٍ فَافْطُنِ (5)
867 - وَالثَّانِ(6)مَنْ(7) يُكْنَى ولااسْماً(8) نَدْرِي(9) *** نَحْوُ أبي شَيْبَةَ وَهْوَ الخُدْرِي (10)
868 - ثُمَّ كُنَى الأَلْقَابِ وَالتَّعَدُّدِ *** نَحْوَ أبي الشَّيْخِ أبي مُحَمَّدِ
869 - وابْنُ جُريْجٍ بأبي الوَلِيدِ *** وَخَالِدٌ كُنِّيَ للتَّعْدِيدِ
870 - ثُمَّ ذَوو الخُلْفِ كُنًى وعُلِمَا *** أسْمَاؤُهُمْ وَعَكْسُهُ وَفِيْهِمَا
871 - وَعَكْسُهُ وَذُو اشْتِهَارٍ بِسُمِ *** وعَكْسُهُ أبو الضُّحَى لِمُسْلِمِ
__________
(1) الأصل : (( الأسماء )) دُرِجتِ الهمزة في البدء ، ثمَّ قصر الاسم لضرورة الوزن .
(2) في ( فتح المغيث ) و ( النفائس ) : ذا التسع .
(3) بدرج همزة ( أو ) ؛ لضرورة الوزن .
(4) بدرج همزة ( أو ) لضرورة الوزن .
(5) في ( أ ) و ( النفائس ) : (( فافطني )) والصواب ما أثبت .
(6) في ( أ ) و ( ب ) و ( فتح المغيث ) : (( والثاني )) ، ولا يصح به الوزن ، والصواب : (( والثانِ )) كما في ( جـ ) و ( النفائس ) .
(7) في ( فتح المغيث ) : (( قد )) .
(8) في (ب) : (( أسماء )) ، وفي (أ): (( ولا اسم )) ، وفي البقية: (( اسماً )) وهوالصواب .
(9) في جميع النسخ : (( ندري )) ، وفي ف و ع : (( تدري )) بالتاء .
(10) هذا الشطر والشطر الأول من البيت الذي يليه ساقط من ( ب ) ، وجاء محله الشطر الثاني من البيت الذي يليه بعد سقوط شطره الأول .(1/71)
الأَلْقَابُ
872 - وَاعْنِ بِالالْقَابِ (1) فَرُبَّمَا جُعِلْ *** الوَاحِدُ اثْنَيْنِ الذِيْ مِنْهَا عُطِلْ
873 - نَحْوُ الضَّعِيفِ أيْ بِجِسْمِهِ وَمَنْ *** ضَلَّ الطَّرِيْقَ بِاسْمِ فَاعِلٍ وَلَنْ
874 - يَجُوزَ مَا يَكْرَهُهُ المُلَقَّبُ *** وَرُبَّمَا كَانَ لِبَعْضٍ سَبَبُ
875 - كَغُنْدَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ *** وصَالِحٍ جَزَرَةَ المُشْتَهرِ
الْمُؤْتَلِفُ والمُخْتَلِفُ
876 - وَاعْنِ بِمَا صُورَتُهُ مُؤْتَلِفُ *** خَطّاً وَلَكِنْ لَفْظُهُ مُخْتَلِفُ
877 - نَحْوُ سَلاَمٍ كلُّهُ فَثَقِّلِ *** لاَ ابْنُ سَلاَمِ الحِبْرُ (2) والمُعْتَزِلي
878 - أَبَا عَلِيٍّ فَهْوَ خِفُّ الجَدِّ (3) *** وَهْوَ الأَصَحُّ(4)في أبِي البِيكَنْدِي
879 - وابْنُ أَبِي الْحُقَيقِ وابْنُ مِشْكَمِ *** والأَشْهَرُ التَّشْدِيدُ فِيهِ فَاعْلَمِ
880 - وابْنُ مُحَمَّدِ بنِ نَاهِضٍ فَخِفْ *** أَوْ زِدْهُ هَاءً فَكَذا فِيهِ اخْتُلِفْ
881 - قُلْتُ : ولِلْحِبْرِ ابْنِ أُخْتٍ خَفِّفِ *** كَذَاكَ جَدُّ السَّيِّدي والنَّسَفِي(5)
882 - عَيْنَ أُبَيِّ بْنِ عِمَارَةَ اكْسِرِ *** وَفي خُزَاعَةَ كَرِيْزٌ كَبِّرِ
883 - وَفِي قُرَيْشٍ أَبَداً حِزَامُ *** وَافْتَحْ فِي الانْصَارِ(6) بِرَا(7) حَرَامُ
__________
(1) في ( ب ) : بالأعقاب ، وهو خطأ ، والصواب : ما أثبت وهو بدرج الهمزة ؛ لضرورة الوزن .
(2) في ( ب ) : (( الخبر )) ، وهو خطأ ، وصوابه ما أُثْبِت .
(3) في ( النفائس ) : (( الجدي )) ، وهو خطأ ، وصوابهُ ما أثبت .
(4) في ( فتح المغيث ) : (( الأصم )) ، وهو خطأ ، والعجيب أنهُ كتب ( الأصحَّ ) في الشرح في ( فتح المغيث ) ، وهكذا هو في النسخ كلها .
(5) في ( جـ ) : (( والنسفِ )) ، والصواب ما أثبت .
(6) بدرج الهمزة في ( الانصار ) لضرورة الوزن .
(7) بقصر همزة ( براء ) لضرورة الوزن .(1/72)
884 - فِي الشَّامِ عَنْسِيٌّ بِنُونٍ ، وبِبَا (1) *** فِي كُوْفَةٍ(2) والشِّيْنِ واليا(3) غَلَبَا
885 - فِي بَصْرَةٍ (4) وَمَا لَهُمْ مَنِ اكْتَنَى *** أَبَا عَبِيْدَةٍ بِفَتْحٍ والكُنَى (5)
886 - فِي السَّفْرِ(6) بالفَتْحِ وَمَا لَهُمْ عَسَلْ *** إلاَّ ابْنُ ذَكْوَانٍ(7)وَعِسْلٌ فَجُمَلْ(8)
887 - وَالعَامِرِيُّ بْنُ عَلِيْ عَثَّامُ *** وَغَيْرُهُ فَالنُّونُ (9) والإعْجَامُ
888 - وَزَوْجُ مَسْرُوقٍ قَمِيْرٌ صَغَّرُوا *** سِوَاهُ ضَمَّاً وَلَهُمْ (10) مُسَوَّرُ
889 - ابنُ يَزِيدَ وابْنُ عَبْدِ المَلِكِ *** وَمَا سِوَى ذَيْنِ (11) فَمِسْوَرٌ حُكِي
__________
(1) بقصر الهمزة لضرورة الوزن ، وفي ( ب ) : (( وبنا )) ، وهو خطأ ، وفي ( النفائس ) و ( فتح المغيث ) : (( وبيا )) ، وهذا خطأ أيضاً ، والصواب : (( ببا )) ، أي : ( عبسي ) كما صرَّح الحافظ نفسه في شرحه ؛ ولأنَّ ( الياء ) مذكورة في تتمة البيت وهو كهذا ورد في ( أ ) و ( جـ ) .
(2) بالصرف ؛ لضرورة الوزن .
(3) بالقصر ؛ لضرورة الوزن .
(4) بالصرف ؛ لضرورة الوزن .
(5) في ( ب ) : (( والكنا )) ، والصواب ما أثبت .
(6) ضبطت ( السفر ) بفتح الفاء في ( ب ) و ( النفائس ) و ( فتح المغيث ) ، ولا يستقيم الوزن بهذا الضبط ، والصواب بالسكون ، وهو المراد من البيت كما في شرح الناظم .
(7) في ( النفائس ) : (( زكوان )) بالزاي ، وهو خطأ ، صوابه ما أُثْبِت .
(8) في ( ب ) : (( فحمل )) وهو خطأ ، صوابه ما أُثْبِت .
(9) في ( أ ) و ( ب ) و ( جـ ) و ( فتح المغيث ) و ( النفائس ) : (( فالنون )) ، وفي ف و ع : (( بالنون )) خطأ .
(10) في ( أ ) و ( ب ) و ( فتح المغيث ) و ( النفائس ) : (( ولهم )) ، وهو الصواب ، وفي ( جـ) و ( ف ) و ( ع ) : (( وله )) .
(11) في ( أ ) و ( ب ) و ( جـ ) و ( فتح المغيث ) و ( النفائس ) : (( ذين )) ، وهو الصواب ، وفي ف و ع : (( ذي )) وليس بشيء .(1/73)
890 - وَوَصَفُوا الحمَّالَ في الرُّوَاةِ *** هَارُونَ والغَيْرُ بِجِيمٍ يَاتي
891 - وَوَصَفُوا حَنَّاطاً اوْ (1) خَبَّاطا *** عِيسَى ومُسلِماً كَذَا خَيَّاطَا
892 - والسَّلَمِيَّ افْتَحْ في الانْصَارِ(2)وَمَنْ *** يَكْسِرُ لامَهُ كأَصْلِهِ لَحَنْ
893 - وَمِنْ هُنَا لِمَالِكٍ وَلَهُمَا *** بَشَّاراً افْرِدْ (3) أَبَ بُنْدَارِ هُمَا
894 - وَلَهُمَا سَيَّارُ أيْ أَبُو الحَكَمْ *** وَابْنُ سَلاَمَةٍ (4) وبِالْيَا(5) قَبْلُ جَمْ
895 - وَابْنُ سَعِيدٍ بُسْرُ (6) مِثْلُ المَازِنيْ *** وابْنُ عُبَيْدِ اللهِ وَابْنُ مِحْجَنِ
896 - وَفِيهِ خُلْفٌ. وَبُشَيْراً اعْجِمِ *** في ابْنِ يسارٍ وابْنِ كَعْبٍ واضْمُمِ
897 - يُسَيْرُ بْنُ عَمْرٍو اوْ (7) أُسَيْرُ *** والنُّونُ في (8) أبي قَطَنْ (9) نُسَيْرُ
898 - جَدُّ عَلِيْ بنِ هَاشِمٍ بَرِيْدُ (10) *** وَابْنُ حَفِيْدِ الأَشْعَريْ بُرَيْدُ (11)
899 - وَلَهُمَا مُحَمَّدُ بنُ عَرْعَرَهْ *** بْنِ البِرِنْدِ فَالأَمِيْرُ كَسَرَهْ
900 - ذُوْ كُنْيَةٍ بِمَعْشَرٍ وَالعَالِيَهْ *** بَرَّاءَ أُشْدُدْ وَبِجِيمٍ جَارِيَهْ
901 - ابْنُ قُدَامَةٍ (12) كَذَاكَ وَالِدُ *** يَزِيْدُ قُلْتُ وكَذَاكَ الأَسْوَدُ
902 - ابنُ العَلاَ (13) وابْنُ أبِي سُفْيَانِ *** عَمْرٌو ، فَجَدُّ ذَا وذَا سِيَّانِ
__________
(1) بالدرج لضرورة الوزن .
(2) بدرج الهمزة لضرورة الوزن .
(3) بدرج الهمزة لضرورة الوزن .
(4) بالصرف لضرورة الوزن .
(5) بالقصر لضرورة الوزن .
(6) منع من الصرف لضرورة الوزن .
(7) بدرج الهمزة لضرورة الوزن .
(8) ساقطة في ( فتح المغيث ) ولا يستقيم الوزن دونها .
(9) بإدغام نون (قطن) ونون ( نسير ) ؛ لضرورة الوزن ، بعد تسكين نون (قطن).
(10) في ( ب ) : (( يزيد )) ، وهو خطأ ، صوابه ما أُثبِتَ .
(11) كذلك .
(12) بالصرف ؛ لضرورة الوزن .
(13) بالقصر ؛ لضرورة الوزن .(1/74)
903 - مُحَمَّدَ بْنَ خَازِمٍ لا تُهْمِلِ *** والِدَ رِبْعِيٍّ حِرَاِشٍ اهْمِلِ
904 - كَذَا حَرِيْزُ (1) الرَّحَبِي وكُنْيَهْ *** قَدْ عُلِّقَتْ وَابْنُ حُدَيْرٍ عِدَّهْ
905 - حُضَيْنٌ(2) اعْجِمْهُ(3) أَبُو سَاسَانَا *** وَافْتَحْ أَبَا حَصِيْنٍ اي (4) عُثْمَانَا
906 - كَذَاكَ حَبَّانُ بنُ مُنْقِذٍ وَمَنْ *** وَلَدَهُ ، وابْنُ هِلاَلٍ وَاكْسِرَنْ
907 - ابنَ عَطِيَّةَ مَعَ ابْنِ مُوسَى *** وَمَنْ رَمَى سَعْداً فَنَالَ بُؤْسَا
908 - خُبَيْباً اعْجِمْ(5)في ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنْ *** وابْنِ عَدِيٍّ وَهْوَ كُنْيَةً كَانْ
909 - لابْنِ الزُّبَيْرِ وَرِيَاحَ اكْسِرْ بِيا (6) *** أَبَا زِيَادٍ بِخِلاَفٍ حُكِيَا (7)
910 - وَاضْمُمْ حُكَيْماً في ابْنِ عَبْدِ اللهِ قَدْ *** كَذَا رُزَيْقُ بْنُ حُكَيمٍ وَانْفَرَدْ
911 - زُبَيْدٌ بْنُ الصَّلْتِ وَاضْمُمْ وَاكْسِرِ *** وَفي ابْنِ حَيَّانَ سَلِيمٌ كَبِّرِ
912 - وَابْنُ أَبي سُرَيْجٍ احْمَدُ إئْتَسَا *** بَوَلَدِ النُّعْمَانِ وَابْنِ يُونُسَا
913 - عَمْرٌو مَعَ القَبِيلَةِ ابْنُ سَلِمَهْ *** وَاخْتَرْ بِعَبْدِ الخَالِقِ بْنِ سَلَمَهْ
914 - وَالِدُ عَامِرٍ كَذَا السَّلْمَانِي *** وَابْنُ (8) حُمَيْدٍ وَوَلَدْ (9) سُفْيَانِ
915 - كُلُّهُمُ عَبِيْدَةٌ مُكَبَّرُ *** لَكِنْ عُبَيْدٌ عِنْدَهُمْ مُصَغَّرُ
__________
(1) بمنعه من الصرف ؛ لضرورة الوزن .
(2) في ( أ ) : (( حصين )) بالصاد ، وهو خطأ صوابه ما أثبت .
(3) بدرج الهمزة لضرورة الوزن .
(4) بدرج همزة ( أي ) لضرورة الوزن .
(5) بدرج الهمزة ؛ لضرورة الوزن .
(6) بالقصر ، لضرورة الوزن .
(7) في ( ب ) : (( حكما )) ، وهو خطأ ، صوابه ما أثبت .
(8) في ( النفائس ) : (( ابن )) من غير واوٍ .
(9) بسكون الدال بنية الوقف ؛ لضرورة الوزن .(1/75)
916 - وَافْتَحْ عَبَادَةَ أبَا مُحَمَّدِ *** وَاضْمُمْ أَبَا قَيْسٍ عُبَاداً أَفْرِدِ (1)
917 - وعَامِرٌ بَجَالةُ (2) بنُ عَبْدَهْ *** كُلٌّ وَبَعْضٌ بِالسُّكُونِ قَيَّدَهْ
918 - عُقَيْلٌ القَبِيْلُ وَابْنُ خَالِدِ *** كَذَا أبُو يَحْيَى وَقَافِ وَاقِدِ
919 - لَهُمْ كَذَا الأَيْليُّ لاَ الأُبُلِّي *** قَالَ: سوَى شَيْبَانَ وَالرَّا(3)فَاجْعَلِ
920 - بَزَّاراً انْسُبْ ابْنَ صَبَّاحٍ حَسَنْ *** وَابْنَ هِشَامٍ خَلَفاً ، ثُمَّ انْسُبَنْ
921 - بالنُّونِ سَالِماً وَعَبْدَ الوَاحِدْ *** ومَالِكَ بنَ الأَوْسِ نَصْرِيّاً يَرِدْ
922 - وَالتَّوَّزِيْ(4) مُحَمَّدُ بنُ الصَّلْتِ *** وَفِي الجُرَيْرِيْ ضَمُّ جِيْمٍ يَأْتِي
923 - فِي اثْنَيْنِ : عَبَّاسٍ سَعِيْدٍ وَبِحَا(5) *** يَحْيَى بْنِ بِشْرِ بنِ(6)الحَرِيْريْ فُتِحَا
924 - وَانْسُبْ حِزَامِيّاً سِوَى مَنْ أُبْهِمَا *** فَاخْتَلَفُوا وَالْحَارِثِيُّ لَهُمَا
925 - وَسَعْدٌ الْجَارِي فَقَطْ وفِي(7) النَّسَبْ *** هَمْدَانُ وَهْوَ مُطْلَقاً قِدْماً غَلَبْ
الْمُتَّفِقُ وَالْمُفْتَرِقُ
926 - وَلَهُمُ الْمُتَّفِقُ الْمُفْتَرِقُ (8) *** مَا لَفْظُهُ وَخَطُّهُ مُتَّفِقُ
__________
(1) في ( النفائس ) : (( وافرِدِ )) ، وهو الأولى هنا .
(2) في ( النفائس ) : (( بحاله )) ، وهوَ خطأ ، صوابه ما أثبت .
(3) بالقصر ؛ لضرورة الوزن .
(4) بالسكون ، وبالضبط الذي ذُكِرَ ؛ ليستقيم الوزن .
(5) بالقصر ؛ لضرورة الوزن .
(6) كلمة (( بن )) : ساقطة من متون الألفية وشروحها و ف و ع ، وهي موجودة في النفائس وفتح المغيث ، ولا يصح الوزن إلا بها .
(7) في ع و ف : (( في )) .
(8) في ( النفائس ) و ( فتح المغيث ) : (( والمفترق )) ؛ لذلك سُكِّنَتِ القاف في ( المتفقْ ) في ( النفائس ) ؛ لضرورة الوزن ، وبإسقاط الواو كما في النسخ كلِّها لا حاجة إلى هذا التسكين لاستقامة الوزن ، وتحريك ( القاف ) في ( فتح المغيث ) خطأ لا يستقيم الوزن معه .(1/76)
927 - لَكِنْ مُسَمَّيَاتُهُ لِعِدَّةِ *** نَحْوَ ابْنِ أحْمَدَ الْخَلِيْلِ سِتَّةِ
928 - وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَجَدُّهُ *** حَمْدَانُ هُمْ أَرْبَعَةٌ تَعُدُّهُ
929 - وَلَهُمُ الجَوْنيْ أَبُوْ عِمْرانَا *** اثْنَانِ والآخِرُ مِنْ بَغْدَانَا
930 - كَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ *** هُمَا مِنَ الأَنْصَارِ ذُوْ اشْتِبَاهِ
931 - ثُمَّ أَبُوْ بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ لَهُمْ *** ثَلاَثَةٌ قَدْ بَيَّنُوا مَحَلَّهُمْ
932 - وَصَالِحٌ أَرْبَعَةٌ كُلُّهُمْ *** ابْنُ أبي صَالِحٍ أتْبَاعُهُمْ (1)
933 - وَمِنْهُ مَا(2) فِي اسْمٍ فَقَطْ وَيُشْكِلُ *** كَنَحْوِ حَمَّادٍ إذَا مَا يُهْمَلُ
934 - فَإِنْ يَكُ ابْنُ حَرْبٍ اوْ(3) عَارِمُ قَدْ *** أَأطْلَقَهُ فَهْوَ ابْنُ زَيْدٍ أَوْ وَرَدْ
935 - عَنِ التَّبُوْذَكِيِّ أَوْ عَفَّانِ *** أَوْ ابْنِ مِنْهَالٍ فَذَاكَ الثَّانِي
936 - وَمِنْهُ مَا فِي نَسَبٍ كالْحَنَفِي *** قَبِيْلاً اوْ(4)مَذْهَباً او(5)باليا(6)صِفِ
تَلْخِيْصُ المُتَشَابِهِ
937 - وَلَهُمُ قِسْمٌ مِنَ النَّوْعَيْنِ *** مُرَكَّبٌ مُتَّفِقُ الَّلَفظَيْنِ
938 - فِي الاسْمِ لَكِنَّ أَبَاهُ اخْتَلَفَا *** أَوْ عَكْسُهُ أوْ نَحْوُهُ وَصَنَّفَا
939 - فِيْهِ الْخَطِيبُ نَحْوُ مُوسَى بنِ عليْ *** وَابْنِ عُلَيٍّ وَحَنَانَ (7) الأَسَدِيْ (8)
__________
(1) في ف و ع و ( النفائس ) : (( اتباعهم )) بدرج الهمزة ؛ لضرورة الوزن ، وما أثبتناه من ( أ ) و ( ب ) و ( جـ ) و ( فتح المغيث ) وشروح الألفية ، وهو الأولى .
(2) في ( فتح المغيث ) : (( وما )) ، وهي خطأ ؛ إذ لا يستقيم الوزن معها .
(3) بدرج الهمزة ؛ لضرورة الوزن .
(4) بدرج الهمزة ؛ لضرورة الوزن .
(5) بدرج الهمزة ؛ لضرورة الوزن .
(6) بالقصر ؛ لضرورة الوزن .
(7) ممنوع من الصرف ؛ لضرورة الوزن .
(8) في ( أ ) و ( ب ) من متن الألفية : (( الأسدِ )) ، والصواب ما أثبت .(1/77)
المُشْتَبَهُ المَقْلُوبُ
940 - وَلَهُمُ المُشْتَبَهُ المَقْلُوْبُ *** صَنَّفَ فِيْهِ الحَافِظُ الخَطِيْبُ
941 - كابْنِ يَزِيْدَ الاسْوَدِ (1) الرَّبَّانِيْ *** وَكَابْنِ الاسْوَدِ (2) يَزِيْدَ (3) اثْنَانِ
مَنْ نُسِبَ إِلَى غَيْرِ أَبِيْهِ
942 - وَنَسَبُوا إِلَى سِوَى الآبَاءِ *** إمَّا لأُمٍّ كَبَنِيْ عَفْرَاءِ (4)
943 - وَجَدَّةٍ نَحْوُ ابنِ مُنْيَةٍ ، وَجَدْ *** كَابْنِ جُرَيْجٍ وَجَمَاعَةٍ (5) وَقَدْ
944 - يُنْسَبُ كَالمِقْدَادِ بالتَّبَنِّيْ *** فَلَيْسَ للأَسْوَدِ أَصْلاً بِابْنِ
المَنْسُوبُونَ إِلَى خِلاَفِ الظَّاهِرِ
945 - وَنَسَبُوا لِعَارِضٍ كَالْبَدْرِيْ(6) *** نَزَلَ بَدْراً عُقْبَةُ بْنُ عَمْرِو
946 - كَذَلِكَ التَّيْمِيْ سُلَيْمَانُ نَزَلْ *** تَيْماً ، وَخَالِدٌ بِحَذَّاءٍ جُعِلْ
947 - جُلُوْسُهُ ، وَمِقْسَمٌ لَمَّا لَزِمْ *** مَجْلِسَ عَبْدِ اللهِ مَوْلاَهُ وُسِمْ
المُبْهَمَاتُ
948 - وَمُبْهَمُ الْرُّوَاةِ مَا لَمْ يُسْمَى (7) *** كَامْرَأَةٍ فِي الْحَيْضِ وَهْيَ أَسْمَا
949 - وَمَنْ رَقَى سَيِّدَ ذَاكَ الحَيِّ *** رَاقٍ أَبِي (8) سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ
950 - وَمِنْهُ نَحْوُ ابْنِ فُلاَنٍ ، عَمِّهِ *** عَمَّتِهِ ، زَوْجَتِهِ ، ابْنِ أُمِّهِ
__________
(1) بدرج الهمزة ؛ لضرورة الوزن .
(2) بدرج الهمزة ؛ لضرورة الوزن .
(3) في ( ب ) : (( ين يد )) ، وهذا خطأ ، صوابه ما أثبت .
(4) بالصرف ؛ ليستقيم روي البيت .
(5) في ( النفائس ) و ( فتح المغيث ) و ( أ ) و ( ب ) و ( جـ ) و ( ص ) : (( جماعات )) . ولا يستقيم الوزن معها .
(6) في ف و ع : (( كالبدر )) ، وما أثبتناه من جميع نسخ الشرح والمتن ، وهو كذلك في ( فتح المغيث ) و ( النفائس ) .
(7) في ( أ ) و ( ب ) و ( جـ ) : (( يسما )) .
(8) في ( النفائس ) و ( فتح المغيث ) : (( أبو )) ، وكلاهما صحيح .(1/78)
تَوَارِيْخُ الرُّوَاةِ وَالوَفَيَاتِ
951 - وَوَضَعُوا التَّارِيْخَ لَمَّا كَذَبَا *** ذَوُوْهُ حَتَّى بَانَ لَمَّا حُسِبَا
952 - فَاسْتَكْمَلَ (1) النَّبِيُّ والصِّدِّيْقُ *** كَذَا عَلِيٌّ وَكَذَا الفَارُوْقُ
953 - ثَلاَثَةَ الأَعْوَامِ والسِّتِّينَا *** وَفِي رَبِيْعٍ (2) قَدْ قَضَى يَقِيْنَا
954 - سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةٍ ، وَقُبِضَا *** عَامَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ التَّالِي الرِّضَى(3)
955 - وَلِثَلاَثٍ بَعْدَ عِشْرِيْنَ عُمَرْ *** وَخَمْسَةٍ بَعْدَ ثَلاَثِيْنَ غَدَرْ
956 - عَادٍ بِعُثْمَانَ ، كَذَاكَ بِعَلِيْ *** فِي الأرْبَعِيْنَ ذُوْ الشَّقَاءِ الأزَلِيْ
957 - وَطَلْحَةٌ (4) مَعَ الزُّبَيْرِ جُمِعَا *** سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ مَعَا
958 - وَعَامَ خَمْسَةٍ وَخَمْسِيْنَ قَضَى(5) *** سَعْدٌ ، وقَبْلَهُ سَعِيْدٌ فَمَضَى
959 - سَنَةَ إحْدَى بَعْدَ خَمْسِيْنَ وَفِي *** عَامِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ تَفِي
960 - قَضى ابْنُ عَوْفٍ، والأَمِيْنُ سَبَقَهْ *** عَامَ ثَمَانِي (6) عَشْرَةٍ (7) مُحَقَّقَهْ
961 - وَعَاشَ حَسَّانُ كَذَا حَكِيْمُ *** عِشْرِيْنَ بَعْدَ مِائَةٍ تَقُوْمُ
962 - سِتُّوْنَ فِي الإِسْلاَمِ ثُمَّ حَضَرَتْ *** سَنَةَ أرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ خَلَتْ
963 - وَفَوْقَ حَسَّانَ ثَلاَثَةٌ ، كَذَا *** عَاشُوْا ، وَمَا لِغَيْرِهِمْ يُعْرَفُ ذَا
__________
(1) في ف و ع : (( واستكمل )) ، وما أثبتناه من النسخ ومن ( أ ) و ( ب ) و ( جـ ) من متن الألفية ، وهو كذلك في ( النفائس ) و ( فتح المغيث ) .
(2) في ف و ع : (( الربيع )) ، وما أثبتناه من جميع النسخ ومن ( أ ) و ( ب ) و ( جـ ) ومن متن الألفية ، وهو كذلك في ( النفائس ) و ( فتح المغيث ) .
(3) في ( أ ) و ( النفائس ) : (( الرِّضا )) ، وفي ( ب ) : (( رضا )) .
(4) بالصرف ؛ لضرورة الوزن .
(5) في ( ب ) : (( قضا )) ، والصواب ما أُثْبِتَ .
(6) في (أ) و (جـ) والنفائس وفتح المغيث ونسخ الشرح : (( ثماني )) ، وفي ف و ع : (( ثمان )) .
(7) بالتنوين ؛ لضرورة الوزن .(1/79)
964 - قُلْتُ : حُوَيْطِبُ بْنُ عَبْدِ العُزَّى *** مَعَ ابْنِ يَرْبُوْعٍ سَعِيْدٍ يُعْزَى
965 - هَذَانِ مَعْ حَمْنَنَ (1) وابْنُ نَوْفَلِ *** كُلٌّ إلى وَصْفٍ حَكِيْمٍ فَاحْمِلِ(2)
966 - وفِي الصِّحَابِ سِتَّةٌ قَدْ عَمَّرُوا *** كَذَاكَ (3) في المُعَمِّرِيْنِ ذُكِرُوا
967 - وَقُبِضَ الثَّوْرِيُّ عَامَ إحْدَى *** مِنْ بَعْدِ سِتِّيْنَ وَقَرْنٍ عُدَّا (4)
968 - وَبَعْدُ في تِسْعٍ تَلِي سَبْعِيْنَا *** وَفَاةُ (5) مَالِكٍ ، وَفي الخَمْسِيْنَا
969 - وَمِائَةٍ أَبُو حَنِيْفَةٍ قَضَى *** والشَّافِعِيُّ بَعْدَ قَرْنَيْنِ مَضَى
970 - لأَرْبَعٍ ثُمَّ قَضَى مَأمُوْنَا *** أحْمَدُ في إحْدَى وأَرْبَعِيْنَا
971 - ثُمَّ البُخَارِيْ لَيْلَةَ الفِطْرِ لَدَى (6) *** سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ بِخَرْتَنْكَ رَدَى
972 - وَمُسْلِمٌ سَنَةَ إحْدَى في رَجَبْ *** مِنْ بَعْدِ قَرْنَيْنِ وَسِتِّيْنَ ذَهَبْ
973 - ثُمَّ لِخَمْسٍ بَعْدَ سَبْعِيْنَ أبُو *** دَاوُدَ ، ثُمَّ التِّرْمِذِيُّ يَعْقُبُ(7)
974 - سَنَةَ تِسْعٍ بَعْدَهَا وَذُو نَسَا *** رَابِعَ (8) قَرْنٍ لِثَلاَثٍ رُفِسَا
975 - ثُمَّ لِخَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ تَفِي *** الدَّارَقُطْنِيْ ، ثُمَّتَ الحَاكِمُ فِيْ
__________
(1) ما أثبتناه من ( أ ) و ( ب ) و ( جـ ) من متن الألفية ، ومن جميع الشروح و ( النفائس ) و ( فتح المغيث ) : (( حمنن )) ، بلا تنوين ؛ لضرورة الوزن ، وفي ف و ع : (( حمنان )) .
(2) في ( أ ) و ( ب ) و ( النفائس ) و ( فتح المغيث ) : (( فاجملِ )) .
(3) في ( فتح المغيث ) : (( لذاك )) .
(4) في ( ب ) : (( غدا )) ، والصواب ما أُثْبِتَ .
(5) في ( ب ) : (( وفات )) ، والصواب ما أُثْبِتَ .
(6) في ( ب ) : (( لذا )) ، وهو خطأ ، صوابه ما أثبت .
(7) في ( جـ ) : (( نعقب )) .
(8) في ( أ ) : (( ثالث )) ، وهو خطأ ، صوابه ما أثبت .(1/80)
976 - خَامِسِ(1) قَرْنٍ عَامَ خَمْسَةٍ فَنِي *** وَبَعْدَهُ بِأرْبَعٍ عَبْدُ الغَنِيْ
977 - فَفِي(2) الثَّلاَثِيْنَ : أبُوْ نُعَيْمِ *** وَلِثَمَانٍ بَيْهَقِيُّ القَوْمِ
978 - مِنْ بَعْدِ خَمْسِيْنَ وَبَعْدَ خَمْسَةِ *** خَطِيْبُهُمْ والنَّمَرِيْ في سَنَةِ
مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ والضُّعَفَاءِ
979 - وَاعْنِ بِعِلْمِ الجَرْحِ وَالتَّعْدِيْلِ *** فَإِنَّهُ المِرْقَاةُ لِلتَّفْضِيْلِ (3)
980 - بَيْنَ الصَّحِيْحِ وَالسَّقِيْمِ وَاحْذَرِ *** مِنْ غَرَضٍ ، فَالجَرْحُ أَيُّ خَطَرِ
981 - وَمَعَ ذَا فَالنُّصْحُ حَقٌّ وَلَقَدْ *** أَحْسَنَ يَحْيَى فِي جَوَابِهِ وَسَدْ
982 - لأَنْ يَكُونُوا خُصَمَاءَ لِي أَحَبْ *** مِنْ كَوْنِ خَصْمِي المُصْطَفَى إذْ لَمْ أَذُبْ
983 - وَرُبَّمَا رُدَّ كَلاَمُ الجَارِحِ *** كَالنَّسَئِي فِي أَحْمَدَ بنِ صَالِحِ
984 - فَرُبَّمَا (4) كَانَ لِجَرْحٍ مَخْرَجُ *** غَطَّى عَلَيْهِ السُّخْطُ حِيْنَ يُحْرَجُ
مَعْرِفَةُ مَنِ اخْتَلَطَ (5) مِنَ الثِّقَاتِ
985 - وَفِي الثِّقَاتِ مَنْ أخِيْراً اخْتَلَطْ (6) *** فَمَا رَوَى فِيْهِ أَوِ ابْهَمَ (7) سَقَطْ
__________
(1) في ( أ ) : (( رابع قرن )) ، وهو خطأ ، صوابه ما أثبت .
(2) في ( أ ) و ( ب ) : (( وفي )) .
(3) في ف و ع : (( للتفصيل )) بالصاد المهملة ، وليس بشيء ، وما أثبت أولى ؛ لتضمن معنى التفصيل ، وزيادة صحيحة .
(4) في ف و ع : (( وربما )) ، وما أثبت من ( أ ) و ( ب ) و ( جـ ) و ( النفائس ) و ( فتح المغيث ) ، وهو الصحيح .
(5) بعد هذا في ف و ع و ق و س : (( أخيراً )) ، ولمْ ترد في ن و ص ، وهو الأولى ؛ لأن منهم من يكون اختلاطه مبكراً لمرض أو علة أو ما أشبه ذلك .
(6) الشطر في ف و ع : (( وفي الثقات آخراً من اختلط )) ، وما أثبتناه من جميع الشروح ، ومن (أ) و (ب) و (جـ) من متن الألفية ، و (النفائس) و (فتح المغيث) .
(7) بدرج الهمزة ؛ لضرورة الوزن .(1/81)
986 - نَحْوُ عَطَاءٍ وَهُوَ ابْنُ السَّائبِ *** وَكَالْجُرِيْرِي سَعِيْدٍ ، وَأَبِي
987 - إِسْحَاقَ ، ثُمَّ ابْنِ أبِي عَرُوبَةِ (1) *** ثُمَّ الرَّقَاشِيِّ أَبِي قِلاَبةِ
988 - كَذَا حُصَيْنُ السُّلَمِيُّ الكُوْفِيْ *** وعَارِمٌ مُحَمَّدٌ والثَّقَفِي(2)
989 - كَذَا ابْنُ هَمَّامٍ بِصَنْعَا(3) إذْ عَمِي *** وَالرَّأيُ فِيْمَا زَعَمُوا والتَّوْأمِي
990 - وَابْنُ عُيَيْنَةَ مَعَ المَسْعُودِي *** وَآخِراً حَكَوْهُ فِي الحَفِيْدِ (4)
991 - ابنُ خُزَيْمَةَ مَعَ الغِطْرِيْفِي (5) *** مَعَ القَطِيْعِي أَحْمَدَ المَعْرُوْفِ
طَبَقَاتُ الرُّوَاةِ
992 - وَلِلرُّوَاةِ طَبَقَاتٌ تُعْرَفُ *** بِالسِّنِّ وَالأَخْذِ ، وَكَمْ مُصَنِّفُ
993 - يَغْلَطُ فِيْهَا ، وَابْنُ سَعْدٍ صَنَّفَا *** فِيْهَا وَلَكِنْ كَمْ رَوَى عَنْ ضُعَفَا
المَوَالِي مِنَ العُلَمَاءِ والرُّوَاةِ
994 - وَرُبَّمَا إلَى القَبِيْلِ يُنْسَبُ *** مَوْلَى عَتَاقَةٍ وَهَذَا الأغْلَبُ
995 - أَوْ لِوَلاَءِ (6) الحِلْفِ كَالتَّيْمِيِّ *** مَالِكٍ اوْ (7) لِلدِّيْنِ (8) كَالْجُعْفِيِّ
996 - وَرُبَّمَا يُنْسَبُ مَوْلَى المَوْلَى *** نَحْوُ سَعِيْدِ بنِ يَسَارٍ أَصْلاَ
أَوْطَانُ الرُّوَاةِ وَبُلْدَانُهُمْ
997 - وَضَاعَتِ الأَنْسَابُ في(9) البُلْدَانِ *** فَنُسِبَ الأَكْثَرُ لِلأَوْطَانِ
__________
(1) في ( جـ ) : (( عربة )) ، وهو خطأ ، صوابه ماأُثْبِتَ .
(2) في ( النفائس ) : (( والسقفي )) ، وهو خطأ ، صوابه ما أثبت .
(3) بالقصر ؛ لضرورة الوزن .
(4) في ف و ع : (( الحفيدي )) ، وفي نسخة ق : (( الحفيدة )) ، وكلاهما خطأ .
(5) في ( جـ ) : (( الغطريف )) ، والصواب ما أثبت .
(6) في ( ب ) : (( أو لواء )) ، وهو خطأ ، صوابه ما أثبت .
(7) بالدرج ؛ لضرورة الوزن .
(8) في ( فتح المغيث ) : (( للدني )) ، وهو خطأ ، صوابه ما أثبت .
(9) في ( ب ) : (( بالبلدان )) ، وكلاهما صحيح .(1/82)
998 - وَإنْ يَكُنْ (1) في بَلْدَتَيْنِ سَكَنَا *** فَابْدَأْ بِالاوْلَى (2) وَبِثُمَّ (3) حَسُنَا
999 - وَإنْ (4) يَكُنْ مِنْ قَرْيَةٍ مِنْ بَلْدَةِ *** يُنْسَبْ لِكُلٍّ وَإلَى النَّاحِيَةِ
1000 - وَكَمُلَتْ بِطِيْبَةَ المَيْمُوْنَهْ *** فَبَرَزَتْ مِنْ خِدْرِهَا مَصُوْنَهْ
1001 - فَرَبُّنَا المَحْمُودُ وَالمَشْكُوْرُ *** إِلَيْهِ مِنَّا تَرْجِعُ الأُمُوْرُ
1002 - وَأَفْضَلُ الصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ *** عَلَى النَّبِيِّ سَيِّدِ الأَنَامِ
__________
(1) في ( ب ) : (( تكن )) ، والصواب ما أثبت .
(2) بالدرج ؛ لضرورة الوزن .
(3) في ( النفائس ) و ( فتح المغيث ) : (( أو )) ، والأُولى أولى .
(4) في ( ب ) و ( جـ ) و ( النفائس ) و ( فتح المغيث ) : (( ومن )) ، وكلاهما صحيح .(1/83)
فهرس الموضوعات
الموضوع
رقم الصفحة
المقدمة
أقسام الحديث
أصح كتب الحديث
الصحيح الزائد على الصحيحين
المستخرجات
مراتب الصحيح
حكم الصحيحين والتعليق
نقل الحديث من الكتب المعتمدة
القسم الثاني : الحسن
القسم الثالث : الضعيف
المرفوع
المسند
المتصل والموصول
الموقوف
المقطوع
فروع
المرسل
المنقطع والمعضل
العنعنة
تعارض الوصل والإرسال ، أو الرفع والوقف
التدليس
الشاذ
المنكر
الاعتبار والمتابعات والشواهد
زيادة الثقات
الأفراد
المعلل
المضطرب
المدرج
الموضوع
المقلوب
تنبيهات
معرفة من تقبل روايته ومن ترد
مراتب التعديل
مراتب التجريح
متى يصح تحمل الحديث أو يستحبُّ ؟
أقسام التحمل ، وأولها : سماع لفظ الشيخ
الثاني : القراءة على الشيخ
تفريعات
الثالث : الإجازة
لفظ الإجازة وشرطها
الرابع : المناولة
كيف يقول من روى بالمناولة والإجازة ؟
الخامس : المكاتبة
السادس : إعلام الشيخ
السابع : الوصية بالكتاب
الثامن : الوجادة
كتابة الحديث وضبطه
المقابلة
تخريج الساقط
التصحيح والتمريض ، وهو التضبيب
الكشط والمحو والضرب
العمل في اختلاف الروايات
الإشارة بالرمز
كتابة التسميع
صفة رواية الحديث وأدائه
الرواية من الأصل
الرواية بالمعنى
الاقتصار على بعض الحديث
التسميع بقراءة اللَّحَّان والْمُصَحِّف
إصلاح اللحن ، والخطأ
اختلاف ألفاظ الشيوخ
الزيادة في نسب الشيخ
الرواية من النسخ التي إسنادها واحد
تقديم المتن على السند
إذا قال الشيخ : مثله أو نحوه
إبدال الرسول بالنبي ، وعكسه
السماع على نوع من الوهن ، أو عن رجلين
آداب المحدث
آداب طالب الحديث
العالي والنازل
الغريب والعزيز والمشهور
غريب ألفاظ الحديث
المسلسل
الناسخ والمنسوخ
التصحيف
مختلف الحديث
خفي الإرسال ، والمزيد في الإسناد
معرفة الصحابة
معرفة التابعين
رواية الأكابر عن الأصاغر
رواية الأقران
الأخوة والأخوات
رواية الآباء عن الأبناء وعكسه
السابق واللاحق
من لم يرو عنه إلا راوٍ واحد
من ذكر بنعوت متعددة
أفراد العلم
الأسماء والكنى
الألقاب
المؤتلف والمختلف
المتفِقُ والمفترق
تلخيص المتشابه
المشتبه المقلوب
من نسب إلى غير أبيه
المنسوبون إلى خلاف الظاهر
المبهمات
تواريخ الرواة والوفيات
معرفة الثقات والضعفاء
معرفة من اختلط من الثقات
طبقات الرواة
الموالي من العلماء والرواة
أوطان الرواة وبلدانهم(1/84)
إِنَارَةُ الدُّجَى
فِيْ
مَغازِيِّ خَيْرِ الْوَرَى
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
للعَلاَّمَةِ
أَحمدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَدَوِيّ الشِّنقِيطِيّ (1)
رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى
__________
(1) أخذتها مِن شَرحها للعلامة القاضي حسن بن محمد المَشَّاط ، ط : دار المنهاج (ط2 1426-2006) .(1/1)
قال الناظم رحمه اللهُ تعالى :
حَمْداً لِمَنْ أَرْسَلَ خَيْرَ مرسَلِ ... لِخَيْرِ أُمَّةٍ بِخَيْرِ الْمِلَلِ
وَأَفْضَلُ الصَّلاَةِ والسَّلاَمِ ... عَلَى لُبَابِ صَفْوةِ الأَنَامِِ
وَآلِهِ أَفْنَانِ دَوْحَةِ الشَرَفِ ... وَصَحْبهِ وَالتَّابِعِي نِعَْمَ السَّلَفْ
مَا أَرْهَفَتْ وَأَرْعَفَتْ يَرَاعَهُ ... فِي مُهرِقٍ يَنَابِعُ البَرَاعَهْ
وجَلْجَلَ الرَّعدُ وَسحَّ مُزْنُهُ ... وَهَبَّ شَمْأَلٌ وَمَاسَ غُصْنُهُ
وَبَعْدُ فَالعِلْمُّ أَهَمُّ مَا الهِمَمْ ... تَنَافَسَتْ فِيهِ وَخَيْرُ مُغْتَنَمْ
وَخَيْرُهُ وَالْعِلْمُ تَسْمو رُتْبَتُهُ ... مِنْ فَضْلِ مَا دَلَّتْ عَلَيْهِ سِيرَتُهْ
فَهَاكَ مِنْهَا نُبْذَةً لَيْسَتْ تُمِلْ ... وَلَمْ تَكُنْ بِمُعْظَمِ القَصْدِ تُخِلْ
أُرْجُوزَةً عَلَى عُيُونِ الأثَرِ ... جُلُّ اعتِمادِ نَظْمِهَا فِي السِّيَرِ
وَشَدَّ مَا اجْتَرَأْتُ فِي ذَا الْهَدَفِ ... إذْ لَمْ أَكُنْ أهْلاً لِصَوْغِ النُّتَفِ
فَكَيْفَ بِالْعَقْدِ لِمَا كَانَ انتَثَرْ ... عَنْ كَثْرَةٍ وَفِي المَهَارِقِ ابْذَعَرْ
لَكِنْ تَطَفَّلْتُ عَلَى بَرَكَتِهْ ... وَجَاهِهِ بِنَظْمِ بَعْضِ سِيرَتِهْ
لَعَلَّهَا بِالنَّظْمِ هَلْهَلاً عَلَى ... مَنْ رَامَهَا نَظْماً تَكُونُ أَسْهَلاَ
وَلِحُضُورِهِ بِكُلِّ ذِهْنِ ... عَنْ ذِكْرِهِ بِمُضْمَرٍ أسْتَغْنِي
وَاللهَ أَسْأَلُ سَدَادَ النَّظَرِ ... وَعِصْمَةَ الْخَاطِرِ مِنْ ذَا الْخَطَِرِ
وَأَنْ يَكْونَ لِي وَلاَ عَلَيَّا ... وَعِنْدَ كُلِّ أَحَدٍ مَرْضِيَّا(1/1)
وأن يكون للثوابِ قانِصاً ... لِوجههِ عزّض وجلَّ خالصا
مِمَّا يُلبسُ به إِبليس ... وللهوى في طيهِ تدليس
بجاهِ أفضل الورى محمد ... صلى عليه الله طُولَ الأبَدِ
أَوَّلُ غزوةٍ غزاها المصطفى ... ودانَ فالأبواء أو ترادَفا
ثُم بواطٌ خرجوا لِعيرِ ... أُمَيَّةَ بن خلفِ السَّفسير
ثمَّ العشيرة إلى عير أبِي ... سفيان في ذهابها للأربِ
فَبَدرٌ الأولى بإثرِ ناهبِ ... سرح المدينة مغذٍّ هاربِ
كُرز بن جابر وبعدُ استنقذا ... لِقاحه ممن عليه استحوذا
فبدر الكبرى لعير صخر ... آئبةً من شأمها بالكثير
واعتقبوا في ذلك المسير ... كل ثلاثة على بعير
ولم يكونوا أوعبوا للحرب ... إذ ما غزوا لغير نهب الركب
وليس عندهم من السيوف ... غير ثمان للعدا حتوفِ
ولا من الخيل سوى اثنتين ... وقد كفتهم أهبة التمكين
واستنفر النفير صخرٌ لهم ... وجاء خير مرسل ألبهم
فأخبر الناس بهم ممتحنا ... وقال سعد ما رأى وأحسنا
وكان من رواية المقداد ... أن رضي السير إلى الغماد
وعمرُ استقل جيش الحنفا ... واستكثر الذي إليه زحفا
واستبقوا صخراً لبدر وانتحى ... وأخذوا واردَةً وزحزحا
عنها النبي الضرب إذ قال هما ... واردة النفير واستفتاهما
وعندما أمِن صخرٌ أرْسلا ... إلى النفيرِ أن يَؤوبَ قُفلاَ
ورد الاخنس المسودُ على ... حلف بني وهرةَ وازداد علاَ
وابن هشام قالَ لا أو نردا ... بدراً فننحر ونُرهب العدا
فطاوعوه ومضوا وباتوا ... بشرِّ ما بات خير مرسل
بخير ليلةٍ وأصبح على ... أثبت أرضٍ للخطا وارتحلا
فنزلوا أدنى المياه للعدا ... وغوروا جميعهن ما عدا
قليبهم وجعلوا الأواني ... في جدول فهي لهم دواني
وأقبلت بالخُيلا والكبريا ... إلى المصارع الزحوف الأشقيا
لو طاوعُوا عتبة أو حكيما ... أو ابنَ وَهب ما رأوا أليما
لِكونهم إلى القفول أرشدوا ... من بعد ما أشفوا على ما وردوا
وقال عمروٌ وبأنفه شمخْ ... ثانيةً سَحَرُ عتبةَ انتفخ(1/2)
واستند ابن الحضرميِّ الثَّأرَا ... فحش حرباً بينهم وشرَّا
فقام للوليد نجل عتبة ... حيدرةٌ وحمزة لشيبةِ
نجل ربيعةٍ وعتبة أخوه ... قام له عبيدة إذ رشحوه
وقطعت قدمه واحتملوه ... وهو أسنُّ الجيش فيما نقلوه
وهو إذا أخذت في نعم النسب ... عبيدةُ بن الحارث بن المطلب
وشهد المشهد هذا أخواه ... أعني الحصين والطفيل مشبهاه
وابن غَزيَّةٍ سواد استنتلا ... من صفة ورامَ أنْ يعتدلا
نبينا فمسه كشْحِهِ ... وقال إذ آلم مس قِدحهِ
أوجعتني نخساً فأعطني القود ... وجدّ في أنْ كان باشرَ الجسد
وخفق النبي حين المعركة ... وفي عريشه رأى الملائكة
على ثنايا جبرئيل النقع ... وفي عريشه رأى شسواها الجمع
وقيل : لم تقاتل الملائكة ... إذ ريشةٌ منهم لقوم مهلكه
لكنهم لعدد ومدد ... وطبلهم هناك طول الأبدِ
وجاء أن جبرئيل يحضر ... من مات مؤمناً وقومٌ أنكروا
نزوله بعد رسول الله ... والحق أنْ ليس له تناهي
وراقب الجمعين شخصان لكي ... ينتبها من مدبري الجمعيين شيْ
فرأيا الملك وهو منطلق ... فانِق واحدٌ والآخر صعق
وابن معاذ معاذٍ مبتني العريش ... وحارس النبي من قريش
يكره إبقاء الأُسارى ويرى ... إهلاكهم أوَّل قتلٍ أجدرا
وهكذا عمر كان وهي من ... موافقاته التي بعد تعنّ
عن قتل آله نهى إذ خرجوا ... وفي خروجهم عليه حرجُ
وعن أبي البختري إذ لم يُؤذه ... وصكُ نبذهم سعى في نبذهِ
وجاءه المجذر بن ذياد ... وقال عنك قد نهى خيرُ العباد
فقال والزميل قال المصطفى ... لم ينه عن قتل الزميل الحنفا
فقال والنخوة تأبى والإبا ... عن تركه جبنا وحكم الظبا
لا يسلم ابن حرةٍ زميله ... حتى يموت أو يرى سبيله
وإذ نهى عن قتل عمه هفا ... أبو حذيفة وقال سخفا
وكفرت هفوته الشهادة ... يوم اليمامة لها أرادة
وإذ رآه المصطفى تضجراً ... من جر عتبةٍ أبيه اعتذرا
بأنه كان يرى أن اباه ... يحجزه عن ميتةِ السوء حجاه
وإذ معاذٌ بن عمرو بن الجموح ... أطن ساق ابن هشام الطموح(1/3)
فطرح ابنه الهزبر عكرمة ... عاتقه وجرّه في الملحمه
ألصق خير مرسل فالتصقا ... عاتقه لما عليه بصقا
فرعون الأمة النبي عرفَّا ... بجحشه ركبته إذا اختفى
بين الهوالك وكلم النبي ... جثتهم موبخاً للخشبِ
وعاين الناس المصارع التي ... أخبرهم بها مقيم الملة
فحقق الله له ما وعدا ... وأوهن الكفر وأيد الهدى
لهم من كتاب الله سابقُ ... لذاك ما اشهدها منافق
يومٌ له ما بعده في الكفر ... وقد أتى منوِّها في الذكر
بأنه العذاب واللزامُ ... وأنه البطش والانتقام
وأنه الفرقان بين الكفر ... والحق والنصر سجيس الدهر
في الأجر والمغنم قسَّم النبي ... لنفرٍ عن الزحاف غيب
لطلحة ولسعيد أرسلا ... للركب ينظران أين نزلا
ولابن عفان ولابن الصمة ... وابن جبير كسرا عن همه
وابن عدي عاصم العجلاني ... خلّفه خير بني عدنان
على العوالي وعلى المدينه ... أبا لبابة الربيط الزينه
ثامنهم رد من الروحاء ... وهو ابن حاطب إلى قباء
وابن عمير مصعب مر على ... شقيقه مستأسراً للفضلا
فحضهم أن شددوا إن له ... أما مليةً تفك كبلهُ
وابن الربيع صِهرُ هادي الأمّةِ ... إذ في فداه زينبٌ أرسلت
بعقدها الذي به أهدتها ... لَه خديجةٌ وزففتها
سرحه بعقدها وعهدا ... إليه أن يردها له غدا
فردها وبعد ذاك تجرا ... لنفسهِ وساكني أم القرى
فانتهت الأصحاب عير القلب ... فجاء واستجار بابنة النبي
فصرحت ولم تجمجم البتول ... بأن أجارته وأمضاه الرسول
فرد ماله عليه أجمع ... تلك الصهارة بها يستشفع
أوصى به من حيث الاكرام ابنته ... لكن نهاها أن تكون بعلته
وما ارتضى من بعد إسلام ابنته ... وكفره بقاءها في عصمته
لو أنه يحل أو يحرم ... بمكة عنها الحليل يحسم
وسُئل الإيمان كي يحوزا ... مال قريش وبه يفوزا
فهاب أن يبدأ بالخيانه ... إيمانه ويدع الأمانهْ
فردها لأهلها وأسلما ... وآب إذ إلى قريش أسلما
فردها إليه خير مرسل ... بالعقد الأول على القول الجلي(1/4)
وأمه هالة أخت صهرته ... والمصطفى رضي عن صهارته
والمسلمون خيَّروا بين الفدا ... وقدْرُهم في قابل يُستشهدا
وبين قتلهم فمالوا للفدا ... لأنه على القتال عضَدا
وأنه أدى إلى الشهادة ... وهي قصارى الفوز والسعادة
وهو بقدر وسعهم والمملق ... من خطَّهِ عشرةً يُحذَقُ
ومن مشاهير الأُسارى عمْرو ... نجلُ أبي سفيان ثم الصهر
والعم وابنا أخويه وهما ... عقيل نوفلٌ وبعد أسلما
وخالد أخو أبي جهلٍ وقد ... أسلم أيضاً وسهيلٌ الأسدْ
ومكرز ٌركز في مركزه ... حتى أتى فداؤه لعزهِ
وابن أبيٍّ وأبو وداعهْ ... أول مفديٍّ من الرِّباعهْ
وخالد بن الأعلم الذي افتخر ... فكان قبل كل هوهةٍ عجَرْ
ومن مشاهير الممات حنظلة ... منبهٌ وصنوه وابنانِ له
وهم نبيه حارث والعاصي ... أحد رهط غير ذي خلاصِ
من مكة لكونه مستضعفاً ... في زعمه ويوم بدر زحفا
مع قريش وتوفت ظالمي ... أنفسهم ملائك الملاحم
وهم عليُّ بن أمية الرَّدي ... والحارث بن زمعة بن الأسود
وابنانِ للفاكهي والوليد ... وأين هم من ابنة المجيد
سَمِيِّه وأخوي فِرْعَوْنا ... شقيقٍ أو للأم ذاقا الهوْنا
سلمةٍ عياشٍ المستضعفين ... قنت لاستنقاذهم طه الأمين
واستشهدت ستٌ من المهاجرين ... عبيدةُ المكورُ في المبارزين
ثم عُميْرُ بن أبي وقاص ... وابن البكير عاقلٌ ألشاصي
وذو الشمالينِ ومهجع عمرْ ... صفوانُ بيضاء الذي بها اشتهر
واثنان للأوسِ ابن عبد المنذرِ ... مبشرٌ سعدُ ابنُ خيثمَ الجرِي
وستةُ الخزرجِ هُم يزيدُ ... عوفٌ معوذٌ أخوه الصِّيْدُ
حارثةٌ وابنُ المعلَّى رافعُ ... ثم عميرُ بنُ الحُمَامِ النازعُ
لرَبَّهِ وهْوَ يقُولُ أَفَمَا ... بيني وبين جنةٍ إلا الحما
فَلسليم فلقينقاعِ ... ألمتصدِّينَ إلى القِراع
هم كَشَفوا إزارَها عن مسلمَهْ ... فهاجَ حربٌ بينهم والمسلمهْ
لو آمنت من اليهود كلها ... زهاءُ عشرةَ اهتدوا لأِجلها
عادوا للافسادِ فعادَ الله ... وقينقاعُ العمَّهُ العزاهُ(1/5)
أوَّلُ من غدر من يهودا ... وابنُ أبيٍّ سألَ القُرُودَا
نَبِيَّنَا وَهُمْ أُسارى سطْوَتِهْ ... فأُطْلِقُوا وطُردُوا مِنْ طَيْبتهْ
ومنهم الشاهدُ عبداللهِ ... نجلُ سلامٍ العظيمُ الجاهِ
فغزْوةُ السويقِ في إثرِ أبي ... سفيانَ أن حَرَّقَ نخلَ يثربِ
وَغَالَ نَفْسَيْنِ وكَانَ آلَى ... لا يَقْرَبُ النِّساءَ أوْ يَنالا
وكانَ يُلْقِي جُرْبَ السَّوِيقِ ... مَخَافَةَ اللُّحُوقِ فِي الطَّرِيقِ
فسُمِّيت بذاكَ ثم بعدها ... قرقرةُ الكُدر لقومٍ عندنا
وبعدها ذو أمر وغَطَفانْ ... كلاهما تُدعى به وتُستبَانْ
لغَطَفَانَ وجُمُوعِ ثعلبَهْ ... جَمَعَهَا دُعْثُورُ صاحبُ الظُّبَهْ
وَهْوَ الَّذي وجَدَ خَيْرَ مُرسَلِ ... يُجِفُّ ثَوْبَيْنِ لَهُ بِمَعْزِلِ
فَسَلَّهَا وَقَالَ مَنْ يَمْنَعُكَا ... فصَدَّهُ جبريلُ عَمَّا انتُهَكَا
وفيهِ أو في غَوْرَثٍ أَوِ النَّضيرْ ... { إذْ همَّ قَوْمٌ } أُنزلتْ على البَشِيرْ
وبَعْدَها غزوةُ بُحرانٍ إلى ... أُمِّ القُرى أَو لسُلَيْمَ الجُهَلاَ
فَأُحُدٌ بِرِبْحِ عِيرِ صَخْرِ ... تَأَهَّبُوا لِيرُوا مِنْ بَدْرِ
وخَرَجُوا بِـ (يَهِ) ظُعْنٍ وَهُمُ ... جِيمُ أُلُوفٍ والخيُولُ لَهُمُ
راءٌ وَمَا لِلْمُسْلِمِينَ فَرَسُ ... وَفِي زُرُوعِ قَيْلَةٍ إحتَبَسُوا
وَقِيلَ : فيهمْ فرَسٌ تحْتَ أَبِي ... بُرْدَةٍ النَّدْبِ وأُخرى للنبي
وقدْ رَأى في نومه خيرُ الأُمَمْ ... أنْ كانَ في ذُبابِ سَيْفِهِ ثَلَمْ
وأَنَّهُ أَدْخَلَ فِي دِرْعٍ يَدَهْ ... وبقراً يُذْبَحُ أيضاً وَجَدَهْ
فالثَّلَمُ العَمُّ وَأمَّا البقَرُ ... يُذبحُ فهوَ النَّفَرُ المُعَفَّرُ
مِنْ صحْبِهِ ودِرْعُهُ الحَصِينَهْ ... أَدْخَلَ فيها يَدَهُ المَدِينَهْ
واستكرَهُوا خَيرَ الوَرَى فَأَخْرَجُوهْ ... وبعْدَ ما استلأَمَ فيها استَثْبَطُوهْ
فرَاحَ نَحْوَ أُحُدٍ وابتكَرَا ... وخَامَ عنهُ ابنُ أُبَيٍّ وامتَرَا(1/6)
واستلَّ سيفَ رَجُلٍ ذبُّ فرَسْ ... فقال شمْ سيفَكَ والحَرْبَ افترسْ
وَكَانَ لا يَعتافُ إلاَّ أنَّهُ ... يُعجِبُهُ الفَألُ إذا عنَّ لَهُ
ومَرَّ في طريقِهِ بالحَاثِي ... فِي أوْجُهِ القومِ وَكانَ رَاثِي
أَجَازَ أبناءَ يَهٍ واستصغَرَا ... مَنْ دُونَهُمْ والجيشُ ذالاً انبرى
وقالَ مَنْ يأخُذُ هذَا السَّيفَا ... بِحَقِّه فنَالَهُ واستوفَى
أبوُ دُجَانٍ وخالَ إذْ مَشَى ... ومَشْيُهُ مِنْ بُغضِهِ جلَّ حَشَا
واستأصَلُوا أهلَ اللوا فانهزَمُوا ... وشَمَّرتْ عن سُوقهنَّ الحُرَمُ
مُوَلْوِلاتٍ إثرهُم ورغِبَا ... في المَغْنَمِ الرُّماةُ حينَ استُلِبَا
وخَالَفَ الرُّماةُ أَمْرَ المصطفى ... بالصبر والثبات خلف الحُنَفا
فتَركوا ظُهورهُمْ لخالدِ ... فكَرَّ راجعاً بكُلِّ حَارِدِ
وحَالَتِ الرِّيحُ ودارَتِ الرَّحى ... وذاقَ مَنْ خالفَهُ ما اجترحَا
وصَرَخَ الصَّارِخُ أن ماتَ النبي ... فارتهبوا لذاك كلَّ الرَّهَبِ
وقالَ إذْ ذلكَ : "لو كانَ لنا" ... من دهسٍ قائلهم فافتَتَنا
ونَجْلُ مُطعمٍ جُبَيْرٌ إذْ قَتلْ ... حمزةُ عمَّهُ طُعَيمَةَ احتفَلْ
لقتلِه بأن عليه ذمَّرا ... وحْشيَّهُ يومئذٍ وحَرَّرا
ودقَّهُ في شدقهِ ابنُ حَرْبِ ... فقال : "ذق عُقَق" أي ذق حربي
أبلى بلاءً حسناً قُزمَانُ ... على الحفاظِ فله فلهُ الخُسرانُ
وعكْسُهُ الأُصَيرِمُ المُخَردلُ ... ليس لهُ غيرَ القتالِ عَمَلُ
وثبتَتْ مع النبي اثنا عشر ... بينَ مُهاجرٍ وبينَ منْ نَصَرْ
منهُم أبو دجانةٍ وابنُ أبي ... وقَّاصٍ الذي افتداهُ بالأَبِ
وطلحةٌ وفيه شلَّتْ يدُهُ ... إذ اتَّقى النبلَ بها يصمُدُهُ
وتحتهُ جلس أن جهضَهُ ... دِرعاهُ والجراحُ فاستنهضَهُ
والعُمرانِ وعلِيٌ وعفَا ... إلهنا عن الذي منهمْ هَفَا
وَثبتَتْ نسيبةُ المبايعهْ ... قبلُ وعنْ خير الورى مُدافعَهْ
وجُرِحَتْ فيه وشلَّتْ يدُها ... وللتبرُّكِ الورى تقصِدُهَا(1/7)
في حفرةٍ وقع خيرُ مُرسلٍ ... فناشَهُ طلحةُ والصِّهْرُ علِي
إذ عُتْبَةٌ هشَّ رباعِيتَهُ ... وشقَّ من شِقوَتِهِ شفَتَهُ
وشجَّهُ ابنُ قمئَةٍ وابنُ شهابُ ... صلى عليه اللهُ ما سَحَّ سحابْ
وازدردَ الدَّمَّ أبو الخُدرِيِّ ... وانتزَعَ الحلقَةَ في النَّبِيِّ
أبو عبيدةٍ فكان أثْرَمَا ... بساقِطِ الثَّنِيَّتَيْنِ أعْلَمَا
بملءِ دَرْقَةٍ من المهْراسِ ... جاءَ ليشرَبَ شفيعُ النَّاسِ
حيدَرَةٌ فَعَافَهُ ورَحَضَا ... عن وجههِ الدَّمَّ ففازَ بالرضا
قتَادَةٌ ذُو الْعَيْنِ ردَّهَا النَّبِي ... بقَوْسِهِ وقَدْ تشَظَّظَتْ حُبِي
أوَّلُ مَنْ عرَفَهُ فبَشَّرَا ... به ابنُ مالكٍ قَرِيعُ الشُّعَرَا
فعَاوَدُهُ وتسَاقَطُوا عَلَيْهْ ... ونهَضُوا للشَّعْبِ إذ أوَوْا إليهْ
فبَايعُوا على المماتِ المُجتَبَى ... صلَّى عليه اللهُ مَا هبَّ الصَّبَا
وبَعْدَ ما اطمأَنَّ في الشِّعْبِ عَلَتْ ... عاليةٌ من فوقِهمْ فأُنزلَتْ
صلَّى بهم وقعدُوا وقَعدَا ... ظُهراً لمَا من الجِراحِ أُجهدا
واستبدلَتْ هِندٌ من اللآلي ... قلائداً من آنُفِ الرِّجالَ
وطَوَّقَتْ وحشيَّهَا الفَرِيدَا ... وأَدْبَرَتْ تُرَدِّدُ النَّشِيدا
نَحْنُ جزَيناكُم بيومِ بدْرِ ... والحَربِ بعد الحرب ذاتُ سُعْرِ
ما كان عن عُتبةَ لي من صبْرِ ... ولا أخي وعمِّهِ وبِكْرِ
كِلاَ المُجَدَّع وسعدِ المُفتدى ... وسعدٌ الفتْكَ به أرادَهْ
أمَّا المُجَدَّعُ فللشهادهْ ... وسعْدٌ الفتْكَ به أرادَهْ
وإذْ أبُو رُهْمِ الغفاريُّ نُحِرْ ... بِرِيقِهِ في الحِينِ قَامَ مُسْتَمِرْ
واستشهَد اللَّذَانِ قدْ تخلَّفَاَ ... لكِبَرٍ فلَحِقَا وزَحَفَا
هُمَا حُسَيْلٌ اليَمَاني أَسْلَمَهْ ... حُذيفةٌ إذ أهلكَتْهُ المُسلِمَهْ
وثابتُ بنُ وَقْشٍ المُستَشْهَدُ ... أخوهُ وابْنَاهُ وكُلٌّ وَتَدُ
وابنُ الرَّبيعِ سعدٌ اللَّذْ سأَلاَ ... نبيُّنَا عنْهُ فأُلْفِيَ على(1/8)
شَفَا الشَّهَادَةِ فَأرْسَلَ الرِّضَا ... إلى النَّبيِّ بالسلامِ والرِّضَا
وَذُو الوصَاياَ الجُمِّ للبَشِيرِ ... وهْوَ مُخَيْريقُ بَنِي النَّضِيرِ
ومُصْعَبٌ شَمَّاسُ والمُجْدَّعُ ... بِحَمْزَةَ المُهَاجِرُونَ أَرْبَعُ
حَنْظَلَةُ الغسيلُ نجلُ الفاسِقِ ... زوْجُ جَميلَةَ ابْنَةِ المُنَافِقِ
أجنَبَ منها فاستخَفَّهُ القِتَالْ ... عنْ شِقِّهِ أوْ عن جميع الاغتسالْ
وقال صخْرٌ إذ رآهُ قتَلَهْ ... شَدَّادهُمْ حنظلةٌ بِحَنظَلَهْ
واستشهدَ الأعرجُ عمرُو بنُ الجمُوحْ ... وعنْ حياةِ المصطفى أبا الفُتُوحْ
سأل صخرٌ وانَنى يُغَرِّدُ ... مَوْعِدُكُمْ بدرٌ وقالَ المَوْعِدُ
وارتَقَبُوا إنْ يجْنُبُوا فهُم قُفُلْ ... أَوْ يسرِجُوا فهمْ لِطيْبَةٍ نُسُلْ
وبأُبَيٍّ مَرَّ بعْدُ ابنُ عُمَرْ ... وهْوَ الذي رمَاهُ خالقُ البَشَرْ
مُسلسلاً صدْيانَ فاستسْقَاهُ ... والسَّقيُ عنهُ ملَكٌ نهَاهُ
ومرَّ أيضاً بأبي جهلٍ لدى ... بدرٍ به أضَرَّ لاعِجُ الصَّدَى
وبعدها غزوةُ حمراءِ الأسَدْ ... كانتْ لإرهَابِ صبيحةَ أثحُدْ
وأمر النبيَّ أن لا يَخْرُجا ... إلا الذي بالأمسِ كان خرَجَا
ولابْنِ عبدِ اللهِ جابِرٍ سَمَحْ ... بالغزوِ إذْ لأخواتِهِ جنَحْ
بِالأَْمْسِ ، إذْ قالَ أَبُوهُ يَا بُنَيْ ... مَا كُنتُ أؤْثِرُكَ بالغزوِ عَلَيْ
وفَتَكُوا بجَدٍّ عبدالملكِ ... لأمِّهِ سبطِ أبي العاصِ الذَّكي
وهْوَ المُمَثِّلُ بعمِّ أحمَدِ ... وبِمُعَاويَةَ يُعْرَفُ الرَّدِي
وَبالَّذِي عليهِ قبْلُ أشْفَقَا ... نَبِيُّنَا ثُمَّ ارْتَجَى أَنْ يُطْلَقَا
ثَانِيَةً أَنْ كانَ ذَا بَنَاتِ ... وهْوَ أَبُو عَزَّةَ ذُو الهَنَاتِ
ثُمَّ النَّضيرُ هَاجَها أنْ جَاءَهُمْ ... مستَوْهِباً من ديةٍ ما نَابَهُمْ
فَأصْعَدُوا أَحَدَهُمْ ليُلْقِيَا ... عليهِ صَخْرَةً تُريحُ الأَغْبِيَا
وأَخبرَ ابنُ مشْكَمٍ أنْ يُخْبَراً ... وزَجَرَ الرَّهْطَ فلَمْ ينزجِرا(1/9)
وجاءَهُ الخبَرُ منْ ربِّ السَّمَا ... وفي حِصَارِهَا العُقَارُ حُرِّمَا
والحشرُ أُنزلت بها ونقضَا ... نجلُ أُبي عهدهمْ ورفضَا
وفيئهم والفيءُ في الأنفالِ ... مَا لَمْ يكُنْ أُخِذَ عن قِتَالِ
أمَّا الغنيمَةُ ففي زِحَافِ ... والأخذِ عنوةً لدَى الزِّحافِ
لخيرِ مُرسلٍ وخصَّ فئتَهْ ... وَفي رضا أنصارهِ عطِيَّتَهْ
كانَ التَّرَحُّمُ على الأنصارِ ... أنْ آثروا به بني نزارِ
وشاطروهمْ ما لهم ونزلُوا ... عن الحلائلِ لهُمْ وأَوَّلُ
منْ سنَّهُ مُخيِّراً بينَ اثنتينْ ... إبنُ الرَّبيعِ لابنِ عوفٍ المَكينْ
فتركُوهُنَّ لَهُم تعفُّفَا ... فعَفَّ هَذَاكَ وذاكَ أسرفَا
ثُمَّ إلى مُحارِبٍ وثعلَبَهْ ... ذاتِ الرِّقَاعِ ناهَزُوا المضاربهْ
ولم يكُن حربٌ وغورَثٌ جرى ... فيها له الذي لدعثور جرَى
مع النبِّيِّ وعلى المُعتَمَدِ ... جرَتْ لواحدٍ بلا تعدُّدِ
ثُمَّ لميعادِ ابنِ حَرْبٍ بَدْرُ ... وكَعَّ عَنْهَا نجْلُ حَرْبٍ صَخْرُ
فَدُومَةُ الجَنْدَلِ هَاجَهَا زُمَرْ ... بدُومةٍ يظلمْنَ من بهنَّ مَرْ
ثُمَّت لمَّا أجليت يهودُ ... وأوغرَتْ صُدورَهَا الحُقُودُ
وحزَّبَتْ عساكراً عناجُها ... إلى ابنِ حَرْبٍ وقُريشٌ تاجُها
وجعلُوا كيْ يتِرُوا خيرَ الورى ... لغطَفَانَ نِصفَ تمرِ خيبرا
خَندقَ خيرُ مرسلٍ بأمرِ ... سلمان والحوربُ ذاتُ مكْرٍ
كم آيةٍ في حفرِهِ كالشّبَعِ ... منْ حفْنةٍ وسَخْلةٍ للمَجْمَعِ
وكمْ بشارةٍ لخيرِ مُرسَلِ ... من الفتوحِ تحتَ ضرْبِ المعوَلِ
وكعبٌ بنُ أسدٍ إذ فتَنَهْ ... عن عهده حُيَيُّ أعطى رسَنَهْ
فغدرت قريظَةٌ لغدرِهِ ... يومئذٍ إذ هُوَ أُسُّ نجْرِِهِ
وأرسلَ السعدين خيرُ مرسلِ ... وابنَ رواحةٍ لَهُم لينجلي
ما هم عليه ، فإذا هم عضلُ ... وسَرَّ خير الخلقِ ذاك الخذَلُ
قالت جنوبٌ للشمالِ انطلِقِ ... ننصُرُ خيرَ مرسلِ في الخندقِ
فقالت الشمالُ إنَّ الحُرَّهْ ... لم تَسْرِ باليلِ فذاكَ عُرَّهْ(1/10)
فأرسَلَ الله الصَّبَا والمَلَكَهْ ... فنصرَا نبيَّهُ في المعركهْ
وغطَفانُ رام أن يُخوَّلُوا ... ثلث تمرِ طيبةٍ ليعدلوا
وأنف السعدان من صلحِ النبي ... وحكَّما حدَّ شفار القُضُبِ
معتبٌ نجلُ قُشيرِ قالا ... وعدنا النبيُّ أن ننالاَ
كُنوزَ قيصَرٍ وكسرى ونرى ... أحدنا اليومَ يخافُ المُخترى
ونوفلٌ من طيشهِ ونزَقِهْ ... أوْثَبَ طِرفهُ حفير خندقِهْ
فوقعا فيه وأعطى فِدْيتَهْ ... إخوانُهُ فاستوْهَبُوهُ جُثَّتَهْ
فقال فيه أكرمُ البريَّةِ ... خبيثُ جيفَةٍ خبيثُ ديَّةِ
عمرو بن عبدِ وُدٍّ إذْ قامَ لَهُ ... حيدَرَةٌ بسيفهِ خردلهُ
وفضَّ جمعهمْ نعيمُ الأشجعي ... إذ نمَّ بينهمْ بكل مجمَعِ
وعندما إلى التشتُّتِ الزُّمَرْ ... أجمع أمرهمْ دعا خيرُ البشرْ
من يأت بالخبرِ عنهم يكُنِ ... غداً رفيقنا ومنهُمْ يأمَنِ
فلمْ يقُمْ إليهِ غيرُ ابنِ اليَمَانْ ... من شدَّةِ الذُّعرِ ومن برْدِ الزمانْ
وقال خيرُ الخلقِ لن تغزوكمْ ... قريشُ بعدَ اليومِ والغزوُ لكُمْ
وشغل النبيَّ زحفُ الخندقِ ... عنْ ظُهرهِ وعصرهِ للشفقِ
ثم قريظةٌ إليها جبرئيلُ ... ولم يضع سلاحهُ استدعى رعيلْ
وقادهُ وزلزلَ الحُصونَا ... وقَذَفَ الرُّعْبَ ولا يدرونا
واستذْمَرَ النبيُّ خيلَ اللهِ ... وعن صلاة العصرِ قامَ النَّاهي
إلاَّ بهم ولم يعبْ من أخَّرا ... إلى العشاءِ إذْ يراهُ ائتَمَرَا
وخيَّرَ ابنُ أسدٍ قُريْظَتَهْ ... بينَ ثلاثٍ وازدرَوْا رويَّتَهْ
أن تؤمنوا فيأمنوا فقد درَوْا ... في كُتبهمْ ما عنهُ إذْ جاءَ أبَوْا
أو يحصدوا النساءَ والصِّبيانا ... فلم يُخلُّوا خلفُهُمْ إنسانا
أو يفتِكُوا في السَّبْتِ إذْ يأمنُهُمْ ... جبشُ العرمْرَم ولا يأبَنُهُمْ
وضاقت الأرضُ بهم لرُعبِهِمْ ... وجهلوا كيفَ النِّكايَةُ بهمْ
واستنبؤُوا أبا لُبابةَ الخَبَرْ ... فرَقَّ للعهدِ الذي بهمْ غَبَرْ(1/11)
أن جأَرَتْ في وجْهِهِ الصِّبيَانُ ... واستعْطَفَتْ رحمتَهُ النِّسْوانُ
ففتنُوهُ وانتحَى عنْ بلدِ ... عصى به وشَاطَ نحوَ المَسْجِدِ
فقام فيه بُرهَةً مرتبطَا ... معذِّباً لنفسهِ مُوَرِّطَا
فتاب من هفْوَتِهِ اللهُ عَلَيْهْ ... وحَلَّهُ خيرُ الأنامِ بيَدَيْهْ
وحكَّمَ النبيُّ فيهم سعْدَ الاوْسْ ... إذْ غاظَهُمْ إطلاقُهُ عنْ كُلِّ بُؤْسْ
لابن أُبَيٍّ حُلفاءَ الخَزْرَجِ ... وكانَ في التَّحْكيمِ حسمُ الهرجِ
وحمَلُوا سعْداً علَى حِمارِ ... منَ المدينةِ إلى المُختارِ
وعندما انتهى إلى النَّدِيِّ ... سوَّدَهُ خيرُ بَني لُؤَيِّ
على الجميعِ أو على الأنصارِ ... لا غَيْرِهِمْ عندَ بَني نِزَارِ
ورَاوَدَتْهُ قَوْمُهُ أن يَحْكُمَا ... بِغَيْرِ ما حكم فيهم فاحتمى
لدمهم خندقَ أفضلُ لُؤَيْ ... ومعهم في كلِّ كُربةٍ حُيَيْ
وعندما انتهى الحصارُ استشهدَا ... واهْتزَّ عرشُ اللهِ حينَ برَدَا
وخَفَّ نعشُهُ على عظَمَتهْ ... إذ الملائكةُ منْ حملتِهْ
ثمَّ غزا لحْيَانَ جرَّاءَ الرَّجيعْ ... فاحتضنوا بكل باذخٍ منيعْ
بعثُ الرَّجيع ستَّةٌ أو عشرَهْ ... لِحيانُ حيٌّ من هُذيلٍ غُدَرَهْ
والعضلُ والقارَةُ نجلاَ الهُونِ ... نجلِ خزيمةٍ سعوا في الهُونِ
وأربعُوا بئر معونةَ الغُرَرْ ... إبنُ الطفيل عامرٌ فيهمْ خفَرْ
أبا براءِ وكِلاَ البعثيْنِ ... قد أُرسلا ليرشدا للدِّينِ
فغزْوَةُ الغابة وهي ذو قرَدْ ... خرجَ في إثر لقاحِهِ وجَدْ
وناشَهُم سلمَةُ بنُ الأكوع ... وهوَ يقولُ اليومُ يومُ الرُّضَّعِ
وفرضَ الهادي لهُ سهمينِ ... لسبقهِ الخيلَ على الرِّجْلَيْنِ
واستنقَذُوا من ابن حصنٍ عشْرَا ... وقسم النبيُّ فيهمْ جُزْرَا
وأقبلتْ إمرأَةُ الغفاري ... قتيلِ نهبِ إبلِ المختارِ
وهيَ على راحلةٍ من ذي الإبلْ ... قدْ نذرتْ إهلاكها حينَ تصلْ
ومرَّ في طريقهِ بالمالحِ ... بيانِ ذا اللقبُ غيرُ صالحِ(1/12)
فغيَّرَ اسمَهُ وغيَّر الإلهْ ... صفتَهُ وبعدَ ذلك اشتراهْ
طلْحَةُ بالفيَّاضِ سمَّاهُ النبي ... إذ قد تصدَّقَ به ليثربِ
فالطَّلَحاتُ خمسةٌ سوى العلَمْ ... فطلحةُ الجُودِ ابنُ عمِّهِ الخَضَمْ
وطلحةُ الخير وطلحةُ النَّدى ... إلى الحُسينِ وابنِ عوفٍ أُسنِدا
وطلحةُ الدَّراهم العتيق ... جدُّ أبيه بالعُلا حقيقُ
سادسها طلحتُها الخزاعي ... أجودُهم كُلا بلا نزاعِ
في سنةٍ وهب ألفَ جاريهْ ... فأولدت عُفاتُهْ جواريهْ
ألفَ غُلامٍ باسمه سمَّى إلاما ... جميعُهُمْ لمثلها فهيئَمَا
وبعدها انتهبها الأولى انتهوْا ... لغايةِ الجهد وطيبةَ اجتووا
فخرجوا وشربوا ألبانها ... ونبذوا إذْ سمنُوا أمانها
فاقتصَ منهم النبي أن مثَّلوا ... بعبده ومُقلتيه سمَلُوا
ثم المريسيع أو المصطلقُ ... كلاهُمَا على الغزاةِ يطلقُ
لم ينفَلِتْ منهمْ أنيسٌ وسبَا ... غيرَ رجالٍ عشرةٍ قدْ نهبا
أعمارهُم وسُبِيَتْ جُويريَهْ ... ووهَبَ السَّبْيَ لها لتدْرِيَهْ
وأسلموا بعدُ وفي منْ فُسِّقَا ... أرسلَهُ الهادي لهُم مصدِّقا
? { إن جاءكم فاسق } انزلَ وهُمْ ... خُزاعةٌ مصطلقٌ جدٌّ لهُمْ
وأفزَعَتْ ريحٌ خيارَ النَّاتِ ... فقال لا باس بموتِ عاتِ
فوجدوا كهف المنافقينا ... رفاعَةً يومئذٍ دَفينا
وهو النِّفاقُ في الشُّيوخِ لا الشَّبَابْ ... والخيرُ كلُّ الخير في عصر الشَّبابْ
ووردت واردةُ العَرَمْرَمِ ... فافتَتَنَ الواردُ في المُزْدَحَمِ
فاستصرخ الأنصار فارطٌ لهمْ ... لطَمَهُ من نَالَهُ معروفُهُمْ
واستصرَخَ المهاجرين اللَّذْ كَسَرْ ... عصَا النبي جهجَاهُ عاملُ عُمَرْ
وقال فيها ابنُ أُبيٍّ منكرا ... وعاه زيدٌ مُوقناً وما امترى
وحلف الفاجرُ ما قال المقالْ ... وصدَّقَتْهُ للمكانةِ رجالْ
فأنزل الله لئن رجعنا ... إلى المدينةِ ليخْرِجَنَّا
وعرَك النبيُّ أُذنِ الواعي ... زيدِ بن أرقمٍ ذي الاستمتاعِ(1/13)
أن شهدَ الله على المنافقين ... بالكذبِ المحضِ وأوْلاَهُ اليقينْ
والإفكُ في قفولهم ونُقِلا ... أن التيمُّم بها قد أنزلاَ
ثمَّ الحدييبةُ ساقَ البُدْنَا ... معتمراً وما بحرْبٍ اعتنى
ومن سوى المخلفين استنفرا ... عرمرما وصدَّ عن أمّ القرى
وما انثنى بالجيش حتى اقعنسستْ ... عن مكة ناقته إذ حبستْ
فاستنزل الناس ولا ماء لهم ... فاستنبطوا بالسهم ما أعلَّهم
وعلّهم أيضا بهذي الغزوةِ ... ما كان عن صُبابةٍ في ركوةِ
وجمعوا له بقايا الزاد ... فخُولوا منها سوى المعتادِ
وكم قليل غير ذاك كُثِّراَ ... وكم قليبِ بالمعين فجِّرا
وبايعوه بيعةَ الرضوانِ ... إذ قيل قدْ عدوا على عثمان
وعقروا جمَلَهُ الثعلب إذْ ... أرسله تحت الخزاعيِّ المُغِذْ
وكانَ ممَّن بعثوه يسترِدْ ... نبيَّنا مكرَزُ عُروَةُ الحَرِدْ
والحارثيُّ المُتَأَلِّهُ الذي ... هو لهم بردِّ أحمدٍ بذي
ولم تزلْ بينهمُ المراجعهْ ... حتى أتى سُهَيْلُهُمْ فاسترْجَعَهْ
لولا نبيُّ الرحمةِ المُوَفَّقُ ... للرُّشدِ في آرائهِ لمُزِّقُوا
أسلَمَ بعدَ عوْدِهِ بالعُظَمَا ... أكثرُ ممَّنْ كان قبلُ أسلَمَا
وفسروا بذلك الفتح المبين ... وفيه إبقاءٌ على المستضعفين
وبعثوا جملَ عمرو بن هشامْ ... هدياً وإنكاءً إلى البيت الحرام
ونحروا وحلقوا وحملتْ ... شعورهم للبيت ريحٌ قد غلتْ
وأغلظوا في الصلح حتى أبرما ... ومنه ردُّ من أتاه مسلما
وهمْ عليهم بعد ردِّهم وبال ... إذ أخذوا الطرق على صهبِ السِّبالْ
وانتدبوا لقوله في الندب ... سيدهم هذا محشُّ حربِ
واستعطفوا خيرَ الورى بالرَّحم ... في صرفهم إليهم عن أرضهم
و (سورة الفتح) لدى القفولِ ... أنزلها الله على الرسولِ
ثم لخيبرٍ ورشح النبي ... حيدرةً وبالعقاب قد حبي
وفازَ بالفتح وكان ترَّسا ... ببابِ حصن لا يزاحُ إِذ رَسَا
وغلَّ قاتِل سليل مسلَمهْ ... لصنْوِهِ محمدٍ وأسلمهْ
وغال مرحباً وقدَّ حجرا ... من يابس الصخر به تمغفرا(1/14)
وعامر بن الأكوع استنشده ... خير الورى وقال إذ أنشده
والله لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا
وإذ ترحم للإنشاد عليه ... هلك من رجوع سيفهِ إليه
واستشعر الفاروق أن يستشهدا ... وأخبر الهادي به بادٍ بدا
وقلت تسعون من يهودا ... واستشهدت (يهٍ) ولا مزيدا
ومرّ راجعاً إلى وادي القرى ... فشاطرت يهوده خير والورى
وأهلكوا غلامهُ ذا الشملَهْ ... أغلها فهي عليه
ثم إلى الروم النبيُّ استفرا ... بمؤتةٍ جيشاً عليه أمرا
زيدَ بن حارثة ثم جعفرا ... فابن رواحة ولأياً انبرا
ورفُعت للهاشميِّ المعركهْ ... فعاين الذي أتوا وأدركه
ثم إلى الفتح الخزاعيُّ ذمَرْ ... عشرةَ آلافٍ فعزَّ وانتصرْ
وهوَ الذي تهللتْ لنصره ... سحابةٌ ومن بليغ شعره
يا ربِّ إني ناشدٌ محمدا ... حلَفْ أبينا وأبيه الأتلَدَا
لدعوة النبي أُخِّرَ الخبرْ ... عن مكةٍ فلم يُورِّ بَل جَهضرْ
وخاب صخرٌ إذ أتى يرْأبُ مَا ... أَثْآهُ غَدْرُ قَومِهِ فَانْفَصَمَا
وحاطبٌ إبنُ أبي بلتعةِ ... أرسل إذ زحوفه شرعت
فأخبر الهادي بها فأرسلا ... من جاءه كرها بها وامتثلا
وللنبي عرض ابن عمته ... ونجلُ عمِّهِ عزيز فِئته
وعنهما أعرض جرَّا مأثمه ... فاستشفعا له بأُم سلمهْ
وأقبلت جنود صفوةِ الأممْ ... أمامهُ حتى انتهوا إلى الحرم
وضربت له هناك قبهْ ... أرضى بها الله وأرضى حزبه
فاحترم الحرم إذ هو الحرمْ ... محرمٌ مؤمنٌ ممن هجمْ
وحِينَ حلَّ بإزاء الحرمِ ... أمَرَ أنْ يُوقدَ كل مسلمِ
ناراً فأبصرَ أبو سفيانا ... وكان يرتَقِبُهُ النيرَانا
فارتاع فانسل إذنْ عمُّ النبي ... فالتقيا فجا به عن كثبِ
وزعم ابنُ قيسٍ أن سيُحْفِدا ... رجالهم خلته وأنشدا
إن يغلبوا اليوم فما لي علَّهْ ... هذا سلاحٌ كاملٌ وألهْ
وشهدا المأزق فيه حطما ... رمزُ (يبٍ) من قومهِ فانهزما
وجاء فاستغلقَ بابه البتولْ ... فاستفهمتهُ أين ما كنتَ تقولْ(1/15)
فقال والفزعُ زًَعفرَ دمهْ : ... إنكِ لو شهدتِ يومَ الخندِمَهْ
إذ فرَّ صَفْوان وفرَّ عِكرمهْ ... واستقبلتنا بالسيوفِ السلِمهْ
وفاذ من لاذ بهِ واسترْحمه ... يومئذٍ إذ هو يومُ المرحمهْ
كابنِ أبي سرحٍ وزير الخلفا ... وناخسِ البكرِ ببنتِ المصطفى
وهلكت لنخسهِ وألقت ... ذا بطنها والبرحَ منه لاقت
بحرقهِ أمرَ ثم رجعا ... لقتلهِ والنارَ عنه دفعا
وبعد ما أشفى على الإحراقِ ... تداركته رحمة الخلاَّق
فحقن الله بالإسلام دمهْ ... سبحانه من راحم ما أرحمهْ
أحنى وأرأف من الأم بنا ... وهكذا رسوله كان لنا
يدخلنا الجنة إلا من شرَدْ ... عنه وعن توحيده أبي وصدْ
يقرب بالذراع أو بالباعِ ... للمُدَّني بشبرٍ أو ذراعِ
ومن أتى يمشي أته هرولهْ ... فضاعف الأجر له وأجزلهْ
يُضاعف الأجر لسبع مئة ... ففوقُ يؤجر بحسن النِّيةِ
من لُطفهِ أن صحائف الذنوبْ ... وهي عَظيمةٌ تروِّع القلوبْ
لا تزن التهليل في بطاقهْ ... كأنها الظفر في الدقاقهْ
بسببه من سبَّهُ آنسهُ ... نبينا أن عيروه نخسه
صلى عليه الله ما أحلمهُ ... عنْ سيء الحوبِ وما أكرمهُ
وكأبي سفيان وابن عمته ... وكابن عمهِ وأهل بكتِهْ
واختلفوا فيها فقيل أمنيتْ ... وألحق عنوةً وكرهاً أُخذتْ
وأخبر النبيَّ بارئُ النسمْ ... بقولهم يسكن بعدها الحرمْ
وبالذي قالوه إذ لم يُرهقا ... تداراكته رحمةٌ فأشفقا
وبالذي قالوه في المؤذنِ ... وبالذي به فضالةٌ عني
وأخذ المفتاح ثم ردهُ ... عنْ رَغمْ قومه الذين عنده
ثم إلى وادي حنين انحدرْ ... عن مكةٍ من الألوف اثنا عشرْ
فوجدوا هوازناً تأهبوا ... بكل مخْرمٍ لهم وألبوا
وبينما الجيش إليهم ينحدرْ ... بغلسٍ شدوا إليه وهو غِرْ
فاستنفروا بهمْ لذلك الرِّكابْ ... وأدبرت تخدي بهم غلبُ الرقابْ
واستنزلوا وادَّرَعوا وهي تَمُرْ ... مرَّ جهامٍ بالبهاليل نفرْ
فاقتحموا عنها وآبوا للنبي ... وزحزحوا عنهُ زحوفَ العرب(1/16)
فأرسل الله جنود الفرج ... وقبضةُ الترب قضت بالفلح
وثبتْ مع النبي طائفهْ ... من أهل بيتهِ وممنْ ألفهْ
حيدرةٌ والعمران وأبو ... سفيان جعفر ابنهُ المنتخب
وعمه ربيعةُ العباسُ ... وفضلهُ أسامة الأكياسُ
وأيمنُ ابن أمهِ والعبدري ... شيبةُ رامَ غدر خير مضرِ
فصده عما نوى فضربه ... نبينا في صدره فجذبه
ووقف السبي إلى أن رجعا ... من طائفٍ لعل أن يسترجعا
أعطى عطايا شهدت بالكرم ... يومئذٍ له ولمْ تُجمجِمِ
وكيف لا ومستمَدُّ سيبهِ ... من سيبِ ربٍّ ذي عنايةٍ به
أعْطى عطايا أخجلت دُلحَ الدِّيمْ ... إذ ملأتْ رُحبَ الفضا من النَّعَمْ
زُهاء ألفيْ ناقةٍ منها وما ... ملأ بين جبلين غنما
لرجلٍ وبله ما لحقهْ ... منها ومن رقيقهِ وورقهْ
منها أفاد العمَّ ما ناء به ... فهال منه عمُّهُ عن ثوبهِ
ووكلَ الأنصار خير العالمين ... لدينهم إذ ألف المؤلفينْ
فوجدوا عليه أنْ منعهم ... فأرسل النبي من جمعهم
وقال قولاً كالفريد المونِقِ ... عن نظمِهِ ضعفَ سِلْكُ منطقي
وأدك الفلَّ بأوطاسَ السَّري ... عم أبي موسى الشجاع الأشعري
وغال تسع إخوةٍ مبارزه ... وفرَّ عاشرٌ لدى المبارزة
وإذ توى دوخهم حفيده ... وجاء بالفلِّ وهم عبيدهُ
فلثقيفٍ وهي في حصونِ ... بطائفٍ أقْبلَ من حنينِ
فسألوه الكف عن قطع الكرَمْ ... بالله والرحم فارتادوا الكرمْ
فهابه والمنجنيقَ ضربَا ... وسئلَ الدعا عليهم فأبى
ونوفل استشاره في أمره ... فقال همْ كثعلبٍ في حجرهِ
ثم لرومٍ بتبوك استنفرا ... (لامَ) أُلوفٍ عامَ عُسرٍ اعترى
ومعهم لحربه ألب له ... غسِّانُ لَخْمٌ وجُذامُ عاملهْ
وحضَّ الاغْنِيَا على الحملانِ ... ونكصوا دونَ مدى عثمانِ
على بعيرٍ عشرةٌ تعتقبُ ... وعزّ مطعمٌ وعزَّ مشربُ
يقتسم النَّفرُ تمرةً ومنْ ... فرثٍ الأباعِرِ شرابٌ قد يعنْ
وقعد الباكون والمعذرونْ ... وعسكرت فربتِ المنافقونْ
وقعد الثلاثةُ الذينا ... تابَ عليهم ربنا يقينا(1/17)
كعب بن مالك مُرارةُ الربيعْ ... وابن أُميَّةٍ هلالٌ الرفيعْ
وأبَوا خيثمةٍ وذرِّ ... قدْ لحقا وجاء أرضَ الحجرِ
فذبَّ عن مياههِ وأمرَا ... أن لا يمرَّ أحدٌ كما يرى
فعقَّهُ المخنوقُ فوقَ مذهبهِ ... ومن وفودُ طيىءٍ أتته بهْ
فأصبح الناس ولا ماء لهم ... فأرسل الله سحابةً تؤمْ
على تخلُّفٍ بطيبةٍ علي ... خُص بسهمين بسهمه العَلِي
وسهم جبريل وكان حضرا ... وبذْلهُ به النبي أمراً
وقال إذا أضل راحلتهُ ... مجرمهمْ ما قال فانتبه
ونزلت ْ يومئذٍ في مخشنِ ... وصحبهِ { كنا نخوض } فاعتنِ
[ أَسألُ اللهَ أَنْ يَنفَعَ بِهَا إِنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ ]
***
وكَتَبَهُ ابنُ سَالِمٍ
فَلاَ تَنسَونَا مِن صَالِحِ دُعائِكُم(1/18)
متن الجزرية
المقدمة
(1) ... يَقُولُ رَاجِي عَفْوِ رَبٍّ سَامِعِ ... مُحَمَّدُ بْنُ الْجَزَرِىِّ الشَّافِعِي
(2) ... الْحَمْدُ لِلَّهِ وَصَلَّى اللَّهُ ... عَلَى نَبِيِّهِ وَمُصْطَفَاهُ
(3) ... مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِه ... وَمُقْرِئِ الْقُرْآنِ مَعْ مُحِبِّه
(4) ... وَبَعْدُ إِنَّ هَذِهِ مُقَدِّمَه ... فيماَ عَلَى قَارِئِهِ أَنْ يَعْلَمهْ
(5) ... إذْ وَاجِبٌ عَلَيْهِمُ مُحَتّمُ ... قَبْلَ الشُرُوعِ أَوَّلاً أَنْ يَعْلَمُوا
(6) ... مَخَارِجَ الْحُرُوفِ وَالصِّفَاتِ ... لِيَلْفِظُوا بِأَفْصَحِ اللُغَاتِ
(7) ... مُحَررِي التَّجْوِيدِ وَالمَوَاقِف ... وَما الَّذِي رُسِّمَ في المَصاَحِفِ
(8) ... مِنْ كُلِّ مَقْطُوعٍ وَمَوْصُولٍ بِهَا ... وَ تَاءِ أُنْثَى لَمْ تَكُنْ تُكْتَبْ بِـ :هَا(1/1)
مخارج الحروف
(9) ... مَخَارِجُ الحُروفِ سَبْعَةَ عَشَرْ ... عَلَى الْذِي يَخْتَارُهُ مَنِ اخْتَبَرْ
(10) ... لِلْجَوْفِ: أَلِفٌ وَ أُخْتَاهَا ، وَهِي ... حُرُوفُ مَدٍّ لِلْهَوَاءِ تَنْتَهِي
(11) ... ثُمَّ لأَقْصَى الحَلْقِ هَمْزٌ هَاءُ ... وَمِنْ وَسَطِهِ : فَعَيْنٌ حَاءُ
(12) ... أَدْنَاهُ غَيْنٌ خَاؤُهَا والْقَافُ ... أَقْصَى اللِّسَانِ فَوْقُ ثُمَّ الْكَافُ
(13) ... أَسْفَلُ وَالوَسْطُ فَجِيمُ الشِّينُ يَا ... وَالضَّادُ مِنْ حَافَتِهِ إِذْ وَلِيَا
(14) ... اَلأضْرَاسَ مِنْ أَيْسَرَ أَوْ يُمْنَاهَا ... وَاللاَّمُ أَدْنَاهَا لمُنْتَهَاهَا
(15) ... وَالنُّونُ مِنْ طَرَفِهِ تَحْتُ اجْعَلُوا ... وَالرَّا يُدَانِيهِ لِظَهْرٍ أَدْخَلُوا
(16) ... وَالطَّاءُ وَالدَّالُ وَتَا مِنْهُ وَمِنْ ... عُلْيَا الثَّنَايَا والصَّفِيرُ مُسْتَكِنْ
(17) ... مِنْهُ وَمِنْ فَوْقِ الثَّنَايَا السُّفْلَى ... وَالظَّاءُ وَالذَّالُ وَثَا لِلْعُلْيَا
(18) ... مِنْ طَرْفَيْهِما وَمِنْ بَطْنِ الشَّفَهْ ... فَالْفَا مَعَ اطْرافِ الثَّنَايَا المُشْرِفَهْ
(19) ... للشَّفَتَيْنِ الْوَاوُ بَاءٌ مِيمُ ... وَغُنَّةٌ مَخْرَجُهَا الخَيْشُومُ(1/2)
صفات الحروف
(20) ... صِفَاتُهَا جَهْرٌ وَرِخْوٌ مُسْتَفِلْ ... مُنْفَتِحٌ مُصْمَتَةٌ وَالضِّدَّ قُلْ
(21) ... مَهْمُوسُهَا (فَحَثّهُ شَخْصٌ سَكَتَ) ... شَدِيدُهَا لَفْظُ (أَجِدْ قَطٍ بَكَتْ)
(22) ... وَبَيْنَ رِخْوٍ وَالشَّدِيدِ ( لِنْ عُمَرْ) ... وَسَبْعُ عُلْوٍ خُصَّ ضَغْطٍ قظْ حَصَرْ
(23) ... وَصَادُ ضَادٌ طَاءُ ظَاءٌ مُطْبَقَه ... وَفَرَّ مِنْ لُبِّ الحُرُوفُ المُذْلَقَهْ
(24) ... صَفِيرُهَا صَادٌ وَزَاىٌ سِينُ ... قَلْقَلَةٌ قُطْبُ جَدٍّ وَاللِّينُ
(25) ... وَاوٌ وَيَاءٌ سَكَنَا وَانْفَتَحَا ... قَبْلَهُماَ وَالاِنْحِرَافُ صُحَّحَا
(26) ... في اللاًَّمِ وَالرَّا وَبِتَكْرِيرٍ جُعلْ ... وَلِلتَّفَشِّي الشِّينُ ضَاداً اسْتَطِلْ(1/3)
التجويد
(27) ... وَالأَخْذُ بِالتَّجْوِيدِ حَتْمٌ لاَزِمُ ... مَنْ لَمْ يُجَوْدِ الْقُرَآنَ آثِمُ
(28) ... لأَنَّهُ بِهِ الإِلَهُ أَنْزَلاَ ... وَهَكَذَا مِنْهُ إِلَيْنَا وَصَلاَ
(29) ... وَهُوَ أَيْضاً حِلَْيةُ التِّلاَوَةِ ... وَزِينَةُ الأَدَاءِ وَالْقِرَاءَةِ
(30) ... وَهُوَ إِعطْاءُ الْحُرُوفِ حَقَّهَا ... مِنْ صِفَةٍ لَهَا وَمُستَحَقَّهَا
(31) ... وَرَدُّ كُلِّ وَاحِدٍ لأَصلِهِ ... وَاللَّفْظُ فِي نَظِيرِهِ كَمِثْلهِ
(32) ... مُكَمِّلاً مِنْ غَيْرِ مَا تَكَلُفِ ... بِاللُطْفِ فِي النُّطْقِ بِلاَ تَعَسُّف
(33) ... وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ تَرْكِهِ ... إِلاَّ رِيَاضَةُ امْرِئٍ بِفَكِّه(1/4)
التفخيم والترقيق
(34) ... فَرقَّقَنْ مُسْتَفِلاً مِنْ أَحْرُفِ ... وَحَاذِرَنْ تَفْخيِمَ لَفْظِ الأَلِفِ
(35) ... كَهَمْزِ أَلْحَمْدُ أَعُوذُ إِهْدِنَا ... أللَّهَ ثُمَّ لاَمَ لِلَّهِ لَنَا
(36) ... وَلْيَتَلَطَّفْ وَعَلَى اللَّهِ وَلاَ الضْ ... وَالمِيمِ مِنْ مَخْمَصَةٍ وَمِنْ مَرَضْ
(37) ... وَبَاءَ بَرْقٍ بَاطِلٍ بِهِمْ بِذِي ... وَاحْرِصْ عَلَى الشِّدَّةِ وَالجَهْرِ الَّذِي
(38) ... فِيهَا وَفِى الْجِيِمِ كَحُبِّ الصَّبْرِ ... ورَبْوَةٍ اجْتُثَّتْ وَحَجِّ الْفَجْرِ
(39) ... وَبَيِّنَنْ مُقَلْقَلاً إِنْ سَكَنَا ... وَإِنْ يَكُنْ فِي الْوَقْفِ كَانَ أَبْيَنَا
(40) ... وَحَاءَ حَصْحَصَ أَحَطْتُ الْحَقُّ ... وَسِينَ مُسْتَقِيمِ يَسْطُوا يَسْقُوا(1/5)
الراءات
(41) ... وَرَقِّقِ الرَّاءَ إِذَا مَا كُسِرَتْ ... كَذَاكَ بَعْدَ الْكَسْرِ حَيْثُ سَكَنَتْ
(42) ... إِن لَّمْ تَكُنْ مِنْ قَبْلِ حَرْفِ اسْتِعْلاَ ... أَوْ كَانَت الْكَسْرَةُ لَيْسَتْ أَصْلاَ
(43) ... وَالْخُلْفُ فِي فِرْقٍ لِكَسْرٍ يُوجَدُ ... وَأَخْفِ تَكْرِيراً إِذَا تُشَدَّدُ(1/6)
اللامات
(44) ... وَفَخِّم اللاَّمَ مِنِ اسْمِ اللَّهِ ... عَنْ فَتْحٍ او ضَمٍ كَعَبْدُ اللَّهِ
(45) ... وَحَرْفَ الاِسْتِعْلاَءِ فَخِّمِ وَاخْصُصَا ... الاِطْبَاقَ أَقْوَى نَحْوُ قَالَ وَالْعَصَا
(46) ... وَبَيِّنِ الإِطْبَاقَ مِنْ أَحَطتُ مَعْ ... بَسَطتَ وَالخُلْفُ بِنَخْلُقكُّمْ وَقَعْ
(47) ... وَاحْرِصْ علَىَ السُّكُونِ فِي جَعَلْنَا ... أَنْعَمْتَ وَالمَغْضُوبِ مَعْ ضَلَلْنَا
(48) ... وَخَلِّصِ انْفِتَاحَ مَحْذُوراً عَسَى ... خَوْفَ اشْتِبَاهِهِ بِمَحْظُوراً عَصَى
(49) ... وَرَاعِ شِدَّةً بِكَافٍ وَبَتَا ... كَشِرْكِكُمْ وَتَتَوَفَّى فِتْنَتَا
(50) ... وَأَوَّلَىْ مِثْلٍ وَجِنْسٍ إنْ سَكَنْ ... أَدْغِمْ كَقُل رَّبِّ وَبَلَ لاَ وَأَبِنْ
(51) ... فِي يَوْمِ مَعْ قَالُوا وَهُمْ وَقُلْ نَعَمْ ... سَبِّحْهُ لاَ تُزِغْ قُلُوبَ فَالْتَقَمْ(1/7)
الضاد والظاء
(52) ... وَالضَّادَ بِاسْتِطَالَةٍ وَمَخْرَجِ ... مَيِّزْ مِنَ الظَّاءِ وَكُلُّهَا تَجِي
(53) ... في الظَّعْنِ ظِلَّ الظُهْرِ عُظْمِ الْحِفْظِ ... أَيْقَظْ وَانْظُرْ عَظْمِ ظَهْرِ اللَّفْظِ
(54) ... ظَاهِرْ لَظَى شُوَاظِ كَظْمٍ ظَلَمَا ... أُغْلُظْ ظَلامَ ظُفْرٍ انْتَظِرْ ظَمَا
(55) ... أَظْفَرَ ظَنَّاً كَيْفَ جَا وَعَظْ سِوَى ... عِضِينَ ظَلَّ النَّحْلُ زُخْرُفٍ سَوَا
(56) ... وَظَلْتُ ظَلْتُمْ وَبِرُومٍ ظَلُّوا ... كَالْحِجُرِ ظَلَّتْ شُعَرَا نَظَلُّ
(57) ... يَظْلَلْنَ مَحْظُورَاً مَعَ المُحْتَظِر ... وَكُنْتَ فَظَّاً وَجَمِيعٍ النَّظَرِ
(58) ... إِلاَّ بِوَيْلٌ هَلْ و أَولَى نَاضِرَهْ ... وَالْغَيْظِ لاَ الرَّعْدِ وَهُودٍ قَاصِرَهْ
(59) ... وَالْحَظُّ لاَ الْحَضُّ عَلَى الطَّعَامِ ... وَفي ضَنِينٍ الْخلاَفُ سَامِي(1/8)
التحذيرات
(60) ... وَإِنْ تَلاَقَيَا البَيَانُ لاَزِمُ ... أَنْقَضَ ظَهْرَكَ يَعَضُّ الظَّالِمُ
(61) ... وَاضْطُرَّ مَعْ وَعَظْتَ مَعْ أَفَضْتُمُ ... وَصَفِّ هَا جِبَاهُهُم عَلَيْهِمُ(1/9)
الميم والنون المشددتين والميم الساكنة
(62) ... وأَظْهِرِ اْلغُنَّةَ مِنْ نُونٍ وَمِنْ ... مِيمٍ إِذاَ مَا شُدِّدَا وَأَخْفِيَنْ
(63) ... الْمِيمَ إِنْ تَسْكُنْ بِغُنَّةٍ لَدَى ... بَاءٍ عَلَى المُخْتَارِ مِنْ أَهْلِ اْلأَدَا
(64) ... وَاظْهِرَنْهَا عِنْدَ بَاقِي اْلأَحْرُفِ ... وَاحْذَرْ لَدى وَاوٍ وَفَا أنْ تَخْتَفِي(1/10)
التنوين والنون الساكنة
(65) ... وَحُكْمُ تَنْوِينٍ وَنُونٍ يُلْفى ... إِظْهَارٌ ادْغَامٌ وَقَلبٌ اخْفَا
(66) ... فَعِنْدَ حَرْفِ الحَلْقِ أَظْهِرْ وَادَّغِمْ ... فِي اللاَّمِ وَالرَّا لاَ بِغُنَّةٍ لَزِمْ
(67) ... وَأَدْغِمَنْ بِغُنَّةٍ في يُومِنُ ... إِلاَّ بِكِلْمَةٍ كَدُنْيَا عَنْوَنُو
(68) ... وَاْلَقْلبُ عِنْدَ الْبَا بِغُنَّةٍ كذا ... لاِخْفَاء لَدَى بَاقِي الحُرُوفِ أُخِذَا(1/11)
المد والقصر
(69) ... والمدُّ لاَزِمٌ وَ وَاجِبٌ أَتَى ... وَجَاَئزٌ وَهْوَ وَ قَصْرٌ ثَبَتَا
(70) ... فَلاَزِمٌ إِن جَاءَ بَعْدَ حَرْفِ مَدْ ... سَاكِنَ حَالَيْنِ وَبِالطُّولِ يُمَدْ
(71) ... وَوَاجِبٌ إنْ جاءَ قَبْلَ هَمْزَةِ ... مُتَّصِلاً إِنْ جُمِعَا بِكِلْمَةِ
(72) ... وَجَائزٌ إِذَا أَتَى مُنْفَصِلاَ ... أَوْعَرَضَ السُّكُونُ وَقْفاٌ مُسْجَلاَ(1/12)
معرفة الوقوف
(73) ... وَبَعْدَ تَجْوِيدِكَ لِلْحُرُوفِ ... لاَبُدَّ مِنْ مَعْرِفَةِ الْوُقُوفِ
(74) ... وَالاْبِتِدَاءِ وَهْىَ تُقْسَمُ إِذَنْ ... ثَلاَثَةٌ تَامٌ وَكَافٍ وَحَسَنْ
(75) ... وَهْىَ لِمَا تَمَّ فَإنْ لَّمْ يُوجَدِ ... تَعَلُق أَوْ كَانَ مَعْنَى فَابْتَدى
(76) ... فَالتَّامُ فَالْكَافِى وَ لَفْظاً فَامْنَعَنْ ... إِلاَّ رُؤُس الآىِ جَوِّزْ فَالحَسَنْ
(77) ... وَغَيْرُ مَا تَمَّ قَبِيحٌ وَلَهُ ... الوقَفُ مُضْطُرَّاً وَيُبْدَا قَبْلَهُ
(78) ... وَلَيسَ في الْقُرْآنِ مِنْ وَقْفٍ وَجَبْ ... وَلاَ حَرَامٌ غَيْرَ مَالَهُ سَبَبْ(1/13)
المقطوع والموصول وحكم التاء
(79) ... وَاعرِفْ لِمَقْطُوعٍ وَمَوْصُولٍ وَتَا ... فِي مُصْحَفِ الإِمامِ فِيمَا قَدْ أَتَى
(80) ... فَاقْطَعْ بعَشْرِ كَلِمَاتٍ أنْ لاَّ ... مَعْ مَلْجَإٍ وَلاَ إِلهَ إِلاَّ
(81) ... وَتَعْبُدُوا يَاسينَ ثَانِي هُودَ لاَ ... يُشْرِكْنَ تُشْرِكْ يَدْخُلَنْ تَعْلوا عَلَى
(82) ... أَن لاَّ يَقُولُوا لاَ أَقُولَ إِن مَّا ... بِالرَّعْدِ وَالمَفُتُوحَ صِلْ وَعَن مَّا
(83) ... نُهُوا اقْطَعوا مِن مَّا بِرُومٍ وَالنِّسَا ... خُلْفُ المُنَافِقِين أَم مَّنْ أَسَّساَ
(84) ... فُصِّلَتِ الَّنسَا وَذِبْحِ حَيْثُ مَا ... وَأَن لَّمِ المَفْتُوحَ كَسْرُ إِنَّ مَا
(85) ... اَلانْعَامِ وَالمَفْتُوحَ يَدْعُونَ مَعَاَ ... وَخُلْفُ الاَنْفَالِ وَنَحْلٍ وَقَعَا
(86) ... وَكُلَّ مَا سَأَلتُمُوهُ وَاخْتُلِفْ ... رُدُّوا كَذَا قُلْ بِئْسَمَا وَالوَصْلُ صِفْ
(87) ... خَلَفْتُمُوِنى وَاشْتَرَوْا في مَا قْطَعَا ... أُوحِى أَفَضْتُمُ اشْتَهَتْ يَبْلُو مَعَا
(88) ... ثَانِي فَعَلْنَ وَقَعَتْ رُومٌ كِلاَ ... تَنْزِيلُ شُعَرَاءٍ وَغَيْرَ ذي صِلاَ
(89) ... فَأَيْنَمَا كَالنَّحْلِ صِلْ وَ مُخْتَلِفْ ... في الشُّعَرَا الأَحْزَابِ وَالنِّسَا وُصِفْ
(90) ... وَصِلْ فَإِلَّمْ هُودَ أَلْن نَّجْعَلاَ ... نَجْمَعَ كَيْلاَ تَحْزَنُوا تَأْسَوْا عَلَى
(91) ... َحجُّ عَلَيْكَ حََرجٌ وَقَطَعْهُمْ ... عَن مَّن يَشَاءُ مَن تَوَلَّى يَوْمَ هُمْ
(92) ... ومَالِ هَذَا وَالَّذينَ هَؤْلاَ ... تَحِينَ في الإِمَامِ صِلْ وَوُهِّلاَ
(93) ... وَوَزَنُوهُمُ وَكَالُوهُمُ صِلِ ... كَذاَ مِنَ أل وَهَا وَيَا لاَ تَفْصِلِ(1/14)
التاءات
(94) ... وَرَحْمَتُ الزُّخْرُفِ بِالتَا زَبرَهْ ... الاَعْرَافِ رُومٍ هُودٍ كَافِ الْبَقَرَهْ
(95) ... نعْمَتُهَا ثَلاَثُ نَحْلٍ ابْرَهَمْ ... مَعَا أَخِيرَاتُ عُقُودُ الثَّانِ هَمْ
(96) ... لُقْمَانُ ثُمّ فَاطِرٌ كَالطُّورِ ... عَمِرَانُ لَعْنَتَ بِهَا وَالنُّورِ
(97) ... وَامْرَأَتٌ يُوسُفَ عِمْرَانَ الْقَصَصْ ... تَحْرِيمَ مَعْصِيَتْ بِقَدْ سَمِعْ يُخَصْ
(98) ... شَجَرَتَ الدُّخِانِ سُنَّتْ فَاطِرِ ... كُلاً وَالاَنْفَالَ وَحرفَ غَافرِ
(99) ... قُرَّتُ عَيْنٍ جَنّتٌ في وَقَعَتْ ... فِطْرَتْ بَقِيَّتْ وَابْنَتْ وَكَلِمَتْ
(100) ... أَوْسَطَ اَلاعْرَافِ وَكُلُّ مَا اخْتُلِفْ ... جَمْعَا وَفَرْداً فيهِ بِالتَاءِ عُرِفْ(1/15)
همز الوصل
(101) ... وَابْدَأُ بِهَمْزِ الْوَصْلِ مِنْ فِعْلٍ بِضَمْ ... إنْ كَانَ ثَالِثٌ مِنَ الْفِعْلِ يُضَمْ
(102) ... وَاكْسِرْهُ حَالَ الْكَسْرِ وَالْفَتْحِ وَفِى ... الاَسْمَاءِ غَيْرَ اللاَّمِ كَسْرَهَا وَفِى
(103) ... ابْنٍ مَعَ ابْنَةِ امْرِىءٍ وَاثْنَيْنِ ... وَامْرَأةٍ وَاسْمٍ مَعَ اثْنَتَيْنِ
(104) ... وَحَاذِرِ الْوَقْفَ بِكُلِّ الحَرَكَهْ ... إِلاَّ إِذَا رُمْتَ فَبَعْضُ حَرَكَهْ
(105) ... إِلاَّ بِفَتْحٍ أَوْ بِنَصْبٍ وَأَشِمْ ... إِشَارَةً بِالضَّمْ فِي رَفْعٍ وَضَمْ(1/16)
الخاتمة
(106) ... وَقَدْ تَقَضَّى نَظْمِىَ المُقَدَّمَهْ ... مِنَّى لِقَارِئِ القُرَآنِ تَقْدِمَهْ
(107) ... أَبْيَاتُهَا قَافٌ وَزَاىٌ فِي الْعَدَدْ ... مِنْ يُحْسِنِ التَّجْوِيدَ يَظْفَرْ بِالرَّشَدْ
(108) ... وَالحَمْدُ لِلِه لَهَا خِتامُ ... ثُمَّ الصَّلاَةُ بَعْدُ وَالسَّلاَمُ
(109) ... عَلَى النَّبِىِّ المُصْطَفى وَآلِهِ ... وَصَحْبِهِ وتابعِ منوالهِ
تم بحمد الله متن الجزرية
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وتقضي الحاجات(1/17)
بسم الله الرحمن الرحيم
( قل الحمد لله الذي وحده علا ... ومجده واسأل عونه وتوسلا )
( وصل على خير الأنام محمد ... وسلم وآل والصحاب ومن تلا )
( وبعد فخذ نظمي حروف ثلاثة ... تتم بها العشر القراءات وانقلا )
( كما هو في تحبير تيسير سبعها ... فأسال ربي أن يمن فتكملا )
( أبو جعفر عنه ابن وردان ناقل ... كذاك ابن جماز سليمان ذو العلا )
( ويعقوب قل عنه رويس وروحهم ... وإسحاق مع إدريس عن خلف تلا )
( لثان أبو عمرو والاول نافع ... وثالثهم مع أصله قد تأصلا )
( ورمزهم ثم الرواة كأصلهم ... فإن خالفوا أذكر وإلا فأهملا )
( وإن كلمة أطلقت فالشهرة اعتمد ... كذلك تعريفا وتنكيرا أسجلا ) (1/159)
باب البسملة وأم القرآن
( وبسمل بين السورتين ( أ ) ئمة ... ومالك ( ح ) ز ( ف ) ز والصراط ( ف ) أسجلا )
( وبالسين ( ط ) ب واكسر عليهم إليهم ... لديهم ( ف ) تى والضم في الهاء ( ح ) للا )
( عن الياء إن تسكن سوى الفرد واضمم إن ... تزل ( ط ) اب إلا من يولهم فلا )
( وصل ضم ميم الجمع ( أ ) صل وقبل ساكن ... اتبعا ( ح ) ز غيره أصله تلا ) (1/160)
الإدغام الكبير
( وبالصاحب ادغم ( ح ) ط وأنساب ( ط ) ب نسبحك ... نذكرك إنك جعل خلف ذا ولا )
( بنحل قبل مع أنه النجم مع ذهب ... كتاب بأيديهم وبالحق أولا )
( و ( أ ) د محض تأمنا تمارى ( ح ) لا تفكروا ... ( ط ) ب تمدونن ( ح ) وى أظهرن ( ف ) لا )
( كذا التاء في صفا وزجرا وتلوه ... وذروا وصبحا عنه بيت ( ف ) ي ( ح ) لا ) (1/161)
هاء الكناية
( وسكن يؤده مع نوله ونصله ... ونؤته وألقه ) آ ) ل والقصر ( ح ) ملا )
( كيتقه وامدد ( ج ) د ( ح ) ز وسكن ( ب ) ه ويرضه ... ( ج ) ا وقصر ( ح ) م والاشباع ( ب ) جلا )
( ويأته ( أ ) تى ( ي ) سر وبالقصر ( ط ) ف وأرجه ... ( ب ) ن وأشبع ( ج ) د وفي الكل ( ف ) انقلا )
( وفي يده اقصر ( ط ) ل و ( ب ) ن ترزقانه ... وها أهله قبل امكثوا الكسر ( ف ) صلا ) (1/161)
المد والقصر
( ومدهم وسط وما انفصل اقصرن ... ( أ ) لا ( ح ) ز وبعد الهمز واللين ( أ ) صلا ) (1/162)
الهمزتان من كلمة
( لثانيهما حقق ( ي ) مينا وسهلن ... بمد ( أ ) تى والقصر في الباب ( ح ) للا )
( ءآمنتم اخبر ( ط ) ب وإنك لأنت ( إ ) ذا ... ءأن كان ( ف ) د واسأل مع اذهبتم ( ا ) ذ ( ح ) لا )
( وأخبر في الاولى إن تكرر ( إ ) ذا سوى ... إذا وقعت مع أول الذبح فاسألا )
( وفي الثان أخبر ( ح ) ط سوى العنكب اعكسا ... وفي النمل الاستفهام ( ح ) م فيهما كلا ) (1/162)
الهمزتان من كلمتين
( وحال اتفاق سهل الثان ( إ ) ذ ( ط ) را ... وحققهما كالاختلاف ( ي ) عي ولا ) (1/163)
الهمز المفرد
( وساكنه حقق ( ح ) ماه وأبدلن ... ( إ ) ذن غير أنبئهم ونبئهم فلا )
( ورؤين فأدغمه كرؤيا جميعه ... وأبدل يؤيد ( ج ) د ونحو مؤجلا )
( كذاك قري استهزي وناشية ريا ... نبوي يبطي شانئك خاسئا ( أ ) لا )
( كذا ملئت والخاطئة مائة فئة ... فأطلق له والخلف في موطئا ) أ ) لا )
( ويحذف مستهزون والباب مع تطو ... يطوا متكا خاطين متكئي ( أ ) لا )
( كمستهزءي منشون خلف ( ب ) دا وجزء ... ءا ادغم كهيه والنسي وسهلا )
( أريت وإسرائيل كائن ومد ( أ ) د ... مع الاءها أنتم وحققهما ( ح ) لا )
( لئلا ( أ ) جد باب النبوءة والنبي ... ي أبدل له والذئب أبدل ( ف ) يجملا ) (1/163)
النقل والسكت والوقف على الهمز
( ولا نقل إلا الآن مع يونس ( ب ) دا ... وردءا وأبدل ( أ ) م ملء ( ب ) ه انقلا )
( من استيرق ( ط ) يب وسل مع فسل ( ف ) شا ... وحقق همز الوقف والسكت أهملا ) (1/164)
الإدغام الصغير
( وأظهر إذ مع قد وتاء مؤنث ... ( أ ) لا ( ح ) ز وعند الثاء للتاء ( ف ) صلا )
( وهل بل ( ف ) تى هل مع ترى ولبا بفا ... نبذت وكغفر لي يرد صاد ( ح ) ولا )
( أخذت ( ط ) لا وأورثت ( ح ) م ( ف ) د لبثت عنهما ... وادغم مع عذت ( أ ) ب ذا اعكسن ( ح ) لا )
( ويسين نون أدغم ( ف ) دا ( ح ) ط وسين ميم ... ( ف ) ز يلهث اظهر ( أ ) ذوفي اركب ( ف ) شا ( أ ) لا ) (1/164)
النون الساكنة والتنوين
( وغنة يا والواو ( ف ) ز وبغين خا ( ا ) تل ... الاخفا سوى ينغض يكن منخنق ( أ ) لا ) (1/165)
الفتح والإمالة
( وبالفتح قهار البوار ضعاف معه ... عين الثلاثي ران شا جاء ميلا )
( كالابرار رؤيا اللام توراة ( ف ) د ولا ... تمل ( ح ) ز سوى أعمى بسبحان أولا )
( و ( ط ) ل كافرين الكل والنمل ) ح ) ط وياء ... ياسين ( ي ) من وافتح الباب ( إ ) ذ علا ) (1/165)
الراءات واللامات والوقف على المرسوم
( كقالون راآت ولامات ( ا ) تلها ... وقف يا أبه بالها ( أ ) لا ( ح ) م ولم ( ح ) لا )
( وسائرها كالبز مع هو وهي وعنه ... نحو عليهنه إليه روى الملا )
( وذو ندبة مع ثم ( ط ) ب ولها احذفن ... بسلطانيه مالي وما هي موصلا )
( ( ح ) ماه وأثبت ( ف ) ز كذا احذف كتابيه ... حسابي تسن اقتد لدى الوصل ( ح ) فلا )
( وأيا بأيا ما ( ط ) وى وبما ( ف ) دا ... وبالياء إن تحذف لساكنه ( ح ) لا )
( كتغن النذر من يؤت واكسر ولام مال ... مع ويكأنه ويكأن كذا تلا ) (1/165)
ياءات الإضافة
( كقالون ( أ ) د لي دين سكن وإخوتي ... ورب افتح ( أ ) صلا واسكن الباب ( ح ) ملا )
( سوى عند لام العرف إلا الندا وغير ... محياي من بعدي اسمه واحذفا ولا )
( عبادي لا ( ي ) سمو وقومي افتحا له ... وقل لعبادي ( ط ) ب ( ف ) شا وله ولا )
( لدى لام عرف نحو ربي عباد لا الندا ... مسني آتاني أهلكني ملا ) (1/166)
ياءات الزوائد
( وتثبت في الحالين لا يتقي بيوسف ... ( ح ) ز كروس الآي والحبر موصلا )
( يوافق ما في الحرز في الداع واتقون ... تسئلن تؤتوني كذا احشون مع ولا )
( وأشركتمون الباد تخزون قد هدان ... واتبعوني ثم كيدون وصلا )
( دعاني وخافوني وقد زاد فاتحا ... يردن بحاليه وتتبعن ألا )
( تلاقي التنادي ( ب ) ن عبادي اتقوا ( ط ) ما ... دعاء ) ا ) تل واحذف مع تمدونني ( ف ) لا )
( وآتان نمل ( ي ) سر وصل وتمت الأصول ... بعون الله درا مفصلا ) (1/167)
باب فرش الحروف سورة البقرة
( حروف التهجي افصل بسكت كحا ألف ... ( أ ) لا يخدعون ( ا ) علم ( ح ) جى واشمما ( ط ) لا )
( بقيل وما معه ويرجع كيف جا ... إذا كان للأخرى فسم ( ح ) لا علا )
( والامر ( ا ) تل واعكس أول القص وهو هي ... يمل هو ثم هو اسكنا ( أ ) د و ( ح ) ملا )
( فحرك و ( أ ) ين اضمم ملائكة اسجدوا ... أزل ( ف ) شا لا خوف بالفتح ( ح ) ولا )
( وعدنا ( ا ) تل بارئ باب يأمر أتم ( ح ) م ... أسارى ( ف ) دا خف الأماني مسجلا )
( ( أ ) لا يعبدوا خاطب ( ف ) شا يعملون قل ... ( ح ) وى قبله ( أ ) صل وبالغيب ( ف ) ق ( ح ) لا )
( وقل حسنا معه تفادوا وننسها ... وتسأل ( ح ) وى والضم والرفع ( أ ) صلا )
( وكسر اتخذ ( أ ) د سكن أرنا وأرن ( ح ) ز ... خطاب يقولوا ( ط ) ب وقبل ومن ( ح ) لا )
( وقبل ( ي ) عي ( إ ) ذغب ( ف ) تى ويرى ( ا ) تل خاطبا ... ( ح ) ز وأن اكسر معا ( ح ) ائز ( ا ) لعلا )
( وأول يطوع ( ح ) لا الميتة اشددا ... وميته وميتا ( أ ) د والانعام ( ح ) للا )
( وفي حجرات ( ط ) ل وفي الميت ( ح ) ز وأو ... ول الساكنين اضمم ( ف ) تى وبقل ( ح ) لا )
( بكسر وطاء اضطر فاكسره ( آ ) منا ... ورفعك ليس البر ( ف ) وز وثقلا )
( ولكن وبعد انصب ( أ ) لا اشدد لتكملوا ... كموص ( ح ) ما والعسر واليسر أثقلا )
( والاذن وسحقا الاكل ( إ ) ذ أكلها الرعب ... وخطوات سحت شغل رحما ( ح ) وى ( ا ) لملا )
( ونذرا ونكرا رسلنا خشب سبلنا ... ( ح ) ما عذرا أو ( ي ) ا قربة سكن ( ا ) لملا )
( بيوت اضمما وارفع رفث وفسوق مع ... جدال وخفض في الملائكة ( ا ) نقلا )
( ليحكم جهل حيث جا ويقول فانصب ... ( ا ) علم كثير البا ( ف ) دا وانصبوا ) ح ) لا )
( قل العفو واضمم أن يخافا ( ح ) لا ( أ ) ب ... وفتح ( ف ) تى واقرأ تضار كذا ولا )
( يضار بخف مع سكون وقدره ... فحرك ( إ ) ذا وارفع وصية ( ح ) ط ( ف ) لا )
( يضاعفه انصب ( ح ) ز وشدده كيف جا ... ( إ ) ذا ( ح ) م ويبصط بصطة الخلق ( ي ) عتلا )
( عسيت ) ا ) فتح اذ غرفه يضم دفاع ( ح ) ز ... وأعلم ( ف ) ز واكسر فصرهن ( ط ) ب ( أ ) لا )
( نعما ( ح ) ز اسكن ( أ ) د وميسرة افتحا ... كيحسب ( أ ) د واكسره ( ف ) ق فأذنوا ولا )
( وبالفتح أن تذكر بنصب ( ف ) صاحة ... رهان ( ح ) مى يغفر يعذب ( ح ) ما ( ا ) لعلا )
( برفع يفرق ياء يرفع من يشاء ... يوسف يسلكه يعلمه ( ح ) لا ) (1/168)
سورة آل عمران
( يرون خطابا ( ح ) ز و ( ف ) ز يقتلوا تقية ... مع وضعت ( ح ) م وأن افتحا ( ف ) لا )
( يبشر كلا ( ف ) د قل الطائر ( ا ) تل طائرا ... ( ح ) ز نوفي اليا ( ط ) وى افتح لما ( ف ) لا )
( ويأمركم فانصب وقل يرجعون ( ح ) م ... وحج اكسرن واقرأ يضركم ( أ ) لا )
( وقاتل مت اضمم جميعا ( أ ) لا يغل ... ل جهل ( ح ) مى والغيب يحسب ( ف ) ضلا )
( بكفر وبخل الآخر اعكس بفتح با ... كذي فرح واشدد يميز معا ( ح ) لا )
( ويحزن فافتح ضم كلا سوى الذي ... لدى الأنبيا فالضم والكسر ( أ ) حفلا )
( سنكتب مع ما بعد كالبصر ( ف ) ز يبيينن ... يكتموا خاطب ( ح ) نا خففوا ( ط ) لا )
( يغرنك يحطم نذهب أو نرينك يستخفن ... وشدد لكن للذ معا ) أ ) لا ) (1/170)
سورة النساء
( والارحام فانصب أم كلا كحفص ( ف ) ق ... فواحدة معه قياما وجهلا )
( أحل ونصب الله والللات ( ا ) ذ يكن ... فأنث وأشمم باب أصدق ( ط ) ب ولا )
( ولا يظلموا ( أ ) د ( يا ) و ( ح ) ز حصرت فنون ... انصب وأخرى مؤمنا فتحه ( ب ) لا )
( وغير انصبا ( ف ) ز نون يؤتيه ( ح ) ط ويد ... خلوا سم ( ط ) ب جهل كطول وكاف ( أ ) لا )
( وفاطر مع نزل وتلويه سم ( ح ) م ... وتلووا ( ف ) دا تعدوا اتل سكن مثقلا ) (1/171)
سورة المائدة
( وشنآن سكن ) ا ) وف إن صد فافتحا ... وأرجلكم فانصب ( ح ) لا الخفض ( أ ) عملا )
( من اجل اكسر انقل ( ا ) د وقاسية عبد ... وطاغوت وليحكم كشعبة ( ف ) صلا )
( ورفع الجروح ( ا ) علم وبالنصب مع جزاء ... نون ومثل ارفع رسالات ( ح ) ولا )
( مع الأولين اضمم غيوب عيون مع ... جيوب شيوخا ( ف ) د ويوم ارفع ( ا ) لملا ) (1/172)
سورة الأنعام
( ويصرف فسمي يحشر اليا يقول مع ... سبأ لم يكن وانصب نكذب والولا )
( ( ح ) وى ارفع يكن أنث ( ف ) دا يعقلوا وتحت ... خاطب كياسين القصص يوسف ) ح ) لا )
( فتحنا وتحت اشدد ) أ ) لا ( ط ) ب والانبيا ... مع اقتربت ( ح ) ز ) ا ) ذ ويكذب ( أ ) صلا )
( و ( ح ) ز فتح إنه مع فإنه و ( ف ) ائز ... توفته واستهوته ينجي فثقلا )
( بثان أتى والخف في الكل ( ح ) ز وتحت ... صاد ( ي ) رى والرفع آزر ( ح ) صلا )
( هنا درجات النون يجعل وبعد خاطبا ... درست واضمم عدوا ( ح ) لا حلا )
( و ( ط ) ب مستقر افتح واكسر انها ويؤمنوا ... ( ف ) د و ( ح ) بر سم حرم فصلا )
( و ( ح ) ز كلمت والياء يحشرهم ( ي ) د ... يكون كن أنث وميتة ( ا ) نجلا )
( برفع معا عنه وذكر يكون ( ف ) ز ... وخف وأن ( ح ) فظ وقل فرقوا ( ف ) لا )
( وعشر فنون وارفع امثالها ( ح ) لا ... كذا الضعف وانصب قبله نونا ( ط ) لا ) (1/173)
سورة الأعراف والأنفال
( هنا تخرجوا سمى ( ح ) مى نصب خالصه ... ( أ ) تى تفتح اشدد مع أبلغكم ( ح ) لا )
( يغشي له أن لعنة اتل كحمزة ... ولا يخرج اضمم واكسر الخلف ( ب ) جلا )
( وخفض إله غيره نكدا ( أ ) لا افتحن ... يقتلوا مع يتبع اشدد وقل علا )
( له ورسالت ( ي ) حل واضمم حلي ( ف ) د ... و ( ح ) ز حليهم تغفر خطيئات ( ح ) ملا )
( كورش يقولوا خاطبن ( ح ) م ويلحد واضمم ... اكسر كحا ( ف ) د ضم طا يبطش ) ا ) سجلا )
( وقصر أنا مع كسر ( ا ) علم ومرد في افتحن ... موهن واقرأ يغشي انصب الولا )
( ( ح ) لا يعملوا خاطب طرى حي أظهرن ... ( ف ) تى ( ح ) ز ويحسب ( أ ) د وخاطب ( ف ) اعتلا )
( وفي ترهبوا اشدد ( ط ) ب وضعفا فحرك امدد ... اهمز بلا نون أسارى معا ( أ ) لا )
( يكون فأنث ( إ ) ذ ولاية ذي افتحن ... ( ف ) تى واقرإ الأسرى ( ح ) ميدا محصلا ) (1/174)
سورة التوبة ويونس وهود عليهما الصلاة والسلام
( وقل عمرة معها سقاة الخلاف ( ب ) ن ... عزير فنون ( ح ) ز وعين عشر ( أ ) لا )
( فسكن جميعا وامدد اثنا يضل ( ح ) ط ... بضم وخف اسكن مع الفتح مدخلا )
( وكلمة فانصب ثانيا ضم ميم يلمز ... الكل ( ح ) ز والرفع في رحمة ( ف ) لا )
( وفي المعذرون الخف والسوء فافتحا ... والانصار فارفع ( ح ) ز وأسس والولا )
( فسم انصب ( ا ) تل افتح تقطع ( إ ) ذ ( ح ) مى ... وبالضم ( ف ) ز إلا أن الخف قل إلى )
( يرون خطابا ( ح ) ز وبالغيب ( ف ) د يزيغ ... أنث ( ف ) شا افتح إنه يبدؤ ( ا ) نجلا )
( وقل لقضى ( ك ) الشام ( ح ) م يمكروا ( ي ) د ... وينشركم ( إ ) ذ قطعا ( ا ) سكن ( ح ) لا حلا )
( يهدي سكون الهاء ( إ ) ذ كسرها ( ح ) وى ... وفليفرحوا خاطب ( ط ) لا يجمعوا ( ط ) لا )
( ( إ ) ذ أصغر ارفع ( ح ) ق مع شركاؤكم ... كأكبر ووصل فاجمعوا افتح ( ط ) وى اسئلا )
( أالسحر ( أ ) م أخبر ( ح ) لا وافتح ( ا ) تل ( ف ) اق ... إني لكم إبدال بادىء ( ح ) ملا )
( عمل غير ( ح ) بر كالكسائي ونونوا ... ثمود ( ف ) دا واترك ( ح ) ما سلم ( ف ) انقلا )
( سلام ويعقوب ارفعن ( ف ) ز ونصب ( ح ) افظ ... امرأتك إن كلا ( ا ) تل مثقلا )
( ولما مع الطارق ( أ ) تى وبيا وزخرف ... ( ج ) د وخف الكل ( ف ) ق زلفا ( أ ) لا )
( بضم وخفف واكسرن بقية ( ج ) نا ... وما يعملوا خاطب مع النمل ( ح ) فلا ) (1/175)
سورة يوسف - عليه الصلاة و السلام - والرعد
( ويا أبت افتح ( أ ) د ويرتع وبعد يا ... وحاشا بحذف وافتح السجن أولا )
( ( ح ) مى كذبوا ( ا ) تل الخف نجي ( ح ) امد ... ويسقى مع الكفار صد اضمما ( ح ) لا ) (1/177)
ومن سورة إبراهيم عليه السلام إلى سورة الكهف
( و ( ط ) ب رفع الله ابتداء كذا اكسرن ... ن أنا صببنا واخفض افتحه موصلا )
( يضل اضمما لقمان ( ح ) ز غيرها ( ي ) د ... و ( ف ) ز مصرخي افتح علي كذا ( ح ) لا )
( ويقنط كسر النون ( ف ) ز وتيشرون ... فافتح ( أ ) با ينزل وما بعد ( ي ) جتلا )
( كما القدر شق افتح تشاقون نونه ( ا ) تل ... يدعون ( ح ) فظ مفرطون اشدد ( ا ) لعلا )
( ونسقيكم افتح ( ح ) م وأنث ( إ ) ذا ويجحدون ... فخاطب ( ط ) ب كذاك يروا ( ح ) لا )
( وينزل عنه اشدد ليجزي نون ( إ ) ذ ... ويتخذوا خاطب ( ح ) لا ( ي ) خرج ( ا ) نجلا )
( ( ح ) وى اليا وضم افتح ( أ ) لا افتح وضم ( ح ) ط ... و ( ح ) ز مد آمرنا يلقاه ( أ ) وصلا )
( وأف افتحن ( ح ) قا وقل خطأ ( أ ) تى ... ونخسف نعيد اليا ونرسل ( ح ) ملا )
( ونغرق ( ي ) م أنث ( ا ) تل ( ط ) ما وشددد ... الخلف ( ب ) ن والريح بالجمع ( أ ) صلا )
( كصاد سبأ والأنبيا ناء ( أ ) دمعا ... خلافك مع تفجر لنا الخف ( ح ) ملا ) (1/177)
سورة الكهف
( وتزور ( ح ) ز واكسر بورق كثمره ... بضمي ( ط ) وى فتحا ( ا ) تل ( ي ) اثمر ( إ ) ذ ( ح ) لا )
( ومدك لكنا ( أ ) لا ( ط ) ب نسير الجبال ... كحفص الحق بالخفض ( ح ) للا )
( وكنت افتح اشهدنا وحامية وضم ... متي قبلا ( أ ) د يا يقول ( ف ) كملا )
( زكية ي ( س ) موا كل يبدل خف ( ح ) ط ... جزاء كحفص ضم سدين ( ح ) ولا )
( كسدا هنا آتون بالمد ( ف ) اخر ... وعنه فما اسطاعوا يخفف فاقبلا ) (1/178)
ومن سورة مريم عليها السلام إلى سورة الفرقان
( يرث رفع ( ح ) ز واضمم عتيا وبابه ... خلقتك ( ف ) د والهمز في لأهب ( أ ) لا )
( ونسيا بكسر ( ف ) ز ومن تحتها اكسر اخفضا ... ( ي ) عل تساقط فذكر ( ح ) لا حلا )
( وشدد ( ف ) تى قول انصبا ( ح ) ز وأن فاكسر ... ( ي ) حل نورث شد ( ط ) ب يذكر ( ا ) عتلا )
( و ( ف ) ز ولدا لا نوح فافتح يكاد أنث ... إني أنا افتح ( أ ) د وبالكسر ( ح ) ط ولا )
( أنا اخترت ( ف ) د سكن لتصنع واجز من ... كنخلفه أسنى اضمم سوى ( ح ) م و ( ط ) ولا )
( فيسحت ضم اكسر وبالقطع أجمعوا ... وهذان ( ح ) ز أنث تخيل ( ي ) جتلى )
( و ( ف ) ز لا تخاف ارفع وإثري اكسر اسكنن ... كذا اضمم حملنا واكسر اشدد ( ط ) ما ولا )
( لنحرق سكن خفف ( ا ) علمه وافتحوا ... وضم ( ب ) دا ننفخ بيا ( ح ) ل مجهلا )
( ويقضى بنون سم وانصب كوحيه ... ليعقوبهم وافتح وإنك لا ( ا ) نجلا )
( وزهرة فتح الها ( ح ) لا يأتهم ( ب ) دا ... و ( ط ) ب نون يحصن أنثن ( أ ) د وجهلا )
( مع الياء نقدر ( ح ) ز حرام ( ف ) شا وأن ... نثن جهلن نطوي السماء ( ا ) رفع العلا )
( وبا رب ضم اهمز معا ربأت ( أ ) تى ... ليقطع ليقضوا أسكنوا اللام ( ي ) ا ( أ ) لا )
( ولؤلؤ انصب ذي وأنث ينال فيهما ... ومعاجزين بالمد ( ح ) للا )
( ويدعون الاخرى فتح سينا ( ح ) مى وتنبت ... افتح بضم ( ي ) حل هيهات ( إ ) ذ كلا )
( فللتا اكسرن والفتح والضم تهجرون ... تنوين تترا ( إ ) ذهل و ( ح ) لا بلا )
( وإنهم افتح ( ف ) د وقال معا ( ف ) تى ... وخفف فرضنا أن معا وارفع الولا )
( ( ح ) لا اشددهما بعد انصبا غضب افتحن ... ن ضادا وبعد الخفض في الله ( أ ) وصلا )
( ولا يتأل ( ا ) علم وكبره ضم حط ... وغير انصب ( إ ) ذ دري اضمم مثقلا )
( ( ح ) مى ( ف ) د توقد يذهب اضمم بكسر ( ا ) د ... ويحسب خاطب ( ف ) ق و ( ح ) ق ليبدلا ) (1/179)
ومن سورة الفرقان إلى سورة الروم
( ونحشر يا ( ح ) ز ( إ ) ذ وجهل بنتخذ ... ( أ ) لا اشدد تشقق جمع ذرية ( ح ) لا )
( ويأمر خاطب ( ف ) د يضيق وعطفه انصبن ... وأتباعك ( ح ) لا خلق ( أ ) وصلا )
( نزل شد بعد انصب ونون سبأ شهاب ... ( ح ) ز مكث ( ا ) فتح ( ي ) ا و ألا ( ا ) تل ( ط ) ب ألا )
( وأنا وأن افتح حلا و ( ط ) را خطاب ... يذكروا أدرك ( أ ) لا هاد والولا )
( فتى يصدر افتح ضم ( أ ) د واضمم اكسرن ... ( ح ) لا ويصدق ( ف ) د فذانك ( ي ) عتلا )
( ويجبى فأنث ( ط ) ب وسم خسف ونشأة ... ( ح ) افظ وانصب مودة ( ي ) عتلا )
( ونونه وانصب بينكم في ( ف ) صاحة ... ومع ويقول النون ول كسره ( ا ) نقلا ) (1/181)
سورة الروم ولقمان - عليه السلام - والسجدة
( و ( ط ) ب يرجعوا خاطب لتربوا وضم ( ح ) ز ... يذيقهم نون ( ي ) عي كسفا ( ا ) نقلا )
( وضعفا بضم رحمة نصب فز ويتخذ ... ( ح ) ر تصعر ( إ ) ذ ( ح ) مى نعمة ( ح ) لا )
( ( و ) إذ خلقه الاسكان أخفى ( ح ) مى وفتحه ... مع لما ( ف ) صل وبالكسر ( ط ) ب ولا ) (1/182)
سورة الأحزاب وسبأ وفاطر
( معا يعملوا خاطب ( ح ) لا والظنون قف ... مع اختيه مدا ( ف ) ق ويساءلوا ( ط ) لا )
( وساداتنا اجمع بينات ( ح ) وى وعا ... لم قل ( ف ) تى وارفع ( ط ) ما وكذا ( ح ) لا )
( أليم ومنسأته ( ح ) مى الهمز فاتحا ... تبينت الضمان والكسر ( ط ) ولا )
( كذا إن توليتم و ( ف ) ق مسكن اكسرن ... نجازي اكسرن بالنون بعد انصبا ( ح ) لا )
( كذلك نجزي كل باعد ربنا افتح ... ارفع أذن فزع يسمي ( ح ) مى كلا )
( و ( ف ) ه غرفات اجمع تناوش واو ( ح ) م ... وغير اخفضن تذهب فضم اكسرن ( أ ) لا )
( له نفسك انصب ينقص افتح وضم ( ح ) ز ... وفي السيء اكسر همزه ( ف ) تبجلا ) (1/182)
سورة يس والصافات
( أئن فافتحن خفف ذكرتم وصيحة ... وواحدة كانت معا فارفع ( ا ) لعلا )
( ونصب القمر ( إ ) ذ ( ط ) اب ذرية اجمعا ... ( ح ) مى يخصمون اسكن ( أ ) لا اكسر فتى ( ح ) لا )
( وشدد ( ف ) شا واقصر ( أ ) با فاكهين فا ... كهو ضم باجبلا ( ح ) لا اللام ثقلا )
( ( ي ) هن ننكس افتح ضم خفف ( ف ) دا و ( ح ) ط ... لينذر خاطب يقدر الحقف ( ح ) ولا )
( و ( ط ) اب هنا واحذف لتنوين زينة ... ( ف ) تى واسكنن أو ( أ ) د وكالبز ( أ ) وصلا )
( تناصروا اشدد تا تلظى ( ط ) وى يزف ... فافتح ( ف ) تى والله رب انصبا ( ح ) لا )
( ورب وإل ياسين كالبصر ( أ ) د وكالمديني ... ( ح ) لا وصل اصطفى ( أ ) صله اعتلا ) (1/183)
ومن سورة ص إلى سورة الأحقاف
( ليدبروا خاطب وفا خف نصب صاده ... اضمم ( أ ) لا وافتحه والنون ( ح ) ملا )
( و ( ح ) ز يوعدوا خاطب و ( أ ) د كسر أنما ... أمن شدد ( ا ) علم ( ف ) د عباده ( أ ) وصلا )
( وقل حسرتاي ( ا ) علم وفتح ( ج ) نا وسكن ... الخلف ( ب ) ن يدعوا ( ا ) تل أو أن وقلب لا )
( تنونه واقطع أدخلوا ( ح ) م سيدخلون ... جهل ( أ ) لا ( ط ) ب أنثن ينفع ( ا ) لعلا )
( سواء ( أ ) تى اخفض ( ح ) ز ونحسات كسر حا ... ونحشر أعدا اليا ( أ ) تل وارفع مجهلا )
( وبالنون سمي ( ح ) م يبشر ( ف ) ي ( ح ) ما ... ويرسل يوحي انصب ( أ ) لا عند ( ح ) ولا )
( وجئناكم سقفا كبصر ( إ ) ذا و ( ح ) ز ... كحفص نقيض يا وأسورة ( ح ) لا )
( وفي سلفا فتحان ضم يصد ( ف ) ق ... ويلقوا كسال الطور بالفتح ( أ ) صلا )
( وطب يرجعون النصب في قيله فشا ... وتغلي فذكر ( ط ) ل وضم اعتلوا ( ح ) لا )
( وبالكسر ( إ ) ذ آيات اكسر معا ( ح ) مى ... وبالرفع ( ف ) وز خاطبا يؤمنوا ( ط ) لا )
( لنجزي بيا جهل ( أ ) لا كل ثانيا ... بنصب ( ح ) وى والساعة الرفع ( ف ) صلا ) (1/184)
ومن سورة الأحقاف إلى سورة الرحمن عز و جل
( و ( ح ) ز فصله كرها يرى والولا كعاصم ... تقطعوا أملي اسكن الياء ( ح ) للا )
( ونبلوا كذا ( ط ) ب يؤمنوا والثلاث خاطبا ... ( ح ) ز سنؤتيه بنون ( ي ) لي ولا )
( و ( ح ) ط يعملوا خاطب وفتحا تقدموا ... ( ح ) وى حجرات الفتح في الجيم ( أ ) عملا )
( وإخوتكم ( ح ) رز ونون يقول ( أ ) د ... وقوم انصبا ( ح ) فظا وواتبعت ( ح ) لا )
( وبعد ارفعا والصاد في بمصيطر ... مع الجمع ( ف ) د و ( ا ) لحبر كذب ثقلا )
( كتا اللات ( ط ) ل تمرونه ( ح ) م ومستقرر ... اخفض ( إ ) ذا ستعلموا الغيب ( ف ) صلا ) (1/186)
ومن سورة الرحمن - عز و جل - إلى سورة الامتحان
( ( ف ) شا المتشآت افتح نحاس ( ط ) وى وحور ... عين ( ف ) شا واخفض ( أ ) لا شرب ( ف ) صلا )
( بفتح فروح اضمم ( ط ) وى و ( ح ) مى أخذ ... وبعد كحفص أنظروا واضمم وصل ( ف ) لا )
( ويؤخذ أنث ( إ ) ذ ( ح ) ما نزل اشدد ( ا ) ذ ... وخاطب يكون ( ط ) ب وآتاكم ( ح ) لا )
( ويظاهروا كالشام أنث معا يكون ... دولة ( إ ) ذ رفع وأكثر ( ح ) صلا )
( و ( ف ) ز يتناجوا ينتجوا مع تنتجوا ... ( ط ) وى يخربوا خففه مع جدر ( ح ) لا ) (1/186)
ومن سورة الامتحان إلى سورة الجن
( ويفصل مع أنصار ( ح ) او كحفصهم ... لووا ثقل ( أ ) د والخف ( ي ) سري أكن ( ح ) لا )
( ويجمعكم نون ( ح ) مى وجد كسر ( ي ) ا ... تفاوت ( ف ) د تدعون في تدعوا ( ح ) لا )
( و ( ح ) ط يؤمنوا يذكروا يسأل اضمما ... ( أ ) لا وشهادات خطيئات ( ح ) ملا ) (1/187)
ومن سورة الجن إلى سورة المرسلات
( وأنه تعالى كان لما افتحا ( أ ) ب ... تقول تقول ( ح ) ز وقل إنما ( أ ) لا )
( وقال ( ف ) تى يعلم فضم ( ط ) وى و ( ح ) ام ... وطأ ورب اخفض ( ح ) وى الرجز ( إ ) ذ ( ح ) لا )
( فضم وإذ أدبر ( ح ) كى و ( إ ) ذا دبر ... ويذكر ( أ ) د يمنى ( ح ) لا وسلاسلا )
( لدى الوقف فاقصر ( ط ) ل قوارير أولا ... فنون ( ف ) تى والقصر في الوقف ( ط ) ب ولا )
( وعاليهم انصب ) ف ) ز وإستبرق اخفضا ... ( أ ) لا ويشاؤن الخطاب ( ح ) مى ولا ) (1/187)
ومن سورة المرسلات إلى سورة الغاشية
( و ( ح ) ز أقتت همزا وبالواو خف ( أ ) د ... وضم جمالات افتح انطلقوا ( ط ) لا )
( بثان وقصر لابثين ( ي ) د ومدد ... ( ف ) ق رب والرحمن بالخفض ( ح ) ملا )
( تزكى ( ح ) لا اشدد ناخره ( ط ) ب ونون منذر ... قتلت شدد ( أ ) لا سعرت ( ط ) لا )
( و ( ح ) ز نشرت خفف وضاد ظنين ( ي ) ا ... تكذب غيبا ( أ ) د وتعرف جهلا )
( ونضرة ( ح ) ز ( أ ) د و ( ا ) تل يصلى وآخر ... البروج كحفص يؤثروا خاطبا ( ح ) لا ) (1/188)
ومن سورة الغاشية إلى آخر القرآن
( ويسمع مع ما بعد كالكوف ( ي ) ا ( أ ) خي ... وإيابهم شدد فقدر ( أ ) عملا )
( تحضون فامدد ( إ ) ذ يعذب يوثق افتحا ... فك إطعام كحفص ( ح ) لا حلا )
( وقل لبدا معه البرية شد ( أ ) د ... ومطلع فاكسر ( ف ) ز وجمع ثقلا )
( ( أ ) لا ( ي ) عل ليلاف ( ا ) تل معه إلا فهم ... وكفؤا سكون الفاء ( ح ) صن تكملا )
( وتم نظام الدرة احسب بعدها 240 عدد أبياتها ... وعام أضاحجي فأحسن تقولا 823 تاريخ تأليفها )
( غريبة أوطان بنجد نظمتها ... وعظم اشتغال البال واف وكيف لا )
( صددت عن البيت الحرام وزوري ... المقام الشريف المصطفى أشرف العلا )
( وطوقني الأعراب بالليل غفلة ... فما تركوا شيئا وكدت لأقتلا )
( فأدركني اللطف الخفي وردني ... عنيزة حتى جاءني من تكفلا )
( بحملي وإيصالي لطيبة آمنا ... فيا رب بلغني مرادي وسهلا )
( ومن بجمع الشمل واغفر ذنوبنا ... وصل على خير الأنام ومن تلا ) (1/189)
السَّبْحة الثّمينة
نظم السَّفينة
للسيد العلامة الدّاعي إلى الله
الإمام أحمد مَشهور بن طه الحداد
المتوفى 14 رجب 1416هـ(1/1)
سفينة النجا ومكانتها في متون الفقه
في كتب الفقه مختصرات، خصت بالإقبال عليها والعناية بها عباراتها وجيزة وفوائدها جمة، خميصة من اللفظ، بطينة من المعنى، بسهل حفظها، ويُستنجد باستحضار نصوصها عند الحاجة والنوازل.
