المبحث الأول:
عصر الإمام الصادق
أولاً : الظروف السياسية:
انتهت الخلافة الراشدة بتنازل الحسن بن عَلِيّ بن أبي طالب، عن الخلافة لمعاوية بن أبي سُفْيَان ، ليبدأ عهد جديد فِي التاريخ الإسلامي ، عهد ملوك الإسلام الَّذِي بدأ بمعاوية بن أبي سُفْيَان ، تصديقاً لقوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- : الْخِلَافَةُ فِي أُمَّتِي ثَلَاثَونَ سَنَةً، ثم مُلْكٌ (1) [1]) .
قَالَ الحافظ ابن كثير : " والعجب أن خلافة النبوة التالية لزمان رَسُولَ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- كَانَتْ ثَلَاثَين سنة كَمَا نطق بِهَا الحديث الصحيح ، فكان فيها ، أبو بكر، ثم عمر، ثم عُثْمَان ، ثم علي، ثم ابنه الحسن بن عَلِيّ ستة شهور حَتَّى كملت الثَلَاثَون ، ثم كَانَتْ ملكا ، فكان أول ملوك الإسلام من بني أبي سُفْيَان معاوية بن أبي سُفْيَان صخر بن حرب بن أمية، ثم ابنه يزيد، ثم ابن ابنه معاوية بن يزيد بن معاوية، وانقرض هَذَا البطن المفتتح بمعاوية المختتم بمعاوية" (2) [2]).
__________
(1) - أخرجه الترمذي فِي سننه كتاب الفتن باب ما جاء فِي الخلافة ج3،ص341- ،وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ج5،ص220- ،وأخرجه ، أبو داود فِي سننه كتاب السنة ، باب فِي الخلفاء المجلد الثاني، ص398.
(2) - الحافظ ابي الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي المتوفى سنة 774 هـ ، البداية ،والنهاية ، تحقيق عَلِيّ شيري دار إحياء التراث العربي ، الطبعة الاولى 1988 م - ج 13 ،ص 239(1/1)
وخلال فترة حكم يزيد بن معاوية الَّذِي "بويع لَهُ بالخلافة بعد أبيه فِي رجب سنة ستين، وكان مولده سنة ست ،وعشرين، فكان يوم بويع ابن أربع وثَلَاثَين سنة" (1) [3]) وقعت أحداث جسام ، كَانَ لها أثر بالغ فِي نفوس المسلمين ، فقد بدأ يزيد حكمه بقتل سيد الشهداء الإمام الحسين بن عَلِيّ سنة إحدى وستين ، ثم موقعة الحرة سنة ثَلَاثَ وستين ، واستباحة مدينة رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - و قَدْ أوغرت مأساة مقتل الحسين صدور الناس ضد بني أمية. وتوفي يزيد فِي الرابع عشر من ربيع الأول سنة أربع وستين" (2) [4]) "وبويع بعد يزيد لابنه معاوية بن يزيد، وكان رجلا صالحا، فلم تطل مدته، مكث أربعين يوما، وقيل عشرين يوما" (3) [5])
"ويروى أن معاوية بن يزيد هَذَا نادى فِي الناس الصلاة جامعة ذات يوم، فاجتمع الناس فَقَالَ لهم فيما قَالَ: يا أَيُّهَا الناس إني قَدْ وليت أمركم ،وأنا ضعيف عنه، فإن أحببتم تركتها لرجل قوي كَمَا تركها الصديق لعمر، وإن شئتم تركتها شورى فِي ستة مِنْكُمْ كَمَا تركها عُمَر بن الخطاب، وليس فيكم من هو صالح لذلك، وقد تركت لكم أمركم فولوا عليكم من يصلح لكم .
ثم نزل ،ودخل منزله فلم يخَرَجَ منه حَتَّى مات رحمه الله تعالى. ويقَالَ إنه سقي ،ويقَالَ إنه طعن.ولما دفن حضر مروان دفنه فَلَمَّا فرغ منه قَالَ مروان: أتدرون من دفنتم ؟ قَالَوا: نعم معاوية بن يزيد، فَقَالَ مروان: هو أبو ليلى الَّذِي قَالَ فيه أرثم الفزاري:
إني أرى فتنة تغلي مراجلها * والْمُلْكَ بعد أبي ليلى لمن غلبا
قَالَوا: فكان الأمر كَمَا قَالَ " (4) [6]).
__________
(1) - المرجع السابق ج8،156.
(2) - المرحع السابق ج8،ص248.
(3) - المرجع السابق ج6،ص262
(4) - المرجع السابق ج8،ص261.(1/2)
ثم وثب مروان بن الحكم "وكانت البيعة لمروان يوم الاثنين للنصف من ذي القعدة سنة أربع وستين. ثم إِنَّ أم خالد دبرت أَمَرَ مروان فسمته ،ويقَالَ: بَلْ وضعت عَلَى وجهه ،وهو نائم ،وسادة فمات مخنوقا، ثم إنها أعلنت الصراخ هي ، وجواريها ،وصحن: مات أمير المؤمنين فجأة" (1) [7]). ولم يبق بالحكم إِلَّا تسعة أشهر ومات " وقام بعده ابنه عبد الملك، فنازعه فيها عَمْرُو بن سعيد بن الأشدق ،وكان نائبا عَلَى المدينة من زمن معاوية ،وأيام يزيد ،ومروان، فَلَمَّا هلك مروان زعم أنه أوصى لَهُ بالأمر من بعد ابنه عبد الملك، فضاق بِهِ ذرعا، ولم يزل بِهِ حَتَّى أخذه بعدما استفحل أمره بدمشق فقتله فِي سنة تسع وستين، ويقَالَ: فِي سنة سبعين، واستمرت أيام عبد الملك حَتَّى ظفر بابن الزبير سنة ثَلَاثَ وسبعين، قتله الحَجَّاج بن يوسف الثَّقَفِيَّ ، عن أمره بِمَكَّةَ ، بعد محاصرة طويلة اقتضت أن نصب المنجنيق عَلَى الكعبة من أجل أن ابن الزبير لجأ إِلَى الحرم، فلم يزل بِهِ حَتَّى قتله، ثم عهد فِي الأمر إِلَى بنيه الأربعة بعده الوليد، ثم سُلَيْمَان، ثم يزيد، ثم هشام بن عبد الملك" (2) [8]).
__________
(1) - المرجع السابق ج8 ص 283-284.
(2) - المرجع السابق ج6/262.(1/3)
وقد ولد الإمام جَعْفَر فِي عهد عبد الملك بن مروان ،وعاصر من ملوك بني أمية الوليد بن عبد الملك ،وسُلَيْمَان بن عبد الملك ،ويزيد بن عبد الملك ،وهشام بن عبد الملك . وقد كَانَتْ الدولة الأموية فِي عهد هشام بن عبد الملك فِي أوج ازدهارها ،وقوتها ،وبوفاته انهارت قوى الدولة ، وتصدعت ، فقد تولى بعده الوليد بن يزيد بن عبد الملك الَّذِي روى الحافظ ابن كثيرأَنَّ رَسُولَ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- قَالَ عنه ": قَدْ جعلتم تسمون بأسماء فراعنتكم، إنه سيكون فِي هذه الأمة رجل يقَالَ لَهُ الوليد، هو أضر عَلَى أمتي من فرعون عَلَى قومه . قَالَ أبو عَمْرُو الأوزاعي: فكان الناس يرون أنه الوليد بن عبد الملك، ثم رأينا أنه الوليد بن يزيد، لفتنة الناس بِهِ، حَتَّى خرجوا عليه فقتلوه، وانفتحت عَلَى الأمة الفتنة والهرج" (1) [9]) ،وقد تولى مكانه يزيد بن الوليد بن عبد الملك الملقب بالناقص ،ولم يعمر فِي الحكم فقد مات بعد خمسة أشهر من توليه الحكم ، ثم تولى مكانه أخوه إِبْرَاهِيم بن الوليد بن عبد الملك، ثم تولى بعده مروان بن مُحَمَّد بن مروان بن الحكم ،وعلى يديه انتهت دولة بني أمية ،وكانت خلافته مليئة بالثورات ،والفتن ،والاضطرابات .
وقد عاصر الإمام جَعْفَر الصادق –-رَضِيَ اللهُ عَنْه- - كل تلك الثورات ،والأوضاع السياسية التي لم تستقر عَلَى حال، وشاهد حكام الدولة الأموية ،ومن بعدها الدولة العباسية ،وهم يبذلون جهوداً مضنية فِي سبيل إخماد الفتن والثورات والاضطرابات.
__________
(1) - المرجع السابق ج6، 271.(1/4)
وقد ترك الإمام الصادق السياسة ،وابتعد، عن طريقها ،وعكف عَلَى العلم عكوفه عَلَى العبادة، وتلازم علمه مَعَ عبادته، حَتَّى ما كَانَ يرى إِلَّا عابداً أو دارساً أو قارئاً للقرآن أو راوياً للحديث، أو ناطقا بالحكمة التي أشرق بها قلبه ،واستنارت بِهَا نفسه (1) [10]).
وعلى الرغم من ابتعاد الإمام الصادق -رَضِيَ اللهُ عَنْه - عن السياسة، فقد تعرض للكثير من المضايقات من الحكام الأمويين الذين عاصرهم، "وقد تتبع هؤلاء أهل بيته بالقتل الذريع، وامتحن الرجل أشد امتحان، وصبر جَعْفَر بن مُحَمَّد عَلَى كل ما نزل بِهِ من محن، واضطهاد ،وتضييق ،وتشريد ،ومهانة" (2) [11]).
__________
(1) - مُحَمَّد ، أبو زهرة، الإمام الصادق ، القاهرة : دار الفكر العربي ص ص 93، 94.
(2) - د. عَلَى سامي النشار، نشأة الفكرة الفلسفي فِي الإسلام ، القاهرة: دار المعارف، سنة 1385هـ- 1965م الطبعة الثالثة ج2،213.(1/5)
وكان مما عاصره الإمام الصادق ثورة عمه زيد بن علي (1) [12]) ضد ظلم هشام بن عبد الملك، عام 121هـ، وعلى الرغم من عدم خروجه مَعَ عمه ، فكان مما يؤثر، عن الإمام زيد بن عَلِيّ ما قَالَه عن نفسه ،وعن الإمام جَعْفَر الصادق:" من أراد الجهاد فإلى، ومن أراد العلم فإلى ا بن أخي جَعْفَر، وقَالَ الإمام جَعْفَر:"القائم إمام سيف، والقاعد إمام علم" (2) [13]).
... والمتتبع للوضع السياسي لتلك المرحلة، يرى أن الاضطراب العقائدي ،والأخلاقي كَانَ سمة من سمات ذَلِكَ العصر .
__________
(1) - زيد بن عَلِيّ بن الحسين بن عَلِيّ بن أبي طالب، أبو الحسين الهاشمي العلوي المدني. وكان ذا علم ،وجلالة ،وصلاح، هفا، وخرج، فاستشهد. وفد عَلَى متولي العراق يوسف بن عمر، فأحسن جائزته، ثم رد، فأتاه قوم من الكوفة، فَقَالَوا : ارجع نبايعك، فما يوسف بشئ، فأصغى إِلَيَّهم ،وعسكر، فبرز لحربِهِ عسكر يوسف، فقتل فِي المعركة، ثم صلب أربع سنين. انظر ترجمته: الإمام شمس الدين مُحَمَّد بن أحمد بن عُثْمَان الذهبي ت 748هـ ، سير أعلام النبلاء، تحقيق شعيب الأرناؤوط ، بيروت: مؤسسة الرسالة، الطبعة التاسعة 1993م - ج5،ص389.
(2) - د. محمود عبد القادر ، الإمام جَعْفَر الصادق رائد السنة ،والشيعة، القاهرة: المجلس الأعلى للفنون ،والآداب ،ص 13، 14 .(1/6)
ولقد كاد تمرد زيد ضد الأمويين أن ينتهي لصالح زيد ، لولا وقوع الفتنة فِي صفوف أتباعه ، فقد روى الطبري فِي تاريخه:أن أتباع زيد دخلوا عليه مرة فَقَالَوا : رحمك الله ما قولك فِي أبى بكر ،وعمر ؟ قَالَ زيد : رحمهما الله ،وغفر لهما ما سمعت أحدا من أهل بيتى يتبرأ منهما ،ولا يقول فيهما إِلَّا خيرا ، قَالَوا : فلم تطلب إِذاً بدم أهل هَذَا البيت إلا أَن وثبا عَلَى سلطانكم فنزعاه من أيديكم . فَقَالَ لهم زيد :إِنَّ أشد ما أقول فيما ذكرتم إنا كنا أحق بسلطان رَسُولَ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- من الناس أجمعين ، وإن القوم استأثروا علينا ،ودفعونا عنه ، ولم يبلغ ذَلِكَ عندنا بِهِم كفرا ، قَدْ ولوا فعدلوا فِي الناس ، وعملوا بالكتاب والسنة. قَالَوا : فلم يظلمك هؤلاء إِذَا كَانَ أولئك لم يظلموك؟ فلم تدعو إِلَى قتال قوم ليسوا لك بظالمين؟ فَقَالَ :إِنَّ هؤلاء ليسوا كأولئك ،إِنَّ هؤلاء ظالمون لى ،ولَكُمْ ،ولانفسهم . وإنما ندعوكم إِلَى كتاب الله ،وسنة نبيه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - وإلى السنن أن تحيا ، وإلى البدع أن تطفا فإن أنتم أجبتمونا سعدتم ، وإن أنتم أبيتم فلست عليكم بوكيل . ففارقوه ،ونكثوا بيعته " (1) [14])
وكان الغرض من إلقاء السؤال فِي ذَلِكَ الموقف الحرج ،وفي ساحة الحرب هو أحد أمرين: وفي كليهما نجاح تلك الخدعة ، فإما أَن يتبرّأ زيد من الشيخين فيكون حينئذ مستحقا للذم والمقاتلة ضده ; لأنه يسيء القول فِي الشيخين ،وتلك وسيلة اتّخذها الأمويون ،ومن بعدهم للقضاء عَلَى خصومهم. وإمّا أَن يترحم عَلَى الشيخين ،وينكر التبرؤ منهما، فيكون جوابه عَلَى أيّ حال سبباً لإيقاع الخلاف بين أصحابِهِ.
__________
(1) - أبو جَعْفَر مُحَمَّد بن جرير الطبري ، تاريخ الأمم والملوك، راجعه ،وصححه ،وضبطه نخبة من العلماء، منشورات مؤسسة الاعلمي للمطبوعات بيروت – لبنان، د.ت ، ج5، ص498.(1/7)
وبالفعل نجحت المؤامرة ،وتفرّق عنه أصحابه ، وكانت هذه الحيلة من الوالي يوسف بن عمر أقوى سلاح لجأ إِلَيَّه، و خُذل زيد ، وتفرق عنه أصحابِهِ، وقُتل ،وصُلب .
وبعد موت هشام بن عبد الملك تولى الخلافة الوليد بن يزيد سنة (125 هـ) ،وكان يسمى بالفاسق؛ إذ لم يكن فِي بني أمية أكثر إدماناً للشراب ،والسماع ،ولا أشد مجوناً ،وتهتكاً ،واستخفافاً بأمر الأمة منه . ولاه هشام بن عبد الملك الحج سنة 119هـ فـ" حمل مَعَهُ قبة عملها عَلَى قدر الكعبة ، ليضعها عَلَى الكعبة ، وحمل مَعَهُ خمرا ، وأراد أَن ينصب القبة عَلَى الكعبة ،ويجلس فيها ، فخوفه أصحابه ،وقَالَوا : لَا نأمن الناس عليك ،وعلينا معك ، فلم يحركها ،وظهر للناس منه تهاون بالدين ،واستخفاف " (1) [15]).
وبعد أحداث عظام - لَيْسَ هَذَا مقام تفصيلها - سقطت دولة بني أمية ،وجاءت إِلَى الحكم دولة بني العباس، فقط أراد الباحث أن يلقي نظرة سريعة عَلَى عصر الإمام الصادق من الناحية السياسية ، والتي ترتب عَلَيْهَا التضييق عَلَى الإمام جَعْفَر ،وعلى رواية الحديث عنه ، مما نتج عنه قلة الأحاديث عنه فِي كتب السنة .
الدولة العباسية ،والإمام الصادق:
حرّك العباسيون العواطف بقوّة ، وحاولوا إقناع الناس بأن الهدف من دعوتهم هو الانتصار لأهل البيت، الذين تعرّضوا للظلم ،والاضطهاد ،وأريقت دماؤهم فِي سبيل الحق، وركّز العباسيون بين صفوف دعاتهم بأن الهدف المركزي من دعوتهم هو رجوع الخلافة المغتصبة إِلَى أهلها. ولهذا تفاعل الناس مَعَ شعار (الرضي من آل مُحَمَّد ) ،ووجدوا فِي هَذَا الشعار ضالّتهم.
__________
(1) - المرجع السابق، ج5،ص520.(1/8)
وكان يعتقد الدعاة أن هذه الدعوة تنبئ بظهور عهد جديد ، يضمن لهم حقوقهم كَمَا عرفوه من عدالة عَلِيّ -رَضِيَ اللهُ عَنْه- . وقد حقق هَذَا الشعار نجاحاً باهراً ، خصوصاً فِي البلاد التي كَانَتْ قَدْ لاقت البؤس ،والحرمان ، وكانت تترقب ظهور الحق عَلَى يد أهل بيت النبوة.
وقد حقّق العباسيون بدهاء إِبْرَاهِيم الإمام (1) [16]) ،وأبيه (2) [17]) من قبل ،وأنصاره فِي خراسان تقدماً مشهوداً ، وكثرت أنصارهم هناك ،وشكلوا مجاميع منظّمة تدعو لهم، وتأكدوا من نجاح أساليبهم فِي تضليل الناس ، وأنها قَدْ ترسّخت فِي نفوس دعاتهم.
نشط إِبْرَاهِيم الإمام ليواصل عمله، فأصدر عدّة قرارات سرية كعادته منها: أنه كتب إِلَى شيعته فِي الكوفة ،وخراسان:أني قَدْ أمّرت أبا مسلم بأمري فاسمعوا لَهُ ،وأطيعوا ، قَدْ أمّرته عَلَى خراسان ،وما غلب عليه. كَانَ ذَلِكَ سنة ( 128 هـ ) ،وكان أبو مسلم الخراساني لَا يتجاوز عمره التسعة عشر سنة ، ووصفوه بأنه كَانَ يقظاً فاتكاً غادراً لَا يعرف الرحمة ،ولا الرأفة، وكان ماهراً فِي حياكة الدسائس، وكان سفاكا للدماء، يزيد عَلَى الحَجَّاج فِي ذلك.وهو أول من سن للدولة لبس السواد (3) [18]).
__________
(1) - إِبْرَاهِيمَ الإمام السيد ، أبو إسحاق إِبْرَاهِيمَ بن مُحَمَّد بن عَلِيّ بن حبر الأمة عبد الله بن العَبَّاس الهاشمي كَانَ بالحميمة من البلقاء. عهد إِلَيَّه أبوه بالأمر. وعلم بِهِ مروان الحمار، فقتله. انظر ترجمته: سير أعلام النبلاء ج5، ص379.
(2) - مُحَمَّد بن عَلِيّ بن عبد الله بن عَبَّاس ،والد السفاح ،والمنصور
(3) - أبو مسلم الخراساني اسمه عبد الرَّحْمَن بن مسلم، ويقَالَ: عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن يسار الخراساني، الأمير، صاحب الدعوة، وهازم جيوش الدولة الأموية، والقائم بإنشاء الدولة العباسية. كَانَ من أكبر الملوك فِي الإسلام. انظر ترجمته سير أعلام النبلاء، ج6، ص48.(1/9)
أمّا ما هو الخط الَّذِي سوف يتحرك بموجبِهِ ، أبو مسلم لإعلان ثورته هناك ؟ فقد جاء هَذَا الخط فِي ،وصية إِبْرَاهِيم الإمام لَهُ عندما "قَالَ : يا عبد الرَّحْمَن إنك رجل منا أهل البيت فاحفظ ،وصيتي ،وانظر هَذَا الحي مِنَ الْيَمَن فأكرمهم ،وحل بين أظهرهم، فإن الله لَا يتم هَذَا الامر إِلَّا بِهِم، وانظر هَذَا الحي من ربيعة فاتهمهم فِي أمرهم ، وانظر هَذَا الحي من مضر فإنهم العدو القريب الدار فاقتل من شككت فِي أمره ، ومَنْ كَانَ فِي أمره شبِهِة ،ومن وقع فِي نفسك منه شئ ، وإن استطعت أن لَا تدع بخراسان لسانا عربيا ، فافعل فأيما غلام بلغ خمسة أشبار تتهمه فاقتله (1) [19]) ،وهذه الوصية تلخص السياسة العباسية مَعَ المسلمين .
وتقدّمت جيوش أبي مسلم ـ بعد أن هزمت ،ولاة الأمويين فِي خراسان ـ نحو العراق ، وهي كالموج تخفق عَلَيْهَا الرايات السود فاحتلّت العراق بدون مقاومة تذكر. وبهذا أعلن الحكم العباسي عَلَى يد أبي مسلم الخراساني فِي الكوفة سنة ( 132 هـ ) .
__________
(1) - تاريخ الأمم والملوكللطبري، مرجع سابق،ج6،ص15.(1/10)
وفي سنة ( 131 هـ ) بعد إعلان أبي مسلم الخراساني الثورة فِي خراسان ، وقبل دخوله الكوفة، اُلقي القبض عَلَى إِبْرَاهِيم الإمام ـ الرأس المدبّر للثورة ـ من قبل الخليفة الأموي مروان ، وحبسه فِي حرّان، ثم قتله بعد ذَلِكَ فِي نفس التاريخ ، وبهذا الحدث تعرضت الحركة العباسية لانتكاسة كبرى . ويقَالَ بعد أن "انتشرت دعوته – أي إِبْرَاهِيم الإمام - بخراسان، ووجه إِلَيَّها بأبي مسلم ،والياً عَلَى دعاته، فظهر هناك، فكان يدعو إِلَى طاعة الإمام ، من غير تصريح باسمه إلى أن ظهر أمره، ووقف مروان عَلَى أمره، فأخذ إِبْرَاهِيم ،وقتله. قَالَ صالح بن سُلَيْمَان: كَانَ أبو مسلم: يكاتبِهِ، فقدم رسوله، فرآه عربيا فصيحا فغمه ذلك. فكتب إِلَى أبي مسلم: ألم أنهك، عن أن يكون رسولك عربيا؟ يطلع عَلَى أمرك، فإِذَا أتاك فاقتله، فأحس الرسول، ثم قرأ الكتاب، فذهب بِهِ إِلَى مروان، فأخذ إبراهيم. (1) [20])
__________
(1) - سير أعلام النبلاء ، مرجع سابق، ج5، ص379- ترجمة إِبْرَاهِيمَ الإمام(1/11)
وقد خاف ، أبو العَبَّاس السفاح ،وأبو جَعْفَر المنصور ،وجماعة فهربوا إِلَى الكوفة، لوجود قاعدة من الدعاة العباسيين فيها ،وعلى رأسهم ، أبو سَلَمَة الخلاّل (1) [21]) الَّذِي كَانَ يضاهي أبا مسلم فِي الدهاء ،والنشاط، وكان يُعرف بوزير آل مُحَمَّد (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) فأخلى لهم داراً ، وتولى خدمتهم بنفسه ،وتكتّم عَلَى أمرهم ." ،وكان أبو مسلم تابعا لَهُ فِي الدعوة، ثم توهم منه ميلاً إِلَى آل عَلِيّ عِنْدَ ما قُتل مروان إِبْرَاهِيم الإمام. فَلَمَّا قام السفاح، وزر له، وفي النفس شيء.ثم كتب ، أبو مسلم إِلَى السفاح يحسن لَهُ قتله فأبى ،وقَالَ: رجل قَدْ بذل نفسه ،وماله لنا. فدس عليه ، أبو مسلم من سافر إِلَيَّه، وقتله غيلة ليلا بالأنبار، فإنه خَرَجَ من السمر من عِنْدَ الخليفة، فشد عليه جماعة فقتلوه، وذلك بعد قيام السفاح بأربعة أشهر سنة اثنتين وثَلَاثَين ومئة، فِي رجبِهِا" (2) [22]).
وخطب السفاح فكان من جملة ما قَالَه فِي خطابِهِ : "يا أهل الكوفة أنتم محل محبتنا ،ومنزل مودتنا، أنتم الذين لم تتغيروا، عن ذَلِكَ ،ولم يثنكم، عن ذَلِكَ تحامل أهل الجور عليكم ، حَتَّى أدركتم زماننا ،وأتاكم الله بدولتنا، فأنتم أسعد الناس بنا ،وأكرمهم علينا ،وقد زدتكم فِي أعطياتكم مائة درهم، فاستعدوا فأنا السفاح المبيح،والثائر المبير" (3) [23])
__________
(1) -ا لخلال الوزير القائم بأعباء الدولة السفاحية، أبو سلمة حَفْص بن سُلَيْمَان، الهمداني، مولاهم ، الكوفي. انظر ترجمته سير أعلام النبلاء ج6،ص7.
(2) - سير أعلام النبلاء،مرجع سابق، ج6،ص8- ترجمة الخلال
(3) - تاريخ الأمم والملوك، مرجع سابق، ج6،ص83.(1/12)
التزم الإمام الصادق -رَضِيَ اللهُ عَنْه- إزاء المستجدّات السياسية فِي هذه المرحلة موقف الحياد. لكنه من جانب آخر ،واصل العمل فِي نهجه السابق، وأخذ يتحرّك بقوة ،ويوسع من دائرة الأفراد الصالحين فِي المجتمع ، تحقيقاً لهدفه الَّذِي خطه قبل هَذَا الوقت ،وحفاظاً عَلَى جهده فِي بناء الإنسان .
موقف الإمام جَعْفَر (-رَضِيَ اللهُ عَنْه- ) من عرض أبي سَلَمَة الخلاّل:
كان ، أبو سَلَمَة الخلاّل ـ أحد الدعاة العباسيين النشطين فِي الكوفة ، قَدْ أدى دوراً متميزاً فِي نجاح الدعوة العباسية ،وتكثير أنصارها فِي الكوفة، وذلك لما امتاز بِهِ من لياقة ،وعلم ،ودهاء ، وثراء حيث أنفق من ماله الخاص عَلَى رجال الدعوة العباسية، وكانت لَهُ علاقة خاصة ،واتصالات مستمرة مَعَ إِبْرَاهِيم الإمام .(1/13)
وقد أدرك، أبو سَلَمَة بعد موت إِبْرَاهِيم الإمام ، بأن الأمور تسير عَلَى خلاف ما كَانَ يطمح إِلَيَّه، أو لعلّه كَانَ قَدْ تغير هواه ،واستجد فِي نفسه شيء، ولاحظ أن مستقبل الخلافة سيكون إِلَى أبي العَبَّاس أو المنصور ،وهما غير جديرين بالخلافة ، أو لطمعه بالسلطة ، "وقد كَانَ ، أبو سَلَمَة لما قتل إِبْرَاهِيم الإِمام خاف انتقاض الأمر ،وفساده عليه، فبعث بمُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن ابن أسلم ، وكان أسلم مَوْلَى لرسول اللهّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - وكتب مَعَهُ كتابين عَلَى نسخة ،واحدة إِلَى أبي عبد اللّه جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَلِيّ بن الحسين بن عَلِيّ بن أبي طالب، وإلى أبي مُحَمَّد عبد اللّه بن الحسن بن الحسين بن عَلِيّ بن أبي طالب -رَضِيَ اللهُ عَنْه-أجمعين، يدعو كلَّ واحد منهما إِلَى الشخوص إِلَيَّه. ليصرف الدعوة إِلَيَّه، ويجتهد فِي بيعة أهل خراسان له، وقَالَ للرسول: العَجَلَ العَجَلَ، فلا تكونَنَّ كوافد عاد، فقدم مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن المدينة عَلَى أبي عبد الله جَعْفَر بن مُحَمَّد فلقيه ليلاً، فَلَمَّا ،وصل إِلَيَّه أعلمه أنه رسول أبي سَلَمة، ودفع إِلَيَّه كتابِهِ، فَقَالَ لَهُ أبو عبد اللهّ ،وما أنا وأبو سَلَمة. وأبو سَلَمَة شيعة لغيري، قَالَ: إني رسول، فتقرأ كتابه ،وتجيبه بِمَا رأيت، فدعا ، أبو عبد اللّه بسراج، ثم أخذ كتاب أبي سَلَمَة فوضعه عَلَى السراج حَتَّى احترق، وقَالَ للرسول: عرف صاحبك بِمَا رأيت، ثم أنشأ يقول متمثلاً بقول الكميت بن زيد: :
أيا مُوقِداً ناراً ، لغيرك ضوءها ويا حاطباً ، فِي غيرحبلك تحطب(1/14)
فخَرَجَ الرسول من عنده ،وأتى عبد اللّه بن الحسن فَدَفَعَ إِلَيَّه الكتاب ، فقبله ،وقرأَه ،وابتهج بِهِ، فَلَمَّا كَانَ من غد ذَلِكَ الْيَوْم الَّذِي ،وصل إِلَيَّه فيه الكتابُ ركب عبد اللّه حماراً حَتَّى أَتَى منزل أبي عبد اللّه جَعْفَر بن مُحَمَّد الصادق، فَلَمَّا راه ، أبو عبد اللّه أكبر مجيئه، وكان ، أبو عبد اللّه أسَنِّ من عبد اللهّ، فَقَالَ له: يا أبا مُحَمَّد ، أَمَرَ ما أَتَى بك، قَالَ: نعم ،وهو أجَلُّ من أن يوصف، فَقَالَ : وما هو يا أبا مُحَمَّد . قَالَ: هَذَا كتاب أبي سَلَمَة يدعوني إِلَى ما أقبله، وقد تقدمت عليه شيعتنا من أهل خراسان، فَقَالَ لَهُ ، أبو عبد اللّه: يا أبا مُحَمَّد ، ومتى كَانَ أهل خراسان شيعة لك. أنت بعثت أبا مسلم إِلَى خراسان، وأنت أمرته بلبس السواد. وهؤلاء الذين قدموا العراق أنت كنت سبب قدومهم، أو ،وجَّهت فيهم، وهل تعرف منهم أحداً. فنازعه عبد الله بن الحسن الكلام، إلى أن قَالَ: إنما يريد القوم بني مُحَمَّداً لأنه مهديُّ هذه الأُمة، فَقَالَ ، أبو عبد اللهّ جَعْفَر: واللّه ما هو مهدي هذه الأُمة، ولئن شهر سيفه ليقتلن، فنازعه عبد اللهّ القول، حَتَّى قَالَ له: واللّه ما يمنعك من ذَلِكَ إِلَّا الحسد، فَقَالَ ، أبو عبد اللّه: واللّه ما هَذَا نصح مني لك، ولقد كتب إِلَى ، أبو سَلَمَة بمثل ما كتب بِهِ إِلَيَّك، فلم يجد رسوله عندي ما ،وجد عندك، ولقد أحرقْتُ كتابه من قبل أن أقرأه، فانصرف عبد اللّه من عِنْدَ جَعْفَر مغضبا» (1) [24]) .
__________
(1) - سيد فرج عبد الحليم ، عقيدة الإمام جَعْفَر الصادق بين أهل النسة ،والشيعة ، رسالة دكتوراه، كلية أصول الدين جامعة الأزهر، 1997م ، نقلاً عن : مروج الذهب مروج الذهب للمسعودي ، مطبعة السعادة بمصر: ج 3 ،ص ص 254، 255.(1/15)
ولم يخف أَمَرَ أبي سَلَمَة الخلال عَلَى العباسيين ، فقد أحاطوه بالجواسيس التي تسجل جميع حركاته ،وأعماله ،وترفعها إِلَى العباسيين ، فتم قتله ،وتصفيته.
وحين تولّى الحكم ، أبو جَعْفَر المنصور بعد أخيه أبي العَبَّاس السفّاح سنة ( 136 هـ ) بالغ فِي التضييق عَلَى الإمام الصادق -رَضِيَ اللهُ عَنْه- عن طريق نشر عيونه ،وجواسيسه التي كَانَتْ تراقب حركة الإمام الصادق ، وترصد نشاطاته لتزوّده بآخر المعلومات، ليتّخذ منها مسوّغاً للنيل من الإمام(-رَضِيَ اللهُ عَنْه- ) ،والتضييق عَلَى حركته التي كَانَ يرى فيها المنصور خطراً حقيقياً عَلَى سلطانه ، وبالتالي تمهّد لَهُ تلك التقارير أن يصوغ ما يريده من الاتّهامات لأجل أن يتخذها ذريعة فِي قتله، وقد تضمّن هَذَا الاتّجاه جملة من الأساليب .
ومن أساليبه باتّجاه سياسة التضييق التي فرضها عَلَى الإمام (-رَضِيَ اللهُ عَنْه- ) ، محاولة تسليط الضوء عَلَى بعض الشخصيّات ليجعل منها بدائل علميّة تغطّي عَلَى الإمام ، وتؤيّد سياسته ،وتساهم من جانب آخر فِي إضعاف الهيبة ،والانجذاب الجماهيري نحو الإمام ،وتؤدّي إِلَى شق ،وحدة التيار الإسلامي الَّذِي يقرّ بزعامة الإمام-رَضِيَ اللهُ عَنْه- وأعلميته ،وإيجاد الفرقة ،والاختلاف بين مريديه .
وقد نجح المنصور بهذه الخطوة فاستقطب بعض أتباع الإمام(-رَضِيَ اللهُ عَنْه- ) حِينَ أحاطهم بِهِالة من الاحترام ،والتقدير ،وهيأ لهم مكانة اجتماعية مرموقة .(1/16)
قَالَ ابن عقدة الحافظ، حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد بن حسين بن حازم، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الرماني ، أبو نجيح، سمعت حسن بن زياد، سمعت أبا حنيفة، وسئل: من أفقه من رأيت ؟ قَالَ: ما رأيت أحدا أفقه من جَعْفَر بن مُحَمَّد ، لما أقدمه المنصور الحيرة، بعث إِلَيَّ فَقَالَ : يا أبا حنيفة،إِنَّ الناس قَدْ فتنوا بجَعْفَر بن مُحَمَّد ، فهيئ لَهُ من مسائلك الصعاب. فهيأت لَهُ أربعين مسألة.، ثم أتيت أبا جَعْفَر، وجَعْفَر جالس، عن يمينه، فَلَمَّا بصرت بِهِما، دخلني لجَعْفَر من الهيبة ما لَا يدخلني لأبي جَعْفَر، فسلمت ،وأذن لي، فجلست.
ثم التفت إِلَى جَعْفَر، فَقَالَ : يا أبا عبد الله، تعرف هَذَا ؟ قَالَ: نعم. هَذَا ، أبو حنيفة.، ثم أتبعها: قَدْ أتانا.
ثم قَالَ: يا أبا حنيفة، هات من مسائلك نسأل أبا عبد الله فابتدأت أسأله. فكان يقول فِي المسألة: أنتم تقولون فيها كذا ،وكذا، وأهل المدينة يقولون كذا ،وكذا، ونحن نقول كذا ،وكذا، فربما تابعنا ،وربما تابع أهل المدينة، وربما خالفنا جميعا، حَتَّى أتيت عَلَى أربعين مسألة ما أخرم منها مسألة.
ثم قَالَ أبو حنيفة أليس قَدْ روينا أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس ؟ ! (1) [25]) .
لقد كَانَتْ سياسة الإمام جَعْفَر -رَضِيَ اللهُ عَنْه- إزاء حكومة المنصور ذات طابع غير ثوري ، وإنما سلك الإمام نفس نهجه السابق فِي التغيير ،والإصلاح ، وقد أوحى للمنصور فِي ،وقت سابق بأنه لم يكن بصدد التخطيط للثورة ضدّه بَلْ صرّح لَهُ فِي أكثر من مرة بذلك، إلا أَن المنصور لم يطمئن لعدم تحرك الإمام ،وثورته التغييرية ،وذلك بسبب ما كَانَ يشاهده من كثرة مؤيديه.
__________
(1) - سير اعلام النبلاء، مرجع سابق، ج6،ص257.(1/17)
واستخدم المنصور مَعَ الإمام -رَضِيَ اللهُ عَنْه- أيضاً سياسة الاستدعاء ،والمقابلة ، المصحوبة بالتهم ،والافتراءات ، أو الاستدعاءات الفارغة من أيّ سؤال، محاولا، عن طريق هذه السياسة شلّ حركة الإمام ،وجعله تَحْتَ ضوء رقابة أجهزته، ليطمئنّ المنصور من خطر الإمام ، كَمَا استخدم بعض الأساليب التي من شأنها أن تنال من كرامة الإمام -رَضِيَ اللهُ عَنْه- فقد أرسل ، أبو جَعْفَر المنصور إِلَى الإمام جَعْفَر الصادق يستدعيه ليروعه ،ويقمع مَعَهُ بيت الحسين، فقد كَانَ المنصور يعلم أن جَعْفَر إنما يمنع مُحَمَّد النفس الزكية من أن يدعي أنه المهدي ،ولكنه فِي نفس الوقت لَا يمنعه أن يغضب لله ،ويأمر بالمعروف ،وينهي، عن المنكر (1) [26])، ولقد دعاه مرة إِلَى بغداد ، عندما بلغه أنه يجبي الزكاة من شيعته ،وأنه كَانَ يمد بِهَا إِبْرَاهِيم ،ومُحَمَّداً أولاد عبد الله بن الحسن، عندما خَرَجَ عليهم، فَلَمَّا حضر مجلس المنصور قَالَ: يا جَعْفَر بن مُحَمَّد ، ما هذه الأموال التي يجيبِهِا لك المعَلِيّ بن الخنيس (2)
__________
(1) - عبدالعزيز سيد الأهل، جَعْفَر بن مُحَمَّد ، القاهرة: المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية 1384هـ - 1964م، ص141.
(2) - المعَلِيّ بن خنيس الكوفي من رؤوس الشيعة، قَالَ ابن سعد فِي طبقاته الكبرى : أَخْبَرَنَا شبابة بن سوار قَالَ: أَخْبَرَنَا فضيل بن مرزوق قَالَ: سألت عُمَر بن عَلِيّ ،وحسين بن عَلِيّ عمي جَعْفَر قلت: هل فيكم أهل البيت إنسان مفترضة طاعته تعرفون لَهُ ذَلِكَ ،ومن لم يعرف لَهُ ذلك فمات مات ميتة جاهلية؟ فَقَالَا: لَا والله ما هَذَا فينا. من قَالَ هَذَا فينا فهو كذاب. قَالَ فَقُلْتُ لعُمَر بن علي: رحمك الله.إِنَّ هذه منزلة تزعمون أنها كَانَتْ لعَلِيّ أن النبي- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - أوصى إِلَيَّه.، ثم كَانَتْ للحسن أن عليا أوصى إِلَيَّه.، ثم كَانَتْ للحسين أن الحسن أوصى إِلَيَّه.،.ثم كَانَتْ لعَلِيّ بن الحسين أن الحسين أوصى إِلَيَّه، ثم كَانَتْ لمُحَمَّد بن عَلِيّ أن عليا أوصى إِلَيَّه. فَقَالَ : والله لمات أبي فما أوصى بحرفين. قاتلهم الله! ،والله إِنَّ هؤلاء إِلَّا متأكلون بنا، هَذَا خنيس الخرؤ ما خنيس الخرؤ؟ قَالَ قلت: المُعَلَّى بن خنيس، قَالَ: نعم المُعَلَّى بن خنيس، والله لفكرت عَلَى فراشي طويلا أتعجب من قوم لبس الله عقولهم حِينَ أضلهم المُعَلَّى بن خنيس. انظر الطبقات الكبرى لابن سعد، تحقيق إحسان عباس، دار صادر ، بيروت، 1968م، ج5،ص325.(1/18)
[27]).
فقَالَ أبو عبد الله الصادق: معاذ الله أنه ما كَانَ شيء من ذلك، قَالَ المنصور: إِلَّا تحف عَلَى براءتك من ذَلِكَ بالطلاق ،والعتاق، قَالَ الصادق: نعم، أحلف بالله أنه ما كَانَ شيء من ذَلِكَ أما ترضى بيمين الله الَّذِي لَا إله إِلَّا هو؟.
قَالَ أبو جَعْفَر: لَا تتفقه على، دع عنك هذا، فإني أجمع الساعة بيتك ،وبين الرجل الَّذِي رفع عليك هَذَا حَتَّى يواجهك، فأتاه بالرجل، وسألوه بحضرة جَعْفَر فَقَالَ : نعم، هَذَا صحيح، وهذا جَعْفَر، والَّذِي قلت فيه كَمَا قلت، قَالَ الصادق: تحلف أَيُّهَا الرجل أن هَذَا الَّذِي رفعته صحيح.
فقَالَ الرجل: نعم، ثم ابتدأ بِاليَمِيْن فَقَالَ : والله الَّذِي لَا إله إِلَّا هو الغالب الحي القيوم، قَالَ الصادق: لَا تعجل فِي يمينك فإني استحلفك، قَالَ المنصور: ما أنكرت من هَذَا اليَمِيْن . قَالَ الصادق:إِنَّ الله تعالى حيي كريم، ولكن قل أَيُّهَا الرجل: أبرأ إِلَى الله من حوله ،وقوته ،وألجأ إِلَى حولي ،وقوتي إني لصادق بار فيما أقول، قَالَ المنصور : احلف بِمَا استحلفك بِهِ ، أبو عبد الله، فحلف الرجل بهذا اليَمِيْن ، فلم يستتم الكلام حَتَّى خر ميتا، فاضطرب المنصور ،وارتعدت فرائصه، وقَالَ للصادق: يا أبا عبد الله، سر من عندي إِلَى حرم جدك إِذَا اخترت ذلك، وإن اخترت المقام عندنا لم نأل فِي إكرامك ،وبرك، فو الله لَا قبلت قول أحد فيك بعد أبداً (1) [28]).
هذه بعض الملامح من التاريخ السياسي للإمام جَعْفَر الصادق –-رَضِيَ اللهُ عَنْه- – يتبين من خلاله أنه كَانَ قوياً فِي الحق لَا يخشى إِلَّا الله سبحانه ،وتعالى، وأنه كَانَ يرى أن الموجهة بالسلاح ضد السلطان غير مجدية، وأن التغيير لابد أن ينبع من المجتمع نفسه، ولن يتحقق ذَلِكَ فِي نظره إِلَّا بالعلم ،والقضاء عَلَى الجهل.
ثانياً: الظروف العلمية:
__________
(1) - الإمام الصادق للشيخ مُحَمَّد ، أبو زهرة، مرجع سابق . ص 45(1/19)
... بعد أن تناول الباحث بشيء من الإيجاز الظروف السياسية لعصر الإمام الصادق، يتعرض هنا للظروف العلمية، لعصر الإمام الصادق -رَضِيَ اللهُ عَنْه- ، والَّذِي يعتبر من أزهى العصور الإسلامية من الناحية العلمية، فقد شهد عصر الإمام الصادق ازدهاراً كبيراً لسائر العلوم الإسلامية، وفي هَذَا العصر ظهر جل أئمة الفقه ،والتفسير ،والحديث ،والكلام ،وغيرها ، من العلوم الإسلامية، وقد بدأت تلك العلوم تزدهر فِي عصر الدولة الأموية إِلَّا أنها لم تصل إِلَى الازدهار الَّذِي ،وصلت إِلَيَّه أيام الدولة العباسية ، وربما يرجع ذَلِكَ إِلَى تعصب الأمويين للعرب ، الَّذِي أدى إِلَى عدم الاستفادة من الشعوب ذات الحضارات القديمة، عَلَى عكس ما حدث أيام العباسيين الذين انفتحوا عَلَى الشعوب الْأُخْرَى ، وازدهرت حركة الترجمة ، فتمت ترجمة الكثير من الكتب ،والثقافات التي تخص الشعوب اليونانية ،والفارسية ،والهندية .(1/20)
وقد اغتنم الإمام الصادق تلك الفرصة العظيمة ، وحركة الازدهار ،وأسس مدرسة علمية فِي مدينة جده -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - و لَيْسَ من المبالغة ،و الخروج، عن الواقع وصف مدرسة الإمام الصادق -رَضِيَ اللهُ عَنْه- بأنها جامعة إسلامية ، خلفت ثروة علمية ،وخرجت عدداً ،وافراً من رجال العلم ، وأنجبت خيرة المفكرين ،وصفوة الفلاسفة ،وجهابذة العلماء ، " ،وروى عنه: - كَمَا يقول أرباب الإحصاءات - أربعة آلاف من الرواة ،وكتب عنه أربعمائة كاتب. كلهم يقول: قَالَ جَعْفَر بن مُحَمَّد . فأي مجلس كَانَ ذَلِكَ المجلس ! تتراءى فيه أشياء من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم. بعضها مادى يجرى فِي أصلاب رجل بعد رجل. وبعضه معنوي يتراءى فِي معانيه ،وفحوى مقولاته، لكل هؤلاء. لَيْسَ بالمجلس لجاجة ،ولا حَجَّاج عقيم. يقول للتلامذة (من عرف شيئا قل كلامه فيه. وإنما سمى البليغ بليغا لأنه يبلغ حاجته بأدنى سعيه). (1) [29]).
" ،وكان يؤم مدرسته طلاب العلم ،ورواة الحديث من الأقطار النائية ، لرفع الرقابة ،وعدم الحذر ، فأرسلت الكوفة ،والبصرة ،وواسط ،والحجاز إِلَى جَعْفَر بن مُحَمَّد أفلاذ أكبادها ، ومن كل قبيلة من بني أَسَد ،ومخارق ، وطي ، وسُلَيْم ، وغطفان ، وغفار ، والأزد ، وخزاعة ،وخثعم ، ومخزوم ، وبني ضبة ، ومن قريش ،ولا سيما بني الحارث بن عبد المطلب ، وبني الحسن بن الحسن بن عَلِيّ " (2) [30]) .
__________
(1) - عبد الحليم الجندي ، الإمام جَعْفَر الصادق ، القاهرة المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية 1397 هم ، ص156.
(2) - عبد العزيز سيد الأهل ، جَعْفَر بن مُحَمَّد ، القاهرة : سلسلة التعريف بالإسلام ، يصدرها المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ، 1964م . ص268(1/21)
"و لم يكن علمه مقصوراً عَلَى الحديث ،وفقه الإسلام، بَلْ كَانَ يدرس علم الكلام، والمعتزلة يعتبرونه من أئمتهم، وله معهم مناظرات، كَمَا قام الإمام بتدريس علم الكون ،وفوق هذه العلوم كَانَ عَلَى علم بالأخلاق، وهكذا درس الصادق كل العلوم التي كَانَتْ شائعة فِي عصره " (1) [31]).
المبحث الثاني :
مسيرة حياته
نشأته وأسرته :
... ولد الإمام الصادق -رَضِيَ اللهُ عَنْه- فِي أسرة هي أعظم أسر العرب ، فهي الأسرة التي أنجبت خاتم النبيين ،وسيد المرسلين مُحَمَّد (صلى الله عليه وسلم)، وأخرجت للأمة الإسلامية أعلام العلماء، فينتمي الإمام الصادق -رَضِيَ اللهُ عَنْه- من جهة أبيه إِلَى بني هاشم، ومن جهة أمه إِلَى بني تيم بن مرة. فجده الأعلى لأبيه الإمام عَلِيّ بن أبي طالب -رَضِيَ اللهُ عَنْه - وجده الأعلى لأمه صاحب رسول الله صلى الله عليه ،وآله ،وسلم أبي بكر الصديق. من هذه الأسرة، وهذه الأعراق الكريمة ، ولد الإمام جَعْفَر بن مُحَمَّد الصادق -رَضِيَ اللهُ عَنْه- ، وقد ،ورث من عظماء أسرته جميع خصالهم العظيمة فكان ملء فم الدنيا فِي صفاته ،وحركاته.
والده هو الإمام مُحَمَّد بن عَلِيّ الباقر -رَضِيَ اللهُ عَنْه-. كَانَ من قراء ،وفقهاء المدينة، "ولقد كَانَ ، أبو جَعْفَر إماما، مجتهدا، تالياً لكتاب الله، كبير الشأن" (2) [1])، "ذكره النسائي فِي فقهاء التابعين من أهل المدينة. وروي، عن سُفْيَان بن عيينة، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي مُحَمَّد بن علي، وكان خير مُحَمَّد ي عَلَى ،وجه الأرض، فذكر عنه حديثا" (3) [2]).
__________
(1) - الإمام الصادق للشيخ مُحَمَّد ، أبو زهرة، مرجع سابق ، ص 66.
(2) - سير أعلام النبلاء، مرجع سابق، ج4،ص402.
(3) - جمال الدين أبي يوسف المزي، تهذيب الكمال، تحقيق د. بشار عواد ، لبنان : مؤسسة الرسالة ، الطبعة الرابعة 1985م- ج26،ص140.(1/22)
أما أمه فهي السيدة (أم فروة) بنت الفقيه القاسم بن مُحَمَّد بن أبي بكر (1) [3]) ،وقد كَانَتْ من فضليات النساء، فقد نشأت فِي بيت يملؤه إيمان أبيها الفقيه الورع ، وقد تلقت الفقه ،والمعارف الإسلامية من زوجها الإمام مُحَمَّد الباقر -رَضِيَ اللهُ عَنْه- .
تاريخ ولادته :
اختلف المؤرخون فِي السنة التي ،ولد فيها الإمام الصادق -رَضِيَ اللهُ عَنْه- فذهب أكثرهم إِلَى إنه ،ولد بالمدينة المنورة سنة ( 80 هـ ) (2) [4]). وذهب البعض الآخر ،وخاصة الشيعة إِلَى أنه ،ولد سنة ثَلَاثَ وثمانين، عَلَى اختلاف بينهم فِي تحديد الْيَوْم،والشهر الَّذِي ،ولد، ويرى بعض الشيعة أنه ،ولد سنة ثَلَاثَ وثمانين.
__________
(1) - القاسم بن مُحَمَّد بن أبي بكركَانَ من الفقهاء الأجلاء، وكان عُمَر بن عبد العزيز يجله كثيراً وقد قَالَ: لو كَانَ لي من الأمر شيء لوليت القاسم بن مُحَمَّد الخلافة، وقد عمر طويلا ،وذهب بصره فِي آخر عمره، ولما احتضر قَالَ لابنه: سن عَلِيّ التراب سناً ـ أي ضعه عَلِيّ سهلا ـ ،وسوّي عَلَى قبري، والحق بأهلك، وإياك أن تقول: كَانَ أبي. وكانت ،وفاته بمكان يقَالَ لَهُ قديد، وهو اسم موضع يقع ما بين مكة ،والمدينة، انظر ترجمته : سير أعلام النبلاء ج5،ص60-أحمد بن عَلِيّ بن حجرالعسقلاني، تهذيب التهذيب، دار الفكر الطبعة الأولى 1984م ج8،ص299-تهذيب الكمال ج23،ص427-
(2) - انظر:
- مُحَمَّد بن حبان بن أحمد البستي، الثقات ، طبعة مجلس دائرة المعارف العُثْمَان ية بحيدر آباد 1973م، ج6،ص131.
- خير الدين الزركلي ،الأعلام ، بيروت: دار العلم للملايين ، ج2،ص125.
- سير أعلام النبلاء، مرجع سابق ، ج6،ص255.
- تهذيب الكمال ، مرجع سابق ، ج5،ص97
- تهذيب التهذيب، مرجع سابق ، ج2،ص89.(1/23)
يقول الشيخ المفيد: " الصادق ،ولد بالمدينة سنة ثَلَاثَ وثمانين، وذكر المجلسي فِي "بحار الأنوار" ،والكليني فِي "الكافي" عدة روايات تؤكد أنه ،ولد سنة ثَلَاثَ وثمانين من الهجرة " (1) [5]).
شخصيته ،وعلمه ،وعلاقاته برجال عصره من الحكام ،والعلماء:
... لقد «نشأ جَعْفَر فِي مهد العلم ،ومعدنه، نشأ ببيت النبوة الَّذِي توارث علمها كابراً، عن كابر، وعاش فِي مدينة جده رسول اللّه (ص) فتغذى من ذَلِكَ الغرس الطاهر ،وأشرق فِي قلبِهِ نور الحكمة بِمَا درس، وما تلقى، وبما فحص ،ومحص. وكان قوة فكرية فِي عصره، فلم يكتف بالدراسات الإسلامية ،وعلوم الْقُرْآن ،والسنة ،والعقيدة، بَلْ اتجه إِلَى دراسة الكون ،وأسراره، ثم حلق بعقله الجبار فِي سماء الأفلاك، ومدار الشمس ،والقمر ،والنجوم، كَمَا عنى عناية كبرى بدراسة النفس الإنسانية، وإِذَا كَانَ التاريخ يقرر أن سقراط قَدْ أنزل الفلسفة من السماء إِلَى الإنسان فإن الإمام الصادق قَدْ درس السماء ،والأرض ،والإنسان ،وشرائع الأديان .
__________
(1) - انظر :
- مُحَمَّد باقر المجلسي، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، بيروت: مؤسسة الوفاء الطبعة الثانية 1983م ،ج 43،ص 1 .
- مُحَمَّد بن يعقوب بت إسحاق الكليني، الأصول من الكافي ، بيروت : دار الأضواء، ج 2، 472.(1/24)
وكان فِي علم الإسلام كله الإمام الَّذِي يرجع إِلَيَّه. فهو أعلم الناس باختلاف الفقهاء، وقد اعتبره ، أبو حنيفة أستاذه فِي الفقه. أما صفاته النفسية ،والعقلية فقد علا بِهَا عَلَى أهل الأرض، وأنّى لأهل الأرض أن يتساموا أهل السماء ؟!. سمو فِي الغاية، وتجرد فِي الحق، ورياضة فِي النفس، وانصراف إِلَى العلم ،والعبادة، وابتعاد، عن الدنيا ،ومآربِهِا، وبصيرة تبدد الظلمات، وإخلاص لَا يفوقه إخلاص، لأنه من معدنه، من شجرة النبوة، وإِذَا لم يكن الإخلاص فِي عترة النبي، وأحفاد عَلِيّ سيف اللّه المسلول، وفارس الإسلام ففيمن يكون ؟!. فلقد توارث أحفاد عَلِيّ الإخلاص خلفاً، عن سلف، وفرعاً، عن أصل، فكانوا يحبون للّه، ويبغضون للّه، ويعتبرون ذَلِكَ من أصول الإيمان ،وظواهر اليقين» (1) [6]).
... لقد شقق الإمام الصادق العلوم بفكره الثاقب ،وبصره الدقيق، حَتَّى ملأ الدنيا بعلومه، وهو القائل: "سلوني قبل أن تفقدوني فإنه لَا يحدثكم أحد بعدي بمثل حديثي" (2) [7])ولم يقل أحد هذه الكلمة سوى جده الإمام عَلِيّ بن أبي طالب كرم الله ،وجهه .
... " وجَعْفَر بن مُحَمَّد ممن تفتح قلبِهِ للعلم، وكان يقظاً بصيراً، حَتَّى إِنَّ ما أفيض عَلَى قلبِهِ من سجال التقوى جعل الأحكام التي لَا تدرك عللها، والمسائل التي تقصر الأفهام، عن الإحاطة بِهَا مدركة لديه، مكشوفة بفهمه الثاقب ،وقلبِهِ البصير" (3) [8])
__________
(1) - الإمام الصادق للشيخ مُحَمَّد ، أبو زهرة، مرجع سابق ،ص ص 93، 94.
(2) - انظر :
- سير أعلام النبلاء ، مرجع سابق ،ج6،ص 257.
- شمس الدين الذهبي، تذكرة الحفاظ، دار إحياء التراث العربي ، ج 1، 166.
- تهذيب الكمال ، مرجع سابق،:ج 5،79.
(3) - عبد العزيز سيد الأهل ، جَعْفَر بن مُحَمَّد الإمام الصادق ، مرجع سابق، 1964م، ص45.(1/25)
... وقد كَانَ من مظاهر سعة علمه أنه قَدْ ارتوى من بحر علومه " أربعة آلاف من الرواة ،وكتب عنه أربعمائة كاتب. كلهم يقول: قَالَ جَعْفَر بن مُحَمَّد " (1) [9]) ،وقد أشاعوا العلم ،والثقافة فِي جميع الحواضر الإسلامية ،ونشروا معالم الدين ،وأحكام الشريعة.
... و " لقد تتلمذ ، أبو حنيفة ،ومَالِك للإمام الصادق، وتأثرا كثيرا بِهِ، سواء فِي الفقه أو فِي الطريقة. ومَالِك شيخ الشافعي. والشافعي يدلى إِلَى أبناء النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- بأسباب من العلم ،والدم. وقد تتلمذ لَهُ أحمد بن حَنْبَل سنوات عشرة. فهؤلاء أئمة أهل السنة الأربعة، تلاميذ مباشرون أو غير مباشرين للإمام الصادق " (2) [10]).
... ومن أدلة اهتمام الإمام الصادق بالعلم أنه قَدْ " وضع التعريف للعلم بِمَا لَيْسَ وراءه مجال أبعد منه فِي الروحانية ،والخير. فَقَالَ :إِنَّ استنارة القلب هي روح العلم، والصدق هدفه، والإلهام دليله، والعقل مستقره ، والله موجهه." (3) [11])
__________
(1) - الإمام الصادق لعبد الحليم الجندي ، مرجع سابق ، ص156.
(2) - المرجع السابق ،ص3.
(3) - عبد العزيز سيد الأهل، جَعْفَر بن مُحَمَّد ، مرجع سابق، ص46.(1/26)
... فالإمام الصادق " هو الإمام الوحيد من " أهل البيت " الذى أتيحت لَهُ إمامة دامت أكثر من ثلث قرن، تمحض فيها مجلسه للعلم، دون أن يمد عينيه إِلَى السلطة فِي أيدى الملوك. وبهذا التخصص سلم الأمة مفاتح العلم النبوى ،ومنه يبدأ التأصيل الواضح لمنهج علمي عام للفكر الإسلامي، نقلته أمم الغرب فبلغت بِهِ مبالغها الحالية. وعمل بِهِ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثم أعلنه، تلميذه جَابِر بن حيان أول كيمائى كَمَا تبايع لَهُ " أوروبة الحديثة "، وهو " منهج التجربة ،والاستخلاص "، أي الاعتبار بالواقع ،وتحكيم العقل، مَعَ النزاهة العلمية. فالأمام الصادق هو فاتح العالم الفكري الجديد، بالمنهج العقلاني ،والتجريبى، كأصحاب الكشوف الذين فتحوا أرض الله لعابده فدخلوها آمنين. والإمام الصادق هو الإمام الوحيد فِي التاريخ الإسلامي، والعالم الوحيد فِي التاريخ العالمي، الذى قامت عَلَى أسس مبادئه " الدينية ،والفقهية ،والاجتماعية ،والاقتصادية " دول عظمي. ومصر تذكر منها أكبر دولة عرفها التاريخ فيها من عهد الفراعنة - الدولة الفاطمية - التى امتد سلطانها من المحيط الأطلسي إِلَى برزخ السويس. ولولا هزيمة جيوشها أمام الأتراك لخفقت أعلامها عَلَى جبال الهملايا فِي ،وسط آسيا. والعالم كله مدين لها بمدينة القاهرة. والمسلمون يدينون لها بالجامع الأزهر، الذى حفظ الْقُرْآن ،والسنة ،واللغة العربية، وعلومها كافة." (1) [12])
__________
(1) - الإمام جَعْفَر الصادق لعبد الحليم الجندي ، مرجع سابق ،ص4.(1/27)
... وقد انبعثت من مدرسة الإمام الصادق علوم كثيرة اتخذت طابعاً نظرياً لانعدام الصناعة القادرة ،والتقنية اللازمة للانطلاق العملي، وظهر مما نقله الرواة، عن الإمام الصادق تفوقه العلمي ،وجريه ،وحيداً فِي عصره فِي شتى الميادين العلمية، الأمر الَّذِي ترك بصماته فيما بعد عَلَى الحضارة الإسلامية المزدهرة، وكان أساساً للحضارة الغربية الحديثة. " فمدرسة الصادق فِي أكبر موسوعاتها ،وضعت أساساً ضخماً للنظرية العلمية التي تربط بين العلم ،والدين ،وتتخذ من العلم سبيلاً إِلَى الله لَا إِلَى جحوده بحكم العبقرية الإنسانية التي تركب ،وتستخلص ،وتنهج نهجاً عقلياً سليماً يشير إِلَى الحكمة الكبرى" (1) [13]).
ولقد كَانَ أول ما عني بِهِ الإمام الصادق تفسير الْقُرْآن الكريم ،وعلومه ،وقراءاته ،وبلاغته، فلقد " اجتمع عِنْدَ جَعْفَر بن مُحَمَّد من علم الْقُرْآن ما كَانَ يعلمه منه أهل البيت الذين سبقوه، وما كَانَ يعلمه ابن عَبَّاس ،وسعيد بن جبير ،وقتادة ،وعطاء ،وابن زيد ،وابن عمر ،وغيرهم من صحابة النَّبِيّ ،والتابعين، من الذين لم يكن همهم إِلَّا كتاب الله. ولو لم يصر إِلَى جَعْفَر إِلَّا علم عَلِيّ بن أبي طالب لكفى، فمن عَلِيّ أخذ الناس، وما علم أولئك إِلَّا قبس منه. وابن عَبَّاس يقول : ما أخذت من تفسير الْقُرْآن فعن عَلِيّ بن أبي طالب. وعن عامر بن واثلة ،أن علياً قَالَ فِي إحدى خطبِهِ: " سلوني، عن كتاب الله، فوالله ما من آية إِلَّا أنا أعلم بليل نزلت أم بنهار،إِنَّ فِي سَهْل نزلت أم فِي جبل"." (2) [14])
__________
(1) - الإمام جَعْفَر الصادق راشد السنة ،والشيعة، مرجع سابق، ص197.
(2) - جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عبد العزيز سيد الأهل، مرجع سابق، ص64.(1/28)
وقد ازداد اهتمام الإمام الصادق بحديث جده المصطفى- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - اهتماماً عظيماً، بعد أن كثر الكذب ،والوضع عَلَى رسول الله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - وعلى الرغم من كثرة الرواة ،والتلاميذ، عن الإمام جَعْفَر الصادق ، إلا أَن مروياته التي نقلت فِي كتب السنة المعتمدة ليست بالكثرة التي توجد بِهَا فِي كتب الشيعة، وهناك عوامل كثيرة أدت إِلَى ذلك، منها العوامل السياسية التي سبق وأن أشار إِلَيَّها الباحث، وما كَانَ يلاقيه آل البيت ،ومن تبعهم ،ومن أخذ عنهم من حكام بني أمية ،وحكام بني العباس.
يقول الشيخ ، أبو زهرة:" ما أجمع علماء الإسلام عَلَى اختلاف طوائفهم فِي أمر، كَمَا أجمعوا عَلَى فضل الإمام الصادق ،وعلمه فأئمة السنة الذين عاصروه تلقوه عنه، وأخذ عنه مَالِك، وأخذ عنه طبقة مَالِك كسُفْيَان بن عيينة، وسُفْيَان الثوري، وغيرهم كثير، وأخذ عنه مَالِك، وأخذ عنه طبقة مَالِك كسُفْيَان بن عيينة، وسُفْيَان الثوري، وغيرهم كثير، وأخذ عنه ، أبو حنيفة مَعَ تقاربِهِما فِي السن، واعتبره أعلم الناس باختلاف الناس، وقد تلقي عليه رواية الحديث طائفة كبيرة من التابعين، منهم يَحْيَى بن سعيد الأنصاري، وأيوب السجستاني ،وأَبَان بن تغلب ،وأبو عَمْرُو ابن العلاء، وغيرهم من أئمة التابعين فِي الفقه ،والحديث، ذَلِكَ فوق الذين رووا عنه، من تابعي التابعين ،ومن جاء بعدهم من الأئمة ،والمجتهدين" (1) [15]).
__________
(1) - الإمام الصادق للشيخ ، أبو زهرة،مرجع سابق، 66.(1/29)
ولم يقتصر علم الإمام الصادق عَلَى التفسير ،والحديث ،والفقه ،وإنما تعداه إِلَى علوم كثيرة كَانَ لَهُ فيها الباع الطويل، منها علم الكلام ، وعلم الكيمياء، فقد " أطلت عين جَعْفَر عَلَى حقائق العلم فرآها فِي علوم الدنيا ،وعلوم الدين، فلم يدع ،واحداً منهما ليلقي بنفسه عَلَى الآخر، وإنما قدم ما حقه التقديم، ولم ينس نصيبِهِ من الدنيا، وأخذ يسبق إِلَى مسائل العلم المادي لأنه رآها معينة عَلَى علوم الدين ،ولا غنى للدنيا عنها" (1) [16]). وقد درّس الإمام الصادق فِي مدرسته علم الكيمياء ، " وقد اشتهر من تلامذته فِي هَذَا العلم هشام بن الحكم ،وجَابِر بن حيان. أما هشام فنظريته فِي جسمية الأعراض كاللون ،والطعم ،والرائحة مشهورة، وقد أخذها، عن تلميذه إِبْرَاهِيم بن سيار المعتزلي. ومؤدى هذه النظرية أن الضوء يتألف من جزيئات فِي منتهى الصغر تجتاز الفراغ ،والأجسام الشفافة، وأن الرائحة تتألف من جزيئات متبخرة من الأجسام تتأثر بِهَا الغدد الأنفية، وأن المذاق جزيئات صغيرة تتأثر بِهَا الحليمات اللسانية. وقد أثبت العلم الحديث صحة ما ذهب إِلَيَّه هشام بن الحكم الَّذِي أخذه، عن أستاذه الإمام جَعْفَر الصادق أما التلميذ الأكثر شهرة فِي مجال الكيمياء ،والعلوم الطبيعية - جَابِر بن حيان - فقد دوّن فِي ألف ،ورقة وخمسمائة رسالة من تقريرات الإمام فِي علمي الكيمياء ،والطب.
__________
(1) - جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عبد العزيز سيد الأهل، مرجع سابق، ص47.(1/30)
وتمكن من تحقيق ،وتطبيق طائفة كبيرة من نظريات الإمام العلمية، أهمها: تحضير (حامض الكبريتيك) بتقطيره من الشَّبَّة ،وسمّاه (زيت الزاج) كَمَا حضّر (حامض النتريك) ،و(ماء الذهب) ،و(الصودا الكاوية)، وكان أول من لاحظ ترسب (كلوريد الفضة) عِنْدَ إضافة محلول ملح الطعام إِلَى ملح (نترات الفضة)، وينسب إِلَيَّه تحضير مركبات أخرى مثل (كربونات الصوديوم) ،و(كربونات البوتاسيوم) ،وغير ذَلِكَ مما لَهُ أهمية كبرى فِي صنع المفرقعات ،والأصباغ ،والسماد الصناعي ،والصابون ،وما إِلَى ذلك.
ولم تقف عبقرية جَابِر فِي الكيمياء عِنْدَ تحضير هذه المواد فحسب، بَلْ انه انبعث منها إِلَى ابتكار جديد فِي الكيمياء سماه (علم الميزان) أي معادلة ما فِي الأجساد ،والمعادن من طبائع. وقد جعل لكل جسد من الأجساد موازين خاصة بطبائعه، وكان ذَلِكَ بداية لعلم المعادلات فِي طبائع كل جسم. كَمَا امتد نشاط جَابِر إِلَى ناحية أخرى من الكيمياء يسمونها (الصنعة) أي تحويل المعادن الخسيسة إِلَى معادن ثمينة من ذهب ،وفضة بموجب توجيهات الإمام الصادق-رَضِيَ اللهُ عَنْه- . ويعد جَابِر رائداً لمن أَتَى بعده من العلماء الَّذِي شغفوا بهذه الناحية من الكيمياء كالرازي ،وابن مسكويه ،والصغرائي ،والمجريطي ،والجلدكي)" (1) [17]).
كانت هذه إطلالة يسيرة عَلَى بعض الجوانب العلمية للإمام جَعْفَر الصادق، التي لم يتوسع الباحث فيها إِلَّا بمقدار أن نتعرف عَلَى أنه -رَضِيَ اللهُ عَنْه- كَانَ عالماًَ راسخاً فِي سائر العلوم الدينية ،والدنيوية.
شيوخ الإمام الصادق:
__________
(1) - نور الدين آل علي، الإمام الصادق كَمَا عرفه علماء الغرب ، الطبعة الأولى 1408هـ/ مؤسسة الوفاء –بيروت ،ص53-55 .(1/31)
... نشأ الإمام الصادق ،وتربي فِي مدرسة جده الإمام عَلِيّ زين العابدين، وبعد رحيل أستاذه الأول، انتقل إِلَى معلمه الثاني ، والده الإمام مُحَمَّد الباقر ، وسيورد الباحث إطلاله سريعة عَلَى أهم شيوخ الإمام الصادق:
1- جده الإمام عَلِيّ بن الحسين بن عَلِيّ بن أبي طالب الهاشمي زين العابدين. روى عن: أبيه ،وعمه الحسن ،وأرسل، عن جده عَلِيّ بن أبي طالب ،وروى، عن ابن عَبَّاس ،والْمِسْوَر بن مَخْرَمَة ،وأم سَلَمَة ،وابنتها زينب بنت أبي سَلَمَة ،وغيرهم . روى عنه: أولاده مُحَمَّد ،وزيد ،وعبد الله ،وعمر ،وغيرهم قَالَ ابن عيينة، عن الزُّهْرِيّ ما رأيت قرشيا أفضل من عَلِيّ بن الحسين ،وقَالَ حماد بن زيد، عن يَحْيَى بن سعيد سمعت عَلِيّ بن الحسين ،وكان أفضل هاشمي أدركته قَالَ ابن سعد فِي الطبقة الثانية من تابعي أهل المدينة أمه أم ،ولد ،وكان ثقة، مأمونا كثير الحديث عالياً رفيعا ،ورعا قَالَ ابن حُجْر فِي التقريب ثقة، ثبت عابد فقيه فاضل مشهور من الثالثة مات سنة ثَلَاثَ وتسعين ،وقيل غير ذَلِكَ (1) [18]).
2 - والده الإمام مُحَمَّد بن عَلِيّ بن الحسين بن عَلِيّ بن أبي طالب الهاشمي ، أبو جَعْفَر الباقر ، ثقة، من الرابعة ، وقد قيل أن رواية مُحَمَّد ، عن الصحابة ما عدا ابن عَبَّاس ،وجَابِر بن عَبْدِ اللَّه ،وعبد الله بن جَعْفَر بن أبي طالب مرسلة ،ونقل ابن أبي حاتم، عن أحمد أنه قَالَ لَا يصح أنه سمع من عائشة ،ولا من أم سَلَمَة ،وقَالَ أبو حاتم لم يلق أم سلمة. روى عن: خلق كثير مات سنة ست وخمسين (2) [19]).
__________
(1) - انظر ترجمته :ثقات ابن حبان ج8،ص456- تهذيب التهذيب ج7،ص286- سير أعلام النبلاء ج4،ص386 - تهذيب الكمال ج20،ص382.
(2) - انظر ترجمته : الثقات لابن حبان ج 5،ص348 ، تهذيب التهذيب ج 9 ص310- سير أعلام النبلاء ج4،ص401.(1/32)
3- جده لأمه : القاسم بن مُحَمَّد بن أبي بكر كَانَ من الفقهاء الأجلاء، وكان عُمَر بن عبد الْعَزِيز يجله كثيراً ،وقد قَالَ: لو كَانَ لي من الأمر شيء لوليت القاسم بن مُحَمَّد الخلافة، وقد عمر طويلا ،وذهب بصره فِي آخر عمره، ولما احتضر قَالَ لابنه: سن عَلِيّ التراب سناً ـ أي ضعه عَلِيّ سهلا ـ ،وسوّي عَلَى قبري، والحق بأهلك، وإياكإِنَّ تقول: كَانَ أبي، وكانت ،وفاته بمكان يقَالَ لَهُ قديد، وهو اسم موضع يقع ما بين مكة ،والمدينة، (1) [20]).
مُحَمَّد بن الْمُنْكَدِر بن عبد الله بن الهدير التيمي ، أبو عبد الله ،ويقَالَ: أبو بكر أحد الأئمة الأعلام ، ثقة، فاضل من الثالثة . روى عن: أنس ،وجَابِر ،وأبي إمامة بن سَهْل بن حنيف ،ويوسف بن عبد الله بن سلام ،وابن الزبير ،وابن عَبَّاس ،وابن عمر ،وسعيد بن المسيب ،وعبيد الله بن أَبِي رَافِع ،وعبد الله بن حنين ،وغيرهم ،وروى عنه: زيد بن أسلم ،وعَمْرُو ابن دينار ،والزُّهْرِيّ ،وجَعْفَر بن مُحَمَّد الصادق ،ويَحْيَى بن سعيد الأنصاري ،ويزيد بن الهاد ،والثَّوْرِيّ ،وأبو عوانة ،وابن عُيَيْنَة ،وآخرون. قَالَ إسحاق ابن راهويه، عن ابن عُيَيْنَة كَانَ من معادن الصدق ،ويجتمع إِلَيَّه الصالحون ،وقَالَ الحميدي ابن الْمُنْكَدِر حافظ ،وقَالَ ابن معين ،وأبو حاتم ثقة، وذكره ابن حبان فِي الثقات ،وقَالَ كَانَ من سادات القراء مات سنة ثَلَاثَين ومائة (2) [21]).
تلاميذه:
__________
(1) - انظر ترجمته : سير أعلام النبلاء ج5،ص60-تهذيب التهذيب ج8،ص299-تهذيب الكمال ج23،ص427.
(2) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج5،ص350 – تهذيب التهذيب ج9 ص417 – سير أعلام النبلاء ج5،ص353.(1/33)
... إنه من الصعوبة بمكان عَلَى باحث أن يستطيع حصر عدد تلاميذ الإمام جَعْفَر الصادق، فِي شتى مناحي العلوم ، فقد " روى عنه - كَمَا يقول أرباب الإحصاءات - أربعة آلاف من الرواة ،وكتب عنه أربعمائة كاتب (1) [22]). فكيف لباحث أن يحصي هَذَا الكم الهائل من الرواة ،والكتبة، بتراجمهم، ولكن سيذكر الباحث أشهر من تتلمذ عَلَى الإمام الصادق من أئمة المسلمين ، ومنهم:
1- الإمام ، أبو حنيفة النعمان: منهم ، أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطي من الموالي ،وأصله من كابل ،ولد بالكوفة، وبِهِا نشأ ،ودرس، وكانت لَهُ فيها حوزة ،وانتقل إِلَى بغداد ،وبِهِا مات عام 150، وقبره بِهَا معروف، وهو أحد الأئمة الأربعة ، وحاله أشهر من أن يذكر (2) [23]). وأخذه، عن الصادق معروف، "وهو القائل (لو لَا السنتان لهلك النعمان) قاصدا مدة دراسته عَلَى الإمام الصادق (3) [24]).
2- الإمام مَالِك بن أنس : مَالِك بن أنس بن مَالِك بن أبي عامر الأصبحي الحميري ، أبو عبد الله الْمَدَنِيّ الفقيه أحد أعلام الإسلام إمام دار الهجرة ، كَانَ مَالِك أول من انتقى الرجال من الفقهاء بالمدينة ،وأعرض عمن لَيْسَ بثقة فِي الحديث ،ولم يكن يروي إِلَّا ما صح ،ولا يحدث إلا عن ثقة، (4) [25] )
__________
(1) - الإمام جَعْفَر الصادق، لعبد الحليم الجندي ،مرجع سابق، ص156.
(2) - انظر ترجمته: سير أعلام النبلاء، مرجع سابق، ج6،ص391.
(3) - الإمام جَعْفَر الصادق لعبد الحليم الجندي ، مرجع سابق، ص252.
(4) - انظر ترجمته:ثقات ابن حبان ج7،ص459- تهذيب التهذيب ج10،ص5 – سير أعلام النبلاء ج8،ص48- تهذيب الكمال ج27،ص91.(1/34)
3- سُفْيَان الثوري: ومنهم سُفْيَان بن سعيد بن مسروق الثَّوْرِيّ الكوفي، قَالَ النسائي هو أجل من أن يقَالَ فيه ثقة، وهو أحد الأئمة الذين أرجو أن يكون الله ممن جعله للمتقين إماما مات سنة إحدى وستين ومائة (1) [26]).
4- سُفْيَان بن عيينة: سُفْيَان بن عُيَيْنَة بن أبي عِمْرَان ميمون الهلالي ، أبو مُحَمَّد الْكُوفِيّ ، ثقة، حافظ إمام حجة من رؤوس الثامنة ، قَالَ ابن سعد كَانَ ثقة، ثبتا كثير الحديث حجة ،وجزم ابن الصلاح فِي علوم الحديث بأنه مات سنة ثمان وتسعين ومائة (2) [27]).
5- يَحْيَى بن سعيد بن قيس بن عَمْرُو ابن سَهْل الأنصاري، ثقة، ثبت من الخامسة، قَالَ أحمد بن حَنْبَل ،ويَحْيَى ابن معين ،وأبو حاتم ،وأبو زرعة ثقة، مات سنة أربع وأربعين ومائة (3) [28]).
6- ابن جريح: عبد الملك بن عبد الْعَزِيز بن جريح المكّي، سمع جمعاً كثيراً من العلماء، كَانَ من فقهاء أهل الحجاز وقرائهم ومتقنيهم (4) [29]) .
7- الْقَطَّان : يَحْيَى بن سعيد بن فروخ الْقَطَّان التميمي الحافظ ، قَالَ أبو زرعة: يَحْيَى الْقَطَّان من الثقات الحفاظ.وقَالَ أبو حاتم: ثقة، حافظ مات يوم الاحد الثاني عشر من صفر سنة ثمان وتسعين ومائة. وقَالَ النسائي: ثقة، ثبت مرضي (5) [30]) .
__________
(1) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج6،ص401-تهذيب التهذيب ج4،ص99-سير أعلام النبلاء ج7،ص229.
(2) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج6،ص402- تهذيب التهذيب ج4،ص104- تقريب التهذيب ج1،ص369.
(3) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج5،ص521- تهذيب التهذيب ج11،ص194- سير أعلام النبلاءج5،ص468.
(4) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج7،ص93- تهذيب التهذيب ج6،ص357- سير أعلام النبلاء ج6،ص324.
(5) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج7،ص611- تهذيب التهذيب ج11،ص190- سير أعلام النبلاء ج9،ص175- تهذيب الكمال ج31،ص329.(1/35)
وغيرهم الكثير ، أما رواة الحديث عنه فمنهم : إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر (1) [31]) ،وحاتم بن إِسْمَاعِيل (2) [32]) ،والحسن بن صالح بن حي (3) [33])، والحسن بن عَيَّاش (4) [34]) ،وحَفْص بن غِيَاث (5)
__________
(1) - إسماعيل بن جَعْفَر بن أبي كثير الأنصاري الزرقي مولاهم ، أبو إسحاق القاري ،قَالَ أحمد ،وأبو زرعة ،والنسائي ثقة، وقَالَ ابن معين ثقة، انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج6،ص44- تهذيب التهذيب ج1،ص251- سير أعلام النبلاءج8،ص228.
(2) - حاتم بن إسماعيل المدني ، أبو إسماعيل مولاهم، صحيح الكتاب صدوق يهم من الثامنة . روى عن: جَعْفَر، عن أبيه أحاديث مراسيل أسندها مات سنة ست أو سبع وثمانين ومائة انظر ترجمته – سير أعلام النبلاء ج8،ص518 .- الثقات لابن حبان ج8،ص210-تقريب التهذيب ج1 ص 168.
(3) - الحسن بن صالح بن صالح بن حي ،وهو حيان بن شفي بن هني بن رافع الهمداني الثوري ، أبو عبد الله الكوفي ، ثقة، فقيه عابد من السابعة انظر ترجمته: ثقات بن حيان ج6،ص164- سير أعلام النبلاء ج7،ص361- تهذيب التهذيب ج2،ص248- تقريب التهذيب ج1،ص205.
(4) - الحسن بن عَيَّاش بن سالم الأَسَدي الكوفي ، صدوق من الثامنة ،وقَالَ النسائي ثقة، وقَالَ الطحاوي ثقة، حجة ،وقَالَ العجلي ثقة، وذكره ابن حبان فِي الثقات ، مات سنة اثنتين وسبعين ومائة انظر ترجمته:ثقات ابن حبان ج6،ص169-تهذيب التهذيب ج2،ص270.
(5) - حَفْص بن غِيَاث بن طلق بن معاوية بن مَالِك بن الحارث بن ثعلبة النخعي ، أبو عمر الكوفي ،وقاضي بغداد ، ثقة، فقيه تغير قليلاً بأخرة مات سنة أربع وتسعين ومائة انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج6،ص200- تهذيب التهذيب ج2،ص357- سير أعلام النبلاء ج9،ص22..(1/36)
[35]) ،وزُهَيْر بن مُحَمَّد التميمي (1) [36]) ،وسعيد بن سُفْيَان الاسلمي (2) [37]) ،وسُفْيَان الثَّوْرِيّ ، وسُفْيَان بن عُيَيْنَة ،وسُلَيْمَان بن بِلَال (3) [38]) ،وعبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الداروردي (4) [39]) ،وعبد الملك بن عبد الْعَزِيز بن جُرَيْج ، وعبد الْوَهَّابِ بن عبدالمجيد الثَّقَفِيَّ (5)
__________
(1) - زُهَيْر بن مُحَمَّد التميمي العنبري ، أبو المنذر الخراساني المروزي الخرقي صدوق روى لَهُ الجماعة(ثقات ابن حبان ج6،ص337- ميزان الاعتدال ج2،ص84- سير أعلام النبلاء ج8،ص187- تهذيب التهذيب ج3،ص301- تقريب التهذيب ج1،ص316.
(2) - سعيد بن سفيان الأسلمي مولاهم ، المدني ، مقبول من السابعة ذكره ابن حبان فِي الثقات انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج8، ص261- ميزان الاعتدال ج2،ص141- تهذيب التهذيب ج4، ص36- تقريب التهذيب ج1،ص355.
(3) - سُلَيْمَان بن بِلَال ، أبو أيوب مولى بن أبى عتيق بن أبى بكر الصديق ، ثقة، من الثامنة ،وذكره ابن حبان فِي الثقات ،وقَالَ ابن عدي ثقة، مات سنة سبع وسبعين ومائة ثقات ابن حبان ج6،ص388-تهذيب التهذيب ج4،ص154- سير أعلام النبلاء ج7،ص424.
(4) - عبد العزيز بن مُحَمَّد بن عبيد بن أبي عبيد الداروردي ، أبو مُحَمَّد المدني ، صدوق من الثامنة، ذكره ابن حبان فِي الثقات ثقات ابن حبان ج7،ص116-تهذيب التهذيب ج6،ص315-سير أعلام النبلاء ج8،ص366.
(5) - عبد الْوَهَّابِ بن عبد المجيد بن الصلت بن عبيد الله بن الحكم بن أبي العاص الثَّقَفِيَّ ، أبو مُحَمَّد البصري ، ثقة، تغير من الثامنة كل ،وذكره ابن حبان فِي الثقات مات سنة أربع وتسعين ومائة انظر ترجمته : الثقات لابن حبان ج7 ص132، سير أعلام النبلاء ج9 ص237، الطبقات الكبرى لابن سعد ج7 ص289..(1/37)
[40]) ،وعُثْمَان بن فَرْقَد العطار (1) [41])ومَالِك بن أنس ، ويَحْيَى بن سعيد الانصاري ، ويَحْيَى بن سعيد الْقَطَّان . وغيرهم من الرواة الذين سترد تراجمهم فِي مروياتهم، عن الإمام الصادق.
أقوال العلماء فِي الإمام الصادق:
يقول عنه ابن حبان فِي كتابه " الثقات " : كَانَ من سادات أهل البيت فقها ،وعلما ،وفضلا" (2) [42]).
"وعن أبي حنيفة قَالَ: ما رأيت افقه من جَعْفَر بن مُحَمَّد ، وقَالَ أبو حاتم: ثقة، لَا يسئل، عن مثله" (3) [43]) .
ويروي الإمام الذهبي فِي " سير أعلام النبلاء" قول يحي بن سعيد الْقَطَّان: أملى عَلِيّ جَعْفَر بن مُحَمَّد الحديث الطويل، يعني فِي الحج ، ثم قَالَ: وفي نفسي منه شئ ، مجالد (4) [44]) أحب إِلَيَّ منه. ويرد عليه الإمام الذهبي بقوله : هذه من زلقات يَحْيَى الْقَطَّان. بَلْ أجمع أئمة هَذَا الشأن عَلَى إِنَّ جَعْفَراً أوثق من مجالد. ولم يلتفتوا إِلَى قول يَحْيَى .
ويكمل الإمام الذهبي قوله : " جَعْفَر ثقة، صدوق، وهو من ثقات الناس كَمَا قَالَ ابن معين" (5) [45]).
__________
(1) - عُثْمَان بن فرقد العطار ، أبو معاذ ، أبو عبد الله البصري، صدوق من الثامنة روى لَهُ البخاري مقروناً بآخر انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج7،ص194- تهذيب التهذيب ج7،ص134- ميزان الاعتدال ج3،ص51- تقريب التهذيب ج1،ص662.
(2) - ثقات ابن حبان ج6،ص131.
(3) - تذكرة الحفاظ للإمام الذهبي، مرجع سابق، ج1،ص167.
(4) - مجالد بن سعيد بن عمير بن بسطام، ويقَالَ: ابن ذي مران بن شرحبيل، كَانَ يَحْيَى بن سعيد يضعفه. وكان عبد الرَّحْمَن بن مهدي لَا يروي لَهُ شيئا. وكان أحمد بن حَنْبَل لَا يراه شيئا. يقول: لَيْسَ بشئ. وقَالَ الدارقطني: ضعيف. انظر ترجمته : سير أعلام النبلاء، ج6،ص284.
(5) - سير أعلام النبلاء، مرجع سابق، ج6،ص256.(1/38)
"وقَالَ أبو العَبَّاس بن عقدة: حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد بن هشام قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن حَفْص بن راشد، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، عن عَمْرُو ابن أبي المقدام، قَالَ: كنت إِذَا نظرت إِلَى جَعْفَر بن مُحَمَّد علمت أنه من سلالة النبيين" (1) [46]).
وعن صالح بن أبي الأسود سمعت جَعْفَر بن مُحَمَّد يقول سلوني قبل إِنَّ تفقدوني فانه لَا يحدثكم احد بعدى بمثل حديثي. وقَالَ هياج بن بسطام كَانَ جَعْفَر الصادق يطعم حَتَّى لَا يبقى لعياله شيء" (2) [47]) .
ويسرد الإمام الذهبي فِي سيره قصة سُفْيَان الثَّوْرِيّ مَعَ الإمام الصادق التي يرويها سُفْيَان فيقول : دخلت عَلَى جَعْفَر بن مُحَمَّد ،وعليه جبة خز دكناء وكساء خز أيدجاني فجعلت أنظر إليه تعجبا ؟ فَقَالَ : مَالِك يا ثوري ؟ قلت: يا ابن رسول الله، ليس هَذَا من لباسك، ولا لباس آبائك، فَقَالَ : كَانَ ذاك زمانا مقترا، وكانوا يعملون عَلَى قدر إقتاره وإفقاره، وهذا زمان قَدْ أسبل كل شئ فيه عزاليه .ثم حسر عن ردن جبته، فإِذَا فيها جبة صوف بيضاء يقصر الذيل، عن الذيل، وقَالَ: لبسنا هَذَا لله، وهذا لكم، فما كَانَ لله أخفيناه، وما كَانَ لكم أبدنياه.
وقيل: كَانَ جَعْفَر يقول: كيف أعتذر ،وقد احتججت، وكيف أحتج ،وقد علمت ؟ روى يَحْيَى بن أبي بكير، عن هياج بن بسطام قَالَ كَانَ جَعْفَر بن مُحَمَّد يطعم حَتَّى لَا يبقى لعياله شئ.
عن بعض أصحاب جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن جَعْفَر، وسئل: لم حرم الله الربا ؟ قَالَ: لئلا يتمانع الناس المعروف.
وعن هشام بن عباد، سمعت جَعْفَر بن مُحَمَّد يقول: الفقهاء أمناء الرسل، فإِذَا رأيتم الفقهاء قَدْ ركنوا إِلَى السلاطين، فاتهموهم.
__________
(1) - تهذيب الكمال، مرجع سابق، ج5،ص78.
(2) - تذكرة الحفاظ للإمام الذهبي ،مرجع سابق، ج1،ص167.(1/39)
قَالَ جَعْفَر بن مُحَمَّد : الصلاة قربان كل تقي، والحج جهاد كل ضعيف، وزكاة البدن الصيام، والداعي بلا عمل كالرامي بلا ،وتر، واستنزلوا الرزق بالصدقة، وحصنوا أموالكم بالزكاة.
وما عال من اقتصد، والتقدير نصف العيش، وقلة العيال أحد اليسارين، ومن أحزن ،والديه، فقد عقهما، ومن ضرب بيده عَلَى فخذه عِنْدَ مصيبة فقد حبط أجره، والصنيعة لَا تكون صنيعة إِلَّا عِنْدَ ذي حسب أو دين، والله ينزل الصبر عَلَى قدر المصيبة ،وينزل الرزق عَلَى قدر المؤنة، ومن قدر معيشته، رزقه الله، ومن بذر معيشته، حرمه الله. (1) [48])
"وعن يَحْيَى بن الفرات،إِنَّ جَعْفَر الصادق قَالَ: لَا يتم المعروف إِلَّا بثَلَاثَة: بتعجيله، وتصغيره، وستره." (2) [49]).
__________
(1) - سير أعلام النبلاء، مرجع سابق، ج6،ص262.
(2) - سير أعلام النبلاء، مرجع سابق، ج6،ص262.(1/40)
وعن أبي نعيم الحافظ، قَالَ : حَدَّثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن غزوان، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِك بن أنس، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَلِيّ بن الحسين، قَالَ: لما قَالَ لَهُ سفيان: لَا أقوم حَتَّى تحَدَّثَنِي ، قَالَ جَعْفَر: أما إني أحدثك ،وما كثرة الحديث لك بخير يا سفيان، إِذَا أنعم الله عليك بنعمة، فأحببت بقاءها ،ودوامها، فأكثر من الحمد ،والشكر عَلَيْهَا ، فإن الله عز ،وجل، قَالَ فِي كتابِهِ: (لئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) (1) [50]) ،وإِذَا استبطأت الرزق، فأكثر من الاستغفار، فإن الله عز ،وجل قَالَ فِي كتابِهِ:( اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً) (2) [51]) فِي الآخرة ، يا سُفْيَان إِذَا حزبك أَمَرَ من سلطان أو غيره، فأكثر من: " لَا حول ولا قوة إِلَّا بالله "، فإنها مفتاح الفرج ،وكنز من كنوز الجنة، فعقد سُفْيَان بيده، وقَالَ: ثَلَاثَ، وأي ثَلَاثَ ؟ ! قَالَ جَعْفَر: عقلها (3) [52]).
__________
(1) - ابراهيم: من الآية7
(2) - نوح:10-12.
(3) - تهذيب الكمال ، مرجع سابق، ج5،ص85.(1/41)
"عن الفضل بن الربيع، عن أبيه، قَالَ: دعاني المنصور فَقَالَ :إِنَّ جَعْفَر بن مُحَمَّد يلحد فِي سلطاني قتلني الله إِن لم أقتله. فأتيته، فَقُلْتُ: أجب أمير المؤمنين. فتطهر ،ولبس ثيابا. أحسبه قَالَ جددا فأقبلت بِهِ فاستأذنت له، فَقَالَ : أدخله، قتلني الله إِن لم أقتله. فَلَمَّا نظر إِلَيَّه مقبلا قام من مجلسه فتلقاه ،وقَالَ: مرحبا بالنقى الساحة، البرئ من الدغل والخيانة، أخي وابن عمي. فأقعده مَعَهُ عَلَى سريره ،وأقبل عليه بوجهه، وسأله عن حاله، ثم قَالَ: سلني عن حاجتك فَقَالَ : أهل مكة ،والمدينة قَدْ تأخر عطاؤهم فتأمر لهم بِهِ. قَالَ: أفعل.ثم قَالَ: يا جارية ائتني بالتحفة. فأتته بمدهن زجاج فيه غالية، فغلفه بيده وانصرف. فاتبعته، فَقُلْتُ: يا ابن رسول الله ; أتيت بك ،ولا أشك أنه قاتلك، فكان منه ما رأيت، وقد رأيتك تحرك شفتيك بشيء عِنْدَ الدخول فما هو ؟ قَالَ: قلت: اللَّهُمَّ احرسني بعينك التي لَا تنام، واكنفني بركنك الَّذِي لَا يرام، واحفظني بقدرتك علي، ولا تهلكني. وأنت رجائي.رب كم من نعمة أنعمت بِهَا عَليّ قَلّ لك عندها شكري، وكم من بلية ابتليتني بِهَا قَلّ لها عندك صبري ؟ ! فيا من قل عِنْدَ نعمته شكري فلم يحرمني، ويا من قل عِنْدَ بليته صبري فلم يخذلني.ويا من رآني عَلَى المعاصي فلم يفضحني، ويا ذا النعم التي لَا تحصى أبدا، ويا ذا المعروف لذي لَا ينقطع أبدا، أعني عَلَى ديني بدنيا، وعلى آخرتي بتقوى، واحفظني فيما غبت عنه ،ولا تكلني إِلَى نفسي فيما خطرت. يا من لَا تضره الذنوب، ولا تنقصه المغفرة، اغفر لي ما لَا يضرك، وأعطني ما لَا ينقصك، يا وهاب أسألك فرجا قريبا.وصبرا جميلا، والعافية من جميع البلايا، وشكر العافية." (1) [53]).
__________
(1) - سير أعلام النبلاء، مرجع سابق، ج6،ص266.(1/42)
"وسئل ، أبو حنيفة: من أفقه من رأيت ؟ فَقَالَ : ما رأيت أحدا أفقه من جَعْفَر بن مُحَمَّد ، لما أقدمه المنصور الحيرة، بعث إِلَيَّ فَقَالَ : يا أبا حنيفة إِنَّ الناس قَدْ فتنوا بجَعْفَر بن مُحَمَّد ، فهيئ لَهُ من مسائلك الصعاب، قَالَ: فهيأت لَهُ أربعين مسألة، ثم بعث إِلَيَّ ، أبو جَعْفَر فأتيته بالحيرة، فدخلت عليه ،وجَعْفَر جالس، عن يمينه، فَلَمَّا بصرت بِهِما دخلني لجَعْفَر من الهيبة ما لم يدخل لأبي جَعْفَر، فسلمت، وأذن لي، فجلست، ثم التفت إِلَى جَعْفَر، فَقَالَ : يا أبا عبد الله تعرف هَذَا ؟ قَالَ: نعم، هَذَا أبو حنيفة، ثم أتبعها: قَدْ أتانا، ثم قَالَ: يا أبا حنيفة ؟ هات من مسائلك، نسأل أبا عبد الله، وابتدأت أسأله، وكان يقول فِي المسألة: أنتم تقولون فيها كذا ،وكذا، وأهل المدينة يقولون كذا ،وكذا، ونحن نقول كذا ،وكذا، فربما تابعنا ،وربما تابع أهل المدينة، وربما خالفنا جميعا حَتَّى أتيت عَلَى أربعين مسألة ما أخرم منها مسألة، ثم قَالَ أبو حنيفة: أليس قَدْ روينا أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس" (1) [54])
وفاته:
أجمع العلماء ،والمؤرخون عَلَى أن الإمام الصادق -رَضِيَ اللهُ عَنْه- قَدْ توفي سنة ثمان وأربعين ومائة من الهجرة ، ودفن فِي البقيع فِي قبر يضم الإمام الحسن بن عَلِيّ ،والإمام عَلِيّ زين العابدين ،والإمام مُحَمَّد الباقر (2) [55]) .
المبحث الأول:
موقف الإمام البخاري من الإمام الصادق
أولاً: الإمام البخاري (3) [1]) ،وصحيحه
هو الإمام مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن المغيرة بن بزدزبِهِ . أبو عبد الله ، الجعفي بالولاء ، البخاري مولداً.
__________
(1) - تهذيب الكمال ، مرجع سابق، ج5،ص79.
(2) - انظر : ثقات ابن حبان ج6،ص131. تذكرة الحفاظ للذهبي ج1،ص166.سير أعلام النبلاء ج6،ص269.تهذيب الكمال ج5،ص97.
(3) - انظر ترجته : سير أعلام النبلاء للذهبي ج12،ص395- تهذيب الكمال للمزي ج24،ص430.(1/43)
لقد أوتي الإمام البخاري من سرعة الحفظ ،وشدة الإتقان ،ووفرة الذاكرة، ما يقل نظيره فيه فِي زمانه، يجمع فِي ذَلِكَ الذكاء ،والفطنة ،والنباهة ،وسرعة لاستحضار ما يريد ، ويقول البخاري: ألهمت الحفظ ،وأنا فِي الكتاب – كَمَا ذكر الذهبي فِي سيره – فَقَالَ لَهُ مُحَمَّد بن أبي حاتم: وكم أَتَى عليك إذ ذاك؟ فَقَالَ : عشر سنين أو أقل، ثم خرجت من الكتاب ، فجعلت أختلف إِلَى الداخلي ،وغيره، فَقَالَ يوماًَ فيما كَانَ يقرأ للناس: سفيان، عن أبي الزبير، عن إبراهيم، فَقُلْتُ :إِنَّ أبا الزبير لم يرو، عن إبراهيم، فانتهرني. فَقُلْتُ له: ارجع إِلَى الأصل إِنَ كَانَ عندك، فدخل، فنظر فيه، ثم رجع فَقَالَ : كيف هو يا غلام؟ فَقُلْتُ: هو الزبير، وهو ابن عدي، عن إِبْرَاهِيم ، فأخذ القلم ،وأصلح كتابه. وقَالَ لي : صدقت. فقيل للبخاري: أبن كم كنت حِينَ رددت عليه؟ فَقَالَ : ابن إحدى عشر سنة.
وقد قَالَ وراقه مُحَمَّد بن أبي حاتم: سمعته يقول: دخلت بلخ، فسألوني أن أملي عليهم لكل من كتبت عنه حديثا، فأمليت ألف حديث لألف رجل ممن كتبت عنهم.
قَالَ: وسمعته قبل موته بشهر يقول: كتبت، عن ألف وثمانين رجلا، لَيْسَ فيهم إِلَّا صاحب حديث، كانوا يقولون: الإيمان قول ،وعمل، يزيد ،وينقص .
قَالَ مُحَمَّد بن أبي حاتم البخاري: سمعت أبا عبد الله مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل يقول: حججت، ورجع أخي بأمي، وتخلفت فِي طلب الحديث فَلَمَّا طعنت فِي ثمان عشرة، جعلت أصنف قضايا الصحابة ،والتابعين ،وأقاويلهم، وذلك أيام عبيد الله بن موسى.
وصنفت كتاب " التاريخ " إذ ذاك عِنْدَ قبر رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فِي الليالي المقمرة. وقَلّ اسم فِي التاريخ إِلَّا وله قصة، إِلَّا أني كرهت تطويل الكتاب
كتبت عن ألف شيخ وأكثر، عن كل واحد منهم عشرة آلاف وأكثر (2)، ما عندي حديث إِلَّا أذكر إسناده.(1/44)
لقيت أكثر من ألف رجل أهل الحجاز ،والعراق ،والشام ،ومصر، لقيتهم كرات، أهل الشام ،ومصر ،والجزيرة مرتين، وأهل البصرة أربع مَرَّاتٍ ، وبالحجاز ستة أعوام، ولا أحصي كم دخلت الكوفة ،وبغداد مَعَ محدثي خراسان.
وكان يقول : أحفظ مئة ألف حديث صحيح، وأحفظ مئتي ألف حديث غير صحيح.
وكما سبق فقد طاف الإمام البخاري البلاد الإسلامية طلباً للعلم ،ومن البلاد التي زاراها:
1- خراسان ،وما جاورها.
2- البصرة
3- الكوفة
4- بغداد
5- مكة
6- المدينة
7- الشام
8- مصر
مؤلفاته:
اعتنى الإمام البخاري بالتصنيف فِي شتى أنواع العلوم الإسلامية، وقد ،وصلت إِلَيَّنا مؤلفات كثيرة من مؤلفاته، وأكثرها مطبوع ،ومتداول ،ويذكر منها الباحث:
1- الجامع الصحيح المعروف ب" صحيح البخاري" .
2- التاريخ الكبير : وقد جمع فيه الإمام البخاري رجال الحديث من عصر الصحابة حَتَّى عصره، وهو مطبوع فِي حيدر آباد بالهند سنة 1691.
3- التاريخ الصغير: وقد جمع فيه الإمام البخاري رجال الحديث مثله مثل التاريخ الكبير، إِلَّا أنه مرتب عَلَى السنين ، وقد طبع أكثر من طبعة.
4- كتاب الكنى: وهو مطبوع ملحقاً بالتاريخ الكبير.
5- الأدب المفرد: وهو كتاب جمع فيه الأحاديث الواردة فِي الأدب ،والأخلاق ، وقد طبع عدة مَرَّاتٍ .
6- القراءة خلف الإمام: ويعرف أيضاً ب"جزء القراءة" ،وعرض فيه الإمام البخاري قضية قراءة المأموم خلف الإمام ، وقد طبع عدة طبعات.
7- رفع اليدين فِي الصلاة: ويعرف ب"جزء رفع اليدين" ،وكما هو ،واضح من العنوان فقد تعرض فيه البخاري لقضية رفع المصلي يديه فِي صلاته ، فِي تكبيرة الإحرام ،وغيرها، وهو مطبوع.
8- خلق أفعال العباد: ويتناول فيه البخاري قضية أفعال العباد ،وأنها مخلوقة ،وأن الْقُرْآن غير مخلوق، وهو مطبوع.
وهناك الكثير من المؤلفات التي لم تصلنا نظراً لفقدها.
وفاته:
توفي الإمام البخاري فِي ليلة السبت ، ليلة عيد الفطر سنة 256هـ ،وعمره 62 عاماً .(1/45)
كتابه الصحيح:
أجمع أهل العلم عَلَى كون كتاب " الجامع الصحيح" أو "صحيح البخاري" أصح كتاب فِي حديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم. وقد تلقت الأمة كتابه " الجامع الصحيح" بالقبول ، وهو من أصح مصادر السنة النبوية المطهرة.
وكان الإمام البخاري قَدْ اشترط شرطاً لإيراد الحديث فِي كتابه "الجامع الصحيح" ، فهو لَا يرى تحقق اتصال السند بين راويين حَتَّى يثبت اللقاء ،والسماع بينهما ، فإِذَا ثبت ،ولو مرة كفى ذَلِكَ عنده لاتصال السند، ما لم يكن الراوي موصوفاً بالتدليس، فإِذَا كَانَ مدلساً فلا يقبل حديثه إِلَّا إِذَا صرح بالسماع. وقد بالغ الإمام البخاري فِي تحقيق هَذَا الشرط فِي صحيحه.
ثانياً: موقفه من الإمام الصادق
... أجمعت الأمة الإسلامية متمثلة فِي علمائها عَلَى عدالة ،وتوثيق الإمام جَعْفَر بن مُحَمَّد الصادق ، وقد عاصره أركان الحديث ،وأئمة المذاهب الحنفية ،والمَالِكية ،وكلّهم اعترفوا بجلالته ،وعلوّ مقامه. وجَعْفَر بن مُحَمَّد هو الَّذِي اعترف بإمامته ،وجلالته فِي العلم كبار أئمة الأمة الإسلامية ، روى الإمام الذَّهبي "عن عَمْرُو ابن أبي مقدام، قَالَ: كنت إِذَا نظرت إِلَى جَعْفَر بن مُحَمَّد علمت أنه من سلالة النبيين ،وقد رأيته ،واقفاً عِنْدَ الجمرة يقول: سلوني، سلوني . وعن صالح بن أبي الأسود، سمعت جَعْفَر بن مُحَمَّد يقول: سلوني قبل أن تفقدوني، فانه لَا يحدِّثكم أحدٌ بعدي بمثل حديثي. وقَالَ ابن أبي حاتم: سمعت أبا زُرعة، وسئل، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أبيه، وسهيل، عن أبيه، والعلاء، عن أبيه،أيها أصح؟ قَالَ : لَا يُقْرَنُ جَعْفَر إِلَى هؤلاء. وسمعت أبا حاتم يقول: جَعْفَر لَا يسأل، عن مثله" (1) [2]).
__________
(1) - سير أعلام النبلاء، مرجع سابق، ج6،ص257.(1/46)
وقَالَ الذهبي فِي الكاشف : جَعْفَر بن مُحَمَّد الصادق ، أبو عبد الله ،وأمه أم فروة بنت القاسم بن مُحَمَّد ،وأمها أسماء بنت عبد الرَّحْمَن ابن أبي بكر فكان يقول ،ولدني الصديق مرتين سمع أباه ،والقاسم ،وعطاء . وعنه: شعبة ،والْقَطَّان ،وقَالَ فِي نفسي منه شيء ،وقَالَ ابن معين ثقة، وقَالَ أبو حنيفة ما رأيت أفقه منه ،وقد دخلني لَهُ من الهيبة ما لم يدخلني للمنصور (1) [3]).
هذا هو القول الوحيد فِي الإمام جَعْفَر بن مُحَمَّد ،وقد قَالَه أحد علماء الجرح والتعديل، هو يَحْيَى بن سعيد الْقَطَّان الذي. روى عن: الإمام جَعْفَر ، وهذا القول تكرر فِي سير أعلام النبلاء بلفظ " أملى عَلِيّ جَعْفَر بن مُحَمَّد الحديث الطويل، يعني فِي الحج ،ثم قَالَ: وفي نفسي منه شيء ، مجالد (2) [4]) أحب إِلَيَّ منه"، وقد أجاب الذهبي : هذه من زلقات يَحْيَى الْقَطَّان.بل أجمع أئمة هَذَا الشأن عَلَى أن جَعْفَراً أوثق من مجالد.ولم يلتفتوا إِلَى قول يَحْيَى .وقَالَ إسحاق بن حكيم: قَالَ يَحْيَى الْقَطَّان: جَعْفَر ما كَانَ كذوبا. وقَالَ إسحاق بن راهويه، قلت للشافعي فِي مناظرة جرت: كيف جَعْفَر بن مُحَمَّد عندك ؟ قَالَ: ثقة، " (3) [5]).
__________
(1) - الإمام شمس الدين مُحَمَّد بن أحمد الذهبي، الكاشف فِي معرفة من لَهُ رواية فِي الكتب الستة ، تحقيق مُحَمَّد عوامة أحمد مُحَمَّد نمر، جدة: دار القبلة للثقافة الإسلامية، مؤسسة علوم الْقُرْآن ، الطبعة الأولى 1413هـ-1992م. ج 1،ص288- رقم798.
(2) - مجالد بن سعيد بن عمير بن بسطام، ويقَالَ: ابن ذي مران بن شرحبيل، كَانَ يَحْيَى بن سعيد يضعفه. وكان عبد الرَّحْمَن ابن مهدي لَا يروي لَهُ شيئا. وكان أحمد بن حَنْبَل لَا يراه شيئا. يقول: لَيْسَ بشئ. وقَالَ الدارقطني: ضعيف. انظر ترجمته : سير أعلام النبلاء، ج6،ص284.
(3) - سير أعلام البنلاء، مرجع سابق، ج6، ص256(1/47)
وكما قَالَ الإمام الذهبي فهذه من زلقات الْقَطَّان، فمجالد الَّذِي يفضله يَحْيَى الْقَطَّان، عن الإمام جَعْفَر ضعيف عِنْدَ معظم علماء الجرح ،والتعديل، فيحي بن سعيد نفسه يضعفه، وكان الإمام أحمد بن حَنْبَل لَا يراه شيئاً، وكان يقول : لَيْسَ بشيء، كَمَا هو مذكور فِي ترجمته فِي سير أعلام النبلاء.
... ويبدو أن العوامل السياسية التي سبق وأن ذكرها الباحث من تضييق بني أمية عَلَى أهل البيت، قَدْ أثرت سلباً عَلَى مروياتهم ، فهذا الإمام الجليل مَالِك بن أنس ،وأحد تلاميذ الإمام جَعْفَر الصادق، "لم يرو، عن جَعْفَر حَتَّى ظهر أَمَرَ بني العباس" (1) [6]). وهل لهذا تفسير سوى تضييق بني أمية ،وتعقبِهِم لمن يروي عن أهل البيت، حَتَّى أن الإمام مَالِك لم يرو عن الإمام جَعْفَر أستاذه ،وشيخه إِلَّا بعد أن ظهر أَمَرَ بني العَبَّاس ،وانتهت الدولة الأموية، ولتلك المصيبة روى النسائي فِي سننه: عن ابن عَبَّاس قوله: قَدْ تركوا السُّنَّة من بغض علي (2) [7]).وقَالَ النيسابوري فِي ذَلِكَ فِي الجهر بالبسملة فِي الصلاة"إِنَّ علياً كَانَ يبالغ فِي الجهر بالتسمية، فَلَمَّا كَانَ زمن بني أمية بالغوا فِي المنع، عن الجهر سعياً فِي إبطال آثار علي (3) [8]).
__________
(1) -تهذيب الكمال، مرجع سابق، ج5،ص76.
(2) - سنن النسائي بشرح السيوطي ،وحاشية السندي، مكتب تحقيق التراث، دار المعرفة ببيروت، ط 5 1420هـ، ج5، ص279.
(3) - نظام الدين الحسن بن مُحَمَّد النيسابوري،تفسير غرائب ،ورغائب الفرقان ، مطبوع عَلَى هامش جامع البيان فِي تفسير الْقُرْآن للطبري، القاهرة: دار الحديث ، 1987م – مج1،ص79.(1/48)
... وما حدث فِي أيام بني أمية حدث أيضاً فِي أيام الدولة العباسية ، فهذا الحافظ العلامة الثقة نصر بن عَلِيّ بن نصر بن عَلِيّ الجهضمي (1) [9]) ،وكان من كبار الإعلام – كَمَا يقول الإمام الذهبي فِي سير أعلام النبلاء- يأمر الخليفة العباسي المتوكل بضربِهِ ألف سوط لأنه روى حديثاً، عن عَلِيّ بن جَعْفَر بن مُحَمَّد حثني أخي موسى، عن أبيه، عن أبيه، عن عَلِيّ بن الحسين، عن أبيه ، عن جده أن النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- : أخذ بيد حسن وحسين ، فَقَالَ : " من أحبني وأحب هذين ،وأباهما ،وأمهما، كَانَ معي فِي درجتي يوم القيامة". والحديث أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد بن حَنْبَل فِي زوائد المسند، وأخرجه الترمذي فِي سننه، وسيأتي بإذن الله تعالى فِي موضعه.
__________
(1) - نصر بن عَلِيّ بن نصر بن عَلِيّ بن صهبان بن أبي، الحافظ العلامة الثقة، أبو عمرو، الازدي الجهضمي البصري الصغير، كَانَ من كبار الاعلام ،وقَالَ النسائي ،وابن خراش: ثقة، وقَالَ عبد الله بن مُحَمَّد الفرهياني: نصر عندي من نبلاء الناس. انظر ترجمته سير أعلام النبلاء ج12، ص135.(1/49)
وقد ذكر الإمام الذهبي هذه القصة فِي سيره ،وقَالَ " قَالَ عبد الله بن أحمد : لما حدث نصر بِهِذا، أَمَرَ المتوكل بضربِهِ ألف سوط، فكلمه جَعْفَر بن عبد الواحد، وجعل يقول له: الرجل من أهل السنة، ولم يزل بِهِ حَتَّى تركه. وكان لَهُ أرزاق، فوفرها عليه موسى. قَالَ أبو بكر الخطيب عقيبِه: إنما أَمَرَ المتوكل بضربِهِ، لأنه ظنه رافضيا . قلت: والمتوكل سني، لكن فيه نصب. وما فِي رواة الخبر إِلَّا ثقة، ما خلا عَلِيّ بن جَعْفَر، فلعله لم يضبط لفظ الحديث - وما كَانَ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- من حبِهِ بث فضيلة الحسنين ليجعل كل من أحبِهِما فِي درجته فِي الجنة،فلعله قَالَ: فهو معي فِي الجنة. وقد تواتر قوله -رَضِيَ اللهُ عَنْه- : " المرء مَعَ من أحب " ،ونصر بن علي، فمن أئمة السنة الأثبات" (1) [10]).
وقد روى الإمام الذهبي فِي ترجمة الخليفة المتوكيل فِي " سير أعلام النبلاء" أنه " فِي سنة 236 هدم المتوكل قبر الحسين -رَضِيَ اللهُ عَنْه- ؛ فَقَالَ البسامي أبياتاً منها :
أَسِفوا عَلَى أن لَا يكونوا شاركوا ... ... في قتله فتتبعوه رميما
وكان المتوكل فيه نصب ،وانحراف، فهدم هَذَا المكان ،وما حوله من الدور، وأمر أن يزرع، ومنع الناس من ارتياده" (2) [11]).
إذن لَيْسَ من الغريب بعد هذا أن نجد الإمام البخاري لَا يعتمد الإمام جَعْفَر بن مُحَمَّد فِي صحيحه، فالإمام البخاري كَانَ معاصراً للخليفة المتوكل، وعاصر ما حدث مَعَ نصر الجهضمي فِي شأن حديث ،واحد رواه، عن أهل البيت فِي فضائل الحسن ،والحسن ،والإمام عَلِيّ ،والسيدة فاطمة، ومدرسة الإمام جَعْفَر الصادق لم تكن محصورة فِي مدة حياته ،وإنما تخطت ذَلِكَ ،واستمرت فِي عقبِهِ، وبالتالي استمر التضييق من قبل الحكام العباسيين، عَلَى اختلاف أهوائهم ،وميولهم.
__________
(1) - سير أعلام النبلاء، مرجع سابق، ج12،ص135.
(2) - المرجع السابق، ج12،ص35.(1/50)
ورواية الإمام البخاري لبعض الخوارج ،والنواصب الذين يناصبون أهل البيت العداء أمثال عِمْرَان بن حطان (1) [12])، ترك أثراً سيئاً ، وهذا ما حدا الشيعة إِلَى اتهامه بالتعصب الطائفي ضد أهل البيت، وقد برر شيخ الإسلام ابن تيمية موقف الإمام البخاري تجاه جَعْفَر بن مُحَمَّد فِي كتابه " منهاج السنة" حيث قَالَ :" قَدْ استراب البخاري فِي بعض حديثه لما بلغه، عن يَحْيَى بن سعيد الْقَطَّان فيه كلام فلم يخرج له" (2) [13]). ولكن الإمام البخاري كَانَ عالماً بالرجال لَهُ مصنفات كثيرة فِي ذَلِكَ منها التاريخ، والضعفاء، وغيرها. فهو أجل من أن يأخذ برأي إِلَّا وهو يدرك ذَلِكَ عنه، والإمام جَعْفَر بن مُحَمَّد لم يكن رجلاً مجهولاً فِي فضله ،وتقواه ،وعلمه. وقد خَرَجَ الإمام البخاري للإمام جَعْفَر بن مُحَمَّد فِي كتابه " التاريخ الصغير" عدة أحايث، وترجم لَهُ فِي كتابه " التاريخ الكبير" (3) [14]).
__________
(1) - مران بن حطان ابن ظبيان، السدوسي البصري، من أعيان العلماء، لكنه من رؤوس الخوارج. ،ومن شعره فِي مصرع عَلِيّ -رَضِيَ اللهُ عَنْه- : يا ضربة من تقي ما أراد بِهَا * إِلَّا ليبلغ من ذي العرش رضوانا،إني لأذكره حينا فأحسبِهِ * أوفى البرية عِنْدَ الله ميزانا ، أكرم بقوم بطون الطير قبرهم *لم يخلطوا دينهم بغيا ،وعدوانا ،انظر ترجمته سير أعلام النبلاء ج4،ص215.
(2) - شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني، منهاج السنة، تحقيق د. مُحَمَّد رشاد سالم، مؤسسة قرطبة 1406هـ، ج7،ص533.
(3) - الإمام مُحَمَّد بن إسماعيل الجعفي البخاري ، التاريخ الكبير ، طبعة مطبعة الجمعية العلمية الشهيرة بدائرة المعارف العُثْمَان ية - حيدر آباد الدكن- ج2،ص199.(1/51)
وقد كَانَ عهد الإمام البخاري يقارب عهد الإمام جَعْفَر فقد توفي بعد الأمام جَعْفَر بقرن ،واحد، لأن الأمام جَعْفَر توفي سنة 148 ه ،وتوفي الإمام البخاري سنة 256 ه.وقد خَرَجَ الإمام البخاري أحاديث عمن أخذوا العلم، عن الأمام الصادق مثل عبد الْوَهَّابِ الثَّقَفِيَّ ، حاتم بن إسماعيل، مَالِك بن أنس، ووهب بن منبِهِ، وهؤلاء هم من مشايخ البخاري فِي الحديث ، ولكن الإمام البخاري لم يرو تلك الأحاديث التي رواها هؤلاء المشايخ، عن الأمام جَعْفَر! !
وقد استوطن الإمام البخاري المدينة المنورة أثناء رحلته لطلب العلم، وقد كَانَتْ المدينة مركزاً لمدرسة الإمام جَعْفَر بن مُحَمَّد ، وكذلك تكررت رحلات الإمام البخاري إِلَى بغداد ،والكوفة ،وكانتا غاصتين بأصحاب الإمام جَعْفَر.
وقد ترجم الإمام البخاري للإمام الصادق فِي تاريخه الكبير فَقَالَ : ( جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَلَى بن حسين بن عَلَى بن أبى طالب الهاشمي الْمَدَنِيّ ، أبو عبد الله الهاشمي، سمع أباه ،والقاسم ،وعطاء، سمع منه مَالِك ،والثَّوْرِيّ ،وشعبة، قَالَ أبو نعيم: مات سنة ثمان وأربعين ومائة،وقَالَ لي عَيَّاش بن المغيرة: ولد سنة الجحاف سنة ثمانين، وقَالَ لي عبد الله بن أبى الأسود، عن يَحْيَى بن سعيد: كَانَ جَعْفَر إِذَا أخذت منه العفو لم يكن بِهِ بأس ،وإِذَا حملته حمل عَلَى نفسه) (1) [15])
ومن مرويات الإمام البخاري، عن الإمام الصادق فِي التاريخ الصغير :
__________
(1) - مُحَمَّد بن إسماعيل بن إِبْرَاهِيمَ الجعفي البخاري المتوفى سنة 256 هـ ، التاريخ الكبير ، طبع مطبعة الجمعية العلمية الشهيرة بدائرة المعارف العُثْمَان ية بعاصمة الدولة الآصفية حيدر آباد الدكن، ج2،ص199(1/52)
1حَدَّثَنَا عبد الله بن مَسَلَمَة (1) [16])، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بن بِلَال (2) [17])، عن جَعْفَر، عن أبيه، عن جَابِر قَالَ أقام النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- بالمدينة تسع سنين، ثم أذن فِي الناس بالحج فخَرَجَ حَتَّى كَانَ بذي الْحُلَيْفَةِ ،ولدت أَسْمَاء بنتِ عُمَيْسٍ مُحَمَّد بن أبي بكر (3) [18])
2- حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن الصَّلْتِ ، أبو يعلى (4) [19]) ،وعبد الله بن مُحَمَّد (5) [20]) قَالَا ثنا ابن عيينة (6) [21])، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أبيه: قتل عَلَى ،وهو ابن ثمان وخمسين سنة (7) [22])
__________
(1) - هو عبد الله بن مسلمة بن قعنب ، ثقة، عابد من الطبقة التاسعة ، ومن رجال مسلم. ثقات ابن حبان ج8 ،ص353
(2) - هو سُلَيْمَان بن بِلَال بن أيوب، ثقة، من الطبقة الثامنة ، ومن رجال مسلم . تهذيب التهذيب ج4،ص154
(3) - مُحَمَّد بن إسماعيل البخاري ، التاريخ الصغير ، تحقيق محمود إِبْرَاهِيمَ زايد فهرس أحاديثه يوسف المرعشي ،بيروت : دار المعرفة الطبعة الاولى 1406 ه - 1986 م ، م 1 ص55
(4) - مُحَمَّد بن الصلت البصري ، أبو يعَلِيّ التوزي بفتح المثناة ،وتشديد الواو بعدها زاي صدوق يهم من العاشرة ، تقريب التهذيب (ج 2 / ص 89)
(5) - عبد الله بن مُحَمَّد بن أَبِي شَيْبَةَ إِبْرَاهِيمَ بن عُثْمَان بن خواستي العبسي مولاهم ، الكوفي صاحب المسند ،والمصنف ، ثقة، حافظ صاحب تصانيف من العاشرة، ثقات ابن حبان ج8،ص358
(6) - سفيان بن عيينة بن أبي عمران ميمون الهلإِلَيَّ ، أبو مُحَمَّد الكوفي ، ثقة، حافظ إمام حجة من رؤوس الثامنة، تقريب التهذيب ج1،ص369.
