يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «وَالْمُقَصِّرِينَ» . (1) =صحيح
1733- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «رَحِمَ اللهُ الْمُحَلِّقِينَ» . قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «رَحِمَ اللهُ الْمُحَلِّقِينَ» . فَقَالَ فِي الرَّابِعَة: «وَالْمُقَصِّرِينَ» . (2) =صحيح
أَسْبَاب سِتر الله تَعَالَى عَلَى عَبدِهِ
1734- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ سَتَرَ عَوْرَةَ أَخِيْهِ الْمُسْلِم، سَتَرَ اللهُ عَوْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ كَشَفَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِم، كَشَفَ اللهُ عَوْرَتَهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ بِهَا فِي بَيْتِهِ» . (3) =صحيح
1735- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لا يَسْتُرُ عَبْدٌ عَبْداً فِي الدُّنْيَا إِلاَّ سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» . (4) =صحيح
1736- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ سَتَرَ مُسْلِماً سَتَرَةُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ» . (5) =صحيح
__________
(1) متفق عليه، البخاري (1640) باب الحلق والتقصير عند الإحلال، مسلم (1301) باب تفضيل الحلق على التقصير وجواز التقصير، واللفظ له.
(2) أحمد (6269) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين".
(3) ابن ماجه (2546) باب الستر على المؤمن ودفع الحدود بالشبهات، تعليق الألباني "صحيح".
(4) مسلم (2950) باب بشارة من ستر الله تعالى عيبه في الدنيا بأن يستر عليه في الآخرة، أحمد (9033) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم"، مستدرك الحاكم (8160) كتاب الحدود، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط البخاري ومسلم".
(5) متفق عليه، البخاري (2310) باب لا يظلم المسلم المسلم ولا يسلمه، مسلم (2699) باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر ابن ماجه (2544) باب الستر على المؤمن ودفع الحدود بالشبهات، مختصرا واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح".(1/592)
مَا جَاءَ أَنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ إِذَا سَتَرَ عَلَى الْعَبْد فِي الدُّنْيَا يَسْتُر عَلَيهِ يَومَ الْقِيَامَة
1737- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لا يَسْتُرُ اللهُ عَلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا إِلاَّ سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» . (1) =صحيح
1738- عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «ثَلاَثٌ أَحْلِفُ عَلَيْهِنَّ، لاَ يَجْعَلُ اللهُ مَنْ لَهُ سَهْمٌ فِي الإِسْلاَمِ كَمَنْ لاَ سَهْمَ لَهُ، وَسِهَامُ الإِسْلاَم: الصَّومُ، وَالصَّلاَةُ، وَالصَّدَقَة، وَلاَ يَتَوَلَّى اللهُ عَبْداً [فِي الدُّنْيَا] (2) فَيُوَلِّيَهُ غَيْرَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلاَ يُحِبُّ رَجُلٌ قَوْماً إِلاَّ جَاءَ مَعَهُمْ، وَالرَّابِعَةُ إِنْ حَلَفْتُ عَلَيْهَا رَجَوْتُ أَنْ لاَ آثَمَ، مَا يَسْتُرُ اللهُ عَلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا إِلاَّ سَتَرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الآخِرَة» . (3) =صحيح
عَدلُ اللهِ تَعَالَى
1739- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ (4) مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ» . (5) =صحيح
1740- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يقْتَصُّ الْخَلْقُ
__________
(1) مسلم (2950) باب بشارة من ستر الله تعالى عيبه في الدنيا بأن يستر عليه في الآخرة.
(2) الزيادة بين المعقوفتين من أحمد (25164) .
(3) شعب الإيمان (9014) ، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3021) ، الصحيحة (1387) .
(4) الجلحاء: هي التي لاقرون لها، ويوم القيامة ينعكس الوضع تصبح الجماء قرنا والقرناء جماء فتنطحها.
(5) مسلم (2582) باب تحريم الظلم، الترمذي (2420) باب ما جاء في شأن الحساب والقصاص، تعليق الألباني "صحيح"، أحمد (7983) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".(1/593)
بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ، حَتَّى الْجَمَاء مِنَ الْقَرنَاءِ وَحَتَّى الذَّرَّة مِنَ الذَّرَّةِ» . (1) =صحيح
اسْتِلام الْكُتب
* فِي خِتَامِ مَشْهَدِ يَوْم الْحِسَابِ يُعْطَى كُلّ عَبْدٍ كِتَابَهُ الْمُشْتَمِل عَلَى سِجِلٍّ كَامِل لأَعْمَالِهِ الَّتِي عَمِلَهَا فِي حَيَاتِهِ، فَأَمَّا الْمُؤْمِن فَإِنَّهُ يُوْتَى كِتَابهُ بِيَمِينِهِ، فَيُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً، وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ فِي الْجَنَّةِ مَسْرُوراً {فَأَمَّا مَنْ أوْتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً وَيَبْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً} .
* وَإِذَا اطَّلَعَ الْمُؤْمِنُ عَلَى مَا يَحْتَوِيه كِتَابهُ مِنَ التَّوْحِيد وَالأَعْمَال الصَّالِحَهِ سُرَّ وَاسْتَبْشَرَ، وَأَعْلَنَ هَذَا السُّرُور، وَرَفَعَ بِهِ صَوْتَهُ {فَأَمَّا مَنْ أوْتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَآؤُمُ اقْرَءُواْ كِتَابِيَهْ إِنِّي ضَنَنتُ أَنِّي مُلَقٍ حِسَابِيَهْ} .
* وَقَالَ تَعَالَى {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ} . الْغَبِن: غَالِباً يَقَع فِي الْمُعَامَلاَت مِن بَيعٍ أَوْ شِرَاء وَهُوَ أَنْ يَبِيعَكَ السِّلْعَة بِأَضْعَاف ثَمَنها.
* عَنْ مُجَاهِد قَالَ فِي تَفْسِير قَولِهِ تَعَالَى {يَومُ التَّغَابُن} . قَالَ: إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّة الْجَنَّة وَأَهْلُ النَّارِ النَّار.
* وَقَالَ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْحَدِيث الصَّحِيح: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ لَهُ مِنْزِلاَنِ: مَنْزِلٌ فِي الْجَنَّةِ وَمِنْزِلٌ فِي النَّارِ، فَإِذَا مَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ، وَرِثَ أَهْلُ الْجَنَّةِ مَنْزِلَهُ فَذَلِكَ قُولُهُ تَعَالَى: {أُوَلئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ} » . (2) =صحيح
__________
(1) أحمد (8741) تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح دون قوله «وحتى للذرة من الذرة» وهذا إسناد حسن رجاله رجال الصحيح"، تعليق الألباني "صحيح"، الصحيحة (1588) ، (1967) .
(2) ابن ماجه (4341) باب صفة الجنة، تعليق الألباني "صحيح".(1/594)
*وَقَالَ تَعَالَى عَلَى لِسَانِ عِبَادِة الْمُؤمِنُون {وَقَالُوا الْحَمْدُ للهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ} الْمُرَاد ارْض الْجَنَّة الَّتِي كَانَت لأَهْل النَّار فَيَحْمَدُونَ اللهَ تَعَالَى أَنْ وَرَّثَهُم مَنَازِلَهُم، وَفِي الآيَة السَّابِقَة قَوْلُهُ تَعَالَى {ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُن} . وَأَيُّ غَبنٍ أَشَدُّ مِنْ أَنْ يَرَى مَنْزِلَهُ فِي الْجَنَّة يُعطَى لِغَيرِهِ.
أَعْمَال تَسُر مَنْ عَمِلَها فِي الصَّحِيفَه
1741- عَنِ الزُّبَير رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ تَسُرُّهُ صَحِيفَةُ فَلْيُكْثِر فِيهَا مِنَ الاسْتِغفَار» . (1) =حسن
1742- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «طُوبَى (2) لِمَنْ وَجَدَ فِي صَحِيْفَتِهِ اسْتِغْفَاراً كَثِيراً» . (3) =صحيح
1743- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِي كِتَابِهِ اسْتِغْفَاراً كَثِيراً» . (4) =صحيح
1744- عَنْ طَلْحَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَهً لاَ يَقُولُهَا عَبْدٌ عِنْدَ مَوْتِهِ إِلاَّ كَانَتْ نُوْراً لِصَحِيْفَتِهِ، وَإِنَّ جَسَدَهُ وَرُوحَهُ لَيَجِدَانِ لَهَا رَوْحاً عِنْدَ الْمَوتِ» . (5) =صحيح
__________
(1) الأحاديث المختارة (892) ، تعليق عبد الملك بن دهيش "إسناده حسن"، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (5955) ، الترغيب والترهيب (1619) .
(2) طوبى: أي: هنيئا له.
(3) ابن ماجه (3818) باب الاستغفار، تعليق الألباني "صحيح".
(4) السنن الكبرى (1289) ، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3930) .
(5) تقدم برقم (652) ، تعليق الألباني "صحيح".(1/595)
وَزْن أَعْمَال الْعِبَاد
* قال تعالى {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} .
* قال تعالى {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} .أَيْ إِنْ تَكُ مِثقَال حَبَّة مِنْ خَرْدَل مِن خَيرٍ أَوْ شَرٍّ يِأْتِ بِهَا اللهُ.
* قال تعالى {َالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} . الْحَقَّ: أَيْ الْعَدْل.
* قال تعالى {فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} .
* وقال تعالى {ي فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ}
1745- عَنْ سَلْمَان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يُوْضَع الْمِيزَان يَوْم الْقِيَامَة فَلَوُ وُزِنَ فِيهِ السَّمَاوَات وَالأَرض لَوَسِعَت، فَتَقُولُ الْمَلاَئِكَة: يَا رَبِّ لِمَنْ يَزِن هَذَا؟ فَيَقُولُ اللهُ تَعَالَى: لِمَنْ شِئْت مِنْ خَلْقِي، فَتَقُولُ الْمَلاَئِكَة سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِك، وَيُوضَع الصِّرَاط مِثلَ حَدِّ الْمَوسى فَتَقُولًُ الْمَلاَئِكَة: مَنْ تُجِيزُ عَلَى هَذَا؟ فَيَقُولُ مَنْ شِئْت مِن خَلْقِي فَيَقول: سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتك» . (1) =صحيح
__________
(1) مستدرك الحاكم (8739) كتاب الأهوال، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، =(1/596)
أَعْمَال ثَقِيلَه فِي الْمِيزَان
1746- عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَل فِي الْمِيزَان مِنْ حُسْن الْخُلُقِ» . (1) =صحيح
1747- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ أَعْطَى حَظَّهُ مِنَ الرِّفْق فَقَدْ أُعْطِىَ حَظَّهُ مِنَ الْخَيْر، وَمَنْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ فَقَدْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنَ الْخَيْر، أَثْقَلُ شَيْءٍ فِي مِيْزَان الْمُؤْمِن يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُسْنُ الْخُلُقِ وَإِنَّ اللهَ لَيُبْغِضُ الْفَاحِش الْبَذِىّ (2) » . (3) =صحيح
1748- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ، سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ» . (4) =صحيح
1749- عَنْ عَبدِ اللهِ بن عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: «أَنَّ نَوحاً قَالَ لابْنِهِ عِندَ مَوْتِهِ آمُرك بِلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ فَإِنَّ السَّمَوَات السَّبْع وَالأَرَضِين السَّبْع لَوْ وُضِعَت فِي كِفَّة وَوُضِعَتْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ فِي كِفَّة رَجَحَتْ بِهِم لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَلَوْ أَنَّ السَّمَوَات السَّبْع وَالأَرَضِين السَّبْع كُنَّ فِي حَلَقَة مُبْهَمة فَصَمَتهُنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ» . (5) =إسناده صحيح
__________
= تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط مسلم"، تعليق الألباني "صحيح"، الصحيحة (941) .
(1) أبو داود (4799) باب في حسن الخلق، تعليق الألباني "صحيح".
(2) البذي: هو الردي والقبيح من الكلام.
(3) البخاري في الأدب المفرد (464) باب الرفق، تعليق الألباني "صحيح".
(4) متفق عليه، البخاري (6043) باب فضل التسبيح، مسلم (2694) باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء، واللفظ له.
(5) كلمة الإخلاص (صـ 57) ، الأدب المفرد (548) باب الكبر، تعليق الألباني "إسناده صحيح".(1/597)
1750- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ شَهِدَ الْجَنَازَةَ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ (1) وَمَنْ شَهِدَهَا حَتَّى تُدْفَنَ فَلَهُ قِيرَاطَانِ» . قِيلَ: وَمَا الْقِيرَاطَانِ؟ قَالَ: «مِثْلُ الْجَبَلَينِ الْعَظِيمَينِ» . (2) =صحيح
1751- عَنْ أُبِيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ شَهِدَهَا حَتَّى تُدْفَنَ فَلَهُ قِيرَاطَانِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ! الْقِيرَاطُ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ هَذَا» . (3) =صحيح
1752- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَة وَلَمْ يَتْبَعْهَا فَلَهُ قِيْرَاطٌ، فَإِنْ تَبِعَهَا فَلَهُ قِيْرَاطَانِ» . قِيْلَ وَمَا الْقِيْرَاطَانِ؟ قَالَ: «أَصْغَرْهُمَا مِثْلَ أُحُد» . (4) =صحيح
1753- عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَينٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَيَعْجَزُ أَحَدكُمْ أَنْ يَعْمَلَ كُلَّ يَوْمٍ مِثْلَ أُحُدٍ؟» . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعْمَلَ؟ قَالَ: «كُلُّكُمْ يَسْتَطِيعُهُ» . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا هُوَ؟ قَالَ: «سُبْحَانَ اللهِ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ، وَالْحَمْدُ للهِ أَعْظَمُ
__________
(1) فله قيراط: أصل القيراط في المعاملات حقير وهو نصف دانق والدانق سدس الدرهم، أي: شيء لا يذكر ولكن القيراط من قراريط الآخرة يساوي جبل أحد، وإذا كانت الصلاة على الميت تساوي قيراط وما هي إلا أربع تكبيرات وقراءة الفاتحة والصلاة على الرسول - صلى الله عليه وسلم - فكيف بصلاة الفرض والسنن ممن تحتوي على الركوع والسجود الذي هو من أفضل حالات العبد في الصلاة، وأيضا كيف بحسن الخلق الذي هو أثقل شيء في ميزان العبد.
(2) متفق عليه، البخاري (1261) باب من أنتظر حتى تدفن، مسلم (945) باب فضل الصلاة على الجنازة واتباعها، واللفظ له.
(3) ابن ماجه (1541) باب ما جاء في ثواب من صلى على جنازة ومن انتظر دفنها، تعليق الألباني "صحيح".
(4) مسلم (945) باب فضل الصلاة على الجنازة واتباعها، أحمد (22507) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".(1/598)
مِنْ أُحُدٍ، وَاللهُ أَكْبَرُ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ» . (1) ... (2) *رجاله ثقات
1754- عَنْ أَبِي سَلمَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «بَخٍ بَخٍ (3) - وَأَشَارَ بِيَدِهِ بِخَمْسٍ! - مَا أَثْقَلهُنَّ فِي الْمِيْزَانِ، سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَكْبَرُ، وَالْوَلَدُ الصَالِحُ يُتَوَفَّى لِلمَرْءِ الْمُسْلِمِ فَيَحْتَسِبُهُ» . (4) =صحيح
احْتِقَار الْعَبْد عَمَلَه يَوْمَ الْقِيَامَة
1755- عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَوْ أَنَّ رَجُلاً يُجَرُّ عَلَى وَجْهِهِ مِنْ يَوْمِ وُلِدَ إِلَى يَوْمِ يَمُوتُ هَرَماً فِي مَرْضَاةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لَحَقَرَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» . (5) =صحيح
1756- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَوْ أَنَّ عَبْداً خَرَّ عَلَى وَجْهِهِ مِنْ يَوْمِ وُلِدَ إِلَى أَنْ يَمُوتَ هَرَماً فِي طَاعَةِ اللهِ، لَحَقَرَهُ ذَلِكَ الْيَومِ، وَلَوَدَّ أَنَّهُ يُرَدُّ إِلَى الدُّنْيَا كَيْمَا يَزْدَاد مِنَ الأجْرِ وَالثَّوَابِ» . (6) =صحيح
__________
(1) السنن الكبرى (1672 (أفضل الذكر وأفضل الدعاء.
(2) قال الهيثمي عن هذا الحديث "رواه الطبراني والبزار ورجالهما رجال الصحيح"، وقال عبد العظيم المنذري "رجاله رجال الصحيح إلا شيخ النسائي عمرو بن منصور وهو ثقه"، إلا أنه تردد في سماع الحسن من عمران بن حصين؛ وفي تهذيب الكمال للمزي ذكر أن الحسن روى عن عمران بن حصين، وذكر الذهبي شمس الدين في تذكرة الحفاظ، وفي سير أعلام النبلاء أن الحسن حدث عن عمران بن حصين، وقال أحمد بن حنبل "لا يصح سماع الحسن من عمران بن حصين".
(3) بخ بخ: كلمة تقال عند الإعجاب بالشيء.
(4) ابن حبان (830) ، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح".
(5) أحمد (17686) ، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5249) ، الترغيب والترهيب (3596) ، الصحيحة (446) .
(6) أحمد (17687) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح"، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (3597) .(1/599)
مُضَاعَفَة الله جَلَّ وَعَلا لِحَسَنَات عِبَادِه الْمُؤمِنِين
1757- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «كُلَّ عَمَل بن آدَم يُضَاعَف الْحَسَنَة عَشْر أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمَائَة ضِعف، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلاَّ الصَّوْم فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَه وَطَعَامَه مِنْ أَجْلِي، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ عِندَ فِطْرِهِ وَفَرْحَةٌ عِندَ لِقَاءِ رَبِّهِ، وَلَخَلُوف فِيهِ أَطْيَبُ عِندَ اللهِ مِنْ رِيح الْمِسك» . (1) =صحيح
1758- عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ اللهَ لَيُرَبِّي لأَحَدِكُمُ الْتَمْرَةَ وَاللُّقْمَةَ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلوَّهُ - أَوْ فَصِيْلَهُ - حَتَّى يَكُونُ مِثلَ أُحُدٍ» . (2) =صحيح
1759- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «سَبَقَ دِرْهَمٌ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ» . قَالُوا: وَكَيْفَ؟ قَالَ: «كَانَ لِرَجُلٍ دِرْهَمَانِ تَصَدَّقَ بِأَحَدِهِمَا، وَانْطَلَقَ رَجُلٌ إِلَى عَرْضِ مَالِهِ فَأَخَذَ مِنْهُ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَتَصَدَّقَ بِهَا» . (3) =حسن
1760- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا تَصَدَّقَ أَحَدٌ بِصَدَقَةٍ مَنْ طَيِّبٍ (4) وَلاَ يَقْبَلُ اللهُ إِلاَّ الطَّيِّبَ، إِلاَّ أَخَذَهَا الرَّحْمَنُ بِيَمِيْنِهِ (5) وَإِنْ
__________
(1) متفق عليه، البخاري (1805) باب هل يقول إني صائم إذا شتم، (6126) باب من هم بحسنة أو بسيئة، مسلم (1151) باب فضل الصيام، واللفظ له.
(2) ابن حبان (336) ، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".
(3) أحمد (8916) تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده قوي رجاله ثقات رجال الصحيح غير ابن عجلان فقد روى له البخاري تعليقا مسلم في الشواهد وهو صدوق لا بأس به"، النسائي (2527 (جهد المقل، تعليق الألباني "حسن".
(4) من طيب: أي: حلال.
(5) أخذها الرحمن بيمينه: كناية عن قبول الصدقة.(1/600)
كَانَتْ تَمْرَةً، فَتَرْبُو (1) فِي كَفِّ الرَّحْمَنِ حَتَّى تَكُونَ أَعْظَمُ مِنَ الْجَبَلِ، كَمَا يُرَبِّي أَحَدَكُمْ فَلُوَّهُ (2) أَوْ فَصِيلَه» . (3) =صحيح
1761- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَتَصَدَّقُ بِصَدَقَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ - وَلاَ يَقْبَلُ اللهُ إِلاَّ الطَّيِّبَ - إِلاَّ كَانَ اللهُ يَأْخُذُها بِيَمِينِهِ، فَيُرَبِّيَها لَهُ، كَمَا يُرَبِّي أَحدُكُمْ فَلُوَّهُ - أَوْ فَصِيلَهُ - حَتَّى تَبْلُغَ التَّمْرَةُ مِثْلَ أُحُدٍ» . (4) =صحيح
أَفْضَل الأَعْمَال الَّتِي يَسْبِق بِهَا الْخَلْق
1762- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحُمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَئْءٍ قَدِيرٌ، مِائَتي مَرَّهٍ فِي يَوْمٍ، لَمْ يَسْبِقْهُ أَحَدٌ كَانَ قَبْلَهُ، وَلاَ يُدْرِكْهُ أَحَدٌ بَعْدَهُ، إِلاَّ بِأَفْضَلَ مِنْ عَمَلِهِ» . (5) =صحيح
1763- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ، لَمْ يَأْتِي أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
__________
(1) فتربو: تزداد.
(2) الفلو: المهر إذا فطم، والفصيل: هو أيضا ولد الناقة إذا فصل من إرضاع أمه.
(3) متفق عليه، البخاري (6993) باب قول الله تعالى {تعرج الملائكة والروح إليه} ، مسلم (1014) باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها، واللفظ له.
(4) ابن حبان (335 (ذكر تمثيل المصطفى - صلى الله عليه وسلم - الصدقة في التربية كتربية الإنسان الفلو أو الفصيل.
(5) أحمد (6740) ، تعليق أحمد شاكر "إسناده صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح وهذا إسناد حسن"، تعليق الألباني "حسن"، الترغيب والترهيب (1591) ، الصحيحة (2762) .(1/601)
بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إَلاَّ أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ» . (1) =صحيح
1764- عَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَالَ حِيْنَ يُصْبِحُ: سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيم وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّهٍ، وَإِذَا أَمْسِي كَذَلِكَ، لَمْ يُوافِ أَحَدٌ مِنَ الْخَلاَئِقِ بِمِثْلِ مَا وَافَى» . (2) =صحيح
1765- عَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ الْفُقَرَاءُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالوُا: ذَهَبَ أَهَلُ الدُّثُورِ (3) مِنَ الأَمْوَالِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَى وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَلَهُمْ فَضْلٌ مِنْ أَمْوَالٍ، يَحُجُّونَ بِهَا وَيَعْتَمِرونَ، وَيُجَاهِدُونَ وَيَتَصْدَّقُونَ. قَالَ: «أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ بأَمْرٍ، إِنْ أَخْذتُمْ بِهِ أَدْرَكْتُمْ مَنْ سَبَقَكُمْ، وَلَمْ يُدْرَككُمْ أَحَدٌ بَعْدَكُمْ، وَكُنْتُمْ خَيْرَ مَنْ أَنْتُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ إِلاَّ مَنْ عَمِلَ مَثْلَهُ؟ تُسبِّحُونَ وَتَحْمَدُونَ وَتُكَبِّرُونَ، خَلْفَ كُلِّ صَلاَةٍ: ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ» . فَاخْتَلَفْنَا بَيْنَنَا، فَقَالَ بَعْضُنَا: نُسبِّحُ ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ، وَنَحْمَدُ ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ وَنُكْبِّرُ أَرْبَعاً وَثَلاَثِينَ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: «تَقَولُ: سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَاللهُ أَكْبَرُ حَتَّى يَكونَ مِنْهُنَّ كُلِّهنَّ ثَلاَثٌ وَثَلاَثُونَ» . (4) =صحيح
عُبور الصِّرَاط وَوَسَائِل الْعُبور
* يُعَطَى الْعِبَاد نَوراً يَوْمَ الْقِيَامَة لإِنَّ الصِّرَاط فِي ظُلمَة كَمَا قَالَ - صلى الله عليه وسلم -:
__________
(1) مسلم (2692) باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء، الترمذي (3469) ، تعليق الألباني "صحيح"، أحمد (8821) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".
(2) أَبو داود (591) باب ما يقول إذا أصبح، تعليق الألباني "صحيح".
(3) أهل الدثور: أي: المال الكثير.
(4) متفق عليه، البخاري (807) باب الذكر بعد الصلاة، واللفظ له، مسلم (595) باب استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته.(1/602)
«هُمْ فِي الظُّلْمَة دُونَ الْجِسْر» . وَيُعْطَى الْعِبَاد نُوراً وَبِحَسِب النُّورِ تَكُون السُّرْعَة، وَبِحَسَب الأَعْمَال يَكُونُ النُّور، كَمَا قَال رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - «تَجْرِي بِهِمْ أَعْمَالُهُمْ» .
1766- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَرِدُ النَّاس النَّار كُلهُم ثُمَّ يَصْدُرُونَ عَنْهَا بَأَعْمَالهم» . (1) =صحيح
1767- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَرِدُ النَّاسُ النَّارَ ثُمَّ يَصْدُرونَ مِنْهَا بِأَعْمَالِهِم فَأَوَّلُهُمْ كَلَمْحِ الْبَرقِ، ثُمَّ كَالرِّيحِ، ثُمَّ كَحُضْرِ (2) الْفَرَسِ ثُمَّ كَالرَّاكِبِ فِي رَحْلِهِ، ثُمَّ كشَدِّ الرِّجُلِ (3) ثُمَّ كَمَشْيِهِ» . (4) =صحيح
1768- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وحُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالاَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَجْمَعُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى النَّاسَ، فَيَقُومُ الْمُؤْمِنُونَ حَتَّى تُزْلَفَ (5) لَهُمْ الْجَنَّةَ فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ: يَا أَبَانَا اسْتَفْتِحْ لَنَا الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ: وَهَلْ أَخْرَجَكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ إِلاَّ خَطِيئَةُ أَبِيكُمْ آدَمَ لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِكَ، اذْهَبُوا إِلَى ابْنِي إِبْرَاهِيمَ خَلِيلُ اللهِ قَالَ: فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ: لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِكَ إِنَّمَا كُنْتُ خَلِيلاً مِنْ وَرَاءَ وَرَاءَ (6) اعْمِدُوا إِلَى مُوْسَى - صلى الله عليه وسلم - الَّذِي كَلَّمَهُ اللهُ تَكْلِيماً، فَيَأْتُونَ مُوْسَى - صلى الله عليه وسلم - فَيَقُولُ: لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِكَ اذْهَبُوا إِلَى عِيْسَى كَلِمَةِ اللهِ وَرُوحِهِ، فَيَقُولُ عِيسَى - صلى الله عليه وسلم -:
__________
(1) أحمد (4141) ، تعليق أحمد شاكر "إسناده صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (8081) ، الصحيحة (311) .
(2) كحضر الفرس: أي: العدو الشديد.
(3) كشد الرجل: أي: عَدْوَاً.
(4) الترمذي (3159) ، تعليق الألباني "صحيح".
(5) تزلف: أي: تقرب.
(6) من وراء وراء: هذه كلمه تذكر على سبيل التواضع أي: لست بتلك الدرجة الرفيعة التي تضنون.(1/603)
لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِكَ فَيَأْتُوَن مُحَمَّداً - صلى الله عليه وسلم - فَيَقُومُ فَيُؤْذَنُ لَهُ، وَتُرْسَلُ الأَمْانَةُ وَالرَّحِمُ (1) فَتقُومَانِ جَنَبَتَيِ (2) الصِّرَاطِ يَمِيناً وَشِماَلاً، فَيَمُرُّ أَوَّلُكُمْ كَالْبَرْقِ» قَالَ قُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي! أَيُّ شَيءٍ كَمَرِّ الْبَرْقِ؟ قَالَ: «أَلَمْ تَرَوْا إِلَى الْبَرْقِ كَيْفَ يَمُرُّ وَيَرْجِعُ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ؟ ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيحِ، ثُمَّ كَمَرِّ الطَّيْرِ، وَشَدِّ الرِّجَالِ، تَجْرِي بِهِمْ أَعْمَاُلُهْم، وَنَبِيُّكُمْ قَائِمٌ عَلَى الصِّرَاطِ يَقُولُ: رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ حَتَّى تَعْجِزَ أَعْمَالُ الْعِبَادِ، حَتَّى يَجِيءَ الرَّجُلُ فَلاَ يَسْتَطِيعُ السَّيْرَ إِلاَّ زَحَفاً، قَالَ: وَفِي حَافَتَيِ الصِّرَاطِ كَلاَلِيبٌ مُعَلَّقَةٌ مَأْمُورَةٌ بِأَخْذِ مَنْ أُمِرَتْ بِهِ، فَمَخْدُوشٌ نَاجٍ وَمَكْدُوسُ فِي النَّارِ» .
وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ! إِنَّ قَعْرَ جَهَنَّمَ لَسَبْعُونَ خَرِيفاً. (3) =صحيح
1769- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: « ... فَيُعْطيهمْ نُورَهُمْ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالهُمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ مِثلَ الْجَبِلِ الْعَظِيمِ يَسْعَى بَيْنَ يَدَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُوراً مِثلَ النَّخْلَةِ بِيَمِينِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُوراً أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ حَتَّى يَكُونَ آخِرَهُمْ رَجُلاً يُعْطَى نُورَهُ عَلَى إِبْهَامِ قَدَمِهِ يُضِيء مَرَّةً، وَيُطْفِأُ مَرَّةً، فَإِذَا أَضَاءَ قَدمُه قَدِمَ [وَمَشَى] وَإِذَا طَفئ قَامَ، قَالَ: وَالرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَمَامَهُمْ حَتَّى يُمَرَّ بِهِمْ إِلَى النَّارِ فَيَبْقَى أَثَرُه كَحَدِّ السَّيْفِ
__________
(1) وترسل الأمانة والرحم: الأمانة هي الفرائض والأمور التي يثاب فاعلها ويعاقب تاركها كالصلاة والزكاة والوضوء وغيرها، فيجسد الله تعالى الأمانة والرحم كما يريد، فتكون إحداهن عن يمين الصراط والأخرى عن يساره، وهي موجودة هنا للإقتصاص ممن ضيعها ففي هذا الموطن الحرج الذي يتمنى الإنسان فيه الخلاص فإذا به يفاجأ بالحصوم، فمن كان قاطعا لرحمة فهي منتضرة بلا شك ومن كان مضيع للأوامر والمناهي فهي أيضا له بالمرصاد.
(2) جنبتي: معنهما جانباه ناحيتاه اليمنى واليسرى.
(3) مسلم (195) باب أدنى أهل الجنة منزلة، مستدرك الحاكم (8749) تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي قي التلخيص "على شرط البخاري ومسلم".(1/604)
[دَحْض مَزَلة] قَالَ: فَيَقُولُ: مُرُّوا، فيَمُرُّونَ عَلَى قَدْرِ نُورِهِم، مِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَطَرفِ الْعَينِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالبَرقِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالسَّحَابِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَانْقِضَاضِ الْكَوْكَبِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالرِّيحِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَشَدِّ الْفَرَسِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَشَدِّ الرِّجُلِ، حَتَّى يَمُرُّ الَّذِي أُعْطَي نُورَهُ عَلَى ظَهْر [إِبْهَامِ] قَدَمِهِ يَحْبُوا عَلَى وَجْهِهِ وَيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ، تَخِرُّ يَدٌ وَتَعْلَقُ يَدٌ، وَتَخِرُّ رِجْلٌ وَتَعْلَقُ رِجْلٌ، وَتُصيبُ جَوَانِبَهُ النَّارُ، فَلاَ يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَخْلُصَ» . (1) =صحيح
الاقْتِصَاص
1770- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا خَلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ حُبِسُوا بِقَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَيَتَقَاصُّونَ مَظَالِمَ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا، حَتَّى إِذَا نُقُّوا وَهُذِّبُوا أُذِنَ لَهُمْ بِدُخُولِ الْجَنَّةِ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ! لأحَدُهُمْ بِمَسْكَنِهِ فِي الْجَنَّةِ أَدَلُّ بِمَنْزِلِهِ كَانَ فِي الدُّنْيَا» (2) =صحيح
*******
__________
(1) جزء من حديث سيأتي برقم (1925) ، تعليق الألباني "صحيح".
(2) البخاري (2308) باب قصاص المظالم.(1/605)
بَابُ وَصْف النَّار
مَا جَاءَ فِي وَصْف النَّار
1771- عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ زِمَامٍ، مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَهَا» . (1) =صحيح
1772- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «نَارُكُمْ هَذِهِ الَّتِي يُوقِدُ بْنُ آدَمَ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءاً مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ» . قَالُوا: وَاللهِ إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «فَإِنَّهَا فُضِّلَتْ عَلَيْهَا بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزءاً كُلُّهَا مِثْلُ حَرِّهَا» . (2) =صحيح
مَا جَاءَ فِي قَعْرِ جَهَنَّم
1773- عَنْ عُتْبَة بْنِ غَزْوَان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ الصَّخْرَة الْعَظِيمَة لَتُلْقَى مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّم (3) فَتَهْوِي فِيهَا سَبْعِينَ عَاماً وَمَا تُفْضِي إِلَى قَرَارِهَا» . (4) =صحيح
1774- عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذْ
__________
(1) مسلم (2842) باب في شدة حر نار جهنم وبعد قعرها وما تأخذ من المعذبين، الترمذي (2573 (صفة النار، تعليق الألباني "صحيح".
(2) متفق عليه، البخاري (3092) باب صفة النار وأنها مخلوقة، مسلم (2843) الباب السابق، واللفظ له.
(3) شفير جهنم: أي: حدها وطرفها.
(4) الترمذي (2575 (صفة قعر جهنم، تعليق الألباني "صحيح".(1/606)
سَمِعَ وَجْبَةً (1) فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «تَدْرُونَ مَا هَذَا؟» . قَالَ: قُلْنَا اللهُ وَرَسُوْلُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «هَذَا حَجَرٌ رُمِىَ بِهِ فِي النَّارِ مُنْذُ سَبْعِينَ خَرِيْفاً فَهُوَ يَهْوِى فِي النَّارِ الآنْ حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَعْرِهِا» . (2) =صحيح
أَوَّلُ مَنْ تُسَعَّر بِهِم النَّار
1775- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنِي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَنْزِلُ إِلَى الْعِبَادِ لِيَقْضِي بَيْنَهُمْ وَكُلُّ أُمَّةٍ جَاثِيَة فَأَوَّلُ مَنْ يَدْعُو بِهِ رَجُلٌ جَمَعَ الْقُرْآنَ، وَرَجُلٌ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَرَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ فَيَقُولُ اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - لِلْقَارِئ: أَلَمْ أُعَلِّمْكَ مَا أَنْزَلْتُ عَلَى رَسُوْلِي - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ: بَلَى يَا رَبِّ! قَالَ فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عَلِمْتَ؟ قَالَ: كُنْتُ أَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، فَيَقُولُ اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - لَهُ كَذَبْتَ، وَتَقُولُ لَهُ الْمَلاَئِكَةُ: كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللهُ: بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ فُلاَنٌ قَارِئٌ، فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ. وَيُؤْتَى بِصَاحِبِ الْمَالِ، فَيَقُولُ اللهُ لَهُ: أَلَمْ أُوَسِّعْ عَلَيْكَ حَتَّى لَمْ أَدَعَكَ تَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ؟ قَالَ: بَلَى يَا رَبِّ! قَالَ: فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا آتَيْتُكَ؟ قَالَ: كُنْتُ أَصِلُ الرَّحِمَ وَأَتَصَدَّقُ، فَيَقُولُ اللهِ لَهُ: كَذَبْتَ، وَتَقُولُ الْمَلاَئِكَةُ لَهُ: كَذَبْتَ، وَيَقُولُ اللهُ: بَلْ إِنَّمَا أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ: فُلاَنٌ جَوَادٌ، فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ. وَيُؤْتَى بِالَّذِي قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيُقَالُ لَهُ: فِي مَاذَا قُتِلْتَ؟ فَيَقُولُ: أُمِرْتُ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِكَ، فَقَاتَلْتُ حَتَّى قُتِلتُ، فَيَقُولُ اللهُ لَهُ: كَذَبْتَ، وَتَقُولُ لَهُ الْمَلاَئِكَةُ: كَذَبْتَ، وَيَقُولُ اللهُ بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ: فُلاَنٌ جَرِيٌء، فَقَدْ قِيلَ
__________
(1) وجبة: أي: سقطة.
(2) مسلم (2844) الباب السابق، واللفظ له، ابن حبان (7426) ، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح".(1/607)
ذَاكَ» . ثُمَّ ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - رُكْبَتِي، فَقَالَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ! أُوَلِئكَ الثَّلاَثَةُ أَوَّلُ خَلْقِ اللهِ تُسَعَّرُ بِهِم النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» . (1) =صحيح
حجم أعْضَاء الْكَافِر فِي النَّار
1776- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ غِلظَ جِلدِ الْكَافِرِ اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعاً، وَإِنَّ ضِرْسَهُ مِثْلُ أُحُدٍ، وَإِنَّ مَجْلِسَهُ مِنْ جَهَنَّمَ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَة» . (2) =صحيح
1777- عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «ضِرْسُ الْكَافِرِ مِثْلُ أُحُدٍ، وَغِلَظُ جِلْدِهِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعاً بِذِرَاعِ الْجَبَّارِ (3) » . (4) =صحيح
1778- عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «ضِرْسُ الْكَافِرِ، أَوْ نَابُ الْكَافِرِ، مِثْلُ أُحُدٍ وَغِلَظُ جِلْدِهِ مَسِيرَةُ ثَلاَثٍ» . (5) =صحيح
1779- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «غِلَظُ جِلد الْكَافِر اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعاً - بِذِرَاعِ الْجَبَّارِ - وَضِرْسُهُ مِثْلُ أُحُدٍ» . (6) =صحيح
__________
(1) الترمذي (2382) باب ما جاء في الرياء والسمعه، ابن حبان (409) ، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح".