فعند الحنفية مختصر القدوري، وعند المالكية مختصر سيدي خليل، وعند الحنابلة مختصر الخرقي، وعند أكثر الشافعية في فقه العبادات سفينة النجاة الذي نكتب هذه العجالة مقدمة لشرح نظمها هذا.
(وكتاب سفينة النجاة فيما يجب على العبد لمولاه، ويسمى سفينة النجا)، ألف العلامة الشيخ سالم بن عبد الله بن سعد بن سُمَير الحضرمي الشافعي، وهي سفينة نجاة كمماثلاتها، تمخر البحار في موج كالجبال فينجو راكبها، ويدرك الغرق من تخلف عنها من الجاهلين لأنها باسم الله مجراها ومرساها، ولأن ما حوته من أحكام في العبادات مبني على أسٍّ متين من كتاب الله وسنَّة نبيه صلَّى الله عليه وآله وسلَّم.
وقد بدأ المؤلف كتابه بأصول الشريعة، وجمع ما يتعلق بأحكام الطهارة وأركان الصلاة وشرائطها وأبعاضها وشيئاً من هيئاتها، وكذلك الزكاة، وزاد بعض الشارحين على المتن أحكام الصيام والحج وآداب الزيارة، وأتى على شرح ما زاد.
وكان لهذا الكتاب المختصر انتشار واسع في كثير من البلاد الإسلامية وأقبل الطلاب عليه بالقراءة والحفظ، والشيوخ بالتدريس والشرح، ففي سائر البلاد الحضرمية وبقية المحافظات اليمنية يبدأُ طلاب العلم الشرعي تحصيلهم العلمي باستظهاره.
وفي حصوات وأروقة الحرمين الشريفين ومعاهدهما كالصولتية، ودار العلوم ومدارس الفلاح قُرِّرَ تدريسه.
وتجاوز انتشاره الجزيرة العربية إلى شرق القارة الإفريقية ،كالحبشة والصومال وتانزانيا وكينيا وزنجبار وجزائر القمر.
أما في جنوب شرق قارة آسيا- أندونيسيا وماليزيا وما حولهما، فقد نال عناية فائقة وترجم إلى لغات تلك البلاد كالملايو وجاوة والصندانية.(1/1)
(مؤلف كتاب سفينة النجاة فيما يجب على العبد لمولاه)
هو العلامة المعلم والقاضي والسياسي والخبير بالشؤون العسكرية (الفقيه الشيخ سالم بن عبد الله) بن سعد بن عبد الله بن سمير الحضرمي الشافعي، ولد في قرية ذي أصبح من قرى وادي حضرموت
أدركته المنية عام 1271 هجرية في بتاوى من بلاد جاوة، ترك عدداً من المؤلفات منها:
1- سفينة النجاة هذا.
2- الفوائد الجلية في الزجر عن تعاطي الحيل الربوية.
والشيخ سالم بن سمير فرع من دوحةٍ فيها مقرؤوا القرآن والفقهاء وفيها الأمراء والقضاة.(1/2)
السبحة الثمينة نظم السفينة
كثر اهتمام الفقهاء بكتاب سفينة النجاة مع وجازته، فمنهم من نظمه ومنهم من شرحه وبعضهم كتب عليه حواشي، ومما يُلفت الانتباه أن هذه الخدمة قد قام بها علماء من بلاد متعددة حتى من غير موطن المؤلف ومن فقهاء مذاهب غير مذهب الشافعي الذي كُتب فيه.
وبين يدينا الآن منظومة رائقة لذلك المتن ألا وهي :
السبحة الثمينة نظم السفينة
للسيد العلامة أحمد مشهور بن طه الحداد، نظمها في نحو ثلاثمائة بيت من النظم الجيد، وقال أنه سَيُحليه بشيء من علم أحوال أرباب القلوب المعتنين بتنقيتها من كل حوب، ولعله لم يتسن له ذلك فجاء ابنه الشاعر القدير الأديب السيد الأستاذ حامد فنظم ما حلَّى به المنظوم بالنظم الراقي ثم شرحه مقتبساً من مدارج السالكين للإمام ابن القيم وكتب الإمام عبد الله الحداد.(1/2)
ترجمة الناظم:
ولد الناظم في عام 1325 هـ ببلدة قيدون من وادي حضرموت، ودرس العلوم الشرعية على العلامة الكبير السيد علوي بن طاهر الحداد وأخيه الحبيب عبد الله وسافر إلى الحرمين الشريفين وإلى جاوة وأخذ عن جمع من العلماء هناك، ثم سافر إلى شرق أفريقيا واتصل هناك بالعلامة السيد عمر بن أحمد بن سميط ولعله ممن حسَّن له المقام هناك، فساح في بلدانها ينشر العلم ويدعو إلى توحيد الله ونفع الله به وبتلاميذه وكان يذهب إلى الأدغال لدعوة أهلها من الوثنيين والنصارى فأثمرت دعوته فأسلم على يديه ومعه تلاميذه عشرات الآلاف، وكانت له صولات في رد النِّحلة القاديانية ونصره الله عليهم في مواطن كثيرة، وبعد عمر جاوز التسعين أمضاه في التعليم ونشر الدعوة وافته المنية عا 1416هـ، بمدينة جده ودفن بمكة المكرمة، وله من المؤلفات:
1- مفتاح الجنة- مطبوع و مترجم إلى عدة لغات .
2- المسك الفائح في أحكام الصيد والذبائح.
3- رسالة في تاريخ تدوين السنة النبوية.
4- السبحة الثمينة نظم السفينة، هذا.
وقد قام الشيخ محمد بن علي باعطية بشرح هذا النظم -وذكر أن الناظم وضعه وهو في سن العشرين عاماً أو أقل- بإشارة من الناظم أسماه (الدرة اليتيمة شرح السبحة الثمينة نظم السفينة) وهو مطبوع.(1/3)
المقدِّمةُ
لِلَّهِ حَمْدِيْ جَاعِلِ التُّقَاةِ ... لِلمُتَّقي سَفِينَةَ النَّجاةِ
وَجَاعِلِ الإرَادَةِ الخَيْرِيَّةِ ... لِعَبدِهِ تَفْقِيهُهُ في الملَّةِ
وأفْضَلُ الصَّلاةِ والتَّسْلِيمِ ... عَلَى النَّبِيْ المَبْعُوثِ بالتَّعْلِيمِ
مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الهُدَاةِ ... وَتَابِعِيهِمْ بِمَدَى الأوْقَاتِ
وَبعدُ هَذِي سُبْحَةٌ ثمينهْ ... نَاظِمَةٌ مَسَائِلَ السَّفِينَهْ
وَقَدْ تَحَلَّتْ بزِيادَاتٍ غُرَرْ ... وَعِلْمِ أحوالِ القُلُوب المُسْتَتَرْ
جَمْعاً لعِلْمِ الشَّرْعِ والحَقِيقَةْ ... الْمُوصِلَيْنِ مُنْتَهى الطَّرِيقَةْ
والله أرْجو المَنَّ بالسَّعادهْ ... لِيْ ولِمَنْ يَنْطِقُ بالشَّهَادَهْ
***
( فَصلٌ في أرْكَانِ الدِّينِ )
الَدِّيْنُ مَا جَاءَ بِه البَشِيْرُ ... عَنْ رَبِّهِ لِيَهْتَدِيْ الْجُمْهُورُ
تَشْمَلُهُ ثَلاَثَةٌ أرْكَانُ ... لاِسْلاَمُ والإيمَانُ والإحْسَانُ
أرْكَانُ الإسْلاَمِ
أرْكَانُ الإسْلاَمِ أتَتْنَا خَمْسَةْ ... شَهادَتَا التَّوْحِيدِ فاعْلَمْ أسَّهْ
وَبَعْدَهَا إقَامَةُ الصَّلاَةِ ... والثَّالِثُ الإيتَاءُ للزَّكَاةِ
والصَّومُ والْحَجُ وذَا أحِيْلاَ ... للمُسْتَطِيعِ نَحْوَهُ سَبِيلا(1/4)
أرْكَانُ الإيمَانِ
وَهَاكَ للإيمَانِ أرْكَاناً تُعَدْ ... بِسِتَّةٍ تُؤْمِنُ بِالله الصَّمَدْ
وَبمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهْ ... وَرُسْلِهِ كَمَا أتَى الحَديثُ بِهْ
وَاليَوْمِ الآخِرِ المَهُولِ والْقَدَرْ ... مِن رَّبِنَا مَا كَانَ مِنْ خَيْرٍ وشَرْ
مَعْنَى الإسْلاَمِ والإيِمَانِ والجَلاَلَةِ
لَفْظَانِ قَدْ جَاءَا لمعنَى وَاحِدِ ... وَبِاخْتِلاَفٍ في كِتَابِ الْوَاحِدِ
فَالأوَّلُ التَّصْدِيقُ بالجَنَانِ ... والثَّانِيَ الأعْمَالُ بالأرْكَانِ
وَشَرْحُ لا إلهَ إلاَّ اللهُ ... لا رَبَّ مَعْبُودَاً بِحَقْ الاَّ هُوْ
***
مُوجِبُ التَّكْلِيفِ
وَحَيْثُ نِيطَ الحُكْمُ بِالتَّكْلِيفِ ... فَالْحَقُ أنْ يُعْلَمَ بِالتَّعْرِيفِ
فَالْحَدُّ بالسِنِينِ خَمْسُ عَشْرَهْ ... والإِحْتِلامُ عِنْدَ تِسْع فَادْرَهْ
عَلاَمَتَانِ في الذُّكُورِ والإنَاثْ ... والحَيْضُ في الإنَاثِ ثَالِثُ الثَّلاَثْ
***
باب الطهارة
أسْبَابُ الطَّهَارَةِ
بِالْماءِ والتُّرَابِ والحِجَارَهْ ... والدَّبْغِ خُذْ وَسَائِلَ الطَّهَارَهْ
فَالمَاءُ بِاعْتِبَارِ مَانِعٍ يُلِمْ ... إلى قَلِيل وَكَثيرٍ يَنْقَسِمْ
أمَّا الْقَلِيلُ فَهُوَ دُوْنَ القُلَّتَينْ ... وَالحَدُّ لِلكَثِيْرِ بالسَّابِقَتَينْ
فَيَتَنَجَّسُ القَلِيلُ إنْ طَرَا ... عَلَيهْ نَجَسٌ وَإنْ مَا غَيَّرَا
وَيَحْمِلُ الكَثِيرُ مَا لاَقى وَلَمْ ... مِنْهُ يُغَيَّرْ طَعْمٌ أوْ لَوْنٌ وَشَمّ
وإنْ بِطَاهِرٍ أُشِيبَا فَهُمَا ... مُسْتَعْمَلانِ حَيْثُ سُلِبَ اسْمُ ما
***
شُرُوطُ إجْزَاءِ الحَجَرِ
إجْزَاؤُهُ شُرُوطُهُ ثَمَانِيَهْ ... أنْ يُنْقِيَ المَحَلَّ واسْمَعْ ثانِيَةْ
أنْ لا عَلَيْهِ غَيْرُه يَطْرَا وَلاَ ... يَجفَّ نَجَسٌ ولا يَنْتَقِلا
ولا يُجاوِزَنَّ صَفْحَةً ولا ... حَشَفَةً ولا يُلاقِيْ بَلَلا
وَبِثَلاثَةٍ مِنَ الحِجارَهْ ... والثَّامِنُ الشَّرْطُ لَها الطَّهارهُ
***(1/5)
فُروَضُ الوُضُوءِ
فُرُوضُهُ سِتَّةٌ النِّيَّةُ مَعْ ... غَسْلٍ لِوَجْهٍ واليَدَينِ تَتْبَعْ
بِمِرْفَقَيْهِما ومَسْحُ بَعضِ ما ... بالراسِ والرِّجْلَين مَعْ كَعْبَيهِما
والسادسُ الترتيبُ في الطُهْرِ وَهُوْ ... أنْ لا يُقَدِّمْ عُضُواً عَلَى عُضُوْ
***
شُرُوطُ الْوُضُوءِ
شُرُوطُهُ عَشَرَةٌ وِلاءُ ... لاسْلامُ والتَّمْيِيْزُ والنَّقَاءُ
عَن حَيْضٍ أو نِفَاسِها أو مانِعِ ... مَاءٍ عن البَشْرَة لا كَالطابِعِ
ونَفْيُ ما غَيَّرَهُ بالأعْضَا ... وَعِلْمُهُ كَوْنَ الوُضُوءِ فَرضا
والجَزْمُ بالفُرُوضِ تَفْصِيلاً كما ... أفادَ شَرْطٌ ثامِنٌ طَهُورُ ما
وَزِيْدَ شَرْطانِ لِدائِمِ الحَدَثْ ... دُخُولُ وَقْتٍ ومُوَالاةٌ تُحَثّ
***
مُوجِبَاتُ الْغُسْلِ وَفُرُوضُهُ
لِلغُسْلِ سِتُّ مُوْجِباتٍ إنْ وَلَجْ ... في الفَرْجِ كَمْرَةً أوِ المَنِيْ خَرَجْ
والحَيْضُ والنِّفاسُ والوِلادهُ ... والموتُ والنذرُ من الزيادةْ
وفَرْضُهُ اثْنانِ بأَنْ يَنوِيْ وأنْ ... يُعِمَّ بالماءِ ظَوَاهِرَ البَدَنْ
***
نَوَاقِضُ الْوُضُوءِ
ناقِضُهُ أربعةٌ ما خَرَجا ... مِنَ السَبِيلَين ولَوْ في النَّزر جا
ونومُ غَيْرِ مُثْبِتٍ مَقعَدَتَهُ ... ومَسُّه قُبْلاً ودُبْراً حَلْقَتَهْ
والرابعُ التِقَاءُ بَشْرَتَيْ ذَكَرْ ... وامْرَأةٍ أجانِبٍ مَعَ الكِبَرْ
***
مَا يَحْرُمُ بِالأحْدَاثِ
تَخْتَلِفُ الأحْداثُ إمَّا أصْغَرُ ... أوْ وَسَطٌ يُرْدِفُهُ أوْ أكْبَرُ
فَمُوجِبُ الوُضوءِ وَهْوَ الأصْغَرُ ... بِهِ الصلاةُ والطَّوافُ تُحظَرُ
وَمَسُّ مُصْحَفٍ وحَمْلُهُ فَذِي ... أرْبَعَةٌ بِهِ حَرَامٌ والَّذِي
يُوجبُ غُسْلاً فالجنابةُ الوَسَطْ ... حَرِّمْ بِها مِنَ الأمُورِ ما فَرَط
واللُّبْثَ في المَسْجِدِ والقُرْآنَ زِدْ ... والحيضَ والنِّفاسَ بالأكبر حِدْ
بِهِ عَلَى ما مَرَّ يَحرُمُ الصيامْ ... والمَرُّ في المَسجِدِ مَعْ خَوْف انْثِجام
ثُمَّ الطَّلاقُ أو ينالُ إرْبَهْ ... ما بَيْنَ سُرَّةٍ لها ورُكْبَه
***(1/6)
أسْبَابُ التَّيَمُّمِ
أسبابُهُ ثَلاثَةٌ عَدَمُ ماء ... ومَرَضٌ والاحْتِياجُ لِظَمَأ
مُحْتَرَمٍ لا مِثْلَ تارِكِ الصَّلاهْ ... ومُحْصَنٍ زانٍ ومُرْتَدٌ تَلاه
وكَلْبُهُ العَقورُ والخنزيرُ ... فهؤلاءِ قَتْلُهُمْ مَغْفُورٌ
شُروطُ التَّيَمُمِ
شُرُوطُهُ عَشَرَةٌ أن يُفْعَلا ... بالتُرْبِ شَرْط الطُهْرِ لا مُسْتَعمَلا
وَلا مُخالِطاً بِطاهِرٍ وأنْ ... يُقْصُدَه بِنَقْلِهِ إلى البَدَنْ
وَالمَسْحُ لِلْوَجْهِ ولليَدَيْنِ ... بِضَرْبَتَيْنِ عُدّا إثْنَتَيْنِ
وَأنْ يُزِيلَ أوَّلاً نَجاسَتَهْ ... وَيَتَحَرَّى قَبْلَ قَصْدٍ قِبْلَتَهْ
وَلْيَتَيمَّمْ بَعْدَ وقتٍ وَجَبا ... وكَونُهُ لِكُلِّ فَرْضٍ وَجَبا
مُبِطلاتُ التَيَمُّمِ
مُبْطِلُهُ ثَلاثَةٌ ما أبْطَلا ... وُضُوءَهُ وَرِدَّةٌ ثُمَّ تَلا
تَوَهُّمُ المَاءِ إذا تَيَمَّما ... لِفَقْدِهِ بِدُونِ حائلٍ حَمى
فُروضُ التَّيَمُّم
قُلْ خَمْسةٌ نَقْلُ تُرابٍ قُصِدا ... ونيَّةٌ ومَسْحُ وَجْهٍ ما بَدا
والمَسْحُ لليَدَينِ حتى المِرْفَقَينْ ... والخامسُ الترتيبُ بَينَ المَسْحَتَينْ
***
طَهَارَةُ الإحالَةِ
مِنَ الطَّهارةِ اسْتِحالَةٌ أتَتْ ... في الخَمْرِ إنْ بِنَفْسِها تَخَلَّلَتْ
كَذاكَ جِلْدُ مَيْتَةٍ إذا انْدَبَغْ ... وَلَوْ بِنَجِس بِحِرِّيفٍ لَدَغْ
وَما اسْتَحَالَ حَيَواناً مِنْ نَجِسْ ... كَدُودِ رَوْثٍ وعلى المَذكورِ قِسْ
***
بَابُ النَّجاساتِ
وَهْيَ ثلاثٌ فَاستَمِعْ ما غُلِّظَتْ ... أو خُفِّفَتْ في الحُكْمِ أو تَوَسَّطَتْ
فَغَلَّظُوا نَجاسَةَ الكلبِ مَعَ الْـ ... ـخنزيرِ أو فَرْعٍ لِهَذَيْنِ نَسَلْ
وبَوْلُ طِفْلِ لَبَنٍ قد أَلِفَهْ ... لَمْ يَعْدُ حَولَيْنِ هِيَ المخفَّفهْ
وما سَواهُما فمُتَوَسِّطَهْ ... في صُوَرٍ كَثِيرةٍ مُنْضَبِطَهْ
***
إزالَةُ النَّجاسةِ
بالغُسْلِ سَبْعاً تَطْهُرُ المُغَلَّظَهْ ... واحِدٌ بالتُّرْبِ مِنْها فأحفَظَهْ
كَذَا بِرَشٍّ تَطهُرُ المُخَفَّفهْ ... مُغَلِّبٍ ونَفْيِ عَينٍ وَصِفَهْ
وَمَا تَوَسَّطَتْ إلى عَيْنِيَّهْ ... قَد قسَّمُوها وإلى حُكْمِيَّهْ
فَما لَها لَوْنٌ وطَعْمٌ وتُشَمْ ... عَيْنِيَّةٌ تُزالُ والوَصْفُ انعدم
وَعَكْسُها حُكْمِيَّةُ البَقَاءِ ... يَكْفِي عَلَيها جَرَيانُ الماءِ
***(1/7)
بَابُ الحَيْضِ
يُومٌ ولَيْلَةٌ أقَلُّ الحَيْضِ ... وغالباً ستاً وسبعاً تَقْضِي
وَقَدْرُه الأكثَرُ خَمْسةَ عَشَرْ ... وذاكَ للطُّهْرِ أقَلُّ مُعْتَبرْ
وغالباً ثَلاثةٌ أو أربعةْ ... مِنَ بَعْدِ عِشْرِينَ وَفَى حيضٌ معه
أكْثَرُهُ لا عَدَدٌ يَشْمَلُهُ ... ثم النِّفاسُ مَجَّةٌ أقَلُّهُ
وَقَدْرُه الغالبُ أربعونا ... يَوْماً وفي أكثرِهِ سِتُّونا
***
الصلاةُ
ما دامَ ذُو التَّكْلِيفِ يَحْوِي عَقْلا ... لا تَسْقُطُ الصَّلاةُ عَنهُ أصْلا
وَحَرَّمُوا إخْراجَها عن آنِها ... إلاَّ بِعُذْرِ النَّوْمِ أو نِسْيانِها
وَالجَمْعِ والعُذْرِ ويُؤمَرُ الصَّبِيْ ... بِها لِسَبْعٍ وَلِعَشْرٍ فاْضْرِبِ
***
شُروطُ الصلاةِ
وَهْيَ ثَمانٌ فَابْدَا بالطَّهَارَةِ ... عَن حَدَثَيْه وعَنِ النَّجاسةِ
في ثَوْبِهِ كذا المكانِ والبَدَنْ ... والسَّتْرُ للعَوْرَة بَعْدَه وأنْ
يَسْتَقْبِلَ القِبلَةَ والوَقْتُ دَخَلْ ... والعِلْمُ بالفَرِضِيَّةِ إحْتاجَ الأقَلّ
وَعَدَمُ اعْتِقادِ فَرْضٍ نَفْلا ... مَعَ اجْتِنابِ المُبْطِلاتِ كُلاَّ
***
أركانُ الصَّلاة
سَبْعَةَ عَشْرَ وَهِيَ النِّيَّةُ ثُمْ ... تَكْبِيرَةُ الإحْرامِ عِنْدَها وَقُمْ
في الفَرْضِ إن قَدَرْتَ واقرا الفاتحهْ ... وَارْكَعْ وَطْمْئِنْ فِيْهِ كُلَّ جارحَهْ
وَالاعْتِدَالُ وَالطُمَأْنِيْنَةُ فِيهْ ... ثُمَّ السُّجُودُ مَرَّتَيْنِ، يَقْتَفِيهْ
ثُم الطُمَأنِينَةُ في جُمْلَةِ ذَيْن ... وبَعْدَه الجُلوسُ بَينَ السَّجْدَتَينْ
وَفِيهِ تَطْمَئِنُّ والتَّشَهُّدُ ... أعْنِي الأخيرَ ثُمَّ فِيهِ تَقْعُدُ
ثُمَّ صَلاتُنا بِهِ عَلَى النّبِيْ ... ثُمَّ السَّلامُ وبِنَظْمٍ رَتِّبِ
***(1/8)
سَتْرُ العورةِ
وَالسَّتْرُ للعَوْرةِ فَرْضٌ لازِمُ ... فكاشِفُ العورةِ عَمْداً آثمُ
فَعَوْرَةُ الذُّكُورِ مُطلَقاً تَعْم ... ما بَيْنَ سُرَّةٍ ورُكْبَةٍ لَهُمْ
وَعَورَةُ الإماءِ عِندَ المَحْرَمِ ... وللصلاةِ كالذكورِ فأعْلَمِ
وَعَوْرَةُ الحُرَّةِ غَيْرُ الوَجْهِ والْـ ... ـكَفَّيْنِ في الصلاةِ والشَعْرُ دَخَلَّ
وَللِنِّساءْ ومَحْرَم ذي قُربَهْ ... ما بَيْنَ سُرَّةٍ لها ورُكْبَهْ
وعَوْرَةٌ جَمِيعُها للأجْنَبي ... والحِقْ بها الإماءَ في ذا تُصِبِ
***
دَرَجاتُ النِّيًّةِ
يَلْزَمُهُ في الفَرْضِ جَمْعُ النيَّهْ ... لِلقَصْدِ والتَّعْيِينِ والفَرْضيَّهْ
والقَصْدُ والتعيينُ في النافلةِ ... إن أقِّتت والقَصْدُ في المُطْلَقةِ
فَبِأُصَلِّي القَصْدُ والتعيينُ مِنْ ... ظُهْرٍ وفَرضِيَّتُهُ فَرْضاً يَعِنْ
***
شُرُوطُ تَكْبِيرَةِ الإحرامِ
وَأشْرُطْ لأنْ تَكُونَ فِي الفَرْضِ القِيَامْ ... وأنْ تكُونَ عَرَبِيَّةَ النَّظامْ
بِلَفْظِ الله ولَفْظِ أكبَرُ ... بَيْنَهُما التَّرتيبُ شَرْطٌ يُؤْثَرُ
ولا يَمُدَّ هَمْزَةَ الجَلالهْ ... أوْ بَاءَ أكْبَرْ أو يَشُدَّ الباءَ لَهْ
ونَفْيُ واوٍ حُرِّكْ أو ساكِنَةِ ... بَيْنَهُما وقَبْلَ ذي الجَلاَلَةِ
ولا يَقِفْ بَينَهُما ولْيُسْمِعا ... مَن صحَّ نَفْسَهُ الحُروفَ أجْمَعا
كَذا دُخول الوقتِ في المُؤَقَّتِ ... معقودةً حالَ اتِّجاهِ القِبْلَةِ
كاملةً حروفُها ولْيَخْلُفا ... تَكْبِيْرُهُ تكبيرَ مَنْ له اقتفى
***
شُروطُ الفاتحةِ
عَشَرَةٌ كما رَواها الفُضَلا ... أوَّلُها الترتيبُ والثاني الوِلاَ
وَأرْعَ حُروفَها مَعَ الشَّدَّاتِ ... وَأنْفِ سُكوتاً قاطِعَ القِراةِ
واستَقْصِ آيَها وبَسْملْ للعَمَلْ ... وتَرْكُ لَحْنٍ بالمَعاني قد أخَلّ
وأن تَكُونَ حالةَ القِيام في ... فَرْضٍ ومَعذورٌ بِطُوْقٍ يَكتَفِي
ويُسْمِعَ القِراةَ نَفْسَه ولا ... تُثْنِيْ بذكرٍ أجْنَبِيْ تَخَلَّلا
***(1/9)
تَشْدِيداتُ الفاتحةِ
أرْبَعُ عَشْرَة أتَتْ مُفَصَّلَهْ ... شَدَّاتُها مِنْ فَوقِ لامِ البَسْمَلَهْ
وفَوْقَ را الرحمنِ والرّحيمِ ثُمْ ... فَوقَ جَلالةٍ مَعَ الحَمْدِ تَضُمْ
وفَوقَ باءِ رَبِّ والرحمنِ ... كذا الرحيم في السياق الثاني
مالكِ يوم الدّينِ فوق الدّالِ ... وفَوقَ يا إيَّاك بالتَّوَالِي
وفَوقَ ضادِ الضَّالِّينَ الأجْوَدِ ... وفَوقَ لامِهِ تَمامُ العَدَدِ
***
مَوَاضِعُ رفعِ اليَدَيْنِ
وارْفَع يَدَيْكَ في مَوَاضعْ أربعه ... نَدْباً مع الإحرام يُرْفَعا مَعُهْ
وعِنْدَ أنْ تَرْكعَ أو تَعتَدِلا ... أو قُمْتَ بَعْدَ أن تَشَهَّدْ أوَّلا
***
شُرُوطُ السجودِ
وَاشْرُطْ بِأنْ يَسْجُدَ مُختاراً على ... سَبعةِ أعْظُمٍ فَخُذْها بالوِلا
مِنْ جَبْهَةٍ وبَطْنِ كَفَّي اليَدَيْنْ ... والرُّكْبَتَيْنِ وطِرافِ القَدَمَينْ
وأن يكونَ كاشِفاً لجَبْهَتِهْ ... مَعَ تَحامُلٍ بها في سَجْدَتِهْ
وعَدَمُ الهُوِيْ لِغَيْرِهِ ولا ... يَسْجُدْ على كَثَوْبِهِ مُتَّصِلا
ولْيَرْفَعَنْ عَلَى الأعالي ما سَفَلْ ... مِنْهُ إذا أمْكَنَهُ هذا العَمَلْ
***
تشديدات التشَهُّدِ وأقَلُّ الصلاةِ عَلى النَّبِيِّ وأقلُّ السلامِ
شَدّاتُها سِتٌّ وعشرون هِيَا ... مِنَ التَّحِيَّاتِ عَلَى تاءٍ ويا
الصَّلَواتُ فَوقَ صادٍ وعلى ... طاءِ وياءِ الطَّيِّبات تُجْتَلى
لِلَّهِ فَوقَ اللاَّم والسلامُ ... فَسِينُهُ تشديدُها لِزامُ
وفَوقَ ياءِ أيُّها ثُمَّ النَّبِيْ ... مِن فوقِ نُونِهِ ويائِهِ أحْسُبِ
ثُمَّ على لامِ جلالةٍ وسينْ ... مِنَ السلامِ للعبادِ الصَّالِحِينْ
ثُمَّ على لامِ جلالةٍ وصادْ ... الصَّالِحِين والذي بَعْدَ عِبادْ
وفَوقَ لامَيْ ألِفِ الشهادةِ ... ثم على اللاَّم مِنَ الجَلالةِ
أشْهَدُ أنَّ فَوقَ نُونٍ وعَلَى ... مِيمِ مُحْمَّدٍ كذا الراءُ تلا
مِنَ الرَّسُولِ ثُمَّ لامِ سامِيْ ... لِعَلَمِ الذَّات وفَوقَ لامِ
وَمِيمِ اللَّهُمَّ واللاَّمِ زِدِ ... بِصَلِّ والميم على مُحَمَّدِ
ثُمَّ على سِيْنِ السلامِ وانضمامْ ... لَفظِ عليكم مَعَهُ أدنى السلامْ
***(1/10)
أوقاتُ الصلاةِ
خَمْسٌ فوقتُ الظُّهِر فيما يَظْهَرُ ... زوالُ شَمْسٍ بَدْؤه والآخِرُ
مَصيرُ ظِلِّ الشَّيءِ مِثْلَهُ خلا ... ظِلِّ استِواءٍ وإذا زاد علَى
ذاكَ قليلاً فَهُوَ عَصرٌ يَدخُلُ ... آخرُه الغروبُ وهو الأولُ
لِمَغرِبٍ ويَنقَضِي إذا أفَلْ ... للِشَّفَقِ الأحمَرِ لَوْنٌ ودَخَلْ
وقتُ العِشاءْ وَهْوَ لِفَجْرٍ باقي ... وَأعْلَمْ ثلاثةً مِنَ الأشفاقِ
أحْمَرُ للمَغرِبِ والأصفرُ والْـ ... أبيضُ للعِشاءِ واندُبْ إن أفَلْ
هذانِ تأخيرَ صلاةٍ للعِشا ... تَوَقِّياً مِنَ الخِلافِ إذ فَشَا
***
سَكْتاتُ الصلاةِ
سِتٌ بِمَعْنى الجَهْرُ فيها لا يُباحْ ... ما بَيْنَ الاحرامِ وبَيْنَ الافتِتاحْ
وبَيْنَ ذِكْرِ الافِتتاح والَّذِي ... يُخْزِي الشَّيَاطِينَ مِنَ التعوُّذِ
وبَيْنَهُ وبَيْنَ أمِّ القرآنْ ... وبَيْنَ تالِيها وآمِينَ أمَانْ
وبَيْنَ آمِينَ وسُورةٍ خُشوعْ ... وبَيْنَها وبَيْنَ إقبالِ الركوعْ
***
أوقاتُ حُرمِة الصلاةِ
خَمْسَةُ أوقاتٍ بها مِنَ الصَّلاهْ ... يَحْرُمُ ما لا سَبَبٌ لَهَا اقتَضاهْ
مُقارنُ الإحرامِ كالكُسوفِ ... أوْ مُتَقَدِّمٌ كَنَذْرٍ تُوْفِي
عِندَ طلوعِ الشمس حتى تَرتفعْ ... وعِندَ الاسْتِواءِ حَسْبَمَا وَسِعْ
في غيرِ يومِ جُمْعةٍ وعِندَما ... تَصْفَرُّ حتى تمحى وحَرِّما
بَعدَ أداءِ الصُّبح حتى طَلَعَتْ ... وبَعدَ فِعْلِ العَصر حتى غَرَبَتْ
***
الأركانُ التي تَلَزَمُ فيها الطُمَأْنينةُ
ثُمَّ الطُمَأْنِيْنَةُ فَرْضٌ في مَحَالْ ... أربَعَةٍ وَهْيَ ركوعٌ واعتدالْ
ثم السُّجودُ وجلوسُ السَّجدَتَينْ ... وحَدُّها السكونٌ بَيْنَ حَرْكَتَينْ
بحيثُ تَستَقِرُّ فيها أعضاهْ ... مَحَلَّها بِقَدْرِ سبحانَ الله
***
أسبابُ سجودِ السَّهْوِ
أسبابُهُ أربعةٌ مِنْ كُلِّ سَاهْ ... أن يَترُكَ البعضَ من أبعاضِ الصلاةْ
أو بَعضَهُ أو نَقْلُ رُكنٍ قَوْلِي ... أو غيرهِ إلى سِوَى المحَلِّ
رابعُها إيقاعُ رُكنٍ فَعَلَهْ ... مَعَ زِيادةٍ لَهُ مُحْتَمَلَهُ
***(1/11)
أبعاضُ الصلاةِ
سَبعةٌ التشَهَّدُ الأولُ مَعْ ... قُعودِهِ ثم الصلاةُ تَتْبَعْ
فيهِ على النَّبِيِّ ثُمَّ في الأخيرْ ... مِنَ التَّحِيَّات على آل البشيرْ
ثم القنوتُ والصلاة والسلامْ ... فيهِ على النَّبِيِّ والآلِ الكرامْ
كذلك الصَّحْبِ وزِدْ قيامَهْ ... ثامنُها كي تُحْسِنَ انتظامَهْ
***
مُبطِلاُتُ الصلاةِ
بعَشْرةٍ تَبْطُلُ بَعدَ أربعا ... بحَدَثٍ أو نَجِسٍ قد وَقَعا
إنْ لَمْ يُزَلْ حالاً بغيرِ حَمْلِ ... وكَشْفِ ريح عورةً المُصَلِّي
لَمْ تَنْسَتِر حالاً وبالتَّكَلُّمِ ... عَمْداً بحَرفَينِ وحَرْفٍ مُفْهِمِ
وتَبْطُل الصلاةُ بالمفَطِّرِ ... عَمْداً وبالأكل لِنَاس مُكثِرِ
وَبثلاتِ حَرَكاتٍ تُوبِعَتْ ... وَلَوْ سَها وَوَثْبَةٍ قد فَحْشَتْ
وَبَطَلَتْ بالضَّربةِ المُفْرِطةِ ... وفِعْلِ رُكْنٍ زائدٍ بِعَنَتِ
وإنْ بِرُكنَينِ تَقَدَّمْ أو خَلَفْ ... على إمامِهِ بِلا عُذْرٍ صَرَفْ
وُنِيَّةُ قُطعِ الصلاةِ أو بَدا ... تَعْلِيقُهُ أو فيه قد تَرَدَّدا
***
شروطُ القدوةِ
أحَدَ عَشْرَ وَهْيَ أنْ لا يَعْلَما ... ما أبطَلَ الصلاةَ مِمَّن أمَما
بِنَحْوِ حَدَثٍ وأن لا يَعْتَقِدْ ... قَضاءَها عليه واجِباً وَزِدْ
أنْ ليس مأموماً ولا أمِّيَّا ... وَانجَرَّ عن مَوْقِقِهِ ظِهْرِيّا
وعِلْمَهُ اشْرُطْ بانتقالاتِ الإمامْ ... واجتَمَعَا بمسجِدٍ أو في مقامْ
ثلثِمائةٍ ذراعاً ونوى ... نحوَ جماعةٍ ونظماً استوى
ما صَلَّياه وانتفى فُحش الخلافْ ... في سُنَّةٍ ثم ليُتابِعْ باعتراف
***
صُوَرُ القدوةِ
صًحَّ اقْتِداءُ رجلٍ برجلِ ... وامرأةٍ برجلٍ ثم تَلِي
خنثى به وامرأةٍ بامرأةِ ... كذا بخُنثى فهْيَ خمسٌ صَحَّتِ
وبطلَتْ في أربَع اقْتِداءْ ذَكَرْ ... بِامْرأةٍ كذا بخُنثى ما ظَهَرْ
وقُدوة الخُنثى بمثلِها كذا ... بامرأةٍ إذ باحتياطٍ أخِذا(1/12)
جَمعُ التقديم والتأخير وشُروطُ أوَّلِهما
أن تَجْمَعَ الظُهْرَيْنِ للعذر مَعا ... أو العشاءَين بوقتٍ جُمِعا
فابدأ بأولى الجَمْع للتقديمِ ... ونيةُ الجمع إلى التسليم
ثم الموالاةَ اشْتَرِطْ بينهما ... والعُذرَ حتى بالأخيرهْ تُحْرِما
***
شُروطُ جمعِ التأخير
شروطُه اثنانِ بأنْ يَنْوِيَ في ... وقتٍ من الأُولى بِفعلِها يَفِي
وعُذرُه إلى تمام الثانيةْ ... واندُبْ لَهُ تلك الشروطَ الماضيهْ
في جَمْعِ تقديمٍ بِبَدْءِ الأوّلَهْ ... ونيةِ الجَمْع بها مَعَ الوِلاءِ لَهْ
***
بابُ شروطِ القصرِ
وقَصْرُ ما كان رُباعيّاً إلى ... نَصيفِهِ من رُخَصِ الله عَلا
واشرُطْ له مرحلتين في السفرْ ... وَهْوَ مباحٌ ومع العِلْم قَصَرْ
ونيةُ القَصْر مَعَ الإحرامِ ... وفي الرُّباعيةِ مَعْ دَوامِ
عُذرٍ إلى انتهائها ولم يُؤَمْ ... في الجُزءِ مِن صلاتِهِ بِمَنْ أتَمْ
***
شروطُ الجُمُعِة
سِتةٌ بأن تُقامَ الظهر في ... خِطِةِ ما قامت به مِن كَنَفِ
جماعة والعَدُّ أربعونا ... حُرّاً رجالاً مُتَوَطّنينا
ونَفْيُ سَبْقِ جُمْعةٍ أو قارنَتْ ... لها وخُطبتان قبلها وَفَتْ
***
أركانُ الخُطبتينِ
خسمةُ حَمدُ الله مَوْلانا وصَلْ ... على النَّبِيِّ فيهما عالِي المَحَلْ
ثُمَّ أوْصِ بالتقوى وفي إحداهما ... آيةً اقرأ مِن هُدى ربِّ السما
وفي الأخيرةِ الدُعاءْ للمؤمنينْ ... والمؤمناتِ لا بِدُنيا بل بِدِينْ
***
شروطُ الخُطبَتَيْنِ
عَشَرَةٌ طهارةُ عن حَدَثَيْهْ ... كذاكَ عن نجاسةٍ مَتَّت إليهْ
في ثوبِهِ كذا المكانِ والبَدَنْ ... والسَّترُ للعورة وقيامُ مَن
يَقْدِر مَعْ جلوسه بينهما ... فوق اطمَأنَّ للصلاة عُلِما
ثُمَّ الوِلا بينهما شرطٌ وبَينْ ... صلاتِهِ أيضاً فعلِّقْ صُورَتَينْ
وأربعينَ اشرط بأن يُسْمِعَها ... وكونَهُ بالعربيِّ نظمُها
وكونَها بوقتِ ظُهْرٍ كلها ... وزِدْ ذُكُورةً لتالي فَصْلِها
***(1/13)
ما يجبُ للميت
فَرْضُ كفايةٍ لمصروعِ الوفاهْ ... غُسلٌ وتكفينٌ لَهُ ثُمَّ الصلاهْ
عليه والدَّفْنُ وفي الجهادِ مَنْ ... يُقْتَلْ عن الصلاة والغُسِل امنَعَن
والسِّقط كالكبير إن فيه بَدَتْ ... أمارةُ الحياة أوْلاَ وثَبَتْ
تَخليقُهُ فافعَلْ به دون الصلاهْ ... أوْلاَ فسُنَّ السَّترُ والدفنُ تلاهْ
***
بَيَانُ الغُسْل
ثُمَّ أقَلُّ الغُسْلِ تَعْمِيمُ البدنْ ... بالماء مِثْلَ الحَيِّ والأكملُ أنْ
يَغسِلَ سَوْأتَيْهِ باليُسرى تُلَفْ ... بِخِرْقَةٍ ثم يُزيلَ المُقتَرَفْ
من أنفه ثم لِيُوَضِّئْهُ وأن ... يَدْلُكَ بالسِّدر ونحوِهِ البدنْ
ثم ثلاثاً يُفرِغ الماءَ عليه ... وَوَدْعُ الأولى السِّدر مندوبٌ إليهْ
تَتْبَعُها الثانيةُ المُزِيلهْ ... للسِّدر والثالثةُ الأصيلهْ
بخالص الماء وكافورٌ وَرَدْ ... فهذه الثلاثُ غَسْلَةً تُعَدْ
وسُن أخرى مثلها وثالثَهْ ... مَعْ سُنَنٍ تُدرَكُ بالمُباحَثَهْ
***
بَيَانُ الكفَن
والكَفَنُ الأقلُّ ثوبٌ عَمَّمَهْ ... لا رَأسَ مُحْرِمٍ ووجهَ مُحْرِمَهْ
والأكملُ الثلاثُ مِن لَفَائفِ ... لرجل وامرأةٍ وسُنَّ في
تَكْفِيْنِها القميصُ والإزارُ ... كذا اللفافتان والخمارُ
ويُبْسَط الأطولُ والأوسعُ ثُمْ ... ما بَعدَهُ وكالقُبَا لَهُنَّ ضُمْ
***
أركانُ صلاةِ الجنازةِ
سَبعةٌ النيَّةُ ثم كَبِّرا ... أربعَ والقيامُ مِمَّن قَدَرا
ثم اقْرَأنْ فاتِحةً وعَقِبَا ... ثانيةٍ صَلِّ على زَيْنِ النَّبا
والسادسُ الدعاءُ للمَيْتِ تلا ... ثالثةً ثم السلامُ كَمَّلا
***
بَيَانُ الدَّفْنِ
ثُمَّ أقَلُّ الدَّفْنِ حُفْرَةٌ بقاعْ ... تَكتُمُ ريحَهُ وتَكفِيهِ السِّباعْ
وقامةٌ أكْمَلُه وبَسْطَهْ ... وخَدَّهُ على التراب حُطَّهْ
أعْنِي اليمينَ وإلى قِبْلَتِنا ... وَجِّهْهُ إذ تَطْرَحُ جَنْباً أيْمَنا
***
بيانُ موجب نُبْشِ الميتِ
يُنْبَشُ مَيِّتٌ لأربع خصالْ ... لِلغُسل إن لم يَتغيَّرْ منه حال
ثُمَّ لِتَوْجِيهٍ لَهُ للقِبلةِ ... ثُمَّ لِمالٍ معه إن يُكْفَتِ
وللجَنِينِ مَعَ أمِّهِ دُفِن ... وأمكنَتْ حياتُه في حَدِّ سِن
***
الاستعانات
وباشِرِ الطاعاتِ بالنَّفْس فإنْ ... شَقَّ فصَبْراً أو عَجَزْتَ فاسْتَعِنْ
والاستعاناتُ ضُروب تُملى ... كصَبِّهِ عليه واعْدُد غُسْلا
تَتْلوهُما مَكروهَةٌ وواجبَهْ ... مُباحةٌ كالماء تَعدُو جالِبَةْ
لِمُتَطَهِّرٍ وغيرُ الأولى ... مُباحَةٌ ثُمَّ خلافُ الأولى
أعضائه مكروهةً والواجبَهْ ... لعاجِزٍ ولْيُعَنْ بالمُطالَبَةْ
***(1/14)
الزكاة
ثالِثُ رُكن حُقَّ في الإسلام ... على ذَوِي الأموال في الأنعام
كذلك النُّقْدَانِ والمعَشَّراتْ ... والرابعُ الأموالُ للمُتاجَراتْ
والخامسُ الرِّكازُ ثُمَّ المَعْدِنُ ... والشَّرطُ في وُجُوبِها تَعَيُّنُ
مالكِها حُرّاً ودِينٌ ونِصابْ ... ثمُ تمام المُلكِ وَلْيَنْوِ المَثابْ
***
زكاةُ النَّعَم
والشَّرطُ فيها أن تَكونَ نَعَمَا ... أي إبلاً وبقراً وغنما
والحَولُ والسًّومُ فأوَّلُ النِّصابْ ... في إبل خَمْس إلى حَدٍّ يُصابْ
خمساً وعِشرِين فخُذْ شاةً وَفَتْ ... مِن كُلِّ خمس وإذا ما بَلَغَتْ
خَمساً وعِشرين فخُذْ بِنْتَ مخاضْ ... ثم لسِتٍّ وثلاثين افتراضْ
بِنتَ لَبُونٍ ولستٍّ وأربعينْ ... خُذْ حِقَّةً وفي إحدَى وستين
جَذَعَةً والستِّ والسبعينا ... بنتَيْ لَبُونٍ ثم في تسعِينا
من بعدِ إحدى حِقَّتانِ ثم في ... إحدى وعشرين ومائة اصْطَفِ
بنتَ لَبُونٍ مَعَ مُثْلَيْها وقَدْ ... تَغَيَّرَ الواجبُ إن عَشْرٌ تُزَدْ
مِن كُلِّ أربعينَ خُذْ بنتَ لَبُونْ ... وحِقَّةً من كُلِّ خمسين تكونْ
***
زكاةُ البقرِ
ثُمَّ الثلاثون نصابٌ للبَقَرْ ... واجبُها التبيعُ أنثى أو ذكر
كذا مُسِنَّةٌ للأربعينا ... ثم تَبيعانِ منَ الستينا
وأقلِبْ تبيع للثلاثين وَسَمّ ... مُسِنَّةً لأربعينَ تُنْتَظَمْ
***
زكاةُ الغنم
واحفَظْ نِصابَ غَنَمٍ فمُبْتَدَاهْ ... بأربعينَ وبها الواجبُ شاهْ
ثُمَّ لعِشرينَ وإحدى ومِائَهْ ... شاتانِ والثلاثُ منها مُجزِئَهْ
في مِأتَين مَعَ فَرْدَةٍ وعنْ ... أربعِمائةٍ فأربعْ أخرجَنْ
وعندها الواجبُ طَرْداً ينقلبْ ... فكُلُّ مِائَةٍ لها شاةٌ تَجِبْ
***
زكاة النَقْدَين
والحولَ فاشرُطْ في زكاة النَّقْدَينْ ... مِن ذهب وفضةٍ لَوْ عن دَينْ
وفيهما الزكاةُ رُبْعُ العُشْرِ ... عندَ النِّصابِ ويَجِي في التِّبْرِ
عِشرينَ مثقالاً بوزن الحبةِ ... ومِأتَين درهماً في الفضةِ
والوِقْصُ فيها غَيرُ مَغفورٍ كما ... في سائرِ الأموالِ حاشا النَّعَما
***(1/15)
زكاة التجارةِ
والشَّرْطُ فيها نِيَّةُ التِّجارةِ ... مملوكةً بِعِوَض الإدارةِ
لا لاقْتِناءٍ أو لما دُونَ النصابْ ... مِنْ نَقْدِها في الحول رُدَّت في انقلابْ
ثم إذا آخِرَ حَولٍ بَلغَتْ ... قيمتُها نصابَ نَقْدٍ وَجَبَتْ
زكاتُها رُبُعُ عُشْرِ القيمةِ ... مِنَ نَقْدِها أو سِكَّةٍ مَرْسُومَةِ
***
زكاةُ النباتِ
وَهْيَ الحُبوبُ والثِّمارُ مِن رُطَبْ ... أو عِنَبٍ لا غَيرَ أو مِن أيِّ حَبْ
يُقتاتُ عند الاختيار كالذُّرَهْ ... والدُّجْر والمُلْك التمامَ اعْتَبِرَهْ
وإنما تَلْزَمُ إذ يَبْدُو الصلاحْ ... في ثَمَرٍ والحَبُّ يَشْتَدُّ وراح
نِصابُها خمسةُ أوسقٍ فما ... يُسْقَى بلا مَؤُنَةٍ كَمَا السَّما
نِصابُهُ العُشْرُ وما بِها سُقِي ... فَفِيهِ نِصفُ العُشْر والبِرُّ بَقِيْ
***
زكاةُ الرِّكازِ والمعدنِ
وخُصَّ منهما اللُّجَيْنَ والذهبْ ... عند النصاب فالرِّكازُ قد وَجَبْ
خُمُسُهُ وَهْوَ دَفِينُ الجاهليْ ... في دارِ حَرْبٍ أو مواتٍ عاطلِ
وكُلُّ ما استُخْرجَ من مَقرِّهِ ... من معدنٍ ففِيهِ رُبْعُ عُشْرِهِ
والحَولُ لا يُشْرَطُ فيهِما وقد ... زِيدَتْ زكاةُ الفِطْر فاسْمَعْها تُفَدْ
***
زكاةُ الفِطرِ
تَلْزَمُ مَن في رَمَضانَ قد حَضَرْ ... جُزْءاً ومِن شَوَّال حُرًّا ويَسَرْ
بِفاضِلٍ عن واجِبِ مَؤُنَتِهْ ... كُهُوَ يومَ عيدِهِ ولَيْلَتِهْ
وكلِّ ما يَحتاجُهُ ولاق بِهْ ... كخادمٍ ومنزلٍ وكُتُبِهْ
وقَدْرُها صاعٌ بأمداد النبي ... أربعةٌ من قُوْتِهِ المُغَلِّبِ
وكُلُّ مَن تَلْزَمُه نفَقَتُهْ ... أصالةً تَجِبْ عليه فِطْرَتُهْ
ووقتُها نهارَ عيدٍ ويَصٍحْ ... تَعجِيلُها في رَمَضانَ إذْ فُتِحْ
***(1/16)
بابُ الصيام
فرضٌ صيامُ شهرِنا المُعَظَّمِ ... على مُكلَّفٍ مُطِيقٍ مُسلِمِ
واشْرُطْ له الصحةَ والمُقاما ... وكالصلاةِ مُرْ بِهِ الغُلاماَ
وإنما يَصِحُّ مِن شُروطِ ... ثلاثةٍ عَقْلٍ بِهِ مَنوطِ
ثُمَّ النَّقا عن نحوِ حيضٍ وقَبِلْ ... صِيامُهُ الوقتَ الذي به يَحِلْ
***
وجوبُ الصيامِ
وُجوبُهُ بواحدٍ من خمسةِ ... إكمالُ شَعْبانَ ثلاثي العِدَّةِ
ورؤيةُ الهلال في خُصُوصِ مَن ... رآهُ لَوْ فَسَقَ أو يَثْبُتُ عنْ
عَدْلِ شَهادةٍ كذا أن يُخبِرا ... عَدْلُ رِوايَةٍ بهِ مُبَرِّرا
وأنْ يظَنَّ رَمَضانَ دَخَلا ... بالاجتهاد مَنْ عَلَيهِ أشْكَلا
***
أركانُ الصيام
أركانُه النيةُ لَيْلاً كُلَّ يَومْ ... في الفَرْضِ بالتَّعيين لا في نَفْلِ صَومْ
وتَرْكُ ما فَطَّرَهُ مِن واصلِ ... عَيْنٍ إلى جوفٍ لِغيرِ جاهلِ
مَعَ اختيارٍ ذاكراً ولا بِما ... بالريقِ يَجرِي بَينَ أسنانٍ كما
تَجرِي نُخامَةٌ وللعُذْر عَجِزْ ... عن مَجِّها أو ما يَفُوتُ المحتَرِزْ
من واصلِ الجوف كَعِثْيَرِ الطريقْ ... أو كذُبابٍ أو مُغَرْبَلِ الدقيقْ
***
مُبِطلاتُ الصيام
يبُطِلهُ الحيضُ كذا النِّفاسُ أوْ ... ولادةٌ ثم جُنونُهُ ولَوْ
حِيناً وبالإغماءٍ والسُّكْرِ ... إذاعلى دَقائِقِ النهارِ استَحْوَذا
وبِاستِقَاءَةٍ وباستِمْناءِ ... والوَطْءِ أو يَرْتَدُّ ذو الشقاء
***
ما يَجِبُ فيه مع القضاءِ الإمساكُ
يَلْزَمُ الإمساكُ مَعَ القضاءِ في ... خُصوص شَهِر رَمضانَ الأشْرَفِ
عَلى الذي أفطَرَ بالتَعَنُّتِ ... أو نِيَّةً للفَرْض لم يُبَيِّتِ
ومَنْ لِظَنِّ الليلِ قد تَسَحَّرا ... فبَانَ صُبحاً وكذا مَنْ أفطَرا
يَظُنُّ لَيلاً ونَهاراً استبانْ ... أو مَن لَهُ بانَ ثلاثو شعبانْ
بأنه مِنْ رَمَضانَ أو سَبَقْ ... مَاءُ مُبالِغٍ تَمَضْمَضْ أو نَشَقْ
***(1/17)
مُوجِبُ الكفارةِ
وكلُّ مَن أفسَدَ صَومَ يَومِ ... مِنْ رَمَضانَ بِجِماعِ الإثْمِ
لا مُتَرَخِّصاً بنَحْوِ سَفِرِ ... بل عامِدٌ وعالِمٌ لم يُعْذَرِ
يَلْزَمُهُ مَعَ القَضَا كَفَّارهْ ... عظمى وتعزيرٌ على الجسارهْ
وأخصُصْ بها الواطِئَ حتى لَوْ أتى ... بَهِيمَةً مِنْ جُرمِهِ أو مَيِّتا
***
أنواع الإفطارِ وواجبها
ثلاثةُ فواجبٌ لِمَن تَحِيضْ ... أو نُفَسَا وجَوَّزوه للمَريضْ
ولِلَّذي في طاعةٍ يسافرُ ... ثُمَّ مُحَرَّمٌ لِمَن يُؤَخِّرُ
قَضاءَ رَمَضانَ مَعْ تَمَكُّنِهْ ... مِن فَعْلِهِ مُقَدَّماً في زَمَنِهْ
ومنه مُوجِبُ القضاءُ والفديةِ ... في صُورَتَينِ مُفْطِرٌ لِخِيفَةِ
على سِواهُ أو قَضاءً أخَّرا ... أمْكَنَهُ لِرَمَضانَ آخرا
ومُوجِبُ القضاءِ لا أن يَفدِيا ... لمُفْطِرٍ بالأكل أو مَن أغْمِيا
ومُوجِبُ الفديةِ لا القضاءِ ... لهَرِم مُفتَقِدِ العَزاءِ
وليس للمجنونِ والأطفالِ ... حُكْمٌ لِفَقْدِ كُلْفةِ الأعمال
***
***
لم ينظم المؤلف رحمه الله تعالى باب الحج لأنه غير موجود في السفينة(1/18)
خاتمة
السبحة الثمينة نظم السفينة
بقلم ابن الناظم
السيد حامد بن أحمد مشهور بن طه الحداد
« خاتمة»
خاتمةٌ للسُّبحة الثمينةْ ... فهي لعِقدِ نَظْمِها قَمِينَهْ
وقَد تَحَلَّتْ بِزيَاداتٍ غُرَرْ ... وعِلْم أحْوَالِ القُلُوبِ المَسْتَتَرْ
جَمعاً لعِلْمِ الشرعِ والحقيقةْ ... المُوْصِلَيْنِ مُنْتَهى الطَّرِيقَةْ
فَهاكَها في جُمِلٍ مُفِيدَهْ ... سَلِيمةَ البِناءِ والعَقِيدهْ
وفي مَعانٍ تُوْضِحُ المحَجَّهْ ... للسَّالِكِيْنَ وَتُقِيمُ الحجَّهْ
والغَوْصَ في أسْرارِها المكنونهْ ... تركْتُه لنَاظِمِ السفينَهْ
حَسْبِيَ مِنها ما يُزِيلُ الالْتِباسْ ... لِطالِبِ العِلْمِ بِتَوْضِيح الأساسْ
فإنَّها عظِيمةُ المَرَاقي ... ومُنتَهى مَكَارِمَ الأخْلاقِ
لأَنَّ في تَصْفِيَةٍ القُلُوبِ ... ومَسْلَكِ التَّهْذيبِ والتَّأْدِيبِ
وَبِالْتِزَامِ الصِّدْقِ والإخلاصِ ... وفي اجْتِنَابِ الكِبْرِ والمَعَاصِي
ومنَهَجِ الإصْلاحِ لِلظَّواهِرِ ... تَنقِيَةٌ لِبَاطِنِ السَّرائِرِ
وفي امْتِثال سائِرِ الأوامِرِ ... تَزكِيةُ النُّفوس والضمائرِ
ومَصْدَرُ الكُلِّ مِنَ الشريعَةِ ... ونهْلُها من مَوْرِدِ الحَقِيقةِ
وإنَّ رَأْيَ القومِ فيها مُختَلِفْ ... لَفظاً وأمَّا كُنْهُهَا فمُؤتَلِفْ
قِيل الشريعَةْ إئتمارٌ والتِزَامْ ... مَعنى العُبودية في أعلى مَقامْ(1/18)
وفي اصْطِلاحٍ أنها الدينُ القَوِيمْ ... والسَّيرُ في النَهج السَّوِي المُسْتَقيمْ
وقيل أيضاً أنها الإذْعانُ ... لِكُلِّ ما جاءَ بِهِ القُرآنُ
والسُّنةُ الغَرَّاءْ كذا الطريقهْ ... تَعرِفُ منها مَدْخَلَ الحقيقةْ
وثَمَّ تَعريفٌ لها عِندَ البَيَانْ ... يُؤخَذَ مِنهُ ما يُطابِقُ العيانْ
وإنَّ ما في صِحَّةِ المَشَاهِدْ ... تجْرِي على الأذواقِ والعَقائِدْ
وقال بعضُهم: وجودُ الأفعَالْ ... كُنْهُ الشريعةُ وَشهودُ الأحوالْ
يَعني الحَقِيقه وكَذا الطريقةْ ... حَلَقَةٌ بَيْنَهما مَوْثوقَةْ
وفي عُلُومِ القَوْمِ مِن مَعَاني ... يَقْصُرُ عن تَوْضِيحِها بَياني
ما يَعجَزُ الطالبُ في تَأْوِيلِها ... فيَحْفِزَ الفِكرَ إلى تحصيلِها
بالبَحْث في جدٍّ وباجْتِهادِ ... في كُتْبِ أهل الحقِّ والرَّشادِ
والحمدُ في البَدْءِ وفي الختامِ ... والشُكرُ للمَوْلى على الدَّوام
وأرتَجي منهُ عظيمَ الامتِنانْ ... أنْ يُسكِنَ الناظِمَ فِي أعلى الجِنَانْ
مَعَ النبيِّ المُصطَفى الكريمِ ... عَلَيه أفضَلُ الصَّلاَةِ والتَّسْليمِ
وآلِهِ الأبرارِ خَيْرِ آلِ ... أُولي التُّقى والفَضْلِ والكمالِ
وأهل بَيِتهِ الأُبَاةِ الشُرَفا ... وصَحْبِهِ والتابِعِينْ أهَلِ الْوَفَا
***
تمت بحمد المولى(1/19)
الفَرائِدُ البَهِيَّةِ (1)
فِي نَظمِ القَواعِدَ الفِقهيَّةِ
فِي الأَشباهِ والنَّظائِرِ عَلَى مَذهَبِ الشَّافِعِيَّةِ (2)
[ وهو نَظمٌ مُلَخَّصٌ مِن كِتابِ (الأَشباهِ والنَّظائِرِ) للإِمامِ السُّيوطِي رحمهُ اللهُ تعالَى ]
للعَلاَّمَةِ أَبِي بَكرٍ بنِ أبِي القَاسِمِ الأَهدَلِ
رحمه اللهُ تعالَى
( ت : 1035 )
__________
(1) نَقَلتُها مِن طبعَةِ (دارِ ابنِ تَيمِيَّةَ) وقابَلتُ بَعضَها على الشَّرحِ .
(2) ولِهذا النَّظمُ :
- شَرحٌ بِعنوانِ : (الْمَواهبِ السَّنِيَّةِ شَرحِ الفَرائِدِ البَهِيَّةِ) للعلاَّمة عبدِ اللهِ بنِ سُلَيمانَ الجَرهَزِي الشَّافِعِي ( ت 1201 ) .
- ولهذا الشَّرحِ حاشِيةٌ بِعنوانِ : (الفَوائدِ الجَنِيَّةِ حاشِيَةُ الْمَواهبِ السَّنِيَّةِ) للعَلاَّمةِ أبي الفَيضِ محمَّد ياسين بن عيسَى الفاداني المَكِّي .
طُبعَ كلاهُما في مجلَّدين ؛ باعتناءِ : رَمزي سعد الدينِ دمشقيّة ، طَبعة دارِ البَشائِرِ الإِسلاميَّة (ط2 1417-1996) .(1/1)
مُقَدِّمَةٌ
يقول راجي عفوِ ربِّه العليْ ... وهو أبو بكرٍ سليلُ الأهدلِ
الحمدُ لله الذي فقَّهنا ... ولسلوكِ شرْعِهِ نَبَّهنا
علَّمنا سبحانَه بالقلمِ ... فضلاً ومَنًّا منه ما لم نعلمِ
وخصِّنا بأفضل الأديان ... والسنة الغراء والقرآنِ
فكم له من نعمةٍ علينا ... ومنةٍ أوصلها إلينا
فالشكرُ دائماً له على ما ... أولاَه لا نُحصي له أنعاما
شكراً يكون سبب المزيد ... لعبدهِ من فضله المديد
ثم صلاته مع التسليم ... على النبي الرؤوف والرحيم
محمدٍ وآله الأطهار ... وصحبه الأفاضل الأبرارِ
وتابعيهمُ بالاستقامة ... على سبيلهم إلى القيامة
وبعدُ فالعلم عظيم الجدوى ... لاسيما الفقهُ أساس التقوى
فهو أهمُّ سائرِ العلومِ ... إذ هوَ للخصوص والعموم
وهو فنٌ واسع منتشرُ ... فروعه بالعد لا تنحصر
وإنما تضبط بالقواعد ... فحفظها من أعظم الفوائد
وهذه أُرْجوزةٌ محبِّره ... وجيزةٌ متقنةٌ محررة(1/1)
نظمتُ فيها ما له من قاعدهْ ... كليةٍ مقرِّباً للفائدهْ
سميتُها الفرائدُ البهيه ... لجمعها الفولائد الفقهية
لخّصتها بعون ربي القادرِ ... من لجة الأشباه والنظائر
مصنف الحبر السيوطي الأجلّ ... جزاه خيراً ربنا عزَّ وجل
إشارة من شيخنا الشَّهابِ ... عالي الجناب المرشدِ الطلابِ
أعني الصفي أحمد بن الناشري ... حاوي المعالي والجمال الباهرِ
جزاه رب أفضل الجزاء ... عني وزاده من العطاء
فإنه أمرني فيما غبر ... بنظم هذه القواعد الغُررْ
وقدْ رأى كراسةً كتبتُها ... من منحةِ الوهاب واستصحبتهُا
ولم أكن فرغت من نظامها ... فحثَّنِي جداًّ على إِتمامها
وقال لي قواعد الفقه أنظمِ ... ينفعْ بها الطلاب مولِي النِّعم
فلم يساعدني القضاء والقدر ... بالسعي في مأموره على الأثر
لكثرة الأشغالِ والعوائق ... بالنفسِ والعيال والعلائق
ثم أفقتُ فامتثلت أمرهُ ... وخضْتُ للدرِّ النثيرِ بحرْهِ
وإن أكن لست لذاك أهلا ... فمطلبي منه الدعاء فضْلا
وأسأل الله تعالى فيها ... إعانةً بحقهِ يُوفيها
وأنْ يكونَِ نظمُها من العمل ... لوجهه وخالصاً من العِللْ
وأن يدوم نفعها لي ولِمن ... حصلها عني في كل زمن
فإنه يجيب من دعاهُ ... ولا يخيبُ أحدٌ رجاهُ
وقد جعلتها على أبواب ... وربيَ الملْهمُ للصواب
الفقه مبنيٌّ على قواعدْ ... خمسٍ هي الأمورُ بالمقاصدْ
وبعدها اليقينُ لا يزالُ ... بالشَّكِّ فاستمعْ لما يُقالُ
وتجلب المشقة التيسيرا ... ثالثها فكن بها خبيرا
رابعها فيما يقالُ الضررُ ... يزال قولا ليس فيه غررُ
خامسها العادةُ قلْ : محَكَّمهْ ... فهذه الخمس جميعاً محكمهْ
بل بعضهم قد رجَّعَ الفقه إلى ... قاعدةٍ واحدة مُكَمِّلا
وهي اعتبارُ الجلبِ للمصالحِ ... والدرءِ للمفاسدِ القبائحِ
بلْ قالَ قدْ يرجعُ كلهُ إلى ... أوّل جُزءَيْ هذه وقُبِلا
وإذْ عَرَفتَ الخمسَ بالتجميلِ ... فهاك ذِكرها على التفصيلِ(1/2)
الباب الأول
*القاعدة الأولى*
*الأمور بمقاصدها*
الأصلُ في الأمور بالمقاصدِ ... ما جاء في نصِّ الحديث الواردِ
أَيْ إنما الأعمال بالنيات ... وهو مرويٌ عن الثقاتِ
قالوا : وذا الحديثُ ثلثُ العلمْ ... وقيل : ربعه فجُلْ بالفهم
وهي بالسبعين باباً يدخلُ ... عن الإمام الشافعي ينقلُ
ثم كلامُ العلما في النيَّهْ ... من أوجهٍ كالشرطِ والكيفيهْ
والوقت والمقصود منها والمحلّ ... فهاك فيه القولَ منْ غيرِ خَللْ
مقصودها التمييزُ للعبادةِ ... مما يكون شبهها في العادةِ
كما تميز بعضها من بعضِ ... في رتبٍ كالغسلِ كالتوضَّى
فلم تكن تشترط في عبادةِ ... لم تشتبهْ هيئتها بعادةِ
كذلك التروكُ مع خلافِ ... في بعضها والندْبُ غيرُ خافِ
ويشترطُ التعيينُ فيما يلتبسْ ... دونَ سواه فاحفظ الأصلَ وقِسْ
وكل ما لنيَّة الفرض افتقر ... فنيَّةُ التعيينِ فيه تُعتَبرْ
واستثنينْ من ذلك التيمما ... للفرض في الأصحِّ عندَ العلما
وحيثما عُيِّنَ والتعيين لا ... يشترط تفصيلاً وأخطأ بطلا
وخرجتْ أشيا كرفع أكبرا ... من حدثٍ لغالطٍ عن أصغرا
وواجبٌ في الفرض أنْ تعرَّضَا ... فيها له لا للإداء والقضا
لكنه لا يحب التعرضُ ... للفرضِ في نحو الصيام والوضو
وما كفى التوكيل فيها أصلا ... واستثنينْ مهما تقارِنْ فِعلا
واعتبر الإخلاص في المنوي فلا ... تصحُّ بالتشريك فيما نُقِلا
واستثنيتْ أشياءُ كالتحيهْ ... مع غيرها تصح فيه النية
ووقتها في قولِ كل قادةِ ... مقارنٌ لأولِ العبادةِ
ونحوه واستثنيتْ منه صور ... كالصومِ والزكاةِ مما قد ذكرْ
وقرنها بكل لفظِ الأولِ ... إنْ كان ذكراً واجبٌ على الجلي
نحو الصلاةِ لكن المختارُ ... للبعضِ يكفي عُرفاً استحضار
كذاك قرنُها على التحقيق ... بالأولِ النِسبيِّ والحقيق
وليس ذكراً يجب استحضارها ... إلى الفراغِ بلْ كفى انسحابها
أمَّا محلُّها فقلبُ النَّاوي ... في كل موضوعٍ بلا مُناوي
فليس يكفي اللفظ باللسان ... مع انتفائها من الجنانِ(1/3)
واللفظ باللسان حيث اختلفا ... فليعتبر بالقلبِ من غير خفا
وشرطها التمييز والإسلام ... والعلم بالمنويِّ يا همام
وعُدَّ أيضاً فقد ما ينافي ... ونية القطع من المنافي
ومنه رِدةٌ فعدَّ القدْرهْ ... أيضاً على المنويِّ فافْقه أمرَهْ
ومنه فقد الجزم والتردُّدُ ... لكنْ هنا مستثنياتٌ تَردُ
واختلفوا هل هي ركنٌ أو تعدّ ... شرطاً وما قُدِّمَ فهو المعتمد
وفي اليمين خصصتْ ما عمَّما ... ولم تعمم ما يخصُّ جزما
ونية اللاَّفظِ في الحكم على ... مقاصدِ اللفظِ كما قد أُصِّلا
واستثنى اليمين عند منْ حكمْ ... فهي على نيتهِ لا ذي القسمْ
والفرض ربما تأدى فِعله ... بنيةِ النفلِ استبان نقلهُ
خاتمة : واعلم بأن النيهْ ... بحسب الأبواب في الكيفيهْ
كنية الوضوء والصلاة ... والحج والصيام والزكاة
*القاعدة الثانية*
*اليقين لا يزول بالشك*
دليلها من الحديث يا فتى ... في مسلمٍ وغيره قد ثبتا
مكن طُرقٍ عديدةٍ فتدخلُ ... جميع الأبواب كما قد أصَّلوا
وتحتها قواعد مستكثره ... اندرجتْ فهاكها محبرهْ
من ذلك الأصل كما استبانا ... بقاءُ ما كان على ما كانا
والأصل فيما أصلَ الأئمهْ ... براءة الذمة يا ذا الهمهْ
وحيثما شكَّ امرؤٌ هل فعلا ... أو لا فالأصل أنه لم يفعلا
أو في القليل والكثير حُملا ... على القليل حسبما تأصلا
كذاك مما قعَّدوا الأصل العدَمْ ... فاعرف فروعَ ما يجي وما قدِمْ
والأصل في الحادثِ أن يقدِّرا ... بأقرب الزمانِ فيما قُرِرا
والأصل في الأشيا الإباحة إلا ... إن دلَّ للحصرِ دليلٌ قُبِلا
كذا يقال : الأصل في الأبضاع ... الحظْر مطلقاً بلا دفاع
وفي الكلام أصل الحقيقة ... رزقك الله علا توفيقه
والأصل والظاهرُ في الحكم متى ... تعارضا ففيه تفصيلٌ أتى
والأصل إن مجرد احتمال ... عارضه رجّحْ بجزمِ القالِ
ورجّح الظاهر جزماً إنْ غدا ... لسببٍ نُصبَ شرعاً مسندا
أو سببٍ عُرْفٍ وعادةٍ أو ... يكون مَعهُ عاضدٌ به قَوي(1/4)
والأصلَ رجَّحهُ على الأصحِّ إنْ ... سببُ الاحتمال ضَعفه رُكنْ
ورجح الظاهر في الأصح ما ... كانَ قوياً بانضباطٍ وسِما
وحيثما تعارض الأصلانِ ... فرجّح الأقوى على بيان
وقوة الأصل بعاضدٍ حصلْ ... من ظاهرةٍ أو غيره كما وصلْ
وجزموا بأحدِ الأصلين في ... حين ويجري الخُلْفُ حيناً فاعرِفِ
تتمّةٌ : والظاهران رُبما ... تعارضا وهو قليلٌ فاعلما
فوائد : وربما اليقين ... زواله بالشك يستبين
وذاك في مسائل منحصره ... تُحكى عن ابن القاصِ فيما ذَكَرهْ
وزاد فيها النووي عدّهْ ... كذلك السبكي زاد بعده
والشكُّ أضربٌ ثلاثهْ أخرى ... شكٌ على أصلٍ مُحرَّمٍ طرا
وما على أصلٍ مباحٍ يطرا ... وما يكونُ أصله لا يدرى
والشك والظن بمعنىً فرْدِ ... في كتب الفقه بغير جحدِ
خاتمة واًلأصل فقد يعبرُ ... عنه بالاستصحاب فيما يحضرُ
*القاعدة الثالثة*
*المشقة تجلب التيسير*
وأصلها الآيات والأخبارُ ... مما رواه العُلما الأحبارُ
وكلٌ تخفيفٍ أتى بالشرع ... مخرجٌ عنها بغير دفعِ
واعلمْ بأنَّ سبب التخفيف ... في الشرع سبعةٌ بلا توقيف
وذلك الإكراه والنسيان ... والجهر والعُسر كما أبانوا
وسفرٌ ومرضٌ ونقصُ ... فهذه السبعة فيما نصوا
والقول في ضبط المشاق مختلف ... بحسب الأحوال فيما قد عُرفْ
والشرع تخفيفاته تنقسم ... ستةَ أنواعٍ كما قد رسموا
تخفيف إسقاطٍ وتنقيصٍ يلي ... تخفيف إبدالٍ وتقديم جلي
تخفيفُ تأخيرٍ وترخيصٍ وقدْ ... تخفيفٌ تغْييرٍ يُزادُ فليُعدْ
ورُخصُ الشرعِ على أقسام ... قد وردت بحسبِ الأحكام
واجبةٌ كالأكل للمضطرِّ ... وسنة كالقصرِ ثم الفِطرِ
بشرطهِ وما يباح كالسَّلمْ ... وما يكون تركه هو الأتمّْ
كالجمع أو مكروهه كالقصرِ في ... دون ثلاثٍ من مراحل تفي
تختيمٌ : الأمر إذا ضاقَ اتسعْ ... كما يقولُ الشافعيُّ المُتبعْ
وربما تُعكس هذي القاعدهْ ... لديهم فهي أيضاً واردهْ
وقد يقال : ما طغى عن حدِّهِ ... فإنه منعكسٌ بضدِّهِ(1/5)
*القاعدة الرابعة*
*الضررُ يزال*
وأصلُها قول النبي لا ضررْ ... ولا ضِرار حسبما قد استقرّ
قالوا : وينبني عليها ما لا ... يُحصَرُ أبواباً فَعِ المقالا
ثمَّ بها قواعدٌ تعتلقُ ... كما حَكى المؤلفُ المحقِّقُ
منها الضروراتُ تبيح المحتظرْ ... بشرطها الذي له الأصل اعتبرْ
وما أبيح للضرورةِ قدِرْ ... بقدرها حتماً كأكلِ المضطرْ
لكنه خُرجَ عن ذا صٌورُ ... منها العرايا واللَّعانُ يُذكَرُ
فائدةٌ : ثم المراتب هنا ... تعدُّ خمسةً كما قد زُكِنَا
ضرورةٌ وحاجةٌ ومنفعهْ ... وزينةٌ ثم فصول تبعهْ
وكلُّ ما جاز لعذْرٍ بطلا ... عند زواله كما تأصَّلا
وعُدَّ من تلك القواعدِ الضَّررْ ... على الدوامِ لا يزالُ بالضَّررْ
لكنه استثني مهما يكن ... فردُهما أعظم ضُرّاً فَافْطن
فإنه يُرتكب الذي يخف ... كذاك في المفسدتين قدْ وصِفْ
ورجّحوا درءَ المفاسد على ... جلب مصالحٍ كما تأصلا
فحيثما مصلحةٌ ومفسدهْ ... تعارضا قُدِّمَ دفع المفسدةْ
خاتمة : والحاجة المشهورهْ ... قد نزلتْ منزلةَ الضرورهْ
لا فرق أن تعمَّ أو تخُصَّا ... عندهم كما عليه نُصا
*القاعدة الخامسة*
*العادة محكمةٌ*
وأصلها من الحديث زُكنا ... فما رآه المسلمون حسنا
واعْتبرتْ كالعُرفِ في مسائل ... كثيرةٍ لم تنحصر لقائل
ثُم لها مباحث مهمهْ ... تعلقتْ فهاكَها بهمهْ
أوّلها فيما به تثبُتُ ذي ... وأمره مختلفٌ في المأخذِ
فتارةً بمرَّةٍ جزماً وفي ... عيبِ مَبيعٍ واستحاضةٍ قفُي
وتارةَ يُشترطُ التكررُ ... أي : مرتين أو ثلاثاً يصدرُ
كقائفٍ وما به التصيدُ ... والاعتبار بالثلاثِ أعمدُ
وتارةً لابدَّ منْ تكرارِ ... إلى حصول الظنِّ كاختبار
حالِ الصبي بالمماكسةْ لهُ ... قبلَ البلوغ وسِواها نَقْلهُ
مبحثٌ : العادة ليست تُعتبرْ ... إلا لدى اطرادها كما اشتهر
وحيثما تعارض العرف الجلي ... والشرع فليقدمنْ للأولِ
إن لم يكنْ بالشرع حكمٌ اعتلقْ ... فإن يكن فهوَ بتقديمٍ أحقْ
والعرف إن عارضه الوضع ففي ... مقدمٍ عنهم خلافٌ قد قُفي
فبعضٌ الحقيقةُ اللفظيةُ ... وبعضٌ الدلالة العرفية
وقيل : إن يَعُمَّ وضعٌ قُدما ... وقيل : غير ذاك فاحفظ واعلما
والعامُ والخاص من العرفِ متى ... تعارضا ففيه ضابطٌ أتى
وهو أنَّ الخاص حيث حصرا ... لم يعتبر أصلا وإلا اعتبرا
مبحثٌ : العادة هلْ تنزلُ ... منزلة الشرط خلاف يُنقلُ
وغالب الترجيح في الفروعِ لا ... يكون كالشرطِ كما تأصلا
تختتمٌ : العبرةُ بالعرف الذي ... قارنَ معْ سبقٍ له في المأخذِ
وكلُّ ما لم ينضبط شرعاً ولا ... وضعاً فاللعُرفِ رجوعه انجلى(1/6)
الباب الثاني
*في قواعد كليةٍ يتخرج عليه*
*ما لا ينحصرُ من الصور الجزئية*
فهاكَ نظمَ أربعين قاعدهْ ... مسرودةً واحدةً فواحدهْ
وهي من القواعد الكليهْ ... لا تنحصر صورها الجزئيهْ
وربما استثنى منها صورُ ... لكنها قليلةٌ تنحصر
فهي على التحقيق أغلبيهْ ... كغالب القواعدِ الفقهيهْ
وهأنا أشرعُ في نظامها ... راجياً العونَ على تمامها
معقباً كلاًّ بما يستثنى ... منا وما يعرضُ لي في الأثنْا
*القاعدة الأولى*
*الاجتهاد لا ينقض بالاجتهاد*
الاجتهاد عندهم لا ينقض ... بالاجتهاد مطلقاً إذ يَعرِضُ
واستثنِ منها صوراً في الجمله ... نقضَ الإمام لِحِمى من قبلهْ
وقسمةَ الإجبار حيثما تَقُمْ ... بينةٌ بغلطِ الذي قسمْ
كذلك التقويمُ إنْ يعثر على ... صفةِ نقصٍ أو زيادةٍ تلا
والحكم للخارجِ بالشهودِ إنْ ... أقامها الداخلُ فيما قدْ زُكن
قلتُ : وفي استثناء بعض ذي الصُّوَرْ ... من هذه عند التأملِ النَّظرْ
خاتمة : وينقصُ القضاء في ... مواضعٍ فانقضه إن يخالفِ
للنصِ أوْ إجماعٍ أوْ قياسِ ... غيرِ خفيٍّ عند كل الناسِ
أوْ خالف القواعدَ الكليهْ ... عن القرافي هذه محكِيهْ
أو كان ما حُكِّمَ لا دليلَ لهْ ... عليهِ فالسبكي أيضاً نقلهْ
قال : وما خالفَ شرطَ منْ وقفْ ... مخالفٌ للنصِ عند منْ عرفْ
وخلف ما عليه قول الأربعهْ ... كالخُلفِ للإجماعِ فانقضْ مشرَعهْ(1/7)
*القاعدةُ الثانية*
*إذا اجتمع الحلالُ والحرام غُلِّب الحرام*
والحِلُّ والحرامُ حيث اجتمعا ... فغلِّبِ الحرامَ مهما وقعَا
وخرجتْ عنها على بيانِ ... أشيا كالاجتهاد في الأواني
وفي الثيابِ بلْ وفي المنسوجِ منْ ... خزٍّ وغيرهِ على ما قدْ زُكنْ
ولوْ رمى لطائرٍ فوقعا ... بالأرض مجروحاً فماتَ مسرعا
فإنه حلَّ ولو عاملَ منْ ... أكثر مالهِ حرامٌ لِوهنْ
ولمْ يكنْ يُعرف عينُهُ فلا ... يحرمُ لكنْ كُرهُه تأصلا
وقدْ رأى تحريمه الغزالي ... وهوَ من الأحوطِ في المقالِ
كذلك الأخذ من السلطانِ إنْ ... في أيدهِ الحرامُ يغلبْ فاستبنْ
والشاةُ مهما بحرامٍ تُعتلفْ ... فلحمها ودرها بالحل صِفْ
كذا إذا ما استهلكَ الحرام أوْ ... قاربَ الاستهلاك فيما قدْ رأوا
وهذه الصورة تحتها صورْ ... كخلطِ تحريمٍ بغير ما انحصرْ
فائدة : والضبط للمحصور منْ ... مهمِّ الأشياء لكثرٍ ما يَعنّْ
فما كألفٍ غير محصورٍ يعدّْ ... وما كعشرينَ فمحْصورٌ وردْ
وما يكون بين ذينِ ألحقِ ... بالظنِ ثم استفتِ للقلبِ النقي
مهمةٌ تدخلُ في ذي القاعدهْ ... تفريقُنا الصفقةَ وهي واحدْ
وهوَ بأن يَجمْعَ عقدٌ منفردْ ... حِلا وحِرماً وبأبوابٍ يردْ
وحيثما جرى فعنْ قولينِ ... لَمْ يخلُ في الغالبِ أو وجهينِ
فالأرجح الصحةُ في ذي الحلِّ ... والآخر البطلانُ أي : في الكلِّ
وجريانَ الخُلْفِ فيه يشترطْ ... له شروطٌ ولها الأصلُ ضبطْ
فإن تُردْ تحقيقها بلا خللْ ... فراجع الأصلَ وجانب المللْ
وهاهنا قاعدةٌ تدخل في ... هذي فهاكها بلا توقفِ
فحيثما اجتمع جانبُ السفرْ ... وضدُّهُ غلِّب جانبُ الحضرْ
وهذه تدخلُ فيها قاعدهْ ... أيضاً فخذها لا حُرمتَ الفائدهْ
فالمقتضي معْ مانعٍ إذا اجتمعْ ... يُغلَّبُ المانع حيثما وقعْ
واستثنيتْ مسائل منها ذكرْ ... مسألة اختلاطِ موتى من كفرْ
بمسلمين واختلاطِ الشُهدا ... بغيرهم فغسلُ كلهمْ غدا
مثل الصلاةِ واجباً كما ذكرْ ... كذا على الأنثى بالاحرام حُظر
إن سترتْ جزءاً من الوجه وفي ... صلاتها يجب ذاك فاعرفِ
ومن بلاد الكفر حتماً هاجرتْ ... ولو تكون وحدها قد سافرتْ
خاتمة : وللصِّحاب قاعدهْ ... مشهورة بعكس هذي واردهْ
ولفظها عندهم الحرام لا ... يحرم الحلال فيما نقلا(1/8)
*القاعد الثالثة*
*الإيثار بالقرب مكروهٌ*
ويُكره الإيثار شرعاً بالقربْ ... أما سواها فهو فيه مستحب
ففي أمور هذه الدنيا وفي ... حظِّ النفوس حُسنهُ غير خَفي
قيل : وفي كلام بعض العلما ... ما يقْتضي في قربٍ أنْ يحرما
وللسيوطي هنا تفصيلُ ... فاظفر به فإنه جليل
حاصله الإيثار إن أدى إلى ... إهمال واجبٍ فحظرهُ انجلا
أو تركِ سنةٍ أو ارتكاب ... كُرهٍ فمكروه بلا ارتياب
أو ارتكاب غير أولى فليعدّْ ... خلاف الأولى وهو قولٌ معتمد
فرعٌ وربما ذي القاعدهْ ... تُشكلُ مندوبيةُ المساعدهْ
في صورةِ المجرور ِ في الصلاة منْ ... صفٍ لما وراءه كما زُكنْ
وقد أُجيب أن نقصهُ انجبرْ ... بنيلبهِ فضل التعاونِ الأبَرّْ
*القاعدة الرابعة*
*التابع تابع*
رابعها : التابع تابعٌ وفي ... مضمونها قواعدٌ لا تختفي
أوَّلها قولهم : التابع لا ... يُفردُ بالحكم كما تأصلا
كذلك المتبوعُ إن يسقطْ سقطْ ... تابعه كما لديهم انضبطْ
واستثنى التحجيلُ في نحو اليد ... كذلك الغرّةُ في المعتمدِ
والفرعُ فيما قعّدوه يسقط ... إنْ يسقط الأصل كما قدْ ضبطوا
وربما يثبتُ حكم الفرعِ ... والأصل غير ثابتٍ في الشرع
ثالثها : التابع لا يُقدمُ ... أصلا على المتبوعِ فيما جزموا
وفي توابع الأمورِ اغتفروا ... ما لم يكن في غيرها يُغتفرُ
ونحوها في الشرع ضمناً يُغتفرْ ... ما لا يكونُ فيه قصداً يُغتفرْ
فربما قالوا بالاثنا اغتُفِرا ... ما ليس في اوائلٍ مغتفرا
ولأوائلِ العقودِ أكدُوا ... بما له الآخرُ لا يؤكَّدُ
وهي عباراتٌ بمعنًى متحِدْ ... وهذه تُعدُّ فيما يطردْ(1/9)
*القاعدة الخامسة*
*تصرف الإمام على الرعيةِ منوطٌ بالمصلحة*
تصرفُ الإمام للرعية ... أُنيط بالمصلحةِ المرعيةِ
وهذه نصَّ عليها الشافعي ... إذ قال قولاً ما له من دافعِ
منزلةُ الإمام من مرعيهْ ... منزلةُ الولِّي من مُوليِّهْ
وأصلُها رويَ من قول عُمرْ ... فيما حكاه الأصل فانظرْ ما ذكرْ
فيلزمُ الإمام في التصرفِ ... على الأنامِ منهجُ الشرع الوفي
فلا يجوزُ نصبه لفاسقِ ... يَؤمُّ في الصلاة بالخلائق
وهذه الصورة عُدتْ واحدهْ ... منَ التي انطْوَتْ عليها القاعدة
*القاعدة السادسة*
*الحدود تسقط بالشبهات*
وباتفاقٍ الحدود تسقطُ ... بالشبهات حسبما قد ضبطوا
وأصلها من الحديث وردا ... من طرقٍ عديدة واعتمدا
لا فرق بين كونها فيمن فعل ... واردةً أو في طريقٍ أو محلّْ
لكنها لا تسقطُ التعزيزا ... عندهم وتسقطُ التكفيرا
وشرطها القوة فيما ذكروا ... جزماً وإلا فهي لا تؤثرُ
*القاعدة السابعة*
*الحرّث لا يدخلُ تحت اليدِ*
والحرُّ غيرُ داخلٍ تحت اليدِ ... في قولِ كل عالمٍ معتمدِ
*القاعدة الثامنة*
*الحريم له حكمُ ما هو حريمٌ لهُ*
وللحريم حكمُ ما قد جُعلا ... له حريماً حسبما تأصلا
وأصلها الحلال بينٌ إلى ... آخره من الحديث اتصلا
ويدخلُ الحريم في المُحتمِ ... جزماً وفي المكروهِ والمحرَّمِ
وكلُ ما حُرِّمَ فالحريمُ ... له دواماً حكمهُ التحريم
إلا حريمَ دُبُرِ الزوجةِ ما ... يكون بين إليتيْها فاعلما
والمِلْكُ في الحريمِ للمعمور ... لِمالكِ المعمور في المشهور
ثم حَريمُ المسجدِ اجْعلْ حُكْمَهْ ... كحكمِهِ فيما له من حُرْمهْ
قلتُ : وقال غيرهُ كابنِ حجرْ : ... لم يكُ كالمسجدِ وهْوَ المعتبرْ
كذاك في الرحبة الخُلفُ نُقلْ ... وهي التي تُبنى له إذ تتصلْ
وعدُّها منه إليه يذهبُ ... فيما حكى الجمهور وهوَ المذهب(1/10)
*القاعد التاسعة*
إنْ يجتمع أمران من جنسٍ عُرفْ ... فردٍ ومقصودهما لمْ يختلفْ
دخل فردٌ منهما في الآخرِ ... أي : غالباً على خلافٍ ظاهرٍ
*القاعدة العاشرة*
وللكلام يا فتى الإعمالُ ... أولى من الإهمالِ فيما قالوا
لكنْ إذا ما استويا بالنسبهْ ... إلى كلامٍ حسبما قد نبَّهْ
قالوا : وفيها يدخلُ التأسيسُ ... أولَى من التأكيدِ يا رئيسُ
*القاعدة الحادية عشر*
*الخراجُ بالضمان*
ثم الخراجُ بالضمان وهوَ من ... لفظِ الحديثِ النبويّ فاستبنْ
لكنَّهُ خرجَ عنْ ذا ما لوِ ... أعتقتِ المرأةُ عبداً للقوي
فلابِنها ولاؤُهُ والعقل لوْ ... جنى على عَصبَةٍ لها رَأوْا
وقد يُرى في العصبات مثلهُ ... يعقلُ في الخطا ولا إرث لَهُ
*القاعدة الثانية عشرة*
*الخروجُ من الخلافِ مستحبٌ*
ومستحبٌ الخروجُ يا فتى ... من الخلافِ حسبما قد ثبتا
لكنْ مراعاةُ الخلافِ تشترط ... لها شروطٌ ولها الأصل ضبطْ
ألاّ يكونَ في الخلاف موقِعا ... ولم يُخالفْ سنَّةً لِمنْ دعا
صحَّتْ وكونُ قويَّ المدْرَكِ ... لا كخلافِ الظاهريِّ إذ حُكى
*القاعدة الثالثة عشرةَ*
*الدفعُ أقوى من الرفعِ*
والدفعُ فيما قالَ كلٌ حبرْ ... أقوى من الرفعِ فجُلْ بالفكرِ
*القاعدة الرابعة عشرة*
*الرخص لا تناطُ بالمعاصي*
ولا تناطُ بالمعاصي الرخصُ ... فلمْ يُبحْ لعاصٍ الترخُّصُ
*القاعدة الخامسة عشرة*
*الرخص لا تناطُ بالشكِّ*
والشكُ لا تناطُ أيضاً الرُّخصْ ... به كما السبكْي على ذلك نصّْ
*القاعدة السادسة عشر*
*الرضا بالشيء رضاً بما يتولدُ منهُ*
ثمَّ الرِّضا بالشيءِ ر ضاً بما ... ينشأ عنه حسبما قدْ رسِما
وقد يُقالُ : ما نشا عنه أُذِنْ ... فيهِ فما مِنْ أثَرٍ له زُكنْ
ولكن استُثنَي منها ما شُرِطْ ... سلامةُ العُقبَى به كما ضُبطْ
كضْربِ زوجٍ ومعلمٍ ومَنْ ... يلي وتعزيزات قاضٍ فاعْلمَنْ
*القاعدة السابعة عشرة*
*السؤال معادٌ في الجواب*
ثم السؤالُ عندهم مُعادُ ... قلْ في الجوابِ حسبما أفادوا(1/11)
*القاعدة الثامنة عشر*
*لا يُنْسَبُ لساكتٍ قولٌ*
اعلم هديتَ أنه لا يُنسبُ ... لساكتٍ قولٌ كما قدْ أعربوا
وهذه العبارة المذكورة ... عن الإمام الشافعي مأثورة
وربما استُثنًَى من هدي صورْ ... منها سكوتُ البكْرِ إذنٌ معتبرْ
كذا سكوت المدَّعي عليهِ عنْ ... يمينه عُدَّ نكولاُ فاستبن
وبعضُ أهلِ ذِمةٍ حيث نَقَضْ ... فعهدُ من يسكتُ أيضاً انتقضْ
ولوْ رأى مملوكهُ يُتلف ما ... لغيرهِ يَضمنُ بالصَّمتِ افهَما
وحيثُما يسكتُ محرِمٌ على ... حَلْقِ حلالٍ ففداهُ أُنقلا
وحيث باعَ بالغاً وقد سكتْ ... عنِ اعترافٍ صحَّ فيما قدْ ثبتْ
ولو قَرا بحضرةِ الشيخِ وقد ... سكتَ فهو مثلُ نُطقِهِ يُعدّْ
وبعضهم لغير هذه ذكرْ ... أيضاً ولكنْ ليس يخلو عنْ نظرْ
قلتُ : وفيها بعضهم قد صنَّفاَ ... مصنفاً فيه أجادَ ووفَى
*القاعدة التاسعة عشرة*
*ما كان أكثر فعلاً كانَ أكثرَ فضلاً*
اعلمْ بأنّي كنتُ قد نظمتُ ... لهذه فيما مضى قلتُ :
قاعدةٌ : ما كان أربى فِعْلاَ ... فإنه يكون أزكى فضلاَ
وأصلُها من الحديثِ المنتخبْ ... عن النبي الأجرُ على قَدْر النَّصَبْ
وأخرجوا عنْ ذاكَ بضعَ عشرِ ... فهاكها منظومةً كدُرِّ
وذلك القصْرُ على الإتمامِ ... يَفْضُلُ في الثلاثة الأيامِ
ثم الضحى ثمانِ ركعاتٍ أَبَرّْ ... وإنْ يكنْ أَكثرُها ثنتي عشرْ
والوترُ مهما بثلاثٍ يُفعلُ ... فإنها مما يزيد أفْضَلُ
لكنْ على قولٍ ضعيفٍ نُقلا ... عن البسيطِ والإمام ذي العلا
كذا صلاة الصبح كانت أفضلا ... من غيرها وإنْ يكن أطوَلا
وركعةُ الوترِ لديهمْ أفضلُ ... من سُنَّةِ الفجرِ وأيضاً تَفْضلُ
تهجدَ الليل وأن كانتْ أقلّْ ... وهوَ مع الكثرةِ والطولِ حصلْ
كذا صلاة العيد منِ كسوفِ ... أزكى ولَوْ معْ طولِها المعروفِ
وسنَّةُ الفجر بلا تطويل ... أفضلُ من معهُ للدَّليلِ
وفي الصلاةِ سورةٌ كمالا ... أفضلُ من بعضٍ ولو قدْ طالا(1/12)
وقيل : بلْ مِن قدرِها وذاك ما ... لم يَردِ البعض وإلا قُدِّما
والجمعُ في مضمضةٍ بالمَا ثَلا ... أفضلُ من فَضلٍ بستٍّ حَصَلا
كذلكَ الفصلُ بغرفتَينِ ... أزكى من السِّتِّ بغير مَينِ
والحجُّ والوقوفُ مِمّن رَكِباَ ... أفضلُ مِنه ماشياً تأدُّبا
كذلك الميقاتُ للإهلالِ ... أفضل مِنْ دُوَيْرَةِ الأهالي
ومرّةً جماعةً إنْ صَلّى ... أفضلُ مِنْ صلاتهِ وأعْلى
منفرداً خمساً وعشرينَ جُعِلْ ... وهكذا تصدقٌ وقدْ أكلْ
البعضُ منْ أُضحيةٍ تبركا ... فَهْوَ على بذلِ الجميعِ قدْ زَكا
وينبغي عدُّكَ كلَّ ما أتى ... فيه الدليلُ للقليل مُثْبِتا
كركعتيْ تحيةِ المساجدِ ... أفضلُ منْ إتيانِهِ بزائدِ
واللفظُ في استعاذةٍ بما وردْ ... في الذكرِ من زيادةٍ في المعتمدْ
وقس على ذلك بالتأملِ ... والحمد للهِ على التفضُّلِ
***
*القاعدة العشرون*
*المتعدي عندهمْ أفضلُ منَ القاصرِ*
والمتعدي عندهم من العملْ ... أنمى من القاصرِ فضلاً وأجلّْ
ومنْ هنا فطلب العلمِ العلي ... أفضلُ من صلاةِ ذي التنفُّلِ
ولكن الإمام عزُّ الدين قد ... أنكرَ الاطلاقَ وهوَ المعتمدْ
وقال : قد يكون بعضُ القاصرهْ ... أفضلَ كالإيمان يا ذا الباصرهْ
***
*القاعدة الحادية والعشرون*
* الفرض أفضل من النفلِ*
والفرضُ فيما قعدَّوه أكثرُ ... فضلاً من النفلِ كما قد ذكروا
قالوا : وأجرُ الفرضِ زائدٌ على ... ثواب غيرهِ بسبعين اعقِلا
وربما استُثنى من هَذِي صُورْ ... وبَعَُهَا لبعضهمْ فيها نَظَرْ
وهي إبرا مُعسرٍ فإنه ... أزكى من الإنظار وهوَ سنهْ
والبدء بالسلامِ من رَدٍّ أجَلّْ ... كذا الأذان للإمامة فضلْ
والطهْرُ قبلَ الوقتِ أيضاً أفضلُ ... من كونِهِ في الوقت فيما يُنقلُ
والشيخ عز الدين زاد واحدهْ ... نُظِرَ فيها وهْيَ غيرُ واردهْ
قلتُ : رأيتُ صورتين عَنْ ... ابن أبي الصيف الإمامِ في اليمنْ
هما حديثُ أجرِ تاركِ المِرا ... ثم حديث أجرِ مَنْ قدْ صبَرَا
***(1/13)
*القاعدة الثانية والعشرون*
*الفضيلة المتعلقة بذات العبادة أولى من المتعلقة بمكانها*
فضيلة العبادِة المعلقهْ ... بنفسها أولى من المعلّقةْ
بما لها منَ المكانِ فيما ... قدْ صرحوا به فكنْ فَهيما
لكنه خرجَ عن هذا صورْ ... منها الجماعة القليلة أبَرّْ
في المسجد القريب إنْ تعطلاَّ ... من الكثير في سواه فاعقلا
والجمع في المسجد أولى منه في ... غيرٍ وإنْ كان كثيراً فاعْرفِ
*القاعدة الثالثة والعشرون*
*الواجب لا يُترك إلا لواجبٍ*
لا يُتركُ الواجب يا ذا الفهم ... إلا لواجب بغير وهمِ
وقال آخرون قولاً يُحتسَبْ : ... ما كان ممنوعاً إذا جَازَ وَجبْ
وجاء أيضاً غيرُ هذا فيها ... من العباراتِ فكُنْ نَبيهَا
واستُثنيتْ أشياءُ منها سَجدَتَا ... سَهْو وما تلا كما قَدْ ثَبَتَا
والقتل للحيةِ في الصلاةِ مع ... رَفْعِ اليدين بالتوالي إنْ وقعْ
في العيد معْ زيادةِ الرُّكوعِ في ... صلاةِ سنة الكسوفِ فاعرفِ
ونظرُ الخاطبِ للمخطوبهْ ... كذلك الكتابة المحبوبهْ
****
*القاعدة الرابعةُ والعشرون*
*ما أوجب أعظم الأمرين بخصوصهِ لا يوجبُ أهونَهما بعمومه*
ما أوجب الأعظم بالخصوص لا ... يُوجبُ بالعموم الاهُونَ خلا
في صورٍ جاءتْ بها الإفادهْ ... كالحيضِ والنفاسِ والولادهْ
فإنها توجِّبُ الغُسلَ مَعَا ... إيجابها الوضوء أيضاً فاسْمعا
والمهرُ في أرْشِ البَكارة لَزِمْ ... في وطءِ فاسدِ الشِّرا كما عُلِمْ
والشاهدون بالزنا لو رجعوا ... من بعدِ رجْمٍ فالقصاصُ يقعُ
معْ حدِّ قذفٍ وكذا لو قاتَلا ... أكثرَ من غيرٍ وكانَ كَاملا
فإنه معْ سَهْمه يُرْضخُ لهْ ... ذكَرَهُ جمعٌ كما قدْ نَقَلَهْ
***
*القاعدة الخامسة والعشرون *
*ما ثبت بالشرعِ مقدمٌ على ما ثبت بالشرطِ*
وثابتاً بالشرع قدَّموا على ... ما ثابتاً بالشرطِ كانَ مُسجَلاَ
ومِنْ هنا ما صحَّ نَذْر الواجبِ ... فقِس عليها تحْظ بالمواهبِ
***(1/14)
*القاعدة السادسة والعشرون*
*ما حرُم استعماله حَرُم اتخاذهُ*
وكلٌ ما استعماله قدْ حَرُما ... فليكن اتخاذه محرَّما
ونُقِضَتْ بصورٍ في بابِ ... الصلحِ وهيَ فتْحُه للبابِ
مهما يكنْ يَسمُرهُ ولكنِ ... أُجيبَ عنها بجوابٍ مُتقِنِ
***
*القاعدة السابعة والعشرون*
*ما حَرم أخذه حرم إعطاؤه*
وكل ما حُرِم أخذهُ حُظِرْ ... إعطاؤه أيضاً كما عنهمْ شُهِرْ
واستثْنِ نحوَ رِشوةٍ لحاكم ... توصُّلا لحقهِ من ظالمِ
وفكِّ مأسورٍ وما قدْ بذلهْ ... لمن يخافُ هَجوهُ ليَصِلَهْ
وحيثما خافَ الوصيُّ ظالما ... أعطى من المالِ ليضْحى سالِما
والبذلُ من قاضٍ لكي يُولَّى ... والأخذ للسلطانِ لنْ يَحِلاَّ
فائدةٌ تقربُ من ذي القاعده ... قاعدةٌ أخرى لديهم واردهْ
وهي ما حُرِمَ فعله حُظِرْ ... طلبهُ أيضاً كما عنهمْ ذُكِرْ
واستثنِ من ذلك صادقاً فلهْ ... تحليف من أنكرهُ إذْ فَعَلهْ
وجزية الذمِّي تُطلبُ وإنْ ... يَحرمْ عليهِ بَلُها كما زُكِنْ
***
*القاعدة الثامنة والعشرون وتاليتها*
*المشغول لا يُشغلُ*
وقعدَ الأصحابُ فيما يُنقلُ ... بأنه المشغول ليس يُشغلُ
ومن هنا ما جاز أن يَرْهنَ ما ... رهنه أخرى كما قد عُلِما
ولمْ يَجُزْ إيرادُ عقدَيْنِ على ... عَينٍ محلاً واحدً فيما انجلى
وهاهنا للأصلِ تفصيلٌ أشدّْ ... في العقدِ حيثما على العقدِ وَردْ
***
*القاعدة التاسعة والعشرون*
*المكبَّر لا يُكبَّر*
كذاك ممّا قعدوا المكبَّرُ ... على خلافٍ جاء لا يُكبَّرُ
ومن هنا التثليثُ غيْرُ نَدبِ ... في غسلاتِ رجْسِ نحو الكلبِ
قلتُ : الذي جرى عليه ابنُ حَجَرْ ... سنيَّةُ التثليث وهو المعتبرْ
*القاعدة الثلاثون*
*من استعجل شيئاً قبل أوانه عوقب بحرمانه*
ومن يكنْ قبلَ الأوانِ استعجلا ... عُوقِب بالحرمانِ حتماً أُصَّلا
لكنها خرج عنها صُورُ ... منَ التي تدخلُ فيها أكثْرُ
بل قالَ في التحقيق : ليس يَدخلُ ... فيها سوى من للتراثِ يَقْتُلُ(1/15)
وكان بعضهم يزيد فيها ... عن خبرةٍ لفظاً بها يُوفِيهَا
وقال : لا يُحتاجُ فيها استثنا ... وهوَ منِ استعجلَ شيئاً مِنَّا
قبلَ أوانهِ وليسَ المصلحهْ ... ثبوته عُوقبَ فافْقَهْ ملمحهْ
*القاعدة الحادية والثلاثون *
*النفْلُ أوسعْ من الفرضِ*
والنفلُ فيما قعَّدوه أوسعُ ... حكماً من الفرضِ وعنه فرَّعوا
وقد يَضيقُ النَّقلُ عنه في صورْ ... ترجعُ للأصلِ الذي قد استْقرّْ
أيْ : ما يجوزُ للضرورةِ غدَا ... مقدَّراً بقدرها مؤبدا
ومنه ليس يُشرعُ التيممُ ... للنفلِ في وجهٍ له قدْ رَسَموا
كذا سجود السهوِ ليسَ يُشرعُ ... للنفل في قولٍ غريبٍ يُسمعُ
*القاعدة الثانية والثلاثون*
*الولاية الخاصة أقوى من الولايةِ العامة*
ثمَّ الولايةُ التي تختصُّ ... من ضدها أقوى كما قد نَصُّوا
وضابطُ الولِّي قالوا : قدْ يَلي ... في المالِ والنكاحِ كالأبِ العَلي
وقد يلي النكاحَ لا غيرَ كما ... في سائر المعصِّبينَ عُلما
وكالأبِ الشفيقِ فيمنْ قَدْ طرا ... سفَهُهَا والجدُّ كالأبِ يُرَى
وقد يلي المالَ فقط كالوصي ... فاضبطهُ في الفروع لمَّا تَنحصي
فائدةٌ : مراتبُ الولايةِ ... أربعةٌ عندَ أولي الدرايةِ
ولايةُ القريبِ والوكيل ثمّْ ... وصايةٍ وناظرِ الوقْفِ يَؤمّْ
وإنْ تُرِدْ تحقيقها فارجع لما ... في الأصلِ للسبكي قولاً مُحْكمَا
*القاعدة الثالثة والثلاثون*
*لا عبرة بالظنِ البينِ خطؤهُ*
قالوا : ولا عِبرَةَ بالظنِّ متى ... خَطؤهُ بينْ كما قدْ ثبتا
واستثنيتْ أشياءُ منها ذكرا ... لو خلْفَ من يظنه مطهَّرا
صلّى فبانَ مُحدثاً فقل تصحّْ ... صلاته والأمرُ فيه متضحْ
ولو رَأى ركباً وقد تيمما ... فظنَّ معهم ماءً أو توهَّما
طلبهُ ويبطلُ التيمم ... وإن يكنْ قد أخطأ التوهمُ
وحيثما خاطبَ بالطلاقِ ... زوجته والعبد بالإعتاقِ
معْ ظنهِ غيرهما نفذ ما ... أوقعه توهماً عليهما
وحرَّةٌ مهما يطا وظنها ... زوجته القِنَّةَ أيْ فإنها(1/16)
تعتدُّ قرءَين على المصححِ ... كذاكَ عَكسهُ على المرجحِ
*القاعدة الرابعة والثلاثون وثلاثٌ تليها*
*الاشتعالُ بغير المقصودِ إعراضٌ عن المقصودِ
والاشتغالُ بسوى المقصودِ قدْ ... قالوا : عن المقصودِ إعراضاً يُعدّْ
*القاعدة الخامسة والثلاثون*
*لا ينكر المختلف فيه وإنما ينكر المجمع عليه*
قالوا : وليسَ يُنكر المختلفُ ... فيه ولكن يُنكرُ المؤتلفُ
أعني : الذي صار عليه مُجمعا ... واستثنيتْ أشياءُ مما فرَّعا
ينكر فيها أمرُ ما فيهِ اختلفْ ... وذاك حيث المذهبُ الذي وصفْ
يبعدُ مأخذاً بحيث ينقضْ ... كذا لدَى ترافعٍ إذ يعرضُ
فيه لحاكمٍ فبالذي اعتقدْ ... يكون حكمه كما قد انعقدْ
وحيث للمنكر فيه كانا ... حقٌ كزوجٍ فافهمِ البيانَا
***
*القاعدة السادسة والثلاثون*
*يدخل القويّ على الضعيف ولا عكس*
ويدخل القوي على الضعيف قدْ ... قالوا ولا عكس فحقِّقْ ما وردْ
*القاعدة السابعة والثلاثون*
*يُغتفرُ في الوسائل ما لا يغتفر في المقاصد*
وفي وسائل الأمور مغتفرْ ... ما ليس في المقصودِ منها يُغتفرْ
*القاعدة الثامنة والثلاثون*
*الميسور لا يسقطُ بالمعسورِ*
كذاك مملا قعدوا الميسور لا ... يسقط بالمعسور حسبما انجلى
وهيَ منَ الأشهر في القواعد ... وأصلها من الحديث الواردِ
وخرجتْ مسائلٌ كالموسرِ ... بالبعضِ من رقبةِ المُكفِّرِ
لا يعتقُ البعضَ وإنما انتقلْ ... قطعاً لما وراءه من البدلْ
وقادرٍ لصومِ بعضِ اليومِ لا ... يلزمه إمساكه كما اعتلا
كذا الشفيعُ إنْ يجدْ بعض الثمنْ ... لا يؤخذُ القِسطُ من الشقْصِ ولنْ
وحيث أوصى باشتراء رقبهْ ... فلنم يفِ الثلثُ لغى ما طلبهْ
ومن على غيبِ مبيعٍ اطلعْ ... فالرّد والإشهاد كلٌ امتنعْ
عليهِ لا يلزمه كما اتضحْ ... تلفظٌ بالنسخِ في القولِ الأصحّْ
***(1/17)
*القاعدة التاسعة والثلاثون*
*ما لا يقبلُ التبعيض فاختيار بعضهِ*
كاختيار كلهِ وإسقاط بعضهِ كإسقاطِ كلهِ
وكلُّ ما التبعيضُ ليسَ يَقْبلُ ... فهوَ اختيارُ بعضهِ إذْ يحصلُ
مثلُ اختيار كلهِ ويسقطُ ... كلٌ ببعضٍ منه حيث يَسقطُ
ومنه نصف طلقةٍ أو بعضكِ ... مطلقٌ فطلْقهُ كما حُكِي
ثمَّ هوَ هل يكون بالسرايهْ ... أو لا خلافٌ شائعُ الحكايهْ
وما على الكلِّ يزيد البعض قَطْ ... إلا بفرعٍ في إظهارٍ انضبط
*القاعدة الأربعون*
*إذا اجتمع السبب أو الغرورُ والمباشرة قدمت المباشرةُ*
وحيثما السبب والمباشره ... يجتمعا فقدمنَّ الآخرهْ
كذلك الغرورُ معها جُعلا ... واستثنيتْ أشياءُ فيما نُقِلا
كما إذا غصبَ شاةً وأمَرْ ... شخصاً بذبحها ولم يَدرِ الغَرَْ
فالغاصبُ الضَّمانُ يستقرُّ ... عليهِ بالقطْعِ إذا يغرُّ
كذا إذا سُلِّم زائدٌ على ... مستأجرٍ لحملهِ فَحمِّلا
مؤجرٌ جَهله فتلفَتْ ... ضمننَها مستأجرٌ كما ثبتْ
وحيثما أفتاه بالإتلافِ ... أهلٌ فأخْطَا فالضمانُ وافي
على الذي أفتى بلا خفاء ... فاحذر من الخطأ في الإفتاء
ويضمن الإمام حيثما أمرْ ... ظلماً لجاهلٍ بقتلٍ إن صدرْ
وحيثما وقفَ ضيعةً على ... قومٍ فبانت مستحقةً فلا
يضمنُ إلا واقفٌ للغلَّهْ ... وتمَّ نَظمُ الأربعينَ جُملَهْ
***(1/18)
الباب الثالث
*في القواعد المختلف فيها*
ولا يطلق الترجيح لاختلافه في الفروع
وهي عشرون قاعدة :
وهاكَ عشرينَ من القواعدِ ... تحقيقها من أعظمِ الفوائدِ
وهي القواعدُ التي فيها اختلفْ ... والقول في ترجيحها لم يأتلفْ
ولم يسغْ إطلاقهُ للخُلفِ في ... فروعها وعدم التألُّفِ
والجزم في بعض الفروع ربما ... بأحدِ الشِّقَّينِ جاءَ فاعلمَا
لكنه في البعضِ منها وأنا ... أُشير نحوه لمنْ تفطَّنا
وقدْ جَعلتُ كل جنسٍ منها ... في ضمنِ فصلٍ لا يزيدُ عنها
فانحصرت إذاً فصولُ البابِ ... أربعةٌ والشكر للوهابِ
*الفصل الأول*
*القاعد الأولى*
قالو : هلِ الجمعةُ ظُهْرٌ قُصرَتْ ... أو بل صلاةٌ بحيالها جَرَتْ
فيها كما قد نقلوا قولانِ ... وقدْ يقول بعضهم وجهانِ
ومَسْلكُ الترجيح فيهما اخْتلفْ ... للخلفِ في فروعها وما ائتلفْ
*القاعدة الثانية*
ثُمَّ الصرةُ حلْفَ مُحدثٍ غدا ... مجهولَ حالٍ عندْ منْ بِهِ اقتدى
مهما نَقُلْ صحيحةً فهلْ تُعدّْ ... جماعةً أو انفراداً قدْ وردْ
وجهانِ والترجيحُ أيضاً مختلفْ ... فيما لها منَ الفروعِ قدْ عُرِفْ
*القاعدة الثالثة*
ومن أتى بما يُنافي الفرض لا ... النفل في أوَّلِ فرضٍ مثلا
يبطلُ فرضه وهل ما صلَّى ... يبطلُ أو نقول يبقى نفلا
فيه أتى قولانِ والترجيحُ ... مختلفٌ فلْيَكفِكَ التلويحُ
*القاعدة الرابعة*
والنذر هل سلوكنا به في ... مسلك فرضِ شرعنا الشريفِ
أو مسلكِ الجائزِ قولانِ أتى ... وخلفُ ترجيح الفروعِ ثبتا
وخرج النذر عن الشقينِ في ... صورة نذرهِ القراءةَ اعرفِ
فنية الناذرِ فيها تُحتم ... وليس في فرضٍ ونفلٍ تلزمُ
*القاعدة الخامسة*
ثمَّ هل العبرةُ في العقودِ قلْ ... بصيغٍ أو بمعانٍ يا رجُلْ
وفي الفروع أيضاً الترجيحُ ... الخُلفُ فيه عندهم صريحُ
*الفصل الثاني*
*القاعدة السادسة*
والعينُ إنْ تُعرْ للارتِهانِ ... هلْ عُدَّ فيها جانبُ الضَّمانِ
مُغلَّباً أو جانبُ العاريةِ ... قولانِ والترجيحُ كالماضيةِ
وبعضهم يقولُ : هل هوَ يُعدّْ ... ضماناً أو عارية ؟ خلفٌ وردْ
قال السيوطي : وما عبَّرتُ بهْ ... اولى كذا في هذي الأبياتِ انتبهْ
*القاعدة السابعة*
وهل تُعدُّ يا فتى الحوالهْ ... بيعاً أو استيفا خلافٌ قالهْ
واختُلفَ الترجيحُ في الفروعِ ... كما حكاه صاحبُ المجموعِ
*القاعدة الثامنة*
ثم هل الإبراء إسقاطاً جُعلْ ... أو هو تمليكٌ خلاف قد نُقلْ
قولين والترجيح غير مؤتلف ... فيما لها من الفروع قدْ وصفْ
*القاعدة التاسعة*
وهل يكون فسْخاً الإقالهْ ... في الحكمِ أو بيعاً ؟ خِلافٌ قالهْ
والحُلفُ قولانِ وفي الفروعِ ... يختلفُ الترجيحُ للمسموعِ(1/19)
*القاعدة العاشرة*
ثمَّ معينُ الصِّداقِ في يدِ ... الزوجِ قبلَ القبضِ مهما يُعقدِ
هل هو مضمونٌ ضمانَ عقدِ ... في يدهِ أو بل ضمانَ أيْدِ
قولانِ والترجيح لَمْ يأتلفِ ... فيما لها من الفروعِ قدْ قُفي
*الفصل الثالث*
*القاعدة الحادية عشرة*
وبعدَ هذا فالطلاق الرجعي ... هلْ يَقطعُ النكاحَ كلَّ القطعِ
أو لا ؟ على القولين والترجيحُ لا ... يُطلَقُ في الفروعِ فيما نُقلا
وربما جُزم بالأوَّل في ... أشيا وبالثاني كذاك فاعرفِ
وجاء قولٌ ثالثٌ لَم يُختلف ... في أصلِها يقول بالتوقفْ
وعبَّروا بغيرِ ذي العبارهْ ... عَن هذه أيضاً بلا نكاره
وهل هي الرجعةُ تُحسب ابتدا ... نكحٍ أو استدامةٌ خلفٌ بدا
*القاعدة الثانية عشرة*
قالوا : وفي الظِّهار هل المغلَّبُ ... شبِهُ الطلاقِ أو بل المغلَّبُ
شبهُ اليمن ؟ فيه خُلفٌ قد وصف ... ومنهجُ الترجيحِ فيه مختلفْ
*القاعدة الثالثة عشر*
ثمّ الشروعُ هلْ به تعينا ... مفروضُ الاكتفاء أمْ لا ؟ عندنَا
فيه خلافٌ رُجِّحَ الأوَلُ في ... مطلبنا والبارزيُّ المقتفي
ولكن الشيخانِ لم يرجِّحا ... شيئاً كما في خادمٍ قد شرحا
لأنها لا يُطلَقُ في الترجيحُ ... فيها لما مرَّ بهِ التصريحُ
قال السيوطي بأصله الأتَمّْ ... ولكَ أن تُبدِلَ هذا بأعمّْ
بأن تقول : فرض الاكتفاء هلْ ... نعطيهِ حكمَ فرضٍ عينٍ أو نفلْ ؟
فيهِ خلافٌ والفروعُ مختلف ... في حكمها الترجيح حسبما عُرفْ
*القاعدة الرابعة عشرة*
والزائل العائد هل هو كما ... لما يزلْ أو لَمْ يَعدْ ؟ خلفٌ سمَا
والقول بالترجيح فيها اختلفا ... إذ هو في فروعها ما ائتلفا
لكنه جُزِم بالأولِ في ... أشيا كذا الثاني كما عنهم قُفي
*القاعدة الخامسة عشر*
ثم هل العبرةُ بالحالِ . قلِ ... أو بالمآلِ ؟ فيهِ خُلفٌ منجلِي
ومسلَكُ الترجيحِ أيضاً مختلفْ ... وعبَّروا عنها بغير ما وُصفٍ
كقولِهم : ما قاربَ الشيء فَهَلْ ... نُعطيهِ حُكمه ؟ خِلاف اتصلْ
وما على الزوالِ أشرفَ فهلْ ... نعطيهِ حُكمهُ زائلٍ ؟ خُلفٌ حصلْ(1/20)
وقولهم : هل الذي توقعا ... يُجعل في الحكم كما قد وقعا ؟
والجزم جاء باعتبار الحالِ ... في صورٍ كذاك بالمآل
مهمَّةٌ بهذه تلتحقُ ... قاعدةٌ أخرى كما قدْ حققوا
وهي تنزيل اكتساب المالِ ... منزلة الحاضر أيْ : في الحالِ
والقول بالترجيح أيضاً مختلف ... إذْ هُو في الفروعِ غيرُ . مؤتلفْ
فائدةٌ : أعمُّ منْ ذي القاعدهْ ... قاعدٌ أخرى لديهم واردهْ
ما قارب الشيء يعطى حُكمهُ ... أوْ لا ؟ خِلافٌ قد عرفتَ رَسمهُ
*الفصل الرابع*
*القاعدة السادسة عشر*
قالوا : وحيث بطلَ الخصوص هلْ ... يبقى العموم ؟ فيه خُلفٌ قدْ وصلْ
واختلف الترجيح في الفروعِ ... فاحرص على معرفةِ المشروعِ
والجزم بالبقا أتى في صورِ ... كذاك بالعدمِ أيضاً فاخبرُ
*القاعدة السابعة عشرة*
والحمل هلْ نعطيه حكم ما عُلِمْ ... أو حكم ما يُجهلُ ؟ خلفٌ قد رٌسِمْ
ومنهج الترجيح في الفروعِ قدْ ... شاع اختلافه لديهمْ واستمدّْ
والجزم قد جاء بكلٍّ منهما ... في صورٍ فاحفظ لما قد رُسماَ
*القاعد الثامنة عشرة*
ثمَّ هلِ النادرُ بالجنسِ أو ... بنفسهِ يُلحقْ خِلافٌ قد رُوى
وفي الفروعِ لَمْ يكن مؤتلفا ... القول بالترجيح بلْ مختلفا
والجزم بالأولِ جازَ في صورْ ... كذاك بالثاني كما قد اشتهر
*القاعدة التاسعة عشر*
ومنْ على اليقين يقْدرْ هل يحلّْ ... أنْ يتحرى وبظنهِ عملْ
فيهِ خِلافٌ جاء والترجيح في ... فروعهِ العلياء لَمْ يأتلفِ
وجزموا بالمنعِ في بعضِ الصورْ ... كذاك بالجوازِ حسبما ذكرْ
*القاعدة العشرون*
وهل يكون المانع الطاري كما ... هو مقارنٌ ؟ خلافٌ علما
والقول في الفروع بالترجيح ... مختلف فاكتفِ بالتلويحِ
وقد أتى كما قارنَ في ... مسائل جزماً وعكسهُ اعرفِ
خاتمةٌ : وربما عُبِّرَ عَنْ ... أحدٍ شقَّي هذه بلا وهن
كقولهم : وفي الدوامِ اعتُفِرا ... ما لَمْ يكنْ في الابتدا مُغتفرا
ولهم قاعدة بالعكس ... لهذه تُذكر يا ذا الحس
وانتهت العشرون بالإبانهْ ... فالحمد لله على الإعانه
***(1/21)
*خاتمة*
وبانتهائها انتهى النظامُ ... لما هو المقصود والسلامُ
فليكُ هذا آخر الفوائد ... حاويةً لأشهر القواعد
وكُملتْ في عامِ ستَّ عشرهْ ... وراء ألفٍ من سِنِيِّ الهجرهْ
فالحمد لله على الإتمامِ ... حمداً يُوافي جُملةَ الإنعامِ
ثمَّ الصلاةُ والسلامُ أبدا ... على النبي الهاشمي أحمدا
وآلهِ وصحْبهِ الأئمه ... والتابعين من هداةِ الأمه
وسائرِ الأخيار أهلِ الطاعهْ ... لربهم إلى قيامِ الساعهْ
انتهت الفرائد البهيهْ ... في نظميَ القواعدَ الفقهيهْ
***
[ أَسألُ اللهَ أَنْ يَنفَعَ بِهَا إِنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ ]
وكَتَبَهُ ابنُ سَالِمٍ
فَلاَ تَنسَونَا مِن صَالِحِ دُعائِكُم(1/22)
الكوكب الساطع
نظم
جمع الجوامع
من دُرَرِ
الإمام العلامة
جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر بن الكمال محمد السيوطي(1/1)
بسم الله الرحمن الرحيم
لله حمد لا يزال سرمدًا ... يؤذِن بازدياد منٍّ أبدًا
ثمَّ على نبيٍِّه وحِبِّه ... صلاته وآله وصحبه
وهذه أرجوزة محرره ... أبياتها مثل النجوم مزهره
ضمنتها جمع الجوامع الذي حوى ... أصول الفقه والدين الشَّذِي
إذ لم أجد قبلي من أبداه ... نظمًا ولا بعقده حلاَّه
ولم يكن من قبله قد أُلِّفا ... كمثله ولا الذي بعد اقتفى
وربَّما غيَّرت أو أزيد ... ما كان منقوضًا وما يفيد
فليدعها قارئها والسامع ... بكوكب ولو يزاد الساطع
والله في كل الأمور أرتجي ... وما ينوب فإليه ألتجي
يُحْصر هذا النَّظم في مقدِّمه ... وبعدها سبعة كتب محكمه
المقدِّمة
أدلة الفقه الأصول مجمله ... وقيل : معرفة ما يدل له
وطرق استفادة والمستفيد ... وعارف بها الأصولي العتيد
والفقه علم حكم شرع عملي ... مكتسب من طرق لم تجمل
ثم خطاب الله بالإنشا اعتلق ... بفعل من كُلِّف حكم فالأحق
ليس لغير الله حكم أبدا ... والحسن والقبح إذا ما قُصِدا
وصف الكمال أو نفور الطبع ... وضدُّه عقلي وإلا شرعي
بالشرع لا بالعقل شكر المنعم ... حتم وقبل الشرع لا حكم نُمي
وفي الجميع خالف المعتزله ... وحكَّموا العقل فإن لم يقض له
فالحظر أو إباحة أو وقف ... عن ذَيْنِ تحييرًا لديهم خُلف
وصوِّب امتناع أن يكلَّفا ... ذو غفلة وملجأ واختلفا
في مُكره ومذهب الأشاعره ... جوازه وقد رآه آخره
والأمر بالمعدوم والنهي اعتلق ... أي معنويًّا وأبى باقي الفرق
إن اقتضى الخطاب فعلاً ملتزم ... فواجب أو لا فندب أو جزم
تركًا فتحريم وإلا وورد ... نهي به قصدٌ فكُرْهٌ أو فقد
فضدُّ الأولى وإذا ما خيَّرا ... إباحة وحدُّها قد قُرِّرا
أو سببًا أو مانعًا شرطًا بدا ... فالوضع أو ذا صحة أو فاسدا
والفرض والواجب ذو ترادف ... ومال نعمان إلى التخالف
والندب والسنة والتطوع ... والمستحب بعضنا قد نوَّعوا
والخلف لفظي وبالشروع لا ... تلزمه وقال نعمان بلى
والحجَّ ألزم بالتمام شارعا ... إذ لم يقع من أحد تطوعا(1/1)
والسبب الذي أضيف الحكم له ... لِعُلقة من جهة التعريف له
والمانع الوصف الوجودي الظاهر ... منضبطًا عرَّف ما يغاير
الحكم مع بقاء حكمة السبب ... والشرط يأتي حيث حكمه وجب
وصحة العقد أو التعبُّد ... وفاق ذي الوجهين شرع أحمد
وقيل في الأخير إسقاط القضا ... والخلف لفظي على القول الرضا
بصحة العقد اعتقاد الغايه ... والدين الإجزاء أي الكفايه
بالفعل في إسقاط أن تعبَّدا ... وقيل إسقاط القضاء أبدا
ولم يكن في العقد بل ما طلبا ... يخصُّه وقيل باللَّذ وجبا
قابلها الفساد والبطلان ... والفرق لفظًا قدَّر النعمان
ثم الأداء فعل بعض ما دخل ... قبل خروج وقته وقيل كل
وفعل كلٍّ أو فبعض ما مضى ... وقتٌ له مستدركًا به القضا
وفعله وقت الأداء ثانيا ... إعادة لخلل أو خاليا
والوقت ما قدِّره الذي شرع ... من الزمان ضيِّقًا أو اتَّسع
وحكمنا الشرعي إن تغيِّرا ... إلى سهولةٍ لأمر عُذِرا
مع قيام السبب الأصلي سمْ ... برخصة كأكل ميت والسَّلم
وقيا وقت الزكاة أدى ... والقصر والإفطار إذ لا جهدا
حتمًا مباحًا مستحبًّا وخلاف ... أولى وإلا فعزيمة تضاف
قلتُ وقد تقرن بالكراهة ... كالقصر في أقلَّ من ثلاثة
ثُمَّ الدليل ما صحيح النَّظر ... فيه موصِّلٌ لقصدٍ خبري
واختلفوا هل علمه مكتسب ... عقيبه فالأكثرون صوبوا
وَاخْتَلَفُوا هَلْ عِلْمُهُ مُكْتَسَبُ ... عَقِيبَهُ فَالأكْثَرُوْنَ صَوَّبُوا
الْجَامِعُ الْمَانِعُ حَدُّ الْحَدِّ ... أوْ ذُوْ انْعِكَاسٍ إِنْ تَشَأْ وَالطَّرْدِ
َصحَّحُوْا أَنْ الْكَلاَمَ فِيْ الأَزَلْ ... يُسْمَي خِطَابًا أَوْ مُنَوَّعًا وَالطَّرْدِ
والنَّظَرُ والفِكْرُ مُفِيدُ العِلْمِ ... وَالظَّنِّ وَالإِدْرَاكُ دُونَ حُكْمِ
تَصَوُّرٌ وَمَعْهُ تَصْدِيقٌ جَلِي ... جَازْمُهُ التَّغْيِيْرَ إِنْ لم يَقْبَلِ
عِلْمٌ وَمَا يَقْبَلُلُهُ فالاعْتِقَادْ ... صَحِيحٌ إِنْ طَابَقَ أَوْ لاَ ذُو فَسَادْ
وَغَيْرُهُ ظَنُّ لِرُجْحَانِ سَلَكْ ... وَضِدُّهُ الْوَهْمُ وَمَا سَاوَي فَشَكّْ(1/2)
وَغَيْرُهُ ظَنُّ لِرُجْحَانِ سَلَكْ ... وَضِدُّهُ الْوَهْمُ وَمَا سَوَي فَشَكّْ
الفَخْرُ حُكْمُ الذِّهْنِ أَيْ ذُو الْجَزْمِ..لُمِوجِبٍ طَابَقَ حَدُّ العِلْمِ
ثُمَّ ضَرُورِيًّا رَآهُ يُسْفِرُ..وابْنُ الْجُوَيْنِيْ نَظَرِيٌّ عَسِرُ
ثُمَّ عَلَيهِ الأَكْثَرَونَ يُطْلِقُونْ..تَفَاوَتًا وَرَدَّهُ الْمُحَقَّقُونْ
والجهل فقد العلم بالمقصود أو..تصويره مخالفا خلف حكوا
والسَّهْوُ أَنْ يَذْهَلَ عَنْ مَعْلُوْمِهِ..وَفَارقَ النِّسْيَانَ فِي عُمُومِهِ
الْحَسَنُ الْمَأذُونُ لَوْ أَجْرٌ ... قِيْلَ وَفَعْلٌ مَا سِوَي الْمُكَلَّفِ
فَغَيْرُ مَنْهِي والْقَبِيحُ الْمَنْهِي ... ولو عُمُومًا كَقَسيمِ الْكُرْهِ
وَعَدَّا ذَا وَاسِطَةً عَبْدُ الْمِلَكْ..وفِي الْمُبَاحِ وتَالِيهِ سُلِكْ
لَيْسَ مُبَاحُ التَّرْكِ حَتْمًا وَذَكَرْ.. جَمَاعَةٌ وُجُوبَ صَومِ مَنْ عَذَرْ
مِنْ حَائِضٍ وَمُدْنِفٍ وَذِي مَغِيبْ..وَقَيلَ ذَا دُونَهُمَا وابْنُ الْخَطِيبْ
قالَ عَلَيهِ أَحَدٌ الشَّهْرَيْنِ..والْخُلْفُ لَفْظِي بِغَيْرِ مَينِ
قُلْتُ وَفِي هذَا الذِي زادَ عَلَي ... مُطْلَقِ الاسْمِ لَيسَ حَتْمًا دَخَلاَ
واخْتَلَفُوا فِي النَّدْبِ هَلْ مَأْمُورُ..حَقِيْقَةً فَكَوْنُهُ الْمَشْهُورُ
ولَيْسَ مَنْدُوْبٌ وَكُرهٌ في الأَصَحّْ ... مُكَلَّفًا ولاَ الْمُبَاحِ فَرَجَحْ
فِي حَدِّهِ إِلْزَامُ ذِي الْكُلْفَةِ لاَ ..طَلَبُهُ والْمُرْتَضَي عِنْدَ الْمَلاَ
أنْ الْمُبَاحَ لَيسَ جِنْسَ مَا وَجَبْ..وَغَيْرُ مَأمُورٍ بِهِ اذْا لا طَلَبْ
وأنْ هَذَا الْوَصْفَ حُكْمٌ شَرعِي..وَأََنَّ نَسْخَ وَاجِبٍ يَسْتَدْعِي
بَقَا جَوَازِهِ أَي انْتِفَا الْحَرَجْ ... وقِيْلَ فِي الْمُبَاحِ والْنَّدْبِ انْدَرَجْ
الأمْرُ مِنْ أشْيَا بِفَرْدٍ عِنْدَنَا ... يُوْجِبُ مِنْهَا وَاحِدًا مَا عُيِّنَا
وقَيْلَ كُلاًّ وَبَواحِدٍ حَصَلْ..وقَيلَ بَلْ مُعَيَّنًا فَإِنْ فَعَلْ(1/3)
خِلاَفَهُ أسْقَطَهُ وَقِيْلَ مَا..يَخْتَارُهُ مُكَلَّفٌ فَإِنْ سَمَا
لِفِعْلِهَا فَوَاجِبٌ إِعْلاَهَا..أوْ تَرْكِهَا عُوقِبَ فِي أَدْنَاهَا
وصحَّحُوا تَحرِيْمَ واحِدٍ عَلَي ..إبْهَامِهِ وَهِيَ عَلَي مَا خَلاَ
مسالة
فرْضُ الكفَايةِ مُهِمٌ يُقْصَدُ..ونَظَرٌ عَنْ فَاعِلٍ مُجَرَّدُ
وزعم الأستاذ والجويني..ونجله يفضل فرض العين
وهو علي الكلِّ رأي الجمهور..والقول بالبعض هو المنصور
فقيل مبهم وقيل عينا..وقيل من قام به ووهنا
وبالشروع في الأصح يلزم..ومثله سنتها تنقسم
جميع وقت الظهر قال الأكثر..وقت اداء وعليه الأظهر
لا يجب العزم علي المؤخر..وقد عزي وجوبه للأكثر
وقيل الآخر وقيل الأول ... ففي سواه قاض أو معجل
وقيل ما به الأداء اتَّصلا ... من وقته وآخر إذا خلا
وقيل إن قدَّم فرضا وقعا..إن بَقِيَ التَّكليف حتَّي انقطعا
ومن يؤخر مع ظنَّ موته..يعص فإن أداه قبل فوته
فهو أدا والقاضيان بل قضا ... أو مع ظن أن يعيش فقضي
فالحق لا عصيان ما لم يكن..كالحج فليسندْ لاخر السني
مسألة
ما لا يتم الواجب المطلق من ... مقدورنا إلا به حتم زكن
وقيل لا وقيل إن كان سبب ... وقيل إن شرطا إلي الشرع انتسب
فالترك للحارم إن تعذرا ... إلا بترك غيره حتما يري
فحرمت منكوحة إن تلبس..بغيرها او بت عينا ونسي
مطلق الامر عندنا لا يشمل ... كرها ففي الوقت الصلاة تبطل
أما الذي جهاته تعددا ... مثل الصلاة في مكان اعتدي
فإنها تصح عند الأكثر ... ولا ثواب عندهم في الأشهر
وقيل لا تصح لكن حصلا ... سقوطه والحنبلي لا ولا
وَمَنْ مِنَ المَغْصُوْبِ تَائِبًا خرَج ... آتٍ بِوَاجِبٍ وَقِيْلَ بِحَرَج
وَقِيْلَ فِي عِصْيَانُهُ مُشْتَغِل ... مَعَ انْقِطَاعِ النَّهْيِ وَهْوَ مُشْكِلُ
وَسَاقِطٌ على جَرِيْحٍ قَدْ قُتِل ... إِنْ لَمْ يَزُلْ وَكُفْأَهُ إِن انْتَقَل