(7) - التاريخ الصغير ،مرجع سابق م1 ، ص98(1/53)
3حَدَّثَنَا سعيد بن سُلَيْمَان (1) [23]) ثنا حفص (2) [24])، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد قَالَ: كَانَ بين الحسن ،والحسين طهر ،واحد (3) [25])
4حَدَّثَنَا خالد بن مَخْلَد (4) [26]) ثنا سُلَيْمَان حَدَّثَنِي جَعْفَر، عن أبيه قَالَ كَانَ مروان يستعمل أبا أسيد عَلَى الصدقة (5) [27])
5- حَدَّثَنِي عبد الله بن مُحَمَّد ،ومُحَمَّد بن الصَّلْتِ قَالَا، حَدَّثَنَا سفيان، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أبيه قَالَ مات عَلِيّ بن الحسين ،وهو ابن ثمان وخمسين (6) [28])
__________
(1) - سعيد بن سُلَيْمَان الضبي ، أبو عُثْمَان الواسطي نزيل بغداد البزاز لقبِهِ سعدويه ثقة، حافظ من كبار العاشرة ، تقريب التهذيب (ج 1 / ص 353)
(2) - حَفْص بن غِيَاث بن طلق بن معاوية بن مَالِك بن الحارث بن ثعلبة النخعي ، أبو عمر الكوفي ،وقاضي بغداد ، ثقة، فقيه تغير قليلاً بأخرة من العاشرة، تهذيب التهذيب ج2،ص357
(3) - التاريخ الصغير،مرجع سابق م1،ص125
(4) - خالد بن مخلد القطواني ، أبو الهيثم البجلي مولاهم ، الكوفي، صدوق يتشيع من العاشرة، تهذيب التهذيب ج3،ص95
(5) - التاريخ الصغير، مرجع سابق، م1،ص170.
(6) -المرجع السابق م1،ص240(1/54)
وقد روى عنه فِي الأدب المفرد : ((959)، حَدَّثَنَا موسى (1) [29]) قَالَ، حَدَّثَنَا ،وهيب (2) [30]) قَالَ، حَدَّثَنَا جَعْفَر، عن أبيه، عن جَابِر قَالَ كَانَ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- إِذَا كَانَ جنبا يصب عَلَى رأسه ثَلَاثَ حفنات من ماء قَالَ الحسن بن مُحَمَّد أبا عبد الله إِنَّ شعري أكثر من ذاك قَالَ وضرب جَابِر بيده عَلَى فخذ الحسن فَقَالَ يا بن أخي كَانَ شعر النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- أكثر من شعرك ،وأطيب) (3) [31])
المبحث الثاني:
مروياته فِي صحيح مسلم
أولاً: الإمام مسلم (4) [1]) ،وصحيحه
هو الإمام ، أبو الحسين مسلم بن الحَجَّاج بن مسلم القشيري النيسابوري إمام أهل الحديث . قيل: إنه ،ولد سنة أربع ومئتين.
شيوخه:
وقد عد الإمام الذهبي فِي سيره فكانت عدتهم مئتان ،وعشرون رجلا، أخَرَجَ عنهم فِي " الصحيح".
ومن البلاد التي زارها الإمام مسلم فِي رحلته لطلب العلم:
1- الري
2- مكة
3- المدينة
4- مصر
5- بغداد
6- الكوفة
7- البصرة
8- خراسان ،وما حولها.
قَالَ أحمد بن سلمة: رأيت أبا زرعة ،وأبا حاتم يقدمان مسلما فِي معرفة الصحيح عَلَى مشايخ عصرهما .
__________
(1) - موسى بن إسماعيل المنقري بكسر الميم ،وسكون النون ،وفتح القاف ، أبو سلمة التبوذكي بفتح المثناة ،وضم الموحدة ،وسكون الواو ،وفتح المعجمة مشهور بكنيته ،وباسمه ثقة، ثبت من صغار التاسعة ، تقريب التهذيب (ج 2 / ص 220)
(2) - ،وهيب بن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم ، أبو بكر البصري صاحب الكرابيس، ثقة، ثبت من العاشرة ، تهذيب التهذيب ج11،ص149
(3) - مُحَمَّد بن إسماعيل البخاري المتوفى سنة 256 ه ، الأدب المفرد ، بيروت: مؤسسة الكتب الثقافية الطبعة الأولى 1406 ه1986 م ، ص 207
(4) - انظر ترجمته : تهذيب الكمال للمزي ج27،ص499- سير أعلام النبلاء ج12،ص577.(1/55)
وقَالَ عبد الرَّحْمَن ابن أبي حاتم: كَانَ مسلم ثقة، من الحفاظ، كتبت عنه بالري، وسئل أبي عنه، فَقَالَ : صدوق . قَالَ أبو قريش الحافظ: سمعت مُحَمَّد بن بَشَّار يقول: حفاظ الدنيا أربعة: أبو زرعة بالري، ومسلم بنيسابور، وعبد الله الدَّارِمِيّ بسمرقند، ومُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل ببخارى .
وقَالَ الحسين بن مُحَمَّد الماسرجسي: سمعت أبي يقول: سمعت مسلما يقول: صنفت هَذَا " المسند الصحيح " من ثَلَاثَ مئة ألف حديث مسموعة . قَالَ أحمد بن سلمة: كنت مَعَ مسلم فِي تأليف " صحيحه " خمس عشرة سنة .قَالَ: وهو اثنا عشر ألف حديث ، يعني بالمكرر، بحيث إنه إِذَا قَالَ: حَدَّثَنَا قتيبة، وأَخْبَرَنَا ابن رمح. يعدان حديثين، اتفق لفظهما أو اختلف فِي كلمة.
قَالَ الحافظ ابن مندة: سمعت أبا عَلِيّ النيسابوري الحافظ يقول: ما تَحْتَ أديم السماء كتاب أصح من كتاب مسلم .
وقَالَ الإمام النووي رحمه الله فِي " شرحه لصحيح مسلم ": اتفق العلماء رحمهم الله عَلَى أن أصح الكتب بعد الْقُرْآن العزيز: " الصحيحان " البخاري ،ومسلم، وتلقتهما الأمة بالقبول.وكتاب البخاري أصحهما ،وأكثرهما فوائد ،ومعارف ظاهرة ،وغامضة. وقد صحإِنَّ مسلما كَانَ ممن يستفيد من البخاري، ويعترف بأنه لَيْسَ لَهُ نظير فِي علم الحديث.
وقد انفرد مسلم بفائدة حسنة، وهي كونه أسَهْل متناولا من حيث انه جعل لكل حديث موضعا ،واحدا يليق بِهِ، جمع فيه طرقه التي ارتضاها ،واختار ذكرها، وأورد فيه أسانيده المتعددة ،وألفاظه المختلفة فيسَهْل عَلَى الطالب النظر فِي ،وجوهه ،واستثمارها، ويحصل لَهُ الثقة بجميع ما أورده مسلم من طرقه بخلاف البخاري، فإنه يذكر تلك الوجوه المختلفة فِي أبواب متفرقة متباعدة، وكثير منها يذكره فِي غير بابِهِ الَّذِي يسبقإِلَى الفهم أنه أولى بِهِ، وذلك لدقيقة يفهمهما البخاري منه، فيصعب عَلَى الطالب جمع طرقه ،وحصول الثقة بجميع ما ذكره البخاري من طرق(1/56)
وقَالَ مكي بن عبدان: سمعت مسلما يقول: عرضت كتابي هَذَا " المسند " عَلَى أبي زرعة، فكل ما أشار عَلِيّ فِي هَذَا الكتأَبَان لَهُ علة ،وسببا تركته، وكل ما قَالَ: إنه صحيح لَيْسَ لَهُ علة، فهو الَّذِي أخرجت.
قَالَ أبو بكر الخطيب: كَانَ مسلم يناضل، عن البخاري، حَتَّى أوحش ما بينه ،وبين مُحَمَّد بن يَحْيَى بسببِهِ ، ويرى الإمام الذهبيإِنَّ مسلما، لحدة فِي خلقه، انحرف أيضا، عن البخاري، ولم يذكر لَهُ حديثا، ولا سماه فِي " صحيحه "، بَلْ افتتح الكتاب بالحط عَلَى من اشترط اللقي لمن روى عنه بصيغة " عن " وادعى الإجماع فِيإِنَّ المعاصرة كافية، ولا يتوقف فِي ذَلِكَ عَلَى العلم بالتقائهما، ووبخ من اشترط ذلك. وإنما يقول ذَلِكَ ، أبو عبد الله البخاري، وشيخه عَلِيّ بن المديني، وهو الأصوب الأقوى.
و من مرجحات " صحيح البخاري " عَلَى " صحيح مسلم "إِنَّ مسلما صرح فِي مقدمة " صحيحه "إِنَّ الحديث المروي بلفظ "، عن " لَهُ حكم الاتصال إِذَا تعاصر المعنعن ،والمعنعن عنه، وإن لم يثبت اجتماعهما.والبخاري لَا يحمله عَلَى الاتصال حَتَّى يثبت اجتماعهما ،ولو مرة ،واحدة.
وقد تكلم مسلم فِي مقدمة كتابه فِي الرواية بالعنعنة، وأنه شرط فيها البخاري ملاقاة الراوي لمن عنعن عنه، وأطال فِي رد كلام البخاري ،والتهجين عليه، ولم يصرح أنه البخاري، وإنما اتفق أهل العلم أنه أراده، ورد مقَالَته .
والخلاف بين البخاري ومسلم فِي الحديث المروي بلفظ " عن " فقط، وأما ما كَانَ بلفظ " أَخْبَرَنَا " و " حَدَّثَنَا " و " أنبأنا " فهو ومسلم فيه سواء، فإنه لَا يكون إِلَّا بالمشافهة.
وقَالَ الحاكم: أراد مسلم أن يخرج " الصحيح " عَلَى ثَلَاثَة أقسام، وعلى ثَلَاثَ طبقات من الرواة، وقد ذكر هَذَا فِي صدر خطبته، فلم يقدر لَهُ إِلَّا الفراغ من الطبقة الأولى، ومات.(1/57)
نقل أبو عبد الله الحاكمإِنَّ مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّابِ الفراء قَالَ: كَانَ مسلم بن الحَجَّاج من علماء الناس، ومن أوعية العلم.
مؤلفات الإمام مسلم التي وصلت إِلَيَّنا:
1- الصحيح: وهو أعظم مؤلفاته.
2- الكنى والأسماء : مطبوع
3- المنفردات والوحدان : مطبوع
وقد عد الإمام الذهبي المؤلفات الْأُخْرَى التي لم تصل إِلَيَّنا ومنها :
1- كتاب " المسند الكبير " عَلَى الرجال.
2- كتاب " الجامع عَلَى الأبواب .
3- كتاب " العلل ".
4- كتاب " الوحدان ".
5- كتاب " الأفراد ".
6- كتاب " الأقران ".
7- كتاب " سؤالاته أحمد بن حَنْبَل ".
8- كتاب " عَمْرُو ابن شعيب ".
9- كتاب " الانتفاع بأهب السباع ".
10- كتاب " مشايخ مَالِك ".
11- كتاب " مشايخ الثَّوْرِيّ ".
12- كتاب " مشايخ شعبة ".
13- كتاب " من لَيْسَ لَهُ إِلَّا راو واحد ".
14- كتاب " المخضرمين ".
15- كتاب " أولاد الصحابة ".
16- كتاب " أوهام المحدثين ".
17- كتاب " الطبقات ".
18- كتاب " أفراد الشاميين ".
شرط كتابه الصحيح:
كان شرط الإمام مسلم فِي صحيحه أن يخرج الحديث الَّذِي اتصل سنده، برواية الثقة، عن مثله إِلَى منتهاه، ولا يكون شاذاً ،ولا معللاً ، وهو شرط البخاري أيضاً ، ولكنه خالف البخاري فِي سماع الثقة ممن فوقه، فَقَالَ مسلم: إِذَا ،وقعت المعاصرة بينهما ،وأمكن اللقاء ،والسماع فهو سند متصل، وإن لم يأت فِي خبر أنهما اجتمعا أو تشافا، إلا أَن يكون الراوي مدلساً، أو قامت حجة تثبت الانقطاع بينهما، أما البخاري فيشترط ثبوت السماع ،ويكتفي ،ولو بمرة ،واحدة ، ولا يكتفي بالمعاصرة.
وفاته: وقد توفي الإمام مسلم فِي شهر رجب سنة إحدى وستين ومئتين بنيسابور، عن بضع وخمسين سنة.
ثانياً: المرويات:(1/58)
1] حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ ، يَعْنِي الثَّقَفِيَّ ، حَدَّثَنَا جَعْفَر، عن أَبِيهِ، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ : كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- إِذَا اغْتَسَلَ مِنْ جَنَابَةٍ ، صَبَّ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ حَفَنَاتٍ مِنْ مَاءٍ . فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ بن مُحَمَّد (1) [2]) :إِنَّ شَعْرِي كَثِيرٌ . قَالَ جَابِر فَقُلْتُ لَهُ : يَا ابن أَخِي كَانَ شَعْرُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- أَكْثَرَ مِنْ شَعْرِكَ ،وأَطْيَبَ (2)
__________
(1) - هو الحسن بن مُحَمَّد بن الحنفية، الإمام ، أبو مُحَمَّد الهاشمي حدث عن أبيه ،وابن عباس، وجَابِر ، وسلمة بن الأكوع، وأبي سعيد الخدري، وعدة . روى عنه: الزُّهْرِيّ ، وعمرو بن دينار، وموسى بن عبيدة، وعدة.وكان من علماء أهل البيت، وناهيكإِنَّ عمرو بن دينار يقول: ما رأيت أحدا أعلم بِمَا اختلف فيه الناس من الحسن بن مُحَمَّد .ما كَانَ زهريكم إِلَّا غلاما من غلمانه.قَالَ خليفة بن خياط : مات سنة مئة أو فِي التي قبلها.سير أعلام النبلاء ج4،ص130.
(2) - أخرجه مسلم فِي كتاب الحيض - باب استحباب إفاضة الماء عَلَى الرأس وغيره ثَلَاثَاً ج1،ص178.
،وأخرجه الإمام البخاري فِي صحيحه كتاب الغسل باب الغسل بالصاع ،ونحوه[ ج1-ص55] من حديث عبد الله بن مُحَمَّد ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن آدَمَ ، حَدَّثَنَا زُهَيْر ، عن أبي إسحاق، حَدَّثَنَا أبو جَعْفَر ،وأخرجه أيضاً فِي كتاب الغسل ، باب من أفاض عَلَى رأسه ثَلَاثَ من حديث مُحَمَّد بن بشار، حَدَّثَنَا غندر، حَدَّثَنَا شعبة، عن مخول بن راشد، عن مُحَمَّد بن عَلِيّ . ومن حديث أبي نعيم، حَدَّثَنَا معُمَر بن يَحْيَى بن سام حَدَّثَنِي ، أبو جَعْفَر[ج1-ص56] .
،
وأخرجه النسائي فِي سننه كتاب الطهارة باب ذكر القدر الَّذِي يكتفي بِهِ الرجل من الماء للغسل من حديث قُتَيْبَة بن سعيد، حَدَّثَنَا الأحوص، عن أبي إسحاق، عن أبي جَعْفَر ج1،ص127 . و فِي كتاب الغسل ،والتيمم ،باب ما يكفي الجنب من إفاضة الماء عليه من حديث مُحَمَّد بن عبد الأعلى، حَدَّثَنَا خالد، عن شعبة، عن مخول، عن أبي جَعْفَر ج1،ص207 .
وأخرجه ابن ماجه فِي سننه كتاب الطهارة ،وسننها باب فِي الغسل من الجنابة.من حديث أبي بكر بن أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَفْص بن غياث، عن جَعْفَر ، ج1،ص191
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3،ص319. وأخرجه أيضاً من حديث مُحَمَّد بن جَعْفَر، حَدَّثَنَا شعبة، عن مخول، عن مُحَمَّد بن عَلِيّ ج3،ص289 . ومن حديث هشيم أَخْبَرَنَا يزيد بن أبي زياد، عن سالم، عن أبي الجعد، عن جَابِر ج3،ص303. ومن حديث هشيم، عن أبي بشر، عن أبي سفيان، عن جَابِر ج3،ص304 . ومن حديث عبد الملك بن عمروحَدَّثَنَا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عبيد الله بن مقسم ج3،ص292 . ومن حديث سعيد بن عامر أَخْبَرَنَا شعبة، عن مخول، عن أبي جَعْفَرج3،ص370 . ومن حديث إبراهيم، حَدَّثَنَا رباح، عن معمر، عن زيد بن أسلم، عن عبد الله بن مقسم ج3،ص378. ومن حديث عبد الْوَهَّابِ الثَّقَفِيَّ ، عن جَعْفَر ج3،ص379.(1/59)
[3]).
رجال السند :
1- مُحَمَّد بن الْمُثَنَّى ت 252هـ : مُحَمَّد بن الْمُثَنَّى بن عبيد بن قيس بن دينار العنزي ، أبو موسى الْبَصْرِيّ الحافظ ، ثقة، ثبت من العاشرة . روى عن: خلق كثير منهم عبد الْوَهَّابِ الثَّقَفِيَّ ، وحَفْص بن غِيَاث قَالَ عبد الله بن أحمد ، عن ابن معين: ثقة، . وقَالَ أبو سعد الْهَرَوِيّ : سألت الذهلي عنه فَقَالَ : حجة ،وذكره ابن حبان فِي الثقات ، ولد سنة سبع وستين ومائة ، ومات سنة اثنتين وخمسين ومائتين فِي ذي القعدة (1) [4])
2- عبد الْوَهَّابِ الثَّقَفِيَّ ت 194هـ : عبد الْوَهَّابِ بن عبد المجيد بن الصَّلْتِ بن عبيد الله بن الحكم بن أبي العاص الثَّقَفِيَّ ، أبو مُحَمَّد الْبَصْرِيّ ، ثقة، تغير من الثامنة . روى عن: خلق منهم جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَلِيّ . وقَالَ الدوري، عن ابن معين : اختلط بأخرة . وقَالَ عقبة بن مكرم: اختلط قبل موته بثَلَاثَ سنين أو أربع سنين .وقَالَ عَلِيّ بن المديني : لَيْسَ فِي الدنيا كتاب، عن يَحْيَى ، يعني ابن سعيد الأنصاري أصح من كتاب عبد الْوَهَّابِ ،وكل كتاب، عن يَحْيَى فهو عليه كَلٌّ ، وذكره ابن حبان فِي الثقات ، مات سنة أربع وتسعين ومائة (2) [5]) .
__________
(1) - انظر ترجمته ، الثقات لابن حبان ج9،ص110، تهذيب التهذيب ج9 ص378، سير أعلام النبلاء ج12 ص123.
(2) - انظر ترجمته : الثقات لابن حبان ج7 ص132، سير أعلام النبلاء ج9 ص237، الطبقات الكبرى لابن سعد ج7 ص289.(1/60)
3- مُحَمَّد بن عَلِيّ بن الحسين ت56هـ : مُحَمَّد بن عَلِيّ بن الحسين بن عَلِيّ بن أبي طالب الهاشمي، أبو جَعْفَر الباقر ، ثقة، من الرابعة ، وقد قيلإِنَّ رواية مُحَمَّد ، عن الصحابة ما عدا ابن عَبَّاس ،وجَابِر بن عَبْدِ اللَّه ،وعبد الله بن جَعْفَر بن أبي طالب مرسلة، ونقل ابن أبي حاتم، عن أحمد أنه قَالَ : لَا يصح أنه سمع من عائشة ،ولا من أم سَلَمَة ، وقَالَ أبو حاتم : لم يلق أم سَلَمَة ، . روى عنه: خلق كثير ، مات سنة ست وخمسين (1) [6]).
4- جَابِر بن عَبْدِ اللَّه ت 87هـ : الصحابي الجليل جَابِر بن عَبْدِ اللَّه بن عَمْرُو ابن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سَلَمَة الأنصاري السلمي، أحد المكثرين، عن النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- ، . روى عنه: جماعة من الصحابة ، مات جَابِر -رَضِيَ اللهُ عَنْه- سنة ثمان وسبعين ، قَالَ عَلِيّ بن المديني: مات جَابِر بعدإِنَّ عُمِّرَ فأوصى إِلَّا يصلي عليه الحَجَّاج ، ويقَالَ مات سنة ثَلَاثَ وسبعين ، ويقَالَ إنه عاش أربعا وتسعين سنة (2) [7]).
الحكم عَلَى سند الحديث :
هذا حديث إسناده صحيح ، وجميع رواته ثقات ، مداره فِي الكتب التسعة عَلَى جَابِر بن عَبْدِ اللَّه الأنصاري ،ومشهور من طريق أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن عَلِيّ بن الحسين .
2] حَدَّثَنَا زُهَيْر بن حَرْبٍ ،وإسحاق قَالَا: أَخْبَرَنَا ، أبو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ،حَدَّثَنَا دَاوُد بن قَيْسٍ ،حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيم بن عَبْدِ اللَّهِ بن حُنَيْنٍ ،عَنْ أَبِيهِ ، عن ابن عَبَّاس ، عن عَلِيّ قَالَ: نَهَانِي حِبِّي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-أن أَقْرَأَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا .
__________
(1) - انظر ترجمته : الثقات لابن حبان ج 5،ص348 ، تهذيب التهذيب ج 9 ص310- سير أعلام النبلاء ج4،ص401.
(2) - انظر ترجمته : الثقات لابن حبان ج3،ص51- سير أعلام البنلاء ،ج3، ص189- أَسَد الغابة ج1،ص256.(1/61)
حَدَّثَنَا يَحْيَى بن يَحْيَى قَالَ : قَرَأْتُ عَلَى مَالِك، عن نَافِعٍ :. و حَدَّثَنِي عِيسَى بن حَمَّادٍ الْمِصْرِيُّ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، عن يَزِيدَ بن أَبِي حَبِيبٍ قَالَ : ح ،و حَدَّثَنِي هَارُون بن عَبْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا ابن أبي فديك ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاك بن عُثْمَان قَالَ ح ،وحَدَّثَنَا الْمُقَدَّمِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى ،وهُوَ الْقَطَّان، عن ابن عجلان ح ،و حَدَّثَنِي هَارُون بن سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا بن وهب حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بن زَيْدٍ قَالَ ح ،وحَدَّثَنَا يَحْيَى بن أَيُّوبَ ، وقُتَيْبَة ، وابن حُجْر قَالَوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل ، يَعْنُونَ ابن جَعْفَر، أَخْبَرَنِي مُحَمَّد ، وهُوَ ابن عَمْرُو ، قَالَ ح ،و حَدَّثَنِي هَنَّاد بن السَّرِيّ ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عن مُحَمَّد بن إسحاق ، كُلُّ هَؤُلَاءِ، عن إِبْرَاهِيم بن عَبْدِ اللَّهِ بن حُنَيْنٍ، عن أَبِيهِ، عن عَلِيّ ح إِلَّا الضَّحَّاك ،وابن عجلان فَإِنَّهُمَا زَادَا، عن ابن عباس، عن عَلِيٍّ، عن النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- كُلُّهُمْ قَالَوا: نَهَانِي عن قِرَاءَةِ الْقُرْآن ،وأَنَا رَاكِعٌ .(1/62)
وَلَمْ يَذْكُرُوا فِي رِوَايَتِهِمُ النَّهْيَ عَنْهَا فِي السُّجُودِ كَمَا ذَكَرَ الزُّهْرِيّ ،وزَيْدُ بن أَسْلَمَ ،والْوَلِيدُ بن كَثِيرٍ ،ودَاوُد بن قَيْسٍ ،و حَدَّثَنَاه قُتَيْبَةُ، عن حَاتِمِ بن إِسْمَاعِيل ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدِرِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بن حُنَيْنٍ، عن عَلِيّ ،ولَمْ يَذْكُرْ فِي السُّجُودِ (1)
__________
(1) - أخرجه الإمام مسلم فِي كتاب الصلاة - باب النهي، عن قراءة الْقُرْآن فِي الركوع ،والسجود، ج2،ص49 ،وأخرجه أيضاً فِي كتاب الصلاة ، باب النهي، عن قراءة الْقُرْآن فِي الركوع ،والسجود من طريق الوليد بن كثير ،ومن طريق مُحَمَّد بن جَعْفَر ،ومن طريق يونس، عن ابن شهاب ج2،ص49 .
،وأخرجه الترمذي فِي سننه ، كتاب الصلاة ، باب ما جاء فِي النهي، عن القراءة فِي الركوع ،والسجود من طريق مَالِك، عن نافع ج1،ص165. وفي كتاب اللباس ، باب ما جاء فِي كراهية خاتم الذهب من طريق معمر، عن الزُّهْرِيّ ج3،ص139.
وأخرجه النسائي فِي سننه ، كتاب التطبيق ، باب النهي، عن القراءة فِي الركوع من طريق حماد بن معدة ج2،ص187. ومن طريق يَحْيَى بن سعيد ج2،ص188 . ومن طريق ابن أبي فديكج2،ص188. ومن طريق الليث بن سعد ج2،ص189 .ومن طريق مَالِك، عن نافع ج2،ص189 ،وفي نفس الكتاب باب النهي، عن القراءة فِي السجود من طريق داود بن قيس ج2،ص217. ،ومن طريق ابن وهبج2،ص217. وفي كتاب الزينة ، باب خاتم الذهب من طريق داود بن قيس ،ومن طريق ابن أبي فديك ،و من طريق نافع بن يزيد ،ومن طريق خالد بن الحارث ،ومن طريق زيد بن واقد ،ومن طريق عبيد الله، عن نافع ،ومن طريق أيوب، عن نافع ،ومن طريق عمرو بن سعيد الفدكي ،ومن طريق الليث بن سعيد، عن نافع ،ومن طريق حماد بن مسعدة، عن أشعث ج8،ص 167 .وفي نفس الكتاب باب النهي، عن لبس خاتم الذهب من طريق الليث، عن يزيد بن أبي حبيب ،ومن طريق مَالِك، عن نافع ،ومن طريق يَحْيَى ، عن عمرو بن سعد الفدكي ،ومن طريق يَحْيَى بن أبي كثير ،ومن طريق يَحْيَى ، عن خالد بن معدان ج8،ص191 .
وأخرجه ، أبو داود فِي سننه، كتاب اللباس ،باب من كرهه[لبس الحرير] من طريق مَالِك، عن نافع المجلد الثاني ص258.
وأخرجه ابن ماجه فِي سننه ، كتاب اللباس ، باب كراهية المعصفر للرجال من طريق ،وكيع، عن أسامة بن زيد ج2،ص1191.
وأخرجه أحمد بن حَنْبَل فِي مسنده ، مسند العشرة ،مسند عَلِيّ بن أبي طالب -رَضِيَ اللهُ عَنْه- من طريق موسى بن سالم ،ومن طريق ابن إسحاق ،ومن طريق الزُّهْرِيّ ،ومن طريق عبد الرَّحْمَن ابن إسحاق ج1،ص80-138.
وأخرجه مَالِك فِي موطأه ، كتاب النداء للصلاة ،باب العمل فِي القراءة من طريق نافع ج1،ص93- حديث رقم 28.(1/63)
[8])
رجال السند :
1- قُتَيْبَة ت 240هـ: قُتَيْبَة بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبد الله الثَّقَفِيَّ ، مولاهم، أبو رجاء البغلاني، ثقة، ثبت من العاشرة . روى عن: حاتم بن إِسْمَاعِيل ،وآخرون، . روى عنه: الجماعة سوى ابن ماجه، وروى لَهُ الترمذي أيضا ،وابن ماجه بواسطة أحمد بن حَنْبَل ، وأحمد بن سعيد الدَّارِمِيّ ، وأبي بكر بن أَبِي شَيْبَةَ ، ومُحَمَّد بن يَحْيَى الذهلي . قَالَ الأثرم، عن أحمد : أنه ذكر قُتَيْبَة فأثنى عليه. وقَالَ : هو آخر من سمع من ابن لهيعة . وقَالَ ابن معين ،وأبو حاتم ،والنسائي : ثقة، زاد النسائي: صدوق . وقَالَ الحاكم: قُتَيْبَة ثقة، مأمون. وقَالَ أحمد بن سيار المروزي : كَانَ ثبتا فيما روى صاحب سنة. وذكره ابن حبان فِي الثقات ، مات سنة أربعين ومائتين (1) [9])
__________
(1) - انظر ترجمته – تهذيب التهذيب ج8،ص321- سير أعلام النبلاء ج11،ص13.(1/64)
2- حاتم بن إِسْمَاعِيل ت 187هـ : حاتم بن إِسْمَاعِيل الْمَدَنِيّ ، أبو إِسْمَاعِيل مولاهم، صحيح الكتاب صدوق يهم من الثامنة . روى عن: يَحْيَى بن سعيد الأنصاري، وجَعْفَر بن مُحَمَّد الصادق ،وغيرهم. روى عنه: ابن مهدي ،وابنا أَبِي شَيْبَةَ ، وسعيد بن عَمْرُو الأشعثي ، وقُتَيْبَة ، وإسحاق بن راهويه ، وهَنَّاد بن السَّرِيّ ، ويَحْيَى بن معين ،وأبو كريب ، وجماعة . قَالَ أحمد : هو أحب إِلَيَّ من الدَّارَوَرْدِيّ ، وزعمواإِنَّ حاتما كَانَ فيه غفلة إلا أَن كتابه صالح . وقَالَ أبو حاتم: هو أحب إِلَيَّ من سعيد بن سالم . وقَالَ النسائي: لَيْسَ بِهِ بأس . وقَالَ ابن سعد : كَانَ ثقة، مأمونا كثير الحديث. وذكره ابن حبان فِي الثقات ، وقَالَ العجلي: ثقة، وكذا قَالَ إسحاق بن منصور، عن يَحْيَى بن معين . وقَالَ ابن المديني :. روى عن: جَعْفَر، عن أبيه أحاديث مراسيل أسندها. مات سنة ست أو سبع وثمانين ومائة . (1) [10])
__________
(1) - انظر ترجمته – سير أعلام النبلاء ج8،ص518 .- الثقات لابن حبان ج8،ص210-تقريب التهذيب ج1 ص 168.(1/65)
3- مُحَمَّد بن الْمُنْكَدِر ت 130 هـ : مُحَمَّد بن الْمُنْكَدِر بن عبد الله بن الهدير التيمي ، أبو عبد الله ، ويقَالَ: أبو بكر أحد الأئمة الأعلام ، ثقة، فاضل من الثالثة . روى عن: أنس ، وجَابِر ، وأبي إمامة بن سَهْل بن حنيف، ويوسف بن عبد الله بن سلام ، وابن الزبير ، وابن عَبَّاس ، وابن عمر ، وسعيد بن المسيب ، وعبيد الله بن أَبِي رَافِع ، وعبد الله بن حنين، وغيرهم. وروى عنه: زيد بن أسلم، وعَمْرُو ابن دينار، والزُّهْرِيّ ، وجَعْفَر بن مُحَمَّد الصادق، ويَحْيَى بن سعيد الأنصاري، ويزيد بن الهاد، والثوري، وأبو عوانة ، وابن عُيَيْنَة ،وآخرون. قَالَ إسحاق بن راهويه، عن ابن عُيَيْنَة : كَانَ من معادن الصدق ،ويجتمع إِلَيَّه الصالحون . وقَالَ الحميدي: ابن الْمُنْكَدِر حافظ . وقَالَ ابن معين ،وأبو حاتم : ثقة، وذكره ابن حبان فِي الثقات ،وقَالَ : كَانَ من سادات القراء مات سنة ثَلَاثَين ومائة (1) [11])
4- عبد الله بن حنين : عبد الله بن حنين الهاشمي مَوْلَى العَبَّاس ، ويقَالَ مَوْلَى عَلِيّ ، ثقة، من الثالثة . روى عن: عَلِيّ ، وابن عَبَّاس ، وأبي أيوب، وابن عمر ، والْمِسْوَر بن مَخْرَمَة . وعنه: ابنه إِبْرَاهِيم ، ومُحَمَّد بن الْمُنْكَدِر ،ومُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التيمي ، وأسامة بن زيد الليثي ، ونافع مَوْلَى ابن عمر، وأبو بكر بن حَفْص بن عُمَر بن سعد بن أبي ،وقاص ، وشريك بن عبد الله بن أبي نمر ، وغيرهم. ذكره ابن حبان فِي الثقات ،وقَالَ: مات فِي ،ولاية يزيد بن عبد الملك. وقَالَ العجلي : مدني تابعي ثقة، (2) [12])
الحكم عَلَى سند الحديث :
__________
(1) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج5،ص350 – تهذيب التهذيب ج9 ص417 – سير أعلام النبلاء ج5،ص353.
(2) - انظر :الثقات لابن حبان ج5،ص8- تهذيب الكمال ج14،ص439.سير أعلام النبلاء ج4، ص604.(1/66)
إسناد الحديث صحيح ، ومدار هَذَا الحديث عَلَى الإمام عَلِيّ بن أبي طالب -رَضِيَ اللهُ عَنْه- فرواه عنه جمع : عبيدة بن عمرو (1) [13]) ،وروايته عنه فِي سنن الترمذي، عن حماد بن سعدة، عن أشعث، عن مُحَمَّد ،وكذلك فِي سنن النسائي ، ورواه، عن الإمام عَلِيّ كذلك عبد الله بن عَبَّاس الَّذِي . روى عنه: عبد الله بن الحارث بن نوفل فِي سنن أبي داود.
وقد اشتهر هَذَا الحديث من طريق عبد الله بن حنين رواه عنه مُحَمَّد بن الْمُنْكَدِر ،وإِبْرَاهِيم بن عبد الله بن حنين ،ونافع ،ومُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ،وخالد بن معدان ،وأسامة بن زيد ،واشتهر من طريق إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن حنين فرواه عنه الوليد بن كثير ،وزيد بن أسلم ،وابن شهاب ،ونافع ،وابن عجلان ،والضَّحَّاك بن عُثْمَان ،ويزيد بن أبي حبيب ،وابن إسحاق ،ومُحَمَّد بن عَمْرُو ،ودَاوُد بن قيس .
__________
(1) - أبو مسلم عبيدة بن عمرو السلماني سمع علياً ،وعمر . روى عنه: إِبْرَاهِيمَ التخعي ،وابن سيرين ،كوفي تابعي ثقة، جاهلي أسلم قبل وفاة النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - بسنتين ،ولم يره ،وثقه ابن معين ،وعده عَلِيّ بن المديني فِي الفقهاء من أصحاب ابن مسعود ،وقَالَ أصح الأسانيد مُحَمَّد بن سيرين، عن عبيدة، عن عَلِيّ – انظر ترجمته : تهذيب التهذيب ج7،ص78.(1/67)
3] حَدَّثَنِي حَجَّاج بن الشَّاعِر ، حَدَّثَنَا مُعَلَّى بن أَسَد، حَدَّثَنَا ،وهَيْبُ بن خَالِدٍ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ ، عن أَبِي مُرَّةَ مَوْلَى عَقِيلٍ ، عن أُمّ هَانِئ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- صَلَّى فِي بَيْتِهَا عَامَ الْفَتْحِ ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ فِي ثَوْبٍ ،واحِدٍ قَدْ خَالَفَ (1) [14]) بَيْنَ طَرَفَيْهِ (2)
__________
(1) - أي: المخالفة بَيْنَ طَرَفَيْهِ عَلَى عاتقيه، انظر صحيح مسلم بشرح النووي، بيروت: دار الكتاب العربي، ج6،ص53.
(2) - أخرجه الإمام مسلم فِي كتاب صلاة المسافرين ،وقصرها – باب استحباب صلاة الضحى ،وأن أقلها ركعتان ،وأكملها ثمان ركعات ،وأوسطها أربع ركعات أو ست ،والحث عَلَيْهَا ج2،ص158 ، وأخرجه أيضاً فِي كتاب الحيض من طريق يحي بن يَحْيَى ،ومن طريق مُحَمَّد بن رمح بن المهاجر ج1،ص182.
وأخرجه الإمام البخاري فِي صحيحه فِي كتاب الغسل – باب التستر فِي الغسل عِنْدَ الناس - من طريق عبد الله بن مسلمة بن قعنب، عن مَالِك ج1،ص60 ، وفي كتاب الصلاة – باب الصلاة فِي الثوب الواحد ملتحفاً بِهِ - من طريق إسماعيل بن أبي أويس ج1،ص74. وفي كتاب الجمعة – باب صلاة الضحى فِي السفر من طريق آدَمَ ، حَدَّثَنَا شعبة، حَدَّثَنَا عمرو بن مرة ج1،ص212.وكتاب الجزية ،والموادعة – باب أمان النساء ،وجوارهن من طريق عبد الله بن يوسف أَخْبَرَنَا مَالِك ج2،ص225. وكتاب المغازي- باب منزلة النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يوم الفتح من طريق أبي الوليد، حَدَّثَنَا شعبة ج3،ص70. وكتاب الأدب – باب ما جاء فِي زعموا من حديث عبد الله بن مسلمة، عن مَالِك ج4،ص84.
وأخرجه الترمذي فِي سننه كتاب الصلاة- باب ما جاء فِي صلاة الضحى من طريق مُحَمَّد بن الْمُثَنَّى ج1،ص295. ،وفي كتاب الاستئذان ،والآداب – باب ما جاء فِي مرحبا من طريق إسحاق بن موسى الأنصاري ج4،ص175 .
وأخرجه النسائي فِي سننه كتاب الطهارة- باب ذكر الاستتار عِنْدَ الاغتسال من طريق يعقوب بن إِبْرَاهِيمَ ج1،ص126. وفي كتاب الغسل ،والتيمم من طريق مُحَمَّد بن يَحْيَى بن مُحَمَّد ج1،ص202 .
وأخرجه ، أبو داود فِي سننه كتاب الصلاة – باب صلاة الضحى من طريق أحمد بن صالح ،وحَفْص بن عمر المجلد الأول ص291.
وأخرجه ابن ماجه فِي سننه كتاب الطهارة ،وسننها- باب المنديل بعد الوضوء ،وبعد الغسل من طريق مُحَمَّد بن رمح، عن الليث بن سعد ج1،ص158. ،وفي كتاب إقامة الصلاة ،والسنة فيها-باب ما جاء فِي الاستتار عِنْدَ الغسل ج1،ص201 .
وأخرجه الإمام أحمد بن حَنْبَل فِي مسنده – باقي مسند الأنصار ج6،ص341 ، وفي مسند القبائل ج6،ص423 .
وأخرجه الإمام مَالِك فِي موطئه كتاب الصلاة – باب صلاة الضحى من طريق يَحْيَى ، عن مَالِك ،ومن طريق مَالِك، عن أبي النضر ج1،ص146.
وأخرجه الدارمي فِي سننه كتاب الصلاة – باب فِي صلاة الضحى من طريق ، أبو الوليد الطيالسي ج1،ص338. ،ومن طريق عبيد الله بن عبد المجيد ج1،ص339.(1/68)
[15]).
رجال السند :
1- حَجَّاج بن الشَّاعِر ت 259هـ : الحافظ ، أبو مُحَمَّد حَجَّاج بن يوسف بن حَجَّاج الثَّقَفِيَّ ، البغدادي ، ثقة، حافظ من الحادية عشرة ، . روى عنه: أبو دَاوُد ، ومسلم ،وبقى بن مَخْلَد ، وأبو يعلى ، وعبد الرَّحْمَن ابن أبي حاتم ، والمحاملي، وخلق. قَالَ ابن أبي حاتم: ثقة، حافظ . مات سنة تسع وخمسين ومائتين (1) [16])
2- مُعَلَّى بن أَسَد ت 218هـ : مُعَلَّى بن أَسَد العمي ، أبو الهيثم الْبَصْرِيّ الحافظ . روى عن: وهيب بن خالد، وعبد الواحد بن زياد، وعبد الْعَزِيز بن المختار، وغيرهم. روى عنه: البخاري ، وروى الباقون لَهُ بواسطة أحمد بن يوسف السلمي ، وحَجَّاج بن الشَّاعِر ، وأحمد بن عبد الله بن عَلِيّ بن منجوف ،وغيرهم. قَالَ العجلي: شيخ بصري ثقة، كيس . وقَالَ أبو حاتم : ثقة، . وذكره ابن حبان فِي الثقات ،وقَالَ : مات فِي رَمَضَانَ سنة ثماني عشرة ومائتين . وقَالَ مَسَلَمَة بن قاسم : ثقة، وقَالَ مسعود بن الحكم : ثقة، مأمون (2) [17])
__________
(1) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج8،ص203- تهذيب التهذيب ج2،ص183- تذكرة الحفاظ للذهبي ج2،ص138- سير أعلام النبلاء ج12،ص301.
(2) - انظر ترجمته سير أعلام النبلاء ج10،ص626 - ثقات ابن حبان ج9،ص182.(1/69)
3- وهيب بن خالد ت 165هـ : وهيب بن خالد بن عجلان الباهلي، مولاهم ، أبو بكر البصري، صاحب الكرابيس، ثقة، ثبت من العاشرة . روى عن: يَحْيَى بن سعيد الأنصاري، وجَعْفَر الصادق ،وهشام بن عروة، وغيرهم . قَالَ ابن المديني، عن ابن مهدي: كَانَ من أبصر أصحابِهِ بالحديث ،والرجال. وقَالَ عَمْرُو ابن علي: سمعت يَحْيَى بن سعيد ذكره فأحسن الثناء عليه .وقَالَ يونس بن حبيب ،عن أبي داود، ثنا ،وهيب ،وكان ثقة . وقَالَ العجلي: ثقة، ثبت. قَالَ أبو حاتم : ما أنقى حديثه لَا تكاد تجده يحدث عن الضعفاء، وهو الرابع من حفاظ البصرة، وهو ثقة . ويقَالَ أنه لم يكن بعد شعبة أعلم بالرجال منه ، مات ،وهو ابن ثمان وخمسين سنة. وروى البخاري أنه مات سنة خمس وستين ومائة (1) [18]).
4- أبو مرة مَوْلَى عقيل : ويقَالَ مَوْلَى هانئ، حجازي مشهور بكنيته . روى عن: عقيل بن أبي طالب ،وأُمّ هَانِئ بنت أبي طالب ، وأبي الدرداء، وعَمْرُو ابن العاص، والمغيرة بن سعيد، وأبي ،واقد الليثي، ورأى الزبير بن العوام، وروى عنه: أبو جَعْفَر مُحَمَّد بن عَلِيّ بن الحسين ، وإسحاق بن أبي طَلْحَة ،وإِبْرَاهِيم بن عبد الله بن حنين ، وأبو حازم بن دينار ، ويزيد بن الهاد ، وغيرهم . قَالَ الواقدي : هو مَوْلَى أُمّ هَانِئ ، وكان يلزم عقيلا فنسب إِلَيَّه ، وكان شيخا قديما. روى عن: عُثْمَان ،وكان ثقة قليل الحديث . وقَالَ العجلي: مدني تابعي ثقة . ذكره ابن حبان فِي الثقات (2) [19])
__________
(1) - انظر ترجمته ثقات ابن حبان ج7،ص560-تهذيب التهذيب ج11،ص149-تهذيب الكمال ج31،ص164.
(2) - انظر ترجمته ثقات ابن حبان ج5،ص561-تهذيب التهذيب ج11،ص328-تهذيب الكمال ج32،ص272.(1/70)
5- أُمّ هَانِئ : أُمّ هَانِئ بنت أبي طالب الهاشمية، اسمها فاختة ،وقيل هند، روت، عن النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- .وعنها : مولاها ، أبو مرة ، وأبو صالح بذام ، وابن ابنها جعدة المخزومي ،وابن ابنها يَحْيَى بن جَعْفَر ،وابن ابنها أيضا هَارُون ، وعبد الله بن عَيَّاش ، وعبد الله بن الحارث بن نوفل ، وابنه عبد الله ، والشعبي، وعبد الرَّحْمَن ابن أبي ليلى، وعطاء، وكريب، ومجاهد، وعروة بن الزبير، ومُحَمَّد بن عقبة بن أبي مَالِك، وهي شقيقة الإمام علي، وكانت تَحْتَ هبيرة بن أبي ،وهب المخزومي، فولدت لَهُ عمرا ،وهانئا ،ويوسف ،وجعدة. وعاشت بعد عَلِيّ مدة. ماتت فِي خلافة معاوية (1) [20])
الحكم عَلَى سند الحديث :
هذا الحديث إسناده صحيح ،وجميع رواته ثقات . ومدار هَذَا الحديث فِي الكتب التسعة عَلَى أُمّ هَانِئ بنت أبي طالب فقد رواه عنها :
أبو مرة مَوْلَى عقيل ،واشتهر من طريقه فرواه عنه :
مُحَمَّد بن عَلِيّ بن الحسين . وعنه: جَعْفَر بن مُحَمَّد ،وروايته فِي مسلم .
،وأبو النضر مَوْلَى عُمَر بن عبيد الله ،وأخذ عنه مَالِك ،وروايته عنه فِي صحيح البخاري ،وسنن الترمذي ،ومسند الإمام أحمد بن حَنْبَل ،وموطأ مَالِك ،وسنن الدَّارِمِيّ .
و سالم . وعنه: مَالِك ،وروايته فِي سنن الترمذي .
وسعيد بن أبي هند . وعنه: يزيد بن أبي حبيب . وعنه: الليث بن سعد ،وروايته فِي سنن ابن ماجه
وإِبْرَاهِيم بن عبد الله بن حنين . وعنه: الضَّحَّاك بن عُثْمَان ،وروايته فِي مسند الإمام أحمد بن حَنْبَل
وموسى بن ميسرة . وعنه: مَالِك ،وروايته فِي الموطأ .
ورواه عن أُمّ هَانِئ عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى . وعنه: عَمْرُو ابن مرة . وعنه: شعبة ،وروايته عنه فِي صحيح البخاري ،وسنن الترمذي ،وسنن الدَّارِمِيّ .
__________
(1) - انظر ترجمتها : سير أعلام النبلاء ج2،ص311- الطبقات الكبرى لابن سعد ج8،ص151-أَسَد الغابة ج5،ص513.(1/71)
وكلك رواه، عن أُمّ هَانِئ ابن عَبَّاس . وعنه: كريب مَوْلَى ابن عَبَّاس . وعنه: مَخْرَمَة بن سُلَيْمَان ،وروايته فِي سنن أبي دَاوُد .
ورواه عنها كذلك عبد الله بن عبد الله بن نوفل . وعنه: بن شهاب الزُّهْرِيّ ،وروايته فِي سنن ابن ماجه ، وعنها عبد الله بن الحارث . وعنه: يزيد بن أَبِي زِيَاد ،وروايته فِي سنن ابن ماجه ، وعنها يوسف بن ماهك . وعنه: عُثْمَان بن خثيم ،وروايته فِي مسند أحمد بن حَنْبَل ، وعنها عطاء بن أبي رباح . وعنه: عبد الملك بن أبي سُلَيْمَان ،وروايته فِي الترمذي ،وابن جُرَيْج ،وروايته فِي مسند أحمد .
4] حَدَّثَنَا أبو بَكْرِ بن أَبِي شَيْبَةَ، وإسحاق بن إِبْرَاهِيمَ، قَالَ أبو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بن آدَمَ ، حَدَّثَنَا حَسَنُ بن عَيَّاش، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه ، قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - ثم نَرْجِعُ فَنُرِيحُ نَوَاضِحَنَا . (1) [21])قَالَ حَسَنٌ :فَقُلْتُ لِجَعْفَر: فِي أَيِّ سَاعَةٍ تِلْكَ؟ قَالَ : زَوَالَ الشَّمْسِ . (2)
__________
(1) - قوله نريح نواضحنا هو جمع ناضح ،وهو البعير الَّذِي يستقي بِهِ سمى بذلك لأنه ينضح الماء أي يصبِهِ ،ومعنى نريح أي نريحها من العمل ،وتعب السقي فنخليها منه ،وأشار القاضي إِلَى أنه يجوز أن يكون أراد الرواح للرعي ، صحيح مسلم بشرح النووي (ج 6 / ص 149)
(2) - أخرجه الإمام مسلم فِي كتاب الجمعة – باب صلاة الجمعة حِينَ تزول الشمس ج3، ص8،و أيضاً فِي كتاب الجمعة من طريق القاسم بن زكريا ج3، ص8،9 .
، وأخرجه الإمام النسائي فِي سننه كتاب الجمعة – باب التبكير إِلَى الجمعة من طريق هَارُون بن عبد الله ج1، ص527.
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3،ص331 .و أخرجه أيضاً من حديث يَحْيَى بن آدَمَ ،وأبي أحمد ، حَدَّثَنَا عبد الحميد بن يزيد الأنصاري حَدَّثَنِي عقبة بن عبد الرَّحْمَن ابن جَابِر ، عن جَابِر ج3،ص331 . ومن حديث مُحَمَّد بن ميمون الزعفراني، حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أبيه ج3،ص331.(1/72)
[22])
رجال السند :
1- أبو بكر بن أَبِي شَيْبَةَ ت 235هـ : عبد الله بن مُحَمَّد بن أَبِي شَيْبَةَ إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان بن خواستي، العبسي مولاهم، الكوفي، صاحب المسند ،والمصنف ، ثقة، حافظ صاحب تصانيف من العاشرة ، سمع من يَحْيَى بن آدَمَ ، وشريك القاضي، وأبي الأحوص، وابن المبارك، وابن عيينة، وجرير بن عبد الحميد، وطبقتهم. وعنه: أبو زرعة، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجه، وأبو بكر بن أبي عاصم، وبقي بن مَخْلَد ،والبغوي، وجَعْفَر الفريابي، وأمم سواهم. قَالَ العجلي: ثقة، حافظ .وقَالَ الفلاس: ما رأيت أحفظ من أبي بكر بن أَبِي شَيْبَةَ .وقَالَ أبو عبيد : انتهى الحديث إِلَى أربعة: فأبو بكر بن أَبِي شَيْبَةَ أسردهم لَهُ ، وأحمد أفقههم فيه ، وابن معين أجمعهم له، وابن المديني أعلمهم بِهِ. مات سنة خمس وثَلَاثَين ومائتين (1) [23])
2- إسحاق بن إِبْرَاهِيمَ ت238هـ: إسحاق بن إِبْرَاهِيمَ بن مَخْلَد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن مطر الحنظلي ، أبو بعقوب المروزي، المعروف بابن راهويه ، ثقة، حافظ مجتهد ، نزيل نيسابور، ولد سنة إحدى وستين ومئة. وتوفي سنة ثمان وثَلَاثَين ومئتين. أحد الائمة، أخَرَجَ لَهُ أئمة الحديث، سوى ابن ماجه. وروى فيمن روى عنهم، عن يَحْيَى آدَمَ . (2) [24])
__________
(1) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج8،ص358- سير أعلام النبلاء ج11،ص123.
(2) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج8،ص115-سير أعلام النبلاء ج11،ص358-تهذيب الكمال ج2،373 ، تقريب التهذيب ج1،ص78.(1/73)
3- يَحْيَى بن آدَمَ ت 203 : يَحْيَى بن آدَمَ بن سُلَيْمَان الأموي، مَوْلَى آل أبي معيط، أبو زَكَرِيَّا الْكُوفِيّ ، ثقة، حافظ نبيل . روى عن: الثوري، وجرير بن حازم ، والحسن بن حي، والحسن بن عَيَّاش، وغيرهم. وعنه: أحمد ، وإسحاق، وعَلِيّ بن المديني، ويَحْيَى بن معين، والحسن بن عَلِيّ الخلال، وابنا أَبِي شَيْبَةَ ، قَالَ عُثْمَان الدَّارِمِيّ: عن ابن معين ثقة، وكذا النسائي، وقَالَ أبو حاتم: كَانَ يتفقه،وهو ثقة، وقَالَ يعقوب بن شيبة: ثقة، كثير الحديث، وقَالَ العجلي: كَانَ ثقة، جامعا للعلم عاقلا ثبتا فِي الحديث ،وذكره ابن حبان فِي الثقات، وقَالَ ابن شاهين فِي الثقات: قَالَ يَحْيَى بن أَبِي شَيْبَةَ: ثقة، صدوق ثبت حجة ما لم يخالف من هو فوقه مثل ،وكيع ، مات سنة ثَلَاثَ ومائتين. (1) [25])
4- الحسن بن عَيَّاش ت 172هـ : الحسن بن عَيَّاش بن سالم الأَسَدي الْكُوفِيّ ، صدوق من الثامنة . روى عن: الأعمش ،ومغيرة ،وإِسْمَاعِيل بن أبي خالد، وأبي إسحاق الشيباني، ويَحْيَى بن سعيد الأنصاري، وعَمْرُو ابن ميمون، وابن عجلان، وابن إسحاق، وجَعْفَر الصادق، وزائدة، والثوري، وغيرهم قَالَ: عُثْمَان الدَّارِمِيّ عن: ابن معين ثقة، وأخوه ، أبو بكر ثقة، قَالَ: عُثْمَان ليسا بذاك، وهما من أهل الصدق، والأمانة، وقَالَ: النسائي ثقة، وقَالَ: الطحاوي ثقة، حجة، وقَالَ: العجلي ثقة، وذكره بن حبان فِي الثقات .مات سنة اثنتين، وسبعين ومائة. (2) [26])
الحكم عَلَى سند الحديث :
__________
(1) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج9،ص253-تهذيب التهذيب ج11،ص154-سير أعلام النبلاء ج9،ص522.
(2) - انظر ترجمته:ثقات ابن حبان ج6،ص169-تهذيب التهذيب ج2،ص270.(1/74)
هذا الحديث إسناده صحيح ،وجميع رواته ثقات . ومداره فِي الكتب التسعة عَلَى جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَلِيّ رواه عنه: الحسن بن عَيَّاش، وروايته عنه فِي صحيح مسلم، وسنن النسائي، ومسند أحمد بن حَنْبَل ، ورواه عنه: كذلك سُلَيْمَان بن بِلَال ، وروايته عنه فِي صحيح مسلم .
5] حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بن زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا خَالِدُ بن مَخْلَد : ح، و حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بن عَبْدِ الرَّحْمَن الدَّارِمِيّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن حَسَّانَ قَالَا جَمِيعًا : حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بن بِلَال ، عن جَعْفَر، عن أَبِيهِ أَنَّهُ سَأَلَ جَابِر بن عَبْدِ اللَّه : مَتَى كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يُصَلِّي الْجُمُعَةَ ؟ قَالَ: كَانَ يُصَلِّي، ثم نَذْهَبُ إِلَى جِمَالِنَا فَنُرِيحُهَا. زَادَ عَبْدُ اللَّهِ فِي حَدِيثِهِ، حِينَ تَزُولُ الشَّمْسُ يَعْنِي النَّوَاضِحَ. (1) [27])
رجال السند :
1- القاسم بن زَكَرِيَّا 250 هـ : القاسم بن زَكَرِيَّا بن دينار القرشي ، أبو مُحَمَّد الطحان الْكُوفِيّ ، ثقة، من الحادية عشرة . روى عن: إسحاق بن منصور السلولي، وحسين بن عَلِيّ الجعفي، وخالد بن مَخْلَد ،ووكيع، وغيرهم . وعنه: مسلم، والترمذي ،والنسائي، وابن ماجه، وأبو حاتم، والحسين بن سفيان، والحسين بن إسحاق التستري، والقاسم بن زَكَرِيَّا المطرز ،والقاسم بن خلف الدوري، وغيرهم قَالَ :النسائي ثقة، وذكره بن حبان فِي الثقات. ذكر صاحب الزهرة:أن مسلما روى عنه: ستة ،وعشرين حديثا. مات سنة خمسين ومائتين. (2) [28])
__________
(1) - أخرجه الإمام مسلم - كتاب الجمعة – باب صلاة الجمعة حِينَ تزول الشمس ج3، ص9، تخريج الحديث السابق.
(2) - انظر ترجمته :ثقات ابن حبان ج9،ص19- تهذيب الكمال ج23،ص351.(1/75)
2- خالد بن مَخْلَد ت 213هـ : خالد بن مَخْلَد القطواني ، أبو الهيثم البجلي مولاهم ، الكوفي، صدوق يتشيع من العاشرة . روى عن: سُلَيْمَان بن بِلَال ، وعبد الله بن عمر العمري، ومُحَمَّد بن جَعْفَر بن أبي كثير، ومَالِك، وغيرهم . وعنه: البخاري، وروى لَهُ مسلم، وأبو دَاوُد فِي مسند مَالِك ،والباقون. بواسطة قَالَ: عبد الله بن أحمد ، عن أبيه لَهُ أحاديث مناكير، وقَالَ أبو حاتم يكتب حديثه، وقَالَ: الآجري، عن أبي دَاوُد صدوق، ولكنه يتشيع. وقَالَ: عُثْمَان الدَّارِمِيّ، عن ابن معين ما بِهِ بأس، وقَالَ: ابن عدي هو من المكثرين ،وهو عنديإِنَّ شاء الله لَا بأس بِهِ، وقَالَ العجلي ثقة، فيه قليل تشيع، وكان كثير الحديث. وقَالَ ابن شاهين فِي الثقات قَالَ: عُثْمَان بن أَبِي شَيْبَةَ هو ثقة، صدوق. وذكره الساجي، والعقيلي فِي الضعفاء، وذكره ابن حبان فِي الثقات مات سنة ثَلَاثَ عشرة ومائتين. (1) [29])
__________
(1) - انظر : ثقات ابن حبان ج8،ص224-تهذيب التهذيب ج3،ص95-سير أعلام النبلاء ج10،ص217.(1/76)
3- عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الدَّارِمِيّ ت 255هـ : عبد الله بن عبد الرَّحْمَن ابن الفضل بن بِهِرام بن عبد الصمد ،أبو مُحَمَّد السمرقندي الدَّارِمِيّ ،من بنى دارم بن مَالِك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم ، ثقة، فاضل فقيه حافظ من الحادية عشرة ، كَانَ أحد الرحالين فِي الحديث، والموصوفين بجمعه، وحفظه ،والإتقان لَهُ مَعَ الثقة، والصدق، والورع ،والزهد . قَالَ: أبو حاتم بن حبان كَانَ من الحفاظ المتقنين، وأهل الورع فِي الدين ممن حفظ، وجمع، وتفقه، وصنف، وحدث ،وأظهر السنة فِي بلده، ودعا إِلَيَّها ،وذب، عن حريمها، وقمع من خالفها. وقَالَ: ابن أبي حاتم، عن أبيه ثقة، صدوق، وقَالَ: الحاكم ، أبو عبد الله كَانَ من حفاظ الحديث المبرزين. وروى الخطيب فِي تاريخه، عن أحمد بن حَنْبَل قَالَ :كان ثقة، وزيادة واثنى عليه خيرا. مات سنة خمس وخمسين ومائتين . (1) [30])
4- يَحْيَى بن حَسَّانَ ت 208هـ : يَحْيَى بن حَسَّانَ بن حيان التنيسي البكري، أبو زَكَرِيَّا الْبَصْرِيّ ، ثقة، من التاسعة . روى عن: وهيب بن خالد ،ومعاوية بن سلام ،وابن أبي الزناد ،وسُلَيْمَان بن بِلَال ، وغيرهم قَالَ: عبد الله بن أحمد ، عن أبيه ثقة، رجل صالح .وقَالَ: الأثرم، عن أحمد ثقة، صاحب حديث .وقَالَ: العجلي كَانَ ثقة، مأمونا عالما بالحديث .وقَالَ: أبو حاتم صالح الحديث ،وقَالَ: النسائي ثقة، وذكره ابن حبان فِي الثقات، وقَالَ: ابن يونس كَانَ ثقة، حسن الحديث مات سنة ثمان ومائتين. (2) [31])
__________
(1) - انظر: ثقات ابن حبان ج8،ص364- تهذيب التهذيب ج5،ص258 – سير أعلام النبلاء ج12،ص224.
(2) - انظر : ثقات ابن حبان ج9،ص254- تهذيب التهذيب ج11،ص173- سير أعلام النبلاء ج10،ص127.(1/77)
5- سُلَيْمَان بن بِلَال ت 177هـ : سُلَيْمَان بن بِلَال ، أبو أيوب، مَوْلَى ابن أبى عتيق بن أبى بكر الصديق ، ثقة، من الثامنة ، روى عن: زيد بن أسلم ، وعبد الله بن دينار ، وجَعْفَر الصادق ، وسعد بن سعيد الأنصاري، وغيرهم .وعنه : أبو عامر العقدي، وعبد الله بن المبارك ،ومُعَلَّى بن منصور الرازي، وأبو سَلَمَة الخزاعي ،وغيرهم. قَالَ: أبو طالب، عن أحمد لا بأس بِهِ ثقة، وقَالَ الدوري، عن ابن معين: ثقة، وقَالَ عُثْمَان الدَّارِمِيّ: قلت لابن معين :سُلَيْمَان أحب إِلَيَّك أو الداروردي؟ فَقَالَ : سُلَيْمَان، وكلاهما ثقة. وذكره ابن حبان فِي الثقات، وقَالَ ابن عدي : ثقة، مات سنة سبع وسبعين ومائة. (1) [32])
الحكم عَلَى سند الحديث :
إسناده صحيح
__________
(1) - انظر :ثقات ابن حبان ج6،ص388- تهذيب التهذيب ج4،ص154- سير أعلام النبلاء ج7،ص424.(1/78)
6] حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن الْمُثَنَّى ،حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بن عَبْدِ الْمَجِيدِ ،عَنْ جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ: كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ، وعَلَا صَوْتُهُ، واشْتَدَّ غَضَبِهِ ، حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ: صَبَّحَكُمْ، ومَسَّاكُمْ، ويَقُولُ بُعِثْتُ أَنَا والسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ، ويَقْرُنُ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ ،والْوُسْطَى ،وَيَقُولُ: أَمَّا بَعْدُ : فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ ،وخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّد ، وشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، ثم يَقُولُ: أَنَا أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ ، ومَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا (1) [33]) فَإِلَيَّ وَعَلِي (2)
__________
(1) [33] - قَالَ أهل اللغة الضياع بفتح الضاد العيال قَالَ ابن قُتَيْبَة أصله مصدر ضاع يضيع ضياعا المراد من ترك أطفالا ،وعيالا ذوي ضياع فأوقع المصدر موضع الاسم- صحيح مسلم بشرح النووي (ج 6 / ص 155)
(2) - أخرجه الإمام مسلم فِي كتاب الجمعة – باب تخفيف الصلاة، والخطبة ج3، ص11،
وأخرجه النسائي – كتاب صلاة العيدين – باب كيف الخطبة ج3، ص188
أخرجه ، أبو داود فِي سننه كتاب الخراج ،والإمارة ،والفيء – باب فِي أرزاق الذرية ، و من طريق أحمد بن حنبل، حَدَّثَنَا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزُّهْرِيّ ، عن أبي سلمة، عن جَابِر م2ص27
و أخرجه ابن ماجه – كتاب الصدقات – باب من ترك ديناً أو ضياعاً فعلى الله ،وعلى رسوله ج2،ص807.
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3،ص310 . ومن حديث بن الوليد، حَدَّثَنَا سفيان، عن جَعْفَر ج3،ص338 . ومن حديث يَحْيَى ، عن جَعْفَر ج3،ص319 ،ومن حديث ،وكيع، عن سفيان، عن جَعْفَر ج3،ص371 . وأخرجه الدارمي فِي سننه ، كتاب المقدمة ، باب فِي كراهية أخذ الرأي ، ج1،ص69 .(1/79)
[34])
رجال السند :
1- مُحَمَّد بن المثني : تقدم ، وهو ثقة ، ثبت
2- عبد الْوَهَّابِ بن عبد المجيد : تقدم ، وهو ثقة
الحكم عَلَى سند الحديث :
هذا الحديث إسناده صحيح، وجميع رواته ثقات ، ومداره فِي الكتب التسعة جَابِر بن عَبْدِ اللَّه الأنصاري، ومشهور من طريق جَعْفَر بن مُحَمَّد بن علي، عن أبيه فقد رواه عنه:
? عبد الْوَهَّابِ بن عبد المجيد، ورواته عنه فِي مسلم، وسنن ابن ماجه .
? سُلَيْمَان بن بِلَال . وعنه: خالد بن مَخْلَد . وعنه: عبد بن حميد، وروايته عنه فِي صحيح مسلم.
? مُصْعَب بن سلام، وروايته عنه فِي مسند أحمد بن حنبل
? يَحْيَى بن سليم، وروايته عنه فِي مسند أحمد بن حنبل، وسنن الدَّارِمِيّ
? سُفْيَان بن سعيد بن مسروق الثَّوْرِيّ ،وعنه جمع :ا بن الوليد ،وروايته فِي مسند أحمد بن حَنْبَل ، ومُحَمَّد بن كثير، ورايته فِي سنن أبي دَاوُد ، وابن المبارك . وعنه: عتبة بن عبيد الله، وروايته فِي سنن النسائي ، ووكيع، وروايته فِي مسند أحمد بن حَنْبَل ، عن ،وكيع ، أبو بكر بن أَبِي شَيْبَةَ ،وروايته فِي صحيح مسلم . ورواه، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه ، أبو سَلَمَة . وعنه: الزُّهْرِيّ . وعنه: معمر . وعنه: عبد الرزاق . وعنه: أحمد بن حنبل، وهي فِي المسند، وفي سنن أبي دَاوُد .
7 ] حَدَّثَنَا عَبْدُ بن حُمَيْدٍ ،حَدَّثَنَا خَالِدُ بن مَخْلَد ،حَدَّثَنِي سُلَيْمَان بن بِلَال ، حَدَّثَنِي جَعْفَر بن مُحَمَّد ،عَنْ أَبِيهِ قَالَ :سَمِعْتُ جَابِر بن عَبْدِ اللَّه يَقُولُ: كَانَتْ خُطْبَةُ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يَوْمَ الْجُمُعَةَ يَحْمَدُ اللَّهَ ،وَيُثْنِي عَلَيْهِ، ثم يَقُولُ عَلَى إِثْرِ ذَلِكَ، وقَدْ عَلَا صَوْتُهُ، ثم سَاقَ الْحَدِيثَ بِمِثْلِهِ (1) [35]).
رجال السند :
__________
(1) [35] - أخرجه الإمام مسلم فِي كتاب الجمعة – باب تخفيف الصلاة ،والخطبة ج3، ص11، تخريج الحديث السابق(1/80)
1- عبد بن حميد ت 249هـ : عبد بن حميد بن نصر الكشي ،أبو مُحَمَّد ، قيل :إِنَّ اسمه عبد المجيد ، ثقة، حافظ من الحادية عشرة . روى عن: خالد بن مَخْلَد القطواني، وخلق آخرين . وروى عنه: مسلم ،والترمذي ، والبخاري فِي التعإِلَيَّق ، وقَالَ أبو حاتم بن حبان فِي الثقات :عبد الحميد بن حميد بن نصر الكشى، وهو الَّذِي يقَالَ لَهُ عبد بن حميد، وكان ممن جمع، وصنف. ومات سنة تسع وأربعين ومائتين (1) [36]).
2- خالد بن مَخْلَد القطواني : تقدم، وهو صدوق .
3- سُلَيْمَان بن بِلَال : تقدم، وهو ثقة.
الحكم عَلَى سند الحديث :
إسناده صحيح ، انظر الحكم عَلَى الحديث السابق.
8] حَدَّثَنَا أبو بَكْرِ بن أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ،وكِيعٌ، عن سُفْيَانَ، عن جَعْفَر، عن أَبِيهِ، عن جَابِر قَالَ: كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يَخْطُبُ النَّاسَ يَحْمَدُ اللَّهَ ،ويُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ، ثم يَقُولُ: مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، ومَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وخَيْرُ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ . ثم سَاقَ الْحَدِيثَ بِمِثْلِ حَدِيثِ الثَّقَفِيَّ (2) [37]).
رجال السند :
1 - أبو بكر بن أَبِي شَيْبَةَ : تقدم ،وهو ثقة، حافظ
__________
(1) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج8،ص401- سير أعلام النبلاء ج12،ص235- تهذيب الكمال ج18،ص524- تهذيب التهذيب ج6،ص404.
(2) - أخرجه الإمام مسلم فِي كتاب الجمعة – باب تخفيف الصلاة، والخطبة ج3، ص11، تخريج الحديث السابق(1/81)
2 - وكيع ت 196هـ : وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي ، أبو سُفْيَان الْكُوفِيّ الحافظ ، ثقة، حافظ عابد من كبار التاسعة . روى عن: أبيه، وإِسْمَاعِيل بن أبي خالد ،وسُفْيَان الثوري، وشعبة، وطَلْحَة بن يَحْيَى بن طلحة، وخلق. روى عنه: ابناؤه سفيان، ومليح، وعبيد، ومستمليه مُحَمَّد بن أَبَان البلخي، وشيخه سُفْيَان الثوري، وغيرهم. وقَالَ عبد الله بن أحمد ، عن أبيه : ما رأيت أوعى للعلم من ،وكيع، ولا أحفظ منه. وقَالَ ابن سعد :كان ثقة، مأمونا عالياً ، رفيع القدر ، كثير الحديث ، حجة. وقَالَ العجلي: كوفي ثقة، عابد صالح أديب، من حفاظ الحديث ،وكان يفتي. وقَالَ خليفة، وغيره: مات سنة ست وتسعين. وقَالَ ابن حبان فِي الثقات :كان حافظا متقنا. وقَالَ إسحاق بن راهويه: كَانَ حفظه طبعا، وحفظنا بتكلف (1) [38]).
__________
(1) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج7،ص561- تهذيب التهذيب ج11،ص109- تقريب التهذيب ج2،ص283.(1/82)
3- سُفْيَان ت 161هـ : سُفْيَان بن سعيد بن مسروق الثوري، أبو عبد الله الْكُوفِيّ ، ثقة، حافظ فقيه عابد إمام حجة ، من رؤوس الطبقة السابعة ، روى عن: أبيه، وأبي إسحاق الشيباني، وأبي السحاق السبيعي، وابن الْمُنْكَدِر ،وأبي الزبير ،ومُحَمَّد ،وموسى بن عقبة، وهشام بن عروة، ويَحْيَى بن سعيد الأنصاري ،وغيرهم .روى عنه: خلق لَا يحصون منهم يَحْيَى بن آدَمَ . قَالَ شعبة ،وابن عُيَيْنَة ،وأبو عاصم ،وابن معين ،وغير ،واحد من العلماء : سُفْيَان أمير المؤمنين فِي الحديث. وقَالَ الدوري: رأيت يَحْيَى بن معين لَا يقدم عَلَى سُفْيَان فِي زمانه أحدا فِي الفقه ،والحديث ،والزهد ،وكل شيء . وقَالَ الآجري، عن أبي دَاوُد : لَيْسَ يختلف فِي سُفْيَان ،وشعبة فِي شيء إِلَّا يظفر سفيان. وقَالَ النسائي :هو أجل منإِنَّ يقَالَ فيه ثقة، وهو أحد الأئمة الذين أرجو أن يكون الله ممن جعله للمتقين إماما . مات سنة إحدى وستين ومائة (1) [39]).
الحكم عَلَى سند الحديث:
إسناده صحيح
__________
(1) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج6،ص401- تهذيب التهذيب ج4،ص99- سير أعلام النبلاء ج7،ص229.(1/83)
9] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن مَسَلَمَة بن قَعْنَب ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان ، وهُوَ ابن بِلَال ، عن جَعْفَر ، عن أَبِيهِ ، عن ابن أَبِي رَافِع قَالَ : اسْتَخْلَفَ مَرْوَانُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ ، وخَرَجَ إِلَى مَكَّةَ ، فَصَلَّى بنَا ، أبو هُرَيْرَةَ الْجُمُعَةَ، فَقَرَأَ بَعْدَ سُورَةِ الْجُمُعَةَ فِي الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ .قَالَ : فَأَدْرَكْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ حِينَ انْصَرَفَ فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّكَ قَرَأْتَ بِسُورَتَيْنِ كَانَ عَلِيّ بن أَبِي طَالِبٍ يَقْرَأُ بِهِمَا بِالْكُوفَةِ . فَقَالَ ، أبو هُرَيْرَةَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يَقْرَأُ بِهِمَا يَوْمَ الْجُمُعَةَ (1) [40])
رجال السند :
__________
(1) - أخرجه الإمام مسلم فِي كتاب الجمعة – باب ما يقرأ فِي صلاة الجمعة، ج3، ص15.
و أخرجه الترمذي فِي سننه كتاب الجمعة من طريق قُتَيْبَة بن سعيد . وأخرجه ، أبو داود فِي سننه كتاب الصلاة- باب ما يقرأ بِهِ فِي الجمعة من طريق القعنبي، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بن بِلَال ، عن جَعْفَر، عن أبيه ج1،ص251.
و أخرجه ابن ماجه فِي سننه- كتاب إقامة الصلاة ،والسنة فيها- باب ما جاء فِي القراءة فِي الصلاة يوم الجمعة ج1،ص355
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ج1،ص430 . وأخرجه أيضاٌ فِي باقي مسند المكثرين من حديث مُحَمَّد بن جَعْفَر ،وبِهِز، حَدَّثَنَا شعبة، عن الحكم، عن مُحَمَّد بن عَلِيّ ج2،ص467 .
وأخرجه ، أبو داود فِي سننه – كتاب الصلاة – باب ما يقرأ فِي الجمعة ،م1،ص225.(1/84)
1- عبد الله بن مَسَلَمَة بن قَعْنَب ت 220هـ : عبد الله بن مَسَلَمَة بن قَعْنَب ، الإمام الثبت القدوة شيخ الإسلام ، أبو عبد الْمَدَنِيّ ، ثقة، عابد من التاسعة ، سمع من: شعبة بن الحَجَّاج ، وأسامة بن زيد بن أسلم ، وسُلَيْمَان بن بِلَال ، ومَالِك بن أنس ، ونافع بن عمر الجمحي ، والليث بن سعد، والدَّارَوَرْدِيّ ، وغيرهم. وعنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وغيرهم. وروى مسلم أيضاً، وأبو عِيسَى الترمذي، وأبو عبد الرَّحْمَن النسائى، حديثه بواسطة . قَالَ أبو زرعة الرازي: ما كتبت، عن أحد أجل فِي عيني منه .وقَالَ أبو حاتم: ثقة، حجة لم أر أخشع منه .وقَالَ يَحْيَى ابن معين : ما رأيت رجلا يحدث لله إِلَّا وكيعا ،والقَعْنَبي. مات سنة عشرين ومائتين (1) [41]).
2- سُلَيْمَان بن بِلَال : تقدم ،وهو ثقة.
3- ابن أَبِي رَافِع : عبيد الله بن أَبِي رَافِع الْمَدَنِيّ ، مَوْلَى النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - ثقة، من الثالثة . روى عن: أبيه ،وأمه سلمى، وعن عَلِيّ بت أبي طالب، وكان كاتبه ، وأبي هُرَيْرَةَ ، وشُقْرَان مَوْلَى النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- . وعنه: أولاده إِبْرَاهِيم ، وعبد الله ، ومُحَمَّد ، والمعتمر، والحسن بن مُحَمَّد بن الحنفية ، وعَلِيّ بن الحسين بن عَلِيّ ، وابن المنكدر، وأبو جَعْفَر مُحَمَّد بن عَلِيّ بن الحسين ، وجَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَلِيّ بن الحسين، وآخرون. قَالَ أبو حاتم ،والخطيب :ثقة، وذكره ابن حبان فِي الثقات (2) [42])
الحكم عَلَى سند الحديث :
هذا الحديث إسناده صحيح ،وجميع رواته ثقات ،ومداره فِي الكتب التسعة عَلَى مُحَمَّد بن عَلِيّ ،واشتهر من طريق جَعْفَر بن مُحَمَّد فرواه عنه :
__________
(1) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج8 ،ص353- سير أعلام النبلاءج10،ص257.
(2) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج5،ص68-تهذيب التهذيب ج7،ص10.(1/85)
- سُلَيْمَان بن بِلَال ،وروايته فِي صحيح مسلم ،وسنن أبي دَاوُد .
- حاتم بن إِسْمَاعِيل الْمَدَنِيّ . وعنه: قُتَيْبَة بن سعيد ،وروايته فِي صحيح مسلم ،وسنن الترمذي . وعنه: أبو بكر بن أَبِي شَيْبَةَ ،وروايته عنه فِي صحيح مسلم ،وسنن ابن ماجه .
- عبد الْعَزِيز الدراودري . وعنه: قُتَيْبَة ،وروايته فِي صحيح مسلم .
وعن مُحَمَّد بن عَلِيّ رواه الحكم . وعنه: شعبة ،وروايته فِي مسند أحمد بن حَنْبَل .
10] حَدَّثَنَا قُتَيْبَة بن سَعِيدٍ ،وَأَبُو بَكْرِ بن أَبِي شَيْبَةَ قَالَا: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بن إسماعيل: ح . وحَدَّثَنَا قُتَيْبَة ،حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، يَعْنِي الداروردي، كِلَاهُمَا، عن جَعْفَر ، عن أَبِيهِ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بن أَبِي رَافِع قَالَ: اسْتَخْلَفَ مَرْوَانُ أَبَا هُرَيْرَةَ . بِمِثْلِهِ غَيْرَ أَنَّ فِي رِوَايَةِ حَاتِمٍ : فَقَرَأَ بِسُورَةِ الْجُمُعَةَ فِي السَّجْدَةِ الْأُولَى ،وفِي الْآخِرَةِ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ . ورِوَايَةُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، مِثْلُ حَدِيثِ سُلَيْمَان بن بِلَال (1) [43]).
رجال السند :
1- قُتَيْبَة بن سعيد : تقدم ،وهو ثقة، ثبت
2 - أبو بكر بن أَبِي شَيْبَةَ : تقدم ،وهو ثقة، حافظ
3- حاتم بن إسماعيل: تقدم ،وهو صدوق صحيح الكتاب
__________
(1) - أخرجه الإمام مسلم فِي كتاب الجمعة – باب ما يقرأ فِي صلاة الجمعة، ج3، ص15، تخريج الحديث السابق(1/86)
4- عبد الْعَزِيز الدَّارَوَرْدِيّ ت 187هـ : عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عبيد بن أبي عبيد الداروردي، أبو مُحَمَّد الْمَدَنِيّ ، صدوق من الثامنة . روى عن: إِبْرَاهِيم بن عقبة، وأسامة بن زيد الليثي، وجَعْفَر بن مُحَمَّد الصادق، وغيرهم. قَالَ مُصْعَب بن عبد الله الزبيري: كَانَ مَالِك بن أنس يوثق الداروردي. وقَالَ أبو طالب:سئل أحمد بن حنبل، عن عبد الْعَزِيز الدَّارَوَرْدِيّ فَقَالَ : كَانَ معروفا بالطلب، وإِذَا حدث من كتابه فهو صحيح، وإِذَا حدث من كتب الناس ،وهم ، وكان يقرأ من كتبِهِم فيخطىء . وقَالَ أبو بكر بن أبي خيثمة، عن يَحْيَى بن معين: لَيْسَ بِهِ بأس ،وقَالَ أحمد بن سعد بن أبي مريم، عن يَحْيَى بن معين : ثقة، حجة . وقَالَ أبو زرعة : سيء الحفظ ، فربما حدث من حفظه الشيء فيخطيء . وقَالَ عبد الرَّحْمَن ابن أبي حاتم : سئل أبي عن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد ،ويوسف ابن الماجشون فَقَالَ : عبد الْعَزِيز محدث ، ويوسف شيخ يخطىء . وقَالَ النسائي: عبد الْعَزِيز الدَّارَوَرْدِيّ لَيْسَ بالقوي . وقَالَ فِي موضع آخر : لَيْسَ بِهِ بأس ،وحديثه عن عبيد الله بن عمر منكر . (1) [44])
الحكم عَلَى سند الحديث :
إسناده صحيح ، وقد تقدم
__________
(1) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج7،ص116-تهذيب التهذيب ج6،ص315-سير أعلام النبلاء ج8،ص366.(1/87)
11] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن مَسَلَمَة بن قَعْنَب ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان، يَعْنِي ابن بِلَال ، عن جَعْفَر ، وهُوَ بن مُحَمَّد ، عن عَطَاءِ بن أَبِي رَبَاحٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ ، زَوْجَ النَّبِيّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - تَقُولُ: كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- إِذَا كَانَ يَوْمُ الرِّيحِ والْغَيْمِ ، عُرِفَ ذَلِكَ فِي وجْهِهِ ، وأَقْبَلَ ،وأَدْبَرَ . فَإِذَا مَطَرَتْ، سُرَّ بِهِ ،وذَهَبَ عَنْهُ ذَلِكَ . قَالَتْ عَائِشَةُ: فَسَأَلْتُهُ ، فَقَالَ : إِنِّي خَشِيتُ أن يَكُونَ عَذَابًا سُلِّطَ عَلَى أُمَّتِي . ويَقُولُ إِذَا رَأَى الْمَطَرَ رَحْمَةٌ. (1) [45])
رجال السند :
__________
(1) - أخرجه الإمام مسلم فِي كتاب صلاة الاستسقاء – باب التعوذ عِنْدَ رؤية الريح، والغيم، والفرح بالمطر ج3، ص26، و فِي كتاب صلاة الاستسقاء من طريق، أبو الطاهر ج3، ص26، ومن طريق هَارُون بن معروف ج3، ص26.
وأخرجه البخاري فِي صحيحه كتاب تفسير الْقُرْآن – سورة الأحقاف من حديث أحمد بن عِيسَى ، حَدَّثَنَا بن وهب أَخْبَرَنَا عمرو أن أبا النضر حدثه، عن سُلَيْمَان بن يسار، عن عائشة ج3،ص209.
وأخرجه الترمذي فِي سننه كتاب تفسير القرآن- سورة الأحقاف - من طريق عبد الرَّحْمَن ابن الأسود ، أبو عمرو البصري ج5،ص58 .
،وأخرجه ، أبو داود فِي سننه كتاب الأدب – باب ما يقول إِذَا هاجت الريح من طريق أحمد بن صالح، حَدَّثَنَا عبد الله بن وهب ج2،ص932 .
،وأخرجه ابن ماجه فِي سننه كتاب الدعاء- باب ما يدعو بِهِ الرجل إِذَا رأى السحاب ،والمطر - من طريق أبي بكر بن أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا معاذ بن معاذ، عن بن جريج، عن عطاء، عن عائشة ج2،ص1281.
وأخرجه الإمام أحمد بن حَنْبَل فِي مسنده – باقي مسند الأنصار من طريق هَارُون بن معروف ،ومن طريق حسن، عن أبي لهيعة ج6،ص66.(1/88)
1- عبد الله بن مَسَلَمَة : تقدم ،وهو ثقة، عابد
2- سُلَيْمَان بن بِلَال : تقدم ،وهو ثقة
3- عطاء بن أبي رباح ت 115 هـ : عطاء بن أبي رباح ، واسمه: أسلم القرشي، مولاهم، أبو مُحَمَّد المكي ،ثقة فقيه فاضل من الثالثة . روى عن: ابن عَبَّاس ، وابن عمرو، وابن عمر المخزومي ، وعقيل بن أبي طالب ، وعُمَر بن أبي طالب ، وعُمَر بن أبي سَلَمَة ،ورافع بن خديج ، وأبي الدرداء، وأبي سعيد الخدري ،وأبي هُرَيْرَةَ ، وعائشة ، وأم سَلَمَة ، وأُمّ هَانِئ ، وغيرهم. روى عنه: ابنه يعقوب ، وأبو إسحاق السبيعي ، ومُجَاهِد ، والزُّهْرِيّ ، وأيوب السختياني ، وجَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَلِيّ بن الحسين ، وغيرهم . ورواية عطاء، عن عائشة لَا يحتج بِهِا، إلا أَن يقول سمعت . وقَالَ ابن أبي حاتم فِي المراسيل : قَالَ أحمد بن حَنْبَل لم يسمع عطاء من ابن عمر . وقَالَ عَلِيّ بن المديني ،وأبو عبد الله : رأى ابن عمر ،ولم يسمع منه ، ورأى أبا سعيد الخدري يطوف بالبيت ، ولم يسمع منه ، ولم يسمع من زيد بن خالد ، ولا من أم سَلَمَة ، ولا من أُمّ هَانِئ ،ولا من أم كرز شيئا. وقَالَ أبو زرعة: لم يسمع عطاء من رافع بن خديج. وذكره ابن حبان فِي الثقات ، وقَالَ : كَانَ من سادات التابعين فقها ،وعلما ،وورعا ،وفضلا، لم يكن لَهُ فراش إِلَّا المسجد الحرام إلىإِنَّ مات سنة أربع عشرة ومائة . وقد قيل إنه مات سنة خمس عشرة ومائة (1) [46])
الحكم عَلَى سند الحديث :
هذا الحديث إسناده صحيح ،وجميع رواته ثقات ،ومداره فِي الكتب التسعة عَلَى أم المؤمنين عائشة -رَضِيَ اللهُ عَنْها- فقد رواه عنها :
__________
(1) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج5،ص199- تهذيب التهذيب ج7،ص179- سير أعلام النبلاء ج5،ص79.(1/89)
- عطاء بن أبي رباح فرواه عنه مُحَمَّد بن عَلِيّ . وعنه: جَعْفَر . وعنه: سُلَيْمَان بن بِلَال ،وروايته فِي صحيح مسلم ، ورواه، عن عطاء جُرَيْج . وعنه:بن وهب فِي مسلم ، ومُحَمَّد بن ربيعة فِي سنن أبي دَاوُد ،ومعاذ بن معاذ فِي سنن ابن ماجه .
- سُلَيْمَان بن يسار . وعنه: أبي النضر . وعنه: عَمْرُو ابن الحارث . وعنه:بن وهب ،ورايته فِي صحيح البخاري ،وصحيح مسلم ،وسنن أبي دَاوُد ،ومسند أحمد بن حَنْبَل .
- أبو عبد الرَّحْمَن الحبلي . وعنه: حيي بن عبد الله . وعنه: ابن لهيعة ،وروايته فِي مسند أحمد بن حنبل.(1/90)
12] حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ ، يَعْنِي ابن عَبْدِ الْمَجِيدِ ، حَدَّثَنَا جَعْفَر ، عن أَبِيهِ ،عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه -رَضِيَ اللهُ عَنْهما-أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - خَرَجَ عَامَ الْفَتْحِ إِلَى مَكَّةَ فِي رَمَضَانَ ، فَصَامَ ، حَتَّى بَلَغَ كُرَاعَ الْغَمِيمِ (1) [47]) ، فَصَامَ النَّاسُ، ثم دَعَا بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ ، فَرَفَعَهُ، حَتَّى نَظَرَ النَّاسُ إِلَيَّهِ ، ثم شَرِبَ. فَقِيلَ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ:إِنَّ بَعْضَ النَّاسِ قَدْ صَامَ . فَقَالَ : أُولَئِكَ الْعُصَاةُ ، أُولَئِكَ الْعُصَاةُ . وحَدَّثَنَا ه قُتَيْبَة بن سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، يَعْنِي الدَّارَوَرْدِيّ ،عَنْ جَعْفَر بِهَذَا الْإِسْنَادِ ، وزَادَ : فَقِيلَ لَه ُإِنَّ النَّاسَ قَدْ شَقَّ عَلَيْهِمُ الصِّيَامُ ،وَإِنَّمَا يَنْظُرُونَ فِيمَا فَعَلْتَ ، فَدَعَا بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ بَعْدَ الْعَصْرِ (2) [48])
رجال السند :
1- مُحَمَّد بن المثني : تقدم ،وهو ثقة، ثبت
2- عبد الْوَهَّابِ بن عبد المجيد :تقدم ،وهو ثقة
الحكم عَلَى سند الحديث :
__________
(1) - كراع الغميم وهو بفتح الغين المعجمة وهو واد أمام عسفان بثمانية أميال يضاف إِلَيَّه هَذَا الكراع وهو جبل أسود متصل بِهِ والكراع كل أنف سال من جبل أو حرة . صحيح مسلم بشرح النووي (ج 7 / ص 230).
(2) - أخرجه الإمام مسلم – كتاب الصيام – باب جواز الصوم ،والفطر فِي شهر رمضان للمسافر فِي غير معصية إِذَا كَانَ سفره مرحلتين فأكثر ،وأن الأفضل لمن أطاقه بلا ضرر أن يصوم ،ولمن يشق عليه أن يفطر ج3،ص141.
،وأخرجه الترمذي فِي سننه كتاب الصوم من طريق قُتَيْبَة ج2،ص107.
وأخرجه النسائي فِي سننه كتاب الصوم من طريق مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم ج2،ص101.(1/91)
هذا الحديث إسناده صحيح ، وجميع رواته ثقات، ومداره فِي الكتب التسعة عَلَى جَعْفَر بن مُحَمَّد ، فقد رواه عنه ابن الهاد . وعنه: الليث بن سعد فِي سنن النسائي ، و عبد الْعَزِيز الدَّارَوَرْدِيّ . وعنه: قُتَيْبَة بن سعيد ،وروايته فِي صحيح مسلم ،وسنن الترمذي ، وعبد الْوَهَّابِ بن عبد المجيد الثَّقَفِيَّ . وعنه: مُحَمَّد بن الْمُثَنَّى ،وروايته فِي صحيح مسلم .
13] حَدَّثَنَا أبو غَسَّانَ مُحَمَّد بن عَمْرُو ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بن عَبْدِ الْحَمِيدِ، عن يَحْيَى بن سَعِيدٍ ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ ، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه -رَضِيَ اللهُ عَنْهما- فِي حَدِيثِ أَسْمَاء بنتِ عُمَيْسٍ ، حِينَ نُفِسَتْ بِذِي الْحُلَيْفَةِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْه – فَأَمَرَهَا أن تَغْتَسِلَ وتُهِلَّ . (1)
__________
(1) - أخرجه الإمام مسلم فِي كتاب الحج – باب إحرام النفساء ،واستحباب اغتسالها للإحرام ،وكذا الحائض ج4،ص27 ،
و أخرجه النسائي – كتاب الطهارة – باب الاغتسال من النفاس، ج1،ص122، وًفِي كتاب الطهارة – ما تفعل النفساء عِنْدَ الإحرام من حديث عمرو ابن عَلِيّ ،ومُحَمَّد بن الْمُثَنَّى ،ويعقوب بن إبراهيم، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن سعيد حَدَّثَنَا جَعْفَر ج1،ص154 ، وفي كتاب الحيض ،والاستحاضة – ما تفعل النفساء عِنْدَ الإحرام من حديث مُحَمَّد بن قدامة، حَدَّثَنَا جرير، عن يَحْيَى بن سعيد عن جَعْفَر ج1،ص195 ،وفي كتاب مناسك الحج – إهلال النفساء من حديث مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم عن شعيب أنبأنا الليث، عن ابن الهاد عن جَعْفَر ،ومن حديث عَلِيّ بن حجر أنبأنا إسماعيل بن جَعْفَر، حَدَّثَنَا جَعْفَر ج5،ص164.
أخرجه ، أبو داود فِي سننه – كتاب المناسك – باب صفة حجة النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - م1،ص428.
أخرجه ابن ماجه فِي سننه كتاب المناسك – باب النفساء ،والحائض تهل بالحج ، ج2،ص972.
أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3،ص320
و أخرجه الدارمي فِي سننه – كتاب المناسك – باب النفساء ،والحائض إِذَا أرادتا الحج ،ج2،ص33 .(1/92)
[49])
رجال السند :
1- أبو غسان مُحَمَّد بن عَمْرُو ت 241هـ : مُحَمَّد بن عَمْرُو ابن بكر بن سالم ، ويقَالَ مَالِك بن الحُبَاب التميمي العدوي، أبو غسان الرازي الطيالسي، المعروف بزنيج ، ثقة، من العاشرة . روى عن: حكام بن سلم ، وهَارُون بن المغيرة ، وجرير بن عبد الحميد، وغيرهم. روى عنه: مسلم، وأبو دَاوُد ، وابن ماجه، وذكره الدارقطني فِي شيوخ البخاري، وأبو حاتم ،وأبو زرعة ، قَالَ ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول ثنا مُحَمَّد بن عَمْرُو زنيج ،وكان ثقة . وذكره ابن حبان فِي الثقات. قَالَ السراج: مات آخر سنة أربعين أو أول سنة إحدى وأربعين ومائتين (1) [50])
2- جرير بن عبد الحميد ت 188هـ : جرير بن عبد الحميد بن قرط الضبي، أبو عبد الله الرازي القاضي ، ثقة، صحيح الكتاب من الثامنة ، روى عن: عبد الملك بن عمير، وأبي إسحاق الشيباني ،ويَحْيَى بن سعيد الأنصاري ،وغيرهم .وقَالَ العجلي: كوفي ثقة، نزل الري . وقَالَ ابن أبي حاتم: سألت أبي، عن الأحوص ،وجرير ، فِي حديث حصين فَقَالَ : كَانَ جرير أكيس الرجلين، أحب إِلَيَّ . قلت: يحتج بحديثه. قَالَ: نعم جرير ثقة، وهو أحب إِلَيَّ فِي هشام بن عروة من يونس بن بكير . وقَالَ النسائي: ثقة . وقَالَ ابن حبان فِي الثقات :كان من العباد الخشن ، مات سنة ثمان وثمانين ومائة (2) [51])
__________
(1) - انظر : ثقات ابن حبان ج9،ص113، تهذيب التهذيب ج9،ص328، تهذيب الكمال ج26،ص199.
(2) - انظر : ثقات ابن حبان ج6،ص145- تهذيب التهذيب ج2،ص65- سير أعلام النبلاء ج9،ص9.(1/93)
3- يَحْيَى بن سعيد ت 141هـ : يَحْيَى بن سعيد بن قيس بن عَمْرُو ابن سَهْل ، الأنصاري، ثقة، ثبت من الخامسة ، روى عن: أنس بن مَالِك ، وسعيد بن المسيب ، والقاسم بن مُحَمَّد بن أبي بكر الصديق، وجَعْفَر بن مُحَمَّد ، وخلق ،وغيرهم. روى عنه: الزُّهْرِيّ ، ويزيد بن الهاد ، وابن عجلان ، ومَالِك ، وابن إسحاق ، وابن أبي ذنب ، والأوزاعي ، وغيرهم. قَالَ ابن سعد : كَانَ ثقة، كثير الحديث حجة ثبتا .وقَالَ جرير بن عبد الحميد: لم أر أنبل منه . وقَالَ سعيد بن عبد الرَّحْمَن الجمحي: ما رأيت أقرب شبِهِا بالزُّهْرِيّ من يَحْيَى بن سعيد ، ولولاهما لذهب كثير من السنن . وقَالَ ابن أبي حاتم، عن أبيه : يَحْيَى بن سعيد يوازي الزُّهْرِيّ . وعده الثَّوْرِيّ فِي الحفاظ، وابن عُيَيْنَة فِي محدثي الحجاز الذين يجيئون بالحديث عَلَى وجهه ، وابن المديني فِي أصحاب صحة الحديث ،وثقاته، ممن لَيْسَ فِي النفس من حديثهم شيء ، وابن عَمَّار فِي موازين أصحاب الحديث. وقَالَ العجلي: مدني تابعي ثقة، لَهُ فقه ،وكان رجلا صالحا ،وكان قاضيا عَلَى الحيرة . وقَالَ النسائي : ثقة، مأمون . وفي موضع آخر : ثقة، ثبت. وقَالَ أحمد بن حَنْبَل ،ويَحْيَى ابن معين ،وأبو حاتم ،وأبو زرعة : ثقة، مات سنة أربع وأربعين ومائة (1) [52])
الحكم عَلَى سند الحديث :
إسناده صحيح ،وجميع رواته ثقات ، مداره عَلَى جَعْفَر بن مُحَمَّد رواه عنه :
- يَحْيَى بن سعيد . وعنه: جرير بن عبد الحميد فِي صحيح مسلم ،وسنن النسائي ،وسنن الدَّارِمِيّ .
- ابن الهاد . وعنه: الليث بن سعد فِي سنن النسائي .
- إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر فِي سنن النسائي .
- سُفْيَان الثَّوْرِيّ فِي سنن ابن ماجه .
__________
(1) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج5،ص521- تهذيب التهذيب ج11،ص194- سير أعلام النبلاءج5،ص468.(1/94)
14] حَدَّثَنَا أبو بَكْرِ بن أَبِي شَيْبَةَ ، وإِسْحَقُ بن إِبْرَاهِيم ، جَمِيعًا، عن حَاتِمٍ ، قَالَ أبو بَكْرٍ : حَدَّثَنَا حَاتِمُ بن إِسْمَاعِيل الْمَدَنِيّ ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى جَابِر بن عَبْدِ اللَّه ، فَسَأَلَ عن الْقَوْمِ، حَتَّى انْتَهَى إِلَيَّ ، فَقُلْتُ: أَنَا مُحَمَّد بن عَلِيّ بن حُسَيْنٍ، فَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى رَأْسِي، فَنَزَعَ زِرِّي الْأَعْلَى، ثم نَزَعَ زِرِّي الْأَسْفَلَ ، ثم ،وضَعَ كَفَّهُ بَيْنَ ثَدْيَيَّ، وأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ شَابٌّ ، فَقَالَ : مَرْحَبًا بِكَ يَا ابن أَخِي ، سَلْ عَمَّا شِئْتَ . فَسَأَلْتُهُ ، وهُوَ أَعْمَى ، وحَضَرَ وقْتُ الصَّلَاةِ ، فَقَامَ فِي نِسَاجَةٍ (1) [53]) مُلْتَحِفًا بِهَا ، كُلَّمَا وضَعَهَا عَلَى مَنْكِبِهِ، رَجَعَ طَرَفَاهَا إِلَيَّهِ ؛ مِنْ صِغَرِهَا ، ورِدَاؤُهُ إِلَى جَنْبِهِ عَلَى الْمِشْجَبِ (2) [54]) فَصَلَّى بنا . فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي عن حَجَّةِ رَسُولِ اللَّهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- .
__________
(1) - ثوب ملفق. صحيح مسلم بشرح النووي ج8،ص171.
(2) - هو بميم مكسورة، ثم شين معجمة ساكنة، ثم جيم، ثم باء موحدة ،وهو اسم لأعواد يوضع عَلَيْهَا الثياب ،ومتاع البيت، صحيح مسلم بشرح النووي ج8،ص171.(1/95)
فَقَالَ بِيَدِهِ فَعَقَدَ تِسْعًا ، فَقَالَ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- مَكَثَ تِسْعَ سِنِينَ لَمْ يَحُجَّ ، ثم أَذَّنَ فِي النَّاسِ فِي الْعَاشِرَةِ ،أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- حَاجٌّ، فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ بَشَرٌ كَثِيرٌ ، كُلُّهُمْ يَلْتَمِسُ أَنْ يَأْتَمَّ بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - ويَعْمَلَ مِثْلَ عَمَلِهِ، فَخَرَجْنَا مَعَهُ، حَتَّى أَتَيْنَا ذَا الْحُلَيْفَةِ ؛ فَوَلَدَتْ أَسْمَاء بنتِ عُمَيْسٍ ، مُحَمَّد بن أَبِي بَكْرٍ، فَأَرْسَلَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: كَيْفَ أَصْنَعُ؟ قَالَ: اغْتَسِلِي ،واسْتَثْفِرِي (1) [55]) بِثَوْبٍ ، وأَحْرِمِي. فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فِي الْمَسْجِدِ، ثم رَكِبَ الْقَصْوَاءَ (2) [56]) ، حَتَّى إِذَا اسْتَوَتْ بِهِ نَاقَتُهُ عَلَى الْبَيْدَاءِ ، نَظَرْتُ إِلَى مَدِّ بَصَرِي ، بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ رَاكِبٍ ،ومَاشٍ ، وعَنْ يَمِينِهِ مِثْلَ ذَلِكَ، وعَنْ يَسَارِهِ مِثْلَ ذَلِكَ ، ومِنْ خَلْفِهِ مِثْلَ ذَلِكَ ، ورَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- بَيْنَ أَظْهُرِنَا ، وعَلَيْهِ يَنْزِلُ الْقُرْآنُ، وهُوَ يَعْرِفُ تَأْوِيلَهُ ، ومَا عَمِلَ بِهِ مِنْ شَيْءٍ ، عَمِلْنَا بِهِ .
__________
(1) - الاستثفار هو أن تشد فِي ،وسطها شيئا ،وتأخذ خرقة عريضة تجعلها عَلَى محل الدم ،وتشد طرفيها من قدامها ،ومن ،ورائها فِي ذَلِكَ المشدود فِي ،وسطها ، المرجع السابق ج8،ص172.
(2) - اسم لناقة النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - و القصواء التي قطع طرف أذنها ، المرجع السابق ، ج8،ص173.(1/96)
فَأَهَلَّ بِالتَّوْحِيدِ : لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ،إِنَّ الْحَمْدَ والنِّعْمَةَ لَكَ والْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ. وأَهَلَّ النَّاسُ بهذا الَّذِي يُهِلُّونَ بِهِ ، فَلَمْ يَرُدَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- عَلَيْهِمْ شَيْئًا مِنْهُ ، ولَزِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- تَلْبِيَتَهُ ، قَالَ جَابِر -رَضِيَ اللهُ عَنْه-: لَسْنَا نَنْوِي إِلَّا الْحَجَّ ، لَسْنَا نَعْرِفُ الْعُمْرَةَ ، حَتَّى إِذَا أَتَيْنَا الْبَيْتَ مَعَهُ، اسْتَلَمَ الرُّكْنَ ، فَرَمَلَ ثَلَاثَا ، ومَشَى أَرْبَعًا، ثم نَفَذَإِلَى مَقَامِ إِبْرَاهِيم -رَضِيَ اللهُ عَنْه- فَقَرَأَ:(:(واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيم مُصَلًّى ) ) (1) [57]) .فَجَعَلَ الْمَقَامَ بَيْنَهُ وبَيْنَ الْبَيْتِ. فَكَانَ أَبِي (2) [58]) يَقُولُ: ولَا أَعْلَمُهُ ذَكَرَهُ إِلَّا عن النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - كَانَ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، وقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ .
__________
(1) -البقرة/125
(2) - يقصد مُحَمَّد بن عَلِيّ بن الحسين . قَالَ جَعْفَر ،ولا أعلم أبي ذكر تلك القراءة، عن قراءة جَابِر فِي صلاة جَابِر بل، عن جَابِر ، عن قراءة النبي، المرجع السابق ، ج8،ص176.(1/97)
ثم رَجَعَ إِلَى الرُّكْنِ فَاسْتَلَمَهُ، ثم خَرَجَ مِنَ الباب إِلَى الصَّفَا ، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الصَّفَا قَرَأَ: ( (إِنَّ الصَّفَا والْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ) )) (1) [59]) ، أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ ، فَبَدَأَ بِالصَّفَا ، فَرَقِيَ عَلَيْهِ حَتَّى رَأَى الْبَيْتَ، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ ، فَوَحَّدَ اللَّهَ ،وكَبَّرَهُ ، وقَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ ،ولَهُ الْحَمْدُ ،وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وحْدَهُ أَنْجَزَ وعْدَهُ ، ونَصَرَ عَبْدَهُ ، وهَزَمَ الْأَحْزَابَ وحْدَهُ. ثم دَعَا بَيْنَ ذَلِكَ .
__________
(1) [59] - البقرة/158(1/98)
قَالَ مِثْلَ هَذَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، ثم نَزَلَ إِلَى الْمَرْوَةَ ، حَتَّى إِذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ فِي بَطْنَ الْوَادِي (1) [60]) ، حَتَّى إِذَا صَعِدَتَا مَشَى ، حَتَّى أَتَى الْمَرْوَةَ ، فَفَعَلَ عَلَى الْمَرْوَةَ كَمَا فَعَلَ عَلَى الصَّفَا ، حَتَّى إِذَا كَانَ آخِرُ طَوَافِهِ عَلَى الْمَرْوَةَ ، فَقَالَ : لَوْ أَنِّي اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ، َمْ أَسُقِ الْهَدْيَ ، وجَعَلْتُهَا عُمْرَةً ، فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ لَيْسَ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيَحِلَّ ، ولْيَجْعَلْهَا عُمْرَةً . فَقَامَ سُرَاقَةُ بن مَالِك بن جُعْشُمٍ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلِعَامِنَا هَذَا أَمْ لِأَبَدٍ ؟ فَشَبَّكَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- أَصَابِعَهُ ،واحِدَةً فِي الْأُخْرَى ،وقَالَ : دَخَلَتِ الْعُمْرَةُ فِي الْحَجِّ مَرَّتَيْنِ ، لَا بَلْ لِأَبَدٍ أَبَدٍ .
__________
(1) - هكذا هو فِي النسخ ،وكذا نقله القاضي عياض، عن جميع النسخ قَالَ وفيه إسقاط لفظة لَا بد منها ،وهي حَتَّى انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ رَمَلَ فِي بَطْنَ الْوَادِي ،ولا بد منها ،وقد ثبتت هذه اللفظة فِي غير رواية مسلم ،وكذا ذكرها الحميدى فِي الجمع بين الصحيحين ،وفي الموطأ حَتَّى إِذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ فِي بَطْنَ الْوَادِي سعى حَتَّى خَرَجَ منه ،وهو بمعنى رَمَلَ هَذَا كلام القاضي ،وقد ،وقع فِي بعض نسخ صحيح مسلم حَتَّى إِذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ فِي بَطْنَ الْوَادِي سعى كَمَا ،وقع فِي الموطأ ،وغيره صحيح مسلم بشرح النووي م- (ج 8 / ص 178)(1/99)
وقَدِمَ عَلِيّ مِنَ الْيَمَن بِبُدْنِ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - فَوَجَدَ فَاطِمَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْها- مِمَّنْ حَلَّ ، ولَبِسَتْ ثِيَابًا صَبِيغًا (1) [61]) ، واكْتَحَلَتْ ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهَا . فَقَالَتْ:إِنَّ أَبِي أَمَرَنِي بهذا . قَالَ : فَكَانَ عَلِيّ يَقُولُ بِالْعِرَاقِ : فَذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- مُحَرِّشًا (2) [62]) عَلَى فَاطِمَةَ لِلَّذِي صَنَعَتْ، مُسْتَفْتِيًا لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فِيمَا ذَكَرَتْ عَنْهُ ، فَأَخْبَرْتُهُ أَنِّي أَنْكَرْتُ ذَلِكَ عَلَيْهَا . فَقَالَ : صَدَقَتْ ، صَدَقَتْ. مَاذَا قُلْتَ حِينَ فَرَضْتَ الْحَجَّ ؟ قَالَ: قُلْتُ اللهم إِنِّي أُهِلُّ بِمَا أَهَلَّ بِهِ رَسُولُكَ. قَالَ : فَإِنَّ مَعِيَ الْهَدْيَ فَلَا تَحِلُّ . قَالَ : فَكَانَ جَمَاعَةُ الْهَدْيِ الَّذِي قَدِمَ بِهِ عَلِيّ مِنَ الْيَمَن، والَّذِي أَتَى بِهِ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- مِائَةً .قَالَ: فَحَلَّ النَّاسُ كُلُّهُمْ ، وقَصَّرُوا، إِلَّا النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - ومَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ .
__________
(1) - لَبِسَتْ ثياباً صَبِيغاً أَي مَصْبوغة غير بيض ،وهي فَعِيل بمعنى مَفْعول لسان العرب – حرف الغين ، مادة (صبغ)
(2) - التحريش الإغراء ،والمراد هنا أن يذكر لَهُ ما يقتضى عتابِهَا ، المرجع السابق ج8،ص179.(1/100)
فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَة ، تَوَجَّهُوا إِلَى مِنًى ، فَأَهَلَّوا بِالْحَجِّ ، ورَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - فَصَلَّى بِهَا الظُّهْرَ ،والْعَصْرَ ،والْمَغْرِبَ والْعِشَاءَ ،والْفَجْرَ ، ثم مَكَثَ قَلِيلًا ، حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ ، وأَمَرَ بِقُبَّةٍ مِنْ شَعَرٍ تُضْرَبُ لَهُ بنمِرَةَ ، فَسَارَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - ولَا تَشُكُّ قُرَيْشٌ إِلَّا أَنَّهُ واقِفٌ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ، كَمَا كَانَتْ قُرَيْشٌ تَصْنَعُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَأَجَازَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - حَتَّى أَتَى عَرَفَةَ فَوَجَدَ الْقُبَّةَ قَدْ ضُرِبَتْ لَهُ بنمِرَةَ ، فَنَزَلَ بِهِا، حَتَّى إِذَا زَاغَتِ الشَّمْسُ، أَمَرَ بِالْقَصْوَاءِ فَرُحِلَتْ لَهُ ، فَأَتَى بَطْنَ الْوَادِي ، فَخَطَبَ النَّاسَ ،وقَالَ :إِنَّ دِمَاءَكُمْ ،وأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا ، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا ، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا ، ألا كُلُّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمَيَّ مَوْضُوعٌ ، ودِمَاءُ الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعَةٌ ، وإِنَّ أَوَّلَ دَمٍ أَضَعُ مِنْ دِمَائِنَا: دَمُ ابن رَبِيعَةَ بن الْحَارِثِ ، كَانَ مُسْتَرْضِعًا فِي بني سَعْدٍ ، فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ. ورِبَا الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ ، وأَوَّلُ رِبًا أَضَعُ : رِبَانَا، رِبَا عَبَّاس بن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فَإِنَّهُ مَوْضُوعٌ كُلُّهُ .(1/101)
فَاتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ؛ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللَّهِ ، واسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ ، ولَكُمْ عَلَيْهِنَّ :أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ، فَإِنْ فَعَلْنَ ذَلِكَ؛ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ ، ولَهُنَّ عَلَيْكُمْ : رِزْقُهُنَّ ،وكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ . وقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ ،إِنَّ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ : كِتَابُ اللَّهِ ، وأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّي فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟ قَالَوا : نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ، وأَدَّيْتَ ونَصَحْتَ .فَقَالَ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ يَرْفَعُهَا إِلَى السَّمَاءِ ،ويَنْكُتُهَا إِلَى النَّاسِ : اللهم اشْهَدْ، اللهم اشْهَدْ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، ثم أَذَّنَ، ثم أَقَامَ فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثم أَقَامَ فَصَلَّى الْعَصْرَ، ولَمْ يُصَلِّ بَيْنَهُمَا شَيْئًا ، ثم رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم – حَتَّى أَتَى الْمَوْقِفَ ، فَجَعَلَ بَطْنَ نَاقَتُهُ الْقَصْوَاءِ إِلَى الصَّخَرَاتِ ، وجَعَلَ حَبْلَ الْمُشَاةِ بَيْنَ يَدَيْهِ، واسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ ،فَلَمْ يَزَلْ واقِفًا، حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ ، وذَهَبَتِ الصُّفْرَةُ قَلِيلًا ، حَتَّى غَابَ الْقُرْصُ. وأَرْدَفَ أُسَامَةَ خَلْفَهُ ، ودَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - وقَدْ شَنَقَ لِلْقَصْوَاءِ الزِّمَامَ (1) [63])، حَتَّى إِنَّ رَأْسَهَا لَيُصِيبُ مَوْرِكَ (2)
__________
(1) - معنى شنق ضم، وضيق، وهو بتخفيف النون، صحيح مسلم بشرح النووي (ج 8 / ص 186).
(2) - قطعة آدَمَ يتورك عَلَيْهَا الراكب تجعل فِي مقدم الرحل شبِهِ المخدة الصغيرة، المرجع السابق، ج8،ص186..(1/102)
[64]) رَحْلِهِ ، ويَقُولُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى: أَيُّهَا النَّاسُ السَّكِينَةَ ، السَّكِينَةَ، كُلَّمَا أَتَى حِبْلًا (1) [65]) مِنَ الْحِبَالِ أَرْخَى لَهَا قَلِيلًا ، حَتَّى تَصْعَدَ ، حَتَّى أَتَى الْمُزْدَلِفَةَ فَصَلَّى بِهَا الْمَغْرِبَ والْعِشَاءَ بِأَذَانٍ واحِدٍ وإِقَامَتَيْنِ وإِقَامَتَيْنِ ، ولَمْ يُسَبِّحْ بَيْنَهُمَا شَيْئًا . ثم اضْطَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ، وصَلَّى الْفَجْرَ حِينَ تَبَيَّنَ لَهُ الصُّبْحُ بِأَذَانٍ وإِقَامَةٍ، ثم رَكِبَ الْقَصْوَاءَ ، حَتَّى أَتَى الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ ، فَدَعَاهُ ،وكَبَّرَهُ ،وهَلَّلَهُ ،ووَحَّدَهُ ، فَلَمْ يَزَلْ واقِفًا، حَتَّى أَسْفَرَ جِدًّا (2)
__________
(1) - التل اللطيف من الرَمَلَ الضخم، المرجع السابق، ج8، ص178.
(2) - الضمير فِي أسفر يعود إلى الفجر المذكور أولا، وقوله (جدا) بكسر الجيم أي إسفارا بليغا، المرجع السابق، ج8، ص189..(1/103)
[66]) ، فَدَفَعَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ ، وأَرْدَفَ الْفَضْلَ بن عَبَّاس ، وكَانَ رَجُلًا حَسَنَ الشَّعْرِ ، أَبْيَضَ وسِيمًا ، فَلَمَّا دَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - مَرَّتْ بِهِ ظُعُنٌ (1) [67]) يَجْرِينَ ، فَطَفِقَ الْفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيَّهِنَّ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يَدَهُ عَلَى وجْهِ الْفَضْلِ ، فَحَوَّلَ الْفَضْلُ وجْهَهُ إِلَى الشِّقِّ الْآخَرِ يَنْظُرُ ، فَحَوَّلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يَدَهُ مِنَ الشِّقِّ الْآخَرِ ، عَلَى وجْهِ الْفَضْلِ يَصْرِفُ وجْهَهُ مِنَ الشِّقِّ الْآخَرِ يَنْظُرُ ، حَتَّى أَتَى بَطْنَ مُحَسِّرٍ (2) [68]) فَحَرَّكَ قَلِيلًا، ثم سَلَكَ الطَّرِيقَ الْوُسْطَى الَّتِي تَخَرَجَ عَلَى الْجَمْرَةِ الْكُبْرَى ، حَتَّى أَتَى الْجَمْرَةَ الَّتِي عِنْدَ الشَّجَرَةِ ، فَرَمَاهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ ، يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ مِنْهَا ، مِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ (3)
__________
(1) -الظعن بضم الظاء ،والعين ،ويجوز أسكان العين جميع ظعينة كسفينة ،وسفن ،وأصل الظعينة البعير الَّذِي عليه امرأة، ثم تسمى بِهِ المرأة مجازا لملابستها البعير، صحيح مسلم بشرح النووي (ج 8 / ص 189)
(2) - هو ،واد بين منى ،ومزدلفة سميت بِهِ لأن فيل أبرهة كل فيه ،وأعيى فحسر أصحابِهِ بفعله ،وأوقعهم فِي الحسرات ، مُحَمَّد عبد الرؤوف المناوي، فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير ،ضبطه ،وصححه أحمد عبد السلام، بيروت:دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1415 ه - 1994 م (ج 5 / ص 35)
(3) - بفتح الخاء المعجمة ،وسكون الذال المعجمة ،وبالفاء قَالَ العلماء حصى الخذف كقدر حبة الباقلاء ، تحفة الأحوذي (ج 3 / ص 536)..(1/104)
[69]) ، رَمَى مِنْ بَطْنِ الْوَادِي ، ثم انْصَرَفَ إِلَى الْمَنْحَرِ ، فَنَحَرَ ثَلَاثَا وستينَ بِيَدِهِ ، ثم أَعْطَى عَلِيًّا ، فَنَحَرَ مَا غَبَرَ ، وأَشْرَكَهُ فِي هَدْيِهِ، ثم أَمَرَ مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ بِبَضْعَةٍ ، فَجُعِلَتْ فِي قِدْرٍ ، فَطُبِخَتْ فَأَكَلَا مِنْ لَحْمِهَا ، وشَرِبَا مِنْ مَرَقِهَا ، ثم رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - فَأَفَاضَ إِلَى الْبَيْتِ ، فَصَلَّى بِمَكَّةَ الظُّهْرَ ، فَأَتَى بني عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَسْقُونَ عَلَى زَمْزَمَ ، فَقَالَ : انْزِعُوا بني عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فَلَوْلَا أَنْ يَغْلِبَكُمُ النَّاسُ عَلَى سِقَايَتِكُمْ ، لَنَزَعْتُ مَعَكُمْ ، فَنَاوَلُوهُ دَلْوًا فَشَرِبَ مِنْهُ . وحَدَّثَنَا عُمَر بن حَفْص بن غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: أَتَيْتُ جَابِر بن عَبْدِ اللَّه ، فَسَأَلْتُهُ، عن حَجَّةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - وسَاقَ الْحَدِيثَ بنحْوِ حَدِيثِ حَاتِمِ بن إِسْمَاعِيلَ. وزَادَ فِي الْحَدِيثِ : وكَانَتِ الْعَرَبُ يَدْفَعُ بِهِمْ ، أبو سَيَّارَةَ (1)
__________
(1) - دفع بِهِم أي فِي الجاهلية ، أبو سيارة بسين مهملة، ثم ياء مثناة تَحْتَ مشددة اسمه عميلة بن الأعزل ..الديباج عَلَى مسلم (ج 6 / ص 325)(1/105)
[70]) عَلَى حِمَارٍ عُرْيٍ ، فَلَمَّا أَجَازَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ ، بِالْمَشْعَرِ الْحَرَامِ لَمْ تَشُكَّ قُرَيْشٌ أَنَّهُ سَيَقْتَصِرُ عَلَيْهِ، ويَكُونُ مَنْزِلُهُ ، ثم فَأَجَازَ ، ولَمْ يَعْرِضْ لَهُ، حَتَّى أَتَى عَرَفَاتٍ فَنَزَلَ (1)
__________
(1) - أخرجه الإمام مسلم فِي كتاب الحج – باب حجة النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - ، ج4،ص39 ،وفي نفس الباب أيضاً من طريق سُلَيْمَان بن عبيد الله ، أبو أيوب الغيلاني ج4،ص30-ومن طريق إسماعيل بن أويس، عن مَالِك ،ج4،ص31-ومن طريق مُحَمَّد بن حاتم ج4،ص36ص37 - ،ومن طريق عبد الملك بن أبي سُلَيْمَان، عن عطاء ج4،ص37- ،ومن طريق بن نمير ج4،ص37- ،ومن طريق مُحَمَّد بن معُمَر بن ربعي القيسي،ج4،ص38- ،ومن طريق خلف بن هشام ،وأبو الربيع ،وقتيبة، عن حماد،ج4،ص38- ،ومن طريق عُمَر بن حَفْص بن غِيَاث ج4،ص43 .ومن طريق إسحاق بن إبراهيم، عن يَحْيَى بن آدَمَ ج4،ص43.
وأخرجه الإمام البخاري فِي صحيحه كتاب الحج باب قوله تعالى " يأتوك رجالاً ،وعلى كل ضامرٍ يأتين من كل فجٍ عميق" من طريق إِبْرَاهِيمَ بن موسى أَخْبَرَنَا الوليد، حَدَّثَنَا الأوزاعي سمع عطاء يحدث عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه ج1،ص276. وفي باب التمتع ،والإقران ،والإفراد بالحج ،وفسخ الحج لمن لم يكن مَعَهُ هدي من طريق أبي نعيم، حَدَّثَنَا أبو شهاب ج1،ص285-286. وفي باب تقضي الحائض المناسك كلها إِلَّا الطواف بالبيت ،وإِذَا سعى عَلَى غير ،وضوء بين الصفا ،والْمَرْوَةَ من طريق مُحَمَّد بن الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا عبد الْوَهَّابِ ، حَدَّثَنَا حبيب المعلم، عن عطاء، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه ج1، ص299-300. وفي باب عمرة التنعيم من طريق مُحَمَّد بن الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا عبد الْوَهَّابِ ، عن حبيب المعلم، عن عطاء حَدَّثَنِي جَابِر ج1،ص321.
وأخرجه الترمذي فِي سننه كتاب الحج باب ما جاء من أي موضع أحرم النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- من طريق ابن أبي عمر، حَدَّثَنَا سفيان بن عيينة، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أبيه، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه ،ج2،ص157. وفي باب ما جاء كيف الطواف من طريق محمود بن غيلان، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن آدَمَ أَخْبَرَنَا سفيان الثوري، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أبيه، عن جَابِر ج2،ص173. وفي باب ما جاء فِي الرَمَلَ من حجر إلى الحجر من طريق عَلِيّ بن خشرم أَخْبَرَنَا عبد الله بن ،وهب، عن مَالِك بن أنس عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أبيه، عن جَابِر ج2،ص174. وفي باب ما جاء أنه يبدأ بالصفا قبل الْمَرْوَةَ أيضاً من طريق ابن أبي عمر ج2،ص176. وفي باب ما جاء فِي الإفاضة من عرفات أيضاً من طريق محمود بن غيلان ج2، ص186. وفي باب ما جاء أن الجمار التي يرمى بِهَا مِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ من طريق مُحَمَّد بن بشار، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن سعيد الْقَطَّان حَدَّثَنَا بن جريج، عن أبي الزبير، عن جَابِر ج2،ص191. وفي كتاب المناقب باب مناقب أهل بيت النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- من طريق نصر بن عبد الرَّحْمَن الكوفي، حَدَّثَنَا زيد بن الحسن الأنماطي، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أبيه، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه ج5،ص327.