(2) الترمذي (2577) باب ما جاء في وصف قعر جهنم، تعليق الألباني "صحيح".
(3) بذراع الجبار: أي: جبار من جبابرة الآدميين ممن كان في القرون الأولى، ممن كان أعظم خلقا وأطول أعضاء وذراعا من الناس.
(4) كشف الاستار عن زوائد البزار (3496) باب خلق الكافر، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3888) .
(5) مسلم (2852) باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء، ابن حبان (7487) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح"، تعليق الألباني قال في صحيح بن حبان: شاذ بذكر ثلاث، وصححة في صحيح الجامع (3889) ، والترغيب والترهيب (3/251) ، ومشكاة المصابيح (5672) .
(6) ابن حبان (7443) ، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين"، مستدرك =(1/608)
1780- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «ضِرْسُ الْكَافِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِثْلُ أُحُدٍ، وَعَرْضُ جِلدِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعاً، وَعَضُدهُ مِثْلُ الْبَيْضَاءِ (1) وَفَخِذُهُ مِثْلُ وِرْقَان (2) وَمَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ مَا بَيْنِي وَبَينَ الرَّبَذَةِ» . (3) =صحيح
مَا جَاءَ فِي عَدَد دُخُول بَنِي آدَمَ فِي النَّار
1781- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَقُولُ اللهُ: يَا آدَمُ، فَيَقُولُ: لَبَّيكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، قَالَ: يَقُولُ: أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ قَالَ: وَمَا بَعْثَ النَّارِ؟ قَالَ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تَسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ، فَذَاكَ حِينَ يَشِيبُ الصَّغِيرُ، وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَرَى وَمَا هُمْ بِسُكَرَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ» . فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّنَا ذَلِكَ الرَّجُلُ؟ قَالَ: «أَبْشِرُوا، فَإِنَّ مِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَلْفاً، وَمِنْكُمْ رَجُلٌ» . ثُمَّ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! إِنِّي لأَطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ» . قَالَ: فَحَمِدْنَا اللهَ وَكَبََّرْنَا، ثُمَّ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! إِنِّي لأطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِنَّ مَثَلَكُمْ فِي الأُمَمِ كَمَثَلِ الشَّعْرَةِ الْبَيْضَاء فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الأَسْوَدِ أَوْ كَالرَّقْمَةِ فِي ذِرَاعِ الْحِمَارِ» . (4) =صحيح
__________
= الحاكم (8760) كتاب الأهوال، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط البخاري ومسلم"، وقال الألباني "وهو كما قالا" الصحيحة (1105) .
(1) البيضاء: هو اسم جبل كما قال الترمذي، وهناك منطقه بالقرب من المدينه تحيط بها جبال كبيره تسمى البيضاء.
(2) ورقان: جبل أسود على يمين المار من المدينة إلى مكة.
(3) مستدرك الحاكم (8759) ، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة إنما اتفقا على ذكر ضرس الكافر فقط"، تعليق الذهبي قي التلخيص "صحيح"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3890 (الصحيحة (1105) .
(4) متفق عليه، البخاري (6165) باب قوله عز وجل {إن زلزلة الساعة شيء عظيم} ، مسلم (222) باب قوله: يقول الله لآدم: أخرج بعث النار من كل تسعمائة وتسعة وتسعين.(1/609)
مَا جَاءَ فِي أن عَدَد دُخُول الْمُوَحِّدِين لا يُحْصيه إِلاَّ الله
1782- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَدْخُلُ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الْقِبْلَةِ النَّارَ مَنْ لا يُحْصِي عَدَدَهُمْ إِلا اللَّهُ بِمَا عَصُوا اللَّهَ، وَاجْتَرَأُوا عَلَى مَعْصِيَتِهِ، وَخَالَفُوا طَاعَتَهُ، فَيُؤْذَنُ لِي فِي الشَّفَاعَةِ، فَأُثْنِي عَلَيْهِ جَلَّ ذِكْرُهُ سَاجِدًا كَمَا أُثْنِي عَلَيْهِ قَائِمًا» . (1) =صحيح
مَا جَاءَ فِي خُرُجهم مِنْهَا
1783- عَنْ أَنَسِ بْنِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ بَعْدَ مَا مَسَّهُمْ مِنْهَا سَفَعٌ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّة، فَيُسَمِّيهِم أَهْلُ الْجَنَّةِ: الْجهَنَّمِيِّين» . (2) =صحيح
مَا جَاءَ فِي خُلُود أَهْل الدَّارَين
1784- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يُؤْتَى بِالْمَوتِ كَهَيْئَةِ كَبْشٍ أَمْلَح (3) فَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ فَيَشْرَئِبُّونَ (4) وَيَنْظُرُونَ فَيُقَولُ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ هَذَا الْمَوت، وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ، ثُمَّ يُنَادِي: يَا أَهْلَ النَّارِ فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ، فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ هَذَا الْمَوْت وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ فَيُذْبَح، ثُمَّ يَقُولُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ خُلُودٌ فَلاَ مَوْت، وَيَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ فَلاَ مَوْت، ثُمَّ قَرَأَ {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ
__________
(1) المعجم الكبير (1401) ، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (3640) .
(2) البخاري (6191) باب صفة الجنة والنار.
(3) كبش أملح: الأملح، قال ابن الأعرابي: هو الأبيض الخالص، وقال الكسائي: هو الذي فيه بياض وسود وبياضه أكثر.
(4) يشرئبون: أي: يرفعون رؤوسهم إلى المنادي.(1/610)
الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ} - وَهَؤُلاَءِ فِي غَفْلَةِ أَهْلِ الدُّنْيَا - {وَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} » . (1) =صحيح
وَعْدُ الله للْجَنَّة وَالنَّار بِأَنْ يَمْلأ كُلّ وَاحِدَة مِنْهُمَا
1785- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «تَحَاجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَقَالَتْ النَّارُ: أَوْثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ، وَقَالَتْ الْجَنَّةُ: فَمَالِي لاَ يَدْخُلُنِي إِلاَّ ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقْطُهُمْ وَغِرَّتُهُمْ؟ قَالَ اللهُ لِلْجَنَّةِ: إِنَّمَا أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي، وَقَالَ لِلنَّارِ: إِنَّمَا أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا، فَأَمَّا النَّارُ فَلاَ تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رِجْلَهُ تَقُولُ: قَطْ قَطْ قَطْ (2) فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ وَلاَ يَظْلِمُ اللهُ مِنْ خَلْقِهِ أَحَداً، وَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللهَ يُنْشِىءُ لَهَا خَلْقاً» . (3) =صحيح
*******
__________
(1) متفق عليه، البخاري (4453) باب {وأنذرهم يوم الحسرة} ، واللفظ له، مسلم (2849) باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء.
(2) قط: معنى قط حسبي، أي: يكفيني هذا، وفيه ثلاث لغات قطْ وقطِ وقطٍ.
(3) متفق عليه، البخاري (4569) باب قوله {هل من مزيد} مسلم (2846) باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء.(1/611)
بَابُ وَصْف الْجَنَّة
مَا جَاء فِي وَصْفِهِ - صلى الله عليه وسلم - لِرِيح الْجَنَّة
1786- عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ رِيحَ الْجَنَّةِ لَيُوجَد مِنْ مَسِيرَة مِائَة عَامٍ، وَمَا مِنْ عَبْدٍ يَقْتُلُ نَفْسا مُعَاهَدا، إِلاَّ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّة أَنْ يَجِدَ رِيْحَهَا (1) » . (2) =صحيح
1787- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ قَتَلَ نَفْساً مُعَاهَدَة بِغَير حَقِّهَا، لَمْ يَرِح رَائِحَةَ الْجَنَّة، وَإِنَّ رِيحَ الْجَنَّةِ لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَة مِئَة عَامٍ» . (3) ... ... ... (4) *صحيح
1788- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما: عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ
__________
(1) حرم الله عليه الجنة أن يجد ريحها: قال أبو حاتم "هذه الاخبار كلها معناها لا يدخل الجنة يريد جنة دون جنة القصد منه الجنة التي هي أعلى وأرفع" انتهى كلامة. وكفى بها خسارة.
(2) مصنف عبد الرزاق (19712) ، أحمد (20487) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن الحسن البصري مدلس"، تعليق الألباني "صحيح"، الصحيحة (2356) .
(3) ابن حبان (7339) .
(4) رجال هذا الحديث رجال البخاري إلا الفضل بن الحباب أبو خليفة، وهو ثقه ثبت قال عنه الذهبي في تذكرة الحفاظ "الامام الثقة محدث البصرة" وقال ابن حجر "كان ثقة عالما مسند عصره" ولم يكن من رجال البخاري لصغر سنه، والألباني رحمة الله ذكر الحديث في الترغيب برقم (3692 (و (38 (وقال عنه بعد عزوه لابن حبان "صحيح" وذكره برقم (3696 (وقال "صحيح لغيره" ثم ذكره في صحيح بن حبان برقم (7339 (وقال عنه "ضعيف" فالله تعالى أعلم إن كان خطأ أو تراجع، ويستحيل أن يكون تراجع لأن الحديث صحيح وقد صححه جمع من العلما منهم الحاكم برقم "2579" وقال "هذا حديث صحيح على شرط البخاري"، ووافقه الذهبي في التلخيص فقال "على شرط البخاري" وكذلك شعيب الأرنؤوط فقال "إسناده صحيح على شرط البخاري"، (7382 (وقال ابن القيم في قصيدته "والريح يوجد من مسيرة أربعين وان تشأ مائة فمرويان وكذا روي سبعين ايضا صح ذا كله وأتى به اثران ما في رجالهما لنا من مطعن والجمع بين الكل ذو إمكان"، ثم قال مبينا العله في ذلك الإختلاف "اما بحسب المدركين لريحها قربا وبعدا ما هما سيان او بختلاف قرارها وعلوها ايضا وذلك واضح التبيان أو باختلاف السير أيضا فهو أنواع بقدر اطاقة الانسان ما بين ألفاظ الرسول تناقض بل ذاك في الافهام والاذهان".(1/612)
ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، فَلَنْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَرِيحُهَا يُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ سَبْعِينَ عَامًا» . (1) =صحيح
1789- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: «نِسَاء كَاسِيَات عَارِيَات مَائِلاَت مُمِيلاَت لاَ يَدْخُلنَ الْجَنَّة وَلاَ يَجِدنَ رِيْحَهَا وَريْحهَا يُوجَد مِن مَسِيرَة خَمْسُمِائَة» . (2) ... (3) *صحيح موقوف
1790- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ قَتَلَ نَفْسا مُعَاهَدا، لَمْ يَرِح رَائِحَة الْجَنَّة، وَإِنِّ رِيْحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَاماً» . (4) =صحيح
1791- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَداً لَهُ ذِمَّةُ اللهِ وَذِمَّة رَسُوله،لَمْ يَرِح رَائِحَة الْجَنَّة وَرِيْحُهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَة سَبْعِينَ عَاماً» . (5) =صحيح
مَا جَاء فِي عَدَد أَبوَاب الْجَنَّة
1792- عَنْ عُتبَة بن عَمْرو رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الْجَنَّة لَهَا ثَمَانِيَة أَبْوَاب وَالنَّارُ لَهَا سَبْعَة أَبْوَاب» . (6) =صحيح
__________
(1) أحمد (6834) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين".
(2) الموطأ (1626) .
(3) ورواه مسلم وبن حبان وغيرهما مرفوعا، بغير تحديد فقال بدلا من "خمسمائة عام"، "مسيرة كذا وكذا".
(4) البخاري (6516) باب إثم من قتل ذميا بغير جرم.
(5) ابن ماجه (2687) باب في قتل المعاهد، تعليق الألباني "صحيح".
(6) الطبقات الكبرى لابن سعد (7 / 430) ، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3119) ، الصحيحة (1812) .(1/613)
1793- عَنْ سَهلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «فِي الْجَنَّة ثَمَانِيَة أَبوَاب، فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّان لاَ يَدْخُلُهُ إِلاَّ الصَّائِمُونََ» . (1) =صحيح
1794- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لِكُلِّ أَهْل عَمَل بَابٌ مِنْ أَبوَابِ الْجَنَّة يُدْعَونَ مِنهُ بِذَاكَ الْعَمَلَ، فَلأهلِ الصِّيَامِ بَابُ يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّان» . فَقَالَ أَبُو بَكْر: يَا رَسُولَ اللهِ فَهَل مِن أَحَد يُدْعَى مِن تِلكَ الأَبوَابِ كُلَّها؟ قَالَ: «نَعَمْ وَإِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ يَا أَبَا بَكْر» . (2) =صحيح
1795- عَنْ أَبِي الدَّردَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «الْوَالِد أَوْسَط أَبوَاب الْجَنَّة فَحَافِظ عَلَى وَالِدَيْكَ أَوْ اترُك» . (3) =صحيح
1796- عَنْ قَيس بْنِ سَعدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى بَابٍ مِن أَبوَابِ الْجَنَّة؟» . قُلتُ: بَلَى قَالَ: «لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ» . (4) =صحيح
1797- عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهُ - صلى الله عليه وسلم -: «عَلَيْكُم باِلْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَإِنَّهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّة يُذْهِبُ اللهُ بِهِ الْهَمَّ وَالْغَمَّ» . (5) =صحيح
__________
(1) البخاري (3084) باب صفة أبواب الجنة.
(2) أحمد (9799) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح وهذا إسناد حسن"، مصنف ابن أبي شيبة (31965) .
(3) ابن ماجه (289) باب الرجل يأمره أبوه بطلاق امرأته، تعليق الألباني "صحيح".
(4) الترمذي (3581) باب في فضل لا حول ولا قوة إلا بالله، تعليق الألباني "صحيح".
(5) مستدرك الحاكم (2404) تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "صحيح"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (4063) ، الصحيحة (1941) .(1/614)
مَا جَاء فِي سِعَةِ تِلكَ الأبوَاب
1798- عَنْ مُعَاوِيَة بْنِ حَيدَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا بَينَ مُصْرَاعَينِ مِنْ مَصَارِيع الْجَنَّة مَسِيرَةُ سَبْعِ سِنِينَ» . (1) =صحيح
1799- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَم رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ مَا بَيْنَ مِصَراعَي الْجَنَّة مِقْدَارُ أَرْبَعِينَ عَاماً وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ يَوْمٌ يُزَاحَمُ عَلَيْهِ كَازْدِحَامِ الابِلِ (2) وَرَدَتْ لِخَمْسٍ ظَمْأ» . (3) =صحيح
1800- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَنْتُمْ مَوَفونَ سَبْعِينَ أُمَّة أَنْتُمْ خَيْرها وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَا بَينَ مُصْرَاعَينِ مِنْ مَصَارِيع الْجَنَّة مَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ عَاماً، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ يَومٌ وَإِنَّهُ لَكَظِيظٌ» . (4) =حسن
1801- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ: لَكَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَر (5) - أَوْ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى -» . (6) =صحيح
__________
(1) ابن حبان (7345) ، تعليق الألباني "صحيح بلفظ «أربعين سنة» "، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح".
(2) كازدحام الأبل وردت لخمس: أي: أنه يزدحمون على باب الجنه كما تزدحم الأبل على الماء والتي لم تشرب منذ خمسه أيام، والمعنى أن الزحام شديد.
(3) الأحاديث المختارة (9 / 456 رقم 430) تعليق عبد الملك بن دهيش "إسناده صحيح"، تعليق الألباني: قال بعد أن عزى الحديث للطبراني والضياء في المختارة وبعد أن ذكر قول الضياء في زريك بن أبي زريك وأن يحيى بن معين وثقة، قال "قلت: وكذلك وثقه ابن الجنيد كما في " الجرح والتعديل " (1 / 2 / 624) ولم يعرفه الهيثمي، فقال في المجمع (10 / 397) وتبعه المناوي: رواه الطبراني وفيه زريك بن أبي زريك ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.! ومن أخطاء المناوي أنه نقل قول الهيثمي هذا تحت حديث أبي سعيد الخدري! فأوهم أنه عند الطبراني عن زريك قلت: والإسناد صحيح لأن كل رجاله ثقات." الصحيحة (1698) .
(4) عبد بن حميد (411) ، واللفظ له، وأحمد (20037) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن".
(5) هجر: قيل أنها قرية من قرى البحرين.
(6) ابن حبان (7346) ، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين".(1/615)
فصل
* هَذِهِ الأَخْبَار لاَ تَنَاقُضَ بَينها وَلاَ شُذُوذ فَلَوْ قَارَنْتَ بَينَ قَوْله - صلى الله عليه وسلم -: «لَكَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَر» . وَقَوْله: «مَسِيرَةُ سَبْعِ سِنِينَ» . وَقَوْله: «مَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ سَنَةً» لَوَجَدَت أَنْ الْفَرْقَ كَبِير وَلاَ سَبِيلَ لِلْمُقَارَنة بَيْنَهَا لِتَفَاوت هَذِهِ الاخْبَار.
* ما بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَر أَوْ مَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى تُقْطَعُ فِي مَسِيرَة شَهْر أو أكثر وَقَدْ تَكُونُ الْمَسَافَه بَينَ مَكَّه وَبُصْرَى ألفين كِيلُو وَاللهُ أَعْلَمْ أو أقل.
* وَأَمَّا فِي حَدِيث «مَسِيرَةُ سَبْعُ سِنِين» . مَسِيرَة السَّبْع سِنِين يُقْطَعُ فِيهَا أَكْثَر مِنْ مِائَتَي أَلْف كِيلو لأَنْ مَسِيرَة الْيَوم وَاللَّيْلَه ثَمَانين كيلو.
* فَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ أَبْوَاب الْجَنَّة تَتَفَاوَت فِي الْفَضْل وَالْحَجْم وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمْ.
وَيَشْهَدُ لِهَذَا الْقَول مَا جَاءَ فِي وَصْفِةِ - صلى الله عليه وسلم - لأَعْضَاء الْكَافِر.
فَحَصَلَ مِنَ التَّفَاوُت فِي وَصْف جِلْد الْكَافِر كَمَا حَصَلَ هُنَا فَوَصَفَهُ مَرَّةً بِأَنَّهُ «أَرْبَعُونَ ذِرَاعاً بِذِرَاعِ الْجَبَّارِ» . وَقَالَ مَرَّةً «سَبْعُونَ ذِرَاعاً» . وَقَالَ مَرَّةً «مَسِيرَةُ ثَلاَثٍ» .
* وَالْمَعْنَى وَاضِح أَنَّ الْكُفَّار لَيْسُو سَوَاء فِي الْعَذَاب مِنْهُمْ مَنِ اسْتَحَقَّ أَنْ يَكُونَ جلدُهُ «أَرْبَعُونَ ذِرَاعاً بِذِرَاعِ الْجَبَّارِ» . وَمِنْهُمْ مِنَ اسْتَحَقَّ أَنْ يَكُونَ جِلْدُهُ «مَسِيرَةُ ثَلاَثٍ» ..الخ
* وَكَذَلِكَ حَصَلَ التَّفَاوت فِي إِخْبَارِهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ مَنْ يَجِدُ رَائِحَة الْجَنَّة كَمَا تَقَدَّمَ فِي أَوَّل الْبَاب.(1/616)
* وَقَالَ الإِمَامُ ابنُ الْقَيِّم:
وَلَمَّا كَانَت الْجَنَّات دَرَجَات بَعْضُهَا فَوْقَ بَعضٍ كَانَت ابْوَابُهَا كَذَلِكَ وَبَابُ الْجَنَّة الْعَالِيَة فَوقَ بَاب الْجَنَّة الَّتِي تِحْتَهَا وَكُلَّمَا عَلَت الْجَنَّة اتَّسَعَت، فَعَالِيَهَا أَوْسَعُ مِمَّا دُونَهُ وَسِعَة الْبَاب بِحَسَب وُسع الْجَنَّة وَلَعَلَّ هَذَا وَجْهُ الاختِلاَف الَّذِي جَاءَ فِي مَسَافَة مَا بَينَ مُصْرَاعَي الْبَاب فَإِنَّ أَبْوَابها بَعْضُهَا أَعْلَى مِنْ بَعْض (1)
* وَهَذِهِ الأَخْبَار الْمُتَقَدِّمَة فِي وَصْف أَبْوَاب الْجَنَّة كُلُّهَا صَحِيحَة فَحَدِيثُ «مَسِيرَةُ سَبْعِ سِنِينَ» . إِسْنَادُه صحيح، وَحَدِيثُ «لَكَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَر» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَحَدِيثُ: «مَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ سَنَةً» . رَوَاهُ مُسْلِم وَغَيرُه.
صِفَة أبوَاب الْجَنَّة
1802- عَنْ عَبدِ اللهِ بْنِ قَيس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ أَبوَابَ الْجَنَّة تَحتَ ظِلاَل السُّيُوف» . (2) =صحيح
1803- عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «دَخَلَ رَجُلٌ الْجَنَّة فَرَأَى عَلَى بَابِهَا مَكْتوباً: الصَّدَقَةُ بِعَشْرِ أَمْثاَلِهَا وَالْقَرْضُ بِثَمَانِيَةَ عَشَر» . (3) =حسن
__________
(1) حادي الأرواح (صـ 44) .
(2) متفق عليه، البخاري (2663) باب الجنة تحت بارقة السيوف، مسلم (1902) باب ثبوت الجنة للشهيد، واللفظ له.
(3) شعب الإيمان (3546) ، تعليق الألباني "حسن"، الترغيب والترهيب (900) ، الصحيحة (3407) .(1/617)
الْوَقْت الَّذِي فِيهِ تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّة
1804- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّة كُلَّ اثْنَينِ وَخَمِيس، وَتُعْرَضُ الأَعْمَالُ فِي كُلِّ اثْنَينِ وَخَمِيس» . (1) =صحيح
1805- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا دَخَلَ رَمَضَان فُتِحَت أَبْوَابُ الْجَنَّة وَغُلِّقَت أَبْوَاب جَهَنَّم وَسُلْسِلَت الشَّيَاطِين» . (2) =صحيح
عَمَل بِهِ تُفْتَحُ أَبْوَاب الْجَنَّة وَعَمَلٌ آخَر َيُنَادَى بِهِ مِنْهَا
1806- عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ، فَيُبْلِغُ - أَوْ فَيُسْبِغُ (3) - الْوُضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، إِلاَّ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يْدَخُلُ مِنْ أَيَّهَا شَاءَ» . (4) =صحيح
1807- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَينِ فِي سَبِيلِ اللهِ دَعَاهُ خَزَنَةُ الْجَنَّة كُلُّ خَزَنَة بَابٍ أَيْ فُلّ (5) هَلُمّ» . قَالَ أَبُو
__________
(1) ابن حبان (3636) ، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح"؛ ورواه مسلم (2565 (ومالك (1618 (بزياده.
(2) متفق عليه، البخاري (3103) باب صفة إبليس وجنوده، واللفظ له، مسلم (1079) باب فضل شهر رمضان.
(3) إسباغ الوضوء: أي: إكماله وإتمامه واستيعاب أعضائه بالماء كما هو مسنون وقال أبو العلا المبارك فوري: أي: إتمامه وإكماله باستيعاب المحل بالغسل وتطويل الغرة وتكرار الغسل ثلاثا.
(4) مسلم (234) باب الذكر المستحب عقب الوضوء، واللفظ له، أبو داود (169) ، باب ما يقول الرجل إذا توضأ، الترمذي (55) باب فيما يقال بعد الوضوء، تعليق الألباني "صحيح".
(5) فل: أي: فلان.(1/618)
بَكْر: يَا رَسُول اللهِ ذَاكَ الَّذِي لاَ تَوَى (1) عَلَيهِ فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنِّي لأرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُم» . (2) =صحيح
1808- عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُنْفِقُ مِنْ كُلِّ مَالٍ لَهُ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلاَّ اسْتَقْبَلَتْهُ حَجَبَةُ الْجَنَّةِ، كُلُّهُمْ يَدْعُوهُ إِلَى مَا عِنْدَهُ» . قُلْتُ: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: «إِنْ كَانَتْ إِبلاً فَبَعِيرَيْنِ، وَإِنْ كَانَتْ بَقَراً فَبَقَرَتَيْنِ» . (3) =صحيح
1809- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ (4) فِي سَبِيلِ اللهِ نُودِيَ فِي الْجَنَّةِ (5) : يَا عَبْدَ اللهِ! هَذَا خَيْرٌ فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلاَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّياَمِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ (6) » . قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا عَلَى أَحَدٍ يُدْعَى مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ كُلَّهَا؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «نَعَمْ، وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ» . (7) =صحيح
__________
(1) لا توى عليه: أي: لا خسارة ولا هلاك.
(2) متفق عليه، البخاري (2686) باب فضل النفقة في سبيل الله، واللفظ له، مسلم (1027) باب من جمع الصدقة وأعمال البر.
(3) النسائي (3185) فضل النفقة في سبيل الله تعالى، تعليق الألباني "صحيح".
(4) زوجين: أي: فرسان أو بعيران أو عبدان كما في الحديث السابق.
(5) نودي في الجنة: معناه أنه ينادى من كل باب من أبواب الجنة: يا عبد الله هذا فيما نعتقده خير لك من غيره من الأبواب لكثرة ثوابه ونعيمه فتعال فدخل منه.
(6) الريان: سمي باب الريان تنبيها على أن العطشان بالصوم في الهواجر سيروى وعاقبته إليه، وهو مشتق من الريّ.
(7) متفق عليه، البخاري (3466) باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - "لو كنت متخذا خليلا"، مسلم (1027) باب من جمع الصدقة وأعمال البر، واللفظ له.(1/619)
مَا جَاءَ فِي أَنَّ الْمَولُود الْمُتَوَفَى يَسْبِق أَبَاهُ إِلَى بَاب الْجَنَّة لِيَفْتَحه لَهُ
1810- عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّة، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ نَبِيُّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا جَلَسَ يَجْلِسُ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَفِيهِمْ رَجُلٌ لَهُ ابْنٌ صَغِيرٌ، يَأْتِيِه مِنْ خَلْفِ ظَهْرِهِ فَيُقْعِدُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَهَلَكَ، فَامْتَنَعَ الرَّجُلُ أَنْ يَحْضُرَ الْحَلْقَةَ لِذِكْرِ ابْنِهِ فَحَزِنَ عَلَيْهِ فَفَقَدَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: «مَالَي لا أَرَى فُلاناً؟!» . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! بُنَيَّهُ الَّذِي رَأَيْتَهُ هَلَكَ، فَلَقِيَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَسَأَلَهُ عَنْ بُنَيَّهِ؟ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ هَلَكَ، فَعَزَّاهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «يَا فُلانُ! أَيُّمَا كَانَ أَحَبُّ إِلَيْكَ، أَنْ تَمَتَّعَ بِهِ عُمُرَكَ؟ أَوْ لا تَأْتِي غَداً إِلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ إِلاَّ وَجَدْتَهُ قَدْ سَبَقَكَ إِلَيْهِ يَفْتَحُهُ لَكَ؟» . قَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ! بَلْ يَسْبِقُنِي إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَيَفْتَحُهَا لِي، لَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ، قَالَ: «فَذَاكَ لَكَ» . (1) =صحيح
مَنْ هُمْ أَصْحَابُ الْجَنَّة وَكَيْفَ يُعْرَفُون
1811- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَهْلُ الْجَنَّةِ مَنْ مَلأَ اللهُ أُذُنَيهِ مِنْ ثَنَاءِ النَّاسِ خَيْراً وَهُوَ يَسْمَعُ، وَأَهْلُ النَّارِ مَنْ مَلأَ اللهُ أُذُنَيهِ مِنْ ثَناءِ النَّاسِ شَرًّا وَهُوَ يَسْمَعُ» . (2) =حسن صحيح
1812- عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيِر الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يُوشِكُ أَنْ تَعْرِفُوا أَهْلَ الْجَنَّةِ مَنْ أَهْلِ النَّار» . قَالُوا: بِمَ ذَاكَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ: «بِالثَّنَاءِ الْحَسَن وَالثَّنَاءِ السِّيءِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ
__________
(1) النسائي (2088 (في التعزية، تعليق الألباني "صحيح".
(2) ابن ماجه (4224) باب الثناء الحسن، تعليق الألباني "حسن صحيح".(1/620)
بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ» . (1) =حسن
1813- عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ لَهُ ثَلاَثَةٌ إِلاَّ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ» . قَالَ: قُلْنَا: وَاثْنَانِ؟ قَالَ: «وَاثْنَانِ» . قَالَ: وَلَمْ نَسْأَلْ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ وَاحِد. (2) =صحيح
1814- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «أَيُّمَا مُسْلِمٌ شَهِدَ لَهُ أَرْبَعَةٌ بِخَيرٍ أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّة» . قُلنَا: وَثَلاثَة؟ قَالَ: «وَثَلاثَة» . قُلنَا: وَاثْنانِ؟ قَالَ: «وَاثْنَانِ» . ثُمَّ لَمْ نَسأَلهُ عَنْ الْوَاحِد. (3) =صحيح
1815- عَنِ الضَّحَاكِ بْنِ قَيْس الْفِهْرِي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِذَا أَتَى الرَّجُلُ الْقَومَ فَقَالُوا: مَرْحَباً، فَمَرْحَباً بِهِ يَوْمَ يَلْقَى رَبَّهُ، وَإِذَا أَتَى الرَّجُلُ الْقَوْمَ فَقَالُوا لَهُ: قَحْطاً (4) فَقَحْطاً لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» . (5) =صحيح
1816- عَنِ الرُّبيِّع بِنْتَ مُعَوِّذ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا صَلَّوا عَلَى جَنَازَةٍ فَأَثْنَوا خَيْراً، يَقُولُ الرَبُّ: أَجَزْتُ شَهَادَتهُمْ فِيْمَا يَعلَمُونَ، وَأَغْفِرُ لَهُ مَالاَ يَعْلَمُونَ» . (6) =صحيح
__________
(1) ابن ماجه (4221) الباب السابق، تعليق الألباني "حسن".
(2) الترمذي (1059) باب ما جاء في الثناء الحسن على الميت، تعليق الألباني "صحيح".
(3) البخاري (2500) باب تعديل كم يجوز.
(4) قحطا: قيل: القحط في كل شي قلة خيره، ومعنى الحديث أنه إذا كان ممن يقال له عند قدومه على الناس هذا القول فإنه يقال له مثل ذلك يوم القيامة. إن كان ترحيب فترحيب وإن كان غير ذلك يقال له أيضاً.
(5) مستدرك الحاكم (6235) ، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط مسلم"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (266) ، الصحيحة (1189) .
(6) البخاري في التاريخ الكبير (574) ، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (662) ، الصحيحة (1364) .(1/621)
1817- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرٌ فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ» . وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرٌّ فَقَالَ: «وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ» . قَالَ عُمَرُ: فِدًى لَكَ أَبِي وَأُمِّي، مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرٌ فَقُلْتَ: «وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ» . وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرٌّ، فَقُلْتَ: «وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ» . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْراً وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةِ، وَمَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الأَرْضِ» . (1) =صحيح
1818- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ أَعْرَابِياً أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا عَمِلْتُه دَخَلْتُ الْجَنَّة قَالَ: «تَعْبُد الله لاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ الْمَكْتُوبَة، وَتُؤدِّي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَة، وَتَصُومُ رَمَضَان قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ أَزِيدُ عَلَى هَذَا فَلَمَّا وَلَّى قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّة فَلْيَنْظُر إِلَى هَذَا» . (2) =صحيح
1819- عَنْ حَارِثَة بْنِ وَهْبٍ الْخُزَاعِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعَّفٍ (3) لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ (4)
__________
(1) متفق عليه، البخاري (1301) باب ثناء الناس على الميت، مسلم (949) باب فيمن يثنى عليه بخير أو شر من الموتى واللفظ له، ولفظ البخاري «وجبت» واحدة، وكذلك «أنتم شهداء الله في الأرض» .
(2) متفق عليه، البخاري (1333) باب وجوب الزكاة وقول الله تعالى {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة} مسلم (14) باب بيان الإيمان الذي يدخل به الجنة وأن من تمسك بما أمر به دخل الجنة.
(3) متضعف: أي: يستضعفه الناس ويحتقرونه ويتجبرون عليه لضعف حاله في الدنيا.
(4) لو أقسم على الله لأبره: أي: لو حلف على وقوع شيء أوقعه الله إكراما له.(1/622)
أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ؟ كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ (1) مُسْتَكْبِرٍ» . (2) =صحيح
خَلْق كُلهم فِي ضَمَانِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ
1820- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ للهِ - صلى الله عليه وسلم -: «ثَلاَثْةٌ فِي ضَمَانِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، رَجُلٌ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَرَجُلٌ خَرَجَ غَازِياً فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَرَجُلٌ خَرَجَ حَاجاً» . (3) =صحيح
1821- عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «ثَلاثَةٌ كُلُّهُمْ ضَامِنٌ عَلَى اللهِ إِنْ عَاشَ رُزِقَ وَكُفِي، وَإِنْ مَاتَ أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّة، مَنْ دَخَلَ بَيْتَهُ فَسَلَّمَ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللهِ، وَمَنْ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللهِ، وَمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَهُوَ ضَامِنٍ عَلَى اللهِ» . (4) =صحيح
1822- عَنْ عُبَادَة بْنِ الصَّامِت رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «اضْمَنُوا لِي سِتًّا أَضْمَنُ لَكُمْ الْجَنَّة، اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُم، وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدَتُمْ، وَأَدُوا إِذَا ائتُمِنتُم، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُم، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَكفُوا أَيْدِيكُم» . (5) =صحيح
__________
(1) عتل جواظ: العتل: هو الجافي الشديد الخصومة بالباطل وقيل: الجافي الفظ الغليظ، وجواظ: هو الجموع الممنوع، وقيل: كثير اللحم المختال في مشيته.
(2) متفق عليه، البخاري (4634) باب {عتل بعد ذلك زنيم} ، واللفظ له، مسلم (2853) باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء.
(3) حلية الأولياء، (9/251) ، مسند الحميدي (1090) باب الجهاد، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3051) ، الصحيحة (598) .
(4) ابن حبان (499) ، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "الحديث صحيح".
(5) ابن حبان (271) ، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح ورجاله ثقات إلا أن فيه انقطاعا".(1/623)
1823- عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ كَانَ ضَامِناً عَلَى اللهِ، وَمَنْ عَادَ مَرِيْضاً كَانَ ضَامِناً عَلَى اللهِ، وَمَنْ غَدَا إِلَى مَسْجِدٍ أَوْ رَاحَ كَانَ ضَامِناً عَلَى اللهِ، وَمَنْ دَخَلَ عَلَى إِمَام يُعَزِّزُهُ كَانَ ضَامِناً عَلَى اللهِ، وَمَنْ جَلَسَ فِي بَيْتِهِ لَمْ يَغْتَبْ إِنْسَاناً كَانَ ضَامِناً عَلَى اللهِ» . (1) =صحيح
1824- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «خَمْس مَنْ فَعَلَ وَاحِدَة مِنْهُنَّ كَانَ ضَامِناً عَلَى اللهِ: مَنْ عَادَ مَرِيضاً، أَوْ خَرَجَ مَعَ جَنَازَة، أَوْ خَرَجَ غَازِياً، أَوْ دَخَلَ عَلَى إِمَامه يُرِيدُ تَعْزِيزَهُ وَتَوْقِيرَهُ، أَوْ قَعَدَ فِي بَيْتِهِ فَسَلِمَ النَّاسُ مِنْهُ وَسَلِمَ مِنَ النَّاسِ» . (2) =صحيح
أَعْمَال تُوجِب الْجَنَّة
1825- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ قَالَ: رَضِيْتُ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلاَمِ دِيْناً، وَبِمُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - رَسُولاً، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةِ» . (3) =صحيح
1826- عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ أَذَّنَ
__________
(1) ابن حبان (373) ، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن"، مستدرك الحاكم (767) كتاب الإمامه وصلاة الجماعة، تعليق الحاكم "هذا حديث رواته مصريون ثقات ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "رواته ثقات".
(2) المعجم الكبير (55) ، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3253) ، الترغيب والترهيب (3471) ، ظلال الجنة (1021) .
(3) مسلم (1884) باب بيان ما أعده الله تعالى للمجاهد في الجنة من الدرجات، أَبو داود (1529) باب في الاستغفار، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح".(1/624)
ثِنْتَي عَشْرَةَ سَنَةً، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّة، وَكُتِبَ لَهُ بِتَأْذِينِهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ ستُّونَ حَسَنَةً وَلِكُلِّ إِقَامَةٍ ثَلاَثُونَ حَسَنَةً» . (1) =صحيح
1827- عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله! دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يُدْخِلْنِي الْجَنَّةِ قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ تَغْضَبْ وَلَكَ الْجَنَّةِ» . (2) =صحيح
1828- عَنْ أَبِي أُمَامَهَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِي فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ، لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلاَّ أَنْ يَمُوتَ» . (3) =صحيح
1829- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «للهَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْماً، مَنْ حَفِظَهَا دَخَلَ الْجَنَّة وَإِنْ اللهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ (4) » . (5) =صحيح
1830- عَنْ أبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «خَمْسٌ مَنْ عَمِلَهُنَّ فِي يَوْمٍ، كَتَبَهُ اللهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ: مَنْ عَادَ مَرِيْضاً وَشَهِدَ جَنَازَةً وَصَامَ يَوْماً وَرَاحَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَأَعْتَقَ رَقَبَةً» . (6) =صحيح
__________
(1) مستدرك الحاكم (736) باب فضل الصلوات الخمس، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط البخاري، وله شاهد من حديث عبد الله بن لهيعة وقد استشهد به مسلم رحمه الله"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط البخاري"، ابن ماجه (728) باب فضل الأذان وثواب المؤذنين، تعليق الألباني "صحيح".