قِيْلَ أَدِم وقِيْلَ خَيِّر والإِمَام ... لا حُكْمَ وَالحُجَّةُ حَوْلَ الوَقْفِ حَام(1/4)
مَسْألة
نجوز التكليف بالمحال ... ومنعت طائفة اعتزال
ما كان لا للغير أو ممتنعا ... لغير علمه بألا يقعا
والطلب الإمام والحق وقع ... ما ليس بالذات بل الغير امتنع
مَسْألة
حصول شرط الشرع عند الأكثر ... في صحة التكليف لم يعتبر
وفرضت في طلب الشرع الفروع ... من كافر والمرتضى هنا الوقوع
والمنع مطلقا وفي الأمر وفي ... جهادهم وغير مرتد قفي
والخلف في التكليف أو ما آل له ... لا نحو إتلاف وعقد أكمله
مَسْألة
يختص بالتكليف فعل فاللذا ... كلف في النهي به الكف وذا
هل فعل ضد أو الانتهاء ... المرتضى الثاني لا الانتفاء
وإن قصد الترك غير مشترط ... بلى لتحصيل الثواب يشترط
ووجه الأمر لدى المباشره ... محققو الأئمة الأشاعره
وقبلها اللوم على كف نهي ... والأكثرون قبل ذو توجه
بعد دخول وقته إلزاما ... وقبله لديهم إعلاما
ثم إذا باشر قالوا يستمر ... وقال قوم بانقطاع مستقر
مَسْألة
يصح في الأظهر أن يكلفا ... من انتفا شرط الوقوع عرفا
أو آمر واتفقوا إن جهلا ... والعلم للمأمور إثره اعتلا
خاتمة
في واجب الترتيب والتخيير عن ... تحريم جمع وإباحة وسُنَّ
الكتاب الأول في الكتاب ، ومباحث الأقوال
أما القرآن ههنا فالمنزل على النبي معجزًا يفصَّل
باقي تلاوة ومنها البسمله ... لا في براءة ولا ما نقله
آحادهم على الصحيح فيهما ... والسبع قطعًا للتواتر انتمى
وقيل إلا هيئة الأداء ... وقيل خلف اللفظ للقراء
وأجمعوا أن الشواذ لم يبح ... قراءة بها ولكن الأصح
كخبر في الاحتجاج يجري ... وأنها التي وراء العشر
ولم يجوز في الكتاب والسنن ... ورود ما ليس له معنى يبن
أو ما سوى ظاهره قد يقصد ... بلا دليل عند من يعتمد
ثم أصحها بقاء المجمل ... إن لم يكن مكلَّفا بالعمل
وأن بالقرائن الأدلَّه ... نقليَّة تعطي اليقين كلَّ(1/5)
المنطوق والمفهوم
الأول الدال عليه اللفظ في ... محل نطق وهو نص إن يف
كعامر لم يحتمل معنى سوى ... مفاده وظاهر له حوى
مركَّب إن جزء معنى يقصد ... أفاده الجزء وإلا مفرد
وإن يفد معناه بالموافقه ... فإنها لفظية مطابقة
وجزؤه تضمن والالتزام ... لازمه وذان بالعقل التمام
والصدق والصحة في الذي مضى ... إن رام إضمارًا دلالة اقتضا
أو لا وقد أفاد ما لم يقصد ... فهي إشارة وضد ما بدي
بعكسه حدًّا فمهما وافقه ... في حكمه المنطوق فالموافقه
فحوى الخطاب إن يكن أولى وما ... ساوى فلحنه وقيل ما انتمى
فالشافعي دل قياسًا والخلاف ... لفظًا مجازًا أو حقيقة خلاف
علاقة الأول إطلاق الأخص ... والثان نقل اللفظ عرفًا اقتنص
وإن يكن خالف فالمخالفه ... وشرطه أن لا يكون حاذفه
لنحو خوف أو لغالب يقال ... مذكوره على الصحيح أو سؤال
أو حادث أو جهل حكم أو سوى ... ذاك إذ التخصيص بالذكر حوى
نعم ولا يمنع أن يقاس به ... بل قيل معروض يعم فانتبه
وقيل لا يعمه إجماعا ... فالوصف والنحوي لا يراعى
كالغنم السائم أو سائمة ... الضأن لا مجرَّد السائمة
على الأصح وحكى السمعاني ... عن الجماهير اعتبار الثاني
والنفي غير سائمات الغنم ... وقيل غير مطلق السوائم
ومنه علة وظرف وعدد ... .حال ومنها الشرط والغاية حد
وسبق معمول وفصل الخبر ... من مبتدا أو نحوه بالمضمر
وإنما ونحو ما وإلا ... .وذا فما يقال نطقا أعلي
أي إنما وغاية فالفصل ... ومثله الشرط فوصف يتلو
مناسبا فملطقا فالعدد ... فسبق معمول إذ المعتمد
يفيد الاختصاص فالبياني ... كالحصر والسبكي ذو فرقان
للحصر قال الأكثرون إنما ... .وألحق الزمخشري أنما
وحجة جميعها إلا اللقب ... في لغة وقيل للشرع انتسب
وقيل معني واحتجاجا يصطفي ... باللقب الدقاق ثم الصيرفي
وأنكر النعمان كلا واستقر ... وقيل في الشرع وقوم في الخبر
وفي سوي الشرع أبي السبكي ورد ... وقوم الوصف قوم العدد
مسألة
حدوث موضوعاتنا للكشف ... عن الضمير من عظيم اللطف
وهي من المثال ولإشارة ... أشد في إفادة ويسرة
وهي كما صرح أهل الشَّان ... ألفاظنا المفيدة المعاني
وعرفت بالنَّقلِ لا بالعقلِ ... فقط بل استنباطه من نقل
واللفظ مدلولاته قد فصلوا ... معني ولفظ مفرد مستعملهههه(1/6)
ككلمة فتلك قول مفرد ... .أو مهمل كاسم الهجا أو يرد
مركبا كما مضي ويعني ... .بالوضع جعله دليل المعني
وكونه مناسب المعني فلا ... نشرطه وقال عبَّادٌ بلي
يعني كفت دلالة إليه ... وقيل بل حامله عليه
ووضعه لخارجي المعني ... وقيل مطلقا وقيل ذهنا
وكل معني ما له لفظ بلي ... لكل محتاج إليه حصلا
والمحكم المتضح المعني وما ... .تشابه الله الذي قد علما
وربما يطلعه من اصطفي ... وليس موضوعا لمعني ذي خفا
إلا علي الخواص لفظ شائع ... قد قاله الفخر ولكن نازعوا
مسألة
توقيف اللغات عند الأكثر ... ومنهم ابن فورك والأشعر
علماها بالوحي أو بأن خلق ... علما ضروريا وصوتا قد نطق
وباصطلاح قال ذو اعتزال ... والعلم من قرائن الأحوال
وقيل ما استغني في التعريف ... محتمل وغيره توقيفي
وقيل عكسه وقوم وقفوا ... وقوم التوقيف ظن ألفوا
مسألة
قال أبوبكر مع الغزالي ... والآمدي وأبي المعالي
لانثبت اللغات بالقياس ... وأثبت القاضي أبوالعباس
شرعا وفي لغة الشيرازي ... وابن أبي هريرة والرازي
وقال قوم تثبت الحقائق ... دون المجاز والجميع وافقوا
علي جواز ما بالاستقرا ثبت ... تعميمه والمنع في الأعلام بت
مسألة
اللفظ والمعني ذوا اتحاد ... قد يمنع الشركة في المراد
كعلم ما لمعين وضع ... لم يتناول غيره كما اتبع
فإن يك التعيين خارجيا ... فعلم الشخص وإن ذهنيا
فالجنس للماهية اسمه وضع ... من حيث هي فشركة لاتمتنع
تلفيه ذا تواطؤ إن استوي ... مشككا إذا تفاوتا حوي
واللفظ والمعني إذا تعدد ... فمتباين ومهما اتحدا
معناه دون اللفظ ذو ترادف ... وعكسه إن كان في المخالف
حقيقة مشترك وإلا ... حقيقة مع المجاز يتلي
مسألة
الاشتقاق رد لفظ لسواه ... ولو مجاز لتناسب حواه
في أحرف أصلية والمعني ... وشرطه التغيير كيف عنا
ومنه كاسم الفاعل المطرد ... ومنه كالقارورة المقتصد
من لم يقم به وصف ما اشتق له ... منه سما وخالف المعتزله
ولا الذي قام به ما ليس له ... اسم فإن كان فأوجب عمله
ولأكثرون شرطوا له البقا ... في كونه حقيقة قد أطلقاهههه(1/7)
أو اخر الجزء إذا لم يمكن ... والثالث اشتراطه في الممكن
والرابع الوقف وقيل إن طرا ... وصف وجودي ينافي الآخر
لم يسجز الإطلاق إجماعًا جلا ... وليس في المشتق ما دلَّ على
خصوص تلك الذات واسم الفاعل ... حقيقة في الحال ثم المنجلي
حال تلبس وقيل النطق ... وقيل لا وقوع للمشتق
مسألة
وقوع ذي الترادف المصوَّب ... وأنكر ابن فارس وثعلب
كأنه في لغة مفردة ... وأنكر الإمام في الشريعة
وليس منه في الأصح الحدُّ مع ... محدوده والاسم والجائي تبع
والحق أن تابعًا يفيد ... تقوية وفاقه التأكيد
والمرتضى تعاقب الردفين ... من لغة يكون أو ثنتين
إن لم يكن بلفظه تُعُبِّدا ... والثالث المنع إذا تعدَّدا
مسألة
ذو الاشتراك واقع في الأظهر ... وقد نفاه ثعلب والأبهري
وفي القران نجل داود نفى ... وآخرون في حديث المصطفى
وقيل واجب وقيل ممتنع ... وقيل بل بين النقيضين منع
مسألة
يصح أن يراد معنياه ... تجوُّزًا والشافعي رآه
حقيقة وذا ظهور فيهما ... فاحمل بلا قرينة عليهما
ووافق القاضي وقال مجمل ... عليهما للاحتياط يحمل
والأكثرون مثل ما حكى الصَّفِي ... بالمنع من حمل وبالتوقف
وقيل إنما يصح عقلا ... وقيل لا يصح ذاك أصلا
وقيل في الإفراد لا يصح ... وقيل في الإثبات والأصح
الجمع باعتبار معنييه ... إن سوغوه قد بني عليه
والخلف في المجازين وفي ... حقيقة وضدها فيما اصطفي
ففي العموم وافعلوا الخير سلك ... وقيل للفرض وقيل مشترك
الحقيقة والمجاز
الأول الكلمة المستعمله ... فيما اصطلاحًا أولاً توضع له
في لغة تكون أو عرفيه ... عمومًا أو خصوصًا أو شرعيه
والأوليان وقعا وقد نفى ... عرفية تعم قومًا حنفا
وقوم الإمكان للشرعيه ... وقوم الوقوع والدينيه
قوم وذا المختار لا الفروعا ... وذو اعتزال أطلق الوقوعا
وقيل لا الإيمان والتوقف ... للسيف والشرعي ما لا يعرف
إلا من الشرع اسمه ويطلق ... فسبق وضع واجب بالاتفاق
وسبق الاستعمال في المستظهر ... ليس بواجب سوي في المصدر
وقد نفى وقوعه أولو فطن ... وآخرون في الكتاب والسننهههه(1/8)
وإنما يؤثره لثقلها ... أو لبشاعة بها أوجهلها
أو شهرة المجاز أو بلاغته ... أو غير ذا كالسجع أو قافيته
وليس غالبا على اللغات ... ونجل جني قال بالإثبات
ولا إذا الحقيقة استحالت ... معتمدا وخالف ابن ثابت
وهو مع النقل يناوي الأصلا ... ومنهما التخصيص جزما أولى
وبعده المجاز والإضمار ... ساواه فهو الثالث المختار
فالنقل بعده فالاشتراك ثم ... يأتي المجاز لعلاقة تؤم
بالشكل أو ظاهر وصف يرعى ... أو باعتبار ما يكون قطعا
أو غالبا والنقص والمسبب ... والكل أي لبعضه والسبب
والمتعلق وعكس الخمسة ... والضد والجواز ثم الآلة
والسمع في نوع المجاز مشترط ... وقيل بالوقف وقيل الجنس قط
وصحة المجاز في الإسناد ... والفعل و الحروف ذو اعتماد
والفخر في الحروف مطلقا منع ... والفعل والمشتق إلا بالتبع
والمنع في الأعلام عن ذي معرفة ... وقيل إ لا متلمح الصفة
ويعرف المجاز من تبادر ... سواه للأفهام غير النادر
وصحة النفي وجمعه على ... خلاف أصله وإن يستعملا
في المستحيل ولزوما قيدا ... وليس بالواجب أن يطردا
ووقفه على المسمى الآخر ... إما على التقدير أو في الظاهر
قلت وإن في حيز النفي أتت ... كسبق فعل أو أداة قد نفت
توجه النفي إلى الشمول ثم ... أُثبت للبعض وإلا فليعم
للاختصاص اللام والتعدية ... والملك والتوكيد والصيرورة
والعلة التمليك أو كفي على ... وعند بعد من وعن ومع إلى
لولا امتناع لوجود في الجمل ... اسمية وفي المضارع احتمل
عرضًا وتحضيضًا وفي الذي مضى ... توبخ ونفيه لا يرتضى
ولو لشرط الماضي والمستقبل ... نزر فللربط فقط أبو علي
وللذي كان حقيقا سيقع ... أي لوقوع غيره عمرو اتبع
والمعربون والذي في الفن شاع ... بأنها حرف امتناع لامتناع
والمرتضى امتناع ما يليه ... مع كونه يستلزم التاليه
ثم إذا ناسب تال ينتفي ... إن أوَّلاً خلافه لم يخلف
كقوله لو كان للآخر لا ... ذو خلف ويثبت الذي تلا
إن لم يناف وبأولى نصه ... ناسبه لو لم يخف لم يعصه
أو المساوي نحو لو لم تكن ... ربيبتي الحديث أو بالأدونهههه(1/9)
ووردت للعرض والتمني ... والحض عند بعض أهل الفن
وقلة كخبر المصدَّق ... تصدَّقوا ولو بظلف محرق
لن حرف نفي ينصب المستقبلا ... ولم يفد تأبيد منفي بلى
تأكيده على الأصح فيهما ... وللدعاء وردت في المعتمى
ما اسمًا موصولة ونكره ... موصوفة وذا تعجب تره
والشرط الاستفهام والحرفيه ... نفي زيادة ومصدريه
من ابتدئ بها وبيِّن علَّل ... بِعَِّض وللفصل أتت والبدل
والنص للعموم أو مثل إلى ... وعن وفي وعند والبا وعلى
للشرط من والوصل واستفهام ... وذات وصفًا نكرًا أو تمام
لطلب التصديق هل وما أتى ... تصوُّرًا كهل أخوك ذا الفتى
وقوله في الأصل للإيجاب ... كابن هشام ليس بالصواب
لمطلق الجمع لدى البصريه ... الواو لا ترتيب أو معيَّه
الأمر
حقيقة في القول مخصوصًا أمر ... في الفعل ذو تجوُّز فيما اشتهر
وقيل وضعه لقدر مشترك ... وقيل لم يقله قط من سلك
وقيل بل مشترك في ذان ... والشيء والوصف نعم والشان
وحدُّه اقتضاء فعل غير كف ... عليه مدلول بغير نحو كف
وإن علوٌّ أو الاستعلا انتفى ... والقول باعتبار ذين ضُعِّفا
والفخر قد قال بالاستعلاء ... والشيخُ بالعُلُوِّ والجُّبَّائي
بقصده دلالة على طلب ... باللفظ واعدد في البديهي الطلب
وليس الأمر عندنا مرادفا ... إرادة وذو اعتزال خالفا
مسألة
لمثبتي النفسيِّ خلف يجري ... هل صيغة يخصُّه للأمر
والشيخ عنه النفي قيل الوقف ... وقيل الاشتراك ثم الخلف
في صيغة افعل للوجوب ترد ... والندب والمباح أو تهدُّد
والإذن والتأديب إنذار ومن ... إرشاد انعام وتفويض تمن
والخبر التسوية التعجيب ... وللدعا التعجيز والتكذيب
ولاحتقار واعتبار مشوره ... إهانة والضد تكوين تره
إرادة امتثال التسخير ... وهي حقيقة لدى الجمهور
أي في الوجوب لغة أو شرعًا أو ... عقلاً مذاهب وفي الندب حكوا
وفي مقدَّر لهذين احتمل ... وفيهما وفي الثلاثة الأول
وأربع وهي وإرشاد وفي ... الخمسة الأحكام أقوال تفي
أو أمره جلَّ لحتمٍ والنبي ... المبتدا للندب أو للطلبهههه(1/10)
الجازم القاطع ثم إن صدر ... من شارع أوجب فعلاً مستطر
وهو الصحيح تلك عشر كامله ... والوقف أو قصد امتثال نافله
وفي اعتقاد الحتم قبل البحث عن ... صارفه الخلف الذي في العام عن
فإن أتى افعل بعد حظر داني ... قال الإمام أو الاستئذان
فللإباحة وقيل الحتم ... وقيل ما قد كان قبل الحرم
والنهي بعد الحتم للإباحة ... أو رفع حتمه أو الكراهة
مذاهب والجل للحظر وفي ... وابن الجويني فيهما قد وقفا
لطلب الماهية الأمر فلا ... يفيد تكرار ولا فورا جلا
أو مرة لكنها ضروري ... وهي مفاده لدي الكثير
وقال للتكرار قوم مطلقا ... وآخرون إن بشرط علقا
أو صفة وقيل بالوصف فقد ... والوقف واشتراكه سبع تعد
وقيل للفور وقيل إما ... له أو العزم ووقف عما
ومن يبادر بامتثال اتصف ... مخالفا لمانع ومن وقف
واستلزم القضاء عند الرازي ... وعابد الجبار والشيرازي
وهو بآخر لدي الجمهور ... والأرجح الإتيان بالمأمور
يستلزم الإجزا وأن الامرا ... بالامر بالشي ليس بالشي أمرا
وأن الامر بلفظ يشمله ... خلاف مافي العام يأتي يدخله
وأن في المأمور مطلقا دخل ... نيابة إلا لمانع حصل
مسألة
الأمر نفسيا بشئ عينا ... نهي عن الضد الوجودي عندنا
والفخر والسيف له تضمنا ... وقيل لا ولا وقيل ضمنا
الحتم لا الندب ولا اللفظي علي ... مرجح وليس عينا للملا
والنهي قيل أمر ضد قطعا ... وعكسه وقيل خلف يرعي
إن لم يكن تعاقب الأمران ... أو يتماثلا هما غيران
والمتعاقبان إن تماثلا ... وما من التكرار مانع ولا
عطف فقيل بهما فليعملا ... وقول تأكيد ووقف نقلا
في عطف التأسيس رجح في الأصح ... وغيره مهما بعادي رجح
(النهي)
هو اقتضاء الكف عن فعل بلا ... كف وللدوام مطلقا جلا
ولفظه للحظر والكراهة ... واليأس والإرشاد والإباحة
ولاحتقار ولتهديد بيان ... عاقبة تسوية دعا امتنان
وفي الإرادة وفي التحريم ما ... في الأمر والعلو الاستعلا انتمي
والنهي عن فرد وذي تعدد ... جمعا وفرقا وجميعا اقصد
(مسألة)
مطلق نهي الحظر كتالتنزيه ... علي الأصح في الذي عليه
جهورهم يعطي الفساد شرعا ... وقيل بل معني وقيل وضعاهههه
إن عاد قال السلمي أو احتمل ... رجوعه للازم أو ما دخل
والنهي للخارج كالتطهر ... بالغصب لا يفيد عند الأكثر
وقيل بل يعطي الفساد مطلقا ... والفخر في عبادة قد انتقي
والمنع مطلقا رأي النعمان ... قال وما للعين يستبان
فساده لكونه لم يشرع ... ويفهم الصحة إن وصف رعي
والنفي للقبول قيل قد أفاد ... صحته وقيل بل يعطي الفساد(1/11)
العام
العام لفظ يشمل الصالح له ... من غير حصر والصحيح دخله
نادره وصور لم تقصد ... ويدخل المجاز في المعتمد
وإنما يعرض للألفاظ لا ... معني ولا الذهني في رأي علا
يقال للمعني أخص وأعم ... والخاص والعام به اللفظ اتسم
والحكم فيه نفيا أو ضد جلا ... لكل فرد بالمطابقة لا
مجموع الأفراد ولا الماهية ... فالحنفي مطلقا قطعيه
دلالة العام وأصل المعني ... نحن فقد وكل فرد ظنا
الفخر والسبكي لا القرافي ... عموم الأشخاص إذا يوافي
يستلزم العموم في الأزمنة ... وكل الأحوال وفي الأمكنه
مسألة
كل وأي والذي التي وما ... ونحوهما متي أين حيثما
حقيقة فيه وقيل في الخصوص ... وقيل فيهما وبالوقف نصوص
والجمع ذا إضافة أو أل ولا ... عهد له وقيل ليس مسجلا
وابن الجويني اذا يحتمل ... عهدا ولا قرينة فمجمل
ومثله المفرد إن تعرفا ... وإن يضف فالفخر مطلقا نفي
وغير ذي التاء أبو المعالي ... أو وحدة ميزت الغزالي
في النفي ذو تنكير العموما ... وضعا وقال الحنفي لزوما
نصا مع البناء أو من يعطي ... وفي سواه ظاهرا والشرط
عرفا وعقلا ربما يوافي ... كالحكم بالعين أو الأوصاف
رتبه وقسمي المفهوم في ... قول ولفظيا عمومه نفي
نعم والاستثناء معيار العموم ... على نزاع والأصح لا عموم
للجمع نكرا و الأصح جازا ... إطلاقه لواحد مجازا
وفي أقل الجمع مذهبان ... أقواهما ثلاثة لا اثنان
وأنه يبقى على العموم ... ما سيق للمدح أو التذميم
ما لم يعارضه عموم لم يسق ... وفيه قولان بإطلاق نسق
وإن نفي الاستوا عم ولا ... أكلت مع وإن أكلت مثلا
لا المقتضي والفعل مثبتا ولا ... مع كان والعطف على عام خلا
ولا قضى بشفعة الجار ولا ... معلق بعلة لفظا تلاهههه
وأن تركه للاستفصال ... يجعل كالعموم في المقال
وأن نحو أيها النبي ... لا يشمل الأمة والمرضي
في أيها الناس الرسول يدخل ... وإن بقل ثالثها يفصل
وأنه لكافر وعبد ... يشمل دون من يجي من بعد
وأن من تناول الأنثى خلاف ... جمع الذكور سالما إذا يواف
وأنه لا يتعداه الخطاب ... لواحد وأن يا أهل الكتاب
لا يشمل الأمة دون عكسه ... وأنه يدخل قول نفسه
إن كان قولا لا أمرا ... ورجح الإطلاق فيما مرا
وأن نحو خذ من الأموال ... من كل نوع شرط الامتثال(1/12)
التخصيص
القصر للعام على بعض اللذا ... يشمله التخصيص والقابل ذا
حكم لذي تعدد قد ثبتا ... وجاز للواحد في عام أتى
خلاف جمع وأقل الجمع في ... جمع وقيل مطلقا له يفي
وقيل بالمنع لفرد مطلقا ... وقيل حتى غير محصور بقي
والعام مخصوصا عمومه مراد ... تناولا لا الحكم والذي يراد
به الخصوص لم يرد بل هو ذا ... أفراد استعمل في فرد خذا
ومن هنا كان مجازا مجمعا ... وهكذا الأول في الذي ادعى
أكثرهم وقيل إن خص سوى ... لفظ وقيل إن للاستثناء حوى
والفقهاء واختاره السبكي ... حقيقة ونجله الذكي
وقيل إن لم ينحصر باق يقل ... وقيل إن خص بما لا يستقل
وابن الجويني بهما صف باعتبار ... تناول لبعضه والاقتصار
والأكثرون حجة وقيل في ... وقيل إن خصصه ما اتصلا
وقيل غير مبهم وقيل لا ... أقل جمع دون ما فوق نفي
وقيل إن عنه العموم أنبأ ... والخلف ممن ذا تجوز رأى
وفي حياة المصطفى يجوز أن ... يؤخذ بالعام بغير البحث عن
مخصص وبعدها علا الأصح ... والظن يكفي فيه في الذي رجح
قسمان ما خصص ذو اتصال ... خمسة أنواع وذو انفصال
فمنها الاستثناء الاخراج بما ... يفيده من واحد تكلما
وقيل مطلقا ووصله وجب ... عرفا وللفصل ابن عباس ذهب
قيل لشهر ولعام والأبد ... وسنتين عن مجاهد ورد
وابن جبير ثلث عام يأتسي ... وعن عطا وحسن في المجلس
وقيل قبل الأخذ في كلام ... وقيل إن يقصده في الكلام
وقيل في كلامه جل فقط ... والقصد من رأى اتصاله شرطهههه(1/13)
وذو انقطاع في المجاز قد سلك ... وقيل بالوقف وقيل مشترك
وقيل ذو تواطؤ ومن نطق ... بعشرة إلا ثلاثة لحق
مراده على الأصح العشرة ... من حيثما أفراده معتبره
ثم ثلاث أخرجت وأسندا ... للباقي تقدير وإن كان ابتدا
والأكثر المراد فيه سبعة ... تجوزا أداته القرينة
واسمان عند صاحب التقريب ... لذاك بالإفراد والتركيب
ولم يجز مستغرق في الأشهر ... قيل ولا كمثله والأكثر
وقيل لا الأكثر إن كان العدد ... نصا وقيل لا يجوز من عدد
وقيل لا عقد صحيح والأصح ... من نفي إثبات وبالعكس وضح
إن يتعدد عاطفا للأول ... أولا فكل واحد لما يلي
ما لم يكن مستغرقا والآتي ... للكل بعد جمل ذوات
عطف بحيث لا دليل يقتضي ... وقيل إن كل يسق لغرض
وقيل إن بالواو يلفى العطف ... وقيل للأخر وقيل الوقف
وقيل باشتراكه والوارد ... أولى بكل إن خلت مفارد
أما القران بين الجملتين ... لفظا فلا يعطي استواء تين
في كل حكم ثم لم يبين ... وقال يعقوب نعم والمزني
الثان منها الشرط وهو ما لزم ... لذاته من عدم له العدم
لا من وجوده وجود أو عدم ... وهو كالاستثنا اتصاله انحتم
والعود للكل وأن الأكثرا ... يخرجه وقيل لا خلف عرا
الثالث الوصف كالاستثنا في ... عود ولو مقدما فإن يفي
وسطا فلا نقل وفي الأصل ارتضي ... أن لا ختصاص بالذي يلي اقتصي
الرابع الغابة إن تقدما ... ما لو فقدت لفظها لعمما
أما كحتي مطلع الفجر فذي ... لقصد تحقيق عمومه خذ
واقطع من الخنصر للإبهام ... أصابعا والعود بالتمام
وبدل البعض وعنه الأكثر ... قد سكتوا وهو الصواب الأظهر
أما ذو الانفصال فهو السمع ... والحس والعقل وفيه المنع
شذَّ وأما الشافعي فلم يسم ... ذلك تخصيصًا وباللفظ اتَّسم
وجاز أن يُخَصَّ في الصَّوابِ ... سنَّتُه بها وبالكتاب
وهو به وخبر التواتر ... وخبر الواحد عند الأكثر
وقيل إن خص بقاطع جلي ... وعكسه وقيل بالمنفصل
ووقف القاضي وبالقياس ... ثالثها لا غير ذي إلباس
وابن أبان قال لا إن لم يخص ... وقيل إن لم يك أصله بنصهههه(1/14)
مخصصاً من العموم لا يحل ... وقيل لا إن لم يخص منفصل
والسابع الوقف وبالتقرير ... والفعل منسو بين للنذير
وبدليل القول والإجماع ... وجاز بالفجوى بلا نزاع
والأرجح انتفاؤه بمذهب ... راو ولو كان صحابي النبي
والعطف للخاص وعطفه عليه ... وبرجوع مضمر بعد إليه
وذكر بعض مفرداته بلي ... عرف أفره النبي أو الملا
وأنه لا يقصر العام علي ... ما اعتيد أو خلافه بل شملا
مسألة
جواب من يسأل إن لم يستقل ... يتبعه في عمومه والمستقل
منه الأخص جائز الثبوت ... إن أمكنت معرفة المسكوت
والعام بعد سبب خاص عرا ... عمومه للأكثرين اعتبرا
قالوا وذو صورته قطعي ... دخوله وظنا السبكي
قال ونحو منه خاص صاحبه ... في الرسم ما يعم للمناسبه
وإن لتعميم دليل صالح ... فذلك أولي والمساوي واضح
أما المساوي واضح والعام إن ... لسبب خاص أتي فقد زكن
عمومه للجل بل أولي إذا ... قرينة التعلميم فيه تحتذي
مسألة
تأخر الخاص عن الفعل فذا ... ينسخ أو لا فلتخصيص خذا
وقيل إن تقارنا تعارضا ... في قدر ما خص كنصين اقتضي
والحنفي العام إن تأخرا ... ينسخ وعند الجهل قولان جري
أو عم من وجه ففي المشهور ... رجح وقيل النسخ بالأخير(1/15)
المطلق والمقيد
المطلق الدَّالُّ على الماهِيَّة ... من غير قيد لا شيوع الوحدة
كما في الاحكام وفي المختصر ... لظنِّه مرادف المنكَّر
وذان في العموم والخصوص في ... حكمهما وزد هنا للمقتفي
في الحكم والموجب إذ يتَّحد ... وأُثبتا وأُخِّر المقيَّد
عن عمل المطلق ناسخًا جلا ... أو لا عليه مطلق فليحملا
وقيل عكسه وقيل إن بدا ... مؤخَّرًا ذو القيد ناسخًا غدا
أو نُفِيا فقائل المفهوم ... قيَّده وهي من العموم
أو كان ذا نهيا وهذا أمرا ... قيد بضد الوصف ما قد يعري
والاختلاف السبب النعمان لا ... يحمله وقيل لفظا حملا
والشافعي قال قياسا وجري ... اذا اختلاف الحكم دونه عرا
وان يكن قيدان مع تنافي ... ولا مرحج الغناء وافي(1/15)
الظاهر والمؤول
الظاهر الدال برجحان وإن ... يحمل علي المرجوح تاويل زكنهههه
صحيح ان كان دليل أو حسب ... ففاسد أو لا لشي فلعب
من البعيد حملهم علي ابتدي ... أمسك ولص بيضة علي الحدي
وحملهم ستين مسكينا على ... مداً ومن ليس مبيتا فلا (1)
علي النذور والقضا وأيما ... قد نكحت علي الصغار والإما
وخبر الجنين إذ يليه ... ذكاة أمه علي التشبيه
وحمل ما في آية الزكاة في ... براءة علي بيان المصرف
وحمل ذي القربي علي الذي سلك ... في الفقر لا للأغنيا ومن ملك
ذا رحم علي الأصول والفروع ... فعندنا خص بهذين الوقوع
ويشفع الأذان أن يجعله ... شفعا لما من قبله حصله
------------------------
(1) في نسخة دار البصيرة : مدا ومن ليس مبينا بالنون بدل التاء لعله تصحيف(1/16)
المجمل
هو الذي لم تتضح دلالته ... فليس منه إذ بدت إرادته
آية سرقة ومسح الرأس ... وحرمة النسا ورفع الناسي
ونحو لا نكاح إلا بولي ... وقد حكي دخولها في المجمل
وإنما الإجمال في الأنوار ... والقرء والجسم وكالمختار
وقوله سبحانه أو يعفو ... والراسخون مبتدا أو عطف
ونحو لا يمنع جار جاره ... أن يضع الحديث أي إضماره
وفي الكتاب والحديث وقعا ... كما مضي والظاهري منعا
واللفظ تارة لمعني يرد ... وتارة لآخرين يقصد
علي الأصح مجمل فإن يفي ... ذا منهما يعمل به ويوقف(1/16)
البيان
إخراجه من حيز الأشكال ... الي تجليه البيان العالي
وإنما يجب أي إرفاقا ... لمن أريد فهمه اتفاقا
وجار بالفعل وبالظن لما ... يفوقه علي الأصح فيهما
إن يتفق قول وفعل في البيان ... فالحكم للسابق والتأكيد ثان
ولو جهلنا عينه علي الأصح ... أو خالفا فالقول في الأقوي رجح
مسألة
تأخيره عن وقت فعل لم يقع ... وإن نقل بأن ذاك ما امتنع
ووقع(1) للوقت عند الأكثر ... ثالثها لا إن يكن ذا ظاهر
وقيل لا يؤخر الإجمالي ... فيه وقد قيل بعكس التالي
وقيل لا في غير نسخ بل نقل ... جوازه في النسخ قطعا لا يخل
وقيل لايجوز أن يؤخرا ... بعض وإبدا البعض إن ليس عرا
ثم علي المنع أجزفيما اعتلي ... للمصطفي تأخيره تبليغ إلي
حاجة موجود ونفي علمه ... بذات ما خصص أو بوسمه
------------------------
(1) نسخة الشيخ محمد مؤسسة الكتب وواقع بدل ووقع(1/16)
النسخ
النسخ رفع أو بيان والصواب ... في الحد رفع حكم شرع بخطاب
لا نسخ بالعقل وقول الرازي ... بنسخ غسل أقطع مجازي
ولا بالاجماع ولكن اقتضي ... تضمن الناسخ ثم المرتضي
جواز نسخ بعض قرآن بخط ... تلاوة وحكما أو فرد فقط
والفعل قبله لو لم يمكن ... وبكتابه له والسنن
وعكسه ولو بآحاد الخبر ... والحق لم يقع به فيما اشتهر
والشافعي حيث القران وردا ... لنسخها فمع حديث عضدا
أو وردت لنسخه معها خذ ... قراءة تبين وفق ذا وذي
وبالقياس الثالث الجلي ... والرابع المدرك للنبي
إن نصت العلة والنسخ لذا ... في عهده بالنص أو قيس إذا
يكون أجلي قيل أو مساويا ... والنسخ بالمفهوم لو مناويا
نسخه مخالفا مع أصله ... أو دونه لا الأصل دون فصله
ولا لفحوي دون أصله ولا ... عكس كما قال به جل الملا
والنسخ للإنشا ولو لفظ قضا ... أو خبرا وقيد تأبيد مضي
ونسخ الاخبار بأن يوجبه ... بضده لا خبر كذبه
ولو عن آت وإلي أقوي بدل ... ودونه ولم يقع وقيل بل
والخلف منصب بأبياتي علي ... حاوي حروف العطف يا حاوي العلا
مسألة
النسخ عند المسلمين واقع ... وقائل التخصيص لا ينازع
وصَّححوا انتفا حكم الفرع ... بنسخ أصله وكل شرعي
يقبله ومنع الغزالي ... كل التكاليف وذو اعتزال
معرفة الله وكل أجمعا ... بأنه في ذا وذي ما وقعا
وقبل تبليغ النبي المترضي ... منع ثبوته بإثم أو قضا
وأن نقص النص في العباده ... جزءا وشرطا وكذا الزياده
ليس بنسخ والمثار رفعت ... وارجع له ما فصلت أو فرعت
خاتمة
الناسخ الآخر لا نزاع ... وطرق العلم به الإجماع
أو قول خير الخلق هذا بعد ذا ... أو ناسخ أو كنت أنهي عن كذا
أو نصه علي خلاف الأول ... أو قول راو سابق هذا يلي
أو قال للمنسوخ هذا الناسخ ... لا في الأصح قوله ذا ناسخ
والتي في الإسلام والرسميه ... ووفقه البراءة الأصلية(1/17)
الكتاب الثاني في السنة
قول النبي والفعل والتقرير ... سنته وهمه المذكور
الأنبياء كلهم ذو عصمة ... فلم يقع منهم لو بالغفلة
ذنب لو صغيرة في الأظهر ... فلا يقر المصطفي من منكر
والصمت عن فعل ولو ما استبشرا ... وقيل لا ممن بالانكار اجترا
وقيل لا من كافر وذي نفاق ... وقيل لا الكافر غير ذي النفاق
دل علي الجواز للفاعل مع ... سواه والقاضي لغيره منع
قلت علي الأول قد دل علي ... إباحة لا ندبا أو حتما جلا
وإن يكن في عصره وما علم ... منه اطلاع فيه خلف منتظم
وغير حظر فعله للعصمة ... وغير ذي كراهة للندرة
فإن يكن عاديا او يختص به ... أو لبيان مجمل لا يشتبه
وما لعادي وشرع يرد ... كالحج راكبا به تردد
وما سواه إن تبدت صفته ... فمثله علي الأصح أمته
وعلمت بنص أو تسويتة ... بآخر إذ لا خفا في جهته
وبوقوعه بيانا وامتثال ... لما علي الوجوب أو سواه دال
وخص حتما رسمه كالنذر ... وكونه لو لم يجب ذا حظر
كقرنه الصلاة باالأذان ... والثان مثل الحد والختان
والندب قصد القربة المجرد ... وكونه قضاء ندب يعهد
أو جهلت فللوجوب وخذ ... للندب والتخيير والوقف بذي
وفي سوي التخيير مطلقا وفي ... ذين متي ما قصد قربة يفي
إن يتعارض قوله والفعل ... ومقتضي القول له يدل
بأن فيه يجب التكرير ... وصخه فالناسخ الأخير
إن جهل التاريخ فيه خلف ... ثالثها وهو الأصح الوقف
أو خصنا ففيه لا تعارضا ... ثم الأخير ناسخ لما مضي
في حقنا حيث دليل جا علي ... الاقتدا وإن اخير جهلا
ثالثها الأصح بالقول عمل ... وإن يكن لنا وللهادي شمل
قال الشيخ الاثيوبي وفي نسخة بالقول العمل ...
فالآخر الناسخ إن لم يعرف ... صحح لنا القول وللهادي قف
فإن يكن شموله لا نصا ... بل ظاهر فالفعل منه خصا(1/18)
الكلام في الأخبار
اللفظ ذو التركيب إما مهمل ... وليس موضوعا وقوم أبطلو
وجوده أيضا ومنهم الإمام ... والتَّاج أو مستعمل وهو الكلام
وحده قول مفيد يقصد ... لذاته ووضعه المعتمد
حقيقة أطلق في النفساني ... ثالثها فيه وفي اللساني
وهو محل نظر الأصولي ... فإن افاد طلب التحصيل
للكف عن ماهية أو فعل ذي ... نهي وأمر لو من الأدني خذ
أو ذكرها بالوضع فاستفهام ... أو ليس فيه طلب يرام
ولا احتمال الصدق والكذب ظهر ... تنبيه انشاء وإلا فخبر
قوم أبوا تعريفه برسم ... كعدم وضده والعلم
وقد يقال ما به قد يحصل ... مدلوله في خارج فالأول
وما له خارج صدْقٍ أو كذب ... فخبر قبل الكلام منتسب
تطابق الواقع صدق الخبر ... وكِذبه عدمه في الأشهر
وقيل بل تطابق اعتقاده ... ولو خطًا والكذب في افتقاده
ففاقد اعتقاده لديه ... واسطة وقيل لا عليه
الجاحظ الصدق الذي يطابق ... مُعْتَقَدًا وواقعًا يوافق
وفاقد مع اعتقاده الكذب ... وغير ذا ليس بصدق أو كذب
ووافق الراغب في القسمين ... ووصف الثالث بالوصفين
والحكم بالنسبة مدلول الخبر ... دون ثبوتها على القول الأبرّْ
ومورد الصدق به والكذب ... هو الذي ضُمِّنه من نسب
لا غيرها كقائم في الجملة ... زيد بن عمرو قام لا البُنُوَّة
مِن ثمَّ قال مالك من شهدا ... في ذا بتوكيل فعنه ما عدا
إلى انتساب وإمامنا ذهب ... وكالة أصلاً وضمنًا بالنسب
مسألة
بالكذب قطعاً خبر قد يتسم ... كما خلافه ضرورة علم
أو بدليل كادعا الرساله ... بعد النبي أو قبله وماله
معجزة أو صادق يصدق ... وغير موجود حديث يطلق
بعد شديد الفحص عند أهله ... وما الدواعي انبعثت لنقله
فجاء آحادا وفي الثلاثة ... خلف وبعض السنة المروية
وكل ما أوهم باطلا ولا ... يقبل تأويلا فكذبه جلا
أو منه ما يزيل وهمه سقط ... وسبب الوضع افتراء أو غلط
ومنه ما بالصدق قطعا يوسم ... كخبر الصادق أو ما يعلم
ضرورة قطعًا أو استدلالا ... على قياس ما مضى إبطالا
وبعض منسوب إلى محمد ... وذي تواتر بذكر عدد
يمتنع اتفاقهم على الكذب ... عن مدرك بالحس أو معنى نسب
ثم حصول العلم آية اجتماع ... شروطه وما كفى فيه رباع
على الأصح وسواها صالح ... من غير ضبط ولوقف جانح
في الخمس قاضيهم وللإصطخري ... وهو اختياري حدُّه من عشرِ
والقول باثني عشر أو عشرينا ... يحكى وأربعين أو سبعينا
أو بضعِ عشرٍ وثلاث مائةِ ...دون اشتراط فقدِ جمعِ بلدةِ
أو فقد كفر في الأصح فيهما ... والعلم فيه للضرورة انتمى
وابن الجويني قال والكعبي ... بل نظري لكن المعني
عند إمام الحرمين الوقف له ... حقًّا على مقدمات حاصله
لا الاحتياج بعده للنظر ... والآمدي الوقف للتَّحيُّر(1/19)
إن عن عيان أخبروا وإلا ... فما شرطنه يعم الكلا
ثم الأصح أن علمه ائتلف ... لعظم جمع والقرائن اختلف
وأن الإجماع علي وفق خبر ... ليس بقيد صدقه لو ما ظهر
وهكذا بقاء نقل خبر ... حيث دواعي الرد ذو توفر
ولا افتراق العلماء الكُمَّل ... ما بين محتجٍّ وذي تأوُّل
وأنه إن أجمعوا على القبول ... يدل قطعًا لا إلى ظنٍّ يئول
وهكذا المخبر في جمع ولم ... يكذِّبوا وليس فيهم متهم
أو مخبر بمسمع من النبي ... وليس للتقرير أو للكذب
من حامل ثالثها في الدنيوي ... يدل لا الديني والعكس روي
ومنه ما يظن صدقه البهي ... كخبر الآحاد ما لم ينته
إلى تواتر ومنه المستفيض ... ما شاع عن أصل وليس ذا نقيض
مشهور نا بل ردفه والداني ... أقله ثلاثة لا اثنان
وخبر الواحد لا يفيد ... علمًا بلا قرينة تشيد
والأكثرون مطلقا لم يفد ... ومطلقا يفيد عند أحمد
والمستفيض قد رأى ابن فورك ... يفيد علمًا نظري المسلك
وفي الفتاوى والشهادة العمل ... حتم به قطعًا بإجماع النحل
وهكذا سائر أمر الدين ... بالسمع لا العقل وقيل ذين
ونجل داود وجوبه نفى ... والبعض فيما فعل جل خالفا
والمالكي فعل أهل يثرب ... وآخرون في ابتداء النُّصُب
والحنفي فيما تعمُّ البلوى ... أو خالف الراويه بعد يروى
أو عارض القياس والثالث إن ... تعليله براجح زكن
ووجدت في الفرع قطعًا يعتبر ... أو ظن فالوفق وإلا فالخبر
ومنع الكرخي في الحد وقال ... باثنين أو يعضد بعض ذي اعتزال
وبعضهم بأربع لدى الزنا ... وقيل بل لغيره ووهنا
مسألة
المرتضى كما رأى السمعاني ... وصاحب الحاوي مع الروياني
وخالف الأكثر أن الأصلا ... إن كذَّب الفرع ورد النقلا
لا يسقط الذي روى ومن هنا ... لو شهدا شهادة لم يهنا
أو شك أو ظن وفرعه يقول ... جزمًا ولا جرح فأولى بالقبول
ووافق الأكثر ثم الأولى ... إن عاد للإقرار خذ قبولا
واقبل مزيد العدل إن لم يعلم ... للمجلس اتحاد أو علم نمي
فالثالث الوقف وقيل إن بدا ... سواه لا يغفل عرفًا ارددا(1/20)
والأشبه المنع هنا وإن علا ... نقل توفرت دواع للملا
فإن يك الساكت عنها حافظا ... تعارضا كأن نفاها لافظا
وإن تكن من واحد كما مضى ... أو غيَّرت إعرابه تعارضا
أو واحد عن واحد قد انفرد ... يقبل وفي الثلاث خلف لا يرد
وكالمزيد أرسلوا وأسندا ... أو وقفوا وهو إلى الرفع غدا
وجائر حذفك بعض الخبر ... إن لم يخل الباقي عند الأكثر
ثم الصحابي إذا ما حملا ... قيل أو التابعي مرويًا على
أحد محمليه ذي التنافي ... نتبعه فيه على خلاف
أو لا تنافي فهو كالمشترك ... في حمله لمعنييه فاسلك
وحمله على خلاف الظاهر ... يتبعه قوم من الأكابر
والحق لا وقيل إن يحمل عليه ... لعلمه بقصده دينًا إليه
مسألة
لا يقبل الكافر والمجنون ... ولا مميز له تديين
في المرتضي وأنه من حملا ... في النقص نقبله إذا ما كملا
وأنه يقبل ذو ابتداع ... يحرم الكذب وغير داع
ومن عدا الفقيه قال الحنفي ... إلا بما يخالف القيس الوفي
والمتساهلون في غير الخبر ... ومكثر خلطة أهله ندر
أمكنه تحصيل ذاك القدر في ... ذاك الزمان اقبل وإلا فقف
وشرطه عدالة توافي ... ملكة تمنع عن اقتراف
كبير أو صغيرة لخسة ... أو جائز يخل بالمروءة
فرد في المرجح المستور ... قلت قبوله هو المشهور
وقيل قف وكف للظهور ... حيث روي الحديث في المحظور
ورد من بظاهر مجهول ... وباطن وقد حكي القبول
وهكذا مجهول عين ما روي ... عنه سوي فرد وجرحا ما حوي
والوصف من كالشَّافعي بالثقة ... عند إمام الحرمين توثقه
وقيل لا ومثله لا أتهم ... والذهبي ليس توثيقا نسم
قبول من أقدم جاهلا علي ... مفسق ظنا وقطعا ذو اعتلا
وفي الكبيرة اضطراب إذ تحد ... فقيل ذو توعد وقيل حد
وقيل ما في جنسه حد وما ... كتابنا بنصه قد حرما
وقيل لا حد لها بل أخفيت ... وقيل كل والصغار نفيت
والمرتضي قول إمام الحرمين ... جريمة تؤذننا بغير مين
بقلة اكتراث من أتاه ... بالدين والرقة في تقواه
كالقتل والزنا وشرب الخمر ... ومطلق المسكر ثم السحر
والغصب والسرقة والشهادة ... بالزور والرشوة والقيادة
منع زكاة ودياثة فرار ... خيانة في الكيل والوزن ظهار(1/21)
نميم كتم شهادة يمين ... فاجرة علي نبينا يمين
وسب صحبه وضرب مسلم ... سعاية عق وقطع الرحم
حرابة تقديمه الصلاة أو ... تأخيرها وما أيتام رووا
وأكل خنزير وميت والربا ... والغل أو صغيرة قد واظبا
مسألة
رواية إخبار عن عام ... بلا ترافع إلي الحكام
وغيره شهادة والمعتبر ... في صيغ العقود إنشا لا خبر
أشهد إنشا شيب بالإخبار ... لا محض ذا أو ذا علي المختار
وقيل في القلة ذا مرجوح ... وفي التساوي ذا أو ذا علي المختار
وقيل في القلة ذا مرجوح ... وفي التساوي يطلب الترجيح
والحكم من مشترط العدالة ... تضمن التعديل بالشهادة
والثالث الأقوي قبول الواحد ... في الجرح والتعديل لا في الشَّاهد
والجرح والتَّعديل في البابين ... قاضيهم يقبل مطلقين
قول الإمامين وإطلاقهما ... يكفي من العالم أسبابهما
وافقه فالجرح والتَّعديل لا ... يقبل إلا من إمام ذي علا
وقيلا لا يقبل إلا بالسبب ... وقيل في التعديل لا الجرح وجب
والعكس في باب الشهادة الأصح ... وفي سواها أول إذا وضح
مذهب جارح وذا في المعتمد ... مقدم إن زاد أو قل عدد
وعمل العالم أو رواية ... من ما روي إلا لعدل غاية
وفيهما خلف وما ترك العمل ... والحكم جرحا فالمعارض احتمل
ولا كحد في شهادة الزنا ... ولا النبيذ والذي روي هنا
باسم خفي وأبي السمعاني ... إن كان لا يسمح بالبيان
ولا بإعطاء شيوخ فيها ... اسم مسمي آخر تشبيها
ولا بإيهام اللقا والرحلة ... نعم بتدليس المتون اثبت
مسألة
حد الصحابي مسلما لاقي الرسول ... وإن بلا رواية عنه وطول
خلاف تابع مع الصحابة ... وقيل مع طول ومع رواية
وقيل مع طول وقيل الغزو أو ... عام وقيل مدرك العصر ولو
إذا ادعي المعاصر المعدل ... صحبته ففي الأصح يقبل
والأكثرون كلهم عدول ... وقيل بل كغيرهم مسئول
وقيل حتي قتل خلا ... وقيل إلا من عليا قاتلا
مسألة
قول سوي الصاحب قال المصطفي ... مرسلنا ثم احتجاجه اقتفي
ثلاثة الأئمة الأعلام ... وقيل إن أرسله إمام
وقيل من أهل القرون الخرد ... وقيل أقوي حجة من مسند
ورده الأقوي وقول الأكثر ... كالشافعي وأهل علم الخبر(1/22)
ما لم يك المرسل لا يعتمد ... إلا عن العدول أو يعتضد
مرسل تابع من الكبار ... بقول صاحب أو انتشار
أو فعله أو فعل أهل العصر أو ... بقول جمهور ومرسل رووا
أو مسندا أو بقياس يوجد ... فالحجة المجموع لا المنفرد
أو لم يكن فيه سوي مرسله ... فالأظهر انكفافنا لأجله
مسألة
نقل الأحاديث بمعناه منع ... ثقلب والرازي في قوم تبع
ولأكثرون جوزوا للعارف ... وجوز الخطيب بالمرادف
وقيل إن أوجب علما الخبر ... وقيل إن ينس وقيل إن ذكر
مسألة
يحتج في الأقوي بقول الصاحب ... قال النبي ثم عن أن النبي
سمعته امر أو نهي فذا ... دون سمعت فأمرنا بكذا
حرم أو رخص ثم عنا ... نحو من السنة ثم كنا
معاشر الناس وكان الناس ثم ... كنا نري في عهده الثلاث عم
تلاه كان الناس يفعلونا ... وبعد كانوا ليس يقطعونا
خاتمة
مستند الغير ا لصحابي نقلا ... سماع لفظ الشيخ املي أم لا
قراءة تتلوه فالسماع ثم ... إجازة معها تناولا يضم
فدونها خاص فالخاص ... في العام فالعام تلاه في خاص
فالعام في العام فللمجاز له ... ونسله الآتين فالمناولة
ثم كتابة فإعلام تلا ... وصية ثم وجادة جلا
والمنع في إجازة عن شرذمه ... وقوم الإجازة المعممه
والطبري المنع فيمن يوجد ... من نسل زيد وهو المعتمد
والكل من يوجد مطلقا حظر ... وصيغ الأداء من علم الأثر
قلت وفي ذا الفصل علم غزرا ... أودعته في فنه محررا(1/23)
الكتاب الثالث في الإجماع
هو اتِّفاق جاء من مجتهد ... أمتنا بعد وفاة أحمد
في اي ما عصر وامر كانا ... ذلك حد فائق إتقانا
فعلم اختصاصه بالمسلمين ... فخرج الكافر والمجتهدين
وهو اتفاق وبرأي يعتبر ... وفق العوام مطلقا أو ما اشتهر
كي صح إطلاق اجتماع الأمة ... والآمدي لافتقار الحجة
وآخرون في الفروع ذو الأصول ... وقيل هذا لا الفقيه والعدول
إن يك ركنا وانتفاه إلا ... ثاثها في فاسق إن جلا
مأخذه عند اختلاف يعتبر ... رابعها في حقه قط معتبر
وأنه لا بد من جميعهم ... كما رأي الجمهور في تفريعهم
وقيل إنما يضر اثنان ... وقيل بل ثلاثة لا ذان
وقيل ما حد تواتر وصل ... وقيل لا يضر خلف للأقل
وقيل ضر في أصول الاعتقاد ... وقيل ما ساغ فيه الاجتهاد
وقيل حجة ولا إجماع ... وقيل لا والأحسن اتباع
وأنه ما اختص بالأكابر ... أي صحبه وشذ أهل الظاهر
وفي حياة المصطفي لم ينعقد ... قطعا وأن التَّابعي المجتهد
معتبر معهم فإن في الإثر ... وصوله علي انقراض العصر
وأن الاجماع من الشيخين ... والخلفا وفقها المصرين
والحرمين أو من أهل طيبة ... وبيت خير الخلق غير حجة
وحجة المنقول بالآحاد ... وذاك في السبع ذو الاعتماد
وأنه لم يشترط فيه عدد ... تواتر وأنه لو انفرد
مجتهد في العصر لم يحتج به ... وهو الصحيح فيهما لمن نبه(1/23)
وأن قرض العصر لا يشترط ... وقد أبي جماعة فشرطوا
فيه انقراض الكل أو غالبهم ... أو علمائهم تنازع بهم
وقيل بل يشرط في السكوتي ... وقيل في ذي مهلة لا الفوت
وقيل قرض عدد التواتر ... ولا تمادي الدهر فيه الغابر
وشرط الإمام في الظني ... وأنه سابق النبي
لا حجة وهو لجل الناس ... وأنه يكون عن قياس
ومن نفي جوازه فخالف ... أو الوقوع مطلقا أو الخفي
وأن الإجماع لهم علي أحد ... قولين قبل ما استقر الخلف قد
جاز ولو من حادث بعدهم ... أما اتفاق بعد ذالك منهم
فالآمدي يمنع والإمام لن ... يمنع والثالث إن يسند لظن
ومن سواهم الأصح المنع إن ... طال وفي الأولي خلاف قد زكن
وأن الأخذ بأقل ما روي ... حق إذا الأكثر فيه ما قوي
أما السكوتي به النزاع ... ثالثها يحتج لا إجماع
رابعها بشرط أن ينقرضا ... وقيل في فتيا وقيل في قضا
وقيل فيما ليس فيه مهلة ... وقيل في عصر الصحاب الجلة
وقيل حيث ساكت فيه أقل ... وكونه حجة الأقوي وهل
يسمي بإجماع نزاع يورد ... وكونه حقيقة تردد
مثاره أن السكوت العاري عن ... دليل سخط ورضا فيما يظن
وفيه تكليف وقد ظهر ... للكل مع مضي مهلة النظر
وذاك تصوير السكوت هل يظن ... منه الموافقه أما حيث لن
يظهر قيل حجة والجل لا ... وقيل إن عمت به البلوي علا
وأنه يكون في عقلي ... لا يتوقف ودنيوي
وأنه لا بد فيه مستند ... لقي الاجتهاد وهو المعتمد
ولم يجب له إمام عصما ... ومن رأي اشتراط هذا وهما(1/24)
مسألة
إمكانه الصواب والقوي ... حجته وأنه قطعي
لا في السكوتي ولا ما خرقا ... مخالف والفخر ظنا مطلقا
لا في السكوتي ولا ما خرقا ... مخالف والفخر ظنا مطلقا
وخرقه حظر ومن هذا زكن ... إحداث ثالث أو التفصيل إن
يخرق وقيل خارقان مطلقا ... وأنه يجوز إن ما خرقا
وقيل لا الإحداث للدليل ... أو علة للحكم أو تأويل
وأنه يمتنع ارتداد ... أمتنا سمعا وذا اعتماد
دون اتفاقها علي جهل الذي ... ما كلفت به علي القول الشذي
وفي انقسامها لفرقتين واف ... أخطأ في مسألة كل خلاف
مثاره هل أخطأت وألا ... يضاد سابقا علي المعلي
ولم يعارضه دليل إذ لا ... يعارض القطي ولن يدلا
إذ وافق الحديث أن المستند ... له بل الظاهر ذا في المعتمد
خاتمة
جاحد مجمع عليه علما ... ضروري في الدين ليس مسلما
قطعا وفي والأظهر منصوص شهر ... والخلف فيما لم ينص المشتهر
اصحه تكفيره خصوصا ... لا جاحد الخفي ولو منصوصا(1/25)
الكتاب الرابع في القياس
وحمل معلوم علي ذي علم ... ساواه في علته في الحكم
هو القياس ومريد الشامل ... غير الصحيح زاد عند الحامل
ثم القياس حجة ويرعي ... في الدنيوي قال الإمام قطعا
وفي أمور الدين لا الخلقيه ... وكل الأحكام ولا العادية
ولا علي المنسوخ لكن شملا ... قوم وقوم منعوه مسجلا
فقيل عقلا وبان شرعا ... والظاهري غير الجلي منعا
والحنفي في الحد والتكفير ... وفي ترخص وفي التقدير
وقيل في الأسباب والشرط وفي ... موانع وقيل حيث لم تفي
ضرورة وقيل في العقلي ... وقيل في النفي أي الأصلي
وقيل في الجزئي حاجيا إذا ... لم يرد النص علي وفق لذا
وقيل في أصل العبادات ومر ... حجم قياس اللغة الذي اشتهر
وليس نصه علي التعليل ... أمرا به والقول بالتفصيل
في الترك دون الفعل غير مين ... وأطلق الأمر أبو الحسين
أربعة أركانه الأصل محل ... حكم مشبه به وقيل بل
دليله وقيل حكمه وفي ... الفرع قولان وثانيها نفي
وليس شرطا اتفاق الناس ... في علة والأمر بالقياس
في نوعه أو شخصه ومن زعم ... بشرط شئ منهما فهو وهم
الثان حكم الأصل رأي الناس ... شرط ثبوته بلا قياس
قيل ولا الإجماع إلا إن بدا ... وكونه بالقطع ما تعبدا
فيه ولا دليله الفرع شمل ... ولا به عن سنن القيس عدل
وكونه شرعيا إذ ما استلحقا ... شرعي وكونه عليه اتفقا
بينهما وقيل بين الأمه ... وقيل شرطه اختلاف ثمه
فإن يكن متفقا بينهما ... لكن لعلتين فاسمه انتمي
مركب الأصل وإن لعله ... يمنع حصم أن تحل أصله
مركب الوصف ولم يقبلهما ... أهل الأصول وإذا ما سلِّما
علِّته فأثبت الذي استدل ... وجودها أو سلِّم الوجود دل(1/25)
وإن يكونا اختلفا في الأصل ثم ... إثبات حكم ثم علة يؤم
المستدل فالأصح يقبل ... والإتفاق أنه معلل
والنص من شرع علي العلة ما ... نشرطه علي الأصح فيهما
الفرع شرطه تمام العلة ... من عينها أو جنسها قد حلت
فإن بها يقطع فقطعي وإن ... ظنية فهو قياس الأدون
وأن يكن عورض ذا بما اقتضي ... خلاف حكمه لغا والمرتضي
قبولها بمتقض نقيضا او ... ضد وأن يقبل ترجيح رأوا
وأنه لاجيب الإيما إليه ... حال إقامة دليله عليه
ولا يقوم خبر علي خلاف ... فرع لنا وقاطع بلا خلاف
والشرط في الفرع وفي الأصل اتحاد ... حكمهما فإن يخالف ففساد
وببيان الاتحاد فليجب ... معترضا بالاختلاف المنتصب
ولا يكون حكم الأصل آخرا ... وقيل إلا لدليل آخرا
الرابع العلة عند أهل ... حق معرف وحكم الأصل
بها وقال الحنفي ثابت ... بالنص والسيف يقول الباعث
وهي المؤثر لذي اعتزال ... به وجعل الله للغزالي
وقد تجي دافعة أو رافعة ... أو ذات الامرين بلا منازعه
وصفا حقيقي ظاهرا منضبطا ... أو وصف عرف باطراد شرطا
كذا علي الأصح وصفا لغوي ... أو حكم شعر لو حقيقيا نوي
بسيطة أو ذات تركيب وفي ... ثالث الزيد عن الخمس نفي
وشرط الالحاق بها أن تشتمل ... لحكمه تبعثه أن يمتثل
وشاهدا تصلح للإناطه ... بها فمما قد نري اشتراطه
مانعها وصف وجودي يخل ... بالحكمة التي عليها تشتمل
وأن يكون ضابطا لحكمة ... وقيل قد تكون نفس الحكمة
ثالثها إن ضبطت وانتخلا ... بالعدم الثبوت لن يعللا
وجاز تعليل بما لا نطلع ... نحن علي حكمته فإن قطع
بنفيها في صوة فالحجه ... يثبت فيها الحكم للمظنه
والجدليون انتفي والقاصره ... قوم أبوها مطلقا مكابره
وقيل لا منصوصة أو مجمع ... والمرتضي جوازها وتنفع
في منع الالحاق وفي المناسبه ... تعرف واعتضاد نص صاحبه
وعند الامتثال أي لأجله ... يزداد أجرا فوق أجر فعله
ولا تعدي عند كونها محل ... حكم وخاص جزئه والوصف جل
وجوزوا التعليل في المنتخب ... عندي أبي إسحاق باسم لقب
وجزما المشتق والمبني ... من الصفات شبه صوري
وجوز الجل بعلتين ... بل ادعوا وقوعه بتين(1/26)
وقيل في المنصوص لا ما استنبطا ... وعكسه يحكي ولكن علظا
وقيل في تعاقب والمنعا ... رأي إمام الحرمين شرعا
والآمدي القطع بامتناعه ... عقلا إذ المحال في إيقاعه
وجاز حكمان بعلة لو ... تضاددا والمنع والفرق حكوا
ومن شروطه كما تقررا ... أن لا يري ثبوتها مؤخرا
عن حكم الأصل عندنا وأن لا ... تعود بالإبطال فيه أصلا
وإن تعد عليه بالخصوص ... لا بالعموم الخلف في النصوص
وأن مستنبطها ما وردا ... معارضا بما ينافي وجدا
في الأصل لا الفرع لنا وأن لا ... تنافي إجماعا ونصا يتلي
ولم تزد علي الذل حواه ... إن خالف المزيد مقتضاه
وأن تكون ذات تعيين فلا ... تعليل بالمبهم أو وصفا جلا
غير مقدر وغير شامل ... دليلها بحكم فرع حاصل
بجهة العموم والخصوص ... والخلف في الثلاث عن نصوص
وليس شرطا كونها في الفرع ... أو حكم الاصل ثابتا بالقطع
ولا انتفاء مذهب الصحابي ... مخالفالها علي الصواب
أما انتفا معارض فمبني ... علي جواز علتين أعني
وصفا لها يصلح لا منافي ... لكن يئول الأمر لاختلاف
كالطعم مع كيل ببر لم يناف ... وفي كتفاح يئول للخلاف
وليس نفي الوصف عن فرع لزم ... معترضا وقيل ألزم والتزم
ثالثها إن ذكر الفرق ولا ... إبداء أصل شاهد فيما اعتلي
للمستدل الدفع للمواربه ... بالمنع والقدح وبالمطالبه
بكونه مؤثرا والشبه ... إن لم يكن سبر وتقسيم به
وبيان أن ما عداه في ... صورة استقل لو هذا يفي
بظاهر عام إذا لم يعترض ... تعميمه وإن يقل للمعترض
قد ثبت الحكم بها مع انتفا ... وصفك فالدفع بهذا ما كفي
إن لمن مع ذاك وصف المستدل ... وقيل مطلقا وقال ينخزل
ثم إذا معترض ابدي خلف ... ملغي فذا تعدد الوضع عرف
فائدة الإلغاء زالت إلا ... أن يلغي المبدي من استدلا
لا بقصوره ضعف المعني ... إن سلم المظنة اللذي تعني
وقيل يكفي فيهما وهل كفي ... رجحان وصف المستدل اختلفا
وباختلاف الجنس للحكمه قد ... يأتي اعتراض مع كونه اتحد
ضابط أصله وفرع فيصار ... لحذفه خصوصه عن اعتبار
وإن تك العلة فقد شرط او ... وجود مانع فجلهم رأوا
يلزم من ذاك وجود المقتضي ... والفخر والسبكي ذا لا يرتضي(1/27)
مسالك العلة
الأول الاجماع فالنص العلي ... مثل لعلة كذا ثم يلي
لسبب وبعد من أجل فكي ... ومعها إذن أو الظاهر أي
كالللام فالإضمار فالبا فالفا ... من شارع فمن فقيه يُلقَى
راوٍ فغيره ومنه فاقتفي ... إن وإذ وما مضى في الأحرف
الثالث الإيما اقتران الوصف ... اللفظ لا مستنبط مع خلف
بالحكم أيا كان لو لم يكن ... معللا كان بعيد المقرن
كحكمه بعد سماع وصف ... أو ذكره في الحكم وصفا منفي
مفاده لو لم يكن تعليلا ... وبين حكمين أتي تفصيلا
بوصف او بشرط او باستثنا ... أو غياة أو نحوها لكنا
وكونه قد رتب الحكم علي ... وصف ومن مفوت قد حظلا
وليس شرطا أن يناسب الذي ... أومي إلأيه الحكم في القول الشذي
الرابع التقسيم والسبر وذا ... حصرك الاوصاف وإبطال اللذا
ليس بصالح ففي الباقي انحصر ... ويكتفي فيه بقول من نظر
بحثت والأصل العدم فلم أجد ... وظنه يكفيه أعني المجتهد
والحصر والإبطال حيث عنا ... قطعا فقطعي وإلا ظنا
وهو لدي الأكثر للمناظر ... مع الخصوم حجة والناظر
ثالثها لناظر والرابعُ ... إن ليس في تعليله منازعُ
فإن يوصف زائد خصم يفي ... بيانه الصلاح لم يكلف
والمستدل لانقطاع خذله ... حتي إذا يعجز عن أن يبطله
وحيث أبطلا سوي وصفين ... فليكفه الترديد بين ذين
من طرق الإبطال أن يبينا ... للخصم أن الوصف طرد لو هنا
وأنه لم تظهر المناسبه ... فيه ويكفي لم أجد مناسبه
من بعد بحث فإن الخصم ادعي ... أن كذاك وصفه الذي رعي
فما له بيانها للانتقال ... بل رجح السبر بتكثير المحال
الخامس الإخالة المناسبه ... وسم تخريج المناط كاسبه(1/28)
تعيينه لعلة بإبدا ... مناسب مع اقتران قصدا
تحقق استقلاله بنفي ما ... سواه بالسبر وما قد لايما
في العرف فعل العقلا المناسب ... وقيل بل دافع ضر جالب
وقيل ما تلقاه بالقبول ... حن عرضته علي العقول
وقيل وصف ظاهر له انضباط ... يحصل عقلا إذ به الحكم يناط
صالح أن يكون شرع قصده ... من جلب إصلاح ودفع مفسده
فإن يكن لم ينضبط أو ما ظهر ... ملازم وهو المظنة اعتبر
وقسم الحصول للمقصود من ... ما شرع الحكم له علما وظن
كالبيع والقصاص أو محتملا ... علي السوا كحد خمر مثلا
أو نفيه أرجح مثل أن نكح ... آيسة قصد ولاد والأصح
جواز تعليل بكل منهما ... مثل جواز القصر إذ تنعما
وإن تفت قطعا فقيل يعتبر ... وعندنا الأصح ما له أثر
فيه تعبد كالاستبرا وقد ... باع وفي مجلس بيع استرد
أو لا مثاله لحوق النسب ... لمشرقي زوجته بالمغرب
ثم المناسب ثلاثا قسما ... ما بالضروري لديهم وسما
وبعده الحاجي فالتحسيني ... فذو الضرورة كحفظ الدين
فالنفس فالعقل فالانساب فمال ... والعرض والملحق ما به اكتمال
كحد نزر مسكر والثاني ... بيع فإيجار وقد يداني
أولها وكالخيار مكمله ... والثالث المعروف لا يزلزله
كسلب عبد منصب الشهادة ... يليه ما عارض الكتابة
ثم المناسب إذا يعتبر ... في عين حكم عين وصف يظهر
بنص او إجماع المؤثر ... أو لا بأن كان به المعتبر
ترتيب حكمه علي الوفق ولو ... للجنس في الجنس ملائما رأوا
أو ثبت الإلغا فلا يعلل ... به وإن لم يثبتا فالمرسل
ومالك يقبل هذا مطلقا ... وابن الجويني كاد أن يوافقا
مع المناداة عليه بالنكير ... ومطلقا قد رده الجم الغفير
واخرون في العبادات وما ... دلي اعتباره قد وسما
فليس منه وهو حق قطعا ... وذاك ما للاضطرار يرعي
مصلحة كلية قطعية ... وشرط قطعها رأىه الحجة
للقطع بالقول به لا أصله ... قال وظنه القوي كمثله(1/29)
مسألة
مسألة تنخرم المناسَبَهْ ... إذا تُرى مفسدةٌ مصاحِبَهْ
راجحة أو استوت وقيل لا ... وخلفه لفظي إذ لا عملا
الشبه السادس وهو مرتبه ... تجعل بين الطرد والمناسبه
وقال قاضيهم هو المناسب ... بتنبع وكل قوم جانب
فإن قياس علة تعذرا ... فالشافعي حجة له يري
والصيرفي وأبو إسحاقا ... ردا كما لو أمكنت وفاقا
أعلاه قيس غالب الأشباه في ... حكم ووصف ثم صوري يفي
وفخرنا حصولها فيما يري ... علة أو مستلزما لها انظرا
قلت ولا يعتمد الصوري ... عن الإمام الشافعي محكي
الدوران حيث وصف وجدا ... يوجد حكم ولفقد فقدا
والأكثرون أنه ظنا مفيد ... وقيل بل قطعا وقيل لا يفيد
وأنه لا يلزم الذي استدل ... نفي الذي بعلة منه أجل
ولو سوي مناظر والمعترض ... إن يبد وفا غير ذال ينتهض
جانب مستدله بالتعديه ... فإن تكن لفرعه معديه
يضر عند مانع لعلتين ... أو آخر فليطلب الترجيح بين
تقارن الحكم لوصف طرد ... والأكثرون أنه يرد
وقيل إن قرنه فيما عدا ... فرع النزاع فليفدها أبدا
وقيل في فرد وقيل لم يفد ... إلا مناظرا خلاف المجتهد
التاسع التنقيح للمناط أن ... يدل ظاهر علي التعليل عن
وصف فيلغي ذا عن اعتبار ... خصوصه بالاجتهاد الجاري
ثم يناط بالأعم أو يري ... عدة أوصاف فيلغي ما عري
إثباته العلة في بعض الصور ... تحقيقه وما هو التخريج مر
عائرها إلغاء فارق كما ... يلحق في سراية العبد الإما
وهو مع الطرق وما قد صحبه ... من دوران قصرها ضرب شبه
إذ يحصل الظن بها في الجملة ... من غير تعيين لنوع الحكمة
خاتمة
ليس تأتي القيس مع علية ... وصف ولا عجزك عن إفساد تي
دليل عليته على الأصح ... والفرق بينه والإعجاز وضحْ(1/30)
القوادح
النقص أي تخلف للحكم عن ... علية يقدح فيها كيف عن
والحنفي لا وتخصيص العلل ... سمي وقيل قادح كيف حصل
إلا لفقد شرط أو لمانع ... وقيل إلا لهما أو واقع
في معرض استثنا أو نصت بما ... لا يقبل التأويل والفخر اعتمي
إلا علي مذاهب معممه ... ورودها وقيل في المحرمه
وقيل في منصوصه يقدح لا ... خلافها وقيل عكسه جلا
وقيل في المنصوص لا بظاهر ... عام وفي سواه لا للغابر
والخف في الأصح معنوي ... عليه نحو خرمها مبني
جوابه منع وجود العلة ... أو انتفاء الحكم في الموردة
إن لم يكن مذهب مستدلها ... وذكر مانع لمن يبذلها
والأكثر المنع من استدلال ... ... علي وجودها للانتقال
المرتضى كما رأى السمعاني ... وصاحب الحاوي مع الروياني
ثالثها إن لم يكن دليل ... ... بالقدح أولي منه لا نحيل
وإن علي وجودها من استدل ... ... دل بلمزوم الوجود في محل
نقض وأبدي منعه فقالا ... ... لينتقض دليلك انتقالا
فالحق لا يسمع وإن قال اقبل ... ... يلزم إما نقضها أو الدي
وفي إقامة دليله علي ... ... تخلف الحكم الخلاف الذ خلا
وفي وجوب الاحتراز المنتقي ... ... ثالثها علي الخصوم مطلقا
وغير مستثني قواعد شهر ... ... لناظر وقيل أو لم يشتهر
ومدعي الإثبات والنفي علي ... ... فرد ولو غير معين جلا(1/30)
ينقض بالعام من النفي ومن ... ... إثباته ولأمر بالعكس زكن
الكسر وهو نقضه المكسور ... ... لنقض معني قدحه المشهور
إسقاطه بعض الذي قد علللا ... إما مع الإبدال أو ما أبدلا
نحو صلاة واجب قضاؤها ... فمثل أمن واجب أداؤها
يلغي خصوص هذه المعترض ... فمبدل عبادة ينتقض
بصوم حائض وإن لم يبدل ... لم يبق إلا واجب وما يلي
وليس كل واجب القضاء ... ... كحائض مستلزم الأداء
تخلف العكس من القوادح ... ... في قول منع علتين الراجح
والعكس حده انتفاء الحكم ... ... لنفيها أعني انتفاء العلم
إذ عدم الدليل ليس يلزم ... ... منه لما دل عليه العدم
وعدم التأثير أن الوصف لا ... مناسب وإنما ذا دخلا
قياس معني والذي لا يجمع ... ولم يكن نص وذاك أربع
في الوصف أي بكونه طرديا ... والأصل بيع لم يكن مرئيا
فباطل كالطير في الهواء ... يقال لا تأثير للترائي
فعجر تسليم كفي والحاصل ... في الأصل قد عارض هذا القائل
والحكم وهو أضرب قد لا يكون ... في ذكره فائدة كمشركون
قد أتلفوا مالا بدار الحرب ... فلا ضمان لاحق كالحربي
فدار حرب عندهم طرد فلا ... ... فائدة فذا يضاهي الأولا
لأنه طالب بالتأثير ... ... وقد يكون قيده ضروري
عبادة بحجر تعلقت ... ... وقبلها معصية ما سبقت
فليعتبر تعدد الأحجار ... ... وقبلها معصية ما سبقت
فليعتبرتعدد الأحجار ... ... مستجمر كعدد الجمار
فقوله معصية ما قدما ... ... ليس له التأثير في كليهما
لكنه احتيج لذكره هنا ... ... خوف انتقاضه برجم من زنا
وقد يفيد لا ضروريا فإن ... ... لم تغتفر تلك وإلا الخلف دن(1/31)
مثاله مفروضة كالظهر ... فلم يجب إذن إمام العصر
فقوله مفروضة حشو متي ... يحذفه لم ينقض بشئ وأتي
به لكي أصلا بفرع قربه ... ... تقوية لما حوي من الشبه
رابعها في الفرع مثل تعقد ... ... بنفسها لغير كف يفسد
وهو كثان إذ لغير الكفء لا ... ... يؤثر التقييد وليرجع إلي
تنازع في الفرض تخصيص صور ... ... من النزاع بالحجاج والنظر
وجائز ثالثها مع البنا ... ... أي غير ذي الفرض عليه قد بنا
القلب دعوي أن ما استدل به ... فيها علي ذاك عليه إن نبه
وممكن تسليم صحة معه ... ... وقيل تصحيح وقيل منعه
واقبل علي الأول لا مفاوضه ... ... فإن يسلم صحة معارضه
أو لا فقادح وقيل شاهد ... ... زور عليه وله ففاسد
ومنه ما صحح رأي القالب ... ... مع كونه أبطل رأي الصَّاحب
صريحا او لا فمثال الأول ... ... عقد بحق غيره ولا يلي
فلا تراه كالشر معتبرا ... ... يقال عقد فيصح كالشرا
والثان لبث لا يكون قربه ... ... بنفسه فللوقوف أشبه
فقل فلا يشترط الصوم كذا ... ... ومنه ما يورد إبطالا لذا
مصرحا عضو فلا يكفي أقل ... ... مطلق الاسم مثل وجه فليقل
فمثله بالربع لا يقدر ... ... أو لا كعقد عوض يعتبر
مع جهل ما عوض كالأنكحة ... ... فقل فلا نشرط خيار الرؤية
ومنه والقاضي له لا يقتفي ... ... قلب المساواة كقول الحنفي
طهارة بمائع فلا تجب ... ... نيتها مثل نجاسة تصب
فقل له فيستوي جامدها ... ... ومائع وأصلكم شاهدها
القول بالموجب في التنزيل ... ... شاهده التسليم للدليل
مع بقا النزاع فيما نقلا ... قتل بما يقتل غالبا فلا
ينافر القصاص كالحرق يقال ... ... مسلم وليس يقتضي بحال
وقولنا تقاوت الوسائل ... ... لا يمنع القصاص في التثاقل
كالمتوسل إليه فيقال ... ... مسلم وغير لازم بحال
وجود شرطه ومقتضيه ... ... والخصم صدق في الأصح فيه
إذا يقول ليس هذا ماخذي ... ... والمستدل إن تراه ينبذ
بعض كلام غير مشهور وقد ... ... خاف به المنع عليه ذا ورد
والقدح في الظهور والمناسبه ... ... وفي صلاحية حكم صاحبه
لكونه يفضي إلي القصد وفي ... ... ضبط جوابها بيان ما خفي
الفرق راجع إلي المعارضه ... ... في الأصل أو في الفرع لا مفاوضه
وقيل في كليهما والراجح ... ... وإن بمنع علتين لا نقول(1/32)
ومن يجوز قال يكفي لو فرق ... ... من واحد ثالثها لا إن لحق
بكلها ثم اقتصار المستدل ... علي جواب واحد خلف نقل
ثم فساد الوضع أن لا يوجدا ... دليله بالهيئة التي بدا
صلاحها للاعتبار في أن ... يرتب الحم به ويقرن
كالأخذ للتخفيف والتوسعة ... والنفي والإثبات من أضداد تي
ومنه تحقيق اعتبار الجامع ... في ضد حكمه بلا منازع
أو فيه نص وجواب السالك ... تقريره لكونه كذلك
فساد الاعتبار أن يخالفا ... إجماعا او نصا ومما سلفا
أعم والتقديم والتأخير ... عن المنوعات له تخيير
جوابه بالطعن والتأويل ... والمنع أو عارض الدليل
ثم المطالبه بالتصحيح ... لعلة تقدح في الصحيح
جوابه إثبات ذاك علة ... ومنه أن يمنع وصف العلة
كفارة للزجر عن جماع ... يحذر في الصوم فبالوقاع
تعين اختصاصها كالحد ... يقال بل عن فطره المشتد
جوابه للاعتبار وضحا ... محققا إذ خصمه قد نقحا
ومنه منع حكم الاصل ثم في ... قطع به ثالثها غير الخفي
رابعها اعتبار عرف للبلد ... وقيل لا يسمع ثم المعتمد
إن يقم الدليل لا ينقطع ... معترض بل لاعتراض يرجع
وقد يجاء بمنوع فصل ... كلم نسلم لك حكم الأصل
سلمته دون قياس يحصل ... سلمته لا أنه معلل
سلمته لا أن هذا علته ... سلمت لا الوجود لا تعديه
سلمت لا وجوده في الفرع ... ثم يجاب كلها بالدفع
ومن هنا يعرف للوعاة ... جواز إيراد معارضات
لو من انواع لو ترتبت ... وهي التي في ذكر تاليها ثبت
تسليم متلو علي التقدير ... والثالث التفصيل في المذكور
ثم اختلاف ضابط في الفرع ... والأصل إذ لا ثقة بالجمع
جوابه بأنه المشترك ... أو أن الإفضاء سواء يدرك
والإعتراضات لمن ترجع ... وقبلها استفساره يطلع
طلبه بيان معني يحصل ... حيث غريب لفظه أو مجمل
ثم علي معترض فيما اصطفي ... بيان هذين ولم يكلف
ذكر استوا محامل وليثبب ... بأن الاصل عدم التفاوت
والمستدل فقد ذين يظهر ... أو باحتمال لفظه يفسر
لا بسوي محتمل علي الأصح ... وفي قبول مدعاه أن وضح
في قصده دفعا لإجمال يواف ... لعدم الظهور في الغير خلاف
أخرها التقسيم كون اللفظ ذا ... تردد بين احتمالين إذا(1/33)
بعضهما يمنعُ والمختارُ ... وروده وردُّه يُصارُ
اللفظ موضوع له لو عرفا ... أو ظاهر لو دليل يلفي
(تذنيب)
المنع لا يعترض الحكاية ... بل الدليل وهو قبل الغاية
لبعضه مجردا أو عارضه ... مستندا وسمه المناقضه
والاحتجاج منه للذي منع ... غصب محقق الخلاف ما استمع
أو بعد مع منع دليله علي ... تخلف الحكم فنقض أجملا
أو لا وقد دل بما قد ناقضه ... ثبوت مدلول فذا المعارضه
كمثل ما قلت وإن عليه ... دل فعندي فيه ما ينفيه
ذوانقلب المورد مستدلا ... ويدفع الممنوع بالذي دلا
فإن يعد لمنعه كما مضي ... وهكذا حتي إذا الأمر اقتضي
إفحام مستدله إن انقطع ... بكثرة المنوع أو حتي وقع
إلزام خصم بانتهاء المانع ... إلي ضروري أو يقيني شائع
خاتمة
إن القياس من أمور الدين ... ثالثها إن كان ذا تعيين
ومن أصول الفقه في المشتهر ... وحكمه قال أبو المظفر
يقال فيه دينه تعالي ... والمصطفي ولا يقال قالا
فرض كفاية لقوم كمله ... عين علي مجتهد يحتاج له
وهو جلي ما بقطع انتفي ... فارقه أو احتمال ضعفا
خلافه الخفي وقيل ذا الشبه ... وواضح بينهما ذو مرتبه
وقيل ذا المساوي والجلي ... قياس الاولي الأدون الخفي
ثم قياس العلة المصرح ... فيه بها وما به يصرح
بلازم العلة المصرح ... فيه بها وما به يصرح
بلازم العلة فاالآثار ها ... فحكمها فللدلالة انتهي
وما بمعني الأصل عند الحاذق ... ما كان فيه الجمع نفي الفارق(1/34)
الكتاب الخامس:في الاستدلال
وهو دليل ليس نصا واتفاق ... ولا قياسا نحو عكس وكباق
نحو الدليل يقتضي أن لا وقد ... خولف في كذا لمعني قد فقد
هنا فأبقه لذاك المسلك ... وكانتفا الحكم لنفي المدرك
كالحكم يستدعي وإلا لزما ... تكليف غافل دليلا ملزما
ولا دليل ههنا بالسبر أو ... أصل ومنه في الذي البعض رأوا
قد وجد المانع أو ما يقتضي ... أو فقد الشرط وهاذ نرتضي
ومنه الاستقراء ثم ذو التمام ... بالكل إلا صورة النزاع دام
حجته قطعية لأكثر ... وناقص أي بكثير الصور
ظنية وسم هذا تصب ... إلحاق فرد بالأعم الأغلب
ومنه الاستصحاب قال العلما ... يحتج باستصحاب أصل عدما
والنص والعموم حتي يردا ... مغير وما به الشرع بدا
دل علي ثبوته لسببه ... والخلف في الأخير غير مشتبه
ثالثها في الدفع دون الرفع وقيل إن معارض ذو منع
من ظاهر وقيل ظاهر غلب ... فقيل مطلقا وقيل ذو سبب
كقلتين بال نحو الظبي به ... وشك مع تغييره في سببه
وقيل إن عهد يطل فليعتمد ... أصل وإلا لا وهذا المعتمد
وامنع لسحب حال الإتفاق في ... محل خلف وراه الصيرفي
فحد الاستصحاب في ذا الشان ... ثبوت أمر في الزمان الثاني
لكونه في الزمن الغبير ... لفقد ما يصلح للتغيير
أما الذي في أول مصحوب ... لكونه في الثان المقلوب
وقد يقال فيه لو لم يكن ... الثابت اليوم بذاك الزمن
لكان غير ثابت فيقضي ... بأنه للان غير مقضي(1/34)
مسألة
لا يطلب الديل ممن قد نفي ... إن ادعي علما ضروريا وفا
أو لا يطالب بدليل في الأبر ... والأخذ بالأقل في الإجماع مر
وفي وجوب الأخذ بالاخف أو ... أشدها أو لا ولا خلف حكوا
(مسألة)
اختلفوا هل كان قبل البعثة ... نبينا مكلفا بشرعة
واختلف المثبت قيل موسي ... آدم إبراهيم نوح عيسي
ونرتضي الوقف هنا وأصلا ... والمنع بعد الوحي لكن نقلا
مسألة
الحكم قبل الشرع في ذي النفع ... والضر قد مر وبعد الشرع
رجح أن الأصل تحريم المضار ... والحل في ذي النفع والسبكي صار
إلي خصوصه بغير المال ... فذاك حظر بالحديث العالي
مسألة
الأكثرون ليس الاستحسان ... بحجة وخالف النعمان
وحده قيل دليل ينقدح ... في نفسه وباللسان لا يصح
ورد إن كان له تحقق ... فليعتبر أو لا فلا متفق
وقيل بل هو العدول عن قياس ... إلي أشد وهو أمر لا التباس
وقيل أن يعدل عن حكم الدليل ... لعادة وفي جواب ذاك قيل
بأنها إن ثبتت حقا فقد ... قام دليلها وإلا فلترد
فإن يحقق منه ما تنوزعا ... فيه فمن قال بهذا شرعا
وليس ما استحسن من مختلف ... الشافعي كحلف في المصحف(1/35)
مسألة
قول الصحابي علي الصحابي ... ليس بحجة علي الصواب
ولا سواه وعن السبكي ... والفخر إلا في التعبدي
وأكثر المحققين بامتناع ... تقليده ونفس الأمر لا نزاع
وقيل حجة علي القيس وفا ... والكدليلين إذا ما اختلفا
وقيل بل دون القياس ثم في ... تخصيصه العموم قولان قفي
وقيل إن يشهر وقيل إن يناف ... قيسا وقيل مع تقريب يواف
وقيل قول الصاحبين الكمل ... قيل وعثمان وقيل مع علي
أما وفاق الشافعي زيدا ... إرثا فلدليل لا تقليدا
مسألة
إلهامنا ليس لفقد الثقة ... من غير معصوم به بحجة
وبعض أهل الجبر قد رآه ... والسهرودي خص من حواه
إيقاعه في القلب ما يثلج له ... به يخص الله من قد كمله
خاتمة
الفقه مبناه على ما حرَّرهْ ... أصحابنا قواعدٌ مختصرهْ
بشك اليقين لا يزال ... وإن كل ضرر مزال
والمشاق يجلب التيسير ... وإنه للعادة المصير
زاد بعض خامس القواعد ... أن أمور الشخص بالمقاصد(1/36)
الكتاب السادس: في التعادل والتراجيح
ممتنع تعادل القواطع ... كذا الأمارتين أي في الواقع
علي الصحيح وإذا توهما ... فالوفق والتخيير أو تركهما
أو ذا بغير واجب وفيه ... مخير خلف به نحكيه
وحيث عن مجتهد قولان ... تعاقبا فالقول عنه الثاني
أو لا فما يذكر فيه المشعر ... بكونه أرجح أو لا يذكر
فهو مردد وهذا وقعا ... للشافعي في بضع عشر موضعا
وهو دليل لعلو شأنه ... علما ودينا وعلي إتقانه
ثم رأي القفال ما يصحح ... رأي أبي حنيفة مرجح
وقيل عكسه وترجيح النظر ... أولي وبعده فقف إذ ما ظهر
وقوله مخرجا في المسألة ... من النظير حيث لا يعرف له
قول بها وقيل لا ينسب له ... وقيل قيد ناسبا أو أرسله
وحيث نص في نظيرين علي ... تخالف فطرق قد حصلا
وعرف الترجيح بالتقوية ... إحدي الأمارتين عاملا بتي
وصفا وبالراجح يلزم العمل ... القاض إلا ما بظن قد حصل
فكونه مرجحا ما اعتبرا ... وقيل إن يرجح بظن خيرا
وليس في القطعي ترجيح لما ... مر وناسخ أخير منهما
ولو أخيرا نقل الآحاد ... فاعمل به وخالفت أفراد
وكثرة الرواة ذو ترجيح ... أو الادلة علي الصحيح
بالمتعارضين إن يمكن عمل ... ولو بوجه فهو أولي في الأجل
ولا يقدم علي الكتاب ... سنة أو بالعكس في الصواب
أو يتعذر ولأخير علما ... فناسخ أو لا فخذ غيرهما
وإن تقارنا وقد تعذرا ... الجمع والترجيح فليخيرا
أو جهلا فحيث نسخ أمكنا ... فاتركهما أو لا كأن تقارنا(1/36)
مسألة
ترجح الأخبار بالعلو ... والفقه في راو لها والنحو
ولغة وضبطه وفطنته ... ولو روي بلفظه ويقظته
وورع وشهرة العدالة ... وفقد بدعة وعلمها له
وبالاختبار أو تري مزكيه ... أكثر عدا وصريح التزكية
معروف قيل أو شهير النسب ... وحفظ مروي وذكر السبب
معولا لحفظه لا الكتب ... سماعه لا من وراء الحجب
وقوة الطريق والأصل أقر ... ومن أكابر الصحاب وذكر
ثالثها في غير أحكام النسا ... آخر إسلام وقيل عكسا
مباشر صاحبها حر حمل ... بعد بلوغ وبلفظ لا خلل
غير مدلس ولا ذي اسمين ... وكونه مخرج الشيخين
والقول فالفعل فصمت فالفصيح ... لا زائد فصاحة علي الصحيح
والقرشي والمدني وما اشتمل ... علي زيادة وحاو للعلل
وما به العلة قبل الحكم ... وقيل عكسه لأهل العلم
ومفهم علو شأن المصطفي ... أو فيه تهديد وتأكيد وفا
وذو عموم مطلق علي اللذا ... بسبب إلا بصورة لذا
والعام شرطيا علي المنكر ... علي الأصح وهو بالباقي حري
والجمع راجح علي ما من وذي ... علي اسم جنس مع أل ثم الذي
ما خص والهندي عسكه أجل ... وما يكون فيه تخصيص أقل
علي إشارة ولاايما الاقتضا ... وسبق ذين للمفاهيم رضا
والمرتضي تقدم الفحوي علي ... وما عن أصل نقلا
ومثبت ثالثها يستويان ... وقيل لا في العتق والطلاق ثان
والأمر والحظر علي الإباحة ... ثالثها سواء الحظر وتي
ودافع الحد علي اللذ ما نفي ... ومثبت الوضع علي ما كلفا
وباتفاق قدم النهي علي ... أمر والاخبار علي ذين اعتلا
والحتم والكره علي الندب وما ... يعقل معناه لما لن يفهما
وما بوفقه دليل آخر ... لو مرسلا أو قد رآه الأكثر
أو أهل طيبة أو الصحابي ... ثالثها إن كان ذا انتساب
إلي تميز بنص عين ... رابعها إن أحد الشيخين
وقيل إن يخالف ابن جبل ... في الحل والتحريم والقضا علي
والإرث زيد يرجح بهما ... الشافعي في الفروض قدما
وفاق زيد فمعاذ فعلي ... وفي سواها قبله ابن جبل
وأخر النص علي الإجماع ... وقدم الخالي عن النزاع
ثالثها سواء والذي فرض ... صحابة والكل والذي انقرض
ورجح القياس ههنا بأن ... يقوي دليل الأصل أو علي السنن(1/37)
أي فرعه من جنس أصله وأن ... يقطع بالعلة أو يغلب ظن
وكونها بالمسك القوي ... وذات أصلين علي المرضي
وصفة ذاتيه وقلة ... أوصافها وقيل عكس ذي وتي
وذات الاحتياط والعموم في ... أصل وفي التعليل لم يختلف
وما يوافق أصولا عده ... أو علة أخري وبعض رده
وما ثبوتها بإجماع فنص ... قطعا فظنا فإيماء تخص
فالسبر فالمناسبات فالشبه ... فالدوران بعد سبرها يلي
وعلة علي دلالة رجح ... وير ذي تركب علي الأصح
والوصف للحقيقة المعزي ... وبعده العرفي فالشرعي
ثم الوجودي والبسيط رجحا ... علي سواهما وما قد وضحا
فيها اطراد وانعكاس فاطراد ... فقط وفي القاصرة الخلاف باد
مع غيرها ثالثها سيان ... وزائد فروعها قولان
وفي حدود الشرع قدم ملتزم ... الأعرف الذاتي الصريح والأعم
قيل الأخص ووفاق النقل صح ... وما الطريق لاكتسابه رجح
وليس للمرجح انحصار ... وقوة الظن هو المثار(1/38)
الكتاب السابع: في الاجتهاد
بذل الفقيه الوسع في تحصيل ... ظن بالاحكام من الدليل
ثم الفقيه اسم علي المجتهد ... البالغ العاقل والعقل احدد
ملكه يدرك معلوم بها ... وقيل الادراك وقيل ما انتهي
إلي الضروري فقيه النفس لو ... ينفي القياس لو جليا قد رأوا
يدري دليل العقل والتكليف به ... حل من الآلات وسطي رتبه
من لغة والنحو والمعاني ... ومن أصول الفقه والبيان
ومن كتاب والأحاديث الذي ... يخص الاحكام بدون حفظ ذي
وحقق السبكي أن المجتهد ... من هذه ملكة له وقد
أحاط بالمعظم من قواعد ... حتي ارتقي للفهم للمقاصد
وليعتبر قال لفعل الاجتهاد ... لا كونه وصفا غدا في الشخص باد
أن يرعف الإجماع كي لا يخرقا ... وسبب النزول قلت أطلقا
وناسخ الكل ومنسوخا وما ... صحح والآحاد مع ضدهما
وحال راوي سنة ونكتفي ... الآن بالرجوع للمصنف
لا الفقه والكلام والحرية ... ولا الذكورة ولا العدالة
والبحث عن معارض فليقتفي ... واللفظ هل معه قرينة تفي
ودونه مجتهد المذهب من ... يمكن تخريج الوجوه حيث عن
علي نصوص عن إمامه حذا ... ودونه مجتهد الفتوي وذا
المتبحر الذي تمكنا ... من كونه رجح قولا وهنا(1/38)
والمرتضي تجزي الاجتهاد ... وجائز وواقع للهادي
ثالثها في الحرب والآرا فقد ... والرابع والوقف وللحظا فقد
وعصره ثالثها بإذنه ... مصرحا قيل ولو بضمنه
وقيل للولاة قيل والبعيد ... وفي الوقوع البعد والوقف مزيد
مسألة
واحد المصيب في أحكام ... عقلية ومنكر الإسلام
مخط أثيم كافر لم يعذر ... وقد رأي الجاحظ ثم العنبري
لا إثم في العقلي ثم المنتقي ... إن يك مسلما وقيل مطلقا
وقيل زاد العنبري كل مصيب ... وفي التي لا قاطع فيها يصيب
كل لدي صاحبي النعماوالباز الشيخ وباقلاني
فذان قالا إن حكم الله ... تابع ظنه بلا اشتباه
والأولون ثم أمر لو حكم ... كان به من لم يصادفه اتسم
أصبا لا حكما ولا انتهاء ... بل اجتهاده فيه وابتداء
والأكثرون واحد وفيه ... لله حكم قبله عليه
أمارة وقيل لا والمعتمد ... كلف أن يصيبه من اجتهد
وأن من أخطاه لا يأثم ... بل أجره لقصده منحتم
وفرد المصيب بالإجماع ... مع اقطع وقيل بالنزاع
ونفي إثم مخطئ ذو الانتقا ... وإن يقصر فعليه اتفقا
مسألة
لا ينقض الحكم بالاجتهاد ... قطعا فإن خالف نصا باد
أو ظاهر لو قياسا لا خفي ... أو حكمه بغير رأيه يفي
أو بخلاف نص من قلده ... ينقص وإن ينكح وما أشهده
ثم تغير اجتهاد منه أو ... إمامه في حظرها خلف حكوا
ومن تغير اجتهاده وجب ... إعلام مستفت به كيما انقلب
والفعل لا ينقص ولا يضمن ما ... يتلف فإن لقاطع فألزما
مسألة
يجوز أن يقال للنبي ... احكم بما تشاء أو صفي
فهو صواب ويكون مدركا ... شرعا وتفويضا يسمي ذالكا
ثالثها المنع لعالم ولم ... يقع علي الأقوي وموسي قد جزم
نظير هذا الخلف في أصل شهر ... تعليق أمر باختيار من أمر
مسألة
الحد للتقليد اخذ القول من ... حيث دليله عليه ما زكن
ولازم لغير ذي اجتهاد ... وقيل إن بان انتفا الفساد
وقيل ما لعالم إن قلدا ... ولو يكون لم يصر مجتهدا
قيل ولا العامي والمجتهد ... إن يجتهد ظن لا يقلد
كذاك إن لم يجتهد علي الأصح ... ثالثها الجواز للقاضي وضح
وقيل للضيق وقيل إن يري ... أعلي وقيل في الذي له جري(1/39)
مسألة
إن يتكرر حادث وقد طرا ... ما يقتضي الرجوع أو ما ذكر
دليله الأول جدد النظر ... حتما علي المشهور دون من ذكر
وهكذا إعادة المستفتي ... سؤاله لو تباع ميت
مسألة
ثالثها المختار في المفضول جاز ... تقليده إن يعتقد ساوي وماز
فالبحث عن أرجحهم لا يلزم ... أو يعتقد رجحان فرد منهم
فليتعين والذي علما رجح ... فوق الذي في ورع علي الأصح
وقلد الميت في القوي ... ثالثها بشرط فقد الحي
وجوز استفتاء من قد عرفا ... أهلا له أو ظن حيث لا خفا
بشرهة بالعلم والعدالة ... أو انتصابه ولااستفتا له
ولو يكون قاضيا وقيل لا ... ذا في المعاملاات لا من جهلا
وحتم بحث علمه والاكتفا ... بالستر والواحد في ذا المقتفي
وجاز عن مأخذه إن يسأل ... مسترشدا وليبد إن كان جلي
مسألة
يجوز للمجتهد المقيد ... بالمذهب الإفتاء في المعتمد
ثالثها لفقده والرابع ... جاز لمن قلد وهو الواقع
والمنع للعامي مطلقا ولو ... دليلها نص علي الأقوي رأوا
جاز خلو العصر عن مجتهد ... ومطلقا يمنع قوم أحمد
وابن دقيق العيد لا إن أتت ... أشراطها والمرتضي لم يثبت
إذا بقول مفت العامي عمل ... ليس له رجوع إجماعا نقل
وقيل بالإفتاء يلزم العمل ... وقيل بالشروع قيل أو حصل
منه التزام ورأي السمعاني ... إن مالت النفس للأطمئنان
وابن الصلاح والنواوي إن فقد ... سواه والتخيير جوز إن وجد
وصحح الجواز في حكم سواه ... والالتزام بمعين رآه
أرجح أو مساويا وأن له ... خروجه عنه لو في مسأله
ثالثها لا البعض والتتبع ... لرخص علي الصحيح يمنع
مسألة
يمتنع التقليد في العقائد ... للفخر والأستاذ ثم الآمدي
والعنبري جوزه وقد حظر ... أسلافنا كالشافعي فيها النظر
ثم علي الأول إن يقلد ... فمؤمن عاص علي المعتمد
لكن أبو هاشم لم يعتبر ... إيمانه وقد عزي للأشعري
قال القشيري عليه مفتري ... والحق إن يأخذ بقول من عرا
بغير حجة بأدني وهم ... لم يكفه ويكتفي بالجزم
فليجزم العقد ولا يناكث ... بأنما العالم حقا حادث
صانعه الله الذي توحدا ... قديم اي ما لوجوده ابتدا
والواحد الشي الذ لا ينقسم ... ولايشبه بوجه قد رسم
وذاته كل الذوات نافت ... وعلمها للخلق غير ثابت(1/40)
واختلفوا هل علمها في الآخرة ... يمكننا قولان للأشاعرة
ليس بجوهر ولا بجسم ... أو عرض اللون أو كالطعم
ولم يزل سبحانه ولا مكان ... منفردا في ذاته ولا زمان
وأحدث العالم لا لمنفعه ... يرومها لو يشا ما اخترعه
فهو لما يريد فعّال ولا ... يلزمه شئ تعالي وعلا
وليس شئ مثله ثم القدر ... منه الذي يحدث من خير وشر
وواجب تنزيه الاعتقاد ... عن الحلول وعن اتحاد
ونص في إحيائه الغزالي ... من قال هذا فاسد الخيال
قدرته لكل ما لم يستحل ... وعلمه لكل معلوم شمل
لكل كلي وجزئي يكون ... يريد ما يعلم أنه يكون
أو لا فلا يريد والبقاء ... ليس له بدء ولا انتهاء
لم يزل الباري بأسماه العلي ... وبصفات ذاته وهي الالي
دل عليها الفعل من إرادة ... علم حياة قدرة مشاءة
أو كونه منزها عن الغير ... سمع كلام والبقا والبصر
أسماوه سبحانه موقفه ... ثالثها الاسم فقط دون الصفة
ويكتفي بمرة والمصدري ... والفعل والمظنون في المعتبر
وما أتي به الهدي والسنن ... من الصفات والمشكلات نؤمن
بها كما جاءت منزهينا ... مفوضين أو مؤولينا
والجهل بالتفصيل ليس يقدح ... بالاتفاق والسكوت أصلح
كلامه القرآن ليس يخلق ... وهو بلا تجوز ما تنطق
ألسننا به وفي المصاحف ... خط ومحفوظ بصدر العارف
يثيب بالطوع وبالعصيان ... عاقب أو ينعم بالغفران
لما عدا الشرك وللباري البديع ... إثابة العاصي وتعذيب المطيع
وضر أطفال الوري والعجم ... ويستحيل وصفه بالظلم
والخلف في ذرية الكفار ... قيل بجنة وقيل النار
وقيل بالبزرخ والمصير ... تربا ولامتحان عن كثير
فكونه مرجحا ما اعتبرا ... وقيل إن يرجح بظن خيرا
وقيل بالوقف وولد المسلم ... في جنة الخلد بإجماع نمي
يراه في الموقف ذو الإيمان ... وحسب المقام في الجنان
والخلف في الجواز في الدنيا وفي ... نوم وفي الوقوع للهادي اقتفي
من كتب الله سعيد في الأزل ... فهو السعيد ثم بعد لا بدل
وهكذا الشقي والذي علم ... بأنه يموت مؤمنا سلم
ولم يزل عين الرضا منه علي ... شيخ التقي الصديق زاده علا
ثم الرضا منه مع المحبة ... غير المشيئة مع الإرادة(1/41)
فليس يرضي الكفر للعباد ... وفعله منهم علي المراد
هو الذي يرزق ثم الرزق ما ... يحصل منه النفع لو محرما
بيده الهدي مع الإضلال ... أي خلق الاهتداء والضلال
والاهتدا الإيمان والتوفيق ... فيما هو الأشهر والتحقيق
الخلق للقدرة والداعية ... لطاعة وقيل خلق الطاعة
وضده الخذلان وللطف الذي ... به صلاح العبد آخرا خذ
والختم والطبع مع الأكنة ... الخلق في القلوب للضلالة
أرسل للأنام رسلا وافره ... بالمعجزات الظاهرات الوافره
وخص من بينهم محمدا ... بأنه خاتمهم والمبتدا
وبعثه للثقلين أجمعين ... وفضله علي جميع العالمين
يليه إبراهيم ثم موسي ... ونوح والروح الكريم عيسي
وهو أولو العزم فمرسلو الأنام ... فالأنبياء فالملائك الكرام
واختلفت في خضر أهل النقول ... قيل ولي ونبي ورسول
لقمان ذي النورين حوا مريم ... والمنع في الجميع رأي المعظم
معجزة الرسول أمر خارق ... لعادة مع ادعاء موافق
ولم يكن عورض والإيمان ... تصديق قبل أي الاطمئنان
وأنما بالنطق ممن قدر ... بكلمة الشهادتين يعتبر
والنطق شرط فيه عند الخلف ... ومنه شطر عند جل السلف
وجاز أن يقول إني مؤمن ... إن شاء ربي خشية أن يفتن
بل هو أولي عند جل السلف ... وأنكر القول بهذا الحنفي
والمرتضي عن عظماء الشان ... قبوله للزيد والنقصان
وعمل الجوارح الإسلام ... وشرطه الإيمان والتمام
بعد حصول ذين بالإحسان ... أن تعبد الله علي العيان
والفسق لا يزيل الايمان ولا ... يخلد الفاسق فيها للملا
أول شافع ومن يشفع ... نبينا وهو المقام الأرفع
ولا يموت المرء إلا بالأجل ... والنفس بعد الموت تبقي للملل
وفي فناها قبل بعث حصلا ... تردد وصحح السبكي لا
وشهروا بقاء عجب الذنب ... والمزني يبلي وأول تصب
والروح عنها أمسك النبي مع ... سؤاله فلا تصخ فيها ودع
حق كرامات للأولياء ... قال القشيري فلا انتهاء
لولد بدون والد وما ... أشبه قيل وهذا المعتمي
ولا نري تكفير أهل القبلة ... ولا الخروج أي علي الأئمة
من الفروض النصب للإمام ... ولو لمفضول علي الأنام
حق عذاب القبر كالسؤال ... لمن عدا الشهيد والأطفال(1/42)
والحشر مع معادنا الجسماني ... والحوض والصراط والميزان
والنار الجنة مخلوقان ... اليوم والأشراط ذات الشان
طلوع شمسها ومعها القمر ... من مغرب بعد ثلاث تنظر
ويخرج الدجال ثم ينزل ... عيس وفي رملة لد يقتل
الخسف والدابة ولدخان ... وبعد هذا يرفع القران
وأفضل الأمة صديق يلي ... فعمر فالأموي فعلي
فسائر العشرة فالبدرية ... فأحد فالبيعة الزكية
وأفضل الأزواج بالتحقيق ... خديجة مع ابنة الصديق
وفيهما ثالثها الوقف وفي ... عائشة وابنته الخلف ففي
والمرتضي تقدم الزهراء ... بل وعلي مريم العذراء
وما به عائشة قد رميت ... فإنها بغير شك برئت
ثم الذي بين الصحابة شجر ... نمسك نه نري الكل ائتجر
والشافعي ومالك والحنظلي ... إسحاق والنعمان ابن حنبل
وابن عيينة مع الثوري ... وابن جرير مع الاوزاعي
والظاهري وسائر الأئمة ... علي هدي من ربهم ورحمة
والأشعري الحجة المعظم ... إمامنا في السنة المقدم
وأن ما كان الجنيد يلزم ... وصحبه فهو طريق قيم(1/43)
خاتمة
أول واجب علي المكلف ... معرفة الله وقيل الفكرُ في
دليله وقيل أول النظر ... وقيل قصده إليه المعتبر
ومن تكون نفسه أبيه ... يجنح للمراتب العلية
ومن يكون عارفا بربه ... مصورا لقربه وبعده
رجا وخاف فأصاخ فارتكب ... مأموره وما نهي عنه اجتنب
أحبه الله فكان عقله ... وسمعه ويده ورجله
واعتده من أولياه إن دعاه ... إجابه أو استعاذه كفاه
أما الذي همته دنيه ... فلا مبالاة له سنيه
وفوق جهل الجاهلين يجهل ... وتحت سبل المارقين يدخل
فخذ صلاحا بعد أو فسادا ... وشقوة ترديك أو إسعاد
وقربا أو بعد وسخا أو رضا ... وجنة الفردوس أو نار لظي
وزن بشرع كل أمر خاطر ... فإن يكن يؤمر به فبادر
فإن تخف وقوعه علي صفه ... منهية فما عليك من سفه
فحاجة استغفارنا إليه لا ... يوجب تركه بل الذكر علا
من ثم قال السهرودي اعمل وإن ... خشيت عجبا ثم داوه وزن
وإن يكن مما نهي عنه احذر ... فإن تمل لفعله فاستغفر
والهم والحديث مغفوران ما ... لم يك يعمل أو به تكلما
إن لم تطع في تركها الأماره ... فجاهدنا وشن الغاره
فإن فعلت تب فإن لم تقلع ... للذة أو كسل موسع(1/43)
فلتذكر هاذم اللذات ... وفجأة الممات والفوات
أو لقنوط فاخش مقت ربكا ... واذكر عظيم عفوه يسهل بكا
واعرض علي نفسك توبة تؤم ... وما حوت من حسن وهي الندم
وشرطها الإقلاع والعزم السني ... أن لا يعود وادراك الممكن
وصحة التوبة قال الأكثر ... ولو يكون بعد نقض يكثر
وإن شككت قف فترك طاعة ... أولي من الوقوع في مفسدة
من ثم قال بعضهم من شك هل ... ثلاث او ينقص عنه ما غسل
نعم علي الصوفي ترك اللعب ... وشأنه الايثار لا في القرب
والاعتزال في زمان الفتن ... من بعد علم واجب بالسنن
والصبر واليقين ثم الشكر ... والصمت إلا ذاكر والفكر
وتركه السوال والتوكل ... والكسب خلف أي ذين أفضل
ثالثها التفصيل والصواب ... ما خالف التوكل اكتساب
ولا ادخار قوت عام والكفاف ... أفضل من فقر ومال للعفاف
والخلف في اخذ وترك نقلا ... ورجحوا اخذ الملا دون الخلا
وليس من زهادة تغرب ... وترك محتاج له ترهب
والمرء محتاج إلي ان يعرفا ... فرف أمور في افتراقها خافا
كالفرق بين العجز والتوكل ... الحب لله ومعه المنجلي
والنصح والتأنيب والفراسة ... والظن والدعوة والرياسة
وقوة في أمر دين والعلو ... ولاجتهاد في اتباع والغلو
والذل والعفو وتيه وشرف ... والحقد والوجد وجود وسرف
والكبر والهيبة والمهانة ... تواضع والكبر والصيانة
والاحتراز مع سوء الظن ... وهكذا الرجاء والتمني
ورقة وجزع والقسوة ... والصبر مع هدية والرشوة
وذكره للحال والشكاية ... وبله في القلب والسلامة
وثقة وغرة والشكر ... بذكر ما يمنحه والفخر
كل امر واقع بإذنه ... سبحانه خالق كسب عبده
قدر فيه قدرة للكسب لا ... إبداعه تصلح فالله علا
خالق لا مكتسب ما يصنع ... وعبده مكتسب لا مبدع
وتم ما نظمته ميسرا ... سهلا بديعا موجزا محررا
في عام سبعة وسبعين التي ... بعد ثلاثمائة للهجرة
أرجوزة فريدة في أهلها ... إذ لم يكن في فنها كمثلها
حوت من الأصلين والتصوف ... ما لا مزيد عنه في الجمع الوفي
خلت من التعقيد والتقعير ... والحشو والتطويل والتكرير
في ألف بيت عدها يقينا ... وأربع الاختصار منها أصلا
ولو يروم احد ينشيها ... أتي بها أكثر من ضعفيها
فأحمد الله على ما سهلا ... حمد ينيل من مزاياه العلا
مصلياً على نبي عمت ... مكارم الخلق به وتمت
***
تم النظم بحمد الله تعالى(1/44)
النَّظمُ الْحَبيرُ في عُلُومِ القُرآنِ وأُصولِ التَّفسيرِ (1)
للشَّيخِ سُعودِ بنِ إبراهيمَ الشّريم
إمامُ ووخَطيبُ المَسجدِ الحرامِ
__________
(1) طَبعَةُ : دار الوَطَن للنَّشرِ - 1422 ه / 2001 م ] .(1/1)
المقدمة
الحمدُ لِلْمُصَوِّرِ الكَريمِ ... الخالِقِ الْمُهَيمِنِ العظيمِ
ثُمَّ الصَّلاةُ والسَّلامُ سَرْمَدا ... على النَّبِيِّ أَحْمَدَا
وآلِهِ وَصَحبِهِ والتَّابِعِيْ ... وَقارئٍ وكاتِبٍ وَسامِعِ
ومَنْ على طَريقِهِم يَسيرُ ... نِعمَ الطَّريقُ إِثْرَهُ الْمَسيرُ
وخُذ عُلوماً لِلفَتَى مُهِمَّهْ ... وكُن حَريصاً ساعِياً بِهِمَّهْ
عِلمُ القُرانِ أَشرَفُ العُلومِ ... فَهاكَ حَدَّ جُملَةِ المَوسومِ (1)
وَهْيَ : عِبارَةٌ تُفيدُ السَّائِلا ... وتَبحَثُ النُّزولا والمَسائِلا
وهاكَذا الأَحوالُ في القُرْآنِ ... وكَيفَ ذا الأَداءُ بِالِّلسَانِ
والنُّطقُ والكِتابَةُ الْمُرادُ ... والجَمعُ والتَّرتيبُ ثُمَّ زادُوا (2)
مَقالَ صاحِبِ الكِتابِ العَرَبِيْ ... العَالِمِ الشَّهيرِ بِـ(ابنِ العَرَبِيْ) (3)
عِلمُ القُرانِ أَربَعٌ مِئِينا ... خَمسُونَ مِن عُلومِهِ رُوِينا
سَبعُونَ أَلفاً عِدَّةُ الْمُوافِي ... وَسَبعَةٌ يَلُونَ مِنْ آلافِ
ـــــــــــــــــــ
تنبيهٌ : ما بَينَ مَعكوفَتَين - أي هاكذا [ ] - فَهو مِن زياداتِي لبيان إشكالٍ أو تَوضيحٍ .