وأخرجه الإمام النسائي فِي سننه كتاب الطهارة باب ما تفعل النفساء عِنْدَ الإحرام من طريق عمرو بن عَلِيّ ،ومُحَمَّد بن الْمُثَنَّى ،ويعقوب بن إبراهيم، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن سعيد حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد حَدَّثَنِي أبي، عن جَابِر ج1،ص154، وبنفس الطريق فِي باب اغتسال النفساء عِنْدَ الإحرام ج1،ص291. وفي كتاب مناسك الحج باب الكراهية فِي الثياب المصبغة للمحرم من طريق مُحَمَّد بن الْمُثَنَّى ج5،ص143،وفي باب ترك التسمية عِنْدَ الإهلال من طريق يعقوب بن إِبْرَاهِيمَ ج5،ص156، وفي باب الحج بغير نية يقصده المحرم من طريق مُحَمَّد بن الْمُثَنَّى ،وعمران بن يزيد ج5،ص157. وفي باب العمل فِي الإهلال من طريق عمران بن يزيد أنبأنا شعيب أخبرني بن جُرَيْج سمعت جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أبيه، عن جَابِر ج5،ص162. وفي باب إهلال النفساء من طريق مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب أنبأنا الليث، عن بن الهاد، عن جَعْفَر ، ومن طريق عَلِيّ بن حجر أنبأنا إسماعيل بن جَعْفَر، حَدَّثَنَا جَعْفَر، عن أبيه ج5،ص164. وفي باب فِي المُهِلَّة بالعمرة تحيض ،وتخاف فوت الحج من طريق قتيبة، حَدَّثَنَا الليث، عن أبي الزبير، عن جَابِر ج5،ص165. وفي باب سوق الهدي من طريق عمران بن يزيد ج5،ص176. وفي باب إباحة فسخ الحج بعمرة لمن لم يسق الهدي من طريق يعقوب بن إِبْرَاهِيمَ ج5،ص178. وفي باب الوقت الَّذِي، وافى فيه النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- مكة من طريق عمران بن يزيد ج5، ص178. وفي باب كيف يطوف أول ما يقدم ،وعلى أي شقيه يأخذ إِذَا استلم الحجر من طريق عبد الأعلى بن ،واصل بن عبد الأعلى، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن آدَمَ ، عن سفيان، عن جَعْفَر ج5،ص228.وفي باب الرَمَلَ من الحجر إلى الحجر من طريق مُحَمَّد بن سلمة ،والحارث بن مسكين، عن ابن القاسم حَدَّثَنِي مَالِك، عن جَعْفَر ج5،ص230. وفي باب القول بعد ركعتي الطواف من طريق مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم ج5،ص240. وفي باب القول بعد ركعتي الطواف من طريق عَلِيّ بن حجر ج5،ص236. وفي باب القراءة فِي ركعتي الطواف من طريق عمرو بن عُثْمَان بن سعيد بن كثير، عن الوليد، عن مَالِك، عن جَعْفَر ج5، ص236. وفي باب ذكر الصفا ،والْمَرْوَةَ من طريق مُحَمَّد بن سلمة ،ويعقوب بن إِبْرَاهِيمَ ج5،ص239.وفي باب موضع القيام عَلَى الصفا من طريق يعقوب بن إِبْرَاهِيمَ ج5،ص240. وفي باب التكبير عَلَى الصفا من طريق مُحَمَّد بن سلمة ج5،ص240. وفي باب التهليل عَلَى الصفا من طريق عمران بن يزيد ج5،ص240 . وفي باب الذكر، والدعاء عَلَى الصفا من طريق مُحَمَّد بن عبد الله بن الحكم ج5، ص241. وفي باب الطواف بين الصفا ،والْمَرْوَةَ عَلَى الراحلة من طريق عمران بن يزيد ج5،ص241.وفي باب موضع المشي من طريق مُحَمَّد بن سلمة ،والحارث بن مسكين ج5،ص243. وفي باب موضع الرَمَلَ من طريق مُحَمَّد بن الْمُثَنَّى ج5،ص243. وفي باب موضع القيام عَلَى الْمَرْوَةَ من طريق مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم ج5،ص244. وفي باب التكبير عَلَيْهَا من طريق عَلِيّ بن جحر ج5، ص244. وفي باب المتمتع متى يهل بالحج من طريق إسماعيل بن مسعود، حَدَّثَنَا خالد، حَدَّثَنَا عبد الملك، عن عطاء، عن جَابِر ج5، ص248. وفي باب الأمر بالسكينة فِي الإفاضة من عرفة من طريق مُحَمَّد بن منصور، حَدَّثَنَا أبو نعيم، حَدَّثَنَا سفيان، عن أبي الزبير، عن جَابِر ، ومن طريق أبي داود، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بن حرب، حَدَّثَنَا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي الزبير، عن جَابِر ج5،ص258.وفي باب الإيضاع فِي ،وادي مُحَسِّرٍ من طريق إِبْرَاهِيمَ بن مُحَمَّد ، حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عن سفيان، عن أبي الزبير، عن جَابِر ،ومن طريق إِبْرَاهِيمَ بن هَارُون ج5،ص267،ص268. وفي باب المكان الَّذِي ترمى منه جمرة العقبة من طريق مُحَمَّد بن آدَمَ ، عن عبد الرحيم، عن عبيد الله بن عمر ،ومن طريق مُحَمَّد بن بشار، عن يَحْيَى ، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جَابِر ج5،ص274. وفي باب عدد الحصى التي يرمى بِهَا الجمار من طريق إِبْرَاهِيمَ بن هَارُون ج5،ص275. وفي كتاب الضحايا باب ذبح الرجل غير أضحيته من طريق مُحَمَّد بن سلمة ،والحارث بن مسكين ج7،ص231.
وأخرجه ، أبو داود فِي سننه كتاب المناسك باب فِي إفراد الحج من طريق العَبَّاس بن الوليد بن مزيد أخبرني أبي حَدَّثَنِي الأوزاعي حَدَّثَنِي من سمع عطاء بن أبي رباح حَدَّثَنِي جَابِر ، ومن طريق موسى بن إسماعيل، حَدَّثَنَا حماد، عن قيس بن سعد، عن عطاء بن أبي رباح عن جَابِر ،ومن طريق أحمد بن حنبل، حَدَّثَنَا عبد الْوَهَّابِ الثَّقَفِيَّ ، حَدَّثَنَا حبيب المعلم، عن عطاء ج1،ص402. وفي باب كيف التلبية من طريق القعنبي، عن مَالِك، عن نافع عن عبد الله بن عمر ج1،ص407. وفي باب صفة حجة النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- من طريق عبد الله بن مُحَمَّد النُّفَيْلِيّ ،وعُثْمَان بن أَبِي شَيْبَةَ ،وهشام بن عَمَّار ،وسُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن ، حَدَّثَنَا حاتم بن إسماعيل، حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أبيه ج1،ص428، ومن طريق عبد الله بن مسلمة، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بن بِلَال ،ومن طريق أحمد بن حنبل، حَدَّثَنَا عبد الْوَهَّابِ الثَّقَفِيَّ ،ويَحْيَى بن سعيد، عن جَعْفَر ج1،ص428، وفي باب التعجيل من جمع من طريق مُحَمَّد بن كثير حَدَّثَنَا سفيان حَدَّثَنِي ، أبو الزبير، عن جَابِر ج1،ص434.
وأخرجه ابن ماجه فِي سننه كتاب المناسك باب النفساء ،والحائض تهل بالحج من طريق عَلِيّ بن مُحَمَّد ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن آدَمَ ، عن سفيان، عن جَعْفَر م2،ص972. وفي باب التلبية من طريق زيد بن أخزم، حَدَّثَنَا مؤمل بن إسماعيل، حَدَّثَنَا سفيان، عن جَعْفَر م2،ص974. وفي باب الرَمَلَ حول البيت من طريق عَلِيّ بن مُحَمَّد ، حَدَّثَنَا أبو الحسين العكلي، عن مَالِك بن أنس عن جَعْفَر م2،ص983. وفي باب الركعتين بعد الطواف من طريق العَبَّاس بن عُثْمَان ، حَدَّثَنَا الوليد بن مسلم عن مَالِك بن أنس عن جَعْفَر م2،ص987. وفي باب الإفراد بالحج من طريق هشام بن عَمَّار ، حَدَّثَنَا عبد العزيز الداروردي ،وحاتم بن إسماعيل، عن جَعْفَر م2،ص988. وفي باب فسخ الحج من طريق عبد الرَّحْمَن ابن إِبْرَاهِيمَ الدمشقي م2،ص988.وفي باب الوقوف بجمع من طريق مُحَمَّد بن الصباح حَدَّثَنَا عبد الله بن رجاء المكي، عن الثوري قَالَ أبو الزبير، حَدَّثَنَا جَابِر م2،ص1006. وفي باب حجة الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- من طريق هشام بن عَمَّار ، حَدَّثَنَا حاتم بن إسماعيل، حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد م2،ص1022.وفي كتاب الأضاحي باب الأكل من لحوم الأضاحي من طريق هشام بن عَمَّار م2،ص1055.
وأخرجه الإمام أحمد بن حَنْبَل فِي مسنده ، فِي باقي مسند المكثرين من طريق ،وكيع، حَدَّثَنَا سفيان، عن أبي الزبير، عن جَابِر ج3،ص301. ومن طريق يَحْيَى بن سعيد عن عبد الملك، عن عطاء، عن جَابِر ج3،ص302. ومن طريق عبد الْوَهَّابِ الثَّقَفِيَّ ، حَدَّثَنَا حبيب المعلم، عن عطاء حَدَّثَنِي جَابِر ج3،ص305. ومن طريق يَحْيَى بن سعيد عن ابن جُرَيْج أخبرني ، أبو الزبير ج3،ص313. ومن طريق إسماعيل أَخْبَرَنَا ابن جريج، عن عطاء ج3،ص317.ومن طريق يَحْيَى ، حَدَّثَنَا جَعْفَر حَدَّثَنِي أبي ج3،ص320.ومن طريق عفان، حَدَّثَنَا حماد أَخْبَرَنَا قيس بن سعد، عن عطاء، عن جَابِر ج3،ص362.، ومن طريق أبي أحمد ، حَدَّثَنَا سفيان، عن أبي الزبير ج3،ص367. ومن طريق أبي داود، حَدَّثَنَا رباح المكي، عن أبي الزبير ج3،ص371.ومن طريق مُحَمَّد بن بكر أَخْبَرَنَا ابن جُرَيْج أخبرني ، أبو الزبير ج3،ص378. ومن طريق روح، حَدَّثَنَا الثوري، عن أبي الزبير ج3،ص391.
وأخرجه الإمام مَالِك فِي موطئه كتاب الحج باب الرَمَلَ فِي الطواف من طريق جَعْفَر بن مُحَمَّد ج1، ص305. وفي باب البدء بالصفا فِي السعي بنفس الطريق ج1، ص311، وبنفس الطريق فِي باب جامع السعي ج1، ص313.
وأخرجه الدارمي فِي سننه كتاب المناسك باب فِي سنة الحج من طريق إسماعيل بن أبان، حَدَّثَنَا حاتم بن إسماعيل، عن جَعْفَر ج2،ص49. وفي باب الرمي بمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ من طريق عبيد الله بن موسى، عن سفيان، عن أبي الزبير ج2،ص62.(1/106)
[71])
رجال السند :
1- أبو بكر بن أَبِي شَيْبَةَ : تقدم ،وهو ثقة، حافظ
2- إسحاق بن إِبْرَاهِيمَ : ثقة، حافظ
3- حاتم بن إِسْمَاعِيل : صدوق صحيح الكتاب
4- عُمَر بن حَفْص ت 222هـ : عُمَر بن حَفْص بن غِيَاث بن طلق بن معاوية النخعي، أبو حَفْص الْكُوفِيّ ، ثقة، ربما ،وهم من العاشرة ، روى عن: أبيه ،وابن إدريس ، وأبي بكر بن عَيَّاش ، وغيرهم .وعنه: البخاري ، ومسلم ، وأبو دَاوُد ، والترمذي ، والنسائي لَهُ بواسطة ، قَالَ أبو حاتم : ثقة . وذكره ابن حبان فِي الثقات ،وقَالَ : ربما أخطأ . وقَالَ العجلي ،وأبو زرعة: ثقة . وقَالَ ابن شاهين فِي الثقات : قَالَ أحمد : صدوق . مات سنة اثنتين ،وعشرين ومائتين (1) [72])
__________
(1) - انظر : ثقات ابن حبان ج8،ص445- تهذيب التهذيب ج7،ص381- سير أعلام النبلاء ج10،ص639.(1/107)
5- حَفْص بن غِيَاث ت 94هـ : حَفْص بن غِيَاث بن طلق بن معاوية بن مَالِك بن الحارث بن ثعلبة النخعي ، أبو عمر الْكُوفِيّ ،وقاضي بغداد ، ثقة، فقيه تغير قليلاً بأخرة من العاشرة . روى عن: جده ،وإِسْمَاعِيل بن أبي خالد ، ويَحْيَى بن سعيد الأنصاري، وهشام بن عروة، والأعمش، والثوري، وجَعْفَر الصادق ، وغيرهم. وروى عنه: أحمد ، وإسحاق ، وعَلِيّ ، وابنا أَبِي شَيْبَةَ، وابن معين ، وابنه عُمَر بن حَفْص بن غِيَاث ، والحسن بن عرفة ، وجماعة . وروى عنه: يَحْيَى الْقَطَّان، وقَالَ إسحاق بن منصور ،وغيره، عن ابن معين : ثقة . وقَالَ العجلي : ثقة، مأمون فقيه . وقَالَ أبو حاتم : حَفْص أتقن ،وأحفظ من أبي خالد الأحمر . وقَالَ الدوري، عن ابن معين : حَفْص أثبت من عبد الواحد بن زياد . وقَالَ النسائي ،وابن خراش: ثقة . وقَالَ ابن معين : جميع ما حدث بِهِ ببغداد من حفظه. وقَالَ أبو جَعْفَر مُحَمَّد بن الحسين البغدادي : قلت لأبي عبد الله: من أثبت عندك شعبة أو حَفْص بن غياث؟ يعني فِي جَعْفَر بن مُحَمَّد ، فَقَالَ : ما منهما إِلَّا ثبت ،وحَفْص أكثر رواية ، والقليل من شعبة كثير. مات سنة أربع وتسعين ومائة (1) [73])
الحكم عَلَى سند الحديث :
__________
(1) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج6،ص200- تهذيب التهذيب ج2،ص357- سير أعلام النبلاء ج9،ص22.(1/108)
إسناده صحيح ،وجميع رواته ثقات ، و هَذَا الحديث من أشهر مرويات الإمام جَعْفَر الصادق .وقد رواه عنه خلق فِي جميع كتب السنة ، يسمى بالحديث الكبير ، وقد رواه معظم أئمة الحديث بتمامه، ومقطعاً ،ومختصراً ، ومدار هَذَا الحديث الصحابي الجليل جَابِر بن عَبْدِ اللَّه الأنصاري، رواه عنه جماعة ،واشتهر من أكثر من طريق ، فاشتهر من طريق عطاء بن أبي رباح، رواه عنه : الأوزاعي فِي صحيح البخاري، وسنن النسائي ، وسنن أبي داود، وسنن ابن ماجه ، وأبو شهاب فِي صحيح البخاري ، وحبيب المعلم فِي صحيح البخاري ،وسنن أبي دَاوُد ،ومسند أحمد بن حَنْبَل ، وعبد الملك بن أبي سُلَيْمَان فِي صحيح مسلم ،وسنن النسائي ،ومسند أحمد بن حَنْبَل ، وموسى بن نافع فِي صحيح مسلم ، وأبو بشر فِي صحيح مسلم ، وابن جُرَيْج فِي سنن النسائي ،ومسند أحمد بن حنبل.
واشتهر من طريق أبي الزبير فرواه عنه :ابن جُرَيْج فِي صحيح مسلم، وسنن النسائي ، وسنن الترمذي ، ومسند أحمد بن حَنْبَل ، وسُفْيَان بن عُيَيْنَة فِي سنن النسائي ، وسنن الترمذي ، وسنن ، أبو دَاوُد ، وسنن الدَّارِمِيّ ، ومسند أحمد بن حَنْبَل ، والليث بن سعد فِي سنن النسائي ، وسُفْيَان الثَّوْرِيّ فِي سنن النسائي، وسنن ابن ماجه، ومسند أحمد بن حَنْبَل ، ورباح المكي فِي مسند أحمد بن حَنْبَل ، وأيوب فِي سنن النسائي .(1/109)
واشتهر من طريق جَعْفَر بن مُحَمَّد الصادق ،وهو أشهرهم فرواه عنه : حَفْص بن غِيَاث فِي صحيح مسلم ، وسُفْيَان بن عُيَيْنَة فِي صحيح مسلم ، وسنن النسائي ، وسنن الترمذي ، وسنن ابن ماجه ، وسُفْيَان الثَّوْرِيّ فِي سنن النسائي ،وسنن الترمذي ، ومَالِك بن أنس فِي سنن النسائي، وسنن الترمذي، وسنن ابن ماجه، وموطأ مَالِك ، وزيد بن الحسن الْأَنْمَاطِيّ فِي سنن الترمذي ، ويَحْيَى بن سعيد فِي سنن النسائي، وسنن أبي دَاوُد ، ومسند أحمد بن حَنْبَل ، وحاتم بن إِسْمَاعِيل فِي سنن النسائي ، وسنن أبي دَاوُد ، وسنن ابن ماجه ، وابن جريج، وابن الهاد ،وإِسْمَاعِيل بن جَعْفَر فِي سنن النسائي ، وسُلَيْمَان بن بِلَال ، وعبد الْوَهَّابِ بن عبد المجيد الثَّقَفِيَّ فِي سنن أبي دَاوُد ، وعبد الْعَزِيز الدَّارَوَرْدِيّ فِي سنن ابن ماجه .
وقد رواه، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه أيضاً مُجَاهِد . وعنه: أيوب فِي صحيح مسلم .
15] حَدَّثَنَا عُمَر بن حَفْص بن غِيَاثٍ: حَدَّثَنَا أَبِي ، عن جَعْفَر : حَدَّثَنِي أَبِي ، عن جَابِر فِي حَدِيثِهِ ذَلِكَ ،أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- قَالَ : نَحَرْتُ هَا هُنَا ،ومِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ ، فَانْحَرُوا فِي رِحَالِكُمْ ، ووَقَفْتُ هَا هُنَا ، وعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ ، ووَقَفْتُ هَا هُنَا ، وجَمْعٌ كُلُّهَا مَوْقِفٌ. (1) [74])
رجال السند :
1- عُمَر بن حَفْص بن غِيَاث : تقدم ،وهو ثقة
2- حَفْص بن غِيَاث : تقدم ،وهو ثقة، فقيه من الثامنة .
الحكم عَلَى سند الحديث :
إسناده صحيح ،وجميع رواته ثقات ، وهو نفس مخَرَج الحديث السابق .
__________
(1) - أخرجه الإمام مسلم فِي كتاب الحج - باب ما جاء أن عرفة كلها موقف ج4، ص43.، تخريج الحديث السابق.(1/110)
16] حَدَّثَنَا إسحاق بن إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بن آدَمَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَان ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه -رَضِيَ اللهُ عَنْهما- إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ وَسَلَّم- لَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ، أَتَى الْحَجَر فَاسْتَلَمَهُ ، ثم مَشَى عَلَى يَمِينِهِ فَرَمَلَ (1) [75]) ثَلَاثَا ،ومَشَى أَرْبَعًا. (2) [76])
رجال السند :
1- إسحاق بن إِبْرَاهِيمَ : وهو ابن راهويه ، تقدم ،وهو ثقة، حافظ
2- سُفْيَان الثَّوْرِيّ : تقدم ،وهو ثقة، حافظ
الحكم عَلَى السند :
إسناده صحيح ،وجميع رواته ثقات ، وهو نفس تخريج الحديث السابق .
17] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن مَسَلَمَة بن قَعْنَب ، حَدَّثَنَا مَالِك: ح ،وحَدَّثَنَا يَحْيَى بن يَحْيَى ، واللَّفْظُ لَهُ ، قَالَ : قَرَأْتُ عَلَى مَالِك ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ ، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه -رَضِيَ اللهُ عَنْهما- أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- رَمَلَ مِنَ الْحَجَر الْأَسْوَدِ ، حَتَّى انْتَهَى إِلَيَّهِ ثَلَاثَةَ أَطْوَافٍ. (3) [77])
رجال السند :
1- عبد الله بن مَسَلَمَة : تقدم ،وهو ثقة
__________
(1) - قَالَ العلماء الرَمَلَ هو أسرع المشي مع تقارب الخطا ،وهو الخبب، صحيح مسلم بشرح النووي (ج 8 / ص 175)
(2) - أخرجه الإمام مسلم فِي كتاب الحج – باب ما جاء أن عرفة كلها موقف، ج4، ص43، نفس تخريج الحديث السابق.
(3) - أخرجه الإمام مسلم فِي كتاب الحج – باب استحباب الرَمَلَ فِي الطواف، والعمرة، وفي الطواف الأول من الحج، ج4، ص64 نفس تخريج الحديث السابق.(1/111)
2- مَالِك بن أنس ت 179هـ : مَالِك بن أنس بن مَالِك بن أبي عامر بن عَمْرُو ابن الحارث بن عُثْمَان بن جثيل بن عَمْرُو ابن الحارث -وهو ذو أصبح - الأصبحي الحميري، أبو عبد الله الْمَدَنِيّ ، الفقيه أحد أعلام الإسلام ، إمام دار الهجرة ، من السابعة . روى عن: خلق منهم: جَعْفَر بن مُحَمَّد الصادق . قَالَ مُحَمَّد بن إسحاق الثَّقَفِيَّ : سئل مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البخاري، عن أصح الأسانيد ، فَقَالَ : مَالِك، عن نافع، عن ابن عمر . وقَالَ عَلِيّ بن المديني، عن ابن عيينة: ما كَانَ أشد انتقاد مَالِك للرجال ، وأعلمه بشأنهم. وقَالَ علي، عن بشر بن عمر الزهراني: سألت مَالِكا، عن رجل. فَقَالَ :رأيته فِي كتبي ؟ قلت: لَا قَالَ . لو كَانَ ثقة، لرأيته فِي كتبي . قَالَ علي: لَا أعلم مَالِكا ترك إنسانا إِلَّا إنسانا فِي حديثه شيء . وقَالَ الدوري، عن ابن معين :كل من روى عنه مَالِك فهو ثقة، إِلَّا عبد الكريم. وقَالَ النسائي: ما عندي بعد التابعين أنبل من مَالِك ، ولا أجل منه، ولا أوثق ،ولا آمن عَلَى الحديث منه ، ولا أقل رواية، عن الضعفاء، ما علمناه حدث عن متروك، إِلَّا عبد الكريم. وقَالَ ابن حبان فِي الثقات: كَانَ مَالِك أول من انتقى الرجال من الفقهاء بالمدينة ، وأعرض عمن لَيْسَ بثقة فِي الحديث ، ولم يكن يروي إِلَّا ما صح ، ولا يحدث إلا، عن ثقة، (1) [78] )
__________
(1) - انظر ترجمته:ثقات ابن حبان ج7،ص459- تهذيب التهذيب ج10،ص5 – سير أعلام النبلاء ج8،ص48- تهذيب الكمال ج27،ص91.(1/112)
3- يَحْيَى بن يَحْيَى 226هـ : يَحْيَى بن يَحْيَى بن بكير بن عبد الرَّحْمَن بن يَحْيَى بن حماد التميمي الحنظلي، أبو زَكَرِيَّا النيسابوري ، ثقة، ثبت إمام من العشرة . روى عن: مَالِك ، وسُلَيْمَان بن بِلَال ، وغيرهما . وعنه: البخاري ، ومسلم ، وروى الترمذي، عن مسلم عنه، وغيرهم. قَالَ صالح بن أحمد بن حنبل، عن أبيه : ما أخرجت خراسان بعد ابن المبارك مثله . وقَالَ عبد الله بن أحمد ، عن أبيه: كَانَ ثقة . وقَالَ النسائي : ثقة، ثبت . وقَالَ مرة أخرى :ثقة مأمون . وذكره ابن حبان فِي الثقات (1) [79])
الحكم عَلَى السند :
إسناده صحيح ،وجميع رواته ثقات ، وهو نفس مخَرَج الحديث السابق .
15 ] حَدَّثَنِي ، أبو الطَّاهِرِ ،أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن وهب ، أَخْبَرَنِي مَالِك ،وَابن جُرَيْج ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ،عَنْ أَبِيهِ ،عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه ،أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- رَمَلَ الثَلَاثَةَ أَطْوَافٍ مِنَ الْحَجَرِإِلَى الْحَجَر (2) [80])
رجال السند :
1- أبو الطاهر ت 255هـ : أحمد بن عَمْرُو بن عبد الله بن عَمْرُو ابن السرح الأموي، مولاهم ، المصري ، ثقة، من كبار العاشرة . روى عن: ابن وهب فأكثر ،والشافعي ، والوليد بن مسلم ، وابن عُيَيْنَة ،وغيرهم. روى عنه: :مسلم ، والنسائي . قَالَ ابن يونس :كان فقيها من الصالحين الأثبات. وقَالَ النسائي : ثقة، (3) [81])
__________
(1) - انظر ترجمته: تهذيب التهذيب ج11، ص259- سير أعلام النبلاء ج10، ص512- تهذيب الكمال ج32، ص31.
(2) - أخرجه الإمام مسلم فِي كتاب الحج – باب استحباب الرَمَلَ فِي الطواف، والعمرة، وفي الطواف الأول من الحج ج4، ص64، نفس التخريج السابق
(3) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج8،ص29- تهذيب التهذيب ج1،ص55- سير أعلام النبلاء ج12،ص62، تهذيب الكمال ج1،ص410.(1/113)
2- عبد الله بن وهب ت 197هـ : عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي ، مولاهم ، أبو مُحَمَّد المصري الفقيه ، ثقة، حافظ عابد من التاسعة . روى عن: مَالِك ، وسُلَيْمَان بن بِلَال ، ويونس بن يزيد ، وغيرهم. وروى عنه: ابن أخيه أحمد بن عبد الرَّحْمَن ابن وهب، والليث بن سعد شيخه ، وعبد الرَّحْمَن ابن مهدي ، وعبد الله بن يوسف التنيسي ، قَالَ ابن أبي خيثمة، عن ابن معين : ثقة . وقَالَ ابن أبي حاتم، عن أبيه : صالح الحديث صدوق ، أحب إِلَيَّ من الوليد بن مسلم، وأصح حديثا منه بكثير . وقَالَ العجلي: مصري ثقة، صاحب سنة ، رجل صالح صاحب آثار . وقَالَ النسائي : كَانَ يتساهل فِي الأخذ ، ولا بأس بِهِ . وقَالَ الساجي: صدوق ثقة . وقَالَ الخليلي: ثقة، متفق عليه (1) [82])
__________
(1) - انظر ترجمته:ثقات ابن حبان ج8،ص346- تهذيب التهذيب ج6،ص65- تهذيب الكمال ج16،ص 277.(1/114)
3- ابن جُرَيْج ت 150 هـ : عبد الملك بن عبد الْعَزِيز بن جُرَيْج الأموي ، مولاهم ، أبو الوليد ،وأبو خالد المكي ، ثقة، فقيه فاضل من السادسة ، روى عن: يَحْيَى بن سعيد الأنصاري ، وإِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن سعد ، وأيوب السختياني، وجَعْفَر الصادق ، وغيرهم. . وعنه: ابناه عبد الْعَزِيز ،ومُحَمَّد ، والأوزاعي ، والليث ، ويَحْيَى بن سعيد الأنصاري ،وهو من شيوخه، وابن وهب، وغيرهم . قَالَ عبد الله بن أحمد قلت لأبي: من أول من صنف الكتب؟ قَالَ: ابن جُرَيْج ،وابن أبي عروبة . وقَالَ ابن أبي مريم، عن ابن معين : ثقة، فِي كل ما روى عنه من الكتاب . وقَالَ جَعْفَر بن عبد الواحد، عن يَحْيَى بن سعيد: كَانَ ابن جُرَيْج صدوقا ، فإِذَا قَالَ : حَدَّثَنِي فهو سماع ، وإِذَا قَالَ : أخبرني فهو قراءة ، وإِذَا قَالَ: قَالَ فهو شبه الريح. وقَالَ الدارقطني: تجنب تدليس ابن جُرَيْج ، فإنه قبيح التدليس ، لَا يدلس إِلَّا فيما سمعه من مجروح ، مثل إِبْرَاهِيم بن أبي يَحْيَى ، وموسى بن عبيدة ،وغيرهما ، وأما ابن عُيَيْنَة ، فكان يدلس، عن الثقات . وذكره ابن حبان فِي الثقات ،وقَالَ: كَانَ من فقهاء أهل الحجاز ، وقرائهم ،ومتقنيهم ، وكان يدلس . وقَالَ العجلي: مكي ثقة . وقَالَ الشافعي : استمتع ابن جُرَيْج بسبعين امرأة . وقَالَ أبو عاصم :كان من العباد ، وكان يصوم الدهر ، إِلَّا ثَلَاثَة أيام من الشهر. (1) [83])
الحكم عَلَى السند :
إسناده صحيح ،وجميع رواته ثقات ، وهو نفس مخَرَج الحديث السابق .
__________
(1) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج7،ص93- تهذيب التهذيب ج6،ص357- سير أعلام النبلاء ج6،ص324.(1/115)
16] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن مَسَلَمَة بن قَعْنَب ،حَدَّثَنَا سُلَيْمَان، يعني ابن بِلَال ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن يَزِيدَ بن هُرْمُز،أن نَجْدَةَ (1)
__________
(1) -هو نجدة بن عامر الحروري الحنفي من بني حنيفة من رؤوس الخوارج ، رأس الفرقة النجدية، ويعرف أصحابِهَا بالنجدات، انفرد، عن سائر الخوارج بآراء. قَالَ ابن حجر العسقلاني: قدم مكة، وله مقَالَات معروفة ،وأتباع انقرضوا. كَانَ أول أمره مع نافع بن الأزرق، وفارقه لإحداثه فِي مذهبِهِ.، ثم " خَرَجَ " مستقلا باليمامة (سنة 66 ه) أيام عبد الله بن الزبير، فِي جماعة كبيرة. فَأَتَى البحرين، واستقر بِهَا، وتسمى بأمير المؤمنين. ووجه إِلَيَّه مصعب ابن الزبير خيلا بعد خيل، وجيشا بعد جيش، فهزمهم. وأقام نحو خمس سنين، وعماله بالبحرين، واليمامة، وعمان، وهجر، وبعض أرض العرض. ونقم عليه أصحابِهِ أمورا - قيل: منها أنه ،وجد ابنة لعمرو بن عُثْمَان بن عفان قَدْ ،وقعت فِي السبي، فاشتراها من ماله بمائة ألف درهم، وبعث بِهَا إلى عبد الملك بن مروان - فخلعوه، ثم قتلوه. وقيل: قتله أصحاب ابن الزبير. والحروري نسبة إِلَى حروراء. موضع عَلَى ميلين من الكوفة، كَانَ أول اجتماع الخوارج بِهِ، فنسبوا إِلَيَّه. انظر الأعلام للزر كلي، ج8ص9، ترجمة نجدة الحروري.(1/116)
[84])كَتَبَ إِلَى ابن عَبَّاس يَسْأَلُهُ، عن خَمْسِ خِلَالٍ، فَقَالَ ابن عباس: لَوْلَا أَنْ أَكْتُمَ عِلْمًا مَا كَتَبْتُ إِلَيَّهِ. كَتَبَ إِلَيَّهِ نَجْدَةُ : أَمَّا بَعْدُ فَأَخْبِرْنِي : هَلْ كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يَغْزُو بِالنِّسَاءِ؟ ،وهَلْ كَانَ يَضْرِبُ لَهُنَّ بِسَهْمٍ؟،وهَلْ كَانَ يَقْتُلُ الصِّبْيَانَ؟ ،ومَتَى يَنْقَضِي يُتْمُ اليَتِيْم ؟ ،وعَنِ الْخُمْسِ : لِمَنْ هُوَ؟ فَكَتَبَ إِلَيَّهِ ابن عَبَّاس :كَتَبْتَ تَسْأَلُنِي هَلْ كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يَغْزُو بِالنِّسَاءِ؟ ،وقَدْ كَانَ يَغْزُو بِهِنَّ، فَيُدَاوِينَ الْجَرْحَى، ويُحْذَيْنَ مِنَ الْغَنِيمَةِ، وأَمَّا بِسَهْمٍ فَلَمْ يَضْرِبْ لَهُنَّ، وأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- لَمْ يَكُنْ يَقْتُلُ الصِّبْيَانَ، فَلَا تَقْتُلِ الصِّبْيَانَ، وكَتَبْتَ تَسْأَلُنِي :مَتَى يَنْقَضِي يُتْمُ اليَتِيْم ؟ فَلَعَمْرِي،إِنَّ الرَّجُلَ لَتَنْبُتُ لِحْيَتُهُ، وإِنَّهُ لَضَعِيفُ الْأَخْذِ لِنَفْسِهِ، ضَعِيفُ الْعَطَاءِ مِنْهَا، فَإِذَا أَخَذَ لِنَفْسِهِ مِنْ صَالِحِ مَا يَأْخُذُ النَّاسُ، فَقَدْ ذَهَبَ عَنْهُ اليتم، وكَتَبْتَ تَسْأَلُنِي، عن :الْخُمْسِ لِمَنْ هُوَ؟ ،وإِنَّا كُنَّا نَقُولُ: هُوَ لَنَا فَأَبَى عَلَيْنَا قَوْمُنَا ذَاكَ. (1)
__________
(1) - أخرجه الإمام مسلم فِي صحيحه – كتاب الجهاد ،والسير- باب النساء الغازيات يرضخ لهن ،ولا يسهم ،والنهي، عن قتل صبيان أهل الحرب ج5،ص197،وفي كتاب الجهاد ،والسير من حديث ابن أبي عمر، عن سفيان، عن إسماعيل بن أمية، عن سعيد المقبري، عن يزيد بن هرمزج5،ص197-198، ومن حديث إسحاق بن إبراهيم، عن ،وهب بن جرير بن حازم ،ومن حديث مُحَمَّد بن حاتم، عن بِهِز، عن جرير ، ج5،ص198 .
وأخرجه ، أبو داود فِي سننه كتاب الجهاد – باب فِي المرأة ،والعبد يحذيان من الغنيمة من حديث محبوب بن موسى، عن أبي إسحاق الفزاري، عن زائدة، عن الأعمش، عن المختار بن صيفي، عن يزيد بن هُرْمُز المجلد الأول ص 619. ،ومن حديث مُحَمَّد بن يَحْيَى بن فارس، عن أحمد بن خالد الوهبي، عن بن إسحاق، عن أبي جَعْفَر ،والزُّهْرِيّ م1،ص620. ،وفي كتاب الخراج ،والإمارة ،والفيء من حديث أحمد بن صالح، عن عنبسة، عن يونس، عن ابن شهاب م2،ص40.
وأخرجه النسائي فِي سننه كتاب قسم الفيء من حديث هَارُون بن عبد الله الحمال، عن عُثْمَان بن عمر، عن يونس بن يزيد، عن الزُّهْرِيّ ، عن يزيد بن هُرْمُز ج7،ص128. ،ومن حديث عمرو بن علي، عن يزيد بن هارون، عن مُحَمَّد بن إسحاق، عن الزُّهْرِيّ ،وعن مُحَمَّد بن عَلِيّ ج7،ص129.
وأخرجه الترمذي فِي كتاب - باب من يعطى من الفيء ج3،ص57.
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ،ج1،ص308. وأخرجه أيضاً فِي مسند بني هاشم من حديث عفان أَخْبَرَنَا جرير بن حازم أَخْبَرَنَا قيس بن سعد، عن يزيد بن هُرْمُز ج1،ص248. ومن حديث ، أبو معاوية، حَدَّثَنَا الحَجَّاج ، عن عطاء، عن ابن عَبَّاس ج1،ص224 . ومن حديث يزيد أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن إسحاق، عن مُحَمَّد بن عَلِيّ ،وعن الزُّهْرِيّ ، عن يزيد بن هُرْمُز ج1،ص352 . ومن حديث عبد الرَّحْمَن ابن مهدي، حَدَّثَنَا جرير بن حازم، عن قيس بن سعد بن يزيد بن هُرْمُز ج1،ص344. ومن حديث سفيان، حَدَّثَنَا إسماعيل بن أمية، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن يزيد بن هُرْمُز ج1،ص349 . ومن حديث عبد الْوَهَّابِ بن عطاء أَخْبَرَنَا جرير بن حازم، عن قيس بن سعد، عن يزيد بن هُرْمُز ج1،ص294 .
وأخرجه الدارمي فِي سننه كتاب السير- باب سهم ذي القربى من حديث أبي النعمان، عن جرير ج2،ص225.(1/117)
[85])
رجال السند:
1- عبد الله بن مسلم بن قَعْنَب : تقدم ،وهو ثقة، عابد.
2- سُلَيْمَان بن بِلَال : تقدم ،وهو ثقة.
3- يزيد بن هُرْمُز : يزيد بن هُرْمُز الْمَدَنِيّ ، أبو عبد الله ، ثقة، من الثالثة ، كَانَ رأس الموالي يوم الحرة . روى عن: أَبَان بن عُثْمَان بن عفان ، وعبد الله بن عَبَّاس ، وأبي هُرَيْرَةَ ،وغيرهم. روى عنه: الحارث بن عبد الرَّحْمَن ابن أبي ذباب، وسعيد المقبري، وعَمْرُو ابن دينار، وقيس بن سعد المكي، وأبو جَعْفَر مُحَمَّد بن عَلِيّ بن الحسين ، ومُحَمَّد بن مسلم بن شهاب الزُّهْرِيّ ،وغيرهم .قَالَ عَبَّاس الدوري، عن يَحْيَى ابن معين ،وأبو زرعة : ثقة . وقَالَ مُحَمَّد بن إسحاق، عن الزُّهْرِيّ : حَدَّثَنِي يزيد بن هُرْمُز ،وكان من الثقات . ذكره ابن حبان فِي كتاب الثقات ، و روى لَهُ مسلم ،وأبو دَاوُد ،والترمذي ،والنسائي (1) [86]).
الحكم عَلَى السند :
إسناده صحيح ،وجميع رواته ثقات ، ومداره فِي الكتب التسعة عَلَى يزيد بن هُرْمُز فرواه عنه :
مُحَمَّد بن عَلِيّ . وعنه: مُحَمَّد بن إسحاق فِي سنن النسائي ،وسنن أبي دَاوُد . وعنه: أيضاً جَعْفَر بن مُحَمَّد الصادق . وعنه: مُحَمَّد بن ميمون الزعفراني فِي مسند أحمد ، حاتم بن إِسْمَاعِيل فِي صحيح مسلم ،وسنن الترمذي ، وسُلَيْمَان بن بِلَال فِي صحيح مسلم .
ورواه عنه يزيد سعيد المقبري . وعنه: إِسْمَاعِيل بن أمية . وعنه: سُفْيَان سُفْيَان فِي صحيح مسلم .
وعنه قيس بن سعد . وعنه: جرير بن حازم . وعنه: وهب بن جرير فِي صحيح مسلم ،ومسند أحمد بن حَنْبَل ،وسنن الدَّارِمِيّ .
__________
(1) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج5،ص531- تهذيب التهذيب ج11،ص323- ميزان الاعتدال ج4،ص440- تقريب التهذيب ج3،ص333.(1/118)
وعنه الزُّهْرِيّ . وعنه: يونس بن يزيد فِي سنن النسائي ،وأبي دَاوُد ،ومسند أحمد بن حَنْبَل . وعن الزُّهْرِيّ أيضاً مُحَمَّد بن إسحاق فِي سنن النسائي ،وأبي دَاوُد .
وعن يزيد المختار بن صيفي . وعنه: الأعمش فِي صحيح مسلم ،وسنن أبي دَاوُد .
وعنه سعيد بن أبي سعيد المقبري . وعنه: إِسْمَاعِيل بن أمية فِي مسند أحمد بن حَنْبَل .
وقد تابع ابن عَبَّاس يزيد فرواه، عن ابن عَبَّاس عطاء . وعنه: الحَجَّاج فِي مسند أحمد بن حَنْبَل .
17] حَدَّثَنَا أبو بَكْرِ بن أَبِي شَيْبَةَ ،وإسحاق بن إِبْرَاهِيمَ، كِلَاهُمَا، عن حَاتِمِ بن إسماعيل، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن يَزِيدَ بن هُرْمُزَ:أن نَجْدَةَ كَتَبَ إِلَى ابن عباس، يَسْأَلُهُ، عن خِلَالٍ. بِمِثْلِ حَدِيثِ سُلَيْمَان بن بِلَال ، غَيْرَ أَنَّ فِي حَدِيثِ حَاتِمٍ :وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- لَمْ يَكُنْ يَقْتُلُ الصِّبْيَانَ، فَلَا تَقْتُلِ الصِّبْيَانَ، إلا أَن تَكُونَ تَعْلَمُ مَا عَلِمَ الْخَضِرُ مِنَ الصَّبِيِّ الَّذِي قَتَلَ . وزَادَ إسحاق فِي حديثه عن حَاتِمٍ : وتُمَيِّزَ الْمُؤْمِنَ، فَتَقْتُلَ الْكَافِرَ، وتَدَعَ الْمُؤْمِنَ. (1)
__________
(1) - مسلم – كتاب الجهاد ،والسير- باب النساء الغازيات يرضخ لهن ،ولا يسهم ،والنهي، عن قتل صبيان أهل الحرب ج5،ص197،وفي كتاب الجهاد ،والسير من حديث بن أبي عمر، عن سفيان، عن إسماعيل بن أمية، عن سعيد المقبري، عن يزيد بن هرمزج5،ص197-198، ومن حديث إسحاق بن إبراهيم، عن ،وهب بن جرير بن حازم ،ومن حديث مُحَمَّد بن حاتم، عن بِهِز، عن جريرج5،ص198 .
أخرجه الترمذي فِي كتاب - باب من يعطى من الفيء ج3،ص57.
وأخرجه النسائي فِي سننه كتاب قسم الفيء من حديث هَارُون بن عبد الله الحمال، عن عُثْمَان بن عمر، عن يونس بن يزيد، عن الزُّهْرِيّ ، عن يزيد بن هُرْمُز ج7،ص128. ،ومن حديث عمرو بن علي، عن يزيد بن هارون، عن مُحَمَّد بن إسحاق، عن الزُّهْرِيّ ،وعن مُحَمَّد بن عَلِيّ ج7،ص129.
وأخرجه ، أبو داود فِي سننه كتاب الجهاد – باب فِي المرأة ،والعبد يحذيان من الغنيمة من حديث محبوب بن موسى، عن أبي إسحاق الفزاري، عن زائدة، عن الأعمش، عن المختار بن صيفي، عن يزيد بن هُرْمُز المجلد الأول ص 619. ،ومن حديث مُحَمَّد بن يَحْيَى بن فارس، عن أحمد بن خالد الوهبي، عن ابن إسحاق، عن أبي جَعْفَر ،والزُّهْرِيّ م1،ص620. ،وفي كتاب الخراج ،والإمارة ،والفيء من حديث أحمد بن صالح، عن عنبسة، عن يونس، عن بن شهاب م2،ص40.
أخرجه الإمام أحمد في مسنده ،ج1،ص308. وأخرجه أيضاً فِي مسند بني هاشم من حديث عفان أَخْبَرَنَا جرير بن حازم أَخْبَرَنَا قيس بن سعد، عن يزيد ابن هُرْمُز ج1،ص248. ومن حديث ، أبو معاوية، حَدَّثَنَا الحَجَّاج ، عن عطاء، عن ابن عَبَّاس ج1،ص224 . ومن حديث يزيد أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن إسحاق، عن مُحَمَّد بن عَلِيّ ،وعن الزُّهْرِيّ ، عن يزيد بن هُرْمُز ج1،ص352 . ومن حديث عبد الرَّحْمَن ابن مهدي، حَدَّثَنَا جرير بن حازم، عن قيس بن سعد، عن يزيد ابن هُرْمُز ج1،ص344. ومن حديث سفيان، حَدَّثَنَا إسماعيل بن أمية، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن يزيد بن هُرْمُز ج1،ص349 . ومن حديث عبد الْوَهَّابِ بن عطاء أَخْبَرَنَا جرير بن حازم، عن قيس بن سعد، عن يزيد بن هرمزج1،ص294
وأخرجه الدارمي فِي سننه كتاب السير- باب سهم ذي القربى من حديث أبي النعمان، عن جرير ج2،ص225.(1/119)
[87])
رجال السند:
1 - أبو بكر بن أَبِي شَيْبَةَ: تقدم ،وهو ثقة، حافظ.
2- إسحاق بن إبراهيم: تقدم ،وهو الحافظ ابن راهويه ، ثقة، حافظ مجتهد.
3- حاتم بن إسماعيل: تقدم ،وهو صدوق صحيح الكتاب.
5- يزيد بن هُرْمُز : تقدم ،وهو ثقة.
الحكم عَلَى السند:
إسناده صحيح ،وجميع رواته ثقات ، وهو نفس الحديث السابق مَعَ بعض اختلافات الرواة.
17] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن مَسَلَمَة بن قَعْنَب ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان، يعني ابن بِلَال ، عن جَعْفَر، عن أَبِيهِ، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه ،أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- مَرَّ بِالسُّوقِ ، دَاخِلًا مِنْ بَعْضِ الْعَالِيَة، والنَّاسُ كَنَفَتَهُ ، فَمَرَّ بِجَدْيٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ (1) [88]) فَتَنَاوَلَهُ، فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ، ثم قَالَ: أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنَّ هَذَا لَهُ بِدِرْهَمٍ؟ فَقَالَوا : مَا نُحِبُّ أَنَّهُ لَنَا بِشَيْءٍ، ومَا نَصْنَعُ بِهِ .قَالَ: أَتُحِبُّونَ أَنَّهُ لَكُمْ؟ قَالَوا: واللَّهِ لَوْ كَانَ حَيًّا كَانَ عَيْبًا فِيهِ، لِأَنَّهُ أَسَكُّ، فَكَيْفَ وهُوَ مَيِّتٌ. فَقَالَ : فَوَ اللَّهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذَا عَلَيْكُمْ .
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن الْمُثَنَّى الْعَنَزِيُّ ،وَإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَرْعَرَةَ السَّامِيُّ ، قَالَا : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ ، يَعْنِيَانِ الثَّقَفِيَّ ، عن جَعْفَر، عن أَبِيهِ، عن جَابِر ، عن النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - بِمِثْلِهِ. غَيْرَ أَنَّ فِي حَدِيثِ الثَّقَفِيَّ : فَلَوْ كَانَ حَيًّا كَانَ هَذَا السَّكَكُ بِهِ عَيْبًا (2)
__________
(1) - ،والنَّاسُ كَنَفَتَهُ : أي : جانبيه . أسك: أي: صغير الأذنين.
(2) - أخرجه الإمام مسلم فِي كتاب الزهد، والرقائق، ج8، ص210-211.
وأخرجه ، أبو داود فِي سننه – كتاب الطهارة – باب ترك الوضوء من مس الميتة ،المجلد الأول،ص49.
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3،ص365. .(1/120)
[89])
رجال السند:
1- عبد الله بن مَسَلَمَة بن قَعْنَب : تقدم ،وهو ثقة.
2- سُلَيْمَان بن بِلَال : تقدم ،وهو ثقة.
3- مُحَمَّد بن الْمُثَنَّى : تقدم ،وهو ثقة، ثبت.
4- إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عرعرة: إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عرعرة بن البرند بن النعمان بن علجة بن الاقفع بن كزمان بن الحارث بن حارثة بن مَالِك بن سعد بن عبيدة بن الحارث بن سامة بن لؤي بن غالب القرشي السامي ، أبو إسحاق البصري، نزيل بغداد . روى عن: خلق منهم: عبد الْوَهَّابِ بن عبد المجيد الثَّقَفِيَّ ، وقد قَالَ ابن أبي حاتم الرازي فِي كتاب " الجرح والتعديل" : سئل أبي عن إِبْرَاهِيم بن أبي عرعرة فَقَالَ :
صدوق. ذكره ابن حبان فِي الثقات ، وقَالَ ابن حُجْر فِي تقريب التهذيب : ثقة، حافظ، تكلم فيه أحمد في بعض سماعه ، من العاشرة، توفي سنة إحدى وثَلَاثَين ومائتين (1) [90]).
الحكم عَلَى السند :
إسناده صحيح ،وجميع رواته ثقات ، وقد اشهر من طريق جَعْفَر بن مُحَمَّد الصادق فرواه عنه سُلَيْمَان بن بِلَال فِي صحيح مسلم ،وسنن أبي دَاوُد ، ورواه عنه ،وهيب فِي مسند أحمد بن حَنْبَل .
المبحث الثالث:
مروياته فِي سنن أبي داود
أولاً :أبو داود (2) [1]) وسننه
هو سُلَيْمَان بن الأشعث بن شداد بن عَمْرُو ابن عامر بن عَمْرُو ابن عِمْرَان الازدي ، أبو دَاوُد السجستاني الحافظ. وقيل:إِنَّ جده عِمْرَان ممن قتل مَعَ عَلِيّ بصفين. وكان ، أبو دَاوُد أحد من رحل ،وطوف ،وجمع ،وصنف ،وكتب، عن العراقيين ،والخراسانيين ،والشاميين ،والمصريين ،والجزريين ،والحجازيين ،وغيرهم.
__________
(1) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج8،ص77-تهذيب الكمال ج2، ص178- تقريب التهذيب ج1،ص64.
(2) - انظر ترجمته : تهذيب الكمال ج11،ص355- الثقات لابن حبان ج 1 ،ص 172.(1/121)
كان ، أبو دَاوُد قَدْ سكن البصرة ، وقدم بغداد غير مرة، وروى كتابه المصنف فِي " السنن " بِهَا ،ونقله عنه أهلها. ويقَالَ: إنه صنفه قديما ،وعرضه عَلَى أحمد بن حَنْبَل فاستجاده ،واستحسنه.
وكان يقول: كتبت عن رسول الله - -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- - خمس مئة ألف حديث، انتخبت منها ما ضمنته هَذَا الكتاب - يعني كتاب " السنن " - جمعت فيه أربعة آلاف وثمان مئة حديث، ذكرت الصحيح ،وما يشبِهِه ،ويقاربِهِ، ويكفي الإنسان لدينه من ذَلِكَ أربعة أحاديث، أحدها: قوله - -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- -: " الأعمال بالنيات "، والثاني: قوله: " من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه "، والثالث: قوله: " لَا يكون المؤمن مؤمنا حَتَّى يرضى لأخيه ما يرضى لنفسه "، والرابع: قوله: " الحلال بين ،والحرام بين، وبين ذَلِكَ أمور مشتبِهِات
وقَالَ أحمد بن مُحَمَّد بن ياسين الْهَرَوِيّ : كَانَ أحد حفاظ الإسلام لحديث رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - وعلمه ،وعلله ،وسنده فِي أعلى درجة النسك ،والعفاف ،والصلاح ،والورع، من فرسان الحديث.
وقَالَ مُحَمَّد بن إسحاق الصاغاني، وإِبْرَاهِيم بن إسحاق الحربي: لما صنف ، أبو دَاوُد كتاب " السنن " أُلِيْنَ لأبي دَاوُد الحديث كَمَا أُلِيْنَ لدَاوُد الحديد.
وقَالَ أبو حاتم بن حبان : أبو دَاوُد أحد أئمة الدنيا فقها ،وعلما ،وحفظا ،ونسكا ،وورعا ،واتقانا، جمع ،وصنف ،وذب، عن السنن ،وقَالَ أبو عبد الله بن مندة الحافظ: الذين أخرجوا ،وميزوا الثابت من المعلول، والخطأ من الصواب أربعة: البخاري، ومسلم، وبعد هما ، أبو دَاوُد السجستاني، وأبو عبد الرحمان النسائي.
من مؤلفات أبي داود:
1- السنن : وهو أحد الأصول الستة المطبوعة.
2- المراسيل : مطبوع
3- المسائل : وهو عبارة، عن سؤالاته للإمام أحمد بن حَنْبَل .(1/122)
4- سؤالات أبي عبيد الآجري: وهو عبارة، عن إجاباته لهذه السؤالات فِي الرجال ،والعلل ،والتعديل ،وهو مطبوع.
5- رسالته إِلَى أهل مكة فِي وصف السنن : مطبوع.
6- تسمية الإخوة الذين روى عنهم الحديث : مطبوع.
وفاته:
مات لأربع عشرة بقيت من شوال سنة خمس وسبعين ومئتين . وكانت بالبصرة ،وكان مولده أنه سنة اثنتين ومئتين.
ثانيا : المرويات:
1 –حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن مَسَلَمَة ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان، يعني ابن بِلَال ، عن جَعْفَر، عن أَبِيهِ، عن جَابِر ،أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- :مَرَّ بِالسُّوقِ ، دَاخِلًا مِنْ بَعْضِ الْعَالِيَة، والنَّاسُ كَنَفَتَيْهِ، فَمَرَّ بِجَدْيٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ ، فَتَنَاوَلَهُ فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ، ثم قَالَ : أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنَّ هَذَا لَهُ . وسَاقَ الْحَدِيثَ (1) [2]).
رجال السند:
1- عبد الله بن مَسَلَمَة : تقدم ،وهو ثقة، عابد من رجال مسلم.
2- سُلَيْمَان بن بِلَال : تقدم ،وهو ثقة، ومن رجال مسلم.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،ورواته ثقات
__________
(1) - أخرجه ، أبو داود فِي سننه – كتاب الطهارة – باب ترك الوضوء من مس الميتة ،المجلد الأول،ص49.
وأخرجه الإمام مسلم فِي كتاب الزهد، والرقائق، ج8، ص210-211.و
أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3،ص365. .(1/123)
2 –حَدَّثَنَا القَعْنَبي ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان ، يعني ابن بِلَال ، عن جَعْفَر، عن أَبِيهِ، عن ابن أَبِي رَافِع قَالَ: صَلَّى بنا أبو هُرَيْرَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةَ ، فَقَرَأَ بِسُورَةِ الْجُمُعَةَ، وفِي الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ ) قَالَ: فَأَدْرَكْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ حِينَ انْصَرَفَ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّكَ قَرَأْتَ بِسُورَتَيْنِ كَانَ عَلِيّ -رَضِيَ اللهُ عَنْه- يَقْرَأُ بِهِمَا بِالْكُوفَةِ . قَالَ أبو هُرَيْرَةَ : فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يَقْرَأُ بِهِمَا يَوْمَ الْجُمُعَةَ (1) [3]).
رجال السند:
1- القَعْنَبي: عبد الله بن مَسَلَمَة بن قَعْنَب تقدم.
2- سُلَيْمَان بن بِلَال : تقدم.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،ورواته ثقات
__________
(1) - أخرجه ، أبو داود فِي سننه – كتاب الصلاة – باب ما يقرأ فِي الجمعة ،م1،ص225.
أخرجه الإمام مسلم فِي كتاب الجمعة – باب ما يقرأ فِي صلاة الجمعة، ج3، ص15،
أخرجه الترمذي فِي كتاب الجمعة – باب ما جاء فِي القراءة فِي صلاة الجمعة ج2،ص16،
وأخرجه ابن ماجه فِي سننه- كتاب إقامة الصلاة ،والسنة فيها- باب ما جاء فِي القراءة فِي الصلاة يوم الجمعة ج1،ص355
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ج1،ص430 . أخرجه أيضاٌ فِي باقي مسند المكثرين من حديث مُحَمَّد بن جَعْفَر، وبِهِز، حَدَّثَنَا شعبة، عن الحكم، عن مُحَمَّد بن عَلِيّ ج2، ص467.(1/124)
3 - حَدَّثَنَا القَعْنَبي، عن مَالِك، عن نَافِعٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بن عُمَرَ:أن تَلْبِيَةَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - : لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ،إِنَّ الْحَمْدَ والنِّعْمَةَ لَكَ والْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ. قَالَ: وكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بن عُمَرَ يَزِيدُ فِي تَلْبِيَتَهُ: لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ ،وسَعْدَيْكَ، والْخَيْرُ بِيَدَيْكَ ،وَالرَّغْبَاءُ إِلَيَّكَ ،والْعَمَلُ .
حَدَّثَنَا أحمد بن حَنْبَل، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَر، حَدَّثَنَا أَبِي، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ: أَهَلَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فَذَكَرَ التَّلْبِيَةَ. مِثْلَ حَدِيثِ ابن عُمَرَ قَالَ: والنَّاسُ يَزِيدُونَ : ذَا الْمَعَارِجِ ، ونَحْوَهُ مِنَ الْكَلَامِ ،وَالنَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يَسْمَعُ فَلَا يَقُولُ لَهُمْ شَيْئًا (1) [4]).
رجال السند :
__________
(1) - أخرجه ، أبو داود فِي سننه – كتاب المناسك – باب كيف التلبية ، م1،ص407. تخريج الحديث الطويل ص67(1/125)
1- أحمد بن حَنْبَل ت 241هـ: أبو عبد الله , أحمد بن مُحَمَّد بن حَنْبَل بن هلال بن أَسَد الشيباني المروزي، ثم البغدادي , أحد الأئمة، ثقة، حافظ فقيه حجة ، وهو رأس الطبقة العاشرة ، مات سنة إحدى وأربعين ومائتين ،وله سبع وسبعون سنة. عدة شيوخه الذين روى عنهم فِي " المسند " مائتان وثمانون ،ونيف . حدث عنه البخاري حديثا ، وعن أحمد بن الحسن عنه حديثا آخر فِي المغازي . وحدث عنه مسلم ، وأبو دَاوُد بجملة ،وافرة ، وروى ، أبو دَاوُد ، والنسائي ، والترمذي ، وابن ماجه، عن رجل عنه ، وحدث عنه أيضا ،ولداه صالح ،وعبد الله ، وابن عمه حَنْبَل بن إسحاق ، وشيوخه عبد الرزاق ، والحسن بن موسى الأشيب ، وأبو عبد الله الشافعي , لكن الشافعي لم يسمه , بَلْ قَالَ : حَدَّثَنِي الثقة، وحدث عنه عَلِيّ بن المديني ، ويَحْيَى ابن معين ، وأمم سواهم قَالَ ابن حبان فِي الثقات: مات سنة إحدى وأربعين ومائتينو كَانَ حافظا متقنا ،ورعا فقيها لازما للورع الخفى مواظبا عَلَى العبادة الدائمة (1) [5]) .
2- يَحْيَى بن سعيد : تقدم ،وهو ثقة، ثبت.
__________
(1) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج8،ص18 - سير أعلام النبلاء ج11،ص177- تهذيب الكمال ج1،ص437.(1/126)
3- نافع : الإمام المفتي الثبت , عالم المدينة ، أبو عبد الله القرشي ، ثم العدوي العمري , مَوْلَى ابن عمر ،وراويته، ثقة، ثبت من الثالثة. روي، عن ابن عمر ، وعائشة ، وأبي هُرَيْرَةَ ، ورافع بن خديج ، وأبي سعيد الخدري ، وأم سَلَمَة ، وأبي لبابة بن عبد المنذر ، وصفية بنت أبي عبيد زوجة مولاه ، وسالم ،وعبد الله ،وعبيد الله ،وزيد أولاد مولاه ، وطائفة . وعنه: الزُّهْرِيّ ، وأيوب السختياني ، وعبيد الله بن عمر ، وأخوه عبد الله ،وزيد بن واقد ، وحميد الطويل ، وأسامة بن زيد ، وابن جُرَيْج ،وخلق سواهم. وكانت وفاة نافع سنة سبع عشرة ومائة ،وقَالَ ابن عُيَيْنَة ،وأحمد بن حَنْبَل : سنة تسع عشرة ومائة . قَالَ ابن سعد : كَانَ ثقة، , كثير الحديث . وقَالَ العجلي ،والنسائي : مدني ثقة . وقَالَ ابن خراش : ثقة، نبيل (1) [6]).
__________
(1) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج5،ص467- سير أعلام النبلاء ج5،ص95- تقريب التهذيب ج2،ص559.(1/127)
4- عبد الله بن عمر : عبد الله بن عُمَر بن الخطاب بن نُفَيْل القرشي العدوي، أبو عبد الرَّحْمَن المكي، أسلم قديما ،وهو صغير ، وهاجر مَعَ أبيه ، واستصغر فِي أحد، ثم شهد الخندق ، وبيعة الرضوان ،والمشاهد بعدها . روى عن: النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - وعن أبيه، وعمه زيد ، وأخته حفصة ،وأبي بكر ، وعُثْمَان ، وعَلِيّ ،وسعيد ، وبِلَال ، وزيد بن ثابت ، وصُهَيْب ، وابن مسعود ، وعائشة ،ورافع بن خديج -رَضِيَ اللهُ عَنْه-،وغيرهم . وعنه: أولاده بِلَال ، وحمزة، وزيد، وسالم، وعبد الله، وعبيد الله، وعمر، وابن ابنه ، أبو بكر بن عبيد الله، وابن ابنه الآخر مُحَمَّد بن زيد ، وابن ابنه الآخر عبد الله بن واقد ،وابن أخيه حَفْص بن عاصم بن عمر، وابن أخيه الآخر عبد الله بن عبيد الله بن عمر ، ومولاه نافع، وأسلم مَوْلَى عمر ،وخلق كثير. مات سنة ثَلَاثَ وسبعين (1) [7]).
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،ورواته ثقات
__________
(1) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج3،ص209- الطبقات الكبرى لابن سعد ج2،ص373- سير أعلام النبلاء ج3،ص203.(1/128)
1- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّد النُّفَيْلِيّ، وعُثْمَان بن أَبِي شَيْبَةَ، وهِشَامُ بن عَمَّار ، وسُلَيْمَان بن عَبْدِ الرَّحْمَن ، الدِّمَشْقِيَّانِ، ورُبَّمَا زَادَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ الْكَلِمَةَ ،والشَّيْءَ، قَالَوا : حَدَّثَنَا حَاتِمُ بن إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى جَابِر بن عَبْدِ اللَّه فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَيَّهِ سَأَلَ، عن الْقَوْمِ، حَتَّى انْتَهَى إِلَيَّ ، فَقُلْتُ: أَنَا مُحَمَّد بن عَلِيّ بن حُسَيْنٍ، فَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى رَأْسِي، فَنَزَعَ زِرِّي الْأَعْلَى، ثم نَزَعَ زِرِّي الْأَسْفَلَ ، ثم ،وضَعَ كَفَّهُ بَيْنَ ثَدْيَيَّ، وأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ شَابٌّ ، فَقَالَ : مَرْحَبًا بِكَ ،وأَهْلًا يَا ابن أَخِي ، سَلْ عَمَّا شِئْتَ . فَسَأَلْتُهُ ، وهُوَ أَعْمَى، وجَاءَ وقْتُ الصَّلَاةِ، فَقَامَ فِي نِسَاجَةٍ مُلْتَحِفًا بِهَا ، يَعْنِي ثَوْبًا مُلَفَّقًا، كُلَّمَا وضَعَهَا عَلَى مَنْكِبِهِ رَجَعَ طَرَفَاهَا إِلَيَّهِ، مِنْ صِغَرِهَا ، فَصَلَّى بنا ،ورِدَاؤُهُ إِلَى جَنْبِهِ عَلَى الْمِشْجَبِ، فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي عن حَجَّةِ رَسُولِ اللَّهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- .(1/129)
فَقَالَ بِيَدِهِ فَعَقَدَ تِسْعًا، ثم قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- مَكَثَ تِسْعَ سِنِينَ لَمْ يَحُجَّ ، ثم أَذَّنَ فِي النَّاسِ فِي الْعَاشِرَةِ:أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- حَاجٌّ ، فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ بَشَرٌ كَثِيرٌ ، كُلُّهُمْ يَلْتَمِسُ أَنْ يَأْتَمَّ بِرَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - ويَعْمَلَ بِمِثْلِ عَمَلِهِ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - وخَرَجْنَا مَعَهُ، حَتَّى أَتَيْنَا ذَا الْحُلَيْفَةِ ، فَوَلَدَتْ أَسْمَاء بنتِ عُمَيْسٍ ، مُحَمَّد بن أَبِي بَكْرٍ،فَأَرْسَلَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- : : كَيْفَ أَصْنَعُ؟ فَقَالَ : اغْتَسِلِي ،واسْتَذْفِرِي بِثَوْبٍ، وأَحْرِمِي. فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فِي الْمَسْجِدِ، ثم رَكِبَ الْقَصْوَاءَ ، حَتَّى إِذَا اسْتَوَتْ بِهِ نَاقَتُهُ عَلَى الْبَيْدَاءِ. قَالَ جَابِر : نَظَرْتُ إِلَى مَدِّ بَصَرِي ، مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ رَاكِبٍ ،ومَاشٍ ، وعَنْ يَمِينِهِ مِثْلَ ذَلِكَ، وعَنْ يَسَارِهِ مِثْلَ ذَلِكَ، ومِنْ خَلْفِهِ مِثْلَ ذَلِكَ، ورَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- بَيْنَ أَظْهُرِنَا، وعَلَيْهِ يَنْزِلُ الْقُرْآنُ، وهُوَ يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ، فَمَا عَمِلَ بِهِ مِنْ شَيْءٍ عَمِلْنَا بِهِ. فَأَهَلَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- بِالتَّوْحِيدِ : لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ،إِنَّ الْحَمْدَ والنِّعْمَةَ لَكَ والْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ.(1/130)
وأَهَلَّ النَّاسُ بهذا الَّذِي يُهِلُّونَ بِهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- شَيْئًا مِنْهُ، ولَزِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- تَلْبِيَتَهُ. قَالَ جَابِر : لَسْنَا نَنْوِي إِلَّا الْحَجَّ، لَسْنَا نَعْرِفُ الْعُمْرَةَ.، حَتَّى إِذَا أَتَيْنَا الْبَيْتَ مَعَهُ، اسْتَلَمَ الرُّكْنَ، فَرَمَلَ ثَلَاثَا ، ومَشَى أَرْبَعًا، ثم تَقَدَّمَ إِلَى مَقَامِ إِبْرَاهِيم فَقَرَأَ : (:(واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيم مُصَلًّى ) ) فَجَعَلَ الْمَقَامَ بَيْنَهُ وبَيْنَ الْبَيْتِ، قَالَ: فَكَانَ أَبِي يَقُولُ - قَالَ ابن نُفَيْل ،وعُثْمَان - : ولَا أَعْلَمُهُ ذَكَرَهُ إِلَّا عن النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم. قَالَ سُلَيْمَان: ولَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ . ثم رَجَعَ إِلَى الْبَيْتِ فَاسْتَلَمَ الرُّكْنَ، ثم خَرَجَ مِنَ الباب إِلَى الصَّفَا، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الصَّفَا قَرَأَ: ( (إِنَّ الصَّفَا والْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ) ) نَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ. فَبَدَأَ بِالصَّفَا فَرَقِيَ عَلَيْهِ ، حَتَّى رَأَى الْبَيْتَ، فَكَبَّرَ اللَّهَ ،ووَحَّدَهُ ،وقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ ،ولَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي ،ويُمِيتُ ، وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وحْدَهُ ، أَنْجَزَ وعْدَهُ، ونَصَرَ عَبْدَهُ، وهَزَمَ الْأَحْزَابَ وحْدَهُ . ثم دَعَا بَيْنَ ذَلِكَ .وَقَالَ مِثْلَ هَذَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ .(1/131)
ثم نَزَلَ إِلَى الْمَرْوَةَ ، حَتَّى إِذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ، رَمَلَ فِي بَطْنِ الْوَادِي، حَتَّى إِذَا صَعَدَ، مَشَى ، حَتَّى أَتَى الْمَرْوَةَ ، فَصَنَعَ عَلَى الْمَرْوَةَ مِثْلَ مَا صَنَعَ عَلَى الصَّفَا، حَتَّى إِذَا كَانَ آخِرُ الطَّوَافِ عَلَى الْمَرْوَةَ قَالَ: إِنِّي لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ، لَمْ أَسُقِ الْهَدْيَ ، ولَجَعَلْتُهَا عُمْرَةً ، فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ لَيْسَ مَعَهُ هَدْيٌ، فَلْيُحْلِلْ ،ولْيَجْعَلْهَا عُمْرَةً . فَحَلَّ النَّاسُ كُلُّهُمْ ، وقَصَّرُوا ، إِلَّا النَّبِيّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - ومَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ، فَقَامَ سُرَاقَةُ بن جُعْشُمٍ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- أَلِعَامِنَا هَذَا أَمْ لِلْأَبَدِ؟ فَشَبَّكَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- أَصَابِعَهُ فِي الْأُخْرَى، ثم قَالَ: دَخَلَتِ الْعُمْرَةُ فِي الْحَجِّ هَكَذَا مَرَّتَيْنِ، لَا بَلْ لِأَبَدٍ أَبَدٍ ، لَا بَلْ لِأَبَدٍ أَبَدٍ . قَالَ: وقَدِمَ عَلِيّ -رَضِيَ اللهُ عَنْه- مِنَ الْيَمَن بِبُدْنِ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فَوَجَدَ فَاطِمَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْها- مِمَّنْ حَلَّ، ولَبِسَتْ ثِيَابًا صَبِيغًا، واكْتَحَلَتْ . فَأَنْكَرَ عَلِيّ ذَلِكَ عَلَيْهَا ،وقَالَ: مَنْ أَمَرَكِ بِهِذَا؟ فَقَالَتْ: أَبِي .فَكَانَ عَلِيّ يَقُولُ بِالْعِرَاقِ: ذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- مُحَرِّشًا عَلَى فَاطِمَةَ، فِي الْأَمْرِ الَّذِي صَنَعَتْهُ، مُسْتَفْتِيًا لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فِي الَّذِي ذَكَرَتْ عَنْهُ، فَأَخْبَرْتُهُ أَنِّي أَنْكَرْتُ ذَلِكَ عَلَيْهَا ، فَقَالَتْ:إِنَّ أَبِي أَمَرَنِي بِهِذَا. فَقَالَ : صَدَقَتْ، صَدَقَتْ .(1/132)
مَاذَا قُلْتَ حِينَ فَرَضْتَ الْحَجَّ ؟ قَالَ : قُلْتُ اللهم إِنِّي أُهِلُّ بِمَا أَهَلَّ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- قَالَ: فَإِنَّ مَعِيَ الْهَدْيَ فَلَا تَحِللْ. قَالَ: وكَانَ جَمَاعَةُ الْهَدْيِ الَّذِي قَدِمَ بِهِ عَلِيّ مِنَ الْيَمَن، والَّذِي أَتَى بِهِ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- مِنَ الْمَدِينَةِ، مِائَةً ، فَحَلَّ النَّاسُ كُلُّهُمْ ، وقَصَّرُوا، إِلَّا النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - ومَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ. قَالَ: فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَة ، ووَجَّهُوا إِلَى مِنًى، أَهَلُّوا بِالْحَجِّ.(1/133)
فَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم -فَصَلَّى بِمِنًى الظُّهْرَ ،والْعَصْرَ ،والْمَغْرِبَ والْعِشَاءَ ،والصُّبْحَ، ثم مَكَثَ قَلِيلًا ، حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ ، وأَمَرَ بِقُبَّةٍ لَهُ مِنْ شَعْرٍ فَضُرِبَتْ بنمِرَةٍ، فَسَارَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - ولَا تَشُكُّ قُرَيْشٌ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - واقِفٌ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ بِالْمُزْدَلِفَةِ، كَمَا كَانَتْ قُرَيْشٌ تَصْنَعُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَأَجَازَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- حَتَّى أَتَى عَرَفَةَ ، فَوَجَدَ الْقُبَّةَ قَدْ ضُرِبَتْ لَهُ بنمِرَةٍ، فَنَزَلَ بِهِا، حَتَّى إِذَا زَاغَتِ الشَّمْسُ، أَمَرَ بِالْقَصْوَاءِ ، فَرُحِلَتْ لَهُ ، فَرَكِبَ، حَتَّى أَتَى بَطْنَ الْوَادِي، فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ :إِنَّ دِمَاءَكُمْ ،وأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَلَا إِنَّ كُلَّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمَيَّ مَوْضُوعٌ ، ودِمَاءُ الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعَةٌ ، وأَوَّلُ دَمٍ أَضَعُهُ دِمَاؤُنَا دَمُ -قَالَ عُثْمَان : دَمُ ابن رَبِيعَةَ، و قَالَ سُلَيْمَان:- دَمُ رَبِيعَةَ بن الْحَارِثِ بن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ -و قَالَ بَعْضُ هَؤُلَاءِ:- كَانَ مُسْتَرْضَعًا فِي بني سَعْدٍ فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ، ورِبَا الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ ، وأَوَّلُ رِبًا أَضَعُهُ رِبَانَا رِبَا عَبَّاس بن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فَإِنَّهُ مَوْضُوعٌ كُلُّهُ .(1/134)
اتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ، فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللَّهِ، واسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ ، وإِنَّ لَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ؛ فَإِنْ فَعَلْنَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ، ولَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ ،وكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وإِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنْ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ، كِتَابَ اللَّهِ، وأَنْتُمْ مَسْئُولُونَ عَنِّي، فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟ قَالَوا : نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ، وأَدَّيْتَ ، ونَصَحْتَ . ثم قَالَ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ يَرْفَعُهَا إِلَى السَّمَاءِ ،ويَنْكُبِهِا إِلَى النَّاسِ : اللهم اشْهَدِ ، اللهم اشْهَدِ ، الله اشْهَدْ . ثم أَذَّنَ بِلَال ، ثم أَقَامَ فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثم أَقَامَ فَصَلَّى الْعَصْرَ، ولَمْ يُصَلِّ بَيْنَهُمَا شَيْئًا، ثم رَكِبَ الْقَصْوَاءَ ، حَتَّى أَتَى الْمَوْقِفَ ، فَجَعَلَ بَطْنَ نَاقَتُهُ الْقَصْوَاءِ إِلَى الصَّخَرَاتِ، وجَعَلَ حَبْلَ الْمُشَاةِ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، فَلَمْ يَزَلْ واقِفًا، حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ ، وذَهَبَتِ الصُّفْرَةُ قَلِيلًا ، حِينَ غَابَ الْقُرْصُ، وأَرْدَفَ أُسَامَةَ خَلْفَهُ ، فَدَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - وقَدْ شَنَقَ لِلْقَصْوَاءِ الزِّمَامَ ، حَتَّى إِنَّ رَأْسَهَا لَيُصِيبُ مَوْرِكَ رَحْلِه، وهُوَ يَقُولُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى: السَّكِينَةَ أَيُّهَا النَّاسُ، السَّكِينَةَ أَيُّهَا النَّاسُ. كُلَّمَا أَتَى حَبْلًا مِنَ الْحِبَالِ أَرْخَى لَهَا قَلِيلًا، حَتَّى تَصْعَدَ ، حَتَّى أَتَى الْمُزْدَلِفَةَ فَجَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ ،والْعِشَاءِ بِأَذَانٍ واحِدٍ ،وإِقَامَتَيْنِ.(1/135)
قَالَ عُثْمَان : ولَمْ يُسَبِّحْ بَيْنَهُمَا شَيْئًا ، ثم اتَّفَقُوا ، ثم اضْطَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ، فَصَلَّى الْفَجْرَ حِينَ تَبَيَّنَ لَهُ الصُّبْحُ. قَالَ سُلَيْمَان: بندَاءٍ ،وإِقَامَةٍ، ثم اتَّفَقُوا، ثم رَكِبَ الْقَصْوَاءَ، حَتَّى أَتَى الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ، فَرَقِيَ عَلَيْهِ .قَالَ عُثْمَان ،وسُلَيْمَان: فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، فَحَمِدَ اللَّهَ ،وكَبَّرَهُ ،وهَلَّلَهُ.(1/136)
زَادَ عُثْمَان : ووَحَّدَهُ ، فَلَمْ يَزَلْ واقِفًا، حَتَّى أَسْفَرَ جِدًّا، ثم دَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وأَرْدَفَ الْفَضْلَ بن عَبَّاس ، وكَانَ رَجُلًا حَسَنَ الشَّعْرِ أَبْيَضَ ،وسِيمًا، فَلَمَّا دَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - مَرَّ الظُّعُنُ يَجْرِينَ ،فَطَفِقَ الْفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيَّهِنَّ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يَدَهُ عَلَى وجْهِ الْفَضْلِ ، وصَرَفَ الْفَضْلُ ،وجْهَهُ إِلَى الشِّقِّ الْآخَرِ، وحَوَّلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يَدَهُ إِلَى الشِّقِّ الْآخَرِ ،وصَرَفَ الْفَضْلُ ،وجْهَهُ إِلَى الشِّقِّ الْآخَرِ، يَنْظُرُ ، حَتَّى أَتَى مُحَسِّرًا، فَحَرَّكَ قَلِيلًا، ثم سَلَكَ الطَّرِيقَ الْوُسْطَى ،الَّذِي يُخْرِجُكَ إِلَى الْجَمْرَةِ الْكُبْرَى، حَتَّى أَتَى الْجَمْرَةَ الَّتِي عِنْدَ الشَّجَرَةِ ، فَرَمَاهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ مِنْهَا ، بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ، فَرَمَى مِنْ بَطْنِ الْوَادِي ، ثم انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-إِلَى الْمَنْحَرِ ، فَنَحَرَ بِيَدِهِ ثَلَاثَا وستينَ، وأَمَرَ عَلِيًّا فَنَحَرَ مَا غَبَرَ، يَقُولُ: مَا بَقِيَ، وأَشْرَكَهُ فِي هَدْيِهِ، ثم أَمَرَ مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ بِبَضْعَةٍ ، فَجُعِلَتْ فِي قِدْرٍ ، فَطُبِخَتْ ، فَأَكَلَا مِنْ لَحْمِهَا ،وشَرِبَا مِنْ مَرَقِهَا .(1/137)
قَالَ سُلَيْمَان: ثم رَكِبَ، ثم أَفَاضَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-إِلَى الْبَيْتِ فَصَلَّى بِمَكَّةَ الظُّهْرَ، ثم أَتَى بني عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ،وهُمْ يَسْقُونَ عَلَى زَمْزَمَ ، فَقَالَ : انْزِعُوا بني عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فَلَوْلَا أَنْ يَغْلِبَكُمُ النَّاسُ عَلَى سِقَايَتِكُمْ ، لَنَزَعْتُ مَعَكُمْ فَنَاوَلُوهُ دَلْوًا فَشَرِبَ مِنْهُ (1) [8]).
رجال السند :
1- عبد الله بن مُحَمَّد النُّفَيْلِيّ : عبد الله بن مُحَمَّد بن عَلِيّ بن نُفَيْل بن زراع بن عَلِيّ ، وقيل ، أبو عبد الله بن قيس بن عصم القضاعي، أبو جَعْفَر النُّفَيْلِيّ الحراني ، ثقة، حافظ من كبار العاشرة ، روى عن: أبي المليح الرقي، وخطاب بن القاسم الحراني، ومَالِك، ودَاوُد بن عبد الرَّحْمَن العطار، وجماعة . روى عنه: أبو دَاوُد فأكثر، وروى لَهُ الباقون ،سوى مسلم ،بواسطة الذهلي، وغيرهم. وقَالَ أبو حاتم، عن أبيه: ثنا ابن نُفَيْل الثقة المأمون. وقَالَ النسائي: ثقة . وقَالَ الدارقطني: ثقة، مأمون يحتج بِهِ. وقَالَ ابن حبان: كَانَ متقنا يحفظ. وحكى، عن ابن نمير قَالَ: كَانَ النُّفَيْلِيّ رابع أربعة، قيل فمن؟ قَالَ: ابن مهدي، ووكيع، وأبو نعيم، وهو رابعهم. قَالَ خليفة ،وغير ،واحد: مات سنة أربع وثَلَاثَين ومائتين (2) [9]).
__________
(1) - أخرجه ، أبو داود فِي سننه – كتاب المناسك – باب صفة حجة النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - م1،ص428. تخريج الحديث الطويل ص67
(2) - انظر : ثقات ابن حبان ج8،ص357- تهذيب التهذيب ج6،ص15 - سير أعلام النبلاء ج10،ص634.(1/138)
2- عُثْمَان بن أَبِي شَيْبَةَ : هو عُثْمَان بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان بن خواستي العبسي، مولاهم ، أبو الحسن بن أَبِي شَيْبَةَ، الْكُوفِيّ صاحب المسند ،والتفسير ،والتفسير، ثقة، حافظ من العاشرة . روى عن: هشيم ، وحميد بن عبد الرَّحْمَن الرواسي، وطَلْحَة بن يَحْيَى الزرقي، وجرير بن عبد الحميد، وخلق . روى عنه: الجماعة ،سوى الترمذي، وسوى النسائي فروى فِي الْيَوْم،والليلة (1) [10])عن زَكَرِيَّا بن يَحْيَى السجزي عنه، وآخرون. وقَالَ الحسين بن حيان، عن يَحْيَى : ابنا أَبِي شَيْبَةَ عُثْمَان ،وعبد الله ثقتان صدوقان، لَيْسَ فيه شك . وقَالَ أبو حاتم : سمعت رجلا يسأل مُحَمَّد بن عبد الله بن نمير، عن عُثْمَان فَقَالَ : سبحان الله، ومثله يسأل عنه؟ إنما يُسْأل. قَالَ مُحَمَّد بن عبد الله الحضرمي ،وغيره: مات فِي المحرم سنة تسع وثَلَاثَين ومئتين ، وقَالَ السراج، عن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أَبِي شَيْبَةَ: ولد أبي سنة ست وخمسين. وذكره ابن حبان فِي الثقات (2) [11]).
__________
(1) - الْيَوْم،والليلة المقصود بِهما لَيْسَ الزمن، ولكنه كتاب لَهُ اسمه (عمل الْيَوْم،والليلة) محقق ،ومخرج ،ومنشور.
(2) - انظر : ثقات ابن حبان ج8، ص454- تهذيب التهذيب ج7،ص135- سير أعلام النبلاء ج11،ص151.(1/139)
3- هشام بن عَمَّار : هشام بن عَمَّار بن نصير بن ميسرة بن أَبَان السلمي، ويقَالَ الظفري، أبو الوليد الدمشقي ، صدوق من كبار العاشرة ، روى عن: معروف الخياط أبي الخطاب الدمشقي صاحب ،واثلة، وحاتم بن إسماعيل، ومَالِك بن أنس، والوليد بن مسلم، وابن عيينة، والداروردي، ومَسَلَمَة بن علي، وخلق كثير . روى عنه: البخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وروى الترمذي، عن البخاري عنه، وابنه أحمد بن هشام، وشيخاه الوليد بن مسلم ،ومُحَمَّد بن شعيب، ويَحْيَى ابن معين، وآخرون. قَالَ إِبْرَاهِيم بن الجنيد، عن ابن معين: ثقة. وقَالَ أبو حاتم، عن يَحْيَى ابن معين: كيس كيس . وقَالَ العجلي: ثقة، وقَالَ مرة: صدوق. وقَالَ أحمد بن خالد الخلال، عن يَحْيَى بن معين: حَدَّثَنَا هشام بن عَمَّار ، وليس بالكذوب . وقَالَ النسائي: لَا بأس بِهِ . وقَالَ الدارقطني: صدوق كبير المحل. وقَالَ البخاري: مات بدمشق آخر المحرم سنة خمس وأربعين ومائتين (1) [12]).
__________
(1) - انظر : ثقات ابن حبان ج9،ص233- سير أعلام النبلاء ج11،ص420- تهذيب التهذيب ج11،ص46.(1/140)
4- سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن : سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن عِيسَى بن ميمون التميمي، الدمشقي، أبو أيوب ابن بنت شرحبيل بن مسلم الخولاني ، صدوق يخطئ من العاشرة . روى عن: يَحْيَى بن حمزة الحضرمي، والوليد بن مسلم، وحاتم بن إِسْمَاعِيل الْمَدَنِيّ ، وابن عيينة، وابن وهب، وغيرهم . وعنه: البخاري، وأبو داود، وخلق. قَالَ ابن الجنيد، عن ابن معين: لَيْسَ بِهِ بأس، وكذا قَالَ أبو حاتم، عن ابن معين، وزاد: وهشام بن عَمَّار أكيس منه . قَالَ أبو حاتم: سُلَيْمَان صدوق مستقيم الحديث، ولكنه أروى الناس، عن الضعفاء ،والمجهولين. وقَالَ ابن معين: ثقة، إِذَا روى عن المعروفين. وقَالَ النسائي: صدوق. وقَالَ ابن حبان فِي الثقات : يعتبر حديثه إِذَا روى عن الثقات المشاهير، فأما إِذَا روى عن المجاهيل، ففيها مناكير. وقَالَ الحاكم: قلت للدارقطني: سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن ؟ قَالَ: ثقة، .قلت: أليس عنده مناكير؟ قَالَ: حدث بِهِا، عن قوم ضعفاء، فأما هو فثقة. وقَالَ أبو عبد الملك التستري: مات سنة اثنتين وثَلَاثَين ومائتين ، قَالَ عَمْرُو ابن دحيم ،وأبو زرعة الدمشقي ،ويعقوب بن سُفْيَان ،وغير ،واحد: سنة ثَلَاثَ وثَلَاثَين ومائتين (1) [13]).
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات.
__________
(1) - انظر : ثقات ابن حبان ج8،ص278- تهذيب التهذيب ج4،ص181- سير أعلام النبلاء ج11،ص136- ضعفاء العقيلي ج2،ص132- ميزان الاعتدال ج2،ص212.(1/141)
5 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن مَسَلَمَة ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان، يَعْنِي ابن بِلَال ، ح ،و حَدَّثَنَا أحمد بن حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيَّ ، الْمَعْنَى واحِدٌ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ: أن النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- صَلَّى الظُّهْرَ والْعَصْرَ بِأَذَانٍ واحِدٍ بِعَرَفَةَ، ولَمْ يُسَبِّحْ بَيْنَهُمَا، وإِقَامَتَيْنِ، وصَلَّى الْمَغْرِبَ والْعِشَاءَ بِجَمْعٍ، بِأَذَانٍ واحِدٍ ،وإِقَامَتَيْنِ، ولَمْ يُسَبِّحْ بَيْنَهُمَا.
قَالَ أبو دَاوُد هَذَا الْحَدِيثُ أَسْنَدَهُ حَاتِمُ بن إِسْمَاعِيل فِي الْحَدِيثِ الطَّوِيلِ ،ووَافَقَ حَاتِمَ بن إِسْمَاعِيل عَلَى إِسْنَادِهِ مُحَمَّد بن عَلِيّ الْجُعْفِيُّ، عن جَعْفَر، عن أَبِيهِ، عن جَابِر إِلَّا أَنَّهُ قَالَ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ ،والْعَتَمَةَ بِأَذَانٍ وإِقَامَةٍ (1) [14]).
رجال السند:
1- عبد الله بن مَسَلَمَة القَعْنَبي: تقدم ،وهو ثقة، عابد.
2- سُلَيْمَان بن بِلَال : تقدم ،وهو ثقة.
3- أحمد بن حنبل: تقدم ،وهو إمام حجة ثقة، ثبت.
4- عبد الْوَهَّابِ بن عبد المجيد الثَّقَفِيَّ : تقدم ،وهو ثقة.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث مرسل ، أرسله ، أبو جَعْفَر مُحَمَّد بن عَلِيّ ، وقد أُسند هَذَا الحديث فِي روايات أخرى ،وهو حديث صحيح ،ورواته ثقات.
__________
(1) - أخرجه ، أبو داود فِي سننه – كتاب المناسك – باب صفة حجة النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- م1،ص428. التخريج السابق .(1/142)
6 - حَدَّثَنَا أحمد بن حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَر، حَدَّثَنَا أَبِي، عن جَابِر قَالَ: ثم قَالَ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-: قَدْ نَحَرْتُ هَا هُنَا، ومِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ .وَوَقَفَ بِعَرَفَةَ فَقَالَ : قَدْ ،وقَفْتُ هَا هُنَا، وعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ . ووَقَفَ بِالْمُزْدَلِفَةِ فَقَالَ : قَدْ ،وقَفْتُ هَا هُنَا، ومُزْدَلِفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ.، حَدَّثَنَا مُسَدَّد، حَدَّثَنَا حَفْص بن غِيَاثٍ، عن جَعْفَر، بِإِسْنَادِهِ زَادَ: فَانْحَرُوا فِي رِحَالِكُمْ .، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بن إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن سَعِيدٍ الْقَطَّان، عن جَعْفَر، حَدَّثَنِي أَبِي، عن جَابِر ، فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ. وأَدْرَجَ فِي الْحَدِيثِ عِنْدَ قَوْلِهِ (:(واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيم مُصَلًّى ) ) قَالَ: فَقَرَأَ فِيهِمَا بِالتَّوْحِيدِ ، وقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ. وقَالَ فِيهِ: قَالَ عَلِيّ -رَضِيَ اللهُ عَنْه- بِالْكُوفَةِ -قَالَ أَبِي: هَذَا الْحَرْفُ لَمْ يَذْكُرْهُ جَابِر - : فَذَهَبْتُ مُحَرِّشًا . وذَكَرَ قِصَّةَ فَاطِمَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْها (1) [15]).
رجال السند:
1- أحمد بن حنبل: تقدم وهو إمام ثقة.
__________
(1) - أخرجه ، أبو داود فِي سننه – كتاب المناسك – باب صفة حجة النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- م1،ص428. التخريج السابق.(1/143)
2- يَحْيَى بن سعيد الْقَطَّان: يَحْيَى بن سعيد بن فروخ الْقَطَّان التميمي، أبو سعيد الْبَصْرِيّ الأحول الحافظ ، ثقة، متقن حافظ إمام قدوة من التاسعة . روى عن: خلق كثير منهم جَعْفَر بن مُحَمَّد الصادق ،و . روى عنه: جماعة منهم مُحَمَّد بن الْمُثَنَّى ،وقَالَ زَكَرِيَّا بن يَحْيَى الساجي، حدثت، عن عَلِيّ بن المديني، قَالَ: ما رأيت أعلم بالرجال من يَحْيَى بن سعيد الْقَطَّان، ولا رأيت أعلم بصواب الحديث ،والخطأ من عبد الرحمان بن مهدي، فإِذَا اجتمع يَحْيَى ،وعبد الرَّحْمَن عَلَى ترك حديث رجل تركت حديثه، وإِذَا حدث عنه أحدهما حدثت عنه ،وقَالَ صالح بن أحمد بن حنبل، عن أبيه: يَحْيَى بن سعيد أثبت من هؤلاء - يعني من ،وكيع ،وعبد الرَّحْمَن ابن مهدي، ويزيد بن هارون، وأبي نعيم - وقد. روى عن: خمسين شيخا ممن روى عنهم سُفْيَان ،وقَالَ مُحَمَّد بن سعد: كَانَ ثقة، مأمونا رفيعا حجة.وقَالَ العجلي: بصري ثقة، نقي الحديث، كَانَ لَا يحدث إلا، عن ثقة. وقَالَ أبو زرعة: يَحْيَى الْقَطَّان من الثقات الحفاظ.وقَالَ أبو حاتم: ثقة، حافظ مات يوم الاحد الثاني عشر من صفر سنة ثمان وتسعين ومائة. وقَالَ النسائي: ثقة، ثبت مرضي (1) [16]) .
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،ورواته ثقات
__________
(1) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج7،ص611- تهذيب التهذيب ج11،ص190- سير أعلام النبلاء ج9،ص175- تهذيب الكمال ج31،ص329.(1/144)
7 - حَدَّثَنَا مُسَدَّد، حَدَّثَنَا حَفْص بن غِيَاثٍ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر إِنَّ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- قَالَ وقَفْتُ هَا هُنَا بِعَرَفَةَ ،وعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ ،ووَقَفْتُ هَا هُنَا بِجَمْعٍ ،وجَمْعٌ كُلُّهَا مَوْقِفٌ ،ونَحَرْتُ هَا هُنَا ،ومِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ فَانْحَرُوا فِي رِحَالِكُمْ (1) [17]).
رجال السند:
__________
(1) - أخرجه ، أبو داود فِي سننه – كتاب المناسك – باب الصلاة بجمع ،م1،ص433 .التخريج السابق .(1/145)
1- مُسَدَّد : مُسَدَّد بن مُسَرْهَد بن مُسَرْبَل بن مُسْتَوْرَد الأَسَدي بصري ثقة . روى عن: عبد الله بن يَحْيَى بن أبي كثير ،وهشيم ،ويزيد بن زريع ،وعِيسَى بن يونس ،وفضيل بن عياض ،ومهدي بن ميمون ،وجويرية بن اسماء ،وخلق كثير، . روى عنه: البخاري، وأبو داود، وإِبْرَاهِيم بن يعقوب الجوزجاني ، وأحمد بن عبد الله بن صالح العجلي ،وآخرون. قَالَ العجلي كَانَ يملي عَلِيّ حَتَّى أضجر فيقول لي: يا أبا الحسن اكتب هَذَا الحديث فيملي عَلِيّ بعد ضجري خمسين أو ستين حديثا فأتيته فِي رحلتي الثانية فأصبت عليه زحاما كثيرا فَقُلْتُ قَدْ أخذت بحظي منك ،وكان أبو نعيم يسألني عن اسمه ،واسم أبيه فأخبره فيقول: يا أحمد هذه رقية العقرب ،وقَالَ عبد الرَّحْمَن ابن أبي حاتم سئل أبي عنه فَقَالَ كَانَ ثقة، وقَالَ أبو عَمْرُو ابن حكيم قَالَ أبو حاتم الرازي فِي حديث مُسَدَّد، عن يَحْيَى بن سعيد، عن عبيد الله، عن نافع عن ابن عمر كأنها الدنانير، ثم قَالَ كأنك تسمعها من النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - وقَالَ البخاري مُسَدَّد بن مسرهد بن مسربل بن مرعبل ، أبو الحسن الأَسَدي مات سنة ثمان ،وعشرين ومئتين ،وكذلك قَالَ مُحَمَّد بن سعد ،ومُحَمَّد بن عبد الله الحضرمي ،وأبو حاتم ،والنسائي ،وغير ،واحد فِي تأريخ وفاته ،وروى لَهُ الترمذي ،والنسائي (1) [18]).
2- حَفْص بن غياث: تقدم ،وهو ثقة، حافظ عابد من رجال مسلم.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،ورواته ثقات.
__________
(1) -انظر : ثقات ابن حبان ج9،ص200- الطبقات الكبرى لابن سعد ج7،ص307- سير أعلام البنلاء ج10،ص591- تهذيب التهذيب ج10،ص98.(1/146)
8 –حَدَّثَنَا يَحْيَى بن معين، حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عن جَعْفَر، عن أَبِيهِ، عن أَبِي سَعِيدٍ قَالَ كَانَ رَسُولَ اللَّهِ يُضَحِّي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- بِكَبْشٍ أَقْرَنَ فَحِيلٍ يَنْظُرُ فِي سَوَادٍ ،ويَأْكُلُ فِي سَوَادٍ ،ويَمْشِي فِي سَوَادٍ (1) [19]).
رجال السند :
__________
(1) - أخرجه ، أبو داود فِي سننه كتاب الضحايا – باب ما يستحب من الضحايا /م1،ص638.
أخرجه الترمذي فِي كتاب الأضاحي – باب ما يستحب من الأضاحي ،ج3،ص27 .
وأخرجه النسائي – كتاب الضحايا – باب الكبش ، ج7،ص220-221.
وأخرجه ابن ماجه فِي سننه – كتاب الأضاحي – باب ما يستحب من الأضاحي ج2،ص1046.(1/147)
1- يَحْيَى بن معين : يَحْيَى بن معين بن عون بن زياد بن بسطام بن عبد الرَّحْمَن المري الغطفاني مولاهم ، أبو زَكَرِيَّا البغدادي إمام الجرح ،والتعديل. روى عن: عبد السلام بن حرب ،وعبد الله بن المبارك ،وحَفْص بن غِيَاث ،وجرير بن عبد الحميد ،وخلق . وعنه: البخاري ،ومسلم ،وأبو دَاوُد ،وآخرون. قَالَ ابن عدي، عن شيخ لَهُ كَانَ ابن معين عَلَى خراج الري فخلف لابنه يَحْيَى ألف ألف درهم وخمسين ألف درهم فانفقه كله عَلَى الحديث ،وقَالَ أحمد بن يَحْيَى بن الجارود ،وغيره قَالَ ابن المديني ما أعلم أحدا كتب ما كتب يَحْيَى بن معين ،وقَالَ أبو بكر بن أبي خيثمة ،ولد يَحْيَى بن معين سنة ثمان وخمسين ومائة ،ومات بمدينة الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- سنة ثَلَاثَ وثَلَاثَين ومائتين ،وله سبع وسبعون سنة ،وقَالَ العجلي ما خلق الله تعالى أحدا كَانَ أعرف بالحديث من يَحْيَى بن معين ،ولقد كَانَ يجتمع مَعَ أحمد ،وابن المديني ،ونظرائهم فكان هو الَّذِي ينتخب لهم الأحاديث لَا يتقدمه منهم أحد ،ولقد كَانَ يؤتى بالأحاديث قَدْ خلطت ،وتلبست فيقول هَذَا الحديث كذا ،وهذا كذا فيكون كَمَا قَالَ (1) [20]).
2- حَفْص بن غياث: تقدم ،وهو ثقة، حافظ.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،ورواته ثقات.
__________
(1) - انظر : ثقات ابن حبان ج9،ص262- سير أعلام النبلاء ج11،ص71- تهذيب التهذيب ج11،ص246.(1/148)
9 – حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عن جَعْفَر، عن أَبِيهِ، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يَقُولُ أَنَا أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ ،ومَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَإِلَيَّ وعَلِيّ (1) [21]).
رجال السند :
__________
(1) - أخرجه ، أبو داود فِي سننه كتاب الخراج ،والإمارة ،والفيء – باب فِي أرزاق الذرية ، و من طريق أحمد بن حنبل، حَدَّثَنَا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزُّهْرِيّ ، عن أبي سلمة، عن جَابِر م2ص27.
و أخرجه الإمام مسلم فِي كتاب الجمعة – باب تخفيف الصلاة ،والخطبة ج3، ص11.
أخرجه النسائي – كتاب صلاة العيدين – باب كيف الخطبة ج3،ص188 ، و فِي سننه كتاب الجنائز – الصلاة عَلَى من عليه دين من حديث نوح بن حبيب القومسي، حَدَّثَنَا عبد الرزاق أنبأنا معمر، عن الزُّهْرِيّ ، عن أبي سلمة، عن جَابِر ج4،ص65 .
أخرجه ابن ماجه – كتاب الصدقات – باب من ترك ديناً أو ضياعاً فعلى الله ،وعلى رسوله ج2،ص807.
أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3،ص310. ومن حديث ابن الوليد، حَدَّثَنَا سفيان، عن جَعْفَر ج3،ص338 . ومن حديث يَحْيَى ، عن جَعْفَر ج3،ص319 . ومن حديث ،وكيع، عن سفيان، عن جَعْفَر ج3،ص371.(1/149)
1- مُحَمَّد بن كثير : مُحَمَّد بن كثير بن أبي عطاء الثَّقَفِيَّ مولاهم ، أبو أيوب الصنعاني ، صدوق يخطئ كثيراً من التاسعة . روى عن: الأوزاعي ،ومعُمَر بن راشد ،وحماد بن سَلَمَة ،وأبي إسحاق الفزاري ،وزائدة ،والثَّوْرِيّ ،وابن عُيَيْنَة ،وابن شوذب ،وجماعة . وعنه: أحمد بن إِبْرَاهِيم الدورقي ،والحسن البزار ،وأبو عبيد القاسم بن سلام ،وعبد الله بن عبد الرَّحْمَن الدَّارِمِيّ ،وإِبْرَاهِيم بن يعقوب الجوزجاني ،وإسحاق بن منصور الكوسج ،ومُحَمَّد ابن يَحْيَى الذهلي ،ومُحَمَّد بن يَحْيَى بن كثير الحراني ،وغيرهم قَالَ البخاري ضعفه أحمد ،وقَالَ بعث إِلَى اليَمَنْ فَأَتَى بكتاب فرواه ،وقَالَ عبد الله بن أحمد ذكر أبي ابن كثير فضعفه جدا ،وضعف حديثه عن معمر جدا ،وقَالَ هو منكر الحديث ،وقَالَ يروي أشياء منكرة ،وقَالَ صالح بن أحمد ، عن أبيه لم يكن عندي ثقة، بلغني أنه قيل لَهُ كيف سمعت من معمر قَالَ سمعت منه ظاهرا بعث بِهَا إِلَى إنسان مِنَ الْيَمَن ،وقَالَ حاتم بن الليث، عن أحمد ليس بشيء يحدث بأحاديث مناكير لَيْسَ لها أصل ،وقَالَ يونس بن حبيب قلت لابن المديني إِنَّ مُحَمَّد بن كثير حدث عن الأوزاعي، عن قتادة، عن أنس قَالَ نظر النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- إِلَى أبي بكر وعمر فَقَالَ هذان سيدا كهول أهل الجنة الحديث فَقَالَ عَلِيّ كنت أشتهي أن أرى هَذَا الشيخ فالآن لَا أحب ،وقَالَ الآجري، عن أبي دَاوُد لم يكن يفهم الحديث ،وقَالَ أبو حاتم كَانَ رجلا صالحا سكن المصيصة ،وأصله من صنعاء اليَمَنْ ،وفي حديثه بعض الإنكار ،وقَالَ أبو حاتم أيضا دفع إِلَيَّ مُحَمَّد بن كثير كتابا من حديثه عن الأوزاعي فكان يقول فِي كل حديث منها ثنا مُحَمَّد بن كثير، عن الأوزاعي ،وهو مُحَمَّد بن كثير ،وقَالَ صالح بن مُحَمَّد صدوق كثير الخطأ ،وقَالَ البخاري لين جدا ،وقَالَ إِبْرَاهِيم بن الجنيد، عن ابن معين كَانَ(1/150)
صدوقا ،وقَالَ عبيد بن مُحَمَّد الكشوري، عن ابن معين ثقة، وقَالَ أبو حاتم سمعت الحسن بن الربيع يقول مُحَمَّد بن كثير الْيَوْمأوثق الناس ،وينبغي لمن يطلب الحديث لله تعالى أن يخَرَجَ إِلَيَّه، كَانَ يكتب عنه ،وإسحاق الفزاري حي ،وكان يعرف بالخير مذ كَانَ ،وذكره ابن حبان فِي الثقات وقَالَ: يخطىء ويغرب ،ومات سنة ست عشرة ومائتين ،وفيها أرخه البخاري ،وزاد فِي ذي الحجة ،وقَالَ ابن أبي عاصم مات سنة سبع عشرة ،وقَالَ أبو دَاوُد سنة ثمان عشرة أو تسع عشرة ،وقَالَ النسائي لَيْسَ بالقوي كثير الخطأ ،وقَالَ الساجي صدوق كثير الغلط ،وقَالَ أبو أحمد الحاكم لَيْسَ بالقوي عندهم ،وقَالَ ابن عدي لَهُ أحاديث لَا يتابعه عَلَيْهَا أحد (1) [22]).
2- سُفْيَان بن عيينة: سُفْيَان بن عُيَيْنَة بن أبي عِمْرَان ميمون الهلالي ، أبو مُحَمَّد الْكُوفِيّ ، ثقة، حافظ إمام حجة من رؤوس الثامنة . روى عن: عبد الملك بن عمير ،وأبي إسحاق السبيعي ،وجَعْفَر الصادق ،وخلق لَا يحصون . وعنه: الأعمش ،وابن جُرَيْج ،وشعبة ،والثَّوْرِيّ ،وابن عمر العدني ،وعَلِيّ بن حُجْر ،وعَلِيّ بن خَشْرَم ،وطوائف كثيرة قَالَ ابن المديني ،ولد سنة 107 ،وقَالَ أيضاً ما فِي أصحاب الزُّهْرِيّ أتقى من ابن عُيَيْنَة ،وقَالَ العجلي كوفي ثقة، ثبت فِي الحديث ،وكان حسن الحديث يعد من حكماء أصحاب الحديث ،وقَالَ الشافعي لولا مَالِك ،وسُفْيَان لذهب علم الحجاز ،وقَالَ ابن سعد كَانَ ثقة، ثبتا كثير الحديث حجة ،وجزم ابن الصلاح فِي علوم الحديث بأنه مات سنة ثمان وتسعين ومائة (2) [23]).
الحكم عَلَى سند الحديث :
__________
(1) - انظر : ثقات ابن حبان ج9،ص70- سير أعلام النبلاء ج10،ص380- تهذيب التهذيب ج9،ص369- ميزان الاعتدال ج4،ص18- ضعفاء العقيلي ج4،ص122، الطبقات الكبرى ج7،ص489.
(2) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج6،ص402- تهذيب التهذيب ج4،ص104- تقريب التهذيب ج1،ص369.(1/151)
في هَذَا الإسناد ضعف لأن فيه مُحَمَّد بن كثير الَّذِي ضعفه كثير من علماء الجرح والتعديل، وحكم عليه ابن حُجْر بأنه صدوق يخطئ كثيراً ، ووثقه ابن حبان ،وقَالَ يخطئ ويغرب. ولكن الحديث صحيح بمجموع طرقه.
10 – حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن حَاتِمِ بن بَزِيعٍ، حَدَّثَنَا مُعَلَّى ، يعني ابن مَنْصُورٍ، عن مُحَمَّد بن مَيْمُونٍ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- لَا تُؤَخَّرُ الصَّلَاةُ لِطَعَامٍ ولَا لِغَيْرِهِ (1) [24]).
رجال السند :
1- مُحَمَّد بن حاتم بن بزيع : مُحَمَّد بن حاتم بن بزيع الْبَصْرِيّ ، أبو بكر ،ويقَالَ: أبو سعيد ، ثقة، من الحادية عشرة . روى عن: أسود بن عامر ،وعبد الْوَهَّابِ بن عطاء ، ومُعَلَّى بن منصور الرازي ،وغيرهم . روى عنه: البخاري ،وأبو دَاوُد ،وابن أبي عاصم ،وابن أبي الدنيا ،وابن ماجه ،وابن أبي دَاوُد ،والسراج ،وغيرهم قَالَ النسائي ثقة، وذكره ابن حبان فِي الثقات ،وقَالَ البخاري ،وغيره مات فِي رَمَضَانَ سنة 249 ، وقد ذكره النسائي فِي أسماء شيوخه ،والدارقطني ،والحبال فِي أسماء شيوخ مسلم ،وقَالَ صاحب الزهرة رأيت لَهُ فِي صحيح مسلم حديثا واحدا (2) [25]).
__________
(1) - أخرجه ، أبو داود فِي سننه – كتاب الأطعمة – باب إِذَا حضرت الصلاة ،والعشاء م2،ص365. انفرد بِهِ .
(2) - انظر : ثقات ابن حبان ج9،ص108- ميزان الاعتدال للذهبي ج3،ص503- تهذيب الكمال ج25،ص16.(1/152)
2- مُعَلَّى بن منصور : مُعَلَّى بن منصور الرازي ، أبو يعلى ، ثقة، فقيه من العاشرة . روى عن: مَالِك ،وسُلَيْمَان بن بِلَال ،ومُحَمَّد بن ميمون الزعفراني ،وجماعة . روى عنه: ابنه يَحْيَى ،وأبو خيثمة ،وأبو بكر بن أَبِي شَيْبَةَ ،وأبو ثور ،وحَجَّاج بن الشَّاعِر ،وآخرون. وقَالَ عُثْمَان الدَّارِمِيّ، عن ابن معين ثقة، وقَالَ العجلي ثقة، صاحب سنة ،وكان نبيلا . وقَالَ ابن سعد كَانَ صدوقا صاحب حديث ،ورأي ،وفقه فمن أصحاب الحديث من يروي عنه ،ومنهم من لَا يروي عنه ،وقَالَ أبو حاتم الرازي كَانَ صدوقا فِي الحديث ،وكان صاحب رأي ،وقَالَ أحمد بن حَنْبَل مُعَلَّى بن منصور من كبار أصحاب أبي يوسف ومُحَمَّد ،ومن ثقاتهم فِي النقل والرواية ،وقَالَ ابن عدي أرجو أنه لَا بأس بِهِ. قَالَ ابن سعد ،وجماعة: مات سنة إحدى عشرة ومائتين ،وذكره ابن حبان فِي الثقات ،وقَالَ كَانَ ممن جمع وصنف (1) [26]).
__________
(1) - انظر : ثقات ابن حبان ج9،ص182- سير أعلام النبلاء ج10،ص365- تهذيب التهذيب ج10،ص215- ميزان الاعتدال ج4،ص151.(1/153)
3- مُحَمَّد بن ميمون : مُحَمَّد بن ميمون الزعفراني ، أبو النضر الْكُوفِيّ ، صدوق لَهُ أوهام من التاسعة . روى عن: جَعْفَر بن مُحَمَّد ،وحنظلة بن أبي سُفْيَان الجمحي ،وابن عجلان ،وهشام بن عروة ،وغيرهم . روى عنه: مُعَلَّى بن منصور الرازي ،وأبو يونس ،وابن معين ،ويعقوب الدورقي ،وإِبْرَاهِيم بن موسى ،وآخرون. قَالَ الدوري، عن ابن معين: ثقة، وكذا قَالَ أبو دَاوُد ،وقَالَ البخاري ،والنسائي :منكر الحديث . وقَالَ أبو زرعة :كوفي لين ،وقَالَ أبو حاتم: لَا بأس بِهِ كَانَ كوفي الأصل ،وليس هَذَا بالمكي ،ومن لَا يفهم لَا يميز بينهما ،وقَالَ الدارقطني : لَيْسَ بشيء ، روى لَهُ أبو دَاوُد حديث جَابِر لَا تُؤَخَّرُ الصَّلَاةُ لِطَعَامٍ ،ولا لغيره . قَالَ ابن حبان منكر الحديث جدا لَا يحل الاحتجاج بِهِ ،وقَالَ ابن عدي لَيْسَ بِهِ كثير حديث (1) [27]).
الحكم عَلَى سند الحديث :
في سند هَذَا الحديث مُعَلَّى بن منصور، ومُحَمَّد بن ميمون ؛ أما مُعَلَّى فوثقه بعضهم ،وأخَرَجَ لَهُ مسلم، وأما ابن ميمون فقد لينه أبو زرعة . وقَالَ البخاري منكر الحديث .وقَالَ الذهبي واهٍ. وقد تقدم ذكر ذَلِكَ فِي ترجمته. فالحديث بهذا الإسناد ضعيف.
11 – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّد النُّفَيْلِيّ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بن إِسْمَاعِيل ح ،وحَدَّثَنَا نَصْرُ بن عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن سَعِيدٍ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر -رَضِيَ اللهُ عَنْه-أَنَّ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- قَرَأَ ((واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيم مُصَلًّى ) ) (2) [28]).
رجال السند :
__________
(1) - انظر : تهذيب التهذيب ج9،ص428- ميزان الاعتدال للذهبي ج4،ص53- ضعفاء العقيلي ج4،ص131.
(2) - أخرجه ، أبو داود فِي سننه – كتاب الحروف ،والقراءات م2،ص443. تخريج الطويل ص 51.(1/154)
1- عبد الله بن مُحَمَّد النُّفَيْلِيّ: تقدم ،وهو ثقة، حافظ .
2- حاتم بن إسماعيل: تقدم ،وهو صدوق صحيح الكتاب ،ومن رجال مسلم.
3- نصر بن عاصم : نصر بن عاصم الأنطاكي، من صغار العاشرة لين الحديث . روى عن: أبي ضمرة ،والوليد بن مسلم ،ويَحْيَى الْقَطَّان ،ومبشر بن إِسْمَاعِيل ،وآخرون. ذكره ابن حبان فِي الثقات ،وقَالَ: شيخ يروي عن الوليد بن مسلم (1) [29]).
4- يَحْيَى بن سعيد الْقَطَّان : تقدم ،وهو ثقة، ثبت حجة.
الحكم عَلَى سند الحديث :
في هَذَا الإسناد نصر بن عاصم ،وهو لين الحديث ، ووثقه ابن حبان ،وقَالَ: شيخ يروي عن الوليد بن مسلم . والحديث صحيح بمجموع طرقه.
المبحث الرابع:
مروياته فِي سنن النسائي
أولاً : الإمام النسائي (2) [1]) ،وسننه
هو أحمد بن شعيب بن عَلِيّ بن سنان بن بحر بن دينار الخراساني. ونسا هذه التي ينسب إِلَيَّها النسائي هي مدينة بخراسان
مولده ،ونشأته : ولد النسائي عام 215 هـ . وبدأ حياته العلمية فِي سن الخامسة عشرة، ثم بدأ الرحلة لطلب الحديث ،واستهلها برحلته إِلَى قُتَيْبَة بن سعيد محدث خراسان سنة ثَلَاثَين ومائتين ،وبقي عنده سنة وشهرين ،وكان قُتَيْبَة من كبار حفاظ عصره ،وأعلاهم ، سندا أخذ عنه الشيخان ،وغيرهما ،وأكثر من الرواية عنه .، ثم أستأنف الرحلة فِي ربوع خراسان، ثم الحجاز، ثم مصر ،والعراق ،والجزيرة ،والشام ،والثغور .، ثم استوطن بمصر ،وبِهِا اشتهر ،وعلا شأنه .
وقد أخذ النسائي العلم ،وحصله، عن مجموعة معروفة من كبار الحفاظ ،والأئمة .
__________
(1) - انظر : ثقات ابن حبان ج9،ص217- تهذيب التهذيب ج10،ص381- ميزان الاعتدال ج4،ص252- ضعفاء العقيلي ج4،ص281.
(2) - انظر ترجمته: سير أعلام النبلاء ج 14 ،ص 125 -، تهذيب الكمال ج1 ،ص 328.(1/155)
قَالَ الإمام الذهبي : " كَانَ من بحور العلم مَعَ الفهم ،والإتقان ،والبصر ،ونقد الرجال ،وحسن التأليف ،ورحل الحفاظ إِلَيَّه ،ولم يبق لَهُ نظير فِي هَذَا الشأن ،وقَالَ عنه أبو الحسن الدارقطني : أبو عبد الرَّحْمَن مقدم عَلَى كل من يذكر بعلم الحديث فِي عصره " ،ويقول : " كَانَ أفقه مشايخ مصر فِي عصر ه ،وأعلمهم بالحديث ،والرجال " . وكان الذهبي يقدمه عَلَى مسلم ،وأبي دَاوُد ،وأبي عِيسَى الترمذي ،ويقول : " هو جار فِي مضمار البخاري ،وأبي زرعة " . وسأل الذهبي : أيهما أحفظ مسلم بن الحَجَّاج صاحب الصحيح ، أو النسائي ؟ فَقَالَ : النسائي .
مؤلفات النسائي:
1- السنن الصغرى: والتي تعرف بـ( المجتبى) .
2- السنن الكبرى: طبع بعضها.
3- خصائص علي: مطبوع
4- عمل الْيَوْم والليلة: مطبوع.
5- الضعفاء ،والمتروكين: مطبوع.
6- تسمية فقهاء الأمصار : مطبوع.
7- تسمية من لم يرو عنه غير رجل ،واحد: مطبوع.
8- ذكر من حدث عنه ابن أبي عروبة: مطبوع.
كتاب السنن:
صنف الحافظ النسائي كتابه " السنن الكبرى " ، ويقول فِي ذَلِكَ ( لما عزمت عَلَى جمع كتاب السنن استخرت الله تعالى فِي الرواية، عن شيوخ كَانَ فِي القلب منهم بعض الشيء، فوقعت الخيرة عَلَى تكرهم فنزلت فِي جملة من الحديث كنت أعلوم فيه عنهم ).
فإِذَا احتاج إِلَى تخريج رواية فيها من لَيْسَ عَلَى شرطه ذكر روايته ،وبين علتها، ولا يسكت، عن مجروح، وإنما يحتاج إِلَى ذكر رواية هَذَا الصنف أحياناً لبيان مخالفة ،وقعت فِي إسناد خالف فيها ضعيف ثقة. فيذكر ذَلِكَ مَعَ ذكر الجرح ليثبت صحة رواية الثقة. وأن مخالفة الضعيف ليست بقادحة.(1/156)
وقد تبدى للنسائي أن ينتخب من السنن الكبرى كتابا عَلَى غرار الجامع الصحيح المسند للبخاري فانتخب " المجتبى " . ويحكي مُحَمَّد بن معاوية بن الاحمر عنه ذَلِكَ حيث قَالَ : " قَالَ النسائي : " كتاب السنن كله صحيح ،وبعضه معلول إِلَّا أنه لم يبين علته ، والمنتخب منه المسمى بالمجتبى صحيح كله " .
وفاته:
كانت وفاة النسائي سنة 303هـ .
ثانياً : المرويات:
1 – أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الْمُثَنَّى قَالَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن عَلِيّ بن الْحُسَيْنِ، عن زَيْنَبَ بنتِ أُمِّ سَلَمَةَ، عن أُمِّ سَلَمَةَ :أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- أَكَلَ كَتِفًا (1) [2]) فَجَاءَهُ بِلَال فَخَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ ،ولَمْ يَمَسَّ مَاءً (2)
__________
(1) - هو عظم عريض خلف المنكب أي اكل ما عليه من اللحم، إِبْرَاهِيمَ بن إسحاق الحربي 198 - 285 هـ ، غريب الحديث ،تحقيق ،ودراسة الدكتور سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيمَ بن مُحَمَّد العاير ، مركز البحث العلمي ،وإحياء التراث الإسلامي الطبعة الأولى 1405 ه= 1985 م. (ج 1 / ص 219).
(2) - أخرجه النسائي – كتاب الطهارة – باب ترك الوضوء مما غيرت النار ، ج1،ص107، وفي باب ترك الوضوء مما غيرت النار ، ج1،ص108 من حديث مُحَمَّد بن عبد الأعلى، حَدَّثَنَا خالد، حَدَّثَنَا بن جريج، عن مُحَمَّد بن يوسف، عن سُلَيْمَان بن يسار .
وأخرجه ابن ماجه فِي سننه – كتاب الطهارة ،وسننها – باب الرخصة فِي ذلك( بعد باب الوضوء مما غيرت النار) ،ج1،ص165.
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ج6،ص292. ،وأخرجه من حديث ،وكيع، حَدَّثَنَا سفيان، حَدَّثَنَا أبو عون مُحَمَّد بن عبيد الله الثَّقَفِيَّ ، عن عبد الله بن شداد سمعت أبا هريرة ج6،ص306. ومن حديث عبد الرزاق ،و بن بكر ،وروح قَالَوا، حَدَّثَنَا بن جُرَيْج أخبرني مُحَمَّد بن يوسفإِنَّ عطاء بن يسار أخبرهإِنَّ أم سلمة ج1،ص366. ومن حديث مُحَمَّد بن جَعْفَر، حَدَّثَنَا شعبة، عن أبي عون، عن عبد الله بن شداد ج6،ص317. ومن حديث أحمد بن الحَجَّاج ، حَدَّثَنَا عبد العزيز بن مُحَمَّد ، عن مُحَمَّد بن طحلاء ج6،ص321 .(1/157)
[3]) .
رجال السند:
1- مُحَمَّد بن الْمُثَنَّى : تقدم ،وهو ثقة، ثبت.
2- يَحْيَى بن سعيد : الأنصاري تقدم ،وهو ثقة، ثبت.
3- عَلِيّ بن الحسين بن عَلِيّ بن أبي طالب : تقدم ،وهو ثقة، ثبت.