(2) المعجم الأوسط (2353) ، مسند الشاميين (21) ، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (7374) .
(3) سنن النسائي الكبرى (9928 (ثواب من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (6464) .
(4) وتر يحب الوتر: أي: فرد واحد، ويحب الوتر: أي: تفضيل الوتر في الأعمال: فجعل الصلاة خمس والوضوء ثلاثا والسعي سبعا وأيام الأسبوع سبعا والوتر أيضا في الأكفان وإن كانت مرأة يظفر شعرها ثلاث ضفائر.. الخ.
(5) متفق عليه، البخاري (6047) باب لله عز وجل مائة اسم غير واحد، مسلم (2677) باب في اسماء الله تعالى وفضل من أحصاها، واللفظ له.
(6) ابن حبان (276) ، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده قوي".(1/625)
أَوَّل مَن يَقْرَع بَاب الْجَنة وَيَدْخُلهَا
1831- عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ اللهِ وَعِيْسَى كَلِمَةُ اللهِ وَرُوحه وَمُوْسَى كَلَّمَهُ اللهُ تَكْلِيْماً فَمَاذَا أُعْطِيتَ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «وَلَدُ آدَمَ كُلُّهُمْ تَحْتَ رَايَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يُفْتَحُ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ» . (1) =صحيح
1832- عَنْ أَنَس بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَنَا أَكْثَرُ الأنْبِيَاء تَبَعاً يَوْمَ الْقِيَامَة وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يَقْرَعُ بَاب الْجَنَّة» . (2) =صحيح
1833- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «آتِي بَاب الْجَنَّة يَوْمَ الْقِيَامَة فَأَسْتَفْتِح، فَيَقُولُ الْخَازِنُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُولُ: مُحَمَّد، فَيَقُولُ: بِكَ أُمِرتُ لاَ أَفْتَح لأحَدٍ قَبْلَكَ» . (3) =صحيح
أَوَّل زُمْرَة تَدْخُل الْجَنَّة
1834- عَنْ سَهلِ بْن سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَيَدْخُلنَّ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُون أَلفاً أَوْ سَبْعمائةِ أَلف (4) لاَ يَدْخُلُ أَوَّلَهُم حَتَّى يَدْخُلَ آخِرَهُمْ وُجُوههُم عَلَى صُورَة الْقَمَر لَيْلَةَ الْبَدْرِ» . (5) =صحيح
__________
(1) حديث المصيصي لوين (5) ، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (7118) ، الصحيحة (2411) .
(2) مسلم (196 (في قول النبي - صلى الله عليه وسلم - أنا أول الناس يشفع في الجنة وأنا أكثر الأنبياء تبعا، واللفظ له، أبو يعلى (3959) ، تعليق حسين سليم أسد "إسناده صحيح".
(3) مسلم (197) الباب السابق، أحمد (12420) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".
(4) هذا الشك من الراوي أبو حازم لا يدري أيهما قال.
(5) متفق عليه، البخاري (3075) باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة، واللفظ له، مسلم (219) باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولاعذاب.(1/626)
1835- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يَدخُل الْجَنَّة مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفاً زُمرَة وَاحِدَة مِنهُم عَلَى صُورَة الْقَمَر» . (1) =صحيح
1836- عَنِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يَدْخُل الْجَنَّة مِن أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفاً بِغَيرِ حِسَابٍ، هُمْ الَّذِينَ لاَ يَسْتَرقُونَ، وَلاَ يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلى رِبّهم يَتَوَكَّلُونَ» . (2) =صحيح
1837- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَلِجُ الْجَنَّة صُوْرَتهُمْ عَلَى صُوْرَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، لاَ يَبْصقُونَ فِيهَا، وَلاَ يَمْتَخِطُونَ، وَلاَ يَتَغوَطُونَ، آنِيَتَهُمْ فِيهَا الذَّهَبُ، أَمْشَاطُهُمْ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَمَجَامِرُهُمْ الأَلُوَّة (3) وَرَشْحُهُمُ (4) الْمَسْكُ وَلِكُلِّ، وَاحِدٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ مِنَ الْحُسْنِ، لاَ اخْتِلاَفَ بَيْنِهِم وَلاَ تَبَاغُضْ، قُلُوبُهُمْ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ يُسَبٍّحُونَ اللهَ بُكْرِةً وَعَشَياً» . (5) =صحيح
1838- عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «وَعَدَنِي رَبِّي سُبْحَانَهُ أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفاً لاَ حِسَابَ عَلَيْهِم وَلاَ عَذَاب، مَعَ كُلِّ أَلفٍ سَبْعُونَ أَلْفاً وَثَلاَثَ حَثَيَاتٍ مِنْ حَثَيَاتِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ» . (6) =صحيح
__________
(1) متفق عليه، البخاري (5474) باب البرود والحبرة والشملة، مسلم (217) الباب السابق، واللفظ له.
(2) متفق عليه، البخاري (6107) باب {ومن يتوكل على الله فهو حسبه} ، مسلم (218) الباب السابق.
(3) الألوة: البخور.
(4) رشحهم: الرشح هو: العرق.
(5) متفق عليه، البخاري (3073) باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة، واللفظ له، مسلم (2834) باب أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر وصفاتهم وأزواجهم.
(6) ابن ماجه (4286) باب صفة أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، تعليق الألباني "صحيح".(1/627)
1839- عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبدٍ السُّلَمِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ رَبِّي وَعَدَنِى أَنْ يُدْخِلَ - مِنْ أُمَّتِي - الْجَنَّةَ، سَبْعِينَ أَلْفاً بِغَيْرِ حِسَابٍ ثُمَّ يُتْبِعَ كُلَّ أَلْفٍ بِسَبْعِينَ أَلْفاً ثُمَّ يَحْثي بِكَفِّهِ ثَلاَثُ حَثَيَاتٍ (1) » . فَكَبَّرَ عُمَرُ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ السَّبْعِينَ أَلْفاً الأُولَ يُشَفِّعُهُم اللهُ فِي آبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ وَعَشَائِرِهِمْ، وَأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَ أُمَّتِي أَدْنَى الْحَثَواتِ الأَواخرِ» . (2) ... (3) *حسن أو صحيح
مَا جَاء فِي بَيَان نَعِيم الدُّنيَا مِنَ الآخِرَة وَأَنَّهُ لاَ شَيء
1840- عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ أَخَا بَنِي فِهْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «وَاللهِ مَا الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ هَذِهِ - وَأَشَارَ يَحْيَى بِالسَّبَّابَةِ - فِي الْيَمِّ (4) فَلْيَنْظُرْ بِمَ يَرْجِعُ (5) » . (6) =صحيح
1841- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَا مَثَلُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ، إِلاَّ مَثَلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ فِي الْيَمِّ فَلْيَنْظُر بِمَ يَرْجِعُ» . (7) =صحيح
__________
(1) ثلاث حثيات: كناية عن المبالغة في الكثرة.
(2) ابن حبان (7230) ، تعليق الألباني "حسن أو صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح لغيره".
(3) كذا قال عنه الشيخ الألباني رحمه الله والسبب هو: أن أحد رجال الحديث التبس على الشيخ فقال "ولم يترجح عندي: هل الصواب عامر أو عمرو؟! ، فإن كان عامر فهو تابعي وحديثه حسن، وإن كان عمرا - وهو صحابي - فالسند صحيح" انتهى كلامه، وقال عنه ابن حجر رحمة الله إسناده جيد.
(4) اليم: البحر.
(5) معنى الحديث: لو أن أحدا وضع إصبعه في البحر فإن القطرة أو القطرتين التي تعلق في إصبعه وتخرج هي الدنيا والبحر الآخرة، وهذا مثل ضرب في قصر مدة الدنيا وفناء لذاتها، ودوام الآخرة ودوام لذاتها ونعيمها.
(6) مسلم (2858) باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة، أحمد (18038) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".
(7) ابن ماجه (4108) باب مثل الدنيا، تعليق الألباني "صحيح".(1/628)
1842- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا أَخَذَتْ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ إِلاَّ كَمَا أَخَذَ مِخْيَطٌ غُمِسَ فِي الْبَحْرِ مِنْ مَائِهِ» . (1) =صحيح
1843- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَقَيْدُ سَوط أَحَدكم مِنَ الْجَنَّة خَيرٌ مِمَّا بَينَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ» . (2) =صحيح
1844- عَنْ سَهلِ بْنِ سَعدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّة خَيرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» . (3) =صحيح
1845- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَقَابُ قَوسٍ (4) أَوْ سَوطٍ فِي الْجَنَّة، خَيرٌ مِمَّا تَطْلُعُ عَلَيهِ الشَّمْسُ وَتَغْرُب» . (5) =صحيح
1846- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ خَافَ أَدْلَجَ وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِل أَلاَ إِنَّ سِلعَةَ اللهِ غَالِيَة أَلاَ إِنَّ سِلعَةَ اللهِ الْجَنَّة» . (6) =صحيح
مَا أَعَدَّ اللهُ لِعِبَادِةِ فِي الْجَنَّة
1847- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «قَالَ اللهُ تَعَالَى: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِيَ الصَّالِحِينَ مَالاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ» . فَاقْرَؤُوا إِنْ شِأْتُمْ: {فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ
__________
(1) المعجم الكبير (733) ، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5522) .
(2) أحمد (8152) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين".
(3) البخاري (3078) باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة.
(4) لقاب: القاب والقيب بمعنى: القدر.
(5) البخاري (2640) باب الغدوة والروحة في سبيل الله وقاب قوس أحدكم من الجنة، وأحمد (10265 (واللفظ له.
(6) الترمذي (2450) ، تعليق الألباني "صحيح".(1/629)
أَعْينٍ} » . (1) =صحيح
1848- عَنِ الْعِرْبَاضُ بْنُ سَارِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَخْرُجُ عَلَيْنَا فِي الصُّفَّةِ وَعَلَيْنَا الْحَوْتَكِيَّةُ (2) فَيَقُولُ: «لَوْ تَعْلَمُونَ مَا ذُخِرَ لَكُمْ مَا حَزِنْتُمْ عَلَى مَا زُوِيَ عَنْكُمْ، وَلَيُفْتَحَنَّ لَكُمْ فَارِسُ وَالرُّومُ» . (3) =صحيح
1849- عَنْ فُضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْ تَعْلَمُونَ مَا لَكُمْ عِنْدَ اللهِ لأَحْبَبْتُمْ أَنْ تَزْدَادُوا فَاقَةً وَحَاجَةً» . (4) =صحيح
1850- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ يَنْعَمُ لاَ يَبْأَسُ لاَ تَبْلَى ثِيَابُهُ وَلاَ يَفْنَى شَبَابُهُ» . (5) =صحيح
عَدَد دَرَجَات الْجَنَّة
1851- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «فِي الْجَنَّةِ مِئَةُ دَرَجَةٍ (6) مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَينِ مِئَةُ عَامٍ» . (7) =صحيح
__________
(1) متفق عليه، البخاري (3072) باب ما جاء في وصف الجنة وأنها مخلوقة، واللفظ له، مسلم (2824) كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها.
(2) الحوتكية: عمامة يتعمم بها الأعراب.
(3) أحمد (17201) ، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5261) .
(4) ابن حبان (722) ، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح".
(5) مسلم (2836) باب في صفات الجنة وأهلها وتسبيحهم فيها بكرة وعشيا، أحمد (9380) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم".
(6) مئة درجة: قال القاضي يحتمل أن هذا على ظاهره وأن الدرجات هنا المنازل التي بعضها أرفع من بعض في الظاهر وهذه صفة منازل الجنة كما جاء في أهل الغرف أنهما يتراءون كالكوكب الدري، وقال القرطبي: الدرجة المنزلة الرفيعة ويراد بها غرف الجنة ومراتبها التي أعلاها الفردوس قال: ولا يظن من هذا أن درجات الجنة محصورة بهذا العدد بل هي أكثر من ذلك ولا يعلم حصرها وعددها إلا الله تعالى ألا ترى أن في الحديث الآخر يقال لصاحب القرآن اقرأ وأرق فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها فهذا يدل على أن في الجنة درجات على عدد أي: القرآن وهي تنيف على ستة آلاف آية فإذا اجتمعت للإنسان فضيلة الجهاد مع فضيلة القرآن جمعت له تلك الدرجات كلها وهكذا كلما زادت أعماله زادت درجاته.
(7) الترمذي (2529) باب ما جاء في صفة درجات الجنة، تعليق الألباني "صحيح".(1/630)
1852- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ: «الْجَنَّةُ مَائَة دَرَجَة، مَا بَيْنَ كُلّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ» . (1) =صحيح
1853- عَنْ عبَادَة بْنِ الصَّامِت رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «الْجَنَّة مِائَة دَرَجَة مَا بَينَ كُلّ دَرَجَتَينِ مَسِيرَةُ مِائَةُ عَامٍ، وَالْفِردَوس أَعْلاَهَا دَرَجَة، وَمِنهُا تُفَجَّر الأَنْهَارُ الأَرْبَعَة، وَالْعَرشُ مِن فَوقِهَا فَإِذَا سَأَلْتُم اللهَ فَاسأَلُوهُ الْفِردَوس (2) الأَعْلَى» . (3) =صحيح
1854- عَنْ كَعْبِ بْنِ مُرَّةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ بَلَغَ الْعَدُوَّ بِسَهمٍ، رَفَعَ اللهُ بِهِ دَرَجَةً لَهُ» . فَقَالَ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَن بْن النَّحَّامِ: يَا رَسُولَ اللهِ! وَمَا الدَّرَجَة؟ قَالَ: «أَمَا إِنَّها لَيْسَتْ بِعَتَبَةِ أُمِّكَ! مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَينِ مِئَةُ عَامٍ» . (4) =صحيح
فَصْل
* يَتَفَاضَل النَّاس فِي الْجَنَّة كَمَا يَتَفَاضَلُونَ فِي الدُّنْيَا، كُلّ بِحَسَب إِيْمَانِه وَعَمَله الَّذِي كَانَ يَعْمَلُه فِي الدُّنْيَا، بَلْ إِنَّ تَفَاضُلُهم فِي الْجَنَّة أَكْبَر وَأَعْظَم مِن تَفَاضُلُهم فِي الدُّنْيَا، فَالْجَنَّة لَيْسَتْ دَرَجَة وَاحِدَه، بَلْ جِنَان مُتَعدِّدَة تَتَفَاوَت فِي الْحُسُن وَالنَّعِيم فَكُلَّمَا عَلَت الدَّرَجَة كَانَ النَّعِيم أَفْضَل، قَالَ تَعاَلَى {انظُرْ كَيْفَ
__________
(1) مسلم (1884) باب بيان ما أعده الله تعالى للمجاهد في الجنة من الدرجات، صفة الجنه لابي نعيم (230 (واللفظ له.
(2) الفردوس الأعلى: هو أفضل مكان في الجنة، والفرودس هو البستان الذي يجمع ما في البساتين من شجر وزهر ونبات.
(3) الأحاديث المختارة (394) ، تعليق عبد الملك بن دهيش "إسناده صحيح"، الترمذي دون قوله "الأعلى" (2531) ، تعليق الألباني "صحيح".
(4) ابن حبان (4597) ، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".(1/631)
فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْض} أَيْ النَّاس فِي الدُّنْيَا دَرَجَات فِي الْعَمَل وَالرِّزق وَغَيرها {وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً} . أَيْ وَكَذَلِكَ هُم فِي الآخِرَة هَذَا فِي الْغُرفَات فِي أَعْلَى الدَّرَجَات وَهَذَا فِي الْغَمَرَات فِي أَسْفَل الدَّرَكَات.
الدَّرَجَات الْعُلى
1855- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ أَهْلَ الدَّرَجَاتِ الْعُلى، يَرَاهُمْ مَنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ كَمَا يُرَى الْكَوْكَبُ الطَّالِعُ فِي الأُفُقِ مِنْ آفَاقِ السَّمَاءِ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْهُمْ وَأَنْعَمَا» . (1) =صحيح
1856- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَتَرَاءَوْنَ أَهْل الْغُرَفِ مِنْ فَوقِهِمْ، كَمَا تَتَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الْغَابِرَ (2) فِي الأُفُقِ (3) مِنَ الْمَشْرِقِ أَوْ الْمَغْرِبِ لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ» . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! تِلْكَ مَنَازِلُ الأَنْبِياءِ لاَ يِبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ؟ قَالَ: «بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! رِجَالٌ آمَنُوا بِاللهِ وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ» . (4) =صحيح
1857- عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيْهِمَا، وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيْهِمَا، وَمَا بِيْنَ الْقُوم وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلاَّ رَدَاءُ الْكِبْرِ عَلَى
__________
(1) ابن ماجه (96) باب في فضائل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، تعليق الألباني "صحيح".
(2) الدري الغابر: الدري: هو الكوكب العظيم، قيل: سمي دريا لبياضه كالدر، وقيل: لإضاءته، وقيل: شبه بالدر لكونه أرفع من باقي النجوم، كالدر أرفع الجواهر، الغابر: أي: الذاهب الماشي الذي تدلى للغروب وبعد عن العيون.
(3) الأفق: ناحية السماء.
(4) متفق عليه، البخاري (3083) باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقه، واللفظ له، مسلم (2831) باب إحلال الرضوان على أهل الجنة فلا يسخط عليهم أبدا.(1/632)
وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ (1) » . (2) =صحيح
الْعَمَل الَّذِي يُوْصِلُ إِلَى الدَّرَجَاتِ العُلى
* قَالَ تَعَالَى: {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}
* وَالْمَعْنَى: وَلِكُلِّ فَرِيق مِنْ أَهْل الْخَيْر وَأَهْل الشَّر مَنَازِل وَمَرَاتِب عِندَ الله يَوْمَ الْقِيَمَة بِأَعْمَالهم الَّتِي عَمِلُوهَا فِي الدُّنْيَا، كُل عَلَى وَفْق مَرْتَبَتِه، وَلِيوفِّيَهُم الله جَزَاء أَعْمَالَهُمْ، وَهُمْ لاَ يُظْلَمُون بِزِيَادَة فِي سَيِّئاتِهم، وَلاَ بِنَقص مِنْ حَسَنَاتِهِم.
* وَقَالَ تَعَالَى: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُون}
* وَالْمَعْنَى: السَّابِقُونَ لِفِعْلِ الْخَيْرَاتِ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا هُمْ السَّابِقُونَ إِلَى الدَّرَجَاتِ.
* وَقَالَ تَعَالَى: عَنْ مَنْ هَذِهِ حَالُهُمْ: {أُوَلئِكَ الْمُقَرَّبُونَ} وَأَخْبَرَ اللهُ سُبْحَانَهُ بِأَنَّ الْمُقَرَّبِينَ: {ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِين} وَهُمْ أَوَّلُ هَذِهِ الأُمَّةِ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ..: {وَقَلِيلاُ مِنَ الآخِرِينَ} الَّذِينَ يَأْتُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ.
__________
(1) وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبر على وجهه في جنة عدن: قال العلماء كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يخاطب العرب بما يفهمونه، ويقرب الكلام إلى أفهامهم، ويستعمل الاستعارة وغيرها من أنواع المجاز ليقرب، متناولها، فعبر - صلى الله عليه وسلم - عن زوال المانع ورفعه عن الأبصار بإزالة الرداء، وقوله: في جنة عدن، أي: الناظرون في جنة عدن فهي ظرف للناظر.
(2) متفق عليه، البخاري (7006) باب قول الله تعالى {وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة} مسلم (180) باب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم سبحانه وتعالى.(1/633)
* وَقَالَ تَعَالَى: {وَيُؤْتِي كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ}
* الْفَضْل: هُوَ الزِّيَادَة. وَالْمَعنَى: أَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ يُعْطِي كُلَّ ذِي زِيَادَةٍ فِي الطَّاعَةِ زِيَادَتَهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَالْهَا فِي {فَضْلِهِ} . عَائِدَة إِلَى الله تَعَالَى، فَكُلَّمَا زَادَ العّبْدُ فِي الْعَمَل زَادَ اللهُ فِي الْعَطَاءِ.
* وَقَالَ تَعَالَى {وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى} . فَشَرْط الدَّرَجَات الْعُلَى فِي هَذِهِ الآيَة هُوَ الإِيْمَان وَالْعَمَل الصَّالِح.
* وَقَالَ تَعَالَى {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} عَنِ ابْنِ عَبَّاس فِي تَفْسِير هَذِهِ الآيَة قَالَ: يَرفَع الله الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلم مِن الْمُؤمنين عَلَى الَّذِين لَمْ يُؤتَوا الْعِلم دَرَجَات.
1858- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الرَّجُلَ لَتَكُونُ لَهُ عِنْدَ اللهِ الْمَنْزِلَةُ، فَمَا يَبْلُغُهَا بِعَمَلٍ، فَلاَ يَزَالُ اللهُ يَبْتَلِيهِ بِمَا يَكْرَهُ، حَتَّى يُبَلِّغَهُ إِيَّاهَا» . (1) =صحيح
1859- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَكُونُ لَهُ عِندَ اللهِ الْمَنْزِلَة الرَّفِيعَة، مَا يَنَالُهَا بِعَمَلٍ، فَمَا يَزَالُ اللهُ يَبْتَلِيهِ بِمَا يَكْرَه، حَتَّى يُبَلِّغَهُ إِيَّاهَا» . (2) =صحيح
1860- عَنْ مُحَمَّد بْنِ خَالِد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ:
__________
(1) ابن حبان (2897) ، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن".
(2) أبو يعلى (6100) ، تعليق حسين سليم أسد "إسناده صحيح".(1/634)
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللهِ مَنْزِلَة لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ ابْتَلاهُ اللهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ، ثُمَّ صَبَّرَهُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى يُبَلِّغهُ الْمْنِزلَة الَّتِيِّ سَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللهِ تَعَالَى» . (1) =صحيح
1861- عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «صَلاَةٌ فِي إِثْرِ (2) صَلاَةٍ لاَ لَغْوَ (3) بَيْنِهِمَا كِتَابٌ فِي عِلِّيِّيِن» . (4) =حسن
1862- عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَهَا فِي عُمْرَتِهَا: «إِنَّ لَكِ مِنَ الأَجْرِ عَلَى قَدْرِ نَصَبَكِ وَنَفَقَتَكِ» . (5) =صحيح
1863- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَعْلَمَ مَالَهُ عِنْدَ اللهِ فَلْيَعْلَمْ مَا للهِ عِنْدَهُ (6) » . (7) =حسن
1864- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ تَوَاضَعَ للهِ رَفَعَهُ اللهُ» . (8) =صحيح
1865- عَنْ جَرِير قَالَ: قَالَ سَلْمَان: «يَا جَرِير تَوَاضَع للهِ فَإِنَّهُ مَنْ تَوَاضَعَ
__________
(1) أبو داود (3090) باب الأمراض المكفرة للذنوب، تعليق الألباني "صحيح".
(2) صلاة في إثر صلاة: أي: صلاة خلف صلاة، وصلاة بعد صلاة.
(3) لا لغو: الغو هو كل قول أو فعل لا فائدة منه في الدنيا ولا في الآخرة.
(4) أَبو داود (1288) باب صلاة الضحى، تعليق الألباني "حسن".
(5) مستدرك الحاكم (1733) كتاب المناسك، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وله شاهد صحيح"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3923) .
(6) معنى الحديث أن الناس في فعل الأوامر وترك المناهي درجات فأوفرهم حظا منها أعظمهم درجة عنده.
(7) حلية الأولياء (6 / 176 (عن أبي هريرة، (6 / 216 (عن سمرة، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (6006) ، الصحيحة (2310) .
(8) حلية الأولياء (8 / 46) ، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (6162) .(1/635)
للهِ فِي الدُّنْيَا رَفَعَهُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَة، يَا جَرِير هَلْ تَدْرِي مَا الظُّلُمَات يَوْمَ الْقِيَامَة؟» قَالَ: قَلْتُ: لاَ أَدْرِي، قَالَ: «ظُلم النَّاس بَينَهُم فِي الدُّنْيَا» قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ عُوَيداً لاَ أَكَادُ أَرَاهُ بَينَ أُصْبُعَيه، فَقَالَ: «يَا جَرِير لَوْ طَلَبْتَ فِي الْجَنَّة مِثلَ هَذَا الْعُود لَمْ تَجِدهُ» . قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا عَبدِاللهِ فَأَيْنَ النَّخْل وَالشَّجَر وَالثَّمَر فَقَالَ: «أُصُولُهَا اللُّؤلُؤ وَالذَّهَب وَأَعْلاَها الثَّمَار» . (1) ... (2) *صحيح
1866- عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الَّذِينَ يَصِلوُنَ الصُّفُوف، وَمَنْ سَدَّ فُرْجَة رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً» . (3) =صحيح
1867- وَعَنْهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَت: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ سَدَّ فُرْجَة رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، وَبَنَى لَهُ بَيتاً فِي الْجَنَّة» . (4) =صحيح
1868- عَنِ ابْنِ بُرَيدَة، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - سَمِعَ خَشْخَشَةً أَمَامَهُ (5) فَقَالَ: «مَنْ هَذَا؟» . قَالُوا: بِلاَلٌ، فَأَخْبَرَهُ، وَقَالَ: «بِمَ سَبَقْتَنِي إِلَى الْجَنَّةِ؟!» . فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا أَحْدَثْتُ إِلاَّ تَوَضَّأْتُ، وَلاَ تَوَضَّأْتُ إِلاَّ رَأَيْتُ أَنَّ للهِ عَلَيَّ رَكْعَتَينِ أُصَلِّيهِمَا قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «بِهَا (6) » . (7) =صحيح
__________
(1) مصنف ابن أبي شيبة (34663) ، الزهد لابن السري (1 / 91) ، واللفظ له.
(2) رجال هذا الحديث رجال البخاري ومسلم.
(3) ابن ماجه (995) باب إقامة الصفوف، تعليق الألباني "صحيح".
(4) المعجم الأوسط (5797) ، تعليق الألباني قال في الصحيحة (1892) ، بعد أن عزى الحديث إلى أمالي المحاملي قال "هذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن عبد العزيز الجروي، فهو من شيوخ البخاري".
(5) أمامة: أي: في الجنة. ...
(6) بها: جواب لسؤله «بما سبقتني» .
(7) ابن حبان (7045) ، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".(1/636)
مَا يَمْنَع مِنَ الْصُول إِلَى الدَّرَجَاتِ الْعُلَى
1869- عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «احْضُرُوا الذِّكْرَ وَادْنُوا مِنَ الإِمَامِ (1) فَانَّ الرَّجُلَ لاَ يَزَالُ يَتَبَاعَد حَتَّى يُؤَخَّرُ (2) فِي الْجَنَّةِ وَإِنْ دَخَلَهَا» . (3) =صحيح
1870- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - رَأَى فِي أَصْحَابِهِ تَأَخُّرا، فَقَالَ لَهُمْ: «تَقَدَّمُوا فَائْتَمُّوا بِي وَلْيَأتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ (4) وَلاَ يَزَالُ قُوْمٌ يَتَأخَّرُونَ (5) حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ» . (6) =صحيح
1871- عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لا يَزَالُ قَْْْْْوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ عِنَ الصَّفِّ الأوَّلِ، حَتَّى يُؤَخِّرَهُمْ اللهُ فِي النَّارِ» . (7) =صحيح
1872- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْن عَمْرو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ مَنَعَ فَضْلَ مَائِهِ أَوْ فَضْلَ كَلَئِهِ مَنَعَهُ اللهُ فَضْلَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» . (8) =صحيح
__________
(1) أحضروا الذكر ودنوا من الإمام: المراد يوم الجمعة.
(2) حتى يؤخر: أي: عن الدرجات العلى في الجنة.
(3) أحمد (20130) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن عبد الله - وهو ابن المديني - فمن رجال البخاري".
(4) فأتموا بي وليأتم بكم من بعدكم: أي: اقتدوا بأفعالي وليقتد بكم من بعدكم مستدلين بأفعالكم على أفعالي.
(5) لا يزال قوم يتأخرون: أي: عن الصف الأول، حتى يؤخرهم الله عز وجل: أي: عن دخول الجنة فيكون الجزاء من جنس العمل، يتأخرون فيؤخرون، ومن تأخر في دخول الجنة فهو من باب أول أن يؤخر عن الدرجات العلى، والله تعالى أعلم.
(6) أبو داود (680) باب صف النساء وكراهية التأخر عن الصف الأول، تعليق الألباني "صحيح".
(7) أبو داود (679) الباب السابق، تعليق الألباني "صحيح".
(8) مصنف عبد الرزاق (14491 ("عن طاووس مرسل ورجاله رجال البخاري ومسلم"، أحمد (6673) ، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (6560) ، الصحيحة (1422) .(1/637)
1872- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ مَنَعَ فَضْلَ الْمَاء ليَمْنَع بِهِ الْكَلأ (1) مَنَعَهُ اللهُ فَضْلَ رَحْمَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَة» . (2) =صحيح
1873- وَعَنْهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ: رَجُلٌ حَلَفَ عَلَى سِلْعَةٍ لَقَدْ أَعْطَى بِهَا أَكْثَرَ مِمَّا أَعْطَى وَهُوَ كَاذِبٌ، وَرَجُلٌ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ كَاذِبَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ رَجُلٍ مُسْلِمٍ، وَرَجُلٌ مَنَعَ فَضْلَ مَاءٍ، فَيَقُولُ اللَّهُ: الْيَوْمَ أَمْنَعُكَ فَضْلِي كَمَا مَنَعْتَ فَضْلَ مَا لَمْ تَعْمَلْ يَدَاكَ» . (3) =صحيح
1873- عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَنْ يَلِجَ الدَّرَجَات الْعُلَي مَنْ تَكَهَّنَ أَوْ تُكُهِّنَ لَهُ أَوْ رَجَعَ مِنَ سَفَرٍ تَطَيّرا» . (4) =حسن
1874- عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: «لاَ يُصِيبُ أَحَدٌ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ نَقَصَ مِنْ دَرَجَاتِهِ عِنْدَ اللهِ وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ كَرِيْماً» . (5) ... (6) *صحيح
فَصْل
* يَشْهَد لِقَوْل ابْن عُمَرَ قَوْلهُ - صلى الله عليه وسلم -: «الْمُكْثِرُونَ هُم الْمُقِلُّونَ يَوْمَ
__________
(1) من منع فضل الماء ليمنع به الكلأ: معنى الحديث أن تكون لإنسان بئر مملوكة له بالفلاة وفيها ماء فاضل عن حاجته ويكون هناك كلأ ليس عنده ماء إلا هذا البئر وبطبيعة الحال فإن أصحاب الغنم لا يرعون إلا في مكان بقربه ماء فلا يمكنهم منه وبهذه الحال لن يرعوا في ذلك المكان فيكون قد منعهم الماء ليبعدهم عن ذلك الكلأ، وفي هذه الحال يحرم عليه منع فضل هذا الماء للماشية ويجب بذله بلا عوض لأنه إذا منع بذله إمتنع الناس من رعي ذلك الكلأ.
(2) مسند الشافعي (1496) ، "إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم"، تعليق ماهر ياسين "صحيح".
(3) البخاري (2240) باب من رأى أن صاحب الحوض والقربة أحق بمائه، ورواه مسلم بلفظ مقارب (108) .
(4) الفوائد لتمام الرازي (1444) ، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (5226) .
(5) مصنف أبن أبي شيبة (34628) ، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (3220) .
(6) رجال هذا الحديث رجال البخاري ومسلم.(1/638)
الْقِيَامَه» . متفق عليه.
* وَفِي لَفْظٍ لابنِ حِبَان: «وَإِنَّ الأَكْثَرِينَ هُم الأَسْفَلُونَ» .
* وَاسْتَثْىَ مِنْهُمْ الْمُتَصَدِّقِين، فَقَالَ: «إِلاَّ مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَمِن خَلْفِهِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
* وَفِي لَفْظٍ عِندَ التِّرْمِذِي قَالَ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْمُتَصَدق أَنَّهُ: «بِأَفْضَل الْمَنَازِل» .
* وَقَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْسَّرِيَّة الَّتِي تَغْنَم: «مَا مِنْ غَازِيَة تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللهِ فَيُصِيبُونَ الْغَنِيمَة إِلاَّ تَعَجَّلُوا ثُلُثَي أَجْرَهُمْ مِنَ الآخِرَة وَيَبْقَى لَهُم الثُّلُث» . وَسْتَثْنَى مِنْ ذَلِكَ السَّرِيَّه الَّتِي لاَ تَغْنَمُ فَقَالَ: «وَإِنْ لَمْ يُصِيبُوا غَنِيمَة تَمَّ لَهُمْ أَجْرَهُمْ» . مسلم. تقدم برقم (717) .
* وَإِذَا كَانَ هَذَا الْمُجَاهِد الَّذِي هُوَ مِنْ أَكْرَم الْخَلق عَلَى اللهِ نَقَصَ ثُلُثَي أَجْرَهُ بِسَبَب غَنِيمَة أَصَابَهَا فَكَيْفَ بِغَيْرِهِ مِنْ أَهْل النِّعَم.
* قَالَ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ كَرَامَة الْمُجَاهِد أَنَّهُ: «يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا فَيُقْتَل عَشْرَ مَرَّاتٍ لِمَا يَرَى مِنَ الْكَرَامَة» . (1) وَهَذَا كُلُّه تَصْدِيق لِقَولِ ابْنِ عُمَر: إِلاَّ نَقَصَ مِنْ دَرَجَاتِهِ عِنْدَ اللهِ وَإِنْ كَانَ عَلَيهِ كَرِيْماً.
* وَهَذِهِ نُصُوص صَحِيحَة صَرِيْحَة فِي أَنَّ مَنْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ بِنِعْمَه كَانَتْ سَبَب لِهُبُوطِ دَرَجَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَة إِلاَّ مَنْ سَخَّرَهَا للآخِرَة وَإِنْ فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ
__________
(1) متفق عليه، البخاري (2662) باب تمني المجاهد أن يرجع إلى الدنيا، مسلم (1877) باب فضل الشهاده في سبيل الله تعالى.(1/639)
الْعَكْس بَدَلاً مِنَ الْهُبوط، الصّعود وَالإِرْتِفَاع.
وَهَذَا نِدَاءُ لِلاَغْنِيَاء وَلِلفُقَرَاء.
إِعْلَمْ أَيُّهَ الْغَنِي أَنَّكَ الْمَعْنِي بِقَوْلِهِ - صلى الله عليه وسلم -: «هُم الأَسْفَلُونَ» وَبِقَوْلِهِ - صلى الله عليه وسلم -: «بَأَفْضَلِ الْمَنَازِل» . فَخْتَر أَيّهُمَا شِئْتَ
* وَأْعْلَمْ أَيُّهَ الْفَقِيْر الْمُحْتَسِب: أَنَّ اللهَ تَعَالَى لَمْ يَمْنَعْكَ مِنْ فَضْلِهِ فِي الدُّنْيَا إِلاَّ لِيُعْطِيَك فِي الآخِرَة؛ وَأَنَّ الْفَقْرَ عَلاَمَة لِحُبِّ الرَّسُول - صلى الله عليه وسلم - كَمَا قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الْفَقْرَ أَسْرَعُ إِلَى مَنْ يُحِبُني مِنَ السَّيْلِ إِلَى مَعَادِنِه» . رَوَاه الطَّبَرَانِي وَهُوَ حَدِيثٌ حَسَنْ
وَقَاَل أَيْضاً: «إِنَّ الرَّجُلَ لَتَكُونُ لَهُ عِنْدَ اللهِ الْمَنْزِلَةُ، فَمَا يَبْلُغُهَا بِعَمَلٍ، فَلاَ يَزَالُ اللهُ يَبْتَلِيهِ بِمَا يَكْرَهُ، حَتَّى يُبَلِّغَهُ إِيَّاهَا» .
دَرَجَة الْمُقَرَّبِين وَأَصْحَابَ الْيَمِينِ
* ذَكَرَ اللهُ تَعَالَى مَنْزِلَةَ الْمُقَرَّبِين فِي سُورَة الرَّحْمنِ، وَوَصَفَهَا وَمَنْزِلَة أَصْحَابَ الْيَمِينِ وَوَصَفَهَا، وَكَذَلِكَ فِي سُوْرَة الْوَاقِعَة.
* فَقَالَ تَعَالَى عَنْ مَنْزِلَة الْمُقَرَّبِينَ.
{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}
* وَقَالَ عَنْ مَنْزِلَة أَصْحَاب الْيَمِين {وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ} فَهِيَ دُونَ الأُولَى فِي الْفَضْل فَالْجَنَّتَان الأُولى لِلمُقَرَّبِينَ، وَالأخُرى لأَصْحَاب الْيَمِين.(1/640)
* وَذَكَرَ اللهُ سُبْحَانَهُ لِهَذِهِ أَوْصَاف وَلِهَذِهِ أَوْصَاف.
* فَقَالَ عَنْ مَنْزِلَة الْمُقَرَّبِين.
{ذَوَاتَا أَفْنَانٍ} أَي أَغْصَان نَضِرَة حسنةٌ، تَحْمِلُ مِنْ كُلِّ ثَمَرَةٍ نَضِيجَة فَائِقَة.