(1) أَي : خُذْ المَعنَى المُجملَ لِعلومِ القرآنِ على ما سيأتي .
(2) ما مَضَى ذِكرُهُ : هو بعضُ علومِ القُرآنِ وفُصولُهُ التي يسألُ عنها السَّائِلُ .
(3) هُو : أبُو بَكرٍ بنِ العَرَبِي العالِمُ الْمالِكِي .(1/1)
وَلْتَضْرِبِ الْمَجموعَ في أَربَعَةِ ... كَيْ تَستَبينَ جُملَةُ الْمُتْبَعَةِ (1)
وأَوَّلُ العُهودِ في الظُّهورِ ... بِرابِعِ القُرونِ والعُصورِ
والْمَرزُبانُ سابِقاً يُداوي ... بِسِفرِهِ (2) المَعروفِ باسمِ (الحاوي) (3)
وبَعدَهُ أَبو الفَرَجْ والزَّركَشِي ... ثُمّ السُّيُوطِيْ صارَ كالْمُرَقِّشِ (4)
فَصلٌ في الوَحيِ
وَالوَحيُ في الأَصلِ ؛ هُوَ : الإعلامُ ... وَهْوَ الْخَفِيُّ هاكَذا الإِلهامُ
وهاكذا وَساوِسُ الشَّيطانِ ... مُوَسْوِساً بِها على الإِنسانِ
في الشَّرعِ إعلامُ الإِلهِ للنَّبِيْ ... بالدِّينِ فَهْوَ يَصطَفِي ويَجتَبِي
والوَحْيُ أَنواعٌ تُعَدُّ أَربَعَهْ ... فَهاكَها مَعدودَةً ومُتْبَعَهْ
فَالأَوَّلُ : الوَحيُ بِرُؤْياً صَادِقَهْ ... تَقُولُهُ الصِّدِّيقَةُ الْمُصادِقَهْ (5)
__________
(1) مَعنى ما سبقَ من الأَبياتِ ؛ هُو : أنَّ ابنَ العربيّ قالَ : ( علومُ القُرآنِ خمسون وأربعمائة وسبعة آلاف وسبعون ألف علم (77450) على عدد كلم القرآن ، مضروبَة في أربعة إذ إنَّ لكُلِّ كلمةٍ ظَهراً وبَاطِناً وحدّاً مطلعا … ) .
(2) في ط : بسْفِره ] .
(3) أوَّل من ألَّفَ في علوم القرآنِ كَفَنٍّ مُستَقِلٍّ ؛ هو : محمَّدُ بن خَلَف بن المرزبان (ت : 309) وسمَّى كِتابَهُ : (الحاوي في علوم القُرآنِ) .
(4) المرقّش) الْمُزَوِّق المُزَخرِف ؛ كِنايَة علن تَتَبّعهِ وجَمعِهِ .
(5) أي عائشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا في وَصفِها لِكَيفِيَّةِ وَحْيِ جِبريلَ للنَّبِيِّ (صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) بِقَولِها : ( أَوَّلُ ما بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللهِ (صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) مِنَ ِالوَحْيِ : الرُّؤيا الصَّالِحَةُ ) . وفي روايَةٍ : ( الصَّادِقَةُ في الْمَنامِ ) رواهُ البُخاري ومُسلِم .(1/2)
والثَّانِي : إِلْهامُ الاله للنَّبِيْ ... دَليلُهُ : (وَأَجْمِلُوا في الطَّلَبِ) (1)
وَالثَّالِثُ : التَّكلِيمُ مِن وَرَاءِ ... حِجابٍ اكِّدْهُ بِلا مِراءِ
دَليلُهُ مُثْبَّتٌ بِالشُّورَى (2) ... كَيْلا يَضيعَ الحَقُّ أَو تَمُورا (3)
والرَّابِعُ : التَّكليمُ للرَّسُولِ ... مِن صَوبِ جِبريلَ بِلا نُكولِ
فَتارَةً صَلصَلَةً كالجَرَسِ ... بِلا حِجابٍ مانِعٍ أَو حَرَسِ
أَو : أَنْ يُكَلِّمَ النَّبِيْ كِفاحاً (4) ... جِبريلُ فافْهَمهُ تَنَلْ فَلاحا
وما مَضَى رَواهُما الشَّيخانِ ... كُفِيتَ عَنْ زِيادَةِ البَيَانِ
تَعريفُ القُرآنِ وأَسماؤُهُ
وَعَرَّفَ القُرآنَ جُلُّ النَّاسِ ... ما فِيهمُ مُغَفَّلٌ أَو ناسِيْ
بِأَنَّهُ : كَلامُ الرَّبِّ الْمُعجِزُ ... وَوحْيُهُ الْمُنَزَّلُ الْمُنَجَّزُ
على النَّبِيِّ أَحمَدِ الأَمينِ ... في الْمُصحَفِ الْمَكتوبِ والْمُبِينِ
تَواتَرَ النَّقلُ بِلا غَشاوَهْ ... ويُنْشِئُ التَّعَبُّدَ التِّلاوَهْ
__________
(1) يُشيرُ إِلَى حديثِ ابنِ مَسعودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الَّذي رواهُ الحاكِمُ وَغيرُهُ - : أَنَّ رَسولَ اللهِ (صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ : « إِنَّ رُوحَ القُدُسَ نَفَثَ في رَوعِيْ أَنَّ نَفساً لَن تَموتَ حتَّى تَستَكمِلَ رِزقَها ؛ أَلا فاتَّقُوا اللهَ وَأَجمِلُوا في الطَّلَبِ » .
(2) يُشيرُ إلى آيَةِ الشُّورَى ؛ وهِيَ قولُهُ عَزَّ وَجَلَّ : ? وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ? (الشُّورَى : 51) .
(3) قَولُهُ : (أو تَمُورَا) : كِنايَةً عَن كَثرَةِ الرُّجُوعِ وَالتَّرَدُّدِ لِمَعرِفَةِ الدَّليلِ .
(4) كِفاحاً) يَعني : مُباشَرَة دونَ واسِطَةٍ .(1/3)
أَسماؤُهُ : أَشهَرُها القُرْآنُ ... وهاكَذا الكِتابُ والفُرقانُ
وَقيلَ : بَل تَزيدُ عَن خَمسِينا ... بِخَمسَةٍ والسَّردُ لا يَعنِينَا
وَالبَعضُ : زَادَ فِيها ما يُريدُ ... فَتَبلُغُ التِّسعِينَ أَو يَزِيدُ
نُزُولُ القُرآنِ
وَإِن تُرِدْ مَعرِفَةَ النُّزولِ ... لِتَهتَدِي بِهِ إلى الوُصولِ
فَأَوَّلُ النُّزولِ كانَ جُمْلَهْ ... وَلْتَحْفَظَنْ أُخَيَّ هاذِي الْجُمْلَهْ
نُزولُهُ إلى سَماءِ الدُّنيا ... على الأَصَحِّ إِنْ تُرِدْ فَدِنْ يَا
خَلِيلِي بِالقَولِ على الأَساسِ ... فَالقَولُ قَولُ حِبْرِنا العَبَّاسِيْ (1)
وَهْوَ الَّذِي حَكَى بِهِ الجُمهُورُ ... لَهُ انتِشارٌ ولَهُ ظُهورُ
وَأَكَّدَ الْمَقُولَ مِن حيثُ الأَثَر ... مِثلُ السُّيُوطِيْ سابِقاً وابنِ حَجَر
والقُرطُبِيُّ قَد حَكَى الإِجماعَا ... ما أَطيَبَ النُّقولَ والسَّماعا
وثانِياً : مُنَزَّلٌ تَنْجِيما ... أُنبِيكَ عَنهُ باذِلاً عَلِيما
وأَصلُهُ في الُّلغَةِ : التَّفْرِيقُ ... فَخُذْ مِنَ الكَلامِ ما يَليقُ
وَفِي اصْطِلاحٍ : مُنْزَلٌ مُفَرَّقا ... حَسبَ الحُدوثِ تارَةً ومُطلَقَا
__________
(1) يُشيرُ إلى ما رواهُ [ النَّسائِي في السُّننِ الكُبرى 6/421 (بِرَقْمِ : 113) و ] الحاكمُ [ 2/242 ] والبيهَقِيُّ [ في (شُعَبِ الإيمانِ) 2/415 (بِرَقْمِ : 2249و2250) ] عَنِ ابْنِ عباس رضي الله عنهما قال : ( أنزلَ القرآنَ جُملةً واحدةً إلى السَّماءِ الدّنيا في ليلةِ القدرِ ، ثم أُنزلَ بعد ذالكَ بعشرينَ سنةٍ ) ثُمَّ قَرَأ : ? وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً ? (الفرقان : 33) ? وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً ? (الإسراء : 106) ) . [ قالَ الحاكِمُ : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الإسناد ولم يخرجاه ] .(1/4)
ومِنهُ ما يَكُونُ نَحوَ آيَةِ ... وَقَد تَزيدُ تارَةً في الغايَةِ
ورُبَّما بِسُورَةٍ تَماما ... كَـ(الفَاتِحَهْ) وَلتَسْمَعِ الكَلامَا
فِي (الكَوثَرِ) (النَّصرِ) كَذاكَ (النَّاسِ) ... وَفِي (الفَلَقْ) إِنْ كُنتَ ذَا مِراسِ
و(الْمُرسَلاتِ) (لَم يَكُن) و(تَبَّت) ... حَكَى السُّيُوطِيْ هاكَذا وثَبَّتْ
وحِكمَةُ التَّنجيمِ ما أَقُولُ ... لِيَثبُتَ النَّبِيُّ والرَّسُولُ
وَيَسهُلَ الحِفظُ على العِبادِ ... وَفَهمُهُ لِكَونِهِ كالزَّادِ
دَليلُنا بِسُورَةِ الفُرقانِ ... وسُورَةِ (الأَعلَى) الدَّليلُ الثَّانِي (1)
مَعرِفَةُ أَوَّلِ ما نَزَلَ وآخِرُ مَا نَزَلَ
أَوائِلُ النُّزولِ أَوْ أَواخِرُ ... مَعرِفَةٌ بِها الكَلامُ زاخِرُ
مُفيدَةٌ للشَّرخِ والشُّيُوخِ ... في العِلمِ بالنَّاسِخِ والْمَنسُوخِ
ويَستَفيدُ منهُما الْمُفَسِّرُ ... كَيْ يَستَقيمَ جُلُّ ما يُفَسِّرُ
وتُعرَفُ السَّيرَةُ الْمَغازِي ... مِن كُلِّ سابِرٍ لَها مُوازِي (2)
وَصِحَّةُ الجَميعِ للحَصيفِ ... مُقَيَّدٌ بِالنَّصِّ والتَّوقيفِ
والخُلفُ في أَوائِلِ النُّزولِ ... مُثَبَّتٌ بِالقَيدِ والنُّقُولُ
__________
(1) يُشيرُ في الدَّليلِ الأَوَّلِ إلى آيَةِ الفُرقانِ : ? وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً ? (الفرقان : 32) .
وفي الدَّليلِ الثَّانِي قَولهُ عَزَّ وَجَلَّ في سُورَةِ الأَعلى : ? سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى ? (الأعلى : 6) .
(2) الْمُوازاة) : هيَ المواجَهةُ والمُقابَلَةُ ؛ بمَعنى : أنَّ الذي يَسبِر السِّيرَة ويَتَتَبَّعها لا بُدَّ أن يكونَ مُواجهاً وحِذاءها يَسيرُ مَعَها .(1/5)
وَرَجِّحَ الجُمهورُ في التَّنْزيلِ ... (إِقْرَأْ) بِما يَبِينُ مِن دَليلِ (1)
وهاكَذا الخُلفُ على الأَواخِرِ ... مِن كُلِّ سابِقٍ مَضَى وَغابِرِ (2)
فَقَدِّمِ البَعضَ بِغَيرِ مَيْنِ ... بَعد الرِّبا وَقَبل آيِ الدَّيْنِ (3)
الْمَكِّي والْمَدَنِي
قُرآنُنا الْمَكِّيُّ ثُمَّ الْمَدَنِي ... مُرادُ ذَينِ ظاهرٌ للمُعتَنِي
وفي اختِلافِ ما هُوَ الْمُرادُ ... هلِ الْمَكانُ أَصلُهُ يُرادُ
أَو أَنَّ ما يُرادُ في الزَّمانِ ... دُونَ اعتِدادِ حالَةِ الْمَكانِ
وَبَعضُهُم يَقُولُ : إِنَّ الْمُعتَبَر ... بِحالَةِ الْمُخاطَبينَ في البَشَر
كَأَنْ يُنادَى بَعضُهُم بِـ(النَّاسِ) ... فَذاكَ لِلمَكِّيِّ مِن أساسِ
وبالَّذينَ آمَنُوا للمَدَنِيْ ... ورُجِّحَ الزَّمانُ عندَ الْمُتقِنِ
والأَصلُ في الزَّمانِ وَقتُ الهِجرَةِ ... عَلامَةً للفَرقِ عِندَ الكَثْرَةِ
وَحَدَّدُوا مِن سُوَرِ المَدينَهْ ... عِشرينَ سُورَةً لَنا مُبِينَهْ
كَـ(البَقَرَهْ) و(آلِ عِمرانَ) (النِّسا) ... و(المائِدَه) لِمَنْ وَعا وما أسَا
(أنفالِ) (تَوبَةٍ) كَذاكَ (النُّورِ) ... (مُحَمَّدٍ) (أَحزابٍ) مَعْ مُرورِ
بِـ(الفَتحِ) و(الحَديدِ) ثُمَّ (قَد سَمِعْ) ... وَ(لا تَقَدَّمُوا) (التَّحريمِ) فاسْتَمِعْ
__________
(1) أي رجَّحَ الجُمهورُ : أنَّ أوَّلَ ما نزلَ منَ القُرآنِ ؛ قوله عَزَّ وَجَلَّ : ? إقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ? (العَلَقَ : 1) .
(2) قولُهُ (غابر) ؛ هيَ من الأَضدادِ ، تأتي بمعنَى : بَقِي ، وبمعنى : مَضَى . والمرادُ هُنا الأَوَّلُ .
(3) أي : رجَّحَ جماعَةٌ أَنَّ آخِرَ ما نزلَ منَ القُرآنِ ؛ هي الآيَة التي في البَقرة بعدَ آيَة الرِّبا وقَبلَ آيَة الدَّينِ ؛ وهي قوله عَزَّ وَجَلَّ : ? وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ? (البقرة : 281) .(1/6)
(مُنافِقُون) (جُمعَةٍ) و(الحَشرِ) ... (طَلاقٍ) و(الْمُمتَحِنَهْ) و(النَّصرِ)
واختَلَفوا في عِدَّةٍ مِنَ السُّوَرْ ... تُعَدُّ جُملَةً على ثِنتَيْ عَشَرْ
كَـ(الفاتِحَهْ) و(الرَّعْدِ) و(الرَّحمانِ) ... و(الصَّفِّ) و(التَّطفيفِ) لِلْعَيانِ
(تَغابُنٍ) (بَيِّنَةٍ) بَعدَ (القَدرِ) ... (زَلزَلَةٍ) (إِخلاصٍ) يا مَن اقْتَدَرْ
ثُمَّ (الفَلَقْ) وَ(النَّاسِ) لِلخَبيرِ ... وكُلِّ حاذِقٍ بِهِ جَديرِ
وما عَدا ما قَد مَضَى مَكِّيُّ ... يُنبِيكَ عَنهُنَّ الفَتَى الذَّكِيُّ
ويُعرَفُ الجَميعُ بالنُّقولِ ... وبِالْقِياسِ مِن ذَوي الأُصولِ
أَسبابُ النُّزُولُ
تَكَلَّمَ الحُذَّاقُ بالإِسهابِ ... عَمَّا يَخُصُّ مَبحَثَ الأَسبابِ
وأَفرَدَ البَعضُ لَهُ كِتابا ... كَابْنِ المَدينِي سابِقاً مُثابا
وإن تُرِدْ أَنْ تَعلَمَ التَّعرِيْفا ... فَكُن لِما أَورَدْتُهُ عَرِيْفَا
فَهْوَ الَّذِي قَد أُنْزِلَ القُرْآنُ ... بِشأنِهِ فَحَسبُكَ البَيانُ
ويُعرَفُ النُّزولُ في الصَّحيحِ ... مِنَ الرِّواياتِ على التَّرجيحِ
والْخُلفُ في قَولِ الصَّحابِيِّ كَذا ... نُزولُها وُقُوعُها ثُمَّ إِذا
نَظَرتَ هَلْ جَرَى مقامَ الْمُسنَدِ ... أَو ليسَ دَاخِلاً بِهاذا الْمَقصِدِ
فالأَوَّلُ الْجُعْفِيُّ (1) قالَ مُسنَدُ ... وغَيْرُهُ يَقُولُ ليسَ يُسنَدُ
بِعَكسِ ما لَو بَيَّنَ النُّزولا ... وحَقَّقَ الأَسبابَ وَالفُصُولا
فَكُلُّهُم يَقُولُ ذاكَ مُسنَدُ ... حَكاهُما النّمَيْرِيُّ (2) الْمُسَدَّدُ
وما يَخُصُّ تابِعٍ فَقالوا ... بِأنء يَصِحَّ مُسنَداً مَقَالُ
وأَن يَكونَ مِن ذَوِي التَّفسِيرِ ... بِأَخذِهِ عَن صُحبَةِ البَشِيرِ
__________
(1) يَعنِي بِهِ محمد بن إسماعيل البُخاري الجُعفي ؛ صاحِب الصَّحيحِ .
(2) يَعني به شيخَ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السَّلام بن تيميَّة النميري .(1/7)
أَو يَعتَضِدْ بِآخَرٍ أَو مِثلِهِ ... حَكَى السُّيُوطِيْ هاكَذا بِنَقْلِهِ
حُفَّاظُ القُرآنِ مِنَ الصَّحابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم
وأوجَبوا أنْ يحفظَ القرآنَ ... كِفايَةً لِيظهرَ البُرهانَ
ويُقتَدى بالْمُصطَفَى المُختارِ ... لِكَونِهِ حافِظَ قَولِ الباري
وقد حذاهُ ثُلةٌ صَحابَهْ ... ذَووا عُقولٍ وذَووا نَجابَهْ
واستَشكَلَ الحُذَّاقُ ما رَواهُ ... لَنا البُخاريْ مُسنَدٌ نَراهُ
فَعَدَّ حافِظَ الكتابَ مِنهُمُ ... فَهاكهم مُقيَّدينَ مَن هُمُ
أُبَيُّهم وزَيدُهُمْ وسالِمُ ... مَسعُودُهُم مُفَسِّرٌ وعالِمُ
مُعاذُهمْ وقُل أَبُو الدَّرداءِ ... وابنُ السَّكَنْ كُفيتَ عَن عناءِ
وَحَرَّروا جوابَ ذا الإِشكالِ ... بِأوجُهٍ تَطولُ باستِرسالِ
أَشهَرُها ألاَّ تُفيدَ الحَصرا ... وجُملَةُ الْمُحَقِّقينَ أَدرَى
كُتَّابُ الْوَحْيِ
والوَحيُ قد كانَ لهُ كُتَّابُ ... أُبَيٌّ والأربَعَةُ الأَحبابُ (1)
وزَيدُ والزُّبَيْرُ والْمُغيرَه ... حَنظَلَةٌ وخالِدُ العَشِيرَهْ (2)
مُعلوِيَهْ وعامِرٌ يَزيدُ ... وَعَمْرٌو ثُمَّ ثابتٌ وِزِيدُوا (3)
جَمعُ القُرآنِ الكَريمِ
وأَشهَرُ الجَمعِ على التَّحقيقِ ... في عصرِ ذا الخليفةِ الصِّدِّيقِ
مُسَمِّياً بالْمُصحَفِ الشَّهيرِ ... مِن دونِ مُنكَرٍ وَلا نَكِيرِ
وبَعده عُثمانُ يا رَشيدُ ... ونسخُهُ لِحَرفِهِ جَديدُ
لِقَولِ ناصِحٍ بِلا تَوانِ ... حُذَيفَةَ بنِ ذالكَ اليَمانِ
__________
(1) يَعني : أُبَيُّ بنُ كَعبٍ ، والخُلفاءُ الأربعة الرَّاشدين .
(2) يعني : زيد بن ثابِت والزبير بن العوَّام والمغيرة بن شُعبة وحنظَلَة بن الربيع وخالد بن الوليد .
(3) يعني : معاوية بن أبي سفيان وعامر بن فهيرة ويزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وثابت بن قيس .
قوله (وزيدوا) أي أنهم يزيدون عن ذلك العدد .(1/8)
الأَحرُفُ السَّبْعَةُ
روى البُخاريْ مُسنَداً ومُسلِمُ ... دليلَ مَنْ يَقولُ وهْوَ يُعلِمُ
بِأَنَّ في القُرآنِ للمُستَعرِفِ ... لِسَبعَةٍ مَوسُومَةً بالأَحرُفِ
وقد حكَى أبو عبيدٍ ناشِرا ... بِأنَّها بالِغَةٌ تَواتِرا (1)
والخُلفُ في معنى المرادِ قائمُ ... تكِلُّ عندَ نَظمهِ العَزائِمُ
وأَقرَبُ الأَقوالُ في الْمُرادِ ... وهْوَ الَّذي قريبُ الاعتِمادِ
بأنَّهُ سَبعُ لُغاتٍ فيهِ ... ووحِّدِ المَعنى وقدْ يليهِ
مقالُ مَن يقولُ بل معانيْ ... تَفَرَّقَت لأَجلِها الْمَبانِي
فالأوَّلُ الصّحيحُ وهْوَ الأَظهَرُ ... قد قرَّرَ الدَّليلَ فيهِ الأكثَرُ
وإن تُرِد زيادَة التَّحريرِ ... تجدْهُ في التَّفسيرِ للجَريرِ (2)
وإن تَشأ مَعرِفَةَ القُرَّاءِ ... فابنُ العَلاءِ ثُمَّةَ الكَسائِيْ (3)
وحَمزَةٌ واليَحصَبِيْ وعاصِمُ ... ونافِعٌ وابن كَثيرٍ عالِمُ (4)
وبعضُهم يزيدُ فوقَ السَّبعَةِ ... ثلاثة من جُملةِ الأئمَّةِ
فهاكهم : يَزيدُ يتلوهُ خَلَف ... وهاكذا يعقوبُ مِمَّن قد سَلَف (5)
وقُل شُذوذٌ غيرُ تلكَ العَشرِ ... لِما أتى مُبَيِّناً في النَّشرِ
ومَنشَؤُ اختِلافِهِم تَنَوَّعَا ... وإِنَّهُ لَظاهِرٌ لِمَن وعَى
كالْمَدِّ والإِدغامِ والأَداءِ ... والقَصرِ والإِظهارِ للقُرَّاءِ
__________
(1) قوله : (أبو عبيدة) هوَ القاسم بن سلاَّم المشهور .
(2) يعني ابنُ جريرٍ الطَّبَرِي في تَفسيرِهِ .
(3) يعني أبا عمرو زبّان بن العلاء المازني البصري ، وأبا الحسن علي بن حمزة الكسائي .
(4) يعني : أبا عمرة حمزة بن حبيب الزّيَّات الكوفي ، وأبا عمران عبد الله بن يزيد بن تَميم اليحصبي إمام أهل الشَّام ، وعاصم بن أبي النُّجود الكوفي ، وأبا نعيم نافع بن عبد الرحمن المدني ، وأبا معبد عبد الله بن كثير بن عَمرو الداري شيخ القُرَّاء بمكَّةَ .
(5) يعني : أبا جعفر يزيد بن القعقاع المدني ، وخلف بن هشام ، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي .(1/9)
سُوَرُ القُرآنِ وآياتُهُ
وقِسمَةُ القُرآنِ مِن حيثُ السُّوَرْ ... مَزِيَّةٌ مَعلومَةٌ لِمَن سَبَر
أربَعَةٌ معْ مائةٍ وعَشرَةِ ... عِدادُ ما يُحَدُّ باسمِ سُورَةِ
وقَسَّموا التَّسويرَ في القُرآنِ ... سَبعاً طِولاً والْمئينَ الثَّانِي
ثُمَّ الْمَثانِي بَعدَها الْمُفَصَّلُ ... وهاكذا الأَخيرُ فيه فَصَّلوا
والأصلُ في التَّرتيبِ كانَ الْخُلفُ ... وثَلِّثِ الأقوالَ حيثُ الإِلفُ
ورجِّحَنْ تَرتيبَهُ التَّوقِيفِي ... وهْوَ اختِيارُ الحافِظِ الحَصيفِ (1)
وأجمَعوا في عِدَّةِ الآياتِ ... عَن سِتَّةِ الآلافِ ثُمَّ يَاْتِيْ
مِنَ المئينَ بَعدها اثنَتانِ ... وأجمَعوا في الآيِ للقُرآنِ
بِأنَّهُ التَّوقيفُ للتَّرتيبِ ... مِن دونِ شَكٍّ ظاهرٍ مُريبِ
الْمُحكَمُ وَالْمُتَشابِهُ فِي القُرْآنِ
وفي الكتابِ ما يُقالُ : مُحكَمُ ... أو قُل بِهِ تَشابُهٌ لا يُعلَمُ
وفيهِ آيٌ قد تدلُّ أَنَّما ... كلُّ الذي بهِ يكون مُحكما
دليلُ هاذا آيَةٌ مِن هُودِ (2) ... عليكَ باستِذكارِهِ المَعهودِ
بَل فيهِ آي ثُمةَ احتجوا بها ... فضمَّنوا جميعَهُ التَّشابُها
دليلهُ مِن قولِ خلاَّقِ البَشَر ... ما قد أتى بسُورةٍ وهْيَ الزُّمَر (3)
__________
(1) يعني : الحافظ ابن حجرٍ رحمهُ اللهِ .
(2) وهي قوله عَزَّ وَجَلَّ : ? كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ? (هود : 1) .
(3) وهي قوله عَزَّ وَجَلَّ : ? اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ? (الزمر : 23) .(1/10)
وفيه آيٌ تجمعُ القِسمينِ ... بِآلِ عِمرانَ الدّليل العَينِي (1)
والحقُّ أنَّ الكُلَّ لا يُعارَضُ ... والجَمعُ خيرُ ما يكونُ يُعرَضُ
فالكُلُّ فيه مُحكمُ الإِتقانِ ... فصاحةً بالَّلفظِ والمعاني
وَالكُلُّ يُبدي تارَةً تَشابُها ... مِثلُ الَّتِي لِمُحكَمٍ قُلنا بِها
أمَّا الذي يَحوي كِلا الأَمرَينِ ... فَهْوَ اختِلافٌ جاءَ في القَولَينِ
عَن قَولِهِ سُبحانه ? والرَّاسِخُون ? ... فالجُلُّ قالَ : الواو فيه قد تكون
موضوعَةً في مَوقِعِ استِئنافِ ... عليهِ فالتَّوجيهِ غيرُ خافِ
والبَعضُ قال : الواوُ أصلاً عاطِفَهْ ... قَد يعلَمُ التَّأويلَ نَفسٌ عارِفَهْ
الْمُتَاشابِهُ فِي آياتِ الصِّفاتِ
وحَقِّقِ الْمَقُولَ في الصِّفاتِ ... فإنَّما التَّفصيلُ فيهِ يَاْتِي
أَطلِقْ تَشابُهاً على الكَيْفِيَّةِ ... ولْتَعلَمِ الْمَعنَى بِلا بِدعِيَّةِ
كَقَولِ مالكٍ في الاستِواءِ ... وهاكَذا فَقِسْ على السَّواءِ (2)
الإِعْجازُ فِي القُرآنِ
أُنْبِيكَ ماذا قِيلَ في الإِعجازِ ... في جُملَةِ القُرآنِ بالإِيجازِ
تَنَوَّعَت أَقوالُهُم في أوجُهِ ... إعجازِهِ والحَقُّ للمُستَنبِهِ
__________
(1) يعني قوله عَزَّ وَجَلَّ : ? هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ? (آل عمران : 7) .
(2) يُشيرُ إلى قول الإمام مالك بن أنسٍ - رحمه الله - في الاستواءِ : ( الاستواء معلوم ، والكيف مجهول ، والسؤال عنه بدعة ) .(1/11)
أَنَّ القُرَانَ مُعجِزٌ بِكُلِّهِ ... بِلَفظِهِ وشَرعِهِ وعِلمِهِ
وتَعجَزُ العُقولُ عَن مِثالِهِ ... وسُورَةٍ والعَشرِ مِن مَقالِهِ
أَمثالُ القُرآنِ
تَشبيهُ شيءٍ بالذي في حكمِهِ ... فَهْوَ المثالُ ولتَنل مِن عِلمهِ
وثَلِّثِ الأنواعَ للأَمثالِ ... وهاكها مذكورةً كالتَّالِي :
فالأَوَّلُ : الأَمثالُ بالتَّصريحِ ... للمَدحِ والتَّذكيرِ والتَّجريحِ (1)
ثمَّ التي يدعونها بالكامِنَه ... وهْيَ التي تُحْيِي النّفوسَ الآمِنَهْ (2)
والثَّالثُ : الأمثالُ هْيَ الْمُرسَلَهْ ... من غير تصريحٍ بلَفظٍ أو صِلَهْ (3)
__________
(1) النوع الأول : الأمثال المصرّحة : وهي ما صرّح فيها بلفظ المثال ، أو ما يدل على التشبيه ، وهي كثيرة في القرآن ، كقوله عَزَّ وَجَلَّ : ? مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ ? (البقرة : 17) .
(2) النّوع الثّاني : الأمثال الكامنة : وهي التي لم يصرّح بلفظ التمثيل ، ولكنها تدل على معان جميلة في إيجاز ؛ مثل قوله عَزَّ وَجَلَّ : ? وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً ? (الفرقان : 67) .
(3) النوع الثالث : الأمثال المرسلة : وهي جمل أرسلت إرسالا من غير تصريح بلفظ التشبيه ؛ مثالهُ :
قوله عَزَّ وَجَلَّ : ? ) قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ ? (يوسف : من الآية41) .
وقوله عَزَّ وَجَلَّ : ? ) أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ? (هود : من الآية81) .
وقوله عَزَّ وَجَلَّ : ? )كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ? (المدثر : 38) .(1/12)
أَقْسَامُ القُرْآنِ
وإن تُردْ أن تَعرِفَ الأَقساما ... كَيلا تكونَ جاهِلاً مُلاما
فَهْيَ التي تُرادُ باليَمينِ ... وصِيغَةُ اليَمينِ في الْمُبين
بالفِعلِ ثُمَّ مُقسَمٍ عليهِ ... ومُقسَمٍ بهِ أَضِف إليهِ (1)
تعدَّى الفعل له بالباءِ ... كُفيت بالنّظم عَنِ العَناءِ
ومُقسَمٌ بهِ مِنَ القُرَانِ ... فإنَّهُ مُنَوَّعُ البَيانِ
كَأَنْ يَكونَ مُقسِماً بِذاتِهِ ... أَو مُقسِماً بِبعضِ مَخلُوقاتِهِ
فمَرَّةً يكونُ منهُ مُظهَرا ... وتارَةً يكونُ فيهِ مُضمَرا (2)
__________
(1) أي أجزاءُ صيغَةِ القَسَمِ ؛ ثَلاثَةٌ : 1- المُقسم به 2- المُقسم عليه 3- الفِعل الذي يتعدَّى بالباءِ .
(2) القَسَم : إمَّا ظاهر وإما مُضمَر .
فالظاهرُ : هو ما صُرِّحَ فيه بفعل القسم وصُرِّحَ فيه بالمُقسم به ، ومنه حذف فيه فعل القَسَم .
والمُضمَرُ : هو ما لم يصرِّح فيه بفعل القسم ولا بالمقسم به ، وإنما دلَّ عليه الَّلام المؤكَّدة التي تدخل على جوابِ القَسم ؛ كقوله عَزَّ وَجَلَّ : ? لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ? (آل عمران : من الآية186) .(/)
أُصولُ التَّفسيرِ
مَن يطلُبُ التَّعريفَ ليسَ يتعَبُ ... لأَنَّه الْمَعنَى الَّذي يُرَكَّبُ
فالأَصلُ : ما يُبنَى عليهِ الغَيرُ ... فاحفَظهُ يا نَجيبُ فَهْوَ خَيرُ
وَعَرَّفُوا الْمُرادَ بالتَّفسيرِ : ... بالكَشفِ والتَّبيينِ والتَّنويرِ
وقيلَ بالتَّأويلِ في التَّرادُفِ ... وهْوَ الذي له اختياراً قد قُفِي
وجُملَةُ التَّعريفِ بالتَّركيبِ ... مَعلومَةٌ للنَّاظِرِ الَّلبيبِ
وَهْوَ : القَواعِدُ التي تكونُ ... مُعَوَّلَ التَّفسيرِ لا ظُنونُ
لأَجلِ أَن يُصَحِّحَ التَّفسيرُ ... ويَبعُدَ التَّحريفُ والتَّقصيرُ
مَصادِرُ التَّفسيرِ وأَنواعُهُ
مَصادِرُ التَّفسيرِ للعَيانِ ... ما كانَ بِالْمأثورِ والبُرهانِ
والأَخذُ بالمأثورِ فيه أصلُ ... بِشَرطِ أن يَصِحَّ فيه النَّقلُ
أنواعُهُ تكونُ من ثَلاثَه ... مَشهورَةٌ بالنَّقلِ والوِراثَه
فخَيرُ ما يُفَسَّرُ القرآنُ ... بِمِثلِهِ لِيَبدُوَ البَيانُ(1/13)
ثم الذي يُفَسِّرُ الرَّسولُ ... لِيَسهُلَ الطَّريقُ والوُصولُ
ثم الذي أتى عنِ الصَّحابَةِ ... أُولِيْ النُّهَى والفَهمِ والنَّجابَةِ
وثَانِيَ الْمصادرِ التلاد ... وهْوَ الذي يكونُ باجتِهادِ
وربّما يدعونهُ بالرَّأْيِّ ... وإن تُرِد فخُذ هُديتَ رَأيِي
إن كانَ ذا الرَّأيُ على الأصولِ ... فإنَّهُ المحمودُ للفُحولِ
وإن يكُن بالرَّأيِ ذلكَ العِمِّيْ ... فإنَّهُ المَذمومُ كُلَّ الذَّمِّ
شُروطُ الْمُفَسِّرِ
وجُملَةُ الشُّروطِ للمُفَسِّرِ ... أَن يَعلَمَ التَّوحيدَ للتَّبَصُّرِ
وَلْيَتَّقِ التَّحريفَ فيهِ والْهَوى ... ومَن يَكُنْ مُحَرِّفاً فقَد هَوى
ولْيَعلَمِ التَّفسيرَ والأُصولا ... وجُملَةَ الحديثِ والنُّقولا
وأَن يُجيدَ النَّحوَ والِّلغاتِ ... يُمَيِّزُ الَّلذين ثمَّ الَّلاتِي
ويَنبَغي أن يَلزَمَ الآدابا ... بِكَونِها للطَّالبينَ بابا
فَلْيُخلِصَنَّ عامِلاً خَليقا ... وَلْيَنصَحِ العَدُوَّ والصَّديقا
أَسبابُ الاختِلافِ في التَّفسيرِ
وجُملَةُ الأسبابِ في الخِلافِ ... مَبذولَةٌ تُعَدُّ للمُوافِي
مِثلُ القِراءَاتِ إذا تَعَدَّدَت ... وأوجُهِ الإِعرابِ إِن تَرَدَّدَت
ولاِحتِمالِ الَّلفظِ في مُرادِهِ ... بِجُملَةِ المعاني لاِعتِدادِهِ
وهاكذا الإِطلاقُ والتَّقييدُ ... وَبُلْغَةِ الدَّليلِ ذا أَكيدُ
والنَّسخُ والإِحكامُ والإِظهارُ ... حيثُ المُرادُ ثُمَّةَ الإِضمارُ
كَذا الخٌصوصُ بعدَهُ العُمومُ ... كَي تَكمُلَ الأَسبابُ والفُهومُ
أَسَاليبُ التَّفسيرِ
تَعَدَّدَ التَّفسيرُ بالأُسلوبِ ... فالأَوَّلُ التَّحليلُ للمَطلوبِ (1)
وبَعدَهُ التَّفسيرُ بالإِجمالِ (2)... والثَّالِثُ الْمُقارَنُ الْمِثالِي
__________
(1) الأسلوبُ الأَوَّلُ :
التفسيرُ التَّحليلِي : وهو الأسلوب الذي يتتبَّع فيه المفسّر الآياتَ حسبَ ترتيبها في المُصحَفِ ، ويُبيّن ما يتعلّق بكلّ آيةٍ من معاني ألفاظها ونحو ذالك .
(2) الأسلوبُ الثَّاني :
التفسير الإجمالي : وهو الذي يعتمد فيه المفسّر على الآيات القُرآنيّة حسب ترتيبها في المصحفِ يتناول تفسير معانيها إجمالا مبرزاً مقاصدها وما شابه ذالك .(1/14)
والرّابعُ : التفسيرُ بالْمَوضوعِ (1) ... ورُبَّما التَّنويعُ فيه رُوعِي (2)
الْخِتامُ
وفي الخِتامِ : أَفضَلُ السَّلامِ ... على النَّبِيِّ الخاتَمِ الإِمامِ
وآلِهِ وصَحبِهِ الأَخيارِ ... وتابِعٍ على ا الطَّريقش سارِي
بالِغَةً أبياتُها اثنتينِ ... مِنَ الْمِئاتِ ددافِعاً للمَينِ (3)
__________
(1) الأسلوب الرابع :
التفسير الموضوعي : وهو ما كان متعلّقاً بتفسير الآياتِ التي تتحدّث عن موضوعٍ واحدٍ .
(2) ويُراعى في هذا الأسلوب : أنَّ أنواعُه ثلاثة :
1- تتبّع كلمة من كلمات القرآن ، وجمع ما ورد فيها من آيات أو من مشتقّاتها ، ثم يقوم المفسّر بتفسيرها واستنباطِ دلالالتها واستعمالات القرآن الكريم لها .
2- جمع الآياتِ القرآنية التي تتناول قضيّة واحدة بأساليب مختلفة عرضا وتحليلاومناقشة وتعليقاً ، وبيان حكم القرآن فيها .
3- تحديد الموضوع الذي تتناوله سورة قرآنية واحدة ثم دراسة هاذا الموضوع من خلال تلك السورة وحدها .
(3) يعني أنَّ ععد أبيات هاذه المنظومة : مائتا بيتٍ .
قولهُ : (دافِعاً للْمَيْنِ) أَي : سادّاً ذريعَةَ الخَطَإِ أو الشَّكِّ في عدَّة هاذه الأبياتِ بذكرِ العددِ صراحَة في آخرِ بيتٍ فيها .(1/15)
الوصولُ إلى نظمِ علمِ الأُصولِ (1)
للشَّيخِ الدّكتورِ : حَاكِم المطيري
- حَفِظَهُ اللهُ -
__________
(1) مِن كِتابِ (روائِعِ المُتونِ وَبَدائِعِ الفُنونِ) للشَّيخِ الدّكتورِ : حَاكِم المطيري - حَفِظَهُ اللهُ - . ط : دار البَشائِرِ الإِسلامِيَّة ط1 1425-2004 .(1/1)
المقدمة
الحمد لله على الوصول ... إلى تهذيب النظم في الأصول
وهي هنا الأدلةُ الكليَّهْ ... للفقه لا الأدلة الجزئيَّة
ويكف يُستفاد منها الحكمُ ... والجمع بينها وقيل العلمُ
وهي كتابٌ سنةٌ فالشرعُ ... هما وما سواهما فالفرعُ
إذا الإجماع راجعٌ إليها ... كما القياس قائم عليها
والأصل في الأصل هو الأساسُ ... والنصُّ والحكمُ أو القياسُ
والفقه حَدَّا فهمُ الحكم الشرعيْ ... العمليِّ بالدليل الفرعي
أو الأحكامُ ذاتها الشرعيهْ ... تؤخذ من أدلة فرعية
(الباب الأول : في الأدلة)
وأول الأدلة القرآنُ ... هو الهُدى والنور والبيانُ
وهو حقيقةٌ كلامُ اللهِ ... لفظاً ومعنًى دونما اشتاهِ
أنزله على النبي المصطفى ... فقام بالتبليغ عنه وكفى
حتى قضى الأعرابُ بالإعجازِ ... له وبالبيان والإيجازِ
إعجازه كما أتى في نظمه ... قد جاء في تشريعه وحكمهِ
ففيه محكمات هنَّ الأمُّ ... لما تشابهت فيه تؤُمُّ
فهي بيان المشكلات فيهِ ... واضحةٌ للراسخ الفقيهِ
فليس في القرآن ما لا يُعلمُ ... وليس في معناه ما لا يُفهمُ
فيُفهمُ القرآن بالقرآنِ ... وجاءت السنّة للبيانِ
وسنّةُ النبيِّ ذاك قولُهُ ... ومثلُه تقريره وفعلُهُ
فالقول في التشريع كالقرآنِ ... دلالة وجاء للتبيان
لما أتى من مجمل الكتاب ... فهو كمثله في هذا الباب
وفعله إن كان للبيان ... لما أتى من مجمل القرآن
فمثله في حكمه كـ { صلِّ } ... ومثله (صلوا كما أصلِّ)
فواجبٌ إن كان فيما قد وَجَبْ ... ومستحبٌ في الذي قد استحَبْ
ومطلق الأفعال للمندوبِ ... في الأصل جاءت ليس للوجوبِ
إذ أنه هو النبي الأسوهْ ... للمؤمنين كلهم والقدوَهْ(1/1)
إلاَّ إذا دلَّ عليها نصُّ ... بأنها للمصطفى تخصُّ
أو لم يكن سبيلها العبادهْ ... ولا التشريع إنما للعادهْ
أو كان مجبولاً عليها المصطفى ... فهي مباحة لمن له اقتفى
كذلك التقرير بعد علمِه ... كفعله أو قوله في حكمهِ
وإن تعارضت هنا الأفعالُ ... مع الأقوال ترجح الأقوالُ
وما تواترت من الأخبارِ ... أفادت العلم بالاضطرارِ
وما رُوي من الآحاد واشتهرْ ... أفاد العلم بالاضطرار
كذاك ما احتفت به القرائنُ ... فهذا ما أفاد الرأي البائنُ
وما سواها راجح في الظنَّ ... إن صح عند علماء الفنِّ
وأوجبوا بما قد صح العملا ... واختلفوا إن كان جاء كمرسلِ
ومرسل يشمل ما لم يوصلِ ... إسناده فمعضل كمرسلِ
وكلهم يعمل بالضعيف ... عند اضطرار في القول الحصيفِ
إلا المترك فالجميع أهملا ... والشاذ والمنكر والمعلَّلا
والرواي أدرى دائماً بما روى ... ما لم يخالف فيه ما النص حوى
فإن يخالف ههنا الرواية ... فنصها الراجح في الدارية
وثالثُ الأدلةِ الإجماعُ ... يلزم للقطعيِّ الاتباعُ
وهو اتفاقُ علماء الأمة ... على قضية أتت مُلِمَّهْ
بعد النبي بدليل شرعيْ ... ظنيِّ في ثبوته أو قطعيْ
وحجةٌ ظنيةٌ سكوتُ ... عن قولٍ بعد علمٍ ، والصموتُ
لغير خوف طارئ إليهمْ ... ولا تحرِّ واجب عليهمْ
كذا اتفاق الراشدين حُجّهْ ... فالخلفاء هديهم محجّهْ
وخصّ ما قد سنّه أبو بكرْ ... وسنّه موافقاً له عمرْ
إذا أنه مظنّة الإجماعِ ... قبل افتراق الصحب في الأصقاع
وحُجَّةٌ إجماعُ أهل البيت ... من عرفوا بفقههم والصيتِ
وشرطه ثبوت الاتقافِ ... من الجميع دونما افتراق
إذ يستحيل الهجر للكتابِ ... من كلهم عند ذوي الألبابِ
إذ صح (لن يفترقا) هنا أَبَدْ ... إلى ورود الحوض فيما قد وَرَدْ
وقول صاحب بلا خلافِ ... له من الباقي فرأي كافِ
وما أتى فيه الخلافُ عنهُمُ ... فالحقُّ لا يخرج قطعاً منهُمُ
فواجبٌ هنا اتباع الراجح ... دون سواه بالدليل الواضح(1/2)
وإلاَّ جاز تقليد الجميع ... والاقتداءُ بالهدى الرفيع
ثُمَّ القياس رابعُ الأدلةَ ... إلحاقُ فرعٍ أصلَه للعلّهْ
في الحكم إما بقياس العلّةِ ... والشَّبَهِ وإمَّا بالدلالة
أما القياس مع نفي الفرْقِ ... بمعنى النص من دليل النطقِ
فالأول العلة فيه أوجبتْ ... حكماً فلا يثبت إن تخلفتْ
نُصَّ على تعليله كالسُّكْرِ ... في كونه علةَ حظرِ الخمرِ
والثاني ما تردد الفرع به ... بين الأصلين لنزوع الشَّبَه
عليها نصٌّ إنما تستنبطُ ... بالاجتهاد علَّةَ وتٌربطُ
والعلة الوصف الذي يلائمُ ... تشريع الحكم وله يلازمُ
تكون وصفاً ظاهراً منضبطاً ... مناسباً منصوصاً أو مستنبطا
والحكمة المصلحة الشرعيهْ ... وغاية المشرع المرعية
فالسكرُ علّةٌ لحظر الخمرِ ... وحفظُ العقل حكمةٌ للحظر
وشرطُ علةٍ هنا أن تطرِدْ ... إلاَّ لمانع أو شرطٍ قد فُقِدْ
ولا قياس إلاَّ في المعقولِ ... معنّى بلا اختصاص بالرسول
وكل ما عارض نصَّا كاسدُ ... في الاعتبار وقياسٌ فاسدُ
وتدرك العلَّة بالإجماعِ ... عليها والنصِّ على أنواعِ
صريح بالتعليل بالمعروفِ ... وضعاً من الألفاظ والحروفِ
كمثل قوله (من أجل هذا) ... كذا (بذا) ومثله (لهذا)
والثاني بالإيماء لا بالحرفِ ... مثل اقتران حكمه بالوصفِ
بحيث لو أُهدر ذا التنبيهُ ... لعدّه معيباَ التنبيهُ
ثم اقترانه أتى بالفاءِ ... وترتيب الحكم على الجزاءِ
وكونه مناسباً للربطِ ... منتظم السياق مع ذا الشرطِ
وثالث المدارك المناسبهْ ... إخالةُ الوصف الذي قد ناسبهُ
إن جاء في النص بوصف صالح ... للحكم سالماً من القوادحِ
وقد يسمَّى تخريج المناطِ ... أي استخراجها بالاستنباطِ
وأما تنقيح المناط المجدي ... تخليصها من كل وصف طردي
بجمع الأوصاف هنا بالحصرِ ... ثم الإبطال عن طريق السبرِ
لكل وصف لا يسوغ علّهْ ... للحكم حسب ترجح الأدلهْ
وأما تحقيق المناط فالنظرْ ... في الفرع هل تحققت ليعتبرْ(1/3)
وقد يراد تنزيل النصوصِ ... في واقع على وجه الخصوص
كمثل تقدير جزا المصيود ... أو تالفٍ أو تعديل الشهودِ
والوصف قد أتى هنا معلَّلا ... به وجاء مهملاً ومرسلا
لم يشهد الشارع باعتبارِ ... له في غيره ولا إهدارِ
وإنما الأوصاف فيه مرسلهْ ... تناسب الأحكام لا معللهْ
فهذه المصالحُ المرسلةُ ... تراعى في أحكامها المصلحةُ
بشرط كونها هنا محققهْ ... وعامة معقولة ومطلقهْ
وأجمعوا على سد الذريعةِ ... إلى المحرمات في الشريعةِ
فيُحظر المباحُ فيها دفعا ... للضرر أو المحظور شرعا
والعرف أيضاً حجةٌ شرعيهْ ... إذ أنه مصلحةٌ مرعيهْ
إذ لا يعتاد المسلمون إلاَّ ... ما كان فيه صالح تجلَّى
بشرط الاطراد والوجودِ ... مقارناً لم يُنقض في العقودِ
ولم يُعارض لدليل قطعيْ ... من النصوص وأصول الشرعِ
وخصصوا بالعرف للعموم ... مقارناً للنص والمفهومِ
وشرع غيرنا إن كان قد ورَدْ ... في شرعنا مسكوتاً عنه لم يُرَدْ
والاستحسان ههنا العدولُ ... بالحكم عما تقتضي الأصولُ
كالنصّ والقياس والقواعدِ ... إلى دليل راجح أو شاهدِ
والاستصحاب ذاك الاستمرارُ ... بالعمل الأصليِّ والإقرارُ
بالحكم في إبقاء أمر حاضرِ ... إن لم يزل موجوداً لم يُغَيَّرِ
كذلك الحكم على المعدومِ ... بالعُدْم في الأمر الجليْ المعلومِ
وصحب الأحكام هنا الشرعيةِ ... والحكم بالبراءة الأصليةِ
وترك ما كان على ما كانا ... في كل شيء واقدر الزمانا
ولا تزول أحكام اليقينِ ... إلاَّ بأمر قاطع مبينِ
فهذه أدلة الأحكامِ ... ومصدر الأئمة الأعلامِ(1/4)
(الباب الثاني : في الحكم والحاكم والمحكوم)
والحاكم الله وليس العقلُ ... وما على الرسول إلاَّ النقلُ
وإنما قد تدرك العقولُ ... الحُسنَ والحقَّ فذا المعقولُ
ولا تكليف في فعل مجهولِ ... أو غير مقدور أو مستحيلِ
والشرط في المكلف الأهليهْ ... بلوغه والقدرة العقليهْ
وحكم الشرع ذا خطاب اللهِ ... إلى مكلفي عباد اللهِ
على سبيل الاقتضا والوضع ... فهذا جعليٌّ وذاك شرعي
وخمسة أحكامه الشرعيهْ ... وسبعة أحكامه الوضعية
فواجبٌ إباحةٌ حرامُ ... ندبٌ كراهةٌ فذي الأحكامُ
فأول الخمسة ذاك الواجبُ ... وبعده الذي إليه يُندبُ
فالواجب المأمورُ فيه مُلزَمُ ... بفعله والندب ليس يلزَمُ
والواجبُ الفرضُ على نوعينِ ... فرضِ كفايةٍ وفرضِ عينِ
مضيَّقٍ أو واسعٍ وواجبٍ ... مُخيَّرٍ به وفرضٍ راتبٍ
أما الحرام ما أتى بالجزمِ ... على العباد تركُه والعزمِ
ثم المكروه تركه مطلوبُ ... بلا إلزام عكسه المندوبُ
أما المباح ما تساوى مطلقاً ... فعلٌ وتركٌ عند من قد أطلقا
وحكم الوضعِ وهو جعل الشارعِ ... شيئاً كشرطٍ لازمٍ أو مانعِ
أو سببٍ أو وصفهِ بالصحةِ ... والضدِّ والرخصةِ والعزيمةِ
فالشرط ما يلزم عند عُدْمِهِ ... عُدْمٌ كعكس مانع في حكمهِ
إذا بوجود المانع الحكم امتنعْ ... كمنع وارث إذ القتل وقعْ
والسبب الذي به الحكم يقعْ ... عند وجوده بالعُدْم ارتفعْ
بجعل أمر سبباً لأمرِ ... كشرع الحد عند شرب الخمرِ
وصحة العبادة الإجزاءُ ... لا يجب من بعدها القضاءُ
فواجب إن كانت العبادةُ ... فاسدةً في شرعنا الإعادةُ
وهي هنا في وقتها أداءُ ... وبعد فوت وقتها قضاءُ
وصحة تجعل للعقودِ ... وصفاً لدى ترتب المقصودِ
فلازمٌ بعد صحيح البيعِ ... نفوذه بتسليم المبيعِ
إذ لازم ترتُّب المشروط ... عند وجود الركن والشروطِ
والحكم إن تخلفت أركانُ ... أو سببٌ أو شرطٌ البطلانُ
وعكس صحة هنا قولانِ ... فساد أو بطلانها رأيانِ
ومحكم أصليٌّ ذا عزيمهْ ... وما عداه رخصةٌ رحيمهْ
ما كان تخفيفاً خلاف الأصلِ ... لدفع عسر طارئٍ في الفعلِ
كمرضٍ أو كِبَرٍ أو كمطَرْ ... ونحوه ومثل خوفٍ وسفَرْ(1/5)
(باب دلالات الألفاظ)
والأصل في تباين الأحكامِ ... اختلافٌ في دلالة الكلامِ
إذ الألفاظ منها ما ترادفا ... معنًى ومنها ما أتى مختلفاَ
بالاشتراك لفظهما توحَّدا ... وأما معناها فقد تعدَّدا
مشككٌ تفاوتت فيه الصورْ ... وما تواطا فالتساوي قد ظهرْ
حقيقةٌ تفاوتت فيه الصورْ ... وما تواطا فالتساوي قد ظهرْ
واللفظ في معناه إما مجملُ ... أو ظاهرٌ أو نصٌّ أو مؤولُ
فمجمل ما احتاج للبيانِ ... كمثل لفظٍ له معنيانِ
تساويا أو مشكل يُحتاجُ ... لكشف معناها وذا الإخراجُ
من حيز الإشكال في المعانيْ ... إلى التجلي تعريفُ البيانِ
ويشمل التخصيص والتعليلا ... والنسخ والتقييد والتأويلا
أجاز في هذا ذوو الألبابِ ... تأخيره عن زمن الخطابِ
لا وقت حاجة فلا يُجَوِّزُ ... إذِ التكليف عند ذاكَ يَعْوَزُ
والنص ما جاء لمعنىً أَوْحَدِ ... لا غيره كمثل اسم العدد
والظاهر الذي معناه راجحُ ... بالوضع أو بالعرف فهو واضحُ
والأصل أن تقدم الظواهرُ ... إلاَّ إذا أتى دليلٌ ظاهرُ
يدل أنها ليست مرادهْ ... فيرجح الخفي بالإفادهْ
وهو المؤول الذي معناهُ ... بعيدٌ والدليل قد قوَّاهُ
والعام ما يستغرق الأفرادا ... من الألفاظ وضعا لا الأعدادا
شموله على سبيل الجمع ... لكلِّ فرد وسبيل الدفع
والمطلق الذي شموله حصلْ ... لواحدٍ منها سبيله البدلْ
هذا وألفاظ العموم (من) و(ما) ... وكل موصول أتى كـ (أيما)
ومثل (أين) في ظرف الزمان ... (متى) كذاك في ظرف المكانِ
ولفظه الصريح مثل (كلِّ) ... كذا (جميع) عند المستدلِّ
كذاك (أل) في الجنس والجموع ... ومفردِ -لا العهد- كالجميع
والمفرد المضاف كالجمع يَعُمْ ... كمثل قول الزم هنا سبيلَهُمْ
والنكراتُ في سياق النفيِّ ... أو شرطٍ واستفهامٍ أو النّهيِّ
والخاص ما دلَّ على المحصورِ ... كالعَلَم وأعداد العشور
والعام قد يدخله التخصيصُ ... وقد يراد عنده الخصوصُ
ثم التخصيص قصر اللفظ العامِ ... على أفراد بعضه في الحكمِ
بالشرط والوصف والاستثناءِ ... أو بدلٍ أو غاية انتهاءِ
فهذه المخصص المتصلُ ... وغيرها المخصص المنفصلُ
النص والعقل كذاك الحسُّ ... إجماع والقياس هذي الخمسُ(1/6)
ومطلق دلَّ على الحقيقة ... من غير قيد يقتضي توثيقهْ
ثم مقيد كمثل المطلقِ ... دلَّ ولكن مع قيد موثقِ
فهو لشائع أتى في الجنس ... أراد واحداً من دون لبسِ
وحمله على مقيد وجبْ ... إن كانا واحداً في الحكم والسببْ
وعرَّفوا الأمر بالاستدعاءِ ... للفعل من أدنى مع استعلاءِ
بافعل وليفعل واسم فعل الأمرِ ... ومصدر كجرياً يعني اجرِ
والأصل في قول (افعل) للوجوبِ ... إلاَّ إذا يصرف للمندوبِ
أو كان بعد نهي للإباحةِ ... وراجح أنه للإعادةِ
وجاء الأمر أيضاً للإكرامِ ... كأُدخلوا الجنة في سلامِ
وللتهديد كاعملوا ما شئتمُ ... أو للإعجاز كإن استطعتمُ
والأصل في (افعل) أنها للفورِ ... ومرة فقط على المأمورِ
وإنما تقتضي (افعل) أكثرا ... من مرة بشرطٍ قد تكررا
والنهي حده استدعاء التركِ ... لفظاً كما لا تقربوا للشركِ
فالنهي إن عاد إلى الأركانِ ... أو الشروط يُقضى بالبطلانِ
كفي عبادة وليست تبطلُ ... لخارجٍ محرم قد يحصلُ
ونهيه عن شيء فعل ضدّهِ ... معنى والأمر عكسه في حدّهِ
واللفظ قد يفيد للمعلومِ ... هنا بالمنطوق أو المفهومِ
فإن يدل في محل النطقِ ... فذاك منطوق أتى بالسبْقِ
وإلاَّ مفهوم وهذا دلاَّ ... عليه لفظ جاوز المحلاَّ
وقد يكون تارةً موافقاً ... فحوى خطاب لفظه مطابقا
وتارة مسكوته أحقُّ ... بالحكم مما قد أفاد النطقُ
كالضرب بالحكم من التأفيفِ ... أولى بمقتضى النصّ الشريفِ
وقيل هذا من قياس الأولى ... وعده من المفهوم أجلى
ومنه مفهوم مخالف غدا ... معارضاً لحكم منطوق بدا
وهو هنا الدليل للخطابِ ... واختلفت فيه ذوو الألبابِ
فبعضهم لما أفاد أهملا ... وبعضهم خالفهم فأعملا
بالحصر والشرط كذا بالظرفِ ... وعددٍ وغايةٍ ووصفِ
لا إن يكن مخرجه جوابا ... أو غالباً أو ما أتى ألقابا
أو كان في تفخيمٍ وامتنانِ ... أو كان في أعدادٍ أو تبيانِ
واللفظ قد يدل بالعبارةِ ... والاقتضا والنصِّ والإشارة
فالأول الذي إلى الحكم قصدْ ... أصالةً لا تبعاً فيه وردْ
وما أتى حكمه في العبارهْ ... بالتبع دلالة الإشارهْ
والاقتضا دلالة الكلام ... على مسكوت عنه للإفهامِ
فواجب تقدير لفظ يلزمُ ... من دونه الكلام ليس يُفهمُ
لكونه قد يستحيل عقلا ... أو واقعاً أو يستحيل نقلا
دلالة للنص بالثبوتِ ... لحكمه المنصوص في المسكوتِ
لا بالقياس بل فحوى الخطابِ ... وما اقتضته لغة الأعرابِ
وهو ها المفهوم بالموافقهْ ... لعلة المنصوص بالمطابقه(1/7)
(باب تعارض الأدلة والترجيح)
وإن تعارضت هنا الأدلةُ ... في نظر الفقيه قال الجلّةُ
الجمع أولاً ثم الترجيح ... ثم توقف وهو الصحيحُ
فالجمع مثل تخصيص العمومِ ... أو كتقييد مطلق معلومِ
أو حمل فعلين على حالينِ ... أو حمل نصَّين على أمرينِ
أو يُقضى بالنسخ إذا تعذَّرا ... جمع ويُقضى للذي تأخَّرا
ثم الترجيح قد يكون بالسندْ ... كفقه الراوي أو لكثرة العددْ
أو قد يكون راجعاً للمتنِ ... إن كانا قد تفاوتا في الظنِّ
فالعام إن أتى ولم يُخصَّصِ ... أقوى هنا من عامِه المخصَّصِ
وما أتى من الحديث قولا ... أرجحُ مما كان منه فعلا
كذا المنطوق أقوى من مفهومِ ... عند تعارضِ لدى العمومِ
كذاك ما دل بالاقتضاءِ ... على ما دلَّ منها بالإيماءِ
وما أفاد الحكم بالعبارةِ ... على الذي أفاد بالإشارةِ
ورجحوا إذا أتى جليُّهَا ... كالنص إن عارضه خفيُّهَا
كذلك الحقائق الشرعيهْ ... أقوى من الحقائق الوضعيهْ
وما أتى في لفظة حقيقهْ ... أقوى من المجاز في الطريقهْ
وقد أتى الترجيح بالأحكامِ ... كمقتضى الحل مع الحرامِ
فرجحوا على التحليل الحظراَ ... ورجحوا على المبيح الأمراَ
كذلك الترجيح بالمعاني ... إن يتعارض فيها علتانِ
فما أتى من القياس أجْلا ... أرجح من خفيه وأعلا
ورجحوا بخارجٍ مساندِ ... أتى من أيما دليل عاضدِ(1/8)
(باب الاجتهاد والتقليد)
هذا ولابدَّ للاجتهاد ... من نَفَسِ الفقه والاستعدادِ
بالعلم بالأدلةِ الشرعيهْ ... وهكذا أحكامها الفرعية
كذاك فهم مدلولات اللفظِ ... والاستحضار عادةً بالحفظِ
لما عليه الفقهاءِ أجمعوا ... فيما مضى أو فيه قد تنازعوا
وجاز في الشريعة التقليدُ ... لمن للحكم منها يستفيدُ
إن كان عدلاً عالماً فقيها ... لا فاسقاً أو جاهلاً سفيها
تمَّ بحمد الله هذا النظمُ ... وخيرُ منظومٍ هديتَ العلمُ
وصلِّ اللهُمَّ على محمدِ ... ما غرَّدت بلا بلُ الروضِ النَّدِي
ورجَّعت حمائمُ الأسحارِ ... وازدانت الأشجار بالأزهارِ(1/9)
تُحْفَةُ الأَطْفَالِ وَالْغِلْمَانِ
[ الْجَمزُورِيَّةُ ]
للإِمامُ سُلَيمانُ بنُ حُسَينِ الجمزُورِي الشَّافِعِي(1/1)
[ الْمُقَدِّمَةُ ]
يَقُولُ رَاجِيْ رَحمةِ الْغَفُورِ ... - دَوْمَاً - سُلَيْمَانُ هُوَ الْجَمزُورِيْ
الْحَمْدُ لِلَّهِ مُصَلّياً عَلَى ... مُحَمَدٍ وَآلِهِ وَمَنْ تَلاَ
وَبَعْدُ : هذَا النَّظْمُ لِلْمُرِيدِ ... فِي النُونِ وَالتَّنْوِينِ وَالْمُدُودِ
سَمَّيتُهُ : بِـ(تُحفَةِ الأَطْفَالِ) ... عَنْ شَيْخِنَا الْمِيهِيِّ ذِيْ الْكَمَالِ
أَرْجُو بِهِ أَنْ يَنْفَعَ الطُّلاَّبَا ... وَالأَجْرَ وَالْقَبُولَ وَالثَّوَابَا
1- النُّونُ السَّاكِنَةُ وَالتَّنْوينُ
لِلنُّونِ - إِنْ تَسْكُنْ - وَلِلتّنْوِينِ ... أَرْبَعُ أَحْكَامٍ فَخُذْ تَبْيِينِيْ :
• فَالأَوَّلُ : الإظْهَارُ ؛ قَبْلَ أَحْرُفِ ... لِلْحَلْقِ سِتٍّ رُتِّبَتْ فَلتَعْرِفِ
(هَمْزٌ) فَـ(هَاءٌ) ثُمَّ (عَيْنٌ) (حَاءُ) ... - مُهْمَلَتَانِ - ثُمَّ : (غَيْنٌ) (خَاءُ)
• وَالثَّانِيْ : إِدْغَامٌ ؛ بِستَّةٍ أَتَتْ ... فِيْ : (يَرْمَلُونَ) عِنْدَهُمْ قَدْ ثَبَتَتْ
لَكِنَّهَا قِسْمَانِ : 1 : قِسْمٌ يُدْغَمَا ... فِيهِ بِغُنّةٍ بِـ(يَنْمُو) عُلِمَا
إِلاَّ إِذَا كَانَا بِكِلْمَةٍ فَلاَ ... تُدْغِمْ كَـ(دُنْيَاْ) ثُمَّ (صِنْوَانٍ) تَلاَ
2 : وَالثَّاني إِدْغَامٌ بِغَيْرِ غُنَّهْ ... فِيْ (الَّلامِ) وَ(الرَّا) ثُمَّ كَرِّرَنْهْ
• وَّالثَالثُ : الإِقْلاَبُ ؛ عِنْدَ (الْبَاءِ) ... (مِيماً) بِغُنَةٍ مَعَ الإِخْفَاءِ
• وَالرَّابِعُ : الإِخْفَاءُ عِنْدَ الْفاضِلِ ... مِنَ الحُرُوفِ وَاجِبٌ لِلْفَاضِلِ
فِيْ خَمْسَةٍ مِنْ بَعْدِ عَشْرٍ رَمْزُهَا ... فِي كِلْمِ هذَا البَيْتِ قَدْ ضَمَّنتُهَ (1)ا
صِفْ ذَا ثَنَا ؛ كَمْ جَادَ شَخْصٌ قَدْ سمَا ... دُمْ طَيِّباً ، زِدْ فِي تُقَىً ، ضَعْ ظَالِمَا
2- الْمِيمُ وَالنُّونُ الْمُشَدَّدَتَيْنِ
وَغُنَّ (مِيْماً) ثُمَّ (نُوناً) شُدِّدَا ... وَسَمِّ كُلاًّ حَرْفَ غُنَّةٍ بَدَا
3- الْمِيمُ السَّاكِنَةُ
وَ(الِميمُ) إِنْ تَسْكُنْ تَجِيْ قَبْلَ الْهِجَا ... لاَ أَلفٍ لَيِّنَةٍ لِذِيْ الْحِجَا
أَحْكَامُهَا ثَلاَثَةٌ لِمَنْ ضَبَطْ : ... (إِخْفَاءٌ) (اِدْغَامٌ) وَ(إِظْهَارٌ) فَقَطْ
• فَالأَوَّلُ : الإِخْفَاءُ ؛ عِنْدَ (الْبَاءِ) ... وَسَمِّهِ الشَّفْوِيِّ لِلْقُرَّاءِ
• وَالثّانِيْ : إِدْغَامٌ ؛ بِمِثْلِهَا أَتَىَ ... وَسَمِّ إدغاماً صَغيراً يَا فَتَىَ
• وَالثالِثُ : الإِظْهَارُ ؛ فِيْ الْبَقِيَّهْ ... مِنْ أَحْرُفٍ وَسَمِّهَا شَفْوِيَّهْ
وَاحْذَرْ لَدَى (وَاوٍ) وَ(فَا) أَنْ تَخْتَفيْ ... لِقُرْبِهَا وَلاِتِّحَادِ فَاعْرِفِ
4- لامُ (أَلْ) وَلامُ الفِعلِ
لِـ(لاَمِ أَلْ) حَالاَنِ قَبْلَ الأَحْرُفِ : ... • أُوُلاَهُمَا : إِظْهَارُهَا فَلْتعْرِفِ
قَبْلَ اَرْبَعٍ مَعْ عَشْرَةٍ خُذْ عِلْمَهُ ... مِنَ : (ابْغِ حَجَّكَ وَخَفْ عَقِيمهُ)
• ثَانِيهِمَا : إِدْغَامُهَا ؛ فِيْ أَرْبَعٍ ... وَعَشْرَةٍ - أَيْضاً - وَرَمْزَهَا فَعِ
طِبْ ثُمَّ صِلْ رُحْمَاً تَفُزْ ضِفْ ذَا نِعَم ... دَعْ سُوءَ ظَنٍ زُرْ شَرِيفَاً لِلْكَرَم
وَالَّلامَ الاُوُلَى سَمِّهَا : (قَمْرِيَّهْ) ... وَالَّلامَ الاُخْرىَ سَمِّهَا : (شَمْسِيَّهْ)
وَأَظْهِرَنَّ لاَمَ فِعْلٍ مُطْلَقاَ ... فِيْ نَحْوِ : (قُلْ نَعَمْ) وَ(قُلْنَا) وَ(الْتَقَى)
__________
(1) قَد يُختَصَرُ هَذَينِ البَيتَينِ بِواحِدٍ :
• وَالرَّابِعُ : الإِخْفَاءُ في خَمسِ عَشَرْ = فِي صَدْرِ كُلِّ كِلمَةٍ لَهَا يُشَرْ(1/2)
5- الْمِثْلَيْنِ وَالْمُتَقارِبَيْنِ وَالْمُتَجانِسَيْنِ
إِنْ فِي الصِّفَاتِ وَالمَخَارِجِ اتَّفَقْ ... حَرْفَانِ : فَالْمِثْلاَنِ فِيهِمَا أَحَقْ
وَإِنْ يَكُونَا مَخْرَجاً تَقَارَبَا ... وَفِيْ الصِّفَاتِ اِخْتَلَفَا يُلَقَّبَا :
(مُتْقَارِبَيْنِ) . أَوْ يَكُونَا اتَّفَقَا ... فِيْ مَخْرَجٍ دُونَ الصِّفَاتِ حُقِّقَا :
بِـ(الْمُتَجَانِسَيْنِ) . ثُمَّ إِنْ سَكَنْ ... أَوَّلُ كُلٍّ : فَالصَّغِيْرَ سَمِّيَنْ
أَوْ : حُرِّكَ الْحَرْفَانِ فِيْ كُلٍّ فَقُلْ : ... كُلٌّ كَبِيرُ ؛ وافْهَمَنْهُ بِالْمُثُلْ
6- أَقْسَامُ الْمَدِّ
وَالْمَدُّ : (أَصْلِيٌّ) وَ(فَرْعِيٌّ) لَهُ ... • وَسَمِّ أَوَّلاً : طَبِيعِيّاً وَهُوْ
مَا لاَ تَوَقُّفٌ لَهُ عَلى سَبَبْ ... وَلاَ بِدُونِهِ الْحُرُوفُ تُجْتَلَبْ
بلْ أَيُّ حَرْفٍ غَيْرُ (هَمْزٍ) أَوْ (سُكُونْ) ... جَا بَعْدَ مَدٍّ فَالطَّبِيِعيَّ يَكُونْ
• وَالآخَرُ : الْفَرْعِيُّ ؛ مَوْقُوفٌ عَلَى ... سَبَبْ كَهَمْزٍ أَوْ سُكُونٍ مُسْجَلاً
حُرُوفُهُ ثَلاَثَةٌ فَعِيهَا : ... مِنْ لَفْظِ وَايٍ وَهْيَ فِيْ نُوحِيهَا
وَالكَسْرُ قَبْلَ (الْيَا) وَقَبْلَ (الْواوِ) ضَمْ ... شَرْطٌ ، وَفَتْحٌ قَبْلَ (أَلفٍ) يُلْتَزَمْ
وَاللِّينُ مِنْهَا (الْيَا) وَ(وَاوٌ) سَكَنَا ... إِنِ انْفِتَاحٌ قَبْلَ كُلٍّ أُعْلِنَا
7- أَحْكامُ الْمَدِّ
لِلْمَدِّ أَحْكَامٌ ثَلاَثَةٌ تَدُومْ ... وَهْيَ : (الْوُجُوبُ) وَ(الْجَوَازُ) وَ(اللُّزُومْ)
1- فَوَاجِبٌ : إِنْ جَاءَ هَمْزٌ بَعْدَ مَدْ ... فِي كِلْمَةٍ وَذَا بِمُتَّصْلْ يُعَدْ
2- وَجَائزٌ : مَدٌ وَقَصْرٌ إِنْ فُصِل ... كُلٌّ بِكِلْمَةٍ وَهَذَا الْمُنْفَصِلْ
وَمِثلُ ذَا إِنْ عَرَضَ السُّكُونُ ... وَقْفَاً كَـ(تَعْلَمُونَ) (نَسْتَعِيْنُ)
أَوْ : قُدِّمَ الْهَمْزُ عَلَى الْمَدِّ وَذَا ... بَدَلْ كَـ(آمَنُوا) وَ(إِيَماناً) خُذَا
3- وَلاَزِمٌ : إِنِ السُّكُونُ أُصِّلاَ ... وَصْلاَ وَوَقْفاً بَعْدَ مَدٍّ طُوِّلاَ(1/3)
8- أَقْسامُ الْمَدِّ الَّلازِمِ
أَقْسَامُ لاَزِمٍ لَدَيْهُمْ أَرْبَعَهْ ... وَتِلْكَ (كِلْمِيُّ) وَ(حَرْفِيٌّ) مَعَهْ
كِلاَهُمَا (مُخَفَّفٌ) (مُثَقَّلُ) ... فَهَذِهِ أَرْبَعَةٌ تُفَصَّلُ
1- فَإِنْ بِكِلْمَةٍ سُكُونٌ اجْتَمَعْ ... مَعْ حَرْفِ مَدٍّ فَهْوَ (كِلْمِيُّ) وَقَعْ
2- أَوْ فِي ثُلاَثِيِّ الحُرُوفِ وُجِدَا ... وَالْمَدُّ وَسْطُهُ فَـ(حَرْفِيٌّ) بَدَا
3- كِلاَهُمَا (مُثَقّلٌ إِنْ أُدْغِمَا) ... 4- (مَخَفَّفٌ كُلُّ إِذَا لَمْ يُدْغَمَا)
وَ(الَّلازِمُ الْحَرْفِيُّ) أَوَّلَ السُّوَرْ ... وُجُودُهُ ، وَفِيْ ثَمَانٍ انْحَصَرْ
يَجْمَعُهَا حُرُوفُ : (كَمْ عَسَلْ نَقَصْ) ... وَعَيْنُ : ذُو وَجْهَيْنِ ؛ والطُّولُ أَخَصْ (1)
وَمَا سِوَىَ الحَرْفِ الثُّلاَثِي لاَ أَلِفْ ... فَمَدُّهُ مَدّاً طَبِيعِيَّا أُلِفْ
وَذَاكَ أَيْضاً فِيْ فَوَاتِحِ السُّوَرْ ... فِي لَفْظِ (حَيٍّ طَاهِرٍ) قَدِ انْحَصَرْ
وَيَجْمَعُ الْفَوَاتِحَ الأَرْبَعْ عَشَرْ ... (صِلْهُ سُحَيْراً مَنْ قَطَعْكَ) ذَا اشْتَهَرْ
الْخَاتِمَةُ
وَتَمَّ ذَا النَّظْمُ بِحَمْدِ اللَّهِ ... عَلَى تَمَامِهِ بِلاَ تَنَاهِيْ
أَبْيَاتُهُ نَدٌّ بَداَ لِذِيْ النُّهَى ... تَارِيخُهُ بُشْرَى لِمَنْ يُتْقِنُهَا
ثُمَّ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ أَبَداَ ... عَلَى خِتَامِ الأَنْبِيَاءِ أَحْمَدَا
وَالآلِ وَالصَّحْبِ وَكُلِّ تَابِعِ ... وَكُلِّ قَارِئٍ وَكُلِّ سَامِعِ
__________
(1) وهي : (1) ? ص والقرآن ? (2) وكاف من فاتحة مريم ، (3) و ? ق والقرآن ? (4) ولام من ? ألَم ? . (5) الميم من ? ألم ? (6) والسين من ? يس ? . (7) والنُّون . فهذه السبعة : تُمَدُّ مَداً مُشبَعاً بلا خِلافٍ . (8) وأمَّا العَيْنٌ : من فاتحة سُورَةِ مريم والشُّورى ؛ فقيه وجهان عند القُّرَّاءِ : المدُّ والمتوسِّطُ ؛ ولكن المد أعرب عند أَهلِ الأَداءِ .(1/4)
تسهيل الطرقات في نظم
الورقاتِ في أصولِ الفقهِ
تأليف
الشيخ شرف الدين يحيى العمريطي
المتوفى سنة 890هـ
---(1/1)
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الفقيرُ الشرَّفُ العمريطي *** ذو العَجزِ والتَّقصيرِ والتَّفريطِ [1]
الحمدُ للهِ الذي قد أظهَرا *** عِلمَ الأصولِ للوَرى وأشهَرا [2]
على لِسانِ الشافعي وهَوَّنا *** فهوَ الذي لهُ ابتداءً دوَّنا [3]
وتابَعَتْهُ الناسُ حتى صارا *** كُتْبًا صِغارَ الحجمِ أو كِبارا [4]
وخيرُ كُتْبِهِ الصّغارِ ما سُمِي *** بالوَرَقاتِ للإمامِ الحَرَمي [5]
وقد سُئلتُ مُدَّةً في نَظمِهِ *** مُسَهّلاً لحَفظهِ وفهمِهِ [6]
فلمْ أجِدْ مِمَّا سُئِلتُ بُدَّا *** وقد شَرَعتُ فيهِ مُستَمِدَّا [7]
من ربِّنا التَّوفيق للصوابِ *** والنَّفعَ في الدَّارَينِ بالكِتابِ [8]
بابُ أصولِ الفقهِ
هاكَ أصولُ الفقهِ لفظًا لقَبا *** للفَنّ مِن جُزْأيْنِ قد تركَّبا [9]
الأوَّلُ الأصولُ ثُمَّ الثاني *** الفِقهُ والجُزْءانِ مُفردانِ [10]
فالأصلُ ما عليهِ غيرهُ بُني *** والفرعُ ماعلى سِواهُ ينبني [11]
والفقهُ علمُ كُلّ حكمٍ شرعي *** جاءَ اجتِهادًا دونَ حُكمٍ قطعي [12]
والحُكمُ واجبٌ ومندوبٌ وما *** أُبيحَ والمَكروهُ معْ ما حَرُما [13]
معَ الصحيحِ مُطلقًا والفاسدِ *** من قاعدٍ هذانِ أو من عابدِ [14]
فالواجبُ المحكومُ بالثَّوابِ *** في فعلِهِ والتَّركِ بالعِقابِ [15]
والنَّدبُ ما في فِعلِهِ الثوابُ *** ولم يكُنْ في تركِهِ عِقابُ [16]
وليسَ في المُباحِ مِن ثوابِ *** فِعلاً وتركًا بلْ ولا عقابِ [17]
وضابطُ المكروهِ عكسُ ما نُدِبْ *** كذلكَ الحرامُ عكسُ ما يجبْ [18]
وضابطُ الصَّحيحِ ما تعلَّقا *** بهِ نُفُوذٌ واعتدادٌ مُطلقا [19]
والفاسِدُ الذي بهِ لم تَعتَدِدْ *** ولم يكُنْ بنافِذٍ إذا عُقِدْ [20]
والعِلمُ لفظٌ للعمومِ لم يُخَصّ *** بالفقهِ مفهومًا بل الفقهُ أخصّ [21](1/1)
وعِلمُنا معرفةُ المَعلومِ *** إن طابَقَتْ لوَصفِهِ المَحتومِ [22]
والجهل قُلْ تصوُّرُ الشيءِ على *** خِلافِ وصفِهِ الذي بهِ علا [23]
وقيلَ حدُّ الجهلِ فقدُ العِلمِ *** بسيطًا أو مركبًا قد سُمّي [24]
بسيطُهُ في كُلّ ما تحتَ الثَّرى *** تركيبهُ في كُلّ ما تُصُوِّرا [25]
والعِلمُ إمَّا باضطرارٍ يحصُلُ *** أو باكتسابٍ حاصلٍ فالأوَّلُ [26]
كالمُستفادُ بالحواسِ الخَمسِ *** بالشَّمِّ أو بالذوقِ أو باللمسِ [27]
والسمعِ والإبصارِ ثمَّ التالي *** ما كانَ موقوفًا على استدلالِ [28]
وحدُّ الاستدلالِ قُلْ ما يجتَلِبْ *** لنا دليلاً مُرشِدًا لِما طُلِبْ [29]
والظنُّ تجويزُ امرئ أمْرَينِ *** مُرَجِّحًا لأحدِ الأمرينِ [30]
فالرَّاجِحُ المذكورُ ظنًّا يُسمّى *** والطَّرَفُ المرجوحُ يُسمَّى وهْمَا [31]
والشَّكُّ تحريرٌ بلا رُجحانِ *** لِواحدٍ حيثُ استوى الأمرانِ [32]
أمَّا أصولُ الفقهِ معنًى بالنَّظرْ *** للفنّ في تعريفِهِ فالمُعتَبَرْ [33]
في ذاكَ طُرْقُ الفقهِ أعني المُجملهْ *** كالأمرِ أو كالنهيِ لا المُفَصَّلهْ [34]
وكيفَ يُستَدَلُّ بالأصولِ *** والعالمِ الذي هُوَ الأصولي [35]
أبوابُ أصول الفقهِ
أبوابُها عشرونَ بابًا تُسرَدُ *** وفي الكتابِ كُلُّها سَتوردُ [36]
وتلكَ أقسامُ الكلامِ ثُمَّا *** أمرٌ ونهيٌ ثمَّ لفظٌ عمَّا [37]
أو خُصَّ أو مُبَيَّنٌ أو مُجمَلُ *** أو ظاهرٌ معناهُ أو مُؤَوَّلُ [38]
ومُطلقُ الأفعالِ ثمَّ ما نُسِخْ *** حُكمًا سواهُ ثمَّ ما بهِ أنتُسِخْ [39]
كذلكَ الإجماعُ والأخبارُ معْ *** حظرٍ ومعْ إباحةٍ كُلٌّ وَقَعْ [40]
كذا القياسُ مُطلقٌ لِعِلَّهْ *** في الأصلِ والترتيبِ للأدلَّهْ [41]
والوصفُ في مُفْتٍ ومُستفتٍ عُهِدْ *** وهكذا أحكامُ كُلّ مُجتهدْ [42](1/2)
بابُ أقسامِ الكلام
أقلُّ ما منهُ الكلامُ ركَّبوا *** إسمانِ أو اسمٌ وفعلٌ كاركبوا [43]
كذاكَ مِن فعلٍ وحرفٍ وُجِدا *** وجاءَ مِن اسمٍ وحرفٍ في النِّدا [44]
وقُسّمَ الكلامُ للإخبارِ *** والأمرِ والنهيِ والاستخبارِ [45]
ثمَّ الكلامُ ثانيًا قد انْقَسَمْ *** إلى تَمَنٍّ ولِعَرْضٍ وقَسَمْ [46]
وثالِثًا إلى مجازٍ وإلى *** حقيقةٍ وحدُّها ما استُعمِلا [47]
مِن ذاكَ في موضوعِهِ وقيلَ ما *** يجري خِطابًا في اصطلاحٍ قَدما [48]
أقسامُها ثلاثةٌ شرعيٌّ *** واللغويُّ الوضعِ والعُرفيُّ [49]
ثمَّ المجازُ ما بهِ تُجُوِّزا *** في اللفظِ عن موضوعهِ تَجَوُّزا [50]
بِنقصٍ أو زيادةٍ أو نقلٍ *** أو استعارةٍ كنقصِ أهلِ [51]
وهُوَ المرادُ في سؤالِ القريةِ *** كما أتى في الذِّكرِ دونَ مِريَةِ [52]
وكازديادِ الكافِ في كمِثلِهِ *** والغائطِ المنقولِ عن محلّهِ [53]
رابعُها كقوله تعالى *** {يُريدُ أن يَنقضَّ} يعني مالا [54]
بابُ الأمرِ
وَحَدُّهُ استدعاءُ فعلٍ واجبٍ *** بالقولِ مِمَّنْ كانَ دونَ الطالبِ [55]
بصيغةِ افعَلْ فالوُجوبُ حُقِّقا *** حيثُ القرينةُ انتَفَتْ وأُطْلِقا [56]
لا معْ دليلٍ دَلَّنا شرعًا على *** إباحةٍ في الفعلِ أو ندبٍ فلا [57]
بلْ صرفُهُ عنِ الوجوبِ حُتِما *** بحملِهِ على المُرادِ منهُما [58]
ولم يُفِدْ فورًا ولا تكرارًا *** إنْ لم يرِد ما يقتضي التَّكرارا [59]
والأمرُ بالفعلِ المُهِمِّ المُنحَتِمْ *** أمرٌ بهِ وبالذي بهِ يَتِمْ [60]
كالأمرِ بالصلاةِ أمرٌ بالوُضُو *** وكلُّ شيءٍ للصلاةِ يُفرَضُ [61]
وحيثُما إنْ جيءَ بالمطلوبِ *** يخرجُ بهِ عن عُهدةِ الوُجوبِ [62](1/3)
بابُ النهي
تعريفُهُ استدعاءُ تركٍ قدْ وجَبْ *** بالقولِ مِمَّنْ كانَ دونَ مَنْ طلبْ [63]
وأمرُنا بالشيءِ نهيٌ مانِعُ *** من ضدِّهِ والعكسُ أيضًا واقعُ [64]
وصيغةُ الأمرِ التي مَضَتْ تَرِدْ *** والقصدُ منها أنْ يُباحَ ما وُجِدْ [65]
كما أتتْ والقصدُ منها التسويهْ *** كذا لتهديدٍ وتكوينٍ هِيَهْ [66]
فصلٌ
والمؤمنونَ في خطابِ الله *** قد دخلوا إلا الصبيْ والساهي [67]
وذا الجُنونِ كُلُّهُمْ لمْ يدخلوا *** والكافرونَ في الخِطابِ دخلوا [68]
في سائرِ الفروعِ للشريعهْ *** وفي الذي بدونِهِ ممنوعَهْ [69]
وذلكَ الإسلامُ فالفروعُ *** تصحيحُها بدونِهِ ممنوعُ [70]
بابُ العامّ
وحدُّهُ لفظٌ يعُمُّ أكثرا *** مِنْ واحدٍ من غيرِ ما حصْرٍ يُرى [71]
من قولهم عمَمْتُهُمْ بما معي *** ولتَنْحَصِرْ ألفاظُهُ في أربعِ [72]
الجَمعِ والفردِ المُعَرَّفانِ *** باللامِ كالكافرِ والإنسانِ [73]
وكلِّ مُبهَمٍ مِنَ الأسماءِ *** مِن ذاكَ ما للشرطِ من جزاءِ [74]
ولفظِ مَنْ في عاقلٍ ولفظِ ما *** في غيرهِ أي فيهما [75]
ولفظِ أينَ وهوَ للمكانِ *** كذا متى الموضوعِ للزمانِ [76]
ولفظِ لا في النكراتِ ثمَّ ما *** في لفظ مَن أتى بها مُستفهِما [77]
ثمَّ العمومُ أُبطِلتْ دعواهُ *** في الفعلِ بلْ وما جرى مَجراهُ [78]
بابُ الخاص
والخاصُ لفظٌ لا يَعُمُّ أكثرا *** مِن واحدٍ أو عَمَّ مع حصرٍ جرى [79]
والقصدُ بالتخصيصِ حيثُما حصلْ *** تمييزُ بعضِ جُملةٍ فيها دخلْ [80]
وما بهِ التخصيصُ إمَّا مُتَّصِلْ *** كما سيأتي ءانِفًا أو مُنفصلْ [81]
فالشرطُ والتقييدُ بالوصفِ اتَّصَلْ *** كذاكَ الاستِثنا وغيرُها انفصلْ [82]
وحدُّ الاستثناءِ ما بهِ خرجْ *** مِنَ الكلامِ بعضُ ما فيهِ اندرجْ [83]
وشرطُهُ أن لا يُرى مُنفصِلا *** ولم يكُنْ مُستغرِقًا لما خلا [84]
والنُّطقُ مع إسماعِ مَن بقربِهِ *** وقصدُهُ مِن قبلِ نُطقهِ بهِ [85]
والأصلُ فيهِ أنَّ مُستثناهُ *** من جِنسِهِ وجازَ مِن سواهُ [86]
وجازَ أن يتقدَّمَ المُستثنى *** والشرطُ أيضًا لظُهُورِ المعنى [87]
ويُحمَلُ المُطلَقُ مهما وُجِدا *** على الذي بالوصفِ منهُ قُيّدا [88]
فمُطلقُ التحريرِ في الأيمانِ *** مُقَيَّدٌ في القتلِ بالإيمانِ [89](1/4)
فيُحملُ المُطلقُ في التحريرِ *** على الذي قُيِّدَ في التَّكفيرِ [90]
ثمّ الكتابُ بالكتابِ خَصَّصوا *** وسنةٌ بسنةٍ تُخصَّصُ [91]
وخصَّصوا بالسنةِ الكِتابا *** وعكسُهُ استُعمِلْ يكُنْ صوابا [92]
والذّكرُ بالإجماعِ مخصوصٌ كما *** قد خُصَّ بالقياسِ كلٌّ منهما [93]
بابُ المجمل والمُبين والظاهر
ما كانَ مُحتاجًا إلى بيانِ *** فمُجملٌ وضابِطُ البيانِ [94]
إخراجُهُ مِنْ حالةِ الإشكالِ *** إلى التجلّي واتّضاحِ الحالِ [95]
كالقرءِ وهْوَ واحدُ الإقراءِ *** في الحيضِ والطُّهرِ مِنَ النساءِ [96]
والنَّصُّ عُرفًا كلُّ لفظٍ واردٍ *** لم يحتملْ إلا لمعنًى واحدِ [97]
كقدْ رأيتُ جعفرًا وقيلَ ما *** تأويلُهُ تنزيلُهُ فليُعلَما [98]
والظاهرُ الذي يُفيدُ ما سُمِعْ *** معنًى سِوى المعنى الذي لهُ وُضِعْ [99]
كالأسَدِ اسمُ واحدِ السّباعِ *** وقدْ يُرى للرجلِ الشُّجاعِ [100]
والظاهرُ المذكورُ حيثُ أُشكِلا *** مفهومُهُ فبالدليلِ أُوّلا [101]
وصارَ بعدَ ذلكَ التأويلِ *** مُقَيَّدًا في الاسم بالدليل [102]
بابُ الأفعال
أفعالُ طه صاحبُ الشريعةِ *** جميعُها مرضيَّةٌ بديعةِ [103]
وكلُّها إمَّا تُسمَّى قُربهْ *** فطاعةٌ أو لا ففعلُ القُربهْ [104]
مِنَ الخصوصياتِ حيثُ قاما *** دليلُها كوصلِهِ الصياما [105]
وحيثُ لمْ يقُمْ دليلُها وجبْ *** وقيلَ موقوفٌ وقيلَ مُستَحبْ [106]
في حقِّهِ وحقّنا وأمَّا *** ما لم يكُن بقُربةٍ يُسمَّى [107]
فإنَّهُ في حقهِ مُباحُ *** وفِعلُهُ أيضًا لنا يُباحُ [108]
وإن أقرَّ قولَ غيرهِ جُعِلْ *** كقولهِ كذاكَ فعلٌ قد فُعِلْ [109]
وما جرى في عصرهِ ثمَّ اطَّلعْ *** عليهِ إنْ أقرَّهُ فليُتَّبَعْ [110](1/5)
بابُ النسخِ
النسخُ نقلٌ أو إزالةٌ كما *** حَكَوهُ عن أهلِ اللسانِ فيهما [111]
وحدُّه رفعُ الخِطابِ اللاحِقِ *** ثُبُوتَ حُكمٍ بالخِطابِ السابقِ [112]
رفعًا على وجهٍ أتى لولاهُ *** لكانَ ذاكَ ثابِتًا كما هو [113]
إذا تراخى عنهُ في الزمانِ *** ما بعدَهُ مِنَ الخطابِ الثاني [114]
وجازَ نسخُ الرَّسمِ دونَ الحُكمِ *** كذاكَ نسخُ الحُكم دونَ الرسمِ [115]
ونسخُ كُلّ مِنهما إلى بَدَلْ *** ودُونهُ وذاكَ تخفيفٌ حَصَلْ [116]
وجازَ أيضًا كَونُ ذلكَ البَدَلْ *** أخَفَّ أو أشدَّ مِمَّا قد بطَلْ [117]
ثمَّ الكتابُ بالكتابِ يُنسَخُ *** كسُنةٍ بسنةٍ فتُنسخُ [118]
ولم يَجُزْ أنْ يُنسَخَ الكتابُ *** بسُنَّةٍ بل عَكسُهُ صوابُ [119]
وذو تواتُرٍ بمثلهِ نُسِخْ *** وغيرهُ بغيرِهِ فليَنتَسِخْ [120]
واختارَ قومٌ نسخَ ما تواترا *** بغيرهِ وعكسُهُ حتمًا يُرى [121]
بابُ التعارُضِ
تعارُضُ النُّطقَينِ في الأحكامِ *** يأتي على أربعةِ أقسامِ [122]
إمَّا عمومٌ أو خُصوصٌ فيهما *** أو كُلُّ نُطقٍ فيهِ وصفٌ منهما [123]
أو فيهِ كلٌّ منهُما ويُعتَبَرْ *** كلٌّ مِنَ الوَصفينِ في وجهٍ ظَهَرْ [124]
فالجمْعُ بينَ ما تَعَارضا هُنا *** في الأوَّلَيْنِ واجبٌ إن أمكنا [125]
وحيثُ لا إمكانَ فالتَّوَقُّفُ *** ما لم يَكُن تاريخُ كُلٍّ يُعرَفُ [126]
فإنْ عَلِمنا وقتَ كُلّ منهُما *** فالثَّانِ ناسخٌ لِما تقدَّما [127]
وخَصَّصُوا في الثالثِ المعلومِ *** بذي الخُصوصِ لفظ ذي العمومِ [128]
وفي الأخيرِ شطرُ كلّ نُطقِ *** من كُلّ شِقّ حُكمُ ذاكَ النُّطقِ [129]
فاخْصُصْ عُمومَ كلّ نُطقِ منهُما *** بالضِدِّ من قسمَيْهِ واعرِفَنهُما [130](1/6)
بابُ الإجماع
هُوَ اتّفاقُ كلّ أهلِ العصرِ *** أي عُلماءِ الفقهِ دونَ نُكرِ [131]
على اعتبارِ حُكم أمرٍ قد حدثْ *** شرعًا كحُرمةِ الصلاةِ بالحَدَثْ [132]
واحتُجَّ بالإجماعِ من ذي الأمَّهْ *** لا غيرها إذْ خُصِّصَتْ بالعِصمهْ [133]
وكُلُّ إجماعٍ فحُجَّةٌ على *** مَنْ بعدَهُ في كلّ عصرٍ أقبَلا [134]
ثمَّ انقِراضُ عصره لم يُشتَرَطْ *** أي في انعِقادِهِ وقيلَ مُشترطْ [135]
ولم يجُزْ لأهلهِ أن يرجعوا *** إلا على الثاني فليسَ يُمنعُ [136]
وليُعتبر عليه قولُ مَن وُلِدْ *** وصارَ مثلهُم فقيهًا مُجتهدْ [137]
ويَحصُلُ الإجماعُ بالأقوالِ *** من كُلّ أهلِهِ وبالأفعالِ [138]
وقولِ بعضٍ حيثُ باقيهم فَعَلْ *** وبانتِشارٍ مع سكوتِهِم حَصَلْ [139]
ثمَّ الصحابي قولهُ عن مذهبِهْ *** على الجديدِ فهوَ لا يُحتجُّ بهْ [140]
وفي القديمِ حُجَّةٌ لِما وردْ *** في حقهم وضعَّفوهُ فليُرَدْ [141]
باب الأخبار
والخَبَرُ اللفظُ المُفيدُ المُحتَمَلْ *** صِدْقًا وكذبًا منهُ نوعٌ قدْ نُقِلْ [142]
تواتُرًا للعِلمِ قد أفادا *** وما عدا هذا اعتَبِر ءاحادا [143]
فأوَّلُ النَّوعَينِ ما رواهُ *** جَمْعٌ لنا عن مثلِِهِ عزاهُ [144]
وهكذا إلى الذي عنهُ الخبرْ *** لا باجتهادٍ بل سماعٍ أو نَظَرْ [145]
وكُلُّ جمعٍ شرطُهُ أن يَسمعوا *** والكِذْب منهم بالتواطي يُمنعُ [146]
ثانيهما الآحادُ يُوجبُ العملْ *** لا العِلمَ لكن عندهُ الظَّنُّ حَصَلْ [147]
لِمُرسَلٍ ومُسندٍ قد قُسِما *** وسوفَ يأتي ذكرُ كلّ منهما [148]
فحيثُما بعضُ الرُّواةِ يُفقَدُ *** فمرسلٌ وما عداهُ مُسندُ [149]
للاحتجاجِ صالحٌ لا المُرسلُ *** لكن مراسيلُ الصحابي تُقبَلُ [150]
كذا سعيدُ بنُ المُسَيَّبِ اقبلا *** في الاحتِجاجِ ما رواهُ مُرسلا [151]
وألحِقوا بالمُسندِ المُعَنعَنا *** في حُكمهِ الذي لهُ تَبَيَّنا [152]
وقالَ مَن عليهِ شيخُهُ قرا *** حدَّثني كما تقولُ أخبرا [153]
ولم يَقُلْ في عكسِهِ حدَّثني *** لكن يقولُ راويًا أخبرني [154]
وحيثُ لم يقرأْ وقد أجازهْ *** يقولُ قد أخبرني إجازهْ [155](1/7)
باب القياس
أما القياسُ فهْوَ ردُّ الفرعِ *** للأصلِ في حكمٍ صحيحٍ شرعي [156]
لِعِلَّةٍ جامعةٍ في الحُكمِ *** وليُعتَبَرْ ثلاثةٌ في الرَّسمِ [157]
لِعِلَّةٍ أضِفهُ أو دِلالهْ *** أو شَبَهٍ ثُمَّ اعتَبِرْ أحوالهْ [158]
أوَّلُها ما كانَ فيهِ العِلَّهْ *** مُوجبةً للحُكمِ مُستقِلَّهْ [159]
فضربُهُ للوالدَينِ مُمتنعْ *** كقولِ أفٍّ وهْوَ للإيذا مُنِعْ [160]
والثَّانِ ما لم يُوجِبِ التَّعليلُ *** حُكمًا بهِ لكنَّهُ دليلُ [161]
فيَستَدِلُّ بالنَّظيرِ المُعتبرْ *** شرعًا على نظيرهِ فيُعتبرْ [162]
كقولِنا مالُ الصبي تَلزِمُ *** زكاتُهُ كبالغٍ أي للنمُو [163]
والثالثُ الفرعُ الذي تردَّدا *** ما بينَ أصلَيْنِ اعتِبارًا وجدَا [164]
فليَلتَحِقْ بأيّ ذَيْنِ أكثرا *** من غيرِهِ في وصفِهِ الذي يُرى [165]
فليُلحقْ الرَّقيقُ في الاتلافِ *** بالمالِ لا بالحرِّ في الأوصافِ [166]
والشرطُ في القياسِ كونُ الفرعِ *** مُناسِبًا لأصلِهِ في الجمعِ [167]
بأنْ يكونَ جامِعَ الأمرينِ *** مناسبًا للحُكمِ دونَ مَينِ [168]
وكونُ ذاكَ الأصلِ ثابتًا بما *** يُوافقُ الخَصمينِ في رأيَيهِما [169]
وشرطُ كُلّ عِلَّةٍ أن تَطَّرِدْ *** في كلّ معلولاتِها التي تّرِدْ [170]
لم ينتقِضْ لفظًا ولا معنًى فلا *** قياسَ في ذاتِ انتقاضٍ مُسْجَلا [171]
والحُكمُ من شروطِهِ أن يتبعا *** عِلتهُ نفيًا وإثباتًا معا [172]
فهْيَ التي لهُ حقيقًا تَجلِبُ *** وهْوَ الذي لها كذاكَ يُجلبُ [173]
الحظرُ والإباحةُ واستِصحابُ الدليل
لا حُكمَ قبلَ بِعثةِ الرسولِ *** بل بعدَها بمُقتضى الدليل [174]
والأصلُ في الأشياءِ قبلَ الشرعِ *** تحريمُها لا بعدَ حكمٍ شرعي [175]
بل ما أحلَّ الشرعُ حلَّلْناهُ *** وما نهانا عنهُ حرَّمناهُ [176]
وحيثُ لم نجِدْ دليلَ حِلّ *** شرعًا تَمَسَّكنا بحُكمِ الأصلِ [177]
مُستَصحِبينَ الأصلَ لا سِواهُ *** وقالَ قومٌ ضِدَّ ما قُلناهُ [178]
أي أصلُها التحليلُ إلا ما وردْ *** تحريمُها في شرعِنا فلا يُرَدْ [179]
وقيلَ إنَّ الأصلَ فيما ينفَعُ *** جوازُهُ وما يَضُرُّ يُمنَعُ [180]
وحدُّ الاستِصحابِ أخذُ المُجتهدْ *** بالأصلِ عن دليلِ حُكمٍ قد فُقِدْ [181](1/8)
باب ترتيبِ الأدلة
وقدَّموا مِنَ الأدلةِ الجَلي *** على الخفيّ باعتِبارِ العَمَلي [182]
وقدَّموا منها مُفيدَ العِلمِ *** على مُفيدِ الظنِّ أي للحُكمِ [183]
إلا معَ الخُصوصِ والعُمومِ *** فليؤْتَ بالتَّخصيصِ لا التَّقديمِ [184]
والنُّطقَ قَدِّمْ عنْ قياسِهِمْ تَفِ *** وقدَّموا جليَّهُ على الخَفي [185]
وإن يكُنْ في النطقِ مِن كتابِ *** أو سنةٍ تغييرُ الاستصحابِ [186]
فالنُّطقُ حُجَّةٌ إذًا وإلا *** فكُنْ بالاستِصحابِ مُستدِلا [187]
بابٌ في المفتي والمُستفتي والتقليد
والشرطُ في المُفتي اجتهادٌ وهْوَ أنْ *** يعرفَ مِن ءايِ الكتابِ والسُّنَنْ [188]
والفِقهِ في فروعِهِ الشَّواردِ *** وكلّ ما لهُ مِنَ القواعدِ [189]
معْ ما بهِ مِنَ المذاهبِ التي *** تقرَّرَتْ ومِن خلافٍ مُبتِ [190]
والنَّحوِ والأصولِ مع علمِ الأدبْ *** واللغةِ التي أتَتْ مِنَ العربْ [191]
قدرًا بهِ يستنبِطُ المَسائِلا *** بنفسهِ لمَنْ يكونُ سائِلا [192]
مع علمِهِ التفسيرَ في الآياتِ *** وفي الحديثِ حالةَ الرُّواةِ [193]
ومَوضعَ الإجماعِ والخِلافِ *** فعِلمُ هذا القدرِ فيه كافي [194]
ومنْ شروطِ السائلِ المُستفتي *** أن لا يكونَ عالِمًا كالمُفتي [195]
فحيثُ كان مثلَهُ مُجتهدا *** فلا يجوزُ كونُهُ مُقلِّدا [196]
فرعٌ
تقليدُنا قبولُ قولِ القائلِ *** من غيرِ ذكرِ حُجَّةٍ للسائلِ [197]
وقيلَ بل قبولنا مقالهْ *** مع جهلِنا مِن أينَ ذاكَ قالهْ [198]
ففي قبولِ قول طهَ المُصطفى *** بالحُكمِ تقليدٌ لهُ بِلا خفا [199]
وقيلَ لا لأنَّ ما قد قالهْ *** جميعُهُ بالوحي قد أتى لهْ [200](1/9)
فصل في الاجتهاد
وحدُّهُ أن يبذلَ الذي اجتهدْ *** مجهودهُ في نَيلِ أمرٍ قد قصَدْ [201]
وليَنقَسِمْ إلى صوابٍ وخطا *** وقيلَ في الفروعِ يُمنعُ الخطا [202]
وفي أصول الدينِ ذا الوجهُ امتَنَعْ *** إذ فيهِ تصويبٌ لأربابِ البِدَعْ [203]
منَ النصارى حيثُ كُفرًا ثَلَّثوا *** والزَّاعِمونَ أنَّهُم لم يُبعثوا [204]
أو لا يرونَ ربَّهُم بالعينِ *** كذا المجوسُ في ادّعا الأصلينِ [205]
ومَنْ أصابَ في الفروعِ يُعطى *** أجرينِ واجعلْ نِصفهُ مَنْ أخطا [206]
لِما رَوَوا عن النبيّ الهادي *** في ذاكَ مِن تقسيم الاجتهادِ [207]
وتَمَّ نظمُ هذهِ المُقدمَهْ *** أبيتُها في العدّ دُرٌّ مُحْكَمهْ [208]
في عام طاءٍ ثمَّ ظاءٍ ثمَّ فا *** ثاني ربيعِ شهرِ وَضعِ المُصطفى [209]
فالحمدُ لله على إتمامهِ *** ثمَّ صلاةُ اللهِ مع سلامهِ [210]
على النبيّ وءالهِ وصحبِهِ *** وحِزبِهِ وكلّ مؤمنٍ بهِ [211](1/10)
بسم الله الرحمن الرحيم
( بدأت ببسم الله في النظم أولا ... تبارك رحمانا رحيما وموئلا )
( وثنيت صلى الله ربي على الرضا ... محمد المهدى إلى الناس مرسلا )
( وعترته ثم الصحابة ثم من ... تلاهم على الإحسان بالخير وبلا )
( وثلثت أن الحمد لله دائما ... وما ليس مبدوءا به أجذم العلا )
( وبعد فحبل الله فينا كتابه ... فجاهد به حبل العدا متحبلا )
( وأخلق به إذ ليس يخلق جدة ... جديدا مواليه على الجد مقبلا )
( وقارئه المرضي قر مثاله ... كالاترج حاليه مريحا وموكلا )
( هو المرتضى أما إذا كان أمة ... ويممه ظل الرزانة قنقلا )
( هو الحر إن كان الحري حواريا ... له بتحريه إلى أن تنبلا )
( وإن كتاب الله أوثق شافع ... وأغني غناء واهبا متفضلا )
( وخير جليس لا يمل حديثه ... وترداده يزداد فيه تجملا )
( وحيث الفتى يرتاع في ظلماته ... من القبر يلقاه سنا متهللا )
( هنالك يهنيه مقيلا وروضة ... ومن أجله في ذروة العز يجتلا )
( يناشد في إرضائه لحبيبه ... وأجدر به سؤلا إليه موصلا )
( فيا أيها القاري به متمسكا ... مجلا له في كل حال مبجلا )
( هنيئا مريئا والداك عليهما ... ملابس أنوار من التاج والحلا )
( فما ظنكم بالنجل عند جزائه ... أولئك أهل الله والصفوة الملا )
( أولو البر والإحسان والصبر والتقى ... حلاهم بها جاء القران مفصلا )
( عليك بها ما عشت فيها منافسا ... وبع نفسك الدنيا بأنفاسها العلا )
( جزى الله بالخيرات عنا أئمة ... لنا نقلوا القرآن عذبا وسلسلا )
( فمنهم بدور سبعة قد توسطت ... سماء العلى والعدل زهرا وكملا )
( لها شهب عنها استنارت فنورت ... سواد الدجى حتى تفرق وانجلا )
( وسوف تراهم واحدا بعد واحد ... مع اثنين من أصحابه متمثلا )
( تخيرهم نقادهم كل بارع ... وليس على قرآنه متأكلا )
( فأما الكريم السر في الطيب نافع ... فذاك الذي اختار المدينة منزلا )
( وقالون عيسى ثم عثمان ورشهم ... بصحبته المجد الرفيع تأثلا )
( ومكة عبد الله فيها مقامه ... هو ابن كثير كاثر القوم معتلا )
( روى أحمد البزي له ومحمد ... على سند وهو الملقب قنبلا )
( وأما الإمام المازني صريحهم ... أبو عمرو البصري فوالده العلا )
( أفاض على يحيى اليزيدي سيبه ... فأصبح بالعذب الفرات معللا )
( أبو عمر الدوري وصالحهم أبو ... شعيب هو السوسي عنه تقبلا )
( وأما دمشق الشام دار ابن عامر ... فتلك بعبد الله طابت محللا )
( هشام وعبد الله وهو انتسابه ... لذكوان بالإسناد عنه تنقلا )
( وبالكوفة الغراء منهم ثلاثة ... أذاعوا فقد ضاعت شذا وقرنفلا )
( فأما أبو بكر وعاصم اسمه ... فشعبة راويه المبرز أفضلا )
( وذاك ابن عياش أبو بكر الرضا ... وحفص وبالإتقان كان مفضلا )
( وحمزة ما أزكاه من متورع ... إماما صبورا للقرآن مرتلا )
( روى خلف عنه وخلاد الذي ... رواه سليم متقنا ومحصلا )
( وأما علي فالكسائي نعته ... لما كان في الإحرام فيه تسربلا )
( روى ليثهم عنه أبو الحارث الرضا ... وحفص هو الدوري وفي الذكر قد خلا )
( أبو عمرهم واليحصبي ابن عامر ... صريح وباقيهم أحاط به الولا )
( لهم طرق يهدى بها كل طارق ... ولا طارق يخشى بها متمحلا )
( وهن اللواتي للمواتي نصبتها ... مناصب فانصب في نصابك مفضلا )
( وها أنا ذا أسعى لعل حروفهم ... يطوع بها نظم القوافي مسهلا )
( جعلت أبا جاد على كل قارئ ... دليلا على المنظوم أول أولا )
( ومن بعد ذكري الحرف أسمي رجاله ... متى تنقضي آتيك بالواو فيصلا )
( سوى أحرف لا ريبة في اتصالها ... وباللفظ أستغني عن القيد إن جلا )
( ورب مكان كرر الحرف قبلها ... لما عارض والأمر ليس مهولا )
( ومنهن للكوفي ثاء مثلث ... وستتهم بالخاء ليس بأغفلا )
( عنيت الألى أثبتهم بعد نافع ... وكوف وشام ذالهم ليس مغفلا )
( وكوف مع المكي بالظاء معجما ... وكوف وبصر غينهم ليس مهملا )
( وذو النقط شين للكسائي وحمزة ... وقل فيهما مع شعبة صحبة تلا )
( صحاب هما مع حفصهم عم نافع ... وشام سما في نافع وفتى العلا )
( ومك وحق فيه وابن العلاء قل ... وقل فيهما واليحصبي نفر حلا )
( وحرمي المكي فيه ونافع ... وحصن عن الكوفي ونافعهم علا )
( ومهما أتت من قبل أو بعد كلمة ... فكن عند شرطي واقض بالواو فيصلا )
( وما كان ذا ضد فإني بضده ... غني فزاحم بالذكاء لتفضلا )
( كمد واثبات وفتح ومدغم ... وهمز ونقل واختلاس تحصلا )
( وجزم وتذكير وغيب وخفة ... وجمع وتنوين وتحريك اعملا )
( وحيث جرى التحريك غير مقيد ... هو الفتح والإسكان آخاه منزلا )
( وآخيت بين النون واليا وفتحهم ... وكسر وبين النصب والخفض منزلا )
( وحيث أقول الضم والرفع ساكتا ... فغيرهم بالفتح والنصب أقبلا )
( وفي الرفع والتذكير والغيب جملة ... على لفظها أطلقت من قيد العلا )
( وقبل وبعد الحرف آت بكل ما ... رمزت به في الجمع إذ ليس مشكلا )
( وسوف أسمي حيث يسمح نظمه ... به موضحا جيدا معما ومخولا )
( ومن كان ذا باب له فيه مذهب ... فلا بد أن يسمى فيدرى ويعقلا )
( أهلت فلبتها المعاني لبابها ... وصغت بها ما ساغ عذبا مسلسلا )
( وفي يسرها التيسير رمت اختصاره ... فأجنت بعون الله منه مؤملا )
( وألفافها زادت بنشر فوائد ... فلفت حياء وجهها أن تفضلا )
( وسميتها حرز الأماني تيمنا ... ووجه التهاني فاهنه متقبلا )
( وناديت اللهم يا خير سامع ... أعذني من التسميع قولا ومفعلا )
( إليك يدي منك الأيادي تمدها ... أجرني فلا أجري بجور فأخطلا )
( أمينا وأمنا للأمين بسرها ... وإن عثرت فهو الأمون تحملا )
( أقول لحر والمروءة مرؤها ... لإخوته المرآت ذو النور مكحلا )
( أخي أيها المجتاز نظمي ببابه ... ينادى عليه كاسد السوق أجملا )
( وظن به خيرا وسامح نسيجه ... بالاغضاء والحسنى وإن كان هلهلا )
( وسلم لإحدى الحسنيين إصابة ... والأخرى اجتهاد رام صوبا فأمحلا )
( وإن كان خرق فادركه بفضله ... من الحلم وليصلحه من جاد مقولا )
( وقل صادقا لولا الوئام وروحه ... لطاح الأنام الكل في الخلف والقلا )
( وعش سالما صدرا وعن غيبة فغب ... تحضر حظار القدس أنقى مغسلا )
( وهذا زمان الصبر من لك بالتي ... كقبض على جمر فتنجو من البلا )
( ولو أن عينا ساعدت لتوكفت ... سحائبها بالدمع ديما وهطلا )
( ولكنها عن قسوة القلب قحطها ... فيا ضيعة الأعمار تمشي سبهللا )
( بنفسي من استهدى إلى الله وحده ... وكان له القرآن شربا ومغسلا )
( وطابت عليه أرضه فتفتقت ... بكل عبير حين أصبح مخضلا )
( فطوبى له والشوق يبعث همه ... وزند الأسى يهتاج في القلب مشعلا )
( هو المجتبى يغدو على الناس كلهم ... قريبا غريبا مستمالا مؤملا )
( يعد جميع الناس مولى لأنهم ... على ما قضاه الله يجرون أفعلا )
( يرى نفسه بالذم أولى لأنها ... على المجد لم تلعق من الصبر والألا )
( وقد قيل كن كالكلب يقصيه أهله ... وما يأتلي في نصحهم متبذلا )
( لعل إله العرش يا إخوتي يقي ... جماعتنا كل المكاره هولا )
( ويجعلنا ممن يكون كتابه ... شفيعا لهم إذ ما نسوه فيمحلا )
( وبالله حولي واعتصامي وقوتي ... ومالي إلا ستره متجللا )
( فيا رب أنت الله حسبي وعدتي ... عليك اعتمادي ضارعا متوكلا ) (1/15)
باب الإستعاذة
( إذا ما أردت الدهر تقرأ فاستعذ ... جهارا من الشيطان بالله مسجلا )
( على ما أتى في النحل يسرا وإن تزد ... لربك تنزيها فلست مجهلا )
( وقد ذكروا لفظ الرسول فلم يزد ... ولو صح النقل لم يبق مجملا )
( وفيه مقال في الأصول فروعه ... فلا تعد منها باسقا ومظللا )
( وإخفاؤه فصل أباه وعاتنا ... وكم من فتى كالمهدوي فيه أعملا ) (1/25)
باب البسملة
( وبسمل بين السورتين بسنة ... رجال نموها درية وتحملا )
( ووصلك بين السورتين فصاحة ... وصل واسكتن كل جلاياه حصلا )
( ولا نص كلا حب وجه ذكرته ... وفيها خلاف جيدة واضح الطلا )
( وسكتهم المختار دون تنفس ... وبعضهم في الأربع الزهر بسملا )
( لهم دون نص وهو فيهن ساكت ... لحمزة فافهمه وليس مخذلا )
( ومهما تصلها أو بدأت براءة ... لتنزيلها بالسيف لست مبسملا )
( ولا بد منها في ابتدائك سورة ... سواها وفي الأجزاء خير من تلا )
( ومهما تصلها مع أواخر سورة ... فلا تقفن الدهر فيها فتثقلا ) (1/26)
سورة أم القرآن
( ومالك يوم الدين راويه ناصر ... وعند سراط والسراط ل قنبلا )
( بحيث أتى والصاد زايا أشمها ... لدى خلف واشمم لخلاد الأولا )
( عليهم إليهم حمزة ولديهمو ... جميعا بضم الهاء وقفا وموصلا )
( وصل ضم ميم الجمع قبل محرك ... دراكا وقالون بتخييره جلا )
( ومن قبل همز القطع صلها لورشهم ... وأسكنها الباقون بعد لتكملا )
( ومن دون وصل ضمها قبل ساكن ... لكل وبعد الهاء كسر فتى العلا )
( مع الكسر قبل الها أو الياء ساكنا ... وفي الوصل كسر الهاء بالضم شمللا )
( كما بهم الأسباب ثم عليهم القتال ... وقف للكل بالكسر مكملا ) (1/27)
باب الإدغام الكبير
( ودونك الادغام الكبير وقطبه ... أبو عمرو البصري فيه تحفلا )
( ففي كلمة عنه مناسكم وما ... سلكم وباقي الباب ليس معولا )
( وما كان من مثلين في كلمتيهما ... فلا بد من إدغام ما كان أولا )
( كيعلم ما فيه هدى وطبع على ... قلوبهم والعفو وامر تمثلا )
( إذا لم يكن تامخبر أو مخاطب ... أو المكتسي تنوينه أو مثقلا )
( ككنت ترابا أنت تكره واسع ... عليم وأيضا تم ميقات مثلا )
( وقد أظهروا في الكافي يحزنك كفره ... إذ النون تخفى قبلها لتجملا )
( وعندهم الوجهان في كل موضع ... تسمى لأجل الحذف فيه معللا )
( كيبتغ مجزوما وإن يك كاذبا ... ويخل لكم عن عالم طيب الخلا )
( ويا قوم مالى ثم يا قوم من بلا ... خلاف على الإدغام لا شك أرسلا )
( وإظهار قوم آل لوط لكونه ... قليل حروف رده من تنبلا )
( بإدغام لك كيدا ولو حج مظهر ... بإعلال ثانيه إذا صح لاعتلا )
( فإبداله من همزة هاء اصلها ... وقد قال بعض الناس من واو أبدلا )
( وواو هو المضموم هاء كهوومن ... فأدغم ومن يظهر فبالمد عللا )
( ويأتي يوم أدغموه ونحوه ... ولا فرق ينجي من على المد عولا )
( وقبل يئسن الياء في اللاء عارض ... سكونا أو اصلا فهو يظهر مسهلا ) (1/28)
باب إدغام الحرفين المتقاربين في كلمة وفي كلمتين
( وإن كلمة حرفان فيها تقاربا ... فإدغامه للقاف في الكاف مجتلا )
( وهذا إذا ما قبله متحرك ... مبين وبعد الكاف ميم تخللا )
( كيرزقكم واثقكم وخلقكمو ... وميثاقكم أظهر ونرزقك انجلا )
( وإدغام ذي التحريم طلقكن قل ... أحق وبالتأنيث والجمع أثقلا )
( ومهما يكونا كلمتين فمدغم ... أوائل كلم البيت بعد على الولا )
( شفا لم تضق نفسا بها رم دواضن ... ثوى كان ذا حسن سأى منه قد جلا )
( إذا لم ينون أو يكن تا مخاطب ... وما ليس مجزوما ولا متثقلا )
( فزحزح عن النار الذي حاه مدغم ... وفي الكاف قاف وهو في القاف أدخلا )
( خلق كل شيء لك قصورا وأظهرا ... إذا سكن الحرف الذي قبل أقبلا )
( وفي ذي المعارج تعرج الجيم مدغم ... ومن قبل أخرج شطاه قد تثقلا )
( وعند سبيلا شين ذي العرش مدغم ... وضاد لبعض شأنهم مدغما تلا )
( وفي زوجت سين النفوس ومدغم ... له الرأس شيبا باختلاف توصلا )
( وللدال كلم ترب سهل ذكا شذا ... ضفا ثم زهد صدقه ظاهر جلا )
( ولم تدغم مفتوحة بعد ساكن ... بحرف بغير التاء فاعلمه واعملا )
( وفي عشرها والطاء تدغم تاؤها ... وفي أحرف وجهان عنه تهللا )
( فمع حملوا التوراة ثم الزكاة قل ... وقل آت ذا ال ولتأت طائفة علا )
( وفي جئت شيئا أظهروا لخطابه ... ونقصانه والكسر الادغام سهلا )
( وفي خمسة وهي الأوائل ثاؤها ... وفي الصاد ثم السين ذال تدخلا )
( وفي اللام راء وهي في الرا وأظهرا ... إذا انفتحا بعد المسكن منزلا )
( سوى قال ثم النون تدغم فيهما ... على إثر تحريك سوى نحن مسجلا )
( وتسكن عنه الميم من قبل بائها ... على إثر تحريك فتخفى تنزلا )
( وفي من يشاء بايعذب حيثما ... أتى مدغم فادر الأصول لتأصلا )
( ولا يمنع الإدغام إذ هو عارض ... إمالة كالأبرار والنار أثقلا )
( وأشمم ورم في غير باء وميمها ... مع الباء أو ميم وكن متأملا )
( وإدغام حرف قبله صح ساكن ... عسير وبالإخفاء طبق مفصلا )
( خذ العفو وأمر ثم من بعد ظلمه ... وفي المهد ثم الخلد والعلم فاشملا ) (1/30)
باب هاء الكناية
( ولم يصلواها مضمر قبل ساكن ... وما قبله التحريك للكل وصلا )
( وما قبله التسكين لابن كثيرهم ... وفيه مهانا معه حفص أخو ولا )
( وسكن يؤده مع نوله ونصله ... ونؤته منها فاعتبر صافيا حلا )
( وعنهم وعن حفص فألقه ويتقه ... حمى صفوه قوم بخلف وأنهلا )
( وقل بسكون القاف والقصر حفصهم ... ويأته لدى طه بالاسكان يجتلا )
( وفي الكل قصر الهاء بان لسانه ... بخلف وفي طه بوجهين بجلا )
( وإسكان يرضه يمنه لبس طيب ... بخلفهما والقصر فاذكره نوفلا )
( له الرحب والزلزال خيرا يره بها ... وشرا يره حرفيه سكن ليسهلا )
( وعى نفر أرجئه بالهمز ساكنا ... وفي الهاء ضم لف دعواه حرملا )
( وأسكن نصيرا فاز واكسر لغيرهم ... وصلها جوادا دون ريب لتوصلا ) (1/33)
باب المد والقصر
( إذا ألف أو ياؤها بعد كسرة ... أو الواو عن ضم لقي الهمز طولا )
( فإن ينفصل فالقصر بادره طالبا ... بخلفهما يرويك درا ومخضلا )
( كجيء وعن سوء وشاء اتصاله ... ومفصوله في أمها أمره إلى )
( وما بعد همز ثابت أو مغير ... فقصر وقد يروى لورش مطولا )
( ووسطه قوم كآمن هؤلاء ... آلهة آتى للإيمان مثلا )
( سوى ياء إسرائيل أو بعد ساكن ... صحيح كقرآن ومسئولا اسألا )