4- زينب بنت أم سَلَمَة : زينب بنت أبي سَلَمَة بن عبد الأَسَد بن هلال بن عبد الله بن عُمَر بن مخزوم ،وأمها أم سَلَمَة ،ولدت بأرض الحبشة روت عن النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- ،وعن أمها ،وعائشة ،وزينب بنت جحش ،وأم حبيبة بنت أبي سُفْيَان ،وروى عنها ابنها أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة ،وعَلِيّ بن الحسين بن عَلِيّ ،وحميد بن نافع الْمَدَنِيّ ،وآخرون. قَالَ العجلي تابعية مدنية ،وقَالَ ابن سعد كَانَتْ أسماء بنت أبي بكر أرضعتها فهي أحب أولادها من الرضاعة ،وقَالَ بكر بن عبد الله المزني أخبرني أبو رافع قَالَ كنت إِذَا ذكرت امرأة بالمدينة فقيهة ذكرت زينب بنت أبي سَلَمَة (1) [4]).
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات ، صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2) [5])
__________
(1) - انظر ترجمتها : ثقات ابن حبان ج4،ص271- تهذيب التهذيب ج12،ص371 - تهذيب الكمال ج35،ص185.
(2) - السلسلة الصحيحة ، مرجع سابق، ج5،ص152.(1/158)
2 – أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن قُدَامَةَ قَالَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عن يَحْيَى بن سَعِيدٍ ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه فِي حَدِيثِ أَسْمَاء بنتِ عُمَيْسٍ حِينَ نُفِسَتْ بِذِي الْحُلَيْفَةِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ مُرْهَا أن تَغْتَسِلَ ،وتُهِلَّ (1) [6]).
رجال السند :
__________
(1) - أخرجه النسائي – كتاب الطهارة – باب الاغتسال من النفاس، ج1،ص122،و فِي كتاب الطهارة – ما تفعل النفساء عِنْدَ الإحرام من حديث عمرو بن عَلِيّ ،ومُحَمَّد بن الْمُثَنَّى ،ويعقوب بن إبراهيم، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن سعيد ، حَدَّثَنَا جَعْفَر ج1،ص154 ، وفي كتاب الحيض ،والاستحاضة – ما تفعل النفساء عِنْدَ الإحرام من حديث مُحَمَّد بن قدامة، حَدَّثَنَا جرير، عن يَحْيَى بن سعيد عن جَعْفَر ج1،ص195 ،وفي كتاب مناسك الحج – إهلال النفساء من حديث مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم عن شعيب أنبأنا الليث، عن ابن الهاد عن جَعْفَر ،ومن حديث عَلِيّ بن حجر أنبأنا إسماعيل بن جَعْفَر، حَدَّثَنَا جَعْفَر ج5،ص164.
وأخرجه الإمام مسلم فِي كتاب الحج – باب إحرام النفساء ،واستحباب اغتسالها للإحرام ،وكذا الحائض ج4،ص27
وأخرجه ، أبو داود فِي سننه – كتاب المناسك – باب صفة حجة النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - م1،ص428.
وأخرجه ابن ماجه فِي سننه كتاب المناسك – باب النفساء ،والحائض تهل بالحج ، ج2،ص972.
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3،ص320
و أخرجه الدارمي فِي سننه – كتاب المناسك – باب النفساء ،والحائض إِذَا أرادتا الحج ،ج2،ص33.(1/159)
1- مُحَمَّد بن قُدَامَة ت250هـ : مُحَمَّد بن قُدَامَة بن أعين بن الْمِسْوَر القرشي مَوْلَى بني هاشم ، أبو عبد الله المصيصي ، ثقة، من العاشرة . روى عن: جرير بن عبد الحميد ،وإِسْمَاعِيل بن علية ،وفضيل بن عياض ،ووكيع ،وغيرهم . روى عنه: أبو دَاوُد ،والنسائي ،وأبو بكر بن أبي دَاوُد ،وغيرهم قَالَ النسائي لَا بأس بِهِ ،وقَالَ مرة صالح ،وقَالَ الدارقطني ثقة، وذكره ابن حبان فِي الثقات مات قريبا من سنة خمسين ومائتين (1) [7]).
2- جرير بن عبد الحميد: تقدم ،وهو ثقة، صحيح الكتاب.
3- يَحْيَى بن سعيد: تقدم ،وهو ثقة، ثبت .
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات .
3 – أَخْبَرَنَا عَمْرُو ابن عَلِيّ ،ومُحَمَّد بن الْمُثَنَّى ،ويَعْقُوبُ بن إِبْرَاهِيم ،واللَّفْظُ لَهُ قَالَوا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بن سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: أَتَيْنَا جَابِر بن عَبْدِ اللَّه فَسَأَلْنَاهُ عن حَجَّةِ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فَحَدَّثَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- خَرَجَ لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ ،وخَرَجْنَا مَعَهُ، حَتَّى إِذَا أَتَى ذَا الْحُلَيْفَةِ ،ولَدَتْ أَسْمَاءُ بنتُ عُمَيْسٍ مُحَمَّد بن أَبِي بَكْرٍ فَأَرْسَلَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- : كَيْفَ أَصْنَعُ؟ قَالَ اغْتَسِلِي ،واسْتَثْفِرِي ثم أَهِلِّي (2) [8])
رجال السند :
__________
(1) - انظر : ثقات ابن حبان ج9،ص111- تهذيب التهذيب ج9،ص363- تهذيب الكمال ج26،ص308.
(2) - النسائي –كتاب الطهارة – باب ما تفعل النفساء عِنْدَ الإحرام ج1،ص154 ، نفس التخريج السابق .(1/160)
1- عَمْرُو بن عَلِيّ ت 249هـ: عَمْرُو بن عَلِيّ بن بحر بن كنيز الباهلي ، أبو حَفْص الْبَصْرِيّ الصيرفي الفلاس ، ثقة، حافظ من كبار العاشرة . روى عن: عبد الْوَهَّابِ الثَّقَفِيَّ ،ويَحْيَى بن سعيد الْقَطَّان ،وابن عُيَيْنَة ،ومُحَمَّد بن فضيل ،وخلق كثير . روى عنه: الجماعة ،وروى النسائي، عن زَكَرِيَّا السجزي عنه قَالَ أبو حاتم بصري صدوق ،وقَالَ النسائي ثقة، صاحب حديث حافظ ، وذكره ابن حبان فِي الثقات مات سنة تسع وأربعين ومئتين (1) [9]).
2- مُحَمَّد بن الْمُثَنَّى : تقدم ،وهو ثقة، ثبت .
3- يعقوب بن إِبْرَاهِيمَ ت 252هـ: يعقوب بن إِبْرَاهِيمَ بن كثير بن زيد بن أفلح بن منصور بن مزاحم العبدي القيسي مَوْلَى عبد آلاف ، أبو يوسف الدورقي ، ثقة، حافظ من كبار العاشرة ، رأى الليث بن سعد ،وروى، عن يَحْيَى بن سعيد الْقَطَّان ،وجرير بن عبد الحميد ،وحَفْص بن غِيَاث ،وسُفْيَان بن عُيَيْنَة ،وأبي عاصم الضَّحَّاك بن مَخْلَد ،وعبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الدَّارَوَرْدِيّ ،ووكيع بن الجراح ،ويَحْيَى بن أبي بكير ،وخلق كثير . روى عنه: الجماعة قَالَ أبو حاتم صدوق ،وقَالَ النسائي ثقة، وذكره ابن حبان فِي كتاب الثقات ،وقَالَ أبو بكر الخطيب كَانَ ثقة، حافظا متقنا صنف المسند. قَالَ مُحَمَّد بن إسحاق السراج: مات سنة اثنتين وخمسين ومئتين (2) [10]).
4- يَحْيَى بن سعيد : تقدم ،وهو ثقة، ثبت.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات.
__________
(1) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج8،ص487- تهذيب التهذيب ج8،ص69- سير أعلام النبلاء ج11،ص470- تهذيب الكمال ج22،ص162.
(2) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج9،ص286- تهذيب التهذيب ج11،ص334- سير أعلام النبلاء ج12،ص141- تهذيب الكمال ج32،ص311.(1/161)
4 – أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن قُدَامَة قَالَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عن يَحْيَى بن سَعِيدٍ (الأنصاري) ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه فِي حَدِيثِ أَسْمَاء بنتِ عُمَيْسٍ حِينَ نُفِسَتْ بِذِي الْحُلَيْفَةِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ مُرْهَا أن تَغْتَسِلَ ،وتُهِلَّ (1) [11])
رجال السند:
1- مُحَمَّد بن قُدَامَة : تقدم ،وهو ثقة، .
2- جرير بن عبد الحميد: تقدم ،وهو ثقة، ثبت صحيح الكتاب.
3- يَحْيَى بن سعيد الأنصاري: تقدم ،وهو ثقة، ثبت .
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات
5 - أَخْبَرَنَا عَمْرُو ابن عَلِيّ ،ومُحَمَّد بن الْمُثَنَّى ،ويَعْقُوبُ بن إِبْرَاهِيم ،واللَّفْظُ لَهُ قَالَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن سَعِيدٍ(الْقَطَّان) قَالَ، حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: أَتَيْنَا جَابِر بن عَبْدِ اللَّه فَسَأَلْنَاهُ، عن حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَحَدَّثَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- خَرَجَ لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ ،وخَرَجْنَا مَعَهُ، حَتَّى إِذَا أَتَى ذَا الْحُلَيْفَةِ ،ولَدَتْ أَسْمَاءُ بنتُ عُمَيْسٍ مُحَمَّد بن أَبِي بَكْرٍ فَأَرْسَلَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- : كَيْفَ أَصْنَعُ؟ فَقَالَ اغْتَسِلِي، ثم اسْتَثْفِرِي ثم أَهِلِّي (2) [12])
رجال السند:
1- عَمْرُو ابن علي: تقدم ،وهو ثقة، حافظ.
2- مُحَمَّد بن الْمُثَنَّى : تقدم ،وهو ثقة، ثبت.
3- يعقوب بن إبراهيم: تقدم ،وهو ثقة، حافظ .
__________
(1) - النسائي – كتاب الحيض ،والاستحاضة – باب ما تفعل النفساء عِنْدَ الإحرام ج1،ص195 ،نفس التخريج السابق .
(2) - النسائي – كتاب الغسل ،والتيمم – باب اغتسال النفساء عِنْدَ الإحرام ج1،ص208 ، نفس التخريج السابق .(1/162)
4- يَحْيَى بن سعيد الْقَطَّان : تقدم ،وهو ثقة، ثبت
5- الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات
6 – أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بن هَارُون قَالَ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بن إِسْمَاعِيل قَالَ، حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَلِيّ بن الْحُسَيْنِ، عن أَبِيهِ أَنَّ جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- الصُّبْحَ حِينَ تَبَيَّنَ لَهُ الصُّبْحُ (1) [13])
رجال السند :
1- إِبْرَاهِيم بن هَارُون : إِبْرَاهِيم بن هَارُون البلخي العابد ، صدوق من الحادية عشرة ، روى عن: بشر بن حبيب العدوي، وحاتم بن إِسْمَاعِيل الْمَدَنِيّ ،وخالد بن زياد الترمذي، ورواد بن الجراح العسقلاني، وزَكَرِيَّا بن حازم الشيباني، وعَلِيّ بن يونس البلخي العابد، والنضر بن زرارة الذهلي. روى عنه: الترمذي فِي الشمائل، النسائي، وأبو الحسن عَلِيّ ابن سعيد بن سنان، ومُحَمَّد بن عَلِيّ بن الحسن الحكيم الترمذي، ومُحَمَّد بن عَلِيّ بن طرخان البلخي، وأبو عبد الله المقرئ.قَالَ النسائي: ثقة (2) [14]).
2- حاتم بن إسماعيل: تقدم ،وهو صدوق صحيح الكتاب.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات
__________
(1) - النسائي – كتاب المواقيت – باب أول ،وقت الصبح ج1،ص270 ، انفرد بِهِ النسائي .
(2) - انظر ترجمته : تهذيب التهذيب ج1،ص153- تهذيب الكمال ج2،ص230.(1/163)
7 – أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيم بن هَارُون قَالَ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بن إِسْمَاعِيل قَالَ، حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ أن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ: سَارَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- حَتَّى أَتَى عَرَفَةَ فَوَجَدَ الْقُبَّةَ قَدْ ضُرِبَتْ لَهُ بنمِرَةَ فَنَزَلَ بِهِا، حَتَّى إِذَا زَاغَتِ الشَّمْسُ أَمَرَ بِالْقَصْوَاءِ فَرُحِلَتْ لَهُ ، حَتَّى إِذَا انْتَهَى إِلَى بَطْنَ الْوَادِي خَطَبَ النَّاسَ، ثم أَذَّنَ بِلَال ، ثم أَقَامَ فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثم أَقَامَ فَصَلَّى الْعَصْرَ ،ولَمْ يُصَلِّ بَيْنَهُمَا شَيْئًا (1) [15])
رجال السند:
1- إِبْرَاهِيم بن هارون: تقدم ،وهو صدوق .
2- حاتم بن إسماعيل: تقدم ،وهو صدوق صحيح الكتاب من رجال مسلم.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح الإسناد، ورجاله ثقات.
8 – أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بن هَارُون قَالَ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بن إِسْمَاعِيل قَالَ أَنْبَأَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ أن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ: سَارَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- حَتَّى أَتَى عَرَفَةَ فَوَجَدَ الْقُبَّةَ قَدْ ضُرِبَتْ لَهُ بنمِرَةَ فَنَزَلَ بِهِا، حَتَّى إِذَا زَاغَتِ الشَّمْسُ أَمَرَ بِالْقَصْوَاءِ فَرُحِلَتْ لَهُ ، حَتَّى إِذَا انْتَهَى إِلَى بَطْنَ الْوَادِي خَطَبَ النَّاسَ، ثم أَذَّنَ بِلَال ، ثم أَقَامَ فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثم أَقَامَ فَصَلَّى الْعَصْرَ ،ولَمْ يُصَلِّ بَيْنَهُمَا شَيْئًا (2) [16])
رجال السند:
1- إِبْرَاهِيم بن هَارُون : تقدم ،وهو صدوق.
__________
(1) - أخرجه النسائي – كتاب المواقيت – باب الجمع بين الظهر ،والعصر بعرفة ج1،ص291، . تخريج الحديث الطويل ص67
(2) - أخرجه النسائي – كتاب الإِذَان – باب الإِذَان لمن يجمع بين الصلاتين فِي ،وقت الأول منهما ج2،ص15 ، التخريج السابق .(1/164)
2- حاتم بن إسماعيل: تقدم ،وهو صدوق صحيح الكتاب.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات
9 – أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيم بن هَارُون قَالَ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بن إِسْمَاعِيل قَالَ، حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ أن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ دَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْمُزْدَلِفَةِ فَصَلَّى بِهَا الْمَغْرِبَ والْعِشَاءَ بِإِذَانٍ وإِقَامَتَيْنِ ،ولَمْ يُصَلِّ بَيْنَهُمَا شَيْئًا (1) [17])
رجال السند:
1- إِبْرَاهِيم بن هَارُون : تقدم ،وهو صدوق.
2- حاتم بن إسماعيل:تقدم ،وهو صدوق صحيح الكتاب.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات
10 – أَخْبَرَنَا عَمْرُو ابن عَلِيّ قَالَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى (الْقَطَّان)، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- كَانَ يَقُولُ فِي صَلَاتِهِ بَعْدَ التَّشَهُّدِ: أَحْسَنُ الْكَلَامِ كَلَامُ اللَّهِ ،وأَحْسَنُ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّد -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- (2)
__________
(1) - النسائي – كتاب الإِذَان – باب الإِذَان لمن جمع بين الصلاتين بعد ذهاب ،وقت الأولى منهما ج2،ص16 ، انفرد بِهِ النسائي .
(2) - أخرجه النسائي – كتاب السهو – باب نوع آخر من الذكر بعد التشهد ج3،ص58 .
و أخرجه الإمام مسلم فِي كتاب الجمعة – باب تخفيف الصلاة ،والخطبة ج3، ص11.
وأخرجه ، أبو داود فِي سننه كتاب الخراج ،والإمارة ،والفيء – باب فِي أرزاق الذرية ، من طريق أحمد بن حنبل، حَدَّثَنَا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزُّهْرِيّ ، عن أبي سلمة، عن جَابِر ج2ص27.
وأخرجه ابن ماجه – كتاب الصدقات – باب من ترك ديناً أو ضياعاً فعلى الله ،وعلى رسوله ج2،ص807.
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3،ص310. ومن حديث بن الوليد، حَدَّثَنَا سفيان، عن جَعْفَر ج3،ص338 . ومن حديث يَحْيَى ، عن جَعْفَر ج3،ص319 . ومن حديث ،وكيع، عن سفيان، عن جَعْفَر ج3،ص371.
و أخرجه الدارمي فِي سننه ، كتاب المقدمة ، باب فِي كراهية أخذ الرأي ، ج1،ص69 .(1/165)
[18])
رجال السند:
1- عَمْرُو ابن عَلِيّ : تقدم ،وهو ثقة، حافظ.
2- يَحْيَى بن سعيد الْقَطَّان: تقدم ،وهو ثقة، متقن حافظ
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات
11 – أَخْبَرَنِي هَارُون بن عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بن آدَمَ قَالَ، حَدَّثَنَا حَسَنُ بن عَيَّاش قَالَ، حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- الْجُمُعَةَ، ثم نَرْجِعُ فَنُرِيحُ نَوَاضِحَنَا قُلْتُ: أَيَّةَ سَاعَةٍ ؟ قَالَ: زَوَالَ الشَّمْسِ (1) [19])
رجال السند :
1- هَارُون بن عبد الله ت 243: هَارُون بن عبد الله بن مروان البغدادي ، أبو موسى البزاز الحافظ المعروف بالحمال ، ثقة، من كبار العاشرة . روى عن: سُفْيَان بن عُيَيْنَة ،وعفان بن مسلم ،وعُمَر بن حَفْص بن غِيَاث ،ويَحْيَى بن آدَمَ . روى عنه: الجماعة سوى البخاري قَالَ النسائي ثقة، وذكره ابن حبان فِي كتاب الثقات مات سنة ثَلَاثَ وأربعين ومئتين (2) [20]).
__________
(1) - أخرجه النسائي – كتاب الجمعة – باب ،وقت الجمعة ج3،ص100 .
و أخرجه الإمام مسلم فِي صحيحه كتاب الجمعة من حديث ، أبو بكر بن أَبِي شَيْبَةَ ،وإسحاق بن إبراهيم، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن آدَمَ ، حَدَّثَنَا حسن بن عَيَّاش، عن جَعْفَر ج3، ص8،و أيضاً فِي كتاب الجمعة من طريق القاسم بن زكريا ج3، ص8،9 .
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3،ص331 .و أخرجه أيضاً من حديث يَحْيَى بن آدَمَ ،وأبي أحمد ، حَدَّثَنَا عبد الحميد بن يزيد الأنصاري حَدَّثَنِي عقبة بن عبد الرَّحْمَن ابن جَابِر ، عن جَابِر ج3،ص331 . ومن حديث مُحَمَّد بن ميمون الزعفراني، حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أبيه ج3،ص331.
(2) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج9،ص240- سير أعلام النبلاء ج12،ص115- تهذيب الكمال ج30،ص96.(1/166)
2- يَحْيَى بن آدَمَ : تقدم ،وهو ثقة، حافظ .
3- الحسن بن عَيَّاش: تقدم ،وهو صدوق.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات
12 – أَخْبَرَنَا عُتْبَةُ بن عَبْدِ اللَّهِ قَالَ أَنْبَأَنَا ابن الْمُبَارَكِ، عن سُفْيَانَ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ كَانَ رَسُول َاللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ يَحْمَدُ اللَّهَ ،ويُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ، ثم يَقُولُ: مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ،ومَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ ،وأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّد ،وشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ،وكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ،وكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ،وكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ، ثم يَقُولُ بُعِثْتُ أَنَا والسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ ،وكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ ،وجْنَتَاهُ ،وعَلَا صَوْتُهُ ،واشْتَدَّ غَضَبِهِ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ يَقُولُ صَبَّحَكُمْ مَسَّاكُمْ، ثم قَالَ: مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ ،ومَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَإِلَيَّ أَوْ عَلِيّ ،وأَنَا أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ (1) [21])
رجال السند :
__________
(1) - أخرجه النسائي – كتاب صلاة العيدين – باب كيف الخطبة ج3،ص188 . تخريج الحديث (10)(1/167)
1- عتبة بن عبد الله : عتبة بن عبد لله بن عتبة اليحمدي الازدي، ويقَالَ: الأَسَدي أيضا، أبو عبد الله المروزي، صدوق من كبار العاشرة . روى عن: سُفْيَان بن عُيَيْنَة ،وعبد الله بن المبارك ،وغيرهما. روى عنه: النسائي، وإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن يزيد المروزي، ومُحَمَّد بن اسحاق بن خزيمة، وأبو رجاء مُحَمَّد بن حمدويه المروزي صاحب تاريخ " المراوزة " ،ومُحَمَّد بن عَلِيّ الحكيم الترمذي ،وغيرهم. قَالَ النسائي: ثقة ، وذكره ابن حبان فِي الثقات (1) [22])
2- ابن المبارك : عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي التميمي مولاهم ، أبو عبد الرَّحْمَن المروزي أحد الأئمة الأعلام ،وحفاظ الإسلام ، ثقة، ثبت فقيه عالم جواد زاهد من الثامنة . روى عن: سُفْيَان الثَّوْرِيّ ،وسُفْيَان بن عُيَيْنَة . روى عنه: عتبة بن عبد الله اليحمدي ،وهَنَّاد بن السَّرِيّ ،والوليد بن مسلم ،ويَحْيَى بن سعيد الْقَطَّان ،وأبو بكر بن عَيَّاش ،وهو من شيوخه ،وقَالَ مُحَمَّد بن سعد كَانَ ثقة، مأمونا إماما حجة كثير الحديث (2) [23]).
3- سُفْيَان الثوري: تقدم ،وهو ثقة، ثبت.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات
__________
(1) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج8،ص508- تهذيب التهذيب ج7،ص90- سير أعلام النبلاء ج11،ص539- تهذيب الكمال ج19،ص311.
(2) - انظر ترجمته : تهذيب التهذيب ج5،ص334- تهذيب الكمال ج16،ص5- سير أعلام النبلاء ج8،ص378- تاريخ أسماء الثقات لعُمَر بن شاهين ص13.(1/168)
13 – أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بن هَارُون الْبَلْخِيُّ قَالَ، حَدَّثَنَا حَاتِمٌ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ : أن الْحَسَنَ بن عَلِيّ كَانَ جَالِسًا فَمُرَّ عَلَيْهِ بِجَنَازَةٍ فَقَامَ النَّاسُ، حَتَّى جَاوَزَتِ الْجَنَازَةُ فَقَالَ الْحَسَنُ: إِنَّمَا مُرَّ بِجَنَازَةِ يَهُودِيٍّ ،وكَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- عَلَى طَرِيقِهَا جَالِسًا فَكَرِهَ أن تَعْلُوَ رَأْسَهُ جَنَازَةُ يَهُودِيٍّ فَقَامَ (1) [24])
رجال السند:
1- إِبْرَاهِيم بن هارون: تقدم ،وهو صدوق.
2- حاتم بن إسماعيل: تقدم ،وهو صدوق صحيح الكتاب.
__________
(1) - أخرجه النسائي – كتاب الجنائز – باب الرخصة فِي ترك القيام ج4،ص47 ،و فِي كتاب الجنائز- الرخصة فِي ترك القيام من حديث يعقوب بن إبراهيم، حَدَّثَنَا هشيم أنبأنا منصور، عن ابن سيرين ج4،ص47 ، ومن حديث يعقوب بن إبراهيم، عن ابن علية، عن سُلَيْمَان التيمي، عن أبي مجلز، عن ابن عَبَّاس ،والحسن بن عَلِيّ ،ومن حديث قتيبة، حَدَّثَنَا حماد، عن أيوب ، عن مُحَمَّد .ج4،ص46 ، انفرد بِهِ النسائي .(1/169)
3- الحسن بن عَلِيّ بن أبي طالب ت51هـ: ابن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف، الإمام السيد، ريحانة رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- وسبطه، وسيد شباب أهل الجنة، أبو مُحَمَّد القرشي الهاشمي الْمَدَنِيّ الشهيد.مولده فِي شعبان سنة ثَلَاثَ من الهجرة. حفظ عن جده أحاديث، وعن أبيه، وأمه. حدث عنه: ابنه الحسن بن الحسن، وسُوَيْد بن غفلة، وأبو الحوراء السعدي، والشعبي، وهبيرة بن يريم، وأصبغ بن نباتة، والمسيب بن نجبة. وكان يشبِهِ جده رسول الله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - قَالَ ابن حبان فِي الثقات :" سم حَتَّى نزل كبده ،وأوصىإِلَى أخيه الحسين إِذَا أنا مت فاحفر لي مَعَ أبى ،وإلا ففي بيت عَلَى و فَاطِمَةَ ،وإلا ففي البقيع ،ولا ترفعن فِي ذَلِكَ صوتا فمات فِي شهر ربيع الاول سنة إحدى وخمسين بعد ما مضى من إمارة معاوية عشر سنين ،وهو ابن تسع وأربعين سنة ،وصلى عليه سعيد بن العاص قدمه الحسين ،وقَالَ تقدم فلولا انها سنة ما قدمتك، ثم أَمَرَ الحسين أن يحفر لَهُ فِي بيت عَلَى و فَاطِمَةَ فبلغ ذَلِكَ بنى أمية فأقبلوا ،وعليهم السلاح ،وقَالَوا : والله لَا نتخذ القبور مساجد فنادى الحسين فِي بنى هاشم فأقبلوا بالسلاح، ثم ذكر الحسين قول أخيه لَا ترفعن فِي ذَلِكَ صوت . فحفر لَهُ بالبقيع ،ودفن هناك رَضِيَ اللهُ عَنْه فِي أحسن مقام" (1) [25])
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات
__________
(1) - انظر ترجمته: سير أعلام النبلاء ، ج3،ص245.(1/170)
14 – أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ بن عَبْدِ الْحَكَمِ، عن شُعَيْبٍ قَالَ أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ، عن ابن الْهَادِ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-إِلَى مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ فِي رَمَضَانَ فَصَامَ ، حَتَّى بَلَغَ كُرَاعَ الْغَمِيمِ فَصَامَ النَّاسُ فَبَلَغَهُ أن النَّاسَ قَدْ شَقَّ عَلَيْهِمُ الصِّيَامُ فَدَعَا بِقَدَحٍ مِنَ الْمَاءِ بَعْدَ الْعَصْرِ فَشَرِبَ ،والنَّاسُ يَنْظُرُونَ فَأَفْطَرَ بَعْضُ النَّاسِ ،وصَامَ بَعْضٌ فَبَلَغَهُ أن نَاسًا صَامُوا فَقَالَ : أُولَئِكَ الْعُصَاةُ (1) [26])
رجال السند :
__________
(1) - أخرجه النسائي – كتاب الصيام – باب ما يكره من الصيام فِي السفر ج4،ص177 ، و
و أخرجه الإمام مسلم – كتاب الصيام – باب جواز الصوم ،والفطر فِي شهر رمضان للمسافر فِي غير معصية إِذَا كَانَ سفره مرحلتين فأكثر ،وأن الأفضل لمن أطاقه بلا ضررإِنَّ يصوم ،ولمن يشق عليهإِنَّ يفطر ج3،ص141.
،وأخرجه الترمذي فِي سننه كتاب الصوم من طريق قُتَيْبَة ج2،ص107.(1/171)
1- مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم ت 268 هـ : مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم بن أعين بن ليث المصري ، أبو عبد الله الفقيه. روى عن: شعيب بن الليث بن سعد ،وأبيه عبد الله بن عبد الحكم كثير ،ويَحْيَى بن سلام الْبَصْرِيّ ،وغيرهم . روى عنه: النسائي ،وأبو رافع أسامة بن عَلِيّ بن سعيد بن بشير الرازي ،وإِسْمَاعِيل بن دَاوُد بن ،وردان المصري ،وغيرهم قَالَ النسائي ثقة، وقَالَ فِي موضع آخر صدوق لَا بأس بِهِ ،وقَالَ فِي موضع آخر ،وقد سئل عنه هو أظرف (1) [27]) من أن يكذب ،وذكره فِي تسمية الفقهاء من أهل مصر ،وقَالَ أبو بكر بن خزيمة ما رأيت فِي فقهاء الإسلام أعرف بأقاويل الصحابة ،والتابعين من مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم ،وقَالَ عبد الرَّحْمَن ابن أبي حاتم كتبت عنه ،وهو صدوق ثقة، أحد فقهاء مصر من أصحاب مَالِك ،وقَالَ أبو سعيد بن يونس كَانَ المفتي بمصر فِي أيامه توفي يوم الأربعاء النصف من ذي القعدة سنة ثمان وستين ومئتين (2) [28]).
__________
(1) - الظَرفُ: الكياسَةُ. وقد ظَرُفَ الرجل بالضم ظَرافَةً، فهو ظَريفٌ، وقومٌ ظُرَفاءُ ،وظِرافٌ. وقد قَالَوا: ظُروفٌ. ويقَالَ أظْرَفَ الرجلُ، إِذَا ،ولَد بنين ظُرَفاءَ. وتَظَرَّفَ فلان، أي تكلَّفَ الظَرْفَ الصحاح فِي اللغة – حرف الظاء( ظرف).
(2) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج9،ص134-تهذيب التهذيب ج5،ص252- تهذيب الكمال ج15،ص191.(1/172)
2- شعيب : شعيب بن الليث بن سعد بن عبد الرَّحْمَن الفهمي مولاهم ، أبو عبد الملك المصري. روى عن: أبيه الليث بن سعد ،وموسى بن عَلِيّ بن رباح . روى عنه: أحمد بن عبد الرَّحْمَن بن وهب،وأحمد بن عَمْرُو بن السرح ،وابنه عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد ،ومُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم قَالَ عبد الرَّحْمَن ابن أبي حاتم سألت أبي عنه: هو أحب إِلَيَّك أو عبد الله بن عبد الحكم؟ قَالَ : شعيب أحلى حديثا ،وقَالَ أبو سعيد بن يونس :كَانَ فقيها مفتيا ،وكان من أهل الفضل حَدَّثَنِي أبي، عن جدي قَالَ سمعت ابن وهب يقول :ما رأيت ابناً لعالم أفضل من شعيب بن الليث ،وقَالَ أبو بكر الخطيب كَانَ ثقة، وذكره ابن حبان فِي كتاب الثقات (1) [29]).
__________
(1) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج8،ص309- تهذيب التهذيب ج4،ص310- تهذيب الكمال ج12،ص532.(1/173)
3- الليث ت 175هـ: الليث بن سعد بن عبد الرَّحْمَن الفهمي ، أبو الحارث الإمام المصري ،وروى، عن نافع ،وابن أبي ملكية ،ويزيد بن أبي حبيب ،ويَحْيَى بن سعيد الأنصاري ،وأخيه عبد ربهِ بن سعد ،وابن عجلان ،والزُّهْرِيّ ،وهشام بن عروة ،وعطاء بن أبي رباح ،ويزيد بن الهاد ،وغيرهم . روى عنه: شعيب ،ومُحَمَّد بن عجلان ،وهشام بن سعد ،وهما من شيوخه ،وابن لهيعة ،وهشيم بن بشير ،وقيس بن الربيع ،وعطاف بن خالد ،وهم من أقرانه ،وابن المبارك ،وابن وهب،وقُتَيْبَة بن سعيد ،وآخرون. وقَالَ ابن سعد كَانَ قَدْ اشتغل بالفتوى فِي زمانه ،وكان ثقة، كثير الحديث صحيحه ، وقَالَ أحمد بن سعد الزُّهْرِيّ ، عن أحمد : الليث ثقة، ثبت ،وقَالَ عبد الله بن أحمد ، عن أنس : أصح الناس حديثا، عن المقبري الليث كَانَ يفصل ما روى عن أبي هُرَيْرَةَ ،وما روى عن أبيه، عن أبي هُرَيْرَةَ ،وقَالَ ابن أبي خيثمة ،وإسحاق بن منصور، عن ابن معين : ثقة، وقَالَ ابن المديني : الليث ثقة، ثبت ،وقَالَ العجلي: مصري ثقة، وقَالَ النسائي: ثقة، وقَالَ ابن حبان فِي الثقات : كَانَ من سادات أهل زمانه فقها ،وورعا ،وعلما ،وفضلا ،وسخاء ،ومات فِي يوم الْجُمُعَةَ نصف شعبان سنة خمس وسبعين ومائة (1) [30]).
__________
(1) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج7،ص360-تهذيب التهذيب ج8،ص412- تهذيب الكمال ج24،ص254.(1/174)
4- ابن الهاد : يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي ، أبو عبد الله الْمَدَنِيّ . روى عن: مُحَمَّد بن عَمْرُو ابن عطاء ،والزُّهْرِيّ ،ويَحْيَى بن سعيد الأنصاري ،وأبي مرة مَوْلَى أُمّ هَانِئ ،وآخرين . وعنه: شيخه يَحْيَى بن سعيد الأنصاري ،وإِبْرَاهِيم بن سعد ،ومَالِك ،وعبد الْعَزِيز الدَّارَوَرْدِيّ ،والليث بن سعد ،وآخرون. قَالَ الأثرم، عن أحمد : لَا أعلم بِهِ بأسا ،وقَالَ ابن معين ،والنسائي: ثقة، وذكره ابن حبان فِي الثقات ،وقَالَ ابن سعد : توفي بالمدينة سنة تسع وثَلَاثَين ومائة ،وكان ثقة، كثير الحديث ،وقَالَ العجلي: مدني ثقة (1) [31]).
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات
__________
(1) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج7،ص617- تهذيب التهذيب ج11،ص297- سير أعلام النبلاء ج6ص،188- تهذيب الكمال ج32،ص169.(1/175)
15 – أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الْمُثَنَّى قَالَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن سَعِيدٍ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: أَتَيْنَا جَابِرا فَسَأَلْنَاهُ، عن حَجَّةِ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فَحَدَّثَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- قَالَ لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ َمْ أَسُقِ الْهَدْيَ ،وجَعَلْتُهَا عُمْرَةً فَمَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيَحِللْ ،ولْيَجْعَلْهَا عُمْرَةً ،وقَدِمَ عَلِيّ -رَضِيَ اللهُ عَنْه-مِنَ الْيَمَن بِهِدْيٍ ،وسَاقَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- مِنَ الْمَدِينَةِ هَدْيًا ،وإِذَا فَاطِمَةَ قَدْ لَبِسَتْ ثِيَابًا صَبِيغًا ،واكْتَحَلَتْ . قَالَ: فَانْطَلَقْتُ مُحَرِّشًا أَسْتَفْتِي رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فَاطِمَةَ لَبِسَتْ ثِيَابًا صَبِيغًا ،واكْتَحَلَتْ ،وقَالَتْ أَمَرَنِي بِهِ أَبِي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- قَالَ صَدَقَتْ صَدَقَتْ صَدَقَتْ أَنَا أَمَرْتُهَا (1) [32])
رجال السند:
1- مُحَمَّد بن الْمُثَنَّى : تقدم ،وهو ثقة، ثبت.
2- يحي بن سعيد: تقدم ،وهو ثقة، ثبت.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات
__________
(1) - أخرجه النسائي – كتاب مناسك الحج – باب الكراهية فِي الثياب المصبغة للمحرم ج5،ص143 ، تخريج الحديث الطويل ص67(1/176)
16 – أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بن إِبْرَاهِيمَ قَالَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن سَعِيدٍ قَالَ، حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: أَتَيْنَا جَابِر بن عَبْدِ اللَّه فَسَأَلْنَاهُ، عن حَجَّةِ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فَحَدَّثَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- مَكَثَ بِالْمَدِينَةِ تِسْعَ حِجَجٍ، ثم أُذِّنَ فِي النَّاسِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فِي حَجِّ هَذَا الْعَامِ فَنَزَلَ الْمَدِينَةَ بَشَرٌ كَثِيرٌ كُلُّهُمْ يَلْتَمِسُ أَنْ يَأْتَمَّ بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - ويَفْعَلُ مَا يَفْعَلُ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقِعْدَةِ ،وخَرَجْنَا مَعَهُ قَالَ جَابِر ،ورَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- بَيْنَ أَظْهُرِنَا عَلَيْهِ يَنْزِلُ الْقُرْآن ،وهُوَ يَعْرِفُ تَأْوِيلَهُ ،ومَا عَمِلَ بِهِ مِنْ شَيْءٍ عَمِلْنَا فَخَرَجْنَا لَا نَنْوِي إِلَّا الْحَجَّ (1) [33])
رجال السند:
1- يعقوب بن إبراهيم: تقدم ،وهو ثقة، حافظ.
2- يَحْيَى بن سعيد: تقدم ،وهو ثقة، ثبت.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات
__________
(1) - أخرجه النسائي فِي كتاب مناسك الحج – باب ترك التسمية عِنْدَ الإهلال ج5،ص155، التخريج السابق .(1/177)
17 – أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الْمُثَنَّى قَالَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن سَعِيدٍ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد قَالَ، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: أَتَيْنَا جَابِر بن عَبْدِ اللَّه فَسَأَلْنَاهُ، عن حَجَّةِ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فَحَدَّثَنَا أن عَلِيًّا قَدِمَ مِنَ الْيَمَن بِهِدْيٍ ،وسَاقَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- مِنَ الْمَدِينَةِ هَدْيًا قَالَ لِعَلِيّ بِمَا أَهْلَلْتَ قَالَ قُلْتُ اللَّهُمَّ إِنِّي أُهِلُّ بِمَا أَهَلَّ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - ومَعِيَ الْهَدْيُ قَالَ فَلَا تَحِلَّ (1) [34]).
رجال السند:
1- مُحَمَّد بن الْمُثَنَّى : تقدم ،وهو ثقة، ثبت.
2- يَحْيَى بن سعيد: تقدم ،وهو ثقة، ثبت.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات
18 – أَخْبَرَنِي عِمْرَان بن يَزِيدَ قَالَ أَنْبَأَنَا شُعَيْبٌ قَالَ أَخْبَرَنِي ابن جُرَيْج قَالَ سَمِعْتُ جَعْفَر بن مُحَمَّد يُحدث عن أَبِيهِ، عن جَابِر فِي حَجَّةِ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فَلَمَّا أَتَى ذَا الْحُلَيْفَةِ صَلَّى وهُوَ صَامِتٌ، حَتَّى أَتَى الْبَيْدَاءَ (2) [35])
رجال السند :
__________
(1) - أخرجه النسائي فِي كتاب مناسك الحج – باب الحج بغير نية يقصده المحرم ،ج5،ص157، التخريج السابق .
(2) - أخرجه النسائي – كتاب مناسك الحج- باب العمل فِي الإهلال ج5،ص162 ، التخريج السابق .(1/178)
1- عِمْرَان بن يزيد ت 244هـ: عِمْرَان بن خالد بن يزيد بن مسلم بن خالد بن يزيد بن مسلم بن أبي حميل القرشي ،ويقَالَ الطَّائِيّ ، صدوق من كبار العاشرة ، مولاهم ، أبو عمر ،ويقَالَ: أبو عَمْرُو الدمشقي ،وقد ينسب إِلَى جده ،ويقَالَ عِمْرَان بن يزيد بن خالد. روى عن: معروف الخياط ،وعبد الرَّحْمَن ابن أبي الرجال ،وشعيب بن إسحاق ،وغيرهم . روى عنه: النسائي ،والعمري ،وابن قُتَيْبَة ،وغيرهم قَالَ أبو زرعة كتبت عنه حديثا ،واحدا، عن رديح بن عطية ،وقَالَ أبو حاتم كتبت عنه فِي الرحلة الثانية ،وقَالَ النسائي لَا بأس بِهِ ذكره ابن حبان فِي الثقات ،وقَالَ مات سنة أربع وأربعين ومائتين ،وقَالَ النسائي فِي موضع آخر ثقة (1) [36]).
2- شعيب بن إسحاق : شعيب بن إسحاق بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن راشد الدمشقي الأموي. روى عن: أبيه ،وأبي حنيفة ،وتمذهب لَهُ ،وابن جُرَيْج ،والأوزاعي ،وسعيد بن أبي عروبة ،وعبيد الله بن عَمْرُو ،وهشام بن عروة ،والثَّوْرِيّ ،وغيرهم . وعنه: إسحاق بن راهويه ،وسُوَيْد بن سعيد ،وأبو كريب مُحَمَّد بن العلاء ،وهشام بن عَمَّار ،وغيرهم ،وحدث عنه الليث بن سعد ،وهو فِي عداد شيوخه قَالَ أبو طالب، عن أحمد ثقة، ما أصح حديثه ،وأوثقه ،وقَالَ أبو دَاوُد ثقة، وهو مرجئ سمعت أحمد يقول سمع من سعيد بن أبي عروبة بآخر رمق ،وقَالَ ابن معين ،ودحيم ،والنسائي ثقة، وقَالَ أبو حاتم صدوق ،وقَالَ الوليد بن مسلم رأيت الأوزاعي يقربِهِ ،ويدنيه ذكره ابن حبان فِي الثقات ،ونقل ، أبو الوليد الباجي، عن أبي حاتم قَالَ شعيب بن إسحاق ثقة، مأمون ،ومات سنة 189 (2) [37]).
3- ابن جريج: تقدم ،وهو ثقة، فقيه .
الحكم عَلَى سند الحديث :
__________
(1) - انظر ترجمته: تهذيب التهذيب ج8،ص115- تهذيب الكمال ج22،ص324.
(2) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج6،ص438- تهذيب التهذيب ج4،ص304- سير أعلام النبلاء ج12،ص304- تهذيب الكمال ج12،ص501.(1/179)
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات
19 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ بن عَبْدِ الْحَكَمِ، عن شُعَيْبٍ أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ، عن ابن الْهَادِ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- تِسْعَ سِنِينَ لَمْ يَحُجَّ، ثم أَذَّنَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ فَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أن يَأْتِيَ رَاكِبًا أَوْ رَاجِلًا إِلَّا قَدِمَ فَتَدَارَكَ النَّاسُ لِيَخْرُجُوا مَعَهُ، حَتَّى جَاءَ ذَا الْحُلَيْفَةِ فَوَلَدَتْ أَسْمَاءُ بنتُ عُمَيْسٍ مُحَمَّد بن أَبِي بَكْرٍفَأَرْسَلَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فَقَالَ اغْتَسِلِي ،واسْتَثْفِرِي بِثَوْبٍ، ثم أَهِلِّي فَفَعَلَتْ . مُخْتَصَرٌ (1) [38]).
رجال السند:
1- مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم: تقدم ،وهو ثقة، .
2- شعيب بن الليث : تقدم ،وهو ثقة، نبيل فقيه.
3- الليث بن سعد: تقدم ،وهو ثقة، ثبت فقيه إمام.
4- ابن الهاد: يزيد بن عبد الله ابن الهاد تقدم ،وهو ثقة، مكثر.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات
20 - أَخْبَرَنَا عَلِيّ بن حُجْر قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيل ،وهُوَ ابن جَعْفَر قَالَ، حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر -رَضِيَ اللهُ عَنْه-قَالَ نُفِسَتْ أَسْمَاء بنتِ عُمَيْسٍ مُحَمَّد بن أَبِي بَكْرٍ فَأَرْسَلَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- تَسْأَلُهُ كَيْفَ تَفْعَلُ فَأَمَرَهَا أن تَغْتَسِلَ ،وتَسْتَثْفِرَ بِثَوْبِهِا وتُهِلَّ (2) [39]).
رجال السند :
1- عَلِيّ بن حُجْر : تقدم ،وهو ثقة، .
__________
(1) - أخرجه النسائي – كتاب مناسك الحج – إهلال النفساء ج5،ص164، التخريج السابق .
(2) - أخرجه النسائي – كتاب مناسك الحج – باب إهلال النفساء ،ج5،ص164 ،التخريج السابق .(1/180)
2- إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر : تقدم ،وهو ثقة، ثبت .
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات
21 – أَخْبَرَنَا عِمْرَان بن يَزِيدَ قَالَ أَنْبَأَنَا شُعَيْبُ بن إِسْحَقَ قَالَ أَنْبَأَنَا بن جُرَيْج قَالَ أَخْبَرَنِي جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ سَمِعَهُ يُحدث عن جَابِر أَنَّهُ سَمِعَهُ يُحَدِّثُ أن النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- سَاقَ هَدْيًا فِي حَجِّهِ (1) [40]) .
رجال السند:
1- عِمْرَان بن يزيد: تقدم ،وهو صدوق .
2- شعيب بن إسحاق: تقدم ،وهو ثقة، مرجئ .
3- ابن جريج: عبد الملك بن عبد الْعَزِيز تقدم ،وهو ثقة، فقيه .
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات
22 – أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بن واصِلِ بن عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن آدَمَ ، عن سُفْيَانَ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر قَالَ لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- مَكَّةَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَاسْتَلَمَ الْحَجَرَ، ثم مَضَى عَلَى يَمِينِهِ فَرَمَلَ ثَلَاثَا ،ومَشَى أَرْبَعًا، ثم أَتَى الْمَقَامَ فَقَالَ ((واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيم مُصَلًّى ) ) فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ،والْمَقَامُ بَيْنَهُ ،وبَيْنَ الْبَيْتِ، ثم أَتَى الْبَيْتَ بَعْدَ الرَّكْعَتَيْنِ فَاسْتَلَمَ الْحَجَرَ، ثم خَرَجَ إِلَى الصَّفَا (2) [41]).
رجال السند :
__________
(1) - أخرجه النسائي – كتاب مناسك الحج – باب سوق الهدي ، ج5،ص176، التخريج السابق .
(2) - أخرجه النسائي – كتاب مناسك الحج- باب كيف يطوف أول ما يقدم ،وعلى أي شقيه يأخذ إِذَا استلم الحجر ج5،ص228 ،التخريج السابق .(1/181)
1- عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى : عبد الأعلى بن ،واصل بن عبد الأعلى بن هلال الأَسَدي الكوفي. روى عن: يَحْيَى بن آدَمَ ،ويعَلِيّ بن عبيد ،وجَعْفَر بن عون ،ومُحَمَّد بن الصَّلْتِ الأَسَدي ،وغيرهم . وعنه: الترمذي ،والنسائي ،وأبو حاتم ،وابن جرير ،وابن أبي الدنيا ،وغيرهم قَالَ أبو حاتم صدوق ،وقَالَ النسائي ثقة، وذكره ابن حبان فِي الثقات قَالَ مطين مات سنة 247 قلت ،وقَالَ الحاكم، عن الدارقطني ثقة (1) [42]).
2- يَحْيَى بن آدَمَ : تقدم ،وهو ثقة، حافظ نبيل.
3- سُفْيَان الثوري: تقدم ،وهو ثقة، حافظ .
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات
23 – أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن سَلَمَة ،والْحَارِثُ بن مِسْكِينٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ ،وأَنَا أَسْمَعُ، عن ابن الْقَاسِمِ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِك ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- رَمَلَ مِنَ الْحِجْرِإِلَى الْحِجْرِ، حَتَّى انْتَهَى إِلَيَّهِ ثَلَاثَةَ أَطْوَافٍ (2) [43]).
رجال السند :
__________
(1) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج8،ص410-تقريب التهذيب ج1،ص550- تهذيب التهذيب ج6،ص91.
(2) - أخرجه النسائي – كتاب مناسك الحج – باب الرَمَلَ من الحجرإِلَى الحجر ج5،ص230 ، التخريج السابق .(1/182)
1- مُحَمَّد بن سَلَمَة : مُحَمَّد بن سَلَمَة بن عبد الله بن أبي فَاطِمَةَ المرادي الجملي مولاهم ، أبو الحارث المصري الفقيه ، ثقة، ثبت من الحادية عشرة . روى عن:بن وهب ،وابن القاسم ،وزياد بن يونس ،وجماعة . روى عنه: مسلم ،وأبو دَاوُد ،والنسائي ،وابن ماجه ،وأبو حاتم ،وغيرهم قَالَ أبو سعيد بن يونس كَانَ ثبتا فِي الحديث ذكره النسائي يوما ،ونحن عنده فَقَالَ كَانَ ثقة، ثقة توفي لست خلون من ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين ومائتين (1) [44]).
2- الحارث بن مسكين : الحارث بن مسكين بن مُحَمَّد بن يوسف الأموي مولاهم ، أبو عمر المصري الفقيه ، ثقة، فقيه من العاشرة . روى عن: بن القاسم ،وابن وهب،وابن عُيَيْنَة ،وغيرهم . وعنه: أبو دَاوُد ،والنسائي ،وابنه أحمد بن الحارث ،وآخرون. قَالَ النسائي ثقة، مأمون ،وقَالَ الخطيب كَانَ فقيها عَلَى مذهب مَالِك ،وكان ثقة، فِي الحديث ثبتا ،وقَالَ الحاكم ثقة، مأمون (2) [45]).
__________
(1) - انظر ترجمته: تهذيب التهذيب ج9،ص171- تقريب التهذيب ج3،ص81- تهذيب الكمال ج25،ص286.
(2) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج8،ص182- تهذيب التهذيب ج2،ص136- سير أعلام النبلاء ج12،ص54.(1/183)
3- ابن القاسم : عبد الرَّحْمَن بن القاسم بن خالد بن جنادة العتقي ، أبو عبد الله المصري الفقيه ، ثقة، من كبار العاشرة . روى عن: مَالِك ، الحديث والمسائل ،وعن بكر بن مضر ،ونافع بن أبي نعيم القاري ،وغيرهم . وعنه: ابنه موسى ،والحارث بن مسكين ،ومُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم ،وغيرهم قَالَ أبو زرعة مصري ثقة، قَالَ النسائي ثقة، مأمون أحد الفقهاء ،وقَالَ الحاكم ثقة، مأمون ،وقَالَ الخطيب ثقة، وذكره ابن حبان فِي الثقات قَالَ كَانَ خيرا فاضلا ممن تفقه عَلَى مَالِك ،وفرع عَلَى أصوله ،وذب عنها ،ونصر من انتحلها ،وقَالَ أحمد بن مُحَمَّد الحضرمي سألت يَحْيَى بن معين عنه فَقَالَ: ثقة، ثقة (1) [46]).
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات
__________
(1) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج8،ص374- تقريب التهذيب ج1،ص584- سير أعلام النبلاءج9،ص120.(1/184)
24 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ بن عَبْدِ الْحَكَمِ، عن شُعَيْبٍ قَالَ أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ، عن ابن الْهَاد، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر قَالَ طَافَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- بِالْبَيْتِ سَبْعًا رَمَلَ مِنْهَا ثَلَاثَا ،ومَشَى أَرْبَعًا، ثم قَامَ عِنْدَ الْمَقَامِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثم قَرَأَ ((واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيم مُصَلًّى ) ) ،ورَفَعَ صَوْتَهُ يُسْمِعُ النَّاسَ، ثم انْصَرَفَ فَاسْتَلَمَ، ثم ذَهَبَ فَقَالَ نَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ فَبَدَأَ بِالصَّفَا فَرَقِيَ عَلَيْهَا ، حَتَّى بَدَا لَهُ الْبَيْتُ فَقَالَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ ،ولَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي ،ويُمِيتُ ،وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فَكَبَّرَ اللَّهَ ،وحَمِدَهُ، ثم دَعَا بِمَا قُدِّرَ لَهُ، ثم نَزَلَ مَاشِيًا، حَتَّى تَصَوَّبَتْ قَدَمَاهُ فِي بَطْنِ الْمَسِيلِ فَسَعَى، حَتَّى صَعِدَتْ قَدَمَاهُ، ثم مَشَى ، حَتَّى أَتَى الْمَرْوَةَ فَصَعِدَ فِيهَا، ثم بَدَا لَهُ الْبَيْتُ فَقَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ ،ولَهُ الْحَمْدُ ،وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، ثم ذَكَرَ اللَّهَ ،وسَبَّحَهُ ،وحَمِدَهُ، ثم دَعَا عَلَيْهَا بِمَا شَاءَ اللَّهُ فَعَلَ هَذَا، حَتَّى فَرَغَ مِنَ الطَّوَافِ (1) [47]).
رجال السند:
1- مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم: تقدم ،وهو ثقة، .
2- شعيب بن الليث:تقدم ،وهو ثقة، نبيل فقيه.
3- الليث بن سعد: تقدم ،وهو ثقة، ثبت فقيه إمام.
__________
(1) - أخرجه النسائي – كتاب مناسك الحج – باب الذكر ،والدعاء عَلَى الصفا ج5،ص240-241 ، التخريج السابق .(1/185)
4- ابن الهاد: يزيد بن عبد الله تقدم ،وهو ثقة، مكثر.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات
25 - أَخْبَرَنَا عَلِيّ بن حُجْر قَالَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل قَالَ، حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- طَافَ سَبْعًا رَمَلَ ثَلَاثَا ،ومَشَى أَرْبَعًا، ثم قَرَأَ (:(واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيم مُصَلًّى ) ) فَصَلَّى سَجْدَتَيْنِ ،وجَعَلَ الْمَقَامَ بَيْنَهُ ،وبَيْنَ الْكَعْبَةِ، ثم اسْتَلَمَ الرُّكْنَ، ثم خَرَجَ فَقَالَ ( (إِنَّ الصَّفَا والْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ) ) فَابْدَءُوا بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ (1) [48]).
رجال السند:
1- عَلِيّ بن حجر: تقدم ،وهو ثقة، حافظ.
2- حاتم بن إسماعيل:تقدم ،وهو صدوق صحيح الكتاب.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات
26 – أَخْبَرَنَا عَمْرُو ابن عُثْمَان بن سَعِيدِ بن كَثِيرِ بن دِينَارٍ، عن الْوَلِيدِ، عن مَالِك، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- لَمَّا انْتَهَى إِلَى مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ قَرَأَ ((واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيم مُصَلًّى ) ) فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ فَقَرَأَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ ،و قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ،و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، ثم عَادَ إِلَى الرُّكْنِ فَاسْتَلَمَهُ، ثم خَرَجَ إِلَى الصَّفَا (2) [49]).
رجال السند :
__________
(1) - أخرجه النسائي – كتاب مناسك الحج – باب القول بعد ركعتي الطواف ج5،ص236، التخريج السابق .
(2) - أخرجه النسائي – كتاب مناسك الحج – باب القراءة فِي ركعتي الطواف ، ج5،ص236، التخريج السابق .(1/186)
1- عَمْرُو بن عُثْمَان بن سعيد بن كثير بن دينار : عَمْرُو بن عُثْمَان بن سعيد بن كثير بن دينار القرشي ، أبو حَفْص الحمصي مَوْلَى بني أمية ، صدوق من كبار العاشرة . روى عن: الوليد بن مسلم ،وإِسْمَاعِيل بن عَيَّاش ،وسُفْيَان بن عُيَيْنَة ،وجماعة . وعنه: أبو دَاوُد ،والنسائي ،وابن ماجه ،وآخرون. وقَالَ أبو حاتم صدوق ،وذكره ابن حبان فِي الثقات ،ووثقه النسائي فِي أسماء شيوخه ،وكذا ، أبو دَاوُد ،ومَسَلَمَة ،وثقاه (1) [50]).
2- الوليد بن مسلم : الوليد بن مسلم القرشي مَوْلَى بني أمية ،وقيل مَوْلَى بني العَبَّاس ، أبو العَبَّاس الدمشقي عالم الشام، ثقة، ولكنه كَانَ كثير التدليس ،والتسوية من الثامنة . روى عن: حريز بن عُثْمَان ،والأوزاعي ،وابن جُرَيْج ،وابن عجلان ،والثَّوْرِيّ ،وخلق . وعنه: الليث بن سعد ،وهو من شيوخه ،وأحمد بن حَنْبَل ،وإسحاق بن راهويه ،وعَلِيّ بن المديني ،وعَلِيّ بن حُجْر ،وآخرون. قَالَ ابن سعد كَانَ ثقة، كثير الحديث ،وقَالَ العجلي ،ويعقوب بن شيبة الوليد بن مسلم ثقة، وقَالَ الآجري سألت أبا داود، عن صدقة بن خالد فَقَالَ هو أثبت من الوليد الوليد. روى عن: مَالِك عشرة أحاديث لَيْسَ لها أصل منها أربعة، عن نافع ،وقَالَ عبد الله بن أحمد سئل عنه أبي فَقَالَ: كَانَ رفاعا (2) [51]).
3- مَالِك بن أنس : إمام دار الهجرة . تقدم ،وهو كبير المتثبتين.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات
__________
(1) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج8،ص488- تهذيب التهذيب ج8،ص66- سير أعلام النبلاء ج12،ص305.
(2) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج9،ص221- تهذيب التهذيب ج11،ص133- سير أعلام النبلاء ج9،ص211.(1/187)
27 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن سَلَمَة قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَن ابن الْقَاسِمِ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِك، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- حِينَ خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ ،وهُوَ يُرِيدُ الصَّفَا ،وهُوَ يَقُولُ نَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ (1) [52]).
رجال السند:
1- مُحَمَّد بن سلمة: تقدم ،وهو ثقة، ثبت.
2- عبد الرَّحْمَن ابن القاسم: تقدم ،وهو ثقة.
3- مَالِك بن أنس: تقدم ،وهو كبير المتثبتين.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،ورواته ثقات
28 - أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بن إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَنْبَأَنَا يَحْيَى بن سَعِيدٍ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ، حَدَّثَنَا جَابِر قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى الصَّفَا ،وقَالَ نَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ، ثم قَرَأَ ( (إِنَّ الصَّفَا والْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ) ) (2) [53]).
رجال السند:
1- يعقوب بن إبراهيم: تقدم ،وهو ثقة، من الحفاظ.
2- يَحْيَى بن سعيد: الْقَطَّان تقدم ،وهو ثقة، متقن حافظ إمام.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات
__________
(1) - أخرجه النسائي – كتاب مناسك الحج – باب ذكر الصفا ،والْمَرْوَةَ ج5،ص239 ، التخريج السابق .
(2) - أخرجه النسائي – كتاب مناسك الحج – باب ذكر الصفا ،والْمَرْوَةَ ج5، ص239، التخريج السابق .(1/188)
29 - أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بن إِبْرَاهِيمَ قَالَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن سَعِيدٍ قَالَ، حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ، حَدَّثَنَا جَابِر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- رَقِيَ عَلَى الصَّفَا، حَتَّى إِذَا نَظَرَ إِلَى الْبَيْتِ كَبَّرَ (1) [54]).
رجال السند : رجال الحديث السابق
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات
30 – أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن سَلَمَة ،والْحَارِثُ بن مِسْكِينٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ ،وأَنَا أَسْمَعُ ،واللَّفْظُ لَهُ، عن ابن الْقَاسِمِ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِك ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- كَانَ إِذَا وقَفَ عَلَى الصَّفَا يُكَبِّرُ ثَلَاثَا ،ويَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ ولَهُ الْحَمْدُ ،وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ يَصْنَعُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ،ويَدْعُو ،ويَصْنَعُ عَلَى الْمَرْوَةَ مِثْلَ ذَلِكَ (2) [55]) .
رجال السند:
1- مُحَمَّد بن سلمة: تقدم ،وهو ثقة، ثبت.
2- الحارث بن مسكين: تقدم ،وهو ثقة، فقيه.
3- ابن القاسم:عبد الرَّحْمَن ابن القاسم تقدم ،وهو ثقة.
4- مَالِك بن أنس: تقدم ،وهو كبير المتثبتين.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات
__________
(1) - أخرجه النسائي – كتاب مناسك الحج – باب موضع القيام عَلَى الصفا ج5، ص239-240، التخريج السابق .
(2) - أخرجه النسائي – كتاب مناسك الحج – باب التكبير عَلَى الصفا ج5، ص 240، التخريج السابق .(1/189)
31 - أَخْبَرَنَا عِمْرَان بن يَزِيدَ قَالَ أَنْبَأَنَا شُعَيْبٌ قَالَ أَخْبَرَنِي بن جُرَيْج قَالَ أَخْبَرَنِي جَعْفَر بن مُحَمَّد أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرا، عن حَجَّةِ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- ثم وقَفَ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- عَلَى الصَّفَا يُهَلِّلُ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ ،ويَدْعُو بَيْنَ ذَلِكَ (1) [56]).
رجال السند:
1- عِمْرَان بن يزيد: تقدم ،وهو صدوق.
2- شعيب بن إسحاق: تقدم ،وهو ثقة، مرجئ.
3- ابن جريج: عبد الملك بن عبد الْعَزِيز تقدم ،وهو ثقة، فقيه.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات.
__________
(1) - أخرجه النسائي – كتاب مناسك الحج – باب التهليل عَلَى الصفا ج5، ص240، التخريج السابق .(1/190)
32 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ بن الْحَكَمِ، عن شُعَيْبٍ قَالَ أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ، عن ابن الْهَادِ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر قَالَ طَافَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- بِالْبَيْتِ سَبْعًا رَمَلَ مِنْهَا ثَلَاثَا ،ومَشَى أَرْبَعًا، ثم قَامَ عِنْدَ الْمَقَامِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ،وقَرَأَ ((واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيم مُصَلًّى ) ) ،ورَفَعَ صَوْتَهُ يُسْمِعُ النَّاسَ، ثم انْصَرَفَ فَاسْتَلَمَ، ثم ذَهَبَ فَقَالَ نَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ فَبَدَأَ بِالصَّفَا فَرَقِيَ عَلَيْهَا ، حَتَّى بَدَا لَهُ الْبَيْتُ ،وقَالَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ ،ولَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي ويُمِيتُ ،وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ،وكَبَّرَ اللَّهَ وحَمِدَهُ، ثم دَعَا بِمَا قُدِّرَ لَهُ، ثم نَزَلَ مَاشِيًا، حَتَّى تَصَوَّبَتْ قَدَمَاهُ فِي بَطْنِ الْمَسِيلِ فَسَعَى، حَتَّى صَعِدَتْ قَدَمَاهُ، ثم مَشَى ، حَتَّى أَتَى الْمَرْوَةَ فَصَعِدَ فِيهَا، ثم بَدَا لَهُ الْبَيْتُ فَقَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ ولَهُ الْحَمْدُ ،وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، ثم ذَكَرَ اللَّهَ ،وسَبَّحَهُ ،وحَمِدَهُ، ثم دَعَا عَلَيْهَا بِمَا شَاءَ اللَّهُ فَعَلَ هَذَا، حَتَّى فَرَغَ مِنَ الطَّوَافِ (1) [57]).
رجال السند:
1- مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم: تقدم ،وهو ثقة.
2- شعيب بن الليث: تقدم ،وهو ثقة، فقيه.
3- الليث بن سعد:تقدم ،وهو ثقة، ثبت إمام.
4- ابن الهاد: يزيد بن عبد الله تقدم ،وهو ثقة.
الحكم عَلَى سند الحديث :
__________
(1) - أخرجه النسائي- كتاب مناسك الحج – باب الذكر ،والدعاء عَلَى الصفا ج5، ص240-241، التخريج السابق .(1/191)
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات
33 – أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن سَلَمَة ،والْحَارِثُ بن مِسْكِينٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ ،وأَنَا أَسْمَعُ، عن ابن الْقَاسِمِ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِك، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه -رَضِيَ اللهُ عَنْه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- كَانَ إِذَا نَزَلَ مِنَ الصَّفَا مَشَى ، حَتَّى إِذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ فِي بَطْنَ الْوَادِي سَعَى، حَتَّى يَخَرَجَ مِنْهُ (1) [58]).
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات
34 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الْمُثَنَّى ، عن سُفْيَانَ، عن جَعْفَر، عن أَبِيهِ، عن جَابِر قَالَ: لَمَّا تَصَوَّبَتْ قَدَمَا رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فِي بَطْنَ الْوَادِي رَمَلَ، حَتَّى خَرَجَ مِنْهُ (2) [59]).
رجال السند:
1- مُحَمَّد بن الْمُثَنَّى : تقدم ،وهو ثقة، ثبت.
2- سُفْيَان بن سعيد الثَّوْرِيّ : تقدم ،وهو ثقة، حافظ فقيه.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات
35 – أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بن إِبْرَاهِيمَ قَالَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن سَعِيدٍ قَالَ، حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ، حَدَّثَنَا جَابِر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- نَزَلَ ، يَعْنِي عن الصَّفَا، حَتَّى إِذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ فِي الْوَادِي رَمَلَ، حَتَّى إِذَا صَعِدَ مَشَى (3) [60]) .
رجال السند:
1- يعقوب بن إبراهيم: تقدم ،وهو ثقة، من الحفاظ.
__________
(1) - أخرجه النسائي – كتاب مناسك الحج – باب موضع المشي ج5،ص243، التخريج السابق .
(2) - أخرجه النسائي – كتاب مناسك الحج – باب موضع الرَمَلَ ج5، ص243، التخريج السابق .
(3) - أخرجه النسائي – كتاب مناسك الحج – باب موضع الرَمَلَ ، ج5، ص243، التخريج السابق .(1/192)
2- يَحْيَى بن سعيد: الْقَطَّان تقدم ،وهو ثقة، حافظ متقن.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات.
36 – أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ بن عَبْدِ الْحَكَمِ، عن شُعَيْبٍ قَالَ أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ، عن ابن الْهَادِ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه أَتَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- الْمَرْوَةَ فَصَعِدَ فِيهَا، ثم بَدَا لَهُ الْبَيْتُ فَقَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ ،ولَهُ الْحَمْدُ ،وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، ثم ذَكَرَ اللَّهَ ،وسَبَّحَهُ وحَمِدَهُ، ثم دَعَا بِمَا شَاءَ اللَّهُ فَعَلَ هَذَا، حَتَّى فَرَغَ مِنَ الطَّوَافِ (1) [61]) .
رجال السند:
1- مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم: تقدم ،وهو ثقة.
2- شعيب بن الليث: تقدم ،وهو ثقة، فقيه.
3- الليث بن سعد: تقدم ،وهو ثقة، ثبت إمام.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات.
__________
(1) - أخرجه النسائي – كتاب مناسك الحج –باب موضع القيام عَلَى الْمَرْوَةَ ج5، ص243-244، التخريج السابق .(1/193)
37 - أَخْبَرَنَا عَلِيّ بن حُجْر قَالَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل قَالَ أَنْبَأَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- ذَهَبَ إِلَى الصَّفَا فَرَقِيَ عَلَيْهَا ، حَتَّى بَدَا لَهُ الْبَيْتُ، ثم ،وحَّدَ اللَّهَ عَزَّ ،وجَلَّ ،وكَبَّرَ ،وقَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ ،ولَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي ويُمِيتُ ،وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، ثم مَشَى ، حَتَّى إِذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ سَعَى، حَتَّى إِذَا صَعِدَتْ قَدَمَاهُ مَشَى ، حَتَّى أَتَى الْمَرْوَةَ فَفَعَلَ عَلَيْهَا كَمَا فَعَلَ عَلَى الصَّفَا، حَتَّى قَضَى طَوَافَهُ (1) [62])
رجال السند:
1- عَلِيّ بن حجر: تقدم ،وهو ثقة، حافظ.
2- إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر: تقدم ،وهو ثقة، ثبت
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات.
38 - أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بن إِبْرَاهِيمَ قَالَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن سَعِيدٍ قَالَ، حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد قَالَ، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: أَتَيْنَا جَابِر بن عَبْدِ اللَّه فَسَأَلْنَاهُ، عن حَجَّةِ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فَحَدَّثَنَا أن نَبِيَّ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- قَالَ: عَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ (2) [63]) .
رجال السند :
1- يعقوب بن إِبْرَاهِيمَ : تقدم ،وهو ثقة، من الحفاظ.
2- يَحْيَى بن سعيد الْقَطَّان: تقدم ،وهو ثقة، متقن حافظ إمام.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات.
__________
(1) - أخرجه النسائي – كتاب مناسك الحج – باب التكبير عَلَيْهَا ج5، ص244، التخريج السابق .
(2) - أخرجه النسائي – كتاب مناسك الحج – باب رفع إِلَيَّدين فِي الدعاء بعرفة ج5،ص 255-256، التخريج السابق .(1/194)
39 – أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيم بن هَارُون قَالَ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بن إِسْمَاعِيل قَالَ، حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى جَابِر بن عَبْدِ اللَّه فَقُلْتُ أَخْبِرْنِي، عن حَجَّةِ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فَقَالَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- دَفَعَ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ ،وأَرْدَفَ الْفَضْلَ بن الْعَبَّاسِ، حَتَّى أَتَى مُحَسِّرًا حَرَّكَ قَلِيلًا، ثم سَلَكَ الطَّرِيقَ الْوُسْطَى الَّتِي تُخْرِجُكَ عَلَى الْجَمْرَةِ الْكُبْرَى، حَتَّى أَتَى الْجَمْرَةَ الَّتِي عِنْدَ الشَّجَرَةِ فَرَمَى بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ مِنْهَا مِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ رَمَى مِنْ بَطْنِ الْوَادِي (1) [64]) .
رجال السند:
1- إِبْرَاهِيم بن هَارُون : تقدم ،وهو صدوق
2- حاتم بن إسماعيل:تقدم ،وهو صدوق صحيح الكتاب.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات.
__________
(1) - أخرجه النسائي – كتاب مناسك الحج – باب الإيضاع فِي ،وادي مُحَسِّرٍ ج5،ص267، التخريج السابق .(1/195)
40 - أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيم بن هَارُون قَالَ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بن إِسْمَاعِيل قَالَ، حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَلِيّ بن حُسَيْنٍ، عن أَبِيهِ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى جَابِر بن عَبْدِ اللَّه فَقُلْتُ أَخْبِرْنِي، عن حَجَّةِ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فَقَالَ إن رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- رَمَى الْجَمْرَةَ الَّتِي عِنْدَ الشَّجَرَةِ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ مِنْهَا حَصَى الْخَذْفِ رَمَى مِنْ بَطْنِ الْوَادِي ، ثم انْصَرَفَ إِلَى الْمَنْحَرِ فَنَحَرَ (1) [65]).
رجال السند:
1- إِبْرَاهِيم بن هارون: تقدم ،وهو صدوق.
2- حاتم بن إسماعيل: تقدم ،وهو صدوق صحيح الكتاب.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات.
41 – أَخْبَرَنِي هَارُون بن إِسْحَقَ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيّ قَالَ، حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن عَلِيّ بن الْحُسَيْنِ، عن ابن عباس، عن أَخِيهِ الْفَضْلِ بن عَبَّاس قَالَ كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فَلَمْ يَزَلْ يُلَبِّي، حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ فَرَمَاهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ (2) [66]) .
رجال السند :
__________
(1) - أخرجه النسائي – كتاب مناسك الحج – باب عدد الحصى التي يرمى بِهَا الجمار ج5، ص 274-275، التخريج السابق .
(2) - أخرجه النسائي – كتاب مناسك الحج – باب التكبير مع كل حصاة ج5،ص275 . كالسابق .(1/196)
1- هَارُون بن إسحاق الهمداني الْكُوفِيّ : هَارُون بن إسحاق بن مُحَمَّد بن مَالِك بن زبيد الهمداني ، أبو القاسم الْكُوفِيّ الحافظ. روى عن: أبيه ،وحَفْص بن غِيَاث ،وابن عُيَيْنَة ،وغيرهم . روى عنه: البخاري فِي جزء القراءة خلف الإمام ،والترمذي ،والنسائي ،وابن ماجه ،وغيرهم قَالَ أبو حاتم صدوق ،وقَالَ النسائي ثقة، وقَالَ ابن خزيمة كَانَ من خيار عباد الله ،وذكره ابن حبان فِي الثقات قَالَ مطين مات سنة ثمان وخمسين ومائتين (1) [67]).
2- حَفْص بن غياث: تقدم ،وهو ثقة، فقيه .
3- عَلِيّ بن الحسين:تقدم ،وعلى ثقة، فقيه إمام قدوة.
4- ابن عباس: عبد الله بن عَبَّاس البحر -رَضِيَ اللهُ عَنْه- حبر الأمة، وفقيه العصر، وإمام التفسير، أبو العَبَّاس عبد الله، ابن عم رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- العَبَّاس بن عبد المطلب شيبة بن هاشم صحب النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- نحوا من ثَلَاثَين شهرا، وحدث عنه بجملة صالحة، وعن عمر، وعلي، ومعاذ، ووالده، وعبد الرَّحْمَن بن عوف، وأبي سُفْيَان صخر بن حرب، وأبي ذر، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت ،وخلق. روى عنه: خلق منهم عَلِيّ بن الحسين (2) [68]).
5- الفضل بن العباس: الفضل بن العَبَّاس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، ويكنى أبا مُحَمَّد ،وكان الفضل بن العَبَّاس أسن ولد العَبَّاس بن عبد المطلب، وغزا مَعَ رسول الله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - مكة ،وحنين ،وثبت يومئذ مَعَ رسول الله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - وشهد مَعَهُ حجة الوداع، وأردفه رسول الله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - وراءه فيقَالَ ردف رسول الله (3) [69]).
__________
(1) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج9،ص240- تهذيب التهذيب ج11،ص3- سير أعلام النبلاء ج12،ص126.
(2) - انظر ترجمته : سير أعلام النبلاء ج3، ص332.
(3) - انظر ترجمته : الطبقات الكبرى لابن سعد ، ج4،ص54.(1/197)
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات
42 – أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن سَعِيدٍ ، أبو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ قَالَ، حَدَّثَنَا حَفْص بن غِيَاثٍ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن أَبِي سَعِيدٍ قَالَ ضَحَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- بِكَبْشٍ أَقْرَنَ فَحِيلٍ يَمْشِي فِي سَوَادٍ ،ويَأْكُلُ فِي سَوَادٍ ،ويَنْظُرُ فِي سَوَادٍ (1) [70]).
رجال السند :
1- عبد الله بن سعيد ، أبو سعيد الأشج: تقدم ،وهو ثقة .
2- حَفْص بن غِيَاث : تقدم ،وهو ثقة، فقيه.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات
43 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن سَلَمَة ،والْحَارِثُ بن مِسْكِينٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ ،وأَنَا أَسْمَعُ، عن ابن الْقَاسِمِ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِك، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- نَحَرَ بَعْضَ بُدْنِهِ بِيَدِهِ ،ونَحَرَ بَعْضَهَا غَيْرُهُ (2) [71]).
رجال السند:
1- مُحَمَّد بن سلمة: تقدم ،وهو ثقة، ثبت.
2- الحارث بن مسكين: تقدم ،وهو ثقة، فيه.
3- ابن القاسم: عبد الرَّحْمَن ابن القاسم تقدم ،وهو ثقة.
4- مَالِك بن أنس: إمام دار الهجرة تقدم.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات
المبحث الخامس:
مروياته فِي سنن الترمذي
__________
(1) - أخرجه النسائي – كتاب الضحايا – باب الكبش ، ج7،ص220-221،
وأخرجه الترمذي فِي كتاب الأضاحي – باب ما يستحب من الأضاحي ،ج3،ص27 .
وأخرجه ، أبو داود فِي سننه كتاب الضحايا – باب ما يستحب من الضحايا ، ج1،ص638.
أخرجه ابن ماجه فِي سننه – كتاب الأضاحي – باب ما يستحب من الأضاحي ، ج2،ص1046.
(2) - أخرجه النسائي – كتاب الضحايا – باب ذبح الرجل غير أضحيته ج7،ص231، تخريج الحديث الحديث الطويل ص67(1/198)
أولاً : الترمذي (1) [1])وسننه
هو مُحَمَّد بن عِيسَى بن سورة بن موسى بن الضَّحَّاك ، وقيل: مُحَمَّد بن عِيسَى بن يزيد بن سورة بن السكن السلمي، أبو عِيسَى الترمذي الضرير الحافظ، صاحب " الجامع " ،وغيره من المصنفات. أحد الأئمة الحفاظ المبرزين.
ويذكر أن جده كَانَ مروزياً ، ثم انتقل من مرو إِلَى ترمذ التي ،ولد بِهِا.
قيل: إنه كَانَ أكمه، طاف البلاد، وسمع خلقا كثيرا من الخراسانيين ،والعراقيين ،والحجازيين ،وغيرهم.
ومن البلاد التي زارها :
1- البصرة
2- واسط
3- الكوفة
4- مكة
5- المدية
6- الري
7- بغداد
8- خراسان
قَالَ الترمذي فِي حديث عَلِيّ بن المنذر، عن ابن فضيل، عن سالم بن أبي حفصة، عن عطية، عن أبي سعيد :أن النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- قَالَ لعلي: " لَا يحل لأحد يجنب فِي هَذَا المسجد غيري وغيرك ": سمع مني مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل هَذَا الحديث
وذكره ابن حبان فِي كتاب " الثقات " وقَالَ: كَانَ ممن جمع ،وصنف، وحفظ ،وذاكر.
من مؤلفات الترمذي:
1- الجامع : وهو كتابه المشهور " بالسنن" ،وهو أشهر كتبِهِ، وأحد الأصول الستة المعتمدة.
2- العلل: واسمه "العلل الكبير" ،وقد وصلنا بترتيب القاضي أبي طالب ، وهو مطبوع.
3- الشمائل : وهو كتاب فِي صفات النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - وهو مطبوع.
4- تسمية أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: مطبوع.
كتاب السنن:
__________
(1) - انظر ترجمته : تهذيب الكمال ج26،ص250. وسير أعلام النبلاء: ج 13 ،ص 270- ثقات ابن حبان ج9 ص153.(1/199)
انتهج الترمذي نهج أستاذه ،وشيخه البخاري فِي التصنيف، فجمع كتابه الَّذِي يعد أحد الأصول الستة، وقد سمى الكتاب " الجامع" ،ولكنه اشتهر " بالسنن"، وقد رتب الترمذي كتابه عَلَى أبواب العلم ابتداءً بالعبادات فالمعاملات، وهكذا، وقد ذكر علل الأحاديث، وميّز بين مَرَّاتٍ بِهَا ، وتكلم، عن الرواة ،وبيان درجاتهم ، وكذلك بين الأسماء ،والكنى ،والألقاب ،والوفيات. وقد جمع فِي كتابه إضافة إِلَى الخبر المرفوع إِلَى النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- الأثر الموقوف ،والمقطوع.
ولم يشترط الترمذي فِي كتابه الصحة، لذلك نجد فِي كتابه أنواع كثيرة من الأحاديث ففيه الصحيح ،والحسن ،والضعيف ،والغريب ،والمرسل ، وغيرها ، غير أنه التزم ببيان ذَلِكَ ،وشرحه فيذكر الحديث ،ويبين نوعه .
وفاته:
مات أبو عِيسَى الترمذي الحافظ بالترمذي ليلة الاثنين لثَلَاثَ عشرة ليلة مضت من رجب سنة تسع وسبعين ومئتين
ثانياً المرويات:
1- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بن إسماعيل، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بن أَبِي رَافِع مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- قَالَ اسْتَخْلَفَ مَرْوَانُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ ،وخَرَجَ إِلَى مَكَّةَ فَصَلَّى بنا ، أبو هُرَيْرَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةَ فَقَرَأَ سُورَةَ الْجُمُعَةَ ،وفِي السَّجْدَةِ الثَّانِيَةِ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ فَأَدْرَكْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ فَقُلْتُ لَهُ تَقْرَأُ بِسُورَتَيْنِ كَانَ عَلِيّ يَقْرَأُ بِهِمَا بِالْكُوفَةِ قَالَ أبو هُرَيْرَةَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يَقْرَأُ بِهِمَا (1)
__________
(1) - أخرجه الترمذي فِي كتاب الجمعة – باب ما جاء فِي القراءة فِي صلاة الجمعة ج2،ص16،
وأخرجه الإمام مسلم فِي كتاب الجمعة – باب ما يقرأ فِي صلاة الجمعة ، ج3،ص15،
وأخرجه ، أبو داود فِي سننه – كتاب الصلاة – باب ما يقرأ فِي الجمعة ،م1،ص225.
وأخرجه ابن ماجه فِي سننه- كتاب إقامة الصلاة ،والسنة فيها- باب ما جاء فِي القراءة فِي الصلاة يوم الجمعة ج1،ص355.
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ج1،ص430 . أخرجه أيضاٌ فِي باقي مسند المكثرين من حديث مُحَمَّد بن جَعْفَر ،وبِهِز، حَدَّثَنَا شعبة، عن الحكم، عن مُحَمَّد ابن عَلِيّ ج2،ص467 .(1/200)
[2]). قَالَ وفِي الباب، عن ابن عَبَّاس ،والنُّعْمَانِ بن بَشِيرٍ ،وأَبِي عِنَبَةَ الْخَوْلَانِيِّ
قَالَ أبو عِيسَى حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ،ورُوِي عن النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْجُمُعَةَ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ،وهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ عُبَيْدُ اللَّهِ بن أَبِي رَافِع كَاتِبُ عَلِيّ بن أَبِي طَالِبٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْه- .
رجال السند:
1- قُتَيْبَة بن سعيد: تقدم ،وهو ثقة، ثبت.
2- حاتم بن إسماعيل: تقدم ،وهو صدوق صحيح الكتاب.
3- عبيد الله بن أَبِي رَافِع : تقدم ،وهو ثقة.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات
2 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيز بن مُحَمَّد ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ فَصَامَ ، حَتَّى بَلَغَ كُرَاعَ الْغَمِيمِ ،وصَامَ النَّاسُ مَعَهُ فَقِيلَ لَه ُإِنَّ النَّاسَ قَدْ شَقَّ عَلَيْهِمُ الصِّيَامُ ،وإِنَّ النَّاسَ يَنْظُرُونَ فِيمَا فَعَلْتَ فَدَعَا بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ بَعْدَ الْعَصْرِ فَشَرِبَ ،والنَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيَّهِ فَأَفْطَرَ بَعْضُهُمْ ،وصَامَ بَعْضُهُمْ فَبَلَغَهُ أن نَاسًا صَامُوا فَقَالَ : أُولَئِكَ الْعُصَاةُ.
قَالَ وفِي الباب، عن كَعْبِ بن عَاصِمٍ ،وابن عَبَّاس ،وأَبِي هُرَيْرَةَ .(1/201)
قَالَ أبو عِيسَى حَدِيثُ جَابِر حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ،وقَدْ رُوِيَ، عن النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- أَنَّهُ قَالَ لَيْسَ مِنَ الْبِرِّ الصِّيَامُ فِي السَّفَرِ ،واخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي الصَّوْمِ فِي السَّفَرِ فَرَأَى بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - وغَيْرِهِم أن الْفِطْرَ فِي السَّفَرِ أَفْضَلُ، حَتَّى رَأَى بَعْضُهُمْ عَلَيْهِ الْإِعَادَةَ إِذَا صَامَ فِي السَّفَرِ ،واخْتَارَ أحمد ،وإسحاق الْفِطْرَ فِي السَّفَرِ ،و قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - وغَيْرِهِم إنْ ،وجَدَ قُوَّةً فَصَامَ فَحَسَنٌ ،وهُوَ أَفْضَلُ ،وإِنْ أَفْطَرَ فَحَسَنٌ ،وهُوَ قَوْلُ سُفْيَان الثَّوْرِيّ ،ومَالِك بن أَنَسٍ ،وعَبْدِ اللَّهِ بن الْمُبَارَكِ ،و قَالَ الشَّافِعِيُّ ،وإِنَّمَا مَعْنَى قَوْلِ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- لَيْسَ مِنَ الْبِرِّ الصِّيَامُ فِي السَّفَرِ ،وقَوْلِهِ حِينَ بَلَغَه أن نَاسًا صَامُوا فَقَالَ : أُولَئِكَ الْعُصَاةُ فَوَجْهُ هَذَا إِذَا لَمْ يَحْتَمِلْ قَلْبِهِ قَبُولَ رُخْصَةِ اللَّهِ فَأَمَّا مَنْ رَأَى الْفِطْرَ مُبَاحًا ،وصَامَ ،وقَوِيَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ أَعْجَبُ إِلَيَّ (1) [3]).
رجال السند:
1- قُتَيْبَة بن سعيد: تقدم ،وهو ثقة، ثبت.
__________
(1) - أخرجه الترمذي فِي كتاب الصوم – باب ما جاء فِي كراهية الصوم فِي السفر ج2،ص106،
أخرجه الإمام مسلم – كتاب الصيام – باب جواز الصوم ،والفطر فِي شهر رمضان للمسافر فِي غير معصية إِذَا كَانَ سفره مرحلتين فأكثر ،وأن الأفضل لمن أطاقه بلا ضررإِنَّ يصوم ،ولمن يشق عليهإِنَّ يفطر ج3،ص141.
وأخرجه النسائي فِي سننه كتاب الصوم من طريق مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم ج2،ص101.(1/202)
2- عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الداروردي: تقدم ،وهو صدوق.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وجميع رواته ثقات.
2- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن أَبِي زِيَاد الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بن حُبَابٍ، عن سُفْيَانَ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه إِنَّ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- حَجَّ ثَلَاثَ حِجَجٍ حَجَّتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ ،وحَجَّةً بَعْدَ مَا هَاجَرَ ،ومَعَهَا عُمْرَةٌ فَسَاقَ ثَلَاثَةً وستينَ بَدَنَةً ،وجَاءَ عَلِيّ مِنَ الْيَمَن بِبَقِيَّتِهَا فِيهَا جَمَلٌ لِأَبِي جَهْلٍ فِي أَنْفِهِ بُرَةٌ (1) [4]) مِنْ فِضَّةٍ فَنَحَرَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - وأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ بِبَضْعَةٍ فَطُبِخَتْ ،وشَرِبَ مِنْ مَرَقِهَا (2) [5]) .
__________
(1) - هي الحلقة التي تجعل في أنف البعير ، غريب الحديث لابن سلام (ج 3 / ص 213)
(2) - أخرجه الترمذي فِي كتاب الحج – باب ما جاء كَمْ حج النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - ج2،ص155 .
وأخرجه ابن ماجه فِي سننه – كتاب المنساك – باب حجة رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- من حديث القاسم بن مُحَمَّد بن عباد المهلبي، حَدَّثَنَا عبد الله بن داود، حَدَّثَنَا سفيان، عن جَعْفَر ج2،ص1027.(1/203)
قَالَ أبو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ سُفْيَان لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ زَيْدِ بن حُبَاب ،ورَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بن عَبْدِ الرَّحْمَن (الدَّارِمِيّ) رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ فِي كُتُبِهِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بن أَبِي زِيَاد قَالَ وسَأَلْتُ مُحَمَّداً (البخاري)، عن هَذَا فَلَمْ يَعْرِفْهُ مِنْ حَدِيثِ الثَّوْرِيّ، عن جَعْفَر، عن أَبِيهِ، عن جَابِر ، عن النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - ورَأَيْتُهُ لَمْ يَعُدَّ هَذَا الْحَدِيثَ مَحْفُوظًا ،و قَالَ إِنَّمَا يُرْوَى، عن الثَّوْرِيِّ، عن أَبِي إسحاق، عن مُجَاهِد مُرْسَلًا.
رجال السند :
1- عبد الله بن أَبِي زِيَاد الْكُوفِيّ : عبد الله بن الحكم بن أَبِي زِيَاد القطواني ، أبو عبد الرَّحْمَن الْكُوفِيّ الدهقان ،واسم أَبِي زِيَاد سُلَيْمَان صدوق من العاشرة . روى عن: بن عُيَيْنَة ،وأبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ ،وزيد بن الحُبَاب ،وغيرهم . وعنه: أبو دَاوُد ،والترمذي ،وابن ماجه ،وغيرهم ذكره ابن حبان فِي الثقات ،وقَالَ مطين مات سنة خمس وخمسين ومائتين (1) [6]).
__________
(1) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج8،ص364- تقريب التهذيب ج1،ص485- تهذيب التهذيب ج5،ص166.(1/204)
2- زيد بن حُبَاب : زيد بن الحُبَاب بن الريان ،وقيل ابن رومان التميمي ، أبو الحسين العكلي الْكُوفِيّ ، صدوق يخطئ من التاسعة . روى عن: أَبِي شَيْبَةَ إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان العبسي الْكُوفِيّ ،وسُفْيَان الثَّوْرِيّ ،وشعبة بن الحَجَّاج ،والضَّحَّاك بن عُثْمَان الحزامي ،وعبد الله بن المبارك ،ومَالِك بن أنس ،وغيرهم . روى عنه: سُفْيَان بن ،وكيع بن الجراح ،وعبد الله بن الحكم بن أَبِي زِيَاد القطواني ،وغيرهم قَالَ عُثْمَان بن سعيد الدَّارِمِيّ، عن يَحْيَى ابن معين ثقة، وكذلك قَالَ عَلِيّ بن المديني ،وأحمد بن عبد الله العجلي ،وقَالَ أبو حاتم صدوق صالح مات سنة ثَلَاثَ ومئتين (1) [7]).
3- سُفْيَان الثوري: تقدم ،وهو ثقة، حافظ حجة.
الحكم عَلَى سند الحديث : إسناده صحيح
4 - حَدَّثَنَا ابن أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ لَمَّا أَرَادَ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- الْحَجَّ أَذَّنَ فِي النَّاسِ فَاجْتَمَعُوا فَلَمَّا أَتَى الْبَيْدَاءَ أَحْرَمَ قَالَ وفِي الباب، عن ابن عُمَرَ ،وأَنَسٍ ،والْمِسْوَر بن مَخْرَمَة (2) [8]) .
قَالَ أبو عِيسَى حَدِيثُ جَابِر حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
رجال السند:
__________
(1) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج8،ص250- تهذيب التهذيب ج3،ص347- تقريب التهذيب ج1،ص325.
(2) - أخرجه الترمذي فِي كتاب الحج – باب ما جاء من أي موضع أحرم النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- ،ج2،ص157. تخريج الحديث الطويل ص67(1/205)
1- ابن أبي عمر : مُحَمَّد بن يَحْيَى بن أبي عمر العدني ، أبو عبد الله الحافظ ، صدوق من العاشرة . روى عن: أبيه ،وابن عُيَيْنَة ،وفضيل بن عياض ،وعبد الْعَزِيز الدَّارَوَرْدِيّ ،وعبد الْوَهَّابِ الثَّقَفِيَّ ،وغيرهم . روى عنه: مسلم ،والترمذي ،وابن ماجه ،وروى النسائي، عن مُحَمَّد بن حاتم بن نعيم الأزدي ،وهلال بن العلاء ،وزَكَرِيَّا بن يَحْيَى السجزي عنه ،وآخرون. قَالَ ابن أبي حاتم، عن أبيه كَانَ رجلا صالحا ،وكان بِهِ غفلة ،ورأيت عنه حديثا موضوعا حدث بِهِ، عن ابن عُيَيْنَة ،وكان صدوقا قَالَ وثنا أحمد بن سَهْل الإسفرائيني سمعت أحمد ،وسئل عمن يكتب فَقَالَ أما بِمَكَّةَ فابن أبي عمر ،وذكره ابن حبان فِي الثقات ،وقَالَ البخاري مات فِي ذي الحجة سنة ثَلَاثَ وأربعين ومائتين (1) [9]).
2- سُفْيَان بن عُيَيْنَة : تقدم ،وهو ثقة، ثبت إمام.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،ورواته ثقات.
__________
(1) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج9،ص98- تهذيب التهذيب ج9،ص457- تقريب التهذيب ج2،ص146.(1/206)
5 - حَدَّثَنَا مَحْمُود بن غَيْلَان، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن آدَمَ أَخْبَرَنَا سُفْيَان الثَّوْرِيُّ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر قَالَ لَمَّا قَدِمَ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- مَكَّةَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَاسْتَلَمَ الْحَجَرَ، ثم مَضَى عَلَى يَمِينِهِ فَرَمَلَ ثَلَاثَا ،ومَشَى أَرْبَعًا، ثم أَتَى الْمَقَامَ فَقَالَ ((واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيم مُصَلًّى ) ) فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ،والْمَقَامُ بَيْنَهُ ،وبَيْنَ الْبَيْتِ، ثم أَتَى الْحَجَر بَعْدَ الرَّكْعَتَيْنِ فَاسْتَلَمَهُ، ثم خَرَجَ إِلَى الصَّفَا أَظُنُّهُ قَالَ ( (إِنَّ الصَّفَا والْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ) ) قَالَ وفِي الباب، عن ابن عُمَرَ قَالَ أبو عِيسَى حَدِيثُ جَابِر حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ،والْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ (1) [10]).
رجال السند:
1- مَحْمُود بن غَيْلَان : مَحْمُود بن غَيْلَان العدوي مولاهم ، أبو أحمد المروزي الحافظ ، ثقة، من العاشرة . روى عن: وكيع ،وابن عُيَيْنَة ،ويَحْيَى بن آدَمَ ،وأبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ ،ويعلى بن عبيد ،وخلق . وعنه: الجماعة سوى أبي دَاوُد ،وقَالَ النسائي ثقة، وذكره ابن حبان فِي الثقات قَالَ البخاري ،والنسائي ،وغيرهما مات فِي رَمَضَانَ سنة تسع وثَلَاثَين ومائتين (2) [11]).
2- يَحْيَى بن آدَمَ : تقدم ،وهو ثقة، حافظ .
3- سُفْيَان الثوري: تقدم ،وهو ثقة، حافظ حجة.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،ورواته ثقات.
__________
(1) - أخرجه الترمذي فِي كتاب الحج – باب ما جاء كيف الطواف ، ج2،ص173. تخريج الحديث الطويل ص67
(2) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج9،ص202- تهذيب التهذيب ج10،ص58- سير أعلام النبلاء ج12،ص223- تقريب التهذيب ج2،ص164.(1/207)
6- حَدَّثَنَا عَلِيّ بن خَشْرَم أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن وهْبٍ ، عن مَالِك بن أَنَسٍ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر إِنَّ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- رَمَلَ مِنَ الْحَجَرِ إِلَى الْحَجَر ثَلَاثَا ،ومَشَى أَرْبَعًا .
قَالَ وفِي الباب، عن ابن عُمَرَ ، قَالَ أبو عِيسَى حَدِيثُ جَابِر حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ،والْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالَ الشَّافِعِيُّ إِذَا تَرَكَ الرَمَلَ عَمْدًا فَقَدْ أَسَاءَ ،ولَا شَيْءَ عَلَيْهِ ،وإِذَا لَمْ يَرْمُلْ (1) [12]) فِي الْأَشْوَاطِ الثَلَاثَةِ لَمْ يَرَمَلَ فِيمَا بَقِيَ ،و قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ لَيْسَ عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ رَمَلَ ،ولَا عَلَى مَنْ أَحْرَمَ مِنْهَا (2) [13]).
رجال السند:
1- عَلِيّ بن خَشْرَم : عَلِيّ بن خَشْرَم بن عبد الرَّحْمَن ابن عطاء بن هلال بن ماهان بن عبد الله المروزي ، أبو الحسن الحافظ ، ثقة، من صغار العاشرة . روى عن: حَفْص بن غِيَاث ،ونصف بن يونس ،والدَّارَوَرْدِيّ ،والفضل بن موسى السيناني ،وابن عُيَيْنَة ،وابن وهب،وغيرهم . وعنه: مسلم ،والترمذي ،والنسائي ،وأحمد بن عبد الرَّحْمَن ابن بَشَّار النسائي ،وأبو بكر بن أبي دَاوُد ،وابن خزيمة قَالَ النسائي ثقة، وذكره ابن حبان فِي الثقات ،ومات فِي رَمَضَانَ سنة 257 (3) [14]).
2- عبد الله بن وهب: تقدم ،وهو ثقة، حافظ.
__________
(1) - الرَمَلَ بفتحتين الهَرْوَلة ،ورَمَلَ بينَ الصَّفَاء ،والْمَرْوَةَ يَرَمَلَ بالضم رَمَلاً ،ورَمَلاناً بفتح الراء ،والميم فيهما. مختار الصحاح، باب الراء – مادة ر،م ،ل
(2) - أخرجه الترمذي فِي كتاب الحج- باب ما جاء فِي الرَمَلَ من الحجرإِلَى الحجر،ج2،ص174 . التخريج السابق .
(3) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج8،ص471- تهذيب التهذيب ج7،ص278- تقريب التهذيب ج1،ص691.(1/208)
3- مَالِك بن أنس: تقدم ، إمام دار الهجرة ، ورأس المتقين، وكبير المتثبتين.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،ورواته ثقات.
7 - حَدَّثَنَا ابن أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَةَ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر إِنَّ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- حِينَ قَدِمَ مَكَّةَ طَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا ،وأَتَى الْمَقَامَ فَقَرَأَ ((واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيم مُصَلًّى ) ) (1) [15]) فَصَلَّى خَلْفَ الْمَقَامِ، ثم أَتَى الْحَجَر فَاسْتَلَمَهُ، ثم قَالَ نَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ فَبَدَأَ بِالصَّفَا ،وقَرَأَ (إِنَّ الصَّفَا والْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ) (2) [16])
__________
(1) - البقرة/125
(2) - البقرة/158(1/209)
قَالَ أبو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ،والْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّهُ يَبْدَأُ بِالصَّفَا قَبْلَ الْمَرْوَةَ فَإِنْ بَدَأَ بِالْمَرْوَةَ قَبْلَ الصَّفَا لَمْ يُجْزِهِ ،وبَدَأَ بِالصَّفَا ،واخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِيمَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ ،ولَمْ يَطُفْ بَيْنَ الصَّفَا ،والْمَرْوَةَ ، حَتَّى رَجَعَ فَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ إن لَمْ يَطُفْ بَيْنَ الصَّفَا ،والْمَرْوَةَ ، حَتَّى خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ فَإِنْ ذَكَرَ ،وهُوَ قَرِيبٌ مِنْهَا رَجَعَ فَطَافَ بَيْنَ الصَّفَا ،والْمَرْوَةَ ،وإِنْ لَمْ يَذْكُرْ، حَتَّى أَتَى بِلَادَهُ أَجْزَأَهُ ،وعَلَيْهِ دَمٌ ،وهُوَ قَوْلُ سُفْيَان الثَّوْرِيّ ،و قَالَ بَعْضُهُمْ إِنْ تَرَكَ الطَّوَافَ بَيْنَ الصَّفَا ،والْمَرْوَةَ ، حَتَّى رَجَعَ إِلَى بِلَادِهِ فَإِنَّهُ لَا يُجْزِيهِ ،وهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ قَالَ الطَّوَافُ بَيْنَ الصَّفَا ،والْمَرْوَةَ ،واجِبٌ لَا يَجُوزُ الْحَجُّ إِلَّا بِهِ (1) [17]).
رجال السند:
1- ابن أبي عمر : تقدم ،وهو صدوق.
2- سُفْيَان بن عيينة: تقدم ،وهو ثقة، حافظ إمام.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،ورواته ثقات.
8- أَخْبَرَنَا أبو مُصْعَب الْمَدَنِيّ قِرَاءَةً، عن عَبْدِ الْعَزِيز بن عِمْرَانَ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- قَرَأَ فِي رَكْعَتَيِ الطَّوَافِ بِسُورَتَيِ الْإِخْلَاصِ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ،وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (2) [18]).
رجال السند:
__________
(1) - أخرجه الترمذي فِي كتاب الحج- باب ما جاء أنه يبدأ بالصفا قبل الْمَرْوَةَ ،ج2،ص176. التخريج السابق .
(2) - أخرجه الترمذي فِي كتاب الحج- باب ما جاء ما يقرأ فِي ركعتي الطواف ،ج2،ص179. التخريج السابق.(1/210)
1- أبو مُصْعَب الْمَدَنِيّ : أحمد بن أبي بكر ،واسمه القاسم بن الحارث بن بينها بن مُصْعَب بن عبد الرَّحْمَن ابن عوف القرشي ، أبو مُصْعَب الزُّهْرِيّ الْمَدَنِيّ الفقيه قاضي مدينة رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - صدوق من العاشرة . روى عن: إِبْرَاهِيم بن سعد الزُّهْرِيّ ،وحسين بن زيد بن عَلِيّ بن الحسين بن عَلِيّ بن أبي طالب ،وعبد الْعَزِيز بن عِمْرَان بن عبد الْعَزِيز بن عُمَر بن عبد الرَّحْمَن ابن عوف الزُّهْرِيّ المعروف ببن أبي ثابت ،وغيرهم . روى عنه: الجماعة سوى النسائي قَالَ أبو زرعة ،وأبو حاتم صدوق قَالَ مُحَمَّد بن إسحاق السراج مات فِي رَمَضَانَ سنة اثنتين وأربعين ومئتين (1) [19]).
__________
(1) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج8،ص21- تهذيب التهذيب ج1،ص17- الطبقات الكبرى لابن سعد ج5،ص441- تقريب التهذيب ج1،ص29.(1/211)
2- عبد الْعَزِيز بن عِمْرَان : عبد الْعَزِيز بن عِمْرَان بن عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن ابن عوف الزُّهْرِيّ الْمَدَنِيّ الأعرج المعروف بابن أبي ثابت ، متروك من الثامنة . روى عن: أبيه ،وجَعْفَر بن مُحَمَّد ،ودَاوُد بن الحصين ،وإِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عقبة ،وغيرهم قَالَ معاوية بن صالح، عن يَحْيَى ابن معين كَانَ صاحب نسب ،ولم يكن من أصحاب الحديث ،وقَالَ عُثْمَان الدَّارِمِيّ، عن يَحْيَى لَيْسَ بثقة إنما كَانَ صاحب شِعْر ،وقَالَ الحسين بن حبان، عن يَحْيَى قَدْ رأيته ببغداد كَانَ يشتم الناس ،ويطعن فِي أحسابِهِم لَيْسَ حديثه بشيء ،وقَالَ البخاري منكر الحديث لَا يكتب حديثه ،وقَالَ النسائي متروك الحديث ،وقَالَ مرة لَا يكتب حديثه قَالَ خليفة ،وغيره مات سنة سبع وتسعين ومائة ، وقَالَ ابن حبان يروي المناكير، عن المشاهير ،وقَالَ أبو حاتم ضعيف الحديث منكر الحديث جدا قيل لَهُ يكتب حديثه قَالَ عَلَى الاعتبار ،وقَالَ ابن أبي حاتم أمتنع ، أبو زرعة من قراءة حديثه ،وترك الرواية عنه ،وقَالَ الترمذي ،والدارقطني (1) [20]).
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث ضعيف ، فيه عبد الْعَزِيز بن عِمْرَان ،وهو متروك الحديث .
9 - حَدَّثَنَا هَنَّاد ، حَدَّثَنَا ،وكِيعٌ، عن سُفْيَانَ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يَقْرَأَ فِي رَكْعَتَيِ الطَّوَافِ بِقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ،وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ .
__________
(1) - انظر ترجمته : تقريب التهذيب ج1،ص604- تهذيب التهذيب ج6،ص312- ميزان الاعتدال ج2،ص632- ضعفاء العقيلي ج3،ص13- الضعفاء ،والمتروكين ص80.(1/212)
قَالَ أبو عِيسَى ،وهَذَا أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الْعَزِيز بن عِمْرَان ،وحَدِيثُ جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ فِي هَذَا أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر ، عن النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - وعَبْدُ الْعَزِيز بن عِمْرَان ضَعِيفٌ فِي الْحَدِيثِ (1) [21]).
رجال السند:
1- هَنَّاد : هَنَّاد بن السَّرِيّ بن مُصْعَب بن أبي بكر بن شبر بن صعفوق بن عَمْرُو بن عدس بن زائدة بن عبد الله بن دارم التميمي الدَّارِمِيّ ، أبو السَّرِيّ الكوفي، ثقة، من العاشرة . روى عن: عبد الرَّحْمَن ابن أبي الزناد ،وهشيم ،وأبي بكر بن عَيَّاش ،وابن عُيَيْنَة ،ووكيع ،وغيرهم . روى عنه: البخاري فِي خلق أفعال العباد ،والباقون قَالَ أحمد بن حَنْبَل عليكم بِهَنَّاد ،وقَالَ أبو حاتم صدوق ،وقَالَ قُتَيْبَة ما رأيت ،وكيعا يعظم أحدا تعظيمه لهَنَّاد ،وقَالَ النسائي ثقة، وذكره ابن حبان فِي الثقات ،وقَالَ السراج قَالَ هَنَّاد بن السَّرِيّ :وُلِدتُ سنة ثنتين وخمسين ومائة قَالَ ومات فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاثَ وأربعين ومائتين (2) [22]).
2- وكيع بن الجراح : تقدم ،وهو ثقة، حافظ عابد.
3- سُفْيَان بن عُيَيْنَة : تقدم ،وهو ثقة، حافظ.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح .
__________
(1) - أخرجه الترمذي فِي كتاب الحج- باب ما جاء ما يقرأ فِي ركعتي الطواف ،ج2،ص179.انفرد بِهِ الترمذي ،وهو أثر مقطوع .
(2) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج9،ص245- تهذيب التهذيب ج11،ص62- تقريب التهذيب ج2،ص270.(1/213)
10- حَدَّثَنَا زَيْدُ بن أَخْزَم الطَّائِيّ الْبَصْرِيّ، حَدَّثَنَا عُثْمَان بن فَرْقَد قَالَ سَمِعْتُ جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ قَالَ الَّذِي أَلْحَدَ قَبْرَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - أبو طَلْحَة ،والَّذِي أَلْقَى الْقَطِيفَةَ تَحْتَهُ شُقْرَان مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- . قَالَ جَعْفَر ،وأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بن أَبِي رَافِع قَالَ سَمِعْتُ شُقْرَان يَقُولُ أَنَا ،واللَّهِ طَرَحْتُ الْقَطِيفَةَ تَحْتَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فِي الْقَبْرِ (1) [23]). وفِي الباب، عن ابن عَبَّاس
قَالَ أبو عِيسَى حَدِيثُ شُقْرَان حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ،ورَوَى عَلِيّ بن المديني، عن عُثْمَان بن فَرْقَد هَذَا الْحَدِيثَ
رجال السند :
1- زيد بن أَخْزَم الطَّائِيّ الْبَصْرِيّ : زيد بن أَخْزَم الطَّائِيّ النبهاني ، أبو طالب الْبَصْرِيّ ، ثقة، حافظ من الحادية عشرة . روى عن: أبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ ،ويَحْيَى الْقَطَّان ،وابن مهدي ،وأبي قُتَيْبَة ،وأبي عامر العقدي ،وغيرهم . وعنه: الجماعة سوى مسلم ،وروى لَهُ النسائي أيضا بواسطة زَكَرِيَّا السجزي قَالَ أبو حاتم ،والنسائي ثقة، وذكره ابن حبان فِي الثقات ،وقَالَ مستقيم الحديث ،وقَالَ الدارقطني ثقة، وقَالَ صالح بن مُحَمَّد صدوق فِي الرواية ،وقَالَ مَسَلَمَة ثنا عنه ابن المحاملي ،وهو ثقة، (2) [24]).
__________
(1) - أخرجه الترمذي فِي كتاب الجنائز- باب ما جاء فِي الثوب الواحد يلقى تَحْتَ الميت فِي القبر، ج2،ص255 ، انفرد بِهِ الترمذي .
(2) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج8،ص251- تهذيب التهذيب ج3،ص339- تقريب التهذيب ج1،ص323.(1/214)
2- عُثْمَان بن فَرْقَد : عُثْمَان بن فَرْقَد العطار ، أبو معاذ ، أبو عبد الله البصري، صدوق من الثامنة . روى عن: هشام بن عروة ،والأعمش ،وجَعْفَر بن مُحَمَّد الصادق . وعنه: مُحَمَّد بن سلام ،وعَلِيّ بن المديني ،وأبو موسى ،ومُحَمَّد بن هشام بن أبي خيرة ،وزيد بن أَخْزَم ،وذكره ابن حبان فِي الثقات ،وقَالَ مستقيم الحديث ،وقَالَ الدارقطني يخالف الثقات ،وقَالَ الأزدي يتكلمون فيه ، قَالَ الذهبي فِي الميزان : ما علمت بِهِ بأساً ، روى لَهُ البخاري مقروناً بآخر (1) [25]).
3- عبيد الله بن أَبِي رَافِع : تقدم ،وهو ثقة.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح .
11 – حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن بَشَّار ،ومُحَمَّد بن أَبَان قَالَا، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيَّ ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر إِنَّ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- قَضَى بِاليَمِيْن مَعَ الشَّاهِدِ (2) [26]).
رجال السند :
__________
(1) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج7،ص194- تهذيب التهذيب ج7،ص134- ميزان الاعتدال ج3،ص51- تقريب التهذيب ج1،ص662.
(2) - أخرجه الترمذي فِي كتاب الأحكام ، باب ما جاء فِي إِلَيَّمين مع الشاهد ،ج2،ص400.
وأخرجه ابن ماجه فِي سننه – كتاب الأحكام – باب القضاء بالشاهد ،وإِلَيَّمين ، ج2،ص793.
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3،ص305. ومن حديث عبد الله بن الحرث، عن سيف بن سُلَيْمَان، عن قيس بن سعد، عن عمرو بن دينار، عن ابن عَبَّاس ج1،ص323. ومن حديث أبي مسلمة الخزاعي ثنا سُلَيْمَان بن بِلَال ، عن ربيعة بن عبد الرَّحْمَن ، عن إسماعيل بن عمرو بن قيس بن سعد بن عبادة، عن أبيه أنهم ،وجدوا فِي كتب أو فِي كتاب سعد بن عبادة ج5،ص285.
وأخرجه الإمام مَالِك فِي موطئه كتاب الأقضية36 – باب القضاء بإِلَيَّمين مع الشاهد4- ،ج2،ص567.(1/215)
1- مُحَمَّد بن بَشَّار : مُحَمَّد بن بَشَّار بن عُثْمَان بن دَاوُد بن كيسان العبدي ، أبو بكر الحافظ الْبَصْرِيّ بندار، ثقة، من العاشرة . روى عن: عبد الْوَهَّابِ الثَّقَفِيَّ ،وغندر ،وروح بن عبادة ،ويَحْيَى الْقَطَّان ،وابن مهدي ،وأبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ ،وخلق كثير . روى عنه: الجماعة ،وروى النسائي، عن أبي بكر المروزي ،وزَكَرِيَّا السجزي عنه ،وقَالَ العجلي بصري ثقة، كثير الحديث ،وكان حائكا ،وقَالَ أبو حاتم صدوق ،وقَالَ النسائي صالح لَا بأس بِهِ ،وقَالَ البخاري ،وغير ،واحد مات فِي رجب سنة اثنتين وخمسين ومائتين ،وقَالَ ابن حبان كَانَ يحفظ حديثه ،ويقرأه من حفظه ،وقَالَ الدارقطني من الحفاظ الأثبات ،وقَالَ الذهبي لم يرحل ففاته كبار ،واقتنع بعلماء البصرة ، ثقة، صدوق (1) [27]).
2- مُحَمَّد بن أَبَان : مُحَمَّد بن أَبَان بن ،وزير البلخي ، أبو بكر بن إِبْرَاهِيم المستملي الحافظ ،ويعرف بحمدويه، ثقة، من العاشرة ، كَانَ مستملي وكيع . روى عنه: وعن ابن عُيَيْنَة ،وابن علية ،وعبد الْوَهَّابِ الثَّقَفِيَّ ،وعبد الرزاق ،وابن مهدي ،وآخرين . روى عنه: الجماعة سوي مسلم ،وقَالَ ابن أبي حاتم، عن أبيه صدوق ،وقَالَ النسائي ثقة، وذكره ابن حبان فِي الثقات ،وقَالَ كَانَ حسن المذاكرة ممن جمع ،وصنف ،وكان مستملي وكيع (2) [28]).
3- عبد الْوَهَّابِ بن عبد المجيد الثَّقَفِيَّ : تقدم ،وهو ثقة.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،ورواته ثقات .
__________
(1) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج9،ص111- تهذيب التهذيب ج9،ص61- ميزان الاعتدال ج3،ص489- تقريب التهذيب ج2،ص58.
(2) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج9،ص102- تهذيب التهذيب ج9،ص4- ميزان الاعتدال ج3،ص453- تقريب التهذيب ج2،ص49.(1/216)
12- حَدَّثَنَا عَلِيّ بن حُجْر أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر، حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- قَضَى بِاليَمِيْن مَعَ الشَّاهِد الْوَاحِدِ قَالَ وقَضَى بِهَا عَلِيّ فِيكُمْ
قَالَ أبو عِيسَى ،وهَذَا أَصَحُّ ،وهَكَذَا رَوَى سُفْيَان الثَّوْرِيُّ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- مُرْسَلًا ،ورَوَى عَبْدُ الْعَزِيز بن أَبِي سَلَمَة ،ويَحْيَى بن سُلَيْم هَذَا الْحَدِيثَ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن عَلِيٍّ، عن النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - والْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - وغَيْرِهِمْ رَأَوْا أَنَّ الْيَمِيْن مَعَ الشَّاهِد الْوَاحِدِ جَائِزٌ فِي الْحُقُوقِ ،والْأَمْوَالِ ،وهُوَ قَوْلُ مَالِك بن أَنَسٍ ،والشَّافِعِيِّ ،وأحمد ،وإِسْحَقَ ،وقَالَوا لَا يُقَضَى بِاليَمِيْن مَعَ الشَّاهِد الْوَاحِدِ إِلَّا فِي الْحُقُوقِ ،والْأَمْوَالِ ،ولَمْ يَرَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ ،وغَيْرِهِمْ أَنْ يُقَضَى بِاليَمِيْن مَعَ الشَّاهِد الْوَاحِدِ (1) [29]).
رجال السند:
__________
(1) - أخرجه الترمذي فِي كتاب الأحكام – باب ما جاء فِي إِلَيَّمين مع الشاهد ، ج2،ص400 . انفرد الترمذي بِهِذَا الإسناد .
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3،ص305. ومن حديث عبد الله بن الحرث، عن سيف بن سُلَيْمَان، عن قيس بن سعد، عن عمرو بن دينار، عن ابن عَبَّاس ج1،ص323. ومن حديث أبي مسلمة الخزاعي ثنا سُلَيْمَان بن بِلَال ، عن ربيعة بن عبد الرَّحْمَن ، عن إسماعيل بن عمرو بن قيس بن سعد بن عبادة، عن أبيه أنهم ،وجدوا فِي كتب أو فِي كتاب سعد بن عبادة ج5،ص285.(1/217)
1- عَلِيّ بن حجر: عَلِيّ بن حُجْر بن إياس بن مقاتل بن مخادش بن مشمرج بن خالد السعدي ، أبو الحسن المروزي ، ثقة، حافظ من التاسعة . روى عن: أبيه ،وإِسْمَاعِيل بن جَعْفَر ،وابن المبارك ،والدَّارَوَرْدِيّ ،وخلق كثير . وعنه: البخاري ،ومسلم ،والترمذي ،والنسائي ،وأبو بكر بن خزيمة ،ومُحَمَّد بن عَلِيّ الحكيم الترمذي ،وآخرون. وقَالَ النسائي ثقة، مأمون حافظ ،وقَالَ الخطيب كَانَ صدوقا متقنا حافظا اشتهر حديثه بمرو قَالَ البخاري: مات فِي جمادى الأولى سنة أربع وأربعين ومائتين ،وقَالَ الحاكم كَانَ شيخا فاضلا ثقة (1) [30]).
2- إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر: . إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر بن أبي كثير الأنصاري الزرقي مولاهم ، أبو إسحاق القاري ، ثقة، ثبت من الثامنة ،روى، عن عبد الله بن دينار ،وربيعة ،وجَعْفَر الصادق ،وحميد الطويل ،ومَالِك بن أنس ،وغيرهم . وعنه: مُحَمَّد بن جهضم ،ويَحْيَى بن أيوب المقابري ،وعَلِيّ بن حُجْر ،وجماعة قَالَ أحمد ،وأبو زرعة ،والنسائي ثقة، وقَالَ ابن معين ثقة، وهو أثبت من ابن أبي حازم ،والدَّارَوَرْدِيّ ،وأبي ضمرة ،وقَالَ ابن سعد ثقة، وهو من أهل المدينة قدم بغداد فلم يزل بِهَا حَتَّى مات ،وهو صاحب الخمس مائة حديث التي سمعها منه الناس ،وقَالَ ابن خراش صدوق ،وقَالَ ابن المديني ثقة، وقَالَ ابن معين فيما حكاه ابن أبي خيثمة : ثقة مأمون قليل الخطأ صدوق ،وقَالَ الخليلي فِي الإرشاد: كَانَ ثقة، شارك مَالِكا فِي أكثر شيوخه ،وكذا قَالَ الحاكم ،وذكره ابن حبان فِي الثقات (2) [31]).
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ،ورواته ثقات.
__________
(1) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج7،ص214- تهذيب التهذيب ج7،ص259- سير أعلام النبلاءج11،ص507.
(2) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج6،ص44- تهذيب التهذيب ج1،ص251- سير أعلام النبلاءج8،ص228.(1/218)
13 –حَدَّثَنَا أبو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، حَدَّثَنَا حَفْص بن غِيَاثٍ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ ضَحَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- بِكَبْشٍ أَقْرَنَ فَحِيلٍ يَأْكُلُ فِي سَوَادٍ ،ويَمْشِي فِي سَوَادٍ (1) [32]) ،ويَنْظُرُ فِي سَوَادٍ (2) [33]).
قَالَ أبو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ حَفْص بن غِيَاث .
رجال السند:
1- أبو سعيد الأشج: عبد الله بن سعيد بن حصين سنان ، أبو سعيد ،وعُثْمَان الْكُوفِيّ ، ثقة، من كبار العاشرة .روى، عن إِسْمَاعِيل بن علية ،وحَفْص بن غِيَاث ،وابن أبي عتبة ،وغيرهم . وعنه: الجماعة ،وأبو زرعة ،وأبو حاتم ،وابن خزيمة ،وجماعة قَالَ ابن أبي خيثمة، عن ابن معين لَيْسَ بِهِ بأس ،ولكنه يروي، عن قوم ضعفاء ،وقَالَ أبو حاتم ثقة، صدوق ،وقَالَ مرة :وعُثْمَان إمام زمانه ،وقَالَ النسائي صدوق ،وقَالَ مرة لَيْسَ بِهِ بأس ،وذكره ابن حبان فِي الثقات ،وقَالَ الخليلي ،ومَسَلَمَة بن قاسم ثقة، مات سنة سبع وخمسين ومائتين (3) [34]).
2- حَفْص بن غياث: تقدم ،وهو ثقة، فقيه.
__________
(1) - (يأكل فِي سواد) أي فمه أسود (ويمشي فِي سواد) أي قوائمه سود مع بياض سائره (وينظر فِي سواد) أي حوإِلَيَّ عينيه سواد، تحفة الأحوذي(ج 5 / ص 67)
(2) - أخرجه الترمذي فِي كتاب الأضاحي – باب ما يستحب من الأضاحي ،ج3،ص27 .
وأخرجه النسائي – كتاب الضحايا – باب الكبش ، ج7،ص220-221،
وأخرجه ، أبو داود فِي سننه كتاب الضحايا – باب ما يستحب من الضحايا، ج1،ص638.
وأخرجه ابن ماجه فِي سننه – كتاب الأضاحي – باب ما يستحب من الأضاحي ، ج2،ص1046.
(3) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج8، ص365- تهذيب التهذيب ج5،ص208.(1/219)
3- أبو سعيد الخدري: سعد بن مَالِك هو ابن أبي وقاص سعد بن مَالِك بن سنان بن عبيد الأنصاري ، أبو سعيد الخدري لَهُ ،ولأبيه صحبة . حدث عن النَّبِيّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - فأكثر ،وأطاب، وعن أبي بكر، وعمر، وطائفة، وكان أحد الفقهاء المجتهدين. روى عنه: مُحَمَّد بن عَلِيّ الباقر قَالَ الواقدي ،وجماعة: مات سنة أربع وسبعين (1) [35]).
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،ورواته ثقات .
14 –حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بن إسماعيل، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن يَزِيدَ بن هُرْمُزَ أن نَجْدَةَ الْحَرُورِيَّ كَتَبَ إِلَى ابن عَبَّاس يَسْأَلُهُ هَلْ كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يَغْزُو بِالنِّسَاءِ ،وهَلْ كَانَ يَضْرِبُ لَهُنَّ بِسَهْمٍ؟ فَكَتَبَ إِلَيَّهِ ابن عَبَّاس كَتَبْتَ إِلَيَّ تَسْأَلُنِي هَلْ كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يَغْزُو بِالنِّسَاءِ ،وكَانَ يَغْزُو بِهِنَّ فَيُدَاوِينَ الْمَرْضَى ،ويُحْذَيْنَ مِنَ الْغَنِيمَةِ ،وأَمَّا بِسَهْمٍ فَلَمْ يَضْرِبْ لَهُنَّ بِسَهْمٍ (2)
__________
(1) - انظر ترجمته : سير اعلام النبلاء ج3،ص169.
(2) - أخرجه الترمذي فِي كتاب - باب من يعطى من الفيء ج3،ص57.