* وَقَالَ عَنْ مَنْزِلَة أَصْحَاب الْيَمِينِ {مُدْهَامَتَانِ} أَي سَوْدَاوُانِ مِنْ شِدَّةِ الإِخْضِرَار وَالرَّي مِنَ الْمَاءِ.
* وَقَالَ تَعَالَى عَنْ أَنْهَار الْمُقَرَّبِينَ {فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ} تَجْرِيَانِ بِالمَاءِ الزُّلاَلِ إِحْدَاهُمَا: السَلْسَبِيل، وَالأُخْرَى: التَّسْنِيم.
* وَقَالَ عَنْ أَصْحَاب الْيَمِينِ {فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ} أَي فَيَّاضَتَانِ، وَالْجَرِي أَقْوَى مِنَ النَّضَخ.
* وَقَالَ تعالى عَنْ مَنْزِلَة الْمُقَرَّبِين {فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ}
* وَقَالَ عَنْ مَنْزِلَة أَصْحَاب الْيَمِينِ {فِيهِمَا فَاكِهَةُُ وَنَخْلُُ وَرُمَّان} وَلاَ شَكَّ أَنَّ الأُولَى أَعَمُّ وَأَكْثَر.
* وَقَالَ عَنْ أَزْوَاج الْمُقَرَّبِينَ {فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ}
* وَقَالَ عَنْ مَنْزِلَة أَصْحَاب الْيَمِينِ {حُورُُ مَقْصُورَاتُُ فِي الْخِيَامِ} وَلاَ شَكَّ أَنَّ الَّتِي قَدْ قَصَرَتْ طَرْفهَا بِنَفْسهَا أَفْضَل مِمَّن قُصِرَتْ.
* وَقَالَ فِي وَصْفِ أَزْوَاجِ الْمُقَرَّبِينَ {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} أَي(1/641)
هُنَّ فِي الصَّفَاءِ كَاليَاقُوتِ، وَفِي الْبَيَاضِ كَالْمَرجَانِ.
* وَقَالَ عَنْ مَنْزِلَة أَصْحَاب الْيَمِين {فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانُُ} مُفْرَدهَا خَيِّرَه وَهِيَ الْمَرأة الْحَسَنةُ الْخَلْقِ وَالْوَجْهِ.
* وَقَالَ تَعَالَى فِي سُوَرة الْوَاقِعَة عَنْ أَزْوَاج الْمُقَرَّبِينَ.
{كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُوءِ الْمَكْنُونِ} فِي صَفَائِهِنَّ كَصَفَاءِ اللُّؤْلُوءِ، وَالْمَكْنُون: الَّذِي لَمْ يُغَيِّره الزَّمَانْ وَاخْتِلاَف أَحْوَالِهِ، فَهُنَّ كَاللُّؤْلُوءِ حِينَ يَخْرُجُ مِنْ صَدَفِة الَّذِي لَمْ تَمَسُّهُ الأَيْدِي.
* وَقَالَ عَنْ أَزْوَاج أَصْحَاب الْيَمينِ.
{إِنَّا أَنْشَأنَاهُنَّ إِنْشَاءً فَجَعَلنَاهُنَّ أَبْكَاراً عُرُباً أَتْرَاباً} إِنَّا أَنْشَأنَاهُنَّ: أَي إِنَّا أَعَدْنَاهُنَّ بَعدَ الشَّمط وَالْكبَرِ، صِغَاراً. عُرُباً: العُرُب الْعَوَاشِق لأَزْوَاجِهِنَّ وَأَزْوَاجُهُنَّ لَهُنَّ عَاشِقُون، أَتْراباً: أَي فِي سِنٍّ وَاحِد ثَلاثً وَثَلاَثِينَ سَنَة.
جَنَّةُ الْفِردَوس
1875- عَنْ سَمُرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الْفِردَوْس رَبوَة الْجَنَّةِ (1) وَأَعْلاَهَا وَأَوْسَطُهَا (2) وَمِنْهَا تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ» . (3) =صحيح
__________
(1) ربوة الجنة: أي: أرفعها، والربوة الموضع المرتفع من الأرض كقوله تعالى {كمثل جنة بربوة} وقوله تعالى {وءاويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين} .
(2) أعلاها وأوسطها: لا يكون أعلى الشيء أوسطه إلا في مثل القبة فإن أعلى القبة أوسطها، وقال أبو حاتم "قوله - صلى الله عليه وسلم - فهو أوسط الجنة يريد به ان الفردوس في وسط الجنان في العرض وقوله وهو أعلى الجنة يريد به في الارتفاع". وقول أبو حاتم هذا يؤيد القول الأول، وقال ابن القيم عن وصفه للفردوس: وسط الجنان وعلوها فلذاك كانت قبة من احسن البنيان.
(3) المعجم الكبير (6886) ، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (4283) ، الصحيحة (2003) .(1/642)
1876- عَنِ الْعَرْبَاضِ بْنِ سَارِيَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا سَأَلتُمُ الله تَعَالَى فَسْلَوهُ الْفِردَوسَ، فَإِنَّهُ سِرُّ (1) الْجَنَّةِ» . (2) =صحيح
1877- عَنْ عبَادَة بْنِ الصَّامِت رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «الْجَنَّة مِائَة دَرَجَة مَا بَينَ كُلّ دَرَجَتَينِ مَسِيرَةُ مِائَةُ عَامٍ، وَالْفِردَوس أَعْلاَهَا دَرَجَة وَمِنهُا تُفَجَّر الأَنْهَارُ الأَرْبَعَة وَالْعَرشُ مِن فَوقِهَا فَإِذَا سَأَلْتُم اللهَ فَاسأَلُوهُ الْفِردَوس الأَعْلَى» . (3) =صحيح
1878- عَنْ أَنَسِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَا أُمَّ حَارِثَة إِنَّهَا لِجِنَان، وَإِنَّ حَارِثَة فِي الْفِردَوس الأَعلَى، فَإِذَا سَأَلْتُم الله فَسْلَوُه الْفِردَوس» . (4) =صحيح
مَنْزِلَة الشُهَدَاء
1879- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّة مِئَة دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللهُ لِلمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ، بَينَ الدَّرَجَتَينِ كَمَا بَينَ السَّمَاءِ وَالأرضِ، فَإِذَا سَأَلْتُم الله فَاسَأُلوُه الْفِردَوسَ فَهُوَ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَهُوَ أَعْلَى الْجَنَّةِ وَفَوْقَهُ الْعَرش وَمِنهُ تُفَجَّرُ انْهَار الْجَنَّة» . (5) =صحيح
__________
(1) سر الجنة: يعني أفضل موضع فيها، والسر: جوف كل شيء ولبه وخالصه.
(2) البزار (3512) ، المعرفة والتاريخ للفسوي (2 / 203) ، البخاري في التاريخ الكبير (2273) ، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (592) ، الصحيحة (2145) ،
(3) الأحاديث المختارة (394) تعليق عبد الملك بن دهيش "إسناده صحيح"، الترمذي دون قوله "الأعلى" (2531) ، تعليق الألباني "صحيح".
(4) البخاري (2654) باب من أتاه سهم غرب فقتله، ابن حبان (954) ، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".
(5) البخاري (2637) باب درجات المجاهدين في سبيل الله، ابن حبان (7347) ، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح".(1/643)
1880- عَنْ أَنَس بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا مِنْ أَحَدٍ يَدْخُل الْجَنَّة يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنيَا وَأَنَّ لَهُ مَا عَلَى الأَرْض مِنْ شَيء، غَيرَ الشَّهِيد فَإِنَّهُ يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِع فَيُقتَل عَشْرَ مَرَّاتٍ لِمَا يَرَى مِنَ الْكَرَامَة» . (1) =صحيح
مَنْزِلَة وَفَضْل شَهِيد الْبَحْر
1881- عَنْ أُمِّ حَرَامٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: «الْمَائدُ (2) فِي الْبَحْرِ الَّذِي يُصِيْبَهُ الْقَيء لَهُ أَجْر شَهِيد، وَالْغَرِق (3) لَهُ أَجْرُ شَهِيدَينِ» . (4) =حسن
1882- وَعَنْهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - غَزَاةَ الْبَحْرِ فَقَالَ: «لِلْمَائِد أَجْرُ شَهِيدٍ وَلِلْغَرِيقِ أَجْرُ شَهِيْدَينِ» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ قَالَ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا مِنْهُمْ» فَرَكِبَتِ الْبَحْرَ فَلَمَّا خَرَجَتْ رَكِبَتْ دَابَّة فَسَقَطَتْ فَمَاتَتْ. (5) =صحيح
1883- عَنِ ابْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «غَزْوَةٌ فِي الْبَحْرِ، خَيرٌ مِنْ عَشْرِ غَزَوَاتٍ فِي الْبَرِّ، وَمَنْ أَجَازَ الْبَحْرَ، فَكَأَنَّمَا أَجَازَ الأَودِيَة كُلَّهَا وَالْمَائِدُ فِيهِ كَالْمُتَشَحِّطِ فِي دَمِهِ» . (6) =صحيح
__________
(1) متفق عليه، البخاري (2635) باب أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله، مسلم (1878) باب فضل الشهادة في سبيل الله تعالى، واللفظ له.
(2) المائد: هو الذي يدور رأسه من ريح البحر واضطراب السفينة بالأمواج من الميد وهو التحرك والاضطراب.
(3) الغرق: بكسر الراء الذي يموت بالغرق، وقيل هو الذي غلبه الماء ولم يغرق فإذا غرق فهو غريق.
(4) أبو داود (2493) باب فضل الغزو في البحر، تعليق الألباني "حسن".
(5) المعجم الكبير (25 / 133 رقم 324) ، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5187) .
(6) مستدرك الحاكم، (2634) كتاب قسم الفي، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه"، =(1/644)
أَسْبَاب نَيل أَجْر ومَنْزِلَة الشُّهَدَاء وَمُرَافَقَةَ الأنْبِيَاء
1884- عَنْ سَهْلِ ابْنِ حُنَيْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ سَأَلَ اللهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ، بَلَّغَهُ اللهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ، وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ» . (1) =صحيح
1885- عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ سَأَلَ اللهَ الْقَتْلَ فِي سَبِيلِهِ، صَادِقاً مِنْ قَلْبِهِ؛ أَعْطَاهُ اللهُ أَجْرَ الشَّهَادَةِ» . (2) =صحيح
1886- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ طَلَبَ الشَّهَادَةَ صَادِقاً؛ أُعْطِيَهَا وَلَوْ لَمْ تُصِبْهُ» . (3) =صحيح
1887- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ سَأَلَ اللهَ الْقَتْلَ فِي سَبِيلِ اللهِ صَادِقاً ثُمَّ مَاتَ أَعْطَاهُ اللهُ أَجْرَ شَهِيدٍ» . (4) =صحيح
1888- عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ جَهَّزَ غَازِياً فِي سَبِيلِ اللهِ، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِ الْغَازِي شَيئاً» . (5) =صحيح
__________
= تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط البخاري"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (4154) .
(1) مسلم (1909) باب استحباب طلب الشهادة في سبيل الله تعالى، ابن حبان (3192) ، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الصحيح".
(2) الترمذي (1654) باب ما جاء فيمن سأل الشهادة، تعليق الألباني "صحيح".
(3) مسلم (1908) باب استحباب طلب الشهادة في سبيل الله تعالى.
(4) مستدرك الحاكم (2411) كتاب الجهاد، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط البخاري ومسلم"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (6277) .
(5) ابن ماجه (2759) باب من جهز غازيا، تعليق الألباني "صحيح".(1/645)
1889- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ جَهَّزَ غَازِياً فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ خَلَفَهُ فِي أَهْلِهِ (1) كُتِبَ لَهُ مِثلُ أَجْرِهِ، حَتَّى إِنَّهُ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الْغَازِي شَيءٌ» . (2) =صحيح
1890- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ جَهَّزَ غَازِياً فَلَهُ مِثلُ أَجْرِهِ، وَمَنْ خَلَفَ غَازِياً فِي أَهْلِهِ فَلَهُ مِثلُ أَجْرِهِ» . (3) =صحيح
1891- عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِت رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ جَهَّزَ غَازِياً فِي سَبِيلِ اللهِ، فَلَهُ مِثلُ أَجْرِهِ، وَمَنْ خَلَفَ غَازِياً فِي أَهْلِهِ بِخَيرٍ، أَوْ أَنْفَقَ عَلَى أَهْلِهِ فَلَهُ مِثلُ أَجْرِهِ» . (4) =حسن
1892- عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «الْفَارّ مِنَ الطَّاعُونِ كَالفَارّ مِنَ الزَّحْفِ، وَالصَّابِرُ فِيهِ لَهُ أَجْرُ شَهِيد» . (5) =صحيح
1893- عَنْ أَبِي هُرَيْرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «السَّاعِي (6) عَلَى الأَرَمَلَةِ وَالْمِسْكِين كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ - وَأَحْسِبُهُ قَالَ - وَكَالْقَائِمِ لاَ يَفْتُرُ وَكَالصَّائِم لاَ يُفْطِرُ» . (7) =صحيح
1894- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ
__________
(1) خلفه في أهله: أي: أهل الغازي من قضاء حوائجهم والإنفاق عليهم ومساعدتهم في أمرهم.
(2) ابن حبان (4611) ، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".
(3) ابن حبان (4613) ، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "رجاله ثقات رجال الصحيح".
(4) المعجم الأوسط (7883) ، تعليق الألباني "حسن"، الترغيب والترهيب (1239) ، الصحيحة (2690) .
(5) أحمد (14811) ، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (4277) .
(6) الساعي: المراد بالساعي الكاسب لهما، العامل لمؤنتهما.
(7) البخاري (5661) باب الساعي على المسكين، مسلم (2982) باب الإحسان إلى الأرملة والمسكين واليتيم.(1/646)
وَالْمِسْكِين كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ الْقَائِم اللَّيِل الْصَائِم النَّهَار» . (1) =صحيح
1895- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «كَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ (2) أَنَا وَهُوَ كَهَاتَينِ فِي الْجَنَّةِ» . وَأَشَارَ مَالِكٌ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى. (3) =صحيح
1896- عَنْ سَهْلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَنَا وَكَافِلُ (4) الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا» . وَأَشَارَ (5) بِالسَّبَّابَةِ وَالْوَسْطَى (6) وَفَرَّجَ بَينِهِمَا شَيْئاً. (7) =صحيح
1897- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ جَاءَ مَسْجِدِي هَذَا، لَمْ يَأْتِهِ إِلاَّ لِخَيْرٍ يَتَعَلَّمُهُ أَوْ يُعَلِّمُهُ، فَهُوَ فِي مَنْزِلَةِ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَنْ جَاءَ لِغَيْرِ ذَلِكَ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الرَّجُلِ يَنْظُرُ إِلَى مَتَاعِ غَيْرِهِ» . (8) =صحيح
1898- عَنْ عَبدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ» . (9) =صحيح
__________
(1) البخاري (5038) باب فضل النفقة على الأهل.
(2) له أو لغيره: له أي: أن يكون اليتيم قريبا له ابن أخيه أو ابن أخته أو ابن ابنه أو ابن بنته وغيرهم من أقاربه، والذي لغيره: أن يكون اليتيم: أجنبيا ليس بينهما قرابة.
(3) مسلم (2983) باب الإحسان إلى الأرملة والمسكين واليتيم، واللفظ له أحمد (8868) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".
(4) كافل اليتيم: هو القائم بأموره من نفقة وكسوة وتأديب وتربية وغير ذلك.
(5) وأشار: لبيان شدة قرب كافل اليتيم منه.
(6) السبابة والوسطى: السبابة أقصر من الوسط شيئا يسيرا، وذلك لأن منزلة الأنبياء لا يبلغها أحد.
(7) البخاري (4998) باب اللعان.
(8) ابن ماجه (227) باب فضل العلماء والحث على طلب العلم، تعليق الألباني "صحيح".
(9) متفق عليه، البخاري (2348) باب من قاتل دون ماله، مسلم (141) باب الدليل على أن من قصد أخذ مال غيره بغير حق كان القاصد مهدر الدم في حقه وإن قتل كان في النار وأن من قتل دون ماله فهو شهيد.(1/647)
1899- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ أُرِيدَ مَالُه بِغَير حَقٍّ فَقَاتَلَ فَقُتِلَ فَهُوَ شَهِيدٌ» . (1) =صحيح
1900- عَنْ سَعِيد بْنِ زَيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ أَوْ دُونَ دَمِهِ أَوْ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ» . (2) =صحيح
1901- عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «السِّلُّ (3) شَهَادَةٌ» . (4) =صحيح
مَنْزِلَة العُلَمَاء
* قَالَ تَعَالَى {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} عَنِ ابْنِ عَبَّاس فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَة قَالَ: يَرْفَع الله الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنَ الْمُؤمِنِين عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُؤتوا الْعِلم دَرَجَات.
1902- عَنْ مُعَاذٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهُ - صلى الله عليه وسلم -: «فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ، كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ» . (5) =صحيح
__________
(1) أبو داود (4771) باب في قتال اللصوص، تعليق الألباني "صحيح".
(2) أبو داود (4772) الباب السبق، تعليق الألباني "صحيح".
(3) السل: هو قرحة في الرئة معها حمى.
(4) أبو الشيخ، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3691) .
(5) أبو داود (3641) باب الحث على طلب العلم، الترمذي (2682) باب ما جاء في فضل الفقة على العبادة، ابن ماجه (223) باب فضل العلماء والحث على طلب العلم، حلية الأولياء (9 / 45) ، واللفظ له، تعليق الألباني على كل منها "صحيح".(1/648)
1903- عَنْ أَبِي أُمَامَهَ الْباَهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ، كَفَضْلِي عَلَى أَدْناَكُمْ» . (1) =صحيح
مَنْزِلَة أَهْل الْخُلُق الْحَسَن
1904- عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَبْلُغُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ عَظِيمَ دَرَجَاتِ الآخِرَةِ وَشَرَف الْمَنَازِلِ، وَإِنَّهُ لَضَعيْفُ الْعِبَادَةِ، وَإِنَّهُ لَيَبْلُغُ بِسُوءِ خُلُقِهِ أَسْفَلَ دَرْكٍ فِي جَهَنَّم» . (2) =حسن
1905- عَنْ أَبِي أُمَامَهَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الْقَائِمِ بِاللَّيْلِ الظَّامِئ بِالْهَوُاجِرِ» . (3) =حسن
1906- عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَات قَائِمِ اللَّيْلِ صَائِمِ النَّهَارِ» . (4) =صحيح
1907- عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَنَا
__________
(1) المعجم الكبير (7911) ، واللفظ له، الترمذي (2685) باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة، تعليق الألباني "صحيح".
(2) الأحاديث المختارة (1812) ، تعليق عبد الملك بن دهيش "إسناده حسن"، تعليق الألباني "ضعيف"، الترغيب والترهيب (1991) .
(3) المعجم الكبير (7709) ، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (1621) ، الصحيحة (794) .
(4) مستدرك الحاكم (199) كتاب الإيمان، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وشاهده صحيح على شرط مسلم"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرطهما"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1620) ، الصحيحة (794) .(1/649)
زَعِيمٌ (1) بِبَيْتٍ فِي رَبِضِ (2) الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ (3) وَإِنْ كَانَ مُحِقاً، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحاً، وَبِبَيْتِ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسُنَ خُلُقَهُ» . (4) =حسن
1908- عَنْ أَبِي ثَعْلَبَة الْخشَني رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِن مِنْ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ وَأَدْنَاكُمْ مِنِّي مَجْلِساً فِي الآخِرَة: مَحَاسِنكمْ أَخْلاَقاً، وَإِنَّ مِنْ أَبْغَضَكُمْ إِلَي وَأَبْعَدكُمْ مِنِّي مَجْلِساً فِي الآخِرَة: مَساوئكُمْ اخْلاَقاً، الثَّرْثَارُون الْمُتَشَدِّقُونَ الْمُتَفَيْهِقُونَ - قَالَ: يَعْنِي الْمُتَكَبِّرُونَ -» . (5) =صحيح
1909- عَنْ أَنَس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينا وَأَمِتنِي مِسكِينا، وَاحْشُرنِي فِي زُمْرَة الْمَسَاكِين يَوْمَ الْقِيَامَة، فَقَالَتْ عَائِشَة لِمَ يَا رَسُول اللهِ؟ قَالَ: «إِنَّهُم يَدْخُلُونَ الْجَنَّة قَبلَ أَغْنِيَائِهم بِأَرْبَعِينَ خَرِيفاً (6) يَا عَائِشَة لاَ تَرُدِّي الْمِسكِين وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَة، يَا عَائِشَة أَحِبِّي الْمَسَاكِين وَقَرِّبِيهِم فَإِنَّ اللهَ يُقَرِّبُكِ (7) يَوْمَ الْقِيَامَة» . (8) =صحيح
__________
(1) زعيم: الزعيم الضامن.
(2) ربض الجنة: أسفل الجنة.
(3) المراء: الجدال.
(4) أَبو داود (4800) باب في حسن الخلق، تعليق الألباني "حسن".
(5) ابن حبان (482) ، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "رجاله ثقات على شرط مسلم"، الزهد لابن السري (1255) باب حسن الخلق، واللفظ له.
(6) في هذه الرواية أربعين خريفا، والتي قبلها خمس مئة عام: ولا تناقض بينهما لأن الفقر درجات فأشدهم فقر أسبقهم للجنة، وإلى مثل هذا المعنى ذهب ابن القيم في قصيدته، والله تعالى أعلم.
(7) وقربيهم فإن الله يقربك: هذه معادله كقوله تعالى {اذكروني أذكركم} وقوله {إن تنصروا الله ينصركم} وكقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أحفظ الله يحفظك" وقوله - صلى الله عليه وسلم - "من يسر على معسر يسر الله عليه، ومن ستر مسلما ستره الله" وكما قيل: الجزاء من جنس العمل، وأيضا في هذا الحديث إن قرب المساكين ولاطفهم ولم يتكبر عليهم كان حريا أن يُقَرَّب.
(8) الترمذي (2352) باب ما جاء أن فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم، تعليق الألباني "صحيح".(1/650)
مَنْزِلَة أَهْل الذِّكْر وَالصَّلاَة عَلَى الرَّسُول - صلى الله عليه وسلم -
1910- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «سِيْرُوا هَذَا جَمَدَان سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ (1) » . قَالُوا: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيْراً وَالذَّاكِرَاتِ» . (2) =صحيح
1911- عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ» . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَنِ الْمُفَرِّدُون؟ قَالَ: «الَّذِينَ يهترون (3) فِي ذِكْرِ اللهِ» . (4) =صحيح
1912- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رِسُوْلَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِمَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟! إِسْبَاغُ (5) الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِةِ (6)
__________
(1) سبق المفردون: المفردون قال النووي رحمه الله وقد فسرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بـ "الذاكرين الله كثيرا والذاكرات" انتهى كلامه، وأما السبق فقال عبد الرؤوف المناوي في كتابه فيض القدير:"أي: سبقوا بنيل الزلفى والعروج إلى الدرجات العلى" انتهى كلامه، وأورد هذا الحديث ابن حبان في صحيح والأمير علاء عندما بوب صحيح بن حبان ذكر هذا الحديث في باب سماه "ذكر سباق الذاكرين الله كثيرا والذاكرات في القيامة أهل الطاعات إلى الجنة" فكأن مقصده أن السابق لذكر الله هو السابق لدخول الجنة، وهذا لا ينافي القول الأول بل يؤيد الطرف الأول منه وهو قوله "أي: سبقوا بنيل الزلفى"، وقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال "ألا أبنئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم ... " قالوا: بلى يارسول الله قال "ذكر الله تعالى" فالشاهد قوله "وأرفعها في درجاتكم" وهذا دليل على أن الذكر من أعظم أسباب رفعة الدرجات.
(2) مسلم (2676) باب الحث على ذكر الله تعالى، ابن حبان (855) ، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".
(3) يهترون: أي: مُوْلَعُونَ به لا يتحدثون بغيره.
(4) أحمد (8273) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن يعقوب فمن رجال مسلم".
(5) إسباغ الوضوء: أي: إكماله وإتمامه واستيعاب أعضائه بالماء كما هو مسنون وقال أبو العلا المبارك فوري "أي: إتمامه وإكماله باستيعاب المحل بالغسل وتطويل الغرة وتكرار الغسل ثلاثا".
(6) على المكاره: هو أن يتم ويكمل الوضوء في الحال التي يتأذى من الماء. أما لبرد أو لمرض.(1/651)
وَكَثرةُ الْخُطى إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ (1) » . (2) =صحيح
1913- عَنْ أَنَس بْنِ مَالِك رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَة وَاحِدَة، صَلَّى اللهُ عَلَيهِ عَشْر صَلَوَات، وَحُطَّت عَنْهُ عَشْر خَطِيئَات، وَرُفِعَت لَهُ عَشْر دَرَجَاتٍ» . (3) =صحيح
1914- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَتُرفَع لَهُ الدَّرَجَة فِي الْجَنَّة، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَنَّى لِي هَذِهِ؟ فَيُقَالُ بِاسْتِغْفَار وَلَدَكَ لَكَ» . (4) =حسن
مَنْزِلَة الْمُتَحَابِينَ فِي اللهِ تَعَالَى
1915- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الْمُتَحَابِّينَ لَتُرى غُرَفهُم فِي الْجَنَّة كَالْكَوْكَب الطَّالِع الشَّرْقِي أَوْ الْغَرْبِي فَيُقَالُ: مَنْ هَؤُلاَءِ؟ فَيُقَالُ هَؤُلاَءِ الْمُتَحَابُّونَ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ» . (5) ... (6) *رجاله ثقات
__________
(1) فذلكم الرباط:الرباط أصله الحبس على الشيء، كأنه حبس نفسه على هذه الطاعة، ويحتمل أنه أفضل الرباط كما قيل الجهاد جهاد النفس، وقال أبو حاتم "معناه الرباط من الذنوب لأن الوضوء يكفر الذنوب".
(2) ابن حبان (1035) ، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح"، ورواه مسلم بذكر "فذلكم الرباط مرتين" برقم (251) باب فضل إسباغ الوضوء على المكارة.
(3) النسائي (1297) باب فضل من صلى على النبي - صلى الله عليه وسلم -، تعليق الألباني "صحيح".
(4) مصنف ابن أبي شيبة (2974) ، أحمد (1559) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن من أجل عاصم بن أبي النجود وهو ابن بهدلة وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح"، تعليق الألباني "حسن" صحيح الجامع (1617) ، الصحيحة (1598) .
(5) أحمد (11768) تعليق شعيب الأرنؤوط: أعله بالإنقطاع المذكور.
(6) رجال هذا الحديث رجال البخاري إلا أن فيه إنقطاع بين أبو حازم وهو سلمة بن دينار وأبو سعيد الخدري؛ وأبو حازم لم يسمع من أحد من الصحابه غير سهل بن سعد كما قال ابنه عندما سأله يحيى بن صالح: هل سمع أبوك من أبي هريرة؟ قال: =(1/652)
1916- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللهِ عِبَادا لَيْسُوا بِأنْبِيَاء يَغْبِطُهُم الأَنْبِيَاء وَالشُّهَدَاء (1) » . قِيلَ: مَنْ هُمْ لَعَلَّنَا نُحِبُّهُم؟ قَالَ: «هُمْ قَومٌ تَحَابُوا بِنُورِ اللهِ، مِنْ غَيرِ أَرْحَام وَلاَ انْتِسَاب، وجُوهُهم نُورٌ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُور، لاَ يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاس، وَلاَ يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنَ النَّاس ثُمَّ قَرَأ: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} » . (2) =صحيح
مَنْزِلَه أَهْل الْقُرآن
1917- عَنْ عَبدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يُقَالُ لِصَاحِب الْقُرآن (3) : اقْرَأ وَارْتَق وَرَتِّل كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِندَ آخِرِ آيَة تَقْرَأ بِهَا» . (4) ... (5) *حسن صحيح
1918- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرآن إِذَا دَخَلَ الْجَنَّة: اقْرَأ وَاصْعَد، فَيَقْرأ وَيَصْعَد بِكُلِّ آيَة
__________
= من حدثك أن أبي سمع من أحد من الصحابة غير سهل بن سعد فقد كذب؛ وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح.
(1) وفي رواية: يغبطهم بمكانهم النبيون والصديقون.
(2) ابن حبان (572) ، تعليق الألباني "صحيح" تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح".
(3) يقال لصاحب القرآن: قال الألباني واعلم أن المراد بقوله صاحب القرآن حافظه عن ظهر قلب على حد قوله - صلى الله عليه وسلم - "يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله" أي: أحفظهم فالتفاضل في درجات الجنة إنما هو على حسب الحفظ في الدنيا وليس على حسب قراءته يومئذ واستكثاره منها كما توهم بعضهم ففيه فضيلة ظاهرة لحافظ القرآن لكن بشرط أن يكون حفظه لوجه الله تبارك وتعالى وليس للدنيا والدرهم والدينار وإلا فقد قال - صلى الله عليه وسلم - "أكثر منافقي أمتي قراؤها".
(4) أحمد (6799) ، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (8122) ، الصحيحة (2240) .
(5) رجال هذا الحديث رجال البخاري ومسلم، قال عنه الشيخ أحمد شاكر "صحيح الإسناد" وقال عنه الألباني في صحيح الجامع "صحيح" برقم (8122 (والصحيحة برقم (2240 (وقال في صحيح ابن حبان "حسن صحيح" برقم (766 (وكذلك في جامع الترمذي وسنن أبي داود، وقال الترمذي "حسن صحيح".(1/653)
دَرَجَة حَتَّى يَقْرَأ آخِرَ شَيء مَعَهُ» . (1) =صحيح
1919- عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ القُرآن وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ، مَعَ السَّفَرَة (2) الْكِرَام الْبَرَرَة، وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأ وَهُوَ يَتَعَاهَدُه وَهُوَ عَلَيهِ شَدِيدٌ، فَلَهُ أَجْرَان» . (3) =صحيح
1920- عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَاب أَقْوَاماً، وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ» . (4) =صحيح
مَا جَاءَ فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالَى {ألْحَقْنَا بِهِم ذُريَّتَهُم}
* قَالَ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} أَيْ أَلْحَقْنَا بِهِم ذُرِيَّتَهُم فِي الْمَنْزِلَة الرَّفِيعَة فِي الْجَنَّة وَإِنْ لَمْ يَكُونُوا قَدْ شَارَكُوهُم فِي الأَعْمَال بَلْ فِي أَصْل الإِيْمَان {وَمَا أَلَتْنَاهُم} أَيْ أَنْقَصْنَا أولَئِكَ السَّادَة الرُّفَعَاء مِنْ أَعْمَالِهِم شَيْئاً حَتَّى سَاوَيْنَاهُم (5) وَهَؤُلاَءِ الَّذِينَ هُمْ أَنْقَص مِنهُم مَنْزِلَة بَلْ رَفَعْهُم تَعَالَى إِلَى مَنْزِلَة الآبَاء بفضله ومنته.
__________
(1) ابن ماجه (3780) باب ثواب القرآن، تعليق الألباني "صحيح".
(2) مع السفرة: قال النووي السفرة جمع سافر ككاتب وكتبة والسافر الرسول والسفرة الرسل لأنهم يسفرون إلى الناس برسالات الله، وقيل: السفرة: الكتبة، والبررة: المطيعون، وقال ابن الأثير: مع السفرة الكرام البررة أي: الملائكة.
(3) البخاري (4653) باب تفسير سورة عبس.
(4) مسلم (817) باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه وفضل من تعلم حكمة من فقه أو غيره فعمل بها وعلمها، ابن ماجه (218) باب فضل من تعلم القرآن وعلمة، تعليق الألباني "صحيح".
(5) بمعنى أوضح لو كان هناك رجل في أعلى الجنة وإبنه في أسفل الجنة وجُمِعُوا في منزله، في هذه الحال إما أن يرفع الولد إلى منزله الوالد أو ينزل لوالد إلى منزله الولد، لكن في هذه الأية يقول تعالى وما ألتناهم: أي: وما أنقصناهم من درجاتهم حتى ساويناهم بأبنإهم وإنما ألحقنا بهم ذريتهم فرفعناهم إليهم.(1/654)
أَدْنَى أَهْلُ الْجَنَّةِ مَنْزِلَة
1921- عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهُ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنِّي لأَعْرِفُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجاً مِنَ النَّارِ، رَجُلٌ يِخْرُجُ مِنْهَا زَحْفاً، فَيُقَالُ لَهُ: انْطَلِقْ فَادْخُلِ الْجَنَّةِ» . قَالَ: «فَيَذْهَبُ فَيَدْخُلُ الْجَنَّةِ، فَيَجِدُ النَّاس قَدْ أَخَذُوا الْمَنَازِلَ، فَيُقَالُ لَهُ: أَتَذْكُرُ الزَّمَانَ الَّذِي كُنْتَ فِيهِ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيُقَالُ لَهُ: تَمَنَّ فَيَتَمَنَّى، فَيُقَالُ لَهُ: لَكَ الَّذِي تَمَنَّيْتَ وَعَشَرَةُ أَضْعَافِ الدُّنَيَا» . قَالَ: «فَيَقُولُ: أَتَسْخَرُ بِي وَأَنْتَ الْمَلِكُ» . قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوُاجِذُه (1) . (2) =صحيح
1922- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنِّي لأعلَمُ آخِر أَهْل النَّارِ خُرُوجاً مِنْهَا وَآخِر أَهْلِ الْجَنَّة دُخُولاً الْجَنَّة رَجُلا يَخْرُج مِنَ النَّارِ حَبْوا، فَيَقُولُ اللهُ: اذْهَب فَادْخُل الْجَنَّة فَيَأتيِهَا فَيُخَيِّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلأىَ فَيَقُولُ اللهُ: ادخُل فَإِنَّ لَكَ مِثل الدُّنْيَا عَشْر أَمْثَالهَا، قَالَ: فَيَقُولُ: أَتَسْخَرُ بِي أَوْ تَضْحَكُ بِي وَأَنْتَ الْمَلِك؟» . قَالَ ثُمَّ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ضَحِكَ حَتَّى بَدَت نَوَاجِذُه قَالَ: فَكَانَ يُقَالُ ذَاكَ أَدْنَى أَهْل الْجَنَّة مَنْزِلاً. (3) =صحيح
1923- عَنِ الشَّعْبِي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بن شُعْبَة عَلَى الْمِنبَرِ: يَرْفَعَهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ مُوسَى سَأَلَ رَبَّهُ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ!
__________
(1) النواجذ: الأضراس كما في حديث سيأتي بلفظ «حتى بدت أضراسه» .
(2) مسلم (186) باب آخر أهل النار خروجا، أحمد (3595) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين".
(3) مسلم (186) الباب السابق، أحمد (5391) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين".(1/655)
أَيُّ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَدْنَى مَنْزِلَةً؟ قَالَ: رَجُلٌ يَأْتِي بَعْدَمَا يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ فَيُقَالُ لَهُ: أُدْخُلِ الْجَنَّةَ فَيَقُولُ: كَيْفَ أَدْخُلُ وَقَدْ نَزَلُوا مَنَازِلَهُمْ وَأَخَذُوا أَخَذَاتِهِمْ» . قَالَ: «فَيُقَالُ لَهُ: أَتَرضَى أَنْ يَكُونَ لَكَ مَا كَانَ لِمَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ قَدْ رَضِيتُ، فَيُقَالُ لَهُ: فَإِنَّ لَكَ هَذَا وَمِثلَهُ وَمِثلَهُ وَمِثلَهُ، فَيَقُولُ: رَضِيتُ أَيْ رَبِّ، فَيُقَالُ لَهُ: فَإِنَّ لَكَ هَذَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهِ فَيَقُولُ: رَضِيتُ أَيْ رَبِّ، فَيُقَالُ لَهُ: فَإِنَّ لَكَ مَعَ هَذَا مَا اشْتَهَتْ نَفْسُكَ وَلَذتْ عَيْنُكَ» . (1) =صحيح
1924- عَنْ عَبْدِ اللهِ بن عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: «إِنَّ أَدْنَى أَهْل الْجَنَّة مَنْزِلا مَنْ يَسْعَى إِلَيهِ أَلف خَادِم كُل خَادِمٍ عَلَى عَمَلٍ لَيسَ عَلَيهِ صَاحِبهُ» ، قَالَ: وَتَلاَ هَذِهِ الآيَة: {إِذَا رَأَيْتَهُم حَسِبتَهُم لُؤْلُؤا مَنْثُورا} . (2) ... (3) *صحيح
أَدْنَى أَهْل الْجَنَّةِ مَنْزِلَة لَهُ مِثل الدُّنْيَا منذُ خُلِقَتْ إِلَى يَومِ أُفْنِيتْ وَعَشْرَة أَضْعَافِهَا وَأَخْبَارٌ أُخْرَى عَظِيمَة
1925- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يَجْمَعُ اللهُ الأَولِينَ وَالآخِرِينَ لِمِيقَاتِ يَومٍ مَعْلُومٍ، قِيَاماً أَرْبَعِينَ سَنَةً، شَاخِصَةً أَبْصَارُهُمْ [إِلَى السَّمَاءِ] يَنْتَظِرونَ فَصْلَ الْقَضَاءِ، قَالَ: وَيَنْزِلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ مِنَ الْعَرشِ إِلَى الْكُرسِيِّ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادِ: أَيُّهَا النَّاسُ! أَلَمْ تَرْضَوْا مِنْ رَبِّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ، وَرَزَقَكُمْ، وَأَمَرَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوه وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ
__________
(1) الترمذي (3198) ، تعليق الألباني "صحيح".