( وما بعد همز الوصل ايت وبعضهم ... يؤاخذكم الآن مستفهما تلا )
( وعادا الأولى وابن غلبون طاهر ... بقصر جميع الباب قال وقولا )
( وعن كلهم بالمد ما قبل ساكن ... وعند سكون الوقف وجهان أصلا )
( ومد له عند الفواتح مشبعا ... وفي عين الوجهان والطول فضلا )
( وفي نحو طه القصر إذ ليس ساكن ... وما في ألف من حرف مد فيمطلا )
( وإن تسكن اليا بين فتح وهمزة ... بكلمة أو واو فوجهان جملا )
( بطول وقصر وصل ورش ووقفه ... وعند سكون الوقف للكل أعملا )
( وعنهم سقوط المد فيه وورشهم ... يوافقهم في حيث لا همز مدخلا )
( وفي واو سوآت خلاف لورشهم ... وعن كل الموءودة اقصر وموئلا ) (1/34)
باب الهمزتين من كلمة
( وتسهيل أخرى همزتين بكلمة ... سما وبذات الفتح خلف لتجملا )
( وقل ألفا عن أهل مصر تبدلت ... لورش وفي بغداد يروى مسهلا )
( وحققها في فصلت صحبة أأعجمي ... والأولى أسقطن لتسهلا )
( وهمزة أذهبتم في الاحقاف شفعت ... بأخرى كما دامت وصالا موصلا )
( وفي نون في أن كان شفع حمزة ... وشعبة أيضا والدمشقي مسهلا )
( وفي آل عمران عن ابن كثير هم ... يشفع أن يؤتى إلى ما تسهلا )
( وطه وفي الأعراف والشعرا بها ... ءآمنتم للكل ثالثا ابدلا )
( وحقق ثان صحبة ولقنبل ... بإسقاطه الأولى بطه تقبلا )
( وفي كلها حفص وأبدل قنبل ... في الاعراف منها الواو والملك موصلا )
( وإن همز وصل بين لام مسكن ... وهمزة الاستفهام فامدده مبدلا )
( فللكل ذا أولى ويقصره الذي ... يسهل عن كل كالآن مثلا )
( ولا مد بين الهمزتين هنا ولا ... بحيث ثلاث يتفقن تنزلا )
( وأضرب جمع الهمزتين ثلاثة ... ءأنذرتهم أم لم أئنا اءنزلا )
( ومدك قبل الفتح والكسر حجة ... بها لذ وقبل الكسر خلف له ولا )
( وفي سبعة لا خلف عنه بمريم ... وفي حرفي الأعراف والشعرا العلا )
( أئنك آئفكا معا فوق صادها ... وفي فصلت حرف وبالخلف سهلا )
( وآئمة بالخلف قد مد وحده ... وسهل سما وصفا وفي النحو أبدلا )
( ومدك قبل الضم لبى حبيبه ... بخلفهما برا وجاء ليفصلا )
( وفي آل عمران رووا لهشامهم ... كحفص وفي الباقي كقالون واعتلا ) (1/36)
باب الهمزتين من كلمتين
( وأسقط الاولى في اتفاقهما معا ... إذا كانتا من كلمتين فتى العلا )
( كجا أمرنا من السما إن أوليا ... أولئك أنواع اتفاق تجملا )
( وقالون والبزي في الفتح وافقا ... وفي غيره كاليا وكالواو سهلا )
( وبالسوء إلا أبدلا ثم أدغما ... وفيه خلاف عنهما ليس مقفلا )
( والاخرى كمد عند ورش وقنبل ... وقد قيل محض المد عنها تبدلا )
( وفي هؤلا إن والبغا إن لورشهم ... بياء خفيف الكسر بعضهم تلا )
( وإن حرف مد قبل همز مغير ... يجز قصره والمد مازال أعدلا )
( وتسهيل الاخرى في اختلا فهما سما ... تفيء إلى مع جاء أمة أنزلا )
( نشاء أصبنا والسماء أو ائتنا ... فنوعان قل كاليا وكالواو سهلا )
( ونوعان منها أبدلا منهما وقل ... يشاء إلى كالياء أقيس معدلا )
( وعن أكثر القراء تبدل واوها ... وكل بهمز الكل يبدا مفصلا )
( والابدال محض والمسهل بين ما ... هو الهمز والحرف الذي منه أشكلا ) (1/38)
باب الهمز المفرد
( إذا سكنت فاء من الفعل همزة ... فورش يريها حرف مد مبدلا )
( سوى جملة الإيواء والواو عنه إن ... تفتح إثر الضم نحو مؤجلا )
( ويبدل للسوسي كل مسكن ... من الهمز مدا غير مجزوم أهملا )
( تسؤ ونشأ ست وعشر يشأ ومع ... يهييء وننسأها ينبأ تكملا )
( وهيئ وأنبئهم ونبيء بأربع ... وأرجيء معا واقرأ ثلاثا فحصلا )
( وتؤوي وتؤويه أخف بهمزة ... ورئيا بترك الهمز يشبه الأمتلا )
( ومؤصدة أوصدت يشبه كله ... تخيره أهل الأداء معللا )
( وبارئكم بالهمز حال سكونه ... وقال ابن غلبون بياء تبدلا )
( ووالاه في بئر وفي بئس ورشهم ... وفي الذئب ورش والكسائي فأبدلا )
( وفي لؤلوء في العرف والنكر شعبة ... وياليتكم الدوري والابدال يجتلا )
( وورش لئلا والنسيء بيائه ... وأدغم في ياء النسي فثقلا )
( وإبدال أخرى الهمزتين لكلهم ... إذا سكنت عزم كآدم أوهلا ) (1/40)
باب نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها
( وحرك لورش كل ساكن آخر ... صحيح بشكل الهمز واحذفه مسهلا )
( وعن حمزة في الوقف خلف وعنده ... روى خلف في الوصل سكتا مقللا )
( ويسكت في شيء وشيئا وبعضهم ... لدى اللام للتعريف عن حمزة تلا )
( وشيء وشيئا لم يزد ولنافع ... لدى يونس الآن بالنقل نقلا )
( وقل عادا الأولى بإسكان لامه ... وتنوينه بالكسر كاسيه ظللا )
( وأدغم باقيهم وبالنقل وصلهم ... وبدؤهمو والبدء بالأصل فضلا )
( لقالون والبصرى وتهمز واوه ... لقالون حال النقل بدءا وموصلا )
( وتبدا بهمز الوصل في النقل كله ... وإن كنت معتدا بعارضه فلا )
( ونقل ردا عن نافع وكتابيه ... بالاسكان عن ورش أصح تقبلا ) (1/41)
باب وقف حمزة وهشام على الهمز
( وحمزة عند الوقف سهل همزه ... إذا كان وسطا أو تطرف منزلا )
( فأبدله عنه حرف مد مسكنا ... ومن قبله تحريكه قد تنزلا )
( وحرك به ما قبله متسكنا ... وأسقطه حتى يرجع اللفظ أسهلا )
( سوى أنه من بعد ما ألف جرى ... يسهله مهما توسط مدخلا )
( ويبدله مهما تطرف مثله ... ويقصر أو يمضي على المد أطولا )
( ويدعم فيه الواو والياء مبدلا ... إذا زيدتا من قبل حتى يفصلا )
( ويسمع بعد الكسر والضم همزه ... لدى فتحه ياء وواوا محولا )
( وفي غير هذا بين بين ومثله ... يقول هشام ما تطرف مسهلا )
( ورئيا على إظهاره وادغامه ... وبعض بكسر الها لياء تحولا )
( كقولك أنبئهم و نبئهم وقد ... رووا أنه بالخط كان مسهلا )
( ففي اليا يلي والواو والحذف رسمه ... والاخفش بعد الكسر ذا الضم أبدلا )
( بياء وعنه الواو في عكسه ومن ... حكى فيهما كاليا وكالواو أعضلا )
( ومستهزءون الحذف فيه ونحوه ... وضم وكسر قبل قيل وأخملا )
( وما فيه يلفى واسطا بزوائد ... دخلن عليه فيه وجهان أعملا )
( كما هاويا واللام والبا ونحوها ... ولامات تعريف لمن قد تأملا )
( وأشمم ورم فيما سوى متبدل ... بها حرف مد واعرف الباب محفلا )
( وما واو اصلي تسكن قبله ... أو اليا فعن بعض بالادغام حملا )
( وما قبله التحريك أو ألف محرركا ... طرفا فالبعض بالروم سهلا )
( ومن لم يرم واعتد محضا سكونه ... وألحق مفتوحا فقد شذ موغلا )
( وفي الهمز أنحاء وعند نحاته ... يضيء سناه كلما اسود أليلا ) (1/42)
باب الإظهار والإدغام
( سأذكر ألفاظا تليها حروفها ... بالاظهار والادغام تروى وتجتلا )
( فدونك إذ في بيتها وحروفها ... وما بعد بالتقييد قده مذللا )
( سأسمي وبعد الواو تسمو حروف من ... تسمى على سيما تروق مقبلا )
( وفي دال قد أيضا وتاء مؤنث ... وفي هل وبل فاحتل بذهنك أحيلا ) (1/45)
ذكر ذال إذ
( نعم إذ تمشت زينب صال دلها ... سمي جمال واصلا من توصلا )
( فإظهارها أجرى دوام نسيمها ... وأظهر ريا قوله واصف جلا )
( وأدغم ضنكا واصل توم دره ... وأدغم مولى وجده دائم ولا ) (1/45)
ذكر دال قد
( وقد سحبت ذيلا ضفا ظل زرنب ... جلته صباه شائقا ومعللا )
( فأظهرها نجم بدادل واضحا ... وأدغم ورش ضرظمآن وامتلا )
( وأدغم مرو واكف ضير ذابل ... زوى ظله وغر تسداه كلكلا )
( وفي حرف زينا خلاف ومظهر ... هشام بصاد حرفه متحملا ) (1/46)
ذكر تاء التأنيث
( وأبدت سنا ثغر صفت زرق ظلمه ... جمعن ورودا باردا عطر الطلا )
( فإظهاره در نمته بدوره ... وأدغم ورش ظافرا ومخولا )
( وأظهر كهف وافر سيب جوده ... زكي وفي عصرة ومحللا )
( وأظهر راويه هشام لهدمت ... وفي وجبت خلف ابن ذكوان يفتلا ) (1/46)
ذكر لام هل وبل
( ألا بل وهل تروي ثنا ظعن زينب ... سمير نواها طلح ضر ومبتلا )
( فأدغمها راو وأدغم فاضل ... وقور ثناه سر تيما وقد حلا )
( وبل في النسا خلادهم بخلافه ... وفي هل ترى الإدغام حب وحملا )
( وأظهر لدى واع نبيل ضمانه ... وفي الرعد هل واستوف لا زاجرا هلا ) (1/47)
باب اتفاقهم في إدغام إذ وقد وتاء التأنيث وهل وبل
( ولا خلف في الإدغام إذ ذل ظالم ... وقد تيمت دعد وسيما تبتلا )
( وقامت تريه دمية طيب وصفها ... وقل بل وهل راها لبيب ويعقلا )
( وما أول المثلين فيه مسكن ... فلا بد من إدغامه متمثلا ) (1/47)
باب حروف قربت مخارجها
( وإدغام باء الجزم في الفاء قد رسا ... حميدا وخير في يتب قاصدا ولا )
( ومع جزمه يفعل بذلك سلموا ... ونخسف بهم راعوا وشذا تثقلا )
( وعذت على إدغامه ونبذتها ... شواهد حماد وأورثتمو حلا )
( له شرعه والراء جزما بلامها ... كواصبر لحكم طال بالخلف يذبلا )
( وياسين أظهر عن فتى حقه بدا ... ونون وفيه الخلف عن ورشهم خلا )
( وحرمي نصر صاد مريم من يرد ... ثواب لبثت الفرد والجمع وصلا )
( وطاسين عند الميم فاز اتخذتمو ... أخذتم وفي الإفراد عاشر دغفلا )
( وفي اركب هدى بر قريب بخلفهم ... كما ضاع جا يلهث له دار جهلا )
( وقالون ذو خلف وفي البقرة فقل ... يعذب دنا بالخلف جودا وموبلا ) (1/48)
باب أحكام النون الساكنة والتنوين
( وكلهم التنوين والنون أدغموا ... بلا غنة في اللام والرا ليجملا )
( وكل بينمو أدغموا مع غنة ... وفي الواو واليا دونها خلف تلا )
( وعندهما للكل أظهر بكلمة ... مخافة إشباه المضاعف أثقلا )
( وعند حروف الحلق للكل أظهرا ... ألا هاج حكم عم خاليه غفلا )
( وقلبهما ميما لدى البا وأخفيا ... على غنة عند البواقي ليكملا ) (1/49)
باب الفتح والإمالة وبين اللفظين
( وحمزة منهم والكسائي بعده ... أمالا ذوات الياء حيث تأصلا )
( وتثنية الأسماء تكشفها وإن ... رددت إليك الفعل صادفت منهلا )
( هدى واشتراه والهوى وهداهم ... وفي ألف التأنيث في الكل ميلا )
( وكيف جرت فعلى ففيها وجودها ... وإن ضم أو يفتح فعالى فحصلا )
( وفي اسم في الاستفهام أنى وفي متى ... معا وعسى أيضا أمالا وقل بلى )
( وما رسموا بالياء غير لدى وما ... زكى وإلى من بعد حتى وقل على )
( وكل ثلاثي يزيد فإنه ... ممال كزكاها وأنجى مع ابتلى )
( ولكن أحيا عنهما بعد واوه ... وفيما سواه للكسائي ميلا )
( ورءياي والرءيا ومرضات كيفما ... أتى وخطايا مثله متقبلا )
( ومحياهمو أيضا وحق تقاته ... وفي قد هداني ليس أمرك مشكلا )
( وفي الكهف أنساني ومن قبل جاء من ... عصاني وأوصاني بمريم يجتلا )
( وفيهما وفي طس آتاني الذي ... أذعت به حتى تضوع مندلا )
( وحرف تلاها مع طحاها وفي سجى ... وحرف دحاها وهي بالواو تبتلا )
( وأما ضحاها والضحى والربا مع ال ... قوى فأمالاها وبالواو تختلا )
( ورؤياك مع مثواي عنه لحفصهم ... ومحياي مشكاة هداي قد انجلا )
( ومما أمالاه أواخر آى ما ... بطه وآي النجم كي تتعدلا )
( وفي الشمس والأعلى وفي الليل والضحى ... وفي اقرأ وفي والنازعات تميلا )
( ومن تحتها ثم القيامة ثم في ... المعارج يا منهال أفلحت منهلا )
( رمى صحبة أعمى في الاسراء ثانيا ... سوى وسدى في الوقف عنهم تسبلا )
( وراء تراءى فاز في شعرائه ... وأعمى في الاسراحكم صحبة أولا )
( وما بعد راء شاع حكما وحفصهم ... يوالي بمجراها وفي هود أنزلا )
( نأى شرع يمن باختلاف وشعبة ... في الاسرا وهم والنون ضوء سنا تلا )
( إناه له شاف وقل أو كلاهما ... شفا ولكسر أولياء تميلا )
( وذو الراء ورش بين بين وفي ... أراكهم وذوات اليا له الخلف جملا )
( ولكن رءوس الآي قد قل فتحها ... له غير ما ها فيه فاحضر مكملا )
( وكيف أتت فعلى وآخر آي ما ... تقدم للبصري سوى راهما اعتلا )
( ويا ويلتي أنى ويا حسرتى طووا ... وعن غيره قسها ويا أسفى العلا )
( وكيف الثلاثي غير زاغت بماضي ... أمل خاب خافوا طاب ضاقت فتجملا )
( وحاق وزاغوا جاء شاء وزادفز ... وجاء ابن ذكوان وفي شاء ميلا )
( فزادهم الأولى وفي الغير خلفه ... وقل صحبة بل ران واصحب معدلا )
( وفي الفات قبل را طرف أتت ... بكسر أمل تدعى حميدا وتقبلا )
( كأبصارهم والدار ثم الحمار مع ... حمارك والكفار واقتس لتنضلا )
( ومع كافرين الكافرين بيائه ... وهار روى مرو بخلف صد حلا )
( بدار وجبارين والجار تمموا ... وورش جميع الباب كان مقللا )
( وهذان عنه باختلاف ومعه في ... البوار وفي القهار حمزة قللا )
( وإضجاع ذي راءين حج رواته ... كالأبرار والتقليل جادل فيصلا )
( وإضجاع أنصاري تميم وسارعوا ... نسارع والباري وبارئكم تلا )
( وآذانهم طغيانهم ويسارعون ... آذاننا عنه الجواري تمثلا )
( يواري أواري في العقود بخلفه ... ضعافا وحرفا النمل آتيك قولا )
( بخلف ضممناه مشارب لامع ... وآنية في هل أتاك لأعدلا )
( وفي الكافرون عابدون وعابد ... وخلفهم في الناس في الجر حصلا )
( حمارك والمحراب إكراههن والحمار ... وفي الإكرام عمران مثلا )
( وكل بخلف لابن ذكوان غير ما ... يجر من المحراب فاعلم لتعملا )
( ولا يمنع الإسكان في الوقف عارضا ... إمالة ما للكسر في الوصل ميلا )
( وقبل سكون قف بما في أصولهم ... وذو الراء فيه الخلف في الوصل يجتلا )
( كموسى الهدى عيسى بن مريم والقرى ... اللتي مع ذكرى الدار فافهم محصلا )
( وقد فخموا التنوين وقفا ورققوا ... وتفخيمهم في النصب أجمع أشملا )
( مسمى ومولى رفعه مع جره ... ومنصوبة غزى وتترا تزيلا ) (1/49)
باب مذهب الكسائي في إمالة هاء التأنيث في الوقف
( وفي هاء تأنيث الوقوف وقبلها ... ممال الكسائي غير عشر ليعدلا )
( ويجمعهما حق ضغاط عص خظا ... وأكهر بعد الياء يسكن ميلا )
( أو الكسر والإسكان ليس بحاجز ... ويضعف بعد الفتح والضم أرجلا )
( لعبره مائه وجهه وليكه وبعضهم ... سوى ألف عند الكسائي ميلا ) (1/55)
باب مذاهبهم في الراءات
( ورقق ورش كل راء وقبلها ... مسكنة ياء أو الكسر موصلا )
( ولم ير فصلا ساكنا بعد كسرة ... سوى حرف الاستعلا سوى الخا فكملا )
( وفخمها في الاعجمي وفي إرم ... وتكريرها حتى يرى متعدلا )
( وتفخيمه ذكرا وسترا وبابه ... لدى جلة الأصحاب أعمر أرحلا )
( وفي شرر عنه يرقق كلهم ... وحيران بالتفخيم بعض تقبلا )
( وفي الراء عن ورش سوى ما ذكرته ... مذاهب شذت في الأداء توقلا )
( ولا بد من ترقيقها بعد كسرة ... إذا سكنت يا صاح للسبعة الملا )
( وما حرف الاستعلاء بعد فراؤه ... لكلهم التفخيم فيها تذللا )
( ويجمعها قظ خص ضغط وخلفهم ... بفرق جرى بين المشايخ سلسلا )
( وما بعد كسر عارض أو مفصل ... ففخم فهذا حكمه متبذلا )
( وما بعده كسر أو اليا فما لهم ... بترقيقه نص وثيق فيمثلا )
( وما لقياس في القراءة مدخل ... فدونك ما فيه الرضا متكفلا )
( وترقيقها مكسورة عند وصلهم ... وتفخيمها في الوقف أجمع أشملا )
( ولكنها في وقفهم مع غيرها ... ترقق بعد الكسر أو ما تميلا )
( أو الياء تأتي بالسكون ورومهم ... كما وصلهم فابل الذكاء مصقلا )
( وفيما عدا هذا الذى قد وصفته ... على الأصل بالتفخيم كن متعملا ) (1/55)
باب اللامات
( وغلظ ورش فتح لام لصادها ... أو الطاء أو للظاء قبل تنزلا )
( إذا فتحت أو سكنت كصلاتهم ... ومطلع أيضا ثم ظل ويوصلا )
( وفي طال خلف مع فصالا وعندما ... يسكن وقفا والمفخم فضلا )
( وحكم ذوات الياء منها كهذه ... وعند رءوس الآي ترقيقها اعتلا )
( وكل لدى اسم الله من بعد كسرة ... يرققها حتى يروق مرتلا )
( كما فخموه بعد فتح وضمة ... فتم نظام الشمل وصلا وفيصلا ) (1/57)
باب الوقف على أواخر الكلم
( والاسكان أصل الوقف وهو اشتقاقه ... من الوقف عن تحريك حرف تعزلا )
( وعند أبي عمرو وكوفيهم به ... من الروم والإشمام سمت تجملا )
( وأكثر أعلام القران يراهما ... لسائرهم أولى العلائق مطولا )
( ورومك إسماع المحرك واقفا ... بصوت خفي كل دان تنولا )
( والاشمام إطباق الشفاه بعيد ما ... يسكن لا صوت هناك فيصحلا )
( وفعلهما في الضم والرفع وارد ... ورومك عند الكسر والجر وصلا )
( ولم يره في الفتح والنصب قاريء ... وعند إمام النحو في الكل أعملا )
( وما نوع التحريك إلا للازم ... بناء وإعرابا غدا متنقلا )
( وفي هاء تأنيث وميم الجميع قل ... وعارض شكل لم يكونا ليدخلا )
( وفي الهاء للإضمار قوم أبوهما ... ومن قبله ضم أو الكسر مثلا )
( أو اما هما واو وياء وبعضهم ... يرى لهما في كل حال محللا ) (1/58)
باب الوقف على مرسوم الخط
( وكوفيهم والمازني ونافع ... عنوا باتباع الخط في وقف الابتلا )
( ولابن كثير يرتضى وابن عامر ... وما اختلفوا فيه حر أن يفصلا )
( إذا كتبت بالتاء هاء مؤنث ... فبالهاء قف حقا رضى ومعولا )
( وفي اللات مع مرضات مع ذات بهجة ... ولات رضى هيهات هاديه رفلا )
( وقف يا أبه كفؤا دنا وكأين ... الوقوف بنون وهو بالياء حصلا )
( ومال لدى الفرقان والكهف والنسا ... وسال على ما حج والخلف رتلا )
( ويا أيها فوق الدخان وأيها ... لدى النور والرحمن رافقن حملا )
( وفي الها على الإتباع ضم ابن عامر ... لدى الوصل والمرسوم فيهن أخيلا )
( وقف ويكأنه ويكأن برسمه ... وبالياء قف رفقا وبالكاف حللا )
( وأيا بأيا ما شفا وسواهما ... بما وبوادي النمل باليا سنا تلا )
( وفيمه وممه قف وعمه لمه بمه ... بخلف عن البزي وادفع مجهلا ) (1/59)
باب مذاهبهم في ياءات الإضافة
( وليست بلام الفعل ياء إضافة ... وما هي من نفس الأصول فتشكلا )
( ولكنها كالهاء والكاف كل ما ... تليه يرى للهاء والكاف مدخلا )
( وفي مائتي ياء وعشر منيفة ... وثنتين خلف القوم أحكيه مجملا )
( فتسعون مع همز بفتح وتسعها ... سما فتحها إلا مواضع هملا )
( فأرني وتفتني اتبعني سكونها ... لكل وترحمني أكن ولقد جلا )
( ذروني وادعوني اذكروني فتحها ... دواء وأوزعني معا جاد هطلا )
( ليبلوني معه سبيلي لنافع ... وعنه وللبصري ثمان تنخلا )
( بيوسف إني الأولان ولي بها ... وضيفي ويسرا لي ودوني تمثلا )
( وياءان في اجعل لي وأربع إذ حمت ... هداها ولكني بها اثنان وكلا )
( وتحتي وقل في هود إني أراكمو ... وقل فطرن في هود هاديه أوصلا )
( ويحزنني حرميهم تعدانني ... حشرتني اعمى تأمروني وصلا )
( أرهطي سما مولى ومالي سما لوى ... لعلي سما كفؤا معي نفر العلا )
( عماد وتحت النمل عندي حسنه ... إلى دره بالخلف وافق موهلا )
( وثنتان مع خمسين مع كسر همزة ... بفتح أولي حكم سوى ما تعزلا )
( بناتي وأنصاري عبادي ولعنتي ... وما بعده إن شاء بالفتح أهملا )
( وفي إخوتي ورش يدي عن أولي حمى ... وفي رسلي أصل كسا وافي الملا )
( وأمي وأجري سكنا دين صحبة ... دعاءي وآباءي لكوف تجملا )
( وحزني وتوفيقي ظلال وكلهم ... يصدقني انظرني وأخرتني إلى )
( وذريتي يدعونني وخطابه ... وعشر يليها الهمز بالضم مشكلا )
( فعن نافع فافتح وأسكن لكلهم ... بعهدي وآتوني لتفتح مقفلا )
( وفي اللام للتعريف أربع عشرة ... فإسكانها فاش وعهدي في علا )
( وقل لعبادي كان شرعا وفي الندا ... حمى شاع آياتي كما فاح منزلا )
( فخمس عبادي اعدد وعهدي أرادني ... وربي الذي آتان آياتي الحلا )
( وأهلكني منها وفي صاد مسني ... مع الأنبيا ربي في الاعراف كملا )
( وسبع بهمز الوصل فردا وفتحهم ... أخي مع إني حقه ليتني حلا )
( ونفسي سما ذكري سما قومي الرضا ... حميد هدى بعدي سما صفوه ولا )
( ومع غير همز في ثلاثين خلفهم ... ومحياي جي بالخلف والفتح خولا )
( وعم علا وجهي وبيتي بنوح عن ... لوى وسواه عد أصلا ليحفلا )
( ومع شركاءي من وراءي دونوا ... ولي دين عن هاد بخلف له الحلا )
( مماتي أتى أرضي صراطي ابن عامر ... وفي النمل ما لي دم لمن راق نوفلا )
( ولي نعجة ما كان لي اثنين مع معي ... ثمان علا والظلة الثان عن جلا )
( ومع تومنوا لي يؤمنوا بي جاويا ... عبادي صف والحذف عن شاكر دلا )
( وفتح ولي فيها لورش وحفصهم ... ومالي في يس سكن فتكملا ) (1/61)
باب ياءات الزوائد
( ودونك ياءات تسمى زوائدا ... لأن كن عن خط المصاحف معزلا )
( وتثبت في الحالين درا لوامعا ... بخلف وأولي النمل حمزة كملا )
( وفي الوصل حماد شكور إمامه ... وجملتها ستون واثنان فاعقلا )
( فيسري إلى الداع الجوار المناد ... يهدين يؤتين مع أن تعلمني ولا )
( وأخرتني السرا وتتبعن سما ... وفي الكهف نبغي يات في هود رفلا )
( سما ودعاءي في جنا خلو هديه ... وفي اتبعوني أهدكم حقه بلا )
( وإن ترني عنهم تمدونني سما ... فريقا ويداع الداع هاك جنا حلا )
( وفي الفجر بالوادي دنا جريانه ... وفي الوقف بالوجهين وافق قنبلا )
( وأكرمني معه أهانن إذ هدى ... وحذمهما للمازني عد أعدلا )
( وفي النمل آتاني ويفتح عن أولي ... حمى وخلاف الوقف بين حلا علا )
( ومع كالجواب الباد حق جناهما ... وفي المهتد الإسرا وتحت أخو حلا )
( وفي اتبعن في آل عمران عنهما ... وكيدون في الأعراف حج ليحملا )
( بخلف وتؤتوني يوسف حقه ... وفي هود تسألني حواريه جملا )
( وتخزون فيها حج أشركتمون قد ... هدان اتقون يا أولي اخشون مع ولا )
( وعنه وخافوني ومن يتقي زكا ... بيوسف وافى كالصحيح معللا )
( وفي المتعالي دره والتلاق والتناد ... درا باغيه بالخلف جهلا )
( ومع دعوة الداعي دعاني حلا ... جنا وليسا لقالون عن الغر سبلا )
( نذيري لورش ثم تردين ترجمون ... فاعتزلون ستة نذري جلا )
( وعيدي ثلاث ينقذون يكذبون ... قال نكيري أربع عنه وصلا )
( فبشر عباد افتح وقف ساكنا يدا ... وواتبعوني حج في الزخرف العلا )
( وفي الكهف تسألني عن الكل ياؤه ... على رسمه والحذف بالخلف مثلا )
( وفي نرتعي خلف زكا وجميعهم ... بالاثبات تحت النمل يهديني تلا )
( فهذي أصول القوم حال اطرادها ... أجابت بعون الله فانتظمت حلا )
( وإني لأرجوه لنظم حروفهم ... نفائس أعلاق تنفس عطلا )
( سأمضي على شرطي وبالله أكتفي ... وما خاب ذو جد إذا هو حسبلا ) (1/65)
باب فرش الحروف سورة البقرة
( وما يخدعون الفتح من قبل ساكن ... وبعد ذكا والغير كالحروف أولا )
( وخفف كوف يكذبون وياؤه ... بفتح وللباقين ضم وثقلا )
( وقيل وغيض ثم جيء يشمها ... لدى كسرها ضما رجال لتكملا )
( وحيل بإشمام وسيق كما رسا ... وسيء وسيئت كان راويه أنبلا )
( وها هو بعد الواو والفا ولامها ... وها هي أسكن راضيا باردا حلا )
( وثم هو رفقا بان والضم غيرهم ... وكسر وعن كل يمل هو انجلا )
( وفي فأزل اللام خفف لحمزة ... وزد ألفا من قبله فتكملا )
( وآدم فارفع ناصبا كلماته ... بكسر وللمكي عكس تحولا )
( ويقبل الاولى أنثوا دون حاجز ... وعدنا جميعا دون ما ألف حلا )
( وإسكان بارئكم ويأمركم له ... ويأمرهم أيضا وتأمرهم تلا )
( وينصركم أيضا ويشعركم وكم ... جليل عن الدوري مختلسا جلا )
( وفيها وفي الأعراف نغفر بنونه ... ولا ضم واكسر فاءه حين ظللا )
( وذكر هنا أصلا وللشام أنثوا ... وعن نافع معه في الأعراف وصلا )
( وجمعا وفردا في النبيء وفي النبوءة ... الهمز كل غير نافع أبدلا )
( وقالون في الأحزاب في للنبي مع ... بيوت النبي الياء شدد مبدلا )
( وفي الصابئين الهمز والصابؤن خذ ... وهزؤا وكفؤا في السواكن فصلا )
( وضم لباقيهم وحمزة وقفه ... بواو وحفص واقفا ثم موصلا )
( وبالغيب عما تعملون هنا دنا ... وغيبك في الثاني إلى صفوه دلا )
( خطيئته التوحيد عن غير نافع ... ولا يعبدون الغيب شايع دخللا )
( وقل حسنا شكرا وحسنا بضمه ... وساكنه الباقون واحسن مقولا )
( وتظاهرون الظاء خفف ثابتا ... وعنهم لدى التحريم أيضا تحللا )
( وحمزة أسرى في أساري وضمهم ... تفادوهمو والكد إذ راق نفلا )
( وحيث أتاك القدس إسكان داله ... دواء ةللباقين بالضم أرسلا )
( وينزل خففه وتنزل مثله ... وننزل حق وهو في الحجر ثقلا )
( وخفف للبصري بسبحان والذي ... في الانعام للمكي على أن ينزلا )
( ومنزلها التخفيف حق شفاؤه ... وخفف عنهم ينزل الغيث مسجلا )
( وجبريل فتح الجيم والرا وبعدها ... وعى همزة مكسورة صحبة ولا )
( بحيث أتى والياء يحذف شعبة ... ومكيهم في الجيم بالفتح وكلا )
( ودع ياء ميكائيل والهمز قبله ... على حجة والياء يحذف أجملا )
( ولكن خفيف والشياطين رفعه ... كما شرطوا والعكس نحو سما العلا )
( وننسخ به ضم وكسر كفى ... وننسها مثله من غير همز ذكت إلى )
( عليم وقالوا الواو الاولى سقوطها ... وكن فيكون النصب في الرفع كفلا )
( وفي آل عمران في الاولى ومريم ... وفي الطول عنه باللفظ أعملا )
( وفي النحل مع يس بالعطف نصبه ... كفى راويا وانقاد معناه يعملا )
( وتسأل ضموا التاء واللام حركوا ... برفع خلودا وهو من بعد نفي لا )
( وفيها وفي نص النساء ثلاثة ... أواخر إبراهام لاح وجملا )
( ومع آخر الأنعام حرفا براءة ... أخيرا وتحت الرعد حرف تنزلا )
( وفي مريم والنحل خمسة أحرف ... وآخر ما في العنكبوت منزلا )
( وفي النجم والشورى وفي الذاريات ... والحديد ويروي في امتحانه الاولا )
( ووجهان فيه لبن ذكوان ههنا ... وواتخذوا بالفتح عم وأوغلا )
( وأرنا وأرني ساكنا الكسر دم يدا ... وفي فصلت يروي صفا دره كلا )
( وأخفاهما طلق وخف ابن عامر ... فامتعه أوصى بوصي كما أعتلا )
( وفي أم يقولون الخطاب كما علا ... شفا ورءوف قصر صحبته حلا )
( وخاطب عما يعملون كما شفا ... ولام موليها على الفتح كملا )
( وفي يعملون الغيب حل وساكن ... بحرفيه يطوع وفي الطاء ثقلا )
( وفي التاء ياء شاع والريح وحدا ... وفي الكهف معها والشريعة وصلا )
( وفي النمل والأعراف والروم ثانيا ... وفاطر دم شكرا وفي الحجر فصلا )
( وفي سورة الشورى ومن تحت رعده ... خصوص وفي الفرقان زاكية هللا )
( وأي خطاب بعد عم ولو ترى ... وفي إذ يرون الياء بالضم كللا )
( وحيث أتى خطوات الطاء ساكن ... وقل ضمه عن زاهد كيف رتلا )
( وضمك أولى الساكنين لثالث ... يضم لزوما كسره في ند حلا )
( قل ادعوا أو انقص قالت اخرج أن اعبدوا ... ومحظورا انظر مع قد استهزئ اعتلا )
( سوى أو وقل لابن العلا وبكسره ... لتنوينه قال ابن ذكوان مقولا )
( بخلف له في رحمة وخبيثة ... ورفعك ليس البر ينصب في علا )
( ولكن خفيف وارفع البر عم فيهما ... وموص ثقله صح شلشلا )
( وفدية نون وارفع الخفض بعد في ... طعام لدى غصن دنا وتذللا )
( مساكين مجموعا وليس منونا ... ويفتح منه النون عم وأبجلا )
( ونقل قران والقران دواؤنا ... وفي تكملوا قل شعبة الميم ثقلا )
( وكسر بيوت والبيوت يضم عن ... حمى جلة وجها على الأصل أقبلا )
( ولا تقتلوهم بعده يقتلوكمو ... فإن قتلوكم قصرها شاع وانجلا )
( وبالرفع نونه فلا رفث ولا ... فسوق ولا حقا وزان مجملا )
( وفتحك سين السلم أصل رضى دنا ... وحتى يقول الرفع في اللأم أولا )
( وفي التاء فاضمم وافتح الجيم ترجع الأمور ... سما نصا وحيث تنزلا )
( وإثم كبير شاع بالثا مثلثا ... وغيرهما بالباء نقطة اسفلا )
( قل العفو للبصري رفع وبعده ... لأعنتكم بالخلف أحمد سهلا )
( ويطهرن في الطاء السكون وهاؤه ... يضم وخف إذ سما كيف عولا )
( وضم يخافا فاز والكل أدغموا ... تضارر وضم الراء حق وذو جلا )
( وقصر أتيتم من ربا وأتيتمو ... هنا دار وجها ليس إلا مبجلا )
( معا قدر حرك من صحاب وحيث جا ... يضم تمسوهن وامدده شلشلا )
( وصية ارفع صفو حرميه رضى ... ويبسط عنهم غير قنبل اعتلا )
( وبالسين باقيهم وفي الخلق بصطة ... وقل فيهما الوجهان قولا موصلا )
( يضاعفه ارفع في الحديد وههنا ... سما شكره والعين في الكل ثقلا )
( كما دار واقصر مع مضعفة وقل ... عسيتم بكسر السين حيث أتى انجلا )
( دفاع بها والحج فتح وساكن ... وقصر خصوصا غرفة ضم ذو ولا )
( ولا بيع نونه ولا خلة ولا ... شفاعة وارفعهن ذا أسوة تلا )
( ولا لغو لا تأثيم لا بيع مع ولا ... خلال بإبراهيم والطور وصلا )
( ومد أنا في الوصل مع ضم همزة ... وفتح أتى والحلف في الكسر بجلا )
( وننشزها ذاك وبالراء غيرهم ... وصل يتسنه دون هاء شمردلا )
( وبالوصل قال اغلم مع الجزم شافع ... فصرهن ضم الصاد بالكسر فصلا )
( وجزءا وجزء ضم الاسكان صف ... وحيثما أكلها ذكرا وفي الغير ذو حلا )
( وفي ربوة في المؤمنين وههنا ... على فتح ضم الراء نبهت كفلا )
( وفي الوصل للبزي شدد تيمموا ... وتاء توفى في النسا عنه مجملا )
( وفي آل عمران له لا تفرقوا ... والانعام فيها فتفرق مثلا )
( وعند العقود التاء في لا تعاونوا ... ويروي ثلاثا في تلقف مثلا )
( تنزل عنه أربع وتناصرون ... نارا تلظى إذ تلقون ثقلا )
( تكلم مع حرفي تولوا بهودها ... وفي نورها والامتحان وبعد لا )
( في الانفال أيضا ثم فيها تنازعوا ... تبرجن في الأحزاب مع أن تبدلا )
( وفي التوبة الغراء قل هل تربصون ... عنه وجمع الساكنين هنا انجلى )
( تميز يروي ثم حرف تخيرون ... عنه تلهى قبله الهاء وصلا )
( وفي الحجرات التاء في لتعاونوا ... وبعد ولا حرفان من قبله جلا )
( وكنتم تمنون الذي مع تفكهون ... عنه على وجهين فافهم محصلا )
( نعما معا في النون فتح كما شفا ... وإخفاء كسر العين صيغ به حلا )
( ويا ونكفر عن كرام وجزمه ... أتى شافيا والغير بالرفع وكلا )
( ويحسب كسر السين مستقبلا سما ... رضاه ولم يلزم قياسا مؤصلا )
( وقل فأذنوا بالمد واكسر فتى صفا ... وميسرة بالضم في السين أصلا )
( وتصدقوا خف نما ترجعون قل ... بضم وفتح عن سوى ولد العلا )
( وفي أن تضل الكسر فاز وخففوا ... فتذكر حقا وارفع الرا فتعدلا )
( تجارة انصب رفعه في النسا ثوى ... وحاضرة معها هنا عاصم تلا )
( وحق رهان ضم كسر وفتحة ... وقصر ويغفر مع يعذل سما العلا )
( شذا الجزم والتوحيد في وكتابه ... شريف وفي التحريم جمع حمى علا )
( وبيتي وعهدي فاذكروني مضافها ... وربي وبي مني وإني معا حلا ) (1/68)
سورة آل عمران
( وإضجاعك التوراة ما رد حسنه ... وقلل في جود وبالخلف بللا )
( وفي تغلبون الغيب مع تحشرون في ... رضا وترون الغيث خص وخللا )
( ورضوان اضمم غير ثاني العقود كسره ... صح إن الدين بالفتح رفلا )
( وفي يقتلون الثان قال يقاتلون ... حمزة وهو الحبر ساد مقتلا )
( وفي بلد ميت مع الميت خففوا ... صفا نفرا والميتة الخف خولا )
( وميتا لدى الأنعام والحجرات خذ ... ومات لم يمت للكل جاء مثقلا )
( وكفلها الكوفي ثقيلا وسكنوا ... وضعت وضموا ساكنا صح كفلا )
( وقل زكريا دون همز جميعه ... صحاب ورفع غير شعبة الاولا )
( وذكر فناداه وأضجعه شاهدا ... ومن بعد أن الله يكسر في كلا )
( مع الكهف والإسراء يبشركم سما ... نعم ضم حرك واكسر الضم أثقلا )
( نعم عم في الشورى وفي التوبة اعكسوا ... لحمزة مع كاف مع الحجر أولا )
( نعلمه بالياء نص أئمة ... وبالكسر أني أخلق اعتاد أفصلا )
( وفي طائرا طيرا بها وعقودها ... خصوصا وياء في نوفيهمو علا )
( ولا ألف في ها هاأنتم زكا جنا ... وسهل أخا حمد وكم مبدل جلا )
( وفي هائه التنبيه من ثابت هدى ... وإبداله من همزة زان جملا )
( ويحتمل الوجهين عن غيرهم وكم ... وجيه به الوجهين للكل حملا )
( ويقصر في التنبيه ذو القصر مذهبا ... وذو البدل الوجهان عنه مسهلا )
( وضم وحرك تعلمون الكتاب مع ... مشددة من بعد بالكسر ذللا )
( ورفع ولا يأمركمو روحه سما ... وبالتاء آتينا مع الضم خولا )
( وكسر لما فيه وبالغيب ترجعون ... عاد وفي تبغون حاكيه عولا )
( وبالكسر حج البيت عن شاهد ... وغيب ما تفعلوا لن تكفرون لهم تلا )
( يضركم بكسر الضاد مع جزم رائه ... سما ويضم الغير والراء ثقلا )
( وفيما هنا قل منزلين ومنزلون ... لليحصبي في العنكبوت مثقلا )
( وحق نصير كسر واو مسومين ... قل سارعوا لا واو قبل كما انجلى )
( وقرح بضم القاف والقرح صحبة ... ومع مد كائن كسر همزته دلا )
( ولا ياء مكسورا وقاتل بعده ... يمد وفتح الضم والكسر ذو ولا )
( وحرك عين الرعب ضما كما رسا ... ورعبا ويغشى أنثوا شائعا تلا )
( وقل كله لله بالرفع حامدا ... بما يعملون الغيب شايع دخللا )
( ومتم ومتنا مت في ضم كسرها ... صفا نفر وردا وحفص هنا اجتلا )
( وبالغيب عنه تجمعون وضم في ... يغل وفتح الضم إذ شاع كفلا )
( بما قتلوا التشديد لبى وبعده ... وفي الحج للشامي والآخر كملا )
( دراك وقد قالا في الانعام قتلوا ... وبالخلف غيبا يحسبن له ولا )
( وأن اكسروا رفقا ويحزن غير الأنبياء ... بضم واكسر الضم أحفلا )
( وخاطب حرفا يحسبن فخذ وقل ... بما يعلمون الغيب حق وذو ملا )
( يميز مع الأنفال فاكسر سكونه ... وشدده بعد الفتح والضم شلشلا )
( سنكتب ياء ضم مع فتح ضمه ... وقتل ارفعوا مع يا نقول فيكملا )
( وبالزبر الشامي كذا رسمهم وبالكتاب ... هشام واكشف الرسم مجملا )
( صفا حق غيب يكتمون يبيننن ... لا تحسبن الغيب كيف سما اعتلا )
( وحقا بضم البا فلا يحسبنهم ... وغيب وفيه العطف أو جاء مبدلا )
( هنا قاتلوا أخر شفاء وبعد في ... براءة أخر يقتلون شمردلا )
( وياءاتها وجهي وإني كلاهما ... ومني واجعل لي وأنصاري الملا ) (1/79)
سورة النساء
( وكوفيهم تساءلون مخففا ... وحمزة والأرحام بالخفض جملا )
( وقصر قياما عم يصلون ضم كم ... صفا نافع بالرفع واحدة جلا )
( ويوصى بفتح الصاد صح كما دنا ... ووافق حفص في الأخير مجملا )
( وفي أم مع أمها فلأمه ... لدى الوصل ضم الهمز بالكسر شمللا )
( وفي أمهات النحل والنور والزمر ... مع النجم شاف واكسر الميم فيصلا )
( وندخله نون مع طلاق وفوق مع ... نكفر نعذب معه في الفتح إذ كلا )
( وهذان هاتين اللذان اللذين قل ... يشدد للمكي فذانك دم حلا )
( وضم هنا كرها وعند براءة ... شهاب وفي الأحقاف ثبت معقلا )
( وفي الكل فافتح يا مبينة دنا ... صحيحا وكسر الجمع كم شرفا علا )
( وفي محصنات فاكسر الصاد راويا ... وفي المحصنات اكسر له غير أولا )
( وضم وكسر في أحل صحابه ... وجوه وفي أحصن عن نفر العلا )
( مع الحج ضموا مدخلا خصة وسل ... فسل حركوا بالنقل راشده دلا )
( وفي عاقدت قصر ثوى ومع الحديد ... فتح سكون البخل والضم شمللا )
( وفي حسنه حرمي رفع وضمهم ... تسوى نما حقا وعم مثقلا )
( ولامستم اقصر تحتها وبها شفا ... ورفع قليل منهم النصب كللا )
( وأنث يكن عن دارم تظلمون غيب ... شهد دنا إدغام بيت في حلا )
( وإشمام صاد ساكن قبل داله ... كأصدق زايا شاع وارتاح أشملا )
( وفيها وتحت الفتح قل فتثبتوا ... من الثبت والغير البين تبدلا )
( وعم فتى قصر السلام مؤخرا ... وغير أولي بالرفع في حق نهشلا )
( ونؤتيه باليا في حماه وضم يد ... خلون وفتح الضم حق صري حلا )
( وفي مريم والطول الاول عنهم ... وفي الثان دم صفوا وفي فاطر حلا )
( ويصالحا فاضمم وسكن مخففا ... مع القصر سكونا لست فيه مجهلا )
( وتلووا بحذف الواو الاولى ولامه ... فضم سكونا لست فيه مجهلا )
( ونزل فتح الضم والكسر حصنه ... وأنزل عنهم عاصم بعد نزلا )
( ويا سوف نؤتيهم عزيز وحمزة ... سيؤتيهم في الدرك كوف تحملا )
( بالاسكان تعدوا سكنوه وخففوا ... خصوصا وأخفى العين قالون مسهلا )
( وفي الانبيا ضم الزبور وههنا ... زبورا وفي الإسرا لحمزة أسجلا ) (1/84)
سورة المائدة
( وسكن معا شنآن صح كلاهما ... وفي كسر أن صدوكم حامد دلا )
( مع القصر شدد ياء قاسيه شفا ... وأرجلكم بالنصب عم رضا علا )
( وفي رسلنا مع رسلكم ثم رسلهم ... وفي سبلنا في الضم الإسكان حصلا )
( وفي كلمات السحت عم نهى فتى ... وكيف أتى أذن به نافع تلا )
( ورحما سوى الشامي ونذرا صحابهم ... حموه ونكرا شرع حق له علا )
( ونكر دنا والعين فارفع وعطفها ... رضى والجروح ارفع رضى نفر ملا )
( وحمزة وليحكم بكسر ونصبه ... يحركه تبغون خاطب كملا )
( وقبل يقول الواو غصن ورافع ... سوى ابن العلا من يرتدد عم مرسلا )
( وحرك بالإدغام للغير داله ... وبالخفض والكفار راويه حصلا )
( وبا عبد اضمم واخفض التاء بعد فز ... رسالته اجمع واكسر التا كما اعتلا )
( صفا وتكون الرفع حج شهوده ... وعقدتم التخفيف من صحبة ولا )
( وفي العين فامدد مقسطا فجزاء نو ... ونوا مثل ما في خفضه الرفع ثملا )
( وكفارة نون طعام برفع خفضه ... دم غنى واقصر قياما له ملا )
( وضم استحق افتح لحفص وكسره ... وفي الأوليان الأولين فطب صلا )
( وضم الغيوب يكسران عيونا ... العيون شيوخا دانه صحبة ملا )
( جيوب منير دون شك وساحر ... بسحر بها مع هود والصف شمللا )
( وخاطب في هل يستطيع رواته ... وربك رفع الباء بالنصب رتلا )
( ويوم برفع خذ وإني ثلاثها ... ولي ويدي أمي مضافاتها العلا ) (1/87)
سورة الأنعام
( وصحبة يصرف فتح ضم وراؤه ... بكسر وذكر لم يكن شاع وانجلا )
( وفتنتهم بالرفع عن دين كامل ... وبا ربنا بالنصب شرف وصلا )
( نكذب نصب الرفع فاز عليمه ... وفي ونكون انصبه في كسبه علا )
( وللدار حذف اللام الاخرى ابن عامر ... والآخرة المرفوع بالخفض وكلا )
( وعم علا لا يعقلون وتحتها ... حطابا وقل في يوسف عم نيطلا )
( وياسين من أصل ولا يكذبونك ... الخفيف أتى رحبا وطاب تأولا )
( أريت في الاستفهام لاعين راجع ... وعن نافع سهل وكم مبدل جلا )
( إذا فتحت شدد لشام وههنا ... فتحنا وفي الأعراف واقتربت كلا )
( وبالغدوة الشامي بالضم ههنا ... وعن ألف واو وفي الكهف وصلا )
( وإن بفتح عم نصرا وبعدكم ... نما يستبين صحبة ذكروا ولا )
( سبيل برفع خذ ويقض بضم ساكن ... مع ضم الكسر شدد وأهملا )
( نعم دون إلباس وذكر مضجعا ... توفاه واستهواه حمزة منسلا )
( معا خفية في ضمه كسر شعبة ... وأنجيت للكوفي أنجى تحولا )
( قل الله ينجيكم يثقل معهم ... هشام وشام ينسينك ثقلا )
( وحرفي رأى كلا أمل مزن صحبة ... وفي همزة حسن وفي الراء يجتلا )
( بخلف وخلففيهما مع مضمر ... مصيب وعن عثمان في الكل قللا )
( وقبل السكون الرا أمل في صفا يد ... بخلف وقل في الهمز خلف يقي صلا )
( وقف فيه كالأولى ونحو رأت رأوا ... رأيت بفتح الكل وقفا وموصلا )
( وخفف نونا قبل في الله من له ... بخلف أتى والخذف لم يك أولا )
( وفي درجات النون مع يوسف ثوى ... ووالليسع الحرفان حرك مثقلا )
( وسكن شفاء واقتده حذف هائه ... شفاء وبالتحريك بالكسر كفلا )
( ومد بخلف ماج والكل واقف ... بإسكانه يذكو عبيرا ومندلا )
( وتبدونها تخفون مع تجعلونه ... على غيبه حقا وينذر صندلا )
( وبينكم ارفع في صفا نفر وجاعل ... اقصر وفتح الكسر والرفع ثملا )
( وعنهم بنصب الليل واكسر بمستقرر ... القاف حقا خرقوا ثقله انجلا )
( وضمان مع ياسين في ثمر شفا ... ودارست حق مدة ولقد حلا )
( وحرك وسكن كافيا واكسر انها ... حمى صوبه بالخلف در وأوبلا )
( وخاطب فيها يؤمنون كما فشا ... وصحبه كفؤ في الشريعة وصلا )
( وكسر وفتح ضم في قبلا حمى ... ظهيرا وللكوفي في الكهف وصلا )
( وقل كلمات دون ما ألف ثوى ... وفي يونس والطول حاميه ظللا )
( وشدد حفص منزل وابن عامر ... وحرم فتح الضم والكسر إذ علا )
( وفصل إذ ثنى يضلون ضم مع ... يضلوا الذي في يونس ثابتا ولا )
( رسالات فرد وافتحوا دون علة ... وضيقا مع الفرقان حرك مثقلا )
( بكسر سوى المكي ورا حرجا هنا ... على كسرها إلف صفا وتوسلا )
( ويصعد خف ساكن دم ومده ... صحيح وخف العين داوم صندلا )
( ونحشر مع ثان بيونس وهو في ... سبا مع نقول اليافي الاربع عملا )
( وحاطب شام يعملون ومن تكون ... فيها وتحت النمل ذكره شلشلا )
( مكانات مد النون في الكل شعبة ... بزعمهم الحرفان بالضم رتلا )
( وزين في ضم وكسر ورفع قتل ... أولادهم بالنصب شاميهم تلا )
( ويخفض عنه الرفع في شركاؤهم ... وفي مصحف الشامين بالياء مثلا )
( ومفعوله بين المضافين فاضل ... ولم يلف غير الظرف في الشعر فيصلا )
( كلله در اليوم من لامها فلا ... تلم من مليمي النحو إلا مجهلا )
( ومع رسمه زج القلوص أبي مزادة ... الأخفش النحوي أنشد مجملا )
( وإن يكن أنث كفؤ صدق وميتة ... دنا كافيا وافتح حصاد كذي حلا )
( نما وسكون المعز حصن وأنثوا ... يكون كما في دينهم ميتة كلا )
( وتذكرون الكل حف على شذا ... وأن اكسروا شرعا وبالخف كملا )
( ويأتيهم شاف مع النحل فارقوا ... مع الروم مداه خفيفا وعدلا )
( وكسر وفتح خف في قيما ذكا ... وياآتها وجهي مماتي مقبلا )
( وربي صراطي ثم إني ثلاثة ... ومحياي والاسكان صح تحملا ) (1/89)
( وتذكرون الغيب زد قبل تائه ... كريما وخف الذال كم شرفا علا )
( مع الزخرف اعكس تخرجون بفتحة ... وضم وأولى الروم شافية مثلا )
( بخلف مضى في الروم لا يخرجون في ... رضا ولباس الرفع في حق نهشلا )
( وخالصة أصل ولا يعلمون قل ... لشعبة في الثاني ويفتح شمللا )
( وخفف شفا حكما وما الواو دع كفى ... وحيث نعم بالكسر في العين رتلا )
( وأن لعنة التخفيف والرفع نصه ... سما ما خلا البزي وفي النور أوصلا )
( ويغشي بها والرعد ثقل صحبة ... ووالشمس مع عطف الثلاثة كملا )
( وفي النحل معه في الأخيرين حفصهم ... ونشرا سكون الضم في الكل ذللا )
( وفي النون فتح الضم شاف وعاصم ... روى نونه بالباء نقطة اسفلا )
( ورا من إله غيره خفض رفعه ... بكل رسا والخف ابلغكم حلا )
( مع اقافها والواو زد بعد مفسدين ... كفؤا وبالإخبار إنكم علا )
( ألا وعلى الحرمي إن لنا هنا ... وأو أمن الإسكان حرميه كلا )
( علي على خضوا وفي ساحر بها ... ويونس سحار شفا وتسلسلا )
( وفي الكل تلقف خف حفص وضم وفي ... سنقتل واكسر ضمه متثقلا )
( وحرك ذكا حسن وفي يقتلون خذ ... معا يعرشون الكسر ضم كذي صلا )
( وفي يعكفون الضم يكسر شافيا ... وأنجي بحذف الياء والنون كفلا )
( ودكاء لا تنوين وامدده هامزا ... شفا وعن الكوفي في الكهف وصلا )
( وجمع رسالاتي حمته ذكوره ... وفي الرشد حرك وافتح الضم شلشلا )
( وفي الكهف حسناه وضم حليهم ... بكسر شفا واف والاتباع ذو حلا )
( وخاطب يرحمنا ويغفر لنا شذا ... وبا ربنا رفع لغيرهما انجلا )
( وميم ابن أم اكسر معا كفؤ صحبة ... وآصارهم بالجمع والمد كللا )
( خطيئاتكم وحده عنه ورفعه ... كما ألفوا والغير بالكسر عدلا )
( ولكن خطايا حج فيها ونوحها ... ومعذرة رفع سوى حفصهم تلا )
( وبيس بياء أم والهمز كهفه ... ومثل رئيس غير هذين عولا )
( وبيئس اسكن بين فتحين صادقا ... بخلف وخفف يمسكون صفا ولا )
( ويقصر ذريات مع فتح تائه ... وفي الطور في الثاني ظهير تحملا )
( وياسين دم غصنا ويكسر رفع أو ... ول الطور للبصرى وبالمد كم حلا )
( يقولوا معا غيب حميد وحيث يلحدون ... بفتح الضم والكسر فصلا )
( وفي النحل والاه الكسائي وجزمهم ... يذرهم شفا والياء غصن تهدلا )
( وحرك وضم الكسر وامدده هامزا ... ولا نون شركا عن شذا نفر ملا )
( ولا يتبعوكم خف مع فتح بائه ... ويتنعهم في الظلة احتل واعتلا )
( وقل طائف طيف رضى حقه ويا ... يمدون فاضمم واكسر الضم أعدلا )
( وربي معي بعدي وإني كلاهما ... عذابي آياتي مضافاتها العلا ) (1/49)
سورة الأنفال
( وفي مردفين الدال يفتح نافع ... وعن قنبل يروى وليس معولا )
( ويغشى سما خفا وفي ضمه افتحوا ... وفي الكسر حقا والنعاس ارفعوا ولا )
( وتخفيفهم في الأولين هنا ولكن ... الله وارفع هاءه شاع كفلا )
( وموهن بالتخفيف ذاع وفيه لم ... ينون لحفص كيد بالخفض عولا )
( وبعد وإن الفتح عم علا وفيهما ... العدوة اكسر حقا الضم واعدلا )
( ومن حيي اكسر مظهرا إذ صفا هدى ... وإذ يتوفى أنثوه له ملا )
( وبالغيب فيها تحسبن كما فشا ... عميما وقل في النور فاشيه كحلا )
( وإنهم افتح كافيا واكسروا لشعبة ... السلم واكسر في القتال فطب صلا )
( وثاني يكن غصن وثالثهما ثوى ... وضعفا بفتح الضم فاشيه نفلا )
( وفي الروم صف عن خلف فصل وأنث ان ... يكون مع الأسرى الأسارى حلا حلا )
( ولابتهم بالكسر فز وبكهفه ... شفا ومعا إني بياءين أقبلا ) (1/98)
سورة التوبة
( ويكسر لا أيما عند ابن عامر ... ووحد حق مسجد الله الاولا )
( عشيراتكم بالجمع صدق ونونوا ... عزيز رضا نص وبالكسر وكلا )
( يضاهون ضم الهاء يكسر عاصم ... وزد همزة مضمومة عنه واعقلا )
( يضل بضم الياء مع فتح ضاده ... صحاب ولم يخشوا هناك مضللا )
( وأن تقبل التذكير شاع وصاله ... ورحمة المرفوع بالخفض فاقبلا )
( ويعف بنون دون ضم وفاؤه ... يضم تعذب تاه بالنون وصلا )
( وفي ذاله كسر وطائفة بنصب ... مرفوعه عن عاصم كله اعتلا )
( وحق بضم السوء مع ثان فتحها ... وتحريك ورش قربة ضمه جلا )
( ومن تحتها المكي يجر وزاد من ... صلاتك وحد وافتح التا شذا علا )
( ووحد لهم في هود ترجيء همزه ... صفا نفر مع مرجؤن وقد حلا )
( وعم بلا واو الذين وضم في ... من اسس مع كسر وبنيانه ولا )
( وجرف سكون الضم في صفو ... تقطع فتح الضم في كامل علا )
( يزيغ على فصل يرون مخاطب ... فشا ومعي فيها بياءين حملا ) (1/100)
سورة يونس
( وإضجاع را كل الفواتح ذكره ... حمى غير حفص طاويا صحبة ولا )
( وكم صحبة يا كاف والخلف ياسر ... وها صف رضى حلوا وتحت جنى حلا )
( شفا صادقا حم مختار صحبة ... وبصر وهم أدرى وبالخلف مثلا )
( وذو الرا لورش بين يين ونافع ... لدى مريم هايا وحا جيده حلا )
( نفصل يا حق علا ساحر ظبى ... وحيث ضياء وافق الهمز قنبلا )
( وفي قضي الفتحان مع ألف هنا ... وقل أجل المرفوع بالنصب كملا )
( وقصر ولا هاد بخلف زكا وفي ... القيامة لا الأولى وبالحال أولا )
( وخاطب عما يشركون هنا شذا ... وفي الروم والحرفين في النحل أولا )
( يسيركم قل فيه ينشركم كفى ... متاع سوى حفص برفع تحملا )
( وإسكان قطعا دون ريب وروده ... وفي باء تبلو التاء شاع تنزلا )
( ويا لا يهدي اكسر صفيا وهاه نل ... وأخفى بنو حمد وحفف شلشلا )
( ولكن خفيف وارفع الناس عنهما ... وخاطب فيها يجمعون له ملا )
( ويعزب كسر الضم مع سبأ رسا ... وأصغر فارفعه وأكبر فيصلا )
( مع المد قطع السحر حكم تبوءا ... بيا وقف حفص لم يصح فيحملا )
( وتتبعان النون خف مدا وماج ... بالفتح والإسكان قبل مثقلا )
( وفي أنه اكسر شافيا وبنونه ... ونجعل صف والخف ننج رضى علا )
( وذاك هو الثاني ونفسي ياؤها ... وربي مع أجري وإني ولي حلا ) (1/101)
سورة هود
( وإني لكم بالفتح حق رواته ... وباديء بعد الدال بالهمز حللا )
( ومن كل نون مع قد افلح عالما ... فعميت اضممه وثقل شذا علا )
( وفي ضم مجراها سواهم وفتح يا ... بني هنا نص وفي الكل عولا )
( وآخر لقمان يواليه أحمد ... وسكنه زاك وشيخه الاولا )
( وفي عمل فتح ورفع ونونوا ... وغير ارفعوا إلا الكسائي ذا الملا )
( وتسألن خف الكهف ظل حمى وها ... هنا غصنه وافتح هنا نونه دلا )
( ويومئذ مع سال فافتح آتى رضا ... وفي النمل حصن قبله النون ثملا )
( ثمود مع الفرقان والعنكبوت لم ... ينون على فصل وفي النجم فصلا )
( نما لثمود نونوا واخفضوا رضى ... ويعقوب نصب الرفع عن فاضل كلا )
( هنا قال سلم كسره وسكونه ... وقصر وفوق الطور شاع تنزلا )
( وفاسر أن اسر الوصل أصل دناوها ... هنا حق إلا امراتك ارفع وأبدلا )
( وفي سعدوا فاضمم صحابا وسل به ... وخف وإن كلا إلى صفوه دلا )
( وفيها وفي ياسين والطارق العلى ... يشدد لما كامل نص فاعتلا )
( وفي زخرف في نص لسن بخلفه ... ويرجع فيه الضم والفتح إذ علا )
( وخاطب عما يعملون هنا وآخر ... النمل علما عم وارتاد منزلا )
( وياآتها عني وإني ثمانيا ... وضيفي ولكني ونصحي فاقبلا )
( شقاقي وتوفيقي ورهطي عدها ... ومع فطرن أجري معا تحصى مكملا ) (1/103)
سورة يوسف
( وياأبت افتح حيث جا لابن عامر ... ووحد للمكي آيات الولا )
( غيابات في الحرفين بالجمع نافع ... وتأمننا للكل يخفى مفصلا )
( وأدغم مع إشمامه البعض عنهم ... ونرتع ونلعب ياء حصم تطولا )
( ويرتع سكون الكسر في العين ذو حمى ... وبشراي حذف الياء ثبت وميلا )
( شفاء وقلل جهبذا وكلاهما ... عن ابن العلا والفتح عنه تفضلا )
( وهيت بكسر أصل كفؤ وهمزه ... لسان وضم التا لوا خلفه دلا )
( وفي كاف فتح اللام في مخلصا ثوى ... وفي المخلصين الكل حصن تجملا )
( معا وصل حاشا حج دأبا لحفصهم ... فحرك وخاطب يعصرون شمردلا )
( ونكتل بيا شاف وخيث يشاء نون ... دار وحفظا حافظا شاع عقلا )
( وفتيته فتيانه عن شذا ورد ... بالاخبار في قالوا أئنك دغفلا )
( وييأس معا واستيأس استيأسوا ... وتيأسوا اقلب عن البزي بخلف وأبدلا )
( ويوحى إليهم كسر حاء جميعها ... ونون علا يوحى إليه شذا علا )
( وثاني ننجي احذف وشدد وحركا ... كذا نل وخفف كذبوا ثابتا تلا )
( وأني وإني الخمس ربي بأربع ... أراني معا نفسي ليحزنني حلا )
( وفي إخوتي حزني سبيلي بي ولي ... لعلي آبائي أبي فاخش موحلا ) (1/105)
سورة الرعد
( وزرع نحيل غير صنوان اولا ... لدى خفضها رفع على حقه طلا )
( وذكر تسقى عاصم وابن عامر ... وقل بعده باليا يفضل شلشلا )
( وما كرر استفهامه نحو آئذا ... أءنا فذو استفهام الكل أولا )
( سوى نافع في النمل والشام مخبر ... سوى النازعات مع إذا وقعت ولا )
( ودون عناد عم في العنكبوت مخبرا ... وهو في الثاني أتى راشدا ولا )
( سوى العنكبوت وهو في النمل كن رضا ... وزاده نونا إننا عنهما اعتلا )
( وعم رضا في النازعات وهم على ... أصولهم وامدد لوا حافظ بلا )
( وهاد ووال قف وواق بيائه ... وباق دنا هل يستوي صحبة تلا )
( وبعد صحاب يوقدون وضمهم ... وصدوا ثوى مع صد في الطول وانجلا )
( ويثبت في تخفيفه حق ناصر وفي الكافر الكفار بالجمع ذللا ) (1/107)
سورة إبراهيم
( وفي الخفض في الله الذي الرفع عم خالق ... امدده واكسر وارفع القاف شلشلا )
( وفي النور واخفض كل فيها والارض هاهنا ... مصرخي اكسر لحمزة مجملا )
( كها وصل او للساكنين وقطرب ... حكاها مع الفراء مع ولد العلا )
( وضم كفا حصن يضلوا يضل عن ... وأفئدة باليا بخلف له ولا )
( وفي لتزول الفتح وارفعه راشدا ... وما كان لي إني عبادي خذ ملا ) (1/108)
سورة الحجر
( ورب خفيف إذ نما سكرت دنا ... تنزل ضم التا لشعبة مثلا )
( وبالنون فيها واكسر الزاي وانصب ... الملائكة المرفوع عن شائد علا )
( وثقل للمكي نون تبشرون ... واكسره حرميا وما الحذف أولا )
( ويقنط معه يقنطون وتقنطوا ... وهن بكسر النون رافقن حملا )
( ومنجوهم خف وفي العنكبوت ... ننجين شفا منجوك صحبته دلا )
( قدرنا بها والنمل صف وعباد مع ... بناتي وأني ثم إني فاعقلا ) (1/109)
سورة النحل
( وينبت نون صح يدعون عاصم ... وفي شركاي الخلف في الهمز هلهلا )
( ومن قبل فيهم يكسر النون نافع ... معا يتوفاهم لحمزة وصلا )
( سما كاملا يهدي بضم وفتحة ... وخاطب تروا شرعا والاخر في كلا )
( ورا مفرطون اكسر أضا يتفيؤ ... المؤنث للبصري قبل تقبلا )
( وحق صحاب ضم نسقيكمو معا ... لشعبة خاطب يجحدون معللا )
( وظعنكمو إسكانه ذائع ونجزين ... الذين النون داعيه نولا )
( ملكت وعنه نص الاخفش ياءه ... وعنه روى النقاش نونا موهلا )
( سوى الشام ضموا واكسروا وافتنوا لهم ... ويكسر في ضيق مع النمل دخللا ) (1/110)
سورة الإسراء
( ويتخذوا غيب حلا ليسوء نون ... راو وضم الهمز والمد عدلا )
( سما ويلقاه يضم مشددا ... كفى يبلغن امدده واكسر شمردلا )
( وعن كلهم شدد وفا أف كلها ... بفتح دنا كفؤا ونون على اعتلا )
( وبالفتح والتحريك خطأ مصوب ... وحركه المكي ومد وجملا )
( وخاطب في يسرف شهود وضمنا ... بحرفيه بالقسطاس كسر شذ علا )
( وسيئة في همزه اضمم وهائه ... وكر ولا تنوين ذكرا مكملا )
( وخفف مع الفرقان واضمم ليذكروا ... شفاء وفي الفرقان يذكر فصلا )
( وفي مريم بالعكس حق شفاؤه ... يقولون عن دار وفي الثان نزلا )
( سما كفله أنث يسبح عن حمى ... شفا واكسروا إسكان رجلك عملا )
( ويخسف حق نونه ويعيدكم ... فيغرقكم واثنا يرسل يرسلا )
( خلافك فافتح مع سكون وقصره ... سما صف نآى أخر معا همزه ملا )
( تفجر في الالى كتقتل ثابت ... وعم ندى كسفا بتحريكه ولا )
( وفي سبأ حفص مع الشعراء قل ... وفي الروم سكن ليس بالخلف مشكلا )
( وقل قال الاولى كيف دار وضم تا ... علمت رضى والياء في ربي انجلا ) (1/111)
سورة الكهف
( وسكته حفص دون قطع لطيفة ... على ألف التنوين في عوجا بلا )
( وفي نون من راق ومرقدنا ولام ... بل ران والباقون لا سكت موصلا )
( ومن لدنه في الضم أسكن مشمه ... ومن بعده كسران عن شعبة اعتلا )
( وضم وسكن ثم ضم لغيره ... وكلهم في الها على أصله تلا )
( وقل مرفقا فتح مع الكسر عمه ... وتزور للشامي كتحمر وصلا )
( وتزاور التخفيف في الزاي ثابت ... وحرميهم ملئت في اللام ثقلا )
( بورقكم الاسكان في صفو حلوه ... وفيه عن الباقين كسر تأصلا )
( وحذفك للتنوين من مائة شفا ... وتشرك خطاب وهو بالجزم كملا )
( وفي ثمر ضميه يفتح عاصم ... بحرفيه والإسكان في الميم حصلا )
( ودع ميم خيرا منهما حكم ثابت ... وفي الوصل لكنا فمد له ملا )
( وذكر تكن شاف وفي الحق جره ... على رفعه حبر سعيد تأولا )
( وعقبا سكون الضم نص فتى ويا ... نسير والى فتحها فنر ملا )
( وفي النون أنث والجبال برفعهم ... ويوم يقول النون حمزة فضلا )
( لمهلكهم ضموا ومهلك أهله ... سوى عاصم والكسر في اللام عولا )
( وها كسر أنسانيه ضم لحفصهم ... ومعه عليه الله في الفتح وصلا )
( لتغرق فتح الضم والكسر غيبة ... وقل أهلها بالرفع راويه فصلا )
( ومد وحفف ياء زاكية سما ... ونون لدني خف صاحبه إلى )
( وسكن وأشمم ضمه الدال صادقا ... تخذت فخفف واكسر الخاء دم حلا )
( ومن بعد بالتخفيف يبدل ههنا ... وفوق وتحت الملك كافيه ظللا )
( فأتبع خفف في الثلاثة ذاكرا ... وحامية بالمد صحبته كلا )
( وفي الهمز ياء عنهمو وصحابهم ... جزاء فنون وانصب الرفع واقبلا )
( على حق السدين سدا صحاب حقق ... الضم مفتوح وياسين شد علا )
( ويأجوج مأجوج اهمز الكل ناصرا ... وفي يفقهون الضم والكسر شكلا )
( وحرك بها والمؤمنين ومده ... خراجا شفا واعكس فخرج له ملا )
( ومكنني أظهر دليلا وسكنوا ... مع الضم في الصدفين عن شعبة الملا )
( كما حقه ضماه واهمز مسكنا ... لدى ردما ائتوني وقبل اكسر الولا )
( لشعبة والثاني فشا صف بخلفه ... ولا كسر وابدأ فيهما الياء مبدلا )
( وزد قبل همز الوصل والغير فيهما ... بقطعهما والمد بدءا وموصلا )
( وطاء فما اسطاعوا لحمزة شددوا ... وأن تنفد التذكير شاف تأولا )
( ثلاث معي دوني وربي بأربع ... وما قبل إن شاء المضافات تجتلا ) (1/112)
سورة مريم
( وحرفا يرث بالجزم خلو رضى وقل ... خلقت خلقنا شاع وجها مجملا )
( وضم بكيا كسره عنهما وقل ... عتيا صليا مع جثيا شذا عى )
( وهمز أهب باليا جرى بحره ... بخلف ونسيا فتحه فائز علا )
( ومن تحتها اكسر واخفض الدهر عن شذا ... وخف تساقط فاصلا فتحملا )
( وبالضم والتخفيف والكسر حفصهم ... وفي رفع قول الحق نصب ند كلا )
( وكسر وأن الله ذاك وأخبروا ... بخلف إذا ما مت موفين وصلا )
( وننجي خفيفا رض مقاما بضمه ... دنا رئيا ابدل مدغما باسطا ملا )
( وولدا بها والزخرف اضمم وسكنن ... شفاء وفي نوح شفا خقه ولا )
( وفيها وفي الشورى يكاد أتى رضا ... وطا يتفطرن اكسروا غير اثقلا )
( وفي التاء نون ساكن حج في صفا ... كمال وفي الشورى حلا صفوه ولا )
( وراءي واجعل لي وإني كلاهما ... وربي وآتاني مضافاتها العلا ) (1/116)
سورة طه
( لحمزة فاضمم كسرها اهله امكثوا ... معا وافتحوا إني أنا دائما حلا )
( ونون بها والنازعات طوى ذكا ... وفي اخترتك اخترناك فاز وثقلا )
( وأنا وشام قطع أشدد وضم في ابتدا ... غيره واضمم وأشركه كلكلا )
( مع الزخرف اقصر بعد فتح وساكن ... مهادا ثوى واضمم سوى في ند كلا )
( ويكسر باقيهم وفيه وفي سدى ... ممال وقوف في الأصول تأصلا )
( فيسحتكم ضم وكسر صحابهم ... وتخفيف قالوا إن عالمه دلا )
( وهذين في هذان حج وثقله ... دنا فاجمعوا صل وافتح الميم حولا )
( وقل ساحر سحر شفا وتلقف ارفع ... الجزم مع أنثى يخيل مقبلا )
( وأنجيتكم واعدتكم ما رزقتكم ... شفا لا تخف بالقصر والجزم فصلا )
( وحا فيحل الضم في كسره رضا ... وفي لام يحلل عنه وافى محللا )
( وفي ملكنا ضم شفا وافتحوا أولي ... نهى وحملنا ضم واكسر مثقلا )
( كما عند حرمي وخاطب يبصروا ... شذا وبكسر اللام تخلفه حلا )
( دراك ومع ياء بننفخ ضمه ... وفي ضمه افتح عن سوى ولد العلا )
( وبالقصر للمكي واجزم فلا يخف ... وأنك لا في كسره صفوة العلا )
( وبالضم ترضى صف رضا يأتهم مؤنث ... عن أولي حفظ لعلي أخي حلا )
( وذكري معا إني معا لي معا حشرتني ... عين نفسي إنني رأسي انجلا ) (1/117)
سورة الأنبياء عليهم السلام
( وقل قال عن شهد وآخرها علا ... وقل أولم لا واو داريه وصلا )
( وتسمع فتح الضم والكسر غيبة ... سوى اليحصبي والصم بالرفع وكلا )
( وقال به في النمل والروم دارم ... ومثقال مع لقما بالرفع أكملا )
( جذاذا بكسر الضم راو ونونه ... ليحصنكم صافي وأنث عن كلا )
( وسكن بين الكسر والقسر صحبة ... وجرم وننجي احذف وثقل كذي صلا )
( وللكتب اجمع عن شذا ومضافها ... معي مسني إني عبادي مجتلا ) (1/119)
سورة الحج
( سكارى معا سكرى شفا ومحرك ... ليقطع بكسر اللام كم جيده خلا )
( ليوفوا ابن ذطوان ليطوفوا له ... ليقضوا سوى بزيهم نفر جلا )
( ومع فاطر انصب لؤلؤا نظم إلفة ... ورفع سواء غير حفص تنخلا )
( وغير صحاب في الشريعة ثم ... وليوفوا فحركه لشعبة أثقلا )
( فتخطفه عن نافع مثله وقل ... معا منسكا بالكسر في الشين شلشلا )
( ويدفع حق بين فتحيه ساكن ... يدافع والمضموم في أذن اعتلا )
( نعم حفظوا والفتح في تا يقاتلون ... عم علاه هدمت خف إذ دلا )
( وبصري اهلكنا بتاء وضمها ... يعدون فيه الغيب شايع دخللا )
( وفي سبأ حرفان معها معاجزين ... خق بلا مد وفي الجيم ثقلا )
( والاول مع لقمان يدعون غلبوا ... سوى شعبة والياء بيتي جملا ) (1/120)
سورة المؤمنون
( أماناتهم وحد وفي سال داريا ... صلاتهم شاف وعظما كذي صلا )
( مع العظم واضمم واكسر الضم حقه ... بتنبت والمفتوح سيناء ذللا )
( وضم وفتح منزلا غير شعبة ... ونون تترا حقه واكسر الولا )
( وأن ثوى والنون حفف كفى ... وتهجرون بضم واكسر الضم أجملا )
( وفي لام لله الأخيرين حذفهما ... وفي الهاء رفع الجر عن ولد العلا )
( وعالم خفض الرفع عن نفر وفتح ... شقوتنا وامدد وحركه شلشلا )
( وكسرك سخريا بها وبصادها ... على ضمه أعطى شفاء وأكملا )
( وفب أنهم كسر شريف وترجعون ... في الضم فتح واكسر الجيم واكملا )
( وفي قال كم قل دون شك بعده ... شفا وبها ياء لعلي عللا ) (1/121)
سورة النور
( وحق وفرضنا ثقيلا ورأفة ... يحركه المكي وأربع أولا )
( صحاب وغير الحفص خامسة الأخير ... أن غضب التخفيف والكسر أدخلا )
( ويرفع بعد الجر يشهد شائع ... وغير أولي بالنصب صاحبه كلا )
( ودري اكسر ضمه حجة رضا ... وفي مده والهمز صحبته حلا )
( يسبح فتح البا كذا صف ويوقد ... المؤنث صف شرعا وحق تفعلا )
( وما نون البزي سحاب ورفعهم ... لدى ظلمات جر دار وأوصلا )
( كما استخلف اضممه مع الكسر صادقا ... وفي يبدلن الخف صاحبه دلا )
( وثاني ثلاث ارفع سوى صحبة وقف ... ولا وقف قبل النصب إن قلت أبدلا ) (1/122)
سورة الفرقان
( ونأكل منها النون شاع وجزمنا ... ويجعل برفع دل صافيه كملا )
( ونحر يا دار علا فيقول نون ... شام وخاطب تستطيعون عملا )
( ونزل زده النون وارفع وخف ... الملائكة المرفوع ينصب دخللا )
( تشقق خف الشين مع قاف غالب ... ويأمر شاف واجمعوا سرجا ولا )
( ولم يقتروا اضمم عم والكسر ضم ثق ... يضاعف ويخلد رفع جزم كذي صلا )
( ووحد ذرياتنا حفظ صحبة ... ويلقون فاضممه وحرك مثقلا )
( سوى صحبة والياء قومي وليتني ... وكم لو وليت تورث القلب أنصلا ) (1/123)
سورة الشعراء
( وفي حاذرون المد ماثل فارهين ... ذاع وخلق اضمم وحرك به العلا )
( كما في ند والأيكة اللام ساكن ... مع الهمز واخفضه وفي صاد غيطلا )
( وفي نزل التحفيف والروح والأمين ... رفعهما علو سما وتبجلا )
( وأنث يكن لليحصبي وارفع آية ... وفا فتوكل واو ظمآنه حلا )
( ويا خمس أجري مع عبادي ولي معي ... معا مع أبي إني معا ربي انجلا ) (1/124)
سورة النمل
( شهاب بنون ثق وقل يأتينني ... دنا مكث افتح ضمه الكاف نوفلا )
( معا سبأ افتح دون نون حمى هدى ... وسكنه وانو الوقف زهرا ومندلا )
( ألا يسجدوا راو وقف مبتلى ألا ... ويا واسجدوا وابدأه بالضم موصلا )
( أراد ألا ياهؤلاء اسجدوا وقف ... له قبله والغير أدرج مبدلا )
( وقد قيل مفعولا وإن أدغموا بلا ... وليس بمقطوع فقف يسجدوا ولا )
( ويخفون خاطب يعلنون على رضا ... تمدونني الإدغام فاز فثقلا )
( مع السوق ساقيها وسوق اهمزوا زكا ... ووجه بهمز بعده الواو وكلا )
( نقولن فاضمم رابعا ونبيتنه ... ومعا في النون خاطب شمردلا )
( ومع فتح أن الناس ما بعد مكرهم ... لكوف وأما يشركون ند حلا )
( وشدد وصل وامدد بل ادارك الذي ... ذكا قبله يذكرون له حلا )
( بهادي معا تهدي فشا العمي ناصبا ... وباليا لكل قف وفي الروم شمللا )
( وآتوه فاقصر وافتح الضم علمه ... فشا تفعلون الغيب حق له ولا )
( ومالي وأوزعني وإني كلاهما ... ليبلوني الياءات في قول من بلا ) (1/125)
سورة القصص
( وفي نري الفتحان مع ألف ويائه ... وثلاث رفعها بعد شكلا )
( وحزنا بضم مع سكون شفا ويصدرا ... اضمم وكسر الضم ظاميه أنهلا )
( وجذوة اضمم فزت والفتح نل وصحبة ... كهف ضم الرهب واسكنه ذبلا )
( يصدقني ارفع جزمه في نصوصه ... وقل قال موسى واحذف الواو دخللا )
( نما نفر بالضم والفتح يرجعون ... سحران ثق في ساحران فتقبلا )
( ويجبى خليط يعقلون حفظته ... وفي خسف الفتحين حفص تنخلا )
( وعندي وذو الثنيا وإني أربع ... لعلي معا ربي ثلاث معي اعتلا ) (1/126)
سورة العنكبوت
( يروا صحبة خاطب وحرك ومد في النشاءة ... حقا وهو حيث تنزلا )
( مودة المرفوع حق رواته ... ونونه وانصب بينكم عم صندلا )
( ويدعون نجم حافظ وموحد ... هنا آية من ربه صحبة دلا )
( وفي ونقول الياء حصن ويرجعون ... صفو وحرف الروم صافية حللا )
( وذات ثلاث سكنت بانبوئنن ... مع خفه والهمز بالياء شمللا )
( وإسكان ول فاكسر كما حج جا ندى ... وربي عبادي أرضي اليا بها انجلا ) (1/127)
ومن سورة الروم إلى سورة سبأ
( وعاقبة الثاني سما وبنونه ... نذيق زكا للعالمين اكسروا علا )
( ليربوا خطاب ضم والواو ساكن ... أتى واجمعوا آثار كم شرفا علا )
( وينفع كوفي وفي الطول حصنه ... ورحمة ارفع فائزا ومحصلا )
( ويتخذ المرفوع غير صحابهم ... تصعر بمد خف إذ شرعه حلا )
( وفي نعمة حرك وذكر هاؤها ... وضم ولا تنوين عن حسن آعتلا )
( سوى ابن العلا والبحر أخفي سكونه ... فشا خلقه التحريك حصن تطولا )
( لما صبروا فاكسر وخفف شذا وقل ... بما يعملون اثنان عن ولد العلا )
( وبالهمز كل اللأء والياء بعده ... ذكا وبياء ساكن حج هملا )
( وكالياء مكسورا لورش وعنهما ... وقف مسكنا والهمز زاكيه بجلا )
( وتظاهرون اضممه واكسر لعاصم ... وفي الهاء حفف وامدد الظاء ذبلا )
( وخففه ثبت وفي قد سمع كما ... هنا وهنا الظاء حفف نوفلا )
( وحق صحاب قصر وصل الظنون ... والرسول السبيلا وهو في الوقف في حلا )
( مقتم لحفص ضم والثن عم في الدخان ... وآتوها على المد ذو حلا )
( وفي الكل ضم الكسر في أسوة ندى ... وقصر كفا حق يضاعف مثقلا )
( وباليا وفتح العين رفع العذاب حصن ... حسن وتعمل نؤت بالياء شمللا )
( وقرن افتح إذ نصوا يكون له ثوى ... يحل سوى البصري وخاتم وكلا )
( بفتح نما ساداتنا اجمع بكسرة ... كفى وكثيرا نقطة تحت نفلا ) (1/128)
سورة سبأ وفاطر
( وعالم قل علام شاع ورفع ... خفضه عم من رجز أليم معا ولا )
( على رفع خفض الميم دل عليمه ... ونخسف نشأ نسقط بها الياء شمللا )
( وفي الريح رفع صح منسأته سكون ... همزته ماض وأبدله إذ حلا )
( مساكنهم سكنه واقصر على شذا ... وفي الكاف فافتح عالما فتبجلا )
( نجازي بياء وافتح الزاي والكفور ... رفع سماكم صاب أكل أضف حلا )
( وحق لوا باعد بقصر مشددا ... وصدق للكوفي جاء مثقلا )
( وفزع فتح الضم والكسر كامل ... ومن أذن اضمم حلو شرع تسلسلا )
( وفي الغرفة التوحيد فاز ويهمز ... التتناوش حلوا صحبة وتوصلا )
( وأجري عبادي ربي اليا مضافها ... وقل رفع غير الله بالخفض شكلا )
( ونجزي بياء ضم مع فتح زايه ... وكل به ارفع وهو عن ولد العلا )
( وفي السيء المخفوض همزا سكونه ... فشا بينات قصر حق فتى علا ) (1/130)
سورة يس
( وتنزيل نصب الرفع كهف صحابه ... وخفف فعززنا لشعبه محملا )
( وما علمته يحذف الهاء صحبة ... ووالقمر ارفعه سما ولقد حلا )
( وخا يخصمون افتح سما لذ وأخف ... حلو بر وسكنه وخفف فتكملا )
( وساكن شغل ضم ذكرا وكسر في ... ظلال بضم واقصر اللام شلشلا )
( وقل جبلا مع كسر ضميه ثقله ... أخو نصرة واضمم وسكن كذي حلا )
( وننكسه فاضممه وحرك لعاصم ... وحمزة واكسر عنهما الضم أثقلا )
( لينذر دم غصنا والاحقاف هم بها ... بخلف هدى مالي وإني معا حلا ) (1/131)
سورة الصافات
( وصفا وزجرا ذكرا ادغم حمزة ... وذروا بلا روم بها التا فثقلا )
( وخلادهم بالخلف فالملقيات ... فالمغيرات في ذكرا وصبحا فحصلا )
( بزينة نون في ند والكواكب ... انصبوا صفوة يسمعون شذا علا )
( بثقليه واضمم تا عجبت شذا وساكن ... معا أو آباؤنا كيف بللا )
( وفي ينزفون الزاي فاكسر شذا وقل ... في الاخرى ثوى واضمم يزفون فاكملا )
( وماذا تري بالضم والكسر شائع ... وإلياس حذف الهمز بالخلف مثلا )
( وغير صحاب رفعه الله ربكم ... ورب وإلياسين بالكسر وصلا )
( مع القصر مع إسكان كسر دنا غنى ... وإنني وذو الثنيا وأني أجملا ) (1/132)
سورة ص
( وضم فواق شاع خالصة أضف ... له الرحب وحد عبدنا قبل دخللا )
( وفي يوعدون دم حلا وبقاف دم ... وثقل غساقا معا شائد علا )
( وآخر للبصري بضم وقصره ... ووصل اتخذناهم حلا شرعه ولا )
( وفالحق في نصر وخذ ياء لي معا ... وإني وبعدي مسني لعنتي إلى ) (1/133)
سورة الزمر
( أمن خف حرمي فشا مد سالما ... مع الكسر حق عبده اجمع شمردلا )
( وقل كاشفات ممسكات منونا ... ورحمته مع ضره النصب حملا )
( وضم قضى واكسر وحرك وبعد رفع ... شاف مفازات آجمعوا شاع صندلا )
( وزد تأمروني النون كهفا وعم خففه ... فتحت خفف وفي النبأ العلا )
( لكوف وخذ يا تأمروني أرادني ... وإني معا مع يا عبادي فحصلا ) (1/134)
سورة المؤمن
( ويدعون خاطب إذ لوى هاء منهم ... بكاف كفى أو أن زد الهمز ثملا )
( وسكن لهم واضمم بيظهر واكسرن ... ورفع الفساد انصب إلى عاقل حلا )
( فأطلع ارفع غير حفص وقلب نو ... ونوا من حميد أدخلوا نفر صلا )
( على الوصل واضمم كسره يتذكرون ... كهف سما واحفظ مضافاتها العلا )
( ذروني وادعوني وإني ثلاثة ... لعلي وفي مالي وأمري مع إلى ) (1/134)
سورة فصلت
( وإسكان نحسات به كسره ذكا ... وقول مميل السين لليث أخملا )
( ونحشر ياء ضم مع فتح ضمه ... وأعداد خذ والجمع عم عقنقلا )
( لدى ثمرات ثم يا شركائي المضاف ... ويا ربي به الخلف بجلا ) (1/135)
سورة الشورى والزخرف والدخان
( ويوحى بفتح الحاء دان ويفعلون ... غير صحاب يعلم ارفع كما اعتلا )
( بما كسبت لا فاء عم كبير في ... كبائر فيها ثم في النجم شمللا )
( ويرسل فارفع مع فيوحي مسكنا ... أتانا وأن كنتم بكسر شذا العلا )
( وينشأ في ضم وثقل صحابه ... عباد برفع الدل في عند غلغلا )
( وسكن وزد همزا كواو أؤشهدوا ... أمينا وفيه المد بالخلف بللا )
( وقل قال عن كفؤ وسقفا بضمه ... وتحريكه بالضم ذكر أنبلا )
( وحكم صحاب قصر همزة جاءنا ... وأسورة سكن وبالقصر عدلا )
( وفي سلفا ضما شريف وصاده ... يصدون كسر الضم في حق نهشلا )
( ءآلهة كوف يحقق ثانيا ... وقل ألفا للكل ثالثا ابدلا )
( وفي تشتهيه تشتهي حق صحبة ... وفي ترجعون الغيب شايع دخللا )
( وفي قيله اكسر واكسر الضم بعد في ... نصير وخاطب تعلمون كما انجلا )
( بتحتي عبادي اليا ويغلي دنا علا ... ورب السموات اخفضوا الرفع ثملا )
( وضم اعتلوه اكسر غنى إنك افتحوا ... ربيعا وقل إني ولي الياء حملا ) (1/135)
سورة الشريعة والأحقاف
( معا رفع آيات على كسره شفا ... وإن وفي أضمر بتوكيد اولا )
( لنجزي يا نص سما وغشاوة ... به الفتح والإسكان والقصر شملا )
( ووالساعة ارفع غير حمزة حسنا المحسن ... إحسانا لكوف تحولا )
( وغير صحاب أحسن ارفع وقبله ... وبعد بياء ضم فعلان وصلا )
( وقل عن هشام أدغموا تعدانني ... نوفيهم باليا له حق نهشلا )
( وقل لا ترى بالغيب واضمم وبعده ... مساكنهم بالرفع فاشيه نولا )
( وياء ولكنني ويا تعدانني ... وإني وأوزعني بها خلف من بلا ) (1/137)
ومن سورة محمد صلى الله عليه وسم إلى سورة الرحمن عز و جل
( وبالضم واقصر واكسر التاء قاتلوا ... على حجة والقصر في آسن دلا )
( وفي آنفا خلف هدى وبضمهم ... وكسر وتحريك وأملي حصلا )
( وأسرارهم فاكسر صحابا ونبلوننكم ... نعلم اليا صف ونبلو وآقبلا )
( وفي يؤمنوا حق وبعد ثلاثة ... وفي ياء يؤتيه غدير تسلسلا )
( وبالضم ضرا شاع والكسر عنهما ... بلام كلام الله والقصر وكلا )
( بما يعملون حج حرك شطأه ... دعا ماجد واقصر فآزره ملا )
( وفي يعملون دم يقول بياء آذ ... صفا واكسروا أدبار إذ فاز دخللا )
( وباليا ينادي قف دليلا بخلفه ... وقل مثل ما بالرفع شمم صندلا )
( وفي الصعقة اقصر مسكن العين راويا ... وقوم بخفض الميم شرف حملا )
( وبصر وأتبعنا بواتبعت وما ... ألتنا اكسروا دنيا وإن افتحوا آلجلا )
( رضا يصعقون اضممه كم نص والمسيطرون ... لسان عاب بالخلف زملا )
( وصاد كزاي قام بالخلف ضبعه ... وكذب يرويه هشام مثقلا )
( تمارونه تمرونه وافتحوا شذا ... مناءة للمكي زد الهمز واحفلا )
( ويهمز ضيزى خشعا خاشعا شفا ... حميدا وخاطب تعلمون فطب كلا ) (1/138)
سورة الرحمن عز و جل
( ووالحب ذو الريحان رفع ثلاثها ... بنصب كفى والنون بالخفض شكلا )
( ويخرج فاضمم وافتح الضم إذ حمى ... وفي المنشآت الشين بالكسر فاحملا )
( صحيحا بخلف نفرغ الياء شائع ... شواظ بكسر الضم مكيهم جلا )
( ورفع نحاس جر حق وكسر وميم ... يطمث في الاولى ضم تهدى وتقبلا )
( وقال به لليث في الثان وحده ... شيوخ ونص الليث بالضم الأولا )
( وقول الكسائي ضم أيهما تشا ... وجيه وبعض المقرئين به تلا )
( وآخرها يا ذي الجلال ابن عامر ... بواو ورسم الشام فيه تمثلا ) (1/140)
سورة الواقعة والحديد
( وحور وعين خفض رفعهما شفا ... وعربا سكون الضم صحح فاعتلى )
( وخف قدرنا دار وانضم شرب في ... ندى الصفو واستفهام إنا صفا ولا )
( بموقع بالإسكان والقصر شائع ... وقد أخذ اضمم واكسر الخاء حولا )
( وميثاقكم عنه وكل كفى ... وأنظرونا بقطع واكسر الضم فيصلا )
( ويؤحذ غير الشام ما نزل الخفيف ... إذ عز والصادان من بعد دم صلا )
( وآتاكم فاقصر حفيظا وقل هو الغني ... هو احذف عم وصلا موصلا ) (1/140)
ومن سورة المجادلة إلى سورة ن
( وفي يتناجون اقصر النون ساكنا ... وقدمه واضمم جيمه فتكملا )
( وكسر انشزوا فاضمم معا صفو خلفه ... علا عم وامدد في المجالس نوفلا )
( وفي رسلي اليا يخربون الثقيل حز ... ومع دولة أنث يكون بخلف لا )
( وكسر جدار ضم والفتح واقصروا ... ذوي أسوة إني بياء توصلا )
( ويفصل فتح الضم نص وصاده ... بكسر ثوى والثقل شافيه كملا )
( وفي تمسكوا ثقل حلا ومتم لا ... تنونه واخفض نوره عن شذا دلا )
( ولله زد لاما وأنصار نونا ... سما وتنجيكم عن الشام ثقلا )
( وبعدي وأنصاري بياء إضافة ... وخشب سكون الضم زاد رضا حلا )
( وخف لووا إلفا بما يعملون صف ... أكون بواو وانصبوا الجزم حفلا )
( وبالغ لا تنوين مع خفص أمره ... لحفص وبالتخفيف عرف رفلا )
( وضم نصوحا شعبة من تفوت ... على القصر والتشديد شق تهللا )
( وآمنتمو في الهمزتين أصوله ... وفي الوصل الاولى قنبل واوا ابدلا )
( فسحقا سكونا ضم مع غيب يعلمون ... من رض معي باليا وأهلكني انجلا ) (1/141)
ومن سورة ن إلى سورة القيامة
( وضمهم في يزلقونك خالد ... ومن قبل فاكسر وحرك روى حلا )
( ويخفى شفاء ماليه ماهيه فصل ... وسلطانيه من دون هاء فتوصلا )
( ويذكرون يؤمنون مقاله ... بخلف له داع ويعرج رتلا )
( وسال بهمز غصن دان وغيرهم ... من الهمز أو من واو او ياء أبدلا )
( ونزاعة فارفع سوى حفصهم وقل ... شهاداتهم بالجمع حفص تقبلا )
( إلى نصب فاضمم وحرك به علا ... كرام وقل ودا به الضم أعملا )
( دعائي وإني ثم بيتي مضافها ... مع الواو فافتح إن كم شرفا علا )
( وعن كلهم أن المساجد فتحه ... وفي أنه لما بكسر صوى العلا )
( ونسلكه يا كوف وفي قال إنما ... هنا قل فشا نصا وطاب تقبلا )
( وقل لبدا في كسره الضم لازم ... بخلف ويا ربي مضاف تجملا )
( ووطأ وطاء فاكسروه كما حكوا ... ورب بخفض الرفع صحبته كلا )
( وثا ثلثه فانصب وفا نصفه ظبى ... وثلثي سكون الضم لاح وجملا )
( ووالرجز ضم الكسر حفص إذا قل اذ ... وأدبر فاهمزه وسكن عن اجتلا )
( فبادر وفامستنفره عم فتحه ... وما يذكرون الغيب خص وخللا ) (1/143)
ومن سورة القيامة إلى سورة النبأ
( ورا برق افتح آمنا يذرون مع ... يحبون حق كف يمنى علا علا )
( سلاسل نون إذ رووا صرفه لنا ... وبالقصر قف من عن هدى خلفهم فلا )
( زكا وقواريرا فنونه إذ دنا ... رضا صرفه واقصره في الوقف فيصلا )
( وفي الثان نون إذ رووا صرفه وقل ... يمد هشام واقفا معهم ولا )
( وعاليهم اسكن واكسر الضم إذ فشا ... وخضر برفع الخفض عم حلا علا )
( واستبرق حرمي نصر وخاطبوا ... تشاءون حصن وقتت واوه حلا )
( وبالهمز باقيهم قدرنا ثقيلا إذ ... رسا وجمالات فوحد شذا علا ) (1/145)
ومن سورة النبأ إلى سورة العلق
( وقل لابثين القصر فاش وقل ولا ... كذابا بتخفيف الكسائي أقبلا )
( وفي رفع با رب السموات خفضه ... ذلول وفي الرحمن ناميه كملا )
( وناخرة بالمد صحبتهم وفي ... تزكى تصدى الثان حرمي اثقلا )
( فتنفعه في رفعه نصب عاصم ... وإنا صببنا فتحه ثبته تلا )
( وخفف حق سجرت ثقل نشرت ... شريعة حق شعرت عن أولي ملا )
( وظابضنين حق راو وخف في ... فعد لك الكوفي وحقك يوم لا )
( وفي فاكهين اقصر علا وختامه ... بفتح وقدم مده راشدا ولا )
( يصلى ثقيلا ضم عم رضا دنا ... وباتركبن اضمم حيا عم نهلا )
( ومحفوظ اخفض رفعه خص وهو في ... المجيد شفا والخف قدر رتلا )
( وبل يوثرون حز وتصلى يضم حز ... صفا تسمع التذكير حق وذو جلا )
( وضم أولوا حق ولاغية لهم ... مصيطر اشمم ضاع والخلف قللا )
( وبالسين لذ والوتر بالكسر شائع ... فقدر يروي اليحصبي مثقلا )
( وأربع غيب بعد بل لا حصولها ... يحضون فتح الضم بالمد ثملا )
( يعذب فافتحه ويوثق راويا ... وياءان في ربي وفك ارفعن ولا )
( وبعد اخفضن واكسر ومد منونا ... مع الرفع إطعام ندى عم فانهلا )
( ومؤصدة فاهمز معا عن فتى حمى ... ولا عم في والشمس بالفاء وانجلا ) (1/145)
ومن سورة العلق إلى آخر القرآن
( وعن قنبل قصرا روى ابن مجاهد ... رآه ولم يأخذ به متعملا )
( ومطلع كسر اللام رحب وحرفي ... البرية فاهمز آهلا متأهلا )
( وتا ترون اضمم في الاولى كما رسا ... وجمع بالتشديد شافيه كملا )
( وصحبة الضمين في عمد وعوا ... لإيلاف باليا غير شاميهم تلا )
( وإيلاف كل وهو في الخط ساقط ... ولي دين قل في الكافرين تحصلا )
( وها أبي لهب بالاسكان دونوا ... وحمالة المرفوع بالنصب نزلا ) (1/147)
باب التكبير
( روى القلب ذكر الله فاستسق مقبلا ... ولا تعد روض الذاكرين فتحملا )
( وآثر عن الآثار مثراة عذبه ... وما مثله للعبد حصنا وموئلا )
( ولا عمل أنجى له من عذابه ... غداة الجزا من ذكره متقبلا )
( ومن شغل القرآن عنه لسانه ... ينل خير أجر الذاكرين مكملا )
( وما أفضل الأعمال إلا افتتاحه ... مع الختم حلا وارتحالا موصلا )
( وفيه عن المكين تكبيرهم مع الخواتم ... قرب الختم يروى مسلسلا )
( إذا كبروا في آخر الناس أردفوا ... مع الحمد حتى المفلحون توسلا )
( وقال به البزي من آخر الضحى ... وبعض له من آخر الليل وصلا )
( فإن شئت فاقطع دونه أو عليه أو ... صل الكل دون القطع معه مبسملا )
( وما قبله من ساكن أو منون ... فللساكنين اكسره في الوصل مرسلا )
( وأدرج على إعرابه ما سواهما ... ولا تصلن هاء الضمير لتوصلا )
( وقل لفظه الله أكبر وقبله ... لأحمد زاد ابن الحباب فهللا )
( وقيل بهذا عن أبي الفتح فارس ... وعن قنبل بعض بتكبيره تلا ) (1/148)
باب مخارج الحروف وصفاتها التي يحتاج القارئ إليها
( وهاك موازين الحروف وما حكى ... جهابذة النقاد فيها محصلا )
( ولا ريبة في عينهن ولا ربا ... وعند صليل الزيف يصدق الابتلا )
( ولا بد في تعيينهن من الأولى ... عنوا بالمعاني عاملين وقولا )
( فأبدا منها بالمخارج مردفا ... لهن بمشهور الصفات مفصلا )
( ثلاث بأقصى الحلق واثنان وسطه ... وحرفان منها أول الحلق جملا )
( وحرف له أقصى اللسان وفوقه ... من الحنك احفظه وحرف بأسفلا )
( ووسطهما منه ثلاث وحافة اللسان ... فأقصاها لحرف تطولا )
( إلى ما يلي الأضراس وهو لديهما ... يعز وباليمنى يكون مقللا )
( وحرف بأدناها إلى منتهاه قد ... يلي الحنك الأعلى ودونه ذو ولا )
( وحرف يدانيه إلى الظهر مدخل ... وكم حاذق مع سيبويه به اجتلى )
( ومن طرف هن الثلاث لقطرب ... ويحيى مع الجرمي معناه قولا )
( ومنه ومن عليا الثنايا ثلاثة ... ومنه ومن أطرافها مثلها انجلى )
( ومنه ومن بين الثنايا ثلاثة ... وحرف من أطراف الثنايا هي العلا )
( ومن باطن السفلى من الشفتين قل ... وللشفتين اجعل ثلاثا لتعدلا )
( وفي أول من كلم بيتين جمعهما ... سوى أربع فيهن كلمة أولا )
( أهاع حشا غا وخلا قاريء كما ... جرى شرط يسرى ضارع لاح نوفلا )
( رعى طهر دين تمه ظل ذي ثنا ... صفا سجل زهد في وجوه بني ملا )
( وغنه تنوين ونون وميم إن ... سكن ولا إظهار في الأنف يجتلى )
( وجهر ورخو وانفتاح صفاتها ... ومستفل فاجمع بالأضداد أشملا )
( فمهموسها عشر ( حثت كسف شخصه ) ... ( أجدت كقطب ) للشديدة مثلا )
( وما بين رخو والشديدة ( عمرنل ) ... و ( واي ) حروف المد والرخوكملا )
( و ( قظ خص ضغط ) سبع علو ومطبق ... هو الضاد والظا أعجما وإن اهملا )
( وصاد وسين مهملان وزايهما ... صفير وشين بالتفشي تعملا )
( ومنجرف لام وراء وكررت ... كما المستطيل الضاد ليس بأغفلا )
( كما الألف الهاوي و ( آوي ) لعلة ... وفي ( قطب جد ) خمس قلقلة علا )
( وأعرفهن القاف كل يعدها ... فهذا مع التوفيق كاف محصلا )
( وقد وفق الله الكريم بمنه ... لإكمالها حسناء ميمونة الجلا )
( وأبياتها ألف تزيد ثلاثة ... ومع مائة سبعين زهرا وكملا )
( وقد كسيت منها المعاني عناية ... كما عريت عن كل عوراء مفصلا )
( وتمت بحمد الله في الخلق سهلة ... منزهة عن منطق الهجر مقولا )
( ولكنها تبغي من الناس كفؤها ... أخا ثقة يعفو ويغضي تجملا )
( وليس لها إلا ذنوب وليها ... فيا طيب الأنفاس أحسن تأولا )
( وقل رحم الرحمن حيا وميتا ... فتى كان للإنصاف والحلم معقلا )
( عسى الله يدني سعيه بجوازه ... وإن كان زيفا غير خاف مزللا )
( فيا خير غفار ويا خير راحم ... ويا خير مأمول جدا وتفضلا )
( أقل عثرتي وانفع بها وبقصدها ... حنانيك يا الله يا رافع العلا )
( وآخر دعوانا بتوفيق ربنا ... أن الحمد لله الذي وحده علا )
( وبعد صلاة الله ثم سلامه ... على سيد الخلق الرضا متنخلا )
( محمد المختار للمجد كعبة ... صلاة تباري الريح مسكا ومندلا )
( وتبدي على أصحابه نفحاتها ... بغير تناه زرنبا وقرنفلا ) (1/150)
عقود الجمان في
علم المعاني والبيان
تأليف
الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي
المتوفى سنة (911 )هـ
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الإخوة الأعزاء أقدم لكم ألفية البلاغة المسماة
(عقود الجمان في علم المعاني والبيان )
نظم الإمام العلامة جلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911هـ
وقد نظم فيها كتاب تلخيص المفتاح لجلال الدين القزويني المتوفى سنة (739)هـ
وقد اشتهر الإمام السيوطي بجودة النظم بل هو من أبرع الناظمين في زمانه . فقد نظم رحمه الله تعالى في أغلب فنون الآلة ولم يختر إلا الكتب المهمة الأجمع في كل فن وما عليه اعتماد المتأخرين :
في (علم النحو ) فقد نَظَمَ ألفية سماها : (الفريدة في النحو والتصريف والخط) وشَرَحها في كتاب سماه [المطالع السعيدة ] وهو مطبوع. ولكنها لم تشتهر كما اشتهرت ألفية ابن مالك وعلى الأخيرة الإعتماد في هذا الفن. وقد نظمها في ثلاثة أيام.
2- ( في علم البلاغة )نَظَمَ كتاب تلخيص المفتاح للقزويني السابق الذكر في ألفية تسمى (عقود الجمان في علم المعاني والبيان ) .وقد نظمها في يومين.
3- في (علم أصول الفقه ) نَظَمَ كتاب جمع الجوامع للعلامة تاج الدين السبكي رحمه الله تعالى الذي جمعه من زهاء مئة مصنف في الأصول في منظومه سماها ( الكوكب الساطع نظم جمع الجوامع ) في 1480 بيت .
4- في (علم مصطلح الحديث ) نَظَمَ كتاب مقدمة ابن الصلاح في ألفية لكنها لم تشتهر كاشتهار الفية الحافظ العراقي . لأنها أقعد في الفن ولإمامة مؤلفها وقد خُدمت بالشرح من نخبة من علماء الحديث .
وقد أوصى شيوخنا حفظهم الله تعالى بحفظ المتون لأنها تُرَسِّخ العلم في ذهن الطالب وتبني طالب العلم بناء محكماً.
وأعرف من طلاب العلم من حفظ هذه المنظومات وزاد عليها .(1/1)
فأوصيك يا طالب العلم بحفظ هذه المنظومات ولا تنثني عنها الإ لعارض الموت ..ولا تقل هذا من المحال .. فإن كلَّ ألفية لا تأخذ من طالب العلم سوى سنة واحدة فقط إذا واظب على حفظ ثلاثة أبيات كل يوم بإستثناء شهري رمضان والحج ..فإن كان طالب العلم لا يستطيع أن يفعل ما ذكر فليشتغل بالعبادة خيراً له .....وقد خُدمت هذه الألفيات بالشرح من عدد من العلماء.
وهذه المنظومة التي أقدمها أليكم لا أعلم أنها طُبعت مفردة إلى يومنا هذا فشمرت عن ساعد الجد وأمضيت في كتابتها زمنا ليس بالقصير وأتعبت نفسي رجاءخدمة لغة القرآن ورجاء النفع في الدارين... إلا أنها تحتاج إلى ضبط وتصحيح لبعض الأبيات ولإنشغالي عنها بعلوم أخرى أحببت ألا أحرم إخواني منها ممن هو بصدددراستها .
ولعدم تفرغي لضبطها آثرت نشرها على شبكة الإنترنت حتم يعم بها النفع للجميع .