وأخرجه الإمام مسلم فِي صحيحه – كتاب الجهاد ،والسير- باب النساء الغازيات يرضخ لهن ،ولا يسهم ،والنهي، عن قتل صبيان أهل الحرب ج5،ص197،وفي كتاب الجهاد ،والسير من حديث ابن أبي عمر، عن سفيان، عن إسماعيل بن أمية، عن سعيد المقبري، عن يزيد بن هرمزج5،ص197-198، ومن حديث إسحاق بن إبراهيم، عن ،وهب بن جرير بن حازم ،ومن حديث مُحَمَّد بن حاتم، عن بِهِز، عن جرير ، ج5،ص198 .
وأخرجه النسائي فِي سننه كتاب قسم الفيء من حديث هَارُون بن عبد الله الحمال، عن عُثْمَان بن عمر، عن يونس بن يزيد، عن الزُّهْرِيّ ، عن يزيد بن هُرْمُز ج7،ص128. ،ومن حديث عمرو بن علي، عن يزيد بن هارون، عن مُحَمَّد بن إسحاق، عن الزُّهْرِيّ ،وعن مُحَمَّد بن عَلِيّ ج7،ص129.
وأخرجه ، أبو داود فِي سننه كتاب الجهاد – باب فِي المرأة ،والعبد يحذيان من الغنيمة من حديث محبوب بن موسى، عن أبي إسحاق الفزاري، عن زائدة، عن الأعمش، عن المختار بن صيفي، عن يزيد بن هُرْمُز المجلد الأول ص 619. ،ومن حديث مُحَمَّد بن يَحْيَى بن فارس، عن أحمد بن خالد الوهبي، عن بن إسحاق، عن أبي جَعْفَر ،والزُّهْرِيّ م1،ص620. ،وفي كتاب الخراج ،والإمارة ،والفيء من حديث أحمد بن صالح، عن عنبسة، عن يونس، عن ابن شهاب م2،ص40.
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ،ج1،ص308. وأخرجه أيضاً فِي مسند بني هاشم من حديث عفان أَخْبَرَنَا جرير بن حازم أَخْبَرَنَا قيس بن سعد، عن يزيد بن هُرْمُز ج1،ص248. ومن حديث ، أبو معاوية، حَدَّثَنَا الحَجَّاج ، عن عطاء، عن ابن عَبَّاس ج1،ص224 . ومن حديث يزيد أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن إسحاق، عن مُحَمَّد بن عَلِيّ ،وعن الزُّهْرِيّ ، عن يزيد بن هُرْمُز ج1،ص352 . ومن حديث عبد الرَّحْمَن ابن مهدي، حَدَّثَنَا جرير بن حازم، عن قيس بن سعد بن يزيد بن هُرْمُز ج1،ص344. ومن حديث سفيان، حَدَّثَنَا إسماعيل بن أمية، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن يزيد بن هُرْمُز ج1،ص349 . ومن حديث عبد الْوَهَّابِ بن عطاء أَخْبَرَنَا جرير بن حازم، عن قيس بن سعد، عن يزيد بن هُرْمُز ج1،ص294 .
وأخرجه الدارمي فِي سننه كتاب السير- باب سهم ذي القربي من حديث أبي النعمان، عن جرير ج2،ص225.(1/220)
[36]).
وَفِي الباب، عن أَنَسٍ ،وأُمِّ عَطِيَّةَ ،وهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ،والْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ ،وهُوَ قَوْلُ سُفْيَان الثَّوْرِيّ ،والشَّافِعِيِّ ،و قَالَ بَعْضُهُمْ يُسْهَمُ لِلْمَرْأَةِ ،والصَّبِيِّ ،وهُوَ قَوْلُ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ ،وأَسْهَمَ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- لِلصِّبْيَانِ بِخَيْبَرَ ،وأَسْهَمَتْ أَئِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ لِكُلِّ مَوْلُودٍ ،ولِدَ فِي أَرْضِ الْحَرْبِ قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ ،وأَسْهَمَ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- لِلنِّسَاءِ بِخَيْبَرَ ،وأَخَذَ بِذَلِكَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَهُ، حَدَّثَنَا بِذَلِكَ عَلِيّ بن خَشْرَمٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بن يُونُسَ، عن الْأَوْزَاعِيِّ بهذا ،ومَعْنَى قَوْلِهِ ،ويُحْذَيْنَ مِنَ الْغَنِيمَةِ يَقُولُ يُرْضَخُ لَهُنَّ بِشَيْءٍ مِنَ الْغَنِيمَةِ يُعْطَيْنَ شَيْئًا .
رجال السند:
1- قُتَيْبَة بن سعيد: تقدم ،وهو ثقة، ثبت.
2- حاتم بن إسماعيل: تقدم ،وهو صدوق صحيح الكتاب.
الحكم عَلَى سند الحديث :(1/221)
حديث صحيح ،ورواته ثقات . وقد روى هَذَا الحديث فِي صحيح مسلم من طريق عبد الله بن مَسَلَمَة القَعْنَبي، عن سُلَيْمَان بن بِلَال ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، ويبدو أنَّ الترمذي قَدْ رواه هنا مختصراً فقد جاء فِي الرواية التي أوردها الإمام مسلم :أَنَّ نَجْدَةَ كَتَبَ إِلَى ابن عَبَّاس يَسْأَلُهُ، عن خَمْسِ خِلَالٍ فَقَالَ ابن عَبَّاس لَوْلَا أَنْ أَكْتُمَ عِلْمًا مَا كَتَبْتُ إِلَيَّهِ كَتَبَ إِلَيَّهِ نَجْدَةُ أَمَّا بَعْدُ فَأَخْبِرْنِي هَلْ كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يَغْزُو بِالنِّسَاءِ ،وهَلْ كَانَ يَضْرِبُ لَهُنَّ بِسَهْمٍ؟ ،وهَلْ كَانَ يَقْتُلُ الصِّبْيَانَ؟ ،ومَتَى يَنْقَضِي يُتْمُ اليَتِيْم ؟ وعَنِ الْخُمْسِ لِمَنْ هُوَ؟ فَكَتَبَ إِلَيَّهِ ابن عَبَّاس كَتَبْتَ تَسْأَلُنِي هَلْ كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يَغْزُو بِالنِّسَاءِ؟ وقَدْ كَانَ يَغْزُو بِهِنَّ فَيُدَاوِينَ الْجَرْحَى ،ويُحْذَيْنَ مِنَ الْغَنِيمَةِ ،وأَمَّا بِسَهْمٍ فَلَمْ يَضْرِبْ لَهُنَّ ،وأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- لَمْ يَكُنْ يَقْتُلُ الصِّبْيَانَ فَلَا تَقْتُلِ الصِّبْيَانَ ،وكَتَبْتَ تَسْأَلُنِي مَتَى يَنْقَضِي يُتْمُ اليَتِيْم فَلَعَمْرِي إِنَّ الرَّجُلَ لَتَنْبُتُ لِحْيَتُهُ ،وإِنَّهُ لَضَعِيفُ الْأَخْذِ لِنَفْسِهِ ضَعِيفُ الْعَطَاءِ مِنْهَا فَإِذَا أَخَذَ لِنَفْسِهِ مِنْ صَالِحِ مَا يَأْخُذُ النَّاسُ فَقَدْ ذَهَبَ عَنْهُ اليُتْم ،وكَتَبْتَ تَسْأَلُنِي، عن الْخُمْسِ لِمَنْ هُوَ؟ ،وإِنَّا كُنَّا نَقُولُ هُوَ لَنَا فَأَبَى عَلَيْنَا قَوْمُنَا ذَاكَ.(1/222)
15 – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بن إسماعيل، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ قَالَ كَانَ الْحَسَنُ والْحُسَيْنُ يَتَخَتَّمَانِ فِي يَسَارِهِمَا (1) [37]).
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
رجال السند:
1- قُتَيْبَة بن سعيد: تقدم ،وهو ثقة، ثبت.
2- حاتم بن إسماعيل: تقدم ،وهو صدوق صحيح الكتاب.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث موقوف صحيح الإسناد.
16 – حَدَّثَنَا أبو الْخَطَّابِ زِيَادُ بن يَحْيَى الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن مَيْمُونٍ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ، حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابه لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ ،وأَنَّ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبه (2) [38]).
قَالَ أبو عِيسَى: وفِي الباب، عن عُبَادَةَ ،وجَابِر ،وعَبْدِ اللَّهِ بن عَمْرُو ،وهَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بن مَيْمُونٍ ،وعَبْدُ اللَّهِ بن مَيْمُونٍ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
رجال السند :
__________
(1) - أخرجه الترمذي فِي كتاب اللباس – باب ما جاء فِي لبس الخاتم فِي إِلَيَّمين ، ج3،ص141 ، انفرد بِهِ الترمذي .
(2) - أخرجه الترمذي فِي كتاب – باب ما جاء فِي الإيمان بالقدر خيره ،وشره، ج3ص306 ، انفرد بِهِ الترمذي .(1/223)
1- أبو الخطاب زياد بن يَحْيَى الْبَصْرِيّ : زياد بن يَحْيَى بن زياد بن حَسَّانَ الحساني ، أبو الخطاب النكري ، ثقة، من العاشرة ،روى، عن بشر بن المفضل ،وأبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ ،وعبد الْوَهَّابِ الثَّقَفِيَّ ،وعبد الله بن ميمون القداح ،وابن عُيَيْنَة ،وغيرهم . وعنه: الجماعة ،وأبو حاتم ،وابن خزيمة قَالَ أبو حاتم ،والنسائي ثقة، وذكره ابن حبان فِي الثقات ،وقَالَ مات سنة أربع وخمسين ومائتين (1) [39]).
2- عبد الله بن ميمون : عبد الله بن ميمون بن دَاوُد القداح المخزومي مولاهم ، المكي ، متروك من الثامنة ،روى، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ،وإِسْمَاعِيل بن أمية ،ويَحْيَى بن سعيد الأنصاري ،وعُثْمَان بن الأسود ،وغيرهم . وعنه: أبو الخطاب زياد بن يَحْيَى ،ومُؤَمَّل بن إهاب ،ويعقوب بن حميد بن كاسب ،وغيرهم قَالَ البخاري ذاهب الحديث ،وقَالَ أبو زرعة : واهي الحديث . وقَالَ الترمذي: منكر الحديث . وقَالَ ابن عدي : عامة ما يرويه لَا يتابع عليه، لَهُ عنده حديث جَابِر فِي الإيمان بالقدر ،وله فِي الشمائل التختم فِي اليمين . وقَالَ النسائي: ضعيف ،وقَالَ أبو حاتم: منكر الحديث . وقَالَ أبو حاتم: يروي عن الأثبات الملزقات لَا يجوز الاحتجاج بِهِ إِذَا انفرد. وقَالَ الحاكم: روى عن:عبيد الله بن عمر أحاديث موضوعة ،وقَالَ أبو نعيم الأصبِهِاني: روى المناكير (2) [40]).
الحكم عَلَى سند الحديث :
إسناده حسن ، وقد صححه الألباني في السلسلة الصحيحة ، وقد خرج له مجموعة من الشواهد التي ترتفع بهذا الحديث إلى الصحة، ورد عَلَى قول الترمذي بقوله : لكن الحديث صحيح ، فإنه جاء مفرقا فِي أحاديث :
__________
(1) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج8،ص349- تهذيب التهذيب ج3،ص335- تقريب التهذيب ج1،ص322.
(2) - انظر ترجمته : تقريب التهذيب ج1،ص538- ضعفاء العقيلي ج2،ص301- الضعفاء ،والمتروكين للنسائي ص 70.(1/224)
- الأول : عن عَمْرُو ابن شعيب، عن أبيه، عن جده مرفوعاً إِلَى قوله : " خيره ،و شره " . أخرجه الآجري فِي " الشريعة " ( ص 188 ) ،و ، أبو الحسن القزويني فِي " مجلس من الأمالي " ( 198 / 1 ) ،واللالكائي فِي " السنة " ( 1 / 141 / 2 ) ،و ، أبو سعد الجنزروذي فِي " العاشر " من" أحاديث هشام بن عَمَّار " ( 5 / 2 ) من طرق عنه . قلت : و هَذَا إسناد حسن .
- الثاني : عن عكرمة بن عَمَّار ، عن شداد، عن ابن عمر مرفوعا بِهِ نحوه . أخرجه اللالكائي .
- الثالث : عن إِسْمَاعِيل بن أبي الحكم الثَّقَفِيَّ قَالَ : حَدَّثَنِي بن أبي حازم، عن أبيه، عن سَهْل بن سعد الساعدي مرفوعا بِهِ . أخرجه اللالكائي أيضا ، و الطبراني فِي " الكبير " ( 6 / 212 / 5900 ) . و قَالَ الهيثمي ( 7 / 206 ) : " ،و إِسْمَاعِيل بن أبي الحكم الثَّقَفِيَّ لم أعرفه ، و بقية رجاله ثقات " . و تعقبه الشيخ حمدي السلفي بأنه - أعني الهيثمي - قَدْ قَالَ فِي الثَّقَفِيَّ هَذَا فِي حديث آخر ( 4 / 80 ) : " ،وثقه ، أبو حاتم ، و لم يتكلم فيه أحد " . و أقول : لم يوثقه ، أبو حاتم ، فقد قَالَ ابنه فِي " الجرح " ( 1 / 1 / 165 ) : " . روى عنه: أبو زرعة ، سئل أبي عنه ؟ فَقَالَ : شيخ " . و هذه اللفظة : " شيخ " ، لَا تعني أنه ثقة، و إنما يستشهد بِهِ كَمَا نص ابنه فِي كتابه ( 1 / 37 ) . نعم ، رواية أبي زرعة عنه توثيق لَهُ كَمَا هو معلوم . فالإسناد حسن إن شاء الله تعالى .
- الرابع : من طريقين، عن أنس بن مَالِك مرفوعا بِهِ . أخرجه بن عساكر فِي " التاريخ "( 2 / 60 / 2 ،و 11 / 38 / 1 ) .(1/225)
- الخامس : عن الوليد بن عبادة، عن أبيه عبادة بن الصامت فِي حديث : " ،و لن تؤمن بالله حَتَّى تؤمن بالقدر خيره ،و شره ، و تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك ،و ما أخطأك لم يكن ليصيبك ، سمعت رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يقول : القدر عَلَى هَذَا من مات عَلَى غير هَذَا دخل النار " . أخرجه الآجري ،وكذا أحمد ،و ابن أبي عاصم ،و هو حديث صحيح كَمَا حققته فِي " تخريج السنة لابن أبي عاصم " ( رقم 111 ) .
- السادس ،و السابع ،و الثامن ،و التاسع : عن أبي بن كعب ،و عبد الله بن مسعود ،وحُذَيْفَة بن اليمان ،و زيد بن ثابت مرفوعا فِي حديث لهم فِي القدر : " ،و لو أنفقت مثل أحد ذهبا فِي سبيل الله ما قبله الله منك حَتَّى تؤمن بالقدر ، و تعلم أن ما أصابك . " الحديث ، و فيه : " ،و لو مت عَلَى غير هَذَا لدخلت النار " . و إسناده صحيح ، أخرجه جماعة من أصحاب السنن ،و المسانيد ،و غيرهم ، و هو مخَرَجَ فِي " المشكاة " (115 ) ، و " تخريج السنة " ( 245 ) . العاشر : عن أنس مرفوعا : " لَا يجد عبد حلاوة الإيمان حَتَّى يعلم أن ما أصابه . " الحديث . أخرجه بن أبي عاصم ( 247 ) بإسناد حسن عنه . (1) [41])
17 – حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أبو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ، عن مُحَمَّد بن ثَابِتٍ الْبنانِيّ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- شَفَاعَتِي لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي .
قَالَ مُحَمَّد بن عَلِيّ : فَقَالَ لِي جَابِر : يَا مُحَمَّد مَنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِ الْكَبَائِرِ فَمَا لَهُ ولِلشَّفَاعَةِ (2)
__________
(1) - مُحَمَّد ناصر الدين الألباني ، السلسلة الصحيحة، الرياض: مكتبة المعارف . ج5،ص566.
(2) - أخرجه الترمذي فِي كتاب صفة القيامة ،والرقائق ،والورع ، باب ما جاء فِي الشفاعة ج4،ص43.
وأخرجه ، أبو داود فِي سننه كتاب السنة –باب فِي الشفاعة- من حديث سُلَيْمَان بن حرب، حَدَّثَنَا بسطام بن حريث، عن أشعث الحداني، عن أنس بن مَالِك، عن النَّبِيّ المجلد الأول ص787 .
وأخرجه ابن ماجه فِي سننه – كتاب الزهد – باب ذكر الشفاعة ج2،ص1441.
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده من حديث سُلَيْمَان بن حرب، حَدَّثَنَا بسطام بن حريث، عن أشعث الحراني، عن أنس بن مَالِك ج3،ص213.(1/226)
[42]).
قَالَ أبو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ يُسْتَغْرَبُ مِنْ حَدِيثِ جَعْفَر بن مُحَمَّد .
رجال السند :
1- مُحَمَّد بن بشار: تقدم ،وهو ثقة.
2- أبو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ : سُلَيْمَان بن دَاوُد بن الجارود، أبو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ الْبَصْرِيّ الحافظ ، ثقة، حافظ من التاسعة ،روى، عن أيمن ابن نابل ،وأَبَان بن يزيد العطار ،وإِبْرَاهِيم بن سعد ،وجرير بن حازم ،وحبيب بن يزيد أيمن ابن نابل ،وأَبَان بن يزيد العطار ،وإِبْرَاهِيم بن سعد ،وجرير بن حازم ،وحبيب بن يزيد ،وبندار ،وغيرهم ،وروى عنه: جرير بن عبد الحميد الرازي ،وهو من شيوخه ،وقَالَ العجلي: بصري ثقة، وكان كثير الحفظ .وقَالَ النسائي: ثقة، من أصدق الناس لهجة .وقَالَ ابن سعد: كَانَ ثقة، كثير الحديث ،وربما غلط توفي بالبصرة سنة 203 .وذكره ابن حبان فِي الثقات ،وقَالَ الخطيب: كَانَ حافظا مكثرا ثقة، ثبتا (1) [43]).
__________
(1) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج8،ص275- تهذيب التهذيب ج4،ص160- تقريب التهذيب ج1،ص382.(1/227)
3- مُحَمَّد بن ثابت الْبنانِيّ : مُحَمَّد بن ثابت بن أسلم الْبنانِيّ الْبَصْرِيّ ، ضعيف من السابعة . روى عن: أبيه ،ومُحَمَّد بن الْمُنْكَدِر ،وعَمْرُو بن دينار ،وجَعْفَر بن مُحَمَّد الصادق ،وجماعة . روى عنه: جَعْفَر بن سُلَيْمَان الضبعي ،وعبد الصمد بن عبد الوارث ،وأبو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ ،وغيرهم . قَالَ معاوية بن صالح، عن ابن معين: لَيْسَ بشيء . وقَالَ أبو حاتم: منكر الحديث يكتب حديثه ،ولا يحتج بِهِ . وقَالَ البخاري : فيه نظر. وقَالَ أبو دَاوُد ،والنسائي: ضعيف . وقَالَ ابن عدي: عامتها -يعني أحاديثه- مما لَا يتابع عليه. وقَالَ أبو زرعة: لين . وقَالَ الدارقطني: ضعيف .وقَالَ الأزدي: ساقط . قَالَ ابن حبان : روى عن أبيه ما لَيْسَ من حديثه لَا يجوز الاحتجاج بِهِ . وقَالَ يعقوب بن سُفْيَان : لَيْسَ بالقوي . وقَالَ الحاكم : هو عزيز الحديث ،ولم يأت بمتن منكر (1) [44]).
الحكم عَلَى سند الحديث :
__________
(1) - انظر ترجمته : تهذيب التهذيب ج9،ص72- ضعفاء العقيلي ج4،ص35، ميزان الاعتدال ج3،494- تقريب التهذيب ج2،60.(1/228)
إسناده ضعيف ، ولكن الحديث صحيح بمجموع طرقه ، كَمَا هي القاعدة عِنْدَ أهل الحديث فإنَّ الحديث الضعيف يتقوى بكثرة الطرق. وقد جمع له الإمام شمس الدين مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن السخاوي فِي كتابه " المقاصد الحسنة فِي بيان كثير من الأحاديث المشتهرة عَلَى الألسنة" مجموعة من الطرق التي تقويه وترتفع بدرجته فقد "أخرجه الترمذي ،والبيهقي من حديث عبد الرزاق، عن معمر، عن ثابت، عن أنس بِهِ مرفوعا ،وصححه ابن خزيمة ،وابن حبان ،والحاكم ،وقَالَ الترمذي إنه حسن صحيح غريب من هَذَا الوجه ،وقَالَ البيهقي إنه إسناد صحيح ،وأخرجه أيضا هو ،وأحمد ،وأبو دَاوُد ،وابن خزيمة ،والحاكم فِي صحيحيهما من حديث أشعث الحداني، عن أنس ،وهو ،وابن خزيمة من حديث سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بلفظ ( الشفاعة لأهل الكبائر من أمتي ) ،وهو وحده من حديث مَالِك بن دينار، عن أنس بزيادة ،وتلا هذه الآية (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً) (1) [45]) ،ومن حديث يزيد الرقاشي، عن أنس بلفظ قلنا يَا رَسُولَ الله لمن تشفع قَالَ ( لأهل الكبائر من أمتي ،وأهل العظائم ،وأهل الدماء ) ،ومن حديث زياد النميري، عن أنس بلفظ (إِنَّ شفاعتي أو إِنَّ الشفاعة لأهل الكبائر ) ،وفي الباب جماعة منهم جَابِر أخرجه ابن خزيمة ،وابن حبان ،والحاكم فِي صحاحهم ،والبيهقي من حديث زُهَيْر بن مُحَمَّد ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أبيه مُحَمَّد بن عَلِيّ بن الحسين عنه مرفوعا بلفظ الترجمة رواه، عن زُهَيْر عُمَر بن أبي سَلَمَة ،ومُحَمَّد بن ثابت الْبنانِيّ زاد ثانيهما فِي رواية الطَّيَالِسِيّ فَقَالَ جَابِر: من لم يكن من أهل الكبائر فما لَهُ ،وللشفاعة ،وزاد الوليد بن مسلم فِي روايته له، عن زُهَيْر فَقُلْتُ : ما هَذَا يا جَابِر قَالَ نعم يا مُحَمَّد : إنه من
__________
(1) - (النساء:31)(1/229)
زادت حسناته عن سيئاته فذلك الَّذِي يدخل الجنة بغير حساب ،وأما الَّذِي قَدْ اسْتَوَتْ حسناته ،وسيئاته فذلك الَّذِي يحاسب حسابا يسيرا، ثم يدخل الجنة ،وإنما الشفاعة شفاعة رسول الله لمن أوبق نفسه ،وأغلق ظهره . " (1) [46])
18 – حَدَّثَنَا ابن أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- حِينَ قَدِمَ مَكَّةَ طَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا فَقَرَأَ ((واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيم مُصَلًّى ) ) فَصَلَّى خَلْفَ الْمَقَامِ، ثم أَتَى الْحَجَر فَاسْتَلَمَهُ، ثم قَالَ نَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ ،وقَرَأَ ( (إِنَّ الصَّفَا والْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ )
قَالَ أبو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ (2) [47]).
رجال السند:
1- ابن أبي عمر : تقدم ،وهو صدوق.
2- سُفْيَان الثوري: تقدم ،وهو ثبت حجة.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،ورواته ثقات .
__________
(1) - شمس الدين مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن السخاوي ت 902هـ، المقاصد الحسنة فِي بيان كثير من الأحاديث المشتهرة عَلَى الألسنة، بيروت: دار الكتاب العربي، د.ت. ج1، ص 405-407.
(2) - أخرجه الترمذي فِي كتاب تفسير الْقُرْآن – باب من سورة البقرة ج4،ص278. تخريج الحديث الطويل ص67.(1/230)
19 –حَدَّثَنَا نَصْرُ بن عَلِيّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيّ بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَلِيّ أَخْبَرَنِي أَخِي مُوسَى بن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ مُحَمَّد بن عَلِيٍّ، عن أَبِيهِ عَلِيّ بن الْحُسَيْنِ، عن أَبِيهِ، عن جَدِّهِ عَلِيّ بن أَبِي طَالِبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- أَخَذَ بِيَدِ حَسَنٍ ،وحُسَيْنٍ ، فَقَالَ : مَنْ أَحَبني ،وأَحَبَّ هَذَيْنِ ،وأَبَاهُمَا ،وأُمَّهُمَا كَانَ مَعِي فِي دَرَجَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ (1) [48]).
قَالَ أبو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ جَعْفَر بن مُحَمَّد إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
رجال السند :
__________
(1) - أخرجه الترمذي فِي كتاب المناقب - باب مناقب عَلِيّ بن أبي طالب ،ج5،ص305.
و أخرجه الإمام أحمد في مسنده - مسند العشرة المبشرين بالجنة ، ج1،ص77.(1/231)
1- نصر بن عَلِيّ الجهضمي : نصر بن عَلِيّ بن نصر بن عَلِيّ بن أصبِهان الأزدي الجهضمي ، أبو عَمْرُو الْبَصْرِيّ الصغير ، ثقة، ثبت من العاشرة . روى عن: أبيه ،ويزيد بن زريع ،وعبد الأعلى بن عبد الأعلى ،وخلق كثير. روى عنه: الجماعة ،وروى النسائي أيضا، عن زَكَرِيَّا السجزي ،وأحمد بن عَلِيّ المروزي عنه ،وأبو زرعة ،وأبو حاتم ،وآخرون. قَالَ عبد الله بن أحمد سألت أبي عنه فَقَالَ ما بِهِ بأس ،ورضيته ،وقَالَ النسائي ،وابن خراش ثقة، وقَالَ عبيد الله بن مُحَمَّد الفرهياني نصر عندي من نبلاء الناس ،وقَالَ أبو عَلِيّ بن الصواف، عن عبد الله بن أحمد لما حدث نصر بن عَلِيّ بهذا الحديث يعني حديث عَلِيّ بن أبي طالب أَنَّ رَسُولَ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- أخذ بيد حسن ،وحسين فَقَالَ من أحبني وأحب هذين ،وأباهما ،وأمهما كَانَ فِي درجتي يوم القيامة . أَمَرَ المتوكل بضربِهِ ألف سوط فكلمه فيه جَعْفَر بن عبد الواحد ،وجعل يقول لَهُ هَذَا من أهل السنة فلم يزل بِهِ حَتَّى تركه ،وقَالَ الحسين بن إدريس الأنصاري سئل مُحَمَّد بن عَلِيّ النيسابوري، عن نصر بن عَلِيّ فَقَالَ :حجة . وقَالَ أبو بكر بن أبي دَاوُد : كَانَ المستعين بعث إِلَى نصر بن عَلِيّ ليوليه القضاء فَقَالَ لأمير البصرة: أرجع فأستخير الله تعالى فرجع إِلَى بيته فَصَلَّى ركعتين، ثم قَالَ اللهم إِنْ كَانَ لي عندك خير فاقبضني إِلَيَّك. فنام فنبهوه فإِذَا هو ميت .قَالَ البخاري : مات فِي ربيع الآخر سنة خمسين ومائتين (1) [49]).
__________
(1) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج9،ص216- تهذيب التهذيب ج10،ص384- تقريب التهذيب ج2،ص243.(1/232)
2- عَلِيّ بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَلِيّ : عَلِيّ بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَلِيّ بن الحسين بن عَلِيّ بن أبي طالب الهاشمي العلوي، مقبول من كبار العاشرة . روى عن: أبيه أنه كَانَ سمع منه ،وأخيه موسى الكاظم ،وابن عم أبيه حسين بن زيد بن عَلِيّ بن الحسين ،والثَّوْرِيّ ،ومعتب مولاهم ، وأبي سعيد المكي . وعنه: ابنه أحمد ،ومُحَمَّد ،وابن ابنه عبد الله بن الحسن بن عَلِيّ ،وعَلِيّ بن الحسن بن عَلِيّ بن عُمَر بن عَلِيّ بن أبي طالب ،وزيد بن عَلِيّ بن حسين بن زيد بن عَلِيّ بن حسين بن عَلِيّ ،وابنه حسين بن زيد ،وابن بن أخيه إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إسحاق بن جَعْفَر ،وسَلَمَة بن شبيب ،ونصر بن عَلِيّ الجهضمي ،وغيرهم قَالَ الذهبي فِي الميزان : ما هو من شرط كتابي، لأني ما رأيت أحدا لينه، نعم ،ولا من وثقه، ولكن حديثه منكر جدا، ما صححه الترمذي ،ولا حسنه (1) [50]).
__________
(1) - انظر ترجمته : تقريب التهذيب ج1،ص687- ميزان الاعتدال ج3،ص116.(1/233)
3- موسى بن جَعْفَر بن مُحَمَّد : موسى بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَلِيّ بن الحسين بن عَلِيّ بن أبي طالب الهاشمي العلوي ، أبو الحسين الْمَدَنِيّ الكاظم ، صدوق عابد . روى عن: أبيه ،وعبد الله بن دينار ،وعبد الملك بن قُدَامَة الجمحي . وعنه: أخواه عَلِيّ ،ومُحَمَّد ،وأولاده إِبْرَاهِيم ،وحسين ،وإِسْمَاعِيل ،وعَلِيّ الرضي ،وصالح بن يزيد ،ومُحَمَّد بن صدقة العنبري قَالَ أبو حاتم ثقة، صدوق إمام من أئمة المسلمين قَالَ يَحْيَى بن الحسن بن جَعْفَر النسابة كَانَ موسى بن جَعْفَر يدعى العبد الصالح من عبادته ،واجتهاده ،وقَالَ الخطيب يقَالَ إنه ولد بالمدينة فِي سنة ثمان وعشرين ومائة ،وأقدمه المهدي إِلَى بغداد، ثم رده إِلَى المدينة ،وأقام بِهَا إِلَى أيام الرشيد فقدم هَارُون منصرفا من عمرة رَمَضَانَ سنة تسع وسبعين فحمله مَعَهُ إِلَى بغداد ،وحبسه بِهَا إلى أَنْ توفي فِي محبسه ،وقَالَ مُحَمَّد بن صدقة العنبري توفي سنة ثَلَاثَ وثمانين ومائة ،وقَالَ غيره فِي رجب ،ومناقبِهِ كثيرة ، قَالَ الذهبي قَالَ ابن أبى حاتم: صدوق إمام. وقَالَ أبوه ، أبو حاتم الرازي: ثقة، إمام. روى عنه: بنوه: عَلَى الرضا، وإبراهيم، وإسماعيل، وحسين، وأخواه: على، ومُحَمَّد ، وإنما أوردته لأن العقيلى ذكره فِي كتابِهِ، وقَالَ: حديثه غير محفوظ - يعنى فِي الايمان، قَالَ: الحمل فيه عَلَى أبى الصَّلْتِ الهروي. قَالَ الإمام الذهبي فِي سيره : فإِذَا كَانَ الحمل فيه عَلَى أبى الصَّلْتِ فما ذنب موسى تذكره ؟وقد كَانَ موسى من أجواد الحكماء ،ومن العباد الأتقياء (1) [51]).
4- مُحَمَّد بن علي: تقدم ، وهو ثقة.
__________
(1) - انظر ترجمته : تهذيب التهذيب ج10،ص302- تقريب التهذيب ج2،ص221- ميزان الاعتدال ج4،ص200.(1/234)
5- عَلِيّ بن الحسين ت 94هـ : عَلِيّ بن الحسين بن عَلِيّ بن أبي طالب الهاشمي زين العابدين. روى عن: أبيه ،وعمه الحسن ،وأرسل، عن جده عَلِيّ بن أبي طالب ،وروى عن ابن عَبَّاس ،والْمِسْوَر بن مَخْرَمَة ،وأم سَلَمَة ،وابنتها زينب بنت أبي سَلَمَة ،وغيرهم . روى عنه: أولاده مُحَمَّد ،وزيد ،وعبد الله ،وعمر ،وغيرهم قَالَ ابن عيينة، عن الزُّهْرِيّ : ما رأيت قرشيا أفضل من عَلِيّ بن الحسين . وقَالَ حماد بن زيد، عن يَحْيَى بن سعيد سمعت عَلِيّ بن الحسين : وكان أفضل هاشمي أدركته . قَالَ ابن سعد فِي الطبقة الثانية من تابعي أهل المدينة : أمه أم ولد ،وكان ثقة، مأمونا كثير الحديث عالياً رفيعا ،ورعا .قَالَ ابن حُجْر فِي التقريب: ثقة، ثبت عابد فقيه فاضل مشهور من الثالثة مات سنة ثَلَاثَ وتسعين ،وقيل غير ذَلِكَ (1) [52]).
6- الحسين بن عَلِيّ : الحسين الشهيد - رَضِيَ اللهُ عَنْه- الإمام الشريف الكامل، سبط رسول الله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - وريحانته من الدنيا، ومحبوبه. أبو عبد الله الحسين ابن أمير المؤمنين أبي الحسن عَلِيّ بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي القرشي الهاشمي. حدث عن جده، وأبويه، وصهره عمر، وطائفة. حدث عنه: ولده عَلِيّ ،وفاطمة، وعبيد بن حنين، وهمام الفرزدق، وعكرمة، والشعبي، وطَلْحَة العقيلي، وابن أخيه زيد بن الحسن، وحفيده مُحَمَّد بن عَلِيّ الباقر، ولم يدركه، وبنته سكينة، وآخرون (2) [53]).
الحكم عَلَى سند الحديث :
__________
(1) - انظر ترجمته :ثقات ابن حبان ج8،ص456- تهذيب التهذيب ج7،ص286- سير أعلام النبلاء ج4،ص386 - تهذيب الكمال ج20،ص382.
(2) - انظر : سير أعلام النبلاء ج3، ص280.(1/235)
... ضعفه الألباني (1) [54]) ، وقَالَ فيه الإمام الذهبي فِي سير أعلام النبلاء " هَذَا حديث منكر جدا. وما فِي رواة الخبر إِلَّا ثقة، ما خلا عَلِيّ بن جَعْفَر، فلعله لم يضبط لفظ الحديث - وما كَانَ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- من حبِهِ بثَّ فضيلة الحسنين ليجعل كل من أحبِهِما فِي درجته فِي الجنة، فلعله قَالَ: فهو معي فِي الجنة. وقد تواتر قوله -رَضِيَ اللهُ عَنْه- : " المرء مَعَ من أحب " ،ونصر بن علي، فمن أئمة السنة الأثبات." (2) [55]).
ويرى الباحث أنَّ إنكار الإمام الذهبي لمتن هَذَا الحديث مرجعه إِلَى أنه – رحمه الله- استكثر أن يبلغ مسلم درجة التساوي مَعَ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- بمجرد حبِهِ لآل بيته كَمَا يبدو من عبارته السابقة، مع أن التساوي فِي الدرجة نسبي ، فهو فِي تقدير الباحث تساوٍ فِي النوع ،وليس فِي الكم، وهو ثابت لمسلمين آخرين بنص الْقُرْآن الكريم فِي قوله سبحانه ،وتعالى (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ ،والرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ ،والصِّدِّيقِينَ ،والشُّهَدَاءِ ،والصَّالِحِينَ ،وحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً) (النساء:69) .
__________
(1) - مُحَمَّد ناصر الدين الألباني ، ضعيف سنن الترمذي، الرياض :مكتب التربية العربي لدول الخليج، المكتب الإسلامي ، ط1، 1411هـ-1991م ، ص504
(2) - سير أعلام النبلاء ج12،ص135. فِي ترجمة نصر بن علي(1/236)
وفي الحديث الشريف، عن سَهْل بْنَ سَعْدٍ، عن النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- قَالَ أَنَا وكَافِلُ اليَتِيْم فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا ،وقَالَ بِإِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ والْوُسْطَى (1) [56]) فالمعية فِي الآية الكريمة الثابتة من الظرف "مع" الذين أنعم الله عليهم ، توحي بتساوٍ فِي النوع "الإكرام" ،وليس فِي المرتبة التي يفهم تفاوتها من العطف بالواو بين فئات المكرمين المختلفة ،وهم النبيون ،والصديقون ،والشهداء ،والصالحون ، إذ يتعين عقلاً ألا يكون هؤلاء جميعاً عَلَى درجة واحدة من الإكرام ،وإن كانوا فِي المرتبة نفسها من الاصطفاء .
وعلى هَذَا الفهم يمكن أن يرتفع الحديث إِلَى مرتبة الحديث الحسن ،وبخاصة أن سنده مضيء ،ولا يوجد بِهِ ضعيف أو متروك.
أما عَلِيّ بن جَعْفَر بن مُحَمَّد فلم يضعفه أحد أو يوثقه ، وقد ذكره عمر رضا كحالة فِي معجم المؤلفين ،وقَالَ عنه: فقيه ،وذكر أنَّ لَهُ كتاباً فِي المناسك ،ومسائل لأخيه موسى بن جَعْفَر (2) [57]) ،وقَالَ ابن حجر : مقبول (3) [58])وروت لَهُ كتب الشيعة مئات الروايات ،ووثقوه ،وقَالَوا مات أبوه ،وهو طفل ،وقد سمع من أخيه موسى بن جَعْفَر ،وكان من الفضل ،والورع عَلَى ما لَا يختلف عليه اثنان (4) [59]) .
__________
(1) - رواه البخاري فِي صحيحه ،والترمذي ،وأبو داود فِي سننهما.
(2) - عمر ضا كحالة – معجم المؤلفين – بيروت : دار إحياء النراث العربية ، ج7،ص53.
(3) - تقريب التهذيب ج1،ص687
(4) - السيد ، أبو القاسم الموسوي الخوئي، معجم رجال الحديث ، العراق : مركز نشر الثقافة الإسلامية ط5، 1992م، ج12،ص 314-318.(1/237)
20 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بن عَبْدِ الرَّحْمَن الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بن الْحَسَنِ هُوَ الْأَنْمَاطِيُّ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فِي حَجَّتِهِ يَوْمَ عَرَفَةَ ،وهُوَ عَلَى نَاقَتُهُ الْقَصْوَاءِ يَخْطُبُ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنَّ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا كِتَابَ اللَّهِ ،وعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي (1) [60])
قَالَ : وفِي الباب عن أَبِي ذَرٍّ ،وأَبِي سَعِيدٍ ،وزَيْدِ بن أَرْقَم ، وحُذَيْفَة بن أَسِيدٍ . قَالَ : وهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ قَالَ وزَيْدُ بن الْحَسَنِ قَدْ روى عنه: سَعِيدُ بن سُلَيْمَان ،وغَيْرُ واحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ.
رجال السند :
1- نصر بن عبد الرَّحْمَن الْكُوفِيّ : نصر بن عبد الرَّحْمَن ابن بكار الناجي ،ويقَالَ الأزدي ، أبو سُلَيْمَان ،ويقَالَ: أبو سعيد الْكُوفِيّ الوشاء ، ثقة، من العاشرة . روى عن: عبد الله بن إدريس ،وزيد بن الحسن الْأَنْمَاطِيّ ،وأحمد بن بشير الْكُوفِيّ ،وغيرهم . روى عنه: الترمذي ،وابن ماجه ،وأبو حاتم ،وأبو قريش مُحَمَّد بن جمعة ،وآخرون. قَالَ ابن أبي حاتم : سألت أبي عنه فَقَالَ : شيخ كوفي رأيته يحفظ ما رأينا إِلَّا جمالا ،وحسن خلق .وقَالَ النسائي: ثقة. وذكره ابن حبان فِي الثقات . قَالَ مُحَمَّد بن عبد الله الحضرمي: مات فِي شوال سنة ثمان وأربعين ومائتين (2) [61]).
__________
(1) - أخرجه الترمذي فِي كتاب المناقب – باب مناقب أهل البيت ،ج5ص328.
(2) -انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج9، ص216- تهذيب التهذيب ج10، ص382- تقريب التهذيب ج2،ص243.(1/238)
2- زيد بن الحسن الْأَنْمَاطِيّ : زيد بن الحسن القرشي ، أبو الحسين الْكُوفِيّ صاحب الأنماط، ضعيف من الثامنة . روى عن: جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَلِيّ بن الحسين ،ومعروف بن خربوذ ،وعَلِيّ بن المبارك الهنائي . وعنه: إسحاق بن راهويه ،وسعيد بن سُلَيْمَان الواسطي ،وعَلِيّ بن المديني ،ونصر بن عبد الرَّحْمَن الوشاء ،ونصر بن مزاحم قَالَ أبو حاتم كوفي قدم بغداد منكر الحديث ،وذكره ابن حبان فِي الثقات روى لَهُ الترمذي حديثا ،واحدا فِي الحج (1) [62]).
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وقد صححه الألباني ،وقَالَ فِي السلسلة الصحيحة :
__________
(1) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج6، ص313- تهذيب التهذيب ج3، ص350- ميزان الاعتدال ج2، ص102.(1/239)
" أخرجه الترمذي ( 2 / 308 ) ،و الطبراني ( 2680 )، عن زيد بن الحسن الأنماطي، عن جَعْفَر، عن أبيه، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ : " رأيت رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فِي حجته يوم عرفة ، و هو عَلَى نَاقَتُهُ القصواء يخطب ، فسمعته يقول : " فذكره ، و قَالَ : " حديث حسن غريب من هَذَا الوجه ، و زيد بن الحسن قَدْ . روى عنه: سعيد بن سُلَيْمَان ،و غير واحد من أهل العلم " .: قَالَ أبو حاتم ، منكر الحديث ، و ذكره ابن حبان فِي " الثقات " . و قَالَ الحافظ : " ضعيف " .قلت : لكن الحديث صحيح ، فإن لَهُ شاهدا من حديث زيد بن أَرْقَم قَالَ : " قام رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يوما فينا خطيبا بماء يدعى ( خما ) بين مكة ،و المدينة ، فحمد الله ، و أثنى عليه ، و ،وعظ ،و ذكر ، ثم قَالَ : أَمَّا بَعْدُ ، ألا أَيُّهَا الناس ، فإنما أنا بشر ، يوشك أنْ يأتي رسول ربي فأجيب ، و أنا تارك فيكم ثقلين ، أولهما كتاب الله ، فيه الهدى ،و النور ( من استمسك بِهِ ،و أخذ بِهِ كَانَ عَلَى الهدى ، و من أخطأه ضل ) ، فخذوا بكتاب الله ، و استمسكوا بِهِ - فحث عَلَى كتاب الله ،و رغب فيه ، ثم قَالَ : - و أهل بيتي ، أذكركم الله فِي أهل بيتي ، أذكركم الله فِي أهل بيتي ، أذكركم الله فِي أهل بيتي " .(1/240)
أخرجه مسلم ( 7 / 122 - 123 ) ،و الطحاوي فِي " مشكل الآثار " ( 4 / 368 ) ،و أحمد ( 4 / 366 - 367 ) ،و ابن أبي عاصم فِي " السنة " ( 1550 ،و 1551 ) ،و الطبراني ( 5026 ) من طريق يزيد بن حيان التميمي عنه .، ثم أخَرَجَ أحمد ( 4 / 371 ) ،و الطبراني ( 5040 ) ،و الطحاوي من طريق عَلِيّ بن ربيعة قَالَ : " لقيت زيد بن أَرْقَم ،و هو داخل عَلَى المختار أو خارج من عنده ، فَقُلْتُ لَهُ : أسمعت رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يقول : إني تارك فيكم الثقلين ( كتاب الله ،و عترتي ) ؟ قَالَ : نعم " . و إسناده صحيح ، رجاله رجال الصحيح .
و لَهُ طرق أخرى عِنْدَ الطبراني ( 4969 - 4971 ،و 4980 - 4982 ،و 5040 ) ،و بعضها عِنْدَ الحاكم ( 3 / 109 ،و 148 ،و 533 ) . و صحح هو و الذهبي بعضها .
و شاهد آخر من حديث عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري مرفوعا : " ( إنى أوشك أَنْ أدعى فأجيب ، و إني تركت فيكم ما إِنَّ أخذتم بِهِ لن تضلوا بعدي ، الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماءإِلَى الأرض ، و عترتي أهل بيتي ، ألا و إنهما لن يتفرقا حَتَّى يردا عَلِيّ الحوض " .
أخرجه أحمد ( 3 / 14 ،و 17 ،و 26 ،و 59 ) ،و ابن أبي عاصم ( 1553 ،و 1555 ) ،و الطبراني ( 2678 - 2679 ) ،و الديلمي ( 2 / 1 / 45 ) . و هو إسناد حسن فِي الشواهد . و لَهُ شواهد أخرى من حديث أبي هُرَيْرَةَ عِنْدَ الدارقطني( ص 529 ) ،و الحاكم ( 1 / 93 ) ،و الخطيب فِي " الفقيه ،و المتفقه " ( 56 / 1 ) . و ابن عَبَّاس عِنْدَ الحاكم ،و صححه ، و ،وافقه الذهبي . و عَمْرُو ابن عوف عِنْدَ بن عبد البر فِي " جامع بيان العلم " ( 2 / 24 ، 110 ) ،(1/241)
و هي – أي الشواهد - وإِنَّ كَانَتْ مفرداتها لَا تخلو من ضعف ، فبعضها يقوي بعضا ، و خيرها حديث ابن عَبَّاس . ثم وجدت لَهُ شاهدا قويا من حديث عَلِيّ مرفوعا بِهِ . أخرجه الطحاوي فِي " مشكل الآثار ( 2 / 307 ) من طريق أبي عامر العقدي : حَدَّثَنَا يزيد بن كثير، عن مُحَمَّد بن عُمَر بن علي، عن أبيه، عن عَلِيّ مرفوعا بلفظ : " . كتاب الله بأيديكم ، و أهل بيتي " . و رجاله ثقات غير يزيد بن كثير فلم أعرفه ، و غالب الظن أنه محرف عَلَى الطابع أو الناسخ . و الله أعلم . ثم خطر فِي البال أنه لعله انقلب عَلَى أحدهم ، وإِنَّ الصواب كثير بن زيد ، ثم تأكدت من ذَلِكَ بعد أنْ رجعت إِلَى كتب الرجال ، فوجدتهم ذكروه فِي شيوخ عامر العقدي ، و فِي الرواة، عن مُحَمَّد بن عُمَر بن عَلِيّ ، فالحمد لله عَلَى توفيقه . ثم ازددت تأكدا حِينَ رأيته عَلَى الصواب عِنْدَ بن أبي عاصم ( 1558 ) . و شاهد آخر يرويه شريك، عن الركين بن الربيع، عن القاسم بن حسان، عن زيد بن ثابت مرفوعا بِهِ .أخرجه أحمد ( 5 / 181 - 189 ) ،و ابن أبي عاصم ( 1548 - 1549 ) ،و الطبراني فِي " الكبير " ( 4921 - 4923 ) . و هَذَا إسناد حسن فِي الشواهد ،و المتابعات ، و قَالَ الهيثمي فِي " المجمع " ( 1 / 170 ) : " رواه الطبراني فِي " الكبير " ،و رجاله ثقات " ! ،و قَالَ فِي موضع آخر ( 9 / 163 ) : " رواه أحمد ، و إسناده جيد " ! " (1) [63])
وبعدإِنَّ استعرض الشيخ الألباني طرق ،ومتابعات ،وشواهد هَذَا الحديث أثبت بِمَا لَا يدع مجالاً للشك صحته.
المبحث السادس:
مروياته فِي سنن ابن ماجه
أولاً : ابن ماجه (2) [1]) ،وسننه
__________
(1) - السلسلة الصحيحة ، مرجع سابق ، ج4،ص355.
(2) - انظر ترجمته: تهذيب الكمال ج27،ص40- سير أعلام النبلاء ج 13،ص 277-وتذكرة الحفاظ ج 2 ،ص 636.(1/242)
هو: مُحَمَّد بن يزيد الربعي، مولاهم، أبو عبد الله ابن ماجه القزويني الحافظ، صاحب كتاب " السنن " سمع بخراسان، والعراق، والحجاز، ومصر، والشام، وغيرهما من البلاد
ذكره الحافظ ، أبو يعلى الخليل بن عبد الله الخليلي القزويني فِي رجال قزوين، وقَالَ فيه: ثقة، كبير، متفق عليه، محتج بِهِ، لَهُ معرفة بالحديث ،وحفظ، وله مصنفات فِي السنن، والتفسير، والتأريخ.
وقَالَ فِي موضع آخر: أبو عبد الله مُحَمَّد بن يزيد يعرف بماجه مَوْلَى ربيعة لَهُ سنن ،وتفسير، وتأريخ، وكان عارفا بهذا الشأن، ارتحل إِلَى العراقين البصرة ،والكوفة، وبغداد، ومكة، والشام، ومصر، والري لكتب الحديث، مات سنة ثَلَاثَ وسبعين ومئتين.
وقَالَ الحافظ ، أبو الفضل مُحَمَّد بن طاهر المقدسي: رأيت لَهُ بقزوين تأريخا عَلَى الرجال ،والأمصار، من عهد الصحابة إِلَى عصره، وفي آخره بخط جَعْفَر بن إدريس صاحبِهِ: مات ، أبو عبد الله مُحَمَّد بن يزيد المعروف بماجة يوم الاثنين، ودفن يوم الثَلَاثَاء لثمان بقين من شهر رَمَضَانَ من سنة ثَلَاثَ وسبعين ومئتين، وسمعته يقول: ولدت فِي سنة تسع ومئتين ،ومات ،وله أربع وستون سنة، وصلى عليه أخوه ، أبو بكر ،وتولى دفنه ، أبو بكر، وأبو عبد الله إخوته ،وابنه عبدالله . ورغم ذكر الحافظ المزي لهذه الرواية التي تؤكد أنَّ لابن ماجه مصنفات فِي السنن ،والتفسير ،والتاريخ، إِلَّا أنه لم يصلنا غير كتاب السنن المشهور ،والمعدود من الأصول .
كتاب السنن: عدد كتب ( سنن ) ابن ماجه اثنان وثَلَاثَون كتاباً ، وقد قَالَ أبو الحسن الْقَطَّان : فِي (السنن) ألف وخمس مئة باب، وجملة ما فيه أربعة آلاف حديث.
وفاته: مات فِي يوم الاثنين لتسع بقين من رَمَضَانَ سنة ثَلَاثَ وسبعين ومئتين. وقيل سنة خمس وسبعين ومئتين.
ثانياً : المرويات:(1/243)
1 – حَدَّثَنَا سُوَيْد بن سَعِيدٍ ،وأحمد بن ثَابِتٍ الْجَحْدَرِيّ قَالَا، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيَّ ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ ،وعَلَا صَوْتُهُ ،واشْتَدَّ غَضَبِهِ كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ صَبَّحَكُمْ مَسَّاكُمْ ،ويَقُولُ بُعِثْتُ أَنَا ،والسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ ،ويَقْرُنُ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ ،والْوُسْطَى ،ويَقُولُ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ خَيْرَ الْأُمُورِ كِتَابُ اللَّهِ ،وخَيْرُ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّد ،وشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ،وكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ،وكَانَ يَقُولُ: مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ ،ومَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَعَلِيّ وإِلَيَّ (1)
__________
(1) - أخرجه ابن ماجه فِي سننه فِي المقدمة – باب اجتناب البدع ،والجدل ، ج1،ص17، وأخرجه أيضاً فِي كتاب الأحكام – باب من ترك ديناً أو ضياعاً فعلى الله ،وعلى رسوله ، من حديث عَلِيّ بن مُحَمَّد ، حَدَّثَنَا ،وكيع، حَدَّثَنَا سفيان، عن جَعْفَر ج2،ص807.
و أخرجه الإمام مسلم فِي كتاب الجمعة – باب تخفيف الصلاة ،والخطبة ج3، ص11.
وأخرجه النسائي – كتاب صلاة العيدين – باب كيف الخطبة ج3،ص188 ، و فِي سننه كتاب الجنائز – الصلاة عَلَى من عليه دين من حديث نوح بن حبيب القومسي، حَدَّثَنَا عبد الرزاق أنبأنا معمر، عن الزُّهْرِيّ ، عن أبي سلمة، عن جَابِر ج4،ص65 .
وأخرجه ، أبو داود فِي سننه كتاب الخراج ،والإمارة ،والفيء – باب فِي أرزاق الذرية ، و من طريق أحمد بن حنبل، حَدَّثَنَا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزُّهْرِيّ ، عن أبي سلمة، عن جَابِر ج2ص27.
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3،ص310. ومن حديث بن الوليد، حَدَّثَنَا سفيان، عن جَعْفَر ج3،ص338 . ومن حديث يَحْيَى ، عن جَعْفَر ج3،ص319 . ومن حديث ،وكيع، عن سفيان، عن جَعْفَر ج3،ص371.
وأخرجه الدارمي فِي سننه ، كتاب المقدمة ، باب فِي كراهية أخذ الرأي من حديث مُحَمَّد بن أحمد بن أبي خلف حَدَّثَنَا يَحْيَى بن سليم حَدَّثَنِي جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أبيه ، ج1،ص69 .(1/244)
[2]).
رجال السند :
1- سُوَيْد بن سعيد : سُوَيْد بن سعيد بن سَهْل بن شهريار الْهَرَوِيّ ، أبو مُحَمَّد الحدثاني ، صدوق فِي نفسه من قدماء العاشرة . روى عن: مَالِك ،وحَفْص بن ميسرة ،والدَّارَوَرْدِيّ ،ومعتمر بن سُلَيْمَان ،وابن عُيَيْنَة ،وعبد الْوَهَّابِ الثَّقَفِيَّ ،والوليد بن مسلم ،وجماعة . وعنه: مسلم ،وابن ماجه ،وغيرهم. قَالَ عبد الله بن أحمد : عرضت عَلَى أبي أحاديث سويد، عن ضمام بن إِسْمَاعِيل فَقَالَ لي :أكتبها كلها فإنه صالح ، أو قَالَ ثقة. وقَالَ البغوي : كَانَ من الحفاظ ،وكان أحمد ينتقي عليه لولديه فيسمعان منه .وقَالَ أبو داود، عن أحمد أرجو أن يكون صدوقا لَا بأس بِهِ .وقَالَ أبو حاتم: كَانَ صدوقا ،وكان يدلس ،ويكثر . وقَالَ البخاري: كَانَ قَدْ عمي فيلقن ما لَيْسَ من حديثه . وقَالَ يعقوب بن شيبة : صدوق مضطرب الحفظ ،ولاسيما بعدما عمي . وقَالَ صالح بن مُحَمَّد : صدوق إِلَّا أنه كَانَ عمي فكان يلقن أحاديث لَيْسَ من حديثه. وقَالَ البرذعي : رأيت أبا زرعة يسيء القول فيه فَقُلْتُ لَهُ : فإيش حاله ؟ قَالَ : أما كتبِهِ فصحاح ،وكنت أتتبع أصوله فاكتب منها ، فأما إِذَا حدث من حفظه فلا . وقَالَ النسائي: لَيْسَ بثقة ،ولا مأمون ، أخبرني سُلَيْمَان بن الأشعث قَالَ: سمعت يَحْيَى ابن معين يقول: سُوَيْد بن سعيد حلال الدم .وقَالَ مُحَمَّد بن يَحْيَى الحراز: سألت ابن معين عنه فَقَالَ: ما حدثك فاكتب عنه ،وما حدث بِهِ تلقينا فلا . وقَالَ عبد الله بن عَلِيّ بن المديني : سئل أبي عنه فحرك رأسه ،وقَالَ: لَيْسَ بشيء. قَالَ البخاري: مات سنة أربعين ومائتين . وقَالَ العجلي : ثقة، من أروى الناس، عن عَلِيّ بن مسهر . وقَالَ ابن حبان: كَانَ أتى عن الثقات بالمعضلات. وقَالَ سَلَمَة فِي تاريخه: سُوَيْد ثقة، ثقة روى عنه أبو دَاوُد .(1/245)
وقَالَ إِبْرَاهِيم بن أبي طالب : قيل لمسلم كيف استجزت الرواية عن سُوَيْد فِي الصحيح ؟ فَقَالَ : ومن أين كنت أَتَى بنسخة حَفْص بن ميسرة (1) [3]).
2- أحمد بن ثابت الْجَحْدَرِيّ : أحمد بن ثابت الجحدري، أبو بكر الْبَصْرِيّ ، صدوق من العاشرة . روى عن: سُفْيَان بن عُيَيْنَة ،وعبد الْوَهَّابِ الثَّقَفِيَّ ،وغيرهم . روى عنه: ابن ماجه ،والبخاري فِي التاريخ ،وغيرهم قَالَ ابن حبان فِي الثقات كَانَ مستقيم الأمر فِي الحديث (2) [4]).
3- عبد الْوَهَّابِ بن عبد المجيد الثَّقَفِيَّ : تقدم ،وهو ثقة، من رجال مسلم.
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ،ورواته ثقات ،وقد صححه الألباني فِي كتاب "إرواء الغليل فِي تخريج أحاديث منار السبيل" (3) [5]).
2 - حَدَّثَنَا سَهْل بن أَبِي سَهْل ،ومُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل قَالَا، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بن صَالِحٍ ، أبو الصَّلْتِ الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيّ بن مُوسَى الرِّضَا، عن أَبِيهِ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن عَلِيّ بن الْحُسَيْنِ، عن أَبِيهِ، عن عَلِيّ بن أَبِي طَالِبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- الْإِيمَانُ مَعْرِفَةٌ بِالْقَلْبِ ،وقَوْلٌ بِاللِّسَانِ ،وعَمَلٌ بِالْأَرْكَانِ قَالَ أبو الصَّلْتِ لَوْ قُرِئَ هَذَا الْإِسْنَادُ عَلَى مَجْنُونٍ لَبَرَأَ (4) [6]).
رجال السند :
__________
(1) - انظر ترجمته : تهذيب التهذيب ج4،ص239- سير أعلام النبلاء ج11،ص410- تقريب التهذيب ج1،ص403، ميزان الاعتدال ج2،ص248- الكامل فِي ضعفاء الرجال ج3،ص428- الضعفاء ،والمتروكين ص 56.
(2) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج8،ص42- تهذيب التهذيب ج1،ص18 – تقريب التهذيب ج1، ص31.
(3) [5] - مُحَمَّد ناصر الدين الألباني ، إرواء الغليل فِي تخريج أحاديث منار السبيل ، بيروت : المكتب الإسلامي ط2، 1985، ج3،ص73.
(4) - انفرد بِهِ ابن ماجه .(1/246)
1- سَهْل بن أبي سَهْل : سَهْل بن زنجلة ،وهو سَهْل بن أبي سَهْل الرازي ، أبو عَمْرُو الخياط الأشتر الحافظ ، صدوق من العاشرة . روى عن: إِسْمَاعِيل بن أبي أويس ،وحَفْص بن غِيَاث ،وعبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الداروردي ،ووكيع بن الجراح ،والوليد بن مسلم ،ويَحْيَى بن سعيد الْقَطَّان . روى عنه: ابن ماجه ،وإِبْرَاهِيم بن إسحاق ،وآخرون. قَالَ أبو حاتم صدوق ،وذكره ابن حبان فِي الثقات (1) [7]).
2- مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل : مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن سمره الأحمسي ، أبو جَعْفَر الْكُوفِيّ السراج ، ثقة، من العاشرة . روى عن: أبي معاوية ،وابن عُيَيْنَة ،ووكيع ،ووهب بن إِسْمَاعِيل الأَسَدي ،ومُحَمَّد بن نُفَيْل ،ومُحَمَّد بن الحسن الواسطي ،و آخرين . وعنه: الترمذي ،والنسائي ،وابن ماجه ،وابن خزيمة ،وآخرون. قَالَ ابن أبي حاتم:سئل أبي عنه فَقَالَ : صدوق ،وسمعت منه مَعَ أبي ،وهو صدوق ثقة. وقَالَ النسائي : ثقة، وذكره ابن حبان فِي الثقات ،وقَالَ أبو القاسم: مات سنة ستين ومائتين (2) [8]).
__________
(1) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج8،ص291- سير أعلام النبلاء ج10،ص692- تهذيب التهذيب ج4،ص221- تقريب التهذيب ج1،ص398.
(2) - انظر : ثقات ابن حبان ج9، ص118- تهذيب التهذيب ج9، ص50 .(1/247)
3- عبد السلام بن صالح ، أبو الصَّلْتِ الْهَرَوِيّ : عبد السلام بن صالح بن سُلَيْمَان بن أيوب بن ميسرة القرشي مولاهم ، أبو الصَّلْتِ الْهَرَوِيّ ، صدوق لَهُ مناكير ، سكن نيسابور ،ورحل فِي الحديث إِلَى الأمصار ،وخدم عَلِيّ بن موسى الرضا ،وروى عن: مَالِك بن أنس ،وعبد الله بن المبارك ،وجَعْفَر بن سُلَيْمَان ،وهشيم ،وغيرهم . وعنه: ابنه مُحَمَّد ،ومُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الأحمسي ،وسَهْل بن زنجلة قَالَ أحمد بن سيار ذكر لنا : أنه من موالي عبد الرَّحْمَن بن سمرة ،وقد لقي ،وجالس الناس ،ورحل فِي الحديث ،وكان صاحب قشافة ،وزهد ،ولم أره يفرط فِي التشيع ،وناظر بشر المريسي، ثم المأمون ،وكان الظفر لَهُ ،ورأيته يقدم أبا بكر ،وعمر ،ويترحم عَلَى عَلِيّ ،وعُثْمَان -رَضِيَ اللهُ عَنْهما- ولا يذكر الصحابة إِلَّا بجميل إلا أن ثمة أحاديث يرويها فِي المثالب ،وسألت إسحاق بن إِبْرَاهِيمَ عنها فَقَالَ : أما من رواها عَلَى طريق المعرفة فلا أكره ذَلِكَ ،وأما من يرويها ديانة فلا أرى الرواية عنه .وقَالَ القاسم بن عبد الرَّحْمَن :سألت يَحْيَى بن معين، عن حديث حَدَّثَنَا بِهِ أبو الصلت، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عَبَّاس مرفوعا : أنا مدينة العلم الحديث . فَقَالَ : هو صحيح . وقَالَ الخطيب: أراد أنه صحيح، عن أبي معاوية. وقَالَ الحسن بن عَلِيّ بن مَالِك: سألت ابن معين عن أبي الصَّلْتِ فَقَالَ : ثقة، صدوق إِلَّا أنه يتشيع . وقَالَ ابن الجنيد، عن ابن معين: قَدْ سمع ،وما أعرفه بالكذب . قلت: فحديث الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عَبَّاس قَالَ :ما بلغني إِلَّا عنه ،وما سمعت بِهِ قط .وقَالَ مرة أخرى ،ولم يكن أبو الصَّلْتِ عندنا من أهل الكذب. وقَالَ الدوري سمعت ابن معين يوثق أبا الصَّلْتِ ،وقَالَ فِي حديث أنا مدينة العلم قَدْ حدث بِهِ مُحَمَّد بن جَعْفَر الفيدي، عن أبي معاوية .(1/248)
وقَالَ ابن محرز، عن ابن معين: لَيْسَ ممن يكذب ،فقيل لَهُ فِي حديث أبي معاوية هَذَا فَقَالَ أخبرني ابن نمير قَالَ حدث بِهِ ، أبو معاوية قديما، ثم كف عنه، وكان أبو الصَّلْتِ موسرا يطلب هذه الأحاديث ،ويكرم المشائخ فكانوا يحدثونه بِهَا . وقَالَ صالح بن مُحَمَّد: رأيت ابن معين يحسن القول فيه . وقَالَ زَكَرِيَّا الساجي: يحدث مناكير هو عندهم ضعيف. وقَالَ النسائي : لَيْسَ بثقة . وقَالَ أبو حاتم سألت أبي عنه فَقَالَ : لم يكن بصدوق ،وهو ضعيف ،ولم يحَدَّثَنِي عنه . وضرب أبو زرعة عَلَى حديثه ،وقَالَ لَا أحدث عنه ،ولا أرضاه . وقَالَ ابن عدي: لَهُ أحاديث مناكير فِي فضل أهل البيت ،وهو متهم فيها. قَالَ دعلج أنه سمع أبا سعيد الْهَرَوِيّ ،وقيل لَهُ ما تقول فِي أبي الصَّلْتِ قَالَ نعم بن الهضيم ثقة، قَالَ إنما سألتك، عن عبد السلام فَقَالَ نعم ثقة، ولم يزد عَلَى هَذَا. قَالَ أبو الحسن : وروى حديث الإيمان إقرار بالقول ،وهو متهم بوضعه ، فهو الابتداء فِي هَذَا الحديث . لَهُ فِي ابن ماجه حديث الإيمان المذكور ، وقَالَ ابن حبان: لَا يجوز الاحتجاج بِهِ إِذَا انفرد ،وقَالَ الحاكم ،والنقاش ،وأبو نعيم : روى مناكير ،وقَالَ الحاكم : وثقه إمام أهل الحديث يَحْيَى بن معين . وقَالَ الآجري، عن أبي دَاوُد: كَانَ ضابطا ،ورأيت ابن معين عنده (1) [9]).
__________
(1) - انظر ترجمته: تهذيب التهذيب ج6،ص285- ميزان الاعتدال ج2،ص616- ضعفاء العقيلي ج3،68- الضعفاء لأبي نعيم ص 104.(1/249)
4- عَلِيّ بن موسى الرضا : عَلِيّ بن موسى بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَلِيّ بن الحسين بن عَلِيّ بن أبي طالب الهاشمي ، أبو الحسن الرضى ، صدوق من كبار العاشرة . روى عن: أبيه ،وعبيد الله بن أرطاة بن المنذر . روى عنه: أبو عُثْمَان المازني النحوي ،وعَلِيّ بن عَلِيّ الدعبلى ،وأيوب بن منصور النيسابوري ،وأبو الصَّلْتِ عبد السلام بن صالح الْهَرَوِيّ ،والمأمون بن الرشيد ،وعلى بن مهدي بن صدقة لَهُ عنه نسخة ،وأبو أحمد دَاوُد بن سُلَيْمَان بن يوسف القاري القزويني لَهُ عنه نسخة ،وعامر بن سُلَيْمَان الطَّائِيّ لَهُ عنه نسخة كبيرة ،وأبو جَعْفَر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حبان التمار ،وآخرون. قَالَ أبو الحسن يَحْيَى بن جَعْفَر النسابة العلوي : عقد لَهُ المأمون ولي عهد ،ولبس الناس الخضرة فِي أيامه . وقَالَ المبرد، عن أبي عُثْمَان المازني: سئل عَلِيّ بن موسى الرضى : يكلف الله العباد ما لَا يطيقون، قَالَ: هو أعدل من ذلك. قَالَ : يستطيعون أن يفعلوا ما يريدون؟ قَالَ : هم أعجز من ذلك. قيل أنه مات فِي حدود سنة ثَلَاثَ ومائتين ،وقَالَ الحاكم فِي تاريخ نيسابور : أشخصه المأمون من المدينةإِلَى البصرة، ثم إِلَى الأهواز، ثم إِلَى فارس، ثم إِلَى نيسابور إلى أن أخرجه إِلَى مرو ،وكان ما كَانَ يعني من قصة استخلافه ، قَالَ : وسمع عَلِيّ بن موسى أباه ،وعمومته إِسْمَاعِيل ،وعبد الله ،وإسحاق ،وعَلِيّ بني جَعْفَر ،وعبد الرَّحْمَن ابن أبي الموالي ،وغيرهم من أهل الحجاز ،وكان يفتي فِي مسجد رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- ،وهو ابن نيف ،وعشرين سنة . روى عنه من أئمة الحديث آدَمَ بن أبي إياس ،ونصر بن عَلِيّ الجهضمي ،ومُحَمَّد بن رافع القشيري ،وغيرهم. استشهد عَلِيّ بن موسى بسند أباد طوس فِي شهر رَمَضَانَ من سنة 203 هـ ،وهو ابن 49 سنة وستة أشهر .(1/250)
قَالَ أبو بكر مُحَمَّد بن المُؤَمَّل بن الحسن بن عِيسَى :خرجنا مَعَ إمام أهل الحديث أبي بكر بن خزيمة ،وعديله أبي عَلِيّ الثَّقَفِيَّ مَعَ جماعة من مشائخنا ،وهم إذ ذاك متوافرون إِلَى زيارة قبر عَلِيّ بن موسى الرضى بطوس. قَالَ :فرأيت من تعظيمه -يعني ابن خزيمة- لتلك البقعة ،وتواضعه لها ،وتضرعه عندها ما تحيرنا ،وكان الرضى من أهل العلم ،والفضل مَعَ شرف النسب (1) [10]).
الحكم عَلَى سند الحديث :
حكم عليه الألباني بالوضع فِي السلسلة الضعيفة (2) [11]) ،وذكره ابن الجوزي فِي كتاب الموضوعات ،وقَالَ : " هَذَا حديث موضوع لم يقله رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم. قَالَ الدارقطني: المتهم بوضع هَذَا الحديث أبو الصَّلْتِ الهروي، وابن عبد السلام بن صالح. قَالَ أبو حاتم الرازي: لم يكن عندي بصدوق، وضرب ، أبو زرعة عَلَى حديثه، وقَالَ ابن عدى: متهم، وقَالَ ابن حبان: لَا يجوز الاحتجاج بِهِ. فأما عبدالله بن أحمد بن عامر فإنه. روى عن: أهل البيت نسخة باطلة، وأما عَلَى بن غراب فَقَالَ السعدى: هو ساقط، وقَالَ ابن حبان: حدث بالاشياء الموضوعة فبطل الاحتجاج بِهِ، وأما مُحَمَّد بن سَهْل ،ودَاوُد فمجهولان." (3) [12])
__________
(1) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج8، ص456- سير أعلام النبلاء ج9،ص387- تهذيب التهذيب ج7،ص338- ميزان الاعتدال ج3،ص158- تقريب التهذيب ج1،ص704.
(2) - مُحَمَّد ناصر الدين الألباني، السلسلة الضعيفة ، الرياض: مكتبة المعارف ، ج5،ص295.
(3) - عبدالرَّحْمَن ابن عَلَى بن الجوزي القرشى 510 - 597 ، الموضوعات ، ضبط ،وتقديم ،وتحقيق عبدالرَّحْمَن مُحَمَّد عُثْمَان ، ط، 1966، المكتبة السلفية المدينة المنورة. ج1، ص128.(1/251)
وقد تعقب ابن العرّاق الكناني هَذَا الحديث فِي كتابه تنزيه الشريعة المرفوعة فَقَالَ : بأن أبا الصَّلْتِ ،وثقه ابن معين ،وقَالَ لَيْسَ ممن يكذب ،وقَالَ غيره معدود فى الزهاد ،وقَالَ فى الميزان صالح إِلَّا أنه شيعى ،ولم يكن غالياً .
وقَالَ الحاكم فى المستدرك : أبو الصَّلْتِ ثقة، مأمون. لكن اعترضه الحافظ العراقى فَقَالَ كيف يلتئم هَذَا مَعَ قوله- يعنى الحاكم- فى المدخل أن أبا الصَّلْتِ هذا روى عن حماد بن زيد ،وأبى معاوية ،وعباد بن العوام ،وغيرهم أحاديث مناكير ،والله أعلم ،وقد أخَرَجَ الحديث من طريقه ابن ماجه فى سننه ،والبيهقى فى الشعب ،وعلى بن غراب ،وثقه ابن معين قَالَ أحمد كان يدلس ،وما أراه إِلَّا كَانَ صدوقا ،وروى لَهُ النسائى ،وابن ماجه ،وقَالَ الخطيب: تكلم فيه لأنه كَانَ غالياً فى التشيع ،وأما رواياته فوصفوه بالصدق .
وقَالَ الحافظ ابن حُجْر فى التقريب أفرط ابن حبان فى تضعيفه ،والله أعلم ،ومثل هَذَا يصلح فى المتابعة ،وقَالَ المزى فى التهذيب تابع أبا الصَّلْتِ الحسن بن عَلَى التميمى ،وأحمد بن عِيسَى العلوى .(1/252)
وتابعه أيضا الحسن بن مُحَمَّد بن عَلَى السيد المحجوب رواه الشيرازى فى الألقاب ،ومُحَمَّد بن زياد السهمى رواه الصابونى فى المائتين ،ومُحَمَّد بن أسلم رواه البيهقى فى الشعب ،وعبد الله بن موسى بن جَعْفَر رواه ابن السنى فى كتاب الإخوة ،والأخوات ،وأبو سعيد بن الاعرابى فى معجمه ،وقَالَ الديلمى فى مسند الفردوس: لما دخل عَلَى بن موسى الرضى نيسابور خَرَجَ علماء البلد فى طلبِهِ يَحْيَى بن يَحْيَى ،وإسحق بن راهويه ،وأحمد بن حرب ،ومُحَمَّد بن رافع فتعلقوا بلجام بغلته ،وقَالَ لَهُ إسحق: بحق آبائك الطاهرين، حَدَّثَنَا بحديث سمعته من أبيك فَقَالَ ( حَدَّثَنَا ) العبد الصالح أبى موسى بن جَعْفَر ،وذكر الحديث . وله شاهدان أحدهما من حديث أبى قتادة: من شهدإِنَّ لَا إله إِلَّا الله ،وأن مُحَمَّد رسول الله فذل بِهَا لسانه ،واطمأن بِهَا قلبه لم تطعمه النار. أخرجه البيهقى فى الشعب ،وثانيهما من حديث عائشة الإيمان بالله إقرار باللسان ،وتصديق بالقلب ،وعَمَلٌ بِالْأَرْكَانِ أخرجه الديلمى ،والشيرازى فى الألقاب (1) [13]).
وبعد قول العلماء فِي هَذَا الحديث ، فإن الباحث يميل إِلَى رأي ابن العرّاق ، فِي أن هَذَا الحديث يصلح فِي المتابعات، وله الكثير من المتابعات التي ترتقي بِهِ من مرتبة الموضوع.
__________
(1) - [13] عَلِيّ بن مُحَمَّد بن العرّاق الكناني، تنزيه الشريعة المرفوعة، عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة ،تحقيق:عبد الله بن مُحَمَّد بن الصديق الغماري، بيروت: دار الكتب العلمية، الطبعة الثانية 1981م، ج1،ص151.(1/253)
3 –حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بن إِسْمَاعِيلَ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن عَلِيّ بن الْحُسَيْنِ، عن زَيْنَبَ بنتِ أُمِّ سَلَمَةَ، عن أُمِّ سَلَمَة قَالَتْ أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- بِكَتِفِ شَاةٍ فَأَكَلَ مِنْهُ ،وصَلَّى ،ولَمْ يَمَسَّ مَاءً (1) [14]).
رجال السند :
__________
(1) - أخرجه ابن ماجه فِي سننه – كتاب الطهارة ،وسننها – باب الرخصة فِي ذلك( بعد باب الوضوء مما غيرت النار) ،ج1،ص165.
أخرجه النسائي – كتاب الطهارة – باب ترك الوضوء مما غيرت النار ، ج1،ص107، وفي باب ترك الوضوء مما غيرت النار ، ج1،ص108 من حديث مُحَمَّد بن عبد الأعلى، حَدَّثَنَا خالد، حَدَّثَنَا بن جريج، عن مُحَمَّد بن يوسف، عن سُلَيْمَان بن يسار
و أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج6،ص292. ،وأخرجه من حديث ،وكيع، حَدَّثَنَا سفيان، حَدَّثَنَا أبو عون مُحَمَّد بن عبيد الله الثَّقَفِيَّ ، عن عبد الله بن شداد سمعت أبا هريرة ج6،ص306. ومن حديث عبد الرزاق ،وا بن بكر ،وروح قَالَوا، حَدَّثَنَا ابن جُرَيْج أخبرني مُحَمَّد بن يوسفإِنَّ عطاء بن يسار أخبرهإِنَّ أم سلمة ج1،ص366. ومن حديث مُحَمَّد بن جَعْفَر، حَدَّثَنَا شعبة، عن أبي عون، عن عبد الله بن شداد ج6،ص317. ومن حديث أحمد بن الحَجَّاج ، حَدَّثَنَا عبد العزيز بن مُحَمَّد ، عن مُحَمَّد بن طحلاء ج6،ص321 .(1/254)
1- مُحَمَّد بن الصباح : مُحَمَّد بن سُفْيَان بن أبي سُفْيَان الجرجرائي ، أبو جَعْفَر التاجر مَوْلَى عُمَر بن عبد الْعَزِيز ، صدوق من العاشرة . روى عن: إسحاق بن يوسف الأزرق ،وأَسَد بن عَمْرُو البجلي ،وجرير بن عبد الحميد ،وحاتم بن إِسْمَاعِيل ،وحَفْص بن غِيَاث ،وغيرهم . روى عنه: أبو دَاوُد ،وابن ماجه ،وآخرون. قَالَ أحمد بن مُحَمَّد بن القاسم بن محرز سألت يَحْيَى بن معين، عن مُحَمَّد الجرجرائي فَقَالَ : لَيْسَ بِهِ بأس من أهل المخرم ،ولكن انتقل ، عنده عن الوليد بن مسلم كتاب صالح ،وعن ابن عُيَيْنَة حديث كثير، فَقَالَ: لَيْسَ بِهِ بأس ،وقَالَ أبو زرعة: ثقة. وقَالَ أبو حاتم :صالح الحديث ،والدولابي أحب إِلَيَّ منه . قَالَ البخاري ،وأبو القاسم البغوي : مات سنة أربعين ومئتين بجرجرايا زاد البخاري لانسلاخ جمادى الآخرة (1) [15]).
2- حاتم بن إسماعيل: تقدم ،وهو صدوق صحيح الكتاب ،ومن رجال مسلم.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح .
4 –حَدَّثَنَا أبو بَكْرِ بن أَبِي شَيْبَةَ قَالَ، حَدَّثَنَا حَفْص بن غِيَاثٍ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا فِي أَرْضٍ بَارِدَةٍ فَكَيْفَ الْغُسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ فَقَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- أَمَّا أَنَا فَأَحْثُو عَلَى رَأْسِي ثَلَاثَا (2)
__________
(1) - انظر ترجمته :تهذيب التهذيب ج9،ص202- سير أعلام النبلاء ج10،ص672- مبزان الاعتدال ج3،ص584- تقريب التهذيب ج3،ص88.
(2) - أخرجه ابن ماجه فِي سننه كتاب الطهارة ،وسننها باب فِي الغسل من الجنابة ، ج1،ص191.
وأخرجه الإمام البخاري فِي صحيحه كتاب الغسل باب الغسل بالصاع ،ونحوه[ ج1-ص55] من حديث عبد الله بن مُحَمَّد ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن آدَمَ ، حَدَّثَنَا زُهَيْر ، عن أبي إسحاق، حَدَّثَنَا أبو جَعْفَر ،وأخرجه أيضاً فِي كتاب الغسل ، باب من أفاض عَلَى رأسه ثَلَاثَ[ج1-ص56]. من حديث مُحَمَّد بن بشار، حَدَّثَنَا غندر، حَدَّثَنَا شعبة، عن مخول بن راشد، عن مُحَمَّد بن عَلِيّ . ومن حديث أبي نعيم، حَدَّثَنَا معُمَر بن يَحْيَى بن سام حَدَّثَنِي ، أبو جَعْفَر[ج1-ص56] .
،وأخرجه مسلم فِي كتاب الحيض - باب استحباب إفاضة الماء عَلَى الرأس ،وغيره ثَلَاثَاً ج1،ص178.
،وأخرجه النسائي فِي سننه كتاب الطهارة باب ذكر القدر الَّذِي يكتفي بِهِ الرجل من الماء للغسل من حديث قُتَيْبَة بن سعيد حَدَّثَنَا الأحوص، عن أبي إسحاق، عن أبي جَعْفَرج1،ص127 . و فِي كتاب الغسل ،والتيمم ،باب ما يكفي الجنب من إفاضة الماء عليه من حديث مُحَمَّد بن عبد الأعلى، حَدَّثَنَا خالد، عن شعبة، عن مخول، عن أبي جَعْفَر ج1،ص207 .
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3،ص319. وأخرجه أيضاً من حديث مُحَمَّد بن جَعْفَر، حَدَّثَنَا شعبة، عن مخول، عن مُحَمَّد بن عَلِيّ ج3،ص289 . ومن حديث هشيم أَخْبَرَنَا يزيد بن أبي زياد، عن سالم بن أبي الجعد، عن جَابِر ج3،ص303. ومن حديث هشيم، عن أبي بشر، عن أبي سفيان، عن جَابِر ج3،ص304 . ومن حديث عبد الملك بن عمروحَدَّثَنَا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عبيد الله بن مقسم ج3،ص292 . ومن حديث سعيد بن عامر أَخْبَرَنَا شعبة، عن مخول، عن أبي جَعْفَرج3،ص370 . ومن حديث إبراهيم، حَدَّثَنَا رباح، عن معمر، عن زيد بن أسلم، عن عبد الله بن مقسم ج3،ص378. ومن حديث عبد الْوَهَّابِ الثَّقَفِيَّ ، عن جَعْفَر ج3،ص379.(1/255)
[16]).
رجال السند:
أبو بكر بن أَبِي شَيْبَةَ:عبد الله بن مُحَمَّد بن أَبِي شَيْبَةَ تقدم ،وهو ثقة، حافظ صاحب تصانيف.
حَفْص بن غياث: تقدم ،وهو ثقة، فقيه من رجال مسلم.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح
5 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاس بن عُثْمَان الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بن مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا مَالِك بن أَنَسٍ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر أَنَّهُ قَالَ لَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- مِنْ طَوَافِ الْبَيْتِ أَتَى مَقَامَ إِبْرَاهِيم فَقَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا مَقَامُ أَبِينَا إِبْرَاهِيم الَّذِي قَالَ اللَّهُ ((واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيم مُصَلًّى ) ) قَالَ الْوَلِيدُ فَقُلْتُ لِمَالِك أَهَكَذَا قَرَأَ ،واتَّخِذُوا قَالَ نَعَمْ (1) [17]).
رجال السند :
1- العَبَّاس بن عُثْمَان الدمشقي : عَبَّاس بن عُثْمَان بن مُحَمَّد البجلي ، أبو الفضل الدمشقي الراهبي المعلم ، صدوق يخطئ من كبار الحادية عشرة . روى عن: إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش ،وأيوب بن سُوَيْد الرملي ،وعراك بن خالد بن يزيد بن صبيح المري ،والوليد بن مسلم . روى عنه: ابن ماجه ،وأحمد بن إِبْرَاهِيم الغساني ،وآخرون. قَالَ أبو الحسن بن سميع: كَانَ ثقة. وقَالَ مَحْمُود بن خالد السلمي: كَانَ للعَبَّاس بن عُثْمَان المعلم من الوليد بن مسلم موقع .وقَالَ أحمد بن أبي الحواري: سمعت الوليد بن مسلم يقول: احفظوني فِي عَبَّاس فإن لي فيه فراسة . وذكره ابن حبان فِي كتاب الثقات ،وقَالَ : ربما خالف، قَالَ أبو زرعة الدمشقي : مات سنة تسع وثَلَاثَين ومئتين (2) [18]).
__________
(1) - أخرجه ابن ماجه – كتاب إقامة الصلاة ،والسنة فيها – باب القبلة ،ج1،ص322. وقد انفرد ابن ماجه بِهِذَا اللفظ .
(2) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج8،ص511- تهذيب التهذيب ج5،ص109.(1/256)
2- الوليد بن مسلم : تقدم ،وهو ثقة، لكنه كثير التدليس ،والتسوية .
3- مَالِك بن أنس: إمام دار الهجرة ، تقدم.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث ضعيف منكر بهذا اللفظ ،والصحيح الحديث الَّذِي جاء بعده فِي سنن ابن ماجه : حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الصباح، حَدَّثَنَا هشيم، عن حميد الطويل، عن أنس بن مَالِك قَالَ :قَالَ عمر قلت: يَا رَسُولَ الله لو اتخذت من مقام إِبْرَاهِيم مصلى فنزلت ( (واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيم مُصَلًّى ) ) (1) [19]) .
6 – حَدَّثَنَا أبو بَكْرِ بن أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بن إِسْمَاعِيل الْمَدَنِيّ ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بن أَبِي رَافِع قَالَ اسْتَخْلَفَ مَرْوَانُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ فَخَرَجَ إِلَى مَكَّةَ فَصَلَّى بنا ، أبو هُرَيْرَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةَ فَقَرَأَ بِسُورَةِ الْجُمُعَةَ فِي السَّجْدَةِ الْأُولَى ،وفِي الْآخِرَةِ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ فَأَدْرَكْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ حِينَ انْصَرَفَ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّكَ قَرَأْتَ بِسُورَتَيْنِ كَانَ عَلِيّ يَقْرَأُ بِهِمَا بِالْكُوفَةِ فَقَالَ أبو هُرَيْرَةَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يَقْرَأُ بِهِمَا (2)
__________
(1) - أخرجه ابن ماجه – كتاب إقامة الصلاة ،والسنة فيها – باب القبلة ،ج1،ص322.
(2) - أخرجه ابن ماجه فِي سننه- كتاب إقامة الصلاة ،والسنة فيها- باب ما جاء فِي القراءة فِي الصلاة يوم الجمعة ج1،ص355.
وأخرجه الإمام مسلم فِي كتاب الجمعة – باب ما يقرأ فِي صلاة الجمعة ، ج3،ص15.
و أخرجه الترمذي فِي سننه كتاب الجمعة من طريق قُتَيْبَة بن سعيد . ج1،ص251.
،
وأخرجه ، أبو داود فِي سننه كتاب الصلاة- باب ما يقرأ بِهِ فِي الجمعة من طريق القعنبي، حَدَّثَنَا سليما بن بِلَال ، عن جَعْفَر، عن أبيه ج1،ص251.
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ج1،ص430 . أخرجه أيضاٌ فِي باقي مسند المكثرين من حديث مُحَمَّد بن جَعْفَر ،وبِهِز، حَدَّثَنَا شعبة، عن الحكم، عن مُحَمَّد بن عَلِيّ ج2،ص467 .(1/257)
[20]).
رجال السند:
1- أبو بكر بن أَبِي شَيْبَةَ : تقدم ،وهو ثقة، حافظ .
2- حاتم بن إسماعيل: تقدم ،وهو صدوق صحيح الكتاب من رجال مسلم.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،ورواته ثقات ،وقد صححه الألباني (1) [21]).
7 –حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ ، حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر أن النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- قَضَى بِاليَمِيْن مَعَ الشَّاهِد (2) [22]).
رجال السند:
1- محد بن بَشَّار : تقدم ،وهو ثقة.
2- عبد الْوَهَّابِ بن عبد المجيد الثَّقَفِيَّ :تقدم ،وهو ثقة، من رجال مسلم.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،ورواته ثقات ،وقد صححه الألباني (3) [23])
__________
(1) - إرواء الغليل، مرجع سابق، ج2،ص64.
(2) - أخرجه ابن ماجه فِي سننه – كتاب الأحكام – باب القضاء بالشاهد ،وإِلَيَّمين ، ج2،ص793.
وأخرجه الترمذي فِي كتاب الأحكام ، باب ما جاء فِي إِلَيَّمين مع الشاهد ،ج2،ص400.
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3،ص305. ومن حديث عبد الله بن الحرث، عن سيف بن سُلَيْمَان، عن قيس بن سعد، عن عمرو بن دينار، عن ابن عَبَّاس ج1،ص323. ومن حديث أبي مسلمة الخزاعي ثنا سُلَيْمَان بن بِلَال عن ربيعة بن عبد الرَّحْمَن ، عن إسماعيل بن عمرو بن قيس بن سعد بن عبادة، عن أبيه أنهم ،وجدوا فِي كتب أو فِي كتاب سعد بن عبادة ج5،ص285.
وأخرجه الإمام مَالِك فِي موطئه كتاب الأقضية36 – باب القضاء بإِلَيَّمين مع الشاهد4- ،ج2،ص567.
(3) - إرواء الغليل، مرجع سابق، ج8،ص303.(1/258)
8 – حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا ابن أبي فديك، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بن سُفْيَان مَوْلَى الْأَسْلَمِيِّينَ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بن جَعْفَر قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- كَانَ اللَّهُ مَعَ الدَّائِنِ، حَتَّى يَقْضِيَ دَيْنَهُ مَا لَمْ يَكُنْ فِيمَا يَكْرَهُ اللَّهُ . قَالَ: فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بن جَعْفَر يَقُولُ لِخَازِنِهِ : اذْهَبْ فَخُذْ لِي بِدَيْنٍ، فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَبِيتَ لَيْلَةً إِلَّا واللَّهُ مَعِي بَعْدَ الَّذِي سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- (1) [24]).
رجال السند :
__________
(1) - أخرجه ابن ماجه فِي سننه – كتاب الصدقات – باب من ادّان ديناً ،وهو ينوي قضاءه ج2،ص805.
وأخرجه الدارمي فِي سننه – كتاب البيوع – باب فِي الدائن معان ج2،ص263.(1/259)
1- إِبْرَاهِيم بن المنذر : إِبْرَاهِيم بن المنذر بن عبد الله بن المنذر بن المغيرة بن عبد الله بن خالد بن حزام بن خويلد بن أَسَد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشي الأَسَدي الحزامي ، أبو إسحاق الْمَدَنِيّ ، صدوق تكلم فيه أحمد لأجل الْقُرْآن من العاشرة . روى عن: إِبْرَاهِيم بن عَلِيّ الرافعي ،وسُفْيَان بن عُيَيْنَة ،ومَالِك بن أنس ،ومُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل ابن أبي فديك ،وغيرهم . روى عنه: البخاري ،وابن ماجه ،وإِبْرَاهِيم بن أحمد بن النعمان الأزدي ،وآخرون. قَالَ عبد الخالق بن منصور، عن يَحْيَى ابن معين : ثقة. وقَالَ عبد الرَّحْمَن ابن أبي حاتم : سئل أبي عنه فَقَالَ: صدوق . قَالَ الحافظ أبو بكر الخطيب: أما المناكير فقل ما توجد فِي حديثه إلا أن تكون عن المجهولين ،ومن لَيْسَ بمشهور، ثم المحدثين ،ومع هَذَا فإن يَحْيَى بن معين ،وغيره من الحفاظ كانوا يرضونه ،ويوثقونه . قَالَ يعقوب بن سُفْيَان ،ومُحَمَّد بن عبد الله الحضرمي: مات سنة ست وثَلَاثَين ومئتين (1) [25]).
__________
(1) - انظر ترجمته : تهذيب التهذيب ج1،ص145- سير أعلام النبلاء ج10،ص689- تقريب التهذيب ج1،ص66.(1/260)
2- ابن أبي فديك : مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن مسلم ابن أبي فديك ،واسمه دينار الديلي مولاهم ، أبو إِسْمَاعِيل الْمَدَنِيّ ، صدوق من صغار الثامنة . روى عن: أبيه ،ومُحَمَّد بن عَمْرُو ابن علقمة حديثا ،واحدا ،وهشام بن سعد ،ومُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن ابن أبي ذيب ،وكثير بن زيد الأسلمي ،وجماعة . وعنه: الشافعي ،وأحمد ،والحميدي ،وقُتَيْبَة ،وأحمد بن صالح ،وإِبْرَاهِيم بن المنذر الحزامي ،وآخرون. وقَالَ النسائي: لَيْسَ بِهِ بأس ،وذكره ابن حبان فِي الثقات . قَالَ البخاري : مات سنة مائتين . وقَالَ ابن معين: ثقة. وقَالَ ابن سعد: كَانَ كثير الحديث ،و لَيْسَ بحجة (1) [26]).
3- سعيد بن سُفْيَان مَوْلَى الأسلميين : سعيد بن سُفْيَان الأسلمي مولاهم ، الْمَدَنِيّ ، مقبول من السابعة . روى عن: جَعْفَر الصادق ،وسلام بن حكيم الصيرفي . وعنه: ابن أبي فديك ،وعبد الله بن إِبْرَاهِيم الغفاري ذكره ابن حبان فِي الثقات روى لَهُ ابن ماجه حديثا ،واحدا ،وقَالَ صاحب الميزان : لَا يكاد يعرف ،وقواه ابن حبان (2) [27]).
الحكم عَلَى سند الحديث :
إسناده صحيح ، وقد صححه الألباني فِي السلسلة الصحيحة (3) [28])
__________
(1) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج9،ص42- تهذيب التهذيب ج9،ص52- سير أعلام النبلاء ج9،ص486.
(2) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج8، ص261- ميزان الاعتدال ج2،ص141- تهذيب التهذيب ج4، ص36- تقريب التهذيب ج1،ص355.
(3) - السلسلة الصحيحة، مرجع سابق، ج3،ص74، حديث رقم 1000.(1/261)
9 - حَدَّثَنَا عَلِيّ بن مُحَمَّد ، حَدَّثَنَا وكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِوَرَثَتِهِ ،ومَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَعَلِيّ ،وإِلَيَّ ،وأَنَا أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ (1) [29]).
رجال السند :
__________
(1) - أخرجه ابن ماجه – كتاب الصدقات – باب من ترك ديناً أو ضياعاً فعلى الله ،وعلى رسوله ج2،ص807.
و أخرجه الإمام مسلم فِي كتاب الجمعة – باب تخفيف الصلاة ،والخطبة ج3، ص11،
وأخرجه النسائي – كتاب صلاة العيدين – باب كيف الخطبة ج3،ص188
أخرجه ، أبو داود فِي سننه كتاب الخراج ،والإمارة ،والفيء – باب فِي أرزاق الذرية ، و من طريق أحمد بن حنبل، حَدَّثَنَا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزُّهْرِيّ ، عن أبي سلمة، عن جَابِر م2ص27
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3،ص310 . ومن حديث بن الوليد، حَدَّثَنَا سفيان، عن جَعْفَر ج3،ص338 . ومن حديث يَحْيَى ، عن جَعْفَر ج3،ص319 ،ومن حديث ،وكيع، عن سفيان، عن جَعْفَر ج3،ص371. وأخرجه الدارمي فِي سننه ، كتاب المقدمة ، باب فِي كراهية أخذ الرأي ، ج1،ص69.(1/262)
1- عَلِيّ بن مُحَمَّد : عَلِيّ بن مُحَمَّد بن إسحاق بن أبي شداد ،ويقَالَ عَلِيّ بن مُحَمَّد بن أبي شداد ،ويقَالَ عَلِيّ بن مُحَمَّد بن شروى ،ويقَالَ عَلِيّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن ،ويقَالَ عَلِيّ بن مُحَمَّد بن نباتة الطنافسي ، أبو الحسن الْكُوفِيّ ، ثقة، عابد من العاشرة ، مَوْلَى زيد بن عبد الله بن عُمَر بن الخطاب. روى عن: إِبْرَاهِيم بن عُيَيْنَة ،وإسحاق بن سُلَيْمَان الرازي ،وإسحاق بن منصور السلولي ،وسُفْيَان بن عُيَيْنَة ،ووكيع بن الجراح ،وغيرهم . روى عنه: ابن ماجه ،وإِبْرَاهِيم بن سهلوية المعدل ،وآخرون. قَالَ أبو حاتم : كَانَ ثقة، صدوقا ،وهو أحب إِلَيَّ من أبي بكر بن أَبِي شَيْبَةَ فِي الفضل ،والصلاح ،وأبو بكر أكثر حديثا منه ،وأفهم . وقَالَ الحافظ أبو يعلى الخليل القزويني: عَلِيّ بن مُحَمَّد بن أبي شداد الطنافسي ،وأخوه الحسن بن مُحَمَّد ،وهما ابنا أخت الطنافسيين علماء الكوفة عمر ،ويعلى ،ومُحَمَّد ،وإِبْرَاهِيم بني عبيد أقاما بقزوين ،وارتحل إِلَيَّهما الكبار ، أبو زرعة ،وأبو حاتم ،ومُحَمَّد بن مسلم بن وارة ،ومُحَمَّد بن أيوب ،وروى عنهما من أهل قزوين يَحْيَى بن عبدك ،ومُحَمَّد بن ماجه ،وغيرهما ،ولهما محل عظيم ،ولم يكن إسنادها فِي ذَلِكَ الوقت بعال إنهما سمعا ابن عُيَيْنَة ،وأخوالهما ،ووكيعا ،ومُحَمَّد بن فضيل ،وأبا معاوية. توفي الحسن سنة اثنتين وعشرين ومئتين ،وعَلِيّ سنة ثَلَاثَ وثَلَاثَين ومئتين ،وروى لَهُ النسائي فِي مسند علي (1) [30]).
2- وكيع بن الجراح: تقدم ،وهو ثقة، حافظ عابد .
3- سُفْيَان الثوري: تقدم ،وهو ثقة، حافظ إمام .
الحكم عَلَى سند الحديث :
إسناده صحيح ،وقد صححه الألباني (2) [31]).
__________
(1) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج8، ص467- سير أعلام النبلاء ج11،ص459- تهذيب التهذيب ج7،ص331- تقريب التهذيب ج1،ص702.
(2) - إرواء الغليل، مرجع سابق، ج5،ص249.(1/263)
10 –حَدَّثَنَا عَلِيّ بن مُحَمَّد ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن آدَمَ ، عن سُفْيَانَ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر قَالَ نُفِسَتْ أَسْمَاءُ بنتُ عُمَيْسٍ بِمُحَمَّد بن أَبِي بَكْرٍ فَأَرْسَلَتْ إِلَى النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فَأَمَرَهَا أن تَغْتَسِلَ ،وتَسْتَثْفِرَ بِثَوْبٍ و تُهِلَّ (1) [32]).
رجال السند :
1- عَلِيّ بن مُحَمَّد بن إسحاق: تقدم ،وهو ثقة،
2- يَحْيَى بن آدَمَ : تقدم ،وهو ثقة، حافظ من رجال مسلم.
3- سُفْيَان الثوري:تقدم ،وهو ثقة، حافظ إمام .
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،ورواته ثقات
__________
(1) - أخرجه ابن ماجه فِي سننه كتاب المناسك – باب النفساء ،والحائض تهل بالحج ، ج2،ص972.
و أخرجه الإمام مسلم فِي كتاب الحج – باب إحرام النفساء ،واستحباب اغتسالها للإحرام ،وكذا الحائض ج4،ص27 ،
و أخرجه النسائي – كتاب الطهارة – باب الاغتسال من النفاس، ج1،ص122،و فِي كتاب الطهارة – ما تفعل النفساء عِنْدَ الإحرام من حديث عمرو ابن عَلِيّ ،ومُحَمَّد بن الْمُثَنَّى ،ويعقوب بن إبراهيم، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن سعيد حَدَّثَنَا جَعْفَر ج1،ص154 ، وفي كتاب الحيض ،والاستحاضة – ما تفعل النفساء عِنْدَ الإحرام من حديث مُحَمَّد بن قدامة، حَدَّثَنَا جرير، عن يَحْيَى بن سعيد عن جَعْفَر ج1،ص195 ،وفي كتاب مناسك الحج – إهلال النفساء من حديث مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم عن شعيب أنبأنا الليث، عن بن الهاد، عن جَعْفَر ،ومن حديث عَلِيّ بن حجر أنبأنا إسماعيل بن جَعْفَر، حَدَّثَنَا جَعْفَر ج5،ص164.
وأخرجه ، أبو داود فِي سننه – كتاب المناسك – باب صفة حجة النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - م1،ص428.
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3،ص320
و أخرجه الدارمي فِي سننه – كتاب المناسك – باب النفساء ،والحائض إِذَا أرادتا الحج ،ج2،ص33 .(1/264)
11 – حَدَّثَنَا زَيْدُ بن أَخْزَمَ، حَدَّثَنَا مُؤَمَّل بن إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر قَالَ كَانَتْ تَلْبِيَةُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- : لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْك َإِنَّ الْحَمْدَ والنِّعْمَةَ لَكَ والْمُلْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ (1) [33]).
رجال السند :
1- زيد بن أَخْزَم : تقدم ،وهو ثقة، حافظ.
2- مُؤَمَّل بن إِسْمَاعِيل : مُؤَمَّل بن إِسْمَاعِيل القرشي العدوي ، أبو عبد الرَّحْمَن البصري، صدوق يخطئ من صغار التاسعة . روى عن: إِبْرَاهِيم بن يزيد الخوزي ،وحماد بن زيد ،وحماد بن سَلَمَة ،وسُفْيَان الثَّوْرِيّ ،وسُفْيَان بن عُيَيْنَة ،وشعبة بن الحَجَّاج ،وغيرهم. روى عنه: أحمد بن إِبْرَاهِيم الدورقي العبدي،وأحمد بن حَنْبَل ،وآخرون. قَالَ أبو بكر بن أبي خيثمة، عن يَحْيَى بن معين: ثقة. وقَالَ عُثْمَان بن سعيد الدَّارِمِيّ: قلت ليَحْيَى بن معين: أي شيء حال مُؤَمَّل فِي سُفْيَان؟ فَقَالَ: هو ثقة. وقَالَ أبو حاتم: صدوق شديد فِي السنة كثير الخطأ .وقَالَ البخاري: منكر الحديث .وقَالَ أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود عن مُؤَمَّل بن إِسْمَاعِيل فعظمه ،ورفع من شأنه إِلَّا أنه يهم فِي الشيء .وذكره ابن حبان فِي كتاب الثقات ،وقَالَ: مات يوم الاحد لسبع عشرة ليلة خلت من رَمَضَانَ سنة ست ومائتين استشهد بِهِ البخاري ، وروى لَهُ ، أبو دَاوُد فِي القدر ،والباقون سوى مسلم (2) [34]).
3- سُفْيَان الثَّوْرِيّ : تقدم ،وهو ثقة، حافظ حجة.
__________
(1) - أخرجه ابن ماجه فِي سننه كتاب المناسك – باب التلبية ج2،ص974. تخريج الحديث الطويل ص67.
(2) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج9،ص187- ميزان الاعتدال ج4،ص228- سير أعلام النبلاء ج10،ص110- تهذيب التهذيب ج10،ص339- تقريب التهذيب ج3،ص231.(1/265)
الحكم عَلَى سند الحديث :
إسناده صحيح ،ورواته ثقات.
12 –حَدَّثَنَا عَلِيّ بن مُحَمَّد ، حَدَّثَنَا أبو الْحُسَيْنِ الْعُكْلِيُّ ، عن مَالِك بن أَنَسٍ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر إِنَّ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- رَمَلَ مِنَ الْحِجْرِ إِلَى الْحَجَر ثَلَاثَا ،ومَشَى أَرْبَعًا (1) [35]).
رجال السند:
1- عَلِيّ بن مُحَمَّد بن إسحاق: تقدم ،وهو ثقة.
2- أبو الحسين العكلي:هو زيد بن الحُبَاب ،وقد تقدم ،وهو صدوق يخطئ فِي حديث الثوري.
3- مَالِك بن أنس : إمام دار الهجرة ، تقدم.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح.
13 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاس بن عُثْمَان الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بن مُسْلِمٍ، عن مَالِك بن أَنَسٍ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر أَنَّهُ لَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- مِنْ طَوَافِ الْبَيْتِ أَتَى مَقَامَ إِبْرَاهِيم فَقَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا مَقَامُ أَبِينَا إِبْرَاهِيم الَّذِي قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ ((واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيم مُصَلًّى ) ). قَالَ الْوَلِيدُ فَقُلْتُ لِمَالِك :هَكَذَا قَرَأَهَا ((واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيم مُصَلًّى ) ) قَالَ: نَعَمْ (2) [36]).
رجال السند:
1- العَبَّاس بن عُثْمَان الدمشقي: تقدم ،وهو صدوق يخطئ
2- الوليد بن مسلم: تقدم ،وهو ثقة، ولكن كثير التدليس.
3- مَالِك بن أنس : تقدم.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث ضعيف منكر بِهذَا اللفظ ، وقد مر الحكم عليه .
__________
(1) - أخرجه ابن ماجه فِي سننه – كتاب المناسك – باب الرَمَلَ حول البيت ج2،ص983. تخريج الحديث السابق .
(2) - أخرجه ابن ماجه فِي سننه – كتاب المناسك – باب الركعتين بعد الطواف ،ج2،ص987 تخريج الحديث الطويل ص67 .(1/266)
14 – حَدَّثَنَا هِشَامُ بن عَمَّار ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيز الدَّارَوَرْدِيّ ،وحَاتِمُ بن إِسْمَاعِيلَ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- أَفْرَدَ الْحَجَّ (1) [37]).
رجال السند:
1- هشام بن عَمَّار : تقدم ،وهو صدوق .
2- عبد الْعَزِيز الداروردي: تقدم ،وهو صدوق من رجال مسلم.
3- حاتم بن إسماعيل: تقدم ،وهو صدوق صحيح الكتاب ، من رجال مسلم.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،ورواته ثقات
__________
(1) - أخرجه ابن ماجه فِي سننه – كتاب المناسك – باب الإفراد بالحج ج2،ص988. كالسابق(1/267)
15- حَدَّثَنَا هِشَامُ بن عَمَّار ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بن إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى جَابِر بن عَبْدِ اللَّه فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَيَّهِ سَأَلَ عن الْقَوْمِ، حَتَّى انْتَهَى إِلَيَّ فَقُلْتُ : أَنَا مُحَمَّد بن عَلِيّ بن الْحُسَيْنِ ، فَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى رَأْسِي فَحَلَّ زِرِّي الْأَعْلَى، ثم حَلَّ زِرِّي الْأَسْفَلَ، ثم وضَعَ كَفَّهُ بَيْنَ ثَدْيَيَّ ،وأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ شَابٌّ. فَقَالَ: مَرْحَبًا بِكَ سَلْ عَمَّا شِئْتَ فَسَأَلْتُهُ ،وهُوَ أَعْمَى ، فَجَاءَ وقْتُ الصَّلَاةِ ، فَقَامَ فِي نِسَاجَةٍ مُلْتَحِفًا بِهَا كُلَّمَا وضَعَهَا عَلَى مَنْكِبَيْهِ رَجَعَ طَرَفَاهَا إِلَيَّهِ مِنْ صِغَرِهَا ،ورِدَاؤُهُ إِلَى جَانِبِهِ عَلَى الْمِشْجَبِ فَصَلَّى بنا . فَقُلْتُ : أَخْبَرَنَا عن حَجَّةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فَقَالَ بِيَدِهِ فَعَقَدَ تِسْعًا وقَالَ : إن رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- مَكَثَ تِسْعَ سِنِينَ لَمْ يَحُجَّ ،فَأَذَّنَ فِي النَّاسِ فِي الْعَاشِرَةِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- حَاجٌّ ، فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ بَشَرٌ كَثِيرٌ ، كُلُّهُمْ يَلْتَمِسُ أَنْ يَأْتَمَّ بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - ويَعْمَلَ بِمِثْلِ عَمَلِهِ فَخَرَجَ ،وخَرَجْنَا مَعَهُ . فَأَتَيْنَا ذَا الْحُلَيْفَةِ ، فَوَلَدَتْ أَسْمَاء بنتِ عُمَيْسٍ مُحَمَّد بن أَبِي بَكْرٍ، فَأَرْسَلَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- : كَيْفَ أَصْنَعُ؟ قَالَ اغْتَسِلِي ،واسْتَثْفِرِي بِثَوْبٍ ،وأَحْرِمِي .(1/268)
فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فِي الْمَسْجِدِ، ثم رَكِبَ الْقَصْوَاءَ، حَتَّى إِذَا اسْتَوَتْ بِهِ نَاقَتُهُ عَلَى الْبَيْدَاءِ قَالَ جَابِر: نَظَرْتُ إِلَى مَدِّ بَصَرِي مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ بَيْنَ رَاكِبٍ ومَاشٍ ،وعَنْ يَمِينِهِ مِثْلَ ذَلِكَ ،وعَنْ يَسَارِهِ مِثْلَ ذَلِكَ ،ومِنْ خَلْفِهِ مِثْلَ ذَلِكَ ،ورَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- بَيْنَ أَظْهُرِنَا ،وعَلَيْهِ يَنْزِلُ الْقُرْآنُ ،وهُوَ يَعْرِفُ تَأْوِيلَهُ ، مَا عَمِلَ بِهِ مِنْ شَيْءٍ عَمِلْنَا بِهِ فَأَهَلَّ بِالتَّوْحِيدِ : لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ ، إِنَّ الْحَمْدَ والنِّعْمَةَ لَكَ والْمُلْكَ ، لَا شَرِيكَ لَكَ ،وأَهَلَّ النَّاسُ بهذا الَّذِي يُهِلُّونَ بِهِ فَلَمْ يَرُدَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- عَلَيْهِمْ شَيْئًا مِنْهُ ،ولَزِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- تَلْبِيَتَهُ .(1/269)
قَالَ جَابِر: لَسْنَا نَنْوِي إِلَّا الْحَجَّ ، لَسْنَا نَعْرِفُ الْعُمْرَةَ، حَتَّى إِذَا أَتَيْنَا الْبَيْتَ مَعَهُ اسْتَلَمَ الرُّكْنَ فَرَمَلَ ثَلَاثَا ،ومَشَى أَرْبَعًا، ثم قَام َإِلَى مَقَامِ إِبْرَاهِيم فَقَالَ ((واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيم مُصَلًّى ) ) فَجَعَلَ الْمَقَامَ بَيْنَهُ وبَيْنَ الْبَيْتِ- فَكَانَ أَبِي يَقُولُ : ولَا أَعْلَمُهُ إِلَّا ذَكَرَهُ عن النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- أنه كَانَ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ،و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ - ثم رَجَعَ إِلَى الْبَيْتِ فَاسْتَلَمَ الرُّكْنَ، ثم خَرَجَ مِنَ الباب إِلَى الصَّفَا، حَتَّى إِذَا دَنَا مِنَ الصَّفَا قَرَأَ ( (إِنَّ الصَّفَا والْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ) ) نَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ ، فَبَدَأَ بِالصَّفَا فَرَقِيَ عَلَيْهِ حَتَّى رَأَى الْبَيْتَ فَكَبَّرَ اللَّهَ ،وهَلَّلَهُ ،وحَمِدَهُ ،وقَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لَا شَرِيكَ، لَهُ لَهُ الْمُلْكُ ولَهُ الْحَمْدُ ، يُحْيِي ،ويُمِيتُ وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، أَنْجَزَ وعْدَهُ ،ونَصَرَ عَبْدَهُ ،وهَزَمَ الْأَحْزَابَ وحْدَهُ. ثم دَعَا بَيْنَ ذَلِكَ ،وقَالَ مِثْلَ هَذَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، ثم نَزَلَ إِلَى الْمَرْوَةَ فَمَشَى ، حَتَّى إِذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ رَمَلَ فِي بَطْنِ الْوَادِي، حَتَّى إِذَا صَعِدَتَا -يَعْنِي قَدَمَاهُ - مَشَى ، حَتَّى أَتَى الْمَرْوَةَ فَفَعَلَ عَلَى الْمَرْوَةَ كَمَا فَعَلَ عَلَى الصَّفَا .(1/270)
فَلَمَّا كَانَ آخِرُ طَوَافِهِ عَلَى الْمَرْوَةَ قَالَ: لَوْ أَنِّي اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ َلمْ أَسُقِ الْهَدْيَ ،وجَعَلْتُهَا عُمْرَةً فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ لَيْسَ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيَحِلَّلْ ،ولْيَجْعَلْهَا عُمْرَةً فَحَلَّ النَّاسُ كُلُّهُمْ وقَصَّرُوا ، إِلَّا النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - ومَنْ كَانَ مَعَهُ الْهَدْيُ. فَقَامَ سُرَاقَةُ بن مَالِك بن جُعْشُمٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلِعَامِنَا هَذَا أَمْ لِأَبَدٍ الْأَبَدِ؟ قَالَ: فَشَبَّكَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- أَصَابِعَهُ فِي الْأُخْرَى ،وقَالَ : دَخَلَتِ الْعُمْرَةُ فِي الْحَجِّ هَكَذَا مَرَّتَيْنِ ، لَا بَلْ لِأَبَدِ الْأَبَدِ . قَالَ : وقَدِمَ عَلِيّ بِبُدْنِ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فَوَجَدَ فَاطِمَةَ مِمَّنْ حَلَّ ،ولَبِسَتْ ثِيَابًا صَبِيغًا واكْتَحَلَتْ فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهَا عَلِيّ. فَقَالَتْ: أَمَرَنِي أَبِي بهذا . فَكَانَ عَلِيّ يَقُولُ بِالْعِرَاقِ: فَذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- مُحَرِّشًا عَلَى فَاطِمَةَ فِي الَّذِي صَنَعَتْهُ ، مُسْتَفْتِيَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فِي الَّذِي ذَكَرَتْ عَنْهُ وأَنْكَرْتُ ذَلِكَ عَلَيْهَا . فَقَالَ: صَدَقَتْ صَدَقَتْ ، مَاذَا قُلْتَ حِينَ فَرَضْتَ الْحَجَّ ؟ قَالَ: قُلْتُ اللهم إِنِّي أُهِلُّ بِمَا أَهَلَّ بِهِ رَسُولُكَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- قَالَ: فَإِنَّ مَعِيَ الْهَدْيَ فَلَا تَحِلُّ .قَالَ : فَكَانَ جَمَاعَةُ الْهَدْيِ الَّذِي جَاءَ بِهِ عَلِيّ مِنَ الْيَمَن والَّذِي أَتَى بِهِ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- مِنَ الْمَدِينَةِ مِائَةً .(1/271)
ثم حَلَّ النَّاسُ كُلُّهُمْ ،وقَصَّرُوا ، إِلَّا النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - ومَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَة وتَوَجَّهُوا إِلَى مِنًى ، أَهَلُّوا بِالْحَجِّ ، فَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فَصَلَّى بِمِنًى الظُّهْرَ والْعَصْرَ ،والْمَغْرِبَ والْعِشَاءَ ،والصُّبْحَ، ثم مَكَثَ قَلِيلًا ، حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ ،وأَمَرَ بِقُبَّةٍ مِنْ شَعَرٍ فَضُرِبَتْ لَهُ بنمِرَةَ ، فَسَارَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- لَا تَشُكُّ قُرَيْشٌ إِلَّا أَنَّهُ واقِفٌ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ أَوِ الْمُزْدَلِفَةِ .كَمَا كَانَتْ قُرَيْشٌ تَصْنَعُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ . فَأَجَازَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- حَتَّى أَتَى عَرَفَةَ فَوَجَدَ الْقُبَّةَ قَدْ ضُرِبَتْ لَهُ بنمِرَةَ فَنَزَلَ بِهِا، حَتَّى إِذَا زَاغَتِ الشَّمْسُ أَمَرَ بِالْقَصْوَاءِ ،فَرُحِلَتْ لَهُ فَرَكِبَ، حَتَّى أَتَى بَطْنَ الْوَادِي ،فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: إِنَّ دِمَاءَكُمْ وأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا ، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا ، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا . ألاوإِنَّ كُلَّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ تَحْتَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ ،ودِمَاءُ الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعَةٌ ،وأَوَّلُ دَمٍ أَضَعُهُ دَمُ رَبِيعَةَ بن الْحَارِثِ، كَانَ مُسْتَرْضِعًا فِي بني سَعْدٍ فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ ،ورِبَا الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ ،وأَوَّلُ رِبًا أَضَعُهُ رِبَانَا رِبَا الْعَبَّاس بن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَإِنَّهُ مَوْضُوعٌ كُلُّهُ .(1/272)
فَاتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللَّهِ ،واسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ ،وإِنَّ لَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ، فَإِنْ فَعَلْنَ ذَلِكَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ ،ولَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ ،وكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ،وقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَمْ تَضِلُّوا إِنَّ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ كِتَابَ اللَّهِ ،وأَنْتُمْ مَسْئُولُونَ عَنِّي فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟ قَالَوا : نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ ،وأَدَّيْتَ ونَصَحْتَ فَقَالَ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ إِلَى السَّمَاءِ ،ويَنْكُبِهِا إِلَى النَّاسِ: اللهم اشْهَدِ الله اشْهَدْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، ثم أَذَّنَ بِلَال ، ثم أَقَامَ فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثم أَقَامَ فَصَلَّى الْعَصْرَ ،ولَمْ يُصَلِّ بَيْنَهُمَا شَيْئًا، ثم رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- حَتَّى أَتَى الْمَوْقِفَ فَجَعَلَ بَطْنَ نَاقَتُهُ إِلَى الصَّخَرَاتِ ،وجَعَلَ حَبْلَ الْمُشَاةِ بَيْنَ يَدَيْهِ ،واسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَلَمْ يَزَلْ واقِفًا، حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ ،وذَهَبَتِ الصُّفْرَةُ قَلِيلًا ، حَتَّى غَابَ الْقُرْصُ ،وأَرْدَفَ أُسَامَةَ بن زَيْدٍ خَلْفَهُ فَدَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - وقَدْ شَنَقَ الْقَصْوَاءَ بِالزِّمَامِ، حَتَّى إِنَّ رَأْسَهَا لَيُصِيبُ مَوْرِكَ رَحْلِهِ ،ويَقُولُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى : أَيُّهَا النَّاسُ السَّكِينَةَ السَّكِينَةَ.(1/273)
كُلَّمَا أَتَى حَبْلًا مِنَ الْحِبَالِ أَرْخَى لَهَا قَلِيلًا، حَتَّى تَصْعَدَ ، ثم أَتَى الْمُزْدَلِفَةَ فَصَلَّى بِهَا الْمَغْرِبَ والْعِشَاءَ بِأَذَانٍ واحِدٍ وإِقَامَتَيْنِ ،ولَمْ يُصَلِّ بَيْنَهُمَا شَيْئًا، ثم اضْطَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ، فَصَلَّى الْفَجْرَ حِينَ تَبَيَّنَ لَهُ الصُّبْحُ بِأَذَانٍ وإِقَامَةٍ، ثم رَكِبَ الْقَصْوَاءَ، حَتَّى أَتَى الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ فَرَقِيَ عَلَيْهِ فَحَمِدَ اللَّهَ ،وكَبَّرَهُ ،وهَلَّلَهُ فَلَمْ يَزَلْ واقِفًا، حَتَّى أَسْفَرَ جِدًّا، ثم دَفَعَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ ،وأَرْدَفَ الْفَضْلَ بن الْعَبَّاس ،وكَانَ رَجُلًا حَسَنَ الشَّعْرِ ، أَبْيَضَ وسِيمًا فَلَمَّا دَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- مَرَّ الظُّعُنُ يَجْرِينَ فَطَفِقَ يَنْظُرُ إِلَيَّهِنَّ فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يَدَهُ مِنَ الشِّقِّ الْآخَرِ فَصَرَفَ الْفَضْلُ وجْهَهُ مِنَ الشِّقِّ الْآخَرِ يَنْظُرُ ، حَتَّى أَتَى مُحَسِّرًا حَرَّكَ قَلِيلًا، ثم سَلَكَ الطَّرِيقَ الْوُسْطَى الَّتِي تُخْرِجُكَ إِلَى الْجَمْرَةِ الْكُبْرَى، حَتَّى أَتَى الْجَمْرَةَ الَّتِي عِنْدَ الشَّجَرَةِ فَرَمَى بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ مِنْهَا ، مِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ ،ورَمَى مِنْ بَطْنِ الْوَادِي ، ثم انْصَرَفَ إِلَى الْمَنْحَرِ فَنَحَرَ ثَلَاثَا وستينَ بَدَنَةً بِيَدِهِ ،وأَعْطَى عَلِيًّا فَنَحَرَ مَا غَبَرَ ،وأَشْرَكَهُ فِي هَدْيِهِ، ثم أَمَرَ مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ بِبَضْعَةٍ فَجُعِلَتْ فِي قِدْرٍ فَطُبِخَتْ فَأَكَلَا مِنْ لَحْمِهَا ،وشَرِبَا مِنْ مَرَقِهَا ، ثم أَفَاضَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-إِلَى الْبَيْتِ فَصَلَّى بِمَكَّةَ(1/274)
الظُّهْرَ فَأَتَى بني عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ،وهُمْ يَسْقُونَ عَلَى زَمْزَمَ فَقَالَ : انْزَعُوا بني عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَوْلَا أَنْ يَغْلِبَكُمُ النَّاسُ عَلَى سِقَايَتِكُمْ لَنَزَعْتُ مَعَكُمْ . فَنَاوَلُوهُ دَلْوًا فَشَرِبَ مِنْهُ (1) [38]).
رجال السند:
1- هشام بن عَمَّار : تقدم ،وهو صدوق.
2- حاتم بن إسماعيل:تقدم ،وهو صدوق صحيح الكتاب ، من رجال مسلم.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،ورواته ثقات .