(2) الزهد لهناد (174) باب دخول الجنة، البعث والنشور للبيهقي (362 (واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (3705) .
(3) رجال هناد رجال البخاري ومسلم.(1/656)
شَيئاً أَنْ يوليَ كُلَّ أَناسٍ مِنْكُمْ مَا كَانُوا [يَتَوَلَّونَ و] يَعْبُدُونَ فِي الدُّنْيَا، أَلَيْسَ ذَلِكَ عَدْلاً مِنْ رَبِّكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى، فَليَنْطَلِقُ كُلُّ قَومٍ إِلَى مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ وَيَتَوَلَّونَ فِي الدُّنْيَا، قَالَ: فَيَنْطَلِقُونَ وَيُمَثَّلُ لَهُمْ أَشْباهُ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَنْطَلِقُ إِلَى الشَّمْسِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْطَلِقُ إِلَى الْقَمَرِ والأَوْثَانِ مِنَ الْحِجَارَةِ وَأَشْبَاهِ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ، قَالَ: وَيُمَثَّلُ لِمَنْ كَانَ يَعْبُدُ عِيسَى شَيْطَانُ عِيسَى، وَيُمَثَّلُ لِمَنْ كَانَ يَعْبُدُ عُزَيراً شَيْطَانُ عُزَيرٍ، وَيَبْقَى مُحَمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - وَأُمَّتَهُ، قَالَ: فَيَتَمَثَّلُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَيَأتِيهمْ فَيَقُولُ: مَا لَكُمْ لا تَنْطَلِقُونَ كَمَا انْطَلَقَ النَّاسُ؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ: إِنَّ لَناَ إِلَهاً مَا رَأيْنَاهُ [بَعْدُ] فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُونَهُ إِنْ رَأَيْتُمُوهُ؟ فَيَقُولُونَ: إِنْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ عَلاَمَةً إِذَا رَأَيْنَاهَا عَرَفْنَاهُ قَالَ: فَيَقُولُ: مَا هِيَ؟ فَيَقُولُونَ: يكْشِفُ عَنْ سَاقِهِ [قَالَ] فَعِنْدَ ذَلِكَ يَكْشِفُ عَنْ سَاقهِ فَيَخِرُّ كُلُّ مَنْ كَانَ لِظَهْرِهِ طَبَقٌ سَاجِداً، وَيَبْقَى قَومٌ ظُهُورُهمْ كَصَياصي الْبَقَرِ يُرِيدُونَ السُّجُودَ فَلاَ يَسْتَطِيُعونَ {وَقَدْ كَانُ يُدْعَونَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ} ثُمَّ يَقُولُ: ارْفَعُوا رُؤوسَكُمْ، فَيَرفَعُونَ رُؤوسَهُمْ، فَيُعْطِيهِمْ نُورَهُمْ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالَهُمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ مِثلَ الْجَبِلِ الْعَظِيمِ يَسْعَى بَيْنَ يَدَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُوراً مِثلَ النَّخْلَةِ بِيَمِينِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُوراً أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ حَتَّى يَكُونَ آخِرَهُمْ رَجُلاً يُعْطَى نُورَهُ عَلَى إِبْهَامِ قَدَمِهِ يُضِيء مَرَّةً، وَيُطْفَأُ مَرَّةً، فَإِذَا أَضَاءَ قَدمُه قَدِمَ [وَمِشَى] وَإِذَا طَفئ قَامَ، قَالَ: وَالرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَمَامَهُمْ حَتَّى يُمَرَّ بِهِمْ إِلَى النَّارِ فَيَبْقَى أَثَرُه كَحَدِّ السَّيْفِ [دَحْض مَزَلة] قَالَ: فَيَقُولُ: مُرُّوا، فيَمُرُّونَ عَلَى قَدْرِ نُورِهِم، مِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَطَرفِ الْعَينِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالبَرقِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالسَّحَابِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَانْقِضَاضِ الْكَوْكَبِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالرِّيحِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَشَدِّ الْفَرَسِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَشَدِّ الرِّجُلِ، حَتَّى يَمُرُّ الَّذِي أُعْطَي نُورَهُ عَلَى(1/657)
ظَهْر [إِبْهَامِ] قَدَمِهِ يَحْبُوا عَلَى وَجْهِهِ وَيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ، تَخِرُّ يَدٌ وَتَعْلَقُ يَدٌ، وَتَخِرُّ رِجْلٌ وَتَعْلَقُ رِجْلٌ، وَتُصيبُ جَوَانِبَهُ النَّارُ، فَلاَ يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَخْلُصَ، فَإِذَا خَلَصَ وَقَفَ عَلَيْهَا فَقَالَ: الْحَمدُ للهِ الَّذِيْ أَعْطَانِي مَا لَمْ يُعْطِ أَحَداً، إِذْ أنْجَانِي مِنهَا بَعدَ إِذْ رَأَيْتُهَا، قَالَ: فَيُنْطَلَقُ بِهِ إِلَى غَديرٍ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ فَيَغْتَسِلُ، فَيَعُودُ إِلَيهِ رِيحُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَلوَانُهُمْ فَيَرَى مَا فِي الْجَنَّةِ مِنْ خِلالِ الْبَابِ، فَيَقُولُ: رَبِّ أَدْخِلنيِ الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ اللهُ [لَهُ] أَتَسألُ الْجَنَّةِ وَقَدْ نَجَّيْتُكَ مِنَ النَّارِ؟ فَيَقُولُ: رَبِّ اجْعَلْ بَينيِ وَبَيْنَهَا حِجَاباً حَتَّى لا أَسْمَعُ حَسِيسَهَا، قَالَ: فَيَدخُلِ الْجَنَّةِ، فَيَرَى أَوْ يُرْفَعُ لَهُ مَنْزِلاً أَمَامَ ذَلِكَ كَأَنَّ ما هُوَ فِيهِ بالنسْبةِ إِلَيهِ حُلُمٌ، فَيَقُولُ: رَبِّ أَعْطِنِي ذَلِكَ الْمَنزِلَ، فَيُقَولُ [لَهُ] لَعَلَّكَ إِنْ أَعْطَيتُكَهُ تَسأَلُ غَيْرَهُ؟ فَيَقُولُ: لاَ وَعِزَّتِكَ لاَ أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ، وَأَنَّى مَنْزِلٌ أَحسن مِنهُ؟ فَيُعْطَاهُ فَينزلُه، وَيَرَى أَمَامَ ذَلِكَ مَنْزِلاً، كَأَنَّ مَا هُوَ إِلَيهِ حُلُمٌ قَالَ: رَبِّ أَعْطِنِي ذَلِكَ الْمَنْزِلَ، فَيَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: لَعَلَّكَ إِنْ أَعْطَيتُكَهُ تَسْأَلُ غَيْرَهُ؟ قَالَ: لاَ وَعِزَّتِكَ [لا أَسْأَلُك] وَأَنَّى مَنْزِلٌ أَحسن مِنهُ؟ قَالَ فَيُعْطَاهُ، فَيَنْزِلُهُ ثُمَّ يَسْكُتُ. فَيَقُولُ اللهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: مَا لَكَ لاَ تَسأَلُ؟ فَيَقُولُ: رَبِّ قَدْ سَأَلْتُكَ حَتَّى اسْتَحْيَيْتُكَ [وَأَقْسَمْتُ لَكَ حَتَّى اسْتَحْيَيتك] فَيَقُولُ اللهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: أَلَمْ تَرضَ أَنْ أُعْطِيَكَ مِثلَ الدُّنْيَا مُنْذُ خَلَقْتُهَا إِلَى يَوْمِ أَفْنَيْتُهَا وَعَشْرَةَ أَضْعَافِه؟ فَيَقُولُ: أَتَهْزَأُ بِي وَأَنْتَ رَبُّ الْعِزَّةِ؟ [فَضَحِكَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ قَوْلِهِ] قَالَ: فَرَأَيْتُ عَبدَ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ إِذَا بَلَغَ هَذَا الْمَكَان مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ ضَحِكَ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ! قَدْ سَمِعْتُكَ تُحَدِّثُ هَذَا الْحَدِيثِ مِرَاراً كُلَّمَا بَلَغْتَ هَذَا الْمَكَانَ ضَحِكْتَ؟ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُحَدِّثُ هَذَا الْحَدِيثِ مِرَاراً كُلَّمَا بَلَغَ هَذَا الْمَكَان مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ ضَحِكَ، حَتَّى تَبْدوَ أَضْرَاسُه، قَالَ: فَيَقُولُ الرَّبُّ جَلَّ ذِكْرُهُ: لا وَلَكِنِّي عَلَى ذَلِكَ قَادِرٌ، فَيَقُولُ: أَلْحِقْنِي بِالنَّاسِ، فَيَقُولُ الْحَقْ بِالنَّاسِ، قَالَ:(1/658)
فَيَنْطَلِقُ يَرْمُلُ فِي الْجَنَّةِ حَتَّى إِذَا دَنَا مِنَ النَّاسِ، رُفِعَ لَهُ قَصرٌ مِنْ دُرَّةٍ، فَيَخِرُّ سَاجِداً، فَيُقَالُ لَهُ: ارْفَع رَأْسَكَ مَالَكَ؟ فَيَقُولُ: رَأَيْتُ رَبِّي أَوْ تَرَاءىَ لِي رَبِّي، فَيُقَالُ لَهُ: إِنَّمَا هُوَ مَنْزِلٌ مِنْ مَنَازِلِكَ، قَالَ: ثُمَّ يَلْقَى رَجُلاً فَيَتَهَيَّأُ للِسْجُودِ لَهُ، فَيُقَالُ لَهُ: مَهْ؟ مَالَكَ فَيَقُولُ: رَأَيْتُ أَنَّكَ مَلَكٌ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ، فَيَقُولُ: إِنَّمَا أَنَا خَازِنٌ مِنْ خُزَّانِكَ، وَعَبْدٌ مِنْ عَبِيدِكَ تَحْتَ يَدِي أَلفُ قَهْرَمَانٍ (1) عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ، قَالَ: فَيَنْطَلِقُ أَمَامَهُ حَتَّى يَفْتَحُ لَهُ بَابَ الْقَصْر، قَالَ: وَهُوَ مِنْ دُرَّةٍ مُجَوَّفَةٍ سَقائِفُهَا وَأَبْوَابُهَا وَأَغْلاَقُهَا وَمَفَاتِيحُهَا مِنْهَا تَسْتَقْبِلُه جَوْهَرةٍ خَضْرَاءُ، مُبَطَّنَةٌ بِحَمْرَاء (فِيهَا سَبْعُونَ بَاباً، كُلُّ بَابٍ يُفْضِي إِلَى جَوْهَرَةٍ خَضْرَاءَ مُبَطَّنَةٍ) كُلُّ جَوْهَرَةٍ تُفْضِي إِلَى جَوْهَرَةٍ عَلَى غَيرِ لَوْنِ الأُخْرى، فِي كُلِّ جَوْهَرَةٍ سُرُرٌ وَأَزْوَاجٌ ووَصَائِفُ أَدْنَاهُنَّ حَوراءُ عَيْناءُ عَلَيْهَا سَبْعُونَ حُلَّةً يُرَى مُخُّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ حُلَلِهَا كَبِدُهَا مَرآتَهُ، وَكَبِدُه مِرآتُهَا إِذَا أَعْرَضَ عَنْهَا إِعْرَاضَةً اِزْدَادَتْ فِي عَيْنِهِ سَبْعِينَ ضِعْفاً [عَمَّا كَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ، وَإِذَا أَعْرَضَتْ عَنْهُ إِعْرَاضَهً ازْدَادَ فِي عَيْنِهَا سَبْعِينَ ضِعفاً عَمَّا كَانَتْ قَبلَ ذَلِكَ، فَيَقُولُ لَهَا: وَاللهِ لَقَدْ ازْدَدتِ فِي عَيْنِي سَبْعِينَ ضِعْفاً وَتَقُولُ لَهُ: وَأَنْتَ وَاللهِ لَقَدْ ازْدَدتَ فِي عَيْنِي سَبْعِينَ ضَعْفاً] فَيُقَالُ لَهُ: أَشْرِفْ، فَيُشْرِف، فَيُقَالُ لَهُ: مَلْكُكَ مَسِيرَةُ مِئَةِ عَامٍ يَنْفُذه بَصَرُكَ» . قَالَ: فَقَالَ عُمَر: أَلاَ تَسْمَعُ مَا يُحَدِّثُنا ابْن أُمِّ عَبْدٍ يَا كَعْب! عَنْ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلاً، فَكَيْفَ أَعْلاَهُمْ؟ قَالَ: يَا أَمْيرَ الْمُؤمِنينَ! مَالاَ عَينٌ رَأَتْ وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، إِنَّ اللهَ جَلَّ ذِكْرُهُ جَعَلَ دَاراً فَجَعَلَ فِيهَا مَا شَاءَ مِنَ الأَزْوَاجِ وَالثَمَرَاتِ وَالأَشْرِبَةِ، ثُمَّ أَطْبَقَهَا ثُمَّ لَمْ يَرَها أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ لا جِبْرِيلُ وَلاَ غَيرَهُ مِنَ
__________
(1) قهرمان: هو كالخازن والوكيل الحافظ لما تحت يده والقائم بأمور الرجل.(1/659)
الْمَلاَئِكَةِ ثُمَّ قَرأَ كَعْب {فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} قَالَ: وَخَلَقَ دُونَ ذَلِكَ جَنَّتَيْنِ، وَزَيَّنَهُمَا بِمَا شَاءَ، وَأَرَاهُمَا مَنْ شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ ثُمَّ قَالَ: فَمَنْ كَانَ كِتَابَهُ فِي عِلِّيِّين نَزَلَ تَلكَ الدَّارِ الَّتِي لَمْ يَرَهَا أَحَدٌ حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ عَلِّيِّين لَيَخْرُجُ فَيَسِيرُ فِي مُلْكِهِ، فَلاَ تَبْقَى خَيْمَةٌ مِنْ خِيَمِ الْجَنَّةِ إِلاَّ دَخَلَهَا مِنْ ضَوءِ وَجْهِهِ، فَيَسْتَبْشِرونَ بِريْحِهِ، فَيَقُولُونَ: وَاهاً لِهَذَا الرِّيحِ! هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ عَلِّيِّين قَدْ خَرَجَ يَسِيرُ فِي مُلْكِهِ، قَالَ: وَيْحَكَ يَا كَعْب! إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ قَدْ اسْتَرسَلَتْ فَاقْبِضْهَا، فَقَالَ كَعْب [وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ] إِنَّ لَجَهَنَّمَ يَومَ الْقِيَامَةِ لَزَفْرَةً مَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ، وَلاَ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ، إِلاَّ خَرَّ لِركْبَتَيهِ حَتَّى إِنَّ إِبْرَاهِيمَ خَليلَ اللهِ لَيَقُولُ: رَبِّ نَفْسِي نَفْسِي حَتَّى لَوْ كَانَ لَكَ عَمَلُ سَبْعِينَ نَبِيًّا إِلَى عَمَلِكَ لَظَنَنْتَ أَنْ لاَ تَنْجُو. (1) =صحيح
أَدْنَى أَهْل الْجَنَّة يَسْتَطِيعُ أَنْ يُضَيِّفَ أَهْل الدُّنْيَا
1926- عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يَكُونُ قَوْمٌ فِي النَّارِ - مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَكُونُوا - ثُمَّ يَرْحَمُهُمُ اللهُ فَيُخْرِجُهُمْ مِنهَا فَيَكُونُونَ فِي أَدْنَى الْجَنَّةِ فِي نَهْرٍ - يُقَالُ لَهُ: الْحَيَوَان - لُوْ اسْتَضَافَهُم أَهْلُ الدُّنْيَا، لأَطْعَمُوهُمْ وَسَقُوهُمْ وَأَتْحَفُوهُمْ» . (2) =صحيح
1927- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يَكُونُ فِي النَّارِ
__________
(1) المعجم الكبير (9763) ، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (3591 (فصل في الحشر، و (3704 (فصل فيما لأدنى أهل الجنة منزلة.
(2) ابن حبان (7390) ، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده قوي".(1/660)
قَوْمٌ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ يَرحَمُهُمُ اللهُ ثُمَّ يُخْرِجُهُمْ فَيَكُونُونَ فِي أَدْنَى الْجَنَّةِ، فَيُغْسَلُونَ فِي عَينِ الْحَيَاةِ، فَيُسَمِّيَهِم أَهْلُ الَجَنَّةِ الَجَهَنَّمِيوُنَ، لَوْ طَافَ بِأَحَدِهِمْ أَهْلُ الدُّنْيَا لأَطْعَمُهُمْ وَسَقُاهُمْ وَفَرَشُهُمْ - قَالَ: وَأَحْسُبُهُ قَالَ: وَزَوَّجُهُمْ - لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مَمَّا عِنْدَه» . (1) =صحيح
فَصْل
* كَيْفَ لاَ؟ وَقَد جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: خَسَفَتْ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَصَلَّى، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! رَأَيْنَاكَ تَنَاوَلُ شَيْئاً فِي مَقَامِكَ، ثُمَّ رَأَيْنَاكَ تَكَعْكَعْتَ (2) قَالَ: «إِنِّي أُرِيتُ الْجَنَّةِ فَتَنَاوَلْتُ مِنْهَا عَنْقُوداً، وَلَوْ أَخَذْتُهُ لأَكَلْتُم مِنَهُ مَا بَقِيَتِ الدُّنْيَا» . (3) =صحيح
* فَهَذَا عَنْقُود يُؤْكَلُ مِنْهُ مَدَى الدُّنْيَا لاَ يَفْنَى فَكَيْفَ بِمَنْزِلَةٍ فِي الْجَنَّةِ وَإِنْ كَانَتْ أَدْنَى الْجَنَّة، وَيَكْفِي قَوْلَ اللهِ تَعَالَى عَنْ أَدْنَى مَنْزِلَةٍ فِي الْجَنَّةِ «أَلَمْ تَرضَ أَنْ أُعْطِيَكَ مِثلَ الدُّنْيَا مُنْذُ خَلَقْتُهَا إِلَى يَوْمِ أَفْنَيْتُهَا وَعَشْرَةَ أَضْعَافِه؟» . =صحيح
الْمُؤمِن يَرِثُ مَنْزِلَةَ الْكَافِرِ فِي الْجَنَّة
1928- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ لَهُ مِنْزِلاَنِ: مَنْزِلٌ فِي الْجَنَّةِ وَمِنْزِلٌ فِي النَّارِ، فَإِذَا
__________
(1) ابن حبان (7385) ، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده قوي".
(2) تكعكعت: أحجمت وتأخرت للوراء. والقصة أنه في صلاته تلك رأى الجنة وتقدم يريد أن يتناول منها ثم رأى النار فتكعكع.
(3) البخاري (715) باب رفع البصر إلى الإمام في الصلاة، واللفظ له، مسلم (907) باب ما عرض على النبي - صلى الله عليه وسلم - في صلاة الكسوف من أمر الجنة والنار.(1/661)
مَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ، وَرِثَ أَهْلُ الْجَنَّةِ مَنْزِلَهُ فَذَلِكَ قُولُهُ تَعَالَى: {أُوَلئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ} » . (1) =صحيح
جَمَال أَهْل الْجَنَّة
1929- عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ جُرْداً (2) مُرْداً (3) مُكَحَلِينَ (4) أَبْنَاءَ ثَلاَثِينَ، أَوْ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةٍ» . (5) =حسن
1930- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّة جُرْداً مُرْداً مُكَحَلِينَ» . (6) =صحيح
1930- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يُبْعَثُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَة فِي صُوْرَةِ آدَم، جُرْداً مُرْداً مُكَحَّلِينَ أَبْنَاءَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِينَ، ثُمَّ يُؤْتَى بِهِمْ بِشَجَرَة فِي الْجَنَّة، فَيُكْسَونَ مِنْهَا، لاَ تَبْلَى ثِيَابَهُمْ وَلاَ يَفْنَى شَبَابَهُمْ» . (7) =صحيح
1931- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يَدْخُلُ أَهْلُ
__________
(1) ابن ماجه (4341) باب صفة الجنة، تعليق الألباني "صحيح".
(2) جردا: مفردها أجرد: وهو الذي ليس على بدنه شعر.
(3) مردا: مفردها أمرد: وهو الذي ليس على وجهه شعر.
(4) مكحلين: الكحل سواد في أجفان العين خلقة.
(5) الترمذي (2545) باب ما جاء في سن أهل الجنة، تعليق الألباني "حسن".
(6) الأحاديث المختارة (2716) ، تعليق عبد الملك بن دهيش "إسناده صحيح".
(7) صفة الجنة لأبي نعيم (1 / 101 (ذكر أسنان أهل الجنة وميلادهم وقامتهم، تعليق علي رضا "صحيح".(1/662)
الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ جُرْداً مُرْداً بِيضاً جُعَّاداً (1) مُكَحَلِينَ، أَبْناَءَ ثَلاَثً وَثَلاَثِينَ، عَلَى خَلْقِ آدَمَ سِتُّونَ ذِرَاعاً فِي سَبْعَةِ أَذْرُعٍ» . (2) =حسن
1932- عَنِ الْمِقْدَام بْنِ مَعْدِي كَرِب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا مِنْ أَحَدٍ يَمُوتُ سَقْطاً وَلاَ هَرَماً وَإِنَّمَا النَّاسُ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ، إِلاَّ بُعِثَ ابْن ثَلاَثِينَ سَنَةً، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ كَانَ عَلَى مَسحَةِ آدَمَ، وُصُورَةِ يُوسُفَ (3) وَقَلْبِ أَيُوب، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، عُظِّمُوا وَفُخِّمُوا كَالْجِبَالِ» . (4) =حسن
جَمَال أَقْوُام لَمْ يَعْمَلُوا خَيْرً كَالُلؤْلُؤْ
1933- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «.. فَيَشْفَعُ النَّبِيوُنَ وَالْمَلاَئِكَة وَالْمُؤْمِنُون، فَيَقُولُ الْجَبَّارُ: بَقِيَتْ شَفَاعَتِي فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ فَيُخْرِجُ أَقْوَاماً قَدْ امْتَحَشُوا، فَيُلْقَونَ فِي نَهْر بَأَفْوَاهِ الْجَنَّةِ، يُقَالُ لَهُ: مَاءَ الْحَيَاةِ، فَيَنْبِتُونَ فِي حَافَتَيهِ كَمَا تَنْبُتُ الْحَبَّةِ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ قَدْ رَأَيْتُمُوهَا إِلَى جَانِبِ الصَّخْرَة وَإِلَى جَانِبِ الشَّجَرَةِ، فَمَا كَانَ إِلَى الشَّمْسِ مِنْهَا كَانَ أَخْضَر، وَمَا كَانَ مِنْهَا إِلَى الظِّلِّ كَانَ أَبْيَض، فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمْ اللُّؤْلُؤْ، فَيُجْعَلُ فِي رِقَابِهِمُ الْخَوَاتِيمَ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةِ فَيَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ: هَؤُلاَءِ عُتَقَاءُ
__________
(1) جعادا: جمع أجعد: ولأجعد: هو الشعر المتجعد، وهو ضد السبط، والسبط هو المسترسل.
(2) أحمد (7920) ، تعليق أحمد شاكر "إسناده صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "حسن بطرقه وشواهده دون قوله «في عرض سبع أذرع» تفرد بها علي بن زيد وهو ضعيف".
(3) يوسف قد أعطاه الله نصف الحسن كما جاء ذلك في الحديث الصحيح الذي يرويه مسلم وغيره قال - صلى الله عليه وسلم - «أعطي يوسف شطر الحسن» .
(4) المعجم الكبير (663) ، تعليق الألباني "حسن"، الترغيب والترهيب (3701) ، السلسلة الصحيحة (2512) .(1/663)
الرَّحْمَنِ أَدْخَلَهُمْ الْجَنَّةِ بِغَيْرِ عَمَلٍ عَمَلُوهُ وَلاَ خَيْرٍ قَدَّمُوهُ فَيُقَالُ لَهُمْ: لَكُمْ مَا رَأَيْتُمْ وَمِثْلَهُ مَعَهُ» . (1) =صحيح
عَمَل يَزيدُ الله به الْمُؤمِن جَمَالاً فِي الْجَنَّةِ
1934- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «نَضَّرَ (2) اللهُ امْرَءاً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثاً، فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَهُ، فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ (3) » . (4) =صحيح
1935- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالْخَيْفِ مِنْ مِنَى فَقَالَ: «نَضَّرَ اللهُ امْرءاً سَمِعَ مَقَالَتِي فَبَلَّغَهَا فَرُبَّ حَامِلِ فِقْه غَيْر فَقِيه وَربَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ» . (5) =صحيح
1935- عَنْ زَيد بن ثَابِت رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «نَضَّرَ اللهُ امْرءا سَمِعَ مِنَّا حَدِيثاً فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَه، فَرُبَّ حَامِل فِقه إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنهُ، وَرُبَّ حَامِل فِقه لَيسَ بِفَقِيه» . (6) =صحيح
__________
(1) متفق عليه، وهو جزء من حديث سيأتي برقم (2011) .
(2) نضر الله: النضارة هي في الأصل حسن الوجه وبريقة، كما جاء في قوله تعالى {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} أي: حسنة بهية مشرقة مسرورة، وقال محمد مختار الشنقيطي في معنى نضر الله: قال "أي: بيض الله وجهه". وقال بعض العلماء إنه يحشر يوم القيامة ابيض الوجه مشرق مستنيرا بهذا العلم، وقال البعض: إن الله يُنَضِّرُ لأهل الحديث وجوههم في الدنيا والآخرة، وتقديره عند بعض العلماء: جمله الله وزينه، وأحسن من فسرها هو القرآن {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} أي: كما تقدم: مشرقة حسنة بهية ناعمة، وهذا التفسير يوافق قول من قال من العلماء: جمله الله وزينه.
(3) فرب مبلغ: أي: رب شخص بلغه كلامي كان أفطن وأفهم لمعناه من الذي نقله.
(4) ابن حبان (69) ، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن".
(5) ابن ماجه (231) باب من بلغ علم، تعليق الألباني "صحيح".
(6) أبو داود (3660) باب فضل نشر العلم، تعليق الألباني "صحيح".(1/664)
1936- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أُمَّتِي يَومَ الْقِيَامَةِ غُرٌّ مِنَ السْجُودِ (1) مُحَجَّلُونَ مِنَ الْوُضُوءِ» . (2) =صحيح
أَوْصَاف الْحُور الْعِين
1937- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «نِسَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ يُرَى مُخُّ سُوقِهِنَّ مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ» . (3) =صحيح
1938- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «قِيدُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ فِي الْجَنَّةِ، خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمِثْلِهَا مَعَهَا، وَلَقَابُ قَوْسِ أَحَدِكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ، خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمِثْلِهَا مَعَهَا، وَلَنَصِيفُ امْرَأَةٍ مِنْ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمِثْلِهَا مَعَهَا» . قَالَ قُلْتُ (4) : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ مَا النَّصِيفُ؟ قَالَ: الْخِمَارُ. (5) =حسن صحيح
1939- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُل الْجَنَّة عَلَى صُوْرَة الْقَمَر لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَالثَّانِيَة عَلَى لَوْنِ أَحْسَنِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي الْسَمَاءِ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ عَلَى كُلِّ زَوْجَةٍ سَبْعُونَ حُلَّةً (6) يَبْدُو مُخَّ سَاقِهَا مِنْ وَرَائِها» . (7) =صحيح
__________
(1) غر من السجود: هو نور يوم القيامة في الوجه من أثر السجود، فكلما أطال السجود وأكثره كلما كان النور أعظم.
(2) أحمد (17729) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين".
(3) أحمد (9457) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم".
(4) القائل هو: عبد الله بن أبي سليمان أبو أيوب الراوي عن أبي هريرة.
(5) أحمد (10275) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح لغيره وهذا إسناد حسن"، تعليق الألباني "حسن صحيح"، الترغيب والترهيب (3767) .
(6) حلة: الحُلَّة: هي ثوبَان من جنس واحد، أي: إزار ورداء ولا تسمى حُلة حتى تكون ثوبين.
(7) الترمذي (2522) ، تعليق الألباني "صحيح".(1/665)
1940- عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَوَّلُ زَمْرَة يَدْخُلُونَ الْجَنَّة كَأَنَّ وُجُوههُم ضُوء الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر، وَالزُّمْرَة الثَّانِيَة عَلَى لَوْن أَحْسَن كَوْكَب دُرِّي فِي السَّماءَ، لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنهُم زَوْجَتَانِ مِنَ الْحُور الْعِين (1) عَلَى كُلّ زَوْجَة سَبْعُونَ حُلَّة يُرَى مُخَّ سُوقهَا مِنْ وَرَاء لُحُومها وَحُللهَا كَمَا يُرَى الشَّرَاب الأَحْمَر فِي الزُّجَاجَة الْبَيضَاء» . (2) ... (3) *صحيح
1941- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «إِنَّ الْمَرْأَة مِنَ الْحُور الْعِين لَيُرَى مُخَّ سَاقِها مِنْ وَرَاء اللَّحْم وَالْعَظْم مِنْ تَحْت سَبْعِين حُلَّة، كَمَا يُرَى الشَّرَابُ الأحْمَر فِي الزُّجَاجَة الْبَيضَاء» . (4) ... (5) *صحيح موقوف
1941- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةِ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَالَّذِينَ عَلَى آثَارِهِمْ كَأَحسن كَوْكَبٍ دُرِّيّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً، قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، لاَ تَبَاغُضَ بَيْنَهُمْ وَلاَ تَحَاسُد لِكُلِّ امْرِئ زَوْجَتَانِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ يُرَى مُخُّ سُوقِهِنَّ مِنْ
__________
(1) الحور العين: الحوراء هي شديدة بياض العين شديدة سوادهما، والعين: جمع عيناء وهي واسعة العين، وفي القامس: لا تسمى الحوراء حوراء إلا إذا توفرت فيها أربع خصال: شدة بياض البياض في وجهها وشدة بياض البياض في عينها وشدة سواد السواد في عينها مع فتورا في جفنها.
(2) المعجم الكبير (2522) .
(3) قال الهيثمي عن هذا الحديث "رواه الطبراني في الأوسط وإسناد ابن مسعود صحيح" (10/759) ، وقوله إسناد ابن مسعود صحيح لأنه روي بإسناد آخر عن أبي سعيد الخدري، وقال عبد العظيم المنذري في الترغيب "رواه الطبراني بإسناد صحيح والبيهقي بإسناد حسن" (3745) ، وقال ابن كثير في كتاب النهاية في الفتن "قال الضياء: هذا عندي على شرط الصحيح" (1/250) ، وقال ابن القيم في حادي الأرواح:"هذا الإسناد على شرط الصحيح"، (1/138 (وقال الألباني في الصحيحة "صحيح بشواهده"، (1736) .
(4) مصنف عبد الرزاق (20867) .
(5) رجال هذا الحديث رجال البخاري ومسلم.(1/666)
وَرَاءِ الْعَظْمِ وَاللَّحْمِ» . (1) زَادَ مُسْلِمْ «وَمَا فِي الْجَنَّةِ أَعْزَبُ (2) » . =صحيح
1942- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا فِي الْجَنَّةِ أَحَدٌ إِلاَّ لَهُ زَوْجَتَانِ، إِنَّهُ لَيَرَى مُخَّ سَاقِهِمَا مَنْ وَرَاء سَبْعِينَ حُلَّة، مَا فِيهَا مِنْ عَزَبْ» . (3) ... (4) *صحيح
1943- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ نَهْراً طُولَ الْجَنَّةِ حَافَتَاهُ الْعَذَارَى (5) قِيَام مُتَقَابِلاَت وَيُغَنِّين بِأَحسن أَصْوَات يَسْمَعُهَا الْخَلاَئِق حَتَّى مَا يَرَوْنَ أَنَّ فِي الْجَنَّةِ لَذَّةً مِثْلُهَا. قُلْنًا: يَا أَبَا هُرَيْرَة! وَمُا ذَاكَ الْغِنَاء؟ قَالَ: إِنْ شَاءَ اللهُ، التَّسْبِيحُ وَالتَّحْمِيدُ وَالتَّقْدِيسُ وَثْناءُ عَلَى الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ» . (6) =صحيح موقوف
إِسْتِقْبَال الْحُور وَالْوِلدَن لِلمُؤمِن فِي الْجَنَّة وَفَرَحَهُمْ بِهِ
1944- عَنْ عَاصِم بْنِ ضُمْرَة قَالَ: قَرَأَ عَلِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ هَذِهِ الآيَة {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرا} ثُمَّ قَرَأَ {فِي عَمَد مُمَدَّدَة} فَتَعَجَّبَ مِنَ النَّارِ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَعْجَبْ، ثُمَّ قَرَأَ {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} اسْتَقْبَلَتهُم شَجَرَة فِي سَاقِهَا عَيْنَانِ فَتَوَضَّأوا وَاغْتَسَلُوا مِنْ إِحْدَاهُمَا - شَكَّ أَبُو يَحْيَى - فَلَمْ تشْعَث رُءوسُهُمْ وَلَمْ تَشْحَب
__________
(1) متفق عليه، البخاري (3254) باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة، مسلم (2834) باب أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر وصفاتهم وأزواجهم.
(2) أعزب: معنى معروف وهو من لا زوجة له.
(3) الدارمي (2832) باب في صفة الحور العين، تعليق حسين سليم أسد "إسناده صحيح".
(4) رجال هذا الحديث من أثبت وأوثق رجال البخاري ومسلم.
(5) العذارى: الأبكار.
(6) البعث والنشور للبيهقي (374) باب السماع في الجنة، والتغني بذكر الله عز وجل قال الله عز وجل {فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون} ، تعليق الألباني "صحيح موقوف"، الترغيب والترهيب (3751) .(1/667)
جُلُودهُمْ وَجَرَتْ عَلَيْهِمْ {نَضْرَةَ النَّعِيمِ} ثُمَّ شَرِبُوا مِنَ الْعَينِ الأُخْرَى فَلَمْ تَدَعْ فِي بُطُونِهِمْ قَذَى وَلاَ أَذَى وَلاَ سُوءا {حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} قَالَ وَيَسْتَقْبِلُهُمْ الْوِلدَان كَاللُّؤْلُؤ الْمَكْنُونِ وَكَالُّلؤْلؤْ الْمَنْثُورِ يُنَادُونَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ، يُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مِنَ الْكَرَامَة يَلُوذُونَ بِهِمْ كَمَا يَلُوذُ النَّاسُ بِالْحَمِيمِ إِذَا كَانَ لَهُمْ غَائِباً فَقَدِمَ، فَيَنْطَلِقُ الْغُلاَمُ إِلَى زَوْجَتِهِ فَيُبَشِّرُهَا فَتَقُولُ: أَنْتَ رَأَيتَهُ؟ فَيَقُولُ: أَنَا رَأَيْتهُ فَتَقُولُ: أَنْتَ رَأَيْتهُ؟ فَيَقُولُ: أَنَا رَأَيْتهُ، ثَلاَثاً فَيَسْتَخِفُّهَا الْفَرَح حَتَّى تَأْتِي أُسْكُفَّةِ (1) بَابِها فَيَقْدُمُ عَلَى مَنْزِلٍ قَدْ بُنِي لَهُ عَلَى جَنْدَل الدُّرِّ فَيَرَى النَّمَارِق الْمَصْفُوفَة وَالزَّرَابِي الْمَبْثُوثَة، وَفَوْقَ ذَلِكَ صَرح أَخْضَر وَأَصْفَر وَأَحَمَر مِنْ كُلِّ لَون، فَيَرْفَعُ رَأْسهُ إِلَى ذَلِكَ الصَّرْح فَلَوْلاَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَهَا لَهُ دَاراً وَمَنْزِلاً لاَلْتَمَعَ بَصَرُهُ فَذَهَبْ، فَقَالُوا عِنْدَ ذَلِكَ {الْحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاَ أَنْ هَدَانَا اللهُ} . (2) ... (3) *صحيح
1945- عَنْ عَاصِم: عَنْ عَلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: ذَكَرَ النَّارَ فَعَظَّمَ أَمْرَهَا ذِكْراً لاَ أَحْفَظُهُ، قَالَ {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً} حَتَّى إِذَا انْتَهُوا إِلَى بَاب مِنْ أَبْوَابِهَا وَجَدُوا عِنْدَهُ شَجَرَةً يَخْرُجُ مِنْ تَحْتِ سَاقِهَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ فَعَمِدُوا إِلَى إِحْدَاهُمَا كَأَنَّمَا أُمِرُوا بِهِ فَشَرِبُوا مِنْهَا فَأَذْهَبَتْ مَا فِي
__________
(1) أسكفة بابها: أي: عتبت بابها.
(2) مسند ابن الجعد (2569) ، صفة الجنة لأبي نعيم الأصبهاني (295 (ذكر ما يستقبلون به من الكرامات عند مصيرهم إلى الجنة ودخولها، الأحاديث المختارة (541) ، تعليق عبد الملك بن دهيش "إسناده صحيح"، تعليق ابن حجر "هذا حديث صحيح وحكمه حكم المرفوع إذ لا مجال للرأي في مثل هذه الأمور "، المطالب العالية (13/ 120، رقم، 4725) .