راجيا الدعاء لي ولوالدي وذريتي ومشايخي ............والله من وراء القصد وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وكتبه أخوكم أبو عبدالله
…
قال الفقير عابد الرّحمن
و أفضل الصلاة و السلام
وهذه أرجوزة مثل الجمان
لخصت فيها ماحوى التلخيص مع
ما بين إصلاح لما ينتقد
و ضمّ ما فرقه للمشبه
و أن يزكى عملي و يعرضا ... الحمد للّه على البيان
على النبي أفصح الأنام
ضمنتها علم المعاني والبيان
ضمّ زيادات كأمثال اللمع
وذكر أشياء لها يعتمد
والله ربي أسأل النفع به
عن سوئه وأن ينيلنا الرّضا
مقدمة
يوصف بالفصاحة المركب
و غير ثان صفه بالبلاغة
فصاحة المفرد أن لا تنفرا
وعدم الخلف لقانون جلى
و فقده غرابة قد ارتجا
قيل وفقد كرهه في السمع
وفي الكلام فقده في الظاهر
في الكلمات وكذا التعقيد مع
فالضعف نحو جفوني ولم
وذو تنافر أتاك النصر
كذاك أمدحه الذي تكررا
لخلل في النظم أو في الانتقال
وأن لا يكثر التكرّر
وحدّها في متكلم شهر
بلاغة الكلام أن يطابقا
فصاحة والمقتضى مختل
فمقتضى تنكيره وذكره(1/2)
كذا خطاب للذكيّ والغبيّ
مع كلمة تصحبها فالفعل ذا
والارتفاع في الكلام وجبا
وفقدها انحطاطه فالمقتضى
ويوصف اللفظ بتلك باعتبار
وقد يسمى ذاك بالفصاحة
بطرفين حدّ الاعجاز عل
هو الذي إذا لدونه نزل
بينهما مراتب وتتبع
وحدها في متكلم كما
فهو فصيح من كليم أو كلام
قلت ووصف من بديع حرّره
ومرجع البلاغة التحرز
والميز للفصيح من سواه ذا
في النحو والذي سوى التعقد
وما به عن الخطا في التأدية
وما عن التعقيد فالبيان ... ومفرد و منشئ مرتب
و مثلها في ذلك البراعة
حروفه كهعخع استشزرا
كالحمد لله العلي الأجلل
كفاحما ومرسنا مسرجا
نحو جرشاه وذا ذو منع
لضعف تأليف وللتنافر
فصاحة في الكلمات تتبع
أجف الأخلاء وما كنت عمى
كليس قرب قبر حرب قبر
والثالث الخفاء في قصد عرا
إلى الذي يقصده ذوو المقال
ولا الإضافات وفيه نظر
ملكة على الفصيح يقتدر
لمقتضى الحال وقد توافقا
حسب مقامات الكلام يؤلف
والفصل الايجاز خلاف غيره
وكلمة لها مقام أجنبي
إن ليس كالفعل الذي تلا إذا
بأن يطابق اعتبارا ناسبا
مناسب من اعتبار مرتضى
إفادة المعنى بتركيب يصار
ولبلاغة الكلام ساحة
وماله مقارب والأسفل
فهو كصوت الحيوان مستفل
بلاغة محسنات تبدع
مضى فمن إلى البلاغة انتمى
وعكس ذا ليس يناله التزام
شيخي وشيخه الامام حيدره
عن الخطأ في ذكر معنى يبرز
يعرف في اللغة والصرف كذا
المعنوي يدرك بالحسّ قد
محترز علم المعاني سميه
ثم البديع مابه استحسان
الفن الأول: علم المعاني
و حده علم به قد تعرف
مما بها تطابق لمقتضى
يحصر في أحوال الإسناد وفي
و مسند تعلقات الفعل
والفصل والإيجاز والإطناب ... أحوال لفظ عربي يؤلف
حال وحدى سالم ومرتضى
أحوال مسند إليه فاعرف
و القصر و الإنشاء ثمّ الوصل
و نحوه تأتيك في أبواب
مسئلة
محتمل للصدق والكذب الخبر
تطابق الواقع صدق الخبر
و قيل بل تطابق اعتقاده
ففاقد اعتقاده لديه الجاحظ الصدق الذي يطابق
و فاقد مع اعتقاده الكذب(1/3)
و وافق الراغب في القسمين ... وغيره الإنشا و لا ثالث قر
وكذبه عدمه في الأشهر
ولو خطا والكذب في افتقاده
واسطة و قيل لا عليه
معتقدا و واقعا يوافق
وغير ذا ليس بصدق أو كذب
ووصف الثالث بالوصفين
أحوال الإسناد الخبري
القصد بالاخبار أن يفادا
أو كونه علمه و الأوّلا
لازمها الثاني وقد ينزل
لعدم الجري على موجبه
فليقتصر على الذي يحتاج له
فان يخاطب خالي الذهن من
عن المؤكدات أو مردّد
أو منكرا فأكدن وجوبا
أولها سمّ ابتدائيا وما
تاليه للانكار ثم مقتضى
وربما خولف ذا فليورد
إذا له قدم ما يلوح
كمثل ما يجنح من تردّدا
ويجعل المقرّ مثل المنكر
كقولنا لمسلم وقد فسق
ويجعل المنكر إن كان معه
كغيره كقولك الاسلام حق
ثم من الاسناد ما يسمى
يسند فعل للذي له لدى
كقولنا أنبت ربنا البقل
وجاء زيد مع فقد الفعل
إسناده إلى الذي ليس له
وأنه يلابس الفاعل مع
من الزمان والمكان والسبب
وفاعل أصل وغير ذا مجاز
والسيل مفعم وليل ساري
وقد بنيت مسجدا وقائل
من ثم لم يحمل على ذا الحكم
فقل مجاز قول الألمعي
جذب الليالي أبطئ أو أسرعي
أفناه قيل الله للشمس اطلعى
أقسامه حقيقتان الطرفان
كأنبت البقل شباب العصر
وشاع في الإنشاء والقرآن
وشرطه قرينة تقال
قيامه في عادة بالمسند
كهزم الأمير جنده الغوى
وفهم أصله يكون واضحا
وذا خفا كسرّني منظركا
ويوسف أنكر هذاجاعله
حقيقة ونسبة الانبات له ... مخاطب حكما له أفادا
فائدة الاخبار سمّ واجعلا
عالم هذين كمن قد يجهل
وما أتى لغير ذا أول به
من الكلام وليعامل عمله
حكم ومن تردّد فلتغتنى
وطالبا فمستجيدا أكدا
بحسب الإنكار فالضروبا
تلاه فهو الطلبي وانتمى
ظاهره إيرادها كما مضى
كلام ذي الخلق كالمردد
بخبر فهو لفهم يجنح
لطلب فالحسن أن يؤكدا
إن سمة النكر عليه تظهر
يا أيها المسكين إن الموت حق
شواهد لو يتأمل مردعه
لمنكر والنفي فيه ما سبق
حقيقة عقلية كأن ما
مخاطب وشبهه فيما بدا
وأنبت الربيع قول من جهل(1/4)
علما وما يدعى المجاز العقلي
بل لملابس وقد أوّله
مفعوله ومصدر وما اتبع
فهو إلى المفعول غير ما انتصب
كعيشة راضية إذا تجاز
وجد ّ جدّهم ونهر جاري
أوّله يخرج قول الجاهل
أشاب كرّ الدهر دون علم
ميز عنه قنزعا عن قنزع
لقوله عقيب هذا المطلع
حتى إذا واراك أفق فارجعي
أو فمجازان كذا مختلفان
والأرض أحياها ربيع الدهر
يقول يا هامان مثل ذان
أو معنوية كما يحال
أو عقل أو يصدر من موحد
وجاء بي إليك حبك القوي
كربحت تجارة أى ربحا
أى سرني الله لدى رؤيتكا
كناية بأن أراد فاعله
قرينة وقد أباه النقله
أحوال المسند إليه
فلاجتناب عبث قل حذفه
أو قدر فهمه وجنح لدليل
أو صونه عن ذكره أو صونكا
أو كونه معينا أو ادعا
وذكره للأصل أو يحتاط إذ
أو سامع ليس بذي تذكير
أو قصده تحقيره او رفعته
أو بسطه الكلام حيث يطلب
وكونه معرفة فمضمر
والأصل في الخطاب ان يعينا
كقوله سبحانه ولو ترى
وعلم لأجل أن يحضر في
في الابتدا كقل هو الله أحد
أو لتبرك ولذة وما
أو فقد علم سامع غير الصلة
أو هجنة التصريح بالاسم كذا
أو لإشارة إلى وجه البنا
ذرية لرفع شأن المسند
ذريعة لأجل تحقيق الخبر
واسم إشارة لكي يميزا
كذا لتعريض بأن السامع
أو لبيان حاله من قرب
أو رفعه بالبعد أو تحقر
أو لم يكن بغير ذاك يعرف
ثم بأل إشارة لما عهد
لواحد لعهده في الذهن
كالنكر معنى ولأفراد تعم
ومنه عرفي وعموم المفرد
ورجلين مع قول لا رجال
ولا تنافي بين الاستغراق
لأنه يدخل مع قطع النظر
للاختصار أو لتعظيم المضاف
هذين أو إهانة كعبدي
قلت والاستغراق لكن سكتوا
ويوسف رأى الإشارة إلى
ودونه نكرة لوحدته
أو ضدّها أو كثرة أو قلته
قد كذبت رسل مثال فافهم
نحو بحرب ولضدّ ظنا
في دابة من ماء الذي تل
أو لتجاهل أو أن لا يدركا
ثم من القواعد المشتهره
تغايرا وإن يعرّف ثاني
شاهدها الذي روينا مسندا
ونقض السبكي ذى بأمثلة
ووصفه للكشف والتخصيص أو
وكونه أكد للتقرير مع
أو عدم الشمول والبيان قر(1/5)
والعطف للتفصيل بالايجاز في
به الخطا في جا أبوك لا الأجل
والشك والتشكيك قلت أو سوى
وبدل الشئ وبعض واشتمال
والفصل تخصيصا له بالمسند
وكونه مؤخرا فلاقتضا
وكونه مقدما إذ هو المهمّ
أو لتمكن خبر في الذهن إذ
أو سرعة السرور للتفاؤل
أو كونه يوهم الاستلذاذ به
ٍ قيل وللتخصيص بالفعل الخبر
أى بل سواى ولهذا لم يصحّ
ولا كما أنا رأيت أحدا
وما سوى التالي لتخصيص وردّ
أو شاركوا نحو أنا الذي علا
ونحو وحدي ثانيا ووردا
ولو نفى الفعل كأنت لا تذم
أنت إذ التأكيد للمحكوم لا
فهو لجنس أو لفرد حصره
وقال يوسف كذا إن قدرا
وإن يجز ولم يقدر أو منع
إلا منكر و لو إن أخرا
بجعله من الضمير مبدلا
من سبب سواه فالمنع لزم
بشرط فقد مانع التخصيص لا
جنس فلامتناع أن يراد ما
على انفراد فهو ليس يجنح
تخصيصه إذ أوّلوا بما أهر
و في جميع قوله هذا نظر
فيه ضمير في التقوى يقرب
لشبه خال صفة و من هنا
مما يرى تقديمه كالازم
و مثله غيرك لا يجود أى
و لم أقل مثلك أعنى به
و ربما قدّم إذ عم ككل
على انتفا الحكم عن المجموع لا
الشيخ إن في حيز النفى أتت
كقوله ما كل ما تمنى
كما أتى الرجال كلهم ولن
توجه النفى إلى الشمول ثم
كأصبحت أم الخيار تدعى ... أو لاختبار سامع هل ينبه
أقوى هو العقل له قلت عليل
أو لتأتي الجحدان تجنح لكا
أو المقام صيق أو سمعا
تعويله على القرينة انتبذ
أو كثرة الايضاح والتقرير
أو بركات شانه أو لذته
طول المقام كالذي يستعذب
إذ المقام غائب أو حاضر
مخاطب وفقد ذاك يعتنى
لكي يعم كل شخص قد يرى
ذهن بعينه باسمه الوفي
أو لكناية ورفعة وضد يوصل للتقرير أو إن فخما
كأنّ ما أهدى إليك يعمله
تنبيهه على الخطا ونحو ذا
لخبر وقد يكون ذا هنا
أو غيره أو لسواه وزد
وقال في الايضاح في هذا نظر
أكمل تمييز كهذا من غزا
مستبلد كالبيت ذي المجامع
أو بعد أو تحقيره بالقرب
أو كونه بالوصف بعده حرى
قد زاده على المواضى يوسف
أو لحقيقة وربما ترد(1/6)
نحو ادخل السوق ولا عهد عنى
حقيقة كعالم الغيب قدم
أشمل إذ صح ّ وجود مفرد
في الدار دون ما إذا فرد يقال
و بين الافراد بالاتفاق
عن وحدة وبالاضافة استقرّ
إليه أو مضاف هذا أو خلاف
عبد إمام المسلمين عندي
عنه ومن أل ذا بهذى أثبت
نوع مجاز وترقق جلا
كرجل نوعية أو رفعته
وقد أتى لرفعة وكثرته
وغيره نكر قصدا لعظم
والنوع والافراد حقا عنا
أو قصد العموم إن نفيا ولى
ذو القول والسامع غير ذلك
إذا أتت نكرة مكررة
توافقا كذا المعرفان
لن يغلب اليسرين عسر أبدا
وقال ذى قاعدة مستشكله
تأكد والمدح والذمّ رأوا
توهم المجاز والسهو اندفع
لكشفه نحو أبو حفص عمر
ذا الباب والمسند أو ردّ نفى
أو صرف حكم للسوى في عطف بل
ذلك مما حرف عطف قد حوى
لزيد تقرير و إيضاح يقال
والميز من نعت وللتأكد
تقدم المسند أمر مرتضى
لكونه الأصل ومخرج عدم
في المبتدا تشوق له أخذ
أو لمساءة العدوّ العاذل
أو لازم الخاطر والذي شبه
تالى نفى نحو ما أنا أضرّ
ولا سواى القياس متضح
وما أنا ضربت إلامن عدا
على الذي يزعم غيره انفرد
بنحو لا غيري أكد أولا
تقوية الحكم كذا يولى الندا
فذا علا عن لا تذمّ ولو تضمّ
للحكم والفعل إن النكر تلا
كرجل جا لا رجال أو مره
فاعله معنى فقط مؤخرا
لم يستفد غير التقوّي فاستمع
ففاعلا في اللفظ أيضا قدرا
خشية فقد للخصوص إذ خلا
من ابتداء لا معرفا وسم
شرّ أهرّ ذا أذى أما على
أهر شر غير خير و أما
لقصدهم وإذ هموا قد صرحوا
الا فبالتنكير فظع شأن شر
قال وزيد عالم إذا استتر
من قام لا كمثله إذ ينسب
لم تك جملة ولا كهى بنا
مثلك لا يبخل يا ابن العالم
أنت إذا لم يك تعريض لشى
سواك يا فردا بلا مشبه
لم يأت إذ تأخيره هنا يدل
عن كل فرد وهو حكم قبلا
كل بأن أداته تقدمت
أو عمل المنفي فيه عنا
آخذ كل المال أو ذا قدّمن
أثبت للبعض وإلا فليعم
عليّ ذنبا كله لم أصنع
مسئلة
قد يخرج الكلام عما ذكرا
كنعم عبدا وضمير الشان
و عكسه إشارة للاعتنا(1/7)
حكما بديعا وادّعاء الشهرة
لسامع و الضدّ و التهكم
و غيرها زيادة التمكين قد
أو ليقوى داعى المأمور
أو المهابة و الاستعطاف
و عظم الأمر و تنبيه على
و قال في المفتاح كل ما ذكر
بل غيبة وأخواها قد نقل
ورد فالأشهر أنه أخصّ
من الثلاث بعد ذكر بسواه
لأن نقل القول في المهايع
و قد يخص كل موضع نكت
فالعبد إذ يحمد من يحق له
فكلها محرّك الاقبال
فيوجب الاقبال و الخطابا
للعون في كلّ مهم يقصد
و لم يكن في جملة كما في
ومن خلاف المقتضى إن جاوبا
بحمله على خلاف قصده
أو سائلا بغير ما قد سأله
ومنه ماض عن مضارع وضع
قلت وللاشراف أو إبراز كا
ومنه قلب كعرضت الابلا
ثالثها الأصح إن لم يقتضى
كمهمه مغبرة أرجاؤه
و منه ذكر جمع أو مثنى
والانتقال من خطاب بعض ذى ... من ذلك المضمر عما أظهرا
ليثبت التاليه في الأذهان
بكونه مميزا إذ ضمنا
أو الندا على كمال الفطنة
به كمثل ما إذا كان عمى
مثله بقوله الله الصمد
أو يدخل الروع على الضمير
قلت كذا الوصلة للأوصاف
علته وعود معناه على
ليس بمختص بذا الذي قدر
كل لآخر التفات مستقلّ
لأنه التعبير عن معنى ينص
منها ليرفل الكلام في حلاه
أنشط للاصغاء في المسامع
كمثل ما أم الكتاب قد حوت
ثم يجىء بالسمى المبجله
لمالك الأمور في المآل
بغاية الخضوع والتطلابا
وقس عليه كلّ ما قد يرد
عروس الافراح وفي الكشاف
مخاطبا بغير ما ترقبا
لأنه أولى به من ضده
لأنه الأولى أو المهمّ له
لكونه محققا نحو فزع
في معرض الحاصل غير ذلكا
على الحياض ثم هل ذا قبلا
معنى لطيفا لا وإلا فارتضى
كأن لون أرضه سماؤه
أو مفردا عن آخر قد عنا
إلى خطاب آخر نوع شذى
أحوال المسند
فتركه لا مضى و يحتمل
و شرطه قرينة كذكر
قد يجى من أوّل أو آخر
و خبر المبتدا أو إن أو
و ذكره لا مضى أو حتم
قلت وللتعجيب في المفتاح قد
لكونه لا سببيا مع عدم
والسببي ما جرى لغير ما
و كنه فعلا لأن يقيدا
و اسما لفقد قيده ما ذكرا
إفادة الثبوت للاسم فقد(1/8)
و كونه مقيدا بقيد
ونحو كنت قائما كان الذي
و الترك للمانع كانتهاز
و كونه قيد بالشرط لأن
و كلها مبسوطة في النحو
فغير لو للشرط في الاستقبال
لكونها في الأصل للذي عدم
الماضي فيها والجزم إن ترد
جزما وللتوبيخ والذي يرى
كذا لتغليب الذي لم يتصف
في غير ما فنّ كمثل العمرين
قلت: ومن يشرط أن يغلبا
واختصتا بالجملة الفعلية
كمثل إبراز الذي لم يحصل
والقصد للرغبة في وقوعه
نحو لئن أشركت والتعريض سم
و منه مالى تلوه لا أعبد
خطابه الحقّ على وجه منع
نسبته للذّمّ و الاعانة
من نصحه إذ لم يرد له سوى
ولو لشرط الاض وانتفائه
فذاك باللازم هكذا اذكر
من ثم غالبا تلي الفعلية
و لانحتام كون ذاك واقعا
وقصد الاستحضار مثل ما أتى
قلت وأما نفيه فالأحرف
فما وإن كليس نفى الحال
وافترقا ن أنّ للتأكيد لن
قيل وللتأبيد لكن تركا
قال ولن لنفي ما قد قربا
ولم ولما نفى ماض وانفرد
و كون ما اسند ذا تنكر
كذاك للتفخيم أو للضعف
أو باضافة لكونها أتمّ
و كونه معرّفا ليفهما
ببعض ما عرف بالذي جهل
عهدا أو الجنس أرد كعكس
ذو اللام تحقيقا على شيئ كذا
ومن يقل معين للابتدا
وجملة تجئ للتقوية
فعلية شرطية لما مضى
فلاختصارها وفي تأخيره
وعكسه لكونه بالمسند
من ثم في لا ريب فيه أخرا
أو فهم الاخبار به من أول
قلت وللمفعول إنما بنى
أو السياق دل أو لا يصدر
كذاك للجهل والاختصار ... كليهما صبر جميل قد نقل
سؤال أو تقديره لخبر
وصالحا الذين عند السابر
كان على قبح وفعلا بعد لو
مجيئه بالفعل أو بالاسم
زاد وفي الايضاح ردّ وانفرد
إفادة القوة للحكم المتم
يسبقه كهند عبدها انتمى
بوقته ويفهم التجددا
قلت وقال بعض من تأخرا
إن كان ما يتلوه فعلا وانتقد
لنحو مفعول لزيد القيد
قيدت المنصوب لا العكس احتذى
لفرصة تغنم والايجاز
يفيد معنى الأدوات كيف عن
وابحث هنا في إن إذا ولو
لكنّ إن تختصّ بالمحال
جزما وعكسها إذا من ثمّ عمّ
تجاهلا أو لمخاطب فقد
كجاهل إذ ما على العلم جرى(1/9)
به على المصوف ثمّ ذا عرف
القانتين الخافقين القمرين
أدنى أو الأعلى فلن يصوبا
مستقبلا وتركه لنكتة
في صورة الحاصل والتفاؤل
وقيل والتعريض من فروعه
بمنصف الكلام ممن قد حكم
وحسنه إسماع من قد يقصد
غضبه إذ لم يكن فيما صنع
على قبوله لما أبانه
مراده لنفسه كما نوى
لا لانتفا المشروط أو بقائه
جماعة وشيخنا له نصر
وفعل جزأيها الزمن مضيه
وقصد الاستمرار جا مضارعا
في غير ذا وقد تقضى ضدتا
ستّ لمعنى كلّ حرف يؤلف
لا ولن لنفى الاستقبال
ونفى ما كان حصوله يظنّ
وخصه لاابن خطيب زملكا
والارتشاف فيه هذا قد أبى
لما بالاستغراق مع مدخول قد
لقصد أن لا عهد أو لم يحصر
وكونه مخصصا بالوصف
فائدة وتركه للفقد عمّ
مخاطب حكما على ما علما
أو لازما كذا أخي أو الأجل
ذين وقد يفيد قصر الجنس
مبالغا كهو الأمير والأذى
اسم وللاخبار وصف فارددا
أو سببيا كان كالاسمية
ظرفية تقديرها الفعل رضا
لنكتة اهتمام شأن غيره
إليه مخصوصا كما فيها عدى
كي لا يفيد الريب فيما غبرا
أو لتشوّق أو التفاؤل
لكونه في الذكر نصب الأعين
عن غيره أو كونه يحقر
والسجع والروى والايثار
تنبيه
غالب هذا الباب والذي خلا
الفعل أو بقية العوامل
في ذكره ليفهم التعلقا
فحذفه إن أطلق الاثبات له
لكونه نزل كالكلام لا
الفعل كانيا عن الفعل يخص
كشجو حسادك أن يرى بصر
أو لا يكون مثل ما تلونا
أما الذي يحذف وهو ما رفض
من بعد الابهام البيان مثل شا
أو دفع أن يبتدر الذهن إلى
بذكر الايقاع له بعد على
أو اختصار مع دليل قام له
كذا إفادة العموم بالكلام
ونحو ذا وكونه مقدّما
يقال ما أبو البقاء لمته
أما في الاشتغال فالتأكيد إن
وبعد تخصيص وهذا يغلب
وقد يفيد في الجميع الاهتمام
تقدير ما علق باسم الله به
تقديمه في سورة اقرأ فهنا
قلت وشرط الاختصاص منع أن
أو كان مصلحا لأن يركبا
ويرفع الخلاف قول السبكي
وبعض معمولاته يقدم
والاقتضا لمعدل كأول
يحصل بالتأخير في معناه أو
وقد يجى عن مصدر سواه(1/10)
ونكتة التمييز حين حوّلا ... يجىء في سواهما تأملا
مع اسمها المنصوب مثل الفاعل
دون إفادة الوقوع مطلقا
أو نفيه للاسم أعنى فاعله
مقدر فيه فأما جعلا
معمول دل عليه نوع نص
أي أن يكون مبصرا لما ظهر
هل يستوي الذين يعلمونا
فلائقا قدر وفي هذا الغرض
مالم يك التباسه مستوحشا
غير المراد واعتناء كملا
صريحه أو أدب مع العلا
أو هجنة أو أن تراعى الفاصله
كقوله يدعو إلى دار السلام
لرد تعيين الخطا من ثم ما
ولا سواه لا ولكن عبته
قدر ما فسر قبله يعن
فيه كيا ربي إليك أرغب
به ومن ثم الصواب في المقام
مؤخرا فان يرد بسببه *
كان القراءة الأهم المعتنى
يستوجب التقديم أو بالوضع عن
وبعضهم للاختصاص قد أبى
ليس رديف الحصر غير شك
على السوى إذ أصله التقدم
أعطى وكالفاعل أو لخلل
تناسب والاختصاص قد حكوا
لنكتة تدرك من فحواه
فخامة تدرك حين يجتلى
الباب الخامس:القصر
إما حقيقي وإما غير ذا
أعم معنى أول الحقيقي
أي ماله وصف سواه يورد
والثاني منه غالب كليس في
مبالغا إذ غيره ما اعتد به
تخصيص أمر صفة دون صفه
تخصيصه الوصف بأمر دون ما
ضربان فالخطاب بالأول من
فقصر إفراد لقطع الشركة
فقصر قلب أو تساويا لدى
والشرط في الموصوف إذ ما يفرد
والقلب إن يوجد والتعيين عم
كالعطف زيد قائم لا قاعد
والنفي مع إلا كما محمد
وإنما وما أصاب الجاحد
كذا إذا قدمته نحو بنا
قلت وقيل أن بالفتح وما
وذكر مسند إليه وكذا
واختلفت من أوجه فالوضع قل
والأصل ذكر مثبت والمنفي
وربما لكره الاطناب سقط
والنفي لا يجامع الثاني فلا
وللأخيرين وقد تجامع
وقيل شرط جمعه مع إنما
وقيل شرط الحسن وهو أقرب
وجحده لما له يستعمل
فخذ له الثاني لأمر ناسبا
كمثل ما محمد إلا رسول
أي هو مقصور عليها ما عدا
وقوله:إن أنتم إلا بشر
مخاطب على ادّعا الرساله
من المجاراة لخصم كي عثر
وإنما بعكسه كأنما
وربما ينزل المجهول في
ثم على العطف لها مزيه
ومثلها التقديم في التعريض
يجئ بين مبتدا وخبر(1/11)
وأخرن ما عليه قد قصر
تقديم هذين لئلا يلزما
وأخرن في إنما لئلا
في القصر والمنع من الجمع للا
لأن نفي فارغ الاستثنا
منه مقدّر وعاما ناسبا
شيئ بالا منه جاء قطعا ... فالقصر للموصوف والوصف اللذا
كأنما محمد صديقي
وهو عزيز لا يكاد يوجد
ذا الدار إلا ذا وربما يفى
وأول المجاز خذ لا يشتبه
أو وضعت عنها وثاني ذى الصفه
سواه أو مكان ذاك فهما
ضربيهما لمن لشركة يظن
والثاني من يعتقد العكس التى
مخاطب فقصر تعيين بدا
أن لا تنافي في الصفات يوجد
وطرق القصر كثيرة تضم
وليس عمرو شاعرا بل حامد
إلا رسول ما الحمى إلا اليد
كأنما الله إله واحد
مرّ وفي الوصف تميمى أنا
كأنما يوحى إليّ أنما
تعريفه ومسند وغير ذا
للكل لا التقديم فالفحوى يدل
في أوّل نعنى به في العطف
وفي البواقي ذكر مثبت فقط
لا تنف إن نفى بغيرها خلا
كأنما أنا الندى لا اللامع
أن لا يخصّ الوصف بالذي انتمى
وأصل ثان جهل من يخاطب
ويجعل المعلوم كالذ يجهل
واستعملنه مفردا أو قالبا
إذ أعظموا مماته مثل الجهول
إلى التبرى من هلاك وردى
لزاعم الرسل سواه وأصر
وقولهم إن نحن مثل القاله
إرادة التبكيت لا للنفي قر
هذا أخواك أي فرق وارحما
دعوى الظهور كسواه فتفي
إذ يعلم الحكمان بالمعيه
وخير ما تورد في التعريض
والفعل مع تعلق لا المصدر
مستثنيا مع الأداة وندر
قصر الصفات قبل أن تتمما
يعرض لبس غير مثل إلا
وإنما جا القصر في الذي خلا
موجه إلى الذي يستثنى
تاليه جنسا فاذا ما أوجبا
ووضع ذى هنا أتم صنعا
الباب السادس:الانشاء
وإنما المقصود منه الطلبي
أنواعه منها التمني ووضع
كمثل يا ليت الشباب عائد
لفقده علما وهكذا بلو
هلا وألا بانقلاب الهاء مع
إذ أشربا معنى التمنى ليفى
مستقبل هلا أتيت هلا
فانصب جوابها كليت والخبر
ومنها الاستفهام بالهمز وهل
أنى متى أيان فالهمز اذكر
نحو أزيد قائم أذاك خلّ
تاليه أم منقطعا والثاني
نحو أزيد قام الجهولا
بها كفاعل ومفعول بما
قلت وذا الحكم لغيرها استقرّ(1/12)
وهل لتصديق فقط كهل أتى
من ثم لا يعطف بعدها بأم
إذ أفهم التقديم تصديقا حصل
وقال في المفتاح هل عبد عرف
جواز هل زيد وبعض عللا
رديف قد والهمز قبل حذفا
في كونها تفيد ذاك فضلا
وإنما الزمخشري قاله
وخصصت مضارعا بما يجى
كما يجى في همزة لأجل
من ثم أنتم شاكرون بعد هل
لأن إبراز الذي جدد في
على كمال الاعتنا بأن حصل
لأن هل للفعل أدعى منها
من ثم لا يحسن هل مليحى
وهل بسيط للوجود يطلب
فأول كهل سكونه وجد ... طالب ما يفقد وقت الطلب
ليت له ولو محالا فاستمع
وقد يجى بهل كهل من عاضد
ويوسف كأن منهما حذوا
لولا ولو ما بمزيد ما وقع
في الماض تنديم كذا التحضيض في
تجى وخذ تمنيا بعلا
تضمينه لفظ التمني مستطر
ما من وأيّ كم وكيف أين دلّ
لطلب التصديق والتصوّر
أم عسل قلت وذو التصديق حل
متصلا ولم يقبح بانى
عرفت ثم أولها المسئولا
مضى وفعل في أخلت المنتمى
كذاك في العروس والطيبي ذكر
زيد وهل عمرو أبو هذا الفتى
ونحو هل زيد اضر بت القبح أم
بالفعل نفسه خلاف ما اشتغل
قبح له ولازم عما وصف
قبحهما بأن هل تأصلا
لكثرة الوقوع قلت اختلفا
عن كونها لذاك وضعا أصلا
وكم إمام رد ذى المقاله
فلا تقل هل تطردين المرتجى
ذين لها تخصص بالفعل
من تشكروا لطلب الشكر أدل
معرض ثابت أدل إذ يفي
ومن أأنتم وعلى الثبوت دل
فتركه معها أدل كنها
منطلق إلا من الفصيح
وما وجوده لشى مركب
والثان هل سكونه دوم عهد
تنبيه
مستفهم التصديق يوسف وفى
ومن نفى مستفهم النفى بهل
بالباقيات يطلب التصور
أو لحقيقة المسمى وهل
ومن بها يطلب أن يعينا
وقيل ما للجنس والوصف تعم
وفي جواب ما أخوك المرتضى
لا وصفه واسأل بأى عما
واسأل بكم عن عدد وكيف عن
متى وأيان لذى استقبال
أنى ككيف تارة كأنى
وربما تستعمل الأداة في
تعجب كمثل مالي لا أرى
وللوعيد كألم أؤدب
كذا لتقرير بهمز قد سبق
وذا لتكذيب وتوبيخ يرد
كذا للاستبعاد قلت ألفا
وزيد للتشويق والترغيب مع
والأمر والنهي وقد يجتمعا(1/13)
وهل ترى المعنى الأصيل يسبر ... للحكم بالثبوت أو بالانتفا
كصاحب المصباح والمغنى وهل
فما لشرح الاسم قبل تذكر
بسيطة رتبتها الأولى تلى
مشخص يعلم نحو من هنا
ففي جواب ما لديك الثوب أم
ومن لجنس عالم وما ارتضى
يميز الشركة فيما عما
حال وأين للمكان والزمن
قيل وللتفخيم في الأهوال
شئتم ومن أين كثيرا عنا
سواه كاستبطائه وإن يفي
كذا لتنبيه الضلال قد عرى
زيدا لمن يرى مسىء الأدب
مقررا به وللانكار حق
ولتهكم وتهويل وضد
فيها كتاب قد محا عنها الخفا
تسوية والعرض والأنس وقع
مثل تعجب وتوبيخ معا
مع هذه أو زال فيه نظر
فصل
والأمر من أنواعه ثم الأصح
لطلب الفعل مع استعلا
وللمساوى فالتماس وترد
* ولاهانة وللتسخير
وللتمني وامتنان والعجب
وقال في المفتاح للفور اقتضى
والنهى فاعدده من الانشاء
وقد يجى طالب غير الكف
قلت:وللتقليل وامتنان
وهذه الأنواع قد يقدر
كليت لي مالا أصدق أى إن
وولد العرض من استفهام
ولدليل جاز أن يقدرا
ثم الندا منها وربما ترد
كمثل الاغراء كيا مظلوم
والاختصاص أنا أيها الرجل
قلت والاستغاثة تعجب
وأصل يا لدى النداء للبعيد
والحرص في وقوعه والاعتنا
ثم الترجي بلعلّ أهملا
كذا لشك وللاستفهام ... صيغته باللام أولا قد وضح
وقد يجى للعال كالدعاء
إباحة كذا لتهديد قصد
والخبر والتعجيز والتخيير
تسوية والاحتقار والأدب
قلت أعمّ منه في القول الرضى
وحرفه لا وهو ذو استعلاء
والترك كالتهديد للتشفي
وللدّعاء الارشاد والبيان
شرط يليها جازما لايذكر
أرزقه زرني أشف أي إن زرتني
فقل ألا تنزل تعد السامي
في غيرها فالله هو لمن قرا
صيغته لغير ماله قصد
لمن شكا الظلم ويا محروم
أفعله أي متخصصا فقل
تحسر كيا ديار العرب
وقد تجي لغيره مثل البليد
أو شأنه عظمه أو هوّنا
وقد يجي توقعا تعللا
وطلب الاعطاف بالاقسام
تنبيه
وقد يجى الاخبار موضع الطلب
ولتفاؤل وقصد الحرص في
من البليغ صيغة الماضي دعا
قلت وقد يعكس ذا لنكت(1/14)
ثمت الانشاء كمثل الخبر ... تحرزا عن صورة الأمر أدب
وقوعه واحتملا إذا يفي
أو حمله عليه من قد سمعا
تدرك في محلها بالفطنة
في غالب الذي مضى فاعتبر
الوصل والفصل
تعاطف الجمل يدعى الوصلا
فان يكن لها محل ّ وقصد
فاعطف وشرط كونه مقبولا
أو لا محلّ وارتباط يحتذى
كراح زيد ثم جاء أو فجا
أولا ولم يعط الذي للأولى
مع كمال الاتصال أو سواه
أو شبه هذين وإلا فصل
فلا اختلاف بين إنشا وخبر
كمات زيد غفر الرحمن له
ثم كمال الاتصال مثل أن
توهم المجاز والسهو كلا
بولغ في وصف الكتاب إذ جعل
في خبر جاز توهم المجاز
فهو وزان نفسه مؤكدا
فان معناه بلوغه إلى
حتى كأنه هدى محض وذا
لأن معناه الكتاب الكامل
فهو وزان زيد الثاني إذا
أو بدلا من تلك غير وافيه
ويقتضى المقام الاعتناء
ككونه في نفسه مطلوبا
كقوله جلّ أمدّكم بما
فالقصد ذكر نعم والثاني
ولم يحل فهو وزان الوجه في
كذلك ارحل لا تقيمنّ عندنا
ولا تقم أوفى به إذ دلا
فهو وزان الحسن في أعجبنا
أو كونها عطف بيان للخفا
كوسوس الذي تلاه قال يا
فهو وزان عمر فيمن شعر
وشبه الانقطاع كون عطف ذى
تظنّ سلمى أنني البيت مثل
وشبه الاتصال كونها جواب
تنزيلها منزلة فتفصل
مقدرا لنكتة كالاغتنا
وسمها وفصلها استئنافا
إذ السؤال قد يكون عن سبب
أو غير ذين ثم منه ما أتى
أحسن إليه الفتى به حرى
نحو صديقك القديم قد أهل
فكله مع قائم مقامه
بوصله كمثل قول الداعى لا
وصل إذا توسط بينهما
توافقا إنشاء أو فخبرا
وهو يكون باعتبار المسند
فمنه عقلى بأن يكون في
تماثل أو اتحاد أو يرى
وإن يكن بين تصوريهما
كلونى البياض والصفرة إذ
كذا اتضاد كالبياض والسواد
وإن يكن يسبق في الخيال
واختلفت أسبابه فاختلفت
وحسن الوصل تناسب وجد
قلت وفي الشرطية الظرفية ... وتركه الفصل فأما الأولى
تشريك تاليها لها فيما وجد
تناسب للفقد جىء مفصولا
بعاطف لا الواو فاعطفها بذا
عمرو بمهلة وفور نهجا
لها ففصل وكذا إن يولى
من غير إيهام كلاهما حواه(1/15)
أما كمال الانقطاع المكمل
لفظا ومعنى أو بمعنى مستقرّ
أو فقد جامع هناك شمله
يكون توكيدا للاولى فادفعن
ريب فلما بنهاية العلا
المبتدا ذلك واللام دخل
قبل تأمل فدفعه يحاز
زيدا كذاك قوله بعد هدى
درجة نحو الهدى لن توصلا
من ذلك الكتاب قطعا أخذا
أي في الهدى إذ لا سواه حامل
كررته فقس عليه وخذا
بما يراد أو كغير الوافيه
بشأنه لنكتة تراءى
فظيعا أو لطيفا أو عجيبا
ثم أمدكم وعدّ الأنعما
أوفى به إذ فصل المعاني
أعجب زيد وجهه البدر الوفي
فقصده إظهار كره واعتنا
مطابقا وأكد المحلا
وجه حبيب حسنه حين رنا
مع اقتضا إزالة له وفى
آدم فهو قد أبان الخافيا
أقسم بالله أبو حفص عمر
يوهمه على سواها وخذ
وسم بالقطع الذي لذا انفصل
سؤال الاولى اقتضته والصواب
فصل جوابه وقيل يجعل
عنه وترك السمع منه يعتنى
وهو ثلاث أضرب قد وافى
حكم عموما أو خصوصا ينتخب
باسم الذي استؤنف عنه كالفتى
أو وصفه وهو أشدّ فاذكر
وصدر الاستئناف ربما خزل
أو دونه ودافع إيهامه
وأيد الله حماك بالعلا
يكون فيهما كأن تلفيهما
في لفظ أو معنى بجامع يرى
إليهما والمسندين فقد
تصوّر بينهما إذا يفي
تضايف كأصغر وأكبرا
شبه تماثل فللوهم انتمى
يبرزهما كالمثل وهم ما انتبذ
أو كالسما والأرض مشبه التضاد
تفارن فجامع خيالي
صوره فوضحت أو فخفت
في اسمية وفي مضيها وضدّ
والحصر والتأكيد للمزية
تذنيب
الأصل في الحال المفيد نقلة
تحتج لما يربطها فان خلت
وكل جملة ترى عن مضمر
يصح أن تكون حالا عنه
فما على حصول وصف ما ثبت
دلّ فضاهى المفرد المؤصلا
فأوّل مضارع قد أثبتا
وبالثبوت فالصفات تحصل
وإن نفى تجوزا لكونه
كمثبت الماضى فللحصول لا
مقربا وبعضهم لم يشترط
وما نفى فلا حصول إذ نفى
لأن لما نفيها يستغرق
والأصل الاستمرار فيه فإذا
خلاف مثبت فان الفعلا
وإن تكن اسمية فالمرتضى
في مثبت الماضي ولكن رجحا
مع كون الاستئناف فيها قد بدا
ضمير ذى الحال وإن يسبق خبر
كذا بحرف داخل في المبتدا(1/16)
قلت وذات الشرط واوا تلزم ... خلوّها فان أتاك جملة
عن مضمر فهي بواو قرنت
ما صح عنه نصبها حالا عرى
بالواو أما إن تكن حوته
مقارن لماله قد قيدت
فامنع بها الواو وما ليس فلا
فالاقتران إذ مضارعا أتى
وما حواها شذ أو مؤوّل
دلّ على القران لا حصوله
للاقتران ولذا قد دخلا
وقال من أوجبها فقد غلط
ولكن اقترانه حقا يفى
وغيرها نفى لما قد يسبق
أطلقته فالاقتران يحتذى
بوضعه على الحدوث دلا
جواز تركها بعكس ما مضى
دخولها إذ الثبوت ما انمحى
وقيل الزم إذ يكون المبتدا
ظرف فحسن تركها قد استقر
أو تلت الجملة حالا مفردا
إذ فقدت ما لامتناع يحتم
المساواة والاطناب والايجاز
المفهم المراد مما يقبل
أو زاد مع فائدة فالثان أو
فخرج التطويل والحشو كمع
ومن نفى حدهما أو ادعى
بلا يحيق المكر مثل أوّلا
من حذف شيء آية القصاص
على الذي أوجز مافيه شهر
بقلة الحروف والنص على
وبالطباق وعن التقدير
قلت لقد قسم في التبيان ذا
أن يقصر اللفظ على معناه
وزائد المعنى على المنطوق
والجامع اللفظ حوى المعاني
والثان ذو الحذف فما قد حذفا
أو شرط او جوابه خصر عنى
قلت وموصول ووصل وكذا
وذو تعلق مع المجرور
والحال والمبدل والمستثنى
أو جملة مسببا أو سببا
أو فوقها فأرسلون يوسف
وقد يناب ثم عقل قد يدل
أو عادة أو اقتران أو شروع
ويرد الاطناب بالايضاح
مثل التلذاذ كامل للعلم به
ومنه توشيع بآخر ترد
وذكر خاص بعد ذى عموم
كعطف جبريل وميكال على
ومنه تكرير لأجل نكتة
أو طول أو تنويه أو تلذذ
أو قصد الاستيعاب والترديد حق
ومثله تعطف لكن حذا
ومنه إيغال كلام قد ختم
ثم الأصح أنه ليس يخص
ومنه تذييل بجملة حوت
فمنه ما كمثل ومنه لا
ومنه تكميل وربما سمى
خلاف مقصود بما يدفعه
بفضلة لنكتة فيها تراض
بجملة أو فوق مالها محلّ
لنكتة تقصد كالتنزيه
وكالدعاء في قوله بلغتها
وبعضهم جوّزه في الطرف
وقد يكون مطنبا بغير ذا
وبهما كلامهم موصوف
بنسبة إلى كلام آخر ... إن لفظه ساواه فهو الأول(1/17)
وفى بنقص فهو الايجاز رأوا
فائدة وبالوفا الاخلال دع
فقد المساواة فلن يتبعا
ضربان للايجاز قصر قد خلا
فقد حوت فوائد اختصاص
القتل أنفى بعد للقتل ذكر
مطلوبه والنكر تعظيما جلا
غنى وإن خلا عن التكرير
إلى ثلاث كل قسم يحتذى
قصرا يرى فقد الذي ساواه
إيجاز تقدير مع التضييق
كآية العدل مع الاحسان
مضاف أو موصوف أو ما وصفا
أو يذهب السامع كل ممكن
جزآ إضافة وثانيها خذا
والعطف والمعطوف والتفسير
وجزء كلمة وحرف معنى
كقوله فانفجرت أي ضربا
ومنه ما لا نوب عما يحذف
عليه والتعيين مقصود يحلّ
في الفعل بسم الله مثل في الفروع
من بعد إبهام لقصد ضاحي
أو مكنة في النفس بعد طلبه
تثنية مضمونها بعد فرد
منبها بفضله المعلوم
ملائك قلت وعكسه جلا
مثل تأكد ونفى التهمة
أو الجزاء نفس شرطه احتذى
علق تكرير بغير ما سبق
في فقرتين ثم ترجيع شذا
بما يفيد ما بدونه يتم
بالشعر فالقرآن فيه جاء نص
مؤكدا معنى التي قبل خلت
وأكد المنطوق والضدّ جلا
بالاحتراس أن يجى في موهم
فان لغير موهم أتبعه
فذاك تتميم ومنه الاعتراض
بين كلام أو كلامين اتصل
لادفع الايهام وكالتنبيه
بعد الثمانين وما أشبهها
وقال قوم غير جملة يفي
من جمل وأحرف لها شذا
إن كثرت أو قلت الحروف
ساواه في المعنى إذا ما نظرا
الفن الثاني:علم البيان
علم البيان هو ما به عرف
من طرق في الاتضاح مكمله
فسمها دلالة وضعية
وإنما يختلف الإيراد في
وما به أريد لازم وقد
مجاز وإلا فكناية وقد ... إيراد معنى واحد بالمختلف
فاللفظ إن دلّ على الموضوع له
أو جزئه أو خارج عقليه
عقلية وليس في تلك يفي
قامت قرينة على أن لم يرد
يبنى على التشبيه أول ورد
التشبيه
هو الدلالة على اشتراك
لا كاستعارة بتحقيق ولا
فدخل الذي أداته فقد
أركانه أربعة أداته
وههنا ينظر في هذى وفي
فالطرفان منه حسيان
كالخد والورد ونور وهدى
فكل ما يدرك إحدى الخمس
منه الخياليّ كتشبيهه الشقيق
بالرمح من زبرجد في النظم
ما ليس مدركا ولو قد أدركا(1/18)
ومنه ذو الوجدان نحو الألم
ولو تخيلا كتشبيه النجم
ووجهه حصول شيء أزهرا
وذاك في السنة ليس يوجد
لأن الابتداع يجعل الردى
وعكسه السنة فهي والهدى
يطرق في الخيال إن الثاني
وأوّل خلافه فهو كمن
من ثم وجه النحو في الكلام
هو الصلاح بالوجود والفساد
كون القليل مصلحا ويفسد
تفاوتا والوجه قسمين اقسمن
شبه في نوع وجنس ملحفه
* منها الحقيقة كالحسيه
كمدرك الطرف من اللون ومن
والسمع من صوت ضعيف أو قوي
والشم من ريح كذاك اللمس من
ونحو ذلك وكالعقليه
* ثم الاضافية كالإزالة
واقسمه واحدا مركبا عدد
في ثالث مختلفا والحس ثم
فكل ما شبه بالحسي صح
مرادهم بالحس ما افراده
الواحد الحسي حمرة خفا
في الخد بالورد وصوت قد ضعف
والجلد بالحرير والشيء بمن
فائدة وجرأة والاهتدا
نفعا بمعدوم وعلم بفلق
وذو تركب غدا حسيا
شبه بالعنقود من كرم لما
وحبه أبيض واستدارا
وما تركبا كقولي أخذا
والنقع فوق رءوسنا والأسيف
بجامع السقوط في أجرام
تناسقت أقدارها مفرقه
وما تخالفا كما الشقيق مر
وحسنه في هيئة بها تقع
تحرك إلى جهات فالأول
والثان كالبرق إذا بدا ولاح
وهيئة السكون ربما تلى
وذو تركب عن العقل انتسب
في مثل اليهود بالحمار
وراع في تعدد ما يحصل
وذو تعدد من الحسي كمن
وضده من بالغراب في الحذر
والثالث التشبيه للإنسان
وربما يؤخذ وجه للتشبيه
لقصد تلميح أو التهكم ... أمر لآخر بمعنى زاكي
كناية ولا كتجريد خلا
كقوله صم ونحو ذا أسد
ووجهه والطرفان ذاته
أقسامه وغرض منه وفى
مختلفان أو فعقليان
والسبع والموت وجهل وردى
إياه أو مادته فالحسى
بعلم الياقوت والعود الرقيق
وغيره العقلي ومنه الوهمي
كان بحس لا سواء مدركا
ووجهه ذو الاشتراك فاعلم
بسنن بين ابتداع في الظلم
أبيض في جنب ظلام أغبرا
إلا على التخييل فيما يرد
كالماش في الظلمة ليس يهتدى
كالنور ثم شاع هذا وغدا
مما له البياض كاللمعان
تشبيهه بالشيب في الشباب عن
كالملح إذ يكون في الطعام(1/19)
بالفقد لا ما قاله بعض العباد
كثرته فالنحو حقا يفقد
فغير خارج عن الطرفين من
بمثلها و خارج وهو صفه
كيفية تختص بالجسميه
شكل وقدر وتحرك زكن
والذوق من طعم كريه أو شهي
حر ومن برد ويبس وخشن
كيفية مثل الذكا نفسيه
للحجب في الشمس شبيه الحجة
وكلها حسي أو عقلي ورد
طرفاه حسيين والغير أعم
بغيره من غير عكس ووضح
تدرك بالحس وذا تعداده
والطيب واللذة واللين وفا
بالهمس والعنبر نكهة رشف
والواحد العقلي كالعراء عن
مع استطاب النفس فيما نقدا
والشخص بالسبع وعطر بخلق
في مفرد طرفاه كالثريا
حوته من صورته إذ نظما
وقارب الرؤية والمقدارا
من قول بشار مماثلا لذا
ليل تهاوى شهبه وتخطف
مشرقة طويلة الأجسام
في جنب شيء مظلم متسقه
والزهر في ربا في ليل ذي قمر
حركة أو وصف أو جرّد مع
كالشمس كالمرآة في كف الأشل
كمصحف القاري انطباقا وانفتاح
يقعى جلوس البدوي المصطلى
كمثل حرمان انتفاع مع تعب
زالحمل للتوراة والأسفار
به إذا أسقط منه خلل
شبه فنافى صفاته بفن
شبه طيرا والفساد والنظر
بالشمس في الحسن ورفع الشان
من التضادّ لاشتراك الضدّ فيه
كوصفه مبخلا بحاتم
فصل
أداته الكاف ومثل وكأن
تولى مشبها به وربما
قلت ولا يكون مثل إلا
وربما يذكر فعل ينبى
علمت زيدا أسدا والمبعد ... والأصل في الكاف وما أشبه أن
تولى سواه مثل الدنيا كما
في ذي غرابة وشأن جلا
عنه فان كان مريد القرب
حسبته قلت وذا منتقد
فصل
غرضه يعود للمشبه
بيان إمكان وحال وكذا
يقضى بأن الوجه في المشبه
وفيه نقد ثم للتشويه
للفحم ذى الجمر ببحر مسك
ووجه ظرف كونه يبرز في
وبمشبه به الغرض عم
وذاك في المقلوب أو للاهتمام
إظهار مطلوب وكل ذا إذا
وقد يراد الجمع للشيئين في
فالأحسن العدول للتشابه ... في أكثر الأمر وفي أغلبه
قدر وتقرير لها وكل ذا
به أتم وهو أشهر به
وزينة والظرف كالتشبيه
وموجه من ذهب ذي سبك
ممتنع أو قل في الذهن يفي
إما لابهام بأنه أتم
كجائع يشبه خبزا بالتمام(1/20)
إلحاق ناقص بغير يحتذى
أمر ولم ينظر لنقص أو وفى
وذكره التشبيه من صوابه
أقسام التشبيه
فباعتبار الطرفين مفرد
أم لا أم الخلاف فيهما حصل
وذو تركب به ومفرد
بالمشبهات فابدأن أو لا تحق
كالنشر مسك والوجوه أنجم
وإن تعدّد أولا فالتسويه
وباعتبار الوجه تمثيل غدا
بكونه غير الحقيقي يوسف
ومجمل ما وجهه لم يذكر
فمنه ما من وصف طرفيه عرا
وغيره مفصل والمبتذل
من غير تدقيق وغيره الغريب
لكثرة التفصيل أو حضور
لبعد ما ناسب أو وهميا
كذا خياليا كذاك الحسي
وكثرة التفصيل أن ينظر في
أعرفها أخذك بعضا وتدع
كثرته فهو البليغ والغريب
* بنكتة تغربه كذكر
وباعتبار في الأداة يخزل
وباعتبار غرض فان وفى
بوجهه في حالة المشبه به
أو حكمه ليس مخاطب جحد ... بمفرد كلاهما مقيد
كالشمس كالمرآة في كف الأشل
وعكسه والطرفين فاعدد
والأول الملفوف والثاني فرق
والريق خمر والبنان عندم
أو ثانيا تشبيه جمع سميه
منتزعا من عدد وقيد
وغير تمثيل له مخالف
فظاهر وذو خفا بالنظر
أو مشبه أو وصف كل ذكرا
فيه إلى مشبه به انتقل
إذ وجهه في ظاهر غير غير قريب
مشبه به على ندور
يأتيك أو مركبا عقليا
تكراره قلّ كبيت الشمس
أكثر من وصف وأوجها يفي
بعضا وإن تعتبر الكل ومع
لبعده وقد يجاء في القريب
شرط وما محسن ذو حصر
مؤكد وما عداه مرسل
إفادة كأن يكون أعرفا
أو بالغ التمام في ذي سببه
فذاك مقبول وما عداه رد
خاتمة
أعلاه في القوّة حذف وجهه
فحذف وجه أو أداة هكذا ... وآلة أو ذاك مع مشبه
وقد خلا عن قوّة خلاف ذا
الحقيقة والمجاز
الأول الكلمة المستعمله
وغيره مع قرينة على
عدمها فهو المجاز المفرد
يعزى لعرف ولشرع ولغه
كدابة الأربع والإنسان
كذا الصلاة للسجود والدعا
ومن يزد تحقيقا او تأويلا
ثم المجاز المرسل العلاقة
وغالبا يطلق في استعمال سم
فالطرفان المستعار منه له
كاليد في القدرة والتسمية
أو سبب مسبب حال محل
والاستعارة فتحقيقية
إن حقق المعنى بها في الحس أو(1/21)
من كذب تماز بالتأويل ثم
واشرط لها قرينة فواحدا
كإن تعافوا العدل والإيمانا
أو يستدل بمعان تلتئم
إلى الوفاقية أن يجتمعا
وما بضد والنقيض استعملا
وباعتبار جامع قسمين
وإن خفى غربية وإن بدا
وباعتبار ذى الثلاث ستة
أو جامع عقلى أو قد اختلف
كمثل عجلا نسلخ المطلعه
فاصدع بما تؤمر للمختلف
وباعتبار اللفظ فاسم الجنس
وتبعية سواه فالذي
وما يكون شبها في الحرف
نطقت الحالة للدلالة
والدور في قرينة المذكور
وباعتبار آخر مطلقة
وإن بما لاءم ماله استعير
وربما يجتمعان والأجل
على تناسى شبه فيدعى
أما المركب فما يستعمل
مبالغا وسمى التمثيلا
فإن فشا كذاك الاستعمال
والمستعار منه في كليهما ... في الاصطلاح في الذي توضع له
وجه يصح وإرادة جلا
فالزم علاقة وكل عدد
والعرف عم أو فخص مبلغه
والفعل للفظ وللحدثان
وأسد لسبع والشجعا
في الحد زاد فيهما تطويلا
لا شبه وغيره استعارة
مشبه به لمشبه رسم
والمستعار اللفظ ثم المرسله
بالكل أو بالجزء أو بالآلة
مجاور آل له عنه انتقل
وهي مجاز لغويّ أثبتوا
عقلي ومن جعلها عقلا أبوا
إن لم تشب وصفا فلا تأتي علم
كأسد يرمى ترى فصاعدا
فان في إيماننا نيرانا
وباعتبار الطرفين تنقسم
في ممكن وذي العناد امتنعا
ذات تهكم وتمليح حلا
فداخل أو ليس في الطرفين
عامية إلا بتصريف شدا
أول هذي كلها حسية
أو غير حسي بفرعه الطرف
شمس ومن مرقدنا للأربعه
كذا طغى الماء بعكسه يفي
أصلية كأسد وحبس
في الفعل والمشتق للأصل خذ
فذو تعلق به فقل في
بالنطق أو ناطقة ذي الحالة
للفاعل المفعول والمجرور
إن لم يقارن فرع أو فصفة
تجريدا ومنه فترشيحا يصير
موشح ثمت مبناه حصل
المنع واستواء طرفيه معا
فيما بمعنى الأصل قد يمثل
مطلقا أو سالكا السبيلا
فمثل تغييره محال
لدى تحقق وفرض قسما
فصل
قد يضمر التشبيه في النفس فلا
مشبها ثم لهذا يثبت
فسم ذا التشبيه بالمكنيه ... يذكر شيء من أداته خلا
ما اختص بالآخر ذا القرينة
عنها وذا الاثبات تخييلية
فصل(1/22)
والاستعارة لدى يوسف أن
مريدا الآخر بادعاء
في جنس مشبه به وقسما
ينوى مشبه فقط مصرحه
والتبعية إليها ردّا
وفي الحقيقة تمثيل دخل ... يذكر ما من طرف التشبيه عن
دخول ما شبه باقتفاء
إلى مصرح ومكنى فما
وعكسها المكني قول رجحه
وشيخنا يقول عكس أجدى
لديه والتخييل عكسه جعل
فصل
الحسن في استعارة التخييل
وذى الكناية وذى التحقيق أن
ولا يشم ريحه لفظا وإن
فلا يقال أسد لأبخرا
طرفيه كالواحد مثل العلم ... بحسب المكني والتمثيلي
يرعى الذي في وجه تشبيه زكن
يجلو ولا يكون كالألغاز عن
وإن قوى التشبيه حتى صيرا
والنور فاستعارة ذو حتم
خاتمة
قد يطلق المجاز فيما غيرا
ليس كمثله يريد المثلا ... إعرابه بزيد او حذف عرا
وكاسأل القرية يعنى الأهلا
الكناية
لفظ أريد لازم معناه مع
ومن هنا تخالف المجازا
بها سوى نسبة أو وصف وذا
شرطهما التخصيص بالذي كنى
تنقل بلا واسطة قريبة
طول النجاد عن طويل القامة
ونسبة التصريح ما منها حوت
أو بوساطة فذو الإبعاد
وللوقود فالطبيخ ينتقل
وما عدا النسبة من مطلوبه
إذ لم يصرّح بثبوت ذاك له
وربما في ذين يحذف الذي
من سلم الأنام من لسانه
قلت وقد يراد هذان معا
ويوسف قسم ذا الباب إلى
إشارة إيماء فالذي حذف
ووجهه التنويه والتلطف
ومنه ما يراد معناه معه
إن كثرت وسائط فوصفا
رمز وإلا فالأخيران وقد
كقوله آذيتني ستعرف
وإن ترد بذاك كلا منهما
وكون هذى والمجاز أبلغا
والاستعارة من التشبيه
قلت وذو التمثيل باستعارة
وأبلغ الأنواع تمثيلية
وبعدها كناية وقد علا
وهذه الثلاث من قسم الخبر ... جواز أن يقصد معناه تبع
أقسامها ثلاثة ما انحازا
يكون معنى أو معان يحتذى
عنه وما يطلب بها الوصف إن
وهذه واضحة خفية
وذو القفا العريض عن بلادة
مضمرة ساذجة ما قد خلت
كالكريم مكثر الرماد
فكثرة الآكل فالضيف وصل
كالمجد في برديه أو في ثوبه
بل في الذي احتوى عليه جعله
بوصف مثل ما تقول للبذي
ويده فمسلم لشانه
فهو كنايتان فيه وقعا(1/23)
رمز وتلويح وتعريض تلا
موصوفه مناسب تعريضا عرف
أو يترك الإغلاظ أو يستعطف
ومنه لا حرره من جمعه
ملوحا وإن تقل مع خفا
مجازا التعريض في بعض ورد
يريد من لا بالخطاب يوصف
كناية واشرط دليلا لهما
من ضد هذين اتفاق البلغا
إذ قوّة المجاز لا تليه
أبلغ منه لا بلا استعارة
مكنية بعد فتصريحية
ذو نسبة فصفة فما خلا
والخلف إنشاء ذي التشبيه قر
الفن الثالث:علم البديع
علم البديع ما به قد عرفا
مطابقا وقصده جلي ... وجوه تحسين الكلام إن وفى
فمنه لفظي ومعنوي
المعنوي
منه الطباق بالتضاد مائل
في جملة من نوع أو نوعين
كمثل أيقاظا وهم رقود
طباق منفى طباق موجب
قلت وقيل الشرط في الطباق
وإنما يحسن مع مزيد
ومنه تدبيج بألوان ترد
ومنه نوع سمي المقابله
ترتب الثاني على الأوائل
اعفف وذم صل وعز وأفق
وقال في المفتاح مهما شرطا
قلت وذا المثال بالمفوّف
ثم مراعاة النظير جمع
تناسبا فان مناسبا ختم
ومنه الارصاد وذا أن تجعلا
تمامه إذا الرويّ عرفا
قلت بشرط أن يكون اللفظ دل
ومنه ما يدعونه المشاكله
لكونه صحبته تحقيقا أو
وقولهم قالوا اقترح شيئا نجد
ثم المزاوجة إن زواج في
والعكس تأخير الذي قدم في
أو جملتين اسميتين أوجلا
كلامه السابق قد يعود
قلت ومنه السلب والإيجاب إن
ومنه مدح الشيء ثم ذمه
ومنه الايهام ويدعى التوريه
إطلاق لفظ شركة ويقصد
مما يلائم القريب كاستوى
قلت لقد قصر في بيانها
وكل ما بلازم لا يقترن
فهي التي تجردت وألحقا
وسم ما يلازم الذي دنا
كلاهما قبل أو بعد ذكر
إلا بلفظ قبلها أو بعدها
واعدد هنا الترشيح والتوهيما
ومنه الاستخدام أن يرادا
ثم بمضمر لها البواقي
بآخر كجل عينا أحمد
ومنه الارداف بأن يذكر ما
فان أتى بما يكون أبعدا
واللف والنشر بأن يعددا
ولم يعين ماله توكيدا
مرتبا أو غيره معكوسا او
والخلف في الأفضل من هذين قر
والجمع أن يجمع في حكم عدد
إن الشباب والفراغ والجده
وعكسه التفريق أن يباينا
فان يعدد وأضاف ما لكل(1/24)
وإن هما أدخل في معنى وقد
حكم فتقسيم تلا أو عكس ذا
إليه تفريقا وذا تقسيما
كيوم يأتي بعد لا تكلم
ويطلق التقسيم إذ ما استوفى
كلا إلى ملائم نحو يهب
ومنه تجريد بأن ينزع من
مبالغا في أنه فيها كمل
وإن سألت أحمدا لتسألن
يخاطب الانسان نفسه وقد
وأبلغ الأقسام ما قد ثنيا
بلوغه في الضعف أو في شدة
فان يكن عقلا وعادة ورد
فذاك إغراق كلاهما قبل
ما لم يقربه لذاك شيء
أو فيه نوع من تخيل حسن
قلت وبعض وهن المبالغه
وضدها التفريط عد اليمنى
وجعله للنوع جنسا عظما
ثمة منه المذهب الكلامي
على طريقهم كقوله علا
ومنه تفريع وذا أن يثبتا
لآخر له فان بما نفى
أفعل للوصف مناسبا وقد
فذاك بالتفضيل حقا دعيا
للوصف علة له تناسب
فتارة يكون ثابتا قصد
مالم تبن علته في العادة
وما قصد ثبوته من ممكن
ومنه تأكيدك للمدح بما
والأفضل استثناء وصف فضل
مقدرا دخوله فيه كلا
ومنه الاستثناء قبل وصف
ومنه أن يولى به معرفا
وما به استثنى يحوى الفضلا
ثمة الاستدراك في ذا الباب
وعكسه ضربان أن يستثنى
إن دخلت كمن ما فيه هدى
وإن يجئ تلو وصف ذمّ
وزيد بعد الذمّ وصف يوهم
ومنه الاستتباع مدح باللذا
وإن تضمن فيه معنىوهو لم
قلت الأصح الأول الوصف بنص
ومنه توجيه بأن يوافى
كقول من قال لأعور ألا
قلت الصفيّ فسر التوجيه أن
يوردها بغير ماله اشتهر
نحو ارتفاع في محله وجب
وجعل السابق من تفسيره
قال ونحو ذلك بالمواربه
بمخلص ولا يجي في الابتدا
كقوله قد ضاع شعري لما
والهزل ذو الجد فقل لمن أتى
قلت ومنه يقرب التهكم
وإن خلا الهجومن الفحاشة
تجاهل العارف سوق ما علم
مثل المبالغة في المدح البهي
كمعشر الظباء يا حور النظر
القول بالموجب أن يأتي إلى
شئ له أثبت حكم يثبت
عن نفيه عنه أو الثبوت له
على خلاف قصده مما احتمل
كقوله سلوت يا هذا عن
قلت ومنه يقرب التسليم أن
لازمه يصد إذ قد وجدا
وإن على الممكن مع ما ناقضه
كذاك الاستدراك والاستثنا
والاطراد ذكرك اسم من علا(1/25)
بلا تكلف على وجه جلى
قلت ومنه الاحتباك يختصر
وهو لطيف راق للمقتبس
والطرد والعكس قريب منه
يقرر الأول بالمنطوق ذا
ومنه نفي الشئ بالإيجاب
وإن أتى في البيت وعظ لامع
حكاية التحاور المراجعه
ثم الترقي وهو ذكر المعنى
ومنه الاستطراد أن ينتقلا
والافتنان الجمع للفنين
والاشتقاق أخذ معنى من علم
ومنه الالغاز ونوع القسم
وخيره عندي ما فيه وفت
وجمعه مؤتلفا أو مختلف
وإن يكن في اللفظ لبس فيفي
وإن يزل لبسا عن الابهام
وإن أتى مشترك يبادر
حسن البيان زاد في المصباح
وقد وجدت مقصدا بديعا
قاعدة كلية يمهدها
مثاله لكلّ دين خلق
والنفي للموضوع قصدا صنعه
وإن أتى بجمل للمقصد
وصح حذف الوسط الموصول
ومنه تصحيف بأن يعتمدا ... الجمع بين اثنين ذي تقابل
اسمين أو فعلين أو حرفين
يحيى ويميت وله تعديد
كاخش ولا تخش وذي تسبب
أن يأتي اللفظان بالوفاق
ولهم تطابق الترديد
مكنية أو تورية لما قصد
وهي مجيء أحرف مقابله
كمثل قولي في خطاب العاذل
أوخن وزك اقطع وهن وشاقق
في أوّل فالضدّ في الثاني اشرطا
يسمى ومن أنواعه عد الصفي
أمر وما ناسبه ويدعوا
مبتدأ تشابه الأطراف سم
من قبل عجز البيت ما دل على
والبعض بالتسهيم هذا وصفا
فان يك المعنى فتوشيح أجل
أن يذكر الشيء بلفظ ليس له
مقدرا ومكر الله تلوا
قلت اطبخوا لي جبة بيت عهد
الشرط والجزا المعنى قد يفي
أحد طرفي جملة أن تضف
فعليتين والرجوع ان على
لنقضه لنكتة يريد
من جهتين اشتملاه حيث عن
أوعكسه تغاير يعمه
وفضلوا ذا النوع ثم تاليه
بعيده فتارة يجرّد
ثم المرشح الذي له حوى
فليس في البديع مثل شانها
لا لقريب أو بعيد قد زكن
ما اللازمان استويا واتفقا
مرشحا وضده مبينا
ثم المهيأة فما لا تستقر
أو لفظتين فقد لفظ فقدها
وافرق بذهن قد حوى تقويما
بكلمة بعض الذي أفاد
أو أوّل بمضمر والباقي
أخجلها وهابها المعتمد
يرادف المقصود لا ما لزما
فذلك التمثيل إذ ما قصدا
لفظا و بعد ما لكلّ عددا
لسامع مجملا أو تفصيلا(1/26)
مشوشا وفيه رابعا حكوا
وقيل لا خلف بتحرير النظر
كقول بعض الشعراء إذ زهد
مفسدة للمرء أيّ مفسدة
بينهما في مدح أو أمر عنى
إليه تعيينا فتقسيم يحل
فرق وجهى ذاك أو يجمع عدد
كلاهما جمع وأوّل خذا
وقد تجي ثلاثة تضميما
لآخر القصة فهي تنظم
أقسامه أو حاله مضيفا
آية شورى ويقال البيت هب
ذي صفة آخر مثله زكن
كمن فلان لي صديق وأجل
بحرا به مندفقا ومنه أن
نصحا وتوبيخا وتعريضا قصد
ثم المبالغة أن يدعيا
حدا محالا أو بعيد الرتبة
يمكن فالتبليغ أو فى العقل قد
أولا ولا فهو غلوّ ما احتمل
نحو يكاد زيتها يضيء
أو مخرج الهزل من الشاعر عن
أصلا وبعض في السموّ نابغه
وما رأيت غيره بمعتنى
إلحاق جزئيّ بكليّ نما
إيراده الحجة للمرام
لو كان فيهما وما له تلا
لمتعلق به ما أثبتا
أولا عن الذي بشيء وصفا
عدى بمن إلى الذي ذاك قصد
والحسن في التعليل أن يدعيا
بلطف معنى لا حقيقي يصحب
علته وذاك ضربين عهد
أو علة خلاف ذي قد بانت
أو غيره وما على الشك بنى
يشبه ذما وثلاثا قسما
من وصف ذم قد نفى من قبل
عيب له إلا ارتقاه للعلا
مدح يلي وصفا له لا ينفي
عامله للذمّ معنى قد وفى
نحو وما تنقم منا إلا
كمثل الاستثناء باقتراب
من نفى وصف المدح ذم يعنى
إلا عمى عن الطريق المهتدى
كجاهل لكنه ذو ظلم
زواله ثم لذمّ يفهم
يستتبع المدح بشيء غير ذا
يسق له فذاك إدماج أعمّ
يفهم وصفا للذي الأول خص
محتملا وجهين باختلاف
ياليت عينيه سواء جعلا
يأتي بألفاظ شهيرة بفن
كالرفع والنصب وكالجزم وجر
من أمره جزم وللحكم انتصب
تفسير الابهام كذا لغيره
لكنه يأتي لمن قد عاتبه
به كذا بل غيره قد أوردا
أو خذ بل قد ضاء صغت النظما
مباحثا كيف تهجي باوتا
والهجو في معرض مدح نظموا
ونحوها فسمّ بالنزاهة
مساق غيره لنكتة تهم
والذم والتوبيخ والتدله
أمنكم سعاد أم من البشر
وصف بقول غيره أطلق على
هذا لغيره ولكن يسكت
ومنه لفظ في كلام حمله
بذكر ذي تعلق له حصل
فقل له عن صحبتي ووطني(1/27)
يسلم الفرض المحال ثم عن
مامنع أتباعه ويوردا
مريده علق فالمناقضه
حيث أفادا بهجة وحسنا
وأبه وجده على الولا
مثل الحسين بن الحسين بن علي
من شقى الجملة ضذ ما ذكر
بينه ابن يوسف الأندلسي
حرره الطيبي فابحث عنه
مفهوم تاليه وبالعكس خذا
نفى الثبوت بانتفا الأسباب
أو حكمة فهو الكلام الجامع
ترتيبه أوصافه المتابعه
ففوقه ثم التدلى يعنى
من غرض لآخر قد شاكلا
كالمدح والهجو ونحو ذين
فان يطابق فبالاتفاق سم
والاكتفاء حذف بعض الكلم
تورية عن اكتفاء صرفت
والاتساع شامل لما عرف
تفسيره فذاك تفسير الخفي
فذاك إيضاح بلا إبهام
غير المراد فاشتراك صادر
ورده الجلال في الإيضاح
سميته التأسيس والتفريعا
يبنى عليها شعبة يقصدها
وخلق ذا الدين الحياء المونق
مثاله ليس الشديد الصرعه
توصلا لحكم ما به ابتدى
فذلك التمهيد للدليل
به وبالتصحيف أمن قصدا
القسم الثاني:اللفظي
منه الجناس بين لفظين بأن
تعدد الحروف والأنواع ثم
فإن يكن نوعا فذا مماثل
فإن يكن مركبا إحداهما
خطا فذو تشابه وإلا
من كلمة وجزئها فالمرفو
في النقط إن يوجد فالمصحف
أو عدد فناقص بحرف
بمطرف مكتنف مردوف
أو نوع حرف لم يكن بأكثر
أو وسط ثم إذا تقاربا
قلت فإن تناسبا في اللفظ
وإن يخالف في ترتب دعى
فإن يقع في أول البيت وفي
وفوق حرف أولا متوج
وإن يكن تجاذب الطرفان
وبالجناس ألحقوا شيئين
قلت وذا تجانس الاطلاق
قلت الجناس المعنوي أن تضمرا
وذكره لواحد وما ردف
ثم توسط الجناس قررا
فإن يصر تورية وانحصرا
ومنه رد عجز لصدر
وشبهها في ختمه والشعر
لذلك المصراع أو صدر اللذا
قلت فإن قافية تعاد في
ومنه تطريز وذا أن تذكرا
* بصفة كررتها ومنه
تنسيقهم قلت صفات العظمة
وإن يجئ لفظ فصيح وارد
وإن يجئ وغيره سد وله
السجع أن تواطأ الفواصل
ما استوت القرينتان ثم أن
طول الاولى زائدا لم يحسن
وفي القرآن قل فواصل ولا
قلت وخير السجع ما قلّ إلى
ثم اللتان وزنها ذو خلف
وليس ما في أول مقابلا(1/28)
فالمتوازي ضدّه مرصع
وإن تكن قد ساوت المقارنة
فإن تكن أفرادها مقابله
وقيل لا يختصّ بالتنثير
في كل شطر سجعتان اتفقا
وسم بالتسميط إن توالت
وأن يسجع كله وجزءه
والانسجام ما علا تسهلا
وغالبا في النثر إذ ما انسجما
ومنه قلب عكسه إذا سلك
والحرف من قبل الرويّ يلزم
كقوله تقهر وتنهر صدركا
قلت فإن كان اللزوم في الروى
ومنه تشريع ان يبنى على
وهو الذي أبدعه الحريري
قلت الروى إذ لا شيئا يصلح
وإن تجئ قافية كملها
ومنه أن تأتلف المعاني
أو وافق الألفاظ والأوزان
والوصل والقطع ونقط الحرف
واللفظ إذ يقرؤه الألثغ لا
وأصل حسن ما مضى أن يتبعا ... تشابها فان يك الوفاق عن
ترتيبها وهيئة فالتام سم
أولا فمستوفى كقائل وقائل
جناس تركيب فان تساهما
فذاك مفروق وإن تجلى
أو ركبا ملفق والخلف
أو حركات فهو المحرّف
في أول أو وسطه أو طرف
مذيل إن زيدت الحروف
من واحد في أول أو آخر مضارع ولاحق إن جانبا
كالضاد والظاء فذاك اللفظي
بالقلب في الكل وفي البعض رعى
آخره فهو مجنح قفى
وإن تواليا فذا المزدوج
مشوش قد زاد في التبيان
أحدهما تشابه اللفظين
والآخر الجمع في الاشتقاق
ركنيه والمرادفين تذكرا
أو ما يدلّ باشارة عرف
وشرط حسن فيه أن لا يكثرا
في واحد قفد علا وافتخرا
إن تقع اللفظة صدر النثر
في آخر وشبهها في الصدر
قبل كذا في حشوه أو ختم ذا
أول تال فهو تسبيغ وفى
عدّة أسماء وبعد تخبرا
تعديدك الأوصاف فردا عنه
تلاحمت مستحسنا ملتئمة
ما غيره يسد فالفرائد *
تخصص تنكيتهم فاستعمله
في ختمها بواحد والفاضل
يطول ثان ثم ثالث ومن
وكل الاعجاز ابنها وسكن
يقال أسجاع فعنها قد علا
عشرة وضعفها ما طوّلا
مطرف وإن وفاقا تلفى
وزنا ولا تقفية لما تلا
أو خصّ بالعجزين فالمصرع
في الوزن لا تقفية موازنة
يقال في أوزانها مماثله
ومنه ما يدعون بالتشطير
وخالف الآخر ما قد سبقا
ثلاثة وبالوفاق وافت
مخالفا جزءا بجزء تجزئه
عذوبة ومن عقادة خلا
من غير قصدا قد يرى منتظما(1/29)
كطرده كمثل كل في فلك
فسمه لزوم ما لا يلزم
وزرك ظهرك وبعد ذكركا
أو كلمات فهي تضييق قوى
قافيتين البيت كل قد حلا
ووسمه التوأم ذو التحرير
فذلك التخيير خذ ما يرجح
فذلك التمكين مهد قبلها
صحيحة توافق الأوزان
وضده الطاعة والعصيان
تركه حذف وبالخلف يفي
يعاب قد سميته المنتحلا
اللفظ معنى دون عكس وقعا
خاتمة في السرقات الشعرية وما يتصل بها
إن قائلان اتفقا في الغرض
كالوصف بالسخاء والشجاعة
أو في الدلالة عليه كالمجاز
كوصفه الجواد بالتهلل
فإن يكن مقررا كالبطل
أو لا ففيه السبق كالزيادة
في أصله ومنه ذو ابتذال
فسم بالابداع ما قد اخترع
أو سمه سلامة اختراع
وسم ذا الشهرة مع إغراب
والأخذ والسرقة ظاهر ولا
مع لفظه أو بعضه أو دونه
والانتحال النسخ ليس يقبل
وأخذ بعض اللفظ بالتغيير سم
فإن يكن أبلغ لاختصاصه
أو دونه ذمّ وإن تساويا
أو أخذ المعنى فقط فالمام
وغير ذى الظهور كالتشابه
أو لمحلّ آخر قد نقلا
أو أخذ البعض وزاد حسنا
بل ربما أحسن في التصرف
وكلما كان أشد في الخفا
هذا إذا يعلم أن الثاني
إذ جاز أن يكون من توارد
وعند فقد العلم قل قال كذا ... على العموم فكلاهما ارتضى
ولا يعد سرقة للعادة
وهيئة تخص من للوصف حاز
لطالب والقبض للمبخل
بأسد فحكمه كالأول
قد يدعى فمنه ذو غرابة
أغربه الحسن في الاستعمال
من المعاني ليس قبله صنع
وذلك الشامل للأنواع
بالطرفة النوادر الاغراب
فالظاهر الأخذ لمعنى كملا
فذاك محض سرقة يدعونه
كذا إذا بردفه قد يبدل
إغارة والمسخ ثم ذا قسم
لنكتة فامدحه لاقتصاصه
أبعد عن ذمّ وفضل باديا
والسلخ وهو ذو الثلاثة الأقسام
في المعنيين حين قد أتى به
أو لنقيض أو يكون أشملا
وكلّ ذا يقبل حيث عنا
فصار كالمبدع لا كالمقتفي
فهو إلى القبول أقرب اقتفا
قد اقتفى الأول في المعاني
الخاطرين لا بقصد وارد
وغيره سبقه أو نحو ذا
فصل فيما يتصل بالسرقات
من ذاك الاقتباس أن يضمنا
على طريق ليس منه مثل ما
قلنا جميعا شاهت الوجوه(1/30)
فمنه ما لم ينقل المقتبس
وربما غير للوزن فلا
قد كان ما قد خفت أن يكونا
قلت وأما حكمه في الشرع
وليس فيه عندنا صراحا
في النثر وعظا دون نظم مطلقا
جوازه في الزهد والوعظ وفي
وتاجنا السبكي جوازه نصر
وقد رأيت الرافعي استعمله
ومنه تضمين بأن يضمنا
ذلك إن لم يشتهر عند أولى
لنكتة ليست هناك ثم لا
سمّ استعانة وللمصراع
قلت فان من نظمه قد جعله
ومنه عقد نظم نثر لا على
وضده الحل وتلميح بأن
قلت كذا قدم ميما وانتقد ... من القرآن والحديث ما عنا
قال الحريري ولما دهما
وقبح اللكع و من يرجوه
عن أصله ومنه ما قد يعكس
يضره كقول بعض من خلا
إنا إلى الإله راجعونا
فما لك مشدد في المنع
لكن يحيى النووي أباحه
والشرف المقرى فيه حققا
مدح النبي ولو بنظم فاقتفي
إذا التميمي الجليل قد شعر
وغيره من صلحاء كمله
من شعر غيره وأن يبينا
بلاغة والحسن فيه أن يلى
يضرّ تغيير فبيت كملا
فدونه بالرفو والايداع
فذاك تفصيل بصاد مهمله
طريق الاقتباس مما قد خلا
لقصة يشير أو شعر يعن
وشبهه العنوان فافهم ما قصد
فصل
وينبغي التأنيق في ابتداء
بأعذب اللفظ وحسن النظم
فليجتنب في اللفظ ما يطير
وخيره مناسب للحال
واعن بتشبيب يجئ في الكلام
وراع في تخلص للمقصد
وربما إلى سواه ينتقل
والحسن في فصله بأما بعد أو
وزاد في التبيان حسن المطلب
وإن يجئ في الانتهاء مؤذن
وسور القرآن في ابتدائها
واردة أبلغ وجه وأجل
ومن لها أمعن في التأمل
وتم ذا النظم بتيسير الأحد
من عام ثنتين وسبعين الذي
في ألف بيت كالنجوم تزهر
أرجوزة فريدة في أهلها
بكر منيع سترها لمن دنا
زففتها لمن نهاه راجح
على إذا صرت قرين الرمس
والحمد لله على الإنعام
مصليا على نبيّ قد علت ... وفي تخلص وفي انتهاء
وصحة المعنى وطبق الفهم
به وما منه المقام ينفر
وسمه براعة استهلال
قبل الشروع ما يمهد المرام
ملائما لما به قد ابتدى
كما رأى المخضرمون والأول
هذا كما في ذكر صاد قد تلوا
بعد وسيلة أتى بالطلب(1/31)
بختمه فهو البليغ الأحسن
وفي خلوصها وفي انتهائها
وكيف لا وهو كلام الله جل
بان له كل خفي وجلي
سلخ جمادى الثاني في يوم الأحد
بعد ثمانمائة للهجرة
وكالرياض فاح منها الزهر
إذ لم يكن في فنها كمثلها
ومن أتاها خاضعا نال المنى
ومهرها منه الدعاء الصالح
تنفعني دعوته في بؤسي *
حمدا يفوق البدر في التمام
أوصافه بين الورى وكملت(1/32)
قصيدة غزلية في ألقاب الحديث
لشهاب الدين أحمد بن فرج الإشبيلي
( 625 - 699 هـ )
* * * * * * *
غَرَامِي (صَحِيحٌ) وَالرَّجَا فِيك (مُعْضَلُ) ... وَحُزْني وَدَمعِي (مُرْسَلٌ) ، وَ(مُسَلْسَلُ)
وَصَبْرِي عَنْكُمْ يَشْهَد الْعَقْلُ أنَّهُ ... (ضَعِيفٌ) ، وَ(مَتْرُوكٌ) وَذُلِّيَ أجْمَلُ
وَلا (حَسَنٌ) إلاّ سَمَاعُ حَدِيِثكُمْ ... مشافَهَةً يُمْلَى عليَّ فَأنْقُلُ
وَأمْرِيَ (مَوْقُوفٌ) عَليكَ وَلَيْسَ لِي ... عَلَى أحَدٍ إلاَّ عَلَيْك المُعَوَّلُ
وَلَوْ كَانَ (مَرْفُوعاً) إلَيْكَ لَكُنْتَ لِي ... عَلَى رَغْمِ عُذَّالِي تَرِقُّ وَتَعْدِلُ
وَعَذْلُ عَذُوِلي (مُنكرٌ) لاَ أسِيغُهُ ... وَزُورٌ ، وتَدْليسٌ يُرَدُّ وَ يُهْمَلُ
أُقَصي زَمَانِي فِيّك (مُتَصِلَ) الأسَى ... وَ(مُنْقَطِعاً) عّمَّا بِهِ أتَوَصَّلُ
وَهَا أنَا في أكْفَانِ هَجْرِك (مُدْرجٌ) ... تُكلِّفُنِي مَا لاَ أطِيقُ فَأحْمِلُ
وَأجْرَيتُ دَمْعِي فَوْقَ خَدِّي (مُدَبَّجاً) ... وَمَا هِي إلاَّ مُهْجَتِي تَتَحلَّلُ
فَـ(متَّفِقٌ) جِسمِي وَسُهْدِي وَعبرتِي ... وَ(مُفْتَرِقٌ) صَبْرِي وَقَلْبِي المُبَلْبلُ
وَ(مُؤتَلِفٌ) وَجْدِي وَشَجْوِي وَلَوْعَتِي ... وَ(مخْتَلِفٌ) حَظِّي وَمَا مِنْك آمُلُ(1/1)
خُذِ الْوَجْدَ مِنِّي (مُسْنَداً) ، وَ(مُعَنْعَناً) ... فّغَيْرِي بِـ(مَوْضُوع) الْهَوَى يَتَحَلَّلُ
وَذِي نُبَذٌ مِنْ مُبْهَمِ الحُبِّ فَاَعْتَبِرْ ... وَغَامِضُهُ إنْ رُمْتَ شَرْحاً أطَوِّلُ
(عَزِيزٌ) بِكُمْ صَبٌّ ذَلِيلٌ لِعِزِّكُمْ ... وَ(مَشْهُورُ) أوْصَافِ المُحِبِّ التَّذَلُلُ
(غَرِيبٌ) يُقَاسِي البُعْدَ عنْكَ وَ مَالَه ... وحَقِّك عَن دَارِ الْقِلَى مُتَحَوَّلُ
فَرِفْقاً بِـ(مَقْطُوعِ) الوَسائِلِ مالَهْ ... إلَيْك سَبِيلٌ لاَ وَلاَ عنْك مَعْدِلُ
فَلا زِلتَ في عِزَ مَنيعٍ وَرِفْعَةٍ ... وَلاَ زِلتَ تَعْلوُ بالتَجَنِّي فَأنْزِلُ
أُوَرِّي بِسُعدَى وَالرَّبَابِ وزيْنَبٍ ... وَأنْتَ الذِي تُعنى وأنْت المُؤمَّلُ
فَخُذْ أوَّلاْ مِن آخرٍ ثُمَّ أوَّلاً ... مِنَ النِّصْفِ مِنْهُ فَهوَ فِيهِ مُكَمَّلُ
أبَرُّ إذَا أقْسمْتُ أنِّيِ بِحُبِّهِ ... أهيِمُ وَقَلْبِي بِالصبَّاةِ مُشْعَلُ
***(1/2)
نَظْمُ لاَمِيَّةِ الأَفْعَالِ
للعلامة جمال الدين ابن مالك [بالأسود]
ومعها الطرة للعلامة الحسن بن زين الشنقيطي [بالأحمر]
وزيادات بحرق اليمني [بالأزرق]
كتبها وضبطها وراجعها
أبو مالك العوضي
عفا الله عنه
مقدمة
اَلْحَمْدُ لِلَّهِ لاَ أَبْغِي بِهِ بَدَلاَ
حَمْدًا يُبَلِّغُ مِنْ رِضْوَانِهِ الأَمَلاَ
ثُمَّ الصَّلاَةُ عَلَى خَيْرِ الْوَرَى وَعَلَى
سَادَاتِنَا آلِهِ وَصَحْبِهِ الْفُضَلاَ
وَبَعْدُ فَالْفِعْلُ مَنْ يُحْكِمْ تَصَرُّفَهُ
يَحُزْ مِنَ اللُّغَةِ الأَبْوَابَ وَالسُّبُلاَ
فَهَاكَ نَظْمًا مُحِيطًا بِالْمُهِمِّ وَقَدْ
يَحْوِي التَّفَاصِيلَ مَنْ يَسْتَحْضِرُ الْجُمَلاَ
باب أبنية الفعل المجرد [ومعانيه] وتصاريفه
بِـ(فَعْلَلَ) الْفِعْلُ ذُو التَّجْرِيدِ أَوْ (فَعُلاَ)
يَأْتِي وَمَكْسُورَ عَيْنٍ أَوْ عَلَى (فَعَلاَ)
تَضْعِيفُ ثَانٍ أَوَ انَّ الْيَاءَ آخِرُهُ
أَوْ عَيْنُهُ كَالْوُقُوعِ قَلَّمَا نُقِلاَ
وَهْوَ لِمَعْنًى عَلَيْهِ مَنْ يَقُومُ بِهِ
مَجْبُولٌ اوْ كَالَّذِي عَلَيْهِ قَدْ جُبِلاَ
وَجَاءَ ثَالِثُهَا مُطَاوِعًا وَيَجِي
مُغْنٍ لُزُومًا وَنَقْلاً عَنْ بِنَا فَعُلاَ
وَالطَّبْعُ وَاللَّوْنُ وَالأَعْرَاضُ جَاءَ لَهَا
وَلِلْجَسَامَةِ، فَالتَّقْصِيرُ فِيهِ عَلاَ
وَصَوْغُ أَوَّلِهَا مِمَّا يُنَاسِبُهُ
مِنِ اسْمِ عَيْنٍ لِمَعْنًى كَالأَخِيرِ جَلاَ
فَاعْمَلْ بِهِ وَأَصِبْ مَعَ الأَخِيرِ وَخُذْ
أَنِلْ بِذَا مُفْرَدًا (تَمَرْتُهُ) نُزُلاَ
وَاجْمَعْ وَفَرِّقْ وَأَعْطِ وَامْنَعَنَّ وَفُهْ
وَاغْلِبْ وَدَفْعٌ وَإِيذَاءٌ بِهِ حَصَلاَ
بِهِ تَحَوَّلْ وَحَوِّلْ وَاسْتَقِرَّ وَسِرْ
وَاسْتُرْ وَجَرِّدْ وَأَصْلِحْ وَارْمِ مَنْ نَبَلاَ
وَبِالْمُقَدَّمِ حَاكِ وَاجْعَلَنْ وَبِهِ
أَظْهِرْ أَوِ اسْتُرْ كَـ(قَرْمَدْتُ الْبِنَاءَ طِلاَ)
وَلاِخْتِصَارِ كَلامٍ صِيغَ مُنْفَرِدَا(1/1)
مِنَ الْمُرَكَّبِ بَسْمِل إِنْ وَبًا نَزَلاَ
فَبَانَ مِمَّا ذَكَرْنَا أَنَّ بَيْنَهُمَا
وَجْهَيْ عُمُومٍ وَتَخْصِيصٍ لِمَنْ عَقَلاَ
وَالضَّمَّ مِنْ (فَعُلَ) الْزَمْ فِي الْمُضَارِعِ وَافْـ
ـتَحْ مَوْضِعَ الْكَسْرِ فِي الْمَبْنِيِّ مِنْ فَعِلاَ
مُضَاعَفًا مُدْغَمًا أَمْ لاَ كَـ(حَسَّ بِهِ)
وَ(عَضَّ) (مَصَّ) وَ(حَمَّ) (مَلَّهُ مَلَلاَ)
وَ(خَبَّ) (صَبَّ) وَ(طَبَّ) (لَجَّ) (بَحَّ) وَ(وَدْ
دَ) (بَرَّ) (لَذَّ) وَ(شَلَّتْ كَفُّهُ شَلَلاَ)
(قَرَّتْ) وَ(حَرَّ) وَ(مَرَّ) (مَسَّ) (هَشَّ لَهُ)
وَ(بَشَّ) (سَفَّ) وَ(شَمَّ) (ضَنَّ) مَعْ (زَلِلاَ)
وَجْهَانِ فِيهِ مِنِ (احْسَِبْ) مَعْ (وَغَِرْتَ) (وَحَِرْ
تَ)(انْعَِمْ)(بَئَِسْتَ)(يَئَِسْتَ) (اوْلَِهْ) (يَبِسْ) (وَهِلاَ)
وَمِثْلُ يَحْسَِبُ ذِي الْوَجْهَيْنِ مِنْ فَعِلاَ
(يَلَِغْ) (يَبَِقْ) (تَحَِمُ الْحُبْلَى) اشْتَهَتْ أُكَلاَ
وَأَفْرِدِ الْكَسْرَ فِيمَا مِنْ (وَرِثْ) وَ(وَلِيْ)
(وَرِمْ) (وَرِعْتَ) (وَمِقْتَ) مَعْ (وَفِقْتَ) حُلاَ
وَخَمْسَةٍ كَـ(يَرِثْ) بِالْكَسْرِ وَهْيَ (وَجِدْ)
(وَقِهْ لَهُ) وَ(وَكِمْ) (وَرِكْ) (وَعِقْ) عَجِلاَ
(وَثِقْتَ) مَعْ (وَرِيَ) الْمُخُّ احْوِهَا وَأَدِمْ
كَسْرًا لِعَيْنٍ مُضَارعٍ يَلِي فَعَلاَ
ذَا الْوَاوِ فَاءً أَوِ الْيَا عَيْنًا اوْ كَـ(أَتَى)
كَذَا الْمُضَاعَفُ لاَزِمًا كَـ(حَنَّ طَلاَ)
وَضُمَّ عَيْنَ مُعَدَّاهُ وَيَنْدُرُ ذَا
كَسْرٍ كَمَا لاَزِمٌ ذَا ضَمٍّ احْتَمَلاَ
وَفِي الصَّحَاحِ انْبِنَاءُ الضَّمِّ فِيهِ عَلَى
لَمْحِ التَّعَدِّي لِذَاكَ اللَّمْحُ قَدْ نُقِلاَ
فَرْدًا بِـ(ذَبَّ) وَ(نَصَّ) (غَضَّ) (حَفَّ بِهِ)
وَ(حَطَّ) (عَقَّ) وَ(صَفَّ) (مَنَّ) لاَ حَلَلاَ
فَذُو التَّعَدِّي بِكَسْرٍ (حَبَّهُ) وَعِ ذَا
وَجْهَيْنِ (هَرَّ) وَ(شَدَّ) (عَلَّه عَلَلاَ)
وَمِثْلُ (هَرَّ) (يَنُِثُّ) (شَجَّهُ) وَكَذَا(1/2)
كَ (أَضَّه)ُ (رَمَّهُ) أَيْ أَصْلَحَ الْعَمَلاَ
وَ(بَتَّ) قَطْعًا وَ(نَمَّ) وَاضْمُمَنَّ مَعَ الْـ
ـلُزُومِ فِي (امْرُرْ بِهِ) وَ(جَلَّ) مِثْلُ جَلاَ
(هَبَّتْ) وَ(ذَرَّتْ) وَ(أَجَّ) (كَرَّ) (هَمَّ) بِهِ
وَ(عَمَّ) (زَمَّ) وَ(سَحَّ) (مَلَّ) أَيْ ذَمَلاَ
وَ(أَلَّ) لَمْعًا وَصَرْخًا (شَكَّ) (أَبَّ) (وَشَدْ
دَ) أَيْ عَدَا (شَقَّ) (خَشَّ) (غَلَّ) أيْ دَخَلاَ
وَ(قَشَّ) قَوْمٌ، عَلَيْهِ اللَّيْلُ (جَنَّ) وَ(رَشْ
شَ) الْمُزْنُ (طَشَّ) وَ(ثَلَّ) أَصْلُهُ ثَلَلاَ
أَيْ رَاثَ، (طَلَّ) دَمٌ (خَبَّ) الْحِصَانُ وَنَبْـ
ـتٌ (كَمَّ) نَخْلٌ وَ(عَسَّتْ) نَاقَةٌ بِخَلاَ
وَمَعْ ثَمَانِيَةٍ عَشْرٍ كَـ(مَتَّ) بِهِ
يَمُتُّ (ثَجَّ) وَ(سَجَّ) (أَحَّ) أَيْ سَعَلاَ
(سَخَّتْ) وَ(أَدَّ) وَ(حَدَّ) (عَرَّ) (حَصَّ) وَ(لَطْ
طَتْ نَاقَةٌ) (كَفَّ) (شَقَّ طَرْفُهُ) فَعَلاَ
وَ(بَقَّ) (فَكَّ) وَ(عَكَّ) الْيَوْمُ (غَمَّ) وَ(أَمْ
مَتْ) أُمُّنَا (حَنَّ) عَنْهُ مُعْرِضًا كَمَلاَ
قَسَّتْ، كَذَا وَعِ وَجْهَيْ (صَدَّ) (أَتَّ) وَ(خَرْ
رَ) الصَّلْدُ (حَدَّتْ) وَ(ثَرَّتْ) (جَدَّ) مَنْ عَمِلاَ
(تَرَّتْ) وَ(طَرَّتْ) وَ(دَرَّتْ) (جَمَّ) (شَبَّ) حِصَا
نٌ (عَنَّ) (فَحَّتْ) وَ(شَذَّ) (شَحَّ) أَيْ بَخِلاَ
وَمِثْلُ (صَدَّ) بِوَجْهَيْهِ ثَمَانِيَةٌ
(عَرَّتْ) وَ(شَتَّ) وَ(أَزَّ الْقِدْرُ) حِينَ غَلاَ
(قَرَّ النَّهَارُ) وَ(أَصَّتْ نَاقَةٌ) وَكَذَا
(رَزَّ الْجَرَادُ) وَ(كَعَّ) (خَلَّ) أَيْ هَزَلاَ
وَ(شَطَّتِ) الدَّارُ (نَسَّ) الشَّيْءُ (حَرَّ) نَهَا
رٌ، وَالْمُضَارِعُ مِنْ فَعَلْتَ إِنْ جُعِلاَ:
عَيْنًا لَهُ الْوَاوُ أَوْ لاَمًا يُجَاءُ بِهِ
مَضْمُومَ عَيْنٍ وَهَذَا الْحُكْمُ قَدْ بُذِلاَ:
لِمَا لِبَذِّ مَفَاخِرٍ (1) وَلَيْسَ لَهُ
دَاعِي لُزُومِ انْكِسَارِ الْعَيْنِ نَحْوُ (قَلاَ)
إِذْ مُقْتَضِي كَسْرِ عَيْنٍ إِذْ يُزَاحِمُ مَا(1/3)
يَدْعُو إِلَى الضَّمِّ يَطْوِي كُلَّمَا سَدَلاَ
وَكُفَّ جَالِبَ فَتْحٍ إِذْ يُزَاحِمُ مَا
يَدْعُو إِلَى غَيْرِهِ وَامْنَعْهُ مَا سَأَلاَ
إِلاَّ شُذُوذًا وَإِلاَّ مَا كَضع وسعى
فالفتح ما لم يكن بالشهرة انخزلا
فذو الشذوذ كهب عن كسرة وكما
عن ضمة شذ يطهى لحمه عجلا
يمحَى وينحَى ويدحى الأرضَ ثمةَ قل
يصغَى ويضحَى وفيها قيسُها نُقِلا
وَفَتْحُ مَا حَرْفُ حَلْقٍ غَيْرُ أَوَّلِهِ
عَنِ الْكِسَائِيِّ فِي ذَا النَّوْعِ قَدْ حَصَلاَ
فِي غَيْرِ هَذَا لِذِي (2) الْحَلْقِيِّ فَتْحًا اشِعْ
بِالاِتِّفَاقِ كَآتٍ صِيغَ مِنْ (سَأَلاَ)
إِنْ لَمْ يُضَاعَفْ وَلَمْ يُشْهَرْ بِكَسْرَةٍ اوْ
ضَمٍّ كَـ(يَبْغِي) وَمَا صَرَّفْتَ مِنْ (دَخَلاَ)
أو يشتهر بهما كانغُِم نعِمتَ وقد
يروى بتثليثها كاجنَح إلى الفضلا
وقد يصاحب فتح العين ضمتها
أو كسرها كاسعُط الدوا انزَح الوَشَلا
وقد يثلث ذا الماضي رجحت منا
والضم والفتحُ في آتيه قد عقلا
وإن تكن بهما عين المضيْ شكلت
يصلح مضارعه لما به شكلا
واجنأ على الفتح إن كسرٌ يصاحبه
في عين ماضٍ ولا تطلب به بدلا
عَيْنَ الْمُضَارِعِ مِنْ فَعَلْتَ حَيْثُ خَلاَ
مِنْ جَالِبِ الْفَتْحِ كَالْمَبْنِيِّ مِنْ عَتَلاَ:
فَاكْسِرْ أَوِ اضْمُمْ إِذَا تَعْيِينُ بَعْضِهِمَا
لِفَقْدِ شُهْرَةٍ اوْ دَاعٍ قَدِ اعْتَزَلاَ
وقد يثلث ذا أيضا أنستَ بها
وفي المضارع ما في الماضِ قد حصلا
طورا وطورا يثنى فتحُ أوسطه
بالضم لا ترفُثَنْ وانقب إذا سفلا
وقد تعاقب فتح العين ضمتها
ويمكث الضم في الآتي وقد عُقلا
بالضم والكسر لا تحقر وعز وإن
يكسر مع الفتح ذا الماضي فقد جعلا
منه المضارع مضموما ومنفتحا
كاركن إلى الحق ترشد إن ثأى شملا
وقد يرى كالمضي شكلا خصبت رجا
فاغبط ولا تحقدن واحنف إذا هزلا
فصل في اتصال تاء الضمير أو نونه بالفعل
وَانْقُلْ لِفَاءِ الثُّلاَثِيْ شَكْلَ عَيْنٍ اذَا اعْـ(1/4)
ـتَلَّتْ وَكَانَ بِتَا الإِضْمَارِ مُتَّصِلاَ
أَوْ نُونِهِ وَإِذَا فَتْحًا يَكُونُ فَعَنْـ
ـهُ اعْتَضْ مُجَانِسَ تِلْكَ الْعَيْنِ مُنْتَقِلاَ
من أبنية الفعل المزيد فيه [ومعانيه]
كَـ(أَعْلَمَ) الْفِعْلُ يَأْتِي بِالزِّيَادَةِ مَعْ
(وَالَى) وَ(وَلَّى) (اسْتَقَامَ) (احْرَنْجَمَ) (انْفَصَلاَ)
بأفعلَ استغن أو طاوع مجردَهُ
وللإزالة ولاوجدان قد حصلا
وقد يوافق مفتوحا ومنكسرا
ثلاثيا كوعى والمرءُ قد نملا
أعن وكثر وصير عرضن به
وللبلوغ كأمأى جعفر إبلا
وعدين به وأطلقن وقس
وقلنا غيره من هذه نقلا
شارك بفاعل أو وافق ثلاثيَهُ
أو أفعل الجعلِ تابعتُ الصيام وِلا
كثر بفعَّل صير اختصر وأزل
وافق تفعل أو وافق به فعلا
فكر وشمر ويغني عن مجرده
وجاء تضعيفه من همزة بدلا
وللتوجه والتوجيه لو نسبت
له كتقبيلنا الموتى لما ثقلا
باستفعل اطلب تحول طاوع افعل أو
وافق تفعل أو وافق به افتعلا
أو الثلاثيَّ كاستغنى وجاء به
وقد يكون على الوُجدان مشتملا
باحرنجمت طاوعن وردفها وبذا
وافق مجردا او يغني انطلق عجلا
وفي مطاوعة ملا لوى ورمى
وصلته أو نقلتُ جا به افتعلا
وَ(افْعَلَّ) ذَا أَلِفٍ فِي الْحَشْوِ رَابِعَةٍ
وَعَارِيًا وَكَذَاكَ (اهْبَيَّخَ) (اعْتَدَلاَ)
عن كالأحم والالمى نح بنية ذا
والعيب واللون معناه به انعزلا
وعن مداه ارعوى كاحووَّ خارجة
وارقد وازور عن معناته انفصلا
طاوع بِتِي واتخذ واختر بها وبها
وافق تفاعلَ أو وافق بها فعلا
بها تسبب وبالنفس افعلن وعن
أخي الثلاثة تغني كالتحى فجلا
(تَدَحْرَجَتْ) (عَذْيَطَ) (احْلَوْلَى) (اسْبَطَرَّ) (تَوَا
لَى) مَعْ (تَوَلَّى) وَ(خَلْبَسْ) (سَنْبَسَ) اتَّصَلاَ
بافعوعلت بالغن وطاوعن فعلا
وصيرنَّ به أو وافق افتعلا
تفاعلَ اشرَكْ بها وطاوعَنَّ وقد
تبينُ عكسَ الذي بفاعلٍ نزلا
تعاللت هندُ أو معنى المجرد أو
إهماله فتعالى الله جل علا
تفعل اطلب بها وطاوعن وقد
تجيء طبقا لما عن تائها انخزلا(1/5)
وعنه تغني وتغني عن مجردها
وقد توافقه تَعَدَّ من بخلا
بها تكلف وجانب واتخذ وبها
كرر تجرع مطيلا شربك العسلا
وَ(احْبَنْطَأَ) (احْوَنْصَلَ) (اسْلَنْقَى) (تَمَسْكَنَ) (سَلْـ
ـقَى) (قَلْنَسَتْ) (جَوْرَبَتْ) (هَرْوَلْتُ) مُرْتَحِلاَ
(زَهْزَقْتُ) (هَلْقَمْتُ) (رَهْمَسْتُ) (اكْوَأَلَّ) (تَرَهْـ
ـشَفْتُ) (اجْفَأَظَّ) (اسْلَهَمَّ) (قَطْرَنَ) الْجَمَلاَ
(تَرْمَسْتُ) (كَلْتَبْتُ) (جَلْمَطْتُ) وَ(غَلْصَمَ) ثُمْ
مَ (اوْلَمَّسَ) (اهْرَمَّعَتْ) وَ(اعْلَنْكَسَ) انْتُخِلاَ (3)
وَ(اعْلَوَّطَ) (اعْثَوْجَجَتْ) (بَيْطَرْتُ) (سَنْبَلَ) (زَمْـ
ـلَقَ) اضْمُمَنَّ (تَسَلْقَى) وَاجْتَنِبْ خَلَلاَ
فصل في المضارع
بِبَعْضِ (نَأْتِي) الْمُضَارِعَ افْتَتِحْ وَلَهُ
ضَمٌّ إِذَا بِالرُّبَاعِي مُطْلَقًا وُصِلاَ
وَافْتَحْهُ مُتَّصِلاً بِغَيْرِهِ وَلِغَيْـ
ـرِ الْيَاءِ كَسْرًا أَجِزْ فِي الآتِ مِنْ فَعِلاَ
أَوْ مَا تَصَدَّرَ (4) هَمْزُ الْوَصْلِ فِيهِ أَوِ التْـ
ـتَّا زَائِدًا كَـ(تَزَكَّى) وَهْوَ قَدْ نُقِلاَ
فِي الْيَا وَفِي غَيْرِهَا إِنْ أُلْحِقَا بَـ(أَبَى)
أَوْ مَا لَهُ الْوَاوُ فَاءٌ (5) نَحْوَ قَدْ وَجِلاَ
وَكَسْرُ مَا قَبْلَ آخِرِ الْمُضَارِعِ مِنْ
ذَا الْبَابِ يَلْزَمُ إِنْ مَاضِيهِ قَدْ حُظِلاَ:
زِيَادَةُ التَّاءِ أَوَّلاً وَإِنْ حَصَلَتْ
لَهُ فَمَا قَبْلَ الاَخِرِ افْتَحَنْ بِوِلاَ
فصل في فعل ما لم يسم فاعله
إِنْ تُسْنِدِ الْفِعْلَ لِلْمَفْعُولِ فَأْتِ بِهِ
مَضْمُومَ الاَوَّلِ وَاكْسِرْهُ إِذَا اتَّصَلاَ:
بِعَيْنٍ اعْتَلَّ وَاجْعَلْ قَبْلَ الاَخِرِ فِي الْـ
ـمُضِيِّ كَسْرًا وَفَتْحًا فِي سِوَاهُ تَلاَ
ثَالِثَ ذِي هَمْزِ وَصْلٍ ضُمَّ مَعْهُ وَمَعْ
تَاءِ الْمُطَاوَعَةِ اضْمُمْ تِلْوَهَا بِوِلاَ
وَمَا لِفَا نَحْوِ (بَاعَ) اجْعَلْ لِثَالِثِ نَحْـ
ـوِ (اخْتَارَ) وَ(انْقَادَ) كَاخْتِيرَ الَّذِي فَضَلاَ(1/6)
فصل في فعل الأمر
مِنْ (أَفْعَلَ) الأَمْرُ (أَفْعِلْ) وَاعْزُهُ لِسِوَا
هُ كَالْمُضَارِعِ ذِيْ الْجَزْمِ الَّذِي اخْتُزِلاَ:
أَوَّلُهُ، وَبِهَمْزِ الْوَصْلِ مُنْكَسِرًا
صِلْ سَاكِنًا كَانَ بِالْمَحْذُوفِ مُتَّصِلاَ
وَالْهَمْزَ قَبْلَ لُزُومِ الضَّمِّ ضُمَّ، وَنَحْـ
ـوُ اغْزِي بِكَسْرٍ مُشَمَّ الضَّمِّ قَدْ قُبِلاَ
وَشَذَّ بِالْحَذْفِ (مُرْ) وَ(خُذْ) وَ(كُلْ) وَفَشَا
(وَأْمُرْ) وَمُسْتَنْدَرٌ تَتْمِيمُ (خُذْ) وَ(كُلاَ)
باب أبنية أسماء الفاعلين والمفعولين
كَوَزْنِ (فَاعِلٍ) اسْمُ فَاعِلٍ جُعِلاَ
مِنَ الثُّلاَثِي الَّذِي مَا وَزْنُهُ فَعَلاَ
وَمِنْهُ صِيغَ كَـ(سَهْلٍ) وَ(الظَّرِيفِ) وَقَدْ
يَكُونُ (أَفْعَلَ) أَوْ (فَعَالاً) أَوْ (فَعَلاَ)
وَكَـ(الْفُرَاتِ) وَ(عِفْرٍ) وَ(الْحَصُورِ) وَ(غُمْـ
ـرٍ) (عَاقِرٍ) (جُنُبٍ) وَمُشْبِهًا (ثَمِلاَ)
وَصِيغَ مِنْ لاَزِمٍ مُوَازِنٍ فَعِلاً
بِوَزْنِهِ كَـ(شَجٍ) (6) وَمُشْبِهٍ (عَجِلاَ)
وَ(الشَّأْزِ) وَ(الأَشْنَبِ) (7) (الْجَزْلاَنِ) ثُمَّتَ قَدْ
يَأْتِي كَـ(فَانٍ) وَشِبْهِ وَاحِدِ الْبُخَلاَ
حَمْلاً عَلَى غَيْرِهِ لِنِسْبَةٍ كَـ(خَفِيـ
ـفٍ) (طَيِّبٍ) (أَشْيَبٍ) فِي الصَّوْغِ مِنْ فَعَلاَ
وَ(فَاعِلٌ) صَالِحٌ فِي كُلٍّ (8) انْ قُصِدَ الْـ
ـحُدُوثُ نَحْوَ (غَدًا ذَا جَاذِلٌ جَذَلاَ)
وَبِاسْمِ فَاعِلِ غَيْرِ ذِي الثَّلاَثِةِ جِي (9)
وَزْنُ الْمُضَارِعِ لَكِنْ أَوَّلاَ جُعِلاَ:
مِيمٌ تُضَمُّ وَإِنْ مَا قَبْلَ آخِرِهِ
فَتَحْتَ صَارَ اسْمَ مَفْعُولٍ وَقَدْ حَصَلاَ:
مِنْ ذِي الثَّلاَثَةِ بِالْمَفْعُولِ مُتَّزِنًا
وَمَا أَتَى كَـ(فَعِيلٍ) فَهْوَ قَدْ عُدِلاَ:
بِهِ عَنِ الأَصْلِ وَاسْتَغْنَوْا بِنَحْوِ (نَجًا)
و(النِّسْيِ) عَنْ وَزْنِ مَفْعُولٍ، وَمَا عَمِلاَ (10)
باب أبنية المصادر
وَلِلْمَصَادِرِ أَوْزَانٌ أُبَيِّنُهَا(1/7)
فَلِلثُّلاَثِيِّ مَا أُبْدِيهِ مُنْتَخَلاَ
(فَعْلٌ) وَ(فُعْلٌ) وَ(فِعْلٌ) أَوْ بِتَاءِ مُؤَنْـ
ـنَثٍ أَوِ الأَلِفِ الْمَقْصُورِ مُتَّصِلاَ
(فَعْلاَنُ) (فُعْلاَنُ) (فِعْلاَنٌ) وَنَحْوُ (جَلاً)
(رِضًى) (هُدًى) وَ(صَلاَحٍ) ثُمَّ زِدْ (فَعِلاَ)
مُجَرَّدًا وَبِتَا التَّأْنِيثِ ثُمَّ (فَعَا
لَةً) وَبِالْقَصْرِ وَ(الْفَعْلاَءُ) قَدْ قُبِلاَ
(فِعَالَةٌ) وَ(فُعَالَةٌ) وَجِئْ بِهِمَا
مُجَرَّدَيْنِ مِنَ التَّا وَ(الْفُعُولَ) صِلاَ
ثُمَّ (الْفَعِيلَ) وَبِالتَّا ذَانِ (11)، وَ(الْفَعَلاَ
نُ) أَوْ كَـ(بَيْنُونَةٍ) وَمُشْبِهٍ فَعَلاَ
وَ(فُعْلَلٍ) وَ(فَعُولٍ) مَعْ (فَعَالِيَةٍ)
كَذَا (فُعَيْلِيَةٌ) (فُعُلَّةٌ) (فَعَلَى)
مَعْ (فَعَلُوتٍ) (فُعُلَّى) مَعْ (فُعَلْنِيَةٍ)
كَذَا (فُعُولِيَّةٌ) وَالْفَتْحُ قَدْ نُقِلاَ
وَ(مَفْعَلٌ) (مَفْعِلٌ) وَ(مَفْعُلٌ) وَبِتَا التْـ
ـتَأْنِيثِ فِيهَا وَضَمٌّ قَلَّمَا حُمِلاَ
(فَعْلٌ) مَقِيسُ الْمُعَدَّى وَ(الْفُعُولُ) لِغَيْـ
ـرِهِ سِوَى فِعْلِ صَوْتٍ ذَا (الْفُعَالُ) جَلاَ
وَمَا عَلَى (فَعِلَ) اسْتَحَقَّ مَصْدَرُهُ
إِنْ لَمْ يَكُنْ ذَا تَعَدٍّ كَوْنَهُ فَعَلاَ
وَقِسْ (فَعَالَةً) اوْ (فُعُولَةً) لِـ(فَعُلْـ
ـتُ) كَالشَّجَاعَةِ وَالْجَارِي عَلَى سَهُلاَ
وَمَا سِوَى ذَاكَ مَسْمُوعٌ وَقَدْ كَثُرَ (الْـ
ـفَعِيلُ) فِي الصَّوْتِ، وَالدَّاءُ الْمُمِضُّ جَلاَ:
مَعْنَاهُ وَزْنُ (فُعَالٍ) فَلْيُقَسْ، وَلِذِي
فِرَارٍ اوْ كَفِرَارٍ بِـ(الْفِعَالَ) جَلاَ
(فَعَالَةٌ) لِخِصَالٍ، وَ(الْفِعَالَةَ) دَعْ
لِحِرْفَةٍ أَوْ وِلاَيَةٍ وَلاَ تَهِلاَ
لِمَرَّةٍ (فَعْلَةٌ) وَ(فِعْلَةً) وَضَعُوا (12)
لِهَيْئَةٍ غَالِبًا كَمِشْيَةِ الْخُيَلاَ
وفُعْلة لاسم مفعول وإن فتحت
من وزنه العين يرتد اسمَ من فعلا
فصل في مصادر ما زاد على الثلاثي
بِكَسْرِ ثَالِثِ هَمْزِ الْوَصْلِ مَصْدَرُ فِعْـ(1/8)
ـلٍ حَازَهُ (13) مَعَ مَدِّ مَا الأَخِيرُ تَلاَ
وَاضْمُمْهُ مِنْ فِعْلٍ التَّا زِيدَ أَوَّلَهُ
وَاكْسِرْهُ سَابِقَ حَرْفٍ يَقْبَلُ الْعِلَلاَ
لِـ(فَعْلَلَ) ائْتِ بِـ(فِعْلاَلٍ) وَ(فَعْلَلَةٍ)
وَ(فَعَّلَ) اجْعَلْ لَهُ (التَّفْعِيلَ) حَيْثُ خَلاَ:
مِنْ لاَمٍ اعْتَلَّ لِلْحَاوِيهِ (تَفْعِلَةً)
أَلْزِمْ وَلِلْعَارِ مِنْهُ رُبَّمَا بُذِلاَ
وَمَنْ يَصِلْ بِـ(تِفِعَّالٍ) (تَفَعَّلَ) وَ(الْـ
ـفِعَّالِ) (فَعَّلَ) فَاحْمَدْهُ بِمَا فَعَلاَ
وَقَدْ يُجَاءُ بِـ(تَفْعَالٍ) لِـ(فَعَّلَ) فِي
تَكْثِيرِ فِعْلٍ كَـ(تَسْيَارٍ)، وَقَدْ جُعِلاَ:
مَا لِلثُّلاَثِيِّ (فِعِّيلَى) مُبَالَغَةً
وَمِنْ (تَفَاعَلَ) أَيْضًا قَدْ يُرَى بَدَلاَ
وَبِـ(الْفُعَلِّيلَةِ) (افْعَلَلَّ) قَدْ جَعَلُوا
مُسْتَغْنِيًا لاَ لُزُومًا فَاعْرِفِ الْمُثُلاَ
لِـ(فَاعَلَ) اجْعَلْ (فِعَالاً) أَوْ (مُفَاعَلَةً)
وَ(فِعْلَةٌ) عَنْهُمَا قَدْ نَابَ فَاحْتُمِلاَ
مَا عَيْنُهُ اعْتَلَّتِ (الإِفْعَالُ) مِنْهُ وَ(الاِسْـ
ـتِفْعَالُ) بِالتَّا وَتَعْوِيضٌ بِهَا حَصَلاَ:
مِنَ الْمُزَالِ، وَإِنْ تَلْحَقْ بِغَيْرِهِمَا
يَبِنْ بِهَا مَرَّةٌ مِنَ الَّذِي عُمِلاَ
وَمَرَّةُ الْمَصْدَرِ الَّذِي تُلاَزِمُهُ
بِذِكْرِ وَاحِدَةٍ تَبْدُو لِمَنْ عَقَلاَ
[فصل في اسم المصدر]
سماة مبناه ما زيدت بمبدئه
ميم بكمتها الإشراك ما عقلا
أو ما خلت من حروف الفعل بنيته
لفظا وقصدا وما أعطي به بدلا
ومنه الاعلام والميمي قسْهُ ولا
تقسْ سواه ولكن نقلُه قبلا
من فعَّل اجعل لمبناه الفَعال ومن
وزان أفعل في الفاشي له فعلا
محل ذي القصر جا ذو المد منه كما
محل ذي المد ذا المقصور قد نزلا
وجاء فَُعْلى بفتح الفا وضمتها
وجا فعولا بشكلي فائها شكلا
وجاء بالفعل مضموما ومنكسرا
مجردين من التا أو بها وصلا
وبالفَعِيل أتى والفَعْل متزنا
عنا الوعيدُ انثنى والعون قد وصلا(1/9)
باب المفعل والمفعِل [والمفعُل] ومعانيهما
مِنْ ذِي الثَّلاَثَةِ - لاَ (يَفْعِلْ) - لَهُ ائْتِ بِـ(مَفْـ
ـعَلٍ) لِمَصْدَرٍ اوْ مَا فِيهِ قَدْ عَمِلاَ (14)
كَذَاكَ مُعْتَلُّ لاَمٍ مُطْلَقًا وَإِذَا الْـ
ـفَا كَانَ وَاوًا بِكَسْرٍ مُطْلَقًا حَصَلاَ
وَلاَ يُؤَثِّرُ كَوْنُ الْوَاوِ فَاءً اذَا
مَا اعْتَلَّ لاَمٌ كَمَوْلًى، فَارْعَ صِدْقَ وَلاَ
فِي غَيْرِ ذَا عَيْنَهُ افْتَحْ مَصْدَرًا وَسِوَا
هُ اكْسِرْ وَشَذَّ الَّذِي عَنْ ذَلِكَ اعْتَزَلاَ
(مَظْلَِمَةٌ) (مَطْلَِعُ) (الْمَجْمَِعُ) (مَحْمَِدَةٌ)
(مَذَِمَّةٌ) (مَنْسَِكٌ) (مَضَِنَّةُ) الْبُخَلاَ
(مَزَِلَّةٌ) (مَفْرَِقٌ) (مَضَِلَّةٌ) وَ(مَدَِبْـ
ـبٌ) (مَحْشَِرٌ) (مَسْكَِنٌ) (مَحَِلُّ) مَنْ نَزَلاَ
وَ(مَعْجَِزٌ) وَبِتَاءٍ ثُمَّ (مَهْلَِكَةٌ)
(مَعْتَِبَةٌ) مَفْعَِلٌ مِنْ (ضَعْ) وَمِنْ (وَجِلاَ)
مَعْهَا مِنِ (احْسِبْ) وَ(ضَرْبٍ) وَزْنُ مَفْعَِلَةٍ
(مَوْقَِعَةٌ) كُلُّ ذَا وَجْهَاهُ قَدْ حُمِلاَ
وَالْكَسْرَ أَفْرِدْ لَـ(مَرْفِقٍ) وَ(مَعْصِيَةٍ)
وَ(مَسْجِدٍ) (مَكْبِرٍ) (مَأْوٍ) حَوَى الإِبِلاَ
مِنَ (ايْوِ) وَ(اغْفِرْ) وَ(عُذْرٍ) وَ(احْمِ) مَفْعِلَةٌ
وَمِنْ (رَزَا) وَ(اعْرِفِ) (اظْنُنْ) (مَنْبِتٌ) وَصِلاَ:
بِمَفْعِلَ (اشْرُقْ) مَعَ (اغْرُبْ) وَ(اسْقُطَنْ) (رَجَعَ) (اجْـ
ـزُرْ) ثُمَّ (مَفْعِلَةَ) (اقْدُرْ) وَ(اشْرُقَنْ) بِخَلاَ
وَ(اقْبُرْ) وَمِنْ (أَرَبٍ) وَثَلِّثَ ارْبَعَهَا
كَذَا لِـ(مَهْلِكٍ) التَّثْلِيثُ قَدْ بُذِلاَ
ونون محنية الوادي كذلك مع
حرف اعتلال يضاهي ما به شكلا
تثليث ميسرة صحح ومزرعة
وفتح مزبلة وضمها قبلا
ومألك مكرم ومعون وبتا
تنضم فردا وما ينضم قد كملا
وَكَالصَّحِيحِ الَّذِي الْيَا عَيْنُهُ، وَعَلَى
رَأْيٍ تَوَقَّفْ وَلاَ تَعْدُ الَّذِي نُقِلاَ
وشذ بالفتح ممسانا ومصبحنا
ومخدع مجزأ مأوى ومعه جلا
في كلها قيسُها إلا الأخيرَ فلم(1/10)
يضمم وذا كله المصباحُ قد نَقَلا
وَكَاسْمِ مَفْعُولِ غَيْرِ ذِي الثَّلاَثَةِ صُغْ
مِنْهُ لِمَا مَفْعَلٌ وَمَفْعِلٌ جُعِلاَ
فصل في بناء المفعلة للدلالة على الكثرة
مِنِ اسْمِ مَا كَثُرَ اسْمُ الأَرْضِ (مَفْعَلَةٌ)
كَمِثْلِ (مَسْبَعَةٍ)، وَالزَّائِدَ اخْتَزِلاَ:
مِنَ ذِي الْمَزِيدِ كَـ(مَفْعَاةٍ)، وَ(مُفْعِلَةٌ)
وَ(أَفْعَلَتْ) عَنْهُمُ فِي ذَلِكَ احْتُمِلاَ
غَيْرُ الثُّلاَثِيِّ مِنْ ذَا الْوَضْعِ مُمْتَنِعٌ
وَرُبَّمَا جَاءَ مِنْهُ نَادِرٌ قُبِلاَ
فصل في بناء الآلة التي يعمل بها
كَـ(مِفْعَلٍ) وَكَـ(مِفْعَالٍ) وَ(مِفْعَلَةٍ)
مِنَ الثُّلاَثِيْ صُغِ اسْمَ مَا بِهِ عُمِلاَ
وكالفعال وصاغوا منه مفعَلة
لما على الفعل من أسبابه حملا
وبالفُعال بتجريد أتوا وبتا
لما ينحونه من تافه رذلا
شَذَّ (الْمُدُقُّ) وَ(مُسْعُطٌ) وَ(مُكْحُلَةٌ)
وَ(مُدْهُنٌ) (مُنْصُلٌ) آلاَتُ مَنْ نَخَلاَ
وَمَنْ نَوَى عَمَلاً بِهِنَّ جَازَ لَهُ
فِيهِنَّ كَسْرٌ وَلَمْ يَعْبَأْ بِمَنْ عَذَلاَ
خاتمة
وَقَدْ وَفَيْتُ بِمَا قَدْ رُمْتُ مُنْتَهِيًا
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ إِذْ مَا رُمْتُهُ كَمَلاَ
ثُمَّ الصَّلاَةُ وَتَسْلِيمٌ يُقَارِنُهَا
عَلَى الرَّسُولِ الْكَرِيمِ الْخَاتِمِ الرُّسُلاَ
وَآلِهِ الْغُرِّ وَالصَّحْبِ الْكِرَامِ وَمَنْ
إِيَّاهُمُ فِي سَبِيلِ الْمَكْرُمَاتِ تَلاَ
وَأَسْأَلُ اللهَ مِنْ أَثْوَابِ رَحْمَتِهِ
سَِتْرًا جَمِيلاً عَلَى الزَّلاَّتِ مُشْتَمِلاَ
وَأَنْ يُيَسِّرَ لِي سَعْيًا أَكُونُ بِهِ
مُسْتَبْشِرًا جَذِلاً لاَ بَاسِرًا وَجِلاَ
فيه اقتفيتُ أبا الأنوار سيدنا
سيديَّ قطب الرحى بدر الدجى المثلا
وإنني أبتغي ممن رأى خللا
فيما انتدبتُ له أن يصلخ الخللا
إذا تيقته جنبا وإن على
رب البريئة لي لا غيرُ متكلا
(1) في بعض النسخ (لما يدل على فخر) وفي بعضها (لما يدل مفاخرًا)
(2) في بعض النسخ (لَدَى)(1/11)
(3) في بعض النسخ (انتحلا) بالحاء.
(4) في بعض النسخ (تُصَوَّرُ)
(5) ضبط في بعض النسخ (الواوُ فاءً) ولعل الصواب ما أثبتُّ
(6) في بعض النسخ (فَرِحٍ) بدل (كَشَجٍ)
(7) في بعض النسخ (والمشْبِهُ الأشْنَبِ)
(8) في بعض النسخ (للكل) وفي بعضها (مِنْ كُلٍّ انْ)
(9) أي (جِيءَ).
(10) (ما) نافية، أي لا يعمل شيء من هذه الأوزان التي بمعنى مفعول عمله.
(11) (ذان) إشارة إلى (الفعول) و(الفعيل).
(12) في بعض النسخ (وصفوا)
(13) الضمير في (حازه) عائد على (همز الوصل).
(14) في بعض النسخ (من ذي الثلاثة لا بيفعل ائت له…لمصدر مفعلا أو فيه قد عملا)، وقوله (ما فيه قد عملا) يقصد به الظرف.
??
??
??