16 –حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بن مُحَمَّد بن عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن دَاوُدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَان قَالَ حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- ثَلَاثَ حَجَّاتٍ حَجَّتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ ،وحَجَّةً بَعْدَ مَا هَاجَرَ مِنَ الْمَدِينَةِ ،وقَرَنَ مَعَ حَجَّتِهِ عُمْرَةً ،واجْتَمَعَ مَا جَاءَ بِهِ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - ومَا جَاءَ بِهِ عَلِيّ مِائَةَ بَدَنَةٍ مِنْهَا جَمَلٌ لِأَبِي جَهْلٍ فِي أَنْفِهِ بُرَةٌ مِنْ فِضَّةٍ ، فَنَحَرَ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- بِيَدِهِ ثَلَاثَا وستينَ ،ونَحَرَ عَلِيّ مَا غَبَرَ . قِيلَ لَهُ مَنْ ذَكَرَهُ قَالَ: جَعْفَر عن أَبِيهِ، عن جَابِر ،وابن أَبِي لَيْلَى، عن الْحَكَمِ، عن مِقْسَمٍ، عن ابن عَبَّاس (2) [39]).
رجال السند :
__________
(1) - أخرجه ابن ماجه فِي سننه – كتاب المناسك – باب حجة رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- ج2،ص1022-1027. تخريج الحديث الطويل ص67.
(2) - أخرجه ابن ماجه فِي سننه – كتاب المنساك – باب حجة رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- ج2،ص1027.
وأخرجه الترمذي فِي كتاب الحج – باب ما جاء كَمْ حج النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - ج2،ص155 ،(1/275)
1- القاسم بن مُحَمَّد بن عباد المهلبي : القاسم بن مُحَمَّد بن عباد بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي ، أبو مُحَمَّد الْبَصْرِيّ ، ثقة، من الحادية عشرة . روى عن: أبيه ،وعبد الله بن دَاوُد الخريبي ،وأبي عاصم ،وغيرهم . وعنه: ابن ماجه ،وأبو دَاوُد فِي السنن ،وابن خزيمة فِي صحيحه ،وابن أبي عاصم ،والمعمري ،وابن أبي الدنيا ،وآخرون. ذكره ابن حبان فِي الثقات ،وقَالَ الخطيب: كَانَ ثقة (1) [40]).
2- عبد الله بن دَاوُد : عبد الله بن دَاوُد بن عامر بن الربيع الهمداني، ثم الشعبي ، أبو عبد الرَّحْمَن المعروف بالخريبي ، ثقة، عابد من التاسعة . روى عن: إِسْمَاعِيل بن أبي خالد ،والثَّوْرِيّ ،والحسن بن صالح ،وطَلْحَة بن يَحْيَى بن طَلْحَة ،والأوزاعي ،وجماعة . وعنه: الحسن بن صالح بن حي ،وهو من شيوخه ،وزيد بن أخرم ،وغيرهم قَالَ ابن سعد كَانَ ثقة، عابدا ناسكا ،وقَالَ معاوية بن صالح، عن ابن معين ثقة، صدوق مأمون ،وقَالَ عُثْمَان الدَّارِمِيّ سألت ابن معين عنه ،وعن أبي عاصم فَقَالَ : ثقتان . قَالَ الدَّارِمِيّ :الخريبي أعلى .وقَالَ أبو زرعة ،والنسائي: ثقة. وقَالَ أبو حاتم :كَانَ يميل إِلَى الرأي ،وكان صدوقا . وقَالَ الدارقطني: ثقة، زاهد .وقَالَ ابن عُيَيْنَة: ذاك أحد الأحدين ،وقَالَ مرة :ذاك شيخنا القديم .قَالَ ابن حبان فِي الثقات : مات سنة أحدى عشرة ومائتين ،وقيل سنة ثَلَاثَ عشرة (2) [41]).
3- سُفْيَان الثَّوْرِيّ : تقدم ،وهو ثقة، ثبت حجة.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،ورواته ثقات
__________
(1) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج9،ص18- تهذيب التهذيب ج8،ص301- تقريب التهذيب ج3،ص23.
(2) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج7،ص60- سير أعلام النبلاء ج9،ص346- تقريب التهذيب ج1،ص489.(1/276)
17 –حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ بن نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا حَفْص بن غِيَاثٍ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن أَبِي سَعِيدٍ قَالَ ضَحَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- بِكَبْشٍ أَقْرَنَ فَحِيلٍ يَأْكُلُ فِي سَوَادٍ ،ويَمْشِي فِي سَوَادٍ ،ويَنْظُرُ فِي سَوَادٍ (1) [42]).
رجال السند :
__________
(1) - أخرجه ابن ماجه فِي سننه – كتاب الأضاحي – باب ما يستحب من الأضاحي ج2،ص1046.
أخرجه الترمذي فِي كتاب الأضاحي – باب ما يستحب من الأضاحي ،ج3،ص27 .
وأخرجه النسائي – كتاب الضحايا – باب الكبش ، ج7،ص220-221،
وأخرجه ، أبو داود فِي سننه كتاب الضحايا – باب ما يستحب من الضحايا /ج1،ص638.(1/277)
1- مُحَمَّد بن عبد الله بن نمير : مُحَمَّد بن عبد الله بن نمير الهمداني الخارفي ، أبو عبد الرَّحْمَن الْكُوفِيّ الحافظ ، ثقة، حافظ فاضل من العاشرة . روى عن: أبيه ،وسُفْيَان بن عُيَيْنَة ،ومروان بن معاوية ،وإِسْمَاعِيل بن علية ،وأبي معاوية ،وعبد الله بن إدريس ،وحَفْص بن غِيَاث ،وخلق كثير . روى عنه: البخاري ،ومسلم ،وأبو دَاوُد ،وابن ماجه ،وروى الترمذي ،والنسائي عنه بواسطة البخاري ،وغيرهم .قَالَ أبو إِسْمَاعِيل الترمذي: كَانَ أحمد بن حَنْبَل يعظم مُحَمَّد بن عبد الله بن نمير تعظيما عجبا ،ويقول أي فتى هو. وعن أحمد أيضا قَالَ هو: درة العراق .وقَالَ عَلِيّ بن الجنيد :كَانَ أحمد ،وابن معين يقولان فِي شيوخ الكوفيين ما يقول ابن نمير فيهم .قَالَ ابن الجنيد : وما رأيت بالكوفة مثل ابن نمير ،وكان رجلا نبيلا قَدْ جمع العلم ،والفهم والسنة والزهد ،وكان فقيرا . وقَالَ أحمد بن سنان : ما رأيت من الكوفيين من أحداثهم أفضل منه .وقَالَ العجلي: كوفي ثقة، ويعد من أصحاب الحديث .وقَالَ أبو حاتم : ثقة، يحتج بحديثه .وقَالَ الآجري، عن أبي دَاوُد :ابن نمير أثبت من أبيه .وقَالَ النسائي: ثقة، مأمون . وذكره ابن حبان فِي الثقات ،وقَالَ: مات فِي شعبان سنة أربع وثَلَاثَين ومائتين ،وكان من الحفاظ المتقنين ،وأهل الورع (1) [43]).
2- حَفْص بن غياث: تقدم ،وهو ثقة، فقيه ، من رجال مسلم.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وقد صححه الألباني (2) [44]).
__________
(1) - انظر ترجمته:ثقات ابن حبان ج9،ص85- سير أعلام النبلاء ج11،ص455- تهذيب التهذيب ج9،ص251- تقريب التهذيبج3،ص100.
(2) - إرواء الغليل، مرجع سابق، ج4،ص351.(1/278)
18 –حَدَّثَنَا هِشَامُ بن عَمَّار ، حَدَّثَنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَةَ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- أَمَرَ مِنْ كُلِّ جَزُورٍ بِبَضْعَةٍ فَجُعِلَتْ فِي قِدْرٍ فَأَكَلُوا مِنَ اللَّحْمِ ،وحَسَوْا مِنَ الْمَرَقِ (1) [45]).
رجال السند:
1- هشام بن عَمَّار : تقدم ،وهو صدوق .
2- سُفْيَان بن عيينة: تقدم ،وهو حجة ثبت.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،ورواته ثقات
19 –حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بن مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْر بن مُحَمَّد ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يَقُولُ إِنَّ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي (2) [46]).
رجال السند :
__________
(1) - أخرجه ابن ماجه فِي سننه – كتاب الأضاحي – باب الأكل من لحوم الضحايا ج2،ص1055. تخريج الحديث الطويل ص67.
(2) - أخرجه ابن ماجه فِي سننه – كتاب الزهد – باب ذكر الشفاعة ج2،ص1441.
وأخرجه الترمذي فِي كتاب صفة القيامة ،والرقائق ،والورع ، باب ما جاء فِي الشفاعة ج4،ص43.
وأخرجه ، أبو داود فِي سننه كتاب السنة –باب فِي الشفاعة- من حديث سُلَيْمَان بن حرب، حَدَّثَنَا بسطام بن حريث، عن أشعث الحداني، عن أنس بن مَالِك، عن النَّبِيّ المجلد الأول ص787 .
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده من حديث سُلَيْمَان بن حرب، حَدَّثَنَا بسطام بن حريث، عن أشعث الحراني، عن أنس بن مَالِك ج3،ص213.(1/279)
1- عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم الدمشقي : عبد الرَّحْمَن ابن إِبْرَاهِيم بن عَمْرُو ابن ميمون القرشي ، أبو سعيد الدمشقي المعروف بدحيم بن اليتيم ، ثقة، حافظ متقن من العاشرة . روى عن: آدَمَ بن أبي إياس ،وسُفْيَان بن عُيَيْنَة ،والوليد بن مسلم ،وغيرهم .روى عنه: البخاري ،وأبو دَاوُد ،والنسائي ،وابن ماجه ،وإِبْرَاهِيم بن إسحاق الحربي ،وآخرون. قَالَ أحمد بن عبد الله العجلي ،وأبو حاتم ،والنسائي ،والدارقطني : ثقة، زاد النسائي : مأمون لَا بأس بِهِ .وقَالَ أبو دَاوُد : حجة لم يكن بدمشق فِي زمنه مثله .وقَالَ البخاري ،وأبو زرعة الدمشقي ،وابنه عَمْرُو ابن دحيم ،وأبو سعيد بن يونس ،وغير واحد : مات سنة خمس وأربعين ومئتين (1) [47]).
2- الوليد بن مسلم : تقدم ،وهو ثقة، كثير التدليس ،والتسوية.
__________
(1) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج8،ص381- سير أعلام النبلاء ج11،ص515- تقريب التهذيب ج1،ص559.(1/280)
3- زُهَيْر بن مُحَمَّد : زُهَيْر بن مُحَمَّد التميمي العنبري ، أبو المنذر الخراساني المروزي الخرقي، رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة فضعف بسببِهِا .قَالَ البخاري، عن أحمد: كأن زُهَيْر ا الَّذِي يروي عنه الشاميون آخر .وقَالَ أبو حاتم : حدث بالشام من حفظه فكثر غلطه من السابعة . روى عن: أَبَان بن أبي عَيَّاش ،وإِسْمَاعِيل بن ،وردان ،وأسيد بن أبي أسيد البراد ،وجَعْفَر بن مُحَمَّد الصادق ،وحميد الطويل ،وزيد بن اسلم ،وغيرهم . روى عنه: بشر بن منصور السليمي . قَالَ حَنْبَل بن إسحاق، عن أحمد بن حَنْبَل: ثقة. وقَالَ أبو بكر المروذي، عن أحمد بن حَنْبَل: لَيْسَ بِهِ بأس .وقَالَ إِبْرَاهِيم بن يعقوب الجوزجاني، عن أحمد : مستقيم الحديث .وقَالَ أبو الحسن الميموني، عن أحمد: مقارب الحديث .وقَالَ البخاري قَالَ أحمد: كأن الَّذِي روى عنه أهل الشام زُهَيْر آخر ، فَقُلْتُ اسمه .وقَالَ أبو بكر الأثرم سمعت أبا عبد الله ،وذكر رواية الشاميين، عن زُهَيْر بن مُحَمَّد قَالَ: يروون عنه أحاديث مناكير هؤلاء، ثم قَالَ لي: ترى هَذَا زُهَيْر بن مُحَمَّد الَّذِي يروون عنه أصحابنا، ثم قَالَ: اما رواية أصحابنا عنه فمستقيمة ،واما أحاديث أبي حَفْص ذاك التنيسي عنه فتلك بواطيل موضوعة ، أو نحو هَذَا ،فأما بواطيل فقد قَالَه . وقَالَ أبو بكر بن أبي خيثمة، عن يَحْيَى ابن معين: صالح لَا بأس بِهِ .وقَالَ عُثْمَان بن سعيد الدَّارِمِيّ، عن يَحْيَى: ثقة، .(1/281)
وقَالَ أحمد بن عبد الله العجلي : جائز الحديث ،وذكره أبو زرعة فِي أسامي الضعفاء ،وقَالَ أبو حاتم :محله الصدق ،وفي حفظه سوء ،وكان حديثه بالشام أنكر من حديثه بالعراق لسوء حفظه فما حدث من حفظه ففيه أغاليط ،وما حدث من كتبِهِ فهو صالح ،وقَالَ عُثْمَان بن سعيد الدَّارِمِيّ ،وصالح بن مُحَمَّد البغدادي ثقة، صدوق زاد عُثْمَان ،وله أغاليط كثيرة ،وقَالَ البخاري ما روى عنه: أهل الشام فإنه مناكير ،وما روى عنه: أهل البصرة فإنه صحيح ،وقَالَ النسائي ضعيف ،وقَالَ فِي موضع آخر لَيْسَ بالقوي ،وقَالَ فِي موضع آخر لَيْسَ بِهِ بأس ،وعند عَمْرُو بن أبي سَلَمَة عنه مناكير ،وقَالَ يعقوب بن شيبة: صدوق صالح الحديث ،وقَالَ أبو عروبة الحراني :كَانَ أحاديثه فوائد .وقَالَ أبو أحمد بن عدي :ولعل أهل الشام اخطأوا عليه فإنه إِذَا حدث عنه أهل العراق فرواياتهم عنه شبه المستقيمة ،وأرجو انه لَا بأس بِهِ روى لَهُ الجماعة (1) [48]).
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وقد صححه الألباني فِي مشكاة المصابيح (2) [49])
المبحث السابع:
مروياته فِي مسند الإمام أحمد بن حَنْبَل
أولاً: الإمام أحمد بن حنبل (3) [1]) ،ومسنده
هو : أحمد بن مُحَمَّد بن حَنْبَل بن هلال بن أَسَد الشيباني، أبو عبد الله المروزي، ثم البغدادي. خرج بِهِ من مرو حملا، وولد ببغداد، ونشأ بِهِا، ومات بِهِا، وطاف البلاد فِي طلب العلم، ودخل الكوفة، وبالبصرة، ومكة، والمدينة، واليمن، الشام، الجزيرة.
__________
(1) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج6،ص337- ميزان الاعتدال ج2،ص84- سير أعلام النبلاء ج8،ص187- تهذيب التهذيب ج3،ص301- تقريب التهذيب ج1،ص316.
(2) - مُحَمَّد بن عبد الله الخطيب التبريزي، مشكاة المصابيح ، تحقيق مُحَمَّد ناصر الدين الألباني ، بيروت : المكتب الإسلامي ، ط3،1985. ج3،ص216.
(3) - انظر ترجمته : تهذيب الكمال ج1،ص437.(1/282)
وقَالَ أبو بكر بن أبي داود: أحمد بن حَنْبَل من بني مازن بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن عَلِيّ بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أَسَد بن ربيعة بن نزار أخي مضر بن نزار.
وكان فِي ربيعة رجلان لم يكن فِي زمانهما مثلهما، لم يكن فِي زمان قتادة مثل قتادة، ولم يكن فِي زمان أحمد بن حَنْبَل مثله، وهما جميعا سدوسيان .
وقَالَ عبدالله بن أحمد بن حنبل: بلغني، عن يَحْيَى بن معين قَالَ: ما رايت خيرا من أحمد بن حَنْبَل قط، ما افتخر علينا قط بالعربية، ولا ذكرها .
وقد كَانَ الإمام أحمد يقول: ولدت فِي سنة أربع وستين ومئة. وطلبت الحديث فِي سنة تسع وسبعين ومئة ،وأنا ابن ست عشرة.
وقَالَ أحمد بن سَلَمَة النيسابوري: سمعت قُتَيْبَة بن سعيد يقول: أحمد بن حَنْبَل إمام الدنيا .
وقَالَ عبد الرحمان بن أبي حاتم، عن الحسين بن الحسن الرازي: سمعت عَلِيّ ابن المديني يقول: لَيْسَ فِي أصحابنا أحفظ من أبي عبد الله أحمد بن حنبل، وبلغني أنه كَانَ لَا يحدث إِلَّا من كتاب، ولنا فيه أسوة حسنة.
وقَالَ صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي، عن أبيه: وأحمد بن حَنْبَل يكنى أبا عبد الله، سدوسي من أنفسهم بصري من أهل خراسان، ولد ببغداد، ونشأ بِهِا، ثقة، ثبت فِي الحديث، نزه النفس، فقيه فِي الحديث، متبع، يتبع الآثار، صاحب سنة ،وخير.
مؤلفات الإمام أحمد بن حنبل:
1- المسند: وقد طبع عدة مَرَّاتٍ .
2- العلل: وهو مطبوع أكثر من طبعة.
3- الأشربة: وهو مطبوع .
4- الفضائل : مطبوع.
5- الأسماء ،والكنى : مطبوع .
ومن الآثار المجموعة، عن الإمام أحمد بن حَنْبَل ، ما جمعه ، أبو بكر الخلال من أقواله ،وفتاويه :
1- كتاب العلل : ثَلَاثَة مجلدات.
2- كتاب العلم : ثَلَاثَة مجلدات.
3- كتاب السنة : ثَلَاثَة مجلدات.
المسند:(1/283)
لقد عمل الإمام أحمد على جمع الحديث الشريف فِي كتاب يكون إماماً للناس ، جارياً عَلَى النسق المعروف من الترتيب عَلَى المسانيد ، مقتصراً عَلَى المرفوع منها فِي الجملة . يقول الإمام أحمد بن حَنْبَل مخاطباً ابنه :" قصدت فِي المسند جمع المشهور ،وتركت الناس تَحْتَ ستر الله تعالى، ولو أردت أن أقصد ما صح عندي ، لم أرو من هَذَا المسند إِلَّا الشيء بعد الشيء، ولكنك يا بني تعرف طريقتي فِي الحديث، لست أخالف ما ضعف إِذَا لم يكن فِي الباب ما يدفعه).
ولذلك فإن المسند يحتوي عَلَى أقسام كثيرة من الحديث ففيه الصحيح لذاته ،ولغيره، والحسن لذاته ،ولغيره، وكذلك الضعيف.
وفاته: توفي الإمام أحمد يوم الْجُمُعَةَ لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأول ، سنة إحدى وأربعين ومائتين .
ثانياً: المرويات:
1 –حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ حَدَّثَنِي نَصْرُ بن عَلِيّ الْأَزْدِيُّ أَخْبَرَنِي عَلِيّ بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَلِيّ بن الْحُسَيْنِ بن عَلِيّ حَدَّثَنِي أَخِي مُوسَى بن جَعْفَر، عن أَبِيهِ جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن عَلِيّ بن حُسَيْنٍ رَضِي اللَّهُمَّ عَنْهم، عن أَبِيهِ، عن جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُمَّ عَلَيْهِ ،وسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِ حَسَنٍ ،وحُسَيْنٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهمَا فَقَالَ : مَنْ أَحَبني وأَحَبَّ هَذَيْنِ وأَبَاهُمَا وأُمَّهُمَا ، كَانَ مَعِي فِي دَرَجَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ (1) [2]).
رجال السند :
__________
(1) - أخرجه الإمام أحمد في مسنده - مسند العشرة المبشرين بالجنة ، ج1،ص77.
وأخرجه الترمذي فِي كتاب المناقب - باب مناقب عَلِيّ بن أبي طالب ،ج5،ص305.(1/284)
1- عبد الله : عبد الله بن أحمد بن مُحَمَّد بن حَنْبَل بن هلال بن أَسَد الشيباني ، أبو عبدالرَّحْمَن البغدادي ،قَالَ أبو عَلِيّ الصواف قَالَ عبدالله بن أحمد بن حَنْبَل : كل شئ اقول قَالَ أبي فقد سمعته مرتين أو ثَلَاثَة ،وقَالَ ابن أبي حاتم : كتب إِلَيَّ بمسائل أبيه ،وبعلل الحديث ، قَالَ أبو الحسين بن المنادي : لم يكن فِي الدنيا أحد أروى، عن أبيه منه ، لأنه سمع منه المسند ،وهو ثَلَاثَون ألفاً ،والتفسير ،وهو مائة وعشرون ألفاً سمع منه ثمانين ألفاً ،والباقي وجادة ،والناسخ ،والمنسوخ ،والتاريخ ،وحديث شعبة ،وجوابات الْقُرْآن ،والمناسك ،وغير ذَلِكَ من التصانيف ،وحديث الشيوخ . قَالَ وما زلنا نرى اكابر شيوخنا يشهدون لَهُ بمعرفة الرجال ،وعلل الحديث ،والأسماء ،والكنى ،والمواظبة عَلَى الطلب ، حَتَّى إِنَّ بعضهم أسرف فِي تفريطه إياه بالمعرفة ،وزيادة السماع عَلَى أبيه ، قَالَ ابن عدي: نَبُل بأبيه ، وله فِي نفسه محل فِي العلم ،ولم يكتب، عن أحد إِلَّا من أمره أبوه أن يكتب عنه ،وقَالَ الخطيب: كَانَ ثقة ثبتا فهما ،وقَالَ أبو عَلِيّ بن الصواف :ولد سنة ثَلَاثَ عشرة ،ومات سنة تسعين ومائتين (1) [3]) .
2- نصر بن عَلِيّ الأزدي: الجهضمي تقدم ،وهو ثقة، ثبت.
3- عَلِيّ بن جَعْفَر: تقدم ،وهو مقبول .
4- موسى بن جَعْفَر: تقدم ،وهو صدوق عابد.
الحكم عَلَى سند الحديث : أنظر الحكم عَلَى الحديث رقم 19 فِي سنن الترمذي .ص 153
__________
(1) - انظر ترجمته : سير أعلام النبلاء ج13،ص516- تهذيب التهذيب ج5،ص124.(1/285)
2 –حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِي أبي، حَدَّثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد قَالَ عَبْد اللَّهِ ،وسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مُحَمَّد ، حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عن جَعْفَر، عن أَبِيهِ، عن عَلِيّ بن حُسَيْنٍ، عن ابن عباس، عن الْفَضْلِ بن عباس أن النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهَُ عَلَيْهِ ،وسَلَّمَ- لَمْ يَزَلْ يُلَبِّي، حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ فَرَمَاهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ (1) [4]).
رجال السند :
1- عبد الله بن مُحَمَّد : أبو بكر بن أَبِي شَيْبَةَ تقدم ،وهو ثقة، حافظ ،ومن رجال مسلم.
2- حَفْص بن غياث: تقدم ،وهو ثقة، فقيه من رجال مسلم.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،ورواته ثقات .
3 – حَدَّثَنَا يَحْيَى بن يَمَانٍ، عن حَسَنِ بن صَالِحٍ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد :قَالَ كَانَ الْمَاءُ، مَاءُ غُسْلِهِ -صَلَّى اللَّهُمَّ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- حِينَ غَسَّلُوهُ بَعْدَ وفَاتِهِ يَسْتَنْقِعُ فِي جُفُونِ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُمَّ عَلَيْهِ وسَلَّمَ - فَكَانَ عَلِيّ يَحْسُوهُ (2) [5]).
رجال السند :
__________
(1) - أخرجه الإمام أحمد في مسنده- مسند بني هاشم – ج1،ص212. انظر تخريج الحديث الطويل ص 67
(2) - أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج1،ص267. انفرد بِهِ .(1/286)
1- يَحْيَى بن يمان : يَحْيَى بن يمان العجلي ، أبو زَكَرِيَّا الْكُوفِيّ ، صدوق عابد يخطئ كثيراً ،وقد تغير من كبار التاسعة . روى عن: روى، عن إِبْرَاهِيم بن يزيد الخوزي ،وأسامة بن زيد بن أسلم ،وإِسْمَاعِيل بن أبي خالد ،وغيرهم العجلي . روى عنه: أحمد بن أَسَد البجلي ،وإسحاق بن إِبْرَاهِيم بن حبيب بن الشهيد ،وأبو بكر إِسْمَاعِيل بن حَفْص الأبلي ،وابنه دَاوُد بن يَحْيَى بن يمان ،وكان من الحفاظ ،وسُفْيَان بن ،وكيع بن الجراح ،وقُتَيْبَة بن سعيد ،ويَحْيَى ابن معين ،وروى لَهُ البخاري فِي الأدب . ضعفه أحمد بن حَنْبَل ،وقَالَ : حدث عن الثَّوْرِيّ بعجائب ،لَا أدري لم يزل هكذا أو تغير حِينَ لقيناه، أو لم يزل الخطأ فِي كتبِهِ ،وروى من التفسير، عن الثَّوْرِيّ عجائب . وقَالَ إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن الجنيد، عن يَحْيَى ابن معين: لَيْسَ بثبت لم يكن يبالي أي شيء حدث ، كَانَ يتوهم الحديث. قَالَ: وقَالَ وكيع هذه الأحاديث التي يحدث بِهَا يَحْيَى بن يمان ليست من أحاديث سُفْيَان .وقَالَ عُثْمَان بن سعيد الدَّارِمِيّ، عن يَحْيَى بن معين: أرجو أن يكون صدوقا .وقَالَ عبد الخالق بن منصور، عن يَحْيَى بن معين: لَيْسَ بِهِ بأس .وقَالَ عبد الله بن عَلِيّ بن المديني، عن أبيه :صدوق ،وكان قَدْ فلج فتغير حفظه .وقَالَ أبو بكر بن عفان الصوفي، عن وكيع : ما كَانَ أحد من أصحابنا أحفظ للحديث منه، كَانَ يحفظ فِي المجلس خمس مائة حديث، ثم نسي فلا أعلم بالكوفة أحدا أحفظ من دَاوُد ابنه .وقَالَ يعقوب بن شيبة : كَانَ صدوقا كثير الحديث ،وإنما أنكر عليه أصحابنا كثرة الغلط ،وليس بحجة إِذَا خولف ،وهو من متقدمي أصحاب سُفْيَان فِي الكثرة عنه .وقَالَ النسائي: لَيْسَ بالقوي ،وذكره ابن حبان فِي كتاب الثقات (1) [6]).
__________
(1) - انظر ترجمته:تهذيب التهذيب ج11،ص267- سير أعلام النبلاءج8،ص356- ميزان الاعتدال ج4،ص416- تقريب التهذيب ج3،ص319.(1/287)
2- الحسن بن صالح : الحسن بن صالح بن صالح بن حي ،وهو حيان بن شفي بن هني بن رافع الهمداني الثَّوْرِيّ ، أبو عبد الله الْكُوفِيّ ، ثقة، فقيه عابد من السابعة . روى عن: أَبَان بن أبي عَيَّاش الْبَصْرِيّ ،وإِبْرَاهِيم بن مهاجر البجلي ،والأجلح بن عبد الله سنان ،وإِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن السدي ،وأشعث بن سوار ،وبكير بن عامر البجلي ،وغيرهم . روى عنه: أحمد بن عبد الله بن يونس ،وإسحاق بن منصور السلولي ،والجراح بن مليح الرؤاسي ،وعبيد الله بن المبارك ،وعبد الرَّحْمَن ابن مُصْعَب الْقَطَّان ،وعبد الْعَزِيز بن الخطاب ،وعبيد الله بن موسى ،ووكيع بن الجراح ،وآخرون. قَالَ مُحَمَّد بن عَلِيّ الوراق :سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل، عن الحسن بن صالح كيف حديثه؟ فَقَالَ: ثقة. وقَالَ عَلِيّ بن الحسن الهسنجاني، عن أحمد بن حَنْبَل : الحسن بن صالح صحيح الرواية متفقه صائن لنفسه فِي الحديث والورع ،وقَالَ عبد الله بن أحمد بن حَنْبَل سمعت أبي يقول: الحسن بن صالح أثبت فِي الحديث من شريك .وقَالَ أبو بكر بن أبي خيثمة، عن يَحْيَى بن معين : الحسن بن صالح ثقة. وقَالَ إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن الجنيد عن يَحْيَى : ثقة، مأمون .وقَالَ أحمد بن سعد بن أبي مريم، عن يَحْيَى : ثقة، مستقيم الحديث . وقَالَ عَبَّاس الدوري، عن يَحْيَى : يكتب رأي الحسن بن صالح ،ورأي الأوزاعي ،وهؤلاء ثقات. قَالَ: وسألت يَحْيَى ، عن الحسن بن صالح فَقَالَ: ثقة. وقَالَ عُثْمَان بن سعيد الدَّارِمِيّ قلت ليَحْيَى بن معين : فعلى بن صالح أحب إِلَيَّك أو الحسن بن صالح؟ فَقَالَ: كلاهما مأمونين ثقتين .وقَالَ أبو زرعة : اجتمع فيه إتقان ،وفقه ،وعبادة ،وزهد .وقَالَ أبو حاتم : ثقة، حافظ متقن .وقَالَ النسائي : ثقة .(1/288)
وقَالَ الساجي، عن أحمد بن مُحَمَّد ، عن أحمد بن حَنْبَل قَالَ وكيع: حَدَّثَنَا الحسن ، قيل من الحسن ، قَالَ : الحسن بن صالح الَّذِي لو رأيته ذكرت سعيد بن جبير ، أو شبهته بسعيد بن جبير. ذكره البخاري فِي كتاب الشهادات من الجامع ،وروى لَهُ فِي كتاب الأدب ،وروى لَهُ الباقون (1) [7]).
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث ضعيف لانقطاعه ، فالإمام جَعْفَر لم يدرك ذَلِكَ ،ولم يسنده.
__________
(1) - انظر ترجمته: ثقات بن حيان ج6،ص164- سير أعلام النبلاء ج7،ص361- تهذيب التهذيب ج2،ص248- تقريب التهذيب ج1،ص205.(1/289)
4 –حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن مَيْمُونٍ الزَّعْفَرَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي جَعْفَر، عن أَبِيهِ، عن يَزِيدَ بن هُرْمُز قَالَ كَتَبَ نَجْدَةُ إِلَى ابن عَبَّاس يَسْأَلُهُ، عن خَمْسِ خِلَالٍ فَقَالَ ابن عباس: إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أن ابن عَبَّاس يُكَاتِبُ الْحَرُورِيَّةَ ،ولَوْلَا أَنِّي أَخَافُ أن أَكْتُمَ عِلْمِي لَمْ أَكْتُبْ إِلَيَّهِ. كَتَبَ إِلَيَّهِ نَجْدَةُ :أَمَّا بَعْدُ فَأَخْبِرْنِي هَلْ كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهَُّ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يَغْزُو بِالنِّسَاءِ مَعَهُ ؟وهَلْ كَانَ يَضْرِبُ لَهُنَّ بِسَهْمٍ؟ ،وهَلْ كَانَ يَقْتُلُ الصِّبْيَانَ؟ ومَتَى يَنْقَضِي يُتْمُ اليَتِيْم ؟وأَخْبِرْنِي عن الْخُمُسِ لِمَنْ هُوَ؟ فَكَتَبَ إِلَيَّهِ بن عباس :أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- قَدْ كَانَ يَغْزُو بِالنِّسَاءِ مَعَهُ، فَيُدَاوِينَ الْمَرْضَى ،ولَمْ يَكُنْ يَضْرِبُ لَهُنَّ بِسَهْمٍ ،ولَكِنَّهُ كَانَ يُحْذِيهِنَّ مِنَ الْغَنِيمَةِ ،وأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِوسَلَّمَ- لَمْ يَكُنْ يَقْتُلُ الصِّبْيَانَ ،ولَا تَقْتُلِ الصِّبْيَانَ إِلَّا أن تَكُونَ تَعْلَمُ مَا عَلِمَ الْخَضِرُ مِنَ الصَّبِيِّ الَّذِي قَتَلَهُ ، فَتَقْتُلَ الْكَافِرَ ،وتَدَعَ الْمُؤْمِنَ ،وكَتَبْتَ تَسْأَلُنِي، عن يُتْمِ اليَتِيْم مَتَى يَنْقَضِي؟ ولَعَمْرِي إِنَّ الرَّجُلَ تَنْبُتُ لِحْيَتُهُ ،وهُوَ ضَعِيفُ الْأَخْذِ لِنَفْسِهِ فَإِذَا كَانَ يَأْخُذُ لِنَفْسِهِ مِنْ صَالِحِ مَا يَأْخُذُ النَّاسُ فَقَدْ ذَهَبَ اليتم،وأَمَّا الْخُمُسُ فَإِنَّا كُنَّا نُرَى أَنَّهُ لَنَا ،فَأَبَى ذَلِكَ عَلَيْنَا قَوْمُنَا (1)
__________
(1) - أخرجه الإمام أحمد في مسنده ،ج1،ص308..وأخرجه أيضاً فِي مسند بني هاشم من حديث عفان أَخْبَرَنَا جرير بن حازم أَخْبَرَنَا قيس بن سعد، عن يزيد بن هُرْمُز ج1،ص248. ومن حديث ، أبو معاوية، حَدَّثَنَا الحَجَّاج ، عن عطاء، عن ابن عَبَّاس ج1،ص224 . ومن حديث يزيد أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن إسحاق، عن مُحَمَّد بن عَلِيّ ،وعن الزُّهْرِيّ ، عن يزيد بن هُرْمُز ج1،ص352 . ومن حديث عبد الرَّحْمَن ابن مهدي، حَدَّثَنَا جرير بن حازم، عن قيس بن سعد بن يزيد بن هُرْمُز ج1،ص344. ومن حديث سفيان، حَدَّثَنَا إسماعيل بن أمية، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن يزيد بن هُرْمُز ج1،ص349 . ومن حديث عبد الْوَهَّابِ بن عطاء أَخْبَرَنَا جرير بن حازم، عن قيس بن سعد، عن يزيد بن هُرْمُز ج1،ص294 .
وأخرجه مسلم – كتاب الجهاد ،والسير- باب النساء الغازيات يرضخ لهن ،ولا يسهم ،والنهي، عن قتل صبيان أهل الحرب ج5،ص197،وفي كتاب الجهاد ،والسير من حديث بن أبي عمر، عن سفيان، عن إسماعيل بن أمية، عن سعيد المقبري، عن يزيد بن هرمزج5،ص197-198، ومن حديث إسحاق بن إبراهيم، عن ،وهب بن جرير بن حازم ،ومن حديث مُحَمَّد بن حاتم، عن بِهِز، عن جريرج5،ص198 .
وأخرجه الترمذي فِي كتاب - باب من يعطى من الفيء ج3،ص57.
وأخرجه النسائي فِي سننه كتاب قسم الفيء من حديث هَارُون بن عبد الله الحمال، عن عُثْمَان بن عمر، عن يونس بن يزيد، عن الزُّهْرِيّ ، عن يزيد بن هرمزج7،ص128. ،ومن حديث عمرو بن علي، عن يزيد بن هارون، عن مُحَمَّد بن إسحاق، عن الزُّهْرِيّ ،وعن مُحَمَّد بن عَلِيّ ج7،ص129.
وأخرجه ، أبو داود فِي سننه كتاب الجهاد – باب فِي المرأة ،والعبد يحذيان من الغنيمة من حديث محبوب بن موسى، عن أبي إسحاق الفزاري، عن زائدة، عن الأعمش، عن المختار بن صيفي، عن يزيد بن هُرْمُز المجلد الأول ص 619. ،ومن حديث مُحَمَّد بن يَحْيَى بن فارس، عن أحمد بن خالد الوهبي، عن بن إسحاق، عن أبي جَعْفَر ،والزُّهْرِيّ م1،ص620. ،وفي كتاب الخراج ،والإمارة ،والفيء من حديث أحمد بن صالح، عن عنبسة، عن يونس، عن بن شهاب م2،ص40.
وأخرجه الدارمي فِي سننه كتاب السير- باب سهم ذي القربي من حديث أبي النعمان، عن جرير ج2،ص225.(1/290)
[8]).
رجال السند:
1- مُحَمَّد بن ميمون الزعفراني:تقدم صدوق لَهُ أوهام.
2- زيد بن هُرْمُز : تقدم ،وهو ثقة.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح .
5 –حَدَّثَنَا يَحْيَى، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بن أَبِي رَافِع ،وكَانَ كَاتِبًا لِعَلِيّ : قَالَ كَانَ مَرْوَانُ يَسْتَخْلِفُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ فَاسْتَخْلَفَهُ مَرَّةً فَصَلَّى الْجُمُعَةَ فَقَرَأَ سُورَةَ الْجُمُعَةَ ،وإِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ فَلَمَّا انْصَرَفَ مَشَيْتُ إِلَى جَنْبِهِ فَقُلْتُ : أَبَا هُرَيْرَةَ قَرَأْتَ بِسُورَتَيْنِ قَرَأَ بِهِمَا عَلِيّ -رَضِيَ اللهُ عَنْه- قَالَ :قَرَأَ بِهِمَا حِبِّي ، أبو الْقَاسِمِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ،وسَلَّمَ- (1) [9]).
رجال السند :
1- يَحْيَى بن سعيد الأنصاري : تقدم ،وهو ثقة، ثبت .
الحكم عَلَى سند الحديث :
إسناده صحيح ،ورواته ثقات.
__________
(1) - أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج1،ص430 . أخرجه أيضاٌ فِي باقي مسند المكثرين من حديث مُحَمَّد بن جَعْفَر ،وبِهِز، حَدَّثَنَا شعبة، عن الحكم، عن مُحَمَّد بن عَلِيّ ج2،ص467 .
وأخرجه الإمام مسلم فِي كتاب الجمعة – باب ما يقرأ فِي صلاة الجمعة ، ج3،ص15،
و أخرجه الترمذي فِي سننه كتاب الجمعة من طريق قُتَيْبَة بن سعيد . وأخرجه ، أبو داود فِي سننه كتاب الصلاة- باب ما يقرأ بِهِ فِي الجمعة من طريق القعنبي، حَدَّثَنَا سليما بن بِلَال ، عن جَعْفَر، عن أبيه ج1،ص251.
و أخرجه ابن ماجه فِي سننه- كتاب إقامة الصلاة ،والسنة فيها- باب ما جاء فِي القراءة فِي الصلاة يوم الجمعة ج1،ص355 .
وأخرجه ، أبو داود فِي سننه – كتاب الصلاة – باب ما يقرأ فِي الجمعة ،م1،ص225.(1/291)
6 – حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيَّ ، عن جَعْفَر، عن أَبِيهِ، عن جَابِر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- قَضَى بِاليَمِيْن مَعَ الشَّاهِد. قَالَ جَعْفَر قَالَ أَبِي : وقَضَى بِهِ عَلِيّ بِالْعِرَاقِ. قَالَ أبو عَبْد الرَّحْمَن : كَانَ أَبِي قَدْ ضَرَبَ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ قَالَ ولَمْ يُوَافِقْ أَحَدٌ الثَّقَفِيَّ عَلَى جَابِر ، فَلَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى قَرَأَهُ عَلِيّ ،وكَتَبَ عَلَيْهِ هُوَ صَحَّ (1) [10]).
رجال السند:
1- عبد الْوَهَّابِ بن عبد المجيد الثَّقَفِيَّ : تقدم ،وهو ثقة، من رجال مسلم.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،ورواته ثقات .
__________
(1) - أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3،ص305. ومن حديث عبد الله بن الحرث، عن سيف بن سُلَيْمَان، عن قيس بن سعد، عن عمرو بن دينار، عن ابن عَبَّاس ج1،ص323. ومن حديث أبي مسلمة الخزاعي ثنا سُلَيْمَان بن بِلَال ، عن ربيعة بن عبد الرَّحْمَن ، عن إسماعيل بن عمرو بن قيس بن سعد بن عبادة، عن أبيه أنهم ،وجدوا فِي كتب أو فِي كتاب سعد بن عبادة ج5،ص285.
أخرجه الترمذي فِي كتاب الأحكام ، باب ما جاء فِي إِلَيَّمين مع الشاهد ،ج2،ص400.
وأخرجه ابن ماجه فِي سننه – كتاب الأحكام – باب القضاء بالشاهد ،وإِلَيَّمين ، ج2،ص793.(1/292)
7 - حَدَّثَنَا مُصْعَب بن سَلَّامٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَر، عن أَبِيهِ، عن جَابِر قَالَ خَطَبنا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فَحَمِدَ اللَّهَ واثنى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ لَهُ أَهْلٌ، ثم قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ ،وإِنَّ أَفْضَلَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّد ،وشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ،وكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، ثم يَرْفَعُ صَوْتَهُ ،وتَحْمَرُّ ،وجْنَتَاهُ ،ويَشْتَدُّ غَضَبِهِ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ قَالَ، ثم يَقُولُ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ بُعِثْتُ أَنَا والسَّاعَةُ هَكَذَا ،وأَشَارَ بِأُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةِ ،والْوُسْطَى صَبَّحَتْكُمُ السَّاعَةُ ،ومَسَّتْكُمْ مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ ،ومَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَإِلَيَّ وعَلِيّ ،والضَّيَاعُ يَعْنِي ،ولَدَهُ الْمَسَاكِينَ (1)
__________
(1) - أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3،ص310. ومن حديث بن الوليد، حَدَّثَنَا سفيان، عن جَعْفَر ج3،ص338 . ومن حديث يَحْيَى ، عن جَعْفَر ج3،ص319 . ومن حديث ،وكيع، عن سفيان، عن جَعْفَر ج3،ص371.
و أخرجه الإمام مسلم فِي كتاب الجمعة – باب تخفيف الصلاة ،والخطبة ج3، ص11.
وأخرجه النسائي – كتاب صلاة العيدين – باب كيف الخطبة ج3،ص188 ، و فِي سننه كتاب الجنائز – الصلاة عَلَى من عليه دين من حديث نوح بن حبيب القومسي، حَدَّثَنَا عبد الرزاق أنبأنا معمر، عن الزُّهْرِيّ ، عن أبي سلمة، عن جَابِر ج4،ص65 .
وأخرجه ، أبو داود فِي سننه كتاب الخراج ،والإمارة ،والفيء – باب فِي أرزاق الذرية ، و من طريق أحمد بن حنبل، حَدَّثَنَا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزُّهْرِيّ ، عن أبي سلمة، عن جَابِر ج2ص27.
وأخرجه ابن ماجه – كتاب الصدقات – باب من ترك ديناً أو ضياعاً فعلى الله ،وعلى رسوله ج2،ص807.
و أخرجه الدارمي فِي سننه ، كتاب المقدمة ، باب فِي كراهية أخذ الرأي ، ج1،ص69 .(1/293)
[11]).
رجال السند :
1- مُصْعَب بن سلام : مُصْعَب بن سلام التميمي الْكُوفِيّ نزيل بغداد ، صدوق لَهُ أوهام من الثامنة . روى عن: الأجلح بن عبد الله سنان ،وجَعْفَر بن مُحَمَّد الصادق ،وحمزة بن حبيب الزيات ،والزبرقان السراج ،وسعد بن طريف الإسكاف ،والعَبَّاس بن عبد الله القرشي ،وغيرهم . روى عنه: إِبْرَاهِيم بن دينار التمار ،وأحمد بن أبي الطيب المروزي ،وأحمد بن أبي عبد الرَّحْمَن الأصباغي ،وأحمد بن مُحَمَّد بن حَنْبَل ،وآخرون. قَالَ المفضل بن غسان الغلابي ،وعَبَّاس الدوري، عن يَحْيَى بن معين: لَيْسَ بِهِ بأس. وقَالَ إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن الجنيد، عن يَحْيَى بن معين: صدوق .وقَالَ جَعْفَر بن أبي عُثْمَان الطيالسي، عن يَحْيَى بن معين: ضعيف .وقَالَ العجلي: ثقة. وقَالَ أبو بكر الباغندي، حَدَّثَنَا هَارُون بن حاتم البزاز قَالَ، حَدَّثَنَا مُصْعَب بن سلام التميمي ،وكان شيخ صدق .وقَالَ أبو حاتم: شيخ محله الصدق. قَالَ الذهبي فِي الميزان: ضعفه عَلَى بن المدينى. وقَالَ أبو حاتم: محله الصدق، ولابن معين فيه قولان. وقَالَ ابن حبان : كثير الغلط لَا يحتج بِهِ. (1) [12]).
الحكم عَلَى سند الحديث :
إسناده ضعيف لوجود مُصْعَب بن سلام ،وقد توبع عليه .
__________
(1) - انظر ترجمته: تهذيب التهذيب ج10، ص146- ميزان اعتدال ج4،ص120- ضعفاء العقيلي ج4،ص189-تقريب التهذيب ج3،ص186.(1/294)
8 - حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عن جَعْفَر حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ قَالَ لِي جَابِر قَالَ سَأَلَنِي ابن عَمِّكَ الْحَسَنُ بن مُحَمَّد ، عن غُسْلِ الْجَنَابَةِ فَقُلْتُ: كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يَصُبُّ بِيَدَيْهِ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثَا . فَقَالَ : إِنِّي كَثِيرُ الشَّعْرِ. فَقُلْتُ: مَهْ يَا ابن أَخِي ، كَانَ شَعْرُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- أَكْثَرَ مِنْ شَعْرِكَ وأَطْيَبَ (1)
__________
(1) - أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3،ص319. وأخرجه أيضاً من حديث مُحَمَّد بن جَعْفَر، حَدَّثَنَا شعبة، عن مخول، عن مُحَمَّد بن عَلِيّ ج3،ص289 . ومن حديث هشيم أَخْبَرَنَا يزيد بن أبي زياد، عن سالم با أبي الجعد، عن جَابِر ج3،ص303. ومن حديث هشيم، عن أبي بشر، عن أبي سفيان، عن جَابِر ج3،ص304 . ومن حديث عبد الملك بن عمروحَدَّثَنَا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عبيد الله بن مقسم ج3،ص292 . ومن حديث سعيد بن عامر أَخْبَرَنَا شعبة، عن مخول، عن أبي جَعْفَرج3،ص370 . ومن حديث إبراهيم، حَدَّثَنَا رباح، عن معمر، عن زيد بن أسلم، عن عبد الله بن مقسم ج3،ص378. ومن حديث عبد الْوَهَّابِ الثَّقَفِيَّ ، عن جَعْفَر ج3،ص379.
وأخرجه الإمام البخاري فِي صحيحه كتاب الغسل باب الغسل بالصاع ،ونحوه[ ج1-ص55] من حديث عبد الله بن مُحَمَّد ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن آدَمَ ، حَدَّثَنَا زُهَيْر ، عن أبي إسحاق، حَدَّثَنَا أبو جَعْفَر ،وأخرجه أيضاً فِي كتاب الغسل ، باب من أفاض عَلَى رأسه ثَلَاثَ[ج1-ص56]. من حديث مُحَمَّد بن بشار، حَدَّثَنَا غندر، حَدَّثَنَا شعبة، عن مخول بن راشد، عن مُحَمَّد بن عَلِيّ . ومن حديث أبي نعيم، حَدَّثَنَا معُمَر بن يَحْيَى بن سام حَدَّثَنِي ، أبو جَعْفَر [ج1-ص56] .
وأخرجه مسلم فِي كتاب الحيض - باب استحباب إفاضة الماء عَلَى الرأس ،وغيره ثَلَاثَاً ج1،ص178.
،
وأخرجه النسائي فِي سننه كتاب الطهارة باب ذكر القدر الَّذِي يكتفي بِهِ الرجل من الماء للغسل من حديث قُتَيْبَة بن سعيد حَدَّثَنَا الأحوص، عن أبي إسحاق، عن أبي جَعْفَرج1،ص127 . و فِي كتاب الغسل ،والتيمم ،باب ما يكفي الجنب من إفاضة الماء عليه من حديث مُحَمَّد بن عبد الأعلى، حَدَّثَنَا خالد، عن شعبة، عن مخول، عن أبي جَعْفَر ج1،ص207 .
وأخرجه ابن ماجه فِي سننه كتاب الطهارة ،وسننها باب فِي الغسل من الجنابة.من حديث أبي بكر بن أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَفْص بن غياث، عن جَعْفَر ، ج1،ص191(1/295)
[13]).
رجال السند:
1- يَحْيَى بن سعيد الأنصاري : تقدم ،وهو ثبت .
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،ورواته ثقات
9 – حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عن جَعْفَر حَدَّثَنِي أَبِي، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- كَانَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ بَعْدَ التَّشَهُّدِ : إِنَّ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ ،وأَحْسَنَ الْهُدَى هُدْى مُحَمَّد . قَالَ يَحْيَى:ولَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ : وشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ،وكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ أَعْلَى بِهَا صَوْتَهُ ،واشْتَدَّ غَضَبه كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ ، ثم يَقُولُ: بُعِثْتُ أَنَا ،والسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ ،وأَوْمَأَ .وصف يَحْيَى : بِالسَّبَّابَةِ والْوُسْطَى (1) [14]).
رجال السند:
كالحديث السابق
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،ورواته ثقات
__________
(1) - أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3،ص319. سبق تخريجه فِي الحديث السابع .(1/296)
10 –حَدَّثَنَا يَحْيَى ، حَدَّثَنَا جَعْفَر حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: أَتَيْنَا جَابِر بن عَبْدِ اللَّه ،وهُوَ فِي بني سَلَمَة فَسَأَلْنَاهُ، عن حَجَّةِ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فَحَدَّثَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- مَكَثَ بِالْمَدِينَةِ تِسْعَ سِنِينَ لَمْ يَحُجَّ، ثم أُذِّنَ فِي النَّاسِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- حَاجٌّ هَذَا الْعَامَ قَالَ فَنَزَلَ الْمَدِينَةَ بَشَرٌ كَثِيرٌ كُلُّهُمْ يَلْتَمِسُ أَنْ يَأْتَمَّ بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- ،ويَفْعَلَ مِثْلَ مَا يَفْعَلُ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- لِعَشْرٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ ،وخَرَجْنَا مَعَهُ، حَتَّى أَتَى ذَا الْحُلَيْفَةِ نُفِسَتْ أَسْمَاء بنتِ عُمَيْسٍ بِمُحَمَّد بن أَبِي بَكْرٍفَأَرْسَلَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- : كَيْفَ أَصْنَعُ؟ قَالَ اغْتَسِلِي، ثم اسْتَذْفِرِي بِثَوْبٍ، ثم أَهِلِّي فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- حَتَّى إِذَا اسْتَوَتْ بِهِ نَاقَتُهُ عَلَى الْبَيْدَاءِ أَهَلَّ بِالتَّوْحِيدِ لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْك َإِنَّ الْحَمْدَ والنِّعْمَةَ لَكَ والْمُلْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ ،ولَبَّى النَّاسُ ،والنَّاسُ يَزِيدُونَ ذَا الْمَعَارِجِ ،ونَحْوَهُ مِنَ الْكَلَامِ ،والنَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يَسْمَعُ فَلَمْ يَقُلْ لَهُمْ شَيْئًا فَنَظَرْتُ مَدَّ بَصَرِي ،وبَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- مِنْ رَاكِبٍ ومَاشٍ ،ومِنْ خَلْفِهِ مِثْلَ ذَلِكَ ،وعَنْ يَمِينِهِ مِثْلَ ذَلِكَ ،وعَنْ شِمَالِهِ مِثْلُ ذَلِكَ .(1/297)
قَالَ جَابِر :ورَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- بَيْنَ أَظْهُرِنَا عَلَيْهِ يَنْزِلُ الْقُرْآن ،وهُوَ يَعْرِفُ تَأْوِيلَهُ ،ومَا عَمِلَ بِهِ مِنْ شَيْءٍ عَمِلْنَا بِهِ. فَخَرَجْنَا لَا نَنْوِي إِلَّا الْحَجَّ، حَتَّى أَتَيْنَا الْكَعْبَةَ فَاسْتَلَمَ نَبِيُّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- الْحَجَر الْأَسْوَدَ، ثم رَمَلَ ثَلَاثَةً ،ومَشَى أَرْبَعَةً، حَتَّى إِذَا فَرَغَ عَمَدَ إِلَى مَقَامِ إِبْرَاهِيم فَصَلَّى خَلْفَهُ رَكْعَتَيْنِ، ثم قَرَأَ ((واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيم مُصَلًّى ) ) - قَالَ أَبِي - قَالَ أبو عَبْدِ اللَّهِ - يَعْنِي جَعْفَرا - فَقَرَأَ فِيهَا بِالتَّوْحِيدِ ،وقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، ثم اسْتَلَمَ الْحَجَر ،وخَرَجَ إِلَى الصَّفَا، ثم قَرَأَ ( (إِنَّ الصَّفَا والْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ) )، ثم قَالَ: نَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ فَرَقِيَ عَلَى الصَّفَا، حَتَّى إِذَا نَظَرَ إِلَى الْبَيْتِ كَبَّرَ قَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ ولَهُ الْحَمْدُ ،وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، أَنْجَزَ وعْدَهُ ،وصَدَقَ عَبْدَهُ ،وغَلَبَ الْأَحْزَابَ وحْدَهُ، ثم دَعَا، ثم رَجَعَ إِلَى هَذَا الْكَلَامِ، ثم نَزَلَ حَتَّى إِذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ فِي الْوَادِي رَمَلَ، حَتَّى إِذَا صَعِدَ مَشَى ، حَتَّى أَتَى الْمَرْوَةَ فَرَقِيَ عَلَيْهَا ، حَتَّى نَظَرَ إِلَى الْبَيْتِ فَقَالَ عَلَيْهَا كَمَا قَالَ عَلَى الصَّفَا فَلَمَّا كَانَ السَّابِعُ عِنْدَ الْمَرْوَةَ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ َلمْ أَسُقِ الْهَدْيَ ،ولَجَعَلْتُهَا عُمْرَةً ، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيَحِلَّلْ ،(1/298)
ولْيَجْعَلْهَا عُمْرَةً فَحَلَّ النَّاسُ كُلُّهُمْ . فَقَالَ سُرَاقَةُ بن مَالِك بن جُعْشُمٍ -وهُوَ فِي أَسْفَلِ الْمَرْوَةَ -: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلِعَامِنَا هَذَا أَمْ لِلْأَبَدِ ؟ فَشَبَّكَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- أَصَابِعَهُ فَقَالَ : لِلْأَبَدِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ . ثم قَالَ : دَخَلَتِ الْعُمْرَةُ فِي الْحَجِّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. قَالَ: وقَدِمَ عَلِيّ مِنَ الْيَمَن فَقَدِمَ بِهَدْيٍ ،وسَاقَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- مَعَهُ مِنَ الْمَدِينَةِ هَدْيًا . فَإِذَا فَاطِمَةَ -رَضِي اللَّهُ عَنْهَا- قَدْ حَلَّتْ ولَبِسَتْ ثِيَابِهِا صَبِيغًا ،واكْتَحَلَتْ .فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلِيّ -رَضِي اللَّهُ عَنْه- عَلَيْهَا فَقَالَتْ : أَمَرَنِي بِهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- قَالَ، قَالَ عَلِيّ بِالْكُوفَةِ. قَالَ جَعْفَر، قَالَ أَبِي: هَذَا الْحَرْفُ لَمْ يَذْكُرْهُ جَابِر - فَذَهَبْتُ مُحَرِّشًا أَسْتَفْتِي بِهِ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فِي الَّذِي ذَكَرَتْ فَاطِمَةَ. قُلْتُ: إِنَّ فَاطِمَةَ لَبِسَتْ ثِيَابِهِا صَبِيغًا ،واكْتَحَلَتْ ،وقَالَتْ: أَمَرَنِي بِهِ أَبِي .قَالَ: صَدَقَتْ صَدَقَتْ صَدَقَتْ، أَنَا أَمَرْتُهَا بِهِ .قَالَ جَابِر وقَالَ : لِعَلِيّ بِمَ أَهْلَلْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ اللَّهُمَّ إِنِّي أُهِلُّ بِمَا أَهَلَّ بِهِ رَسُولُكَ .قَالَ: ومَعِي الْهَدْي . قَالَ : فَلَا تَحِلَّ.(1/299)
قَالَ: فَكَانَتْ جَمَاعَةُ الْهَدْيِ الَّذِي أَتَى بِهِ عَلِيّ -رَضِي اللَّهُ تَعَالَى عَنْه- مِنَ الْيَمَن ،والَّذِي أَتَى بِهِ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- مِائَةً فَنَحَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- بِيَدِهِ ثَلَاثَةً وستينَ، ثم أَعْطَى عَلِيًّا فَنَحَرَ مَا غَبَرَ ،وأَشْرَكَهُ فِي هَدْيِهِ، ثم أَمَرَ مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ بِبَضْعَةٍ فَجُعِلَتْ فِي قِدْرٍ فَأَكَلَا مِنْ لَحْمِهَا ،وشَرِبَا مِنْ مَرَقِهَا ، ثم قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- : قَدْ نَحَرْتُ هَا هُنَا ،ومِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ ،ووَقَفَ بِعَرَفَةَ فَقَالَ ،وقَفْتُ هَاهُنَا ،وعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ ،ووَقَفَ بِالْمُزْدَلِفَةِ فَقَالَ : قَدْ وقَفْتُ هَاهُنَا ،والْمُزْدَلِفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ (1) [15]).
رجال السند:
1- يَحْيَى بن سعيد الأنصاري : تقدم ،وهو ثقة، ثبت.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،ورواته ثقات
11 –حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنِي أبي، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن آدَمَ ، حَدَّثَنَا حَسَنُ بن عَيَّاش أَخُو أَبِي بَكْرٍ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي الْجُمُعَةَ مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُمَّ عَلَيْهِ ،وسَلَّمَ، ثم نَرْجِعُ فَنُرِيحُ نَوَاضِحَنَا قَالَ حَسَنٌ قُلْتُ لِجَعْفَر ،ومَتَى ذَاكَ قَالَ زَوَالَ الشَّمْسِ (2)
__________
(1) - أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3،ص320 . تخريج الحديث الطويل ص67
(2) - أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3،ص331 .و أخرجه أيضاً من حديث يَحْيَى بن آدَمَ ،وأبي أحمد ، حَدَّثَنَا عبد الحميد بن يزيد الأنصاري حَدَّثَنِي عقبة ابن عبد الرَّحْمَن ابن جَابِر ، عن جَابِر ج3،ص331 . ومن حديث مُحَمَّد بن ميمون الزعفراني، حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أبيه ج3،ص331.
وأخرجه الإمام مسلم فِي كتاب الجمعة – باب صلاة الجمعة حِينَ تزول الشمس ج3، ص8،و أيضاً فِي كتاب الجمعة من طريق القاسم بن زكريا ج3، ص8،9 .
،وأخرجه الإمام النسائي فِي سننه كتاب الجمعة – باب التبكير إِلَى الجمعة من طريق هَارُون بن عبد الله ج1،ص527.(1/300)
[16]).
رجال السند:
1- يَحْيَى بن آدَمَ : تقدم ،وهو ثقة، حافظ نبيل.
2- الحسن بن عَيَّاش: تقدم ،وهو صدوق من رجال مسلم
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح .
12 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن مَيْمُونٍ ، أبو النَّضْرِ الزَّعْفَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ قَالَ :سَأَلْتُ جَابِر مَتَى كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يُصَلِّي الْجُمُعَةَ ؟ فَقَالَ : كُنَّا نُصَلِّيهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- ثم نَرْجِعُ فَنُرِيحُ نَوَاضِحَنَا .قَالَ جَعْفَر : وإِرَاحَةُ النَّوَاضِحِ حِينَ تَزُولُ الشَّمْسُ (1) [17]).
رجال السند:
1- مُحَمَّد بن ميمون الزعفراني: تقدم ،وهو صدوق يخطئ كثيراً .
الحكم عَلَى سند الحديث :
إسناده حسن فِي المتابعات ،والشواهد لأجل مُحَمَّد بن ميمون الزعفراني فهو ضعيف يعتبر بِهِ. ولكنه صحيح بمجموع طرقه.
13 –حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنِي أبي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن مَيْمُونٍ حَدَّثَنِي جَعْفَر، عن أَبِيهِ، عن جَابِر : أن الْبُدْنَ الَّتِي نَحَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- كَانَتْ مِائَةَ بَدَنَةٍ نَحَرَ بِيَدِهِ ثَلَاثَا وستينَ ،ونَحَرَ عَلِيّ مَا غَبَرَ ،وأَمَرَ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ بِبَضْعَةٍ فَجُعِلَتْ فِي قِدْرٍ ، ثم شَرِبَا مِنْ مَرَقِهَا (2) [18]).
رجال السند:
كالحديث السابق
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ،وإسناده هَذَا حسن فِي المتابعات ،والشواهد لأجل مُحَمَّد بن ميمون الزعفراني فهو ضعيف .
__________
(1) - التخريج السابق .
(2) - أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3،ص331. سبق تخريجه فِي الحديث العاشر .(1/301)
14 – حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنِي أبي، حَدَّثَنَا رَوْحٌ أَخْبَرَنَا بن جُرَيْج حَدَّثَنِي جَعْفَر بن مُحَمَّد أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِر بن عَبْدِ اللَّه يُحدث عن حَجَّةِ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- قَالَ: ثم نَزَلَ عن الصَّفَا، حَتَّى انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ فِي بَطْنَ الْوَادِي سَعَى، حَتَّى إِذَا صَعِدْنَا الشِّقَّ الْآخَرَ مَشَى (1) [19]).
رجال السند :
1- روح : روح بن عبادة بن العلاء بن حَسَّانَ القيسي ، أبو مُحَمَّد الْبَصْرِيّ ، ثقة، فاضل لَهُ تصانيف من التاسعة . روى عن: أيمن بن نابل ،ومَالِك ،والأوزاعي ،وابن جُرَيْج ،وابن عون ،وابن أبي ذئب ،وحبيب بن الشهيد ،وابن أبي عروبة ،وشعبة ،وحَجَّاج بن أبي عُثْمَان ،وعوف ،والسفيانين ،وغيرهم . وعنه: أبو خيثمة ،وأحمد بن حَنْبَل ،وأبو قُدَامَة السرخسي ،وغيرهم . قَالَ مُحَمَّد بن عمر : سألت ابن معين، عن روح فَقَالَ : لَيْسَ بِهِ بأس صدوق حديثه يدل عَلَى صدقه ، قَالَ قلت ليَحْيَى : زعموا أن يَحْيَى الْقَطَّان كَانَ يتكلم فيه. فَقَالَ: باطل ما تكلم يَحْيَى الْقَطَّان فيه بشيء هو صدوق .وقَالَ الخطيب :كَانَ كثير الحديث ،وصنف الكتب فِي السنن ،والأحكام ،وجمع التفسير ،وكان ثقة. وقَالَ ابن أبي خيثمة، عن يَحْيَى : صدوق ثقة. وقَالَ الدَّارِمِيّ، عن ابن معين: لَيْسَ بِهِ بأس .وقَالَ أبو بكر البزار فِي مسنده: ثقة، مأمون .وقَالَ ابن سعد :كَانَ ثقةإِن شاء الله (2) [20]).
2- ابن جُرَيْج : عبد الملك بن عبد العزيز: تقدم ،وهو ثقة، فقيه من رجال مسلم.
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ،ورواته ثقات
__________
(1) - أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3،ص333. سبق تخريجه فِي الحديث العاشر .
(2) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج8، ص243- سير أعلام النبلاء ج9،ص402- تهذيب التهذيب ج3،ص253- تقريب التهذيب ج1،ص304.(1/302)
15 –حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنِي أبي، حَدَّثَنَا بن الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا جَعْفَر، عن أَبِيهِ، عن جَابِر قَالَ كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ ،وجْنَتَاهُ ،واشْتَدَّ غَضَبِهِ ،وعَلَا صَوْتُهُ كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ صُبِّحْتُمْ مُسِّيتُمْ قَالَ وكَانَ يَقُولُ أَنَا أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ،ومَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ ،ومَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَإِلَيَّ وعَلِيّ ،وأَنَا أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ (1) [21]).
رجال السند :
1. ابن الوليد : عبد الله بن الوليد بن ميمون الأموي مولاهم ، أبو مُحَمَّد المكي المعروف بالعدني ، صدوق ربما أخطأ من كبار العاشرة . روى عن: الثَّوْرِيّ . قَالَ حرب، عن أحمد: سمع من سُفْيَان ،وجعل يصحح سماعه ،ولكن لم يكن صاحب حديث ،وحديثه حديث صحيح ،وكان ربما أخطأ فِي الأسماء كتب عنه أبي كثيرا .وقَالَ عُثْمَان الدَّارِمِيّ، عن ابن معين :لَا أعرفه لم أكتب عنه شيئا .وقَالَ أبو زرعة: صدوق .وقَالَ أبو حاتم: يكتب حديثه ،ولا يحتج بِهِ .وقَالَ ابن عدي: روى عن الثَّوْرِيّ جامعه .وذكره ابن حبان فِي الثقات وقَالَ: مستقيم الحديث .وقَالَ الأزدي : يهم فِي أحاديث ،وهو عندي وسط .وقَالَ الدارقطني: ثقة، مأمون (2) [22]) .
2. سُفْيَان الثَّوْرِيّ : تقدم ،وهو ثقة، حافظ.
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ،ورواته ثقات.
__________
(1) - أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3،ص338. سبق تخريجه فِي الحديث السابع .
(2) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج8،ص348- تهذيب التهذيب ج6،ص64- تقريب التهذيب ج1،ص545.(1/303)
16 – حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنِي أبي، حَدَّثَنَا أبو سَلَمَة الْخُزَاعِيُّ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَان ، يعني ابن بِلَال أَخْبَرَهُ أَوْ حَدَّثَهُ جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه سَمِعَهُ مِنْهُ قَالَ: قَدِمْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- مَكَّةَ قَالَ: فَطَافَ سَبْعًا ،ورَمَلَ مِنْهَا ثَلَاثَا ،ومَشَى أَرْبَعًا (1) [23]).
رجال السند :
1- أبو سَلَمَة الخزاعي : منصور بن سَلَمَة بن عبد الْعَزِيز بن صالح، أبو سَلَمَة الخزاعي الحافظ البغدادي ، ثقة، ثبت حافظ من كبار العاشرة . روى عن: عبد الله بن عمر العمري ،وسُلَيْمَان بن بِلَال ،والوليد بن المغيرة المعافري ،وغيرهم . روى عنه: أحمد بن حَنْبَل ،ومُحَمَّد بن أحمد بن أبي خلف ،وحَجَّاج بن الشَّاعِر ،وغيرهم قَالَ أبو بكر الأعين، عن أحمد: أبو سَلَمَة الخزاعي من مثبتي أهل بغداد .وقَالَ ابن أبي خيثمة، عن ابن معين : ثقة. وقَالَ الدار قطني: أحد الثقات الحفاظ الرفعاء الذين كانوا يسألون عن الرجال ،ويؤخذ بقوله فيهم أخذ عنه أحمد ،وابن معين ،وغيرهما علم ذَلِكَ ،وذكره ابن حبان فِي الثقات قَالَ البخاري: يقَالَ مات سنة تسع أو سبع ومائتين بطرسوس (2) [24]).
2- سُلَيْمَان بن بِلَال : تقدم ،وهو ثقة، من رجال مسلم.
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ،ورواته ثقات
__________
(1) - أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3،ص340. تخريج الحديث العاشر .
(2) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج9،ص172- تهذيب التهذيب ج10،ص273- سير أعلام النبلاء ج9،ص560- تقريب التهذيب ج3،ص214.(1/304)
17 – حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنِي أبي، حَدَّثَنَا أبو سَلَمَة الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا مَالِك، عن جَعْفَر، عن أَبِيهِ، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- بَدَأَ بِالْحَجَر فَرَمَلَ، حَتَّى عَادَ إِلَيَّهِ ثَلَاثَا ،ومَشَى أَرْبَعًا (1) [25]).
رجال السند : نفس رجال الحديث السابق
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ،ورواته ثقات.
18 – حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنِي أبي، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا ،وهَيْبٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَر، عن أَبِيهِ، عن جَابِر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- أَتَى العالية فَمَرَّ بِالسُّوقِ . فَمَرَّ بِجَدْيٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ فَتَنَاوَلَهُ فَرَفَعَهُ، ثم قَالَ : بِكَمْ تُحِبُّونَ أن هَذَا لَكُمْ ؟ قَالَوا : مَا نُحِبُّ أَنَّهُ لَنَا بِشَيْءٍ ،ومَا نَصْنَعُ بِهِ . قَالَ : بِكَمْ تُحِبُّونَ أَنَّهُ لَكُمْ . قَالَوا :واللَّهِ لَوْ كَانَ حَيًّا لَكَانَ عَيْبًا فِيهِ أَنَّهُ أَسَكُّ .فَكَيْفَ وهُوَ مَيِّتٌ . قَالَ: فَوَاللَّهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذَا عَلَيْكُمْ (2) [26]).
رجال السند :
__________
(1) - أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3،ص340. كالسابق .
(2) - أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3،ص365.
أخرجه الإمام مسلم فِي كتاب الزهد ،والرقائق ،ج8،ص210-211 .
وأخرجه ، أبو داود فِي سننه – كتاب الطهارة – باب ترك الوضوء من مس الميتة ،المجلد الأول،ص49.(1/305)
1- عفان : عفان بن مسلم بن عبد الله الصفار ، أبو عُثْمَان الْبَصْرِيّ ، ثقة، ثبت من كبار العاشرة . روى عن: دَاوُد بن أبي الفرات ،وشعبة ،ووهيب بن خالد ،وغيرهم . روى عنه: وأحمد بن حَنْبَل ،والحسن بن مُحَمَّد الزعفراني ،وعُثْمَان بن أَبِي شَيْبَةَ ،وغيرهم قَالَ يعقوب بن شيبة سمعت يَحْيَى ابن معين يقول أصحاب الحديث خمسة مَالِك ،وابن جُرَيْج ،والثَّوْرِيّ ،وشعبة ،وعفان .وقَالَ الدوري سمعت ابن معين يقول:كَانَ عفان أثبت من زيد بن الحُبَاب . وقَالَ أبو حاتم: ثقة، إمام متقن .قَالَ ابن عدي : عفان أشهر وأصدق وأوثق من أن يقَالَ فيه شيء ،وقَالَ ابن سعد: كَانَ ثقة، كثير الحديث ثبتا حجة .وقَالَ ابن خراش: ثقة، من خيار المسلمين .وقَالَ ابن قانع: ثقة، مأمون . وذكره ابن حبان فِي الثقات (1) [27]).
2- وهيب بن خالد : تقدم ،وهو ثقة، ثبت من رجال مسلم.
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ،ورواته ثقات
__________
(1) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج8،522- تهذيب التهذيب ج7،205- سير أعلام النبلاء ج10،242- تقريب التهذيب ج1،679.(1/306)
19 – حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنِي أبي، حَدَّثَنَا ،وكِيعٌ، عن سُفْيَانَ، عن جَعْفَر، عن أَبِيهِ، عن جَابِر قَالَ: كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يَقُومُ فَيَخْطُبُ فَيَحْمَدُ اللَّهَ ،ويُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ،ويَقُولُ: مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ،ومَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ، إِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ ،وخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- ،وشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ،وكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ،وكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وجْنَتَاهُ ،وعَلَا صَوْتُهُ ،واشْتَدَّ غَضَبِهِ كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ صَبَّحَكُمْ مَسَّاكُمْ مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِلْوَرَثَةِ ،ومَنْ تَرَكَ ضَيَاعًا أَوْ دَيْنًا فَعَلِيّ وإِلَيَّ ،وأَنَا ولِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (1) [28]).
رجال السند :
1- وكيع بن الجراح : تقدم ،وهو ثقة، ثبت.
2- سُفْيَان الثَّوْرِيّ : تقدم ،وهو ثقة، ثبت حجة.
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ،ورواته ثقات
20 – حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنِي أبي، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بن خَالِدٍ، عن مَالِك، عن جَعْفَر، عن أَبِيهِ، عن جَابِر أن النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- رَمَلَ مِنَ الْحَجَرِ إِلَى الْحَجَر (2) [29]).
رجال السند :
__________
(1) - أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3،ص371. تخريج الحديث السابع .
(2) - أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3،ص373. تخريج الحديث العاشر .(1/307)
1- حماد بن خالد : حماد بن خالد الخياط القرشي ، أبو عبد الله الْبَصْرِيّ مدني ، ثقة، أمي من التاسعة . روى عن: أفلح بن حميد ، ومَالِك بن أنس ،ومُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي ذئب ،وغيرهم . روى عنه: أحمد بن حَنْبَل ،وأبو عَلِيّ أحمد بن مُحَمَّد بن زيد ،وأحمد بن منيع البغوي ،وغيرهم. قَالَ عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه: كَانَ حافظا .وقَالَ عَبَّاس الدوري، عن يَحْيَى بن معين: ثقة، كَانَ أميا لَا يكتب ،وكان يقرأ الحديث .وقَالَ مُحَمَّد بن عبد الله بن عَمَّار : ثقة. وقَالَ عَلِيّ بن المديني : كَانَ ثقة عندنا .وقَالَ أبو زرعة : شيخ ثقة .وقَالَ النسائي : ثقة، وذكره ابن حبان فِي كتاب الثقات ، روى لَهُ الجماعة سوى البخاري (1) [30]).
2- مَالِك بن أنس : إمام دار الهجرة ، تقدم.
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ،ورواته ثقات
21 –حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنِي أبي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيَّ ، عن جَعْفَر، عن أَبِيهِ، عن جَابِر قَالَ كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- إِذَا اغْتَسَلَ مِنْ جَنَابَةٍ يَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ حَفَنَاتٍ فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ بن مُحَمَّد إِنَّ شَعْرِي كَثِيرٌ قَالَ يَا ابن أَخِي كَانَ شَعَرُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- أَكْثَرَ مِنْ شَعْرِكَ ،وأَطْيَبَ (2) [31]).
رجال السند:
1- عبد الْوَهَّابِ بن عبد المجيد الثَّقَفِيَّ : تقدم ،وهو ثقة، .
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ،ورواته ثقات.
__________
(1) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج8،ص206- تهذيب التهذيب ج3،ص7- تقريب التهذيب ج1،ص238.
(2) - أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3،379. تخريج الحديث الثامن .(1/308)
22 – حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنِي أبي، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ أَخْبَرَنِي مَالِك، عن جَعْفَر، عن أَبِيهِ، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- رَمَلَ مِنَ الْحَجَر الْأَسْوَدِ ، حَتَّى انْتَهَى إِلَيَّهِ ثَلَاثَةَ أَطْوَافٍ (1) [32]).
رجال السند :
1- إسحاق : إسحاق بن عِيسَى بن نجيح البغدادي ، أبو يعقوب بن الطباع، صدوق من التاسعة . روى عن: مَالِك بن أنس ،والْمُنْكَدِر بن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدِر ،وأبي بكر بن عَيَّاش ،وغيرهم . روى عنه: أحمد بن مُحَمَّد بن حَنْبَل ،وأحمد بن منيع البغوي ،وغيرهما. قَالَ البخاري :مشهور الحديث.وقَالَ صالح بن مُحَمَّد الحافظ :لَا بأس بِهِ صدوق روى لَهُ مسلم ،والترمذي ،والنسائي ،وابن ماجه . ذكره ابن حبان فِي الثقات (2) [33]).
2- مَالِك بن أنس : تقدم.
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ،ورواته ثقات
23 – حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنِي أبي قَالَ قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَن : مَالِك ح ،وحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا مَالِك، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ أَنَّ جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- حِينَ خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ ،وهُوَ يُرِيدُ الصَّفَا ،وهُوَ يَقُولُ: نَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ بِهِ (3) [34]).
رجال السند :
__________
(1) - أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3،ص388. تخريج الحديث العاشر .
(2) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج8،ص114- تهذيب التهذيب ج1،ص214- سير أعلام النبلاء ج10،ص386- تقريب التهذيب ج1،ص84.
(3) - أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3،ص388. كالسابق .(1/309)
1- عبد الرَّحْمَن : عبد الرَّحْمَن بن مهدي بن حَسَّانَ بن عبد الرَّحْمَن العنبري ، أبو سعيد الْبَصْرِيّ اللؤلؤي ، ثقة، ثبت حافظ عارف بالرجال ،والحديث من التاسعة . روى عن: خلق كثير منهم مَالِك بن أنس ،وروى عنه: خلق منهم أحمد بن حَنْبَل ،وقَالَ أبو حاتم :عبد الرَّحْمَن بن مهدي اثبت أصحاب حماد بن زيد ،وهو إمام ثقة، اثبت من يَحْيَى بن سعيد ،وأتقن من وكيع ،وكان عرض حديثه عَلَى سُفْيَان الثَّوْرِيّ ، وقَالَ أبو بكر الأثرم سمعت أحمد بن حَنْبَل يقول: إِذَا حدث عبد الرَّحْمَن بن مهدي، عن رجل فهو حجة .و روى لَهُ الجماعة (1) [35]).
2- إسحاق بن عِيسَى : تقدم ،وهو صدوق .
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ،ورواته ثقات.
24 –حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنِي أبي قَالَ قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَن : مَالِك ح ،وحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا مَالِك، عن جَعْفَر، عن أَبِيهِ، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- كَانَ إِذَا وقَفَ عَلَى الصَّفَا يُكَبِّرُ ثَلَاثَا ،ويَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ ولَهُ الْحَمْدُ ،وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .وفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَن: يَصْنَعُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ،ويَدْعُو ،ويَصْنَعُ عَلَى الْمَرْوَةَ مِثْلَ ذَلِكَ (2) [36]).
رجال الحديث السابق
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ،ورواته ثقات
__________
(1) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج8،ص373- تهذيب التهذيب ج6،ص250- تقريب التهذيب ج1،ص592.
(2) - أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3،ص388. كالسابق .(1/310)
25 – حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنِي أبي قَالَ قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَن : مَالِك ،وحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا مَالِك، عن جَعْفَر، عن أَبِيهِ، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- كَانَ إِذَا نَزَلَ مِنَ الصَّفَا مَشَى ، حَتَّى إِذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ فِي بَطْنَ الْوَادِي سَعَى، حَتَّى يَخَرَجَ مِنْهُ (1) [37]).
رجال الحديث السابق
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ،ورواته ثقات.
26 – حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنِي أبي، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا مَالِك، عن جَعْفَر، عن أَبِيهِ، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- نَحَرَ بَعْضَ هَدْيِهِ بِيَدِهِ ،وبَعْضُهُ نَحَرَهُ غَيْرُهُ (2) [38]).
كرجال الحديث السابق
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ،ورواته ثقات
27 –حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنِي أبي، حَدَّثَنَا مُوسَى بن دَاوُدَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بن بِلَال ، عن جَعْفَر، عن أَبِيهِ، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه إِنَّ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- رَمَلَ ثَلَاثَةَ أَطْوَافٍ مِنَ الْحَجرِ إِلَى الْحَجر ،وصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثم عَادَ إِلَى الْحَجَرِ، ثم ذَهَبَ إِلَى زَمْزَمَ فَشَرِبَ مِنْهَا ،وصَبَّ عَلَى رَأْسِهِ، ثم رَجَعَ فَاسْتَلَمَ الرُّكْنَ، ثم رَجَعَ إِلَى الصَّفَا فَقَالَ ابْدَءُوا بِمَا بَدَأَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ بِهِ (3) [39]).
رجال السند :
__________
(1) - أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3، ص388. كالسابق .
(2) - أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3،ص388. كالسابق .
(3) - أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3،ص394. كالسابق .(1/311)
1- موسى بن دواد : موسى بن دَاوُد الضبي ، أبو عبد الله الطرسوسي الخلقاني ،صدوق فقيه زاهد لَهُ أوهام من صغار التاسعة . روى عن: جرير بن حازم ،ومبارك بن فضالة ،ونافع بن عمر الجمحي ،ويزيد بن إِبْرَاهِيم التستري ،ومَالِك ،والثَّوْرِيّ ،وشعبة ،وسُلَيْمَان بن بِلَال ،وغيرهم . وعنه: مُحَمَّد بن أحمد بن أبي خلف ،وعَلِيّ بن المديني ،وأحمد بن حَنْبَل ،وحَجَّاج بن الشَّاعِر ،وآخرون. قَالَ ابن نمير: ثقة، وقَالَ ابن سعد :كَانَ ثقة، صاحب حديث ،ولي قضاء طرسوس إلى أن مات بِهَا .وقَالَ ابن عَمَّار الموصلي: كَانَ قاضي المصيصة ،وكان زاهدا صاحب حديث ثقة. وقَالَ العجلي: كوفي ثقة. وقَالَ أبو حاتم: شيخ فِي حديثه اضطراب .وقَالَ الدارقطني: كَانَ مصنفا مكثرا مأمونا ،وولي قضاء الثغور فحمد فيها .وذكره ابن حبان فِي الثقات ،وقَالَ ابن سعد: مات سنة سبع عشرة ،وقَالَ مطين :مات سنة ست عشرة أو سبع عشرة ومائتين ، روى لَهُ مسلم حديث أبي سعيد فِي الشك فِي الصلاة فقط ،واستشهد بِهِ الترمذي فِي حديث فِي صيام التطوع (1) [40]).
2- سُلَيْمَان بن بِلَال : تقدم ،وهو ثقة، من رجال مسلم.
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ،ورواته ثقات
28 – حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنِي أبي، حَدَّثَنَا مُوسَى بن دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مَالِك، عن جَعْفَر، عن أَبِيهِ، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- رَمَلَ مِنَ الْحَجَرِ، حَتَّى عَادَ إِلَيَّهِ (2) [41]).
رجال السند :
1- موسى بن دَاوُد : تقدم ،وهو صدوق فقيه.
2- مَالِك بن أنس : تقدم .
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ،ورواته ثقات
__________
(1) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج9،ص160- ميزان الاعتدال ج4،ص204- سير أعلام النبلاء ج10،ص136- تهذيب التهذيب ج10،ص305- تقريب التهذيب ج3،ص222.
(2) - أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3،ص397. كالسابق .(1/312)
29 –حَدَّثَنَا عبد الله، حَدَّثَنَا أبي ، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ، حَدَّثَنَا عَمْرُو ابن مُحَمَّد النَّاقِدُ قَالَ، حَدَّثَنَا أبو أحمد الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن ابن عباس، عن مُعَاوِيَةَ قَالَ: قَصَّرْتُ عن رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- عِنْدَ الْمَرْوَةَ (1)
__________
(1) - أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج4،ص97. أخرجه أيضاً من حديث ، أبو عمرو بن شجاع الجزري، حَدَّثَنَا خصيف، عن مجاهد ،وعطاء، عن ابن عباسإِنَّ معاوية أخبره ج4،ص95 . ومن حديث مُحَمَّد بن بكر أَخْبَرَنَا بن جُرَيْج ،وروح أخبرني الحسن بن مسلم، عن طاووس، عن عبد الله ابن عَبَّاس ج4،ص96 . ،ومن حديث عبد الله، حَدَّثَنَا إسماعيل ،ومُحَمَّد بن عباد، حَدَّثَنَا بن عيينة، عن هشام بن حجير، عن طاووسج4،ص97 . ومن حديث يَحْيَى بن سعيد عن بن جُرَيْج حَدَّثَنِي حسن بن مسلم، عن طاووسج4،ص98 .
وأخرجه البخاري فِي صحيحه كتاب الحج – باب الحلق ،والتقصير عِنْدَ الإحلال من حديث ، أبو عاصم، عن بن جريج، عن الحسن بن مسلم، عن طاووس، عن ابن عَبَّاس ج1،ص312 .
وأخرجه مسلم فِي صحيحه كتاب الحج- باب التقصير فِي العمرة من حديث عمرو الناقد، حَدَّثَنَا سفيان بن عيينة، عن هشام بن حجير، عن طاووس قَالَ ابن عَبَّاس ج4،ص58. ومن حديث مُحَمَّد بن حاتم، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن سعيد عن بن جُرَيْج حَدَّثَنِي الحسن بن مسلم، عن طاووس، عن ابن عَبَّاس ج4،ص58.
وأخرجه النسائي فِي سننه كتاب مناسك الحج – باب أين يقصر المعتمر من حديث مُحَمَّد بن الْمُثَنَّى ، عن يَحْيَى بن سعيد عن بن جُرَيْج أخبرني الحسن بن مسلم أخبرني طاووس ج5،ص244. ومن حديث مُحَمَّد بن يَحْيَى بن عبد الله، حَدَّثَنَا عبد الرزاق أنبأنا معمر، عن بن طاووس ج5،ص245.
وأخرجه ، أبو داود فِي سننه كتاب المناسك- باب فِي الإقران من حديث عبد الْوَهَّابِ بن نجدة، حَدَّثَنَا شعيب بن إسحاق ، عن بن جريج، حَدَّثَنَا ، أبو بكر بن خلاد، حَدَّثَنَا يَحْيَى م 1،ص405. ومن حديث الحسن بن عَلِيّ ،ومخلد بن خالد ،ومُحَمَّد بن يَحْيَى ، حَدَّثَنَا عبد الزراق أَخْبَرَنَا معمر، عن بن طاووس، عن أبيه م1،ص405.(1/313)
[42]).
رجال السند :
1- عَمْرُو بن مُحَمَّد الناقد : عَمْرُو بن مُحَمَّد بن بكير بن سابور الناقد ، أبو عُثْمَان البغدادي الحافظ ، ثقة، حافظ من العاشرة . روى عن: حاتم بن إِسْمَاعِيل ،وحَفْص بن غِيَاث ،وسُفْيَان بن عُيَيْنَة ،ووكيع بن الجراح ،وأبي أحمد الزبيري ،وخلق كثر . روى عنه: البخاري ،ومسلم ،وأبو دَاوُد ،وأبو شيبة إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن أَبِي شَيْبَةَ ،وعبد الله بن أحمد بن حَنْبَل ،وآخرون. وقَالَ أبو حاتم : ثقة، أمين صدوق .وقَالَ عبد الخالق بن منصور سألت يَحْيَى بن معين، عن عَمْرُو الناقد ،وقيل له إِنَّ خلقا يقع فيه فَقَالَ: ما هو من أهل الكذب هو صدوق . وقَالَ أبو عبيد الآجري سألت أبا داود، عن عَمْرُو الناقد فَقَالَ: ثقة. وقَالَ الحسين بن فهم صاحب مُحَمَّد بن سعد: عَمْرُو الناقد ثقة، ثبت صاحب حديث ،وقد كتب عنه أهل بغداد كتابا كبيرا ،وكان من الحفاظ المعدودين ،وكان فقيها ،وتوفي ببغداد يوم الخميس لأربع ليال خلون من ذي الحجة فِي العشر سنة اثنتين وثَلَاثَين ومئتين (1) [43]).
__________
(1) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج8،ص487- ميزان الاعتدال ج3،ص287- تهذيب التهذيب ج8،ص85- سير أعلام النبلاء ج11،ص147.(1/314)
2- أبو أحمد الزبيري : مُحَمَّد بن عبد الله بن الزبير بن عُمَر بن درهم الأَسَدي ، ثقة، ثبت إِلَّا إنه قَدْ يخطئ فِي حديث الثَّوْرِيّ من التاسعة . روى عن: أيمن بن نابل ،وفطر بن خليفة ،وسُفْيَان الثَّوْرِيّ ،ومسعر ،ومَالِك بن مغول ،ومَالِك بن أنس ،وغيرهم . وعنه: ابنه طاهر ،وأحمد بن حَنْبَل ،وأبو بكر بن أَبِي شَيْبَةَ ،وعبد الله بن مُحَمَّد المسندي ،وعَمْرُو ابن مُحَمَّد الناقد ،وآخرون. قَالَ حَنْبَل بن إسحاق، عن أحمد بن حَنْبَل: كَانَ كثير الخطأ فِي حديث سُفْيَان .وقَالَ ابن أبي خيثمة، عن ابن معين: ثقة. وقَالَ عُثْمَان الدَّارِمِيّ، عن ابن معين: لَيْسَ بِهِ بأس .وقَالَ العجلي :كوفي ثقة، يتشيع .وقَالَ بندار: ما رأيت أحفظ منه .وقَالَ أبو زرعة ،وابن خراش :صدوق ،.قَالَ أبو حاتم: عابد مجتهد حافظ للحديث لَهُ أوهام.،وقَالَ النسائي: لَيْسَ بِهِ بأس (1) [44]).
3- سُفْيَان الثَّوْرِيّ : تقدم ،وهو ثقة، ثبت.
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ،ورواته ثقات ، ومختلف فيه عَلَى الإمام الصادق فرواه ابن جريج، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أبيه، عن عَلَى بن الحسين، عن ابن عباس، عن معاوية ،وتابعه الثَّوْرِيّ من رواية أبي أحمد الزبيري عنه قَالَ ذَلِكَ مُحَمَّد بن عَلِيّ بن محرز الكوفي، عن أبي أحمد ،وخالفه المقدي ،والفضل بن سَهْل الاعرج فروياه، عن أبي أحمد ،ولم يذكروا فيه عَلِيّ بن الحسين .
__________
(1) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج9،ص58- تهذيب الهذيب ج9،ص227- سير أعلام النبلاء ج9،ص529- تقريب التهذيب ج3،ص95.(1/315)
30- حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنِي أبي، حَدَّثَنَا أبو بَكْرِ بن أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَديُّ، عن سُفْيَانَ، عن جَعْفَر، عن أَبِيهِ، عن ابن عباس، عن مُعَاوِيَةَ قَالَ : رَأَيْتُ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يُقَصِّرُ بِمِشْقَصٍ (1) [45]) (2) [46]).
رجال السند:
1- أبو بكر بن أَبِي شَيْبَةَ: هو عبد الله بن مُحَمَّد بن أَبِي شَيْبَةَ ،وقد تقدم ،وهو ثقة، حافظ
2- مُحَمَّد بن عبد الله الأَسَدي: هو ، أبو أحمد الزبيري ،وقد تقدم ،وهو ثقة، ثبت إِلَّا إنه قَدْ يخطئ فِي حديث الثوري
3- سُفْيَان الثوري: تقدم ،وهو ثقة، ثبت حجة.
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ،ورواته ثقات.
31 – حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنِي أبي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن عَبْدِ اللَّهِ بن بَشَّار الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا مُؤَمَّل ،وأَبُو أحمد أَوْ أَحَدُهُمَا، عن سُفْيَانَ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن ابن عباس، عن مُعَاوِيَةَ : أن النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- قَصَّرَ بِمِشْقَصٍ (3) [47]).
رجال السند :
__________
(1) - قوله: بمشقص، هو نصل السهم إِذَا كَانَ طويلا ،وليس بالعريض، [ قَالَ أبو عبيد ]: فإِذَا كَانَ عريضا ،وليس بالطويل فهو معبلة، وجمعه معابل.
أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي المتوفى سنة 224 ه ، غريب الحديث،طبع مطبعة مجلس دائرة المعارف العُثْمَان ية بحيدر آباد الدكن الهند سنة 1384 ه / 1964 م. (ج 2 / ص 257).
(2) - أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج4،ص97. التخريج السابق .
(3) - أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج4،ص102. كالسابق .(1/316)
1- إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن بَشَّار الواسطي : إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن بَشَّار الواسطي. روى عن: يزيد بن هَارُون ،ومُؤَمَّل ،وجماعة . وعنه: عبد الله بن أحمد ،وغيره قَالَ ابن حجر فِي تعجيل المنفعة : قدم بغداد ،وحدث بِهَا سنة أربع وأربعين ومائتين زاد فِي الإكمال ،ولا يكاد يعرف ،وقَالَ أبو زرعة :ابن شيخنا لَا يعرف ، وقد عرفه الخطيب ،وذكر لَهُ ترجمة فِي تاريخه ،وذكر فِي الرواة عنه أبا مُحَمَّد بن ناجية ،وأبا مُحَمَّد بن صاعد الحافظين فزالت جهالة عينه ،ومن المعروف أن عبد الله كَانَ لَا يكتب إلا عن ثقة، ثم أبيه (1) [48]).
2- مُؤَمَّل بن إِسْمَاعِيل : تقدم ،وهو صدوق يخطئ.
3- أبو أحمد الزبيري : هو مُحَمَّد بن عبد الله بن الزبير الأَسَدي ، تقدم ،وهو ثقة، ثبت إِلَّا إنه قَدْ يخطئ فِي حديث الثوري.
4- سُفْيَان الثَّوْرِيّ : تقدم ،وهو ثقة، ثبت.
الحكم عَلَى سند الحديث :
إسناده صحيح .
__________
(1) - انظر ترجمته :
- مُحَمَّد بن عَلِيّ بن حمزة الحسيني، الإكمال فِي ذكر من لَهُ رواية فِي مسند الإمام أحمد من الرجال.كراتشي: جامعة الدراسات الإسلامية، مراجعة د. عبد المعطي أمين قلعجي، 1409هـ،1989م.ص 41،
- أحمد بن عَلِيّ الخطيب البغدادي ت 463، تاريخ بغداد، تحقيق مصطفى عبد القادر عطا،بيروت: دار الكتب العلمية الطبعة الاولى 1417 هم. ج6، ص118.(1/317)
32 –حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنِي أبي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا أبو سَعِيدٍ مَوْلَى بني هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن جَعْفَر، عن أُمِّ بَكْرٍ ،وجَعْفَر، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بن أَبِي رَافِع ، عن الْمِسْوَر قَالَ بَعَثَ حَسَنُ بن حَسَنٍ إِلَى الْمِسْوَر يَخْطُبُ ابنتًا لَهُ قَالَ لَهُ تُوَافِينِي فِي الْعَتَمَةِ فَلَقِيَهُ فَحَمِدَ اللَّهَ الْمِسْوَر فَقَالَ : مَا مِنْ سَبَبٍ ،ولَا نَسَبٍ ،ولَا صِهْرٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَسَبِكُمْ ،وصِهْرِكُمْ ،ولَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- قَالَ : فَاطِمَةَ شُجْنَةٌ مِنِّي يَبْسُطُنِي مَا بَسَطَهَا ،ويَقْبِضُنِي مَا قَبَضَهَا ،وإِنَّهُ يَنْقَطِعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْأَنْسَابُ ،والْأَسْبَابُ إِلَّا نَسَبِي وسَبَبِي ،وتَحْتَكَ ابنتُهَا ،ولَوْ زَوَّجْتُكَ قَبَضَهَا ذَلِكَ فَذَهَبَ عَاذِرًا لَهُ (1)
__________
(1) - أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج4، ص332 . وأخرجه أيضاُ من حديث ،وهب بن جرير، حَدَّثَنَا أبي سمعت النعمان يحدث عن الزُّهْرِيّ ، عن عَلِيّ بن حسين، عن المسور ج4،ص326 . ومن حديث أبي إِلَيَّمان أَخْبَرَنَا شعيب، عن الزُّهْرِيّ أخبرني عَلِيّ بن حسين ج4،ص326 . ومن حديث يعقوب بن إبراهيم، حَدَّثَنَا أبي، عن الوليد بن كثير حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن عمرو بن حلحلة الدؤليإِنَّ بن شهاب حدثه ج4،ص326 . ومن حديث أبي سعيد مولى ابني هاشم، حَدَّثَنَا عبد الله بن جَعْفَر حدثتنا أم بكير بنت المسور بن مخرمة، عن عبيد الله بن أَبِي رَافِع ، عن المسور ج4،ص323 .
وأخرجه البخاري فِي صحيحه كتاب فرض الخمس- باب ما ذكر، عن درع النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- ،وعصاه ،وسيفه ،وقدحه ،وخاتمه ،وما استعمل الخلفاء بعده من ذَلِكَ مما لم يذكر قسمته، من حديث سعيد بن مُحَمَّد الجرمي، حَدَّثَنَا يعقوب بن إبراهيم، حَدَّثَنَا أبي، عن الوليد بن كثير، عن مُحَمَّد بن عمرو بن حلحلة، عن بن شهاب، عن عَلِيّ بن الحسين ج2،ص210-211 . وفي كتاب المناقب- باب مناقب قرابة رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- ،ومنقبة فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السلام، من حديث أبي الوليد، حَدَّثَنَا بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن بن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة ج2،ص336-337 . ومن حديث أبي إِلَيَّمان أَخْبَرَنَا شعيب، عن الزُّهْرِيّ حَدَّثَنِي عَلِيّ بن حسين ج2،ص342 . وفي كتاب النكاح – باب ذبّ الرجل، عن ابنته فِي الغيرة ،والإنصاف ،من حديث قتيبة، حَدَّثَنَا الليث، عن بن أبي مليكة، عن المسور ج3،ص295.
وأخرجه مسلم فِي صحيحه كتاب فضائل الصحابة من حديث أحمد بن عبد الله بن يونس ،وقُتَيْبَة بن سعيد، عن الليث بن سعد حَدَّثَنَا عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة ، عن المسور ج7،ص140. ومن حديث أبي معمر إسماعيل بن إِبْرَاهِيمَ الهذلي، حَدَّثَنَا سفيان، عن عمرو، عن أبي مليكة، عن المسور ج7،ص141 . ومن حديث أحمد بن حَنْبَل أَخْبَرَنَا يعقوب بن إبراهيم، حَدَّثَنَا أبي، عن الوليد بن كثير حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن عمرو بن حلحلة الدؤلي ج7،ص141 . ومن حديث عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الدارمي أَخْبَرَنَا ، أبو إِلَيَّمان أَخْبَرَنَا شعيب، عن الزُّهْرِيّ أخبرني عَلِيّ بن حسين ج7،ص141-142 .
وأخرجه الترمذي فِي سننه كتاب المناقب- باب ما جاء فِي فضل فَاطِمَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْه- ا- من حديث قتيبة، حَدَّثَنَا الليث، عن بن أبي مليكة، عن المسور ج5،ص359 .
وأخرجه ، أبو داود فِي سننه كتاب النكاح – باب ما يكرهإِنَّ يجمع بينهن من النساء من حديث أحمد بن حنبل، حَدَّثَنَا يعقوب بن إِبْرَاهِيمَ م1،ص459. ومن حديث أحمد بن يونس ،وقُتَيْبَة بن سعيد، حَدَّثَنَا الليث حَدَّثَنِي عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة م1،ص460 .
وأخرجه ابن ماجه فِي سننه كتاب النكاح- باب الغيرة، من حديث عِيسَى بن حماد المصري، حَدَّثَنَا الليث بن سعد عن بن أبي مليكة، عن المسور ج1،ص643 .(1/318)
[49]).
رجال السند :
1- مُحَمَّد بن عباد المكي : مُحَمَّد بن عباد بن الزبرقان ، صدوق يهم من العاشرة . روى عن: ابن عُيَيْنَة ،وحاتم بن إِسْمَاعِيل ،والدَّارَوَرْدِيّ ،وأبي صفوان الآمدي ،وأبي سعيد مَوْلَى بني هاشم ،وغيرهم . روى عنه: البخاري ،ومسلم قَالَ عبد الله بن أحمد ، عن أبيه : حديثه حديث أهل الصدق ،وأرجو أنه لَا يكون بِهِ بأس ،وقَالَ مرة: يقع فِي قلبي أنه صدوق .وقَالَ أبو زرعة، عن ابن معين: لَا بأس بِهِ .وذكره ابن حبان فِي الثقات .قَالَ البخاري ،وغيره: توفي آخر سنة أربع وثَلَاثَين ومائتين (1) [50]).
2- أبو سعيد مَوْلَى بني هاشم : عبد الرَّحْمَن ابن عبد الله بن عبيد الْبَصْرِيّ ، أبو سعيد مَوْلَى بني هاشم يلقب جردقة ، صدوق ربما أخطأ من التاسعة . روى عن: أبي خلدة ،وصخر بن جويرية ،وعبد الله بن جَعْفَر ،وجماعة . وعنه: أحمد بن حَنْبَل ،وعَلِيّ بن مُحَمَّد الطنافسي ،وعبد الله بن مُحَمَّد الْمِسْوَر ،ومُحَمَّد بن عباد المكي البخاري ،وغيرهم قَالَ أحمد ،وابن معين: ثقة. وقَالَ أبو حاتم : ما كَانَ بِهِ بأس .وقَالَ أبو القاسم الطبراني: ثقة . ووثقه البغوي ،والدارقطني ،وذكره ابن شاهين فِي الثقات (2) [51]).
__________
(1) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج9،ص90- تهذيب التهذيب ج9،ص216- تاريخ بغداد ج3،ص178- تقريب التهذيب ج3،ص91.
(2) - انظر ترجمته: تهذيب التهذيب ج6،ص190- ميزان الاعتدال ج2،ص574- ضعفاء العقيلي ج2،ص340- تقريب التهذيب ج1،ص578.(1/319)
3- عبد الله بن جَعْفَر : عبد الله بن جَعْفَر بن عبد الرَّحْمَن بن الْمِسْوَر بن مَخْرَمَة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف الزُّهْرِيّ المخرمي ، أبو مُحَمَّد الْمَدَنِيّ ، لَيْسَ بِهِ بأس من الثامنة ، عن عمه أبي بكر ،وعمة أبيه أم بكر بنت الْمِسْوَر ،وغيرهم . وعنه: إِبْرَاهِيم بن سعد ،وبشر بن عمر الزهراني ،وإسحاق بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَلِيّ بن الحسين ،وجماعة قَالَ صالح بن أحمد ، عن أبيه: لَيْسَ بحديثه بأس .وقَالَ أبو حاتم ،والنسائي: لَيْسَ بِهِ بأس .وقَالَ الترمذي :مدني ثقة، من أهل الحديث .وقَالَ فِي العلل، عن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل :صدوق ثقة، وقَالَ الحاكم: ثقة، مأمون (1) [52]).
4- أم بكر : أم بكر بنت الْمِسْوَر بن مَخْرَمَة القرشية الزُّهْرِيّة ، لَا يعرف حالها من الثالثة ، روت عن عبيد الله بن أَبِي رَافِع مَوْلَى النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - وأبيها الْمِسْوَر بن مَخْرَمَة روى عنها ابن ابن أخيها عبد الله بن جَعْفَر بن عبد الرَّحْمَن بن الْمِسْوَر بن مَخْرَمَة المخرمي روى لها البخاري فِي الأدب (2) [53]).
5- عبيد الله بن أَبِي رَافِع : تقدم ،وهو ثقة، من رجال مسلم.
__________
(1) - انظر ترجمته : تهذيب التهذيب ج5،ص150- سير أعلام النبلاء ج7،ص328- تقريب التهذيب ج1،ص483- ميزان الاعتدال ج2،ص403.
(2) - انظر ترجمتها : تهذيب التهذيب ج12،ص409- ميزان الاعتدال ج4،ص611- تقريب التهذيب ج3،ص664.(1/320)
6- الْمِسْوَر : الْمِسْوَر بن مَخْرَمَة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب الزُّهْرِيّ ، أبو عبد الرَّحْمَن أمه الشفاء بنت عوف أخت عبد الرَّحْمَن بن عوف. روى عن: النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- وعن أبيه ،وخاله عبد الرَّحْمَن بن عوف ،وأبي بكر ،وعُمَر بن الخطاب ،وعَمْرُو بن عوف ،وعُثْمَان ،وعَلِيّ ،ومعاوية ،والمغيرة ،ومُحَمَّد بن مَسَلَمَة ،وأبي هُرَيْرَةَ ،وابن عَبَّاس ،وجماعة . وعنه: ابنته أم بكر ،وآخرون. قَالَ عَمْرُو ابن عَلِيّ : ولد بِمَكَّةَ بعد الهجرة بسنتين فقدم بِهِ المدينة فِي عقب ذي الحجة سنة ثمان ،ومات سنة أربع وستين أصابِهِ المنجنيق ،وهو يصلي فِي الحجر فمكث خمسة أيام ،وهو ابن ثَلَاثَ وستين ،وفيها أرخه الواقدي (1) [54]).
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ،ورواته ثقات
__________
(1) - انظر ترجمته: أَسَد الغابة ج4،ص365- سير أعلام النبلاء ج3،ص390- تهذيب التهذيب ج10،ص137.(1/321)
33 – حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن مَيْمُونٍ الْقَدَّاحُ، حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد الصَّادِقُ، عن ابن شِهَابٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بن عَبْدِ اللَّهِ، عن ابن عَبَّاس قَالَ: مَارَانِي رَجُلٌ مِنْ بني فَزَارَةَ فِي الرَّجُلِ الَّذِي اتَّبَعَهُ مُوسَى -رَضِيَ اللهُ عَنْه- فَقُلْتُ: هُوَ الْخَضِرُ -رَضِيَ اللهُ عَنْه- ،وقَالَ الْفَزَارِيُّ: هُوَ رَجُلٌ آخَرُ. فَمَرَّ بنا أبي بن كَعْبٍ قَالَ ابن عَبَّاس: فَدَعَوْتُهُ فَسَأَلْتُهُ : سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يَذْكُرُ الَّذِي تَبِعَهُ مُوسَى -رَضِيَ اللهُ عَنْه- ؟ قَالَ : نَعَمْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يَقُولُ : بَيْنَمَا مُوسَى جَالِسٌ فِي مَلَإٍ مِنْ بني إِسْرَائِيلَ ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ هَلْ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِاللَّهِ تَبَارَكَ وتَعَالَى مِنْكَ؟ قَالَ: مَا أَرَى . فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيَّهِ: بَلَى عَبْدِي الْخَضِرُ .فَسَأَلَ السَّبِيلَ إِلَيَّهِ فَجَعَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وتَعَالَى لَهُ الْحُوتَ آيَةً إِنْ افْتَقَدَهُ ،وكَانَ مِنْ شَأْنِهِ مَا قَصَّ اللَّهُ تَبَارَكَ وتَعَالَى (1)
__________
(1) - أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج5،ص122.أخرجه من حديث أبي عُثْمَان عمرو بن مُحَمَّد بن بكير الناقد، حَدَّثَنَا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن اابن عَبَّاس ج5،ص117. ومن حديث أبي بكر بن أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير ج5،ص118 . ومن حديث عبد الله بن إِبْرَاهِيمَ المروزي حَدَّثَنِي هشام بن يوسف فِي تفسير ابن جُرَيْج الَّذِي أملاه عليهم أخبرني يعلى ابن مسلم ،وعمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير ج5،ص119 ..ومن حديث مُحَمَّد بن يعقوب، حَدَّثَنَا معتمر بن سُلَيْمَان، عن أبيه، حَدَّثَنَا رقبة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير ج5،ص121 . ومن حديث سريح بن يونس، حَدَّثَنَا سلم بن قتيبة، حَدَّثَنَا عبد الجبار ابن عَبَّاس الهمداني، عن أبي إسحاق ج5،ص140.
وأخرجه البخاري فِي صحيحه كتاب العلم – باب ما ذكر فِي ذهاب موسى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فِي البحرإِلَى الخضر ،وقوله تعالى : هل أتبعك عَلَىإِنَّ تعلمني مما علمت رشدا ،من حديث الزُّهْرِيّ ، حَدَّثَنَا يعقوب بن إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنِي أبي، عن صالح، عن بن شهابإِنَّ عبيد الله بن عبد الله أخبره، عن ابن عَبَّاس ج1،ص24 . وفي باب الخروج فِي طلب العلم من حديث أبي القاسم خالد بن خلي قاضي حمص، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن حرب، حَدَّثَنَا الأوزاعي أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيّ ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن ابن عَبَّاس ج1،ص24-25 . وفي باب ما يسحب للعالم إِذَا سئل أي الناس أعلم فيكل العلمإِلَى الله ،من حديث عبد الله بن مُحَمَّد ، حَدَّثَنَا سفيان، حَدَّثَنَا عمرو أخبرني سعيد بن جبير ج1،ص33-34 . وفي كتاب أحاديث الأنبياء – باب حديث الخضر مع موسى عليهما السلام،من حديث عمرو بن مُحَمَّد ، حَدَّثَنَا يعقوب بن إِبْرَاهِيمَ ج2،ص271-272 . وفي كتاب تفسير الْقُرْآن – تفسير سورة الكهف، من حديث الحميدي، حَدَّثَنَا سفيان، حَدَّثَنَا عمرو بن دينار أخبرني سعيد بن جبير، عن ابن عَبَّاس ج3،ص169-171 .
وأخرجه مسلم فِي صحيحه كتاب الفضائل – فضائل الخضر -رَضِيَ اللهُ عَنْه- ، من حديث عمرو بن مُحَمَّد الناقد ،وإسحاق بن إِبْرَاهِيمَ الحنظلي ،وعبيد الله بن سعيد ،ومُحَمَّد بن أبي عمر المكي، عن بن عيينة، حَدَّثَنَا عمرو بن دينار، حَدَّثَنَا سعيد بن جبير ج7،ص103-105. ومن حديث مُحَمَّد بن عبد الأعلى القيس، حَدَّثَنَا المعتمر بن سُلَيْمَان، عن أبيه، عن رقبة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير ج7،ص105-107. ومن حديث حرملة بن يَحْيَى أَخْبَرَنَا ابن وهبأخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن عبد الله ابن عَبَّاس ج7،ص107.
وأخرجه الترمذي فِي سننه – كتاب تفسير الْقُرْآن – سورة الكهف من حديث بن أبي عمر، حَدَّثَنَا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير ج4،ص371.
وأخرجه ، أبو داود – كتاب الحروف ،والقراءات – من حديث إِبْرَاهِيمَ بن موسى أَخْبَرَنَا عِيسَى ، عن حمزة الزيات، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عَبَّاس م2،ص245.(1/322)
[55]).
رجال السند:
1- مُحَمَّد بن عباد المكي : تقدم ،وهو صدوق يهم.
2- عبد الله بن ميمون القداح : تقدم ،وهو متروك
الحكم عَلَى سند الحديث :
في إسناده عبد الله بن ميمون القداح منكر الحديث ،ومتروك. لهذا فالحديث ضعيف الإسناد.
34 – قَالَ عَبْد اللَّهِ ،وجَدْت فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن بَكْرٍ أَخْبَرَنَا بن جُرَيْج أَخْبَرَنِي جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بن مَالِك بن بُحَيْنَةَ: أن النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- خَرَجَ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ ،واَبن الْقِشْبِ يُصَلِّي فَضَرَبَ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- مَنْكِبِهِ ،وقَالَ: يَا ابن الْقِشْبِ تُصَلِّي الصُّبْحَ أَرْبَعًا أَوْ مَرَّتَيْنِ. ابن جُرَيْج يَشُكُّ (1)
__________
(1) - أخرجه الإمام أحمد في مسنده ،ج5،ص346. أخرجه أيضاً من حديث يعقوب، حَدَّثَنَا أبي، عن أبيه، حَدَّثَنَا حَفْص بن عاصم، عن عبد الله بن مَالِك ابن بحينة ج5،ص345 . ومن حديث مُحَمَّد بن جَعْفَر، حَدَّثَنَا شعبة ،والحَجَّاج ، عن سعد بن إبراهيم، عن حَفْص بن عاصم، عن مَالِك ج5،ص345 .
وأخرجه البخاري فِي صحيحه كتاب الإِذَان – باب إِذَا أقيمت الصلاة فلا صلاة إِلَّا المكتوبة، من حديث عبد العزيز بن عبد الله، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمَ بن سعد، عن أبيه، عن حَفْص بن عاصم، عن عبد الله بن مَالِك بن بحينة ج1،ص124 .
وأخرجه مسلم فِي صحيحه كتاب صلاة المسافرين ،وقصرها – باب كراهية الشروع فِي نافلة بعد شروع المؤذن من حديث عبد الله بن مسلمة القعنبي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمَ بن سعد، عن أبيه، عن حَفْص بن عاصم، عن عبد الله بن مَالِك بن بحينة ج2،ص154. ومن حديث قُتَيْبَة بن سعيد حَدَّثَنَا أبو عوانة، عن سعد بن إبراهيم، عن حَفْص بن عاصم، عن بن بحينة ج2،ص154 .
وأخرجه النسائي فِي سننه كتاب الإمامة – باب ما يكره من الصلاة عِنْدَ الإقامة من حديث قُتَيْبَة أَخْبَرَنَا ، أبو عوانة ج2،ص117.
وأخرجه ابن ماجه فِي سننه كتاب إقامة الصلاة ،والسنة فيها – باب ما جاء فِي إِذَا أقيمت الصلاة فلا صلاة إِلَّا المكتوبة من حديث أبي مروان مُحَمَّد بن عُثْمَان العُثْمَان ي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمَ بن سعد ج1،ص364.
وأخرجه الدارمي فِي سننه كتاب الصلاة – باب إِذَا أقيمت الصلاة فلا صلاة إِلَّا المكتوبة من حديث هاشم بن القاسم، حَدَّثَنَا شعبة، عن سعد بن إِبْرَاهِيمَ ج1،ص338.(1/323)
[56]).
رجال السند :
1- مُحَمَّد بن بكر : مُحَمَّد بن بكر بن عُثْمَان البرساني ، أبو عبد الله ، صدوق قَدْ يخطئ من التاسعة . روى عن: أيمن بن نابل ،وعُثْمَان بن سعد الكاتب ،وهشام بن حَسَّانَ ،وعبد الحميد بن جَعْفَر ،وابن جُرَيْج ،وعبد الله بن زياد ،وغيرهم . روى عنه: أحمد ،وإسحاق ،وعَلِيّ بن المديني ،ويَحْيَى ابن معين ،وأبو بكر بن أَبِي شَيْبَةَ ،وآخرون. قَالَ حَنْبَل بن إسحاق، عن أحمد: صالح الحديث .وقَالَ عُثْمَان الدَّارِمِيّ، عن ابن معين: ثقة . وقَالَ أبو دَاوُد ،والعجلي: ثقة. وذكره ابن حبان فِي الثقات ،وقَالَ: هو ، وابن سعد ،وآخرون: مات سنة ثَلَاثَ ومائتين (1) [57]).
2- ابن جريج: عبد الملك بن عبد الْعَزِيز تقدم ،وهو ثقة، فقيه .
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ،ورواته ثقات
__________
(1) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج7،ص442- تهذيب التهذيب ج9،ص 67- ميزان الاعتدال ج3،ص492- سير أعلام النبلاء ج9،ص421.(1/324)
35 –حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنِي أبي، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن سَعِيدٍ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي، عن عَلِيّ بن حُسَيْنٍ، عن زَيْنَبَ ابنةِ أُمِّ سَلَمَةَ، عن أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- أَكَلَ كَتِفًا فَجَاءَهُ بِلَال فَخَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ ،ولَمْ يَمَسَّ مَاءً (1) [58]).
رجال السند:
1- يَحْيَى بن سعيد الأنصاري: تقدم ،وهو ثقة، ثبت
2- عَلِيّ بن الحسين : تقدم ،وهو ثقة، ثبت فقيه إمام.
3- زينب بنت أم سلمة: تقدمت ،وهو تابعية فقيهة.
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ،ورواته ثقات ، وقد صححه الألباني فِي السلسلة الصحيحة (2) [59])
المبحث التاسع:
مروياته فِي سنن الدَّارِمِيّ
__________
(1) - أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج6،ص292. ،وأخرجه من حديث ،وكيع، حَدَّثَنَا سفيان، حَدَّثَنَا أبو عون مُحَمَّد بن عبيد الله الثَّقَفِيَّ ، عن عبد الله بن شداد سمعت أبا هريرة ج6،ص306. ومن حديث عبد الرزاق ،و ابن بكر ،وروح قَالَوا، حَدَّثَنَا ابن جُرَيْج أخبرني مُحَمَّد بن يوسفإِنَّ عطاء بن يسار أخبرهإِنَّ أم سلمة ج1،ص366. ومن حديث مُحَمَّد بن جَعْفَر، حَدَّثَنَا شعبة، عن أبي عون، عن عبد الله بن شداد ج6،ص317. ومن حديث أحمد بن الحَجَّاج ، حَدَّثَنَا عبد العزيز بن مُحَمَّد ، عن مُحَمَّد بن طحلاء ج6،ص321 .
أخرجه النسائي – كتاب الطهارة – باب ترك الوضوء مما غيرت النار ، ج1،ص107، وفي باب ترك الوضوء مما غيرت النار ، ج1،ص108 من حديث مُحَمَّد بن عبد الأعلى، حَدَّثَنَا خالد، حَدَّثَنَا بن جريج، عن مُحَمَّد بن يوسف، عن سُلَيْمَان بن يسار .
وأخرجه ابن ماجه فِي سننه – كتاب الطهارة ،وسننها – باب الرخصة فِي ذلك( بعد باب الوضوء مما غيرت النار) ،ج1،ص165.
(2) - السلسلة الصحيحة، مرجع سابق، ج5،ص152.(1/325)
أولاً: الدَّارِمِيّ (1) [1]) ،وسننه
هو : عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن الفضل بن بِهِرام بن عبد الصمد الدَّارِمِيّ التميمي، أبو مُحَمَّد السمرقندي الحافظ، من بني دارم بن مَالِك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم.
قَالَ عبد الصمد بن سُلَيْمَان البلخي الأعرج : سألت أحمد بن حنبل، عن يَحْيَى الحماني، فَقَالَ : تركناه لقول عبد الله بن عبد الرَّحْمَن لأنه إمام.
وقَالَ إسحاق بن دَاوُد السمرقندي : قدم قريب لي من الشاش، فَقَالَ : أتيت أحمد بن حنبل، فجعلت أصف لَهُ أبا المنذر، وجعلت أمدحه، فَقَالَ ابن حنبل: لَا أعرف هَذَا فقد طالت غيبة إخواننا عنا، لكن أين أنت، عن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن ، عليك بذاك السيد، عليك بذاك السيد، عليك بذاك السيد عبد الله بن عبد الرَّحْمَن .
قَالَ عُثْمَان بن أَبِي شَيْبَةَ : أَمَرَ عبد الله بن عبد الرَّحْمَن أظهر من ذاك فيما يقولون، من البصر، والحفظ، وصيانة النفس، عافاه الله ! ،وقَالَ مُحَمَّد بن بَشَّار بندار: حفاظ الدنيا أربعة: أبو زرعة بالري، ومسلم بن الحَجَّاج بنيسابور، وعبد الله بن عبد الرَّحْمَن بسمرقند، ومُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل ببخاري.
وقَالَ إسحاق بن أحمد بن زيرك الفارسي، عن أبي حاتم الرازي سمعه، يقول فِي سنة سبع وأربعين ومئتين: مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل أعلم من دخل العراق، ومُحَمَّد بن يَحْيَى أعلم بخراسان اليوم، ومُحَمَّد بن أسلم أورعهم، وعبد الله بن عبد الرَّحْمَن أثبتهم.
وقَالَ عبد الرَّحْمَن ابن أبي حاتم الرازي ، عن أبيه: عبد الله بن عبد الرَّحْمَن إمام أهل زمانه .
وقَالَ أبو حامد ابن الشرقي: إنما أخرجت خراسان من أئمة الحديث خمسة رجال: مُحَمَّد بن يَحْيَى ، ومُحَمَّد بن إسماعيل، وعبد الله بن عبد الرَّحْمَن ، ومسلم بن الحَجَّاج ، وإِبْرَاهِيم بن أبي طالب.
__________
(1) - انظر ترجمته: تهذيب الكمال ج15،ص210.(1/326)
وقَالَ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن منصور الشيرازي: كَانَ عَلَى غاية من العقل ،والديانة من يضرب بِهِ المثل فِي الحلم ،والدراية، والحفظ ،والعبادة، والزهادة.
أظهر علم الحديث ،والآثار بسمرقند ،وذب عنها الكذب، وكان مفسرا كاملا، وفقيها عالما.
وقَالَ أبو حاتم بن حبان : كَانَ من الحفاظ المتقنين، وأهل الورع فِي الدين، ممن حفظ، وجمع، وتفقه، وصنف، وحدث، وأظهر السنة فِي بلده، ودعا إِلَيَّها، وذب، عن حريمها، وقمع من خالفها.
وقَالَ الحافظ ، أبو بكر الخطيب : كَانَ أحد الرحالين فِي الحديث، والموصوفين بحفظه ،وجمعه، والاتقان له، مَعَ الثقة، والصدق، والورع، والزهد، واستقضي عَلَى سمرقند، فأبى، فألح عليه السلطان حَتَّى تقلده، وقَضَى قضية ،واحدة، تم استعفى، فأعفي.
وكان عَلَى غاية العقل، وفي نهاية الفضل يضرب بِهِ المثل فِي الديانة، والحلم، والرزانة، والاجتهاد، والعبادة، والزهادة ،والتقلل.
وصنف " المسند " ،وهو أشهر ما ،وصل إِلَيَّنا من كتبِهِ ، و " التفسير " ،و " الجامع " ،وهما لم يصلا إِلَيَّنا.
كتاب السنن:
لم يرد، عن الإمام الدَّارِمِيّ شيء بخصوص شرط فِي كتابه "المسند" ،ولم يتحدث العلماء عنه بِمَا يستحقه، ولعل مرجع ذَلِكَ إِلَى عدم عدّه عِنْدَ الأكثر فِي جملة الأصول الستة المعتمدة التي حظيت بالدراسة ،والتحقيق.