(3) إذا كان في هذا الزمان من لا يستحل أن يقول عن اخبار الغيب بغير علم فكيف بالصحابة، قال الحاكم "وقد اتفقا - أي البخاري ومسلم - على أن تفسير الصحابي حديث مسند» . كما في هذا الحديث والذي بعده.(1/668)
بُطُونِهِمْ مِنْ قَذَى وَأَذَى أَوْ بَأْس، ثُمَّ عَمِدُوا إِلَى الأُخْرَى فَتَطَهَّرُوا مِنْهَا فَجَرَتْ عَلَيْهِمْ {نَضْرَةَ النَّعِيم} وَلَمْ تَغْبَرَّ أَشْعَارهُمْ بَعْدَهَا أَبَداً، وَلاَ تَشْعَث رُؤوسهُمْ كَأَنَّمَا دُهنوا بِالدُّهْانِ، ثُمَّ انْتَهَوا إِلَى الْجَنَّة فَقَالُوا {سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِين} ثُمَّ تَلَقَّاهُم الْوِلدَان يَطِيفُونَ بِهِمْ كَمَا يطِيفُ وَلدَانُ أَهْلِ الدُّنْيَا بِالْحَمِيمِ يَقْدُمُ عَلَيْهِمْ مِنْ غَيْبَتِهِ يَقُولُونَ لَهُ: أَبْشِر بِمَا أَعَدَّ اللهُ مِنَ الْكَرَامَة، ثُمَّ يَنْطَلِقُ غُلاَمٌ مِنْ أُولَئِكَ الْوِلدَان إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ مِنَ الْحُور الْعِين فَيَقُولُ: جَاءَ فُلاَن بِاسْمِهِ الَّذِي كَانَ يُدْعَى فِي الدُّنْيَا قَالَتْ: أَنْتَ رَأَيْتهُ؟ قَالَ: أَنَا رَأَيْتهُ وَهُوَ بِأثرِي، فَيَسْتَخِفّ إِحْدَاهُنَّ الْفَرَح حَتَّى تَقُومُ عَلَى أسكفة بَابِهَا فَإِذَا انْتَهَى إِلَى مَنْزِلِهِ نَظَرَ إِلَى أَسَاس بُنْيَانِهِ فَإِذَا جَنْدل الُّلؤْلؤْ فَوْقَهُ صَرحٌ أَخْضَر وَأَحْمَر وَأَصْفَر مِنْ كُلِّ لَون، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسهُ فَنَظَرَ إِلّى سَقْفِهِ فَإِذَا مِثلُ الْبَرقِ وَلَوْلاَ أَنْ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدرَه لأَلَمَّ أَنْ يَذْهَبَ بَصَرهُ ثُمَّ طَأْطَأَ رَأْسهُ فَإِذَا أَزْوَاجَهُ {وَأْكَوابٌ مَوْضُوعَة وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَة وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَة} ثُمَّ اتَّكَأوا فَقَالُوا {الْحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ} ثُمَّ يُنَادِي مُنَاد: تَحْيَون فَلاَ تَمُوتُون أَبَداً، وَتُقِيمُونَ فَلاَ تَضْعنُونَ أَبَداً، وَتَصُحون - فَأَرَاهُ قَالَ: - فَلاَ تَمْرَضُونَ أَبَداً. (1) =صحيح
سُؤال الُحور الْعِين عَن زَوْجِهَا وَهُوَ فِي الدُّنْيَا
* ذَكَرَ بَعْضُ الْعُلَمَاء أَنَّ الْحُور الْعِين تَأْخُذ أَخْبَار زَوْجَهِا وَهُوَ فِي الدُّنْيَا مِنَ الْمَلاَئِكَة وَتَسألُهُم عَنْ حَالِهِ، وَلَكِن هَلْ هُنَاكَ حَدِيث يِنصُّ عَلَى هَذَا؟ اللهُ تَعَالَى أَعْلَم.
__________
(1) الأحاديث المختارة (542) ، تعليق عبد الملك بن دهيش "إسناده صحيح".(1/669)
* وَرَدَ حَدِيثٌ وَلَكِن بِشَأنِ الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ: عَنْ مُجَاهد عَنْ يَزِيد بن شَجَرَة قَالَ: كَانَ يَصْدُق قَولَه فِعلَه (1) وَكَانَ يَخْطبنَا فَيَقُول: «اذْكُرُوا نَعْمَةَ اللهِ عَلَيكُم مَا أَحْسَن أَثَرَ نِعمَة اللهِ عَلَيكُم لَوْ تَرَونَ مَا ارَى مِن أَخْضَر وَأَصْفَر وَفِي الرِّحَال مَا فِيهَا قَالَ: كَانَ يُقَالُ: إِذَا صَفَّ النَّاسُ لِلْقِتَال أَوْ صَفُّوا فِي الصَّلاَة: فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَأَبْوَابُ الْجَنَّة وَأَبْوَابُ النَّارِ، وَزُين حَور الْعِين فَاطَّلَعْنَ فَإِذَا هُوَ أَقْبَل قُلنَ اللَّهُمَّ انْصُره وَإِذَا هُوَ أَدْبَر احْتَجَبنَ مِنهُ وَقُلنَ اللَّهُمَّ اغْفِر لَهُ، فَانهكوا وُجُوه الْقَوم فدَى لَكُمْ أَبِي وَأُمِّي وَلاَ تَخْزُوا الْحُور الْعِين، قَالَ فَأَوَّلُ قَطْرَة تنضَحُ مِن دَمِهِ يُكَفِّرُ اللهُ بِهِ كُلَّ شَيْء عَمِلَهُ، قَالَ: وَتَنْزِل إِلَيهِ اثْنَتَانِ مِنَ الْحُور الْعِين تَمْسَحَانِ التُّرَابَ عَنْ وَجْهِهِ، وَتَقُولاَنِ: قَدْ آنَ لَكَ وَيَقُولُ هُوَ: قَدْ آنَ لَكُمَا، ثُمَّ يُكْسَى مَائَة حُلَّة لَيْسَ مِنْ نَسجِ بَنِي آدَم وَلَكِن مِنْ نَبتِ الْجَنَّة لَوْ وُضِعَت بَينَ إِصْبعين وَسِعَته، قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ: أُنْبِئتُ أَنَّ السُّيُوفَ مَفَاتِيح الْجَنَّة فَإِذَا كَانَ يَوم الْقِيَامَة قِيلَ: يَا فُلاَن هَذَا نُورُكَ وَيَا فُلاَن بْن فُلاَن لاَ نُورَ لَكَ» . (2) ... (3) *صحيح
* وَأَيْضاً قَوْل الْحُور الْعِين عَنِ الزَّوْجَه إِذَا آذَت زَوْجَهَا فِي الدُّنْيَا قَالَتْ: «لا تُؤْذِيهِ قَاتَلَكِ اللهُ! فَإِنَّمَا هُوَ عِندَكِ دَخِيلٌ أَوْشَكَ أَنْ يُفَارِقَكِ إِلَينَا» . وَهَذَا قَدْ يَكُونُ شَاهِدٍ لِمَنْ قَالَ: أَنَّ الْحُور تَأْخُذا أَخْبَار زَوْجهَا مِنَ الْمَلاَئِكَه، وَفِي هَذَا
__________
(1) كان يصدق قوله فعله: هذا من كلام مجاهد يصف به يزيد بن شجرة بأنه يصدق قوله فعله.
(2) مصنف عبد الرزاق (9538 (المعجم الكبير (2136) ، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (1377) .
(3) إسناد عبد الرزاق رجال من أثبت رجال البخاري ومسلم، وإسناد الطبراني صحيح قال الهيثمي "رواه الطبراني من طريقين رجال احدهما رجال الصحيح" وقال عبد العظيم المنذري في الترغيب "رواه الطبراني من طريقين إحداهما جيدة صحيحة" وقال "الحديث رواه البزار والطبراني أيضا عن يزيد بن شجرة مرفوعا مختصرا وعن جدار أيضا مرفوعا والصحيح الموقوف مع أنه قد يقال إن مثل هذا لا يقال من قبل الرأي: فسبيل الموقوف فيه سبيل المرفوع والله أعلم" (1377) .(1/670)
الْحَدِيث دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهَا مُطَّلِعَة عَلَى مَا حَصَلَ بَينَ الزَّوْجَين. وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمْ.
كَلام الْحُور العِين فِيمَن تُؤذِي زَوجَها
1946- عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لا تُؤذِي امْرَأَةٌ زَوجَهَا إِلاَّ قَالَتْ زَوجَتُهُ مِنَ الْحُور العِينِ: لا تُؤْذِيهِ قَاتَلَكِ اللهُ! فَإِنَّمَا هُوَ عِندَكِ دَخِيلٌ (1) أَوْشَكَ أَنْ يُفَارِقَكِ إِلَينَا» . (2) =صحيح
عَدَد مَا سَيُعطى الْعَبد مِنَ الْحُور الْعِين
1947- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لِلمُؤِمن زَوْجَتَانِ يُرَى مُخَّ سُوقِهِمَا مِنْ بِينِ ثِيَابهما» . (3) =صحيح
1948- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لِلْمُؤْمِنِ زَوْجَتَانِ يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا مِنْ فَوْقِ ثِيَابِهِمَا» . (4) =صحيح
1949- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لِلرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ زَوْجَتَانِ مِنْ حُورِ الْعِينِ، عَلَى كُلِّ وَاحِدَةٍ سَبْعُونَ حُلَّةً، يُرَى مُخُّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ الثِّيَابِ» . (5) =صحيح
1950- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا فِي الْجَنَّةِ
__________
(1) دخيل: أي: ضيف ونزيل يعني هو كالضيف عليك وأنت لست بأهل له حقيقة وإنما نحن أهله فيوشك أن يفارقك ويلحق بنا.
(2) ابن ماجه (2014) باب في المرأة تؤذي زوجها، تعليق الألباني "صحيح".
(3) أبو يعلى (6473) ، تعليق حسين سليم أسد "إسناده صحيح".
(4) أحمد (8984) تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح".
(5) أحمد (8523) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".(1/671)
أَحَدٌ إِلاَّ لَهُ زَوْجَتَانِ، إِنَّهُ لَيَرَى مُخَّ سَاقِهِمَا مَنْ وَرَاء سَبْعِينَ حُلَّة، مَا فِيهَا مِنْ عَزَبْ» . (1) ... (2) *صحيح
فصل
* قَدْ أَخْبَرَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ الشَّهِيد: «يُزَوَّجُ اثْنَتَينِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ» . (3) =صحيح
* وَأَنَّ أَدْنَى أَهْلَ الْجَنَّةِ مَنْزِلَهً يُزَوَّجُ زَوْجَتَانِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، قَالَ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ أَدْنَاهُمْ مَنْزِلَهً: « ... ثُمَّ يَدْخُلُ بَيْتَهُ فَتَدْخُلْ عَلَيْهِ زَوْجَتَاهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ فَتَقُولاَنِ: الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَحْيَاكَ لَنَا، وَأَحْيَانَا لَكْ قَالَ: فَيَقُولُ: مَا أُعْطِيَ أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُعْطِيتُ» . (4) =صحيح
* وَقَالَ فِي حَدِيثٍ آخَر: «مَا فِي الْجَنَّةِ أَحَدٌ إِلاَّ لَهُ زَوْجَتَانِ إِنَّهُ لَيَرَى مُخَّ سَاقِهِمَا مَنْ وَرَاء سَبْعِينَ حُلَّة مَا فِيهَا مِنْ عَزَبْ» . كَمَا تَقَدَّمَ
* فإذَا كَانَ أَدْنَى أَهْلَ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً لَهُ زَوْجَتَانِ! فَكَيْفُ بِمَنْزِلَهِ الْعُلَمَاءِ الَّذِينَ قَالَ - صلى الله عليه وسلم - فِيهِم:
«فَضَلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعاَبِدِ، كَفَضَلْ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائرِ
__________
(1) الدارمي (2832) باب في صفة الحور العين، تعليق حسين سليم أسد "إسناده صحيح".
(2) رجال هذا الحديث من أثبت وأحفظ رجال البخاري ومسلم.
(3) الترمذي وهو جزأ من حديث تقدم برقم (703) ، تعليق الألباني "صحيح".
(4) مسلم (188) باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها، أحمد (11232) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".(1/672)
الْكَوَاكِبِ» . (1) =صحيح
وقال: «فَضَلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعاَبِدِ، كَفَضَلِيْ عَلَى أَدْناَكُمْ» . (2) =صحيح
* وَقَدْ وَصَفَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - الْعَالِم بِأوْصَافٍ لَمْ يَصِف بِهَا الْمُجَاهِد؛ ومِنْ أَفْضَل مَا وَصَفَ بِهِ الْعَالَم الْحَدِيثَين السَّابِقَين وَهُو أَنَّ فَضْلَ الْعَالِمْ عَلَى الْعَابِد كَفَضْل الرَّسُول - صلى الله عليه وسلم - عَلَى أَدْنَى صَحَابِي، وَكَفَضْل الْقَمَر عَلَى سَائِر الْكَوَاكِب، وَإِنَّ كَانَت هَذِهِ الأوْصَاف كَافِيَه لِبَيَان مَنْزِلَة الْعُلَمَاء.
* وَأَيْضاً مِمَّا وَصَفَ بِهِ الْعُلَماء.
وَضْعُ الْمَلاَئِكَة أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ.
صَلاَةُ اللهَِ سُبْحَانَهُ عَلَيْهِ وَجِمِيع الْمَخْلُوقَاتِ.
أَنَّ الْعُلَمَاء وَرَثَة الأنْبِيَاء، إِنَّ الأنْبِيَاء لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَاراً وَلاَ دِرهَماً وَوَرَّثُوا الْعِلم، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِر.
* بَلْ قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاء فِي شَأْن الْمُقَارَنَة بَيْنَ الْعَالِمِ وَالْمُجَاهِدِ أَيُّهمَا أَفْضَلْ؛ قَالُوا: بِحَسَب حَاجَة الأُمَّة تَكُوْن الْمُفَاضَلَة.
فَإِنْ كَانَتِ الأُمَّة بِحَاجَةٍ لِلْعُلَمَاء لِوُجُود الْبِدَع وَالْخُرَافَات وَالشِّرْك فَيَكُونُ فِي هَذِهِ الْحَال الْعَالِم أَفْضَلُ مِنَ الْمُجَاهِد.
__________
(1) تقدم برقم (992) ، (1902) ، تعليق الألباني "صحيح".
(2) جز من حديث تقدم برقم (993) ، (1903) ، تعليق الألباني "صحيح".(1/673)
وَإِنْ كَانَتِ الأُمَّة بِحَاجَةٍ لِلمُجَاهِدِين لِوُجُودِ بَلَدٍ مُسْلِمٍ مُحْتَلٍّ فَفِي هَذِهِ الْحَال يَكُونُ الْمُجَاهِد أَفْضَل.
* وَقَالَ تَعَالَى {يَرْفَع اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُم وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلمَ دَرَجَات} قَالَ بْنُ عَبَّاس: يَرفَع اللهُ الَّذِينَ أوتُوا الْعِلمَ مِنَ الْمُؤمِنِينَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُؤتَوا الْعِلمَ دَرَجَات.
* فَهَلْ بَعْدَ هِذِه الصِّفَات الَّتِي صَحَّت عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَالْمَنْزِلَه الرَّفِيعَه مِنَ الله يَكُونُ لَهُم زَوْجَتَانِ مِثْلَ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَهً؟.
* وَكَيْفَ بِمَنْزِلَهِ أَهْلِ الْقُرآنِ الَّذِينَ قَالَ - صلى الله عليه وسلم - فِيهِم: «إِنَّ للهِ أَهْلِيْنَ (1) مِنَ النَّاسِ» . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ هُمْ؟ قَالَ: «هُمْ أَهْلُ الْقُرآنِ أَهْلُ اللهِ وَخَاصَتُهُ» . (2) =صحيح
فَهَلْ أَهْلُ اللهِ وَخَاصَتُهُ يَكُونُ لَهُمْ مَا لأَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَهً؟.
* وَكَيْفَ بِمَنْزِلَة أَهْلِ الْقِيَامِ وَالصِّيَامِ وَكَفَالَةُ الأيْتَامِ وَأَهْل الذِّكْرِ وَغَيرَهُم.
* وَقَالَ أَيْضاً: «إِنَّ لِلْمُؤْمِنِ فِي الْجَنَّةِ لَخَيْمَةٌ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ مُجَوَّفَةٍ، طُولُهَا سِتُّونَ مِيلاً، لِلْمُؤْمِنِ فِيهَا أَهْلُونَ (3) يَطُوفُ عَلَيْهِمُ الْمُؤْمِنُ، فَلاَ يَرَى بَعْضُهُمْ بَعْضاً» . (4) =صحيح
__________
(1) أهلين: جمع أهل.
(2) تقدم برقم (753) ، تعليق الألباني "صحيح".
(3) أهلون: زوجات.
(4) سيأتي إن شاء الله برقم (1980) ، تعليق الألباني "صحيح".(1/674)
* فَكَمْ زَاوِيَةٌ لِلْخَيْمَة، وَهَذَا الْحَدِيث أسْتَدَلَّ بِهِ أَبْنُ الْقَيمِ عَلَى زِيَادَة الزَّوْجَاتِ.
* قَالَ ابن القيم:
«وَلاَ رَيبَ أَنَّ للمُؤمِن فِي الْجَنَّة اكْثَر مِن اثْنَتَينِ لِمَا فِي الصَّحِيحَين مِنْ حَدِيث أَبِي بَكْر بْنِ عَبدِاللهِ بْنِ قَيس عَنْ ابِيه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ لِلْعَبد الْمُؤمِن فِي الْجَنَّة لَخَيْمَةٌ مِنْ لَؤْلُؤة مُجَوَّفَة طُولهَا سِتُّونَ مِيلاً لِلْعَبد الْمُؤمِن فِيهَا أَهْلُون يَطُوفُ عَلَيْهِم لاَيَرى بَعْضُهُم بَعْضاً» . (1)
* وَقَالَ شَيْخُ الاسْلاَم بن تَيْمِية:
وَقَدْ صَحَّ لِكُلِّ رَجُل مِنْ أَهْل الْجَنَّة زَوْجَتَانِ مِنَ الانسِيَّات سِوَى الْحُور الْعِين وَذَلِكَ لأَنَّ مَنْ فِي الْجَنَّة مِنَ النِّسَاء أَكْثَر مِنَ الرِّجَال وَكَذَلِكَ فِي النَّار فَيَكُون الْخَلْق مِنْهُم أَكْثَر وَاللَّفْظ الْعَام لا يَجُوز أَنْ يُحْمَل عَلَى الْقَلِيل مِنَ الصُّور دُونَ الْكَثِير بِلاَ قَرينة مُتصِلة لأَنَّ ذَلِك تَلْبِيس يُنَزَّه عَنْهُ كَلاَم الشَّارِع. (2)
* وَقَالَ ابْنُ حَجَر:
وَالَّذِي يَظْهَر أَنَّ الْمُرَاد، أَنْ أَقَلَّ مَا لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ وَقَدْ أَجَابَ بَعْضُهُمْ بِاحْتِمَالِ أَنْ تَكُونَ التثَنَيةَ نَظِيراً لِقُولِهِ جَنَّتَانِ وَعَيْنَانِ وَنَحو ذَلِكَ أَوْالْمُرَادُ تَثْنَيَةُ التَّكْثِيرِ وَالتَّعْظِيمِ نَحو لَبيكَ وَسَعْدَيكَ وَلاَ يَخْفَى مَا فِيهِ وَاسْتَدَلَّ أَبُو هُرَيْرَةَ
__________
(1) حادي الأرواح (16) .
(2) مجموع الفتاوى (6/432) .(1/675)
بِهَذَا الْحَدِيثِ (1) عَلَى أَنَّ النِّسَاء فِي الْجَنَّةِ أَكْثَرُ مِنَ الرِّجَالَ. (2)
* وَقَالَ أَبُو الْفَرَج عَبْدِ الرَّحْمَن بن أَحْمَد الْحَنّبَلِي:
وَقَوْلُهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُم زَوْجَتَانِ فَهَاتَان الزَّوْجَتَان مِنَ الْحُور الْعِين لاَ بُدَّ لِكُلِّ رَجُل دَخَلَ الْجَنَّة مِنهُمَا (3) وَأَمَّا الزِّيَادَة عَلَى ذَلِكَ فَتَكُونُ بِحَسَب الدَّرَجَات وَالأَعْمَال وَلَمْ يَثبُت فِي حَصْر الزِّيَادَة عَلَى الزَّوْجَتَينِ شَيء. (4)
* وأما قَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم -: «لِكُلِّ امْرِئٍ زَوْجَتَانِ» . وَقَوْلُهُ «يُزَوَّجُ اثْنَتَينِ وَسَبْعِينَ» . لَيْسَ عَلَى سَبِيلِ الْحَصرِ إِمَّا زَوْجَتَانِ أَوْ أَثْنَتَانِ وَسَبْعُون فَهَذَا إِلَى اللهِ إِنْ شَاءَ زَوْجَتَانِ وَإِنْ شَاءَ عَشر أَوْ أَقَلَّ أَوْ أَكْثَر..الخ، وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمْ.
* وَأَيْضاً قَدْ صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْحَدِيث الْمُتَّفَق عَلَيهِ «أَنَّ أَقْوَام يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارلَمْ يَعْمَلُو خَير قَطْ فَيُلْقَونَ فِي نَهْر بَأَفْوَاهِ الْجَنَّةِ فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمْ اللُّؤْلُؤْ» ؛ وَهَؤُلاَء لَمْ يَدْخُلو النَّار إِلاَّ بِسَبَب الْمَعَاصِي وَمَعَ هَذَا فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنهُم زَوْجَتَانِ وَإِذَا كَانَ الْعُصَاه الَّذِينَ لَمْ يَعْمَلُو خَير قَطْ جَعَلَ اللهُ تَعَالَى صُوَرَهُم كَاللؤلؤ وَزَوَّجَهُم بِزَوْجَتَانِ فَكَيفَ بِحَال الأتْقِيَاء هَلْ يَكُونُ لَهُم زَوْجَتَانِ؟ وَلَنْ يُسَوِّيَ اللهُ تَعَالَى الطَّائِعِيبَ بِالعُصَاه كَمَا قَالَ تَعَالَى: {أَمْ حَسِبَ
__________
(1) أي: حديث الخيمة.
(2) فتح الباري (6 / 325) .
(3) هذا مثل قوله - صلى الله عليه وسلم -: «الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف» فمعناه: أن التضعيف الحسنات بعشرة أمثالها لا بد منه بفضل الله ورحمته ووعده الذي لا يخلف , والزيادة بعد بكثرة التضعيف إلى سبعمائة ضعف , وإلى أضعاف كثيرة , يحصل لبعض الناس دون بعض على حسب مشيئته سبحانه وتعالى، وكذلك هنى فالزوجتان لا بد لكل من دخل الجنة إنشاء الله تعالى والزيده على الزوجتان إلى الله.
(4) التخويف من النار (1 / 195) .(1/676)
الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئات أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُون} .
عَمَل ثَوُابُه الْحُور الْعِين
1951- عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ كَظَمَ غَيْظاً وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ، دَعَاُه اللهُ عَلَى رُؤْوسِ الْخَلاَئِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ فِي أَيِّ الْحُورِ شَاءَ» . (1) =حسن
أوْصَاف نِسَاء الدُّنْيَا فِي الْجَنَّة
1952- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «نِسَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ يُرَى مُخُّ سُوقِهِنَّ مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ» . (2) =صحيح
1953- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لِرَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ غَدْوَةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَلَقْابُ قَوْس (3) أَحَدِكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ أَوْ مَوْضِعَ قَيْدٍ - يَعْنِي سَوْطَهُ - خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ لأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا وَلَمَلأَتْهُ رِيْحاً وَلَنَصِيفُهَا (4)
__________
(1) الترمذي (2493) ، تعليق الألباني "حسن".
(2) أحمد (9433) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم".
(3) لقاب: القاب قيل: هو القدر ومعنى الحديث ولقدر قوس أحدكم أو قدر الموضع الذي يوضع فيه سوطه خير من الدنيا وما فيها.
(4) النصيف: هو قطعة قماش توضع على الرأس لزينه. وإذا كان هذا النصيف خيرا من الدنيا وما فيها فكيف بها، وكما قال ابن القيم رحمه الله: ونصيف إحداهن وهو خمارها ليست له الدنيا من الاثمان.(1/677)
عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» . (1) =صحيح
1954- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لَوْ اطَّلَعَت امْرَأة مِن نِسَاءِ أَهْل الْجَنَّة عَلَى أَهْلِ الأَرْض لأضَاءَت مَا بَيْنَهُمَا وَلَمَلأَت مَا بَيْنَهُمَا رِيْحاً وَلَنَصِيفها عَلَى رَأْسِهَا خَيْر مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» . (2) =صحيح
صِفَة جِمَاع أَهْل الْجَنَّة
1955- عَنْ زَيدِ بْنِ أَرْقَم رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَيُعْطَى قَوَّةَ مِائَة رَجُلٍ فِي الشَّهْوَة وْالْجِمَاع» . (3) =صحيح
1956- عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يُعْطَى الْمُؤْمِن فِي الْجَنَّةِ قُوَّةَ كَذَا وَكَذَا مِنَ الْجِمَاعِ» . قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَوَيُطِيقُ ذَلِكَ؟ قَالَ: «يُعْطَى قُوَّةَ مِئَةٍ» . (4) =حسن صحيح
1957- عَنْ زَيدِ بْنِ أَرْقَم رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! إِنَّ أَحَدَهُم لَيُعْطَى قُوَّةَ مِئَةِ رَجُلٍ فِي الْمَطْعَم وَالْمَشْرَب وَالشَّهْوَة وَالْجِمَاع» . (5) =صحيح
1958- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ!
__________
(1) البخاري (2796) باب الحور العين وصفتهن.
(2) ابن حبان (7356) ، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين".
(3) الزهد لابن السري (9) باب جماع أهل الجنة.
(4) الترمذي (2536) باب ما جاء في صفة جماع أهل الجنة.
(5) جذء من حديث سيأتي برقم (2018) ، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح".(1/678)
هَلْ نَصِلُ إِلَى نِسَائِنَا فِي الْجَنَّة؟ فَقَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَصِلُ فِي الْيَومِ إِلَى مَائَة عَذْرَاء» . (1) ... (2) *صحيح
1959- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - انَّهُ قِيلَ لَهُ: أَنَطَأُ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: «نَعَمْ - وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ - دَحْماً دَحْماً فَإِذَا قَامَ عَنْهَا رَجَعَتْ مُطَهَرَةً بِكْرا» . (3) =حسن
1960- عَنْ عِكْرِمَة فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَومَ فِي شُغُل فَاكِهُونَ} قَالَ: فِي افْتِضَاض الأَبْكَارَ. (4) =إسناد صحيح مقطوع
الْمُؤْمِن إِذَا أَشْتَهَي الْوَلَد فِي الْجَنَّة
1961- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «الْمُؤْمِن إِذَا اشْتَهَى الْوَلَدَ فِي الْجَنَّةِ كَانَ حَمْلُهُ وَوَضْعُهُ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ كَمَا يَشْتَهِى» . (5) =صحيح
__________
(1) المعجم الصغير (795) .
(2) قال الحافظ المقدسي عن هذا الحديث "هو عندي على شرط الصحيح" وقال الألباني تعليقا على كلام المقدسي فقال "وأقره الحافظ ابن كثير (4 / 292 (وهو كما قالا فالسند صحيح ولا نعلم له عله خلافا لأبي حاتم وأبي زرعة في العلل (2/213 (وقد وجدت له شاهدا من حديث ابن عباس مرفوعا". انتهى كلامه، الصحيحة (367 (وقال الهيثمي بعد عزوه لطبراني والبزار قال:"ورجال هذه الرواية - يعني رواية البزار - رجال الصحيح غير محمد بن ثواب وهو ثقة" وقال ابن القيم في قصيدته ولقد روينا أنه يغشى بيوم واحد مائة من النسوان ورجاله شرط الصحيح رووا لهم فيه وذا في معجم الطبراني
هذا دليل أن قدر نسائهم متفاوت بتفاوت الايمان وبه يزول توهم الاشكال عن تلك النصوص بمنة الرحمن
وبقوة المائة التي حصلت له أفضى إلى مائة بلا خوران....
ومعنى كلام ابن القيم أن الرجل في الجنه يعطى قوة مئة وبهاذه المئة أفضى إلى مائة عذراء.
(3) ابن حبان (7359) ، تعليق الألباني "حسن". تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن".
(4) الزهد لابن السري (89) باب جماع أهل الجنة.
(5) ابن ماجه (4338) باب صفة الجنة، تعليق الألباني "صحيح".(1/679)
أَوْصَاف حُلِي أَهْل الْجَنَّة
1962- عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَوْ أَنَّ مَا يُقلُّ (1) ظُفرٌ مِمَّا فِي الْجَنَّةِ بَدَا لَتَزَخْرَفَتْ لَهُ مَا بَيْنَ خَوَافِقِ (2) السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَ فَبَدَا أَسَاورُهُ، لَطَمَسَ ضَوْءَ الشَّمْسِ كَمَا تَطْمِسُ الشَّمْسُ ضُوْءَ النُّجُومِ» . (3) =صحيح
عَمَل ثَوَابُه الْحُلِي
1963- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ خَلِيلِي - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «تَبْلُغُ الْحِلْيَةُ (4) مِنَ الْمُؤْمِنِ حَيْثُ يَبْلُغُ الْوَضُوءُ» . (5) =صحيح
1964- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ الْحِلْيَة تَبْلُغُ مَوَاضِع الطّهُور» . (6) =صحيح
1965- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «تَبْلُغُ حِلْيَةُ أَهْلِ الْجَنَّةِ مَبْلَغَ الْوَضُوءِ» . (7) =صحيح
__________
(1) ما يقل: أي: يحمله.
(2) خوافق: جوانب.
(3) الترمذي (2538) باب ما جاء في صفة أهل الجنة، تعليق الألباني "صحيح".
(4) الحلية: هي ما يحلى به أهل الجنة من الأساور ونحوها وهذا قول أكثر العلماء؛ هو من قوله تعالى {يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا} .
(5) مسلم (250) باب تبلغ الحلية حيث يبلغ الوضوء، النسائي (149) باب حلية الوضوء، تعليق الألباني "صحيح".
(6) مسند أبي عوانة (665) ، ابن خزيمة (7) باب استحباب تطويل التحجيل بغسل العضدين في الوضوء إذ الحلية تبلغ مواضع الوضوء يوم القيامة بحكم النبي المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (176) .
(7) ابن حبان (1042) ، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح".(1/680)
1966- عَنْ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ يُحَدِّثُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: «مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُعَزِّي أَخَاهُ بِمُصيبَةٍ، إِلاَّ كَسَاهُ اللهُ سُبْحَانَهُ مِنْ حُلَلِ الْكَرَامَةِ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ» . (1) =حسن
سُوق الْجَنَّة
1967- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَسُوقاً يَأْتُونَهَا كُلَّ جُمُعَةٍ، فَتَهُبُّ رِيحُ الشَّمَالِ فَتَحْثُو فِي وُجُوهِهِمْ وَثِيَابِهِمْ، فَيَزْدَادُونَ حسناً وَجَمَالاً، فَيَرْجِعُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ وَقَدْ ازْدَادُوا حسناً وَجَمَالاً، فَيَقُولُ لَهُمْ أَهْلُوهُمْ: وَاللهِ لَقَدْ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنَا حسناً وَجَمَالاً، فَيَقُولُونَ: وَأَنْتُمْ وَاللهِ لَقَدْ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنَا حسناً وَجَمَالاً» . (2) =صحيح
أَوْصَاف تُربَة الْجَنَّة
1968- عَنْ أَبِي سَعيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ بنَ صَياد سَأَلَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ تُرْبَة الْجَنَّة؟ فَقَالَ: «دَرْمَكَة بَيْضَاء مِسكٌ خَالِص» . (3) =صحيح
أَوْصَاف مساكن الْجَنَّة
1969- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «بِنَاءُ الْجَنَّة لَبِنَة مِنْ ذَهَب، وَلَبِنَة مِنْ فِضَّة» . (4) =صحيح
__________
(1) ابن ماجه (1601) باب ما جاء فيمن عزى مصابا، تعليق الألباني "صحيح".
(2) مسلم (2833) باب في سوق الجنة وما ينالون فيها من النعيم والجمال، ابن حبان (7382) ، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".
(3) مسلم (2928) باب ذكر بن صائد.
(4) أحمد (8732) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح".(1/681)
1970- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «خَلَقَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْجَنَّة، لَبِنَة مِنْ ذَهَب وَلَبِنَة مِنْ فِضَّة، وَغَرَسَهَا، وَقَالَ لَهَا: تَكَلَّمِي فَقَالَتْ: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤمِنُونَ} . فَدَخَلَتْهَا الْمَلاَئِكَة، فَقَالَت طُوبَاكِ مَنْزِل الْمُلُوكِ» . (1) =صحيح
1971- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «بِنَاءُ الْجَنَّةِ لَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَلَبِنَةٌ مِنْ فِضَّة» . (2) =صحيح
عَمَل ثَوَابُه قَصْر فِي الْجَنَّة
1972- مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ حَتَّى يَخْتِمَهَا عَشْرَ مَرَّاتٍ بَنَى اللَّهُ لَهُ قَصْرًا فِي الْجَنَّةِ» . فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: إِذَنْ أَسْتَكْثِرَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهُ أَكْثَرُ وَأَطْيَبُ» . (3) =حسن
1972- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَرَأَ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَد} حَتَّى يَخْتِمَهَا عَشْر مَرَّات بَنَى اللهُ لَهُ قَصْراً فِي الْجَنَّة» . (4) =حسن
1973- عن سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ: أَنَّ نَبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ، بُنِيَ لَهُ بِهَا قَصْرٌ فِي الْجَنَّةِ، وَمَنْ قَرَأَ عِشْرِينَ مَرَّةً، بُنِيَ لَهُ
__________
(1) كشف الأستار عن زوائد البزار (3507) باب في بناء الجنة، تعليق الألباني "صحيح"، الصحيحة (2662) ، الترغيب والترهيب (3714) ،
(2) أحمد (8732) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح".
(3) أحمد (15648) ، تعليق الألباني "حسن". صحيح الجامع (6472) ، الصحيحة (589) .
(4) عمل اليوم والليلة لابن السني (692) ، تعليق الألباني "حسن"، الصحيحة (589) .(1/682)
بِهَا قَصْرَانِ فِي الْجَنَّةِ، وَمَنْ قَرَأَهَا ثَلاثِينَ مَرَّةً، بُنِيَ لَهُ بِهَا ثَلاثَةُ قُصُور فِي الْجَنَّةِ» . فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِذَنْ لَتَكْثُرَنَّ قُصُورُنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهُ أَوْسَعُ مِنْ ذَلِكَ» . (1) ... (2) *صحيح
1974- عَنْ أُمِّ حَبِيبَة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ صَلَّى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، بُنِيَ لَهُ بِهِنَّ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ» . (3) =صحيح
1975- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا عَادَ الْمُسْلِمُ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، أَوْ زَارَهُ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ، وَتَبَوَّأْتَ مَنْزِلاً (4) فِي الْجَنَّةِ» . (5) =صحيح
__________
(1) الدارمي (3429) باب في فضل {قل هو الله أحد} ، تعليق ابن كثير "مرسل جيد" التفسير (4/733) ، تعليق الألباني "إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير أبي عقيل واسمه زهرة بن معبد فهو من رجال البخاري وحده"، الصحيحة تحت الحديث (589) .
(2) رجال هذا الحديث رجال البخاري بل من أوثق رجال البخاري، وإليك سند الحديث حدثنا عبد اللهُ بن يزيد [هو المقرئ قال عنه بن حجر: ثقة فاضل] حدثنا حيوة [هو بن شريح بن صفوان قال عنه بن حجر: ثقة ثبت فقيه زاهد] قال: أخبرني أبو عقيل [وهو زهرة بن معبد قال عنه ابن حجر: ثقة عابد] أنه سمع سعيد بن المسيب [قال عنه بن حجر: أحد العلماء الأثبات الفقهاء الكبار اتفقوا على أن مرسلاته أصح المراسيل وقال بن المديني: لا أعلم في التابعين أوسع علما منه] يقول أن نبي اللهُ - صلى الله عليه وسلم - قال.. فذكره والحديث مرسل قال يحيى بن معين "أصح المراسيل مراسيل سعيد بن المسيب"، وقال أحمد بن حنبل "مرسلات سعيد بن المسيب أصح المراسيل"، وقال الشافعي "إرسال ابن المسيب عندنا حسن"، وقال بعض أصحاب الشافعي "أراد أن مرسل سعيد بن المسيب حجة"، الكفاية في علم الرواية [1/404] ؛ وقال الشافعي أيضا "إن الحديث المرسل إذا روي من طريق آخر مسندا فإن المرسل يرتقي إلى مرتبة الحجة". وقد توفَّر شرط الشافعي في هذا الحديث، فقد رواه الإمام أحمد متصلا ولكن بسند ضعيف، (15648) ، ورواه الدارمي مرسل وإسناده صحيح.
(3) مسلم (728) باب فضل السنن الراتبة قبل الفرائض وبعدهن وبيان عددهن، واللفظ له، النسائي (1809) ، تعليق الألباني "صحيح".
(4) قال الأمير علاء في ترجمته لباب هذا الحديث: ذكر بناء الله جل وعلا منزلا في الجنة لمن زار أخاه المسلم أو عاده في الله جل وعلا.