??(1/12)
مائة المعاني والبيان
منظومة في علمي البيان والمعاني
لمحبّ الدين بن محمد الشحنة الحلبي
( 749 - 815 هـ )(1/1)
مقدمة
الْحَمْدُ لِلّهِ وَصَلَّى اللّهُ ... …عَلَى رَسُولهِ الَّذِي اصْطَفَاهُ
مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَا ... …وَبَعْدُ قَدْ أَحْيَيْتُ أَنِّي أَنْظِمَا
فِي عِلْمَيِ الْبَيَانِ وَالمَعَانِي ... أَرْجُوزَةً لَطِيفَةَ المَعَانِي
أَبْيَاتُهَا عَنْ مِائَه لَمْ تَزِدِ ... …فَقُلْتُ غَيْرَ آمِنٍ مِنْ حَسَدِ
فَصَاحَةُ المُفْرَدِ فِي سَلاَمَتِهْ ... مِنْ نُفْرَةٍ فِيهِ وَمِنْ غَرَابَتِهْ
وَكَونُهُ مُخَالف الْقِيَاسِ ... …ثُمَّ الفَصِيحُ مِنْ كَلاَمِ النَّاسِ
مَا كَانَ مِنْ تَنَافُرٍ سَلِيمَا ... …وَلَمْ يَكُنْ تَألِيفُهُ سَقِيمَا
وَهْوَ مِنَ التَعْقِيدِ أَيْضاً خالِي ... وَإِنْ يَكُنْ مُطَابِقاً لِلْحَالِ
فَهْوَ الْبَلِيغُ وَالَّذِي يُؤَلِّفُهْ ... …وَبِالْفَصِيح مَنْ يُعَبِّرْ تَصِفُهْ
وَالصِّدْقُ أَنْ يُطَابِقَ الْوَاقِعَ مَا ... يَقُولُهُ وَالْكذْبُ إِنْ ذَا يُعْدَمَا
وَعَرَبِيُّ اللَّفْظِ ذُو أَحْوَالِ ... …يَأْتِي بِهَا مُطَابِقاً لِلْحَالِ
عِرْفانُهَا عِلْمٌ هُوَ المَعَانِي ... مُنْحَصِرُ الأَبْوَابِ فِي ثَمَانِ
الْبَابُ الأَوَّلُ : أَحْوَالُ الأِسْنَادِ الْخَبَرِيِّ
إِنْ قَصَدَ المُخْبِرُ نَفْسَ الحُكْمِ ... فَسَمِّ ذَا فَائِدَه وَسَمِّ
إِنْ قَصَدَ الأِعْلاَ مَ بِالْعِلْمِ بِهِ ... لاَزِمَهَا وَلِلْمَقَامِ انْتَبِهِ
إِنْ ابْتِدَائِيّاً فَلاَ يُؤَكِّدُ ... …أَوْ طَلَبِيّاً فَهْوَ فِيهِ يُحْمَدُ
وَوَاجِبٌ بِحَسَبِ الأِنكَارِ ... …وَيَحْسُنُ التَبْدِيلُ بِالأَغْيَارِ
وَالْفِعْلُ أَوْ مَعْنَاهُ إِنْ أَسْنَدَهُ ... لِمَا لَهُ فِي ظَاهِرٍ ذَا عنْدَهُ
حَقِيقَةٌ عَقْلِيَّةٌ وَإِنْ إِلَى ... …غَيْرِ مُلاَبِسٍ مَجَازاً أَوَّلاَ
ا(1/1)
لْبَابُ الثَّانِي : أَحْوَالُ المُسْنَدِ إِلَيْهِ
الحَذْفُ لِلصَّوْنِ وَلِلإِنكَارِ ... وَالإِحْتِرَازِ وَلِلإِخْتِبَارِ
وَالذِّكْرُ لِلتَعْظِيمِ وَالإِهَانَةِ ... وَالْبَسْطِ وَالتَّنْبِيهِ وَالْقَرِينَةِ
وَإِنْ بِإِضْمَارٍ تَكُنْ مُعَرِّفَا ... فَلِلْمَقَامَاتِ اْلثَّلاَثِ فَاعْرِفا
وَالأَصْلُ فِي الْخِطَابِ لِلْمُعَيَّنِ ... وَالتَّرْكُ فِيهِ لِلْعُمُومِ الْبيِّنِ
وَعَلَمِيَّةٌ فَلِلاْحْضَارِ ... …أَوْ قَصْدِ تَعْظِيِمٍ أَو احْتِقَارِ
وَصِلَةٌ لِلجَهلِ وَالتَّعْظِيمِ ... …لِلشَّانِ وَالإِيمَاءِ وَالتَّفْخِيمِ
وَبِإِشَارةٍ لِذِي فَهًمٍ بَطِي ... …فِي الْقُرْبِ وَالْبُعْدِ أَوِ التَّوَسُّطِ
وَأَلْ لِعَهْدٍ أَوْ حَقِيقَةٍ وَقَدْ ... …تُفِيدُ الاسْتِغْرَاقَ أَوْ لِمَا انْفَرَدْ
وَبإِضَافَةٍ فَلِلإِخْتِصَارِ ... …نَعَمْ وَلِلذَّمِّ أَوِ احْتِقَارِ
وَإنْ مُنكَّراً فلِلتَّحقِيرِ ... …وَالضِّدِّ وَالإِفْرَادِ وَالتكْثِيرِ
وَضِدِّهِ وَالْوَصْفُ لِلتَّبْيِين ... …وَالمَدْحِ وَالتَّخْصِيصِ وَالتَّعْيِينِ
وَكَوْنُهُ مُؤَكَّداً فَيَحْصُلُ ... …لِدَفْعِ وَهْمِ كَوْنِهِ لاَ يَشْمُلُ
وَالسَّهْوِ وَالتَّجَوُّزِ المُبَاحِ ... …ثُمَّ بَيَانُهُ فَلِلإِيضَاحِ
بِاسْمٍ بِهِ يَخْتَصُّ وَالإِبْدَالُ ... يَزِيدُ تَقْريراً لِمَا يُقَالُ
الْعَطْفُ تَفْصِيلٌ مَعَ اقْتِرَابِ ... أَوْ رَدِّ سَامِعٍ إِلَى الصَّوَابِ
وَالْفَصْلُ للتَّخْصِيصِ والتَقْدِيمُ ... فَلاِهْتِمَامِ يَحْصُلُ التَّقْسِيمُ
كَالأَصْل وَالتَّمْكِينِ وَالتَّعَجُّلِ ... وَقَدْ يُفِيدُ الاخْتِصَاصَ إِن وَلِي
نَفْياً وَقَدْ عَلَى خِلاَفِ الظَّاهِرِ ... يَأْتِي كَالأُولَى وَالْتِفَاتٍ دَائِر
بِاسْمٍ بِهِ يَخْتَصُّ وَالإِبْدَالُ ... يَزيدُ تَقْريراً لِمَا يُقَالُ(1/2)
البابُ الثَّالِثُ : أَحوَالُ المُسْنَدِ
لِمَا مَضَى التَّرْكُ مَعَ القَرِينَهْ ... وَالذِّكْرُ أَوْ يُفيِدُنَا تَعْيِينَهْ
وَكَونُهُ فِعْلاً فَلِلتَّقيدِ ... …بالْوَقتِ مَعْ إِفَادَةِ التَّجَدُّدِ
وَاسْماً فَلاِنْعِدَامِ ذَا وَمُفْرَدَا ... لأنَّ نَفْسَ الحُكْمِ فيهِ قُصِدَا
وَالْفِعْلُ بِالْمَفْعُولِ إِنْ تَقَيَّدَا ... وَنَحْوِهِ فَلِيُفِيدَ زَائِدَا
وَتَرْكُهُ لِمَانِعٍ مِنهُ وَإِنْ ... …بِالشَّرْطِ بِاعتِبارِ مَا يَجِيءُ مِنْ
آدَابِهِ وَالجَزْمُ أَصْلٌ فِي إِذَا ... لاَ إِنْ وَلَوْ وَلاَ لِذَاكَ مَنْعُ ذَا
وَالْوَصْفُ وَالتَّعْرِيفُ وَالتَّأْخِيرُ ... وَعَكْسُهُ يُعْرَفُ وَالتَّنكِيرُ
الْبَابُ الرَّابِع : أَحْوَالُ مُتَعَلَّقَاتِ الْفِعْلِ
ثُمَّ مَعَ المَفْعُّولِ حَالُ الفِعْلِ ... كَحَالِهِ مَعْ فَاعِلٍ مِنْ أَجْلِ
تَلَبُّسٍ لاَ كَوْنُ ذَاكَ قَدْ جَرَى ... وَإِنْ يُرَدْ إِنْ لَمْ يَكُنْ قَدْ ذُكِرَا
النَّفْيُ مُطلَقاً أَوِ الإِثْبَاتُ لَهْ ... فَذَاكَ مِثْلُ لاَزِمٍ فِي المَنْزلَهْ
مِنْ غَيْر تَقْدِيرٍ وَإِلاَّ لَزِمَا ... وَالحَذْفُ لِلْبَيَانِ فِيما أُبْهِمَا
أَوْ لِمَجِيءِ الذِّكْرِ أَوْ لِرَدِّ ... …تَوَهُّمِ سَامِعِ غيْرِ الْقَصْدِ
أَوْ هُوَ لِلتَّعْمِيمِ أَوْ لِلْفَاصِلَهْ ... أَوْ هُوَ لاِ سْتِهْجَانِك المُقَابَلَه
وَقَدِّمِ المَفْعُولَ أَوْ شَبِيهَهُ ... …رَدّاً عَلَى مَنْ لمْ يُصِبْ تَعْيِينَهُ
وَبَعْضُ مَعْمُولٍ عَلَى بَعْضِ كَمَا ... إِذَا اهْتِمَامٌ أَوْ لأصْلٍ عُلِمَا(1/3)
الْبَابُ الخَامِسُ : الْقَصْرُ
القَّصْرُ نَوْعَانِ حَقِيقِيٌ وَذَا ... نَوْعَانِ وَالثَّانِي إضَافِيٌّ كَذَا
فَقَصْرُ صِفَةٍ عَلَى المَوْصُوفِ ... وَعَكْسُهُ مِنْ نَوْعِهِ المَصْرُوفِ
طَرِيقُهُ النَّفْيُ وَالاِسْتِثْنَا هُمَا ... وَالْعَطْفُ وَالتَقْدِيمُ ثُمَّ إِنَّمَا
دِلالَةُ التَّقْدِيمِ بِالفَحْوَى وَمَا ... عَنَاهُ بِالْوَضْعِ وَأَيْضاً مِثْلَ مَا
الْقَصْرُ بَيْنَ خَبَرٍ وَمُبْتَدَا ... …يَكونُ بَيْن فاعِلٍ وَمَا بَدَا
مِنْهُ فَمَعْلُومٌ وَقَدْ يُنَزَّلُ ... …مَنْزِلَةَ المَجْهُولِ أَوْ ذَا يُبْدَلُ
الْبَابُ السَّادِسُ : الإنْشَاءُ
يَسْتَدْعِي الإِنْشَاءُ إِذَا كَانَ طَلَبْ ... مَا هُوَ غَيْرُ حَاصِلٍ وَالمُنْتَخَبْ
فِيهِ التَّمَنِّي وَلَهُ المَوْضُوعُ ... لَيْتَ وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْوُقُوعُ
وَلَوْ وَهَلْ مِثْلُ لَعَلَّ الدَّاخِلَهْ ... فِيهِ وَالاِسْتِفْهَامُ وَالمَوْضُوعُ لَهْ
هَلْ هَمْزَةٌ مَنْ مَا وَأَيٌّ أَيْنَا ... كَم كَيْفَ أَيَّانَ مَتَى وَأَنَّى
فَهَلْ بِهَا يُطْلَبُ تَصْدِيقٌ وَمَا ... هَمْزاً عَدَا تَصَوُّرٌ وَهْيَ هُمَا
وَقَدْ لِلاستِبْطَاءِ وَالتَّقْرِيرِ ... …وَغَيْرُ ذَا يَكُونُ وَالتَّحْقِيرِ
وَالأَمْرُ وَهْوَ طَلَبُ اسْتِعْلاَءِ ... وَقَدْ لأَنْوَاع يَكُونُ جَائِي
وَالنَّهْيُ وَهْوَ مِثْلُهُ بِلاَ بَدَا ... وَالشَّرْطُ بَعْدَ مَا يَجُوزُ وَالنِّدَا
وَقَدْ لِلاخْتِصَاصِ وَالإِغْرَاءِ ... تَجِيءُ ثَمَّ مَوْقِعَ الإِنْشاءِ
قَدْ يَقَعُ الْخَبَرُ لِلتَّفَاؤُلِ ... …وَالْحِرْصُ أَوْ بِعَكْسِ ذا تأَمَّلِ
الْبَّابُ السَّابِعُ : الْفَصْلُ وَالْوَصُلُ
إِنْ نُزِّلَتْ تَالِيَةٌ مِنْ ثَانِيَهْ ... …كَنَفْسِهَا أَوْ نُزِّلَتْ كَالْعَارِيَهْ
فافْصِل وَإِنْ تَوَسُّطٌ فالْوَصْلُ ... بِجَامِعٍ أَرْجَحُ ثُمَّ الْفَصْلُ
بِمَا لِحَالٍ أَصلُهَا قَدْ سَلِمَا ... أَصْلٌ وَإِنْ مُرَجِّحٌ تَحَتَّما(1/4)
الْبَابُ الثَّامِنُ : الإِيجَازُ وَالإِطْنَابُ
تَوْفِيَةُ المُرَادِ بِالنَّاقِصِ مِنْ ... لَفْظٍ لَهُ الإِيجَازُ وَالإِطْنَابُ إِنْ
بِزَائِدٍ عَنْهُ وَضَرْبُ الأَوَّلِ ... قَصْرٌ وَحَذْفُ جُمْلَه أَوْ جُمَلِ
أَوْ جُزْءِ جُمْلَةٍ وَمَا يَدُلُّ ... …عَلَيْهِ أَنْوَاعٌ وَمِنْهَا الْعَقْلُ
وَجَاءَ لِلتَوشِيعِ بِالتَّفْصِيلِ ... …ثَانٍ وَالاعْتِرَاضُ وَالتَذْيِيلِ
عِلْمُ البيانِ
عِلْمُ الْبَيِّانِ مَا بِهِ يُعَرَّفُ ... …إيرَادُ مَا طُرُقُه تَخْتَلفُ
فِي كَوْنِهَا وَاضِحَةَ الدِّلالَهْ ... فِما بِهِ لاَزِمُ مَا وُضِعِ لَهْ
إِمَّا مَجَازٌ مِنْهُ وَاستِعَارَةُ ... …تُنْبِي عَنِ التَّشْبِهِ أَوْ كِنَايَةُ
وَطَرَفَا التَّشْبِيهِ حسِّيَّانِ ... …وَلِّوْ خَيَالِيّاً وَعَقْلِيَّانِ
وَمِنْهُ بِالْوَهْمِ وَبِالْوُجْدَانِ ... …أَوْ فيهِمَا يَخْتَلِفُ الجُزْآنِ
وَوَجْهُهُ مَا اشْتَرَكَا فِيهِ وَجَا ... ذَا فِي حَقِيقتيهِمَا وَخَارِجَا
وَصْفاً فَحِسِّيٌّ وَعَقْلِيٌّ وَذَا ... وَاحِداً أوْ فْي حُكْمِهِ أَوْ لاَ كَذَا
وَالْكَافُ أَوْ كَأَنَّ أَوْ كَمِثْلِ ... أدَاتُهُ وَقَدْ بِذِكْرِ فِعْلِ
وَغَرَضٌ مِنْهُ عَلَى مُشَبَّهِ ... …يَعُودُ أَوْ عَلَى مُشَبَّهٍ بِهِ
فَبِاعْتِبَارِ كُلِّ رُكْنٍ أَقْسِما ... …أَنْوَاعَهُ ثُمَّ المَجَازُ فَافْهَمَا
مُفْرَدٌ أَوْ مُرَكَّبٌ وَتَارَهْ ... …يَكُونُ مُرْسَلاً أَوِ استِعَارَهْ
يُجْعَلُ ذَا ذَاكَ ادِّعَاءً أَوِّلَهْ ... وَهْيَ إِنِ اسْمُ جِنْسٍ اسْتُعيرَ لَهْ
أَصْلِيَّةٌ أَوْ لاَ فَتَابعِيَّهْ ... …وَإِنْ تَكُنْ ضِدّاً تَهَكُّمِيَّهْ
وَمَا بِهِ لاَزِمُ مَعْنًى وَهْوَ لاَ ... مُمتَنِعاً كِنَايَةٌ فَاقْسِمْ إِلَىْ
إِرَادَة النِّسْبَةِ أَوْ نَفْسِ الصِّفَهْ ... أَوْ غَيْرِ هَذَيْنَ اجْتَهِدْ أَنْ تَعْرِفَهْ(1/5)
عِلْمُ الْبَدِيعِ
عِلْمُ البَدِيعِ وَهْوَ تَحْسِيْنُ الكَلاَمْ ... بَعْدَ رِعَايَةِ الْوُضُوحِ وَالمَقَامْ
ضَرْبَانِ لَفْظيٌّ كَتَجْنيسٍ وَرَدْ ... وَسَجَعٍ أَوْ قَلْبٍ وَتَشْرِيعٍ وَرَدْ
وَالمَعْنَوِيُّ وَهْوَ كالتَّسْهِيمِ ... وَالجَمعِ وَالتَّفْرِيقِ وَالتَّقْسِيمِ
وَالْقَوْلِ بِالْمُوجَبِ وَالتَّجْرِيدِ ... وَالْجدِّ وَالطِّبَاقِ وَالتَّأْكِيدِ
وَالْعَكْسِ وَالرُّجُوعِ وَالإِيهَامِ ... وَاللَّفِّ وَالنَشْرِ وَالاِسْتِخْدَامِ
وَالسَّوْقِ وَالتَّوْجِيهِ وَالتَّوْفِيقِ ... وَالبَحْثِ وَالتَّعْلِيلِ وَالتَّعْليقِ
الخَاتِمَةُ : فِي السَّرِقات الشِّعْرِيَّةِ
السَّرِقاتُ ظَاهِرٌ فالنَّسْخُ ... …يُذَمُّ لاَ إِنِ اسْتُطِيعَ المَسْخُ
وَالسَّلْخُ مِثْلُهُ وَغَيْرُ ظِّاهِرِ ... كَوَضْعِ مَعْنًى فِي مَحَلِّ آخَرِ
أَوْ يَتَشَابَهَانِ أَوْ ذَا أَشْمَلُ ... …وَمِنْهُ قَلْبٌ وَاقْتِبِّاسٌ يُنْقَلْ
وَمِنْهُ تَضْمِيْنٌ وَتَّلْمِيحٌ وَحَلّ ... وَمِنْهُ عَقْدٌ وَالتَّأَنُّقُ أنْ تَسَل
بَرَاعَةُ اسْتِهْلاَلِ وَانْتِقَالِ ... …حُسْنُ الْخِتَام مُنْتَهَي المَقَالِ
***(1/6)
مَتنُ الجوهر المكنون
في الثلاثة فنون
(البيان والمعاني و البديع)
للعلاّمَةِ
عَبْدِ الرَّحمنِ الأَخْضَرِي(1/1)
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
خطبة الكتاب
1 ... الحَمْدُ لله البديع الهادي ... إلى بيان مهيع الرشاد
2 ... أمدَّ أرباب النهى ورسما ... شمس البيان في صدور العُلَما
3 ... فأبصروا معجزة القرآن ... واضحة بساطع البرهان
4 ... وشاهدوا مطالعَ الأنوارِ ... وما احتوت عليه مِنْ أسرارِ
5 ... فنَزَّهوا القلوب في رياضِهِ ... وأوردوا الفِكْر على حياضهِ
6 ... ثم صلاة الله ما ترنَّما ... حادٍ يسوق العيس في أرض الحمى
7 ... على نبينا الحبيب الهادي ... أجلِّ كلِّ ناطقٍ بالضاد
8 ... محمدٍ سيدِ خلقِ اللهِ ... العربيِّ الطاهرِ الأوّاهِ
9 ... ثم على صاحبه الصدّيقِ ... حبيبِه وعمرَ الفاروقِ
10 ... ثم أبي عمرو إمام العابدينْ ... وسطوةِ الله إمامِ الزاهدينْ
11 ... ثم على بقية الصحابةْ ... ذوي التقى والفضل والإنابةْ
12 ... والمجدِ والفُرصةِ والبراعةْ ... والحزمِ والنجدةِ والشجاعةْ
13 ... ما عكف القلب على القرآنِ ... مرتقياً لحضرة العرفانِ
14 ... هذا وإنَّ درر البيانِ ... وغررَ البديع والمعاني
15 ... تهدي إلى مواردٍ شريفةْ ... ونُبذةٍ بديعةٍ لطيفةْ
16 ... من علم أسرار اللسان العربي ... ودَرْكِ ما خُصَّ به مِنْ عَجَب(1/2)
17 ... لأنه كالروح للإعرابِ ... وهو لعلم النحوِ كاللُّبابِ
18 ... وقد دعا بعضٌ من الطلابِ ... لِرَجَزٍ يهدي إلى الصوابِ
19 ... فجئته بِرَجَزٍ مُفيدِ ... مُهَذّبٍ مُنَقَّحٍ سديدِ
20 ... ملتَقِطاً مِنْ دُرَرِ التلخيصِ ... جواهراً بديعةَ التخليصِ
21 ... سلكتُ ما أَبْدى مِنَ الترتيبِ ... وما أَلَوْتُ الجهدَ في التهذيبِ
22 ... سَمَّيتُهُ بالجوهرِ المَكْنونِ ... في صَدَفِ الثلاثةِ الفنونِ
23 ... واللَّهَ أرجو أن يكونَ نافعا ... لكلِّ مَنْ يقرَؤُهُ ورافعا
24 ... وأن يكون فاتحاً للبابِ ... لجملة الإخوان والأصحابِ
{ المقدمة }
25 ... فصاحةُ المفرد أَنْ يَخْلُصَ مِنْ ... تنافرٍ غرابةٍ خُلْفٍ زُكِنْ
26 ... وفي الكلام مِنْ تنافُرِ الكَلِمْ ... وضَعْفِ تأليفٍ وتعقيد سَلِمْ
27 ... وذي الكلام صفةٌ بها يُطيْقْ ... تأديةَ المقصودِ باللَّفظِ الأنيقْ
28 ... وجعلوا بلاغةَ الكلامِ ... طِباقَهُ لِمُقتضى المَقامِ
29 ... وحافظٌ تأديةَ المعاني ... عَنْ خَطَأٍ يُعْرَفُ بالمعاني
30 ... وما مِنَ التعقيدِ في المعنى يَقِي ... لَهُ البيانُ عِنْدَهُمْ قَدِ انْتُقي
31 ... وما به وجوهُ تحسين الكَلامْ ... تَعْرِفُ يُدْعى بالبَديعِ والسَّلامْ
{ الفن الأول: علم المعاني }
32... عِلْمٌ به لمقتضى الحالِ يُرى ... لفظٌ مطابقاً وفيه ذُكرا
33... إسنادُ مُسنَدٌ إِلَيْهِ مُسْنَدُ ... وَمُتَعَلَّقاتُ فِعلٍ تُورَدُ
34 ... قَصْرٌ وَإِنْشاءٌ وَفَصْلٌ وَصْلٌ اْوْ ... إيجازٌ اطنابٌ مُساواةٌ رأَوْا
{ الباب الأول: أحوال الإسناد الخبري }
35 ... الحُكْمُ بالسلبِ أوِ الإيجابِ ... إِسْنادُهمْ. وَقَصْدُ ذي الخِطابِ
36 ... إفادةُ السامعِ نَفْسَ الحكْمِ ... أوْ كَوْنَ مُخْبِرٍ به ذا عِلْم
37 ... فأولٌ فائدةٌ والثاني ... لازِمُها عِنْدَ ذوي الأذهانِ
38 ... وربما أُجْرِيَ مُجْرَى الجاهِلِ ... مُخاطَبٌ إِنْ كانَ غيرَ عاملِ
39 ... كقولنا لعالمٍ ذي غفلةِ ... الذكرُ مفتاحٌ لبابِ الحضرةِ
40 ... فينبغي اقتصارُ ذي الإِخبارِ ... على المفيد خَشْيةَ الإكثارِ
41 ... فيُخْبِرُ الخالي بلا توكيدِ ... ما لَمْ يَكُنْ في الحُكْمِ ذا تَرْديدِ
42 ... فَحَسَنٌ ومُنْكِرُ الأَخبارِ ... حَتِّمْ له بِحَسَبِ الإنكارِ
43 ... كقوله: (إنّا إليكم مُرْسَلونْ) ... فزاد بعدَ ما اقتضاهُ المنكِرونْ
44 ... لِلَّفظِ الابتداءِ ثمَّ الطلبِ ... ثُمَّتَ الاْنكارِ الثلاثةَ اْنسُبِ
45 ... واسْتَحْسِنِ التَّوْكيدَ إِنْ لَوَّحْتَ لَهْ ... بِخَبَرٍ كَسائِلٍ في الْمَنْزِلَةْ
46 ... وألحقوا أَمارةَ الإِنكار بِهْ ... كَعَكْسِهِ لِنُكْتَةٍ لَمْ تَشْتَبِهْ
47 ... بِقَسَمٍ قَدْ إِنَّ لامِ الاْبْتِدا ... ونُونَيِ الْتَّوْكيدِ وَاْسْمٍ أَكِّدا
48 ... والنَّفْيُ كالإثباتِ في ذا الْبابِ ... يَجْري على الثلاثةِ الأَلْقابِ
49 ... بِإِنْ وَكانَ لامٍ أَوْ بَاءٍ يَمينْ ... كَـ "ما جليسُ الفاسقين بالأمين"(1/3)
)فصل: في الإسناد العقلي(
50 ولحقيقةٍ مجازٍ وردا
للعقلِ منسوبين أمّا المُبتدا
51 إسنادُ فِعْلٍ أو مُضاهيهِ إلى
صاحِبِهِ كَـ "فاز من تَبَتَّلا"
52 أقسامُه مِنْ حيثُ الاعتقادُ
وواقعٌ أربعةٌ تفادُ
53 والثانِ أَنْ يُسْنَد للملابَسِ
ليسَ لَهُ يُبْنى كَـ"ثوبٍ لابِسِ"
54 أقسامُه بِحَسَبِ النَّوْعَيْنِ فيْ
جُزْأيهِ أَرْبَعٌ بلا تَكَلُّفِ
55 وَوَجَبَتْ قرينةٌ لفظيَّةْ
أَوْ معنَوِيَّةٌ وَإِنْ عادِيَّةْ
)الباب الثاني: في المسند إليه(
56 يُحْذَفُ لِلْعِلْمِ وَلاخْتِبارِ
مُسْتَمِعٍ وَصَحَّةِ الإِنْكارِ
57 سَتْرٍ وَضِيقِ فُرْصَةٍ إِجْلالِ
وعَكْسِهِ وَنَظْمٍ اسْتِعْمالِ
58 كَـ"حبذا طريقةُ الصوفيَّةْ
تهدي إلى المرتَبَةِ العليَّةْ"
59 واذكُرْهُ لِلأَصْلِ والاحْتِياطِ
غَباوَةٍ إِيضاحٍ انْبِساطِ
60 تلذُّذٍ تَبَرُّكٍ إِعْظامِ
إِهانَةٍ تَشَوُّقٍ نِظامِ
61 تَعَبُّدٍ تَعَجُّبٍ تَهْويلِ
تَقْريرٍ اْو إِشْهادٍ اْوْ تَسْجيلِ
62 وَكَوْنِهِ مُعَرَّفاً بِمُضْمَرِ
بِحَسَب المقام في النحوِ دُري
63 والأَصْلُ في المخاطَبِ التَّعْيينُ
والتَّرْكُ لِلشُّمولِ مُسْتَبينُ
34 وكونُهُ بِعَلَمٍ لِيَحْصُلا
بِذِهْنِ سامِعٍ بِشَخْصٍ أوَّلا
65 تَبَرُّكٌ تَلَذُّذٌ عِنايَةْ
إِجْلالٌ او إِهانَةٌ كِنايَةْ
66 وكونُهُ بِالوَصْلِ لِلتَّفْخيمِ
تَقْريرٍ اوْ هُجْنَةٍ اوْ تَوْهيمِ
67 إيماءٍ او توجُّهِ السامِعِ لَهْ
أوْ فَقْدِ عِلْمِ سامِعٍ غَيْرِ الصِّلةْ
68 وَبِإِشارَةٍ لِكَشْفِ الحالِ
مِنْ قُرْبٍ اوْ بُعْدٍ أَوِ اسْتِجْهالِ
69 أوْ غايةِ التّمْييزِ والتعظيمِ
والحَطِّ والتنبيهِ والتفخيمِ
70 وكونُهُ باللاّمِ في النّحوِ عُلِمْ
لكِنَّ الاسْتِغْراقَ فِيهِ يَنْقَسِمْ
71 إلى حقيقيٍّ وَعُرْفيٍّ وَفي
فَردٍ مِنَ الجَمْعِ أَعَمَّ فَاقْتَفي
72 وَبِإضافَةٍ لِحَصْرٍ وَاخْتِصارْ
تَشْريفِ أَوَّلٍ وَثانٍ وَاحْتِقارْ(1/4)
73 تَكافؤٍ سآمةٍ إِخْفاءِ
وَحَثٌٍّ اوْ مَجَازٍ اسْتِهْزاءِ
74 وَنَكّروا إِفراداً اوْ تَكْثيرا
تَنْويعاً اوْ تعظيماً او تَحْقيرا
75 كَجَهْلٍ اوْ تجاهُلٍ تَهْويلِ
تَهْوينٍ اوْ تَلْبيسٍ اوْ تَقْليلِ
76 وَوَصْفِهِ لِكَشْفٍ اوْ تَخْصِيصِ
ذَمٍ ثَنا تَوكيدٍ اوْ تَنْصيصِ
77 وأكدوا تقريراً اوْ قصدَ الخُلوصْ
مِنْ ظنِّ سَهْوٍ اوْ مجازٍ اوْ خُصوصْ
78 وَعَطفوا عَلَيْهِ بالبَيانِ
بِاسْمٍ بِهِ يَخْتَصُّ للبيانِ
79 وأبدَلوا تقريراً أو تحصيلا
وعطفوا بِنَسَقٍ تفصيلا
80 لأَحَدِ الجُزْأينِ أَوْ رَدٍّ إِلى
حَقٍ وَصَرْفِ الحُكْمِ لِلّذي تَلا
81 والشكِ والتشكيكِ والإِبهامِ
وَغَيْرِ ذلِكَ مِنَ الأَحْكامِ
82 وَفَصْلُه يُفيدُ قَصْرَ المُسْنَدِ
عَليه كـ"الصوفيُّ هُوَ المهتدي"
83 وقدَّموا للأصلِ أوْ تشويفِ
لخبرٍ تلذذٍ تشريفِ
84 وَحَطٍ اهْتِمامٍ اوْ تنظيمِ
تفاؤلٍ تخصيصٍ اوْ تعميمِ
85 إِنْ صاحَبَ المُسْندَ حَرْفُ السَّلبِ
إِذْ ذاكَ يَقتضي عُمومَ السَّلْبِ
)فصل: في الخروج عن مقتضى الظاهر(
86 وخرجوا عن مقتضى الظواهرِ
كَوَضْعِ مُضْمَرٍ مَكانَ ظاهِرِ
87 لِنُكْتَةٍ كَبَعْثٍ اوْ كَمالِ
تَمْييزٍ اوْ سُخْرِيَةٍ إِجْهالِ
88 أَوْ عَكْسٍ اوْ دَعوى الظّهورِ وَالمَدَدْ
لِنُكْتَةِ التّمكينِ كَـ"اللهُ الصَّمَدْ"
89 وقصدِ الاستعطافِ والإرهابِ
نحوُ "الأَميرُ واقِفٌ بالبابِ"
90 وَمِنْ خِلافِ المُقتَضى صَرْفُ مُرادْ
ذي نُطْقٍ اوْ سُؤْلٍ لِغَيْرِ ما أَرادْ
91 لِكَوْنِهِ أَوْلى بِهِ وَأَجْدَرا
كَقِصَّةِ الحَجَّاجِ وَالقَبَعْثَرى
92 والالتفاتُ وَهْوَ الانْتِقالُ مِنْ
بَعْضِ الأساليبِ إِلى بَعْضٍ قُمِنْ
93 والوَجْهُ الاسْتِجلابُ لِلْخِطابِ
وَنُكْتَةٍ تَخُصُّ بَعْضَ البابِ
94 وَصيغةُ الماضي لآتٍ أَوْردوا
وَقَلَبوا لِنُكْتَةٍ وَأَنْشَدوا
95 وَمَهْمَهٍ مُغْبَرَّةٍ أَرْجاؤهُ
كَأَنَّ لَوْنَ أَرْضِهِ سَماؤهُ
(1/5)
)البابُ الثالِثُ: المُسْنَدُ(
96 يحذف مسندٌ لما تقدما
والتزموا قرينةً لِيُعْلَما
97 وذِكْرُه لِمَا مَضى أَوْ لِيُرى
فِعْلاً أَوِ اسْماً فَيُفيدُ المُخْبَرا
98 وأفردوهُ لانعدامِ التقوِيَةْ
وَسَبَبٍ كَـ"الزهدُ رأسُ التزكيةْ"
99 وَكَونُهُ فِعْلاً فَلِلتقييدِ
بِالوَقْتِ مَعْ إِفادَةِ التَّجْديدِ
100 وَكَوْنُهُ اسْماً لِلثّبوتِ والدَّوامْ
وَقَيَّدوا كَالفِعْلِ رَعْياً لِلتَّمامْ
101 وَتَركوا تَقييدَهُ لِنُكْتَةِ
كَسُتْرَةٍ أَوِ انْتهازِ فُرْصَةِ
102 وَخَصّصوا بالوَصْفِ وَالإِضافَةْ
وَتَركوا لِمُقْتَضٍ خِلافَهْ
103 وَكَوْنَهُ مُعَلَّقاً بِالشَّرْطِ
فَلِمعاني أَدَواتِ الشَّرْطِ
104 وَنَكَّروا اتّباعاً اوْ تفخيما
حَطّاً وَفَقْدَ عَهْدٍ اوْ تعميما
105 وَعَرَّفوا إِفادَةً لِلْعِلْمِ
بِنِسْبَةٍ أَوْ لازمٍ لِلْحُكْمِ
106 وَقَصَروا تحقيقاً اوْ مُبالَغَةْ
بِعَرْفِ جِنْسِهِ كَـ"هِنْدٌ بالغةْ"
107 وجملة لِسَبَبٍ أَوْ تَقْوِيَةْ
كـ"الذكرُ يهدي لطريقِ التصفيةْ"
108 واسمية الجملة والفعلية
وشرطها لنكتة جلية
109 وأخروا أصالة وقدموا
لقصْر ما به عليه يُحْكَمُ
110 تنبيهٍ اوْ تفاؤلٍ تشوُّفِ
كَـ"فازَ بالحضرةِ ذو تصوُّفِ"
)الباب الرابع: في متعلقات الفعل(
111 والفعلُ مَعْ مفعولهِ كَالفِعْلِ مَعْ
فاعِلِهِ فيما لَهُ مَعْهُ اجْتَمَعْ
112 وَالغَرَضُ الإِشْعارُ بِالتَّلَبُّسِ
بواحدٍ مِنْ صاحبيهِ فَائْتَسِ
113 وغيرُ قاصرٍ كقاصِرٍ يُعَدْ
مَهْما يَكُ المَقْصودُ نِسْبَةً فَقَدْ
114 ويُحذفُ المفعولُ بالتعميمِ
وهُجْنةٍ فاصِلَةٍ تَفْهيمِ
115 من بعد إبهامٍ ولاختصارِ
كـ"بلِّغِ المولعَ بالأذكارِ"
116 وجاء للتخصيص قبل الفِعْلِ
تَهَمُّمٍ تبرّكٍ وفَصْلِ
117 واحكم لمعلولاتِهِ بما ذُكِرْ
والسُّر في الترتيبِ فيها مُشْتَهِرْ
(الباب الخامس: القصر)
118 تخصيص أمر مطلقاً بأمرِ
هو الذي يدعونه بالقَصْرِ
(1/6)
119 يكون في الموصوف والأصافِ
وَهْوَ حقيقيٌّ كما إضافي
120 لقلبٍ او تعيينٍ اوْ إفرادِ
كـ "إنما ترقى بالاستعدادِ"
121 وأدواتُ القصرِ إلا إنما
عطفٌ وتقديمٌ كما تقدّما
(الباب السادس: في الإنشاء)
122 ما لم يكن محتملاً للصدقِ
والكِذْبِ الإنشا كَـ "كن بالحقِّ"
123 والطلبُ استدعاءُ ما لم يحصلِ
أقسامُهُ كثيرةُ ستنجلي
124 أمرٌ ونهيٌ ودعاءٌ وندا
تمنٍّ استفهامٌ اعطيتَ الهدى
125 واستعملوا كليتَ لَوْ وَهَلْ لَعَلْ
وحرفَ تحضيضٍ والاستفهامَ هَلْ
126 أيُّ متى أيّانَ أينَ مَنْ وما
وَكَيْفَ أنّى كَمْ وهَمزٌ عُلِما
127 والهمزُ للتصديقِ والتصورِ
3 وبالذي يليهِ معناهُ حَرِي
128 وَهَلْ لتصديقٍ بعكسِ ما غَبَرْ
ولفظُ الاستفهام ربّما عَبَرْ
129 لأمرٍ استبطاءٍ اوْ تقريرِ
تعجّبٍ تهكّمٍ تحقيرِ
130 تنبيهٍ استبعادٍ او ترهيبِ
إنكارِ ذي توبيخٍ اوْ تكذيبِ
131 وقد يَجيْ أمرٌ ونهيٌ ونِدا
في غيرِ معناهُ لأمرٍ قُصِدا
132 وصيغةُ الإخبارِ تأتي للطَّلَبْ
لِفَأْلٍ اوْ حِرْصٍ وَحَمْلٍ وَأَدَبْ
(الباب السابع: الفصل والوصل)
133 الفصل ترك عطف جملةٍ أَتَتْ
مِنْ بعدِ أُخرى عَكْسُ وصلٍ قَدْ ثَبَتْ
134 فافْصِلْ لَدى التَّوكيدِ وَالإبْدالِ
لِنُكْتَةٍ وَنيَّةِ السؤالِ
135 وعدمِ التشريكِ في حُكْمٍ جَرى
أَوْ اخْتِلافٍ طَلَباً وَخَبَرا
136 وَفَقْدِ جامعٍ وَمَعْ إِيهامِ
عَطْفٍ سِوى المقصودِ في الكلامِ
137 وصِلْ لدى التشريكِ في الإعرابِ
وقَصْدِ رَفْعِ اللَّبْسِ في الجوابِ
138 وَفِي اتِّفاقٍ مَعَ الاتِّصالِ
في عَقْلٍ اوْ في وَهْمٍ او خيالِ
139 والوصل مع تناسبٍ في اسمٍ وفي
فِعْلٍ وَفَقْدِ مانِعٍ قَدِ اصْطُفي
(الباب الثامن: الإيجاز والإطناب والمساواة)
140 تأديةُ المعنى بلفظٍ قَدْرِهِ
هِيَ المساواةُ كَـ "سِرْ بِذِكرِه"
141 وبِأقلَّ مِنْهُ إِيجازٌ عُلِمْ
وَهْوَ إلى قَصْرٍ وَحَذفٍ ينْقَسِمْ
(1/7)
142 كَ "عَن مَجالِسِ الفُسوقِ بُعْدا"
ولا تُصاحب فاسقاً فتردى
143 وعكسه يُعرَفُ بالإطنابِ
كَ"الزمْ رعاكَ اللَّهُ قَرْعَ البابِ"
144 يجيءُ بالإيضاحِ بَعْدَ اللَّبسِ
لِشوْقٍ اوْ تَمَكُّنٍ في النّفسِ
145 وجاءَ بالإيغالِ والتذييلِ
تكريرٍ اعتراضٍ اوْ تكميلِ
146 يُدعى بالاحتراسِ والتّتميمِ
وَقَفْوِ ذي التخصيصِ ذا التعميمِ
147 وَوَصْمةُ الإخلالِ والتطويلِ
والحَشوِ مردودٌ بلا تفصيلِ
(الفن الثاني: علم البيان)
148 فنُّ البيانِ عِلْمُ ما بهِ عُرِفْ
تأدية المعنى بِطُرْقٍ مختَلِفْ
149 وضوحُها واحصره في ثلاثةِ
تبشبيهٍ او مجازٍ او كنايةِ
(فصلٌ: في الدلالة الوضعيّة)
150 والقصدُ بالدلالة الوضعيَّةْ
على الأصحِّ الفهمُ لا الحيثيّةْ
151 أقاسمها ثلاثةٌ مطابقةْ
تضمّنُ التزامٌ امّا السابقةْ
152 فهي الحقيقهْ ليسَ في البيانِ
بحثٌ لها وعَكسها العقليّتانْ
(البابُ الأوّل: التشبيه)
153 تشبيهنا دلالةٌ على اشتراكْ
أمرينِ في معنىً بآلةٍ أتاكْ
154 أركانهُ أربعةٌ وجْهٌ أداةْ
وَطَرَفاهُ فاتّبِعْ سُبْلَ النَّجاةْ
155 فَصِلْ، وحِسِّيانِ مِنْهُ الطَّرَفانْ
أيضاً وعقليّانِ أو مُختلِفانْ
156 والوَجهُ ما يشْتَرِكانِ فيهِ
وداخِلاً وخارجاً تُلْفيهِ
157 وخارجٌ وَصْفٌ حقيقيٌّ جَلا
بِحِسٍّ او عَقلٍ ونِسبيٍّ تلا
158 وواحداً يكونُ أوْ مؤلَّفا
أوْ مُتَعَدِّداً وكلٌّ عُرِفا
159 بِحِسٍّ اوْ عَقْلٍ وَتشبيهٍ نُمي
في الضدِّ للتلميحِ والتَّهكُّمِ
(فصلٌ: في أداةِ التشبيه وغايته وأقسامه)
160 أداتُهُ كافٌ كأنَّ مِثْلُ
وكُلُّ ما ضاهاهَاْ ثُمَّ الاْصلُ
161 إيلاءُ ما كالكافِ ما شُبِّهَ بِهْ
بِعَكسِ ما سِواهُ فاعْلَمْ وانتَبِهْ
162 وَغايَةُ التّشبيهِ كشْفُ الحالِ
مِقدارٍ اوْ إمكانٍ اوْ إيصالِ
163 تزيينٍ او تشويهٍ اهتِمامِ
تنويهٍ استطرافٍ او إيهامِ
164 رُجحانُهُ في الوًجهِ بالمقلوبِ
(1/8)
كاللّيثِ مِثْلُ الفاسِقِ المَصْحوبِ
165 وباعتبارِ طَرَفَيْهِ يَنقَسِمْ
أربعةً تركيباً افراداً عُلِمْ
166 وباعتبارِ عَدَدٍ ملفوفٌ اوْ
مَفروقٌ اوْ تَسوِيَةٌ جَمْعٌ رَأَوْا
167 وباعتبارِ الوجهِ تمثيلٌ إذا
مِنْ مُتَعَدِّدٍ تراهُ أُخِذا
168 وباعتبارِ الوَجْهِ أيْضاً مُجْمَلُ
خَفِيٌّ اوْ جَلِيٌّ اوْ مُفَصَّلُ
169 ومِنْهُ باعتبارِهِ أيضاً قريبْ
وَهْوَ جَلِيُّ الوَجْهِ عَكسُهُ الغَريبْ
170 لِكَثْرَةِ التّفصيلِ أوْ لِنُدَرةِ
في الذّهْنِ كالتّركيبِ في كـ"نُهْيَةِ"
171 وباعتبارِ آلَةٍ مُؤكَّدُ
بِحَذفِها ومُرْسَلٌ إذْ تُوجَدُ
172 وَمِنْهُ مَقْبولٌ بغايةٍ تَفيْ
وَعَكْسُهُ المَرْدودُ ذو التَّعسُّفِ
173 وأبلَغُ التّشبيهِ ما مِنْهُ حُذِفْ
وَجْهٌ وآلَةٌ يَليهِ ما عُرِفْ
(البابُ الثاني: في الحقيقةُ والمجاز)
174 حقيقةٌ مستعملٌ فيما وُضِعْ
لَهُ بِعُرْفِ ذي الخِطابِ فاتَّبِعْ
175 ثمَّ المجازُ قَدْ يجيءُ مُفرَدا
وَقَدْ يَجِيْ مُرَكَّباً فالمُبتَدا
176 كَلِمَةٌ غابَرَتِ الموضوعَ مَعْ
قَرينةٍ لِعَلْقَةٍ نِلْتَ الوَرَعْ
177 كاخلَعْ نِعالَ الكونِ كَيْ تراهُ
وَغُضَّ طَرْفَ الْقَلْبِ عَنْ سِواهُ
178 كِلاهُما شَرْعِيٌّ اوْ عُرْفِيُّ
نَحْوُ "ارْتقَى للحَضْرَةِ الصُّوفِيُّ"
179 أو لُغَوِيٌّ والمجازُ مُرْسَلُ
أوِ استعارَةٌ فأمّا الأوَّلُ
180 فما سِوى تَشابُهٍ علاقَتُهْ
جُزءٌ وكلٌّ اوْ مَحلٌّ آلَتُهْ
181 ظَرْفٌ وَمَظروفٌ مُسَبَّبٌ سَبَبْ
وَصْفٌ لماضٍ أوْ مآلٍ مُرْتَقَبْ
(فصل: في الاستعارة)
182 والاستعارةُ مجازٌ عَلْقَتُهْ
تشابُهٌ كَأَسَدٍ شَجاعَتُهْ
183 وَهْيَ مجازٌ لُغَةً على الأصَحْ
وَمُنِعَتْ في عَلَمٍ لِما اتّضَحْ
184 وَفَرْداً أوْ مَعدوداً او مُؤَلّفا
مِنْهُ قرينَةٌ لَها قَدْ ألَّفا
185 ومَعْ تنافي طَرَفَيْها تَنتَمي
إلى العنادِ لا الوِفاقِ فاعْلَمِ
(1/9)
186 ثمَّ العنادِيَّةُ تَلْميحيَّةْ
تُلْفى كما تُلْفى تَهَكُّمِيَّة
187 وباعتبارِ جامِعٍ قريبَةْ
كَـ"قَمَرٍ يَقرَأُ" أوْ غريبةْ
188 وباعتبارِ جامِعٍ وطَرَفَيْنْ
عَقْلاً وحِسّاً سِتَّةٌ بِغَيْرِ مَيْنْ
189 واللّفظُ إن جِنْساً فَقُلْ أَصْلِيَّةْ
وَتَبَعِيَّةً لَدى الوَصْفِيَّةْ
190 والفعلِ والحرفِ كـ"حالِ الصّوفيْ
يَنطِقُ أنَّهُ المنيبُ المُوفيْ"
191 وأطلِقَتْ وَهْيَ التي لم تقتَرِنْ
بِوَصْفٍ اوْ تَفريعِ أمْرٍ فاستَبِنْ
192 وجُرَِدَتْ بلائقٍ بالفَصْلِ
ورُشّحَتْ بلائِقٍ بالأَصْلِ
193 نَحْوُ "ارْتَقى إلى سماء القُدْسِ
ففاقَ مَنْ خلّفَ أرضَ الحسِّ"
194 أبْلَغُها التّرشيحُ لابتنائِهِ
على تناسي الشَّبْهِ وانتِفائِهِ
(فصل: في التحقيقيّة والعقليّة)
195 وذاتُ معنىً ثابِتٍ بِحِسٍّ اوْ
عَقْلٍ فَتَحْقيقِيَّةٌ كّذا رَأَوْا
196 كـ"أشْرَقَتْ بَصائِرُ الصُّوفِيّةْ
بنورِ شَمْسِ الحَضْرَةِ القُدْسِيّةْ"
(فصل: في المكنيّة)
197 وحيثُ تشبيهٌ بِنَفسٍ أضْمَرا
وما سِوى مُشَبَّهٍ لَمْ يُذكَرا
198 ودَلَّ لازِمٌ لِما شَبَّهَ بِهْ
فذلكَ التشبيهُ عِنْدَ المُنْتَبِهْ
199 يُعْرَفُ باسْتِعارَةِ الكِنايةِ
وذِكْرُ لازِمٍ بتخييليَّةِ
200 كـ"أَنْشَبَتْ مَنِيَّةٌ أظْفارَها
وأَشْرَقَتْ حَضْرَتُنا أنوارَها"
(فصل: في تحسينِ الكناية)
201 مُحَسِّنُ استعارةٍ تَدريهِ
بِرَعْيِ وَجْهِ الحُسْنِ للتّشبيهِ
202 والبُعْدِ عَنْ رائحَةِ التّشبيهِ في
لَفظٍ وليسَ الوَجهُ ألغازاً قُفي
(فصل: في تركيب المجاز)
203 مُرَكَّبُ المجازِ ما تَحَصَّلا
في نِسبَةٍ أَوْ مِثْلِ تمثيلٍ جلا
204 وإنْ أتى استعارةً مرَكَّبُ
فَمَثَلاً يُدعى ولا يُنَكَّبُ
(فصل: في تغييرِ الإعراب)
205 ومنهُ ما إعرابُهُ تَغَيَّرا
بِحَذفِ لَفظٍ أَوْ زيادَةٍ تُرى
(البابُ الثالث: في الكناية)
206 لفظٌ به لازمُ معناهُ قُصِدْ
(1/10)
مَعَ جَوازِ قَصدِهِ مَعْهُ يَرِدْ
207 إلى اختصاصِ الوَصْفِ بالموصوفِ
كـ"الخيرُ في العزلةِ يا ذا الصّوفي"
208 ونَفسِ موصوفٍ ووَصْفٍ والغَرَضْ
إيضاحٍ اختصارٍ اوْ صَوْنٍ عَرَضْ
209 أوِ انتفاءِ اللّفظِ لاستهجانِ
ونَحْوِهِ كاللّمسِ والإتيانِ
(فصل: في مراتب الكناية)
210 ثمَّ المجازُ والكُنى أبْلَغُ مِنْ
تَصْريحٍ اوْ حقيقةٍ كَذا زُكِنْ
211 في الفَنِّ تَقديمُ استعارةٍ على
تشبيهٍ ايضاً باتفاقِ العُقلا
(الفنُّ الثالث: البديع)
212 عِلْمٌ بِهِ وجوهُ تَحسينِ الكلامْ
تُعْرَفُ بَعْدَ رَعْيِ سابِقِ المرامْ
213 ثمَّ وجوهُ حُسنِهِ ضَرْبانِ
بِحَسَبِ الألفاظِ والمعاني
(الضّربُ الأوّل: المعنويّ)
214 وَعُدَّ مِنْ ألقابِهِ المطابقةْ
تشابُهُ الأطرافِ والموافَقَةْ
215 والعكسُ والتسهيمُ والمشاكلةْ
تزاوُجٌ رجوعٌ او مقابلةْ
216 تورِيةٌ تُدعى بإيهامٍ لِما
أُريدَ معناهُ البعيدُ مِنْهُما
217 ورُشِّحَتْ بما يلائمُ القريبْ
وجُرِّدَتْ بِفَقْدِهِ فَكُنْ مُنيبْ
218 جمعٌ وتفريقٌ وتقسيمٌ ومَعْ
كليهما أوْ واحِدٍ جمعٌ يَقَعْ
219 واللّفُ والنّشرُ والاستخدامُ
أيضاً وتجريدٌ لهُ أقسامُ
220 ثمّ المبالَغَةُ وصْفٌ يُدّعى
بُلوغُهُ قَدْراً يُرى ممتَنِعا
221 أوْ نائياً وَهْوَ على أنْحاءِ
تبليغٍ اغراقٍ غُلُوٍّ جاءِ
222 مقبولاً او مردوداً التّفريعُ
وحُسْنُ تعليلٍ لَهُ تنْويعُ
223 وقد أتوا في المذهبِ الكلامي
بحُجَجٍ كَمَهْيَعِ الكلامِ
224 وأكّدوا مَدْحاً بِشِبْهِ الذّمِّ
كالعَكْسِ والإدماجِ مِنْ ذا العِلْمِ
225 وجاء الاستتباعُ والتوجيهُ ما
يَحْتَمِلُ الوجْهينِ عِنْدَ العُلَما
226 وَمِنهُ قَصْدُ الجِدِّ بالهَزْلِ كَما
يُثْنَى على الفخورِ ضِدَّ ما اعْتَمى
227 وَسَوْقُ معلومٍ مساقَ ما جهلْ
لنكتةٍ تجاهُلٍ عنهمْ نُقِلْ
228 والقولُ بالموجِبِ قُلْ ضربانِ
كلاهُما في الفَنِّ معلومانِ
(1/11)
229 والاطرادُ العطفُ بالآباءِ
للشخصِ مطلقاً على الولاءِ
(الضّربُ الثاني: اللفظيّ)
230 منه الجناسُ وَهْوَ ذو تمامِ
مَعَ اتحادِ الحرفِ والنّظامِ
231 وَمُتَماثلاً دُعيْ إنِ ائْتَلَفْ
نوعاً ومُستوفىً إذا النوعُ اختَلَفْ
232 "لنْ يعْرِفَ الواحِدَ إلا واحدا"
فاخرج عنِ الكونِ تكنْ مشاهِدا
233 ومِنْهُ ذو التركيبِ ذو تشابُهِ
خطّاً ومفروقٌ بلا تشابُهِ
234 وإنْ بهيئةِ الحُروفِ اخْتَلَفا
فَهْوَ الذي يدعونَهُ المحرَّفا
235 وناقِصٌ معَ اختلافٍ في العددْ
وشَرْطُ خُلفِ النّوعِ واحِدٌ فَقَدْ
236 وَمَعْ تقارُبٍ مضارِعاً أُلِفْ
وَمَعْ تباعُدٍ بلا حقٍّ وصِفْ
237 وهوَ جناس القَلْب حيثُ يَخْتَلِفْ
ترتيبها للكلِّ والبعضَ أَضِفْ
238 مُجَنَّحاً يُدعى إذا تقاسَما
بيتاً فكان فاتحاً وخاتِما
239 ومعْ توالي الطَّرَفيْنِ عُرِفا
مُزدَوجاً كلُّ جِناسٍ أُلِفا
240 تناسُبُ اللّفْظَيْنِ في اشتقاقِ
وشِبْهِه فذاكَ ذو التحاقِ
241 ويَرِدُ التجنيسُ بالإشارةْ
مِنْ غَيْرِ أنْ يُذكَرَ بالعبارةْ
242 ومِنْهُ ردُّ عَجُزِ اللّفظِ على
صَدْرٍ فَفي نَثْرٍ بِفَقْرَةٍ جَلا
243 مكتنفاً والنّظمُ الاوّلْ أوّلا
آخِرُ مِصْراعٍ فَما قَبْلُ تلا
244 مُكَرّراً مجانِساً وما التَحَقْ
يأتي كـ" تخشى النّاسَ والله أحَقّْ"
(فصل: في السجع)
245 والسجْعُ في فواصلٍ في النّثرِ
مُشْبِهةٍ قافيةً في الشِّعْرِ
246 ضُروبُهُ ثلاثةٌ في الفَنِّ
مطرَّفٌ معَ اختِلافِ الوَزْنِ
247 مُرَصَّعٌ إن كانَ ما في الثانِيةْ
أو جُلُّهُ على وِفاقِ الماضِيَةْ
248 وما سِواهُ المُتَوازِ فَادْرِ
كَـ "سُرُرٍ مرفوعَةٍ" في الذّكْرِ
249 أبْلَغُ ذاكَ مُسْتَوٍ فما تَرى
أُخرى القرينَتَيْنِ فيهِ أَكْثِرا
250 والعَكْسُ إن يَكْثُرْ فَلَيْسَ يَحْسُنُ
ومُطلَقاً أعجازُها تُسَكَّنُ
251 وَجَعْلُ سَجْعِ كلٍّ غيرَ ما
في الآخَرِ التشطيرُ عِنْدَ العُلَما
(1/12)
(فصل: في الموازنة)
252 ثمّ الموازَنَةُ وهْوَ التسْوِيَةْ
لفاصِلٍ في الوَزْنِ لا في القافيةْ
253 وهْيَ المماثَلَةُ حيثُ يتّفِقْ
في الوَزْنِ لَفظُ فقرَتيها فاسْتَفِقْ
254 والقلبُ والتّشريعُ والتِزامُ ما
قَبْلَ الرَوِيِّ ذّكرُهُ لَنْ يَلْزَما
(السّرقاتُ)
255 وأخذُ شاعِرٍ كلاماً سَبَقَهْ
هُوَ الذي يَدْعونَهُ بالسَّرِقَةْ
256 وكُلُّ ما قُرِّرَ في الألبابِ
أوْ عادَةٍ فَلَيْسَ مِنْ ذا البابِ
257 والسّرِقاتُ عِنْدَهُمْ قِسْمانِ
خَفِيَّةٌ جَلِيَّةٌ فالثّاني
258 تَضَمُّنُ المَعنى جَميعاَ مُسْجَلا
أَرْدَؤهُ انْتِحالُ ما قَدْ نُقِلا
259 بِحالِهِ وألحقوا المرادِفا
بِهِ ويُدْعى ما أَتى مخالِفا
260 لِنَظْمِهِ إغارَةً وحُمِدا
حَيْثُ مِنَ السّابِقِ كانَ أجْوَدا
261 وأخذُهُ المعنى مُجرَّداً دُعيْ
سَلْخاً وإلْماماً وتَقسيماً فَعِ
(السّرقاتُ الخفيّة)
262 وما سِوى الظّاهِرِ أنْ يُغَيِّرا
معنىً بِوَجْهٍ ما ومحموداً يُرى
263 لِنَقْلِ أوْ خَلْطِ شمولِ الثاني
وقَلبِ أو تشابُهِ المعاني
264 أحوالُهُ بِحَسَبِ الخَفاءِ
تفاضَلَتْ في الحُسْنِ والثّناءِ
(الاقتباس)
265 الاقتباسُ أنْ يُضمَّنَ الكلامْ
قُرآناً او حديثَ سَيِّدِ الأنامْ
266 والاقتباسُ عِنْدَهُمْ ضَرْبانِ
مُحَوَّلٌ وثابِتُ المعاني
267 وجائزٌ لِوَزْنٍ او سِواهُ
تَغييرُ نَزْرِ اللّفظِ لا مَعْناهُ
(التّضمين والحَلُّ والعَقدُ)
268 والأخذُ من شِعْرٍ بِعَزْوِ ما خَفي
تَضمينُهُمْ وما على الأَصْلِ يفي
269 لنكتةٍ أجمَلُهُ واغتُفِرا
يسير تغييرٍ وما مِنْهُ يُرى
270 بيتاً فأعلى باستِعانَةٍ عُرِفْ
وشَطْراً او أدنى بإبداعٍ أُلِفْ
271 والعقدُ نظم النّثرِ لا بالاقتباسْ
والحَلُّ نثرُ النّظمِ فاعِرفِ القياسْ
272 واشترطوا الشُّهرةَ في الكلامِ
والمَنْعُ أصلُ مَذهَبِ الإمامِ
(التّلميح)
273 إشارةٌ لِقِصّةٍ شِعْرٍ مَثَلْ
(1/13)
مِنْ غَيْرِ ذِكْرِهِ فَتَلْميحٌ كَمُلْ
(تذنيبٌ في ألقابٍ مِنَ الفَنِّ)
274 مِنْ ذلكَ التوشيعُ والترديدُ
ترتيبٌ اختراعٌ او تعديدُ
275 كـ"التائبون العابدون الحامدون"
"السائحون الرّاكعونَ الساجدون"
276 تطريزٌ اوْ تدبيجٌ استشهادُ
إيضاحٌ ائتلافٌ استطرادُ
277 إحالةٌ تلويحٌ اوْ تخييلُ
وفُرصَةٌ تسميطٌ اوْ تعليلُ
278 تحلِيةٌ ونَقْلٌ اوْ تَخَتُّمُ
تجريدٌ استقلالٌ اوْ تهَكُّمُ
279 تعريضٌ اوْ إلغازٌ ارْتقاءُ
تنزيلٌ اوْ تأنيسٌ اوْ إيماءُ
280 حُسْنُ البيانِ رَصْفٌ اوْ مراجَعةْ
حُسْنُ تَخَلُّصٍ بلا مُنازَعةْ
(فصلٌ: فيما لا يعدُّ كذباً)
281 وليسَ في الإيهامِ والتّهَكُّمِ
ولا التغالي بسوى المُحَرَّمِ
282 مِنْ كَذِبٍ وفي المِزاحِ قَدْ لَزِبْ
بحيثُ لا مندوحةٌ عنِ الكذبْ
(خاتمة)
283 وينبغي لصاحبِ الكلامِ
تأنُّقٌ في البدءِ والخِتامِ
284 بِمَطْلَعٍ حَسَنْ وحُسْنُ القالِ
وسَبكٌ اوْ براعَةُ استهلالِ
285 والحُسنُ في تَخَلُّصٍ اوِ اقْتضابْ
وفي الذي يدعونه فَصْلَ الخِطابْ
286 ومِنْ سِماتِ الحُسْنِ في الخِتامِ
إردافُهُ بِمُشْعِرِ التّمامِ
287 هذا تمام الجُملةِ المقصودةْ
مِنْ صَنْعَةِ البلاغَةِ المحمودةْ
288 ثمَّ صلاةُ اللهِ طولَ الأمَدِ
على النّبيّ المصطفى مُحَمَّدِ
289 وآلِه وصحبهِ الأخيارِ
ما غرَّدَ المشتاقُ بالأسحارِ
290 وخَرَّ ساجِداً إلى الأذقانِ
يبغي وسيلةً إلى الرّحمنِ
291 تَمَّ بِشَهْرِ الحِجَّةِ الميمونِ
متمّ نصفِ عاشِرِ القُرونِ
تم ولله الحمد نسخ هذا النظم الشريف في فنون البلاغة وضبط أهمّ مواضعه المشكلة في السادس من ربيع الأول سنة 1425 هجرية. سألت الله تعالى أن ينفعني به وإخواني، وأن يجعله فاتحاً لنا باب هذا العلم الجليل على مصراعيه.(1/14)
)فصل: في الإسناد العقلي(
50 ولحقيقةٍ مجازٍ وردا
للعقلِ منسوبين أمّا المُبتدا
51 إسنادُ فِعْلٍ أو مُضاهيهِ إلى
صاحِبِهِ كَـ "فاز من تَبَتَّلا"
52 أقسامُه مِنْ حيثُ الاعتقادُ
وواقعٌ أربعةٌ تفادُ
53 والثانِ أَنْ يُسْنَد للملابَسِ
ليسَ لَهُ يُبْنى كَـ"ثوبٍ لابِسِ"
54 أقسامُه بِحَسَبِ النَّوْعَيْنِ فيْ
جُزْأيهِ أَرْبَعٌ بلا تَكَلُّفِ
55 وَوَجَبَتْ قرينةٌ لفظيَّةْ
أَوْ معنَوِيَّةٌ وَإِنْ عادِيَّةْ
)الباب الثاني: في المسند إليه(
56 يُحْذَفُ لِلْعِلْمِ وَلاخْتِبارِ
مُسْتَمِعٍ وَصَحَّةِ الإِنْكارِ
57 سَتْرٍ وَضِيقِ فُرْصَةٍ إِجْلالِ
وعَكْسِهِ وَنَظْمٍ اسْتِعْمالِ
58 كَـ"حبذا طريقةُ الصوفيَّةْ
تهدي إلى المرتَبَةِ العليَّةْ"
59 واذكُرْهُ لِلأَصْلِ والاحْتِياطِ
غَباوَةٍ إِيضاحٍ انْبِساطِ
60 تلذُّذٍ تَبَرُّكٍ إِعْظامِ
إِهانَةٍ تَشَوُّقٍ نِظامِ
61 تَعَبُّدٍ تَعَجُّبٍ تَهْويلِ
تَقْريرٍ اْو إِشْهادٍ اْوْ تَسْجيلِ
62 وَكَوْنِهِ مُعَرَّفاً بِمُضْمَرِ
بِحَسَب المقام في النحوِ دُري
63 والأَصْلُ في المخاطَبِ التَّعْيينُ
والتَّرْكُ لِلشُّمولِ مُسْتَبينُ
34 وكونُهُ بِعَلَمٍ لِيَحْصُلا
بِذِهْنِ سامِعٍ بِشَخْصٍ أوَّلا
65 تَبَرُّكٌ تَلَذُّذٌ عِنايَةْ
إِجْلالٌ او إِهانَةٌ كِنايَةْ
66 وكونُهُ بِالوَصْلِ لِلتَّفْخيمِ
تَقْريرٍ اوْ هُجْنَةٍ اوْ تَوْهيمِ
67 إيماءٍ او توجُّهِ السامِعِ لَهْ
أوْ فَقْدِ عِلْمِ سامِعٍ غَيْرِ الصِّلةْ
68 وَبِإِشارَةٍ لِكَشْفِ الحالِ
مِنْ قُرْبٍ اوْ بُعْدٍ أَوِ اسْتِجْهالِ
69 أوْ غايةِ التّمْييزِ والتعظيمِ
والحَطِّ والتنبيهِ والتفخيمِ
70 وكونُهُ باللاّمِ في النّحوِ عُلِمْ
لكِنَّ الاسْتِغْراقَ فِيهِ يَنْقَسِمْ
71 إلى حقيقيٍّ وَعُرْفيٍّ وَفي
فَردٍ مِنَ الجَمْعِ أَعَمَّ فَاقْتَفي
72 وَبِإضافَةٍ لِحَصْرٍ وَاخْتِصارْ
تَشْريفِ أَوَّلٍ وَثانٍ وَاحْتِقارْ(1/15)
73 تَكافؤٍ سآمةٍ إِخْفاءِ
وَحَثٌٍّ اوْ مَجَازٍ اسْتِهْزاءِ
74 وَنَكّروا إِفراداً اوْ تَكْثيرا
تَنْويعاً اوْ تعظيماً او تَحْقيرا
75 كَجَهْلٍ اوْ تجاهُلٍ تَهْويلِ
تَهْوينٍ اوْ تَلْبيسٍ اوْ تَقْليلِ
76 وَوَصْفِهِ لِكَشْفٍ اوْ تَخْصِيصِ
ذَمٍ ثَنا تَوكيدٍ اوْ تَنْصيصِ
77 وأكدوا تقريراً اوْ قصدَ الخُلوصْ
مِنْ ظنِّ سَهْوٍ اوْ مجازٍ اوْ خُصوصْ
78 وَعَطفوا عَلَيْهِ بالبَيانِ
بِاسْمٍ بِهِ يَخْتَصُّ للبيانِ
79 وأبدَلوا تقريراً أو تحصيلا
وعطفوا بِنَسَقٍ تفصيلا
80 لأَحَدِ الجُزْأينِ أَوْ رَدٍّ إِلى
حَقٍ وَصَرْفِ الحُكْمِ لِلّذي تَلا
81 والشكِ والتشكيكِ والإِبهامِ
وَغَيْرِ ذلِكَ مِنَ الأَحْكامِ
82 وَفَصْلُه يُفيدُ قَصْرَ المُسْنَدِ
عَليه كـ"الصوفيُّ هُوَ المهتدي"
83 وقدَّموا للأصلِ أوْ تشويفِ
لخبرٍ تلذذٍ تشريفِ
84 وَحَطٍ اهْتِمامٍ اوْ تنظيمِ
تفاؤلٍ تخصيصٍ اوْ تعميمِ
85 إِنْ صاحَبَ المُسْندَ حَرْفُ السَّلبِ
إِذْ ذاكَ يَقتضي عُمومَ السَّلْبِ
)فصل: في الخروج عن مقتضى الظاهر(
86 وخرجوا عن مقتضى الظواهرِ
كَوَضْعِ مُضْمَرٍ مَكانَ ظاهِرِ
87 لِنُكْتَةٍ كَبَعْثٍ اوْ كَمالِ
تَمْييزٍ اوْ سُخْرِيَةٍ إِجْهالِ
88 أَوْ عَكْسٍ اوْ دَعوى الظّهورِ وَالمَدَدْ
لِنُكْتَةِ التّمكينِ كَـ"اللهُ الصَّمَدْ"
89 وقصدِ الاستعطافِ والإرهابِ
نحوُ "الأَميرُ واقِفٌ بالبابِ"
90 وَمِنْ خِلافِ المُقتَضى صَرْفُ مُرادْ
ذي نُطْقٍ اوْ سُؤْلٍ لِغَيْرِ ما أَرادْ
91 لِكَوْنِهِ أَوْلى بِهِ وَأَجْدَرا
كَقِصَّةِ الحَجَّاجِ وَالقَبَعْثَرى
92 والالتفاتُ وَهْوَ الانْتِقالُ مِنْ
بَعْضِ الأساليبِ إِلى بَعْضٍ قُمِنْ
93 والوَجْهُ الاسْتِجلابُ لِلْخِطابِ
وَنُكْتَةٍ تَخُصُّ بَعْضَ البابِ
94 وَصيغةُ الماضي لآتٍ أَوْردوا
وَقَلَبوا لِنُكْتَةٍ وَأَنْشَدوا
95 وَمَهْمَهٍ مُغْبَرَّةٍ أَرْجاؤهُ
كَأَنَّ لَوْنَ أَرْضِهِ سَماؤهُ(1/16)
)البابُ الثالِثُ: المُسْنَدُ(
96 يحذف مسندٌ لما تقدما
والتزموا قرينةً لِيُعْلَما
97 وذِكْرُه لِمَا مَضى أَوْ لِيُرى
فِعْلاً أَوِ اسْماً فَيُفيدُ المُخْبَرا
98 وأفردوهُ لانعدامِ التقوِيَةْ
وَسَبَبٍ كَـ"الزهدُ رأسُ التزكيةْ"
99 وَكَونُهُ فِعْلاً فَلِلتقييدِ
بِالوَقْتِ مَعْ إِفادَةِ التَّجْديدِ
100 وَكَوْنُهُ اسْماً لِلثّبوتِ والدَّوامْ
وَقَيَّدوا كَالفِعْلِ رَعْياً لِلتَّمامْ
101 وَتَركوا تَقييدَهُ لِنُكْتَةِ
كَسُتْرَةٍ أَوِ انْتهازِ فُرْصَةِ
102 وَخَصّصوا بالوَصْفِ وَالإِضافَةْ
وَتَركوا لِمُقْتَضٍ خِلافَهْ
103 وَكَوْنَهُ مُعَلَّقاً بِالشَّرْطِ
فَلِمعاني أَدَواتِ الشَّرْطِ
104 وَنَكَّروا اتّباعاً اوْ تفخيما
حَطّاً وَفَقْدَ عَهْدٍ اوْ تعميما
105 وَعَرَّفوا إِفادَةً لِلْعِلْمِ
بِنِسْبَةٍ أَوْ لازمٍ لِلْحُكْمِ
106 وَقَصَروا تحقيقاً اوْ مُبالَغَةْ
بِعَرْفِ جِنْسِهِ كَـ"هِنْدٌ بالغةْ"
107 وجملة لِسَبَبٍ أَوْ تَقْوِيَةْ
كـ"الذكرُ يهدي لطريقِ التصفيةْ"
108 واسمية الجملة والفعلية
وشرطها لنكتة جلية
109 وأخروا أصالة وقدموا
لقصْر ما به عليه يُحْكَمُ
110 تنبيهٍ اوْ تفاؤلٍ تشوُّفِ
كَـ"فازَ بالحضرةِ ذو تصوُّفِ"
)الباب الرابع: في متعلقات الفعل(
111 والفعلُ مَعْ مفعولهِ كَالفِعْلِ مَعْ
فاعِلِهِ فيما لَهُ مَعْهُ اجْتَمَعْ
112 وَالغَرَضُ الإِشْعارُ بِالتَّلَبُّسِ
بواحدٍ مِنْ صاحبيهِ فَائْتَسِ
113 وغيرُ قاصرٍ كقاصِرٍ يُعَدْ
مَهْما يَكُ المَقْصودُ نِسْبَةً فَقَدْ
114 ويُحذفُ المفعولُ بالتعميمِ
وهُجْنةٍ فاصِلَةٍ تَفْهيمِ
115 من بعد إبهامٍ ولاختصارِ
كـ"بلِّغِ المولعَ بالأذكارِ"
116 وجاء للتخصيص قبل الفِعْلِ
تَهَمُّمٍ تبرّكٍ وفَصْلِ
117 واحكم لمعلولاتِهِ بما ذُكِرْ
والسُّر في الترتيبِ فيها مُشْتَهِرْ
(الباب الخامس: القصر)
118 تخصيص أمر مطلقاً بأمرِ
هو الذي يدعونه بالقَصْرِ(1/17)
119 يكون في الموصوف والأصافِ
وَهْوَ حقيقيٌّ كما إضافي
120 لقلبٍ او تعيينٍ اوْ إفرادِ
كـ "إنما ترقى بالاستعدادِ"
121 وأدواتُ القصرِ إلا إنما
عطفٌ وتقديمٌ كما تقدّما
(الباب السادس: في الإنشاء)
122 ما لم يكن محتملاً للصدقِ
والكِذْبِ الإنشا كَـ "كن بالحقِّ"
123 والطلبُ استدعاءُ ما لم يحصلِ
أقسامُهُ كثيرةُ ستنجلي
124 أمرٌ ونهيٌ ودعاءٌ وندا
تمنٍّ استفهامٌ اعطيتَ الهدى
125 واستعملوا كليتَ لَوْ وَهَلْ لَعَلْ
وحرفَ تحضيضٍ والاستفهامَ هَلْ
126 أيُّ متى أيّانَ أينَ مَنْ وما
وَكَيْفَ أنّى كَمْ وهَمزٌ عُلِما
127 والهمزُ للتصديقِ والتصورِ
3 وبالذي يليهِ معناهُ حَرِي
128 وَهَلْ لتصديقٍ بعكسِ ما غَبَرْ
ولفظُ الاستفهام ربّما عَبَرْ
129 لأمرٍ استبطاءٍ اوْ تقريرِ
تعجّبٍ تهكّمٍ تحقيرِ
130 تنبيهٍ استبعادٍ او ترهيبِ
إنكارِ ذي توبيخٍ اوْ تكذيبِ
131 وقد يَجيْ أمرٌ ونهيٌ ونِدا
في غيرِ معناهُ لأمرٍ قُصِدا
132 وصيغةُ الإخبارِ تأتي للطَّلَبْ
لِفَأْلٍ اوْ حِرْصٍ وَحَمْلٍ وَأَدَبْ
(الباب السابع: الفصل والوصل)
133 الفصل ترك عطف جملةٍ أَتَتْ
مِنْ بعدِ أُخرى عَكْسُ وصلٍ قَدْ ثَبَتْ
134 فافْصِلْ لَدى التَّوكيدِ وَالإبْدالِ
لِنُكْتَةٍ وَنيَّةِ السؤالِ
135 وعدمِ التشريكِ في حُكْمٍ جَرى
أَوْ اخْتِلافٍ طَلَباً وَخَبَرا
136 وَفَقْدِ جامعٍ وَمَعْ إِيهامِ
عَطْفٍ سِوى المقصودِ في الكلامِ
137 وصِلْ لدى التشريكِ في الإعرابِ
وقَصْدِ رَفْعِ اللَّبْسِ في الجوابِ
138 وَفِي اتِّفاقٍ مَعَ الاتِّصالِ
في عَقْلٍ اوْ في وَهْمٍ او خيالِ
139 والوصل مع تناسبٍ في اسمٍ وفي
فِعْلٍ وَفَقْدِ مانِعٍ قَدِ اصْطُفي
(الباب الثامن: الإيجاز والإطناب والمساواة)
140 تأديةُ المعنى بلفظٍ قَدْرِهِ
هِيَ المساواةُ كَـ "سِرْ بِذِكرِه"
141 وبِأقلَّ مِنْهُ إِيجازٌ عُلِمْ
وَهْوَ إلى قَصْرٍ وَحَذفٍ ينْقَسِمْ(1/18)
142 كَ "عَن مَجالِسِ الفُسوقِ بُعْدا"
ولا تُصاحب فاسقاً فتردى
143 وعكسه يُعرَفُ بالإطنابِ
كَ"الزمْ رعاكَ اللَّهُ قَرْعَ البابِ"
144 يجيءُ بالإيضاحِ بَعْدَ اللَّبسِ
لِشوْقٍ اوْ تَمَكُّنٍ في النّفسِ
145 وجاءَ بالإيغالِ والتذييلِ
تكريرٍ اعتراضٍ اوْ تكميلِ
146 يُدعى بالاحتراسِ والتّتميمِ
وَقَفْوِ ذي التخصيصِ ذا التعميمِ
147 وَوَصْمةُ الإخلالِ والتطويلِ
والحَشوِ مردودٌ بلا تفصيلِ
(الفن الثاني: علم البيان)
148 فنُّ البيانِ عِلْمُ ما بهِ عُرِفْ
تأدية المعنى بِطُرْقٍ مختَلِفْ
149 وضوحُها واحصره في ثلاثةِ
تبشبيهٍ او مجازٍ او كنايةِ
(فصلٌ: في الدلالة الوضعيّة)
150 والقصدُ بالدلالة الوضعيَّةْ
على الأصحِّ الفهمُ لا الحيثيّةْ
151 أقاسمها ثلاثةٌ مطابقةْ
تضمّنُ التزامٌ امّا السابقةْ
152 فهي الحقيقهْ ليسَ في البيانِ
بحثٌ لها وعَكسها العقليّتانْ
(البابُ الأوّل: التشبيه)
153 تشبيهنا دلالةٌ على اشتراكْ
أمرينِ في معنىً بآلةٍ أتاكْ
154 أركانهُ أربعةٌ وجْهٌ أداةْ
وَطَرَفاهُ فاتّبِعْ سُبْلَ النَّجاةْ
155 فَصِلْ، وحِسِّيانِ مِنْهُ الطَّرَفانْ
أيضاً وعقليّانِ أو مُختلِفانْ
156 والوَجهُ ما يشْتَرِكانِ فيهِ
وداخِلاً وخارجاً تُلْفيهِ
157 وخارجٌ وَصْفٌ حقيقيٌّ جَلا
بِحِسٍّ او عَقلٍ ونِسبيٍّ تلا
158 وواحداً يكونُ أوْ مؤلَّفا
أوْ مُتَعَدِّداً وكلٌّ عُرِفا
159 بِحِسٍّ اوْ عَقْلٍ وَتشبيهٍ نُمي
في الضدِّ للتلميحِ والتَّهكُّمِ
(فصلٌ: في أداةِ التشبيه وغايته وأقسامه)
160 أداتُهُ كافٌ كأنَّ مِثْلُ
وكُلُّ ما ضاهاهَاْ ثُمَّ الاْصلُ
161 إيلاءُ ما كالكافِ ما شُبِّهَ بِهْ
بِعَكسِ ما سِواهُ فاعْلَمْ وانتَبِهْ
162 وَغايَةُ التّشبيهِ كشْفُ الحالِ
مِقدارٍ اوْ إمكانٍ اوْ إيصالِ
163 تزيينٍ او تشويهٍ اهتِمامِ
تنويهٍ استطرافٍ او إيهامِ
164 رُجحانُهُ في الوًجهِ بالمقلوبِ(1/19)
كاللّيثِ مِثْلُ الفاسِقِ المَصْحوبِ
165 وباعتبارِ طَرَفَيْهِ يَنقَسِمْ
أربعةً تركيباً افراداً عُلِمْ
166 وباعتبارِ عَدَدٍ ملفوفٌ اوْ
مَفروقٌ اوْ تَسوِيَةٌ جَمْعٌ رَأَوْا
167 وباعتبارِ الوجهِ تمثيلٌ إذا
مِنْ مُتَعَدِّدٍ تراهُ أُخِذا
168 وباعتبارِ الوَجْهِ أيْضاً مُجْمَلُ
خَفِيٌّ اوْ جَلِيٌّ اوْ مُفَصَّلُ
169 ومِنْهُ باعتبارِهِ أيضاً قريبْ
وَهْوَ جَلِيُّ الوَجْهِ عَكسُهُ الغَريبْ
170 لِكَثْرَةِ التّفصيلِ أوْ لِنُدَرةِ
في الذّهْنِ كالتّركيبِ في كـ"نُهْيَةِ"
171 وباعتبارِ آلَةٍ مُؤكَّدُ
بِحَذفِها ومُرْسَلٌ إذْ تُوجَدُ
172 وَمِنْهُ مَقْبولٌ بغايةٍ تَفيْ
وَعَكْسُهُ المَرْدودُ ذو التَّعسُّفِ
173 وأبلَغُ التّشبيهِ ما مِنْهُ حُذِفْ
وَجْهٌ وآلَةٌ يَليهِ ما عُرِفْ
(البابُ الثاني: في الحقيقةُ والمجاز)
174 حقيقةٌ مستعملٌ فيما وُضِعْ
لَهُ بِعُرْفِ ذي الخِطابِ فاتَّبِعْ
175 ثمَّ المجازُ قَدْ يجيءُ مُفرَدا
وَقَدْ يَجِيْ مُرَكَّباً فالمُبتَدا
176 كَلِمَةٌ غابَرَتِ الموضوعَ مَعْ
قَرينةٍ لِعَلْقَةٍ نِلْتَ الوَرَعْ
177 كاخلَعْ نِعالَ الكونِ كَيْ تراهُ
وَغُضَّ طَرْفَ الْقَلْبِ عَنْ سِواهُ
178 كِلاهُما شَرْعِيٌّ اوْ عُرْفِيُّ
نَحْوُ "ارْتقَى للحَضْرَةِ الصُّوفِيُّ"
179 أو لُغَوِيٌّ والمجازُ مُرْسَلُ
أوِ استعارَةٌ فأمّا الأوَّلُ
180 فما سِوى تَشابُهٍ علاقَتُهْ
جُزءٌ وكلٌّ اوْ مَحلٌّ آلَتُهْ
181 ظَرْفٌ وَمَظروفٌ مُسَبَّبٌ سَبَبْ
وَصْفٌ لماضٍ أوْ مآلٍ مُرْتَقَبْ
(فصل: في الاستعارة)
182 والاستعارةُ مجازٌ عَلْقَتُهْ
تشابُهٌ كَأَسَدٍ شَجاعَتُهْ
183 وَهْيَ مجازٌ لُغَةً على الأصَحْ
وَمُنِعَتْ في عَلَمٍ لِما اتّضَحْ
184 وَفَرْداً أوْ مَعدوداً او مُؤَلّفا
مِنْهُ قرينَةٌ لَها قَدْ ألَّفا
185 ومَعْ تنافي طَرَفَيْها تَنتَمي
إلى العنادِ لا الوِفاقِ فاعْلَمِ(1/20)
186 ثمَّ العنادِيَّةُ تَلْميحيَّةْ
تُلْفى كما تُلْفى تَهَكُّمِيَّة
187 وباعتبارِ جامِعٍ قريبَةْ
كَـ"قَمَرٍ يَقرَأُ" أوْ غريبةْ
188 وباعتبارِ جامِعٍ وطَرَفَيْنْ
عَقْلاً وحِسّاً سِتَّةٌ بِغَيْرِ مَيْنْ
189 واللّفظُ إن جِنْساً فَقُلْ أَصْلِيَّةْ
وَتَبَعِيَّةً لَدى الوَصْفِيَّةْ
190 والفعلِ والحرفِ كـ"حالِ الصّوفيْ
يَنطِقُ أنَّهُ المنيبُ المُوفيْ"
191 وأطلِقَتْ وَهْيَ التي لم تقتَرِنْ
بِوَصْفٍ اوْ تَفريعِ أمْرٍ فاستَبِنْ
192 وجُرَِدَتْ بلائقٍ بالفَصْلِ
ورُشّحَتْ بلائِقٍ بالأَصْلِ
193 نَحْوُ "ارْتَقى إلى سماء القُدْسِ
ففاقَ مَنْ خلّفَ أرضَ الحسِّ"
194 أبْلَغُها التّرشيحُ لابتنائِهِ
على تناسي الشَّبْهِ وانتِفائِهِ
(فصل: في التحقيقيّة والعقليّة)
195 وذاتُ معنىً ثابِتٍ بِحِسٍّ اوْ
عَقْلٍ فَتَحْقيقِيَّةٌ كّذا رَأَوْا
196 كـ"أشْرَقَتْ بَصائِرُ الصُّوفِيّةْ
بنورِ شَمْسِ الحَضْرَةِ القُدْسِيّةْ"
(فصل: في المكنيّة)
197 وحيثُ تشبيهٌ بِنَفسٍ أضْمَرا
وما سِوى مُشَبَّهٍ لَمْ يُذكَرا
198 ودَلَّ لازِمٌ لِما شَبَّهَ بِهْ
فذلكَ التشبيهُ عِنْدَ المُنْتَبِهْ
199 يُعْرَفُ باسْتِعارَةِ الكِنايةِ
وذِكْرُ لازِمٍ بتخييليَّةِ
200 كـ"أَنْشَبَتْ مَنِيَّةٌ أظْفارَها
وأَشْرَقَتْ حَضْرَتُنا أنوارَها"
(فصل: في تحسينِ الكناية)
201 مُحَسِّنُ استعارةٍ تَدريهِ
بِرَعْيِ وَجْهِ الحُسْنِ للتّشبيهِ
202 والبُعْدِ عَنْ رائحَةِ التّشبيهِ في
لَفظٍ وليسَ الوَجهُ ألغازاً قُفي
(فصل: في تركيب المجاز)
203 مُرَكَّبُ المجازِ ما تَحَصَّلا
في نِسبَةٍ أَوْ مِثْلِ تمثيلٍ جلا
204 وإنْ أتى استعارةً مرَكَّبُ
فَمَثَلاً يُدعى ولا يُنَكَّبُ
(فصل: في تغييرِ الإعراب)
205 ومنهُ ما إعرابُهُ تَغَيَّرا
بِحَذفِ لَفظٍ أَوْ زيادَةٍ تُرى
(البابُ الثالث: في الكناية)
206 لفظٌ به لازمُ معناهُ قُصِدْ(1/21)
مَعَ جَوازِ قَصدِهِ مَعْهُ يَرِدْ
207 إلى اختصاصِ الوَصْفِ بالموصوفِ
كـ"الخيرُ في العزلةِ يا ذا الصّوفي"
208 ونَفسِ موصوفٍ ووَصْفٍ والغَرَضْ
إيضاحٍ اختصارٍ اوْ صَوْنٍ عَرَضْ
209 أوِ انتفاءِ اللّفظِ لاستهجانِ
ونَحْوِهِ كاللّمسِ والإتيانِ
(فصل: في مراتب الكناية)
210 ثمَّ المجازُ والكُنى أبْلَغُ مِنْ
تَصْريحٍ اوْ حقيقةٍ كَذا زُكِنْ
211 في الفَنِّ تَقديمُ استعارةٍ على
تشبيهٍ ايضاً باتفاقِ العُقلا
(الفنُّ الثالث: البديع)
212 عِلْمٌ بِهِ وجوهُ تَحسينِ الكلامْ
تُعْرَفُ بَعْدَ رَعْيِ سابِقِ المرامْ
213 ثمَّ وجوهُ حُسنِهِ ضَرْبانِ
بِحَسَبِ الألفاظِ والمعاني
(الضّربُ الأوّل: المعنويّ)
214 وَعُدَّ مِنْ ألقابِهِ المطابقةْ
تشابُهُ الأطرافِ والموافَقَةْ
215 والعكسُ والتسهيمُ والمشاكلةْ
تزاوُجٌ رجوعٌ او مقابلةْ
216 تورِيةٌ تُدعى بإيهامٍ لِما
أُريدَ معناهُ البعيدُ مِنْهُما
217 ورُشِّحَتْ بما يلائمُ القريبْ
وجُرِّدَتْ بِفَقْدِهِ فَكُنْ مُنيبْ
218 جمعٌ وتفريقٌ وتقسيمٌ ومَعْ
كليهما أوْ واحِدٍ جمعٌ يَقَعْ
219 واللّفُ والنّشرُ والاستخدامُ
أيضاً وتجريدٌ لهُ أقسامُ
220 ثمّ المبالَغَةُ وصْفٌ يُدّعى
بُلوغُهُ قَدْراً يُرى ممتَنِعا
221 أوْ نائياً وَهْوَ على أنْحاءِ
تبليغٍ اغراقٍ غُلُوٍّ جاءِ
222 مقبولاً او مردوداً التّفريعُ
وحُسْنُ تعليلٍ لَهُ تنْويعُ
223 وقد أتوا في المذهبِ الكلامي
بحُجَجٍ كَمَهْيَعِ الكلامِ
224 وأكّدوا مَدْحاً بِشِبْهِ الذّمِّ
كالعَكْسِ والإدماجِ مِنْ ذا العِلْمِ
225 وجاء الاستتباعُ والتوجيهُ ما
يَحْتَمِلُ الوجْهينِ عِنْدَ العُلَما
226 وَمِنهُ قَصْدُ الجِدِّ بالهَزْلِ كَما
يُثْنَى على الفخورِ ضِدَّ ما اعْتَمى
227 وَسَوْقُ معلومٍ مساقَ ما جهلْ
لنكتةٍ تجاهُلٍ عنهمْ نُقِلْ
228 والقولُ بالموجِبِ قُلْ ضربانِ
كلاهُما في الفَنِّ معلومانِ(1/22)
229 والاطرادُ العطفُ بالآباءِ
للشخصِ مطلقاً على الولاءِ
(الضّربُ الثاني: اللفظيّ)
230 منه الجناسُ وَهْوَ ذو تمامِ
مَعَ اتحادِ الحرفِ والنّظامِ
231 وَمُتَماثلاً دُعيْ إنِ ائْتَلَفْ
نوعاً ومُستوفىً إذا النوعُ اختَلَفْ
232 "لنْ يعْرِفَ الواحِدَ إلا واحدا"
فاخرج عنِ الكونِ تكنْ مشاهِدا
233 ومِنْهُ ذو التركيبِ ذو تشابُهِ
خطّاً ومفروقٌ بلا تشابُهِ
234 وإنْ بهيئةِ الحُروفِ اخْتَلَفا
فَهْوَ الذي يدعونَهُ المحرَّفا
235 وناقِصٌ معَ اختلافٍ في العددْ
وشَرْطُ خُلفِ النّوعِ واحِدٌ فَقَدْ
236 وَمَعْ تقارُبٍ مضارِعاً أُلِفْ
وَمَعْ تباعُدٍ بلا حقٍّ وصِفْ
237 وهوَ جناس القَلْب حيثُ يَخْتَلِفْ
ترتيبها للكلِّ والبعضَ أَضِفْ
238 مُجَنَّحاً يُدعى إذا تقاسَما
بيتاً فكان فاتحاً وخاتِما
239 ومعْ توالي الطَّرَفيْنِ عُرِفا
مُزدَوجاً كلُّ جِناسٍ أُلِفا
240 تناسُبُ اللّفْظَيْنِ في اشتقاقِ
وشِبْهِه فذاكَ ذو التحاقِ
241 ويَرِدُ التجنيسُ بالإشارةْ
مِنْ غَيْرِ أنْ يُذكَرَ بالعبارةْ
242 ومِنْهُ ردُّ عَجُزِ اللّفظِ على
صَدْرٍ فَفي نَثْرٍ بِفَقْرَةٍ جَلا
243 مكتنفاً والنّظمُ الاوّلْ أوّلا
آخِرُ مِصْراعٍ فَما قَبْلُ تلا
244 مُكَرّراً مجانِساً وما التَحَقْ
يأتي كـ" تخشى النّاسَ والله أحَقّْ"
(فصل: في السجع)
245 والسجْعُ في فواصلٍ في النّثرِ
مُشْبِهةٍ قافيةً في الشِّعْرِ
246 ضُروبُهُ ثلاثةٌ في الفَنِّ
مطرَّفٌ معَ اختِلافِ الوَزْنِ
247 مُرَصَّعٌ إن كانَ ما في الثانِيةْ
أو جُلُّهُ على وِفاقِ الماضِيَةْ
248 وما سِواهُ المُتَوازِ فَادْرِ
كَـ "سُرُرٍ مرفوعَةٍ" في الذّكْرِ
249 أبْلَغُ ذاكَ مُسْتَوٍ فما تَرى
أُخرى القرينَتَيْنِ فيهِ أَكْثِرا
250 والعَكْسُ إن يَكْثُرْ فَلَيْسَ يَحْسُنُ
ومُطلَقاً أعجازُها تُسَكَّنُ
251 وَجَعْلُ سَجْعِ كلٍّ غيرَ ما
في الآخَرِ التشطيرُ عِنْدَ العُلَما(1/23)
(فصل: في الموازنة)
252 ثمّ الموازَنَةُ وهْوَ التسْوِيَةْ
لفاصِلٍ في الوَزْنِ لا في القافيةْ
253 وهْيَ المماثَلَةُ حيثُ يتّفِقْ
في الوَزْنِ لَفظُ فقرَتيها فاسْتَفِقْ
254 والقلبُ والتّشريعُ والتِزامُ ما
قَبْلَ الرَوِيِّ ذّكرُهُ لَنْ يَلْزَما
(السّرقاتُ)
255 وأخذُ شاعِرٍ كلاماً سَبَقَهْ
هُوَ الذي يَدْعونَهُ بالسَّرِقَةْ
256 وكُلُّ ما قُرِّرَ في الألبابِ
أوْ عادَةٍ فَلَيْسَ مِنْ ذا البابِ
257 والسّرِقاتُ عِنْدَهُمْ قِسْمانِ
خَفِيَّةٌ جَلِيَّةٌ فالثّاني
258 تَضَمُّنُ المَعنى جَميعاَ مُسْجَلا
أَرْدَؤهُ انْتِحالُ ما قَدْ نُقِلا
259 بِحالِهِ وألحقوا المرادِفا
بِهِ ويُدْعى ما أَتى مخالِفا
260 لِنَظْمِهِ إغارَةً وحُمِدا
حَيْثُ مِنَ السّابِقِ كانَ أجْوَدا
261 وأخذُهُ المعنى مُجرَّداً دُعيْ
سَلْخاً وإلْماماً وتَقسيماً فَعِ
(السّرقاتُ الخفيّة)
262 وما سِوى الظّاهِرِ أنْ يُغَيِّرا
معنىً بِوَجْهٍ ما ومحموداً يُرى
263 لِنَقْلِ أوْ خَلْطِ شمولِ الثاني
وقَلبِ أو تشابُهِ المعاني
264 أحوالُهُ بِحَسَبِ الخَفاءِ
تفاضَلَتْ في الحُسْنِ والثّناءِ
(الاقتباس)
265 الاقتباسُ أنْ يُضمَّنَ الكلامْ
قُرآناً او حديثَ سَيِّدِ الأنامْ
266 والاقتباسُ عِنْدَهُمْ ضَرْبانِ
مُحَوَّلٌ وثابِتُ المعاني
267 وجائزٌ لِوَزْنٍ او سِواهُ
تَغييرُ نَزْرِ اللّفظِ لا مَعْناهُ
(التّضمين والحَلُّ والعَقدُ)
268 والأخذُ من شِعْرٍ بِعَزْوِ ما خَفي
تَضمينُهُمْ وما على الأَصْلِ يفي
269 لنكتةٍ أجمَلُهُ واغتُفِرا
يسير تغييرٍ وما مِنْهُ يُرى
270 بيتاً فأعلى باستِعانَةٍ عُرِفْ
وشَطْراً او أدنى بإبداعٍ أُلِفْ
271 والعقدُ نظم النّثرِ لا بالاقتباسْ
والحَلُّ نثرُ النّظمِ فاعِرفِ القياسْ
272 واشترطوا الشُّهرةَ في الكلامِ
والمَنْعُ أصلُ مَذهَبِ الإمامِ
(التّلميح)
273 إشارةٌ لِقِصّةٍ شِعْرٍ مَثَلْ(1/24)
مِنْ غَيْرِ ذِكْرِهِ فَتَلْميحٌ كَمُلْ
(تذنيبٌ في ألقابٍ مِنَ الفَنِّ)
274 مِنْ ذلكَ التوشيعُ والترديدُ
ترتيبٌ اختراعٌ او تعديدُ
275 كـ"التائبون العابدون الحامدون"
"السائحون الرّاكعونَ الساجدون"
276 تطريزٌ اوْ تدبيجٌ استشهادُ
إيضاحٌ ائتلافٌ استطرادُ
277 إحالةٌ تلويحٌ اوْ تخييلُ
وفُرصَةٌ تسميطٌ اوْ تعليلُ
278 تحلِيةٌ ونَقْلٌ اوْ تَخَتُّمُ
تجريدٌ استقلالٌ اوْ تهَكُّمُ
279 تعريضٌ اوْ إلغازٌ ارْتقاءُ
تنزيلٌ اوْ تأنيسٌ اوْ إيماءُ
280 حُسْنُ البيانِ رَصْفٌ اوْ مراجَعةْ
حُسْنُ تَخَلُّصٍ بلا مُنازَعةْ
(فصلٌ: فيما لا يعدُّ كذباً)
281 وليسَ في الإيهامِ والتّهَكُّمِ
ولا التغالي بسوى المُحَرَّمِ
282 مِنْ كَذِبٍ وفي المِزاحِ قَدْ لَزِبْ
بحيثُ لا مندوحةٌ عنِ الكذبْ
(خاتمة)
283 وينبغي لصاحبِ الكلامِ
تأنُّقٌ في البدءِ والخِتامِ
284 بِمَطْلَعٍ حَسَنْ وحُسْنُ القالِ
وسَبكٌ اوْ براعَةُ استهلالِ
285 والحُسنُ في تَخَلُّصٍ اوِ اقْتضابْ
وفي الذي يدعونه فَصْلَ الخِطابْ
286 ومِنْ سِماتِ الحُسْنِ في الخِتامِ
إردافُهُ بِمُشْعِرِ التّمامِ
287 هذا تمام الجُملةِ المقصودةْ
مِنْ صَنْعَةِ البلاغَةِ المحمودةْ
288 ثمَّ صلاةُ اللهِ طولَ الأمَدِ
على النّبيّ المصطفى مُحَمَّدِ
289 وآلِه وصحبهِ الأخيارِ
ما غرَّدَ المشتاقُ بالأسحارِ
290 وخَرَّ ساجِداً إلى الأذقانِ
يبغي وسيلةً إلى الرّحمنِ
291 تَمَّ بِشَهْرِ الحِجَّةِ الميمونِ
متمّ نصفِ عاشِرِ القُرونِ
تم ولله الحمد نسخ هذا النظم الشريف في فنون البلاغة وضبط أهمّ مواضعه المشكلة في السادس من ربيع الأول سنة 1425 هجرية. سألت الله تعالى أن ينفعني به وإخواني، وأن يجعله فاتحاً لنا باب هذا العلم الجليل على مصراعيه.(1/25)
مقدمة
...
أول مانستفتح المقالا ... بذكر حمد ربنا تعالى
(فالحمد لله )على ماانعما ... حمدا ًبه يجلو عن القلب العمى
ثم الصلاة بعد والسلام ... على نبي دينه الاسلام
(محمد) خاتم رسل ربه ... وآله من بعده وصحبه
ونسأل الله لنا الاعانه ... فيما توخينا من الابانة
عن مذهب الامام زيد الفرضي ... إذكان ذاك من أهم الغرض
علما بان العلم خير ماسمي ... فيه وأولى ماله العبد دعى
وان هذا العلم مخصوص بما ... قد شاع فيه عند كل العلما
بأنه اول علم يفقد ... في الارض حتى لا يكاد يوجد
وأن زيد خص لا محاله ... بما حياه خاتم الرساله
من قوله في فضله منبها ... افرضكم زيد وناهيك بها
فكان أولى باتباع التابعي ... لاسيما وقد نحاه الشافعي(1/2)
فهاك فيه القول إيجاز ... مبراً عن وصمة الالغاز(1/3)
باب أسباب الميراث
...
أسباب ميراث الورى ثلاثه ... كل يفيد ربه الوراثه
وهي نكاح وولاء ونسب ... مابعدهن للمواريث سبب(1/3)
باب موانع الإرث
...
ويمنع الشخص من الميراث ... واحدة من علل ثلاث
رق وقتل واختلاف دين ... فافهم فليس الشك كاليقين(1/3)
باب الوارثين من الرجال
...
والوارثون من الرجال عشرة ... أسماؤهم معروفة مشتهره
الإبن وابن الإبن مهما نزلا ... والأب والجد له وإن علا
والاخ من أى الجهات كانا ... قد أنزل الله به القرآنا
وابن الاخ المدلي إليه بالأب ... فاسمع مقالاً ليس بالمكذب
والعم وابن العم من أبيه ... فاشكر لذي الإيجاز والتنبيه
والزوج والمعتق ذو الولاء ... فجملة الذكور هؤلاء(1/3)
باب الوارثات من النساء
...
والوارثات من النساء سبع ... لم يعط أنثى غير هن الشرع
بنت وبنت إبن ةأم مشفقه ... وزوجة وجدة ومعتقه
والأ خت من الجهات كانت ... فهذه عدتهن بانت(1/4)
باب الفروض المقدرة في كتاب الله تعلى
...
واعلم بأن الإرث نوعان هما ... فرض وتعصيب على ما قسما
فالفرض في نص الكتاب سته ... لافرض في الإرث سواها البته
نصف وربع ثم نصف الربع ... والثلث والسدس بنصالشرع
والثلثان وهما التمام ... فاحفظ فكل حافظ إمام(1/4)
باب النصف
...
والنصف فرض خمسه أفراد ... الزوج والأنثى من الأولاد
وبنت الابن عند البنت ... والأخت في مذهب كل مفتى
وبعدها الأ خت التي من الأب ... عند انفرادهن عن معصب(1/4)
باب الربع
...
والربع فرض الزوج إن كان معه ... من ولد الزوجة من قد منعه
وهو لكل زوجهة أوأكثرا ... مع عدم الأولاد فيما قدرا
وذكر أولاد البنين يعتمد ... حيث اعتمدنا القول في ذكر الولد(1/4)
باب الثمن
...
والثمن للزوجة والزوجات ... مع البنين أو مع البنات
أو مع أولاد البنين فا علم ... ولا تظن الجمع شرطا فافهم(1/5)
باب الثلثين
...
والثلثان للبنات جمعاً ... ما زاد عن واحدة فسمعا
وهو كذلك لبنات الإبن ... فافهم مقالى فهم صافي الذهن
وهو للأختين فما يريد ... قضى به الأحرار والعبيد
هذا إذاكن لأم وأب ... أو لأب فاعمل بهذا تصيب(1/5)
باب الثلث
...
والثلث فرض الأم لاولد ... ولا من تلإخوه جمع ذو عدو
كاثنين أو ثنتين أو ثلاث ... حكم الذكور فيه كالإناث
ولا ابن ابن معها أو بنته ... ففرضها الثلث كما بينته
وإن يكن زوج وأم وأب ... فثلث الباقي لها مرتب
وهكذا مع زوجتة فصاعدا ... فلا تكن عن العلوم قاصدا
وهو للإثنين أو ثنتين ... من ولد بغير مين(1/5)
باب السدس
...
والسدس فرض سبعة من العدد ... أب وام ثم بنت ابن وجد
والأخت بنت ثم الجده ... وولد الام تمام العده
فالاب يستحقه مع الولد ... وهكذا الأم بتنزيل الصمد
وهكذا مع ولد الأبن الذي ... مازال يقفو إثره ويحتذي
والجد مثل الاب عنده فقده ... في حوز مايصيبه ومده
إلإ إذا كان هناك إخوه ... لكونهم في القلوب وهو أسوه
أو أبوان معهما زوج ورث ... فالأم للثلث مع الجد ترث
وهكذا ليس شبيها بالأب ... في زوجة الميت وأم وأب
وحكمه وحكمهم سياتى ... مكمل البيان في الحالات
وبنت الابن تاخذ السدس إذا ... كانت مع البنت مثالا يحتذى
وهكذا الأخت مع الأختالتى ... بالأبوين يا أخي أدلت
والسدس فرض جدة في النسب ... واحدة كانت لأم وأب
...(1/6)
وولد الأم ينال السدسا ... والشرط في إفراده لاينسى
وإن تساوى نسب الجدات ... وكن كلهن وارثات
فالسدس بينهن بالسويه ... في القسمه العادلة الشرعيه
وإن تكن قربى لأم حجبت ... أم أب بعدى وسدساً سلبت
وإن تكن بالعكس فالقولان ... في أهل العلم منصوصان
لا تسقط البعدى على الصحيح ... واتفق الجل على التصحيح
وكل من أدلت بغير وارث ... فما لها حظ من الموارث
وتسقط البعدى بذات القرب ... في المذاهب الأولى فقل لى حسبي
وقدتناهت قسمة الفروض ... من غير إشكال ولا غموض(1/7)
باب التعصيب
...
وحق أن نشرع في التعصيب ... بكل قول موجز مصيب
فكل من أحرز كل المال ... من القربات أو الموالى
أو كان مابفضل بعد الفرض له ... فهو أخو العصو بة المفضلة
كالأب والجد وجد الجد ... والأبن عند قربه والعبد
والأخ وابن الأخ والأعمام ... والسيد المعتق ذى الأنعام
وهكذا بنو هم جميعا ً ... فكن لما أذكره سميعاً(1/7)
ومالذى البعدى مع القريب ... في الأرث من ولا نصيب
والأخ والعم لام وأب ... أولى المدلى بشطر النسب
والأبن والأخ مع الإناث ... يعصبانهن في الميراث
والأخوات إن تكن بنات ... فهن معهن معصبات
وليس في النساءطراً عصبه ... إلا التى منت بعتق الرقبه(1/8)
باب الحجب
...
والجد محجوب عن الميراث ... بالأب في احواله الثلاث
وتسقط الجدات من كل جهه ... بالأم فافهمه وقس ما أشبهه
وهكذا ابن الابن بالابن فلا ... تبغ عن الحكم الصحيح معدلا
وتسقط الاخوة بالبنينا ... وبالأب الادنى كما روينا
أو ببني البنين كيف كانوا ... سيان فيه الجمع والوحدان
ويفضل ابن الام بالاسقاط ... بالجد فااهمه على احتياط
وبالبنات وبنات الابن ... جمعاً ووحداناً فقل لى زدني
ثم بنات الابن يسقطن متى ... حاز البنات الثلثين يافتى
إلا إذا عصبهن الذكر ... من ولد الابن على ماذكروا
ومثلهن الاخوات اللاتي ... يدلين بالقرب من الجهات(1/8)
إذا أخذن فرضهن وافيا ... أسقطن أولاد الاب البواكيا
وإن يكن أخ لهن حاضرا ... عصبهن باطنا وظاهرا
وليس ابن الأخ بالمعصب ... من مثله أو فوقه في النسب(1/9)
باب المشتركة
...
وإن تجد زوجاًوأما ورثا ... وإخوة للأم حازوا الثلثا
وإخوة أيضاً لأم وأب ... واستغرقوا المال بفرض النصب
فاجعلهم كلهم لأم ... واجعل أباهم حجراًفي اليم
واقسم على اظلخوة ثلث التركه ... فهذه المسألة المشتركه(1/9)
باب الجد والاخوة
...
ونبتدى الآن بما أردنا ... في الجد والاخوة إذ وعدنا
فالق نحو ما اقول السمعا ... واجمع حواشي الكلمات جمعا
واعلم بان الجد ذو أحوال ... أنبيك عنهن على التوالي
يقاسم الاخوة فيهن إذا ... لم يعد القسم عليه بالاذى
فتارة ياخذ ثلثا كاملا ... إن كان بالقسمة عنه نازلا
إن يكن هناك ذو سهام ... فاقتنع بإيضاحي عن استفهام
وتارة ياخذ ثلث الباقي ... بعد ذوى الفروض والارزاق(1/9)
باب الأكدرية
...
والاخت لافرض مع الجد لها ... فيما عدا مسألة كملها
زوج وأم وهما تمامها ... فعلم فخير أمة علامها
تعرف ياصاح بالاكدرية ... وهي بأن تعرفها حريه
فيفرض النصف لها والسدس له ... حتي تعول بالفروض المجمله
ثم يعودان إلى المقاسمه ... كمامضى فاحفظه واشكر ناظمه(1/10)
باب الحساب
...
وإن يرد معرفة الحساب ... لتهدي به إلى الصواب
وتعرف القسمه والتفصيلا ... وتعلم التصحيح والتأصيلا(1/10)
باب السهام
...
وان تر السهام ليست تنقسم ... على ذوي الميراث فاتبع مارسم
واطلب طريق الاختصار في العمل ... بالوفق والضرب يجانبك الزلل
واردد إإلى الوفق الذى يوافق ... واضربه في الاصل فانت الحاذق
ان كان جنسا واحدا اواكثر ... فاتبع سبيل الحق واطرح المرا
وإن تر الكسر على أجناس ... فإنها في الحكم عند الناس
تحصر في اربعه أقسام ... يعرفها الماهر في الاحكام
مماثل من بعده مناسب ... وبعده موافق مصاحب
والرابع المباين المخالف ... ينبيك عن تفصيلهن العارف
فخذ من المماثلين واحد ... وخذ من المناسبين الزائدا
واضرب جميع الوفق في الموافق ... واسلك بذاك أنهج الطرائق
وخذ جميع العدد المباين ... واضرب في الثاني ولا تداهن
واضربه في الاصل الذي تأصلا ... وأحص ما انضم وما تحصلا
واقسمه فالقسم إذا صحيح ... يعرف الاعجم والفصيح
فذاك جزء السهم فاحفظنه ... واحذر هديت أن تزيغ عنه(1/12)
فهذه من الحساب جمل ... يأتي علي مثالهن العمل
من غير تطويل ولا اعتساف ... فاقنع بما بين فهو كاف(1/13)
باب المناسخة
...
وإن يمت آخر قبل القسمه ... فصحح الحساب واعرف سهمه
واجعل له مسألة أخرى كما ... قد بين التفصيل فيم قدما
وإن تكن ليست عليها تنقسم ... فارجع إلى الوفق بهذا قد حكم
وانظر فإن وافقت السهاما ... فخذ هديت وفقها تماما
وكل سهم في جميع الثانيه ... يضرب أو في وفقها علانيه
وأسهم الاخرى ففي السهام ... تضرب أو في وفقها تمام
واضربه أو جميعا في السابقه ... إن لم تكن بينهما موافقه
فهذه طريقه المناسخه ... فارق بها رتبة فضل شامخه(1/13)
باب الخنثى المشكل
...
وإن يكن في مستحق المال ... خنثى صحيح بين الاشكال
فاقسم على الاقل واليقين ... تحظ بحق القسمة والتبيين
واحكم على المفقود حكم الخنثى ... إن ذكرا يكون أوهو أنثى
وهكذا حكم ذوات الحمل ... فابن على اليقين والاقل(1/13)
باب الغرقى والهدمي والحرقى
...
وإن يمت قوم بهدم أو غرق ... أو حادث عم الجميع كالحرق
ولم يكن يعلم حال السابق ... فلا تورث زاهقا من زاهق
وعدهم كأنهم أجانب ... فهكذا القول السديد الصائب
وقد أتى القول على ما شئنا ... من قسمه الميراث إذ بينا
على طريق الرمز والاشاره ... مخلصا باوجز العباره
فالحمد لله على التمام ... حمدا كثيرا تم في الدوام
أسأله العفو عن التقصير ... وخير ماتأمل في المصير
وغفر ماكان من الذنوب ... وستر ماشان من العيوب
وأفضل الصلاة والتسليم ... عى النبي المصطفى الكريم
(محمد)خير الانام العاقب ... وآله الغر ذوى المناقب
وصحبه الاماجد الابرار ... الصفوة الاكابر الاخيار(1/14)
مَتْنُ
السُّلَّمِ المُنَوْرَق
لِلْعَلاَّمَةِ أَبي زَيْدٍ عَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ مُحَمَّدٍ الصَّغيرِ الأَخْضَرِيِّ
تصحيح
بلال النجار(1/1)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
مُقَدِّمَةٌ
1 ... الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذي قَدْ أَخْرَجا
... نَتائِجَ الفِكْرِ لأَرْبابِ الحِجَا
2 ... وَحَطَّ عَنْهُمْ مِنْ سَمَاءِ العَقْلِ
... كُلَّ حِجَابٍ مِنْ سَحابِ الجَهْلِ
3 ... حَتى بَدَتْ لَهُمْ شُمُوسُ المَعْرِفةْ
... رَأَوْا مُخَدَّراتِها مُنْكَشِفَةْ
4 ... نَحْمَدُهُ جَلَّ عَلى الإِنْعامِ
... بِنِعْمَةِ الإِيمانِ وَالإِسْلامِ
5 ... مَنْ خَصَّنا بِخَيْرِ مَنْ قَدْ أَرْسَلا
... وَخَيْرِ مَنْ حَازَ المَقامَاتِ العُلَى
6 ... مُحَمَّدٍ سَيِّدِ كُلِّ مُقْتَفَى
... العَرَبِيِّ الهَاشِمِيِّ المُصْطَفى
7 ... صَلَّى عَلَيْهِ اللَّهُ ما دامَ الحِجا
... يَخُوضُ مِنْ بَحْرِ المَعاني لُجَجا
8 ... وآلِهِ وَصَحْبِه ذَوِي الهُدَى
... مَنْ شُبِّهُوا بَأَنْجُمٍ في الاهْتِدا
9 ... وَبَعْدُ فَالمَنْطِقُ لِلْجَنَانِ
... نِسْبَتُهُ كَالنَّحْوِ لِلِّسانِ
10 ... فَيَعْصِمُ الأفكارَ عَنْ غَيِّ الخَطا
... وَعَنْ دَقيقِ الفَهْمِ يَكْشِفُ الغِطَا
11 ... فهَاكَ مِنْ أُصُولِهِ قَواعِدا
... تَجْمَعُ مِنْ فُنُونِهِ فَوائِدا
12 ... سَمَّيْتُهُ بِالسُّلَّمِ المُنَوْرَقِ
... يُرْقَى بِهِ سَماءُ عِلْمِ المَنْطِقِ
13 ... وَاللَّهَ أَرْجُو أَنْ يَكُونَ خَالِصَا
... لِوَجْهِهِ الكَريمِ لَيْسَ قالِصَا
14 ... وَأَنْ يَكونَ نافِعاً لِلْمُبْتدي
... بِهِ إِلى المُطَوَّلاتِ يَهْتدي
?فَصْلٌ في جَوازِ الاشْتِغَالِ بهِ?
15 ... وَالخُلْفُ في جَوازِ الاشْتِغالِ
... بِهِ عَلى ثَلاثَةٍ أَقْوالِ
16 ... فَابْنُ الصَّلاحِ وَالنَّواوي حَرَّما
... وَقالَ قَوْمٌ يَنْبَغي أَنْ يُعْلَما
17 ... وَالقَوْلَةُ المَشْهُورَةُ الصَّحِيحةْ
... جَوَازُهُ لِسالِمِ القَريحَةْ
18 ... مُمَارِسِ السُّنَّةِ وَالكِتابِ
... لِيَهْتَدي بِهِ إِلى الصَّوابِ(1/1)
أَنْواعُ العِلْمِ الحَادِثِ:
19 ... إِدْراكُ مُفْرَدٍ تَصَوُّراً عُلِمْ
... وَدَرْكُ نِسْبَةٍ بِتَصْديقٍ وُسِمْ
20 ... وَقُدِّمَ الأَوَّلُ عِنْدَ الوَضْعِ
... لأَنَّهُ مُقَّدَّمٌ بِالطَّبْعِ
21 ... وَالنَّظَريْ ما احْتاجَ لِلتَّأَمُّلِ
... وَعَكْسُهُ هُوَ الضَّروريُّ الجَلي
22 ... وَما إِلى تَصَوُّرٍ بِهِ وُصِلْ
... يُدْعى بِقَوْلٍ شَارِحٍ فَلْتَبْتَهِلْ
23 ... وَمَا لِتَصْدِيقٍ بِهِ تُوُصِّلا
... بِحُجَّةٍ يُعْرَفُ عِنْدَ العُقَلا
أنوَاعُ الدّلالةِ الوَضْعِيَّةِ :
24 ... دَلالةُ اللَّفْظِ عَلى ما وافَقَهْ
... يَدْعُونَها دَلالَةَ المُطابَقَةْ
25 ... وَجُزْئِهِ تَضَمُّناً وَما لَزِمْ
... فَهْوَ الْتِزامٌ إِنْ بِعَقْلٍ الْتَزَمْ
فَصْلٌ في مباحِثِ الأَلْفاظِ :
26 ... مُسْتَعْمَلُ الأَلْفاظِ حَيْثُ يُوجَدُ
... إِمَّا مُرَكَّبٌ وَإِمَّا مُفْرَدُ
27 ... فَأَوَّلٌ ما دَلَّ جُزْؤُهُ عَلى
... جُزُءِ مَعْناهُ بِعَكْسِ ما تلا
28 ... وَهْوَ عَلى قِسْمَيْنِ أَعْني المُفْرَدا
... كُلِّيٌّ أَوْ جُزْئِيٌّ حَيْثُ وُجِدا
29 ... فَمُفْهِمُ اشْتِراكٍ الكُلِّيُّ
... كَأَسَدٍ وَعَكْسُهُ الجُزْئِيُّ
30 ... وَأَوَّلاً لِلذَّاتِ إِنْ فيها انْدَرَجْ
... فَانْسِبْهُ أَوْْ لِعارِضٍ إِذا خَرَجْ
31... وَالكُلِّيَّاتُ خَمْسَةٌ دُونَ انْتِقاصْ
... جِنْسٌ وَفَصْلٌ عَرَضٌ نَوْعٌ وَخاصْ
32 ... وَأَوَّلٌ ثَلاثَةٌ بِلا شَطَطْ
... جِنْسٌ قَريبٌ أَوْ بَعيدٌ أَوْ وَسَطْ(1/2)
فَصْلٌ في بَيانِ نِسْبَةِ الأَلْفاظِ لِلْمَعاني
33 ... وَنِسْبَةُ الأَلْفاظِ لِلْمَعاني
... خَمْسَةُ أَقْسَامٍ بلا نُقْصانِ
34 ... تَواطُؤٌ تَشَاكُكٌ تَخَالُفُ
... وَالاشْتِراكُ عَكْسُهُ التَّرادُفُ
35 ... وَاللَّفْظُ إِمَّا طَلَبٌ أَوْ خَبَرُ
... وَأَوَّلٌ ثَلاثَةٌ سَتُذْكَرُ
36 ... أَمْرٌ مَعَ اسْتِعْلا وَعَكْسُهُ دُعا
... وَفي التَّساوِي فَالْتِماسٌ وَقَعا
فَصْلٌ في بَيانِ الكُلِّ والكُلِّيَّةِ وَالجُزْءِ وَالجُزْئِيَّةِ
37 ... الكُلُّ حُكْمُنا عَلى المَجْمُوعِ
... كَكُلِّ ذاكَ لَيْسَ ذا وُقُوعِ
38 ... وَحَيْثُما لِكُلِّ فَرْدٍ حُكِما
... فَإِنَّهُ كُلِّيَّةٌ قَدْ عُلِما
39 ... وَالحُكْمُ لِلْبَعْضِ هُوَ الجُزْئِيَّةْ
... وَالجُزْءُ مَعْرِفَتُُهُ جَلِيَّةْ
فَصْلٌ في المُعَرِّفاتِ
40 ... مُعَرِّفٌ إِلى ثَلاثَةٍ قُسِمْ
... حَدٌّ وَرَسْمِيٌّ وَلَفْظِيٌّ عُلِمْ
41 ... فَالحَدُّ بِالجِنْسِ وَفَصْلٍ وَقَعا
... وَالرَّسْمُ بِالجِنْسِ وَخاصَّةٍ مَعا
42 ... وَناقِصُ الحَدِّ بِفَصْلٍ أَوْ مَعا
... جِنْسٍ بَعيدٍ لا قَريبٍ وَقَعا
43 ... وَناقِصُ الرَّسْمِ بِخَاصَّةٍ فَقَطْ
... أَوْ مَعَ جِنْسٍ أَبْعَدْ قَدِ ارْتَبَطْ
44 ... وَمَا بِلَفْظِيٍّ لَدَيْهِم شُهِرا
... تَبْديلُ لَفْظٍ بِرَديفٍ أَشْهَرا
45 ... وَشَرْطُ كُلٍّ أَنْ يُرى مُطَّرداً
... مُنْعَكِساً وَظاهِراً لا أَبْعَدا
46 ... وَلا مُساوِياً وَلا تَجَوَّزا
... بِلا قَرِيْنَةٍ بِها تَحَرَّزا
47 ... وَلا بِما يُدْرَى بِمَحْدُودٍ وَلا
... مُشْتَرِكٍ مِنَ القَرينَةِ خَلا
48 ... وَعِنْدَهُم مِنْ جُمْلَةِ المَرْدودِ
... أَنْ تَدْخُلَ الأَحْكامُ في الحُدُودِ
49 ... وَلا يَجُوزُ في الحُدُودِ ذِكْرُ أَوْ
... وَجَائِزٌ في الرَّسْمِ فَادْرِ ما رَوَوْا(1/3)
بَابٌ في القَضايا وَأَحْكامِها
50 ... ما احْتَمَلَ الصِّدْقَ لِذاتِهِ جَرى
... بَيْنَهُمُ قَضِيَّةً وَخَبَرا
51 ... ثُمَّ القَضَايا عِنْدَهُم قِسْمانِ
... شَرْطِيَّةٌ حَمْلِيَّةٌ وَالثَّاني
52 ... كُلِّيَّةٌ شَخْصِيَّةٌ وَالأَوَّلُ
... إِمَّا مُسَوَّرٌ وَإِمَّا مُهْمَلُ
53 ... وَالسُّورُ كُلِّيَّاً وَجُزْئِيَّاً يُرَى
... وَأَرْبَعٌ أَقْسَامُهُ حَيْثُ جَرى
54 ... إِمَّا بِكُلٍّ أَوْ بِبَعْضٍ أَوْ بلا
... شَيْءَ وَلَيْسَ بَعْضْ أَوْ شَبَهٍ جَلا
55 ... وَكُلُّها مُوجِبَةٌ وَسالِبَةْ
... فَهْيَ إِذاً إِلى الثَّمانِ آيِبَةْ
56 ... وَإِنْ عَلى التَّعْليقِ فيها قَدْ حُكِمْ
... فَإِنَّها شَرْطِيَّةٌ وَ تَنْقَسِمْ
57 ... أَيْضاً إِلى شَرْطِيَّةٍ مُتَّصِلَةْ
... وَمِثْلُها شَرْطِيَّةٌ مُنْفَصِلةْ
58 ... جُزْ آهُما مُقَدَّمٌ وَتاليْ
... أمَّا بَيَانُ ذاتِ الاتِّصَالِ
59 ... ما أَوْجَبَتْ تَلازُمَ الجُزْأَيْنِ
... وَذاتُ الانْفِصالِ دُونَ مَيْنِ
60 ... ما أَوْجَبَتْ تَنَافُراً بَيْنَهُما
... أَقْسامُها ثَلاثَةٌ فَلْتُعْلَما
61 ... مانِعُ جَمْعٍ أَوْ خُلُوٍّ أَوْ هُمَا
... وَهْوَ الحَقِيقِيُّ الأَخَصُّ فَاعْلَما
فَصْلٌ في التَّناقُضِ
62 ... تَنَاقُضٌ خُلْفُ القَضِيَّتَيْنِ فِيْ
... كَيْفٍ وَصِدْقُ واحِدٍ أَمْرٌ قُفِيْ
63 ... فَإِنْ تَكُنْ شَخْصِيَّةً أَوْ مُهْمَلَةْ
... فَنَقْضُها بِالْكَيْفِ أَنْ تُبَدِّ لَهْ
64 ... وَإِنْ تَكُنْ مَحْصُورَةً بِالسُّورِ
... فَانْقُضْ بِضِدِّ سُورِها المَذْكُورِ
65 ... فَإِنْ تَكُنْ مُوجِِبَةً كُلِّيَّةْ
... نَقِيضُها سَالِبَةٌ جُزْئِيَّةْ
66 ... وَإِنْ تَكُنْ سَالِبةً كُلِّيَّةْ
... نَقِيضُها مُوجِِبَة ٌ جُزْئِيَّةْ
فَصْلٌ في العَكْسِ المُسْتَويْ
67 ... العَكْسُ قَلْبُ جُزْأَيِ القَضِيَّةْ
... مَعَ بَقَاءِ الصِّدْقِ وَالكَيْفِيَّةْ
68 ... وَالكَمِّ إِلاّ المُوجِبَ الكُلِّيَّةْ
... فَعَوَّضُوها المُوجِبَ الجُزْ ئِيَّةْ
69 ... وَالعَكْسُ لازِمٌ لِغَيْرِ مَا وُجِدْ
... بِهِ اجْتِمَاعُ الخِسَّتَيْنِ فَاقْتَصِدْ
70 ... وَالعَكْسُ في مُرَ تَّبٍ بِالطَّبْع ِ
... وَ لَيْسَ في مُرَ تَّبٍ بِالوَضْع ِ(1/4)
بابٌ في القِيَاسِ
71 ... إِنَّ القِياسَ مِنْ قَضايا صُوِّرا
... مُسْتَلْزِماً بِالذَّاتِ قَوْلاً آخَرا
72 ... ثُمَّ القِيَاسُ عِنْدَهُمْ قِسْمَانِ
... فَمِنْهُ مَا يُدْعى بِالاقْتِراني
73 ... وَهْوَ الَّذي دَلَّ على النَتيجَةِ
... بِقُوَّة ٍوَاخْتَصَّ بالحَمْلِيَّةِ
74 ... فَإِنْ تُرِدْ ترْكيبَهُ فَرَكِّبا
... مُقَدِّماتِهِ عَلى مَا وَجَبَا
75 ... وَرَ تِّبِ المُقَدِّماتِ وَانْظُرا
... صَحِيحَهَا مِنْ فَاسِدٍ مُخْتَبِرا
76 ... فَإِنَّ لازِمَ المُقَدِّماتِ
... بِحَسَبِ المُقَدِّماتِ آتِ
77 ... وَما مِنَ المُقَدِّماتِ صُغْرَى
... فَيَجِبُ انْدِراجُها فِي الْكُبْرى
78 ... وَذاتُ حَدٍّ أَصْغَرٍ صُغْراهُما
... وَذاتُ حَدٍّ أَكْبَرٍ كُبْراهُما
79 ... وَأَصْغَرٌ فَذاكَ ذُو انْدِراجِ
... وَوَسَطٌ يُلْغَى لَدَى الإِنْتاجِ
فَصْلٌ في الأَشْكالِ
80 ... الشَّكْلُ عِنْدَ هؤُلاءِ النَّاسِ
... يُطْلَقُ عَنْ قَضِيَّتَيْ قِيَاسِ
81 ... مِنْ غَيْرِ أَنْ تُعْتَبَرَ الأَسْوارُ
... إِذْ ذَاكَ بِالضَّرْبِ لَهُ يُشَارُ
82 ... وَلِلْمُقَدِّماتِ أَشْكَالٌ فَقَطْ ... أَرْبَعَةٌ بِحَسَبِ الحَدِّ الوَسَطْ
83 ... حَمْلٌ بِصُغْرَى وَضْعُهُ بِكُبْرَى
... يُدْعَى بِشَكْلٍ أَوَّلٍ وَيُدْرَى
84 ... وَحَمْلُهُ فِي الْكُلِّ ثَانِياً عُرِفْ
... وَوَضْعُهُ فِي الْكُلِّ ثَالِثَاً أُلِفْ
85 ... وَرَابِعُ الأَشْكَالِ عَكْسُ الأَوَّلِ
... وَهْيَ عَلى التَّرْتِيبِ فِي التَّكَمُّلِ
86 ... فَحَيْثُ عَنْ هذا النِّظَامِ يُعْدَلُ
... فَفَاسِدُ النِّظَام ِأَمَّا الأَوَّلُ
87 ... فَشَرْطُهُ الإِيْجَابُ فِي صُغْرَاهُ
... وَأَنْ تُرَى كُلِّيَّةً كُبْرَاهُ
88 ... وَالثَّانِ أَنْ يَخْتَلِفا فِي الْكَيْفِ مَعْ
... كُلِّيَّةِ الْكُبْرَى لَهُ شَرْطٌ وَقَعْ
89 ... وَالثَّالِثُ الإِيْجَابُ فِي صُغْرَاهُمَا
... وَأَنْ تُرَى كُلِّيَّةً إِحْدَاهُمَا(1/5)
90 ... وَرَابِعٌ عَدَمُ جَمْعِ الخِسَّتَيْنْ
... إِلاّ بِصُورَةٍ فَفِيها يَسْتَبينْ
91 ... صُغْرَاهُمَا مُوجِبَةٌ جُزْئِيَّةْ
... كُبْرَاهُمَا سَالِبَةٌ كُلِّيَّةْ
92 ... فَمُنْتِجٌ لِأَوَّلٍ أَرْ بَعَةٌ
... كَالثَّانِ ثُمَّ ثَالِثٌ فَسِتَّةٌ
93 ... وَرَابِعٌ بِخَمْسَةٍ قَدْ أَنْتَجَا
... وَغَيْرُ مَا ذَكَرْتُهُ لَمْ يُنْتِجا
94 ... وَتَتْبَعُ النَّتِيجَةُ الأَخَسُّ مِنْ
... تِلْكَ المُقَدِّماتِ هكَذا زُكِنْ
95 ... وَهذِهِ الأَشْكالُ بِالحَمْلِيِّ
... مُخْتَصَّةٌ وَلَيْسَ بِالشَّرْطِيِّ
96 ... وَالحَذْفُ في بَعْضِ المُقَدِّماتِ
... أَوْ النَّتيجَةِ لِعِلْمٍ آتِ
97 ... وَتَنْتَهي إِلى ضَرُورَةٍ لِمَا
... مِنْ دَوْرٍ أَوْ تَسَلْسُلٍ قَدْ لَزِمَا
فَصْلٌ في الاستثنائي
98 ... وَمِنْهُ مَا يُدْعَى بِالاسْتِثْناءِ
... يُعْرَفُ بِالشَّرْطِ بِلا امْتِرَاءِ
99 ... وَهْوَ الَّذِي دَلَّ عَلَى النَّتِيْجَةِ
... أَوْ ضِدِّها بِالفِعْلِ لا بِالقُوَّةِ
100 ... فَإِنْ يَكُ الشَّرْطِيُّ ذَا اتِّصَالِ
... أَنْتَجَ وَضْعُ ذَاكَ وَضْعَ التَّالِي
101 ... وَرَفْعُ تَالٍ رَفْعَ أَوَّلٍ وَلا
... يَلْزَمُ فِي عَكْسِهِمَا لِمَا انْجَلَى
102 ... وَإِنْ يَكُنْ مُنْفَصِلاً فَوَضْعُ ذا
... يُنْتِجُ رَفْعَ ذَاكَ وَالعَكْسُ كَذا
103 ... وَذَاكَ فِيْ الأَخَصِّ ثُمَّ إِنْ يَكُنْ
... مَانِعَ جَمْعٍ فَبِوَضْع ِذَا زُكِنْ
104 ... رَفْعٌ لِذَاكَ دُونَ عَكْسٍ وَإِذَا
... مَانِعَ رَفْعٍ كَانَ فَهْوَ عَكْسُ ذَا(1/6)
لَوَاحِقُ القِيَاسِ
105 ... وَمِنْهُ مَا يَدْعُونَهُ مُرَكَّبَا
... لِكَوْنِهِ مِنْ حُجَجٍ قَدْ رُكِّبَا
106 ... فَرَكِّبَنْهُ إِنْ تُرِدْ أَنْ تَعْلَمَهْ
... وَاقْلِبْ نَتِيْجَةً بِهِ مُقَدِّمَةْ
107 ... يَلْزَمُ مِنْ تَرْكِيْبِهَا بِأُخْرَى
... نَتِيْجَةٌ إِلَى هَلَمَّ جَرَّا
108 ... مُتَّصِلَ النَّتَائِج ِالَّذِي حَوَى
... يَكُونُ أَوْ مَفْصُولَها كُلٌّ سَوَا
109 ... وَإِنْ بِجُزْئِيٍّ عَلَى كُلِّيْ اسْتُدِلْ
... فَذَا بِالاسْتِقْرَاءِ عِنْدَهُمْ عُقِلْ
110 ... وَعَكْسُهُ يُدْعَى القِيَاسُ المَنْطِقِيْ
... وَهْوَ الَّذِيْ قَدَّمْتُهُ فَحَقِّقِ
111 ... وَحَيْثُ جُزْئِيٌّ عَلَى جُزْئِيْ حُمِلْ
... لِجَامِعٍ فَذَاكَ تَمْثِيْلٌ جُعِلْ
112 ... وَلا يُفِيْدُ القَطْعَ بِالدَّلِيْلِ
... قِيَاسُ الاسْتِقْرَاءِ وَالتَّمْثِيْلِ
أَقْسامُ الحُجَّةِ
113 ... وَحُجَّةٌ نَقْلِيَّةٌ عَقْلِيَّةْ
... أَقْسَامُ هَذِي خَمْسَةٌ جَلِيَّةْ
114 ... خِطَابَةٌ شِعْرٌ وَبُرْهَانٌ جَدَلْ
... وَخَامِسٌ سَفْسَطَةٌ نِلْتَ الأَمَلْ
115 ... أَجَلُّهَا الْبُرْهَانُ مَا أُلِّفَ مِنْ
... مُقَدِّمَاتٍ بِاليَقِيْنِ تَقْتَرِنْ
116 ... مِنْ أَوَّلِيَّاتٍ مُشَاهَدَاتِ
... مُجَرَّبَاتٍ مُتَوَاتِرَاتِ
117 ... وَحَدَسِيَّاتٍ وَمَحْسُوسَاتِ
... فَتِلْكَ جُمْلَةُ اليَقِيْنِيَّاتِ
118 ... وَفِيْ دَلالَةِ المُقَدِّمَاتِ
... عَلَى النَّتِيْجَةِ خِلافٌ آتِ
119 ... عَقْلِيٌّ أَوْ عَادِيٌّ أَوْ تََولُّدُ
... أَوْ وَاجِبٌ وَالأَوَّلُ المُؤَيَّدُ(1/7)
خَاتِمَةٌ
120 ... وَخَطَأُ الْبُرْهَانِ حَيْثُ وُجِدَا
... فِيْ مَادَّةٍ أَوْ صُورَةٍ فَالمُبْتَدَا
121 ... فِيْ اللَّفْظِ كَاشْتِرَاكٍ أَوْ كَجَعْلِ ذَا
... تَبَايُنٍ مِثْلَ الرَّدِيْفِ مَأْخَذَا
122 ... وَفِيْ المَعَانِيْ كَالْتِبَاسِ الكَاذِبَةْ
... بِذَاتِ صِدْقٍ فَافْهَمِ المُخَاطَبَةْ
123 ... كَمِثْلِ جَعْلِ العَرَضِيْ كَالذَّاتِيْ
... أَوْ لازِمٍ إِحْدَى المُقَدِّمَاتِ
124 ... وَالحُكْمِ لِلْجِنْسِ بِحُكْمِ النَّوْعِ
... وَجَعْلِ كَالقَطْعِيِّ غَيْرِ القَطْعِيْ
125 ... وَالثَّانِ كَالخُرُوجِ عَنْ أَشْكَالِهِ
... وَتَرْكِ شَرْطِ النَّتْجِ مِنْ إِكْمَالِهِ
126 ... هَذا تَمَامُ الغَرَضِ المَقْصُودِ
... مِنْ أُمَّهَاتِ المَنْطِقِ المَحْمُودِ
127 ... قَدِ انْتَهَى بِحَمْدِ رَبِّ الفَلَقِ
... مَا رُمْتُهُ مِنْ فَنِّ عِلْمِ المَنْطِقِ
128 ... نَظَمَهُ العَبْدُ الذَّلِيْلُ المُفْتَقِرْ
... لِرَحْمَةِ المَوْ لَى العَظِيْمِ المُقْتَدِرْ
129 ... الأَخْضَرِيُّ عَابِدُ الرَّحْمنِ
... المُرْتَجِيْ مِنْ رَبِّهِ المَنَّانِ
130 ... مَغْفِرَةً تُحِيْطُ باِلذُّنُوبِ
... وَتَكْشِفُ الغِطَا عَنِ القُلُوبِ
131 ... وَأَنْ يُثِيْبَنَا بِجَنَّةِ العُلَىْ
... فَإِنَّهُ أَكْرَمُ مَنْ تَفَضَّلا
132 ... وَكُنْ أَخِيْ لِلْمُبْتَدِيْ مُسَامِحَا
... وَكُنْ لإِصْلاحِ الفَسَادِ نَاصِحَا
133 ... وَأَصْلِحِ الفَسَادَ بِالتَّأَمُّلِ
... وَإِنْ بَدِيْهَةً فَلا تُبَدِّلِ
134 ... إِذْ قِيْلَ كَمْ مُزَيِّفٍ صَحِيْحَاً
... لأَجْلِ كَوْنِ فَهْمِهِ قَبِيْحَا
135 ... وَقُلْ لِمَنْ لَمْ يَنْتَصِفْ لِمَقْصِدِيْ
... العُذْرُ حَقٌّ وَاجِبٌ لِلْمُبْتَدِيْ
136 ... وَلِبَنيْ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ سَنَةْ
... مَعْذِرَةٌ مَقْبُولَةٌ مُسْتَحْسَنَةْ
137 ... لا سِيَّمَا فِيْ عَاشِرِ القُرُونِ
... ذِيْ الجَهْلِ وَالفَسَادِ وَالفُتُونِ
138 ... وَكَانَ فِيْ أَوَائِلِ المُحَرَّمِ
... تَأْلِيْفُ هَذا الرَّجَزِ المُنَظَّمِ
139 ... مِنْ سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنْ
... مِنْ بَعْدِ تِسْعَةٍ مِنَ المَئِيْنْ
140 ... ثُمَّ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ سَرْمَدَا
... عَلَى رَسُولِ اللَّهِ خَيْرِ مَنْ هَدَى
141 ... وَآلِهِ وَصَحْبِهِ الثِّقَاتِ
... السَّالِكِيْنَ سُبُلَ النَّجَاةِ
142 ... مَا قَطَعَتْ شَمْسُ النَّهَارِ أَبْرُجَا
... وَطَلَعَ البَدْرُ المُنِيْرُ فِيْ الدُّجَى(1/8)
تم طبعه وضبطه بما يوافق شرح الملّوي. وأنا سائل أخاً نفعه الله بشيء من هذا النظم أن يدعو الله لمؤلفه ولي ولوالديّ ولمن علّمني وأحسن إليّ. وأن يصلّي على سيّد المرسلين محمد وعلى آله وصحبه و يسلّم.(1/9)
متن عقيدة العوام
للشيخ الفقيه النابه العلامة الشيخ أحمد أبي الفوز أحمد بن محمد بن رمضان الحسني المشهور باسم أحمد المرزوقي
وقد شرحها بعض العلماء منهم:
* الشيخ الصوفي الفقيه أحمد القطعاني وهو من أبرز مشايخ الطريقة العيساوية في ليبيا في كتاب أسماه :تسهيل المرام لدارس عقيدة العوام
* السيد العلامة محمد بن علوي المالكي في كتاب جمعه بعض طلابه باسم : جلاء الأفهام شرح عقيدة العوام
* الشيخ محمد علي باعطية الحضرمي الدوعني في كتابه : نور الظلام شرح عقيدة العوام .(1/1)
ترجمة الإمام أحمد المرزوقي
( 1205 إلى ما بعد 1281 هـ)
واالذي عليه يدور أعلى إسناد على وجه الأرض اليوم من طريق أهل الشام لقراءة القرآن الكريم من طريق العشر الصغرى
التعريف به
======
هو شيخ قراء مكة السيد الشريف الشيخ أحمد بن محمد بن السيد رمضان منصور بن السيد محمد المرزوقي الحسني المالكي الأشعري
المصري ثم المكي أبو الفوز يتصل نسبه بالحسن السبط بن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه . وآل المرزوقي مشهورون اليوم في مكة المكرمة. وهم بيت علم وتقوى وورع ووجاهة، أعرف منهم الكثير وبني وبينهم رحم بارك الله في ذريتهم آمين (أنمار).
حياته
===
ولد بسنباط في مصر عام 1205 هـ ، قرأ القرآن وحفظه كعادة أبناء زمانه ثم قرأ القراءات العشر على كبار شيوخ وقته وتلقى علوما شتى ، عين مفتيا للمالكية بمكة المكرمة بعد وفاة أخيه السيد محمد عام 1261 (وانظر ترجمة أخيه ومؤلفاته في الأعلام) . قام بتدريس القرآن الكريم والتفسير والعلوم الشرعية في المسجد الحرام بجوار مقام المالكية وكان يقرأ في تفسير البيضاوي في أواخر أيام حياته.
ومن شيوخه
=======
الشيخ الكبير السيد إبراهيم العبيدي قرأ عليه القراءات العشر من طريقي الشاطبية والدرة ومن طريق طيبة النشر في القراءات العشر الكبرى.
وتلاميذه
=====
الشيخ أحمد دهمان (1260 - 1345 هـ)
السيد أحمد زَيْني دَحْلان (1232- 1304 هـ)
الشيخ طاهر التكروني
وغيرهم كثير
ومن أجلهم:
الشيخ أحمد بن السيد علي بن السيد محمد الحلواني الكبير الشهير بالرفاعي (1228 - 1307 هـ) شيخ قراء بلاد الشام وترجمته حافلة في حلية البشر للبيطار وفيها أن الحلواني : " ذهب إلى مكة سنة 1253 هـ فأخذ عن شيخ القراء بها الشيخ أحمد المصري المرزوقي البصير المكي الدار والوفاة، فقرأ عليه ختمة مجودة من طريق حفص، ثم حفظ عليه الشاطبية، وقرأ القراءات السبع من طريقها، ثم حفظ الدرة، وأتم القراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة، ثم حفظ الطيبة لشيخ هذا الفن الشيخ محمد بن الجزري، وقرأ عليه ختمة من طريقها للقراء العشرة، ثم أجازه الشيخ بالقراءات العشر وما تجوز له روايته، وأقام هناك 4 سنوات، ثم رجع إلى وطنه دمشق الشام سنة 1357 هـ
مؤلفاته
====
1- عقيدة العوام - منظومة في العقيدة ورأيت كثيراً من السادة آل باعلوي يحفظونها لأبنائهم.
يقول في أولها :
أبدأ بسم الله والرحمن ... وبالرحيم دائم الإحسان
فالحمد لله القديم الأول ... الآخر الباقي بلا تحول
ثم الصلاة والسلام سرمدا ... على النبي خير من قد وُجِدا
وآله وصحبه ومن تبع ... سبيل دين الحق غير مبتدع
ثم قال:
وهذه عقيدة مختصرة ... وللعوام سهلة ميسرة
ناظم تلك أحمد المرزوقي ... من ينتمي للصادق المصدوق
وأشار هنا إلى شرف نسبه الذي يرتفع لآل بيت المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم
ثم ختمها بـ:
وأسأل الكريم إخلاص العمل ... ونفع كل من بها قد اشتغل
أبياتها (ميز) بعد الجمل ... تاريخها (لي حي غر) جمل
سميتها عقيدة العوام من واجب في الدين بالتمام
أي (لي حي غر) = عام 1258 هـ
وأبياتها (ميز) = 57 بيت
2- ثم شرحها في : تحصيل نيل المرام لبيان منظومة عقيدة العوام.
وعليها شروح عديدة منها للشيخ الفقيه المفسر محمد بن عمر نَوَوي الجاوي الشافعي الذي جاور بمكة ومات بها (ت 1316هـ)
3- بلوغ المرام لبيان ألفاظ مولد سيد الأنام في شرح مولد أحمد البخاري. وفي هدية العارفين لإسماعيل باشا البغدادي أنه فرغ منها سنة 1281.