وقَالَ إسحاق بن إِبْرَاهِيمَ الوراق : سمعت عبد الله بن عبد الرَّحْمَن ، يقول: ولدت فِي سنة مات ابن المبارك سنة إحدى وثمانين ومئة. وقَالَ أحمد بن سيار المروزي : كَانَ حسن المعرفة، قَدْ دون " المسند " ،و " التفسير ".
وفاته:
مات فِي سنة خمس وخمسين ومئتين يوم التَّرْوِيَة بعد العصر، ودفن يوم عرفة، وذلك يوم الْجُمُعَةَ، وهو ابن خمس وسبعين سنة. وقَالَ مكي بن مُحَمَّد بن أحمد بن ماهان البلخي ، وابن حبان فِي تاريخ ،وفاته نحو ذلك.(1/327)
وقَالَ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن منصور الشيرازي: مات سنة خمس وخمسين ومئتين.
ثانياً: المرويات:
1- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن أَبِي خَلَفٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن سُلَيْم حَدَّثَنِي جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه الْأَنْصَارِيِّ قَالَ خَطَبنا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فَحَمِدَ اللَّهَ واثنى عَلَيْهِ، ثم قَال : َإِنَّ أَفْضَلَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّد -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - وشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ،وكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ (1) [2]).
رجال السند :
__________
(1) - أخرجه الدارمي فِي سننه ، كتاب المقدمة ، باب فِي كراهية أخذ الرأي ، ج1،ص69 .
و أخرجه الإمام مسلم فِي كتاب الجمعة – باب تخفيف الصلاة ،والخطبة ج3، ص11.
وأخرجه النسائي – كتاب صلاة العيدين – باب كيف الخطبة ج3،ص188 ، و فِي سننه كتاب الجنائز – الصلاة عَلَى من عليه دين من حديث نوح بن حبيب القومسي، حَدَّثَنَا عبد الرزاق أنبأنا معمر، عن الزُّهْرِيّ ، عن أبي سلمة، عن جَابِر ج4،ص65 .
وأخرجه ، أبو داود فِي سننه كتاب الخراج ،والإمارة ،والفيء – باب فِي أرزاق الذرية ، و من طريق أحمد بن حنبل، حَدَّثَنَا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزُّهْرِيّ ، عن أبي سلمة، عن جَابِر ج2ص27.
وأخرجه ابن ماجه – كتاب الصدقات – باب من ترك ديناً أو ضياعاً فعلى الله ،وعلى رسوله ج2،ص807.
أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3،ص310 . ومن حديث بن الوليد، حَدَّثَنَا سفيان، عن جَعْفَر ج3،ص338 . ومن حديث يَحْيَى ، عن جَعْفَر ج3،ص319 . ومن حديث ،وكيع، عن سفيان، عن جَعْفَر ج3،ص371.(1/328)
1- مُحَمَّد بن أحمد بن أبي خلف : مُحَمَّد بن أحمد بن أبي خلف ،واسمه مُحَمَّد السلمي ، ثقة، من العاشرة . روى عن: يَحْيَى بن سُلَيْم الطائفي ،وغيره خلق كثير ،وروى عنه: مسلم ،و أبو دَاوُد ،وعبد الله بن عبد الرَّحْمَن الدَّارِمِيّ. قَالَ أبو حاتم : ثقة، صدوق .وذكره ابن حبان فِي كتاب الثقات ،وقَالَ ابن حبان : مات سنة سبع وثَلَاثَين ومئتين (1) [3]).
2- يَحْيَى بن سُلَيْم : يَحْيَى بن سُلَيْم القرشي الطائفي ، صدوق سيء الحفظ من التاسعة . روى عن: عبيد الله بن عمر العمري ،وموسى بن عقبة ،ودَاوُد بن أبي هند ،وابن جُرَيْج ،وإِسْمَاعِيل بن أمية ،وعبد الله بن عُثْمَان بن خثيم ،وعُثْمَان بن الأسود ،وعُثْمَان بن كثير ،والثَّوْرِيّ ،وعِمْرَان القصير ،وغيرهم . روى عنه: وكيع ،ومُحَمَّد بن أحمد بن أبي خلف ،وغيرهم.قَالَ الدوري، عن ابن معين : ثقة. وقَالَ أبو حاتم: شيخ صالح محله الصدق ،ولم يكن بالحافظ يكتب حديثه ،ولا يحتج بِهِ .وقَالَ ابن سعد :كَانَ ثقة، كثير الحديث .وقَالَ النسائي : لَيْسَ بِهِ بأس ،وهو منكر الحديث .وذكره ابن حبان فِي الثقات ،وقَالَ: يخطئ مات سنة ثَلَاثَ أو أربع وتسعين ومائة (2) [4]).
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ،ورواته ثقات ، وقد صححه الألباني (3) [5])
__________
(1) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج9،ص91- تاريخ بغداد ج1،ص352- تهذيب التهذيب ج9،ص20- تقريب التهذيب ج3،ص52.
(2) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج7،ص615- ميزان الاعتدال ج4، ص383- سير أعلام النبلاء ج9،ص307- تهذيب التهذيب ج11،ص198- تقريب التهذيب ج3،ص304.
(3) - إرواء العليل،مرجع سابق، ج3،ص73.(1/329)
2- أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا دَاوُد بن عَطَاءٍ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ قَالَ عَرْضُ الْكِتَابِ ،والْحَدِيثُ سَوَاءٌ (1) [6]).
رجال السند :
1- إِبْرَاهِيم بن المنذر : تقدم ،وهو صدوق تكلم فيه أحمد لأجل القرآن.
2- دَاوُد بن عطاء : دَاوُد بن عطاء المزني الْمَدَنِيّ ، ضعيف من الثامنة . روى عن: موسى بن عقبة ،وهشام بن عروة ،وصالح بن كيسان ،وزيد بن أسلم ،وغيرهم . وعنه: الأوزاعي ،وإِبْرَاهِيم بن المنذر الحزامي ،وغيرهم قَالَ عبد الله بن أحمد ، عن أبيه ،والبخاري، عن أحمد: ليس بشيء .وقَالَ أبو حاتم : لَيْسَ بالقوي ضعيف الحديث منكره .وقَالَ البخاري ،وأبو زرعة: منكر الحديث .وقَالَ النسائي :ضعيف .وقَالَ ابن عدي: لَيْسَ حديثه بالكثير ،وفي حديثه بعض النكرة .وقَالَ الدارقطني: متروك (2) [7])
الحكم عَلَى سند الحديث :
أثر ضعيف الإسناد .
3- أَخْبَرَنَا عُثْمَان بن مُحَمَّد ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عن يَحْيَى بن سَعِيدٍ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر فِي حَدِيثِ أَسْمَاء بنتِ عُمَيْسٍ حِينَ نُفِسَتْ بِذِي الْحُلَيْفَةِ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- أَبَا بَكْرٍ أن يَأْمُرَهَا أن تَغْتَسِلَ وتُهِلَّ (3)
__________
(1) - أخرجه الدارمي فِي سننه – كتاب المقدمة – باب فِي العرض ، ج1،ص152. انفرد بِهِ .
(2) - انظر ترجمته: تهذيب التهذيب ج3،ص168- ميزان الاعتدال ج2،ص12- تقريب التهذيب ج1،ص281.
(3) - أخرجه الدارمي فِي سننه – كتاب المناسك – باب النفساء ،والحائض إِذَا أرادتا الحج ،ج2،ص33.
وأخرجه الإمام مسلم فِي كتاب الحج – باب إحرام النفساء ،واستحباب اغتسالها للإحرام ،وكذا الحائض ج4،ص27
وأخرجه النسائي – كتاب الطهارة – باب الاغتسال من النفاس، ج1،ص122،وً فِي كتاب الطهارة – ما تفعل النفساء عِنْدَ الإحرام من حديث عمرو ابن عَلِيّ ،ومُحَمَّد بن الْمُثَنَّى ،ويعقوب بن إبراهيم، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن سعيد حَدَّثَنَا جَعْفَر ج1،ص154 ، وفي كتاب الحيض ،والاستحاضة – ما تفعل النفساء عِنْدَ الإحرام من حديث مُحَمَّد بن قدامة، حَدَّثَنَا جرير، عن يَحْيَى بن سعيد عن جَعْفَر ج1،ص195 ،وفي كتاب مناسك الحج – إهلال النفساء من حديث مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم عن شعيب أنبأنا الليث، عن بن الهاد، عن جَعْفَر ،ومن حديث عَلِيّ بن حجر أنبأنا إسماعيل بن جَعْفَر، حَدَّثَنَا جَعْفَر ج5،ص164.
وأخرجه ، أبو داود فِي سننه – كتاب المناسك – باب صفة حجة النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - م1،ص428.
وأخرجه ابن ماجه فِي سننه كتاب المناسك – باب النفساء ،والحائض تهل بالحج ، ج2،ص972.
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3،ص320 .(1/330)
[8]).
رجال السند:
1- عُثْمَان بن مُحَمَّد : هو عُثْمَان بن أَبِي شَيْبَةَ ،وقد تقدم ،وهو ثقة، حافظ.
2- جرير بن عبد الحميد : تقدم ،وهو ثقة، صحيح الكتاب من رجال مسلم
3- يَحْيَى بن سعيد: الأنصاري تقدم ،وهو ثقة، ثبت .
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ،ورواته ثقات .
4- أَخْبَرَنَا أحمد بن عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مَالِك بن أَنَسٍ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر قَالَ : رَمَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- مِنَ الْحَجَرِ إِلَى الْحَجَر ثَلَاثَةَ أَشْوَاطٍ (1) [9]).
رجال السند :
1- أحمد بن عبد الله : أحمد بن عبد الله بن يونس بن عبد الله بن قيس ، ثقة، من كبار العاشرة . روى عن: الثَّوْرِيّ ،وابن عُيَيْنَة ،وزائدة ،وعاصم بن مُحَمَّد ،وابن أبي الزناد ،وإسرائيل ،والليث ،ومَالِك ،وخلق . روى عنه: البخاري ،ومسلم ،وأبو دَاوُد .وقَالَ أبو حاتم : كَانَ ثقة، متقنا آخر من روى عن الثَّوْرِيّ ،وقَالَ النسائي :ثقة، وذكره ابن حبان فِي الثقات (2) [10])
2- مَالِك بن أنس : إمام دار الهجرة تقدم .
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ،ورواته ثقات
__________
(1) - أخرجه الدارمي فِي سننه – كتاب المناسك – باب من رَمَلَ ثَلَاثَا ،ومَشَى أربعا ، ج2،ص42.
وأخرجه الإمام مسلم فِي كتاب الحج – باب حجة النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - ، ج4،ص39.
وأخرجه الترمذي فِي كتاب الحج- باب ما جاء فِي الرَمَلَ من الحجرإِلَى الحجر،ج2،ص174.
وأخرجه النسائي – كتاب مناسك الحج – باب الرَمَلَ من الحجرإِلَى الحجر ج5،ص230
وأخرجه ابن ماجه فِي سننه – كتاب المناسك – باب الرَمَلَ حول البيت ج2،ص983.
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3،ص320 .
(2) - انظر : ثقات ابن حبان ج8،ص9- تهذيب التهذيب ج1،ص44- سير أعلام النبلاء ج10،ص457- تقريب التهذيب ج1،ص39.(1/331)
5- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بن أَبَانَ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بن إِسْمَاعِيلَ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ أبو جَعْفَر دَخَلْنَا عَلَى جَابِر بن عَبْدِ اللَّه فَسَأَلَ عن الْقَوْمِ ، حَتَّى انْتَهَى إِلَيَّ فَقُلْتُ: أَنَا مُحَمَّد بن عَلِيّ بن الْحُسَيْنِ بن عَلِيّ فَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى زِرِّيَ الْأَعْلَى ،وزِرِّيَ الْأَسْفَلِ، ثم ،وضَعَ فَمَهُ بَيْنَ ثَدْيَيَّ ،وأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ شَابٌّ فَقَالَ : مَرْحَبًا بِكَ يَا ابن أَخِي سَلْ عَمَّا شِئْتَ فَسَأَلْتُهُ ،وهُوَ أَعْمَى ،وجَاءَ وقْتُ الصَّلَاةِ فَقَامَ فِي سَاجَةٍ مُلْتَحِفًا بِهَا كُلَّمَا ،وضَعَهَا عَلَى مَنْكِبَيْهِ رَجَعَ طَرَفُهَا إِلَيَّهِ مِنْ صِغَرِهَا ،ورِدَاؤُهُ إِلَى جَنْبِهِ عَلَى الْمِشْجَبِ فَصَلَّى فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي عن حَجَّةِ رَسُولِ اللَّهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فَقَالَ بِيَدِهِ فَعَقَدَ تِسْعًا فَقَالَ: مَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- تِسْعَ سِنِينَ لَمْ يَحُجَّ، ثم أُذِّنَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ فِي الْعَاشِرَةِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- حَاجٌّ فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ بَشَرٌ كَثِيرٌ كُلُّهُمْ يَلْتَمِسُ أَنْ يَأْتَمَّ بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - ويَعْمَلَ مِثْلَ عَمَلِهِ فَخَرَجْنَا مَعَهُ، حَتَّى أَتَيْنَا ذَا الْحُلَيْفَةِ فَوَلَدَتْ أَسْمَاءُ بنتُ عُمَيْسٍ مُحَمَّد بن أَبِي بَكْرٍ فَأَرْسَلَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- : كَيْفَ أَصْنَعُ؟ فَقَالَ اغْتَسِلِي واسْتَثْفِرِي بِثَوْبٍ ،وأَحْرِمِي فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فِي الْمَسْجِدِ، ثم رَكِبَ الْقَصْوَاءَ، حَتَّى اسْتَوَتْ بِهِ نَاقَتُهُ عَلَى(1/332)
الْبَيْدَاءِ فَنَظَرْتُ إِلَى مَدِّ بَصَرِي مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ رَاكِبٍ ومَاشٍ ،وعَنْ يَمِينِهِ مِثْلَ ذَلِكَ ،وعَنْ يَسَارِهِ مِثْلَ ذَلِكَ ،وخَلْفَهُ مِثْلُ ذَلِكَ ،ورَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- بَيْنَ أَظْهُرِنَا ،وعَلَيْهِ يَنْزِلُ الْقُرْآنُ ،وهُوَ يَعْرِفُ تَأْوِيلَهُ فَأَهَلَّ بِالتَّوْحِيدِ : لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْك ، َإِنَّ الْحَمْدَ والنِّعْمَةَ لَكَ والْمُلْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ فَأَهَلَّ النَّاسُ بهذا الَّذِي يُهِلُّونَ بِهِ فَلَمْ يَزِدْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- عَلَيْهِمْ شَيْئًا ،ولَبَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- تَلْبِيَتَهُ، حَتَّى إِذَا أَتَيْنَا الْبَيْتَ مَعَهُ قَالَ جَابِر : لَسْنَا نَنْوِي إِلَّا الْحَجَّ لَسْنَا نَعْرِفُ الْعُمْرَةَ، حَتَّى إِذَا أَتَيْنَا الْبَيْتَ مَعَهُ اسْتَلَمَ الرُّكْنَ فَرَمَلَ ثَلَاثَا ،ومَشَى أَرْبَعًا، ثم تَقَدَّمَ إِلَى مَقَامِ إِبْرَاهِيم فَصَلَّى فَقَرَأَ ((واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيم مُصَلًّى ) ) فَجَعَلَ الْمَقَامَ بَيْنَهُ وبَيْنَ الْبَيْتِ -وكَانَ أَبِي يَقُولُ :ولَا أَعْلَمُهُ ذَكَرَهُ عن جَابِر ، عن النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- قَالَ كَانَ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ،وقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، ثم رَجَعَ إِلَى الرُّكْنِ فَاسْتَلَمَهُ، ثم خَرَجَ مِنَ الباب إِلَى الصَّفَا فَلَمَّا أَتَى الصَّفَا قَرَأَ ( (إِنَّ الصَّفَا والْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ) ) أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ فَبَدَأَ بِالصَّفَا ، فَرَقِيَ عَلَيْهِ حَتَّى رَأَى الْبَيْتَ فَوَحَّدَ اللَّهَ ،وكَبَّرَهُ ،وقَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ(1/333)
الْمُلْكُ ،ولَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي ويُمِيتُ ،وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وحْدَهُ ، أَنْجَزَ وعْدَهُ ،ونَصَرَ عَبْدَهُ ،وهَزَمَ الْأَحْزَابَ وحْدَهُ، ثم دَعَا بَيْنَ ذَلِكَ فَقَالَ مِثْلَ هَذَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، ثم نَزَلَ إِلَى الْمَرْوَةَ ، حَتَّى إِذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ فِي بَطْنَ الْوَادِي -قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن عَبْدِ الرَّحْمَن الدَّارِمِيّ يَعْنِي: فَرَمَلَ- حَتَّى إِذَا صَعِدْنَا مَشَى ، حَتَّى إِذَا أَتَيْنَا الْمَرْوَةَ فَفَعَلَ عَلَى الْمَرْوَةَ كَمَا فَعَلَ عَلَى الصَّفَا، حَتَّى إِذَا كَانَ آخِرَ طَوَافٍ عَلَى الْمَرْوَةَ قَالَ : إِنِّي لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ لَمْ أَسُقِ الْهَدْيَ ،وجَعَلْتُهَا عُمْرَةً فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ لَيْسَ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيَحِلَّ ،ويَجْعَلْهَا عُمْرَةً .فَقَامَ سُرَاقَةُ بن مَالِك بن جُعْشُمٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلِعَامِنَا هَذَا أَوْ لِأَبَدٍ أَبَدٍ ؟ فَشَبَّكَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- أَصَابِعَهُ فِي الْأُخْرَى . فَقَالَ : دَخَلَتِ الْعُمْرَةُ فِي الْحَجِّ هَكَذَا مَرَّتَيْنِ لَا بَلْ لِأَبَدٍ أَبَدٍ لَا بَلْ لِأَبَدٍ أَبَدٍ ،وقَدِمَ عَلِيّ بِبُدْنٍ مِنَ الْيَمَن لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فَوَجَدَ فَاطِمَةَ مِمَّنْ حَلَّ ولَبِسَتْ ثِيَابَ صَبِيغٍ ،واكْتَحَلَتْ فَأَنْكَرَ عَلِيّ ذَلِكَ عَلَيْهَا فَقَالَتْ : أَبِي أَمَرَنِي - فَكَانَ عَلِيّ يَقُولُ: ذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- أُحَرِّشُهُ عَلَى فَاطِمَةَ فِي الَّذِي صَنَعَتْ مُسْتَفْتِيًا لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فِيمَا ذَكَرَتْ فَأَنْكَرْتُ ذَلِكَ عَلَيْهَا فَقَالَ: صَدَقَتْ.(1/334)
مَا فَعَلْتَ حِينَ فَرَضْتَ الْحَجَّ؟ قَالَ: قُلْتُ اللهم إِنِّي أُهِلُّ بِمَا أَهَلَّ بِهِ رَسُولُكَ قَالَ: فَإِنَّ مَعِيَ الْهَدْيَ فَلَا تَحِلُّلْ .قَالَ: فَكَانَ جَمَاعَةُ الْهَدْيِ الَّذِي قَدِمَ بِهِ عَلِيّ مِنَ الْيَمَن ،والَّذِي أَتَى بِهِ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- مِائَةَ بَدَنَةٍ فَحَلَّ النَّاسُ كُلُّهُمْ ،وقَصَّرُوا إِلَّا النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - ومَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَة ،وجَّهَ إِلَى مِنًى فَأَهَلَّلْنَا بِالْحَجِّ ،ورَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فَصَلَّى بنا الظُّهْرَ والْعَصْرَ ،والْمَغْرِبَ والْعِشَاءَ ،والصُّبْحَ، ثم مَكَثَ قَلِيلًا ، حَتَّى إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ أَمَرَ بِقُبَّةٍ مِنْ شَعَرٍ تُضْرَبُ لَهُ بنمِرَةَ، ثم رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فَسَارَ لَا تَشُكُّ قُرَيْشٌ إِلَّا أَنَّهُ واقِفٌ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ كَمَا كَانَتْ قُرَيْشٌ تَصْنَعُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فِي الْمُزْدَلِفَةِ فَسَارَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- حَتَّى أَتَى عَرَفَةَ فَوَجَدَ الْقُبَّةَ قَدْ ضُرِبَتْ بنمِرَةَ فَنَزَلَهَا، حَتَّى إِذَا زَاغَتْ يَعْنِي الشَّمْسَ أَمَرَ بِالْقَصْوَاءِ فَرُحِلَتْ لَهُ فَأَتَى بَطْنَ الْوَادِي فَخَطَبَ النَّاسَ ،وقَال :َإِنَّ دِمَاءَكُمْ وأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا ، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا ، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا ، أَلَا إِنَّ كُلَّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمَيَّ مَوْضُوعٌ ،ودِمَاءُ الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعَةٌ ،وأَوَّلُ دَمٍ وضِعَ دِمَاؤُنَا دَمُ رَبِيعَةَ بن الْحَارِثِ ، كَانَ مُسْتَرْضَعًا فِي بني سَعْدٍ فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ ،ورِبَا الْجَاهِلِيَّةِ(1/335)
مَوْضُوعٌ ،وأَوَّلُ رِبًا أَضَعُهُ رِبَا عَبَّاس بن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَإِنَّهُ مَوْضُوعٌ كُلُّهُ ، فَاتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ فَإِنَّمَا أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللَّهِ ،واسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ ،وإِنَّ لَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ ، فَإِنْ فَعَلْنَ ذَلِكَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ ،ولَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ ،وكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ،وأَنْتُمْ مَسْئُولُونَ عَنِّي فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟ قَالَوا : نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ ،وأَدَّيْتَ ونَصَحْتَ فَقَالَ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ فَرَفَعَهَا إِلَى السَّمَاءِ ،ويَنْكُتُهَا إِلَى النَّاسِ: اللهم اشْهَدِ اللهم اشْهَدِ الله اشْهَدْ، ثم أَذَّنَ بِلَال ابندَاءٍ ،واحِدٍ ،وإِقَامَةٍ فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثم أَقَامَ فَصَلَّى الْعَصْرَ لَمْ يُصَلِّ بَيْنَهُمَا شَيْئًا، ثم رَكِبَ، حَتَّى وقَفَ فَجَعَلَ بَطْنَ نَاقَتُهُ الْقَصْوَاءِ إِلَى الصُّخَيْرَاتِ ،وقَالَ إِسْمَاعِيلُ : إِلَى الشُّجَيْرَاتِ ،وجَعَلَ حَبْلَ الْمُشَاةِ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثم اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَلَمْ يَزَلْ واقِفًا، حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ ،وذَهَبَتِ الصُّفْرَةُ، حَتَّى غَابَ الْقُرْصُ فَأَرْدَفَ أُسَامَةَ خَلْفَهُ، ثم دَفَعَ ،وقَدْ شَنَقَ لِلْقَصْوَاءِ الزِّمَامَ، حَتَّى إِنَّهُ لَيُصِيبُ رَأْسُهَا مَوْرِكَ رَحْلِهِ ،ويَقُولُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى: السَّكِينَةَ السَّكِينَةَ كُلَّمَا أَتَى حَبْلًا مِنَ الْحِبَالِ أَرْخَى لَهَا قَلِيلًا، حَتَّى تَصْعَدَ ، حَتَّى أَتَى الْمُزْدَلِفَةَ فَصَلَّى بِهَا الْمَغْرِبَ والْعِشَاءَ بأذان ،وإِقَامَتَيْنِ، ثم اضْطَجَعَ، حَتَّى إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ صَلَّى الْفَجْرَ بِأَذَانٍ وإِقَامَةٍ، ثم رَكِبَ الْقَصْوَاءَ،(1/336)
حَتَّى ،وقَفَ عَلَى الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ،واسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَدَعَا اللَّهَ ،وكَبَّرَهُ ،وهَلَّلَهُ ،ووَحَّدَهُ، حَتَّى أَسْفَرَ جِدًّا، ثم دَفَعَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ ،وأَرْدَفَ الْفَضْلَ بن الْعَبَّاس ،وكَانَ رَجُلًا حَسَنَ الشَّعْرِ ، أَبْيَضَ وسِيمًا فَلَمَّا دَفَعَ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- مَرَّ بِالظُّعُنِ يَجْرِينَ فَطَفِقَ الْفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيَّهِنَّ فَأَخَذَ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يَدَهُ فَوَضَعَهَا عَلَى وجْهِ الْفَضْلِ فَحَوَّلَ الْفَضْلُ رَأْسَهُ مِنَ الشِّقِّ الْآخَرِ فَوَضَعَ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يَدَهُ مِنَ الشِّقِّ الْآخَرِ، حَتَّى إِذَا أَتَى مُحَسِّرٍ حَرَّكَ قَلِيلًا، ثم سَلَكَ الطَّرِيقَ الْوُسْطَى الَّتِي تُخْرِجُكَ إِلَى الْجَمْرَةِ الْكُبْرَى، حَتَّى إِذَا أَتَى الْجَمْرَةَ الَّتِي عِنْدَهَا الشَّجَرَةُ فَرَمَى بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ يُكَبِّرُ عَلَى كُلِّ حَصَاةٍ، مِنْ حَصَى الْخَذْفِ، ثم رَمَى مِنْ بَطْنِ الْوَادِي ، ثم انْصَرَفَ إِلَى الْمَنْحَرِ فَنَحَرَ ثَلَاثَا وستينَ بَدَنَةً بِيَدِهِ، ثم أَعْطَى عَلِيًّا فَنَحَرَ مَا غَبَرَ ،وأَشْرَكَهُ فِي بُدْنِهِ، ثم أَمَرَ مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ بِبَضْعَةٍ فَجُعِلَتْ فِي قِدْرٍ فَطُبِخَتْ فَأَكَلَا مِنْ لُحُومِهَا ،وشَرِبَا مِنْ مَرَقِهَا ، ثم رَكِبَ فَأَفَاضَ إِلَى الْبَيْتِ فَأَتَى الْبَيْتَ فَصَلَّى الظُّهْرَ بِمَكَّةَ ،وأَتَى بني عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ،وهُمْ يَسْتَقُونَ عَلَى زَمْزَمَ فَقَالَ: انْزِعُوا بني عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَلَوْلَا يَغْلِبَكُمُ النَّاسُ عَلَى سِقَايَتِكُمْ لَنَزَعْتُ مَعَكُمْ فَنَاوَلُوهُ دَلْوًا فَشَرِبَ.(1/337)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن سَعِيدٍ الأصبهاني أَخْبَرَنَا حَاتِمُ بن إِسْمَاعِيلَ، عن جَعْفَر، عن أَبِيهِ، عن جَابِر بِهذَا (1) [11]).
رجال السند :
1- إِسْمَاعِيل بن أَبَان : إِسْمَاعِيل بن أَبَان الوراق الأزدي ، أبو إسحاق ، كوفي ثقة، من التاسعة . روى عن: حاتم بن إِسْمَاعِيل ،وخلف كثير . وعنه: البخاري ،وروى لَهُ ، أبو دَاوُد ،والترمذي بواسطة ،وأحمد بن حَنْبَل ،ويَحْيَى ابن معين ،وآخرون. قَالَ أحمد بن حَنْبَل ،وأحمد بن منصور الرمادي ،وأبو دَاوُد ،ومطين: ثقة. وقَالَ البخاري: صدوق .وقَالَ النسائي: لَيْسَ بِهِ بأس .وقَالَ ابن معين :إِسْمَاعِيل بن أَبَان الوراق ثقة، وإِسْمَاعِيل بن أَبَان الغنوي كذاب .وقَالَ أبو أحمد الحاكم: ثقة، وذكره ابن حبان فِي الثقات (2) [12]).
2- حاتم بن إِسْمَاعِيل : تقدم ،وهو صدوق صحيح الكتاب من رجال مسلم.
3- مُحَمَّد بن سعيد الأصبهاني : مُحَمَّد بن سعيد بن سُلَيْمَان بن عبد الله الْكُوفِيّ ، أبو جَعْفَر بن الأصبهاني ، ثقة، ثبت . روى عن: عمه مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عبد الله الأصبهاني ،وعبد الله ،وزافر بن سُلَيْمَان ،وأبي الأحوص ،وحَفْص بن غِيَاث ،وإِبْرَاهِيم بن المختار ،وغيرهم . روى عنه: البخاري ،وروى الترمذي، عن البخاري عنه ،والنسائي قَالَ النسائي ثقة، وذكره ابن حبان فِي الثقات . قَالَ البخاري ،وأبو دَاوُد : مات سنة عشرين ومائتين (3) [13])
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ،ورواته ثقات
__________
(1) - أخرجه الدارمي فِي سننه – كتاب المناسك – باب فِي سنة الحاج – ج2،ص44-49. تخريج الحديث الطويل ص 67
(2) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج8،ص91- تهذيب التهذيب ج1،ص236- سير أعلام النبلاء ج10،ص347- تقريب التهذيب ج1،ص89.
(3) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج9،ص63- تهذيب التهذيب ج9،ص166- تقريب التهذيب ج3،ص80.(1/338)
6- أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل ابن أبي فديك، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بن سُفْيَان مَوْلَى الْأَسْلَمِيِّينَ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بن جَعْفَر قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- إِنَّ اللَّهَ مَعَ الدَّائِنِ، حَتَّى يُقَضَى دَيْنُهُ مَا لَمْ يَكُنْ فِيمَا يَكْرَهُ اللَّهُ قَالَ وكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بن جَعْفَر يَقُولُ لِخَازِنِهِ: اذْهَبْ فَخُذْ لِي بِدَيْنٍ فَإِنِّي أَكْرَهُ أن أَبِيتَ لَيْلَةً إِلَّا واللَّهُ مَعِي بَعْدَمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- (1) [14]).
رجال السند :
1- إِبْرَاهِيم بن المنذر الحزامي: تقدم ،وهو صدوق تكلم فيه أحمد لأجل القرآن.
2- مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن أبي فديك: تقدم ،وهو صدوق .
3- سعيد بن سُفْيَان : تقدم ،وهو مقبول.
__________
(1) - أخرجه الدارمي فِي سننه – كتاب البيوع – باب فِي الدائن معان ج2،ص263. وأخرجه ابن ماجه فِي سننه – كتاب الصدقات – باب من ادّان ديناً ،وهو ينوي قضاءه ج2،ص805. .(1/339)
4- عبد الله بن جَعْفَر بن أبي طالب :. روى عن: النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- ،وعن أمه أَسْمَاء بنتِ عُمَيْسٍ ،وعمه عَلِيّ بن أبي طالب ،وعُثْمَان ،وعَمَّار بن ياسر . وعنه: بنوه معاوية ،وإسحاق ،وإِسْمَاعِيل ،وأم أبيها ،وابن خالته عبد الله بن شداد بن الهاد ،وابن أخيه لأمه القاسم بن مُحَمَّد بن أبي بكر ،والحسن بن الحسن بن عَلِيّ ،وابنه عبد الله بن الحسن ،وعبد الله بن مُحَمَّد بن عقيل ،وأبو جَعْفَر مُحَمَّد بن عَلِيّ بن الحسين قَالَ ابن حبان فِي الثقات : مات سنة ثمانين سنة سيل الجحاف الَّذِي ذهب بالحاج من مكة ،وكانت أَسْمَاء بنتِ عُمَيْسٍ بن كعب بن ربيعة الخثعمي ،ولدته بأرض الحبشة ،وكان يوم توفى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- ابن عشر سنة ،وإنما سميت فِي تلك السنة سيل الجحاف لأن فِي تلك السنة أغار الجحاف عَلَى بنى ثعلب فقيل سيل الجحاف (1) [15]).
الحكم عَلَى سند الحديث :
إسناده صحيح ، وقد صححه الألباني (2) [16])
7- حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بن حَمَّادٍ، عن عَبْدِ الْعَزِيز بن مُحَمَّد ، حَدَّثَنَا جَعْفَر، عن أَبِيهِ : أَنَّ أُمَّ كُلْثُومٍ ،وابنهَا زَيْدًا مَاتَا فِي يَوْمٍ ،واحِدٍ فَالْتَقَتِ الصَّائِحَتَانِ فِي الطَّرِيقِ فَلَمْ يَرِثْ كُلُّ ،واحِدٍ مِنْهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ ،وأَنَّ أَهْلَ الْحَرَّةِ لَمْ يَتَوَارَثُوا ،وأَنَّ أَهْلَ صِفِّينَ لَمْ يَتَوَارَثُوا (3) [17]).
رجال السند :
__________
(1) - انظر ترجمته : أَسَد الغابة فِي معرفة الصحابة ج3،ص133- سير أعلام النبلاء ج3،ص456. الثقات لابن حبان ج3،ص207.
(2) - السلسلة الصحيحة ، مرجع سابق، ج3،ص74، حديث رقم 1000.
(3) - أخرجه الدارمي فِي سنه – كتاب الفرائض- باب ميراث الغرقي ج2،ص379. انفرد بِهِ .(1/340)
1- نعيم بن حماد : نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث بن همام بن سَلَمَة بن مَالِك الخزاعي ، أبو عبد الله المروزي ، صدوق يخطئ كثيراً فقيه عارف بالفرائض من العاشرة . روى عن: عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الدَّارَوَرْدِيّ ،وغيره خلق كثير ،وروى عنه: الدَّارِمِيّ ،وغيره ،وقَالَ إِبْرَاهِيم بن الجنيد، عن ابن معين: ثقة، وقَالَ عَلِيّ بن حسين بن حبان قَالَ أبو زَكَرِيَّا :نعيم بن حماد صدوق ثقة، رجل صدق .وقَالَ العجلي: نعيم بن حماد مروزي ثقة. وقَالَ ابن أبي حاتم: محله الصدق (1) [18]).
2- عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد : تقدم ،وهو صدوق من رجال مسلم.
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ،وقد صححه الألباني في إرواء الغليل (2) [19])
8- أَخْبَرَنَا مَرْوَانُ بن مُحَمَّد ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بن بِلَال ، حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن يَزِيدَ بن عَبْدِ اللَّهِ بن قُسَيْطٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- الْمَرْءُ أَحَقُّ بِثُلُثِ مَالِهِ يَضَعُهُ فِي أَيِّ مَالِهِ شَاءَ (3) [20]).
رجال السند :
__________
(1) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج9،ص219- ميزان الاعتدال ج4،ص267- تهذيب التهذيب ج10،409- سير أعلام النبلاء ج10،ص595- تقريب التهذيب ج3،ص250.
(2) - إرواء الغليل، مرجع سابق، ج6،ص154.
(3) - أخرجه الدارمي فِي سننه – كتاب الوصايا- باب من أحب الوصية ،ومن كره ، ج2،ص413 . انفرد بِهِ .(1/341)
1- مروان بن مُحَمَّد : مروان بن مُحَمَّد بن حَسَّانَ الأَسَدي الطاطري ، أبو بكر ، ثقة، من التاسعة . روى عن: سُلَيْمَان بن بِلَال ،وآخرين . وعنه: الدَّارِمِيّ ،وغيره ،وقَالَ أبو حاتم ،وصالح بن مُحَمَّد ثقة، وذكره ابن حبان فِي الثقات ،وقَالَ ولد سنة سبع وأربعين ومائة ،وقَالَ البخاري مات سنة عشر ومائتين (1) [21])
2- سُلَيْمَان بن بِلَال : تقدم ،وهو ثقة، من رجال مسلم.
3- يزيد بن عبد الله بن قسيط: زيد بن عبد الله بن قسيط الإمام الفقيه الثقة ، أبو عبد الله الليثي الْمَدَنِيّ الأعرج ، قَالَ ابن إسحاق: كَانَ ثقة، فقيها، يستعان بِهِ فِي الأعمال لأمانته ،وفقهه، وقَالَ أبو حاتم: لَيْسَ بقوي. وروى مَالِك عنه قليلا. مات سنة اثنتين ،وعشرين ومئة. وقَالَ ابن سعد: كَانَ ثقة، كثير الحديث، ذكره ابن حبان فِي الثقات ،وقَالَ ربما أخطأ (2) [22]).
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث مرفوع للنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - مرسل سقط منه الصحابي ، إسناده ضعيف .
المبحث العاشر:
مروياته فِي صحيح ابن حبان
أولاً: ابن حبان (3) [1]) ،وصحيحه
هو الإمام العالم الفاضل المتقن المحقق الحافظ العلامة مُحَمَّد بن حبان بن أحمد بن حبان ، أبو حاتم التميمي البستي السجستاني ، ونسبته التميمي نسبة إِلَى تميم جد القبيلة العربية المشهورة . ولد سنة بضع وسبعين ومئتين فِي مدينة قديمة كَانَتْ تعد من أعمال سجستان ، وموقعها الْيَوْم ضمن أفغانستان الحديثة ، يقَالَ لها : بست .
__________
(1) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج9،ص179- ميزان الاعتدال ج4،ص93- سير أعلام النبلاء ج9،ص510- تهذيب التهذيب ج10،ص86- تقريب التهذيب ج3،ص172.
(2) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج5،ص543- سير أعلام النبلاء ج5،ص266- تقريب التهذيب ج3،ص327.
(3) - انظر ترجمته: سير أعلام النبلاء 16 / 92 - 104(1/342)
وقد كَانَ ابن حبان من أوعية العلم فِي الفقه، واللغة، والحديث، والوعظ، ومن عقلاء الرجال.
قَالَ ابن حبان فِي أثناء كتاب " الأنواع ": لعلنا قَدْ كتبنا، عن أكثر من ألفي شيخ.
وقد ذكر مسعود بن ناصر السجزي تصانيف ابن حبان، فَقَالَ : " تاريخ الثقات "-" علل أوهام المؤرخين " - " علل مناقب الزُّهْرِيّ " - " علل حديث مَالِك " - " علل ما أسند أبو حنيفة " - " ما خالف فيه سُفْيَان شعبة " - " ما خالف فيه شعبة سُفْيَان " - " ما انفرد بِهِ أهل المدينة من السنن " - " ما انفرد بِهِ المكيون " - " ما انفرد بِهِ أهل العراق " - " ما انفرد بِهِ أهل خراسان " - " ما انفرد بِهِ ابن عروبة، عن قتادة، أو شعبة، عن قتادة " - " غرائب الاخبار " مجلد، " غرائب الكوفيين " - " غرائب أهل البصرة " - " الكنى " مجيليد، " الباب الوصل " - " الباب بين حديث أشعث بن عبد الملك، وأشعث بن سوار " - " موقوف ما رفع " - " مناقب مَالِك "-" مناقب الشافعي " - " المعجم عَلَى المدن " - " الابواب المتفرقة " - " أنواع العلوم ،وأوصافها " - " الهداية إِلَى علم السنن " - " قبول الاخبار " .
قَالَ مسعود بن ناصر: وهذه التواليف إنما يوجد منها النزر اليسير، وكان قَدْ وقف كتبه فِي دار، فكان السبب فِي ذهابِهِا مَعَ تطاول الزمان ضعف أَمَرَ السلطان، واستيلاء المفسدين.
شرط الصحيح:
قَالَ فِي " صحيحه ": شرطنا فِي نقله ما أودعناه فِي كتابنا إِلَّا نحتج إِلَّا بأن يكون فِي كل شيخ فيه خمسة أشياء: العدالة فِي الدين بالستر الجميل.
الثاني: الصدق فِي الحديث بالشهرة فيه.
الثالث: العقل بِمَا يحدث من الحديث.
الرابع: العلم بِمَا يحيل المعنى من معاني ما روى.
الخامس: تعري خبره من التدليس.
فمن جمع الخصال الخمس احتججنا بِهِ.(1/343)
وقد قام بترتيب الصحيح عَلَى الكتب ،والأبواب تقريبا لطالبيه مَعَ المحافظة عَلَى الأصل الأمير علاء الدين ، أبو الحسن عَلِيّ بن بلبان بن عبد الله المصري الحنفي الفقيه النحوي المحدث المتوفى سنة 739هـ. وقد علق عليه محدث العصر الشيخ ناصر الدين الألباني فِي كتابه " التعليقات الحَسَّانَ عَلَى صحيح ابن حبان"
وفاته:
توفي ابن حبان بسجستان بمدينة بست فِي شوال سنة أربع وخمسين وثَلَاثَ مئة، وهو فِي عشر الثمانين.
ثانياً: المرويات:
1- أَخْبَرَنَا أحمد بن عَلِيّ بن الْمُثَنَّى قَالَ، حَدَّثَنَا أحمد بن إِبْرَاهِيم الموصلي قَالَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيَّ قَالَ، حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر قَالَ كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ ،وعَلَا صَوْتُهُ ،واشْتَدَّ غَضَبِهِ حَتَّى كَأَنَّه نذير جَيْشٍ يَقُولُ صَبَّحَكُمْ مَسَّاكُمْ ،ويَقُولُ بُعِثْتُ أَنَا ،والسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ يفرق بَيْنَ السَّبَّابَةِ ،والْوُسْطَى ،ويَقُولُ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ ،وخَيْرُ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّد ،وإن َشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ،وكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، ثم يَقُولُ أنا أولى بكل مؤمن من نفسه مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ ،ومَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَإِلَيَّ وعَلِيّ (1)
__________
(1) - أخرجه ابن حبان فِي المقدمة – باب الاعتصام بالسنة ،وما يتعلق بِهَا نقلاً ،وأمراً ،وزجراً - ذكر الإخبار عما يجب عَلَى المرء من تحري استعمال السنن فِي أفعاله ،ومجانبة كل بدعة تباينها ،وتضادها ج: 1 ص: 148
،و أخرجه الإمام مسلم فِي كتاب الجمعة – باب تخفيف الصلاة ،والخطبة ج3، ص11.
،و أخرجه الإمام النسائي فِي سننه كتاب صلاة العيدين من طريق عتبة بن عبد الله ج3،ص188
وأخرجه ، أبو داود فِي سننه كتاب الخراج ،والإمارة ،والفيء من طريق مُحَمَّد بن كثير ،ومن طريق أحمد بن حَنْبَل . م2ص27
و أخرجه ابن ماجه – كتاب الصدقات – باب من ترك ديناً أو ضياعاً فعلى الله ،وعلى رسوله ج2،ص807.
،وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3،ص310 . ومن حديث بن الوليد، حَدَّثَنَا سفيان، عن جَعْفَر ج3،ص338 . ومن حديث يَحْيَى ، عن جَعْفَر ج3،ص319 . ومن حديث ،وكيع، عن سفيان، عن جَعْفَر ج3،ص371.
،وأخرجه الدارمي فِي سننه ، كتاب المقدمة ، باب فِي كراهية أخذ الرأي ، ج1،ص69 .(1/344)
[2]).
رجال السند :
1- أحمد بن عَلِيّ بن الْمُثَنَّى : الإمام الحافظ شيخ الإسلام ، أبو يعلى أحمد بن عَلِيّ بن الْمُثَنَّى بن يَحْيَى بن عِيسَى بن هلال التميمي الموصلي محدث الموصل ،وصاحب المسند ،والمعجم ،وسمع من أحمد بن حاتم الطويل ،وأحمد بن جميل ،وأحمد بن عِيسَى التستري ،وأحمد بن إِبْرَاهِيم الموصلي ،وغيرهم حدث عنه الحافظ أبو عبد الرَّحْمَن النسائي فِي الكنى فَقَالَ حَدَّثَنَا أحمد بن الْمُثَنَّى نسبِهِ إِلَى جده ،والحافظ أبو زَكَرِيَّا يزيد بن مُحَمَّد الأزدي ،وأبو الفتح الأزدي ،وأبو عَلِيّ الحسين بن مُحَمَّد النيسابوري ،وحمزة بن مُحَمَّد الكناني ،والطبراني ،وغيرهم ،وقد وثق أبا يعلى ، أبو حاتم البستي ،وغيره قَالَ ابن حبان: هو من المتقنين المواظبين عَلَى رعاية الدين ،وأسباب الطاعة توفي فِي سنة سبع وثَلَاثَمائة (1) [3])
2- أحمد بن إِبْرَاهِيم الموصلي : أحمد بن إِبْرَاهِيم بن خالد ، أبو عَلِيّ الموصلي ، صدوق من العاشرة . روى عن: حماد بن زيد ،وعبد الْوَهَّابِ الثقفى ،وآخرين . وعنه: أبو يعَلِيّ أحمد بن عَلِيّ الْمُثَنَّى ،وآخرون. ذكره ابن حبان فِي الثقات ،وكتب عنه أحمد بن حَنْبَل ،ويحيي بن معين قَالَ عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن يحيي بن معينك لَيْسَ بِهِ بأس ،وقَالَ فيه أبو زَكَرِيَّا يزيد بن مُحَمَّد بن إياس الأزدي صاحب تاريخ الموصل :ظاهر الصلاح ،والفضل كثير الحديث توفي سنة خمس وثَلَاثَين ومئتين (2) [4])
3- عبد الْوَهَّابِ بن عبد المجيد الثَّقَفِيَّ : تقدم ،وهو ثقة، من رجال مسلم.
الحكم عَلَى سند الحديث :
__________
(1) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج8،ص55- سير أعلام النبلاء ج14،ص174.
(2) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج8،ص25- تاريخ أسماء الثقات لبن شاهين ص 42- سير أعلام النبلاء ج11،ص35- تهذيب التهذيب ج1،ص8.(1/345)
حديث صحيح ،و جميع رواته ثقات ،وقد صححه الألباني في إرواء الغليل (1) [5])
4- أَخْبَرَنَا أبو خليفة قَالَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بن بِلَال ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن عَطَاءِ بن أَبِي رَبَاحٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- تَقُولُ كَانَ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- إِذَا كَانَ يَوْمُ رِّيحِ ،وغَيْمِ عُرِفَ ذَلِكَ فِي وجْهِهِ ،وأَقْبَلَ ،وأَدْبَرَ فَإِذَا مَطَرَتْ سُرَّ بِهِ ،وذَهَبَ عَنْهُ فسئل فَقَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- إِنِّي خَشِيتُ أن يَكُونَ عَذَابًا سُلِّطَ عَلَى أُمَّتِي (2)
__________
(1) - إرواء الغليل،مرجع سابق، ص 608،ص 611.
(2) - أخرجه ابن حبان فِي كتاب الرقائق – باب الخوف ،والتقوى - ذكر الإخبار عما يجب عَلَى المرء من قلة الأمن من عذاب الله نعوذ بِهِ منه ،وإن كَانَ مشمرا الطاعات جهده ج: 2 ص: 110
وأخرجه البخاري فِي صحيحه كتاب تفسير الْقُرْآن – سورة الأحقاف من حديث أحمد بن عِيسَى ، حَدَّثَنَا بن وهب أَخْبَرَنَا عمروإِنَّ أبا النضر حدثه، عن سُلَيْمَان بن يسار، عن عائشة ج3،ص209.
أخرجه الإمام مسلم فِي كتاب صلاة الاستسقاء – باب التعوذ عِنْدَ رؤية الريح ،والغيم ،والفرح بالمطر ج3،ص26 ، و فِي كتاب صلاة الاستسقاء من طريق ، أبو الطاهر ج3،ص26،ومن طريق هَارُون بن معروف ج3،ص26
وأخرجه الترمذي فِي سننه كتاب تفسير القرآن- سورة الأحقاف - من طريق عبد الرَّحْمَن ابن الأسود ، أبو عمرو البصري ج5،ص58 .
،وأخرجه ، أبو داود فِي سننه كتاب الأدب – باب ما يقول إِذَا هاجت الريح من طريق أحمد بن صالح، حَدَّثَنَا عبد الله بن وهب ج2،ص932 .
،وأخرجه ابن ماجه فِي سننه كتاب الدعاء- باب ما يدعو بِهِ الرجل إِذَا رأى السحاب ،والمطر - من طريق أبي بكر بن أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا معاذ بن معاذ، عن بن جريج، عن عطاء، عن عائشة ج2،ص1281.
وأخرجه الإمام أحمد بن حَنْبَل فِي مسنده – باقي مسند الأنصار من طريق هَارُون بن معروف ،ومن طريق حسن، عن أبي لهيعة ج6،ص66.(1/346)
[6]).
رجال السند :
1- أبو خليفة : أبو خليفة الفضل بن الحُبَاب الجمحي الْبَصْرِيّ حدث عن مُسَدَّد ،وأبي الوليد الطَّيَالِسِيّ هشام بن عبد الملك ،وعُثْمَان بن الهيثم المؤذن ،و آخرين حدث عنه الأئمة ،والحفاظ ، أبو عَلِيّ الحسين بن عَلِيّ النيسابوري ،وأبو حاتم مُحَمَّد ابن حبان البستي ،وغيرهم توفي فِي جمادي الأولى من سنة خمس وثَلَاثَمائة ،وذكره ابن حبان فِي الثقات ،وقَالَ أبو عَلِيّ الخليلي: احترقت كتبِهِ منهم من ،وثقه ،ومنهم من تكلم فيه ،وهو إِلَى التوثيق أقرب (1) [7])
2- سُلَيْمَان بن بِلَال : تقدم ،وهو ثقة، من رجال مسلم.
الحكم عَلَى سند الحديث :
حديث صحيح ، جميع رواته ثقات .
__________
(1) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج9،ص8- ميزان الاعتدال ج3،ص350- سير أعلام النبلاء ج14،ص7.(1/347)
3- أَخْبَرَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن سلم، حَدَّثَنَا هشام بن عَمَّار ، حَدَّثَنَا حاتم بن إسماعيل، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أبيه قَالَ دَخَلْنَا عَلَى جَابِر بن عَبْدِ اللَّه فَقَالَ ثم أَمَرَ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- بقبة من شعر فضربت لَهُ بنمِرَةَ فَسَارَ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - ولَا تَشُكُّ قُرَيْشٌ إِلَّا أَنَّهُ واقِفٌ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ كَمَا كَانَتْ قُرَيْشٌ تَصْنَعُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَأَجَازَ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- حَتَّى أَتَى عَرَفَةَ فَوَجَدَ الْقُبَّةَ قَدْ ضُرِبَتْ لَهُ بنمِرَةَ فَنَزَلَ بِهَا حَتَّى إِذَا زَاغَتِ الشَّمْسُ أَمَرَ بِالْقَصْوَاءِ فَرُحِلَتْ لَهُ فَأَتَى بَطْنَ الْوَادِي فخطب الناس، ثم قَالَإِنَّ دِمَاءَكُمْ ،وأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا إِلَّا كل شيء من أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قدمى موضوع ،ودِمَاءُ الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعَةٌ ،وإِنَّ أَوَّلَ دَمٍ أَضَعُ من دمائنا دَمُ ابن رَبِيعَةَ بن الْحَارِثِ كَانَ مسترضعا فِي بني ليث فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ، فَاتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللَّهِ ،واسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ ،ولَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ فإن فعلن ذَلِكَ فاضربوهن ضرباً عن مبرح ،ولَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ ،وكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ،وقد تَرَكْتُ فِيْكُمْ ما لن تضلوا بعده إِن اعتصمتم بِهِ كتاب الله ،وأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّي فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟ قَالَوا نشهد أنك قَدْ بلغت فأديت ،ونصحت فَقَالَ بِإِصْبَعه السَّبَّابَةِ يرفعها إِلَى السماء ،وينكتها إِلَى الناس: اللَّهُمَّ(1/348)
أشهد ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، ثم أذن، ثم أقام فَصَلَّى الظهر، ثم أقام فَصَلَّى العصر ،ولم يصلي بينهما شيئا .
قَالَ أبو حاتم: لما جاز تقديم صلاة العصر عن وقتها ،ولم يستحق فاعله أن يكون كافرا كَانَ من آخر الصلاة، عن وقتها، ثم أداها بعد ،وقتها أولى أن لَا يكون كافرا (1) [8]).
رجال السند :
1- عبد الله بن مُحَمَّد بن سلم : الإمام المحدث العابد الثقة، أبو مُحَمَّد ، عبد الله بن مُحَمَّد بن سلم بن حبيب الفريابي الأصل المقدسي. سمع مُحَمَّد بن رمح، وحرملة بن يَحْيَى ، وجماعة بمصر، وهشام بن عَمَّار ، وعبد الرَّحْمَن ابن إِبْرَاهِيم دحيما، وعبد الله بن ذكوان بدمشق. حدث عنه: أبو حاتم ابن حبان ،ووثقه، والحسن بن رشيق، وأبو أحمد بن عدي، وأبو بكر بن المقرئ، وآخرون.وصفه بن المقرئ بالصلاح ،والدين. مات سنة نيف عشرة وثَلَاثَ مئة. (2) [9])
2- هشام بن عَمَّار : تقدم ،وهو صدوق
3- حاتم بن إسماعيل: تقدم ،وهو صدوق صحيح الكتاب من رجال مسلم.
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ،وجميع رواته ثقات ، صححه الألباني (3) [10])
__________
(1) - أخرجه ابن حبان فِي كتاب الصلاة – باب الوعيد عَلَى ترك الصلاة -ذكر خبر ثالث يدل عَلَىإِنَّ من ترك الصلاة متعمدا إلىإِنَّ يدخل ،وقت صلاة أخرى لَا يكفر بِهِ كفرا يوجب دفنه فِي المسلمين لو مات قبلإِنَّ يصليها ج: 3 ص: 111 . انظر تخريج الحديث الطويل ص 67
(2) - سير أعلام النبلاء ج14،ص306.
(3) - مُحَمَّد ناصر الدين الألباني، التعليقات الحسان عَلَى صحيح ابن حبان ،وتمييز سقيمه من صحيحه ،وشاذه من محفوظه، دار باوزير، د.ت.ج3،ص112.(1/349)
5- أَخْبَرَنَا المفضل بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيمَ الجندي بِمَكَّةَ ، حَدَّثَنَا الحسن بن عَلِيّ الحلواني، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن آدَمَ ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بن عَيَّاش، حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر قَالَ كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- الْجُمُعَةَ، ثم نَرْجِعُ فَنُرِيحُ نَوَاضِحَنَا فَقُلْتُ أَيِّة سَاعَةٍ تِلْكَ قَالَ زَوَالَ الشَّمْسِ (1) [11]).
رجال السند :
__________
(1) - أخرجه ابن حبان فِي كتاب الصلاة- باب مواقيت الصلاة - ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه ج: 3 ص: 142
وأخرجه الإمام مسلم فِي كتاب الجمعة – باب صلاة الجمعة حِينَ تزول الشمس ج3، ص8،و أيضاً فِي كتاب الجمعة من طريق القاسم بن زكريا ج3، ص8،9 .
وأخرجه الإمام النسائي فِي سننه كتاب الجمعة – باب التبكير إِلَى الجمعة من طريق هَارُون بن عبد الله ج1،ص527.
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ج3،ص331 .و أخرجه أيضاً من حديث يَحْيَى بن آدَمَ ،وأبي أحمد ، حَدَّثَنَا عبد الحميد بن يزيد الأنصاري حَدَّثَنِي عقبة بن عبد الرَّحْمَن ابن جَابِر ، عن جَابِر ج3،ص331 . ومن حديث مُحَمَّد بن ميمون الزعفراني، حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أبيه ج3،ص331.(1/350)
1- المفضل بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيمَ الجندي : المقرئ المحدث الإمام ، أبو سعيد المفضل بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيمَ بن مفضل بن سعيد بن الإمام عامر بن شراحيل الشعبي الكوفي، ثم الجندي الحرام حدث عن الصامت بن معاذ الجندي ،ومُحَمَّد بن أبي عمر العدني ،وغيرهم أخذ عنه ، أبو بكر بن مُجَاهِد ،وعبد الواحد بن أبي هاشم ،وحدث عنه أيضا ، أبو القاسم الطبراني ،وأبو حاتم البستي ،وأبو بكر بن المقرئ ،وآخرون. وقَالَ الحافظ ، أبو عَلِيّ النيسابوري هو ثقة، قَالَ أبو القاسم بن مندة توفي سنة ثمان وثَلَاثَ مئة (1) [12])
2- الحسن بن عَلِيّ الحلواني : الحافظ الإمام ، أبو مُحَمَّد الحسن بن عَلِيّ بن مُحَمَّد الخلال حدث عن أبي معاوية ،ووكيع بن الجراح ،ومعاذ بن هشام حدث عنه الجماعة سوى النسائي ،وأبو بكر بن أبي عاصم ،وأبو العَبَّاس السراج ،ومُحَمَّد بن المجدر ،وخلق سواهم قَالَ أبو دَاوُد كَانَ عالما بالرجال ،ولا يستعمل عليه ،وقَالَ يعقوب بن شيبة كَانَ ثقة، ثبتا متقنا مات الحلواني فِي ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين ومائتين (2) [13]).
3- يَحْيَى بن آدَمَ : تقدم ،وهو ثقة، حافظ من رجال مسلم
4- الحسن بن عَيَّاش: تقدم ،وهو صدوق من رجال مسلم.
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ،وجميع رواته ثقات ، صححه الألباني (3) [14])
__________
(1) - انظر : سير أعلام النبلاء ج14،ص257- إكمال الإكمال ج5،ص120.
(2) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج8،ص176- سير أعلام النبلاء ج11،ص398- تهذيب التهذيب ج2،ص262.
(3) - إرواء الغليل، مرجع سابق، ص597.(1/351)
6- أَخْبَرَنَا أبو يعلى قَالَ، حَدَّثَنَا عبد الله بن عُمَر بن أَبَان قَالَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيَّ ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- خَرَجَ عَامَ الْفَتْحِ إِلَى مَكَّةَ فِي رَمَضَانَ ، حَتَّى بَلَغَ كُرَاعَ الْغَمِيمِ قَالَ فَصَامَ النَّاسُ ،وهم مشاة ،وركبان فقيل له: إِنَّ الناس قَدْ شق عليهم الصوم إنما ينظرون ما تفعل فدعا بِقَدَحٍ فَرَفَعَهُ إِلَى فيه، حَتَّى نَظَرَ النَّاسُ، ثم شَرِبَ فأفطر بعض الناس ،وصام بعض فقيل للنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- إِنَّ بعضهم صام فَقَالَ : أُولَئِكَ الْعُصَاةُ ،واجتمع المشاة من أصحابِهِ فَقَالَوا نتعرض لدعوات رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- ،وقد اشتد السفر ،وطالت المشقة فَقَالَ لهم رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- استعينوا بالنسل فإنه يقطع علم الأرض ،وتخفون لَهُ قَالَ ففعلنا فخففنا له (1) [15])
رجال السند :
1- أبو يعلى: هو مُعَلَّى بن منصور تقدم ،وهو ثقة، فقيه.
__________
(1) - أخرجه ابن حبان فِي كتاب الصلاة- باب المسافر - ذكر ما يستحب للمرءإِنَّ يستعمل فِي سفره إِذَا صعب عليه المشي ،والمشقة ج: 4 ص: 335
وأخرجه الإمام مسلم – كتاب الصيام – باب جواز الصوم ،والفطر فِي شهر رمضان للمسافر فِي غير معصية إِذَا كَانَ سفره مرحلتين فأكثر ،وأن الأفضل لمن أطاقه بلا ضررإِنَّ يصوم ،ولمن يشق عليهإِنَّ يفطر ج3،ص141.
،وأخرجه الترمذي فِي سننه كتاب الصوم من طريق قُتَيْبَة ج2،ص107.
وأخرجه النسائي فِي سننه كتاب الصوم من طريق مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم ج2،ص101.(1/352)
2- عبد الله بن عُمَر بن أَبَان : عبد الله بن عُمَر بن أَبَان بن صالح بن عمير الأموي مولاهم ، أبو عبد الرَّحْمَن الْكُوفِيّ لقبِهِ مشكدانة ،ويقَالَ لَهُ الجعفي ، صدوق من العاشرة . روى عن: حسين بن عَلِيّ الجعفي وأبي الأحوص ،وابن المبارك ،وعبدة بن سُلَيْمَان ،وابن نمير ،والمحاربي ،وأسباط بن مُحَمَّد ،وعبد الرحيم بن سُلَيْمَان ،وعَلِيّ بن هاشم بن البريد ،ومُحَمَّد بن فضيل ،وجماعة . وعنه: مسلم ،وأبو دَاوُد ، روى لَهُ النسائي فِي خصائص عَلِيّ بواسطة أبي بكر أحمد بن عَلِيّ المروزي ،وزَكَرِيَّا بن يَحْيَى خياط السنة ،وأبو زرعة ،وأبو حاتم ،وأحمد بن بشير الطَّيَالِسِيّ ،وابن أبي الدنيا ،ومُحَمَّد بن إسحاق السراج ،والبغوي ،وغيرهم قَالَ أبو حاتم صدوق ،وذكره ابن حبان فِي الثقات (1) [16]).
3- عبد الْوَهَّابِ بن عبد المجيد الثَّقَفِيَّ : تقدم ،وهو ثقة، من رجال مسلم.
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ،وجميع رواته ثقات ، صححه الألباني (2) [17])
__________
(1) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج8،ص358- ميزان الاعتدال ج2،ص466- سير أعلام النبلاء ج11،ص155- تهذيب التهذيب ج5،ص290.
(2) - التعليقات الحسان، مرجع سابق، ج4، ص 336.(1/353)
7- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بن دَاوُد بن وردان بالفسطاط قَالَ، حَدَّثَنَا هَارُون بن سعيد بن الهيثم قَالَ، حَدَّثَنَا ابن وهب قَالَ، حَدَّثَنَا سفيان، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أبيه، عن عبيد الله بن أَبِي رَافِع قَالَ، ثم قلت لأبي هُرَيْرَةَ إِنَّ عَلِيّ بن أبي طالب رضوان الله عليه إذ كَانَ بالعراق يقرأ فِي صلاة الْجُمُعَةَ سورة الْجُمُعَةَ ،وإِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ فَقَالَ أبو هُرَيْرَةَ : كذلك كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- قرأ (1) [18]).
رجال السند :
1- إِسْمَاعِيل بن دَاوُد بن وردان : الشيخ العالم المسند ، أبو العَبَّاس إِسْمَاعِيل بن دَاوُد بن ،وردان المصري البزاز سمع عِيسَى بن حماد ،ومُحَمَّد بن رمح ،وزَكَرِيَّا كاتب العمري ،وغيرهم حدث عنه ، أبو سعيد بن يونس ،وأبو بكر بن المقرئ ،ومُحَمَّد بن أحمد الإخميمي ،وآخرون. توفي فِي ربيع الآخر سنة ثمان عشرة وثَلَاثَ مئة (2) [19])
__________
(1) - أخرجه ابن حبان فِي كتاب الصلاة – باب صلاة الجمعة - ذكر وصف القراءة للمرء فِي صلاة الجمعة ج: 4 ص: 387 ،وأخرجه الإمام مسلم فِي كتاب الجمعة – باب ما يقرأ فِي صلاة الجمعة ، ج3،ص15،
و أخرجه الترمذي فِي سننه كتاب الجمعة من طريق قُتَيْبَة بن سعيد . وأخرجه ، أبو داود فِي سننه كتاب الصلاة- باب ما يقرأ بِهِ فِي الجمعة من طريق القعنبي، حَدَّثَنَا سليما بن بِلَال ، عن جَعْفَر، عن أبيه ج1،ص251.
و أخرجه ابن ماجه فِي سننه- كتاب إقامة الصلاة ،والسنة فيها- باب ما جاء فِي القراءة فِي الصلاة يوم الجمعة ج1،ص355
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ج1،ص430 . أخرجه أيضاٌ فِي باقي مسند المكثرين من حديث مُحَمَّد بن جَعْفَر ،وبِهِز، حَدَّثَنَا شعبة، عن الحكم، عن مُحَمَّد بن عَلِيّ ج2،ص467 .
(2) - انظر ترجمته : سير أعلام النبلاء ج14،ص521.(1/354)
2- هَارُون بن سعيد بن الهيثم : هَارُون بن سعيد بن الهيثم بن مُحَمَّد بن الهيثم بن فيروز التميمي الأيلي السعدي. روى عن: ابن عُيَيْنَة ،وابن وهب،وأبي ضمرة ،وخالد بن أبي نزار ،ومُؤَمَّل بن إِسْمَاعِيل ،وبشر ابن بكر . روى عنه: مسلم ،وأبو دَاوُد ،والنسائي ،وابن ماجه ،وأبو حاتم ،وغيرهم. قَالَ أبو حاتم: شيخ ،وقَالَ النسائي :لَا بأس بِهِ ،وقَالَ فِي موضع آخر :ثقة، وذكره ابن حبان فِي الثقات ،وقَالَ ابن يونس: توفي فِي ربيع الأول سنة ثَلَاثَ وخمسين ومائتين ،وكان مولده سنة سبعين ومائة ،وكان ثقة، وكان قَدْ ضعف ،ولزم بيته ،وقَالَ أبو عمر سنان: كَانَ فقيها من أصحاب ابن وهب (1) [20])
3- ابن وهب: هو عبد الله بن وهب بن مسلم قَدْ تقدم ،وهو ثقة، حافظ عابد.
4- سُفْيَان : هو سُفْيَان بن سعيد بن مسروق الثَّوْرِيّ تقدم ،وهو ثقة، ثبت حجة.
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ،وجميع رواته ثقات ، صححه الألباني في التعليقات الحسان (2) [21])
__________
(1) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج9،ص240- تهذيب التهذيب ج11،ص7- تهذيب الكمال ج30،ص90.
(2) - التعليقات الحسان، مرجع سابق، ج4، ص378.(1/355)
8- أَخْبَرَنَا عَلِيّ بن الحسن بن سلم الأصبهاني قَالَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عصام بن يزيد قَالَ، حَدَّثَنَا أبي قَالَ، حَدَّثَنَا سفيان، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أبيه، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ، ثم كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- إِذَا ذكر الساعة أحمرت ،وجنتاه ،واشتد غضبِهِ ،وعَلَا صَوْتُهُ كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ قَالَ صبحتم مسيتم قَالَ وكان يقول أَنَا أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ،ومَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ ،ومن ترك دينا أو ضياعا فعَلِيّ ،وإِلَيَّ فأنا أولى بالمؤمنين (1) [22]).
رجال السند :
1- عَلِيّ بن الحسن بن سلم الأصبهاني : أبو الحسن عَلِيّ بن الحسن بن سلم الأصبهاني سمع مُحَمَّد بن يَحْيَى الذهلي ،وأحمد بن الأزهر ،ومُحَمَّد بن الوليد البسري ،ويَحْيَى بن حكيم المقوم ،وأحمد بن الفرات ،ومُحَمَّد بن عاصم ،وإِسْمَاعِيل بن يزيد بن الْقَطَّان ،وطبقتهم حدث عنه القاضي ، أبو أحمد العسال ،وأبو الشيخ ،والحافظ ، أبو عَلِيّ النيسابوري ،وأبو بكر بن المقرئ ،وجماعة .قَالَ الحافظ أبو عَلِيّ النيسابوري: خرجت إِلَى الري، وبِهِا عَلِيّ بن الحسن بن سلم، وكان من أحفظ مشايخنا، فأفادني، عن إِبْرَاهِيم بن يوسف الهسنجاني ،وغيره توفي بالري سنة تسع وثَلَاثَ مائة (2) [23]).
__________
(1) - أخرجه ابن حبان فِي كتاب الجنائز – فصل فِي الصلاة عَلَى الجنازة - ذكر الخبر الدال عَلَىإِنَّ ترك -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- عَلَى من مات ،وعليه دين كَانَ ذَلِكَ فِي أول الإسلام ج: 5 ص: 66 ،و سبق تخريجه فِي الحديث الأول .
(2) - أنظر ترجمته : سير أعلام النبلاء ج14،ص411.(1/356)
2- مُحَمَّد بن عصام بن يزيد : مُحَمَّد بن عصام بن يزيد الأصبهاني المعروف والده بجبر خادم سُفْيَان الثوري. روى عن أبيه .روى عنه: مُحَمَّد بن يَحْيَى بن منده (1) [24]).
3- عصام بن يزيد : عصام بن يزيد بن عجلان مَوْلَى مرة الطيب من أهل الكوفة سكن أصبهان ،ولقب عصام جبر يروى عن الثَّوْرِيّ ،ومَالِك بن مغول . روى عنه: ابنه مُحَمَّد بن عصام، يتفرد ،ويخالف ،وكان صدوقا (2) [25]).
4- سُفْيَان : الثَّوْرِيّ تقدم.
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ،وجميع رواته ثقات ، صححه الألباني (3) [26])
9- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن إسحاق بن خزيمة قَالَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن بَشَّار قَالَ، حَدَّثَنَا عبد الْوَهَّابِ قَالَ، حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أبيه، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه : ثم أَنَّ رَسُولَ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- خَرَجَ عَامَ الْفَتْحِ إِلَى مَكَّةَ حَتَّى بلغ كُرَاعَ الْغَمِيمِ ،وصام الناس، ثم دعا بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ فرفعه حَتَّى نظر الناس إِلَيَّه، ثم شرب فقيل لَهُ بعد ذَلِكَ: إِنَّ بعض الناس قَدْ صام فَقَالَ: أُولَئِكَ الْعُصَاةُ أُولَئِكَ الْعُصَاةُ . قَالَ أبو حاتم قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- أُولَئِكَ الْعُصَاةُ إنما أطلق عليهم هذه اللفظة بتركهم الأمر الَّذِي أمرهم بِهِ ،وهو الإفطار لَا أنهم صاروا عصاة بصومهم فِي السفر (4) [27]).
رجال السند :
__________
(1) - انظر :الجرح والتعديللابن أبي حاتم الرازي ج8،ص54.
(2) - انظر ترجمته : الثقات لابن حبان ج8،ص520- الجرح والتعديللابن أبي حاتم ج7،ص26- إكمال الإكمال ج2،ص19.
(3) - التعليقات الحسان،مرجع سابق، ج5،ص67.
(4) - أخرجه ابن حبان فِي كتاب الصوم – باب صوم المسافر - ذكر خبر قَدْ يوهم من لم يحكم صناعة الحديثإِنَّ الصوم فِي جائز ج: 5 ص: 365 ،وسبق تخريجه .(1/357)
1- مُحَمَّد بن إسحاق بن خزيمة : مُحَمَّد بن إسحاق بن خزيمة بن صالح بن بكر الحافظ الحجة الفقيه شيخ الإسلام إمام الأئمة ، أبو بكر السلمي النيسابوري الشافعي صاحب التصانيف سمع من ،ومُحَمَّد بن بَشَّار ،ومُحَمَّد بن مثنى ،والحسين بن حريث ،وغيرهم حدث عنه البخاري ،ومسلم الصحيحين ،ومُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم أحد شيوخه ،وأحمد بن المبارك المستملي ،وإِبْرَاهِيم بن أبي طالب ،وأبو حامد بن الشرقي ،وأبو العَبَّاس الدغولي ،وأبو عَلِيّ الحسين بن مُحَمَّد النيسابوري ،وأبو حاتم البستي ،وآخرون. قَالَ أبو حاتم ابن حبان التميمي قَالَ: ما رأيت عَلَى وجه الأرض من يحفظ صناعة السنن ،ويحفظ ألفاظها الصحاح ،وزياداتها حَتَّى كَانَ السنن كلها بين عينيه إِلَّا مُحَمَّد بن إسحاق بن خزيمة فقط .قَالَ أبو الحسن الدارقطني: كَانَ ابن خزيمة إماما ثبتا معدوم النظير (1) [28]).
2- مُحَمَّد بن بَشَّار : تقدم ،وهو ثقة، ثبت .
3- عبد الْوَهَّابِ بن عبد المجيد الثَّقَفِيَّ : تقدم ،وهو ثقة، من رجال مسلم.
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ،وجميع رواته ثقات ، صححه الألباني (2) [29])
10- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن إسحاق بن خزيمة قَالَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن بَشَّار قَالَ، حَدَّثَنَا عبد الْوَهَّابِ قَالَ، حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أبيه، عن جَابِر: ثم أَنَّ رَسُولَ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- خَرَجَ عَامَ الْفَتْحِ ،وأنه صام حَتَّى بلغ كُرَاعَ الْغَمِيمِ ،وصام الناس، ثم دعا بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ فرفعه حَتَّى نظر الناس إِلَيَّه، ثم شرب فقيل لَهُ بعد ذَلِكَ أن بعض الناس قَدْ صام قَالَ أُولَئِكَ الْعُصَاةُ .
__________
(1) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج9،ص156- سير أعلام النبلاء ج14،ص365.
(2) - التعليقات الحسان، مرجع سابق، ج5،ص366.(1/358)
قَالَ أبو حاتم : سماهم رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- العصاة بتركهم الأمر الَّذِي أمرهم بالإفطار فِي السفر ليقووا بِهِ لَا أنهم عصاة بصومهم فِي السفر إذ الصوم ،والإفطار فِي السفر جميعا طلق مباح (1) [30]).
رجال السند:
رجال سند الحديث السابق.
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ،وجميع رواته ثقات ، صححه الألباني (2) [31]).
11- أَخْبَرَنَا عبد الله بن مُحَمَّد الأزدي قَالَ، حَدَّثَنَا إسحاق بن إِبْرَاهِيمَ قَالَ، حَدَّثَنَا عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد ، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أبيه، عن جَابِر: ثم أَنَّ رَسُولَ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- لما قدم مكة رَمَلَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- . فيما وصفناه (3) [32]) .
سبق تخريجه .
رجال السند :
1- عبد الله بن مُحَمَّد الأزدي : هو عبد الله بن مُحَمَّد بن سلم تقدم ،وهو ثقة.
2- إسحاق بن إِبْرَاهِيمَ : هو ابن راهويه تقدم ،وهو ، ثقة، حافظ مجتهد .
3- عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد : تقدم ،وهو صدوق من رجال مسلم .
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ،وجميع رواته ثقات ، صححه الألباني (4) [33])
__________
(1) - أخرجه ابن حبان فِي كتاب الصوم – باب صوم المسافر - ذكر خبر قَدْ يوهم غير المتبحر فِي صناعة الحديث أن الصائم فِي السفر يكون عاصيا ج: 5 ص: 366 ،و سبق تخريجه .
(2) - التعليقات الحسان، مرجع سابق، ج5، ص367.
(3) - أخرجه ابن حبان فِي كتاب الحج – باب دخول مكة - ذكر وصف الطواف بالبيت العتيق للمحرم ج: 6 ص: 36 ،و سبق تخريجه .
(4) - التعليقات الحسان ، مرجع سابق،ج6، ص36.(1/359)
11- أَخْبَرَنَا الفضل بن الحُبَاب قَالَ، عن مَالِك، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أبيه، عن جَابِر أن النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- رَمَلَ من الحجر إِلَى الحُجْر (1) [34]).
قَالَ أبو حاتم ثم رَمَلَ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- بالبيت ثَلَاثَا ،ومَشَى أربعا كذلك قَالَه جَعْفَر بن مُحَمَّد فِي رواية أصحابِهِ عنه، عن جَابِر ،واختصر مَالِك الخبر ،ولم يذكر أنه رَمَلَ ثَلَاثَا ،ومَشَى أربعا فكان الرَمَلَ لعلة معلومة ،وهي أن يراهم المشركون جلداء لَا ضعف بِهِم فارتفعت هذه العلة ،وبقي الرَمَلَ فرضا إِلَى يوم القيامة.
سبق تخريج .
رجال السند:
1- الفضل بن الحباب: تقدم ،وهو ثقة.
2- مَالِك بن أنس : تقدم
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ،وجميع رواته ثقات ، صححه الألباني (2) [35])
12- أَخْبَرَنَا عُمَر بن سعيد بن سنان بمنبج قَالَ أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي بكر، عن مَالِك، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أبيه، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه : ثم أَنَّ رَسُولَ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- كَانَ إِذَا وقف عَلَى الصفا يكبر ثَلَاثَا ،ويقول لَا إله إِلَّا الله ،وحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ ،ولَهُ الْحَمْدُ ،وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ يصنع ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ،ويدعو ،ويصنع عَلَى الْمَرْوَةَ مثل ذَلِكَ (3) [36]).
سبق تخريجه .
رجال السند :
__________
(1) - أخرجه ابن حبان فِي كتاب الحج – باب دخول مكة - ذكر خبر قَدْ يوهم غير المتبحر فِي صناعة العلم أنه مضاد لخبر اابن عَبَّاس الَّذِي ذكرناه ج: 6 ص: 38 ، و سبق تخريجه .
(2) - التعليقات الحسان ، مرجع سابق، ج6،ص38.
(3) - أخرجه ابن حبان فِي كتاب الحج – باب السعي بين الصفا ،والْمَرْوَةَ - ذكر ما يقول الحاج ،والمعتمر عَلَى الصفا ،والْمَرْوَةَ إِذَا رقاهما ج: 6 ص: 54 ،و سبق تخريجه .(1/360)
1- عُمَر بن سعيد بن سنان : الإمام المحدث القدوة العابد ، أبو بكر عُمَر بن سعيد بن أحمد بن سعد بن سنان الطَّائِيّ المنبجي سمع أبا مُصْعَب الزُّهْرِيّ ،وهشام بن عَمَّار ،ودحيما ،وأحمد بن أبي شعيب الحراني ،ومُحَمَّد بن قُدَامَة ،وطبقتهم حدث عنه الطبراني ،وأبو حاتم ابن حبان ،وعبدان بن حميد المنبجي ،وأبو أحمد بن عدي ،وعبد الله بن عبد الملك المنبجي ،وأبو الأَسَد مُحَمَّد بن إِلَيَّاس البالسي ،وآخرون. قَالَ ابن حبان: كَانَ قَدْ صام النهار ،وقام الليل ثمانين سنة غازيا مرابطا رحمة الله عليه (1) [37])
2- أحمد بن أبي بكر : تقدم ،وهو صدوق من رجال مسلم.
3- مَالِك بن أنس :تقدم.
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ،وجميع رواته ثقات ، صححه الألباني (2) [38])
__________
(1) - انظر ترجمته : سير أعلام النبلاء ج14،ص290- إكمال الإكمال ج4،ص454.
(2) - التعليقات الحسان ، مرجع سابق، ج6،ص54.(1/361)
13- أَخْبَرَنَا ، أبو يعلى قَالَ، حَدَّثَنَا العَبَّاس بن الوليد النرسي قَالَ، حَدَّثَنَا ،وهيب بن خالد قَالَ، حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أبيه، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ، ثم أقام رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- تسعا بالمدينة لم يحج، ثم أذن فِي الناس بالخروج فَلَمَّا جاء ذا الْحُلَيْفَةِ صلى بذي الْحُلَيْفَةِ ،وولدت أَسْمَاء بنتِ عُمَيْسٍ مُحَمَّد بن أبي بكر فَأَرْسَلَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فَقَالَ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- اغتسلي ،واسْتَثْفِرِي بِثَوْبٍ وأهلي، قَالَ ففعلت. فَلَمَّا اطمأن صدر راحلة رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- عَلَى ظهر البيداء أهل ،وأهللنا لَا نعرف إِلَّا الحج ،وله خرجنا ،ورَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- بَيْنَ أَظْهُرِنَا ،والْقُرْآن ينزل عليه ،وهُوَ يَعْرِفُ تَأْوِيلَهُ ،وإنما يفعل ما أَمَرَ بِهِ قَالَ جَابِر: فنظرت بين يدي ومن خلفي عن يميني وعن شمالي مد بصري ،والناس مشاة ،وركبان فجعل رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يلبي: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ ،إِنَّ الْحَمْدَ والنِّعْمَةَ لَكَ والْمُلْكَ ، لَا شَرِيكَ لَكَ .(1/362)
فَلَمَّا قدمنا مكة بدأ فاستلم الركن، ثم سعى ثَلَاثَةَ أَطْوَافٍ ،ومَشَى أربعا فَلَمَّا فرغ من طوافه انطلق إِلَى المقام فَقَالَ قَالَ الله :(واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيم مُصَلًّى ) فَصَلَّى خلف مقام إِبْرَاهِيم ركعتين، ثم انطلق إِلَى الركن فاستلمه، ثم انطلق إِلَى الصفا فَقَالَ نبدأ بِمَا بدأ الله بِهِ (إِنَّ الصَّفَا والْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ) فرقي عَلَى الصفا حَتَّى بدا لَهُ البيت فكبر ثَلَاثَا ،وقَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،لَهُ الْمُلْكُ ولَهُ الْحَمْدُ يحيي ،ويميت بيده الخير ،وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، ثَلَاثَا، ثم دعا، ثم هبط من الصفا فمَشَى حَتَّى إِذَا تصوبت قَدَمَاهُ فِي بطن المسيل سعى حَتَّى إِذَا صعدت قَدَمَاهُ من بطن المسيل مَشَى إِلَى الْمَرْوَةَ فرقي عَلَى الْمَرْوَةَ حت بدا لَهُ البيت فَقَالَ مثل ما قَالَ عَلَى الصفا فطاف سبعا ،وقَالَ: من لم يكن مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيَحِلَّ ،ومَنْ كَانَ مَعَهُ هدي فليقم عَلَى إحرامه فإني لولا أني معي هدي لتحللت ،ولَوْ أَنِّي اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ لأهللت بعمرة قَالَ وقدم عَلِيّ مِنَ الْيَمَن فَقَالَ لَهُ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- بأي شيء أهللت يا عَلِيّ ؟ قَالَ : قلت اللَّهُمَّ إني أهل بِمَا أَهَلَّ بِهِ رَسُولُكَ. قَالَ: فإن معي هديا فلا تحل. قَالَ عَلِيّ: فدخلت عَلَى فَاطِمَةَ ،وقد اكتحلت ،ولبست ثياب صبغ. فَقُلْتُ: من التابعين بهذا فَقَالَت لي : أمرني أبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- قَالَ فكان عَلِيّ يقول بالعراق فانطلقت إِلَى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- مُحَرِّشًا عَلَى فَاطِمَةَ مستثبتا فِي الَّذِي قَالَت . فَقَالَ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- : صدقت أنا أمرتها .(1/363)
قَالَ : ونحر رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- مائة بدنة من ذَلِكَ بيده ثَلَاثَا وستين ،ونحر عَلِيّ ما غبر، ثم أخذ من كل بدنة قطعة فطبخ جميعا فأكلا من اللحم ،وشربا من المرق .فَقَالَ سُرَاقَةُ بن مَالِك بن جُعْشُمٍ : ألعامنا هَذَا أم للأبد؟ قَالَ لَا بَلْ للأبد . دخلت العمرة فِي الحج ،وشبك بين أصابعه (1) [39])
قَالَ أبو حاتم : العلة فِي أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- نحر ثَلَاثَا وستين بدنة بيده دون ما وراء هَذَا العدد أن لَهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْم كَانَتْ ثَلَاثَ وستين سنة ،ونحر لكل سنة من سنيه بدنة بيده ،وأَمَرَ عليا بالباقي فنحرها.
رجال السند :
1- أبو يعلى : تقدم ،وهو ثقة، ثبت .
2- العَبَّاس بن الوليد النرسي : العَبَّاس بن الوليد النرسي ، ثقة، من العاشرة ،ابن عم عبد الأعلى بن حماد بن نصر أخَرَجَ البخاري فِي صفة النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- عنه ، ثقة، مشهور تكلم فيه ابن المديني ،وقَالَ أبو حاتم: يكتب حديثه (2) [40])
3- وهيب بن خالد : تقدم ،وهو ثقة، ثبت من رجال مسلم.
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ،وجميع رواته ثقات ، صححه الألباني (3) [41])
__________
(1) - أخرجه ابن حبان فِي كتاب الحج – باب ما جاء فِي حج النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- واعتماره - ذكر وصف حجة المصطفى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- ج: 6 ص: 117 ، و سبق تخريجه .
(2) - انظر : ميزان الاعتدال ج2،ص386- سير أعلام النبلاء ج11،ص27- تقريب التهذيب ج1،ص475.
(3) - التعليقات الحسان ، مرجع سابق، ج6،119.(1/364)
14- أَخْبَرَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن سلم قَالَ، حَدَّثَنَا هشام بن عَمَّار ،وأَخْبَرَنَا الحسن بن سُفْيَان قَالَ، حَدَّثَنَا أبو بكر بن أَبِي شَيْبَةَ قَالَا، حَدَّثَنَا حاتم بن إسماعيل، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أبيه قَالَ، ثم دَخَلْنَا عَلَى جَابِر بن عَبْدِ اللَّه فسأل، عن القوم حَتَّى انْتَهَى إِلَيَّ فَقُلْتُ: أنا مُحَمَّد بن عَلِيّ بن الحسين بن عَلِيّ بن أبي طالب فَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى رَأْسِي فَنَزَعَ زِرِّي الْأَعْلَى، ثم نَزَعَ زِرِّي الْأَسْفَلَ ، ثم ،وضَعَ كَفَّهُ بَيْنَ ثَدْيَيَّ ،وأنا غلام يومئذ شاب فَقَالَ مرحبا يا بن أخي سَلْ عَمَّا شِئْتَ فسألته ،وهُوَ أَعْمَى ،وجاء وقت الصلاة ، فَقَامَ فِي نِسَاجَةٍ ملتحف بِهَا كلما ،وضعها عَلَى منكبيه رَجَعَ طَرَفَاهَا إِلَيَّهِ مِنْ صِغَرِهَا ،ورِدَاؤُهُ إِلَى جَنْبِهِ عَلَى الْمِشْجَبِ فَصَلَّى بنا فَقُلْتُ: أخبرني عن حجة رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فَقَالَ بيده وعقد تسعا ،وقَالَ : إنَّ رَسُولَ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- مَكَثَ تِسْعَ سِنِينَ لَمْ يَحُجَّ ، ثم أذن فِي الناس فِي العشرأَنَّ رَسُولَ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- حاج فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ بَشَرٌ كَثِيرٌ كُلُّهُمْ يَلْتَمِسُ أَنْ يَأْتَمَّ بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- ،ويَعْمَلَ مِثْلَ عَمَلِهِ فَخَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّى أَتَيْنَا ذَا الْحُلَيْفَةِ فولدت أسماء بنت عميس مُحَمَّد بن أبي بكر فَأَرْسَلَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- : كَيْفَ أَصْنَعُ؟ فَقَالَ : اغْتَسِلِي ،واسْتَثْفِرِي بِثَوْبٍ ،وأَحْرِمِي فَصَلَّى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فِي الْمَسْجِدِ، ثم رَكِبَ الْقَصْوَاءَ حَتَّى إِذَا اسْتَوَتْ بِهِ نَاقَتُهُ عَلَى الْبَيْدَاءِ ، نَظَرْتُ إِلَى مَدِّ(1/365)
بَصَرِي بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ رَاكِبٍ ،ومَاش ،وعَنْ يَمِينِهِ مِثْلَ ذَلِكَ ،وعَنْ يَسَارِهِ مِثْلَ ذَلِكَ ،ومِنْ خَلْفِهِ مِثْلَ ذَلِكَ ،ورَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- بَيْنَ أَظْهُرِنَا ،وعَلَيْهِ يَنْزِلُ الْقُرْآنُ ،وهو يعرف تأوليه ،وما عمل بِهِ من شيء عملنا بِهِ فَأَهَلَّ بِالتَّوْحِيدِ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ ، إِنَّ الْحَمْدَ والنِّعْمَةَ لَكَ والْمُلْكَ ، لَا شَرِيكَ لَكَ ،وأَهَلَّ النَّاسُ بهذا الَّذِي يُهِلُّونَ بِهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- منه شيئا ،ولَزِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- تَلْبِيَتَهُ.(1/366)
قَالَ جَابِر :لسنا ننوي إِلَّا الحج لَسْنَا نَعْرِفُ الْعُمْرَةَ حَتَّى أتينا البيت مَعَهُ استلم الركن فرَمَلَ ثَلَاثَا ،ومَشَى أربعا، ثم تقدم إِلَى مقام إِبْرَاهِيم فقرأ (واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيم مُصَلًّى ) فجعل المقام بينه وبين البيت - فكان أبي يقول :ولا أعلمه ذكره إلا عن النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- إنه كَانَ يقرأ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قل هو الله أحد ،و قل يا أَيُّهَا الكافرون، ثم رجع إِلَى الركن فاستلمه، ثم خَرَجَ من الباب إِلَى الصفا فَلَمَّا دَنَا مِنَ الصَّفَا قَرَأَ (إِنَّ الصَّفَا والْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ) أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ فَبَدَأَ بِالصَّفَا فَرَقِيَ عَلَيْهِ حَتَّى رَأَى الْبَيْتَ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ ،ووحد الله ،وكبره ،وقَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ ،ولَهُ الْحَمْدُ ،وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ لَا إله إِلَّا الله ،وحده أنجز وعده ،ونَصَرَ عَبْدَهُ ،وهَزَمَ الْأَحْزَابَ وحْدَهُ، ثم دَعَا بَيْنَ ذَلِكَ قَالَ مثل هَذَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، ثم نَزَلَ إِلَى الْمَرْوَةَ حَتَّى انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ إِلَى بَطْنَ الْوَادِي سعى حَتَّى إِذَا صعد مَشَى حَتَّى أَتَى الْمَرْوَةَ ففعل عَلَى الْمَرْوَةَ كَمَا فَعَلَ عَلَى الصفا حَتَّى إِذَا كَانَ آخر طواف عَلَى الْمَرْوَةَ قَالَ: لَوْ أَنِّي اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ َلمْ أَسُقِ الْهَدْيَ ،وجَعَلْتُهَا عُمْرَةً فمن كَانَ مِنْكُمْ لَيْسَ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيَحِلَّ ،ولْيَجْعَلْهَا عُمْرَةً .(1/367)
فَقَامَ سراقة بن جُعْشُمٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله ألعامنا هَذَا أم للأبد؟ قَالَ فَشَبَّكَ رَسُولُ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- أَصَابِعَهُ ،واحدة فِي الْأُخْرَى ،وقَالَ : دَخَلَتِ الْعُمْرَةُ فِي الْحَجِّ مَرَّتَيْنِ لَا بَلْ لأبد الأبد لَا بَلْ لأبد الأبد .وقدم عَلِيّ مِنَ الْيَمَن ببدن النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فَوَجَدَ فَاطِمَةَ ممن قَدْ حل ولبست ثياب صبغ ،واكْتَحَلَتْ . فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهَا فَقَالَت: أَبِي أَمَرَنِي بِهِذَا. قَالَ : فكان عَلِيّ يقول بالعراق : فَذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- مُحَرِّشًا عَلَى فَاطِمَةَ للذي صنعت ،وأخبرته أني أنكرت ذَلِكَ عَلَيْهَا فَقَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- : صدقت . ما قُلْتَ حِينَ فَرَضْتَ الْحَجَّ ؟ قَالَ: قلت اللَّهُمَّ إني أهل لما أَهَلَّ بِهِ رَسُولُكَ . قَالَ فَإِنَّ مَعِيَ الْهَدْيَ فَلَا تَحِلُّ .(1/368)
قَالَ فكان جماعة الهدي الَّذِي قدم بِهِ عَلِيّ مِنَ الْيَمَن ،والَّذِي أَتَى بِهِ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- مائة قَالَ: فَحَلَّ النَّاسُ كُلُّهُمْ ،وقَصَّرُوا إِلَّا النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- ،ومَنْ كَانَ مَعَهُ هدي فَلَمَّا كَانَ يوم التَّرْوِيَة تَوَجَّهُوا إِلَى منى فَأَهَلَّوا بالحج ركب رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فَصَلَّى بِهَا الظهر والعصر ،والمغرب والعشاء ،والصبح، ثم مَكَثَ قَلِيلًا حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ ،وأَمَرَ بقبة من شعر فضربت لَهُ بنمِرَةَ فَسَارَ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- ولَا تَشُكُّ قُرَيْشٌ إِلَّا أَنَّهُ واقِفٌ بالْمَشْعَرِ الْحَرَامِ كَمَا كَانَتْ قُرَيْشٌ تَصْنَعُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَأَجَازَ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- حَتَّى أَتَى عَرَفَةَ فَوَجَدَ الْقُبَّةَ قَدْ ضُرِبَتْ لَهُ بنمِرَةَ فَنَزَلَ بِهَا حَتَّى إِذَا زَاغَتِ الشَّمْسُ أَمَرَ بِالْقَصْوَاءِ فَرُحِلَتْ لَهُ فَأَتَى بَطْنَ الْوَادِي يخطب الناس، ثم قَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-إِنَّ دِمَاءَكُمْ ،وأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا ،فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، ألا كل شيء من أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمَيَّ مَوْضُوعٌ ،ودِمَاءُ الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعَةٌ ،وإِنَّ أَوَّلَ دَمٍ أَضَعُ من دمانا دَمُ ابن رَبِيعَةَ بن الْحَارِثِ ،وكان مسترضعا فِي بني ليث فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ ،ورِبَا الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ ،وأول ربا أضع ربا العَبَّاس بن المطلب فَإِنَّهُ مَوْضُوعٌ كُلُّهُ ، فَاتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللَّهِ ،واسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ ،ولَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أحد(1/369)
تكرهونه فإن فعلن ذَلِكَ فاضربوهن مبرح ،ولَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ ،وكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ،وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إِنَّ اعتصمتم بِهِ كتاب الله ،وأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّي فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟ قَالَوا : نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ ،وأَدَّيْتَ ونَصَحْتَ فَقَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ يرفعهاإِلَى السماء ،وينكتها إِلَى الناس: اللَّهُمَّ اشهد ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، ثم أذن، ثم قام فَصَلَّى الظهر، ثم أقام فَصَلَّى العصر ،ولم يصلي بينهما شيئا، ثم ركب رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- حَتَّى أَتَى الْمَوْقِفَ فجعل باطن نَاقَتُهُ القصواءإِلَى الصخرات ،وجعل حبل المشاة بَيْنَ يَدَيْهِ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَلَمْ يَزَلْ واقِفًا حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ ،وذَهَبَتِ الصُّفْرَةُ قَلِيلًا ،وغاب القرص أردف رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- أسامة خلفه ،ودفع رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - وقد شَنَقَ لِلْقَصْوَاءِ الزِّمَامَ حَتَّى إِنَّ رَأْسَهَا لَيُصِيبُ مَوْرِكَ رحله ،ويقول بِيَدِهِ الْيُمْنَى: أَيُّهَا النَّاسُ السَّكِينَةَ السكينة كلما أَتَى حبلا من الحبال أرخى لها قليلا حَتَّى تَصْعَدَ حَتَّى أَتَى المزدلفة فَصَلَّى بِهَا المغرب ،والعشاء بإِذَان واحد وإقامتين ،ولَمْ يُسَبِّحْ بَيْنَهُمَا شَيْئًا ، ثم اضْطَجَعَ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- حَتَّى طلع الفجر فَصَلَّى الفجر حَتَّى تبين لَهُ الصبح بِأَذَانٍ وإِقَامَةٍ، ثم رَكِبَ الْقَصْوَاءَ حَتَّى أَتَى الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَدَعَاهُ ،وكَبَّرَهُ ،وهَلَّلَهُ ،ووَحَّدَهُ فَلَمْ يَزَلْ واقِفًا حَتَّى أصفر جدا دفع قبل أن تطلع الشمس ،وأردف الفضل بن العَبَّاس ،وكان رجل حسن الشعر أبيض ،وسيما فَلَمَّا دفع(1/370)
رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- مرت ظعن يجرين فَطَفِقَ الْفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيَّهِنَّ فَوَضَعَ رَسُولُ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يَدَهُ عَلَى وجْهِ الْفَضْلِ فَحَوَّلَ الْفَضْلُ ،وجهه من الشق الآخر فَحَوَّلَ رَسُولُ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يده إِلَى الشق الآخر عَلَى وجْهِ الْفَضْلِ فصرف ،وجهه من الشق الآخر حَتَّى أَتَى محسرا فحرك قليلا، ثم سَلَكَ الطَّرِيقَ الْوُسْطَى التي تخَرَجَ إِلَى الجمرة الكبرى حَتَّى أَتَى الجمرة فَرَمَاهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ مِنْهَا ، مثل حصاة الخذف ، رَمَى مِنْ بَطْنِ الْوَادِي ، ثم انصرف إِلَى الْمَنْحَرِ فنحر ثَلَاثَ وستين بيده، ثم أعطى عليا رضوان الله عليه فنحر ما غبر منها ،وأشركه فِي هديه ،وأَمَرَ من كل بَدَنَةٍ بِبَضْعَةٍ فَجُعِلَتْ فِي قِدْرٍ فَطُبِخَتْ فَأَكَلَا مِنْ لَحْمِهَا ،وشَرِبَا مِنْ مَرَقِهَا ، ثم ركب رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فأفاض إِلَى البيت فَصَلَّى بِمَكَّةَ الظهر فَأَتَى بني عبد المطلب يستقون عَلَى زَمْزَمَ فَقَالَ : انزعوا يا بني عبد المطلب فلولا أن يَغْلِبَكُمُ النَّاسُ عَلَى سِقَايَتِكُمْ لَنَزَعْتُ مَعَكُمْ ، فَنَاوَلُوهُ دَلْوًا فَشَرِبَ مِنْهُ .لفظ الخبر لأبي بكر بن أَبِي شَيْبَةَ (1) [42])
__________
(1) - أخرجه ابن حبان فِي كتاب الحج- باب ما جاء فِي حج النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- ،واعتماره - ذكر وصف -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- الَّذِي أمرنا الله جل ،وعلا بإتباعه ،وإتباع ما جاء بِهِ ج: 6 ص: 119 ـ ،وسبق تخريجه .(1/371)
قَالَ أبو حاتم : هَذَا النوع لو استقصيناه لدخل فيه ثلث السنن ،وفيما أومأنا إِلَيَّه من الأشياء التي فرضت على رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - وعلى أمته جميعا من الوضوء ،والتيمم ،والاغتسال من الجنابة ،والصلاة ،والحج ،وما أشبه هذه الأشياء ما فيها غنية، عن الإمعان ،والإكثار فيها لمن ،وفقه الله للصواب ،وهداه لسلوك الرشاد.
رجال السند :
1- عبد الله بن مُحَمَّد بن سلم : تقدم ،وهو ثقة، .
2- هشام بن عَمَّار : تقدم ،وهو صدوق.
3- الحسن بن سفيان: تقدم ،وهو ثقة، .
4- أبو بكر بن أَبِي شَيْبَةَ:تقدم ،وهو ثقة، حافظ .
5- حاتم بن إسماعيل:تقدم ،وهو صدوق صحيح الكتاب من رجال مسلم.
6- الحسن بن سُفْيَان : الحسن بن سُفْيَان بن عامر بن عبد الْعَزِيز بن عطاء بن النعمان ، أبو العَبَّاس الشيباني الخراساني النسوي صاحب المسند ،وروى، عن أحمد بن حَنْبَل ،وإِبْرَاهِيم بن يوسف البلخي ،وقُتَيْبَة بن سعيد ،ويَحْيَى ابن معين ،وخلق كثير سمع الحسن تصانيف الإمام أبي بكر بن أَبِي شَيْبَةَ منه حدث عنه إمام الأئمة ابن خزيمة ،ويَحْيَى بن منصور القاضي ،وأبو حاتم ابن حبان ،وحفيده إسحاق بن سعد النسوي ،وقَالَ أبو حاتم ابن حبان : كَانَ الحسن ممن رحل ،وصنف ،وحدث عَلَى تيقظ مَعَ صحة الديانة ،والصلابة فِي السنة ،وقَالَ الحافظ أبو بكر أحمد بن عَلِيّ الرازي: لَيْسَ للحسن فِي الدنيا نظير. مات سنة ثَلَاثَ وثَلَاثَ مئة (1) [43])
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ،وجميع رواته ثقات ، صححه الألباني (2) [44])
__________
(1) - انظر ترجمته : سير أعلام النبلاء ج14،ص157- تذكرة الحفاظ للذهبي ج2،ص703- ميزان الاعتدال ج1،ص492.
(2) - التعليقات الحسان، مرجع سابق،ج6،ص124.(1/372)
15- أَخْبَرَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن سلم قَالَ، حَدَّثَنَا هشام بن عَمَّار قَالَ، حَدَّثَنَا حاتم بن إسماعيل، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أبيه، عن جَابِر : ثم إِنَّ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- ساق مَعَهُ مائة بدنة فَلَمَّا انصرف إِلَى الْمَنْحَرِ نحر ثَلَاثَا وستين بيده، ثم أعطى عليا فنحر ما غبر منها (1) [45]) .
رجال السند:
1- عبد الله بن مُحَمَّد بن سلم : تقدم ،وهو ثقة.
2- هشام بن عَمَّار : تقدم ،وهو صدوق .
3- حاتم بن إسماعيل:تقدم ،وهو صدوق صحيح الكتاب من رجال مسلم.
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ،وجميع رواته ثقات ، صححه الألباني (2) [46]).
16- أَخْبَرَنَا حامد بن مُحَمَّد بن شعيب البلخي قَالَ، حَدَّثَنَا سريج بن يونس قَالَ، حَدَّثَنَا سفيان، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أبيه، عن جَابِر : ثم إِنَّ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- أَمَرَ بالهدي من كل جزور بضعة فَجُعِلَتْ فِي قِدْرٍ فأكلوا من اللحم ،وحسوا من المرق (3) [47]) .
رجال السند :
__________
(1) - أخرجه ابن حبان فِي كتاب الحج – باب الهدي - ذكر وصف ما نحر النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- من الهدي فِي حجته ج: 6 ص: 164، و سبق تخريجه .
(2) - التعليقات الحسان ، مرجع سابق،ج6،ص165.
(3) - أخرجه ابن حبان فِي كتاب الحج – باب الهدي - ذكر ما فَعَلَ المصطفى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- ببدنه المنحورة عِنْدَ إرادته أكل بعضها ج: 6 ص: 165 ، و سبق تخريجه .(1/373)
1- حامد بن مُحَمَّد بن شعيب البلخي : الإمام المحدث الثبت ، أبو العَبَّاس حامد بن مُحَمَّد بن شعيب بن زُهَيْر البلخي، ثم البغدادي المؤدب حدث عن مُحَمَّد بن بكار بن الريان ،وعبيد الله القواريري ،وسريج بن يونس ،وطبقتهم حدث عنه ، أبو بكر مُحَمَّد بن عمر الجعابي ،وعَلِيّ بن لؤلؤ الوراق ،ومُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الوراق ،وعَلِيّ بن عمر السكري ،وآخرون. وثقه الدارقطني ،وغيره مولده فِي سنة ست عشرة ومئتين ،ومات سنة تسع وثَلَاثَ مئة، عن ثَلَاثَ وتسعين سنة (1) [48])
2- سريج بن يونس : سريج بن يونس بن إِبْرَاهِيم الامام القدوة الحافظ ، أبو الحارث المروزي، ثم البغدادي ، ثقة، عابد من العاشرة ، حدث عن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر ،وهشيم بن بشير ،وعباد بن عباد ،ويوسف بن الماجشون ،وإِسْمَاعِيل بن مجالد ،وأبي إِسْمَاعِيل المؤدب ،ويَحْيَى بن أبي زائدة ،ومروان بن شجاع ،وطبقتهم فأكثر حدث عنه مسلم ،وبواسطة البخاري ،والنسائي ،وبقي بن مَخْلَد ،وأبو يَحْيَى مُحَمَّد بن عبد الرحيم صاعقة ،وأبو زرعة ،وموسى بن هَارُون ،وأبو جَعْفَر الحضرمي ،وأبو القاسم البغوي ،وأحمد بن الحسن الصوفي ،وعدد كثير سئل أحمد بن حَنْبَل عنه فَقَالَ صاحب خير ،وقَالَ يَحْيَى ابن معين لَيْسَ بِهِ بأس ،وقَالَ صالح جزرة ثقة، جدا عابد ،وقَالَ أبو حاتم صدوق (2) [49]).
3- سُفْيَان : الثَّوْرِيّ تقدم ،وهو ثقة، ثبت.
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ،وجميع رواته ثقات ، صححه الألباني (3) [50]) .
__________
(1) - انظر ترجمته : سير أعلام النبلاء ج14،ص291، تاريخ بغداد ج8،ص165.
(2) - تنظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج8،ص307، سير أعلام النبلاء ج11،ص146- تهذيب التهذيب ج3،ص397- تقريب التهذيب ج1،ص341.
(3) - التعليقات الحسان ، مرجع سابق، ج6،ص165.(1/374)
17- أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بن يَحْيَى الساجي بالبصرة قَالَ، حَدَّثَنَا أبو كامل الْجَحْدَرِيّ قَالَ، حَدَّثَنَا فضيل بن سُلَيْمَان، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أبيه، عن جَابِر :أن النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- قرأ :(واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيم مُصَلًّى ) (1) [51]).
رجال السند :
1- زَكَرِيَّا بن يَحْيَى الساجي : زَكَرِيَّا بن يَحْيَى الساجي الْبَصْرِيّ ثقة، فقيه من الثانية عشرة نزل بغداد ،وحدث بِها عن : عبد الله بن دَاوُد الخريبي ،وزياد بن سَهْل الحارثي ،وعبد الملك بن قريب الاصمعي ،والحكم بن مروان الضرير . روى عنه: عبد الله بن إسحاق المدائني ،ومُحَمَّد بن خلف المرزباني ،وعبيد الله بن عبد الرَّحْمَن السكري ،والقاضي المحاملي ،ومُحَمَّد بن مَخْلَد ،وغيرهم مات سنة سبع وثَلَاثَمائة (2) [52]).
2- أبو كامل الْجَحْدَرِيّ : هو أحمد بن ثابت الْجَحْدَرِيّ تقدم ،وهو ثقة، .
__________
(1) - أخرجه ابن حبان فِي كتاب التاريخ – باب من صفته -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- ،وأخباره - ذكر قراءة المصطفى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- ،واتخذوا من مقام إِبْرَاهِيمَ مصلى ج: 9 ص: 121 ، سبق تخريجه .
(2) - انظر ترجمته: تذكرة الحفاظ للذهبي ج2،ص809-تاريخ بغداد ج8،ص461- تقريب التهذيب ج1،ص314.(1/375)
3- فضيل بن سُلَيْمَان : فضيل بن سُلَيْمَان النميري ، أبو سُلَيْمَان ، صدوق لَهُ خطأ كثير من الثامنة . روى عن: أبى حازم ،وعَمْرُو بن أبى عَمْرُو ،وأبى مَالِك الأشجعي ،وموسى بن عقبة . روى عنه: عبيد الله القواريرى ،ومُحَمَّد بن أبى بكر المقدمي ،وعلى بن المديني ،وعَمْرُو بن عَلِيّ الصيرفي ،وعبد الله بن معاوية الزبيري ،ونصر بن عَلَى. قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بثقة .وقَالَ أبو زرعة: لين الحديث .وقَالَ النسائي: لَيْسَ بالقوي ،وذكره ابن حبان فِي الثقات ،وقَالَ : مات سنة ست وثمانين ومائة .وقَالَ الساجي، عن ابن معين :لَيْسَ هو بشيء ،ولا يكتب حديثه ،وقَالَ الساجي ،وكان صدوقا ،وعنده مناكير (1) [53])
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ، صححه الألباني (2) [54]).
18- أَخْبَرَنَا أحمد بن مُحَمَّد بن الشرقي قَالَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يَحْيَى ،وأحمد بن يوسف السلمي قَالَا، حَدَّثَنَا عَمْرُو ابن أبي سلمة، عن زُهَيْر بن مُحَمَّد العنبري، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أبيه، عن جَابِر :أن النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- قَالَ: شَفَاعَتِي لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي (3)
__________
(1) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج7،ص316- تهذيب التهذيب ج8،ص262- ميزان الاعتدال ج3، ص361- تقريب التهذيب ج3،ص14.
(2) - التعليقات الحسان، مرجع سابق، ج9،ص121.
(3) - أخرجه ابن حبان فِي كتاب التاريخ – باب الحوض ،والشفاعة - ذكر البيان بأن الشفاعة فِي القيامة إنما تكون لأهل الكبائر من هذه الأمة ج: 9 ص: 204
وأخرجه الترمذي فِي كتاب صفة القيامة ،والرقائق ،والورع ، باب ما جاء فِي الشفاعة ج4،ص43.
وأخرجه ، أبو داود فِي سننه كتاب السنة –باب فِي الشفاعة- من حديث سُلَيْمَان بن حرب، حَدَّثَنَا بسطام بن حريث، عن أشعث الحداني، عن أنس بن مَالِك، عن النَّبِيّ المجلد الأول ص787 .
وأخرجه ابن ماجه فِي سننه – كتاب الزهد – باب ذكر الشفاعة ج2،ص1441.
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده من حديث سُلَيْمَان بن حرب، حَدَّثَنَا بسطام بن حريث، عن أشعث الحراني، عن أنس بن مَالِك ج3،ص213.(1/376)
[55]).
رجال السند :
1- أحمد بن مُحَمَّد بن الشرقي : أبو حامد أحمد بن مُحَمَّد بن الحسن النيسابوري بن الشرقي صاحب الصحيح ،وتلميذ مسلم سمع مُحَمَّد بن يَحْيَى الذهلي ،وعبد الرَّحْمَن بن بشر بن الحكم ،وأحمد بن الأزهر ،وأحمد بن يوسف السلمي ،وأحمد بن حَفْص بن عبد الله ،وطبقتهم. قَالَ السلمي: سألت الدارقطني عن أبي حامد بن الشرقي فَقَالَ : ثقة، مأمون إمام .قلت: لم تكلم فيه بن عقدة؟ فَقَالَ :سبحان الله ترى يؤثر فيه مثل كلامه ،ولو كَانَ بدل ابن عقدة يَحْيَى بن معين؟ فَقُلْتُ :وأبو عَلِيّ ؟قَالَ :ومن أبو عَلِيّ حَتَّى يسمع كلامه فيه. وقَالَ الخطيب : أبو حامد ثبت حافظ متقن. وقَالَ الخليلي : هو إمام وقته بلا مدافعة .قَالَ حمزة السهمي: سألت أبا بكر بن عبدان، عن ابن عقدة: إِذَا نقل شيئا فِي الجرح والتعديل هل يقبل قوله قَالَ لَا يقبل (1) [56])
__________
(1) - انظر ترجمته: سير أعلام النبلاء ج15،ص37- تذكرة الحفاظ للذهبي ج3،ص821.(1/377)
2- مُحَمَّد بن يَحْيَى : مُحَمَّد بن يَحْيَى بن عبد الله بن خالد بن فارس بن ذؤيب الذهلي ، أبو عبد الله النيسابوري الإمام الحافظ ، ثقة، حافظ جليل من الحادية عشرة . روى عن: إِبْرَاهِيم بن الحكم بن أَبَان ،وأحمد بن حَنْبَل ،وأحمد بن خالد الوهبي ،وأحمد بن شبيب بن سعيد الحبطي ،وأحمد بن صالح المصري ،وخلق كثير . روى عنه: الجماعة سوى مسلم ،وأبو حاتم ،وأبو حامد أحمد بن مُحَمَّد بن الحسن بن الشرقي ،وقَالَ عبد الرَّحْمَن ابن أبي حاتم :كتب عنه أبي بالري ،وهو ثقة، صدوق إمام من أئمة المسلمين .سئل أبي عنه فَقَالَ : ثقة، وقَالَ فِي موضع آخر: سمعت أبي يقول: مُحَمَّد بن يَحْيَى الذهلي إمام أهل زمانه .وقَالَ النسائي : ثقة، مأمون ،وقَالَ أبو حامد بن الشرقي ،وأبو عبد الله مُحَمَّد بن يعقوب الشيباني الحافظ ،ويعقوب بن مُحَمَّد الصيدلاني ،ومُحَمَّد بن موسى الباشاني: مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (1) [57])
__________
(1) - انظر ترجمته: سير أعلام النبلاء ج12،ص273- إكمال الإكمال ج2،ص587- تقريب التهذيب ج3،ص145.(1/378)
3- أحمد بن يوسف السلمي : أحمد بن يوسف بن خالد بن سالم بن زاوية الأزدي المهلبي ، أبو الحسن النيسابوري المعروف بحمدان السلمي. روى عن: عَمْرُو بن أبي سَلَمَة التنيسي ،وخلق كثير . روى عنه: مسلم ،وأبو دَاوُد ،والنسائي ،وابن ماجه ،وأبو حامد أحمد بن مُحَمَّد بن الحسن بن الشرقي. قَالَ مكي بن عبدان سألت مسلم بن الحَجَّاج عنه فَقَالَ: ثقة، وأمرني بالكتابة عنه .وقَالَ النسائي: لَيْسَ بِهِ بأس .وقَالَ الدارقطني: ثقة، نبيل .وقَالَ الحاكم : أبو عبد الله أحد أئمة الحديث كثير الرحلة ،واسع الفهم .وقَالَ أبو مُحَمَّد عبد الله بن أحمد الشعراني قَالَ: سمعت أبا حامد بن الشرقي يقول: مات أحمد بن يوسف السلمي سنة أربع وستين ومئتين (1) [58])
4- عَمْرُو ابن أبي سَلَمَة : عَمْرُو ابن أبي سَلَمَة التنيسي ، أبو حَفْص الدمشقي مَوْلَى بني هاشم. روى عن: الأوزاعي ، صدوق لَهُ أوهام من كبار العاشرة ، وزُهَيْر بن مُحَمَّد التميمي ،وطائفة . وعنه: ابنه سعيد ،وأحمد بن يوسف ،ومُحَمَّد بن يَحْيَى الذهلي ،وآخرون. وقَالَ إسحاق بن منصور، عن ابن معين: ضعيف ،وقَالَ أبو حاتم: يكتب حديثه ،ولا يحتج بِهِ ،وقَالَ إسحاق بن منصور، عن ابن معين: ضعيف ،وقَالَ أبو حاتم :يكتب حديثه ،ولا يحتج بِهِ، توفي بتنيس سنة ثَلَاثَ عشرة ومائتين (2) [59])
5- زُهَيْر بن مُحَمَّد العنبري :تقدم ، رواية أهل الشام لَهُ غير مستقيمة ،وضعف بسببِهِا.
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ، صححه الألباني (3) [60])
المبحث الحادي عشر:
مروياته فِي المعجم الصغير للطبراني
__________
(1) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج8،ص47- سير أعلام النبلاء ج12،ص384- تهذيب التهذيب ج1،ص79.
(2) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج8،482- سير أعلام النبلاء ج10،ص213- ميزان الاعتدال ج3،ص362- تقريب التهذيب ج1،ص736.
(3) - التعليقات الحسان ، مرجع سابق، ج9،ص205.(1/379)
أولاً: الطبراني (1) [1]) ،ومعجمه الصغير
هو ، أبو القاسم سُلَيْمَان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي اليمني الطبراني ، من كبار حفاظ الحديث ،ورواته فِي القرن الرابع هجري .
ولد رحمه الله (بعكا) ،وشب بين ربوع فلسطين ،والشام يحفظ الْقُرْآن ،ويتلقى مبادئ العلم ،والدين، ثم أزمع الرحلة . فقَضَى - رحمه الله - جل حياته مترحلا من بلد إِلَى بلد ،ومن قطر إِلَى قطر فِي طلب العلم ،والسماع من الشيوخ. رحل من الشام إِلَى الحجاز ،ومِنَ الْيَمَن إِلَى مصر ،والعراق ،ومن بلاد الفرس إِلَى أرض الجزيرة ،وأصهبان . وبقي بِها زمنا ،وقد ألف فِي كثير من الفنون كالتفسير ،ودلائل النبوة ،والمناسك . كَمَا ألف (المعجم الكبير فِي أسامي الصحابة) ،و (المعجم الأوسط فِي غرائب شيوخه) ،وله كتب كثيرة منها : (كتاب حديث الشاميين) ،و (كتاب عشرة النساء) ،و (كتاب الأوائل) ،و (كتاب السنة) ،و (كتاب النوادر) . وقد سمع منه ،وروى عنه الكثيرون من الأجلاء ،والعلماء.
المعجم الصغير:
قد جعله عَلَى صورة المعجم . حيث رتب فيه الأحاديث متتالية ،وفقا للترتيب الأبجدي لأسماء مشايخه الذين نقل عنهم . والمصنف -إِنَّ كَانَ ضرب صفحا عن التبويب - فإنما هدف إِلَى ذَلِكَ عمدا ليحقق فوائد كثيرة منها . حصر كافة الأحاديث المروية، عن كل شيخ من شيوخه فِي نطاق. تحديد طرق الحديث التي نقله بهِا الرواة تحديدا قاطعا مبسطا التعريف - ما أمكن - بأهم ،وأظهر الصفحات الشخصية لمشايخه من نقلة الأحاديث . أي متعلقات شخصياتهم الزمانية ،والمكانية ،والاجتماعية ،والسياسية . وبإسهاب كلما تيسر ذَلِكَ حَتَّى صار ممكنا ، تحديد الظروف ،والمكان الَّذِي سمع فيه المصنف ذاك الحديث .
،وفاته : وافته المنية فِي شهر القعدة من عام 360 من الهجرة المباركة بعد حياة حافلة بلغت المائة عام .
__________
(1) - نقلاً، عن مقدمة كتابِهِ " المعجم الصغير " طبعة دار الكتب العلمية ، بيروت.(1/380)
ثانياً : المرويات:
1- حَدَّثَنَا أبو العَبَّاس أحمد بن عَلِيّ الأبار، حَدَّثَنَا أمية بن بسطام، حَدَّثَنَا يزيد بن زريع، حَدَّثَنَا روح بن القاسم، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أبيه، عن جَابِر أن النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- قرأ:(واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيم مُصَلًّى ) لم يروه عن روح إِلَّا يزيد ،ولا عن يزيد إِلَّا أمية تفرد بِهِ الأبار (1) [2]) .
رجال السند :
1- أبو العَبَّاس أحمد بن عَلِيّ الأبار : أحمد بن عَلِيّ بن مسلم الأبار ، حدث عن مسرهد ،ومُحَمَّد بن المنهال ،وعَلِيّ بن الجعد ،وأمية بن بسطام قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة، حافظا متقنا حسن المذهب ،و توفي الأبار يوم النصف من شعبان سنة تسعين ومئتين (2) [3])
2- أمية بن بسطام : أمية بن بسطام العيشي ، بصري ، يكنى أبا بكر ، صدوق من العاشرة ، ذكره ابن حبان فِي الثقات ، مات سنة إحدى وثَلَاثَين ومائتين (3) [4])
3- يزيد بن زريع : يزيد بن زريع التميمي العيشي ، أبو معاوية الْبَصْرِيّ ، الحافظ ، أحد الأعلام ، قَالَ ابن معين : ثقة، مأمون ، وقَالَ أبو حاتم : ثقة، إمام ، من الثامنة ، مات سنة اثنتين وثمانين ومائة (4) [5]).
__________
(1) - أخرجه الطبراني فِي المعجم الصغير ج 1 ص 34- انظر تخريج الحديث الطويل ص67
(2) - انظر ترجمته : سير أعلام النبلاء ج13،ص443- تاريخ بغداد ج5،ص64- تذكرة الحفاظ للذهبي ج2،ص639.
(3) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج8،ص123- سير أعلام النبلاء ج11،ص9- تهذيب التهذيب ج1،ص323- تقريب التهذيب ج1،ص109.
(4) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج7،ص632- تهذيب التهذيب ج11،ص284- سير أعلام النبلاء ج8،ص296- تقريب التهذيب ج3،ص324.(1/381)
4- روح بن القاسم : روح بن القاسم التيمي العنبري ، أبو غِيَاث البصري، ثقة، حافظ ، من السادسة ، مات سنة إحدى وأربعين ومائة ، وقيل بعد الخمسين ومائة (1) [6])
الحكم عَلَى سند الحديث :
صحيح ،ورواته ثقات.
2 - حَدَّثَنَا أحمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر المري الْبَصْرِيّ القاضي بطبرية، حَدَّثَنَا نصر بن عَلِيّ الجهضمي، حَدَّثَنَا أبي، حَدَّثَنَا القاسم بن معن، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أبيه، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه -رَضِيَ اللهُ عَنْه – أن النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- لما قدم مكة طاف بالبيت سبعا، ثم خَرَجَ من باب الصفا فارتقى الصفا فَقَالَ نبدأ بِمَا بدأ الله بِهِ، ثم قرأ (إِنَّ الصَّفَا والْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ) .لم يروه عن القاسم بن ينعقد إِلَّا عَلِيّ بن نصر تفرد بِهِ ابنه نصر ،ولم نكتبه إلا عن هَذَا الشيخ (2) [7]).
رجال السند :
1- الإمام أبو بكر أحمد بن مُحَمَّد بن الوليد بن سعد المري الدمشقي المقرئ. روى عن: أبي مسهر الغساني ،وأبي اليمان ،وآدَمَ بن أبي إياس ،وهشام بن عَمَّار ،وعدة . وعنه: أبو عَلِيّ بن آدَمَ ،وابن أبي العقب ،وأبو أحمد بن الناصح ،والطبراني ،وأبو عُمَر بن فضالة ،وآخرون. مات سنة سبع وتسعين ومئتين (3) [8])
2- نصر بن عَلِيّ الجهضمي : تقدم ،وهو ثقة، .