(5) البخاري (439) باب من بنى مسجدا، مسلم (533) باب في بناء المساجد، ابن ماجه (736) باب من بنى لله مسجدا، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح".(1/683)
1976- عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ صَلَّى الضُّحَى أَرْبَعاً وَقَبْلَ الأولَى (1) أَرْبَعاً بُنِىَ لَهُ بِهَا بَيت فِي الْجَنَّة» . (2) =حسن
1977- عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ سَدَّ فُرْجَه بَنَى اللهُ لَهُ بَيتاً فِي الْجَنَّة وَرَفَعَهُ بِهَا دَرَجَة» . (3) =صحيح
1978- عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبِضِ (4) الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ (5) وَإِنْ كَانَ مُحِقاً، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحاً، وَبِبَيْتِ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حسن خُلُقَهُ» . (6) =حسن
أَوْصَاف خِيَام الْجَنَّة
1979- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «فِي الْجَنَّة خَيْمَة مِن لُؤْلؤَةٍ مُجَوَّفَةٍ عَرْضُهَا سِتُّونَ مِيلاً فِي كُلِّ زَاوِيَة مِنْهَا أَهْل مَا يَرَونَ الآخَرِينَ يَطُوفُ عَلَيْهِم الْمُؤمِن» . (7) =صحيح
__________
(1) قبل الأولى: أي: قبل الظهر، الأولى هي صلاة الظهر.
(2) المعجم الصغير (4753) ، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (6340) ، الصحيحة (2349) .
(3) أمالي المحاملي (36 / 2) ، الصحيحة (1892) ، تعليق الألباني "هذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن عبد العزيز الجروي، فهو من شيوخ البخاري".
(4) ربض الجنة: أسفل الجنة.
(5) المراء: الجدال.
(6) أَبو داود (4800) باب في حسن الخلق، تعليق الألباني "حسن".
(7) متفق عليه، البخاري (4598) باب {حور مقصورات في الخيام} ومسلم (2838) باب في صفة الجنة وما للمؤمن فيها من الأهلين، واللفظ له.(1/684)
1980- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ لِلْمُؤْمِن فِي الْجَنَّةِ لَخَيْمَةٌ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ مُجَوَّفَةٍ، طُولُهَا سِتُّونَ مِيلاً لِلْمُؤْمِنِ فِيهَا أَهْلُونَ (1) يَطُوفُ عَلَيْهِمُ الْمُؤْمِنُ، فَلاَ يَرَى بَعْضُهُمْ بَعْضاً» . (2) =صحيح
1981- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: «الْخَيْمَة دُرَّةٌ مُجَوَّفَةٌ فَرسَخٌ (3) فِي فَرْسَخِ لَهَا أَرْبَعَةُ آلاَفِ مِصْرَاعٍ مِنْ ذَهبٍ» . (4) =صحيح
أَمَاكِن وُجُود الْخِيَام
1982- عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا أَنَا بِنَهْرٍ حَافَتَاهُ خِيَامُ اللُّؤْلُؤِ، فَضَرَبْتُ بِيَدِي فِي مَجْرَى الْمَاءِ فَإِذَا مِسْكٌ أَذْفَرُ، قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَ اللَّهُ أَوْ أَعْطَاكَ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ» . (5) =صحيح
1983- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «دَخَلْتُ الْجَنَّة فَإِذَا أَنَا بِنَهْر يَجْرِي، بَيَاضُهُ بَيَاضُ اللَّبَنِ، وَأَحْلَىَ مِنَ الْعَسَلِ، وَحَافَتَاهُ خِيَامُ اللُّؤْلُؤِ، فَضَرَبتُ بِيَدِي، فَإِذَا الثَّرَى مِسْكٌ أَذْفَرُ، فَقُلتُ لِجِبْرِيلَ: مَا هَذَا فَقَالَ: هَذَا الْكَوْثَر الذَّيِ أَعْطَاكَهُ اللهُ» . (6) =صحيح
__________
(1) أهلون: زوجات.
(2) متفق عليه، البخاري (3243) باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة، ومسلم (2838 (الباب السابق، واللفظ له.
(3) فرسخ: الفرسخ ثلاثة أميال أو ستة.
(4) صفة الجنة لابن أبي الدنيا (314) ، البعث والنشور للبيهقي (291) ، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (3716) .
(5) أحمد (12172) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين".
(6) ابن حبان (6439) ، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".(1/685)
1984- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ فِي الْجَنَّةِ، إِذا أَنَا بِنَهْرٍ حَافَتَاهُ قِبَابُ الدُّرِّ الْمُجَوَّفِ، قُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَ رَبُّكَ، فَإِذَا طِينهُ أَوْ طِيَبهُ مِسْكٌ أَذْفَرَ (1) » . (2) =صحيح
1985- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا عُرِجَ بِالنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى السَّمَاءِ قَالَ: «أَتَيْتُ عَلَى نَهْرٍ حَافَتَاهُ قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ مُجَوَّفاً، فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ» . (3) =صحيح
أَوْصاَف أَشْجَار الْجَنَّة وَثِمَارها
1986- عَنْ سَعيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ الْجَوَادَ الْمُضَمَّرَ (4) السَّرِيعَ، مِائَةَ عَامٍ مَا يَقْطَعُهَا» . (5) =صحيح
1987- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عن رَسُولُ اللهُ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّة شَجَرَة يَسِير الرَّاكِب فِي ظِلّها مَائَة سَنَة» . (6) =صحيح
1988- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ إِلاَّ وَسَاقُهَا مِنْ ذَهَبٍ» . (7) =صحيح
__________
(1) الأذفر الذي اشتدت رائحته.
(2) البخاري (6581) باب في الحوض.
(3) البخاري (4964 (سورة الكوثر أنآ أعطيناك الكوثر.
(4) المضمر: هو هزيل البطن قليل الحم.
(5) متفق عليه، البخاري (6553) باب صفة الجنة والنار، واللفظ له، مسلم (2828) باب إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام ما يقطعها.
(6) أحمد (9831) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين".
(7) الترمذي (2525) باب ما جاء في صفة شجر الجنة، تعليق الألباني "صحيح".(1/686)
1989- عَنْ جَرِير قَالَ: قَالَ سُلْمَان: «يَا جَرِير لَوْ طَلَبْتَ فِي الْجَنَّة مِثلَ هَذَا الْعُود لَمْ تَجِدْهُ» . قَالَ قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِالله فَأَيْنَ النَّخْل وَالشَّجَر وَالثَّمَر؟ فَقَالَ: «أُصُولُهَا اللُّؤْلُؤ وَالذَّهَب وَأَعْلاَها الثَّمَار» . (1) =صحيح
1990- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: «نَخَل الْجَنَّة: جُذُوعهَا زَمُرَّد أَخْضَر، وَكُربُهَا ذَهَبٌ أَحْمَر، وَسَعَفهَا كِسوَة أَهْل الْجَنَّة مِنهَا مقَطَعاتهُم وَحُلَلهم» . (2) =صحيح
1991- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {فِيهَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّان} . قَالَ: نَخْلُ الْجَنَّةِ جُذُوعهَا زمُرُّد أَخْضَر وَكرانيفَهَا ذَهَبٌ أَحْمَر وَسَعفُهَا كِسْوَهٌ لأَهْلِ الْجَنَّةِ، مِنْهَا مُقَطَّعاتُهمْ وَحُلَلُهُمْ، وَثِمَرُهَا أَمْثَالُ الْقِلاَلِ وَالدِّلاَءِ (3) أَشَدُّ بَيَاضاً مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَليَنُ مِنَ الزُّبْدِ، وَلَيْسَ لَهَا عَجَمٌ (4) » . (5) =صحيح
1992- عَنْ عُتبَة بْنِ عَبد السُّلَمِي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَجَاءَ أَعْرَابِيّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَسْمَعك تَذْكُر شَجَرَة فِي الْجَنَّة لاَ أَعْلَم فِي الدُّنيَا شَجَرَة أَكْثَرُ شَوْكاً مِنهَا يَعْنِي الطَّلْح فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «فَإِنَّ اللهَ يَجْعَلُ مَكَانَ كُلِّ شَوْكَة مِثلَ خصَية التَّيس الْمَلْبُود - يَعْنِي الْمَخْصِي -
__________
(1) جزاء من حديث تقدم برقم (1865) .
(2) الزهد لابن السري (99) إسناده صحيح على شرط مسلم.
(3) الدلاء: مفردها دلو وهو مثل ضرب لحجم الثمر.
(4) عجم: أي: نوى.
(5) مستدرك الحاكم (3776) تفسير سورة الرحمن، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط مسلم"، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (5391) .(1/687)
فِيهَا سَبْعُونَ لَوْناً مِنَ الطَّعَام لاَ يُشْبَه لَونه لَون الآخَر» . (1) ... (2) *صحيح
1993- عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «انْتَهَيْتُ إِلَى السِّدْرَةِ، فَإِذَا نَبْقُهَا مِثْلُ الْجِرَارِ، وَإِذَا وَرَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الْفِيَلَةِ، فَلَمَّا غَشِيَهَا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ مَا غَشِيَهَا، تَحَوَّلَتْ يَاقُوتًا أَوْ زُمُرُّدًا أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ» . (3) =صحيح
1994- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «رُفِعَتْ لِي سِدْرَة الْمُنْتَهَى فِي السَّمَاء السَّابِعَة نِبقهَا مِثل قِلالِ هَجَر وَوَرَقها مِثل آذَان الْفِيَلَة يَخْرُجُ مِنْ سَاقِها نَهْرَانِ ظَاهِرَانِ وَنَهْرَانِ بَاطِنَانِ فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيل مَا هَذَانِ؟ قَالَ: أَمَّا الْبَاطِنَانِ فَفِي الْجَنَّة وَأَمَّا الظَّاهِرَان فَالنِّيل وَالْفُرَات» . (4) =صحيح
عَمَل ثَوَابُه اشْجَار الْجَنَّة
1995- عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ الله الْعَظِيم وَبِحَمْدِهِ، غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَهٌ فِي الْجَنَّةِ» . (5) =صحيح
1996- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ
__________
(1) مسند الشاميين (492) ، المعجم الكبير (318) .
(2) قال الألباني "أخرجه الطبراني في الكبير (17 / 130 / 318) ، وفي مسند الشاميين (ص 91 (عن يحيى بن حمزة عن ثور بن يزيد عن حبيب بن عبيد عن عتبة بن عبد السلمي قال: كنت جالسا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء أعرابي فقال: يا رسول الله أسمعك تذكر شجرة في الجنة لا أعلم في الدنيا أكثر شوكا منها، يعني الطلح، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فإن الله.. قلت: وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال البخاري غير حبيب بن عبيد، فهو من رجال مسلم. وقال الهيثمي (10 / 414 ( «رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح» . وللحديث شاهد من رواية سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعا نحوه. أخرجه الحاكم (2 / 476) ، وقال: «صحيح الإسناد» . ووافقه الذهبي". الصحيحة (2734) .
(3) أحمد (12323) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين".
(4) أحمد (12695) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين".
(5) الترمذي (3464) ، تعليق الألباني "صحيح".(1/688)
الْعَظِيمَ غُرِسَ لَهُ شَجَرَة فِي الْجَنَّةِ» . (1) =صحيح
1997- عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَكْثِروُا مِنْ غِرَسِ الْجَنَّةِ فَإِنَّهُ عَذْبٌ مَاؤُهَا، طَيِّبٌ تُرَابُهَا، فَأَكْثِروُا مِنْ غِرَاسِهَا: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَةَ إِلاَّ بِاللهِ» . (2) =حسن
1998- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ بِهِ وَهُوَ يَغْرِسُ غَرْساً فَقَالَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ! مَا الَّذِي تَغْرِسُ؟» . قُلْتُ: غِراساً لِي، قَالَ: «أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى غِراسٍ خَيرٍ لَكَ مِنْ هَذَا» . قَالَ: بَلَى، يَا رَسُولُ اللهِ، قَالَ: «قُلْ: سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ اكْبَرُ، يُغْرَسُ لَكَ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ» . (3) =صحيح
1999- عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «لَقِيْتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! أَقْرِئ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلاَمَ، وَأَخْبِرهُمْ أَنَّ الْجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ الْمَاءِ، وَأَنَّهَا قِيْعَانٌ (4) وَأَنَّ غِرَاسَهَا: سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ اكْبَرُ» . (5) =حسن
أَنْهَار الْجَنَّة
2000- عِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «سَيْحَانُ
__________
(1) ابن حبان (824) ، تعليق الألباني "صحيح".
(2) المعجم الكبير (13354) ، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (1213) .
(3) ابن ماجه (3807) باب فضل التسبيح، تعليق الألباني "صحيح".
(4) قيعان: مفردها قاع: وهو منبسط من الأرض متّسِع.
(5) الترمذي (3462) ، تعليق الألباني "حسن".(1/689)
وَجَيْحَانُ وَالْفُرَاتُ وَالنِّيلُ كُلٌّ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ» . (1) =صحيح
2001- عَنِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الشُّهَدَاء عَلَى بَارِق، نَهْر بِبَاب الْجَنَّة فِي قُبَّة خَضْرَاء، يَخْرُجُ إِلَيهِم رِزقهُم مِنَ الْجَنَّة بُكْرَة وَعَشِيًّا» . (2) =حسن
2002- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «لَعَلَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ أَنْهَار الْجَنَّةِ أُخْدُود فِي الأرْضِ، لاَ وَاللهِ إِنَّهَا لَسَائِحَةٌ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، أَحَد حَافَتَيهَا اللُّؤْلُؤ والأخْرَى اليَاقُوت وَطِيْنَه الْمِسْكُ الأذْفِر» . قُلْتُ: مَا الأذْفِر؟ قَالَ: «الَّذِي لاَ خَلْط لَهُ» . (3) =صحيح
2003- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أُعْطِيتُ الْكَوْثَر فَإِذَا هُوَ نَهْرٌ يَجْرِي كَذَا عَلَى وَجْه الأَرْض حَافَتَاهُ قِبَابُ اللُّؤلُؤ لَيْسَ مشفوفا فَضَرَبتُ بِيَدِي إِلَى تُرْبَتِهِ فَإِذَا مسكَة ذفرَة وَإِذَا حَصَاهُ اللُّؤلُؤ» . (4) =صحيح
2004- عن حَكيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -
__________
(1) مسلم (2839) باب ما في الدنيا من أنهار الجنة، أحمد (7873) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين".
(2) أحمد (2390) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن"، مستدرك الحاكم (2403) ، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط مسلم"، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (3742) ، تعليق أحمد شاكر "إسناد صحيح"، وقال الهيثمي: رواه أحمد واسناده رجاله ثقات، وقال بن كثير: تفرد به أحمد وقد رواه بن جرير - فذكر الإسناد وقال - «وهو إسناد جيد» .
(3) صفة الجنة لابن أبي الدنيا (66) ، تعليق الألباني "صحيح"، الترغيب والترهيب (3723) ، السلسلة الصحيحة (2513) ،
(4) أحمد (12564) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".(1/690)
قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَحْرَ الْمَاءِ، وَبَحْرَ الْعَسَلِ، وَبَحْرَ اللَّبَنِ، وَبَحْرَ الْخَمْرِ، ثُمَّ تُشَقّقُ الأَنْهَارُ بَعْدُ» . (1) =صحيح
نَهْر الْكَوْثَر
2005- عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا أَنَا بِنَهْرٍ حَافَتَاهُ خِيَامُ اللُّؤْلُؤِ، فَضَرَبْتُ بِيَدِي فِي مَجْرَى الْمَاءِ فَإِذَا مِسْكٌ أَذْفَرُ، قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَ اللَّهُ أَوْ أَعْطَاكَ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ» . (2) =صحيح
2006- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ فِي الْجَنَّةِ إِذا أَنَا بِنَهْرٍ حَافَتَاهُ قِبَابُ الدُّرِّ الْمُجَوَّفِ قُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَ رَبُّكَ، فَإِذَا طِينهُ أَوْ طِيَبهُ مِسْكٌ أَذْفَرَ (3) » . (4) =صحيح
2007- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا عُرِجَ بِالنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى السَّمَاءِ قَالَ: «أَتَيْتُ عَلَى نَهْرٍ حَافَتَاهُ قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ مُجَوَّفاً، فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ» . (5) =صحيح
2008- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -:
__________
(1) الترمذي (2571) باب ما جاء في صفة أنهار الجنة، تعليق الألباني "صحيح"، السلسلة الصحيحة (2513) .
(2) أحمد (12172) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين".
(3) الأذفر: هو الذي اشتدت رائحته.
(4) البخاري (6581) باب في الحوض.
(5) البخاري (4964 (سورة الكوثر أنآ أعطيناك الكوثر.(1/691)
«الْكَوْثَرُ نَهْرٌ فِي الْجَنَّةِ حَافَتَاهُ مِنْ ذَهَبٍ، وَمَجْرَاهُ عَلَى الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ، تُرْبَتَهُ أَطْيِبُ مِنَ الْمِسْكِ، وَمَاؤُهُ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَأَبِيضُ مِنَ الثَّلْجِ» . (1) =صحيح
أَمَاكِن خُرُوجُ أَنْهَار الْجَنَّة
2009- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَنْهَارُ الْجَنَّةِ تَخْرُجُ مِنْ تَحْتِ تِلاَلِ - أَوْ مِنْ تَحْتِ جِبَالِ - الْمِسْكِ» . (2) =حسن صحيح
2010- عَنْ أَنَس بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «رُفِعَتْ لِي سِدْرَة الْمُنْتَهَى فِي السَّمَاء السَّابِعَة نِبقهَا مِثل قِلالِ هَجَر وَوَرَقها مِثل آذَان الْفِيَلَة يَخْرُجُ مِنْ سَاقِها نَهْرَانِ ظَاهِرَانِ وَنَهْرَانِ بَاطِنَانِ فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيل مَا هَذَانِ؟ قَالَ: أَمَّا الْبَاطِنَانِ فَفِي الْجَنَّة وَأَمَّا الظَّاهِرَان فَالنِّيل وَالْفُرَات» . (3) =صحيح
2011- عَنْ عبَادَة بْنِ الصَّامِت رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «الْجَنَّة مِائَة دَرَجَة مَا بَينَ كُلّ دَرَجَتَينِ مَسِيرَةُ مِائَةُ عَامٍ، وَالْفِردَوس أَعْلاَهَا دَرَجَة وَمِنهُا تُفَجَّر الأَنْهَارُ الأَرْبَعَة وَالْعَرشُ مِن فَوقِهَا فَإِذَا سَأَلْتُم اللهَ فَاسأَلُوهُ الْفِردَوس الأَعْلَى» . (4) =صحيح
أَوْصاَف طَير الْجَنَّة
2012- عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «إِنَّ طَيْرَ الْجَنَّةِ
__________
(1) الترمذي (3361) ، تعليق الألباني "صحيح".
(2) ابن حبان (7365) ، تعليق الألباني "حسن صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن".
(3) أحمد (12695) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين".
(4) الأحاديث المختارة (394) ، واللفظ له، تعليق عبد الملك بن دهيش "إسناده صحيح"، الترمذي (2531) ، تعليق الألباني "صحيح".(1/692)
كَأَمْثَالِ الْبُخْتِ (1) تَرْعَى فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ» . فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذِهِ لَطَيْرٌ نَاعِمَةٌ؟ فَقَالَ:أَكَلَتُهَا (2) أَنْعَمُ مِنْهَا - قَالَهَا ثَلاَثًا - وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَأْكُلُ مِنْهَا يَا أَبَا بَكْرٍ» . (3) =صحيح
2013- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سُئلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا الْكَوْثَرُ؟ قَالَ: «ذَاكَ نَهْرٌ أَعْطَانِيهِ اللهُ - يَعْنِي فِي الْجَنَّةِ - أَشَدُّ بَيَاضاً مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، فِيهِ طَيْرٌ أَعْنَاقُهَا كَأَعْنَاقِ الْجُزُرِ (4) » . قَالَ عُمَر: إِنَّ هَذِهِ لَنَاعِمَةٌ، قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَكَلَتُهَا أَنْعَمُ مِنْهَا» . (5) =حسن صحيح
2014- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْكَوْثَر؟ فَقَالَ: «هُوَ نَهْرٌ أَعْطَانِيه الله عَزَّ وَجَلَّ فِي الْجَنَّة، تُرابهُ الْمِسك مَاؤُه أَبيَض مِنَ اللَّبَن وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ تَرِدُهُ طَيرٌ أَعْنَاقهَا مِثلَ أَعْنَاقِ الْجُزُر» . قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْر: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهَا لَنَاعِمَةٌ؟ فَقَالَ: «أَكَلَتُهَا أَنْعَمُ مِنهَا» . (6) =صحيح
أَوْل طَعَام أَهْل الْجَنَّة
2015- عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَوَّلُ شَيْءٍ
__________
(1) البخت: الجمال.
(2) أكلتها أنعم منها: أي: الذين يأكلون هذه الطير أنعم منها.
(3) أحمد (13335) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح".
(4) الجزر: مفردها جزور وهو الجمل.
(5) الترمذي (2542) باب ما جاء في صفة طير الجنة، تعليق الألباني "حسن صحيح".
(6) أحمد (13500) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح".(1/693)
يَأْكُلهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ زِيَادَةُ (1) كَبْدِ الْحُوتِ» . (2) =صحيح
2016- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدِمَ الْمَدَيْنَةَ فَأَتَى عَبْدُ اللهِ بن سَلاَمٍ فَقَالَ: أَنِي سَائِلُكَ عَنْ أَشْيَاءٍ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ نَبِي فَإِنْ أَنْتَ أَخْبَرتَنِي بِهَا آمَنْتُ بِكَ [وَمِنْ أَسْئِلَتِهِ] عَنْ أَوَّلِ شَيْءٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَوَّلُ شَيْءٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ: رَأْسُ ثَوْرٍ وَكَبِدُ حُوتٍ» . (3) =صحيح
2017- عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ كُنْتُ قَائِماً عِنْدَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَجَاءَ حَبْرٌ (4) مِنْ أَحْبَار الْيَهُودِ، فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ، فَدَفَعْتُهُ دَفْعُةُ كَادَ يُصْرَعُ مِنْهَا، فَقَالَ لِمَ تَدْفَعُنِي؟ فَقُلْتُ: أَلاَ تَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ: الْيَهُودِيُّ إِنَّمَا نَدْعُوهُ بِاسْمِهِ الَّذِي سَمَّاهُ بِهِ أَهْلُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اسْمِي مُحَمَّدٌ الَّذِي سَمَّانِي بِهِ أَهْلِي» فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: جِئْتُ أَسْأَلُكَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَيَنْفَعُكَ شَيْءٌ إِنْ حَدَثْتُكَ؟» . قَالَ: أَسْمَعُ بِأُذُنيَّ فَنَكَتَ (5) رَسُوْلُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِعُودِ مَعَهُ، فَقَالَ: «سَلْ» . فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: أَيْنَ يَكُونُ النَّاسُ {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ} . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «هُمْ فِي الظُّلْمَةِ دُونَ الْجِسْرِ» . قَالَ: فَمَنْ أَوَّلُ النَّاسِ إِجَازَةً؟ (6) قَالَ: «فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ» . قَالَ الْيَهُودِيُّ: فَمَا تُحْفَتُهُمْ حِيْنَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةِ (7) قَالَ: «زِيَادَةُ كَبِدِ النُّونِ» . قَالَ: فَمَا
__________
(1) زيادة كبد الحوت: هي القطعة المنفردة المعلقة في الكبد وهي أطيبها.
(2) مسند الطيالسي (2051) ، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (2567) .
(3) ابن حبان (7380) ، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".
(4) حبر: عالم.
(5) ينكت: أي: يضرب بطرفه الأرض مرة بعد مرة وذلك فعل المفكر المهموم.
(6) إجازة: أي: عبورا.
(7) فما تحفتهم..: هي ما يهدى إلى الرجل ويخص به ويلاطف.(1/694)
غِذَاؤُهُمْ (1) عَلَى إِثْرِهَا؟ قَالَ: «يُنْحَرُ لَهُمْ ثَوْرُ الْجَنَّةِ الَّذِي كَانَ يَأْكُلُ مِنْ أَطْرَافِهَا» . قَالَ: فَمَا شَرَابُهُمْ عَلَيْهِ؟ قَالَ: «مِنْ عَيْنٍ فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً» . قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: وَجِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنْ شَيْءٍ لاَ يَعْلَمُهُ أَحَدٌ مِنَ أَهْلِ الأَرْضِ إِلاَّ نَبِي أَوْ رَجُلٌ أَوْ رَجُلاَنِ قَالَ: «يَنْفَعُكَ إِنْ حَدَّثْتُكَ؟» قَالَ: أَسْمَعُ بِأُذُنيَّ، قَالَ: جِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنِ الْوَلَدِ؟ قَالَ: «مَاءَ الرَّجُلِ أَبِيضُ وَمَاءُ الْمَرأَةِ أَصْفَرُ، فَإِذَا اجْتَمَعَا فَعَلاَ مَنِيُّ الرَّجُلِ مَنِيُّ الْمَرأَةِ أَذْكَرَا (2) بِإِذْنِ اللهِ، وَإِذَا عَلاَ مَنِيُّ الْمَرأَةِ مَنِيُّ الرَّجُلِ آنَثَا (3) بِإِذْنِ اللهِ» . قَالَ الْيَهُودِيُّ: لَقَدْ صَدَقْتَ وَإِنَّكَ لَنَبِيٌّ، ثُمَّ انَصَرَفَ فَذَهَبَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَقَدْ سَأَلَنِي هَذَا عَنْ الَّذِي سَأَلَنِي عَنْهُ وَمَالِي عِلْمٌ بِشَيْءٍ مِنْهُ حَتَّى أَتَانِي اللهُ بِهِ» . (4) =صحيح
صِفَة أَهْل الْجَنَّة فِي أَكْلهِم وَشُربهم
2018- عَنْ زَيدِ بْنِ الأَرْقَمِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَى النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ فَقَالَ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ! أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ فِيهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيُعْطَى قُوَّةَ مِئَةِ رَجُلٍ، فِي الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ وَالشَّهْوَةِ وَالْجِمَاعِ» . فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ: فَإِنَّ الَّذِي يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ تَكُونُ لَه الْحَاجَة؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «حَاجَتُهُمْ عَرَقٌ يَفِيضُ مِنْ
__________
(1) غذائهم: روي على وجهين غِذَائهم وغدائهم، قال القاضي عياض: هذا الثاني هو الصحيح وهو رواية الأكثر ين.
(2) أذكر: أي: كان المولود ذكرا.
(3) آنثا: أي: كان المولود أنثى.
(4) مسلم (315) باب بيان صفة مني الرجل والمرأة وأن الولد مخلوق من مائهما، واللفظ له، ابن حبان (7379) ، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح".(1/695)
جُلُودِهِمْ مِثْل الْمِسكِ فَإِذَا الْبَطْنُ قَدْ ضَمُر (1) » . (2) =صحيح
2019- عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَيَشْتَهِي الشَّرَابَ مِنْ شَرابِ الْجَنَّةِ فَيَجِيءُ الإبْرِيقُ فَيَقَعُ فِي يَدِهِ فَيَشْرَبُ، ثُمَّ يَعُودُ إِلَى مَكَانِهِ» . (3) =حسن
فَصْل
* لَقَدْ كَثُرَة الأَحَادِيث الْمُوضُوعَة وَالْمُكْذُوبَة عَنْ وَصفِ الْجَنَّةِ، وَلَكِنَّ الْجَنَّةِ لَو أَجْتَهَدَ أَفْصَح النَّاسِ مِنْ هَاؤُلاءِ لِيَصِفَهَا وَلَوْ للِتضْلِيلِ فَلَنْ يَصِفَهَا، قَالَ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْحَدِيثِ الَّذِي يَرْوُيهِ ابْنُ عَبَّاسٍ: «لَيْسَ الْخَبَرُ كَالمُعَايَنَةِ، قَالَ اللهُ لِمُوسَى: إِنَّ قَوْمَكَ صَنَعُوا كَذَا وَكَذَا (4) فَلمَّا يُبَالِ، فَلَمَّا عَايَنَ أَلْقَى الأَلوَاحَ» . (5) =صحيح
* وَكَذَلِكَ الْجَنَّة الَّذِي يَرَاهَا لَوْ اجْتَهَدَ فِي وَصْفِهَا فَلَنْ يَصِفَهَا لِغَيرِه كَمَا رَآهَا قَالَ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ وَصْفِ نِسَاء الْجَنَّةِ «لأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا وَلَمَلأَتْهُ رِيْحاً وَلَنَصِيفُهَا عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» . مَنْ كَانَتَ بِهَاذِهِ الأوْصَاف، وَبِهَذَا الْجِسم الصَّغِير الذي أَضَاءَ مَابَينَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَمَلأَهُ طِيباً، مَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَصِفَ جَمَالَهَا؟.
__________
(1) قد ضمر: أي: أنهضم ما فيه.
(2) ابن حبان (7381) ، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح".
(3) صفة الجنة لابن أبي الدنيا (128) ، تعليق الألباني "حسن"، الترغيب والترهيب (3738) .
(4) هو خبر عبادتهم للعجل.
(5) ابن حبان (6180) ، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح".(1/696)
مَا جَاءَ فِي أَبْأَسِ أَهْل الأرْضِ إِذَا أُدْخِلَ الْجَنَّة كَيفَ يَكُونُ حَالُهُ
2020- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا، مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً، ثُمَّ يُقَالُ: يَا بْنَ آدَمَ! هَلْ رَأَيْتَ خَيْراً قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لا وَاللهِ يَا رَبِّ! وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْساً فِي الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيُصْبَغُ صَبْغَةً فِي الْجَنَّةِ، فَيُقَالُ لَهُ: يَا بْنَ آدَمَ! هَلْ رَأَيْتَ بُؤْساً قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لا وَاللهِ يَا رَبِّ! مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ وَلاَ رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ» . (1) =صحيح
رُؤيَة اللهِ سُبْحَانَه فِي الْجَنَّة
2021- عَنْ صُهَيْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي قَوْلِهِ {لِلَّذِينَ أَحسنواْ الْحسنى وَزِيَادَةٌ} . قَالَ: «إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ نَادَى مُنَادٍ: إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللهِ مَوْعِداً، قَالُوا: أَلَمْ يُبَيِّضْ وُجُوهَنَا وَيُنَجِّينَا مِنَ النَّارِ وَيُدْخِلَنَا الْجَنَّةَ؟ قَالُوا: بَلَى قَالَ: فَيُكْشَفُ الْحِجَابُ، قَالَ: فَوَاللهِ! مَا أَعْطَاهُمْ شَيْئاً أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَيْهِ» . (2) =صحيح
2022- عَنْ أَبِي سَعْيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قُلنَا: يَا رَسُولَ اللهِ! هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمُ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: «هَلْ تُضَارُّونَ (3) فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ إِذَا كَانَتْ صَحْواً؟» . قُلْنَا: لاَ، قَالَ: «فَإِنَّكُمْ لاَ تُضَارُونَ فِي رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ يَوْمَئذِ إِلاَّ
__________
(1) مسلم (2807) باب صبغ أنعم أهل الدنيا في النار وصبغ أشدهم بؤسا في الجنة، أحمد (13134) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".
(2) الترمذي (2552) باب ما جاء في رؤية الرب تبارك وتعالى، تعليق الألباني "صحيح".
(3) هل تضارون: أي: هل يحصل لكم تزاحم وتنازع يتضرر به بعضكم من بعض.(1/697)
كَمَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِمَا» . ثُمَّ قَالَ: «يُنَادِي مُنَادِ: لِيَذْهَبَ كُلُّ قَوْمٍ إِلَى مَا كَانُوا يَعْبُدُونْ، فَيَذْهَبُ أَصْحَابُ الصَّلِيبِ مَعَ صَلِيبِهِمْ، وَأَصْحَابُ الأَوْثَانِ مَعَ أَوْثَانِهِمْ، وَأَصْحَابُ كُلُّ آلِهَةٍ مَعَ آلِهَتِهِم حَتَّى يَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللهَ، مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ وَغَبَرَاتٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، ثُمَّ يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ تُعْرَضُ كَأَنَّهَا سَرَابٌ، فَيُقَالُ لِليَهُودِ: مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ قَالُوا: كُنَّا نَعْبُدُ عُزَيْراً ابْنُ اللهِ، فَيُقَالُ: كَذَبْتُمْ لَمْ يَكُنْ للهِ صَاحِبَةٌ وَلاَ وَلَدٌ، فَمَا تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: نُرِيدُ أَنْ تَسْقِيَنَا، فَيُقَالُ: اشْرَبُوا فَيَتَسَاقَطُونَ فِي جَهَنَّمَ، ثُمَّ يُقَالُ لْلنَّصَارَى: مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ فَيَقُولُونَ: كُنَّا نَعْبُدُ الْمَسِيحَ ابْنُ اللهِ، فَيُقَالُ: كَذَبْتُمْ لَمْ يَكُنْ للهِ صَاحِبَةٌ وَلاَ وَلَدٌ، فَمَا تُرِيدُونَ؟ فَيَقُولُونَ: نُرِيدُ أَنْ تَسْقِيَنَا، فَيُقَالُ: اشْرَبُوا فَيَتَسَاقَطُونَ فِي جَهَنَّمَ، حَتَّى يَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُد اللهَ مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ، فَيُقَالُ لَهُمْ: مَا يَحْبِسَكُمْ وَقَدْ ذَهَبَ النَّاسُ؟ فَيَقُولُونَ: فَارَقْنَاهُمْ وَنَحْنُ أَحَوجُ مِنَّا إِلَيهِ الْيَومَ (1) وَإِنَّا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِيَلْحَق، كُلُّ قَوْمٍ بِمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ، وَإِنَّمَا نَنْتَظِرُ رَبَّنَا، قَالَ: فَيَأْتِيَهُمْ الْجَبَّارُ فِي صُورَةٍ غَيْرَ صُورَتِهِ الَّتِي رَأَوْهُ فِيهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ، فَيَقُولُ: أَنَا رَبَّكُمْ، فَيَقُولُونَ: أَنّتَ رَبُّنَا فَلاَ يُكَلِّمهُ إِلاَّ الأَنْبِياءُ، فَيَقُولُ: هَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ آيَةً تَعْرِفُونَهَ؟ فَيَقُولُونَ: السَّاق، فَيَكْشِفُ عَنْ سَاقِهِ فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ، وَيَبْقُى مَنْ كَانَ يَسْجُدُ للهِ رَيَاءً وَسُمْعَةً فَيَذْهَبُ كَيمَا يَسْجُدُ فَيَعُودُ ظَهْرَهُ طَبَقاً وَاحِداً، ثُمَّ يُؤْتَى بِالْجِسْرِ فَيُجْعَلُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ» . قُلنَا: يَا رَسُولَ اللهِ! وَمَا الْجِسْر؟ قَالَ: «مَدْحَضَةٌ مَزَلَةٌ (2) عَلَيْهِ خَطَاطِيفُ وَكَلاَلِيبُ وَحَسَكَةٌ
__________
(1) فارقناهم ونحن أحوج منا إليهم اليوم: معناه التضرع إلى الله في كشف الشدة عنهم بأنهم لزموا طاعته وفارقوا في الدنيا من زاغ عن طاعته من أقاربهم مع حاجتهم إليهم في معاشهم ومصالح دنياهم كما جرى لِمُؤْمِنِي الصحابة حين قاطعوا من أقاربهم من حاد الله ورسوله مع حاجتهم إليهم والارتفاق بهم.
(2) دحض مزلة: الدحض والمزله بمعنى واحد: وهو الموضع الذي تزل فيه الأقدام ولا تستقر.(1/698)
مُفَلْطَحَةٌ (1) لَهَا شَوْكَةٌ عُقَيْفَاء، تَكُونُ بِنَجْد يُقَالُ لَهَا: السَّعْدَان، الْمُؤْمِنُ عَلَيْهَا كَالطَّرْفِ وَكَالْبَرْقِ وَكَالرِّيحِ وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ وَنَاجِ مَخْدُوشٌ وَمَكْدُوسٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ (2) حَتَّى يَمُرُّ آخِرَهُمْ يُسْحَبُ سَحْباً فَمَا أَنْتُمْ بَأَشَدَّ لِي مُنَاشَدَةً فِي الْحَقِّ، قَدْ تَبَينَ لَكُمْ مِنَ الْمُؤْمِن يَوْمَئذٍ لِلجَبَّارِ، وَإِذَا رَأَوا أَنَّهُم قَدْ نَجوْا فِي إِخْوُانِهِم، يَقُولُونَ: رَبَّنَا إِخْوُانَنَا، كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا وَيَصُومُونَ مَعَنَا وَيَعْمَلُونَ مَعَنَا، فَيَقُولُ اللهُ تَعَالَى: اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدَتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ دِينَارٍ مِنْ إِيْمَانٍ فَأَخْرِجُوه، وَيُحَرِّمُ اللهُ صُوَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (3) فَيَأْتُونَهُمْ وَبَعْضُهُم قَدْ غَابَ فِي النَّارِ إِلَى قَدَمَهِ وَإِلَى أَنْصَافِ سَاقَيهِ فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا ثُمَّ يَعُودُونَ، فَيَقُولُ: اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ نِصفُ دِينَارٍ فَأَخْرِجُوهُ، فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا ثُمَّ يَعُودُونَ، فَيَقُولُ: اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدَتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةِ مِنْ إِيْمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ، فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا» . قَالَ أَبُو سَعْيدٍ: فَإِنْ لَمْ تُصَدِقُونِي فَاقْرَؤُوا {إِنَّ اللهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حسنةً يُضَاعِفْهَا} فَيَشْفَعُ النَّبِيوُنَ وَالْمَلاَئِكَةَ وَالْمُؤْمِنُونَ، فَيَقُولُ الْجَبَّارُ: بَقِيَتْ شَفَاعَتِي فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ فَيُخْرِجُ أَقْوَاماً قَدْ امْتَحَشُوا، فَيُلْقَونَ فِي نَهْر بَأَفْوَاهِ الْجَنَّةِ، يُقَالُ لَهُ: مَاءَ الْحَيَاةِ، فَيَنْبِتُونَ فِي حَافَتَيهِ كَمَا تَنْبُتُ الْحَبَّةِ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ قَدْ رَأَيْتُمُوهَا إِلَى جَانِبِ الصَّخْرَةِ وَإِلَى جَانِبِ الشَّجَرَةِ، فَمَا كَانَ إِلَى الشَّمْسِ مِنْهَا كَانَ أَخْضَرَ، وَمَا كَانَ مِنْهَا إِلَى الظِّلِّ كَانَ أَبِيضَ، فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمْ اللُّؤْلُؤْ،
__________
(1) الحسكة: شوك صلب من حديد.