4- بيان الأصل في لفظ بافضل
5- تسهيل الأذهان على متن تقويم اللسان في النحو للخوارزمي البقالي
6- الفوائد المرزوقية شرح الآجرومية
7- منظومة في قواعد الصرف والنحو
8- متن نظم في علم الفلك
وفاة الشيخ المرزوقي
============
ذكرت عدة مصادر أنه توفي بمكة سنة 1262 هـ ودفن بمقبرة المعلاة ، وأظنه وهما أو خلطا بأخيه فاسمه محمد المرزوقي ووفاته 1261 هـ . سبقت الإشارة أنه فرغ من شرح المولد عام 1281 هـ لذا قال في معجم المؤلفين : كان حيا عام 1281 هـ وهو أرجح لدي بسبب أنه تولى منصب الإفتاء بعد أخيه المتوفى سنة 1261هـ ولابد أنه كان في صحة وقوة، ثم أن أحمد دهمان قرأ عليه لكن ولادته عام 1260 هـ فالله أعلم
====
المراجع:
- نشر النور والزهر في تراجم أفاضل مكة من القرن العاشر إلى القرن الرابع عشر لعبد الله مرداد ص 113
- إمتاع الفضلاء بتراجم القراء لإلياس البرماوي ج 2 ص 24 طبعة دار الندوة العالمية الطبعة الأولى 1421هـ
مقدمة البسط ص 122 لسمر العشا
- هدية العارفين لإسماعيل باشا البغدادي ترجم للشيخ المرزوقي 1: 188
- حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر عبد الرزاق البيطار، في ترجمة الحلواني
- الأعلام للزركلي ترجم لأخيه وسبقت الإشارة لذلك، ولم أجد ترجمته فيه مع إشارة بعضهم لذلك
- معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة ج 1 ص 264 طبعة مؤسسة الرسالة
وأحال على:
- سركيس معجم المطبوعات 1732
- فهرست الخديوية 1 / 277، 2 / 8، 52. 7/ 1، 294
- والبغدادي : إيضاح المكنون 1/ 197، 236. 2/ 116
- فهرس التيمورية 4/ 97(1/1)
متن عقيدة العوام(1)
أبدأ بسم الله والرحمنِ * وبالرحيم دائم الإحسانِ
الحمد لله القدير الأول * الأخر الباقي بلا تحول
ثم الصلاة والسلام سرمدا * على النبي خير من قد وحَّدا
وآله وصحبه ومن تبعْ * سبيل دين الحق غير مبتدعْ
صفات الله سبحانه وتعالى:
وبعد فاعلم بوجوب المعرفهْ * مِن واجبٍ لله عشرون صفهْ
فالله موجود قديم باقي * مخالف للخلق بالإطلاقِ
وقائم غني وواحد وحي * قادر مريد عالم بكل شيْ
سميع البصيرُ والمتكلمُ * له صفاتٌ سبعة تنتظمُ
فقدرة إرادة سمع بصرْ * حياة العلم كلام استمرْ
وجائز بفضله وعدلهِ * ترك لكل ممكن كفعلهِ
الواجب في حق الرسل و المستحيل و الجائز:
أرسل أنبيا ذوي فطانه * بالصدق والتبليغ والأمانة
وجائز في حقهم من عرض * بغير نقص خفيف المرض
عصمتُهم كسائر الملائكهْ * واجبة وفاضلوا الملائكهْ
والمستحيل ضد كل واجب * فاحفظ لخمسين بحكم واجب
الأنبياء والرسل:
تفصيل خمسة وعشرين لزم * كل مكلف فحقق واغتنم
هم أدم وإدريس نوح هود مع * صالح إبراهيم كل متبع
لوط وإسماعيل واسحاق كذا * يعقوب يوسف وأيوب احتدى
شعيب هارون وموسى واليسع * ذو الكفل داود سليمان اتبع
الياس يونس زكريا يحيى * عيسى وطه خاتم دعه غيا
عليهم الصلاة والسلامُ * و آلهم ما دامت الأيامُ
----------------------------
(1) وعقيدة سيدي أحمد المرزوقي رضي الله عنه عقيدة مبسطة وجامعة رأى فيها سيدي أحمد المرزوقي فيها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الأربعة والصحابة وتلاها على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يؤمِّن حبيب الله عقب كل بيت ( آمين ) إلى أن أتمها رضي الله عنه عند قوله :
وكل ما أتى به الرسول * فحقه التسليم والقبولُ
ثم رأى رضي الله عنه إتمامها إلى باقي الواجب من قوله :
إيماننا بيوم أخر وجب ... وكل ما فيه من عجب(1/2)
الملائكة:
والملك الذي بلا أب وأم * لا أكل لا شرب ولا نوم لهم
تفصيل عشر منهم جبريل * ميكال واسرافيل عزرائيل
منكر نكير ورقيب وكذا * عتيد مالك ورضوان احتذى
الصحف والكتب المنزلة:
أربعة من الكتب تفصيلها * توارة موسى بالهدى تنزيلها
زبور داود وانجيل على * عيسى وفرقان على خير الملا
وصحف الخليل والكليم * فيها كلام الحكم العليم
وكل ما أتى به الرسول * فحقه التسليم والقبول
إيماننا بيوم أخر وجب * وكل ما كان به من العجب(1/3)
محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله:
خاتمة في ذكر باقي الواجب * مما على مكلف من واجب
نبينا محمد قد أرسلا * للعالمين رحمة وفضلا
أبوه عبدالله عبدالمطلب * وهاشم عبد مناف ينتسب
وأمه آمنة الزهرية * أرضعته حليمة السعدية
مولده بمكة الامينه * وفاته بطيبة المدينة
أتم قبل الوحي أربعينا * عمره قد جاوز الستينا
أبناء الرسول صلى الله عليه وسلم وآله:
وسبعة أولاده فمنهم * ثلاثة من الذكور تفهم
قاسم وعبدالله وهو الطيب * وطاهر بذين ذا يلقب
أتاه إبراهيم من سريه * فأمه مارية القبطيه
وغير إبراهيم من خديجة * هم ستة فخذ بهم وليجه
وأربع من الإناث تذكر * رضوان ربي للجميع يذكر
فاطمة الزهراء بعلها علي * وابناهما السبطان فضلهم جلي
فزينب وبعدها رقية * وأم كلثوم زكت رضيه
أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله:
عن تسع نسوة وفاة المصطفى * خيرن فاخترن النبي المقتفى
عائشة وحفصة وسوده * صفية ميمونة ورمله
هند وزينب كذا جويريه * للمومنين أمهات مرضية
سلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله
حمزة عمُّه وعباس كذا * عمته صفية ذات احتذا(1/3)
الإسراء والمعراج:
وقبل هجرة النبي الإسرا * من مكة ليلاً لقدس يُدرى
وبعد إسراءٍ عروجٌ للسما * حتى رأى النبيُّ ربَّاً كلَّما
من غير كيفٍ وانحصارٍ وافترض * عليه خمساً بعد خمسين فرض
وبلغ الأمة بالإسراء * وفرض خمسة بلا امتراء
وقد فاز صديقٌ بتصديق له * بالعروج الصدق وافى أهله
خاتمة:
وهذه عقيدة مختصره * وللعوام سهلة ميسره
ناظم تلك أحمد المرزوقي * من ينتمي للصادق المصدوق
و الحمد لله وصلى سلما * على النبي خير من قد علما
والآل والصحب وكل مرشد * وكل من بخير هدى يقتدي
وأسال الكريم إخلاص العمل * ونفع كل من بها قد اشتغل
أبياتها (ميز) بعد الجمل * تاريخها ( لي خير غر ) جمل (1)
سميتها عقيدة العوام * من واجب في الدين بالتمامِ
-------------------
(1) قول الناظم رحمه الله تعالى (ميز) أي ستة و خمسون (56) حيث الميم بعدِّ الجمل أربعون و الياء عشرة والزاء ستة ، و قوله (لي حي غر) أي سنة ألف و مائتان و ثمان و خمسون 1258 هـ .(1/4)
المقدمة
أقولُ مِن بَعدِ افتِتَاحِ القولِ
بِحمدِ ذي الطَّوْلِ شديدِ الحَولِ
وبَعدَهُ فأفضَلُ السّلامِ
على النّبيّ سَيّدِ الأنَامِ
وءالِهِ الأطهَارِ خيرِ ءالِ
فافهَم كَلامي واستَمِعْ مَقَالي
يَا سَائِلي عن الكَلامِ المُنتَظِمْ
حَدًّا ونَوعًا وإلى كَمْ يَنقَسِمْ
اسمَع هُدِيتَ الرُّشدَ مَا أقولُ
وافهَمْهُ فَهمَ مَن لهُ مَعقُولُ
باب الكلام
حدُّ الكَلامِ ما أفادَ المُستَمِعْ
نحوُ سَعَى زَيدٌ وعَمروٌ مُتَّبِعْ
ونَوعُهُ الذي عليهِ يُبنَى
اسمٌ وفِعلٌ ثم حرفُ مَعنَى
باب الاسم
فالاسمُ مَا يَدخُلُهُ مِنْ وإلى
أو كانَ مَجرورًا بِحتّى وعَلَى
مثَالُهُ زيدٌ وخَيلٌ وغَنَمْ
وذَا وتلكَ والذي ومَنْ وكَمْ
باب الفعل
والفِعلُ مَا يَدخُلُ قَدْ والسّينُ
عليهِ مِثلُ بَانَ أو يَبِينُ
أو لَحِقَتْهُ تاءُ مَن يُحدّثُ
كقولِهم في لَيسَ لستُ أَنفُثُ
أو كانَ أمرًا ذَا اشتِقَاقٍ نحوُ قُلْ
ومثلُهُ ادخُلْ وانبَسِطْ واشرَبْ وكُلْ
باب الحرف
والحرفُ ما ليستْ لهُ عَلامَهْ
فَقِسْ على قَولي تَكُنْ عَلامَهْ
مثالُهُ حتّى ولا وَثُمَّا
وهل وبَل ولَو ولَم ولَمَّا
باب النكرة والمعرفة
والاسم ضربَانِ فضَربٌ نَكِرَهْ
والآخَرُ المعرِفَةُ المُشتَهِرَهْ
فَكلُّ ما رُبَّ عليهِ تَدخُلُ
فإنهُ مُنَكَّرٌ يَا رَجُلُ
نحوُ غُلامٍ وكتابٍ وطَبَقْ(1/1)
كقولِهِم رُبَّ غُلامٍ لي أَبَقْ
ومَا عَدا ذلكَ فَهْوَ مَعرِفَهْ
لا يَمتَري فيهِ الصّحيحُ المَعرِفَهْ
مِثَالُهُ الدَّارُ وزَيدٌ وأنَا
وذَا وتلكَ والذي وذُو الغِنَى
وءالةُ التَّعريفِ أَلْ فمَن يُرِدْ
تَعريفَ كَبْدٍ مُبهَمٍ قالَ الكَبِدْ
وقالَ قومٌ إنّها اللامُ فقطْ
إذْ ألِفُ الوَصلِ مَتى تُدرَجْ سَقَطْ
باب قسمة الأفعال
وإن أردتَ قِسمَةَ الأفعالِ
لِينجَلي عنكَ صَدَا الإشكَالِ
فَهْيَ ثَلاثٌ مَا لهُنَّ رابعُ
ماضٍ وفِعلُ الأمرِ والمُضارِعُ
فكلُّ ما يَصلُحُ فيهِ أَمسِ
فإنهُ ماضٍ بغيرِ لَبْسِ
وحُكمُهُ فَتحُ الأخيرِ منهُ
كَقولِهِم سَارَ وبَانَ عنهُ
باب الأمر
والأمرُ مبنيٌّ على السُّكُونِ
مِثَالُهُ احذَرْ صَفْقَةَ المَغبُونِ
وإنْ تَلاهُ أَلِفٌ وَلامُ
فَاكسِرْ وقُلْ لِيَقُمِ الغُلامُ
وإنْ أَمَرتَ مَنْ سَعى ومَن غَدَا
فأَسقِطِ الحَرفَ الأخيرَ أبَدَا
تقولُ يا زيدُ اغدُ في يومِ الأحَدْ
واسعَ إلى الخَيراتِ لُقِّيتَ الرَّشَدْ
وهكذا قَولُكَ في ارمِ مِنْ رَمَى
فَاحذُ على ذلكَ فيما اسْتُبهِما
والأمرُ مِنْ خَافَ خَفِ العِقَابَا
ومِنْ أجَادَ أجِدِ الجَوَابَا
وإن يكُن أمرُكَ للمُؤنَّثِ
فقُلْ لهَا خَافي رِجَالَ العَبَثِ
باب الفعل المضارع
وإن وَجدتَ همزَةً أو تَاءَ
أو نُونَ جَمعٍ مُخْبِرٍ أو يَاءَ
قد أُلحِقَتْ أوَّلَ كلِّ فِعلِ
فإنهُ المُضارِعُ المُستَعلي
وليسَ في الأفعالِ فِعلٌ يُعرَبُ
سِواهُ والتّمثيلُ فيهِ يَضرِبُ
والأحرُفُ الأربَعةُ المُتَابَعَهْ
مُسَمَّياتٌ أحرُفَ المُضَارَعَهْ
وسِمطُهَا الحَاوي لهَا نَأَيْتُ
فاسمَعْ وَعِ القَولَ كما وَعَيتُ
وضَمُّها مِن أصلِهَا الرُّباعي
مثلُ يُجيبُ مِن أجابَ الدَّاعِي
ومَا سِواهُ فَهْيَ منهُ تُفْتَتَحْ
ولا تُبَلْ أخَفَّ وَزنًا أم رَجَحْ
مثَالُهُ يذهَبُ زيدٌ ويَجِي
ويَستَجِيشُ تَارَةً ويَلتَجِي
باب الإعراب
وإنْ تُرِدْ أن تعرِفَ الإعرَابَا(1/2)
لتَقتفي في نُطقِكَ الصَّوَابا
فإنهُ بالرفعِ ثمّ الجَرِّ
والنَّصبِ والجَزمِ جَميعًا يَجري
فالرفعُ والنّصبُ بلا مُمَانعِ
قد دَخَلا في الاسمِ والمُضَارِعِ
والجرُّ يَستَأثِرُ بالأسمَاءِ
والجَزمُ في الفعلِ بِلا امتِرَاءِ
فالرفعُ ضَمُّ ءاخرِ الحُروفِ
والنّصبُ بالفتحِ بلا وُقوفِ
والجَرُّ بالكسرةِ للتَّبيينِ
والجَزمُ في السَّالِمِ بالتَّسكينِ
تنوين الاسم المفرد المنصرف
ونَوِّنِ الاسمَ الفَريدَ المُنصَرِفْ
إذا دَرَجتَ قَائلاً ولم تَقِفْ
وقِفْ على المنصوبِ منهُ بالألفْ
كمِثلِ ما تَكتُبُهُ لا يَختَلفْ
تَقولُ عَمرٌو قد أضَافَ زيدًا
وخَالدٌ صَادَ الغَدَاةَ صَيدًا
وتُسقِطُ التَّنوينَ إنْ أضَفتَهْ
أو إنْ يَكنْ باللامِ قَدْ عَرَّفتَهْ
مِثَالُهُ جاءَ غُلامُ الوَالي
وأقبَلَ الغُلامُ كَالغَزَالِ
فصل في الأسماء الستة المعتلة المضافة
وسِتّةٌ تَرفَعُهَا بالواوِ
في قولِ كُلّ عَالمٍ ورَاوِي
والنَّصبُ فيها يا أُخَيَّ بالألفْ
وجَرُّهَا بالياءِ فاعرِفْ واعتَرِفْ
وَهْيَ أخُوكَ وأبو عِمرَانَا
وذُو وَفُوكَ وَحَمُو عُثمَانَا
ثمّ هَنُوكَ سادسُ الأسماءِ
فاحفَظْ مَقالي حِفْظَ ذي الذَّكاءِ
باب حروف العلة
والواوُ والياءُ جميعًا والألفْ
هُنَّ حروفُ الاعتِلالِ المُكتَنِفْ
إعراب الاسم المنقوص
والياءُ في القاضي وفي المُستَشرِي
ساكنَةٌ في رَفعِهَا والجَرِّ
وتُفتَحُ الياءُ إذا ما نُصِبَا
نحوُ لَقِيتُ القَاضِيَ المُهَذَّبَا
ونَوِّنِ المُنَكَّرَ المَنقُوصَا
في رفعهِ وجرّهِ خُصُوصَا
تقولُ هذا مُشتَرٍ مُخَادِعُ
وافزَعْ إلى حَامٍ حِمَاهُ مَانِعُ
وهكذا تفعلُ في يَاءِ الشَّجِي
وكلُّ ياءٍ بعدَ مكسُورٍ تَجِي
هذا إذا ما وَرَدَتْ مُخَفَّفَهْ
فافهَمْهُ عنّي فَهمَ صَافي المَعرفهْ
إعراب الاسم المقصور
وليسَ للإعرابِ فيما قد قُصِرْ
مِن الأسامي أَثَرٌ إذا ذُكِرْ
مثالُهُ يَحيَى ومُوسى والعَصَا
أو كَحَيًا أو كَرَحًا أو كَحَصَى(1/3)
فهذهِ ءاخرُهَا لا يَختلِفْ
على تصاريفِ الكَلامِ المُؤتَلِفْ
إعراب المثنى
ورَفْعُ ما ثَنَّيتَهُ بالألفِ
كقولِكَ الزّيدَانِ كانَا مَألَفِي
ونصبُهُ وجرُّهُ بالياءِ
بغيرِ إشكالٍ ولا مِرَاءِ
تقولُ زيدٌ لابِسٌ بُردَيْنِ
وخالدٌ مُنطَلِقُ اليَدينِ
وتَلحَقُ النُّونُ بما قد ثُنِّي
مِنَ المَفَاريدِ لِجَبرِ الوَهْنِ
إعراب جمع المذكر السالم
وكلُّ جَمعٍ صحَّ فيهِ وَاحدُهْ
ثم أتَى بعدَ التَّنَاهي زَائِدُهْ
فَرَفعُهُ بالواوِ والنونُ تَبَعْ
نحوُ شَجَاني الخَاطِبُونَ في الجُمَعْ
ونصبُهُ وجرُّهُ بالياءِ
عندَ جميعِ العَرَبِ العَرْبَاءِ
تقولُ حَيِّ النَّازِلينَ في مِنَى
وسَلْ عنِ الزَّيدِينَ هل كانوا هُنَا
ونُونُهُ مَفتوحةٌ إذ تُذكَرُ
والنُّونُ في كلِّ مُثنًّى تُكسَرُ
وتَسقُطُ النُّونانِ في الإضَافَهْ
نحوُ رأيتُ ساكِني الرَّصَافَهْ
وقد لَقِيتُ صاحبَيْ أَخِينَا
فاعلَمْهُ في حذفِهِمَا يَقينَا
إعراب جمع المؤنث السالم
وكلُّ جمعٍ فيهِ تاءٌ زَائِدهْ
فَارفَعْهُ بالضّمّ كرَفعِ حَامِدَهْ
ونصبُهُ وجَرُّهُ بالكسرِ
نحوُ كَفَيتُ المُسلماتِ شَرّي
إعراب جمع التكسير
وكلُّ ما كُسِّرَ في الجُموعِ
كالأُسدِ والأبياتِ والرُّبوعِ
فَهْوَ نظيرُ الفردِ في الإعرابِ
فاسمَعْ مقَالي واتَّبِعْ صَوَابي
باب حروف الجر
والجرُّ في الاسم الصحيحِ المنصَرِفْ
بأحرفٍ هُنّ إذا ما قيلَ صِفْ
مِن وإلى وفي وحتى وعَلى
وعَن ومنذُ كَمْ وحَاشَا وخَلا
والباءُ والكافُ إذا ما زِيدَا
واللامُ فاحفَظْهَا تكنْ رَشيدَا
ورُبَّ أيضًا ثمّ مُذْ فيما حَضَرْ
مِن الزّمانِ دونَ ما منهُ غَبَرْ
تقولُ ما رأيتُهُ مُذْ يَومِنَا
ورُبَّ عبدٍ كيّسٍ مرَّ بنَا
ورُبَّ تأتي أبدًا مُصَدَّرهْ
ولا يَليها الاسمُ إلا نَكِرَهْ
وتارةً تُضمَرُ بعدَ الواوِ
كقولِهِم ورَاكبٍ بَجَاوي
حروف القسم
ثمّ تَجُرُّ الاسمَ بَاءُ القَسَمِ
وَوَاوُهُ والتّاءُ أيضًا فاعلَمِ(1/4)
لكنْ تَخُصُّ التّاءَ باسمِ اللهِ
إذا تَعجَّبتَ بلا اشتِبَاهِ
باب الإضافة
وقد يُجَرُّ الاسمُ بالإضَافَهْ
كقولِهِم دارُ أبي قُحَافَهْ
فتارةً تأتي بمَعنى اللامِ
نحوُ أتَى عَبدُ أبي تَمَّامِ
وتارةً تأتي بمعنَى مِنْ إذا
قلتَ مَنَا زيتٍ فَقِسْ ذاكَ وذَا
باب الأسماء التي تجر بمعنى الإضافة
وفي المُضَافِ ما يَجُرُّ أبدَا
مثلُ لَدُنْ زيدٍ وإن شئتَ لَدَى
ومنهُ سُبحانَ وذُو ومِثلُ
ومَعْ وعندَ وأُولُو وكلُّ
ثمَّ الجِهَاتُ السّتُّ فوقُ وَوَرَا
ويَمنَةٌ وعَكسُهَا بِلا مِرَا
وهكذا غيرُ وبعضُ وسِوَى
في كَلِمٍ شَتَّى رَوَاهَا مَن رَوَى
باب كم الخبرية
واجرُرْ بكمْ ما كنتَ عنهُ مُخبِرَا
مُعَظّمًا لِقَدرِهِ مُكَثِّرَا
تقولُ كَمْ مالٍ أفَادَتْهُ يَدِي
وكم إمَاءٍ مَلَكَتْ وأَعبُدِ
باب المبتدإ والخبر
وإنْ فَتَحتَ النّطقَ باسمٍ مُبتَدَا
فارْفَعْهُ والأخبارَ عنهُ أبَدَا
تقولُ مِن ذلكَ زيدٌ عَاقِلُ
والصّلحُ خيرٌ والأميرُ عَادِلُ
ولا يَحُولُ حُكمُهُ مَتَى دَخَلْ
لكنْ على جُملَتِهِ وهَلْ وبَلْ
فصل تقديم الخبر
وقَدِّمِ الأخبارَ إذ تَستَفهِمُ
كقولِهِم أينَ الكَريمُ المُنعِمُ
ومثلُهُ كيفَ المريضُ المُدْنَفُ
وأيّها الغَادي متَى المُنصَرَفُ
وإنْ يكُنْ بعضُ الظّرُوفِ الخَبَرَا
فَأوْلِهِ النَّصبَ ودَعْ عنكَ المِرَا
تقولُ زيدٌ خَلْفَ عمرٍو قَعَدَا
والصومُ يومَ السبتِ والسَّيرُ غَدَا
وإنْ تَقُلْ أينَ الأميرُ جالِسُ
وفي فَنَاءِ الدّارِ بِشْرٌ مَائِسُ
فجَالسٌ ومَائِسُ قدْ رُفِعَا
وقد أُجِيزَ الرّفعُ والنّصبُ مَعَا
اشتغال الفعل عن المفعول بضمير
وهكذا إنْ قُلتَ زيدٌ لُمْتُهُ
وخالدٌ ضرَبتُهُ وضِمتُهُ
فالرّفعُ فيهِ جَائزٌ والنّصبُ
كلاهُمَا دَلَّتْ عليهِ الكُتْبُ
باب الفاعل
وكلُّ ما جاءَ مِنَ الأسماءِ
عَقِيبَ فعلٍ سَالِمِ البِنَاءِ
فارفَعْهُ إذْ تُعرِبُ فَهْوَ الفاعلُ
نحوُ جَرَى الماءُ وجَارَ العَاذِلُ(1/5)
فصل توحيد الفعل
وَوَحِّدِ الفعلَ مَعَ الجَمَاعَهْ
كقولِهِم سَارَ الرّجالُ السّاعَهْ
وإنْ تَشَأْ فَزِدْ عليهِ التّاءَ
نحوُ اشتَكَتْ عُرَاتُنَا الشّتاءَ
وتُلحَقُ التاءُ على التّحقيقِ
بكلّ ما تَأنِيثُهُ حَقيقي
كقولِهِم جاءَتْ سُعادُ ضَاحِكهْ
وانطلَقتْ نَاقَةُ هندٍ رَائِكَهْ
وتُكسَرُ التّاءُ بلا مَحَالَهْ
في مثلِ قَدْ أَقبَلَتِ الغَزَالهْ
باب ما لم يسم فاعله
واقضِ قضاءً لا يُرَدُّ قائِلُهْ
بالرّفعِ فيما لم يُسَمَّ فاعِلُهْ
مِن بعدِ ضَمِّ أوَّلِ الأفعالِ
كقولِهم يُكتَبُ عهدُ الوَالي
وإن يكن ثانِي الثُّلاثيِّ ألِفْ
فاكسِرْهُ حينَ تَبتَدي ولا تَقِفْ
تقولُ بِيعَ الثّوبُ والغُلامُ
وكِيلَ زَيتُ الشّامِ والطّعامِ
باب المفعول به
والنّصبُ للمفعولِ حُكمٌ وَجَبَا
كقولِهم صَادَ الأميرُ أرنَبَا
وربما أُخِّرَ عنهُ الفَاعلُ
نحوُ قدِ استَوفَى الخَرَاجَ العَامِلُ
وإنْ تقُلْ كلَّمَ موسى يَعلَى
فقدِّمِ الفاعلَ فَهْوَ أولَى
باب ظننت وأخواتها
وكُلُّ فعلٍ مُتَعَدَ يَنصِبُ
مفعولَهُ مثلُ سَقَى ويَشرَبُ
لكنَّ فعلَ الشكِّ واليَقينِ
يَنصِبُ مفعولينِ في التَّلقينِ
تقولُ قدْ خِلتُ الهِلالَ لائحَا
وقدْ وجَدتُ المُستَشَارَ ناصحَا
وما أظنُّ عامِرًا رفيقَا
ولا أرَى لي خالدًا صَديقَا
وهكذا تَصنَعُ في عَلِمْتُ
وفي حَسِبْتُ ثم في زَعَمْتُ
باب عمل اسم الفاعل المنون
وإنْ ذَكَرْتَ فاعلا مُنوَّنَا
فَهْوَ كما لو كانَ فِعلا بَيِّنَا
فارفَعْ بهِ في لازمِ الأفعالِ
وانصِبْ إذا عُدّي بكلّ حَالِ
تقولُ زيدٌ مُستوٍ أبوهُ
بالرّفعِ مثلُ يستَوي أخوهُ
وقُلْ سعيدٌ مُكرِمٌ عثمانَا
بالنصبِ مثلُ يُكرِمُ الضِّيفَانَا
باب المصدر
والمَصدرُ الأصلُ وأىُّ أصلِ
ومنهُ يا صَاحِ اشتقاقُ الفعلِ
وأوجَبَتْ لهُ النّحاةُ النَّصبَا
كقولِهم ضربْتُ زيدًا ضربَا
وقدْ أُقيمَ الوصفُ والآلاتُ
مَقَامَهُ والعددُ الإثبَاتُ(1/6)
نحوُ ضربْتُ العبدَ سوطًا فَهَرَبْ
واضرِبْ أشدَّ الضّربِ مَنْ يَغْشَى الرِّيَبْ
واجلِدْهُ في الخمرِ اربعينَ جَلدَهْ
واحبِسهُ مثلَ حبسِ زيدٍ عبدَهْ
وربَّما أُضمِرَ فعلُ المصدرِ
كقولِهم سَمعًا وطَوعًا فاخبُرِ
ومثلُهُ سَقيًا لهُ ورَعيَا
وإن تَشأْ جَدْعًا لهُ وَكيَّا
ومنهُ قد جاءَ الأميرُ رَكْضَا
واشتَمَلَ الصَّمَّاءَ إذْ تَوَضَّا
باب المفعول له
وإن جَرى نُطقُكَ بالمفعولِ لهْ
فانصِبْهُ بالفعلِ الذي قد فَعلَهْ
وهْوَ لَعَمري مصدَرٌ في نفسِهِ
لكنَّ جنسَ الفعلِ غيرُ جنسِهِ
وغالبُ الأحوالِ أَن تَرَاهُ
جوَابَ لِمْ فعلْتَ ما تَهوَاهُ
تقولُ قد زُرتُكَ خوفَ الشَّرِّ
وغُصْتُ في البحرِ ابتغاءَ الدُّرِّ
باب المفعول معه
وإنْ أقمتَ الواوَ في الكلامِ
مُقامَ معْ فانصِبْ بلا مَلامِ
تقولُ جاءَ البَرْدُ والجِبَابَا
واستوَتِ المياهُ والأخشابَا
وما صَنعتَ يا فتى وسَعدا
فقِسْ على هذا تُصادِفْ رُشدَا
باب الحال
والحالُ والتّمييزُ منصوبانِ
على اختلافِ الوَضعِ والمَبَاني
ثمَّ كِلا النّوعينِ جاءَ فَضلَهْ
مُنكَّرًا بعدَ تمامِ الجُملَهْ
لكنْ إذا نظرتَ في اسمِ الحالِ
وجدتَهُ اشتقَّ منَ الأفعالِ
ثمّ تُرَى عندَ اعتبارِ مَنْ عَقَلْ
جوابَ كيفَ في سؤالِ مَنْ سَألْ
مثالُهُ جاءَ الأميرُ راكبَا
وقامَ قُسٌ في عُكاظَ خاطبَا
ومنهُ مَنْ ذا بالفَنَاءِ قاعدَا
وبِعتُهُ بدرهمٍ فصاعدَا
فصل التمييز
وإنْ تُرِدْ معرفةَ التّمييزِ
لكي تُعَدَّ مِنْ ذوي التّمييزِ
فَهْوَ الذي يُذكَرُ بعدَ العَددِ
والوَزنِ والكَيلِ ومَذروعِ اليدِ
ومِنْ إذا فَكّرْتَ فيهِ مُضمَرَهْ
مِنْ قبلِ أنْ تذكُرَهُ وتُظهِرَهْ
تقولُ عندي مَنَوانِ زُبْدًا
وخمسةٌ وأربعونَ عبدًا
وقدْ تصدَّقتُ بصاعٍ خلا
ومَا لهُ غيرُ جَريبٍ نَخلا
ومنهُ أيضًا نِعْمَ زيدٌ رجلا
وبِئسَ عبدُ الدّارِ منهُ بدَلا
وحَبَّذا أرضُ البَقيعِ أرضَا
وصالحٌ أطهَرُ منكَ عِرضَا(1/7)
وقدْ قَرِرْتَ بالإيابِ عينَا
وطِبْتَ نفسًا إذ قضيتَ الدَّينَا
باب كم الاستفهامية
وكمْ إذا جِئْتَ بها مُستَفهِمَا
فانصِبْ وقُلْ كمْ كوكبًا تَحوي السَّمَا
باب الظرف
والظرفُ نوعانِ فظرفُ أزمِنَهْ
يجري مَعَ الدّهرِ وظرفُ أمْكِنَهْ
والكلُّ منصوبٌ على إضمارِ في
فاعتبرِ الظّرفَ بهذا واكتَفِ
تقولُ صامَ خالدٌ أيَّامَا
وغَابَ شهرًا وأقامَ عامَا
وباتَ زيدٌ فوقَ سطحِ المَسجدِ
والفَرَسُ الأبلَقُ تحتَ مَعبَدِ
والرّيحُ هَبَّتْ يَمنَةَ المُصلّي
والزّرعُ تِلقَاءَ الحَيَا المُنْهلِّ
وقيمةُ الفِضَّةِ دونَ الذَّهبِ
وثَمَّ عمرٌو فادْنُ منهُ واقرُبِ
ودارُهُ غربيَّ فيضِ البَصرَهْ
ونخلُهُ شرقيَّ نهرِ مُرَّهْ
وقدْ أكلتُ قبلَهُ وبعدَهُ
وإثرَهُ وخلفَهُ وعندَهُ
وعندَ فيها النّصبُ يَستمرُّ
لكنَّها بِمِنْ فقطْ تُجَرُّ
وأينما صادَفتَ في لا تُضمَرُ
فارفعْ وقُلْ يومُ الخميسِ نَيِّرُ
باب الاستثناء
وكلُّ ما استثنَيتَهُ مِن مُوجَبِ
تمَّ الكلامُ عندَهُ فليُنصَبِ
تقولُ جاءَ القومُ إلا سَعدَا
وقَامت النّسوةُ إلا دَعدَا
وإنْ يكنْ فيما سِوى الإيجَابِ
فأَوْلِهِ الإبدالَ في الإعرابِ
تقولُ ما الفَخرُ إلا الكَرَمُ
وهلْ محلُّ الأمنِ إلا الحَرَمُ
وإن تقُلْ لا ربَّ إلا اللهُ
فَارفَعْهُ وارفَعْ ما جَرى مَجرَاهُ
وانصِبْ إذا ما قُدّمَ المُستثنَى
تقولُ هل إلا العِراقَ مَغنَى
وإن تكنْ مُستثنيًا بما عدَا
أوْ ما خَلا أو ليسَ فانصِبْ أبدَا
تقولُ جاؤا ما عَدَا محمّدَا
وما خَلا عمرًا وليسَ أحمَدَا
وغيرُ إنْ جئتَ بها مُستَثنيَهْ
جَرَّتْ على الإضافةِ المُستوليَهْ
ورَاؤُهَا تُحكمُ في إعرابِهَا
مثلَ اسمِ إلا حينَ يُستثنَى بهَا
باب لا التي لنفي الجنس
وانصِب بلا في النّفي كلَّ نَكِرَهْ
كقولِهم لا شكَّ فيما ذَكَرَهْ
وإنْ بَدَا بينَهُما مُعترِضُ
فارفعْ وقُلْ لا لأبيكَ مُبغِضُ
وارفعْ إذا كرَّرتَ نفيًا وانصِبِ(1/8)
أو غايِرِ الإعرابَ فيهِ تُصِبِ
تقولُ لا بيعٌ ولا خِلالُ
فيهِ ولا عَيبٌ ولا إخلالُ
والرّفعُ في الثّاني وفَتحُ الأوَّلِ
قد جازَ والعَكسَ كذاكَ فافعَلِ
وإنْ تَشأْ فافتَحهُمَا جميعَا
ولا تَخَفْ ردًّا ولا تَقريعَا
باب التعجُّب
وتُنصَبُ الأسماءُ في التَّعجُّبِ
نَصْبَ المَفاعيلِ فلا تَستَعجِبِ
تقولُ ما أحسَنَ زيدًا إذ خَطَا
وما أحدَّ سيفَهُ حين سَطَا
وإنْ تعجَّبتَ منَ الألوانِ
أو عَاهةٍ تَحدُثُ في الأبدانِ
فابنِ لها فعلاً مِنَ الثُّلاثي
ثمَّ ائتِ بالألوانِ والأحدَاثِ
تقولُ ما أنقَى بَيَاضَ العَاجِ
وما أشدَّ ظُلمَةَ الدَّياجِي
باب الإغراء
والنّصبُ في الإغراءِ غيرُ مُلتَبِسْ
وَهْوَ بفعلٍ مُضمَرٍ فافهَمْ وقِسْ
تقولُ للطّالبِ خِلاًّ بَرَّا
دُونكَ بِشرًا وعليكَ عَمْرَا
باب التحذير
وتَنصِبُ الاسمَ الذي تُكرِّرُهْ
عن عِوَضِ الفعلِ الذي لا تُظهِرُهْ
مثلَ مَقَالِ الخَاطِبِ الأوَّاهِ
اللهَ اللهَ عبادَ اللهِ
باب إنّ وأخواتها
وسِتَّةٌ تَنتَصِبُ الأسماءُ
بها كما تَرتَفِعُ الأنباءُ
وَهْيَ إذا رَوَيتَ أو أمليتَا
إنَّ وأنَّ يا فتَى وليتَا
ثم كأنَّ ثمَّ لكنَّ وعَلْ
واللُّغةُ المشهورةُ الفُصحَى لَعَلْ
وإنَّ بالكسرةِ أُمُّ الأحرُفِ
تَأتي مَعَ القولِ وبعدَ الحَلِفِ
واللامُ تختَصُّ بمعمُولاتِهَا
ليَستَبينَ فَضلُها في ذَاتِهَا
مثالُهُ إنَّ الأميرَ عادلُ
وقد سمعْتُ أنَّ زيدًا راحِلُ
وقيلَ إنَّ خالدًا لَقَادِمُ
وإنَّ هندًا لأَبُوهَا عَالِمُ
ولا تُقَدّمْ خَبَرَ الحُروفِ
إلا مَعَ المجرورِ والظّرُوفِ
كقولِهم إنَّ لِزيدٍ مالا
وإنَّ عندَ عامِرٍ جِمَالا
وإنْ تُزِدْ ما بعدَ هذي الأحرُفِ
فالرّفعُ والنّصبُ أُجيزَا فاعرِفِ
والنّصبُ في لَيتَ لعَلَّ أظهَرُ
وفي كأنَّ فاستمِعْ ما يُؤثَرُ
باب كان وأخواتها
وعَكسُ إنَّ يا أُخَيَّ في العَمَلْ
كانَ وما انفَكَّ الفتَى ولم يَزَلْ
وهكذا أصبحَ ثمّ أمسَى(1/9)
وظلَّ ثم بَاتَ ثمّ أضحَى
وصارَ ثم ليسَ ثم ما بَرِحْ
وما فتِي فافقَهْ بَيَاني المُتَّضِحْ
وأُختُها ما دامَ فاحفَظَنْهَا
واحذَر هُديتَ أن تَزيغَ عنهَا
تقولُ قد كانَ الأميرُ راكبَا
ولم يزلْ أبو عليَ عَاتِبَا
وأصبحَ البَردُ شديدًا فاعلَمِ
وباتَ زيدٌ ساهرًا لم يَنَمِ
ومَن يُرِدْ أن يجعلَ الأخبارَا
مُقدَّمَاتٍ فليَقُلْ ما اختَارَا
مثالُهُ قد كانَ سَمْحًا وائِلُ
وواقفًا بالبابِ أضحَى السّائلُ
وإنْ تَقُلْ يا قومِ قد كانَ المَطَرْ
فلستَ تحتَاجُ لها إلى خَبَرْ
وهكذا يصنَعُ كلُّ من نَفَثْ
بها إذا جٍاءَتْ ومعنَاهَا حَدَثْ
والبَاءُ تختَصُّ بليسَ في الخَبَرْ
كقولِهم ليسَ الفتَى بالمُحتَقَرْ
فصل ما النافية الحجازية
وما التي تَنفي كليسَ النَّاصِبَهْ
في قولِ سُكّانِ الحِجَازِ قَاطِبَهْ
فقولُهُم ما عَامِرٌ مُوَافِقَا
كقولِهِم ليسَ سعيدٌ صَادِقَا
باب النداء
ونادِ مَن تدعُو بيَا أو بِأيَا
أو همزةٍ أو أيْ وإنْ شئتَ هَيَا
وانصِبْ ونوّنْ إنْ تُنادِي النَّكِرَهْ
كقولِهم يَانَهِمًا دَعِ الشَّرَهّ
وإنْ يكن معرفةً مُشتَهِرَهْ
فلا تنوّنْهُ وضُمَّ ءاخرَهْ
تقولُ يا سعدُ أَيَا سعيدُ
ومثلهُ يا أيُّها العَميدُ
وتَنصِبُ المُضافَ في النّداءِ
كقولِهم يا صَاحبَ الرّداءِ
وجائزٌ عندَ ذَوي الأفهَامِ
في يَا غُلامُ قَوْلُ يا غُلامي
وجوَّزوا فَتحَةَ هذي اليَاءِ
والوَقفَ بعدَ فَتحِها بالهاءِ
والهَاءُ في الوقفِ على غُلامِيَهْ
كالهاءِ في الوقفِ على سُلطانِيَهْ
وقالَ قومٌ فيهِ يا غلامَا
كما تَلَوْا يا حَسرَتَا على مَا
وحَذفُ يَا يجوزُ في النّدَاءِ
كقولِهم ربِّ استجِبْ دُعائي
وإنْ تَقُلْ يا هذهِ أو يَا ذَا
فَحذفُ يَا مُمتَنِعٌ يَا هذا
باب الترخيم
وإن تشَا التّرخيمَ في حالِ النّدَا
فاخصُصْ بهِ المعرفةَ المُنفَرِدَا
واحذِفْ إذا رَخَّمتَ ءاخرَ اسمِهِ
ولا تُغيّرْ ما بقِي عن رسمِهِ
تقولُ يا طَلْحَ ويا عَامِ اسمَعَا(1/10)
كما تقولُ في سعَادَ يا سُعَا
وقد أُجيزَ الضَّمُّ في الترخيمِ
تَقولَ يا عامُ بضمِّ الميمِ
وألقِ حرفينِ بلا غُفولِ
مِن وزنِ فَعْلانَ ومِن مفعولِ
تقولُ في مروانَ يا مَروَ اجلسِ
ومثلُهُ يا مَنْصُ فافهمْ وقِسِ
ولا تُرَخّمْ هندَ في النّدَاءِ
ولا ثُلاثيًّا خَلا مِن هاءِ
وإنْ يكن ءاخرَهُ هاءٌ فقُلْ
في هبةٍ يا هِبَ مَن هذا الرجُلْ
وقولُهُم في صاحبٍ يا صَاحِ
شذَّ لمعنًى فيهِ باصطِلاحِ
باب التصغير
وإن تُرِدْ تصغيرَ الاسمِ المُحتَقَرْ
إما لتَهَاونٍ وإما لصِغَرْ
فضُمَّ مبدَاهُ لهذي الحَادِثهْ
وزِدهُ ياءً تبْديها ثَالِثَهْ
تقولُ في فَلْسٍ فُلَيسٌ يا فتَى
وهكذا كلُّ ثُلاثيَ أَتَى
وإنْ يكن مؤنَّثًا أردَفتَهُ
هاءً كما تُلحِقُ لو وَصفتَهُ
فصغِّرِ النّارَ على نُوَيْرَهْ
كما تقولُ نارُهُ مُنيرَهْ
وصغِّرِ القِدْرَ فقُلْ قُدَيرَهْ
كما تقولُ قِدرُهُ كبيرَهْ
وصَغِّرِ البابَ فقُلْ بُوَيْبُ
والنّابُ إن صغّرتَهُ نُيَيْبُ
لأنَّ بابًا جمعُهُ أبوابُ
والنّابُ أصلُ جمعِهِ أنيَابُ
وفاعلٌ تَصغيرُهُ فُوَيعِلُ
كقولِهِم في رَاجِلٍ رُوَيْجِلُ
وإن تجِدْ مِن بعدِ ثانيهِ ألفْ
فاقلِبْهُ ياءً أبدًا ولا تَقِفْ
تقولُ كمْ غُزَيِّلٍ ذَبَحْتُ
وكم دُنَيْنيرٍ بهِ سَمَحْتُ
وقل سُرَيْحِينٌ لِسِرحانٍ كما
تقولُ في الجمعِ سَرَاحينُ الحِمَى
ولا تُغيّرْ في عُثيمانَ الألِفْ
ولا سُكيرَانَ الذي لا يَنصَرِفْ
وهكذا زُعيفِرَانُ فاعتبِرْ
بهِ السُّداسِيَّاتِ وافقَهْ ما ذُكِرْ
واردُدْ إلى المحذوفِ ما كانَ حُذِفْ
من أصلهِ حتى يَعودَ مُنتَصِفْ
كقولِهِم في شَفَةٍ شُفَيْهَهْ
والشّاةُ إنْ صغَّرتَهَا شُوَيْهَهْ
فصل الحروف الزوائد
وألقِ في التّصغيرِ ما يُستَثقَلُ
زَائدُهُ أو مَا تَرَاهُ يَثقُلُ
والأحرفُ اللاتي تُزادُ في الكَلِمْ
مجموعُهَا قولُكَ يا هَوْلُ استَنِمْ
تقولُ في مُنْطَلِقٍ مُطَيْلِقُ
فافهَمْ وفي مُرتزِقٍ مُرَيزِقُ(1/11)
وقيلَ في سفرجلٍ سُفَيْرِجُ
وفي فتًى مُستخرِجٍ مُخَيْرِجُ
وقد تُزادُ اليَاءُ للتّعويضِ
والجَبرِ للمصغَّرِ المَهِيضِ
كقولِهِم إنَّ المُطَيليقَ أتَى
واخبَا السُّفَيريجَ إلى فصلِ الشّتَا
وشذَّ مما أصَّلوهُ ذَيَّا
تصغيرُ ذَا ومثلُهُ اللَّذَيَّا
وقولُهُم أيضًا أُنَيْسِيَانُ
شذَّ كما شذَّ مُغَيْرِبَانُ
وليسَ هذا بمثالٍ يُحذَى
فاتَّبِعِ الأصلَ ودَعْ ما شذَّا
باب النَّسَب
وكلُّ منسوبٍ إلى اسمٍ في العرَبْ
أو بلدةٍ تَلحَقُهُ ياءُ النَّسَبْ
فَشَدِّدِ اليَاءَ بلا توقُّفِ
مِنْ كلِّ منسُوبٍ إليهِ فاعرِفِ
تقولُ قد جاءَ الفتَى البَكرِيُّ
كما تقولُ الحَسَنُ البِصريُّ
وإنْ يكُن في الأصلِ هَاءٌ فاحذِفِ
كمثلِ مَكّيَ وهذا حَنَفِي
وإنْ يكُنْ مما على وَزنِ فتَى
أو وزنِ دُنيَا أو على وزنِ متَى
فأبدِلِ الحَرفَ الأخيرَ وَاوَا
وعاصِ مَنْ مَارَى ودَعْ مَنْ نَاوَى
تقولُ هذا عَلَويٌّ مُعْرِقُ
وكلُّ لهوٍ دُنيويَ مُوبِقُ
وانسُبْ أخَا الحِرفَةِ كالبَقَّالِ
ومَنْ يُضاهيهِ إلى فَعَّالِ
باب التوابع
والعَطفُ والتّوكيدُ أيضًا والبَدَلْ
توابِعٌ يُعرَبْنَ إعرابَ الأُوَلْ
وهكذا الوَصفُ إذا ضاهَى الصِّفَهْ
مَوصوفُهَا مُنَكَّرًا أو معرِفَهْ
تقولُ خَلِّ المَزحَ والمُجُونَا
وأقبَلَ الحُجَّاجُ أجمَعونَا
وامرُرْ بزيدٍ رجُلٍ ظريفِ
واعطِفْ على سائلِكَ الضّعيفِ
والعطفُ قدْ يدخُلُ في الأفعالِ
كقولِهِم ثِبْ واسمُ للمَعَالي
باب حروف العطف
وأحرُفُ العطفِ جميعًا عَشَرَهْ
محصورَةٌ مأثُورَةٌ مُسَطَّرَهْ
الواوُ والفاءُ وثمَّ للمَهَلْ
ولا وحتّى ثمَّ أوْ وأَمْ وبَلْ
وبعدَهَا لكِنْ وإمّا إنْ كُسِرْ
وجاءَ في التّخييرِ فاحفَظْ ما ذُكِرْ
باب ما لا ينصرف
هذا وفي الأسماءِ ما لا يَنصَرِفْ
فَجَرُّهُ كنَصبِهِ لا يَختَلِفْ
وليسَ للتّنوينِ فيهِ مَدخَلُ
لِشِبْهِهِ الفِعلَ الذي يُستَثقَلُ
مثالُهُ أفعَلُ في الصّفاتِ(1/12)
كقولِهِم أحمرُ في الشِّيَاتِ
أو جاءَ في الوزنِ مثَالَ سَكْرَى
أو وزنِ دُنيا أو مِثالَ ذِكرَى
أو وزنِ فَعلانَ الذي مُؤنَّثُهْ
فَعْلَى كسَكرَانَ فخُذْ ما أَنفُثُهْ
أو وزنِ فَعلاءَ وأفعِلاءَ
كمثلِ حسنَاءَ وأنبياءَ
أو وزنِ مَثنَى وثُلاثَ في العَدَدْ
إذ ما رَأى صَرْفَهُمَا قَطُّ أَحدْ
وكلُّ جمعٍ بعدَ ثانيهِ ألِفْ
وَهْوَ خُمَاسيٌّ فليسَ يَنصَرِفْ
وهكذا إنْ زادَ في المِثَالِ
نحوُ دنَانيرَ بلا إشكَالِ
فهذهِ الأوزانُ ليستْ تَنصرِفْ
في موطنٍ يَعرِفُ هذا المُعتَرِفْ
وكلُّ ما تأنيثُهُ بلا ألفْ
فَهْوَ إذا عُرِّفَ غيرُ مُنصَرِفْ
تقولُ هذا طلحَةُ الجَوَادُ
وهلْ أتَتْ زينبُ أَمْ سعادُ
وإن يكنْ مُخفَّفًا كَدَعدِ
فاصرِفْهُ إنْ شئتَ كصَرفِ سَعدِ
وأجرِ ما جاءَ بوزنِ الفِعلِ
مُجرَاهُ في الحكمِ بغيرِ فَصلِ
فقولُهُم أحمدُ مثلُ أذهَبُ
كقولِهِم تَغلِبُ مثلُ تَضرِبُ
وإن عَدَلْتَ فاعلاً إلى فُعَلْ
لم ينصرِفْ مُعَرَّفًا مثلُ زُحَلْ
والأعجميُّ مثلُ مِيكَائيلا
كذاكَ في الحُكمِ وإسمَاعيلا
وهكذا الاسمانِ حينَ رُكِّبَا
تركيبَ مَزجٍ نحوُ مَعدِ يْكَرِبَا
ومنهُ ما جاءَ على فَعلانَا
على اختلافِ فَائِهِ أحيانَا
تقولُ مروانُ أتَى كِرمَانَا
ورحمةُ الله على عُثمانَا
فهذهِ إنْ عُرِّفَتْ لم تَنصَرِفْ
وما أتَى مُنَكَّرًا منهَا صُرِفْ
وإنْ عَرَاهَا ألفٌ ولامُ
فما على صَارِفِهَا مَلامُ
وهكذا تُصرفُ في الإضَافَهْ
نحوُ سَخَى بأطيبِ الضِيَافَهْ
وليسَ مصروفًا مِنَ البِقَاعِ
إلا بِقَاعٌ جئنَ في السَّمَاعِ
مثلُ حُنَيْنٍ ومِنًى وبَدْرِ
وواسطٍ ودَابِقٍ وحِجْرِ
وجائزٌ في صَنعَةِ الشِّعرِ الصَّلِفْ
أنْ يَصرِفَ الشّاعرُ ما لا يَنصَرِفْ
باب العدد
وإنْ نَطقتَ بالعقودِ في العَددْ
فانظُرْ إلى المَعدودِ لُقّيتَ الرَّشَدْ
فأَثبِتِ الهَاءَ مَعَ المُذكَّرِ
واحذِفْ مَعَ المؤنَّثِ المُشتَهِرِ
تقولُ لي خمسةُ أثوابٍ جُدُدْ(1/13)
وازمُمْ لهَا تسعًا مِنَ النّوقِ وقُدْ
وإنْ ذكرتَ العددَ المُركَّبَا
فَهْوَ الذي استَوجَبَ أنْ لا يُعرَبَا
فألحقِ الهَاءَ معَ المؤنَّثِ
بآخرِ الثّاني ولا تَكتَرِثِ
مثالُهُ عندي ثلاثَ عَشْرَهْ
جُمَانَةً منظُومَةً وَدُرَّهْ
وعكسُهَا يُعمَلُ في التّذكيرِ
بغيرِ إشكَالٍ ولا تَأخيرِ
وقد تَنَاهَى القولُ في الأسماءِ
على اختصارٍ وعلى استيفَاءِ
باب نواصب المضارع وجوازمه
وحَقَّ أنْ نشرَحَ شرحًا يُفهِمُ
ما يَنصِبُ الفعلَ وما قد يَجزِمُ
فتنصِبُ الفعلَ السّليمَ أنْ ولَنْ
وكي وكَيْلا ثُمّ حتى وإذَنْ
والنّصبُ في المُعتلِّ كالسّليمِ
فانصِبهُ تَشفي عِلَّةَ السّقيمِ
واللامُ حينَ تَبتَدي بالكَسرِ
كمثلِ ما تَكسِرُ لامُ الجرِّ
والفَاءُ إنْ جاءتْ جوَابَ النَّهي
والأمرِ والعَرْضِ معًا والنَّفي
وفي جَوابِ ليتَ لي وهَلْ فتَى
وأينَ مَغْدَاكَ وأنَّى ومتَى
والواوُ إنْ جاءتْ بمعنَى الجَمعِ
في طلبِ المأمورِ أو في المَنعِ
وتَنصِبُ الفِعلَ بأوْ وحتَّى
وكلُّ ذَا أُدِعَ كُتْبًا شتَّى
تقولُ أبغي يا فتَى أنْ تذهبَا
ولنْ أزَالَ قائمًا أو تَركَبَا
وجئتُ كي تُولِيَني الكَرَامهْ
وسِرتُ حتى أَدخُلَ اليَمَامَهْ
واقتَبِسِ العِلمَ لكيمَا تُكْرَمَا
وعاصِ أسبابَ الهَوَى لِتَسلمَا
ولا تُمارِ جاهلاً فتَتعَبَا
وما عليكَ عَتبُهُ فَتُعْتَبَا
وهلْ صديقٌ مُخلِصٌ فأُقْصِدَهْ
وليتَ لي كَنزَ الغِنَى فَأرفِدَهْ
وزُرْ فَتَلْتَذَّ بأصنَافِ القِرَى
ولا تُحاضِرْ وتُسِىءَ المَحضَرَا
ومنْ يَقُلْ إني سَأغشَى حَرَمَكْ
فقُلْ لهُ إني إذًا أحتَرِمَكْ
وقُلْ لهُ في العَرْضِ يا هذا ألا
تَنزِلُ عندي فتُصِيبَ مَأْكَلا
فهذهِ نَوَاصِبُ الأفعالِ
مَثَّلتُهَا فَاحذُ على تِمثَالِي
وإنْ تَكُنْ خَاتِمَةُ الفعلِ ألفْ
فَهْيَ على سُكُونِهَا لا تَختَلِفْ
تقولُ لنْ يَرضَى أبو السّعودِ
حتّى يَرَى نَتَائجَ الوُعودِ(1/14)
فصل في الأمثلة الخمسة
وخمسةٌ تَحذِفُ منهُنَّ الطَّرَفْ
في نَصبِهَا فألقِهِ ولا تَخَفْ
وَهْيَ لَقِيتَ الخَيرَ تَفعَلانِ
ويَفعلانِ فاعرِفِ المَبَاني
وتفعلونَ ثمّ يَفعلونَا
وأنتِ يا أسمَاءُ تَفعَلينَا
فهذهِ تُحذَفُ منهَا النُّونُ
في نَصبِهَا ليَظهَرَ السّكُونُ
تقولُ للزَّيْدَيْنِ لنْ تَنطلِقَا
وفَرقَدَا السّماءِ لنْ يَفتَرِقَا
وجَاهِدوا يا قَومِ حتى تَغنَموا
وقَاتِلوا الكُفّارَ كَيمَا يُسلِموا
ولنْ يَطيبَ العَيشُ حتى تُسعَدِي
يا هندُ بالوَصلِ الذي يَشفي الصَّدِي
فصل الجوازم
ويُجزَمُ الفعلُ بِلَمْ في النّفْي
واللامِ في الأمرِ ولا في النّهي
ومِنْ حُروفِ الجَزمِ أيضًا لمَّا
ومَنْ يَزِدْ فيها يَقُلْ أَلمَّا
تقولُ لم تَسمَعْ كلامَ مَنْ عَذَلْ
ولا تُخَاصِمْ مَنْ إذا قالَ فَعَلْ
وخَالدٌ لمَّا يَرِدْ مَعْ مَنْ وَرَدْ
ومَنْ يَوَدَّ فَليُوَاصِلْ مَنْ يَوَدْ
وإنْ تَلاهَا ألفٌ ولامُ
فليسَ غيرُ الكسرِ والسَّلامُ
تقولُ لا تَنتَهِرِ المِسكِينَا
ومِثلُهُ لَمْ يَكنِ الَّذِينَا
وإنْ تَرَ المُعتلَّ فيها رِدْفَا
أو ءاخِرِ الفِعلَ فَسِمْهُ الحَذْفَا
تقولُ لا تَأسَ ولا تُؤذِ وَلا
تَقُلْ بِلا عِلم ولا تَحْسُ الطِّلا
وأنتَ يا زيدُ فَلا تَزدَدْ عَنَا
ولا تَبِعْ إلا بِنَقدٍ في مِنَى
فصل في الأمثلة الخمسة
والجَزمُ في الخَمسَةِ مثلُ النَّصْبِ
فَاقنَعْ بإيجَازي وقُلْ لي حَسبِي
فصل في الشرط والجزاء
هذا وإنْ في الشّرطِ والجَزَاءِ
تَجزِمُ فعلينِ بِلا امتِرَاءِ
وتِلوهَا أيٌّ ومَنْ ومَهمَا
وحيثُمَا أيضًا ومَا وإذمَا
وأينَ منهُنَّ وأَنَّى ومَتَى
فاحفَظْ جميعَ الأدَوَاتِ يا فتَى
وزَادَ قومٌ ما فقالوا إمَّا
وأينَما كمَا تَلَوْا أيَّامَّا
تقولُ إنْ تخرُجْ تُصَادِفْ رُشدَا
وأينَما تَذهَبْ تُلاقِ سَعدَا
ومَنْ يَزُرْ أزُرْهُ باتّفاقِ
وهكذا تَصنَعُ في البَوَاقي
فهذهِ جَوَازِمُ الأفعَالِ
جَلَوتُهَا مَنظُومَةَ اللآلِي(1/15)
فَاحفَظْ وُقِيتَ السهوَ ما أملَيتُ
وقِسْ على المَذكورِ ما ألغَيتُ
باب البناء
ثمَّ تَعَلَّمْ أنَّ في بعضِ الكَلِمْ
ما هُوَ مبنيٌّ على وَضعٍ رُسِمْ
فسَكَّنوا مَنْ إذ بَنَوْهَا وأجَلْ
ومُذْ ولكنْ ونعمْ وكَمْ وهَلْ
وضُمَّ في الغَايَةِ مِن قَبلُ ومِنْ
بَعدُ وأمَّا بعدُ فافهَمْ وَاسَتبِنْ
وحيثُ ثُمَّ مُنذُ ثُمَّ نحنُ
وقَطُّ فَاحفَظْهَا عَدَاكَ اللَّحنُ
والفتحُ في أينَ وأيَّانَ وفي
كيفَ وشَتَّانَ ورُبَّ فاعرِفِ
وقد بَنَوا ما رَكَّبوا مِنَ العَدَدْ
بِفتحِ كلَ منهُما حينَ يُعَدْ
وأَمسِ مبنيٌّ على الكسرِ فإنْ
صُغّرَ صارَ مُعرَبًا عندَ الفَطِنْ
وجَيْرِ أيْ حقًّا وهؤلاءِ
كأمسِ في الكسرِ وفي البِنَاءِ
وقيلَ في الحربِ نَزَالِ مثلَ مَا
قالوا حَذَامِ وقَطَامِ في الدُّمَى
وقد بُنِيْ يَفعَلْنَ في الأفعَالِ
فما لهُ مُغيّرٌ بحَالِ
تقولُ منهُ النُّوقُ يَسْرَحْنَ وَلَمْ
يَسْرَحْنَ إلا لِلِّحَاقِ بِالنَّعَمْ
فهذهِ أمثلةٌ ممّا بُنِي
جَائِلَةٌ دَائِرَةٌ في الألسُنِ
وكلُّ مَبنيَ يكونُ ءاخِرَهُ
على سَوَاءٍ فَاستَمِعْ ما أذكُرَهُ
وقَدْ تَقَضَّتْ مُلحَةُ الإعرَابِ
مُودَعَةً بَدَائعَ الإعرِابِ
فَانظُرْ إليها نَظَرَ المُستَحسِنِ
وأحسِنِ الظَّنَّ بها وحَسِّنِ
وإنْ تَجِدْ عَيبًا فَسُدَّ الخَلَلا
فَجَلَّ مَنْ لا فيهِ عَيبٌ وَعَلا
والحمدُ لله على ما أوْلَى
فَنِعمَ مَا أوْلَى وَنِعمَ المَولَى
ثُمَّ الصَّلاةُ بعدَ حَمدِ الصَّمَدِ
على النَّبيِّ المُصطَفَى مُحمَّدِ
ثُمَّ على أصحَابِهِ وعِترَتِهْ
وتَابِعِي مَقَالِهِ وسُنَّتِهْ
وَءالِهِ الأفَاضِلِ الأخيَارِ
مَا انسَلَخَ الليلُ مِنَ النَّهَارِ(1/16)
ملحة البيان
لزين المرصفي
( 1200 هـ )
* * * * * * *(1/1)
بسم الله الرجمن الرحيم
قالَ الْفَقِيرُ المَرْصَفِيُّ زَيْنُ ... قَرَّتْ بِنَيْلِ القَصْدِ مِنْهُ الْعَيْنُ
حَمْداً لِمَنْ عَلَّمَنَا الْبَيَانَا ... …وَعَنْ مَجازِ الحَقِّ قدْ أَبَانَا
وَأَفْضَلُ الصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ ... …عَلَى النَّبِيِّ المُرْسَلِ التِّهَامِي
وَآلِهِ وَصَحْبِهِ الَّذِيَنَا شَادُوا ... بِصِدْقِ الْعَزْمِ هَذَا الدِّينَا
وَبَعْدُ فَالْبَيَانُ جَلَّ وَقَعَا ... …وَعَمَّ فِي كُلِّ الْعُلومِ نَفْعَا
وَهَذِهِ أُرْجُوزَةٌ وَجِيزَهْ ... …فِيهِ حَوَتْ أُصُولَهُ الْعَزِيزَهْ
سَمَّيْتُهَا بِمُلْحَةِ الْبيانِ ... …أَرْجُو بهَا انْتِفَاعَ كُلِّ عَانِ
مُقَدِّمَةٌ
عِلمُ الْبيانِ حَدُّهُ لِلْقَاصِدِ ... …عِلمٌ بِهِ إِيَرادُ مَعْنىً وَاحِدِ
بِطُرُقٍ كَثِيرَةٍ مُخْتَلِفَهْ ... …فِي وَاضِحِ الدِّلالَةِ المُؤْتَلِفَهْ
وَذَاك فِي الدِّلالَةِ الْعَقْلِيَّهْ ... …إِيرَادُهُ يَكُونُ لاَ الْوَضْعِيَّهْ
لأَنَّهُ لَدَى انْفِهَامِ الْوَضْعِ ... …لَمْ يَتَخَلَّفْ فَهْمُ مَعْنىً وَضْعِي
وَعِنْدَ فَقْدِ عِلْمِهِ لاَ يُعْنَى ... …بِهِ إِفادَةٌ لِهَذَا المَعْنَى
ثُمَّ المَبَادِي بَيْنَهُمْ مَشْهُورَهْ ... وَفى صُدُورِ كُتْبِهِمْ مَنْثُورَهْ
بَابُ الحَقِيقةِ وَالمَجَازِ
حَقِيقةٌ لفْظٌ بِهِ المُرَادُ ... …يُعْنَى لاَ عَلاَقَةٍ تُرَادُ
وَقُلْ مَجَازٌ إذْ بِهَا يُفَادُ مَعْ ... قَرِينةٍ بِنَصْبِهَا الأَصْلُ امْتَنعْ
وَقَسَّمُوا كُلاًّ إِلَى الشَّرعِيِّ ... وَاللُغوِيِّ ثُمَّتَ الْعُرْفِي
وَرَجَّحُوا اشْتِرَاطَ سَمْعِ النَّوْعِ فِي …عَلاَقَةٍ كَمَا بِوَضعٍ يَقْتَفِي
وَاْلأَصْلُ نَقْلُ اللَّفْظِ عَنْ حَقِيقي ... وَعَنْ مَجَازٍ جَازَ فِي التَحْقِيقِ
وَيَنْبَني أَيْضاً عَلَى الْكِنَايَهِ ... وَقاسَهَا عَلَيْهِ فِي الْعِنَايهْ(1/1)
وَقدْ أَتَى كُلٌّ بِلَحْظِ وَاسِطَه ... تَكُونُ بَيْنَ المَعْنييْنِ رَابِطَهْ
كَيَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزلْنَاْ ... …فبيْنَ ذَا وَذاكَ وَفَرْقٌ يُعْنَى
وَقَدْ رَأَى أُسْتَاذُنَا امْتِنَاعَهْ ... وَالْبَعْضُ مِنْهُمْ حَاوَلَ انْدِفاعَهْ
وَاستْظَهَرَ الْفَقِيرُ فِي الأَغْصَانِ ... تَفْصِيلَهُ بِأَجْمَلِ الْبَيَانِ
وَفَرَّقُوا بَيْنَ المَجَازِ وَالْكَذِبْ ... بِمَا مِن التَّأْوِيلِ فِيهِ قَدْ نُصِبْ
وَلاِسْتِعَارَةٍ وَمُرْسَلٍ قُسِمْ ... …وَالْكُلُّ مِنْهُمَا بِبَابٍ قَدْ عُلِمْ
بَابُ المَجَازِ المُرْسَلِ
وَمُرْسَلٌ لَهُ عَلاقَاتٌ أَتتْ ... …تِسْعاً وَعَشْراً فى أصَحِّ مَا ثَبَتْ
وَرَجَّحُوا اعْتِبَارَهَا مِنْ أَصْلِ ... لاَ مِنْ مَحَازٍ بَلْ وَلاَ مِنْ كُلِّ
فَلاَزِميَّةٌ كَقَصْدِ الشَّمْسِ ... …مِن ضَوْئهَا وَالْعَكْسُ مِثْلُ الْعَكْسِ
آلِيَّةِ كَأَلْسُن فِي الأَثْنِيَهْ ... …وَمُبْدَلٌ كَالدَّمُ فِي مَعْنَى الدِّيّهْ
وَبَدَلٌ نَحْوُ الْقَضَاءِ فِي الأَدَا ... لَكِنْ بِغَيْرِ مَا بِآيٍ وَرَدَا
وسَبَبِيَّةٌ مُسبَبِيَّةُ ... ... كَالْغَيْثِ فِي نَبْتٍ وَعَكْسٌ يَثْبُتُ
جُزْئِيَّةٌ كُلِّيةٌ كَالْعَيْنِ فِي ... …رَبِيئَةٍ وَإِصْبَعٍ فِي طَرَفِ
ثُمَّ اعْتِبَارُ ما مَضىَ كَاليُتُم ... لِمَنْ تَبَدَّى بَالِغاً للْحُلُمِ
وَاْلأَوَّلُ نَحْوُ الْخَمْرِ فِي معْنَى الْعِنَبْ …وَقيلَ بَلْ ذَا لُغَةٌ كمَا وَجَبْ
حَاليَّةٌ كَرَحْمَةٍ فِى الجَنَّةِ ... …وَعَكْسُها نَحْوُ سُؤَالِ الْقَرْيَةِ
كَذَا عُمُومٌ نَحْوُ لَفْظِ النِّاسِ فِي ... أَمْ يَحْسُدونَ النَّاسَ فِي الْقَوْلِ الْوَفِي
وَالعَكْسُ كَالضَّاحِكِ للإِنْسَانِ ... بِالْفِعْلِ لاَ بِقُوَّةٍ وَثَانِ
وَمُطْلقٌ كَعَالمٍ فِي عَامِلِ ... …وَعَكْسُهُ كَعَالِمٍ مِن عَاقِلِ(1/2)
تَجَاوُرٌ فِي العِلمِ جَافى الظَّنِّ ... لأَنَّهُ مُجَاوِرٌ فِي الذِّهْنِ
كَذَا التَّعَلُّقُ الَّذِي تَحَقَّقَا ... …فِي مَصْدَرٍ مَعَ الصِّفَاتِ مُطْلَقاً
وَمَا أَتَى فِي بَعْضِهَا مَعْ بَعْضِ ... وَدَرْجِهَا فِي غَيْرِهَا ذُو نَقْضِ
وَاعْتَبَروا المَلْحُوظَ فِي عَلاَئِقِ ... وَعِنْدَ جَهْلٍ فَاعْتَبِرْ لِلاَّئِقِ
مُرَشَّحاً مُجَرَّداً وَمُطْلَقَا ... …يَأْتِي وَفِي الأَعْلاَمِ قَدْ تَحَقَّقَا
عَلَى الأَصَحِّ وَهْوَ أَيْضاً أَصْلِي ... وَتَبَعي حَسَبَ نَصِّ النَّقْلِ
بَابُ الاِسْتِعَارَةِ
وَمَا بِهِ لُوحِظتِ المُشابَهَهْ ... علاَقَةً كَالسَّبْعِ فِيمَن شَابَهَهْ
فَهْوَ استِعَارَةٌ وَمَبْنَاهَا عَلَى ... تَنَاسِ تَشْبِيهٍ بِهَا قَدِ انْجَلَى
لِذَاكَ ما يُنْبي عَنِ التَّشْبِيهِ ... يُمْنَعُ مِنْ قَوْلٍ تَكُونُ فِيهِ
وَالشَّرْطُ أَنَّ المُسْتَعَارَ كُلِّي ... يَشْمَلُ مَا شُبِّهَ عِنْدَ الجُلِّ
وَقيلَ بَلْ يَكْفِي ادِّعَا الْعَيْنِيَّهْ ... فِيهَا فَيُسْتَعَارُ ذُو الجُزْئِيَّهْ
كالْعَلمِ الشَّخْصِيِّ وَالجُمْهُورُ قَدْ ... قالُوا بِهَا فِيما لَهُ وَصْفٌ يُرَدْ
وَجَوَّزُوا تَعَدُّدَ الْقَرِينهْ ... …إِنْ تَكُ عَنْ تَجَوُّزٍ مُبِينَهْ
وَرُبَمَا تَكُونُ مِنْ مَعَانِي ... …مَجْمُوعُهَا مُحَقَّقُ الْبَيَانِ
وَقَسَّمُوا تِلْك لِتَصْريِحيَّهْ ... …وَمَا تُسَمَّى عِنْدَهُمْ مَكْنِيَّهْ
فالْمُسَتَعارُ إِنْ يَكُنْ مَذْكُورَا ... فِي نَظْمِهَا أَيْ لَفْظاً أوْ تَقْدِيرَا
فَسَمِّهِ بِالأُولَى أَمَّا الثَّانِيَهْ ... …فَعَكْسُهَا وَمَا تَرَاهَا تَالِيَه
كِلاَهُمَا مُنْقَسمٌ لهَ لأَصْلِي ... وَتَبَعِيٍّ فِي صَرِيحِ النَّقْلِ
فَالْمُسَتَعَارُ إِنْ حَوَى الكُلِّيّهْ ... وَلَيْسَ مُشْتَقاً فَذِي أَصْلِيَّهْ
كَالسَّبْعِ مَعْ أُسَامَةٍ وَالْقَتْلِ ... وَحَاتِمٍ عَلَى أَصَحِّ قَوْلِ(1/3)
وَتَبَعيَّةٌ تَلِي المُشْتَقّا ... …ثُمَّ اسْمُ فِعْلٍ حُكْمَهَا اسْتَحَقّا
وَمِثْلُهُ المَنْصُوبُ وَالمُصَغَّرُ ... وَاسْمُ زَمَانٍ وَمَكانٍ يُؤْثَرُ
وَالمُبْهَمَاتُ كُلّهَا وَالحَرْفَا ... وَبَعْضُ ذَاك الخُلْفُ فِيهِ يُلْفى
فتِلْك فِي المُثْتَقِّ تَجْرِي بَعْدَ أَنْ ... بِمَصْدَرٍ تَجْرِي وَلَوْ بِقَرْنِ أَنْ
كَمَا بِمُطْلَقٍ لِمَعْنَى الحَرْفِ قَدْ ... جَرَتْ وَتَسْرِي فِيهِ حَسْبَما اطْرَدْ
فَقَدِّر التَشْبيهَ ثُمَّ اعْتبِرِ ... …لِمُطْلَقٍ فِي الحَرْفِ أَوْ لِمَصْدَرِ
وَخُذْ مِنَ المَصْدَرِ مَا اشْتَقَقْتَا ... وَاسْتَعِرِ الحَرْفَ الَّذي أَرَدْتا
وَخَالفَ الْعِصَامُ هَذَا الْقَوْلاَ ... وَقالَ بِالتَّشْبِيهِ لَيْسَ إِلاَّ
بَابُ الاستِعَارَةِ المَكْنيّةِ
مَكنيَّةٌ تَشْبِيهُهَا نَفْسِيٌّ ... …فَلَيسَ مِنْ أرْكَانِهَا لَفْظِيٌّ
سِوَى مُشَبَّهٍ وَمَا قَدْ خُصَّا ... بِمُسْتَّعَار إِذْ عَلَيْهِ نُصَّا
فَقِيلَ إِنَّما الَّذِي اسْتُعِيرَا ... …ولَمْ يَكُنْ فِي نَظْمِهَا مَذْكُورَا
وَذِكرُ مَا يَخُصُّهُ قَرِينَهْ ... …عَنْهُ لَدَى انْحِذَافِهِ مُبِينَهْ
وَاَخْتَارَ هَذَا المَذْهَبَ الجُمْهُورُ ... وَرَأيُهُمْ فِيهَا هُوَ المَنْصُورُ
وَقِيلَ وَهْوَ مَذْهَبُ الخَطِيبِ ... وَلَيْسَ فِيما قَالَ بِالْمُصِيبِ
بِأَنَّهَا التَّشبِيهُ أَعْنِي المُضْمَرَا ... وَوَسمُهُ بِالإِسْمِ عَنْ وَجْهٍ عَرَا
وَقِيْلَ إِنَّهَا هِيَ المُشَبَّهُ ... …مُتَّحِداً مَعْ مَا بِهِ يُشَبَّهُ
مُسْتَعْمَلاً فِيهِ بِالإِدِّعاءِ ... …وَذَا إِلَى السَّكَّاك ذُو انْتِماءِ
وَتَبَعِيَّةٌ يَرُدُّهَا إِلَى ... …قَرِينَةٍ لَهَا وَكُلٌّ عُلِّلاَ
وَجَازَ كَوْنُ لَفْظِ مَا قَدْ شُبِّهَا ... مُسْتَعْملاً فِي غَيْرِ مَعْنَاهُ بِهَا
فَاجْتَمَعَتْ بِلَفْظِهَا المُصَرَّحَهْ ... جَرْياً عَلَى مَذْهَبِ مَنْ قَدْ رَجَّحَهْ(1/4)
فِي مَذْهَبِ السَّكَّاكِ هَذَا يَظهَرُ ... وَالجَمْعُ فِي سِوَاهُ لَيْسَ يُؤْثَرُ
وَجَوَّزُوا فِي مُفْرَدٍ أَنْ يَجْتَمِعْ ... مَكْنِيَّتَانِ وَهْوَ عَنْهُ قَدْ سُمِعْ
بَابُ قَرِينَتِها
هِيَ الَّذِي أُثْبِتَ لِلْمَذْكُورِ ... …مِنْ لاَزِمِ المَحْذُوفِ للِتَذْكِيرِ
وَلَفْظُهَا مُسْتَعْمَلٌ فِي الأَصْلِ ... وَإِنَّمَا المَجَازُ فِيهِ عَقْلِي
وَسُمِّيَتْ إذَنْ بِتَخْيِيليَّهْ ... …وَمَا أَتتْ إِلاَّ مَعَ المَكْنِيَّهْ
كَذَا لَدَى الجُمْهُورِ وَالخَطِيبِ ... وَإِنْ أَبَى مَا مَرَّ عَنْ قَرِيبِ
وَصَاحِبُ الْكَشَّافِ قَدْ أَجَازَا ... إِفْرَادَهَا وَجَعْلَهَا مَجَازَا
فِيما لِمَا شَبَّهْتُهُ يُجَامِعُ ... …وَفِيهِ الاسْتِعْمَالُ أَيْضاً شَائِعُ
كَنَقْضِ عَهْدٍ فَهْيَ تَحْقِيقِيَّهْ ... وَوَافَقَ الجُمْهُورَ فِي الْبَقِيَّهْ
أَيْ عِنْدَ نَفْي كَوْنِهِ مُلاَئمَا ... أَوْ لَمْ يَكُنْ وَصْفُ الشُّيُوعِ قَائِمَا
وَالسَّمْرَقَنْدِي اخْتَارَ ذَا التَّفْصِيلاَ ... وَلمْ يَكُنْ يَرْضىَ الشُّيُوعَ قِيلاَ
وَجَوَّزَ السَّكَّاكُ أَنْ تُسْتَعْمَلاَ ... فِي مَحْضِ وَهْمِيّ بَدَا مُخيَّلاَ
وَأُفْرِدَتْ لَدَيْهِ عَنْ مَكْنِيَّهْ ... …معَ كَوْنِهَا تُدْعى تَخْيِيليَّهْ
وَاعْتَبِرِ الأَسْبَقَ إِنْ تَعَدَّدَا ... قرِينَةً وَالثَّانِ تَرْشيْحٌ بَدَا
لِذَاتِ تَخْيِيلٍ أَوِ المَكْنِيَّهْ ... …وَفِيهِ بَحْثٌ رُدَّ بِالْكُلِّيّهْ
وَجَوَّزَ الصَبَّانُ فِي المُصَرَّحَهْ ... إِلْحَاقَهَا بِهَذِهِ المُوَضَّحَهْ
بَابُ تَقْسِيمِ الاسْتِعَارَةِ بِاعْتِبَارَات مُخْتَلِفَةٍ
وَمذْهَبُّ السَّكَّاكِ أَنَّ مَا أَتَى ... مِنْ مُشْبهٍ حِساً وَعَقلاً ثَابِتاً
فَمَا بِهَا تُدْعَى بتَحْقِيقيَّهْ ... …وَإِنْ أَتَى وَهْماً فَتَخْييلِيَّهْ
وَمَا اجْتماعُ الطّرَفَيْنِ مُمْكِنُ ... بِهَا فَبِالْوِفاقِ وَصْفاً تُعْلِنُ(1/5)
وَهْيَ الْعِنَادِيَّةُ إِنْ وَصْفاً حَوَتَ ... بِالضًدِّ وَالنَّقِضِ أَيٌّ قَدْ ثَبَتْ
وَسُمِّيَتْ بِمُقْتضَى المَزِيَّهْ ... تَهَكُّمِيَّةً وَتْملِيحيَّهْ
وَسُمِّيَتْ عامِّيَّةً إِذْ يَظْهَرُ ... …جامعٌ أوْ خَاصِيَّةً إذْ يُسْتَرُ
وَقَدْ يكُونُ دَاخِلاً فِيما فُهِمْ ... منْ طَرَفَيْهَا وَسِوَاهُ قَدْ عُلِمْ
بَابُ تَقْسِيمِهَا بِاعْتِبَارِ المُلاَئمِ
إذَا غَدَتْ لِلْمُسْتَعَارِ مُفْصِحَهْ ... عَمَّا لَهُ لاَيمَ فَالْمُرَشَّحَهْ
وَجَرِّدَنْهَا عِنْدَ عَكْسٍ وَاطلِقَا ... لَهَا إِذَا عَنْ ذَيْنِ تَخْلُو مُطْلَقَا
وَإِن حَوَتْ لِلأَوَّلَيْنِ فَهْيَ فِي ... مَرْتَبَة الإِطْلاَقِ عِنْدَ المُقْتَفِي
وَقِيلَ بَلْ يُقْضَى لِسَابِقٍ وَمَا ... قَدْ زَادَ بِالتَّرْجِيحِ عَنْهُمْ وُسِمَا
وَالأَبْلَغُ التَّرْشِيحُ فالإِطْلاَقُ ... إِذْ مَا لَهُ بِضَعْفِهَا اعْتِلاَقُ
وَيُلْحَظُ التَّرْشيحُ وَالتَّجْرِيدُ ... بَعْدَ قَريِنَةٍ بِهَا ترْدِيدُ
فَمَا لِمكْنِيَّةٍ أوْ تَصْرِيحِ ... …لَيْسَتْ مِنَ التَجْرِيدِ وَالتَرْشِيحِ
وَمَيِّزَنَّهَا لَدَى التَّفَاوُتِ ... …عَنْهُ بِوَصْفِ قُوَّة الْعِّلاَقةِ
وَجَازَ أَنْ يَبْقَى عَلَى أَصْلٍ كَمَا ... جَوَّزُوا بِهِ بِمَا قَدْ لاَيَما
وَاعْتبرُوا طُرّاً لَهُ المَكْنِيَّهْ ... …قَرِينَةً إِنْ لَمْ تَكُنْ حَاليَّهْ
كَمَا بِتَصْرِيحيَّةٍ لَهُ تُعَدْ ... …قَرِينةً لَهَا إِذَا لَفْظاً تُرَدْ
بَابُ المَجَازِ المُرَكَّبِ
مُرَكَّبُ المَجَازِ مِثْلُ المُفْرَدِ ... بِكُلِّ مَا لَهُ اعْتبرْتَ يَقْتَدِي
وَسَمِّهِ اسْتِعَارَةً إِنْ كَانَتْ ... …عَلاَقَةُ التَشْبيِه فيهِ بَانَتْ
وَتِلْك تَمثِيلَّيةٌ وَالسَّيِّدُ ... …لَمْ يَرَ أَنَّ اللَّفْظَ فِيهَا مُفْرَدُ
وَقَالَ سَعْدُ الدِّينِ يَأتِي مُفْرَدَا ... مُسْتَشهِداً بِقَوْلِهِ عَلَى هُدَى(1/6)
وَاتَّفْقَا عَلَى اعتْبَارِ الجَامِعِ ... وَالطَّرَفَيْنِ هَيْئَةٌ فِي الْوَاقِعِ
ذَاتَ انْتِزَاعٍ مِنْ أُمورٍ ثُمَّ ذَا ... لِبَعْضِ أَقْسَامٍ مَضَتْ قَدْ يُحْتَذَى
أَجْزَاؤهَا تَبْقى عَلَى حَالَتِهَا ... قَبْلَ المَجاز الآتِ فِي جُمْلَتِهَا
وَإِنْ نَسَبْنَا اسْتِعَمَالهَا تُسَمَّى ... بِمَثَلٍ وَلاَ يَحُولُ عَمَّا
وَإنْ يَكُنْ يَحْوِي سِوَى مَا مَرَّ مِنْ …عَلاَقَةٍ فَمَا لهُ اسْمُ قَدْ زُكِنْ
وَالبَعْضُ سَمَّاهُ المَجَازَ المُرْسَلا ... فَلَمْ يَكُنْ اسْماً وَرَسْماً مُهمْلا
خَاتِمَةٌ
وَأَفْضَلُ المَجازِ تَمْثِيليَّهْ ... …مَكْنِيَّةٌ تَلْي فَتَصْرِيحيَّهْ
وَبَعْدَهَا المُرْسَلُ مِن مَجَازِ ... وَهْوَ لِمَا عَداهُ ذُو امْتِيَازِ
وَهَاكَ مَا قَصَدْتُهُ مِنْ مُلْحَتِي ... فَادْفَعْ إِذَا صَادَفْتَ سَهْواً بِالّتِي
وَقَدْ نَظَمْتُهَا وَقلْبِي فِي قَلَقْ ... وَالْعَيْنُ بِالْغُرْبَةِ مِنِّي فِي أَرَقْ
بِمَوْطِنِ الخِلاَفَةِ الأُستَانَهْ ... …دَارِ العُلاَ وَالمَجْدِ وَالمَكانَهْ
مَعْ أنَّني نَظَمْتُها فْي يَوْمِ ... …مَعْ بَعْضِ لَيْلَةٍ بجِمعِ الْقَوْمِ
أَبْوَابُهَا عَدَّا كَبَابِ الجَنَهْ ... …أَرْجُو بِهَا يُمناً تَمَامَ المِنَّهْ
فالحَمْدُ للّهِ عَلى التَّمامِ ... …وَأَفْضَلُ الصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ
عَلَى النَّبِي المُصْطفَى وَالآلِ ... وَصَحْبِهِ أَهِلَّةِ الْكَمَالِ
* * *
تمَّتْ هَذِهِ المُلْحَةُ نَظْماً بالْقسْطَنْطينَّيِة سنة 1280هجرية .(1/7)
منظومة في الحديث- البيقوني
منظومة في الحديث
البيقوني(1/)
منظومة البيقوني في علم الحديث:
====================
أبدأُ بالحمد مصلياً على ... محمَّدِ خيرِ نبيٍّ أُرْسِلا
وذي من أقسام الحديث عِدَّهْ ... وكلُّ واحدٍ أتى وحَدَّهْ
أوَّلها الصحيحُ وهو ما اتَّصلْ ... إسنادُه ولم يَشُذَّ أو يُعَلْ
يرويه عدلٌ ضابطٌ عن مثلهِ ... معتمدٌ في ضبطهِ ونقلهِ
والحسن المعروف طُرقاً وغدتْ ... رجالُه لا كالصحيح اشتهرتْ
وكلُّ ما عن رتبة الحُسنِ قَصُرْ ... فهو الضعيفُ وهو أقساماً كُثُرْ
وما أُضيفَ للنبي المرفوعُ ... وما لتابعٍ هو المقطوعُ
والمسندُ المتصلُ الاسنادِ من ... راويهِ حتى المصطفى ولم يبنْ
وما بسمعِ كلِّ راوٍ يتَّصِلْ ... إسنادُه للمصطفى فالمتَّصِلْ
مسلسلٌ قُلْ ما على وَصفٍ أتى ... مِثلُ: أَمَا والله أنباني الفتى
كذاك قد حدَّثَنِيهِ قائِمَا ... أو بعد أن حدَّثني تَبَسَّمَا
عزيزُ مروي اثنينِ أو ثلاثهْ ... مشهورُ مروي فوق ما ثلاثهْ
مُعَنْعَنٌ كعَنْ سعيدٍ عن كَرَمْ ... ومُبَهَمٌ ما فيه راوٍ لم يُسَمْ
وكلُّ ما قلت رجاله علا ... وضده ذاك الذي قد نزلا
وما أضفتَهُ إلى الاصحابِ منْ ... قولٍ وفعلٍ فهو موقوف زُكِنْ
ومرسلٌ منه الصَّحابيُّ سَقَطْ ... وقُلْ غَريبٌ ما روى راوٍ فَقَطْ
وكلُّ ما لم يتصل بحالِ ... إسنادُهُ منقطعُ الأَوصالِ
والمعضلُ الساقطُ منه اثنانِ ... وما أتى مُدَلَّساً نوعانِ
الأوَّل الإسقاطُ للشيخِ وأَنْ ... ينقلَ عمَّن فوقَه بعَنْ وأَنْ
والثانِ لا يُسقِطُهُ لكنْ يَصِفْ ... أوصَافَهُ بما به لا يَنعرِفْ
وما يخالف ثقةٌ به الملا ... فالشاذُّ والمقلوب قِسْمانِ تلا
إبدالُ راوٍ ما براوٍ قِسْمُ ... وقلبُ إسنادٍ لمتنٍ قِسْمُ
والفردُ ما قيَّدته بثقةِ ... أو جمعٍ أو قصرٍ على روايةِ
وما بعلةٍ غُمُوضٍ أو خَفَا ... مُعَلَّل عندهم قد عُرِفَا
وذو اختلافِ سندٍ أو متنِ ... مُضْطَرِبٌ عند أُهيل الفنِّ
والمدرجات في الحديث ما أتتْ ... من بعض ألفاظ الرواة اتصلتْ
وما روى كلُّ قرينٍ عن أَخِهْ ... مُدّبَّجٌ فاعرِفْهُ حَقَّاً وانْتَخِهْ
مُتَّفِقٌ لفظاً وخطَّاً مُتَّفِقٌ ... وضدُّه فيما ذكرنا المفْتَرِقْ
مُؤتَلِفٌ متَّفِقُ الخطِّ فقطْ ... وضدُّه مختلفٌ فَاخْشَ الغَلَطْ
والمنكر الفردُ به راوٍ غدا ... تعديلُهُ لا يحملُ التَّفَرُّدا
متروكه ما واحدٌ به انفردْ ... وأجمعوا لضعفهِ فهو كَرَدْ
والكَذِبُ المختلقُ المصنوعُ ... على النبي فذلك الموضوعُ
وقد أتت كالجوهرِ المكنونِ ... سميتها منظومةَ البيقوني
فوق الثلاثين بأربع أتتْ ... أقسامُها تمَّت بخير خُتِمَتْ(1/1)
للإمام العلامة أحمد بن حسين بن رسلان الشافعي
( ولد في الرملة بفلسطين سنة 773 وتوفي في بيت المقدس سنة 844)
أصل هذه المنظومة كتاب الزبد لشيخ الإسلام شرف الدين هبة الله ابن عبد الرحيم بن إبراهيم البارزي الشافعي، ولد عام 645 هـ وتوفي عام 738هـ.
على هذه المنظومة شروح منها :
فتح الرحمن بشرح زبد ابن رسلان للشهاب أحمد الرملي ت 957هـ
مواهب الصمد في حل ألفاظ الزبد لأحمد الفوشني ت نحو 978هـ
فتح المنان شرح زبد ابن رسلان لمحمد الحبيشي الإبي ت 1249هـ
قرة العين لزين الدين بن عبد العزيز المِلَّيْبَارِي ت 990هـ(1/1)
بسم الله الرحمن الرحيم
منظومة صفوة الزبد :
الحمدُ للإلهِ ذي الجلالِ وشارِعِ الحرامِ والحلالِ
ثمَّ صلاة ُاللهِ مَعْ سلامِي على النَّبي المُصطفى التِّهامِي
محمدِ الهادي من الضَّلال وأفضلِ الصَّحبِ وخيرِ آل
وبَعدُ هذى زُبَدٌ نظَمتُهَا أبياتُها ألفٌ بما قد زِدتُها
يَسهُلُ حِفظُها على الأطفال نافعةٌ لمُبتدِى الرِّجال
تكفِي مع التوفيق للمُشتَغِل إن فُهِمَت وأُتْبِعَت بالعمل
فاعمل ولو بالعُشْر كالزكاة تَخرُج بنور العلمِ من ظُلْمات
فعالمٌ بعلمِهِ لم يعمَلَنْ مُعَذَّبٌ من قبلِ عُبَّادِ الوَثَنْ
وكلُّ من بغير علم يعملُ أعمالُه مَردودَةٌ لا تُقْبَلُ
واللهَ أرجو المَنَّ بالإخلاصِ لكي يكونَ مُوجِبَ الخَلاص
مقدمة في علم الأصول:
أولُ واجبٍ على الإنسان مَعرِفَةُ الإلهِ باستِيقَان
والنُطقُ بالشهادَتَيْن اعتُبِرَا لصِحَّة الايمان مِمَّن قَدَرَا
إنْ صَدَّقَ القلبُ وبالأعمال يكونُ ذا نَقْصٍ وذا كَمَال
فكُن من الإيمان في مَزِيد وفي صفاءِ القلبِ ذا تَجديد
بكَثْرة الصلاةِ والطاعاتِ وتَرْكِ ما للنَّفس من شَهْوَات
فشَهوةُ النَّفس مع الذُّنوب مُوجِبَتَان قَسوةَ القلوب
وإنَّ أبعدَ قلوبِ الناس من ربِّنا الرِّحيمِ قلبٌ قَاسِي
وسائِرُ الأعمالِ لا تُخَلِّصُ إلا مع النِّيَّةِ حيث تُخْلِصُ
فصَحِّحِ النِّيَّةَ قبلَ العمل وائْتِ بها مَقرُونَةً بِالأول
وإنْ تَدُمْ حتى بَلَغْتَ آخرَه حُزْتَ الثوابَ كاملا في الآخِرَة
ونِيَّةٌ والقولُ ثمَّ العمل بغير وَفْقِ سُنَّةٍ لا تَكْمُلُ
مَن لم يكن يعلمُ ذا فليسألِ مَن لم يَجِد مُعَلِّمَا فليرحَلِ
وطاعةٌ ممَّن حراماً يأكُلُ مثلُ البِنَاءِ فوقَ مَوْجٍ يُجْعَلُ
فاقْطَع يقيناً بالفؤاد واجْزِمِ بِحَدَثِ العالَمِ بعد العَدَمِ
أحدَثَهُ لا لاحتِيَاجِهِ الإلهُ ولَو أرادَ تَرْكَهُ لَمَا ابتَدَاهُ(1/1)
فَهْوَ لما يريدُهُ فَعَّالُ وليسَ في الخَلْقِ له مِثَالُ
قُدرَتُهُ لِكُلِّ مَقدُورٍ جُعِلْ وعِلمُهُ لكل مَعلومٍ شَمِلْ
مُنْفَرِدٌ بالخَلْقِ والتَّدبيرِ جَلَّ عنِ الشَّبِيهِ والنَّظِيرِ
حَيٌّ مُرِيدٌ قادِرٌ عَلَّامُ له البَقَا والسمعُ والكَلامُ
كَلامُهُ كَوَصفِهِ القَدِيمِ لم يُحْدِثِ المسموعَ للكَلِيمِ
يُكْتَبُ في الَّلوحِ وباللسانِ يُقْرَا كما يُحْفَظُ بالأذهانِ
أَرسَلَ رُسْلَهُ بِمُعجِزَاتِ ظاهِرَةٍ للخَلْقِ باهِرَاتِ
وَخَصَّ مِن بينِهِم محمَّدا فليس بَعدَهُ نَبِيٌّ أبَدَا
فَضَّلَهُ على جميعِ مَن سِوَاهْ فَهُوَ الشفيعُ والحَبِيبُ للإلهْ
وبَعدَهُ فالأفضَلُ الصِّدِّيقُ والأفضَلُ الثاني له الفاروقُ
عُثمانُ بعدَهُ كذا عليُّ فالسِّتَّةُ البَاقُونَ فالبَدْرِيُّ
والشافعيُّ ومالِكٌ والنُّعمان وأحمدُ بنُ حنبلٍ وسُفيَان
وغيرُهُم من سائِرِ الأئمَّهْ عَلَى هُدَىً والاخْتِلافُ رَحْمَهْ
والأَولِيَا ذَوُو كَرَاماتٍ رُتَبْ وما انْتَهَوا لِوَلَدٍ مِن غيرِ أَبْ
ولم يَجُزْ في غيرِ مَحْضِ الكُفْرِ خُرُوجُنا على وَلِىِّ الأمرِ
وما جَرَى بين الصِّحَابِ نَسْكُتُ عنه وأجرَ الاجتِهَادِ نُثْبِتُ
فرضٌ على النَّاس إِمَامٌ يَنْصِبُوا وما على الإلهِ شيءٌ يَجِبُ
يُثِيبُ مَن أطاعَهُ بفَضلِه ومَن يَشَا عاقَبَهُ بِعَدْلِهِ
يَغْفِرُ ما يشاءُ غيرَالشِّرْكِ به خُلُودُ النارِ دونَ شَكِّ
لهُ عِقَابُ مَن أطاعَهُ كَمَا يُثِيبُ مَن عَصَى ويُولِي نِعَمَا
كذا لَهُ أن يُؤلِمَ الأَطفالا ووصْفُهُ بالظالِمِ استَحَالا
يَرزُقُ من شاءَ ومن شَا أحرَمَا والرِّزقُ ما يَنْفَعُ ولو مُحَرَّمَا
وعِلْمُهُ بمن يموتُ مُؤمِنَا فليسَ يَشقَى بل يكونُ آمِنَا
لم يَزَلِ الصِّدِّيقُ فيما قَد مَضَى عند إلهِ بِحَالَةِ الرِّضَا
إنَّ الشَّقِيَّ لَشَقِيُّ الأَزَلِ وعَكْسُهُ السَّعِيدُ لَم يُبَدَّلِ(1/2)
ولم يَمُت قَبلَ انقِضَا العُمْرِأَحَدْ والنَّفْسُ تَبقَى ليس تَفْنَى للأبَدْ
والجِسمُ يَبْلَى غيرَعَجْبِ الذَّنَبِ وما شهيدٌ بَالِيَاً ولا نَبِي
والرُّوحُ ما أخبرَ عنها المُجْتَبَى فنُمْسِكُ المَقَالَ عنها أَدَبَا
والعلمُ أَسنَى سائِرِ الأَعمالِ وَهْوُ دليلُ الخيرِ والإِفضَالِ
فَفَرضُهُ عِلْمُ صِفَاتِ الفَرْدِ مَعْ عِلْمِ ما يَحتاجُهُ المُؤَدِّي
مِن فَرضِ دينِ اللهِ في الدَّوامِ كالطُّهْرِ والصلاة والصيامِ
والبَيْعِ للمُحْتَاجِ للتَّبَايُعِ وظَاهِرِ الأَحكامِ في الصَّنَائِعِ
وعِلْمُ دَاءٍ للقلوبِ مُفْسِدِ كالعُجْبِ والكِبْرِ وداءِ الحَسَدِ
وما سِوَى هذا من الأَحكامِ فَرْضُ كِفَايَةٍ على الأَنَامِ
كُلُّ مُهِمٍّ قَصَدُوا تَحَصُّلَهْ مِنْ غَيرِ أَن يَعتَبِرُوا مَن فَعَلَهْ
كأَمرِ معروفٍ ونَهْيِ المُنْكَرِ واِن يَظُنَّ النَّهيَ لم يُؤَثِّرِ
أَحكامُ شَرعِ اللهِ سَبعٌ تُقْسَمُ الفرضُ والمَندُوبُ والمُحَرَّمُ
والرَّابِعُ المَكروه ُثمَّ ما أُبِيحْ والسادِسُ الباطِلُ واخْتِم بالصَّحِيحْ
فالفرضُ ما في فِعلِهِ الثَّوَابُ كذا على تارِكِهِ العِقَابُ
ومنه مَفروضٌ على الكِفَايةِ كَرَدِّ تَسليمٍ مِنَ الجَمَاعَةِ
والسُّنَّةُ المُثابُ مَن قَد فَعَلَه ولَم يُعَاقَبِ امرُؤٌ إِن أَهمَلَه
ومِنهُ مَسنونٌ على الكِفَايةِ كالبَدْءِ بالسَّلامِ مِن جَمَاعَةِ
أَمَّا الحَرَامُ فالثوابُ يَحْصُلُ لتارِكٍ وآثِمٌ مَن يَفعَلُ
وفاعِلُ المَكرُوهِ لَم يُعَذَّبِ بَل إِن يَكُفَّ لامتِثَالٍ يُثَبِ
وخُصَّ ما يُبَاحُ باستِوَاءِ الفِعلِ والتَّركِ على السِّوَاءِ
لكِنْ إذا نَوَى بأكْلِهِ القُوَى لِطَاعَةِ اللهِ لَهُ مَا قد نَوَى
أما الصحيحُ في العِبَاداتِ فما وافَقَ شَرْعَ اللهِ فيمَا حَكَمَا
وفي المُعَامَلاتِ ما تَرَتَّبَتْ عليهِ آثارٌ بِعَقدٍ ثَبَتَتْ(1/3)
والباطِلُ الفاسِدُ للصحيحِ ضِدْ وَهْوُ الذي بَعضُ شُرُوطِهِ فُقِدْ
واسْتَثْنِ مَوْجُودا كَمَا لَو عُدِمَا كَوَاجِدِ المَاءِ إذا تَيَمَّمَا
ومِنهُ مَعدُومٌ كموجُودٍ مُثِلْ كَدِيَةٍ تُورَثُ عَن شَخصٍ قُتِلْ
كتاب الطهارة:
وإنَّمَا يَصِحُّ تَطهيرٌ بِمَا أُطلِقَ لا مُستَعمَلٍ ولا بِمَا
بطاهِرٍ مُخَالِطٍ تَغَيَّرَا تَغَيُّرَا إِطلاقَ الاِسم غَيَّرَا
في طَعمِهِ أو ريحِهِ أو لَونِهِ ويُمكِنُ استِغنَاؤُهُ بِصَونِهِ
واستَثْنِ تَغييراً بعُودٍ صُلْبِ أو وَرَقٍ أو طُحْلُبٍ أو تُرْبِ
ولا بِماءٍ مُطْلَقٍ حَلَّتْهُ عَيْنْ نَجَاسَةٍ وَهْوَ بِدُونِ القُلَّتَيْنْ
واستَثْنِ مَيْتَاً دَمُهُ لَم يَسِلْ أو لا يُرَى بالطَّرْفِ لَمَّا يَحصُلِ
أو قُلَّتَيْنِ بالرُّطَيْلِ الرَّمْلِي فَوقَ ثَمَانين قَرِيبَ رِطْلِ
أو قُلَّتَيْنِ بالدِّمَشقِيِّ هِيَهْ ثَمَانُ أَرطالٍ أَتَت بَعدَ مِيَهْ
والنَّجَسُ الوَاقِعُ قَد غَيَّرَهُ واختِيرَ في مُشَمَّسٍ لا يُكْرَهُ
وإِنْ بنَفْسِهِ انتَفَى التَّغَيُّرُ والماءُ لا كزَعفَرَانٍ يَطْهُرُ
وكُلُّ ما استُعمِلَ في تَطهيرِ فَرْضٍ وقَلَّ ليس بالطَّهُورِ
باب النجاسات:
المُسْكِرُ المائِعُ والخِنْزِيرُ والكلبُ مع فَرْعَيْهِمَاوالسُّورُ
ومَيْتَةٌ مَعَ العِظَامِ والشَّعَرْ والصُّوفِ لا مَأكُولَةٌ ولا بَشَرْ
والدَّمُ والقَيْءُ وكُلُّ ما ظَهَرْ مِنَ السَّبِيلَيْنِ سِوَى أَصل البَشَرْ
وجُزْءُ حَيٍّ كَيَدٍ مفصولِ كَمَيْتِهِ لاشَعَرُ المأكُولِ
وصُوفُهُ وريشُهُ ورِيقَتُهْ وعَرَقٌ والمِسْكُ ثُمَّ فَأرَتُهْ
وتَطْهُرُ الخَمرُ إذا تَخَلَّلَتْ بنَفسِهَا وإِن غَلَتْ أو نُقِلَتْ
وجِلْدُ مَيْتَةٍ سِوَى خِنْزِيرِ بَرْ والكلبِ اِنْ يُدْبَغْ بِحِرِّيفٍ طَهَرْ
نجاسَةُ الخِنزيرِ مثلُ الكَلبِ تُغْسَلُ سَبْعَا مَرَّةً بِتُرْبِ
وما سِوَى ذَيْنِ فَفَرْدَا يُغْسَلُ والحَتُّ والتَثْليثُ فيه أفضَلُ(1/4)
يَكفيكَ جَرْيُ المَا على الحُكمِيَّهْ وأَنْ تُزَالَ العَينُ مِن عَيْنِيَّهْ
وبَوْلُ طِفلٍ غَيرَدَرِّ ما أَكَلْ يَكْفِيه رَشٌّ إِنْ يُصِبْ كُلَّ المَحَلْ
وماءُ مَغسولٍ له حُكْمُ المَحَلْ إِذْ لا تَغَيُّرٌ به حينَ انفَصَلْ
ولْيُعْفَ عن نَزْرِ دَمٍ وَقَيْحِ مِنْ بَثْرَةٍ ودُمَّلٍ وقَرْحِ
باب الآنية:
يُبَاحُ مِنها طاهرٌ مِن خَشَبِ أو غَيرِهِ لافِضَّةٍ أو ذَهَبِ
فيَحْرُمُ استعمالُهُ كَمِرْوَدِ لامرَأَةٍ وجَازَ مِن زَبَرْجَدِ
وتَحْرُمُ الضَّبَةُ مِن هَذِينِ بِكِبَرٍ عُرْفَاً مَعَ التَّزَيُّنِ
إِنْ فُقِدَا حَلَّتْ وفَرْدَا يُكْرَهُ والحاجَةُ التي تُساوي كَسْرَهُ
ويُسْتَحَبُّ في الأواني التَّغْطِيَهْ ولو بِعُودٍ حُطَّ فوق الآنِيَهْ
ويُتَحَرَّى لاشتِبَاهِ طَاهِرِ بنَجِسٍ ولو لأعمى قادِرِ
لا الْكَمِّ والبولِ ومَيْتَةٍ وما وَرْدٍ وحَمْرٍ دَرِّ أُتْنٍ مَحْرَمَا
باب السِواك:
يُسَنُّ لا بَعد زوالِ الصائِمِ وأكَّدُوهُ لانتباهِ النَّائِمِ
ولِتَغَيُّرِ الفَمِ وللصلاهْ وُسُنَّ باليُمْنَى الأَرَاكُ أَوْلاهْ
ويُستَحبُّ الاكتِحَالُ وِتْرَا وغِبَّا ادَّهِنْ وقَلِّمْ ظُفْرَا
وانْتِفْ لإِبْطٍ ويُقَصُّ الشَّارِبُ والعَانَةَ احلِقْ والخِتَانُ وَاجِبُ
لبَالِغٍ ساتِرَ كَمْرَةٍ قَطَعْ والاِسْمَ مِن أُنثَى ويُكْرَهُ القَزَعْ
تَنَزُّهَا والأَخْذُ مِن جَوَانِبِ عَنْفَقَةٍ ولِحْيةٍ وحَاجِبِ
وحَلقُ شَعرِ امرأةٍ وَرَدِّ طِيبٍ ورَيْحَانٍ على مَن يُهْدِي
وحَرَّمُوا خِضَابَ شَعرٍ بِسَوَادْ لِرَجُلٍ وامرَأةٍ لا للجِهَادْ
باب الوضوء:
مُوجِبُهُ الخارجُ مِن سبيلِ غَيرَمَنِيٍّ مُوجِبِ التَّغسيلِ
كذا زوالُ العقلِ لا بِنَومِ كُلْ مُمَكِّنٍ ولَمْسُ مَرأَةٍ رَجُلْ
لا مَحْرَمٌ وحائِلٌ للنَّقْضِ كَفْ ومَسُّ فَرْجِ بَشَرٍ ببَطنِ كَفْ
واختيرَ مِن أَكْلٍ لِلَحمِ الجُزُرْ ومَعْ يَقينِ حَدَثٍ أو طُهْرْ(1/5)
إذا طَرَا شَكٌّ بضِدِّه عَمِلْ يَقِينُهُ وسابِقٌ إذا جُهِلْ
خُذْ ضِدَّ ما قبلَ يقينٍ حيثُ لَمْ يُعْلَمْ بشيءٍ فالوُضُوءُ مُلْتَزَمْ
فُرُوضه النِّيَّةُ واغسِل وَجْهَكَا وغَسْلُكَ اليدينِ مَعْ مِرْفَقِكَا
ومَسْحُ بعضِ الرأسِ ثُمَّ اغسِلْ وَعُمْ رِجْلَيكَ مَعَ كَعبَيكَ والتَّرتيبُ ثُمْ
له شُرُوطٌ خمسةٌ طَهُورُ ما وكَونُهُ مُمَيِّزَاً ومُسلما
وعَدَمُ المانِعِ مِن وُصولِ ماءٍ إلى بَشَرَةِ المَغسُولِ
ويَدخُلُ الوقتُ لدائِمِ الحَدَثْ وعَدَّ منها الرَّافِعِي رَفْعَ الخَبَثْ
والسُّنَنُ السِّوَاكُ ثُم بَسمِلا وأغسِلْ يَدَيكَ قبلَ أن تُدَخِّلا
إِنَا ومَضمِض وانتَشِق وعَمِّمِ الرأسَ وابدأهُ من المُقَدَّمِ
ومَسحُ أُذنٍ باطِنا وظاهِرا وللصِّمَاخَينِ بماءٍ آخَرَا
وخَلِّلَن أصابِعَ اليَدَينِ والِّلحيَةَ الكَثَّةَ والرِّجْلَينِ
واسْتَكمِلِ الثلاثَ باليقينِ وابدَأ بيُمنَاكَ سِوَى الأُذْنَيْنِ
واستَصْحِبِ النِّيَّةَ من بَدْءٍ إلى آخِرِهِ ودَلْكِ عُضوٍ والوِلا
وللوُضُو مُدٌّ وللتَّغسيلِ صاعٌ وطُولُ الغُرِّ والتَّحجِيلِ
ثم الوُضوءُ سُنَّةٌ للجُنُبِ لنَومِهِ أو إِنْ يَطَا أو يَشرَبِ
كذاكَ تجديدُ الوُضُو إِنْ صَلَّى فريضَةً أو سنَّةً أو نَفْلا
وركعتان للوضوءِ والدُّعَا مِنْ بَعدِهِ في أيِّ وقتٍ وَقَعَا
آدابُهُ استقبالُ قِبلَةٍ كَمَا يَجلسُ حيث لم يَنَلْهُ رَشُّ مَا
ويَبتَدِي اليدَينِ بالكَفَّيْنِ وبأصابعٍ من الرِّجْلَيْنِ
مكروهُهُ في الماءِ حيثُ أسْرَفَا ولَو مِنَ البحرِالكبيرِاغتَرَفَا
أو قَدَّمَ اليُسْرَى على اليمينِ أو جاوَزَ الثلاثَ باليقينِ
باب المَسحِ على الخُفين:
رُخِّصَ في وُضُوءِ كُلِّ حاضِرِ يوما وليلةوللمُسَافِرِ
في سَفَرِ القَصرِ إلى ثلاثِ مَعَ ليالِيها مِنَ الإِحدَاثِ
فانْ يَشُكَّ في انقضاءٍ غَسَلا وشَرْطُهُ الُّلبْسُ بِطُهرٍ كَمُلا(1/6)
يُمكِنُ مَشيُ حاجةٍ عليهما والسَّترُ للرِّجْلَين مَعْ كَعبَيْهِمَا
والفَرضُ مَسْحُ بعضِ عُلْوٍ ونُدِبْ للخُفِّ مَسْحُ السُّفْلِ مِنهُ والعَقِبْ
وعَدَمُ استيعابِهِ ويُكْرَهْ الغُسْلُ للخُفِّ ومَسْحٌ كَرَّرَهْ
مُبْطِلُهُ خَلعٌ ومُدَّةُ الكَمَالِ فقَدَمَيكَ اغْسِلْ ومُوجِبُ اغتِسَالِ
باب الاستنجاء:
تلويثُ فَرْجٍ مُوجِبُ استِنجَاءِ وسُنَّ بالأحجارِ ثم الماءِ
يُجْزِيءُ ماءٌ أو ثلاثُ أحجارْ يُنْقِي بها عَيْنَا وسُنَّ الإيتارْ
ولَو بأطرافٍ ثلاثةٍ حَصَلْ بكُلِّ مَسْحَةٍ لسائِرِ المَحَلْ
والشرطُ لا يَجِفُّ خارجٌ ولا يَطرَأُ غَيرُهُ ولَن يَنتَقِلا
والنَّدبُ في البِنَاءِ لا مُستَقبِلا أو مُدبِرَا وحَرَّمُوهُ في الفَلا
ولا بماءٍ راكِدٍ ولا مَهَبْ وتَحتَ مُثمِرٍ وثَقبٍ وسَرَبْ
والظِّلِّ والطريقِ وليَبْعُدْ ولا يَحملُ ذِكْرَ اللهِ أو مَن أَرسَلا
ومَن سَهَا ضَمَّ عليه باليدِ ويستعيذُ وبِعكسِ المَسجدِ
فَقَدِّمِ اليُمنى خُرُوجا واسْأَلِ مَغفِرَةً واحْمَدْ وباليُسرى ادخُلِ
واعتَمِدِ اليُسرى وثَوْبَاً أَحْسِرَا شيئا فشيئا ساكِتَاً مُستَتِرَا
ومِن بقايا البَولِ يَستَبرِي ولا يَستَنْجِ بالماءِ على ما نَزَلا
لا مالَهُ بُنِي بجامِدٍ طَهَرْ لاقَصَبٍ وذي احتِرَامٍ كالثَّمَرْ
باب الغُسل:
مُوجِبُهُ المَنِيُّ حين يَخرُجُ والموتُ والكَمْرَةُ حيثُ تُولَجُ
فَرْجَا ولو مَيْتَا بلا إعادَهْ والحَيْضُ والنِّفاسُ والوِلادَهْ
ويُعْرَفُ المَنِيُّ باللَّذةِ حينْ خروجِهِ ورِيحِ طَلْعٍ أو عَجِينْ
ومَن يَشُكُّ هل مَنِيٌّ ظَهَرَا أو هُو مَذْيٌ بين ذَيْنِ خُيِّرَا
والفرضُ تعميمٌ لجِسمٍ ٍظَهَرَا شَعرَا وظُفْرَا مَنْبَتَا وبَشَرَا
ونِيَّةٌ بالاِبتداءِ اقتَرَنَتْ كالحيضِ أو جَنَابةٍ تَعَيَّنَتْ
والشُّرطُ رَفْعُ نَجِسٍ قد عُلِمَا وكُلُّ شَرْطٍ في الوُضُوءِ قُدِّمَا(1/7)
وسُنَّ باسمِ اللهِ وارفَعْ قَذَرَا ثم الوُضُو والرِّجْلَ لَن تُؤَخِّرَا
وإِن نَوَى فَرْضَا ونَفْلا حَصَلا أو فَبِكُلٍّ مِثلَهُ تَحَصَّلا
وسُنَّةَ الغُسْلِ نوى لأَكبَرَا جُرِّدَ عن ضِدٍّ وإلا الأَصغَرَا
وشَعَرَا ومِعطَفَا تَعَهَّدِ وادلُكْ وثَلِّثْ وبيُمناكَ ابتَدِي
وتُتْبِعُ الحيضَ بمِسكٍ والوِلا مَسنُونُهُ حُضُورُ جُمْعَةٍ كِلا
عيدَيْنِ والإِفاقَةُ الإسلامُ والخَسْفُ الاِستِسْقَاءُ والإِحرَامُ
دُخُولُ مَكَّةَ وُقوفُ عَرَفَهْ والرَّمْيُ والمَبِيتُ ُبُالمُزْدَلِفَهْ
وغُسْلُ مَن غَسَّلَ مَيِّتَا كَمَا لداخِلِ الحَمَّامِ أو مَن حُجِمَا
والغُسْلُ في الحَمَّامِ جازَ للذَّكَرْ مَعْ سَتْرِ عَوْرَةٍ وغَضٍّ للبَصَرْ
ويُكْرَهُ الدُّخُولُ فيه للنِّسَا الا لِعُذْرِ مَرَضٍ أو نُفَسَا
وقَبلَ أن يدخُلَ يُعطِي أُجرَتَهْ ولم يُجَاوِزْ في اغتِسَالٍ حاجَتَه
باب التَّيمُّم:
تَيَمُّمُ المُحدِثِ أو من أجْنَبَا يُبَاحُ في حالٍ وحالٍ وَجَبا
وشَرْطُهُ خَوفٌ من استعمالِ ما أو فَقدُ ماءٍ فاضِلٍ عنِ الظَّمَا
دخولُ وقتٍ وسؤالٌ ظاهِرُ لفاقِدِ الماءِ ترابٌ طَاهِرُ
ولَو غُبَارَ الرَّملِ لا مُستَعمَلا مُلتَصِقَا بالعُضوِ أو منفَصِلا
وفرضُهُ نَقْلُ ترابٍ لو نَقَلْ من وجهِهِ لليدِ أو بالعكس حَلْ
وقَصْدُهُ ونِيَّةُ استباحِ فَرضٍ أو الصلاةِ و انمِسَاحِ
الوَجهِ لا المَنْبَتِ واليدينِ مَعْ مِرفَقٍ ورَتِّبِ المَسحَيْن
وسُنَّ تَفريجٌ وأن يُبَسمِلا وقَدِّمِ اليُمنى وخَلِّلْ والوِلا
ونَزْعُ خاتَمٍ لأُولَى تُضْرَبُ أمَّا لثاني ضربةٍ فيَجِبُ
آدابُهُ القِبلَةَ أن يَسْتَقْبِلا مكروهُهُ التُّرْبُ الكثيرُ استُعمِلا
حرامُهُ ترابُ مسجدٍ وما في الشرعِ الاستعمالُ منه حَرُمَا
مُبطِلُه ما أَبطَلَ الوُضُوءَ مَعْ تَوَهُّمِ الماءِ بلا شيءٍ مَنَعْ
قبلَ ابتِدَا الصلاةِ أَمَّا فيها فمَنْ عليه واجبٌ يقضِيهَا(1/8)
أَبطِل وإلاَّ لا ولكن أفضَلُ إبطالُهَا كَيْ بالوضوءِ تُفْعَلُ
ورِدَّةٌ تُبطِلُ لا التَّوَضِّي جَدِّدْ تَيَمُّمَا لكل فَرْضِ
يَمسَحُ ذو جبيرةٍ بالماء مَعْ تَيَمُّمٍ ولم يُعِدْهُ إِن وَضَعْ
على طهارةٍ ولكنْ مَن على عُضْوِ تَيَمُّمٍ لُصُوقَاً جَعَلا
وجُنُبَا خَيِّرْهُ أَن يُقَدِّمَا الغُسْلَ أو يُقَدِّمَ التَّيَمُّمَا
ولْيَتَيَمَّمْ مُحْدِثٌ إذْ غَسَلا عَليلَهُ ثمَّ الوُضُوءَ كَمَّلا
وإِنْ يُرِد مِن بعده فرضا وما أحدَثَ فَلْيُصَلِّ إِن تَيَمَّمَا
عن حَدَثٍ أو عن جنابَةٍ وقيل يُعيدُ مُحدِثٌ لما بعد العليل
ومَن لماءٍ وتُرابٍ فَقَدا الفَرْضَ صَلَّى ثم مهما وَجَدا
مِن ذَيْنِ فَردَا حيثُ يسقُطُ القَضَا بهِ فتجديدٌ عليه فُرِضَا
باب الحيض:
إمكانُهُ مِن بعدِ تِسعٍ والأقَلْ يومٌ وليلةٌ وأكثَرُ الأَجَلْ
خَمْسٌ إلى عَشَرَةٍ والغالِبُ سِتٌّ وإلا َّسَبعةٌ تُقَارِبُ
أَدنَى النِّفَاسِ لحظةٌ سِتُّونا أقصاه والغالِبُ أربَعُونا
إنْ عَبَرَ الأكثرَ واسْتَدَاما فمُسْتَحَاضَةٌ ٌحَوَتْ أقسَامَا
لَمَ ينحَصِرْ أكثرُ وقتِ الطُّهْرِ أمَّا أقَلُّهُ فنِصفُ شَهرِ
ثُمَّ أقلُّ الحَمْلِ سِتُّ أشهُرٍ وأَربَعُ الأعوامِ أقصَى الأكثَرِ
وثُلْثُ عامٍ غايَةُ التَّصَوُّرِ وغالِبُ الكامِلِ تِسْعُ أشهُرِ
بالحَدَثِ الصلاةَ مَعْ تَطَوُّفِ حَرِّمْ وللبالِغِ حَمْلَ المُصْحَفِ
ومَسَّهُ ومَعَ ذي الأربعةِ للجُنُبِ اقتِرَاءَ بَعضِ آيةِ
قَصْدَا ولُبْثَ مَسجِدٍ للمُسلِمِ وبالمَحِيضِ والنِّفَاسِ حَرِّمِ
السِّتَّ مَعْ تَمَتُّعٍ بِرُؤيَةِ والمَسَّ بين سُرَّةٍ ورُكْبَةِ .
إلى اغتِسَالٍ أو بَدِيلٍ يمتَنِعْ الصَّوْمُ والطَّلاقُ حتى ينقَطِعْ(1/9)
كتاب الصلاة:
فَرضٌ على مُكَلَّفٍ قد أسلَمَا وعَن مَحِيضٍ ونِفَاسٍ سَلِمَا
وواجِبٌ على الوَلِيِّ الشَّرعِي أَن يأمُرَ الطفلَ بها لسَبْعِ
والضَّربُ في العَشْرِوفيها إِن بَلَغْ أَجْزَتْ ولم تُعَدْ إذا منها فَرَغْ
لا عُذْرَ في تأخيرِهَا إلا لِسَاهْ أو نَوْمٍ أو للجَمْعِ أو لِلاكْرَاهْ
ووَقتُ ظُهْرٍ مِن زَوَالِهَا إلى أَن زَادَ عَن مِثلٍ لشَيْءٍ ظَلَّلا
ثُمَّ بِهِ يَدخُلُ وَقتُ العَصرِ واختِيرَ مِثلا ظِلِّ ذاكَ القَدْرِ
جازَ إلى غُروبِهَا أَن تُفْعَلا ووَقتُ مَغرِبٍ بها قَدْ دَخَلا
والوَقْتُ يبقَى في القَدِيمِ الأظْهَرِ إلى العِشَاءِ بمَغِيبِ الأَحْمَرِ
وغايَةُ العِشَاءِ فَجرٌ يَصدُقُ مُعتَرِضٌ يُضِيءُ مِنهُ الأُفُقُ
واخْتِيرَ للثُّلْثِ وجَوِّزْهُ إلى صادِقِ فَجرٍ وبه قَد دَخَلا
الصُّبْحُ واخْتِيرَ إلى الاِسْفَارِ جوازُهُ يَبقَى إلى الإِدبَارِ
يُنْدَبُ تَعجيلُ الصَّلاةِ في الأُوَلْ إذأَوَّلَ الوقتِ بالاسبَابِ اشْتَغَلْ
وسُنَّ الإِبرَادُ بفِعْلِ الظُّهْرِ لشِدَّةِ الحَرِ بقُطْرِ الحَرِّ
لطالِبِ الجَمْعِ بمسجِدٍ أُتِي إليه مِن بُعْدٍ خِلافَ الجُمْعَةِ
صلاةَ مالاسَبَبٌ لَهَا امنَعَا بَعدَ صلاةِ الصُّبْحِ حتى تَطْلُعَا
وبَعدَ فِعْلِ العَصرِ حتى غَرَبَتْ وعِندمَا تَطْلُعُ حتى ارتَفَعَتْ
والاسْتِوَا لا جُمْعَةٍ إلى الزَّوَالْ والاصْفِرَارِ بِغُرُوبِ ذِي كَمَالْ
أمَّا التي لسببٍ مُقَدَّمِ كالنَّذْرِ والفائِتِ لَم تُحَرَّمِ
رَكْعَتَى الطَّوَافِ والتَّحِيَّةِ والشُّكْرِ والكُسُوفِ والجَنَازَةِ
وحَرَمِ الكَعبةِ لا الإِحْرَامِ وتُكرَهُ الصلاةُ في الحَمَّامِ
مَعْ مَسْلَخٍ وعَطَنٍ ومَقْبَرَهْ ما نُبِشَتْ وطُرُقٍ ومَجْزَرَهْ
مَعْ صِحَّةٍ كحَاقِنٍ وحازِقِ وعِند مَأكُولٍ صَلاةُ التَّائِقِ
مَسنُونُها العيدانَ والكُسُوفُ كذاك الاستِسْقَاءُ والخُسُوفُ
والوِتْرُ ركعةٌ لإِحدَى عَشْرِ بَينِ صَلاةٍ للعِشَا والفَجْرِ
ثِنْتَانِ قبلَ الصُّبْح والظُّهْرِ كَذَا وبَعدَهُ ومَغْرِبٍ ثُم العِشَا(1/10)
وسُنَّ ركعتانِ قبلَ الظُّهْرِ تُزَادُ كالأَربَعِ قبلَ العَصْرِ
ثم التَّرَاويحُ فنَدْبَاً تُفْعَلُ ثم الضُّحَى وهْيَ ثَمَانٌ أفْضَلُ
ثِنْتَانِ أَدناها ووقتُهَا هُوَا مِنَ ارتِفَاعِ الشمسِ حتى الاستِوَا
والنَّفْلُ في الليلِ مِنَ المُؤَكَّدِ ونَدَبُوا تَحِيَّةً للمسجدِ
ثِنْتَانِ في تَسليمَةٍ لا أكْثَرَا تَحْصُلُ بالفَرْضِ ونَفْلٍ آخَرَا
لا فَرْدِ رَكعَةٍ ولا جَنَازَةِ وسَجْدَةٍ للشُّكْرِ أو تِلاوةِ
كَرِّرْ بتكريرِ دُخُولٍ يَقْرُبُ وركعتانِ إِثْرَ شمسٍ تَغْرُبُ
وفائِتُ النَّفْلِ المُؤَقَّتِ انْدُبِ قضاءَهُ لا فائِتَا ذا سَبَبِ
والفَوْرُ والترتيبُ فيما فاتَا أَولَى لِمَن لم يختَشِي الفَوَاتَا
وجازَ تأخيرُ مُقَدَّمٍ أَدَا ولم يَجُزْ لِمَا يُؤَخَّرُ ابتِدَا
ويَخرُجُ النّوعانِ جَمْعَا بانقِضَا ما وَقَّتَ الشَّرعُ لِمَا قَد فُرِضَا
ثم الجُلُوسُ جائزٌ في النَّفْلِ لغيرِ عُذرٍ وهْوَ نصفُ الفَضْلِ
أركانُهَا ثلاثَ عَشْرَ النِّيَّهْ في الفَرْضِ قَصْدَ الفِعْلِ والفَرْضِيَّهْ
أَوجِبْ مَعَ التَّعيينِ أما ذو سَبَبْ والوقْتِ فالقَصْدُ وتَعيينٌ وَجَبْ
كالوِتْرِ أمَّا مُطْلَقٍ مِن نَفْلِهَا ففيهِ تَكْفِي نِيَّةٌ لِفِعْلِهَا
دونَ إضافةٍ لذِي الجَلالِ وَعَدَدِ الرَّكْعَاتِ واستِقْبَالِ
ثانٍ قيامُ قادِرِ القيامِ وثالِثٌ تكبيرَةُ الاِحرَامِ
ولَوْ مُعَرَّفَا عَن التَّنْكيرِ وقارِنِ النِّيَّةَ بالتكبيرِ
في كُلِّهِ حَتْمَا ومُختَارُ الإمامْ والنَّوَوي وحُجَّةِ الإِسلامْ
يَكفِي بأَنْ يكونَ قلبُ الفاعِلِ مستَحْضِرَ النِّيَّةِ غيرَ غافِلِ
ثم انْحَنَى لعَجْزِهِ أَنْ يَنْتَصِبْ مَن لَم يُطِقْ يَقْعُدْ كيفما يُحِبْ
وعاجِزٌ عَنِ القُعُودِ صَلَّى لِجَنْبِهِ وباليمينِ أَولَى
ثم يُصَلِّي عاجِزٌ على قَفَاهْ وبالرُّكُوعِ والسجودِ أَوْمَآهْ
بالرأسِ إِن يَعجِزْ فبالأجْفَانِ للعَجْزِ أجْرَى القَلْبَ بالأركانِ(1/11)
ولا يجوزُ تَرْكُهَا لمَن عَقَلْ وبعدَ عَجْزٍ إِن يُطِقْ شيئا فَعَلْ
والحَمْدُ لا في رَكعَةٍ لِمَن سُبِقْ بِبِسمِ والحُرُوفِ والشَّدِّ نُطِقْ
لو أبدَلَ الحَرفَ بحرفٍ أبْطَلا وواجِبٌ ترتيبُهَا مَعَ الوِلا
وبالسُّكُوتِ انقَطَعَتْ إِنْ كَثُرَا أو قَلَّ مَعْ قَصْدٍ لِقَطْعِ ما قَرَا
لا بسجُودِهِ وتأمينٍ ولا سُؤَالِهِ لِمَا إِمَامُهُ تَلا
مِنَ الآياتِ سَبْعٌ والْوِلا أَوْلَىمِنَ التَّفريقِ ثُم الذِّكْرُ لا
يَنقُصُ عن حُرُوفِهَا ثم وَقَفْ بقَدْرِهَا وارْكَعْ بأنْ تنالَ كَفْ
لِرُكْبَةٍ بالاِنحِنَا والاعتِدَالْ عَوْدٌ إلى ما كانَ قبلَهُ فَزَالْ
والسابِعُ السجودُ مَرَّتينِ مَعْ شيءٍ من الجَبْهَةِ مكشوفا يَضَعْ
وَقَعْدَةٌ بينهُمَا للفَصْلِ ويطْمَئِنُّ لحظةً في الكُلِّ
ثُمَّ التَّشَهُّدُ الأخيرُ فاقْعُدِ فيها مُصَلِّيَا على مُحَمَّدِ
ثُمَّ السَّلامُ أولاً لا الثَّانِي والآخِرُ الترتيبُ في الأركانِ
أبعاضُهَا تَشَهُّدٌ إذ تبتَدِيهْ ثم القُعُودُ وصَلاةُ اللهِ فيهْ
على النَّبِيِّ وآلِهِ في الآخِرِ ثم القُنُوتُ وقِيَامُ القادِرِ
في الاعتِدَالِ الثَّانِ مِن صُبْحٍ وفي وِتْرٍلشَهرِالصومِ إذ يَنتَصِفِ
سُنَّتُهَا مِن قَبلِها الأذانُ مَعْ إقامَةٍ ولَو بصحراءَ يَقَعْ
شَرطُهُمَا الوِلا وترتيبٌ ظَهَرْ وفي مُؤذِّنٍ مُمَيِّزٍ ذَكَرْ
أسلَمَ والمُؤذِّنِ المُرَتَّبِ معرِفَةُ الأوقاتِ لا المُحْتَسِبِ
وسُنَّةٌ تَرْتيلُه بِعَجِّ والخَفْضُ في إقامَةٍ بدَرْجِ
والالتِفَاتُ فيهِمَا إذ حَيْعَلا وأَنْ يكونَ طاهِرَا مُسْتَقْبِلا
عَدْلا أَمينا صَيِّتَا مُثَوِّبَا لفَجْرِهِ مُرَجِّعَا مُحتَسِبَا
مُرتَفِعَا كقَوْلِهِ أَجَابَهْ مُستَمِعٌ ولَوْ مَعَ الجنابَهْ
لكنَّهُ يُبْدِلُ لَفْظَ الحَيْعَلَهْ إذا حَكَى أذانَهُ بالحَوْقَلَهْ
والرَّفْعُ لليدين في الإحرامِ سُنْ بحيثُ الابهامُ حِذَا شَحْمِ الأُذُنْ(1/12)
مكشوفَةً وفَرِّقِ الأصابِعَا ويَبْتَدِي التكبيرَ حينَ رَفَعَا
ولِرُكوعٍ واعتدالٍ بالفَقَارْ ووَضْع يُمناهُ على كُوعِ اليسارْ
أسفَلَ صَدرٍ ناظِرَا مَحَلا سُجودِهِ وَجَّهْتُ وجهي الكُلا
وكُلَّ ركعةٍ تَعَوُّذٌ يُسَرْ ومَعْ إمامِهِ بآمينَ جَهَرْ
وسورَةٌ والجَهْرُ أو سِرٌّ أُثِرْ وعند أجنَبِيِّ الأُنثَى تُسْر
وكَبِّرَنْ لسائِرِ انتقالِ لكنَّمَا التَسميعُ لاعتِدَالِ
والرَّجُلُ الراكِعُ جافَى مِرْفَقَهْ كَمَا يُسَوِّي ظَهْرَهُ وعُنُقَهْ
والوَضْعُ لليديْنِ بعدَ الركبَةِ منشورَةً مضمومَةً للكعبَةِ
ورَفْعُ بَطنِ ساجِدٍ عن فَخِذَيْهْ مُفَرِّقَا كالشِّبرِ بين قَدَمَيْهْ
وجَلْسَةُ الرَّاحَةِ خَفِّفَنْهَا في كُلِّ ركعَةٍ تقومُ عنهَا
وسَبِّحِ انْ رَكَعْتَ أو إن تَسجُدِ وَضَعْ على الفَخذَيْنِ في التَّشَهُّدِ
يَدَيكَ واضْمُمْ ناشِرَا يُسرَاكَا واقبِضْ سِوَى سَبَّابَةٍ يُمْنَاكَا
وعندَ إلا اللهُ فالمُهَلِّلَهْ إرفَعْ لتوحيدِ الذي صَلَّيتَ لَهْ
والثَّانِ مِن تسليمَةِ التِفَاتِهِ ونِيَّةُ الخُروجِ مِن صَلاتِهِ
ينوي الإمامُ حاضِرِيهِ بالسلامْ وهُم نَوَوْا رَدَّاً على هذا الإمامْ
شروطُهَا الإسلامُ والتَّمييزُ للسَّبْعِ في الغالِبِ والتَّمييزُ
للفرضِ مِن نَفْلٍ لِمَن يَشتَغِلُ والفَرضُ لا يُنوَى به التَّنَفُّلُ
وطُهْرُ ما لم يُعْفَ عنه من خَبَثْ ثَوْبَاً مكاناً بَدَنَاً ومِن حَدَثْ
وغيرُ حُرَّةٍ عليها السُّترَهْ لعَورَةٍ مِن رُكبَةٍ لِسُرَّهْ
وحُرَّةٌ لا الوَجْهِ والكَفِّ بِمَا لا يَصِفُ الَّلونَ ولَو كُدْرَةَ مَا
وعِلمٌ أو ظَنٌّ لِوَقتٍ دَخَلا واستَقْبِلَنْ لا في قِتَالٍ حُلِّلا
أو نافِلاتِ سَفَرٍ وإنْ قَصَرْ وتَرْكُهُ عَمدَاً كَلامَاً للبَشَرْ
حرفَيْنِ أو حَرفا بِمَدٍّ صَوتَكَا أو مُفهِمَاً ولو بِضِحْكٍ أو بُكَا
أو ذِكْرٍ أو قراءةٍ تَجَرَّدَا للفَهْمِ أو لم يَنْوِ شيئاً أَبَدَا(1/13)
أو خاطَبَ العاطِسَ بالتَّرَحُّمِ أو رَدَّ تسليماً على المُسَلِّمِ
لا بِسُعالٍ أو تَنَحْنُحٍ غَلَبْ أو دُون ذَيْنِ لم يُطِقْ ذِكْرَا وَجَبْ
وإن تَنَحْنَحَ الإمامُ فَبَدَا حَرْفَانِ فالأَوْلَى دوامُ الاقْتِدَا
وفِعْلُهُ الكثيرُ لَو بِسَهوِ مِثلُ مُوَالاةِ ثلاثِ خَطْوِ
وَوَثْبَةٌ تَفْحُشُ والمُفَطِّرُ ونِيَّةُ الصلاةِ إذ تُغَيَّرُ
نَدْبَا لِمَا يَنُوبُهُ يُسَبِّحُ وَهْيَ بِظَهْرِ كَفِّهَا تُصَفِّحُ
ويُبْطِلُ الصلاةَ تَرْكُ رُكنٍ أوْ فَوَاتُ شَرْطٍ مِن شُرُوط قَد مَضَوْا
مَكرُوهُهَا بِكَفِّ ثَوْبٍ أو شَعَرْ وَرَفْعُهُ إلى السماءِ بالبَصَرْ
وَوَضْعُهُ يَدَا على خاصِرَتِهْ ومَسْحُ تُرْبٍ وَحَصَىً عَن جَبْهَتِهْ
وحَطُّهُ اليدَيْنِ في الأكمَامِ في حالَةِ السجودِ والإِحرَامِ
والنَّقْرُ في السجودِ كالغُرَابِ وجَلْسَةُ الإِقْعَاءِ كالكِلابِ
تَكُونُ أَلْيَتَاهُ مَعْ يَدَيْهِ بالأرضِ لكِنْ ناصِبَاً ساقَيْهِ
والالتِفَاتُ لا لحاجَةٍ لَهْ والبَصْقُ لليمينِ أو لِلْقِبْلَهْ
قُبَيْلَ تَسليمٍ تُسَنُّ سَجْدَتَاهْ لِسَهْوِ ما يُبْطِلُ عَمْدُهُ الصَّلاهْ
وتَرْكِ بَعضٍ عَمْدَا أو لِذُهْلِ لا سُنَّةٍ بَلْ نَقْلِ رُكْنٍ قَوْلِي
وكُلُّ رُكنٍ قد تَرَكتَ ساهِيَا ما بَعدَهُ لَغْوٌ إلى أَنْ تَأْتِيَا
بِمِثلِهِ فَهْوَ يَنُوبُ عَنْهُ ولَوْ بِقَصْدِ النَّفْلِ تَفْعَلَنْهُ
ومَنْ نَسِي التَّشَهُّدَ المُقَدَّمَا وعَادَ بَعدَ الانتِصَابِ حَرُمَا
وجَاهِلُ التَّحرِيمِ أو نَاسٍ فَلا يُبْطِلُ عَوْدُهُ وإلا أبْطَلا
لكِنْ على المأمومِ حَتمَاً يَرْجِعُ إلى الجُلُوسِ للإِمامِ يَتْبَعُ
وعائِدٌ قَبلَ انتِصَابٍ يُنْدَبُ سُجُودُهُ إِذ لِلْقِيَامِ أَقْرَبُ
ومُقْتَدٍ لِسَهْوِهِ لَن يَسْجُدَا لَكِنْ لِسَهْوِ مَن بِهِ قد اقتَدَى
وشَكُّهُ قبلَ السَّلامِ في عَدَدْ لَم يَعْتَمِدْ فيهِ على قَولِ أَحَدْ(1/14)
لكِنْ على يقِينِهِ وَهْوَ الأَقَلْ ولْيَأْتِ بالباقِي ويَسجُدْ لِلْخَلَلْ
باب صلاة الجماعة:
تُسَنُّ في مَكتُوبَةٍ لا جُمُعَهْ وفِي التَّراويحِ وفي الوِتْرِ مَعَهْ
كَأَنْ يُعِيدَ الفَرْضَ يَنْوِي نِيَّتَهْ مَعَ الجَمَاعَةِ اعتَقِدْ نَفْلِيَّتَهْ
وكَثْرَةُ الجَمْعِ اسْتُحِبَّتْ حيثُ لا بالقُرْبِ مِنهُ مَسْجِدٌ تَعَطَّلا
أَوْ فَسَقَ الإِمَامُ أو ذُو بِدْعَةِ وجُمْعَةٌ يُدرِكُهَا بِرَكْعَةِ
والفَضْلُ في تكبيرَةِ الإِحرامِ بالاشتِغَالِ عَقِبَ الإمامِ
وعُذْرُ تَرْكِهَا وجُمْعَةٍ مَطَرْ ووَحلٌ وشِدَّةُ البَرْدِ وَحَرْ
ومَرَضٌ وعَطَشٌ وجُوعُ قَد ظَهَرَا أو غَلَبَ الهُجُوعُ
مَعَ اتِّسَاعِ وَقتِهَا وَعُرْيُ وأكْلُ ذي رِيحٍ كريهٍ نِيُّ
إِنْ لم يُزِلْ في بيتِهِ فليقعُدِ ولا تَصِحُّ قُدوَةٌ بمُقْتَدِي
ولا بِمَن تلزَمُهُ إِعَادَهْ ولا بِمَنْ قَامَ إلى زِيَادَهْ
والشَّرطُ عِلْمُهُ بأفعالِ الإمامِ برُؤيةٍ أو سَمْعِ تابِعِ الإِمامِ
ولْيَقتَرِبْ مِنه بغيرِ المسجدِ ودونَ حائِلٍ إذا لم يَزِدِ
على ثَلَثِمِائَةٍ مِن الذِّرَاعْ ولَم يَحُلْ نهرٌ وطُرْقٌ وتِلاعْ
يَؤُمُّ عَبْدٌ وصَبِيٌّ يعقِلُ وفاسِقٌ لكِنْ سِوَاهُم أفضَلُ
لا امرأَةٌ بِذَكَر ولا المُخِلْ بالحَرْفِ مِن فاتِحَةٍ بالمُكْتَمِلْ
وإِن تَأَخَّرْ عَنه أو تَقَدَّمَا بِرُكنَيِ الفِعلَيْنِ ثُم عَلِمَا
وأربَعٍ تَمَّتْ مِنَ الطِّوَالِ للعُذْرِ والأقوالُ كالأفعالِ
كَشَكِّهِ والبُطْءِ في أُمِّ القُرَانْ وَزَحْمِ وَضْعِ جبهةٍ ونِسيانْ
ونِيَّةُ المأمومِ أوَّلا تَجِبْ وللإمام غيرَ جُمْعَةٍ نُدِبْ
باب صلاة المسافر:
رُخِّصَ قَصْرُ أربَعٍ فَرضٍ أَدَا و فائِتٍ في سَفَرٍ إِن قَصَدَا
ستةَ عَشَرَ فَرْسَخَاً ذَهَابا في السفرِ المُبَاحِ حتى آبَا
وشَرطُهُ النيةُ في الإحرامِ وتَرْكُ ما خالَفَ في الدَّوَامِ(1/15)
وجَازَ أَن يجمَعَ بين العَصْرَيْنْ في وَقْتِ إِحدى ذَيْنِ كالعِشَاءَيْنْ
كما يَجوزُ الجَمعُ للمُقِيمِ لِمَطَرٍ لكِنْ مَعَ التَّقدِيمِ
إِن أمطَرَت عند ابتِدَاءِ البادِيَهْ وخَتْمِهَا وفي ابتِدَاءِ الثانِيَهْ
لمَنْ يُصلِّي مَعْ جماعَةٍ إذا جَا مِن بعيدٍ مَسجِدَا نالَ الأَذَى
وشَرطُهُ النِّيَّةُ في الأُولى وما رُتِبَ والْوِلا وإِن تَيَمَّمَا
والجَمعُ بالتقدِيمِ والتأخِيرِ بِحَسَبِ الأَرْفَقِ للمَعْذُورِ
في مَرَضٍ قَوْلٌ جَلِيٌّ وقَوِي اختارَهُ حَمْدٌ ويحيى النَّوَوِي
باب صلاة الخوف:
أنواعُهَا ثلاثةٌ فإن يَكُنْ عَدُوُّنَا في غيرِ قِبْلَةٍ فَسُنْ
تَحْرُسُ فرقَةٌ وصَلَّى مَن يَؤُمْ بالفِرْقَةِ الركعةَ الأُولى وتُتِمْ
وحَرَسَتْ ثم يُصَلِّي ركعهْ بالفِرْقَةِ الأُخرَى ولو في جُمْعَهْ
ثم أتَمَّتْ وبهم يُسَلِّمُ وإِن يكُنْ في قبلةٍ صَفَّهُمُ
صَفَّيْنِ ثم بالجميعِ أحرَمَا ومَعَهُ يسجُدُ صَفٌّ منهُمَا
وحَرَسَ الآخَرُ ثم حيث قامْ فيسجُدُ الثانِي ويلحَقُ الإمامْ
وفي التِحَامِ الحَربِ صَلُّوا مَهْمَا أَمْكَنَهُم رُكْبَانَاً أو بالاِيْمَا
وحَرَّمُوا على الرِّجَالِ العَسْجَدَا بالنَّسْجِ والتَّمويهِ لا حالَ الصَّدَا
وخالِصَ القَزِّ أو الحَرِيرِ أوغالِبَاً إلا على الصغيرِ
باب صلاة الجُمُعة:
ورَكعَتَانِ فَرْضُهَا لمُؤمِنِ كُلِّفَ حُرٍّ ذَكَرٍ مُسْتَوْطِنِ
ذي صِحَّةٍ وشَرْطُهَا في أبْنِيَهْ جماعَةً بأربعينَ وهِيَهْ
بِصِفَةِ الوُجُوبِ والوقت فإنْ يَخرُجْ يُصَلُّوا الظُّهْرَ بالبِنَا ومِنْ
شُرُوطِهَا تقديمُ خُطْبَتَيْنِ يجِبُ أَن يَقعُدَ بَينَ تَيْنِ
رُكْنُهُمَا القِيَامُ واللهَ احْمَدِ وبَعدَهُ صَلِّ على محمدِ
ولْيُوصِ بالتَّقْوَى أوِ المَعنى كَمَا نَحوُ أطيعُوا اللهَ في كلتَيْهِمَا
والسَّترُ والوِلاءُ بينَ تَيْنِ وبَيْنَ ما صَلَّى وبالطُّهْرَيْنِ(1/16)
ويطمَئِنُّ قاعِدَا بينَهُمَا ويَقْرَأُ الآيةَ في إحداهُمَا
واسْمُ الدُّعَا ثانِيَةً للمُؤْمِنِينْ وحَسَنٌ تخصِيصُهُ بالسَّامِعِينْ
سُنَنُهَا الغُسْلُ وتنظيفُ الجَسَدْ ولُبْسُ أبيَضٍ وطِيبٌ إِن وَجَدْ
وبَكَّرَ المَشْيَ لَهَا مِن فَجْرِ وازْدَادَ مِنْ قِرَاءَةٍ وذِكْرِ
وسُنَّةُ الخُطْبَةِ بالإِنصَاتِ والْخِفُّ في تَحِيَّةِ الصَّلاةِ
باب صلاة العيدين:
تُسَنُّ رَكعَتَانِ لَو مُنْفَرِدَا بَينَ طُلُوعٍ وزَوَالِهَا أَدَا
تَكبيرُ سَبْعٍ أَوَّلَ الأُولَى يُسَنْ والخَمْسُ في ثانِيَةٍ مِن بَعدِ أَنْ
كَبَّرَ في إحرامِهِ وقَوْمَتِهْ وخُطْبَتَانِ بَعدَهَا كَجُمْعَتِهْ
كَبَّر فِي الاولَى منهُمَا تِسْعَاً وِلا والسَّبْعَ في ثانِيَةٍ أَيْ أَوَّلا
وسُنَّ مِن قَبْلِ صلاةِ الفِطْرِ فِطْرٌ كَذَا الإِمْسَاكُ حَتى النَّحْرِ
وبَكَّرَ الخُرُوجَ لا الخَطِيبُ والمَشْيُ والتَّزْيِينُ التَّطْيِيبُ
وكَبَّرُوا لَيْلَتَيِ العيدِ إلى تَحَرُّمٍ بِهَا كَذَا لِمَا تَلا
الصلوَاتِ بعدَ صُبْحِ التاسِعِ إلَى انتِهَاءِ عَصْرِ يَوْمِ الرَّابِعِ
باب صلاة الخسوف والكسوف:
ذِي رَكعتانِ وكِلا هَاتَيْنِ حَوَتْ ركوعَيْنِ وَقَوْمَتَيْنِ
وسُنَّ تطويلُ اقْتِرَا القَوْمَاتِ وسُبْحَةِ الركعاتِ والسَّجدَاتِ
والجَهْرُ في قراءَةِ الخُسُوفِ لِقَمَرٍ والسِّرُّ في الكُسُوفِ
وخَطْبَتَانِ بَعدَهَا كالجُمُعَهْ قَدِّمْ على فَرْضٍ بِوَقْتٍ وَسِعْه
باب صلاة الاستسقاء:
صَلَّى كعيدٍ بعدِ أَمرِ الحاكِمِ والرَّدِّ بتَوبَةٍ للمَظَالِمِ
والبِرِّ والإِعتَاقِ والصِّيَامِ ثلاثَةً ورابِعَ الأَيَّامِ
فلْيَخْرُجُوا بِبَذْلَةِ التَّخَشُّعِ مَعْ رُضَّعٍ ورُتَّعٍ ورُكَّعِ
واخْطُبْ كما في العِيدِ باستِدْبَارِ وأَبْدِلِ التَّكبيرَ باستِغْفَارِ(1/17)
كتاب الجنائز:
الغُسْلُ والتَّكْفينُ والصَّلاةُ عَلَيْهِ ثم الدَّفْنُ مَفْرُوضَاتُ
كِفَايَةً وَمَنْ شهيداً يُقْتَلُ في مَعْرَكِ الكفارِ لا يُغَسَّلُ
ولا يُصَلَّى بَل على الغَرِيقِ والهَدْمِ والمَبْطُونِ والحَرِيقِ
وكَفِّنِ السِّقْطَ بِكُلِّ حالِ وبَعدَ نَفْخِ الرُّوحِ باغْتِسَالِ
فإِنْ يَصِحْ فَكَالْكَبيرِ يُجْعَلُ وسُنَّ سَتْرُهُ َوِوتْرَاً يُغْسَلُ
بالسِّدْرِ في الأُولَى وبالكَافُورِ الصُّلْبِ والآكَدُ في الأَخِيرِ
وذَكَرٌ كُفِّنَ في عِرَاضِ لفائِفٍ ثلاثَةٍ بِيَاضِ
لَهَا لِفَافَتَانِ والإِزَارُ ثُمَّ القَمِيصُ البِيضُ والخِمَارُ
والفَرْضُ للصَّلاةِ كَبِّرْ ناوِيَاً ثم اقرإِ الحَمدُ وكَبِّرْ ثانِيَاً
وبَعدَهُ صَلِّ على المُقَفِّي وثالِثَاً تَدعُو لِمَنْ تُوُفِّي
مِنْ بعدِهِ التكبيرُ والسَّلامُ وقادِرٌ يلزَمُهُ القيامُ
ودَفْنَهُ لِقَبْلَةٍ قَد أوجَبُوا وسُنَّ في لَحْدٍ بأرضٍ تَصْلُبُ
تَعْزِيَةُ المُصَابِ فيها السُّنَّهْ ثلاثَ أيَّامٍ تُوَالِي دَفْنَهْ
وجَوَّزُوا البُكَا بغيرِ ضَرْبِ وَجْهٍ ولا نَوْحٍ وشَقِّ ثَوْبِ(1/18)
كتاب الزكاة:
وإِنَّما الفرضُ على مَن أسْلَمَا حُرٌّ مُعَيَّنٍ ومِلْكٌ تُمِّمَا
في إِبِلٍ وبَقَر وأغنامْ بِشَرطِ حَوْلٍ ونِصَابٍ واستِيَامْ
وذَهَبٍ وفضةٍ غيرَ حُلِي جازَ ولو أُوجِرَ للمُسْتَعْمِلِ
وعَرْضِ مَتْجَرٍ ورِبْحٍ حَصَلا بِشَرْطِ حَوْلٍ ونِصَابٍ كَمُلا
وجِنْسِ قُوْتٍ باختِيَارٍ طَبْعِ مِن عِنَبٍ ورُطَبٍ وزَرْعِ
وشَرْطُهُ النِّصَابُ إذْ يَشْتَدُّ حَبٌّ وزَهْوٌ في الثِّمَارِ يَبْدُو
في إِبِلٍ أدنَى نِصَابِ الأُسِّ خَمْسٌ لها شاةٌ وكُلُّ خَمْسِ
مِنها لأربَعٍ مَعَ العشرينَ ضَانْ تَمَّ لها عامٌ وعَنْزٌ عامانْ
في الخَمسِ والعشرينَ بِنْتٌ للمَخَاضْ وفي الثلاثينَ وسِتِّ افتِرَاضْ
بِنْتُ لَبُونٍ سنتين استَكمَلَتْ سِتٌّ وأربعونَ حِقَّةٌ ثَبَتْ
وجْذَعٌة للفَرْدِ مَعْ سِتِّينِ سِتٌّ وسبعونَ ابنَتَا لَبُونِ
في الفَرْدِ والتسعينَ ضِعفُ الحِقَّةِ والفَرْدِ مَعْ عشرينَ بَعْدَ المائَةِ
ثلاثَةُ البَنَاتِ مِن لَبُونِ بِنْتَ الَّلبُونِ كُلَّ أَربَعِينِ
وحِقَّةً لِكُلِّ خمسينَ احْسُبِ واعْفُ عَنِ الأوقَاصِ بينَ النُّصُبِ
نِصَابُ أبقارٍ ثلاثونَ وفي كُلِّ ثلاثينَ تَبِيعٌ يَقْتَفِي
مُسِنَّةً في كُلِّ أربعينَ أَيْ ذاتُ ثِنْتَيْنِ مِنَ السِّنِينَ
وضِعْفُ عشرينَ نِصابُ الغَنَمْ شاةٌ لها كشاةِ إبلِ النَّعَمْ
وضِعْفُ سِتِّينَ إلى واحدةِ شاتانِ والإِحدى وضِعفُ المائَةِ
ثلاثَةٌ مِنَ الشِّيَاه ثُمَّا شاةً لكُلِّ مِائَةِ اجْعَلْ حَتْمَا
مالُ الخليطَيْنِ كمالٍ مُفرَدِ إِن مَشْرَعٌ ومَسْرَحٌ يَتَحِدِ
والفَحْلُ والرَّاعِي وأرضُ الحَلَبِ وفي مُرَاحِ ليلِهَا والمَشْرَبِ
عِشرونُ مِثْقَالاً نِصَابٌ للذَّهَبْ ومِائَتَا دِرْهَم فِضَّةٍ وَجَبْ
في ذَيْنِ رُبْعُ العُشْرِ لَو مِن مَعدَنِ وما يزيدُ بالحسابِ البَيِّنِ
وفي رِكَازٍ جاهِلِيٍّ مِنهما الخُمْسُ حالاً كالزَّكَاةِ قُسِمَا
في التَّمْرِ والزَّرْعِ النِّصَابُ الرَّمْلِي قُلْ خَمسَةٌ ورُبْعُ ألْفِ رَطْلِ
وزائِدٍ جَفَّ ومِنْ غيرٍنَقِي العُشْرُ إذ بلا مَئُونَةٍ سُقِي
ونِصْفُهُ مَعْ مُؤَنٍ للزَّرْعِ أو بِهِمَا وَزِّعْ بِحَسْبِ النَّفْعِ
وعَرْضَ مَتْجَرٍ أَخِيرَ حَوْلِهِ قَوِّمْهُ مَعْ رِبْحٍ بنَقْدِ أصْلِهِ
باب زكاة الفِطر:
إِن غَرَبَتْ شمسُ تمامِ الشهرِ تَجِبْ إلى غُرُوبِ يومِ الفِطْرِ
أداءُ مِثْلِ صاعِ خيرِ الرُّسْلِ خَمْسَةُ أرطالٍ وثُلْثُ رِطْلِ
بَغْدَادَ قَدْرُ الصٌّاعِ وَهْوَبالأَحْفَانِ قَرِيبُ أربَعِ يَدَيْ إنسانِ
وجِنْسُهُ القُوْتُ مِنَ المُعَشَّرِ غالِبِ قُوْتِ بَلَدِ المُطَهَّرِ
والمسلمُ الحُرُّ عليه فِطْرَتُهْ وفِطْرَةُ الذي عليه مُؤْنَتُهْ
واستَثْنِ مَن يكفُرُ مهما يَفْضُلِ عن قُوْتِهِ وخادِمٍ ومَنْزِلِ
ودَيْنِهِ وقُوْتِ مَن مَئُونَتَهْ يَحمِلُ يومَ عيدِهِ وليلَتَهْ(1/19)
باب تقسيم الصدقات:
أصنافُهُ إِن وُجِدَتْ ثمانِيَهْ مَن يُفْقَدِ ارْدُدْ سَهمَهُ للباقِيَهْ
فقيرٌ العادِمُ والمسكينُ لَهْ ما يقَعُ المَوْقِعَ دونَ تَكمِلَهْ
وعامِلٌ كحاشِرِ الأنعامِ مُؤَلَّفٌ يَضْعُفُ في الإسلامْ
رِقَابُهُم مُكَاتَبٌ والغارِمُ مَنْ للمُبَاحِ ادَّانَ وهْوَ عادِمُ
وفي سبيلِ اللهِ غازٍ احْتَسَبْ وابنُ السبيلِ ذو افتِقَارٍ اغتَرَبْ
ثلاثَةٌ أقَلُّ كُلِّ صِنْفِ في غير عامِلٍ وليس يَكْفِي
دَفْعٌ لكافِرٍ ولا مَمْسُوسِ رِقْ ولا نَصِيبَيْنِ لِوَصْفَيْ مُسْتَحِقْ
ولا بَنِي هاشِمِ والمُطَّلِبِ ولا الغنِي بمالٍ أو تَكَسُّبِ
ومَنْ بإنفاقٍ مِن الزوجِ ومَنْ حَتما مِنَ القريبِ مَكْفِيُّ المُؤَنْ
والنَّقْلُ مِن مَوْضِعِ رَبِّ المِلْكِ في فِطْرَةٍ والمالِ مِمَّا زُكِّي
لا يُسْقِطُ الفَرْضَ وفي التكفيرِ يُسْقِطُ والإيصَاءِ والمَنْذُورِ
وصَدَقَاتُ النَّفْلِ في الإِسرارِ أَوْلى وللقَرِيبِ ثم الجارِ
ووَقْتِ حاجَةٍ وفي شهرِ الصِّيَامْ وهْوَ بما احتاجُ عيالُهُ حَرَامْ
وفاضِلُ الحاجَةِ فيهِ أَجْرُ بِمَن لهُ على اضطِرَارٍ صَبْرُ(1/20)
كتاب الصيام:
يَجِبُ صَوْمُ رمضانَ بأحَدْ أمْرَيْنِ باستكْمَالِ شعبانَ العَدَدْ
أو رُؤْيَةِ العَدْلِ هلالَ الشهرِ في حَقِّ مَن دونَ مَسِيرِ القَصْرِ
وإنما الفَرْضُ على شخصٍ قَدَرْ عليه مسلِمٍ مكلفٍ طَهَرْ
وشَرْطُ نَفْلٍ نية للصَّوْمِ قبلَ زوالِهَا لكلِّ يومِ
وإِن يَكُنْ فَرْضَا شَرَطْنَا نِيَّتَهْ قد عُيِّنَتْ مِن ليلهِ مُبَيَّتَهْ
وبانتِفَاءِ مُفْطِرِ الصيامِ حَيْضٍ نِفَاسٍ رِدَّةِ الإسلامِ
جُنُونِ كُلَّ اليومِ لَكِن مَن ينامْ جميعَ يومِهِ فصَحِّحِ الصيامْ
وإِنْ يُفِقْ مُغْمَىً عليه بعضَ يَومْ ولو لُحَيْظَةً يَصِحُّ منه صَوْمْ
وكُلِّ عَيْنٍ وَصَلَتْ مُسَمَّى جَوفٍ بِمَنْفَذٍ وذِكْرِ صَوْمَا
كالبَطْنِ والدِّمَاغِ ثم المُثُنِ ودُبُرٍ وباطِنٍ مِن أُذُنِ
والعَمْدِ لِلْوَطْءِ وباستِقَاءِ أو أخرَجَ المَنِيَّ باستِمْنَاءِ
وسُنَّ مَعْ عِلم الغروبِ يُفطِرُ بسُرعَةٍ وعكْسُهُ التَسَحُّرُ
والفِطرُ بالماء لِفَقْدِ التَّمرِ وغُسْلُ مَن أَجنَبَ قبلَ الفجرِ
ويُكْرَهُ العَلْكُ وذَوْقٌ واحتِجَامْ ومَجُّ ماء عند فِطرٍ مِن صيام
أما استِياكُ صائمٍ بعد الزَّوَالْ فاختيرَ لم يُكْرَهْ ويَحْرُمُ الوِصَالْ
وسنَّة صيامُ يومِ عَرَفَهْ إلا لِمَن في الحج حيث أضعَفَهْ
وسِتِّ شوالٍ وبالْوِلاءِ أَوْلَى وعاشورا وتاسوعاءِ
وصَوْمُ الاثنينِ كذا الخميسُ مَعْ أيامِ بِيْضٍ وأَجِزْ لمَن شَرَعْ
في النَّفلِ أن يقطَعَهُ بلا قَضَا ولم يَجُزْ قَطْعٌ لما قد فُرِضَا
ولا يصِحُّ صَوْمُ يومِ العيدِ ويوم تشريقٍ ولا ترديدِ
لا إِن يُوَافِق عادَةً أو نَذرَا أو وَصَل الصومَ بصَوْمٍ مَرَّا
يُكَفِّرُ المُفسِدُ صَوْمَ يَومِ من رمضانَ إن يَطَأْ مَعْ إثْمِ
كمِثْلِ مَن ظاهَرَ لا على المَرَهْ وكُرِّرَتْ إنِ الفسادَ كَرَّرَهْ
وواجِبٌ بالموت دونَ صَوْمِ بعدَ تَمَكُّنٍ لكلِّ يَوْمِ
مُدُّ طعامٍ غالِبٍ في القُوْتِ وجَوِّزِ الفِطْرَ لخَوْفِ مَوْتِ
ومَرَضٍ وسَفَرٍ إِنْ يَطُلِ وخَوْفِ مُرضِعٍ وذاتِ حَمْلِ
مِنْهُ على نفْسِهمَا ضُرَّاً بَدَا ويُوجِبُ القَضَاءَ دونَ الافتِدَا
ومُفْطِرٌ لهَرَمٍ لكُلِّ يَوْمْ مُدٌّ كما مَرَّ بلا قضاءِ صَوْمْ
والمُدُّ والقَضَا لذاتِ الحَمْلِ أو مُرْضِعٍ إِنْ خافتا للطِّفلِ
باب الاعتكاف:
سُنَّ وإنما يَصِحُّ إِنْ نَوَى بالمسجد المُسلمُ بعد أن ثَوَى
لو لحظَةً وسُنَّ يوما يَكْمُلُ وجامِعٌ وبالصيامِ أفضَلُ
وأبطَلُوا إِن نَذَرَ التَّوالِي بالوَطْءِ والَّلمْسِ مَعَ الإِنزَالِ
لا بِخُروجٍ مِنهُ بالنِّسيانِ أو لقَضَاءِ حاجَةِ الإنسانِ
أو مَرَضٍ شَقَّ مَعَ المُقَامِ والحَيضِ والغُسْلِ مِنَ احتِلامِ
والأكلِ والشُّربِ أو الأذانِ من راتِبٍ والخَوْفِ مِن سُلطانِ(1/21)