__________
(1) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج6،ص305- تهذيب التهذيب ج3،ص257- سير أعلام النبلاء ج6،ص404- تقريب التهذيب ج1،ص305.
(2) - أخرجه الإمام الطبراني فِي المعجم الصغير ج،1 ص69.
(3) - انظر ترجمته : سير أعلام النبلاء ج14،ص81.(1/382)
3- عَلِيّ الجهضمي : عَلِيّ بن نصر بن عَلِيّ بن صهبان بن أبي الجهضمي الحداني الأزدي ، أبو الحسن الْبَصْرِيّ الكبير ، ثقة، من كبار التاسعة . روى عن: القاسم بن ينعقد ،ومهدي بن ميمون ،وهشام الدستوائي ،وغيرهم . وعنه: ابنه نصر ،ووكيع ،ومُحَمَّد بن عبد الله الأنصاري ،وأبو نعيم ،وغيرهم. قَالَ أحمد بن حَنْبَل :صالح الحديث أثبت من أبي معاوية ،وقَالَ ابن معين ،والنسائي: ثقة، وقَالَ أبو حاتم :ثقة، صدوق ،وقَالَ صالح بن مُحَمَّد صدوق ،وقَالَ مُحَمَّد بن عبد الله الحضرمي ،وأبو صالح بن حيان: مات سنة سبع وثمانين ومائة ذكره ابن حبان فِي الثقات (1) [9])
4- القاسم بن معن : القاسم بن معن بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن مسعود، المسعودي الْكُوفِيّ ، أبو عبد الله القاضي، ثقة، فاضل من السابعة ، وثقه أبو حاتم، مات سنة خمس وسبعين ومائة (2) [10]).
الحكم عَلَى سند الحديث :
إسناده صحيح ،ورواته ثقات .
3 - حَدَّثَنَا عبيد الله بن مُحَمَّد العمري القاضي بمدينة طبرية سنة سبع وسبعين ومائتين، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي أويس، حَدَّثَنَا موسى بن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أبيه، عن جده عَلِيّ بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن عَلِيّ -رَضِيَ اللهُ عَنْه-قَالَ قَالَ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- : من سب الأنبياء قتل ،ومن سب الأصحاب جلد.
لَا يروى عن عَلِيّ إِلَّا بهذا الإسناد تفرد بِهِ بن أبي أويس (3) [11]) .
رجال السند :
__________
(1) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج8،ص460- تهذيب التهذيب ج7،ص341- سير أعلام النبلاء ج12،ص138- تقريب التهذيب ج1،ص704.
(2) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج7،ص339- تهذيب التهذيب ج8،ص303- سير أعلام النبلاء ج8،ص190- تقريب التهذيب ج3،ص24.
(3) - أخرجه الإمام الطبراني فِي المعجم الصغير ج 1، ص 236 انفرد بِهِ .(1/383)
1- عبيد الله بن مُحَمَّد العمري : عبيد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز العمري، من شيوخ الطبراني، رماه النسائي بالكذب، قَالَ الدارقطني: كَانَ ضعيفاً، ومن مناكيره ما رواه الطبراني عنه هَذَا الحديث، وكان ينزل فلسطين ،وتأخر إِلَى بعد التسعين ومائتين (1) [12]).
2- إِسْمَاعِيل بن أويس : هو عبد الله بن عبد الله بن أبي أويس بن مَالِك بن أبي عامر الأصبحي، أبو عبد الله الْمَدَنِيّ محدث مكثر فيه لين. روى عن: خاله مَالِك ،وأخيه عبد الحميد ،وأبيه ،وأقدم من لقي عبد الْعَزِيز الماجشون ،وسَلَمَة بن وردان . وعنه: صاحبا الصحيح ،وإِسْمَاعِيل القاضي ،والكبار قَالَ أحمد: لا بأس بِهِ ،وقَالَ ابن أبي خيثمة، عن يَحْيَى : صدوق ضعيف العقل لَيْسَ بذاك ،وقَالَ أبو حاتم :محله الصدق مغفل ،وقَالَ النسائي :ضعيف ،وقَالَ الدارقطني: لَا أختاره فِي الصحيح توفي سنة ست ،وعشرين (2) [13]).
3- موسى بن جَعْفَر : تقدم ،وهو ثقة، فقيه عابد .
الحكم عَلَى سند الحديث :
موضوع قَالَ الألباني بعد إِنَّ حكم عليه بالوضع فِي السلسلة الضعيفة :" هَذَا الإسناد رجاله كلهم ثقات إِلَّا العمري كَمَا قَالَ الحافظ فِي " اللسان " ،و العمري متهم بالكذب ،و الوضع كَمَا تقدم فِي الحديث الَّذِي قبله ، قَالَ الحافظ : و من مناكيره هَذَا الخبر . و الحديث ذكره الهيثمي فِي " المجمع " ( 6 / 260 ) ،و قَالَ : رواه الطبراني فِي " الصغير " ،و " الأوسط "، عن شيخه عبيد الله بن مُحَمَّد العمري رماه النسائي بالكذب" (3) [14])
__________
(1) - انظر ترجمته فِي : أحمد بن عَلِيّ بن حجر العسقلاني، لسان الميزان، بيروت: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات،1986م جـ4/112.
(2) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج8،ص99- ميزان الاعتدال ج1،ص222- سير أعلام النبلاء ج10/ص391.
(3) - السلسلة الضعيفة ، مرجع سابق، ج1،ص372.(1/384)
4 - حَدَّثَنَا عبد الْوَهَّابِ بن رواحة الرامهرمزي، حَدَّثَنَا أبو كريب مُحَمَّد بن العلاء الهمداني، حَدَّثَنَا حَفْص بن بشير بشر الأَسَدي، حَدَّثَنَا حسن بن بشير بشر الأَسَدي، حَدَّثَنَا حسن بن الحسين بن زيد العلوي، عن أبيه، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أبيه مُحَمَّد بن علي، عن أبيه عَلِيّ بن الحسين، عن الحسين بن عَلِيّ بن أبي طالب -رَضِيَ اللهُ عَنْه- قَالَ: قَالَ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- قَالَ لي جبرائيل: يا مُحَمَّد أحب من شئت فإنك مفارقه ،وعش ما شئت فإنك ميت ،وقَالَ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أوجز لي جبريل الخطبة .
حكم ابن الجوزي عليه بالوضع (1) [15]).
رجال السند :
1- عبد الْوَهَّابِ بن رواحة الرامهرمزي : لم أقف لَهُ عَلَى ترجمة فيما بين يدي من المصادر
2- ابو كريب مُحَمَّد بن العلاء الهمداني : مُحَمَّد بن العلاء بن كريب الهمداني، أبو كريب الكوفي، الحافظ، أحد الأثبات المكثرين، ثقة، حافظ من العاشرة ، قَالَ أبو عَلِيّ النيسابوري: سمعت أبا العَبَّاس بن عقدة يقدم أبا كريب فِي الحفظ ،والكثرة عَلَى مشايخه، مات سنة ثمان وأربعين ومائتين ،وقيل سنة سبع. (2) [16])
3- حَفْص بن بشير بشر الأَسَدي :قال ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل) : حَفْص بن بشر . روى عن: يعقوب القمي . روى عنه: أبو كريب، سمعت أبي يقول ذلك (3) [17])
4- حسن بن الحسين بن زيد العلوي : لم أعثر لَهُ عَلَى ترجمة
__________
(1) - أخرجه الإمام الطبراني فِي المعجم الصغير ج 1 ص249، انفرد بِهِ .
(2) - انظر ترجمته : ثقات ابن حبان ج9،ص105- تذكرة الحفاظ جـ2/498، تهذيب التهذيب جـ9/342.
(3) - الجرح والتعديللابن أبي حاتم الرازي، جـ3/169. ولم أقف لَهُ إِلَّا عَلَى هذه الترجمة(1/385)
5- الحسين بن زيد العلوي : الحسين بن زيد بن عَلِيّ بن الحسين بن عَلِيّ بن أبي طالب، صدوق ربما أخطأ، من الثامنة، مات ،وله ثمانون عاماً، فِي حدود التسعين ومائة (1) [18]).
الحكم عَلَى سند الحديث :
حكم عليه ابن الجوزي بالوضع (2) [19])
5 - وبإسناده قَالَ : قَالَ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: رأس العقل بعد الإيمان بالله التحبب إِلَى الناس (3) [20])
الحكم عَلَى سند الحديث :
__________
(1) - انظر ترجمته :ميزان الاعتدال ج1،ص535- تقريب التهذيب جـ1/176.
(2) - الموضوعات لابن الجوزي، مرجع سابق، ج2،ص108.
(3) - أخرجه الإمام الطبراني فِي المعجم الصغير ج1،ص251. لم يروه أحد من الكتب التسعة .(1/386)
إسناده ضعيف ، وقد خرج الحديث الإمام السخاوي فِي المقاصد الحسنة ،وقَالَ :" أخرجه البيهقي فِي الشعب ،والعسكري ،والقضاعي من حديث عَلِيّ بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هُرَيْرَةَ رفعه بهذا فالعسكري من جهة كرم بن أرطبان ،والقضاعي من جهة عبيد بن عَمْرُو السعدي ،والبيهقي من جهة سُفْيَان ثَلَاثَتهم، عن ابن جدعان ،وهو عِنْدَ البيهقي من حديث أشعث بن براز، حَدَّثَنَا عَلِيّ بن زيد مرسلا بحذف أبي هُرَيْرَةَ ،وزاد فيه ( ،وما يستغني رجل، عن مشورة ،وأهل المعروف فِي الدنيا هم أهل المعروف فِي الآخرة ،وإن أهل المنكر فِي الدنيا هم أهل المنكر فِي الآخرة ) ،وقَالَ البيهقي إنه هو المحفوظ قلت ،وهكذا هو عِنْدَ العسكري من حديث أحمد بن عبيد الله الغداني، عن هشيم، عن ابن جدعان مرسلا بحذف أبي هُرَيْرَةَ بزيادة ( ،وأهل المعروف فِي الدنيا أهل المعروف فِي الآخرة ،ولن يهلك الرجل بعد مشورة ) ،وقَالَ الغداني إِنَّ هشيما حدث بِهِ الرشيد فأمر لَهُ بعشرة آلاف درهم . ومن حديث مُحَمَّد بن يزيد المقسمي، عن هشيم بِهِ كذلك بلفظ ( مدارة الناس ) بدل ( التودد ) ،وبدون ( ،ولن يهلك )إِلَى آخره ،ومن حديث عبد الرزاق، عن حرام بن عُثْمَان ، عن ابن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه ، عن أبيه رفعه مثل الَّذِي قبله ،وفي الباب، عن أنس ،وجَابِر ،وابن عَبَّاس ،وعَلِيّ ،ويتأكد بعضها ببعض ،وروى الخطابي فِي أواخر العزلة من جهة حزم القطعي سمعت الحسن يقول يقولون المداراة نصف العقل ،وأنا أقول هي العقل كله ،وقد أفرد ابن أبي الدنيا المداراة بالتأليف" (1) [21]) ،ويصح الحديث بمجموع هذه الطرق
__________
(1) - المقاصد الحسنة للسخاوي ، مرجع سابق، د.ت. ج1،ص360.(1/387)
6 - وبِهِ قَالَ : قَالَ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-: ثَلَاثَ من لم تكن فيه فليس مني ،ولا من الله .قيل :وما هن يَا رَسُولَ الله ؟قَالَ: حلم يرد بِهِ جهل جاهل ،وحسن خلق يعيش بِهِ الناس ،وورع يحجزه، عن معاصى الله عز وجل (1) [22])
الحكم عَلَى سند الحديث :
إسناده ضعيف
7-وبإسناده قَالَ : قَالَ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- : والَّذِي نفسي بيده ما جمع شيء إِلَى شيء أفضل من علم إِلَى حلم .
لَا تروى هذه الأحاديث الأربعة، عن عَلِيّ إِلَّا بهذا الإسناد تفرد بِهِ ، أبو كريب ،ولم نكتبِهِا إلا، عن عبد الْوَهَّابِ بن رواحة (2) [23])
الحكم عَلَى سند الحديث :
إسناده ضعيف
8 –حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن خليد العبدي الْكُوفِيّ المؤدب، حَدَّثَنَا عباد بن يعقوب الأَسَدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن ميمون الزعفراني، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أبيه، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه ، قَالَ : لم يكن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - يؤخر صلاة المغرب لعشاء ولا لغيره . لم يروه عن جَعْفَر إِلَّا مُحَمَّد (3) [24]).
رجال السند :
1- مُحَمَّد بن خليد العبدي الْكُوفِيّ : لم أجد لَهُ ترجمة فيما بين يدي من المصادر سوى سنة وفاته التي ذكرها الكتاني في كتابه (ذيل مولد العلماء)،وقَالَ تَحْتَ عنوان سنة ست وعشرين ومائتين " وفيها مات مُحَمَّد بن خليد العبدي فِي جمادى الأول" (4) [25])
__________
(1) - أخرجه الإمام الطبراني فِي المعجم الصغير ج1،ص251. انفرد بِهِ
(2) - أخرجه الإمام الطبراني فِي المعجم الصغير ج1،ص251.انفرد بِهِ
(3) - أخرجه الإمام الطبراني فِي المعجم الصغير ج 2 ص 23 انفرد بِهِ .
(4) - عبد العزيز بن أحمد بن مُحَمَّد الكتاني، ذيل مولد العلماء ، تحقيق:د. عبد الله أحمد سُلَيْمَان الْحَمْدَ، الرياض: دار العصمة،1409هـ، ج2،ص498.(1/388)
2- عباد بن يعقوب الأَسَدي : عباد بن يعقوب الأَسَدي، أبو سعيد الرواجني، الكوفي، أحد رؤوس الشيعة، وثقه ، أبو حاتم ،وابن خزيمة، وقَالَ ابن عدي :فيه غلو روى أحاديث منكرة فِي فضائل أهل البيت، وقَالَ صالح بن مُحَمَّد : يشتم عُثْمَان ، مات سنة خمسين ومائتين (1) [26]).
3- مُحَمَّد بن ميمون الزعفراني : تقدم ،وهو صدوق لَهُ أوهام .
الحكم عَلَى سند الحديث :
إسناده ضعيف.
9- حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خلاد الباهلي البصري، حَدَّثَنَا نصر بن علي، حَدَّثَنَا عَلِيّ بن جَعْفَر، عن أخيه موسى بن جَعْفَر، عن أبيه جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أبيه مُحَمَّد بن علي، عن عَلِيّ بن الحسين، عن أبيه، عن عَلِيّ بن أبي طالب، أن النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- أخذ بيد الحسن ،والحسين فَقَالَ من أحب هذين ،وأباهما ،وأمهما كَانَ معي فِي درجتي يوم القيامة. لم يروه عن موسى بن جَعْفَر إِلَّا عَلِيّ بن جَعْفَر تفرد بِهِ نصر بن عَلِيّ (2) [27]).
رجال السند :
1- مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خلاد الباهلي : مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خلاد الباهلي ، أبو عمر الْبَصْرِيّ بن أخي أبي بكر بن خلاد ثقة، من الحادية عشرة قتل سنة سبع وخمسين (3) [28]).
2- نصر بن عَلِيّ الجهضمي : تقدم ،وهو ثقة، .
3- عَلِيّ بن جَعْفَر : تقدم ،وهو مقبول .
4- موسى بن جَعْفَر : ثقة، عابد .
الحكم عَلَى سند الحديث :
__________
(1) - انظر ترجمته: ميزان الاعتدال ج2،ص379- سير أعلام النبلاء ج11،ص536 - تهذيب التهذيب ج5،ص95، تقريب التهذيب ج1،ص394.
(2) - أخرجه الإمام الطبراني فِي المعجم الصغير ج 2 ص 70 .
وأخرجه الترمذي فِي كتاب المناقب - باب مناقب عَلِيّ بن أبي طالب ،ج5،ص305.
و أخرجه الإمام أحمد في مسنده - مسند العشرة المبشرين بالجنة ، ج1،ص77.
(3) - انظر ترجمته: ثقات ابن حبان ج9،ص115- تهذيب التهذيب ج9،ص382- تقريب التهذيب ج3،ص130.(1/389)
انظر الحكم عَلَى الحديث فِي أحاديث الترمذي الحديث رقم 19 .
10- حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله القرمطي من ،ولد عامر بن ربيعة ببغداد، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن سُلَيْمَان بن نضلة الخزاعي، حَدَّثَنَا عمي مُحَمَّد بن نضلة، عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أبيه، عن جده عَلِيّ بن الحسين حدثتني ميمونة بنت الحارث (1) [29]) زوج النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - أَنَّ رَسُولَ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- بات عندها ليلتها فَقَامَ يتوضأ للصلاة فسمعته يقول فِي متوضئه: لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ ثَلَاثَا ، نصرت نصرت ثَلَاثَا ، فَلَمَّا خَرَجَ قلت: يَا رَسُولَ الله سمعتك تقول فِي متوضئك: لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ ثَلَاثَا ، نصرت نصرت ثَلَاثَا ، كأنك تكلم إنسانا فهل كَانَ معك أحد؟ فَقَالَ: هَذَا راجز بني كعب يستصرخني ،ويزعم أن قريشا أعانت عليهم بني بكر، ثم خَرَجَ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فأمر عائشة أن تجهزه ،ولا تعلم أحدا .قَالَت :فدخل عَلَيْهَا أبو بكر فَقَالَ :يا بنية ما هَذَا الجهاز .فَقَالَت :والله ما أدري ؟ فَقَالَ: والله ما هَذَا زمان غزو بني الأصفر فأين يريد رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- قَالَت ،والله لَا علم لي، قَالَت : فأقمنا ثَلَاثَا، ثم صلى الصبح بالناس فسمعت الراجز ينشده :
يا رب إني ناشد مُحَمَّدا حلف أبينا وأبيه الأتلدا
إنا ولدناك وكنت ولدا ثمة أسلمنا ولم ننزع يدا
إن قريشا أخلفوك الموعدا ونقضوا ميثاقك المؤكدا
وزعموا أن لست تدعو أحدا فانصر هداك الله نصرا أيدا
__________
(1) - ميمونة بنت الحارث الهلالية ، زوج النَّبِيّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - قيل اسمها برة، فسماها النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - ميمونة، وتزوجها ، بسرف، سنة سبع ،وماتت بِهَا ، ودفنت سنة إحدى وخمسين عَلَى الصحيح. انظر ترجمتها فِي : أَسَد الغابة جـ5/550.(1/390)
وادع عباد الله يأتوا مددا فيهم رسول الله قَدْ تجردا
إن سيم خسفا وجهه تربدا
فقَالَ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ ثَلَاثَا نصرت نصرت ثَلَاثَا، ثم خَرَجَ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فَلَمَّا كَانَ بالروحاء نظرإِلَى سحاب منتصب فَقَالَ: إِنَّ السماء هَذَا لينتصب بنصر بني كعب فَقَامَ رجل من عدي بن عَمْرُو أخو بني كعب بن عَمْرُو فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ،ونصر بني عدي فَقَالَ: رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- ترب نحرك ،وهل عدي إِلَّا كعب ،وكعب إِلَّا عدي فاستشهد ذَلِكَ الرجل فِي ذَلِكَ السفر، ثم قَالَ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-: اللَّهُمَّ أعم عليهم خبرنا حَتَّى نأخذهم بغتة، ثم خَرَجَ حَتَّى نزل بمر ،وكان أبو سُفْيَان بن حرب ،وحكيم بن حزام ،وبديل بن ورقاء خرجوا تلك الليلة حَتَّى أشرفوا عَلَى مر فنظر أبو سفيان إِلَى النيران فَقَالَ: يا بديل هذه نار بني كعب أهلك. فَقَالَ: جاشتها إِلَيَّك الحرب، فأخذتهم مزينة تلك الليلة ،وكانت عليهم الحراسة فسألوا أن يذهبوا بِهِم إِلَى العَبَّاس بن عبد المطلب فذهبوا بِهِم ،فسألهم أبو سفيان أن يستأمن لهم من رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فخَرَجَ بِهِم حَتَّى دخل عَلَى النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فسأله أن يؤمن لَهُ من أمن فَقَالَ : قَدْ أمنت من أمنت ، ما خلا أبا سُفْيَان. فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله لَا تحُجْر عَلِيّ. فَقَالَ : من أمنت فهو آمن .فذهب بِهِم العباس إِلَى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - ثم خَرَجَ بِهِم .فَقَالَ أبو سُفْيَان : إنا نريد أن نذهب . فَقَالَ اسفروا ،وقام رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يتوضأ ،وابتدر المسلمون الدفع ينتضحونه فِي وجوههم فَقَالَ أبو سُفْيَان: يا أبا الفضل لقد أصبح ملك بن أخيك عظيما .(1/391)
فَقَالَ لَيْسَ بملك ،ولكنها النبوة .وفي ذَلِكَ يرغبون .
لم يروه عن جَعْفَر إِلَّا مُحَمَّد بن نضلة تفرد بِهِ يَحْيَى بن سُلَيْمَان ،ولا يروى، عن ميمونة إِلَّا بهذا الإسناد (1) [30]) .
رجال السند :
1- مُحَمَّد بن عبد الله القرمطي : مُحَمَّد بن عبد الله العدوي يعرف بالقرمطي مديني الأصل حدث عن بكر بن عبد الْوَهَّابِ ،ويَحْيَى بن سُلَيْمَان بن فضالة . روى عنه: مُحَمَّد بن عُمَر بن غالب ،وأبو القاسم الطبراني (2) [31])
2- يَحْيَى بن سُلَيْمَان بن نضلة الخزاعي : يَحْيَى بن سُلَيْمَان بن نضلة الخزاعي الْمَدَنِيّ . روى عن: مَالِك ،وسُلَيْمَان بن بِلَال . وعنه: بن صاعد ،وكان يفخم أمره ،وقَالَ ابن عقدة سمعت بن خراش يقول لَا يسوى شيئا ، وذكره ابن أبي حاتم ،وذكر فِي شيوخه مسلم بن خالد ،وابن أبي الزناد ،وغيرهما قَالَ وكتب عنه أبي ،وسألته عنه فَقَالَ شيخ حدث أياما، ثم توفي ،وذكره ابن حبان فِي الثقات فَقَالَ يخطىء ،ويهم قَالَ ابن عدي. روى عن: مَالِك ،وأهل المدينة أحاديث عامتها مستقيمة. (3) [32])
3- مُحَمَّد بن نضلة : لم أعثر لَهُ عَلَى ترجمة فيما بين يدي من المصادر
الحكم عَلَى سند الحديث :
إسناده ضعيف .
__________
(1) - أخرجه الطبراني فِي المعجم الصغير ج2، ص 73 . تفرد بِهِ .
(2) - انظر تاريخ بغداد، مرجع سابق، جـ5/433
(3) - انظر ترجمته : ميزان الاعتدال ج4،ص383- لسان الميزان جـ6/261.(1/392)
11- حَدَّثَنَا يَحْيَى بن عبد الله بن مُحَمَّد بن سالم القزاز الْكُوفِيّ حَدَّثَنِي أبي حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن جَعْفَر، عن أبيه، عن جده مُحَمَّد بن عَلِيّ بن الحسين، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه : أن النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- رَمَلَ فِي حجته من الحجرإِلَى الحُجْر . لم يروه عن مُحَمَّد بن جَعْفَر إِلَّا عبد الله بن مُحَمَّد بن سالم (1) [33]) .
رجال السند :
1- يَحْيَى بن عبد الله بن مُحَمَّد بن سالم القزاز الْكُوفِيّ : لم أعثر لَهُ عَلَى ترجمة فيما بين يدي من المصادر
2- عبد الله بن مُحَمَّد بن سالم : عبد الله بن مُحَمَّد بن سالم القزاز السلولى. روى عن: إِبْرَاهِيم بن يوسف بن ابي اسحاق ،وعبيدة بن الاسود . روى عنه: أبو زرعة ،ومسلم بن الحَجَّاج ،وعَلِيّ بن الحسين بن الجنيد.، حَدَّثَنَا عبد الرَّحْمَن سمعت عَلِيّ بن الحسين يقول سمعت بن نمير يقول: نعم الشيخ عبد الله بن مُحَمَّد بن سالم (2) [34]).
3- مُحَمَّد بن جَعْفَر : مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَلِيّ الهاشمي الحسيني، عن أبيه، تكلم فيه، حدث عنه: إِبْرَاهِيم بن المنذر ،ومُحَمَّد بن يَحْيَى العدني ،وكَانَ بطلا شجاعا يصوم يوما ،ويفطر يوما . مات سنة ثَلَاثَ ومائتين ،وقد نيف عَلَى السبعين ،وقبره بجرجان . ذكره ابن عدي فِي الكامل ،وقَالَ البخاري: يتحقق إسحاق أوثق منه. (3) [35])
الحكم عَلَى سند الحديث :
إسناده ضعيف ، وهو صحيح بطرق أخرى .
الفصل الثاني :
تصنيف أحاديث الإمام جَعْفَر موضوعياً
__________
(1) - أخرجه الإمام الطبراني فِي المعجم الصغير ج 2، ص 147. انظر تخريج الحديث الطويل ص67
(2) - الجرح والتعديللابن أبي حاتم الرازي ج5،ص162.
(3) - ميزان الاعتدال ج3،ص500.(1/393)
... لقد أفرد الباحث هَذَا الباب لتصنيف الأحاديث التي رواها الإمام جَعْفَر بن مُحَمَّد الصادق، من حيث الموضوع، فجعل الباحث مبحثاً يحتوي عَلَى الأحاديث التي رواها جَعْفَر بن مُحَمَّد فِي العقائد ، وآخر لأحاديث العبادات ، و مثله لأحاديث المعاملات ، وأخيراً مبحثاً للأحاديث التي تحتوي عَلَى أكثر من موضوع، أو تلك التي لَا تندرج تَحْتَ أي مسمى من مسميات المباحث السابقة.
أما مبحث أحاديث العقائد ، فقد تطرقت مرويات الصادق للقضايا العقائدية التالية:
1- الاعتقاد بأن الدنيا أهون عَلَى الله من جدي ميت أسك.
2- أنه لابد من الإيمان بالقدر خيره ،وشره ،وهو من تمام الإيمان.
3- أن الشفاعة لأهل الكبائر من أمة الإسلام.
4- أن من أحب آل البيت كَانَ مَعَ النَّبِيّ فِي الجنة.
5- أن الْإِيمَانُ مَعْرِفَةٌ بِالْقَلْبِ ،وقَوْلٌ بِاللِّسَانِ ،وعمل بالأركان.
6- أن الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- كَانَ يغضب لفاطمة، وأنها شجنة منه.
7- حكم من سب الأنبياء ،ومن سب الصحابة.
8- أن صاحب موسى -رَضِيَ اللهُ عَنْه- ، هو الخضر.
في مبحث أحاديث العبادات ، شملت مرويات الإمام جَعْفَر بن مُحَمَّد بعض العبادات الهامة ، مثل :
1- الاغتسال من الجنابة . وكيفية اغتسال الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- .
2- وصف غسل النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.
3- أكل اللحوم أو ما مست النار لَا يذهب الطهارة.
4- صلاة الْجُمُعَةَ ،وقت الزوال.
5- كراهة قراءة الْقُرْآن فِي السجود.
6- استحُبَاب قراءة سورة الْجُمُعَةَ ،وإِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ فِي صلاة الْجُمُعَةَ.
7- وقت صلاة الصبح.
8- عدم تأخير الصلاة.
9- النهي، عن الصلاةإِلَى القبور.
10- تشهد الرسول .
11- وصف هيئة الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - وهو يخطب.
12- كراهة الصوم فِي السفر.(1/394)
13- مناسك الحج بداية من تحرك الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- من المدينة المنورإِلَى ،وصوله مكة ، وكل أفعاله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - وأقواله، وقضية طهارة المرأة فِي الحج ، حيث نُفِسَتْ أَسْمَاء بنتِ عُمَيْسٍ ،وولدت مُحَمَّد بن أبي بكر الصديق .
14- وصف أضحية الرسول .
15- العقيقة.
16- كيفية ،وضع الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فِي قبره.
17- ضرورة التمسك بكتاب الله ،وعترة رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- .
18- سلوك المسلم تجاه مرور جنازة ،وهو قاعد.
وفي مبحث أحاديث المعاملات ، تناولت مرويات الإمام جَعْفَر بن مُحَمَّد القضايا التإِلَيَّة:
1- سيرة الرسول فِي الجهاد ، وكيف كَانَ تصرفه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - تجاه الفيء ، وغزو النساء ، والخمس لمن هو؟.
2- القضاء باليَمَنْ مَعَ الشَّاهِد الواحد.
3- الأكل من الأضحية.
4- كيفية التعامل مَعَ المجوس، وأن يسن لهم سنة أهل الكتاب.
5- قول الإمام عَلِيّ بن أبي طالب بأن الطلاق لَا يقع إِذَا إِلَى الرجل من امرأته.
6- أن الله تعالى مَعَ الدائن حَتَّى يقضي دينه.
7- أنه يحق للرجلإِنَّ يتصرف بثلث ماله حيثما شاء.
وقد ،وضع الباحث المرويات التي غطت ناحيتين أو أكثر من النواحي السابقة، أو تلك التي لَا تندرج تَحْتَ أي من مسميات المباحث السابقة ، فِي مبحث مستقل بِهِ مرويات تناولت قضايا متنوعة ، ومن هذه القضايا:
1- أن الحسن ،والحسين كانا يتختمان فِي يسارهما.
2- أن عرض الكتاب ،والحديث سواء.
3- أن أم كلثوم ماتت فِي يوم ،واحد هي ،وولدها زيد، ولم يتوارثوا ، وكذلك أهل صفين لم يتوارثوا.
4- وصف قبر الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - وأنه رُفع، عن الأرض بمقدار شبر.
5- قصة نقض قريش لعهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.
المبحث الأول
أحاديث العقائد
أولاً : فِي صحيح مسلم :(1/395)
1- جَابِر بن عَبْدِ اللَّه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مَرَّ بِالسُّوقِ دَاخِلًا مِنْ بَعْضِ الْعَالِيَة ،والنَّاسُ كَنَفَتَهُ فَمَرَّ بِجَدْيٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ فَتَنَاوَلَهُ فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ، ثم قَالَ أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنَّ هَذَا لَهُ بِدِرْهَمٍ فَقَالَوا مَا نُحِبُّ أَنَّهُ لَنَا بِشَيْءٍ ،ومَا نَصْنَعُ بِهِ قَالَ أَتُحِبُّونَ أَنَّهُ لَكُمْ قَالَوا ،واللَّهِ لَوْ كَانَ حَيًّا كَانَ عَيْبًا فِيهِ لِأَنَّهُ أَسَكُّ فَكَيْفَ وهُوَ مَيِّتٌ فَقَالَ فَوَ اللَّهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذَا عَلَيْكُمْ .
ثانياًَ : فِي سنن أبي داود:
1- عَنْ جَابِر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ،وسَلَّم َمَرَّ بِالسُّوقِ دَاخِلًا مِنْ بَعْضِ الْعَالِيَة ،والنَّاسُ كَنَفَتَيْهِ فَمَرَّ بِجَدْيٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ فَتَنَاوَلَهُ فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ، ثم قَالَ أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنَّ هَذَا لَهُ ،وسَاقَ الْحَدِيثَ
ثالثاً : فِي سنن الترمذي:
1- عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ، حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ ،وشَرِّهِ، حَتَّى يَعْلَمَإِنَّ مَا أَصَابِهِ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ ،وأَنَّ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبِهِ .
2- عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- شَفَاعَتِي لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي قَالَ مُحَمَّد بن عَلِيّ فَقَالَ لِي جَابِر يَا مُحَمَّد مَنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِ الْكَبَائِرِ فَمَا لَهُ ،ولِلشَّفَاعَةِ.(1/396)
3- عن عَلِيّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عن أَبِيهِ، عن جَدِّهِ عَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- أَخَذَ بِيَدِ حَسَنٍ ،وحُسَيْنٍ فَقَالَ : مَنْ أَحَبَّنِي ،وأَحَبَّ هَذَيْنِ ،وأَبَاهُمَا ،وأُمَّهُمَا كَانَ مَعِي فِي دَرَجَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
رابعاً فِي سنن ابن ماجه :
1- عَنْ جَعْفَر بْنِ مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن عَلِيّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عن أَبِيهِ، عن عَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- الْإِيمَانُ مَعْرِفَةٌ بِالْقَلْبِ ،وقَوْلٌ بِاللِّسَانِ ،وعَمَلٌ بِالْأَرْكَانِ قَالَ أبو الصَّلْتِ لَوْ قُرِئَ هَذَا الْإِسْنَادُ عَلَى مَجْنُونٍ لَبَرَأَ
2- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَر قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- كَانَ اللَّهُ مَعَ الدَّائِنِ، حَتَّى يَقْضِيَ دَيْنَهُ مَا لَمْ يَكُنْ فِيمَا يَكْرَهُ اللَّهُ قَالَ فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَر يَقُولُ لِخَازِنِهِ اذْهَبْ فَخُذْ لِي بِدَيْنٍ فَإِنِّي أَكْرَهُإِنَّ أَبِيتَ لَيْلَةً إِلَّا ،واللَّهُ مَعِي بَعْدَ الَّذِي سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- .
3- عَنْ جَابِر قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يَقُولُ :إِنَّ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي.
خامساً : فِي مسند الإمام أحمد بن حنبل:
1- عَنْ عَلِيّ بْنِ حُسَيْنٍ رَضِي اللَّهُمَّ عَنْهم، عن أَبِيهِ، عن جَدِّهِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- أَخَذَ بِيَدِ حَسَنٍ ،وحُسَيْنٍ رَضِي اللَّهُمَّ عنهما فَقَالَ : مَنْ أَحَبَّنِي ،وأَحَبَّ هَذَيْنِ ،وأَبَاهُمَا ،وأُمَّهُمَا كَانَ مَعِي فِي دَرَجَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ .(1/397)
2- عَنْ جَابِر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- أَتَى الْعَإِلَيَّةَ فَمَرَّ بِالسُّوقِ فَمَرَّ بِجَدْيٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ فَتَنَاوَلَهُ فَرَفَعَهُ، ثم قَالَ بِكَمْ تُحِبُّونَإِنَّ هَذَا لَكُمْ قَالَوا مَا نُحِبُّ أَنَّهُ لَنَا بِشَيْءٍ ،ومَا نَصْنَعُ بِهِ قَالَ بِكَمْ تُحِبُّونَ أَنَّهُ لَكُمْ قَالَوا ،واللَّهِ لَوْ كَانَ حَيًّا لَكَانَ عَيْبًا فِيهِ أَنَّهُ أَسَكُّ فَكَيْفَ وهُوَ مَيِّتٌ قَالَ فَوَ اللَّهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذَا عَلَيْكُمْ .
3- عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِع ، عن الْمِسْوَر قَالَ بَعَثَ حَسَنُ بْنُ حَسَنٍإِلَى الْمِسْوَر يَخْطُبُ بِنْتًا لَهُ قَالَ لَهُ تُوَافِينِي فِي الْعَتَمَةِ فَلَقِيَهُ فَحَمِدَ اللَّهَ الْمِسْوَر فَقَالَ مَا مِنْ سَبَبٍ ،ولَا نَسَبٍ ،ولَا صِهْرٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَسَبِكُمْ ،وصِهْرِكُمْ ،ولَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- قَالَ فَاطِمَةَ شُجْنَةٌ مِنِّي يَبْسُطُنِي مَا بَسَطَهَا ،ويَقْبِضُنِي مَا قَبَضَهَا ،وإِنَّهُ يَنْقَطِعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْأَنْسَابُ ،والْأَسْبَابُ إِلَّا نَسَبِي ،وسَبَبِي ،وتَحْتَكَ ابْنَتُهَا ،ولَوْ زَوَّجْتُكَ قَبَضَهَا ذَلِكَ فَذَهَبَ عَاذِرًا لَهُ .
سابعاً : فِي معجم الطبراني الصغير:
1- عن موسى بن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أبيه، عن جده عَلِيّ بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن عَلِيّ -رَضِيَ اللهُ عَنْه-قَالَ قَالَ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-، ثم من سب الإنبياء قتل ،ومن سب الأصحاب جلد.(1/398)
2- عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أبيه مُحَمَّد بن علي، عن أبيه عَلِيّ بن الحسين، عن الحسين بن عَلِيّ بن أبي طالب -رَضِيَ اللهُ عَنْه- قَالَ قَالَ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- : قَالَ لي جبرائيل يا مُحَمَّد أحب من شئت فإنك مفارقه ،وعش ما شئت فإنك ميت ،وقَالَ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - أوجز لي جبريل الخطبة .
المبحث الثاني :
أحاديث العبادات
أولاً: فِي صحيح مسلم:
1. عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- إِذَا اغْتَسَلَ مِنْ جَنَابَةٍ صَبَّ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ حَفَنَاتٍ مِنْ مَاءٍ فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّد إِنَّ شَعْرِي كَثِيرٌ قَالَ جَابِر فَقُلْتُ لَهُ يَا ابْنَ أَخِي كَانَ شَعْرُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- أَكْثَرَ مِنْ شَعْرِكَ ،وأَطْيَبَ.
2. عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عن عَلِيّ قَالَ نَهَانِي حِبِّي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أن أَقْرَأَ رَاكِعًا .
3. عن أُمّ هَانِئ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- صَلَّى فِي بَيْتِهَا عَامَ الْفَتْحِ ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ فِي ثَوْبٍ ،واحِدٍ قَدْ خَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ .
4. عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ،وسَلَّمَ، ثم نَرْجِعُ فَنُرِيحُ نَوَاضِحَنَا قَالَ حَسَنٌ فَقُلْتُ لِجَعْفَر فِي أَيِّ سَاعَةٍ تِلْكَ قَالَ زَوَالَ الشَّمْسِ
5. سَأَلَ جَابِر بن عَبْدِ اللَّه مَتَى كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يُصَلِّي الْجُمُعَةَ قَالَ كَانَ يُصَلِّي، ثم نَذْهَبُ إِلَى جِمَالِنَا فَنُرِيحُهَا زَادَ عَبْدُ اللَّهِ فِي حَدِيثِهِ حِينَ تَزُولُ الشَّمْسُ يَعْنِي النَّوَاضِحَ(1/399)
6. عن ابْنِ أَبِي رَافِع قَالَ اسْتَخْلَفَ مَرْوَانُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ ،وخَرَجَ إِلَى مَكَّةَ فَصَلَّى لَنَا ، أبو هُرَيْرَةَ الْجُمُعَةَ فَقَرَأَ بَعْدَ سُورَةِ الْجُمُعَةَ فِي الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالَ فَأَدْرَكْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ حِينَ انْصَرَفَ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّكَ قَرَأْتَ بِسُورَتَيْنِ كَانَ عَلِيّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَقْرَأُ بِهِمَا بِالْكُوفَةِ فَقَالَ ، أبو هُرَيْرَةَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يَقْرَأُ بِهِمَا يَوْمَ الْجُمُعَةَ .
7. عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه رَضِي اللَّهُ عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- خَرَجَ عَامَ الْفَتْحِ إِلَى مَكَّةَ فِي رَمَضَانَ فَصَامَ ، حَتَّى بَلَغَ كُرَاعَ الْغَمِيمِ فَصَامَ النَّاسُ، ثم دَعَا بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ فَرَفَعَهُ، حَتَّى نَظَرَ النَّاسُ إِلَيَّهِ، ثم شَرِبَ فَقِيلَ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَإِنَّ بَعْضَ النَّاسِ قَدْ صَامَ فَقَالَ : أُولَئِكَ الْعُصَاةُ أُولَئِكَ الْعُصَاةُ ،وحَدَّثَنَاه قُتَيْبَة بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيز يَعْنِي الداروردي، عن جَعْفَر بهذا الْإِسْنَادِ ،وزَادَ فَقِيلَ لَهُإِنَّ النَّاسَ قَدْ شَقَّ عَلَيْهِمُ الصِّيَامُ ،وإِنَّمَا يَنْظُرُونَ فِيمَا فَعَلْتَ فَدَعَا بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ بَعْدَ الْعَصْرِ
8. عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه رَضِي اللَّهُمَّ عنهما فِي حَدِيثِ أَسْمَاء بنتِ عُمَيْسٍ حِينَ نُفِسَتْ بِذِي الْحُلَيْفَةِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ رَضِي اللَّهُمَّ عَنْهم فَأَمَرَهَاإِنَّ تَغْتَسِلَ ،وتُهِلَّ(1/400)
9. دَخَلْنَا عَلَى جَابِر بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَسَأَلَ عن الْقَوْمِ ، حَتَّى انْتَهَى إِلَيَّ فَقُلْتُ أَنَا مُحَمَّد بن عَلِيّ بن حُسَيْنٍ فَأَهْوَى بِيَدِهِإِلَى رَأْسِي فَنَزَعَ زِرِّي الْأَعْلَى، ثم نَزَعَ. حديث الحج الطويل
10. عن جَابِر فِي حَدِيثِهِ ذَلِكَ أن رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- قَالَ نَحَرْتُ هَا هُنَا ،ومِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ فَانْحَرُوا فِي رِحَالِكُمْ ،ووَقَفْتُ هَا هُنَا ،وعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ ،ووَقَفْتُ هَا هُنَا ،وجَمْعٌ كُلُّهَا مَوْقِفٌ
11. عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه رَضِي اللَّهُ عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- لَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ أَتَى الْحَجَر فَاسْتَلَمَهُ، ثم مَشَى عَلَى يَمِينِهِ فَرَمَلَ ثَلَاثَا ،ومَشَى أَرْبَعًا
12. عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه رَضِي اللَّهُ عنهما أَنَّهُ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- رَمَلَ مِنَ الْحَجَر الْأَسْوَدِ ، حَتَّى انْتَهَى إِلَيَّهِ ثَلَاثَةَ أَطْوَافٍ
13. عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- رَمَلَ الثَلَاثَةَ أَطْوَافٍ مِنَ الْحَجَرِإِلَى الْحَجَر
ثانياً: فِي سنن أبي داود:
1- عَنِ ابْنِ أَبِي رَافِع قَالَ صَلَّى بِنَا ، أبو هُرَيْرَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةَ فَقَرَأَ بِسُورَةِ الْجُمُعَةَ ،وفِي الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالَ فَأَدْرَكْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ حِينَ انْصَرَفَ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّكَ قَرَأْتَ بِسُورَتَيْنِ كَانَ عَلِيّ رَضِي اللَّهُمَّ عَنْهم يَقْرَأُ بِهِمَا بِالْكُوفَةِ قَالَ أبو هُرَيْرَةَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يَقْرَأُ بِهِمَا يَوْمَ الْجُمُعَةَ(1/401)
2- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِمْرَان تَلْبِيَةَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ إِنَّ الْحَمْدَ والنِّعْمَةَ لَكَ والْمُلْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ قَالَ وكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يَزِيدُ فِي تَلْبِيَتَهُ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ ،وسَعْدَيْكَ ،والْخَيْرُ بِيَدَيْكَ ،والرَّغْبَاءُ إِلَيَّكَ ،والْعَمَلُ، حَدَّثَنَا أحمد بن حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَر، حَدَّثَنَا أَبِي، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ أَهَلَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فَذَكَرَ التَّلْبِيَةَ مِثْلَ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ والنَّاسُ يَزِيدُونَ ذَا الْمَعَارِجِ ،ونَحْوَهُ مِنَ الْكَلَامِ ،والنَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يَسْمَعُ فَلَا يَقُولُ لَهُمْ شَيْئًا .
3- عن جَعْفَر بْنُ مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى جَابِر ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَيَّهِ سَأَلَ، عن الْقَوْمِ، حَتَّى انْتَهَى إِلَيَّ فَقُلْتُ أَنَا مُحَمَّد بن عَلِيّ بن حُسَيْنٍ فَأَهْوَى. حديث الحج الطويل
4- عن جَعْفَر بْنِ مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- صَلَّى الظُّهْرَ ،والْعَصْرَ بِأَذَانٍ واحِدٍ بِعَرَفَةَ ،ولَمْ يُسَبِّحْ بَيْنَهُمَا وإِقَامَتَيْنِ ،وصَلَّى الْمَغْرِبَ والْعِشَاءَ بِجَمْعٍ بِأَذَانٍ واحِدٍ وإِقَامَتَيْنِ ،ولَمْ يُسَبِّحْ بَيْنَهُمَا(1/402)
5- عَنْ جَابِر قَالَ، ثم قَالَ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- قَدْ نَحَرْتُ هَا هُنَا ،ومِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ ،ووَقَفَ بِعَرَفَةَ فَقَالَ قَدْ ،وقَفْتُ هَا هُنَا ،وعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ ،ووَقَفَ بِالْمُزْدَلِفَةِ فَقَالَ قَدْ ،وقَفْتُ هَا هُنَا ،ومُزْدَلِفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ، حَدَّثَنَا مُسَدَّد، حَدَّثَنَا حَفْص بْنُ غِيَاثٍ، عن جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ زَادَ فَانْحَرُوا فِي رِحَالِكُمْ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّان، عن جَعْفَر حَدَّثَنِي أَبِي، عن جَابِر فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ ،وأَدْرَجَ فِي الْحَدِيثِ عِنْدَ قَوْلِهِ ((واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيم مُصَلًّى ) ) قَالَ فَقَرَأَ فِيهِمَا بِالتَّوْحِيدِ ،وقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ،وقَالَ فِيهِ قَالَ عَلِيّ رَضِي اللَّهُمَّ عَنْهم بِالْكُوفَةِ قَالَ أَبِي هَذَا الْحَرْفُ لَمْ يَذْكُرْهُ جَابِر فَذَهَبْتُ مُحَرِّشًا ،وذَكَرَ قِصَّةَ فَاطِمَةَ رَضِي اللَّهُمَّ عَنْهَا
6- عَنْ جَابِر أن النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- قَالَ وقَفْتُ هَا هُنَا بِعَرَفَةَ ،وعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ ،ووَقَفْتُ هَا هُنَا بِجَمْعٍ ،وجَمْعٌ كُلُّهَا مَوْقِفٌ ،ونَحَرْتُ هَا هُنَا ،ومِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ فَانْحَرُوا فِي رِحَالِكُمْ
7- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ كَانَ رَسُولَ اللَّهِ يُضَحِّي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- بِكَبْشٍ أَقْرَنَ فَحِيلٍ يَنْظُرُ فِي سَوَادٍ ،ويَأْكُلُ فِي سَوَادٍ ،ويَمْشِي فِي سَوَادٍ
8- عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- لَا تُؤَخَّرُ الصَّلَاةُ لِطَعَامٍ ولَا لِغَيْرِهِ(1/403)
9- عَنْ جَابِر رَضِي اللَّهُمَّ عَنْهمإِنَّ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- قَرَأَ (واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيم مُصَلًّى )
ثالثاً : فِي سنن النسائي:
1- عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه فِي حَدِيثِ أَسْمَاء بنتِ عُمَيْسٍ حِينَ نُفِسَتْ بِذِي الْحُلَيْفَةِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ مُرْهَاإِنَّ تَغْتَسِلَ ،وتُهِلَّ .
2- عن جَعْفَر بْنُ مُحَمَّد قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: أَتَيْنَا جَابِر ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ فَسَأَلْنَاهُ، عن حَجَّةِ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فَحَدَّثَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- خَرَجَ لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ ،وخَرَجْنَا مَعَهُ، حَتَّى إِذَا أَتَى ذَا الْحُلَيْفَةِ ،ولَدَتْ أَسْمَاء بنتِ عُمَيْسٍ مُحَمَّد بن أَبِي بَكْرٍ فَأَرْسَلَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- : كَيْفَ أَصْنَعُ؟ قَالَ اغْتَسِلِي ،واسْتَثْفِرِي، ثم أَهِلِّي.
3- عن جعفر عن أبيه أنَّ جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- الصُّبْحَ حِينَ تَبَيَّنَ لَهُ الصُّبْحُ .
4- عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ: سَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُمَّ عَلَيْهِ ،وسَلَّمَ، حَتَّى أَتَى عَرَفَةَ فَوَجَدَ الْقُبَّةَ قَدْ ضُرِبَتْ لَهُ بنمِرَةَ فَنَزَلَ بِهِا، حَتَّى إِذَا زَاغَتِ الشَّمْسُ أَمَرَ بِالْقَصْوَاءِ فَرُحِلَتْ لَهُ ، حَتَّى إِذَا انْتَهَىإِلَى بَطْنَ الْوَادِي خَطَبَ النَّاسَ، ثم أَذَّنَ بِلَال ، ثم أَقَامَ فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثم أَقَامَ فَصَلَّى الْعَصْرَ ،ولَمْ يُصَلِّ بَيْنَهُمَا شَيْئًا.(1/404)
5- عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ دَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُمَّ عَلَيْهِ ،وسَلَّمَ، حَتَّى انْتَهَىإِلَى الْمُزْدَلِفَةِ فَصَلَّى بِهَا الْمَغْرِبَ والْعِشَاءَ بِإِذَانٍ وإِقَامَتَيْنِ ،ولَمْ يُصَلِّ بَيْنَهُمَا شَيْئًا .
6- عن جَابِر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- كَانَ يَقُولُ فِي صَلَاتِهِ بَعْدَ التَّشَهُّدِ: أَحْسَنُ الْكَلَامِ كَلَامُ اللَّهِ ،وأَحْسَنُ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- .
7- عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- الْجُمُعَةَ، ثم نَرْجِعُ فَنُرِيحُ نَوَاضِحَنَا قُلْتُ: أَيَّةَ سَاعَةٍ ؟ قَالَ: زَوَالَ الشَّمْسِ .
8- إِنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيّ كَانَ جَالِسًا فَمُرَّ عَلَيْهِ بِجَنَازَةٍ فَقَامَ النَّاسُ، حَتَّى جَاوَزَتِ الْجَنَازَةُ فَقَالَ الْحَسَنُ إِنَّمَا مُرَّ بِجَنَازَةِ يَهُودِيٍّ ،وكَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- عَلَى طَرِيقِهَا جَالِسًا فَكَرِهَإِنَّ تَعْلُوَ رَأْسَهُ جَنَازَةُ يَهُودِيٍّ فَقَامَ .
9- عن جَابِر قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُمَّ عَلَيْهِ ،وسَلَّمَإِلَى مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ فِي رَمَضَانَ فَصَامَ ، حَتَّى بَلَغَ كُرَاعَ الْغَمِيمِ فَصَامَ النَّاسُ فَبَلَغَهُإِنَّ النَّاسَ قَدْ شَقَّ عَلَيْهِمُ الصِّيَامُ فَدَعَا بِقَدَحٍ مِنَ الْمَاءِ بَعْدَ الْعَصْرِ فَشَرِبَ ،والنَّاسُ يَنْظُرُونَ فَأَفْطَرَ بَعْضُ النَّاسِ ،وصَامَ بَعْضٌ فَبَلَغَهُإِنَّ نَاسًا صَامُوا فَقَالَ : أُولَئِكَ الْعُصَاةُ .(1/405)
10- عن جَعْفَر بْنِ مُحَمَّد قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: أَتَيْنَا جَابِر ا فَسَأَلْنَاهُ، عن حَجَّةِ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فَحَدَّثَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- قَالَ لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ َمْ أَسُقِ الْهَدْيَ ،وجَعَلْتُهَا عُمْرَةً فَمَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيَحِلَّ لْ ،ولْيَجْعَلْهَا عُمْرَةً ،وقَدِمَ عَلِيّ رَضِي اللَّهُمَّ عَنْهم مِنَ الْيَمَن بِهِدْيٍ ،وسَاقَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- مِنَ الْمَدِينَةِ هَدْيًا ،وإِذَا فَاطِمَةَ قَدْ لَبِسَتْ ثِيَابًا صَبِيغًا ،واكْتَحَلَتْ . قَالَ: فَانْطَلَقْتُ مُحَرِّشًا أَسْتَفْتِي رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِإِنَّ فَاطِمَةَ لَبِسَتْ ثِيَابًا صَبِيغًا ،واكْتَحَلَتْ ،وقَالَتْ أَمَرَنِي بِهِ أَبِي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- قَالَ صَدَقَتْ صَدَقَتْ صَدَقَتْ أَنَا أَمَرْتُهَا.(1/406)
11- عن جَعْفَر بْنُ مُحَمَّد قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: أَتَيْنَا جَابِر بن عَبْدِ اللَّه فَسَأَلْنَاهُ، عن حَجَّةِ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فَحَدَّثَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- مَكَثَ بِالْمَدِينَةِ تِسْعَ حِجَجٍ، ثم أُذِّنَ فِي النَّاسِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فِي حَاجِّ هَذَا الْعَامِ فَنَزَلَ الْمَدِينَةَ بَشَرٌ كَثِيرٌ كُلُّهُمْ يَلْتَمِسُ أَنْ يَأْتَمَّ بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- ،ويَفْعَلُ مَا يَفْعَلُ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقِعْدَةِ ،وخَرَجْنَا مَعَهُ قَالَ جَابِر ،ورَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- بَيْنَ أَظْهُرِنَا عَلَيْهِ يَنْزِلُ الْقُرْآن ،وهُوَ يَعْرِفُ تَأْوِيلَهُ ،ومَا عَمِلَ بِهِ مِنْ شَيْءٍ عَمِلْنَا فَخَرَجْنَا لَا نَنْوِي إِلَّا الْحَجَّ .
12- عن جَعْفَر بْنِ مُحَمَّد قَالَ، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: أَتَيْنَا جَابِر بن عَبْدِ اللَّه فَسَأَلْنَاهُ، عن حَجَّةِ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فَحَدَّثَنَا إِنَّ عَلِيًّا قَدِمَ مِنَ الْيَمَن بِهِدْيٍ ،وسَاقَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- مِنَ الْمَدِينَةِ هَدْيًا قَالَ لِعَلِيّ بِمَا أَهْلَلْتَ قَالَ قُلْتُ اللَّهُمَّ إِنِّي أُهِلُّ بِمَا أَهَلَّ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- ،ومَعِيَ الْهَدْيُ قَالَ فَلَا تَحِلَّ .
13- سَمِعْتُ جَعْفَر بْنَ مُحَمَّد يُحدث عن أَبِيهِ، عن جَابِر فِي حَجَّةِ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فَلَمَّا أَتَى ذَا الْحُلَيْفَةِ صَلَّى ،وهُوَ صَامِتٌ، حَتَّى أَتَى الْبَيْدَاءَ .(1/407)
14- عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- تِسْعَ سِنِينَ لَمْ يَحُجَّ، ثم أَذَّنَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ فَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ يَقْدِرُإِنَّ يَأْتِيَ رَاكِبًا أَوْ رَاجِلًا إِلَّا قَدِمَ فَتَدَارَكَ النَّاسُ لِيَخْرُجُوا مَعَهُ، حَتَّى جَاءَ ذَا الْحُلَيْفَةِ فَوَلَدَتْ أَسْمَاء بنتِ عُمَيْسٍ مُحَمَّد بن أَبِي بَكْرٍفَأَرْسَلَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فَقَالَ اغْتَسِلِي ،واسْتَثْفِرِي بِثَوْبٍ، ثم أَهِلِّي فَفَعَلَتْ .
15- عن جَعْفَر بْنُ مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر رَضِي اللَّهُمَّ عَنْهم قَالَ نُفِسَتْ أَسْمَاء بنتِ عُمَيْسٍ مُحَمَّد بن أَبِي بَكْرٍفَأَرْسَلَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- تَسْأَلُهُ كَيْفَ تَفْعَلُ فَأَمَرَهَاإِنَّ تَغْتَسِلَ ،وتَسْتَثْفِرَ بِثَوْبِهِا ،وتُهِلَّ .
16- عن جَعْفَر بْنُ مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ سَمِعَهُ يُحدث عن جَابِر أَنَّهُ سَمِعَهُ يُحَدِّثُإِنَّ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- سَاقَ هَدْيًا فِي حَجِّهِ .
17- عن عن جَابِر قَالَ لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- مَكَّةَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَاسْتَلَمَ الْحَجَرَ، ثم مَضَى عَلَى يَمِينِهِ فَرَمَلَ ثَلَاثَا ،ومَشَى أَرْبَعًا، ثم أَتَى الْمَقَامَ فَقَالَ (:(واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيم مُصَلًّى ) ) فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ،والْمَقَامُ بَيْنَهُ ،وبَيْنَ الْبَيْتِ، ثم أَتَى الْبَيْتَ بَعْدَ الرَّكْعَتَيْنِ فَاسْتَلَمَ الْحَجَرَ، ثم خَرَجَ إِلَى الصَّفَا(1/408)
18- عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- رَمَلَ مِنَ الْحِجْرِإِلَى الْحِجْرِ، حَتَّى انْتَهَى إِلَيَّهِ ثَلَاثَةَ أَطْوَافٍ .
19- عن جَابِر قَالَ طَافَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- بِالْبَيْتِ سَبْعًا رَمَلَ مِنْهَا ثَلَاثَا ،ومَشَى أَرْبَعًا، ثم قَامَ عِنْدَ الْمَقَامِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثم قَرَأَ ((واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيم مُصَلًّى ) ) ،ورَفَعَ صَوْتَهُ يُسْمِعُ النَّاسَ، ثم انْصَرَفَ فَاسْتَلَمَ، ثم ذَهَبَ فَقَالَ نَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ فَبَدَأَ بِالصَّفَا فَرَقِيَ عَلَيْهَا ، حَتَّى بَدَا لَهُ الْبَيْتُ فَقَالَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ ،ولَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي ،ويُمِيتُ ،وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فَكَبَّرَ اللَّهَ ،وحَمِدَهُ، ثم دَعَا بِمَا قُدِّرَ لَهُ، ثم نَزَلَ مَاشِيًا، حَتَّى تَصَوَّبَتْ قَدَمَاهُ فِي بَطْنِ الْمَسِيلِ فَسَعَى، حَتَّى صَعِدَتْ قَدَمَاهُ، ثم مَشَى ، حَتَّى أَتَى الْمَرْوَةَ فَصَعِدَ فِيهَا، ثم بَدَا لَهُ الْبَيْتُ فَقَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ ،ولَهُ الْحَمْدُ ،وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، ثم ذَكَرَ اللَّهَ ،وسَبَّحَهُ ،وحَمِدَهُ، ثم دَعَا عَلَيْهَا بِمَا شَاءَ اللَّهُ فَعَلَ هَذَا، حَتَّى فَرَغَ مِنَ الطَّوَافِ .(1/409)
20- عن جَابِر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- طَافَ سَبْعًا رَمَلَ ثَلَاثَا ،ومَشَى أَرْبَعًا، ثم قَرَأَ ((واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيم مُصَلًّى ) ) فَصَلَّى سَجْدَتَيْنِ ،وجَعَلَ الْمَقَامَ بَيْنَهُ ،وبَيْنَ الْكَعْبَةِ، ثم اسْتَلَمَ الرُّكْنَ، ثم خَرَجَ فَقَالَ ( (إِنَّ الصَّفَا والْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ) ) فَابْدَءُوا بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ .
21- عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- لَمَّا انْتَهَىإِلَى مَقَامِ إِبْرَاهِيم قَرَأَ ((واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيم مُصَلًّى ) ) فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ فَقَرَأَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ ،و قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ،و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، ثم عَادَإِلَى الرُّكْنِ فَاسْتَلَمَهُ، ثم خَرَجَ إِلَى الصَّفَا .
22- عن جَابِر قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- حِينَ خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ ،وهُوَ يُرِيدُ الصَّفَا ،وهُوَ يَقُولُ نَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ .
23- حَدَّثَنَا جَابِر قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِإِلَى الصَّفَا ،وقَالَ نَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ، ثم قَرَأَ ( (إِنَّ الصَّفَا والْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ) ) .
24- حَدَّثَنَا جَابِر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- رَقِيَ عَلَى الصَّفَا، حَتَّى إِذَا نَظَرَإِلَى الْبَيْتِ كَبَّرَ .(1/410)
25- عن جَابِر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- كَانَ إِذَا ،وقَفَ عَلَى الصَّفَا يُكَبِّرُ ثَلَاثَا ،ويَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ ،ولَهُ الْحَمْدُ ،وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ يَصْنَعُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ،ويَدْعُو ،ويَصْنَعُ عَلَى الْمَرْوَةَ مِثْلَ ذَلِكَ .
26- عن جَابِر ، عن حَجَّةِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُمَّ عَلَيْهِ ،وسَلَّمَ، ثم ،وقَفَ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- عَلَى الصَّفَا يُهَلِّلُ اللَّهَ عَزَّ ،وجَلَّ ،ويَدْعُو بَيْنَ ذَلِكَ.(1/411)
27- عن جَابِر قَالَ طَافَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- بِالْبَيْتِ سَبْعًا رَمَلَ مِنْهَا ثَلَاثَا ،ومَشَى أَرْبَعًا، ثم قَامَ عِنْدَ الْمَقَامِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ،وقَرَأَ ((واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيم مُصَلًّى ) ) ،ورَفَعَ صَوْتَهُ يُسْمِعُ النَّاسَ، ثم انْصَرَفَ فَاسْتَلَمَ، ثم ذَهَبَ فَقَالَ نَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ فَبَدَأَ بِالصَّفَا فَرَقِيَ عَلَيْهَا ، حَتَّى بَدَا لَهُ الْبَيْتُ ،وقَالَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ ،ولَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي ،ويُمِيتُ ،وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ،وكَبَّرَ اللَّهَ ،وحَمِدَهُ، ثم دَعَا بِمَا قُدِّرَ لَهُ، ثم نَزَلَ مَاشِيًا، حَتَّى تَصَوَّبَتْ قَدَمَاهُ فِي بَطْنِ الْمَسِيلِ فَسَعَى، حَتَّى صَعِدَتْ قَدَمَاهُ، ثم مَشَى ، حَتَّى أَتَى الْمَرْوَةَ فَصَعِدَ فِيهَا، ثم بَدَا لَهُ الْبَيْتُ فَقَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ ،ولَهُ الْحَمْدُ ،وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، ثم ذَكَرَ اللَّهَ ،وسَبَّحَهُ ،وحَمِدَهُ، ثم دَعَا عَلَيْهَا بِمَا شَاءَ اللَّهُ فَعَلَ هَذَا، حَتَّى فَرَغَ مِنَ الطَّوَافِ .
28- عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه رَضِي اللَّهُمَّ عنهماأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- كَانَ إِذَا نَزَلَ مِنَ الصَّفَا مَشَى ، حَتَّى إِذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ فِي بَطْنَ الْوَادِي سَعَى، حَتَّى يَخَرَجَ مِنْهُ .
29- عن جَابِر قَالَ لَمَّا تَصَوَّبَتْ قَدَمَا رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فِي بَطْنَ الْوَادِي رَمَلَ، حَتَّى خَرَجَ مِنْهُ(1/412)
30- حَدَّثَنَا جَابِر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- نَزَلَ يَعْنِي، عن الصَّفَا، حَتَّى إِذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ فِي الْوَادِي رَمَلَ، حَتَّى إِذَا صَعِدَ مَشَى .
31- عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه أَتَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- الْمَرْوَةَ فَصَعِدَ فِيهَا، ثم بَدَا لَهُ الْبَيْتُ فَقَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ ،ولَهُ الْحَمْدُ ،وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، ثم ذَكَرَ اللَّهَ ،وسَبَّحَهُ ،وحَمِدَهُ، ثم دَعَا بِمَا شَاءَ اللَّهُ فَعَلَ هَذَا، حَتَّى فَرَغَ مِنَ الطَّوَافِ .
32- عن جَابِر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- ذَهَبَإِلَى الصَّفَا فَرَقِيَ عَلَيْهَا ، حَتَّى بَدَا لَهُ الْبَيْتُ، ثم ،وحَّدَ اللَّهَ عَزَّ ،وجَلَّ ،وكَبَّرَ ،وقَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ ،ولَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي ،ويُمِيتُ ،وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، ثم مَشَى ، حَتَّى إِذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ سَعَى، حَتَّى إِذَا صَعِدَتْ قَدَمَاهُ مَشَى ، حَتَّى أَتَى الْمَرْوَةَ فَفَعَلَ عَلَيْهَا كَمَا فَعَلَ عَلَى الصَّفَا، حَتَّى قَضَى طَوَافَهُ .
33- أَتَيْنَا جَابِر بن عَبْدِ اللَّه فَسَأَلْنَاهُ، عن حَجَّةِ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فَحَدَّثَنَا إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- قَالَ عَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ .(1/413)
34- دَخَلْنَا عَلَى جَابِر بن عَبْدِ اللَّه فَقُلْتُ أَخْبِرْنِي، عن حَجَّةِ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فَقَالَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- دَفَعَ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ ،وأَرْدَفَ الْفَضْلَ بْنَ الْعَبَّاسِ، حَتَّى أَتَى مُحَسِّرًا حَرَّكَ قَلِيلًا، ثم سَلَكَ الطَّرِيقَ الْوُسْطَى الَّتِي تُخْرِجُكَ عَلَى الْجَمْرَةِ الْكُبْرَى، حَتَّى أَتَى الْجَمْرَةَ الَّتِي عِنْدَ الشَّجَرَةِ فَرَمَى بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ مِنْهَا حَصَى الْخَذْفِ رَمَى مِنْ بَطْنِ الْوَادِي .
35- دَخَلْنَا عَلَى جَابِر بن عَبْدِ اللَّه فَقُلْتُ أَخْبِرْنِي، عن حَجَّةِ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فَقَالَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- رَمَى الْجَمْرَةَ الَّتِي عِنْدَ الشَّجَرَةِ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ مِنْهَا حَصَى الْخَذْفِ رَمَى مِنْ بَطْنِ الْوَادِي ، ثم انْصَرَفَ إِلَى الْمَنْحَرِ فَنَحَرَ .
36- عن ابْنِ عَبَّاسٍ، عن أَخِيهِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاس قَالَ كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فَلَمْ يَزَلْ يُلَبِّي، حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ فَرَمَاهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ .
37- عن أَبِي سَعِيدٍ قَالَ ضَحَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- بِكَبْشٍ أَقْرَنَ فَحِيلٍ يَمْشِي فِي سَوَادٍ ،ويَأْكُلُ فِي سَوَادٍ ،ويَنْظُرُ فِي سَوَادٍ .
38- عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- نَحَرَ بَعْضَ بُدْنِهِ بِيَدِهِ ،ونَحَرَ بَعْضَهَا غَيْرُهُ.
رابعاً : فِي سنن الترمذي :(1/414)
1- عن عُبَيْدِ اللَّهِ ابْنِ أَبِي رَافِع مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- قَالَ اسْتَخْلَفَ مَرْوَانُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ ،وخَرَجَ إِلَى مَكَّةَ فَصَلَّى بِنَا ، أبو هُرَيْرَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةَ فَقَرَأَ سُورَةَ الْجُمُعَةَ ،وفِي السَّجْدَةِ الثَّانِيَةِ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ فَأَدْرَكْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ فَقُلْتُ لَهُ تَقْرَأُ بِسُورَتَيْنِ كَانَ عَلِيّ يَقْرَأُ بِهِمَا بِالْكُوفَةِ قَالَ أبو هُرَيْرَةَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يَقْرَأُ بِهِمَا ِ .
2- عن جَابِر ابْنِ عَبْدِ اللَّهِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ فَصَامَ ، حَتَّى بَلَغَ كُرَاعَ الْغَمِيمِ ،وصَامَ النَّاسُ مَعَهُ فَقِيلَ لَهُإِنَّ النَّاسَ قَدْ شَقَّ عَلَيْهِمُ الصِّيَامُ ،وإِنَّ النَّاسَ يَنْظُرُونَ فِيمَا فَعَلْتَ فَدَعَا بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ بَعْدَ الْعَصْرِ فَشَرِبَ ،والنَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيَّهِ فَأَفْطَرَ بَعْضُهُمْ ،وصَامَ بَعْضُهُمْ فَبَلَغَهُإِنَّ نَاسًا صَامُوا فَقَالَ : أُولَئِكَ الْعُصَاةُ .
3- عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه إِنَّ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- حَجَّ ثَلَاثَ حِجَجٍ حَجَّتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ ،وحَجَّةً بَعْدَ مَا هَاجَرَ ،ومَعَهَا عُمْرَةٌ فَسَاقَ ثَلَاثَةً وستينَ بَدَنَةً ،وجَاءَ عَلِيّ مِنَ الْيَمَن بِبَقِيَّتِهَا فِيهَا جَمَلٌ لِأَبِي جَهْلٍ فِي أَنْفِهِ بُرَةٌ مِنْ فِضَّةٍ فَنَحَرَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- ،وأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ بِبَضْعَةٍ فَطُبِخَتْ ،وشَرِبَ مِنْ مَرَقِهَا .(1/415)
4- عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ لَمَّا أَرَادَ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- الْحَجَّ أَذَّنَ فِي النَّاسِ فَاجْتَمَعُوا فَلَمَّا أَتَى الْبَيْدَاءَ أَحْرَمَ .
5- عن جَابِر قَالَ لَمَّا قَدِمَ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- مَكَّةَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَاسْتَلَمَ الْحَجَرَ، ثم مَضَى عَلَى يَمِينِهِ فَرَمَلَ ثَلَاثَا ،ومَشَى أَرْبَعًا، ثم أَتَى الْمَقَامَ فَقَالَ ((واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيم مُصَلًّى ) ) فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ،والْمَقَامُ بَيْنَهُ ،وبَيْنَ الْبَيْتِ، ثم أَتَى الْحَجَر بَعْدَ الرَّكْعَتَيْنِ فَاسْتَلَمَهُ، ثم خَرَجَ إِلَى الصَّفَا أَظُنُّهُ قَالَ ( (إِنَّ الصَّفَا والْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ) ) .
6- عن جَابِر إِنَّ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- رَمَلَ مِنَ الْحَجَرِإِلَى الْحَجَر ثَلَاثَا ،ومَشَى أَرْبَعًا .
7- عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- قَرَأَ فِي رَكْعَتَيِ الطَّوَافِ بِسُورَتَيِ الْإِخْلَاصِ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ،وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ .
8- عن جَعْفَر بْنِ مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ يَسْتَحِبُّإِنَّ يَقْرَأَ فِي رَكْعَتَيِ الطَّوَافِ بِقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ،وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ .
9- عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ ضَحَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- بِكَبْشٍ أَقْرَنَ فَحِيلٍ يَأْكُلُ فِي سَوَادٍ ،ويَمْشِي فِي سَوَادٍ ،ويَنْظُرُ فِي سَوَادٍ .(1/416)
10- عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- حِينَ قَدِمَ مَكَّةَ طَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا فَقَرَأَ (:(واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيم مُصَلًّى ) ) فَصَلَّى خَلْفَ الْمَقَامِ، ثم أَتَى الْحَجَر فَاسْتَلَمَهُ، ثم قَالَ نَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ ،وقَرَأَ ( (إِنَّ الصَّفَا والْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ) ) .
11- عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فِي حَجَّتِهِ يَوْمَ عَرَفَةَ ،وهُوَ عَلَى نَاقَتُهُ الْقَصْوَاءِ يَخْطُبُ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَاإِنَّ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا كِتَابَ اللَّهِ ،وعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي .
خامساً : فِي سنن ابن ماجه:
1- عَنْ عَلِيّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عن زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، عن أُمِّ سَلَمَة قَالَتْ أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- بِكَتِفِ شَاةٍ فَأَكَلَ مِنْهُ ،وصَلَّى ،ولَمْ يَمَسَّ مَاءً .
2- عَنْ جَابِر قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا فِي أَرْضٍ بَارِدَةٍ فَكَيْفَ الْغُسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- أَمَّا أَنَا فَأَحْثُو عَلَى رَأْسِي ثَلَاثَا .
3- عَنْ جَابِر أَنَّهُ قَالَ لَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- مِنْ طَوَافِ الْبَيْتِ أَتَى مَقَامَ إِبْرَاهِيم فَقَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا مَقَامُ أَبِينَا إِبْرَاهِيم الَّذِي قَالَ اللَّهُ (:(واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيم مُصَلًّى ) ) قَالَ الْوَلِيدُ فَقُلْتُ لِمَالِك أَهَكَذَا قَرَأَ ،واتَّخِذُوا قَالَ نَعَمْ .(1/417)
4- عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِع قَالَ اسْتَخْلَفَ مَرْوَانُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ فَخَرَجَ إِلَى مَكَّةَ فَصَلَّى بِنَا ، أبو هُرَيْرَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةَ فَقَرَأَ بِسُورَةِ الْجُمُعَةَ فِي السَّجْدَةِ الْأُولَى ،وفِي الْآخِرَةِ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ فَأَدْرَكْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ حِينَ انْصَرَفَ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّكَ قَرَأْتَ بِسُورَتَيْنِ كَانَ عَلِيّ يَقْرَأُ بِهِمَا بِالْكُوفَةِ فَقَالَ ، أبو هُرَيْرَةَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يَقْرَأُ بِهِمَا .
5- عَنْ جَابِر قَالَ نُفِسَتْ أَسْمَاء بنتِ عُمَيْسٍ بِمُحَمَّد بن أَبِي بَكْرٍفَأَرْسَلَتْ إِلَى النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فَأَمَرَهَاإِنَّ تَغْتَسِلَ ،وتَسْتَثْفِرَ بِثَوْبٍ، ثم تُهِلَّ .
6- عَنْ جَابِر قَالَ كَانَتْ تَلْبِيَةُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَإِنَّ الْحَمْدَ والنِّعْمَةَ لَكَ والْمُلْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ.
7- عَنْ جَابِر إِنَّ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- رَمَلَ مِنَ الْحِجْرِإِلَى الْحَجَر ثَلَاثَا ،ومَشَى أَرْبَعًا .
8- عَنْ جَابِر أَنَّهُ لَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- مِنْ طَوَافِ الْبَيْتِ أَتَى مَقَامَ إِبْرَاهِيم فَقَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا مَقَامُ أَبِينَا إِبْرَاهِيم الَّذِي قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ ((واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيم مُصَلًّى ) ) قَالَ الْوَلِيدُ فَقُلْتُ لِمَالِك هَكَذَا قَرَأَهَا (:(واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيم مُصَلًّى ) ) قَالَ نَعَمْ .(1/418)
9- عَنْ جَابِر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- أَفْرَدَ الْحَجَّ .
10- جَعْفَر بْنُ مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى جَابِر بن عَبْدِ اللَّه فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَيَّهِ سَأَلَ، عن الْقَوْمِ. حديث الحج الطويل .
11- حَدَّثَنَا سُفْيَان قَالَ حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- ثَلَاثَ حَجَّاتٍ حَجَّتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ ،وحَجَّةً بَعْدَ مَا هَاجَرَ مِنَ الْمَدِينَةِ ،وقَرَنَ مَعَ حَجَّتِهِ عُمْرَةً ،واجْتَمَعَ مَا جَاءَ بِهِ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- ،ومَا جَاءَ بِهِ عَلِيّ مِائَةَ بَدَنَةٍ مِنْهَا جَمَلٌ لِأَبِي جَهْلٍ فِي أَنْفِهِ بُرَةٌ مِنْ فِضَّةٍ فَنَحَرَ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- بِيَدِهِ ثَلَاثَا وستينَ ،ونَحَرَ عَلِيّ مَا غَبَرَ قِيلَ لَهُ مَنْ ذَكَرَهُ قَالَ جَعْفَر، عن أَبِيهِ، عن جَابِر ،وابْنُ أَبِي لَيْلَى، عن الْحَكَمِ، عن مِقْسَمٍ، عن ابْنِ عَبَّاس .
12- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ ضَحَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- بِكَبْشٍ أَقْرَنَ فَحِيلٍ يَأْكُلُ فِي سَوَادٍ ،ويَمْشِي فِي سَوَادٍ ،ويَنْظُرُ فِي سَوَادٍ.
سادساً : فِي مسند الإمام أحمد بن حبنل :
1- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍإِنَّ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- لَمْ يَزَلْ يُلَبِّي، حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ فَرَمَاهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ .(1/419)
2- أَبِي، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِع ،وكَانَ كَاتِبًا لِعَلِيّ قَالَ كَانَ مَرْوَانُ يَسْتَخْلِفُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ فَاسْتَخْلَفَهُ مَرَّةً فَصَلَّى الْجُمُعَةَ فَقَرَأَ سُورَةَ الْجُمُعَةَ ،وإِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ فَلَمَّا انْصَرَفَ مَشَيْتُإِلَى جَنْبِهِ فَقُلْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ قَرَأْتَ بِسُورَتَيْنِ قَرَأَ بِهِمَا عَلِيّ -رَضِيَ اللهُ عَنْه- قَالَ قَرَأَ بِهِمَا حِبِّي ، أبو الْقَاسِمِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- .
3- عَنْ جَابِر إِنَّ الْبُدْنَ الَّتِي نَحَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- كَانَتْ مِائَةَ بَدَنَةٍ نَحَرَ بِيَدِهِ ثَلَاثَا وستينَ ،ونَحَرَ عَلِيّ مَا غَبَرَ ،وأَمَرَ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ بِبَضْعَةٍ فَجُعِلَتْ فِي قِدْرٍ ، ثم شَرِبَا مِنْ مَرَقِهَا .
4- عن جَابِر قَالَ سَأَلَنِي ابْنُ عَمِّكَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّد ، عن غُسْلِ الْجَنَابَةِ فَقُلْتُ كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يَصُبُّ بِيَدَيْهِ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثَا فَقَالَ إِنِّي كَثِيرُ الشَّعْرِ فَقُلْتُ مَهْ يَا ابْنَ أَخِي كَانَ شَعْرُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- أَكْثَرَ مِنْ شَعْرِكَ ،وأَطْيَبَ .
5- أَتَيْنَا جَابِر بن عَبْدِ اللَّه ،وهُوَ فِي بَنِي سَلَمَة فَسَأَلْنَاهُ، عن حَجَّةِ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فَحَدَّثَنَا أَنَّ رَسُولَ . حديث الحج الطويل(1/420)
6- سَأَلْتُ جَابِر ا مَتَى كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يُصَلِّي الْجُمُعَةَ فَقَالَ كُنَّا نُصَلِّيهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُمَّ عَلَيْهِ ،وسَلَّمَ، ثم نَرْجِعُ فَنُرِيحُ نَوَاضِحَنَا قَالَ جَعْفَر ،وإِرَاحَةُ النَّوَاضِحِ حِينَ تَزُولُ الشَّمْسُ .
7- سَمِعَ جَابِر بن عَبْدِ اللَّه يُحدث عن حَجَّةِ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- قَالَ، ثم نَزَلَ، عن الصَّفَا، حَتَّى انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ فِي بَطْنَ الْوَادِي سَعَى، حَتَّى إِذَا صَعِدْنَا الشِّقَّ الْآخَرَ مَشَى .
8- عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه سَمِعَهُ مِنْهُ قَالَ قَدِمْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- مَكَّةَ قَالَ فَطَافَ سَبْعًا ،ورَمَلَ مِنْهَا ثَلَاثَا ،ومَشَى أَرْبَعًا.
9- عَنْ جَابِر إِنَّ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- رَمَلَ مِنَ الْحَجَرِإِلَى الْحَجَر .
10- عَنْ جَابِر قَالَ كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- إِذَا اغْتَسَلَ مِنْ جَنَابَةٍ يَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ حَفَنَاتٍ فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّد إِنَّ شَعْرِي كَثِيرٌ قَالَ يَا ابْنَ أَخِي كَانَ شَعَرُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- أَكْثَرَ مِنْ شَعْرِكَ ،وأَطْيَبَ .
11- عن جعفر ، عن أَبِيهِ، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- رَمَلَ مِنَ الْحَجَر الْأَسْوَدِ ، حَتَّى انْتَهَى إِلَيَّهِ ثَلَاثَةَ أَطْوَافٍ .
12- عن جعفر أَنَّ جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- حِينَ خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ ،وهُوَ يُرِيدُ الصَّفَا ،وهُوَ يَقُولُ نَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ عَزَّ ،وجَلَّ بِهِ .(1/421)
13- عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- كَانَ إِذَا ،وقَفَ عَلَى الصَّفَا يُكَبِّرُ ثَلَاثَا ،ويَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ ،ولَهُ الْحَمْدُ ،وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ،وفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَن يَصْنَعُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ،ويَدْعُو ،ويَصْنَعُ عَلَى الْمَرْوَةَ مِثْلَ ذَلِكَ .
14- عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- كَانَ إِذَا نَزَلَ مِنَ الصَّفَا مَشَى ، حَتَّى إِذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ فِي بَطْنَ الْوَادِي سَعَى، حَتَّى يَخَرَجَ مِنْهُ .
15- عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- نَحَرَ بَعْضَ هَدْيِهِ بِيَدِهِ ،وبَعْضُهُ نَحَرَهُ .
16- عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه إِنَّ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- رَمَلَ ثَلَاثَةَ أَطْوَافٍ مِنَ الْحَجَرِإِلَى الْحَجَر ،وصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثم عَادَإِلَى الْحَجَرِ، ثم ذَهَبَإِلَى زَمْزَمَ فَشَرِبَ مِنْهَا ،وصَبَّ عَلَى رَأْسِهِ، ثم رَجَعَ فَاسْتَلَمَ الرُّكْنَ، ثم رَجَعَ إِلَى الصَّفَا فَقَالَ ابْدَءُوا بِمَا بَدَأَ اللَّهُ عَزَّ ،وجَلَّ بِهِ .
17- عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- رَمَلَ مِنَ الْحَجَرِ، حَتَّى عَادَ إِلَيَّهِ .
18- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن مُعَاوِيَةَ قَالَ رَأَيْتُ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يُقَصِّرُ بِمِشْقَصٍ .
19- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن مُعَاوِيَةَإِنَّ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- قَصَّرَ بِمِشْقَصٍ.(1/422)
20- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن مُعَاوِيَةَ قَالَ قَصَّرْتُ، عن رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- عِنْدَ الْمَرْوَةَ .
21- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِك ابْنِ بُحَيْنَةَإِنَّ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- خَرَجَ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ ،وابْنُ الْقِشْبِ يُصَلِّي فَضَرَبَ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- مَنْكِبِهِ ،وقَالَ يَا ابْنَ الْقِشْبِ تُصَلِّي الصُّبْحَ أَرْبَعًا أَوْ مَرَّتَيْنِ ابْنُ جُرَيْج يَشُكُّ .
22- عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أُمِّ سَلَمَةَ، عن أُمِّ سَلَمَةَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- أَكَلَ كَتِفًا فَجَاءَهُ بِلَال فَخَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ ،ولَمْ يَمَسَّ مَاءً .
سابعاً : فِي موطأ الإمام مَالِك:
1- عَنْ جَعْفَر بْنِ مُحَمَّد ، عن أَبِيهِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- خَطَبَ خُطْبَتَيْنِ يَوْمَ الْجُمُعَةَ ،وجَلَسَ بَيْنَهُمَا .
2- عَنْ جَعْفَر بْنِ مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ أَنَّ الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ دَخَلَ عَلَى عَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِالسُّقْيَا ،وهُوَ يَنْجَعُ بَكَرَاتٍ لَهُ دَقِيقًا ،وخَبَطًا فَقَالَ هَذَا عُثْمَان بْنُ عَفَّانَ يَنْهَى، عنإِنَّ يُقْرَنَ بَيْنَ الْحَجِّ ،والْعُمْرَةِ فَخَرَجَ عَلِيّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ،وعَلَى يَدَيْهِ أَثَرُ الدَّقِيقِ ،والْخَبَطِ فَمَا أَنْسَى أَثَرَ الدَّقِيقِ ،والْخَبَطِ عَلَى ذِرَاعَيْهِ، حَتَّى دَخَلَ عَلَى عُثْمَان بْنِ عَفَّانَ فَقَالَ أَنْتَ تَنْهَى، عنإِنَّ يُقْرَنَ بَيْنَ الْحَجِّ ،والْعُمْرَةِ فَقَالَ عُثْمَان ذَلِكَ رَأْيِي فَخَرَجَ عَلِيّ مُغْضَبًا ،وهُوَ يَقُولُ لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ بِحَجَّةٍ ،وعُمْرَةٍ مَعًا .(1/423)
3- عَنْ جَعْفَر بْنِ مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ أَنَّ عَلِيّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ كَانَ يُلَبِّي فِي الْحَجِّ، حَتَّى إِذَا زَاغَتِ الشَّمْسُ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ قَطَعَ التَّلْبِيَةَ .
4- عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه أَنَّهُ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- رَمَلَ مِنَ الْحَجَر الْأَسْوَدِ ، حَتَّى انْتَهَى إِلَيَّهِ ثَلَاثَةَ أَطْوَافٍ .
5- عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يَقُولُ حِينَ خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ ،وهُوَ يُرِيدُ الصَّفَا ،وهُوَ يَقُولُ نَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ فَبَدَأَ بِالصَّفَا .
6- ، عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- كَانَ إِذَا ،وقَفَ عَلَى الصَّفَا يُكَبِّرُ ثَلَاثَا ،ويَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ ،ولَهُ الْحَمْدُ ،وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ يَصْنَعُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ،ويَدْعُو ،ويَصْنَعُ عَلَى الْمَرْوَةَ مِثْلَ ذَلِكَ .
7- عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- كَانَ إِذَا نَزَلَ مِنَ الصَّفَا ،والْمَرْوَةَ مَشَى ، حَتَّى إِذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ فِي بَطْنَ الْوَادِي سَعَى، حَتَّى يَخَرَجَ مِنْهُ .
8- عَنْ عَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ كَانَ يَقُولُ ( مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ) شَاةٌ .
9- عَنْ عَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِبٍأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- نَحَرَ بَعْضَ هَدْيِهِ ،ونَحَرَ غَيْرُهُ بَعْضَهُ .(1/424)
10- عَنْ جَعْفَر بْنِ مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ وزَنَتْ فَاطِمَةَ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- شَعَرَ حَسَنٍ ،وحُسَيْنٍ ،وزَيْنَبَ ،وأُمِّ كُلْثُومٍ فَتَصَدَّقَتْ بِزِنَةِ ذَلِكَ فِضَّةً .
ثامناً : فِي سنن الدَّارِمِيّ:
1- عَنْ جَابِر فِي حَدِيثِ أَسْمَاء بنتِ عُمَيْسٍ حِينَ نُفِسَتْ بِذِي الْحُلَيْفَةِ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- أَبَا بَكْرٍإِنَّ يَأْمُرَهَاإِنَّ تَغْتَسِلَ ،وتُهِلَّ .
2- عَنْ جَابِر قَالَ رَمَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- مِنَ الْحَجَرِإِلَى الْحَجَر ثَلَاثَةَ أَشْوَاطٍ .
3- عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ أبو جَعْفَر دَخَلْنَا عَلَى جَابِر بن عَبْدِ اللَّه فَسَأَلَ عن الْقَوْمِ ، حَتَّى انْتَهَى إِلَيَّ فَقُلْتُ أَنَا مُحَمَّد بن عَلِيّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيّ فَأَهْوَى. حديث الحج الطويل .
تاسعاً : فِي صحيح ابن حبان :
1- عن جَابِر قَالَ كنا نصلي مَعَ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- الْجُمُعَةَ، ثم نرجع فَنُرِيحُ نَوَاضِحَنَا فَقُلْتُ أية ساعة تلك قَالَ زَوَالَ الشَّمْسِ .(1/425)
2- عن جَابِر أَنَّ رَسُولَ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- خَرَجَ عَامَ الْفَتْحِ إِلَى مَكَّةَ فِي رَمَضَانَ حَتَّى بلغ كُرَاعَ الْغَمِيمِ قَالَ فَصَامَ الناس ،وهم مشاة ،وركبان فقيل لَهُ إِنَّ الناس قَدْ شق عليهم الصوم إنما ينظرون ما تفعل فدعا بقدح فرفعهإِلَى فيه حَتَّى نظر الناس ، ثم شرب فأفطر بعض الناس ،وصام بعض فقيل للنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-إِنَّ بعضهم صام فَقَالَ أُولَئِكَ الْعُصَاةُ ،واجتمع المشاة من أصحابِهِ فَقَالَوا نتعرض لدعوات رسول الله صلى الله عليه ،وسلم ،وقد اشتد السفر ،وطالت المشقة فَقَالَ لهم رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- استعينوا بالنسل فإنه يقطع علم الأرض ،وتخفون لَهُ قَالَ ففعلنا فخففنا .
3- عن عبيد الله بن أبي رافع قَالَ قلت لأبي هُرَيْرَةَ إِنَّ عَلِيّ بن أبي طالب رضوان الله عليه إذ كَانَ بالعراق يقرأ فِي صلاة الْجُمُعَةَ سورة الْجُمُعَةَ ،وإِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ فَقَالَ ، أبو هُرَيْرَةَ كذلك كَانَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه ،وسلم قرأ .
4- عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه ،وسلم خَرَجَ عَامَ الْفَتْحِ إِلَى مَكَّةَ حَتَّى بلغ كُرَاعَ الْغَمِيمِ ،وصام الناس، ثم دعا بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ فرفعه حَتَّى نظر الناس إِلَيَّه، ثم شرب فقيل لَهُ بعد ذَلِكَإِنَّ بعض الناس قَدْ صام فَقَالَ أولئك العصاة أُولَئِكَ الْعُصَاةُ قَالَ أبو حاتم -رَضِيَ اللهُ عَنْه- قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- أُولَئِكَ الْعُصَاةُ .
5- عن جَابِر إِنَّ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- رَمَلَ من الحجرإِلَى الحُجْر قَالَ أبو حاتم رضي الله عنه رَمَلَ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- بالبيت ثَلَاثَا ،ومَشَى أربعا .(1/426)
6- عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه أَنَّ رَسُولَ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- كَانَ إِذَا ،وقف عَلَى الصفا يكبر ثَلَاثَا ،ويقول لَا إله إِلَّا الله ،وحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ ،ولَهُ الْحَمْدُ ،وهو عَلَى كل شيء قدير يصنع ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ،ويدعو ،ويصنع عَلَى الْمَرْوَةَ مثل ذَلِكَ .
7- عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ أقام رسول الله صلى الله عليه ،وسلم تسعا بالمدينة لم يحج، ثم أذن فِي الناس بالخروج فَلَمَّا جاء ذا الْحُلَيْفَةِ صلى بذي الْحُلَيْفَةِ ،وولدت أَسْمَاء بنتِ عُمَيْسٍ مُحَمَّد بن أبي بكر فَأَرْسَلَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فَقَالَ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- اغتسلي ،واسْتَثْفِرِي بِثَوْبٍ ،وأهلي قَالَ ففعلت فَلَمَّا اطمأن صدر راحلة رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- عَلَى ظهر البيداء أهل ،وأهللنا لَا نعرف إِلَّا الحج .
8- عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أبيه قَالَ دَخَلْنَا عَلَى جَابِر بن عَبْدِ اللَّه فسأل، عن القوم حَتَّى انْتَهَى إِلَيَّ فَقُلْتُ أنا مُحَمَّد بن عَلِيّ بن الحسين بن عَلِيّ بن أبي طالب فَأَهْوَى بِيَدِهِإِلَى رَأْسِي . حديث الحج الطويل .
9- عن جَابِر إِنَّ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- ساق مَعَهُ مائة بدنة فَلَمَّا انصرفإِلَى الْمَنْحَرِ نحر ثَلَاثَا وستين بيده، ثم أعطى عليا فنحر ما غبر منها .
10- عن جَابِر إِنَّ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- قرأ :(واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيم مُصَلًّى ) .
عاشراً : فِي معجم الطبراني الصغير:
1- عن جَابِر ، أِنَّ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- قرأ :(واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيم مُصَلًّى ) .(1/427)
2- عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه -رَضِيَ اللهُ عَنْه - أِنَّ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- لما قدم مكة طاف بالبيت سبعا، ثم خَرَجَ من باب الصفا فارتقى الصفا فَقَالَ نبدأ بِمَا بدأ الله بِهِ، ثم قرأ (إِنَّ الصَّفَا والْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ )
3- عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه ، : لم يكن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - وآله ،وسلم يؤخر صلاة المغرب لعشاء ،ولا لغيره .
المبحث الثالث :
أحاديث المعاملات
أولاً : فِي صحيح مسلم:(1/428)
1- عن يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَإِنَّ نَجْدَةَ كَتَبَ إِلَى ابْنِ عَبَّاس يَسْأَلُهُ، عن خَمْسِ خِلَالٍ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاس لَوْلَا أَنْ أَكْتُمَ عِلْمًا مَا كَتَبْتُ إِلَيَّهِ كَتَبَ إِلَيَّهِ نَجْدَةُ أَمَّا بَعْدُ فَأَخْبِرْنِي هَلْ كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يَغْزُو بِالنِّسَاءِ ،وهَلْ كَانَ يَضْرِبُ لَهُنَّ بِسَهْمٍ؟ ،وهَلْ كَانَ يَقْتُلُ الصِّبْيَانَ؟ ،ومَتَى يَنْقَضِي يُتْمُ اليَتِيْم ،وعَنِ الْخُمْسِ لِمَنْ هُوَ؟ فَكَتَبَ إِلَيَّهِ ابْنُ عَبَّاس كَتَبْتَ تَسْأَلُنِي هَلْ كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يَغْزُو بِالنِّسَاءِ ،وقَدْ كَانَ يَغْزُو بِهِنَّ فَيُدَاوِينَ الْجَرْحَى ،ويُحْذَيْنَ مِنَ الْغَنِيمَةِ ،وأَمَّا بِسَهْمٍ فَلَمْ يَضْرِبْ لَهُنَّ ،وأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- لَمْ يَكُنْ يَقْتُلُ الصِّبْيَانَ فَلَا تَقْتُلِ الصِّبْيَانَ ،وكَتَبْتَ تَسْأَلُنِي مَتَى يَنْقَضِي يُتْمُ اليَتِيْم فَلَعَمْرِيإِنَّ الرَّجُلَ لَتَنْبُتُ لِحْيَتُهُ ،وإِنَّهُ لَضَعِيفُ الْأَخْذِ لِنَفْسِهِ ضَعِيفُ الْعَطَاءِ مِنْهَا فَإِذَا أَخَذَ لِنَفْسِهِ مِنْ صَالِحِ مَا يَأْخُذُ النَّاسُ فَقَدْ ذَهَبَ عَنْهُ إِلَيَّتْمُ ،وكَتَبْتَ تَسْأَلُنِي، عن الْخُمْسِ لِمَنْ هُوَ؟ ،وإِنَّا كُنَّا نَقُولُ هُوَ لَنَا فَأَبَى عَلَيْنَا قَوْمُنَا ذَاكَ، حَدَّثَنَا أبو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،وإسحاق بْنُ إِبْرَاهِيم كِلَاهُمَا، عن حَاتِمِ بْنِ إسماعيل، عن جَعْفَر بْنِ مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ، عن يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَإِنَّ نَجْدَةَ كَتَبَ إِلَى ابْنِ عَبَّاس يَسْأَلُهُ، عن خِلَالٍ بِمِثْلِ حَدِيثِ سُلَيْمَان بْنِ بِلَال غَيْرَ أَنَّ فِي حَدِيثِ حَاتِمٍ ،وأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- لَمْ يَكُنْ(1/429)
يَقْتُلُ الصِّبْيَانَ فَلَا تَقْتُلِ الصِّبْيَانَ إلا أَن تَكُونَ تَعْلَمُ مَا عَلِمَ الْخَضِرُ مِنَ الصَّبِيِّ الَّذِي قَتَلَ ،وزَادَ إسحاق فِي حديثه عن حَاتِمٍ ،وتُمَيِّزَ الْمُؤْمِنَ فَتَقْتُلَ الْكَافِرَ ،وتَدَعَ الْمُؤْمِنَ .
ثانياً : فِي سنن الترمذي :
1- عن جَابِر إِنَّ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- قَضَى بِاليَمِيْن مَعَ الشَّاهِد .
2- عن جَعْفَر بْنُ مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- قَضَى بِاليَمِيْن مَعَ الشَّاهِد الْوَاحِدِ قَالَ وقَضَى بِهَا عَلِيّ فِيكُمْ .
3- عن يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَإِنَّ نَجْدَةَ الْحَرُورِيَّ كَتَبَ إِلَى ابْنِ عَبَّاس يَسْأَلُهُ هَلْ كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يَغْزُو بِالنِّسَاءِ ،وهَلْ كَانَ يَضْرِبُ لَهُنَّ بِسَهْمٍ؟ فَكَتَبَ إِلَيَّهِ ابْنُ عَبَّاس كَتَبْتَ إِلَيَّ تَسْأَلُنِي هَلْ كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يَغْزُو بِالنِّسَاءِ ،وكَانَ يَغْزُو بِهِنَّ فَيُدَاوِينَ الْمَرْضَى ،ويُحْذَيْنَ مِنَ الْغَنِيمَةِ ،وأَمَّا بِسَهْمٍ فَلَمْ يَضْرِبْ لَهُنَّ بِسَهْمٍ .
ثالثاً: فِي سنن ابن ماجه :
1- عَنْ جَابِر إِنَّ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- قَضَى بِاليَمِيْن مَعَ الشَّاهِدِ
2- عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- أَمَرَ مِنْ كُلِّ جَزُورٍ بِبَضْعَةٍ فَجُعِلَتْ فِي قِدْرٍ فَأَكَلُوا مِنَ اللَّحْمِ ،وحَسَوْا مِنَ الْمَرَقِ.
رابعاً : فِي مسند الإمام أحمد بن حَنْبَل :(1/430)
1- عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُز قَالَ كَتَبَ نَجْدَةُإِلَى ابْنِ عَبَّاس يَسْأَلُهُ، عن خَمْسِ خِلَالٍ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍإِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَإِنَّ ابْنَ عَبَّاس يُكَاتِبُ الْحَرُورِيَّةَ ،ولَوْلَا أَنِّي أَخَافُإِنَّ أَكْتُمَ عِلْمِي لَمْ أَكْتُبْ إِلَيَّهِ كَتَبَ إِلَيَّهِ نَجْدَةُ أَمَّا بَعْدُ فَأَخْبِرْنِي هَلْ كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يَغْزُو بِالنِّسَاءِ مَعَهُ ،وهَلْ كَانَ يَضْرِبُ لَهُنَّ بِسَهْمٍ؟ ،وهَلْ كَانَ يَقْتُلُ الصِّبْيَانَ؟ ،ومَتَى يَنْقَضِي يُتْمُ اليَتِيْم ،وأَخْبِرْنِي، عن الْخُمُسِ لِمَنْ هُوَ؟ فَكَتَبَ إِلَيَّهِ ابْنُ عَبَّاسٍأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- قَدْ كَانَ يَغْزُو بِالنِّسَاءِ مَعَهُ فَيُدَاوِينَ الْمَرْضَى ،ولَمْ يَكُنْ يَضْرِبُ لَهُنَّ بِسَهْمٍ ،ولَكِنَّهُ كَانَ يُحْذِيهِنَّ مِنَ الْغَنِيمَةِ ،وأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- لَمْ يَكُنْ يَقْتُلُ الصِّبْيَانَ ،ولَا تَقْتُلِ الصِّبْيَانَ إلا أَن تَكُونَ تَعْلَمُ مَا عَلِمَ الْخَضِرُ مِنَ الصَّبِيِّ الَّذِي قَتَلَهُ فَتَقْتُلَ الْكَافِرَ ،وتَدَعَ الْمُؤْمِنَ ،وكَتَبْتَ تَسْأَلُنِي، عن يُتْمِ اليَتِيْم مَتَى يَنْقَضِي ،ولَعَمْرِيإِنَّ الرَّجُلَ تَنْبُتُ لِحْيَتُهُ ،وهُوَ ضَعِيفُ الْأَخْذِ لِنَفْسِهِ فَإِذَا كَانَ يَأْخُذُ لِنَفْسِهِ مِنْ صَالِحِ مَا يَأْخُذُ النَّاسُ فَقَدْ ذَهَبَ إِلَيَّتْمُ ،وأَمَّا الْخُمُسُ فَإِنَّا كُنَّا نُرَى أَنَّهُ لَنَا فَأَبَى ذَلِكَ عَلَيْنَا قَوْمُنَا .(1/431)
2- عَنْ جَابِر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- قَضَى بِاليَمِيْن مَعَ الشَّاهِد قَالَ جَعْفَر قَالَ أَبِي ،وقَضَى بِهِ عَلِيّ بِالْعِرَاقِ قَالَ أبو عَبْد الرَّحْمَن كَانَ أَبِي قَدْ ضَرَبَ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ قَالَ ولَمْ يُوَافِقْ أَحَدٌ الثَّقَفِيَّ عَلَى جَابِر فَلَمْ أَزَلْ بِهِ، حَتَّى قَرَأَهُ عَلِيّ ،وكَتَبَ عَلَيْهِ هُوَ صَحَّ .
خامساً : فِي موطأ الإمام مَالِك :
1- عَنْ جَعْفَر بْنِ مُحَمَّد بن عَلِيٍّ، عن أَبِيهِ أَنَّ عُمَر بن الْخَطَّابِ ذَكَرَ الْمَجُوسَ فَقَالَ مَا أَدْرِي : كَيْفَ أَصْنَعُ؟ فِي أَمْرِهِمْ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَن ابن عَوْفٍ أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يَقُولُ سُنُّوا بِهِمْ سُنَّةَ أَهْلِ الْكِتَابِ .
2- عَنْ عَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا إِلَى الرَّجُلُ مِنِ امْرَأَتِهِ لَمْ يَقَعْ عَلَيْهِ طَلَاقٌ ،وإِنْ مَضَتِ الْأَرْبَعَةُ الْأَشْهُرِ، حَتَّى يُوقَفَ فإما أَن يُطَلِّقَ ،وإمّا أَن يَفِيءَ قَالَ مَالِك ،وذَلِكَ الْأَمْرُ عِنْدَنَا.
3- عَنْ جَعْفَر بْنِ مُحَمَّد ، عن أَبِيهِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- قَضَى بِاليَمِيْن مَعَ الشَّاهِد .
سادساً : فِي سنن الدَّارِمِيّ:
1- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ جَعْفَر قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُمَّ عَلَيْهِ ،وسَلَّمَإِنَّ اللَّهَ مَعَ الدَّائِنِ، حَتَّى يُقَضَى دَيْنُهُ مَا لَمْ يَكُنْ فِيمَا يَكْرَهُ اللَّهُ قَالَ وكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَر يَقُولُ لِخَازِنِهِ اذْهَبْ فَخُذْ لِي بِدَيْنٍ فَإِنِّي أَكْرَهُإِنَّ أَبِيتَ لَيْلَةً إِلَّا ،واللَّهُ مَعِي بَعْدَمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- .(1/432)
2- عن يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- الْمَرْءُ أَحَقُّ بِثُلُثِ مَالِهِ يَضَعُهُ فِي أَيِّ مَالِهِ شَاءَ .
المبحث الرابع:
أحاديث في موضوعات مختلفة
أولاً فِي صحيح مسلم:
1- عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ ،وعَلَا صَوْتُهُ ،واشْتَدَّ غَضَبِهِ، حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ صَبَّحَكُمْ ،ومَسَّاكُمْ ،ويَقُولُ بُعِثْتُ أَنَا والسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ ،ويَقْرُنُ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ ،والْوُسْطَى ،ويَقُولُ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ ،وخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّد ،وشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ،وكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، ثم يَقُولُ أَنَا أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ ،ومَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَإِلَيَّ وعَلِيّ .
2- عن عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- تَقُولُ كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- إِذَا كَانَ يَوْمُ الرِّيحِ ،والْغَيْمِ عُرِفَ ذَلِكَ فِي وجْهِهِ ،وأَقْبَلَ ،وأَدْبَرَ فَإِذَا مَطَرَتْ سُرَّ بِهِ ،وذَهَبَ عَنْهُ ذَلِكَ قَالَتْ عَائِشَةُ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ إِنِّي خَشِيتُإِنَّ يَكُونَ عَذَابًا سُلِّطَ عَلَى أُمَّتِي ،ويَقُولُ إِذَا رَأَى الْمَطَرَ رَحْمَةٌ .
ثانياً : فِي سنن أبي داود:(1/433)
1- عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يَقُولُ أَنَا أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ ،ومَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَإِلَيَّ وعَلِيّ .
ثالثاً: فِي سنن النسائي:
1- عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ يَحْمَدُ اللَّهَ ،ويُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ، ثم يَقُولُ: مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ،ومَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ ،وأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّد ،وشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ،وكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ،وكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ،وكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ، ثم يَقُولُ بُعِثْتُ أَنَا والسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ ،وكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ ،وجْنَتَاهُ ،وعَلَا صَوْتُهُ ،واشْتَدَّ غَضَبِهِ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ يَقُولُ صَبَّحَكُمْ مَسَّاكُمْ، ثم قَالَ: مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ ،ومَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَإِلَيَّ أَوْ عَلِيّ ،وأَنَا أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ .
رابعاً : فِي سنن الترمذي:
1- عن جَعْفَر بْنَ مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ قَالَ الَّذِي أَلْحَدَ قَبْرَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- ، أبو طَلْحَة ،والَّذِي أَلْقَى الْقَطِيفَةَ تَحْتَهُ شُقْرَان مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- قَالَ جَعْفَر ،وأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَافِع قَالَ سَمِعْتُ شُقْرَان يَقُولُ أَنَا ،واللَّهِ طَرَحْتُ الْقَطِيفَةَ تَحْتَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فِي الْقَبْرِ.(1/434)
2- عن جَعْفَر بْنِ مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ قَالَ كَانَ الْحَسَنُ ،والْحُسَيْنُ يَتَخَتَّمَانِ فِي يَسَارِهِمَا .
خامساً : فِي سنن ابن ماجه :
1- عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ ،وعَلَا صَوْتُهُ ،واشْتَدَّ غَضَبِهِ كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ صَبَّحَكُمْ مَسَّاكُمْ ،ويَقُولُ بُعِثْتُ أَنَا ،والسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ ،ويَقْرُنُ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ ،والْوُسْطَى ،ويَقُولُ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ خَيْرَ الْأُمُورِ كِتَابُ اللَّهِ ،وخَيْرُ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّد ،وشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ،وكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ،وكَانَ يَقُولُ: مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ ،ومَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَعَلِيّ ،وإِلَيَّ.
2- عَنْ جَابِر قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِوَرَثَتِهِ ،ومَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَعَلِيّ ،وإِلَيَّ ،وأَنَا أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ
سادساً : فِي مسند الإمام أحمد بن حنبل:
1- عَنْ جَعْفَر بْنِ مُحَمَّد قَالَ كَانَ الْمَاءُ مَاءُ غُسْلِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- حِينَ غَسَّلُوهُ بَعْدَ ،وفَاتِهِ يَسْتَنْقِعُ فِي جُفُونِ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فَكَانَ عَلِيّ يَحْسُوهُ .(1/435)
2- عن جَابِر قَالَ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فَحَمِدَ اللَّهَ واثنى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ لَهُ أَهْلٌ، ثم قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ ،وإِنَّ أَفْضَلَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّد ،وشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ،وكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، ثم يَرْفَعُ صَوْتَهُ ،وتَحْمَرُّ ،وجْنَتَاهُ ،ويَشْتَدُّ غَضَبِهِ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ قَالَ، ثم يَقُولُ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ بُعِثْتُ أَنَا والسَّاعَةُ هَكَذَا ،وأَشَارَ بِأُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةِ ،والْوُسْطَى صَبَّحَتْكُمُ السَّاعَةُ ،ومَسَّتْكُمْ مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ ،ومَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَإِلَيَّ وعَلِيّ ،والضَّيَاعُ يَعْنِي ،ولَدَهُ الْمَسَاكِينَ
3- عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- كَانَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ بَعْدَ التَّشَهُّدِإِنَّ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ ،وجَلَّ ،وأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّد قَالَ يَحْيَى ،ولَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ وشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ،وكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ أَعْلَى بِهَا صَوْتَهُ ،واشْتَدَّ غَضَبِهِ كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ ، ثم يَقُولُ بُعِثْتُ أَنَا ،والسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ ،وأَوْمَأَ وصف يَحْيَى بِالسَّبَّابَةِ ،والْوُسْطَى(1/436)
4- عَنْ جَابِر قَالَ كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يَقُومُ فَيَخْطُبُ فَيَحْمَدُ اللَّهَ ،ويُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ،ويَقُولُ: مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ،ومَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ ،وخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- ،وشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ،وكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ،وكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ ،وجْنَتَاهُ ،وعَلَا صَوْتُهُ ،واشْتَدَّ غَضَبِهِ كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ صَبَّحَكُمْ مَسَّاكُمْ مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِلْوَرَثَةِ ،ومَنْ تَرَكَ ضَيَاعًا أَوْ دَيْنًا فَعَلِيّ ،وإِلَيَّ ،وأَنَا ،ولِيُّ الْمُؤْمِنِينَ .
5- عَنِ ابْنِ عَبَّاس قَالَ مَارَانِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ فِي الرَّجُلِ الَّذِي اتَّبَعَهُ مُوسَى -رَضِيَ اللهُ عَنْه- فَقُلْتُ هُوَ الْخَضِرُ -رَضِيَ اللهُ عَنْه- ،وقَالَ الْفَزَارِيُّ هُوَ رَجُلٌ آخَرُ فَمَرَّ بِنَا أبي ابن كَعْبٍ قَالَ ابْنُ عَبَّاس فَدَعَوْتُهُ فَسَأَلْتُهُ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يَذْكُرُ الَّذِي تَبِعَهُ مُوسَى -رَضِيَ اللهُ عَنْه- قَالَ نَعَمْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يَقُولُ بَيْنَمَا مُوسَى جَالِسٌ فِي مَلَإٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ هَلْ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِاللَّهِ تَبَارَكَ ،وتَعَالَى مِنْكَ قَالَ مَا أَرَى فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيَّهِ بَلَى عَبْدِي الْخَضِرُ فَسَأَلَ السَّبِيلَ إِلَيَّهِ فَجَعَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ ،وتَعَالَى لَهُ الْحُوتَ آيَةًإِنَّ افْتَقَدَهُ ،وكَانَ مِنْ شَأْنِهِ مَا قَصَّ اللَّهُ تَبَارَكَ ،وتَعَالَى
سابعاً : فِي سنن الدَّارِمِيّ:(1/437)
1- عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه الْأَنْصَارِيِّ قَالَ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فَحَمِدَ اللَّهَ واثنى عَلَيْهِ، ثم قَالَإِنَّ أَفْضَلَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- ،وشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ،وكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ .
2- عَنْ جَعْفَر بْنِ مُحَمَّد ، عن أَبِيهِ قَالَ عَرْضُ الْكِتَابِ ،والْحَدِيثُ سَوَاءٌ .
3- عن جَعْفَر، عن أَبِيهِ أَنَّ أُمَّ كُلْثُومٍ ،وابْنَهَا زَيْدًا مَاتَا فِي يَوْمٍ ،واحِدٍ فَالْتَقَتِ الصَّائِحَتَانِ فِي الطَّرِيقِ فَلَمْ يَرِثْ كُلُّ ،واحِدٍ مِنْهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ ،وأَنَّ أَهْلَ الْحَرَّةِ لَمْ يَتَوَارَثُوا ،وأَنَّ أَهْلَ صِفِّينَ لَمْ يَتَوَارَثُوا
ثامناً : فِي موطأ الإمام مَالِك:
1- عَنْ جَعْفَر بْنِ مُحَمَّد ، عن أَبِيهِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- غُسِّلَ فِي قَمِيصٍ
تاسعاً: صحيح ابن حبان :
1- عن جَابِر قَالَ كَانَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه ،وسلم إِذَا خطب احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ ،وعَلَا صَوْتُهُ ،واشتد غضبِهِ حَتَّى كأنه نذير جيش يقول صَبَّحَكُمْ ،ومَسَّاكُمْ ،ويقول بعثت أنا ،والساعة كهاتين يفرق بين السبابة ،والوسطى ،ويقول أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ ،وخير الهدي هدي مُحَمَّد ،وإن شر الأمور محدثاتها ،وكل بدعة ضلالة، ثم يقول أنا أولى بكل مؤمن من نفسه مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ ،ومن ترك دينا أو ضيعة فإِلَيَّ ،وعَلِيّ(1/438)
2- عن عطاء بن أبي رباح أنه سمع عائشة زوج النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- تقول كَانَ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- إِذَا كَانَ يوم ريح أو غيم عرف ذَلِكَ فِي ،وجهه ،وأَقْبَلَ ،وأَدْبَرَ فَإِذَا مَطَرَتْ سر بِهِ ،وذهب ذَلِكَ عنه فسئل فَقَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- إني خشيتإِنَّ يكون عذابا سلط عَلَى أمتي
3- عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّه قَالَ كَانَ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- إِذَا ذكر الساعة احمرت ،وجنتاه ،واشتد غضبِهِ ،وعَلَا صَوْتُهُ كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ قَالَ صبحتم مسيتم قَالَ وكان يقول أَنَا أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ،ومن ترك مالا فلأهله ،ومن ترك دينا أو ضياعا فعَلِيّ ،وإِلَيَّ فأنا أولى بالمؤمنين
4- عن جَابِر إِنَّ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- أَمَرَ بالهدي من كل جزور بضعة فَجُعِلَتْ فِي قِدْرٍ فأكلوا من اللحم ،وحسوا من المرق
عاشراً:في المعجم الصغير للطبراني :(1/439)
1- عن جَعْفَر بن مُحَمَّد ، عن أبيه، عن جده عَلِيّ بن الحسين حدثتني ميمونة بنت الحارث زوج النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - ثمأَنَّ رَسُولَ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- بات عندها ليلتها فَقَامَ يتوضأ للصلاة فسمعته يقول فِي متوضئه لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ ثَلَاثَا نصرت نصرت ثَلَاثَا فَلَمَّا خَرَجَ قلت يَا رَسُولَ الله سمعتك تقول فِي متوضئك لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ ثَلَاثَا نصرت نصرت ثَلَاثَا كأنك تكلم إنسانا فهل كَانَ معك أحد فَقَالَ هَذَا راجز بني كعب يستصرخني ،ويزعمإِنَّ قريشا أعانت عليهم بني بكر، ثم خَرَجَ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فأمر عائشةإِنَّ تجهزه ،ولا تعلم أحدا قَالَت فدخل عَلَيْهَا ، أبو بكر فَقَالَ يا بنية ما هَذَا الجهاز فَقَالَ ت ،والله ما أدري فَقَالَ ،والله ما هَذَا زمان غزو بني الأصفر فأين يريد رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- قَالَت ،والله لَا علم لي قَالَت فأقمنا ثَلَاثَا، ثم صلى الصبح بالناس فسمعت الراجز ينشده يا رب إني ناشد مُحَمَّد ا حلف أبينا ،وأبيه الأتلدا إنا ،ولدناك ،وكنت ،ولدا ثمة أسلمنا ،ولم ننزع يدا إِنَّ قريشا أخلفوك الموعدا ،ونقضوا ميثاقك المؤكدا ،وزعمواإِنَّ لست تدعو أحدا فانصر هداك الله نصرا أيدا ،وادع عباد الله يأتوامددا فيهم رسول الله قَدْ تجردا إِنَّ سيم خسفا ،وجهه تربدا فَقَالَ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ ثَلَاثَا نصرت نصرت ثَلَاثَا، ثم خَرَجَ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فَلَمَّا كَانَ بالروحاء نظرإِلَى سحاب منتصب فَقَالَ إِنَّ السماء هَذَا لينتصب بنصر بني كعب فَقَامَ رجل من عدي بن عَمْرُو أخو بني كعب بن عَمْرُو فَقَالَ يَا رَسُولَ الله ،ونصر بني عدي فَقَالَ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- ترب نحرك ،وهل عدي إِلَّا كعب ،وكعب إِلَّا عدي(1/440)
فاستشهد ذَلِكَ الرجل فِي ذَلِكَ السفر، ثم قَالَ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- اللَّهُمَّ . عم عليهم خبرنا حَتَّى نأخذهم بغتة، ثم خَرَجَ حَتَّى نزل بمر ،وكان ، أبو سُفْيَان بن حرب ،وحكيم بن حزام ،وبديل بن ،ورقاء خرجوا تلك الليلة حَتَّى أشرفوا عَلَى مر فنظر ، أبو سفيانإِلَى النيران فَقَالَ يا بديل هذه نار بني كعب أهلك فَقَالَ جاشتها إِلَيَّك الحرب فأخذتهم مزينة تلك الليلة ،وكانت عليهم الحراسة فسألواإِنَّ يذهبوا بِهِمإِلَى العَبَّاس بن عبد المطلب فذهبوا بِهِم فسألهم ، أبو سفيانإِنَّ يستأمن لهم من رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فخَرَجَ بِهِم حَتَّى دخل عَلَى النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فسألهإِنَّ يؤمن لَهُ من آمن فَقَالَ قَدْ آمنت من آمنت ما خلا أبا سُفْيَان فَقَالَ يَا رَسُولَ الله لَا تحُجْر عَلِيّ فَقَالَ من آمنت فهو آمن فذهب بِهِم العباسإِلَى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - ثم خَرَجَ بِهِم فَقَالَ ، أبو سُفْيَان إنا نريدإِنَّ نذهب فَقَالَ اسفروا ،وقام رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يتوضأ ،وابتدر المسلمون الدفع ينتضحونه فِي ،وجوههم فَقَالَ ، أبو سُفْيَان يا أبا الفضل لقد أصبح ملك بن أخيك عظيما فَقَالَ لَيْسَ بملك ،ولكنها النبوة ،وفي ذَلِكَ
الخاتمة
الحمد لله الَّذِي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة ،والسلام عَلَى من لَا نبي بعده ، سيدنا مُحَمَّد بن عبد الله سيد الأنبياء ،والمرسلين، وعلى آله الطيبيين الطاهرين ،وعلى صحابته الأخيار الأطهار ، ثم أَمَّا بَعْدُ :(1/441)
فقد ثبت بالبحث خلال هذه الدراسة،أن الغالبية العظمى من أسانيد الإمام جَعْفَر الصادق صحيحة، إِلَّا ما ندر، وأن الرواة عنه معظمهم ثقات عدول ، إِلَّا ما ندر كذلك ، وقد بين الباحث ذَلِكَ فِي موضعه فِي الدراسة.وقد بلغت مرويات الإمام جَعْفَر فِي الكتب المحددة 206 حديث ، منها أحاديث كثيرة مكررة فِي أكثر من كتاب ،ولكن بسلسلة إسناد مختلفة، وإِذَا ،ورد حديث بأكثر من إسناد ، عُد كل إسناد حديث.
وفي ضوء ما ثبت بالدراسة يوصي الباحث بالآتي :
دراسة تراث الإمام جَعْفَر بن مُحَمَّد الصادق من الناحية الفقهية ،وتنقية تراثه مما شابِهِ من المكذوب عليه، حيث إنه مذهب فقهي متكامل يعد من أقدم المذاهب الفقهية ، وقد ضيعت هَذَا المذهب السياسة، وتضييق الحكام عَلَى تلاميذ الإمام الصادق.
جمع الآراء الفقهية للإمام الصادق من جميع الكتب، ومقارنتها بالمذاهب الأربعة.لبيان أوجه التشابِهِ ،والاختلاف ، ومثل هذه الموازنة تسهم فِي إثراء البحث الفقهي الإسلامي من جهة ، وفي تقريب ،وجهات النظر بين أفراد الأمة المَسَلَمَة من جهة ثانية .
جمع مرويات الإمام جَعْفَر الصادق فِي الحديث الشريف من كتب الفقه ،والتفسير .
جمع مرويات الإمام جَعْفَر من بقية كتب السنة التي لم تتناولها الدراسة الحإِلَيَّة كالمعاجم ،والمسانيد ،والأجزاء ، وتخريجها بِهِدف إعداد موسوعة شاملة لمرويات ،وفقه الإمام جَعْفَر.
جمع مرويات الإمام مُحَمَّد الباقر بن عَلِيّ زين العابدين بن الحسين، والد الإمام الصادق، من كتب السنة ،والتفسير ،والفقه، وذلك لدراسة مدى تأثر الإمام جَعْفَر بوالده رواية ،وفقهاً .
تخصيص دراسة تاريخية تتناول علاقة الإمام جَعْفَر بنظم الحكم السياسية التي عاصرها ، ومدى تأثير تلك العلاقة فِي التأريخ للإمام، والرواية عنه. ولا سيما علاقته بعمه زيد بن علي.
وآخر دعوانا أن الْحَمْدَ لله رب العالمين(1/442)