(2) المعنى: أن الناس على الصراط ثلاثة أقسام: قسم يسلم فلا يناله شيء، وقسم يخدش ثم يرسل فيخلص، وقسم يكردس ويلقى في جهنم.
(3) ويحرم الله صورهم على النار: يفسر هذا قوله - صلى الله عليه وسلم - «تأكل النار ابن آدم إلا أثر السجود، حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود» .(1/699)
فَيُجْعَلُ فِي رِقَابِهِمُ الْخَوَاتِيمَ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ: هَؤُلاَءِ عُتَقَاءُ الرَّحْمَنِ أَدْخَلَهُمْ الْجَنَّةِ بِغَيْرِ عَمَلٍ عَمَلُوهُ وَلاَ خَيْرٍ قَدَّمُوهُ، فَيُقَالُ لَهُمْ: لَكُمْ مَا رَأَيْتُمْ وَمِثْلَهُ مَعَهُ» . (1) =صحيح
مَا جَاءَ فِي أَعْظَم نَعِيم بَعْدَ رُؤيَة الله تَعَالَى
2023- عَنْ جَابِر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - «إِذَا دَخَلَ أَهْل الْجَنَّة الْجَنَّة، قَالَ اللهُ هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئاً فَأَزيدَكُموه؟ قَالُوا: يَا رَبَّنَا وَهَلْ بِقَيِ شَيءٌ إِلاَّ قَدْ نلنَاهُ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ رِضَائِي فَلاَ أَسْخَطُ عَلَيْكُم أَبَداً» . (2) =صحيح
2024- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ يَقُولُ لأَهْل الْجَنَّة: يَا أَهِل الْجَنَّة؟ فَيَقُولُونَ: لَبيكَ وَسَعْدَيكَ وَالْخَيرُ فِي يَدَيْكَ، فَيَقُولُ: هَلْ رَضِيتُم؟ فَيَقُولُونَ: وَمَا لَنَا لاَ نَرْضَى يَا رَب وَقَدْ أَعْطَيتَنَا مَا لَمْ تُعطِ أَحَداً مِن خَلْقِكَ، فَيَقُولُ أَلاَ أُعْطِيكُم أَفْضَل مِن ذَلِكَ؟ فَيَقُولُونَ: يَا رَبّ وَأَيُّ شَيء أَفْضَل مِنْ ذَلِكَ؟ فَيَقُولُ: أُحِلُّ عَلَيكُم رِضْوَانِي فَلاَ أَسْخَطُ عَلَيْكُم بَعْدَهُ أَبَداً» . (3) =صحيح
__________
(1) متفق عليه، البخاري (7439) باب قول الله تعالى {وجوه يومئذ ناضر ة إلى ربها ناظرة} ، مسلم (183) باب معرفة طريق الرؤية.
(2) صفة الجنة لأبي نعيم (301) ، واللفظ له، مستدرك الحاكم (276) كتاب الإيمان، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وقد تابع الأشجعي محمد بن يوسف الفريابي على إسناده ومتنه"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرطهم".
(3) متفق عليه، البخاري (78) باب كلام الرب مع أهل الجنة، واللفظ له، مسلم (2829) باب إحلال الرضوان على أهل الجنة فلا يسخط عليهم أبدا.(1/700)
مَا جَاءَ فِي قُرب الْجَنَّة وَأَنَّ الْكُلَّ يَدخُلهَا إِلاَّ مَن أَبَى
2025- عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «الْجَنَّةٌ أَقْرَبُ إِلَى أَحِدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ (1) نَعْلِهِ وَالنَّارُ مِثْلُ ذَلِكَ» . (2) =صحيح
2026- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لَتَدْخُلُنَّ الْجَنَّةَ كُلُّكُمْ، إِلاَّ مَنْ أَبِى وَشَرَدَ عَلَى اللهِ كَشِرَادِ الْبَعِيرِ» . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! وَمَنْ يَأْبَى أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: «مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدَ أَبِى» . (3) =صحيح
عَمَل بِهِ يَسْهل الوُصُول إِلَى الْجَنَّة
2027- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَطْلُبُ فِيهِ عِلْماً: سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقاً مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُه» . (4) =صحيح
مَنْ سَئَلَ الله الْجَنَّة وَسْتَجَارَ مِنَ النَّار
2028- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا اسْتَجَارَ عَبْدٌ مِنَ النَّارِ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي يَوْمٍ إِلاَّ قَالَتْ النَّارُ: يَا رَبِّ! إِنَّ عَبْدَكَ
__________
(1) شراك نعله: أحد سيور النعل.
(2) البخاري (6488) باب الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار كذلك.
(3) ابن حبان (17) ، تعليق الألباني "صحيح".
(4) مسلم (2699) باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر، وابن حبان (84) ، واللفظ له، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين".(1/701)
فُلاَناً قَدْ اسْتَجَارَكَ مِنِّي فَأَجِرْهُ، وَلاَ يَسأَلُ الله عَبْد الْجَنَّةَ فِي يَوْمٍ سَبْعَ مَرَّاتٍ إِلاَّ قَالَتْ الْجَنَّةُ: يَا رَبِّ! إِنَّ عَبْدَكَ فُلاَناً سَأَلَنِي فَأَدْخِلْهُ» . (1) ... (2) *صحيح
2029- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ سَأَلَ اللهَ الْجَنَّةَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، قَالَتِ الْجَنَّةُ: اللَّهُمَّ! أَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ اسْتَجَارَ مِنَ النَّارِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، قَالَتِ النَّارُ: اللَّهُمَّ! أَجِرهُ مِنَ النَّارِ» . (3) =صحيح
2030- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا سَأَلَ رَجُلٌ مُسْلِمٌ الْجَنَّةَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، إِلاَّ قَالَتْ الْجَنَّةُ: اللَّهُمَّ! أَدْخِلْهُ الْجَنَّةِ، وَلاَ اسْتَجَارَ رَجُلٌ مُسْلِمٌ مِنَ النَّاِر ثَلاثَ مَرَّاتٍ، إِلاَّ قَالَتْ النَّارُ: اللَّهُمَّ! أَجِرهُ» . (4) =صحيح
2031- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الْجَنَّةَ ثَلاَثًا، قَالَتْ الْجَنَّةُ: اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ مِنْ النَّارِ ثَلاَثًا، قَالَتْ النَّارُ: اللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ النَّارِ» . (5) =صحيح
2032- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا سَأَلَ رَجُلٌ مُسْلِمٌ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ الْجَنَّةَ ثَلاَثًا، إِلاَّ قَالَتْ الْجَنَّةُ: اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، وَلاَ
__________
(1) أبو يعلى (6192) ، تعليق الألباني "صحيح".
(2) قال الألباني "أخرجه أبو يعلى في مسنده (4 / 1472 - 1473 (والضياء أيضا في صفة الجنة (3 / 89 / 1 (: حدثنا أبو خيثمة أخبرنا جرير عن يونس عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره. وقال الضياء: «هذا الحديث عندي على شرط الصحيحين» . وكذا قال المنذري قبله في الترغيب (4 / 222 (وتبعهما ابن القيم في حادي الأرواح (1 / 148 (وهو كما قالوا ". الصحيحة (2506 (
(3) ابن ماجه (434) باب صفة الجنة، تعليق الألباني "صحيح".
(4) ابن حبان (1010) ، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح".
(5) أحمد (13196) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح , رجاله ثقات رجال الشيخين غير بريد بن أبي مريم , فقد روى له البخاري في " الأدب المفرد " وأصحاب السنن , وهو ثق".(1/702)
اسْتَجَارَ مِنْ النَّارِ مُسْتَجِيرٌ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، إِلاَّ قَالَتْ النَّارُ: اللَّهُمَّ أَجِرْهُ مِنْ النَّارِ» . (1) =صحيح
2033- وعنه رضي الله عنته قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا سَأَلَ رَجُلٌ مُسْلِمٌ الْجَنَّةَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ قَطُّ، إِلاَّ قَالَتْ الْجَنَّةُ: اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، وَلاَ اسْتَجَارَ مِنْ النَّارِ، إِلاَّ قَالَتْ النَّارُ: اللَّهُمَّ أَجِرْهُ» . (2) =صحيح
السُّؤل بِاسمِ اللهِ الأعْظَم
2034- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَه، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلاً يَقُولُ: اللَّهُمَّ! إِنِّي أَسْأَلُكَ بأَنَّكَ أَنْتَ اللهُ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَقَدْ سَأَلَ اللهَ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ، الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى، وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ» . (3) =صحيح
2035- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلاً يَقُولُ: اللَّهُمَّ! إِنِّي أَسْأَلُكَ بأَنَّ لَكَ الْحَمْدُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ وَحْدُكَ لا شَرِيكَ لَكَ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ، فَقَالَ: «لَقَدْ سَأَلَ اللهَ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ، الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى، وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ» . (4) =حسن صحيح
__________
(1) أحمد (12607) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده حسن"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5630) .
(2) أحمد (13781) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "حديث صحيح وهذا إسناد حسن من أجل يونس بن أبي إسحاق".
(3) ابن ماجه (3857) باب اسم الله الأعظم، تعليق الألباني "صحيح".
(4) ابن ماجه (3858) الباب السابق، تعليق الألباني "حسن صحيح".(1/703)
سِعَة كَرَمُ اللهِ تَعَالَى وَأَنَّهُ يُعْطِي عَلَى التَّمَنِّي
2036- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ يَمِينَ اللهِ مَلأى لاَ يَغِيُضَها (1) نَفَقَةٌ سَحَّاءُ (2) اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ، فَإِنَّهُ لَمْ يُنْقِص مَا فِي يَمِيْنِهِ وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَبِيَدِهِ الأُخْرَى الْفَيضُ - أَوْ الْقَبْضُ - يَرْفَعُ وَيَخْفِضُ» . (3) =صحيح
2037- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أُرْسِلَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَلامُ، فَلَمَّا جَاءَهُ صَكَّهُ (4) فَفَقَأَ عَيْنَهُ، فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ فَقَالَ: أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لا يُرِيدُ الْمَوْتَ، قَالَ: فَرَدَّ اللهُ إِلَيْهِ عَيْنَهُ وَقَالَ: ارْجِعْ إِلَيهِ، فَقُلْ لَهُ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ (5) ثَوْرٍ فَلَهُ بِمَا غَطَّتْ يَدُهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ، سَنَةٌ (6) قَالَ: أَيْ رَبِّ ثُمَّ مَهْ؟ (7) قَالَ ثُمَّ الْمَوْتُ، قَالَ: فَالآنَ، فَسَأَلَ اللهَ أَنْ يُدْنِيَهُ مِنَ الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «فَلَوْ كُنْتُ ثُمَّ لأرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ
__________
(1) لا يغيضها: أي: لا ينقصها.
(2) سحاء: أي: دائمة الصب.
(3) متفق عليه، البخاري (7419) باب وكان عرشه على الماء، هو رب العرش العظيم، والفظ له، مسلم (993) باب الحث على النفقة وتبشير المنفق بالخلف.
(4) صكه: أي: لطمه.
(5) متن ثور: ظهره.
(6) هذا من كرمة سبحانه فلم يزده سنة أو سنتين ونحوهما ولكن زاده بما غطت يده من الشعر، واليد عندما توضع على متن الثور فإنها تغطي المئات من الشعر. وأيضا ثبت عن أنس أن رجلا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأعطاه غنما بين جبلين رواه مسلم وغيره وروى مسلما أيضا أنه - صلى الله عليه وسلم - أعطى صفوان بن أمية مائة من النعم ثم مائة ثم مائة، وأيضا أعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل وأعطى عيينة مثل ذلك متفق عليه، وإذا كان هذا كرم النبي - صلى الله عليه وسلم - يعطي ثلاثة رجال خمسمائة من الإبل، فكيف بكرم الخالق جل وعلا؟.
(7) مه: أي: ثم ماذا يكون؟ أحياة أم موت.(1/704)
إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ، تَحْتَ الْكَثِيبِ الأحْمَرِ» . (1) =صحيح
2038- عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ سَأَلَ اللهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ، بَلَّغَهُ اللهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ» . (2) =صحيح
2039- عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ سَأَلَ اللهَ الْقَتْلَ فِي سَبِيلِهِ صَادِقاً مِنْ قَلْبِهِ أَعْطَاهُ اللهُ أَجْرَ الشَّهَادَةِ» . (3) =صحيح
2039- عَنْ أَنَس بْنِ مَالِك رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ سَأَلَ الله الْقَتْلَ فِي سَبِيل اللهِ صَادِقاً ثُمَّ مَاتَ أَعْطَاهُ اللهُ أَجْرَ شَهِيد» . (4) =صحيح
2040- عَنْ أَبِي كَبْشَهَ الأنْمَارِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّمَا الدُّنْيَا لأرْبَعَةِ نَفَرٍ، عَبْدٌ رَزَقَهُ اللهُ مَالاً وَعِلْماً فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَيَعْلَمُ للهِ فِيهِ حَقًّا، فَهَذَا بِأَفْضَلِ الْمَنَازِلِ، وَعَبْدٌ رَزَقَهُ اللهُ عِلْماً وَلَمْ يَرْزُقهُ مَالاً فَهُوَ صَادِقُ النِّيةِ، يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالاَ لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلاَنٍ فَهُوَ بِنِّيَتِهِ فَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ، وَعَبدٌ رَزَقَهُ اللهُ مَالاً وَلَمْ يَرزُقهُ عِلْماً فَهُوَ يَخْبط فِي مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ لاَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَلاَ يَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَلاَ يَعْلَمُ للهِ فِيهِ حَقًّا،
__________
(1) متفق عليه، البخاري (347) باب وفاة موسى وذكره بعد، مسلم (2372) باب من فضائل موسى - صلى الله عليه وسلم -، واللفظ له.
(2) مسلم (1909) باب استحباب طلب الشهادة في سبيل الله تعالى، ابن حبان (3182) ، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الصحيح".
(3) الترمذي (1654) باب ما جاء فيمن سأل الشهادة، تعليق الألباني "صحيح".
(4) مستدرك الحاكم (2411) كتاب الجهاد، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط البخاري ومسلم".(1/705)
فَهَذَا بِأخْبَثِ الْمَنَازِلِ، وَعَبْدٌ لَمْ يَرزُقهُ اللهُ مَالاً وَلاَ عِلْماً فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالاً لَعَمِلتُ فِيهِ بِعَمَلِ فُلاَنٍ فَهُوَ بِنِّيَتِهِ فَوِزْرُهُمَا سَوَاءٌ» . (1) =صحيح
مَا جَاء فِي حُب الله سُبحَانَه وَتَعَالَى لِلمَدح
2041- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ، وَلَيْسَ أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنَ اللهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ، وَلَيْسَ أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ اللهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَنْزَلَ الْكِتَابَ وَأَرْسَلَ الرُّسُلَ» . (2) =صحيح
مَا جَاءَ فِي سِعَة رَحْمَة اللهِ تَعَالَى
2042- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْ تَعْلَمُونَ قَدْرَ رَحْمَةِ اللهِ لاتَّكَلْتُمْ - أًحْسِبُهُ قَالَ - عَلَيْهَا» . (3) =صحيح
2043- عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ بِيَدِهِ - قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ - رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي» . (4) =حسن صحيح
2044- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَوْ يَعلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا
__________
(1) جزء من حديث تقدم برقم (369) ، تعليق الألباني "صحيح".
(2) متفق عليه، البخاري (4358) كتاب التفسير "سورة الأنعام"، مسلم (2760) باب غيرة الله تعالى وتحريم الفواحش، واللفظ له.
(3) كشف الأستار عن زوائد البزار (3256) باب في رحمة الله، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5260) .
(4) ابن ماجه (189) باب فيما أنكرت الجهيمة، تعليق الألباني "حسن صحيح".(1/706)
عِنْدَ اللهِ مِنَ الْعُقُوبَةِ مَا طِمَعَ بِجَنَّتِهِ أَحَدٌ، وَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الرَّحْمَةِ مَا قَنَطَ مِنْ جَنَّتِهِ أَحَدٌ» . (1) =صحيح
2045- عَنْ مُعَاويَةَ بْنِ حَيْدَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ «إِنَّ اللهَ خَلَقَ مِائَةَ رَحْمَهٍ، فَبَثَّ بَيْنَ خَلْقِهِ رَحْمَةً وَاحِدَةً، فَهُمْ يَتَرَاحَمُونَ بِهَا، وَادَّخَرَ عِنْدَهُ لأَوْلِيَائِهِ تِسْعهً وَتِسْعِينَ» . (2) =صحيح
2046- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «قَالَ لِي جِبْرِيل عَلَيهِ السَّلاَم: لَوْ رَأيتَنِي وَأَنَا آخُذُ مِنْ حَال الْبَحرِ فَأدُسُهُ فِي فِي فِرعَونَ، مَخَافَةَ أَنْ تُدْرِكَهُ الرَّحمةُ» . (3) =صحيح
مَا جَاءَ فِي قُرب الله سُبْحَانَه وَأَنَّهُ أَقْرَبُ مِنْ عُنُق الرَّاحِلَة
2047- عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ فَجَعَلَ النَّاسُ يَجْهَرُونَ بِالتَّكْبِيرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «أَيُّهَا النَّاسُ! أَرْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، إِنَّكُمْ لَيْسَ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلاَ غَائِباً، إِنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعاً قَرِيباً وَهُوَ مَعَكُمْ، وَالَّذِي تَدْعُونَهُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ عُنُقِ رَاحِلَةِ أَحَدِكُمْ» . (4) =صحيح
__________
(1) مسلم (2755) باب في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه، ابن حبان (655) ، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".
(2) تاريخ دمشق لابن عساكر (8 / 259) ، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1766) .
(3) أحمد (3154) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "صحيح موقوفا على ابن عباس"، الطيالسي (3154) ، مستدرك الحاكم (7635) كتاب التوبة والإنابة، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (4353) ، الصحيحة (2015) .
(4) متفق عليه، البخاري (3968) باب غزوة خيبر، مسلم (2704) باب استحباب خفض الصوت بالذكر، واللفظ له.(1/707)
2048- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَصَم وَلاَ غَائِب هُوَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ رُءُوسِ رِحَالِكُمْ» . ثُمَّ قَالَ: «يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ! أَلاَ أُعَلِّمُكَ كَنْزاً مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟! لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ» . (1) =صحيح ...
مَا جَاءَ فِي أَمْر الله رَسُوله - صلى الله عليه وسلم - بِتَبْشِير النَّاس لا تَقْنِيطَهُمْ
2049- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى رَهْطٍ مِنْ أَصْحَابِهِ يَضْحَكُونَ، فَقَالَ: «لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيراً» . فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ قَالَ لَكَ: لِمَ تُقَنِّطُ عِبَادِي؟» قَالَ: فَرَجَعَ إِلَيْهِمْ وَقَالَ: «سَدِّدُوا وَأَبْشِرُوا» . (2) =صحيح
2050- عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: إِذَا بَعَثَ أَحَداً مِنْ أَصْحَابِهِ فِي بَعْضِ أَمْرِهِ قَالَ: «بَشِّرُوا وَلاَ تُنَفِّرُوا وَيَسِّرُوا وَلاَ تُعَسِّرُوا» . (3) =صحيح
مَا جَاءَ أَنَّ اللهَ تَعَالَى لا يُعَذِّب مِن عِبَادِة إِلاَّ مَن لاَ خَيرَ فِيهِ
2051- عَنْ عَبدِاللهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيل قَالَ: خَرَجَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِر إِلَى أَصْحَابِهِ وَهُمْ يَنْتَظِرونَه، فَقَالُوا: أبْطَأتَ عَلَينَا أَيُّهَا الأمِير، فَقَالَ: أَمَا إِنِّي سَأُحَدّثكُمْ حَديِّثاً كَانَ أخ لَكُمْ مِمَّنْ كَانَ قَبلَكُمْ وَهُوَ مُوسى - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يَا رَبِّ!
__________
(1) الترمذي (3374) ، تعليق الألباني "صحيح".
(2) ابن حبان (359) ، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".
(3) مسلم (1732) باب في الأمر بالتيسير وترك التنفير، واللفظ له، أبو داود (4835) باب في كراهية المراء، تعليق الألباني "صحيح"، أحمد (19588) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين".(1/708)
أَخْبِرنِي بِأَحَبّ خَلقكَ إِلَيكَ؟ قَالَ: لِمَ؟ قَالَ: لأُحِبَّهُ لَكْ، قَالَ: سَأحَدِّثكَ رَجُلٌ فِي طَرفٍ مِنَ الأرْضِ يَعْبُدنِي وَيَسمَع بِهِ أَخُ لَهُ فِي طَرفِ الأرْضِ الأخَرِى لا يَعْرَفَهُ فَإِنْ أَصَابَتهُ مُصِيَبةٌ فَكَأَنَّمَا أَصَابَتهُ، وَإِنْ شَاكَتهُ شَوكَةٌ فَكَأَنَّمَا شَاكَتهُ، لا يُحِبُّهُ إِلاَّ لِي فَذَلِكَ أَحَبُّ خَلْقِي إِلَيَّ. ثُمَّ قَالَ مُوسَى: يَا رَبِّ! خَلَقْتَ خَلقاً فَجَعَلتهُم فِي النَّارِ؟ فَأَوحَى اللهُ تَعَالَى إِلَيهِ: أَنْ يَا مُوسَى ازْرَع زَرعاً فَزَرَعَهُ وَسَقَاهُ وَقَامَ عَلَيهِ حَتَّى حَصَدَهُ وَدَاسَهُ، فَقَالَ لَهُ: مَا فَعَلَ زَرعُكَ يَا مُوسَى؟ قَالَ قَدْ رَفَعتُه، قَالَ: فَمَا تَرَكْتَ مِنْهُ؟ قَالَ: مَا لاَ خَيرَ فِيهِ، قَالَ فَإِنِّي لاَ أُدْخِلُ النَّارَ إِلاَّ مَنْ لا خَيرَ فِيهِ» . (1)
الدُّعاَء بِالتَّثبِيت عَلَى الْخَيرَ وَحسن الْخِتَامِ
2052- عَنْ عَبْدِ اللهِ ابْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلِّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبِ وَاحِدٍ، يُصَرِّفَهُ حَيْثُ يَشَاءُ» . ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهُمَّ! مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ» . (2) =صحيح
2053- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الإِيمَانَ لَيَخْلَقُ (3) فِي جَوْفِ أَحَدكُم كَمَا يَخْلَقُ الثَّوبَ الْخَلِق، فَاسْأَلوا اللهَ
__________
(1) الزهد لابن المبارك (351) .
(2) مسلم (2654) باب تصريف الله تعالى القلوب كيف يشاء، ابن حبان (939) ، تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح".
(3) ليخلق: أي: يبلى ويقدم.(1/709)
أَنْ يُجَدِّدَ الإِيَمَانَ فِي قُلُوبِكُم» . (1) =صحيح
2054- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ الزَّمَنَ الطَّوِيلَ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ يُخْتَمُ لَهُ عَمَلُهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ الزَّمَنَ الطَّوِيَل بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ ثُمَّ يُخْتَمُ لَهُ عَمَلُهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ» . (2) =صحيح
2055- عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلَّناسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلَّناسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ» . (3) =صحيح
2056- عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ قَبَضَ قَبْضَةٌ فَقَالَ: لِلْجَنَّةِ بِرَحْمَتِي، وَقَبَضَ قَبْضَةٌ فَقَالَ: لِلنَّارِ وَلاَ أُبَالِي» . (4) =صحيح
2056- عَنْ أَبِي نَضْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَجُلٍ (5) مِنْ أَصْحَاب النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَبَضَ قَبْضَةً بِيَمِينِهِ وَقَالَ: هَذِهِ (6) لِهَذِهِ وَلاَ أُبَالِي وَقَبَضَ قَبْضَةً أُخْرَى بِيَدِهِ الأُخْرَى جَلَّ وَعَلاَ فَقَالَ: هَذِهِ
__________
(1) مستدرك الحاكم (5) كتاب العلم "هذا حديث لم يخرج في الصحيحين ورواته مصريون ثقات وقد احتج مسلم في الصحيح بالحديث الذي رواه عن ابن أبي عمر عن المقري عن حيوة عن أبي هاني عن أبي عبد الرحمن الحبلى عن عبد الله بن عمرو عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن شاء الله تعالى ذكره كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض الحديث"، تعليق الذهبي في التلخيص "رواته ثقات"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (1590) ، الصحيحة (1585) .
(2) مسلم (2651) باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه وكتابة رزقه وأجله وعمله وشقاوته وسعادته.
(3) متفق عليه، البخاري (423) باب غزوة خيبر، مسلم (112) الباب السابق.
(4) أَبو يعلى (3422) ، تعليق الألباني "حديث صحيح وإسناده ثقات غير الحكم بن سنان فهو ضعيف لكن الحديث صحيح لأن له شواهد كثيرة "، ظلال الجنة (248) ، صحيح الجامع (1784) ، الصحيحة (47) .
(5) هو أبو عبد الله كما سماه في الحديث الآتي.
(6) هذه: أي: القبضة، لهذه: أي: للجنة.(1/710)
لِهَذِهِ (1) وَلا أُبَالِي» . فَلا أَدْرِي فِي أَيِّ الْقَبْضَتَيْنِ أَنَا. (2) =صحيح
2056- وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يُقَالُ لَهُ أَبُو عَبد اللهِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَبَضَ بِيَمِينِه قَبْضَة وَأُخْرَى بِاليَدِ الأُخْرَى، وَقَالَ: هَذِهِ لِهَذِهِ وَهَذِهِ لِهَذِهِ وَلاَ أُبَالِي» . فَلاَ أَدْرِي فِي أَيِّ الْقَبْضَتَيْنِ أَنَا. (3) =صحيح
*******
__________
(1) لهذه: أي: للنار.
(2) أحمد (17630) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح رجاله رجال الصحيح"، تعليق الألباني "صحيح"، مشكاة المصابيح (120) ، الصحيحة (50) .
(3) أحمد (17629) ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح رجاله رجال الصحيح"، تعليق الألباني "صحيح".(1/711)
وَصِيَةُ الْخِتَام
إِلَى مَنْ تَرَكَ الطَّاعَة بِسَببِ الْمَعُصِيَة
2057- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلاَّ وَلَهُ ذَنْبٌ يِعْتَادُهُ الْفَينَةَ بَعْدَ الْفَينَة (1) أَوْ ذَنْبٌ هُوُ مُقِيمٌ عَلَيْهِ لاَ يُفَارِقَهُ حَتَّى يُفَارِق، إِنَّ الْمُؤْمِنَ خُلِقَ مُفَتَّناً (2) تَوَّاباً، نَسِيّاً إِذَا ذُكِّرَ ذَكَرَ (3) » . (4) =صحيح
2058- عَنِ الْمِقْدَاد بْنِ الأَسْوَدِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «لَقَلْبُ ابنُ آدَمَ أَشَدُّ انْقِلاَباً مِنَ الْقِدْرِ إِذَا اجْتَمَعَ غَلَيَاناً» . (5) =صحيح
2059- عَنْ أَبِي مُوْسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَثَلُ الْقَلْبِ كَمَثَلِ رِيْشَة بِأرْضٍ فَلاَة تُقَلِّبُهَا الرِّيْح ظَهْراً لِبَطن» . (6) =صحيح
2060- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْ لَمْ تَكُونُوا تُذْنِبُون، خَشِيتُ عَلَيْكُمْ مَا هُوَ أَكْبَر مِنْ ذَلِكَ، الْعُجْب
__________
(1) الفينة بعد الفينة: أي: الحين بعد الحين.
(2) مفتنا: أي: ممتحنا يمتحنه الله بالبلاء والذنوب مرة بعد أخرى والمفتن الممتحن الذي فتن كثيرا.
(3) توابا نسيا إذا ذُكر ذَكر: أي: يتوب ثم ينسى فيعود ثم يتذكر فيتوب. فكثير من الناس عندما تذكره يتأثر وربما يبكي من حديث يعرفه وقد يحفظه ولكنه نسيه مِثَالُ ذلك ما حصل مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يصدق بموته بل توعد من يقول أن محمد قد مات بالقتل فلما تلا أبو بكر رضي الله عنه قول الله تعالى {وما محمد إلا رسول قدخلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل} إلى آخر الآيه قال أهذه في كتاب الله مع أنه يحفظ القرآن.
(4) المعجم الكبير (1181) ، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5735) ، الصحيحة (2276) .
(5) مستدرك الحاكم (3142 (تفسير سورة آل عمران، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرط البخاري"، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (5147) ، الصحيحة (1772) .
(6) ظلال الجنة (2365) ، تعليق الألباني "إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات على شرط مسلم والحديث أخرجه أحمد ثنا يزيد قال أنا الجريري به وله عنده إسناد آخر صحيح وتابعه يزيد الرقاشي عن غنيم بن قيس به ".(1/712)
الْعُجْب» . (1) =حسن
2061- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَيَتَمَنَّيْنَ أَقْوَامٌ لَوْ أَكْثَرُوا مِنَ السَّيْئَاتِ» . قَالُوا: بِمَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «الَّذِينَ بَدَّلَ اللهُ سِيِّئَاتِهِمْ حسناتٍ (2) » . (3) =صحيح
2062- عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ضَرَبَ عَلَى كَتْفِ أَبِي بَكْرٍ وَقَالَ: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى لَوْ شَاءَ أَنْ لاَ يُعْصَى مَا خَلَقَ إِبْلِيس» . (4) =حسن ...
2063- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «كَفَّارَةُ الذَّنْبِ النَّدَامَةُ» . وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَجَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ لِيَغْفِرَ لَهُمْ» . (5) =صحيح
__________
(1) شعب الإيمان، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (5303) .
(2) الذين بد الله سيئاتهم حسنات: يكون هذا التبديل لمن تاب من السيئات كما في قوله تعالى {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما} . ولو كان هذا التبديل يشمل كل مسيء تاب أو لم يتب لكان من كثرت سيئاته أحسن حالا ممن قلت سيئاته. ولاكن أهل السيئات فريقين فريق تاب قبل الموت وهذا هو المعني وفريق أصر حتى الموت فهؤلاء ورد حديث وهو قوله:"من أحسن فيما بقي غفر له ما مضى ومن أساء فيما بقي أخذ بما مضى وما بقي". (3389 (الصحيحة. وورد حديث في صحيح مسلم عن أبي ذر قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إني لأعلم آخر أهل الجنة دخولا الجنة وآخر أهل النار خروجا منها رجل يؤتى به يوم القيامة فيقال اعرضوا عليه صغار ذنوبه وارفعوا عنه كبارها فتعرض عليه صغار ذنوبه فيقال: عملت يوم كذا وكذا كذا وكذا وعملت يوم كذا وكذا كذا وكذا فيقول: نعم لا يستطيع أن ينكر وهو مشفق من كبار ذنوبه أن تعرض عليه فيقال له: فإن لك مكان كل سيئة حسنة فيقول: رب قد عملت أشياء لا أراها ها هنا فلقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضحك حتى بدت نواجذه" قال القارىء وهو إما لكونه تائبا إلى الله تعالى وقد قال تعالى {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} لكن يشكل بأنه كيف يكون آخر أهل النار خروجا ويمكن أن يقال فعل بعد التوبة ذنوبا استحق بها العقاب وإما وقع التبديل له من باب الفضل من الله تعالى والثاني أظهر (تحفة الأحوذي 7 / 272) .
(3) مستدرك الحاكم (7643) كتاب التوبة والإنابة، تعليق الحاكم "إسناده صحيح ولم يخرجاه"، تعليق الذهبي في التلخيص "صحيح"، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (5359) ، الصحيحة (2177) ، (3053) .
(4) حلية الأولياء (6 / 92) ، تعليق الألباني "حسن"، صحيح الجامع (1812) ، السلسلة الصحيحة (1642) .
(5) أحمد (2623) ، تعليق الألباني "صحيح" صحيح الجامع (5301) .(1/713)
2064- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يُصَاحُ بِرَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُؤوسِ الْخَلاَئِقِ، فَيُنْشَرُ لَهُ تَسْعَةٌ وَتِسْعُونَ سِجِلاًّ كُلُّ سِجِلٍّ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: هَلْ تُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئاً؟ فَيَقُولُ: لاَ يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: أَظَلَمَتْكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ؟ ثُمَّ يَقُولُ: أَلَكَ عُذْرٌ؟ أَلَكَ حسنةٌ؟ فَيَهَابُ الرَّجُلُ، فَيَقُولُ: لاَ، فَيَقُولُ: بَلَى إِنَّ لَكَ عَنْدَناَ حسناتٍ، وَإِنَّهُ لاَ ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ، فَتُخْرَجُ لَهُ بِطَاقَةٌ فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُه، قَالَ: فَيَقُولُ: يَا رَبِّ! مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلاَّتِ؟ فَيَقُولُ: إِنَّكَ لاَ تُظْلَمُ، فَتُوضَعُ السِّجِلاَّتِ فِي كِفَّةٍ، وَالْبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ، فَطَاشَتْ السِّجِلاَّتُ وَثَقُلَتِ الْبِطَاقَةُ» . (1) =صحيح
2065- عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «خَلَقَ اللهُ آدَمَ عَلْيْهِ السَّلاَم، فَضَرَبَ كَتِفَهُ الْيُمنَى، فَأَخْرَجَ ذُرِّيَّةً بَيْضَاءَ كَأَنَّهُمْ اللَّبَنُ، ثُمَّ ضَرَبَ كَتِفَهُ الْيُسرىَ فَأَخْرَجَ ذُرِّيَّةً سَوْدَاءُ كَأَنَّهُمْ الْحِمَمُ، قَالَ: هَؤُلاَءِ فِي الْجَنَّةِ وَلاَ أُبَالِي، وَهَؤُلاَءِ فِي النَّارِ وَلاَ أُبَالِي» . (2) =صحيح
2066- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنُ الْعَاصِي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَفِي يَدِهِ كِتَابَانِ فَقَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا هَذَانِ الْكِتَابَانِ؟» . فَقُلْنَا: لاَ يَا رَسُولَ اللهِ إِلاَّ أَنْ تُخْبِرَنَا، فَقَالَ لِلَّذِي فِي يَدِهِ الْيُمْنَى: «هَذَا كِتَابٌ مِنَ رَبَّ الْعَالَمِين، فِيهِ أَسْمَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَسْمَاءُ آبَائِهِمْ وَقَبَائِلهُمْ ثُمَّ أُجْمِلَ عَلَى آخِرهِمْ فَلاَ يُزَادُ فِيهِمْ وَلاَ يَنْقُصُ مِنْهُمْ أَبَداً» . ثُمَّ قَالَ لِلَّذِي فِي شِمَالِهِ: «هَذَا كِتَابٌ مِنْ
__________
(1) ابن ماجه (4300) باب ما يرجى من رحمة الله يوم القيامة، تعليق الألباني "صحيح".
(2) تاريخ دمشق (52 / 366) ، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع (3234) .(1/714)
رَبِّ الْعَالَمْين، فِيهِ أَسْمَاءُ أَهْلِ النَّارِ وَأَسْمَاءُ آبَائِهِمْ وَقَبَائِلهُمْ ثُمَّ أُجْمِلَ عَلَى آخِرهِمْ فَلاَ يُزَادُ فِيْهِمْ وَلاَ يُنْقَصُ مِنْهُم أَبَداً» . فَقَالَ أَصْحَابُهُ: فَفِيمَ الْعَمَلُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ إِنْ كَانَ أَمْرٌ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ؟ فَقَالَ: «سَدِّوُا وَقَارِبُوا، فَإِنَّ صَاحِبَ الْجَنَّةِ يُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنَّ عَمِلَ أَيَّ عَمَلٍ، وَإِنَّ صَاحِبَ النَّارِ يُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ وَإِنْ عَمِلَ أَيَّ عَمَلٍ» . ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِيَدَيهِ فَنَبَذَهُمَا، ثُمَّ قَالَ: «فَرَغَ رَبُّكُمْ مِنَ الْعِبَادِ، فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ، وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ» . (1) =حسن
وَهَذِهِ الأَحَادِيث لَيْسَتْ تَشجِيعاً لِلْمَعَاصِي وَلَكِن لِمَن يَترُك الطَّاعَة بِسَبَبِ الْمَعْصِيَةِ {يَقُولُ: أَعْمَلُ كَذَا وَقَدْ عَمِلْتُ كَذَا}
{الْحَمْدُ للهِ الَّذِي بِنِعْمَةِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ}
__________
(1) الترمذي (2141) باب ما جاء أن الله كتب كتابا لأهل الجنة وأهل النار، تعليق الألباني "حسن".(1/715)