أمراء المدينة المنورة
حتى القرن العاشر
الإمام شمس الدين أحمد بن
محمدبن عبد الرحمن السخاوي(1)
مقدمة
كتب الإمام السخاوي كتابه التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة، وجعله تراجم لمن سكن المدينة من العلماء والأمراء، وقدم السخاوي لكتابه بمقدمة طويلة ذكر فيها سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - مذ هاجر إلى المدينة،و ذكر فيها أمراء المدينة منذ هجرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - إليها وحتى القرن العاش
(التحرير)
يقول السخاوي:
__________
(1) ولد الإمام السخاوي العلامة المسند المؤرخ الحافظ محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان بن محمد، ويلقب شمس الدين، ويكنى بأبي الخير وبأبي عبدالله، في شهر ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة، بحارة بهاء الدين قراقوش في القاهرة، في المنزل الذي ولد فيه والده وعماه. وينسب إلى (سخى) قرية في أسفل مصر،فيقال له السخاوي، وهي الآن قرية من قرى مركز كفر الشيخ بمديرية الغربية بمصر، تبعد عن القاهرة (17) كلم. وقد ينسب إلى بغداد فيقال له (البغدادي) نسبة إلى أصله حيث جاء أحد أجداده من بغداد، ويقال له أحياناً (الغزولي) نسبة إلى مهنة (الغزل) وهي مهنة أبيه وجده.(1/1)
فأول من أرسله - صلى الله عليه وسلم - إليهم (إلى المدينة): مصعب بن عمير، قبل الهجرة، وبعد العقبة الأولى، ليصلي بهم ويقرئهم القرآن، ويفقهم في الدين والإسلام(1). وكان المؤذنون في زمنه - صلى الله عليه وسلم - : بلال(2)،وهو أول مؤذن في الإسلام(3). وابن أم مكتوم(4)، وسعد القرظ (5)، كان في الزمن النبوي، وأبي بكر يؤذن – فيما قيل – بمسجد قباء، نقله إما أبو بكر أو عمر للمسجد النبوي (6). وزياد بن حارث الصدائي(7)، وأبو محذورة الجمحي(8)، وكان من أندى الناس صوتاً(9)،(
__________
(1) السيرة لابن هشام (2/58)، والسيرة النبوية الصحيحة (1/198).
(2) بلال بن رباح بن حمامة وهي أمه، الحبشي المؤذن - رضي الله عنه - ،تجريد أسماء الصحابة (1/56)، والإصابة (1/165).
(3) أسد الغابة (1/243)، والبداية والنهاية (5/333).
(4) عمرو بن زائدة أو زياد المعروف بابن أم مكتوم الأعمى القرشي العامري - رضي الله عنه - توفي في آخر خلافة عمر - رضي الله عنه - . تجريد أسماء الصحابة (1/406)،وأسد الغابة (4/223).
(5) سعد بن عائذ المؤذن مولى عمار بن ياسر المعروف بسعد القرظ –بفتح القاف والراء معاً تليها ظاء معجمة – لأنه كان يتجر في القرظ رضي الله عنه. أسد الغابة ((2/355)، وتوضيح المشتبه (7/191)، والإصابة (2/29)
(6) الاستيعاب (2/54-55)، وأسد الغابة (2/355).
(7) زياد بن حارث الصدائي- بضم المهملة ــ وصداء حي من اليمن – - رضي الله عنه - . أسد الغابة (2/269)، وتجريد أسماء الصحابة (1/194)، والإصابة (1/557).
(8) أبو محذورة الجمحي – بضم الجيم وفتح الميم – اختلف في اسمه فقيل: سمرة بن مِعيَر، وقيل أوس بن مِعيَر، وقيل غير ذلك، مؤذن النبي - صلى الله عليه وسلم - (ت59هـ). الإنساب للسمعاني (3/326)، وأسد الغابة (6/278-279)، والإصابة (4/176).
(9) أسد الغابة (6/279)..(1/2)
وأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - على المدينة) سعد بن عبادة (1)في ودان(2)، وفي غزوة ذي قرد، مع ثلاثمائة من قومه يحرسونها(3). والسائب بن عثمان بن مظعون (4) في بواط (5)، وقيل: سعد بن معاذ(6).
وأبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد في العشيرة (7). وزيد بن حارثة(8):
__________
(1) سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة سيد الخزرج أبو ثابت الساعدي رضي الله عنه (ت15هـ). وقيل غير ذلك.
تجريد أسماء الصحابة (1/215)، والتقريب (ص369-370).
(2) عيون الأثر (1/224)، وزاد المعاد (3/164).
(3) عيون الأثر (2/87)، وسبل الهدى والرشاد (5/157)، وقد تقدم ذكر ودان وذي قرد في أثناء الكلام على المغازي.
(4) السائب بن عثمان بن مظعون الجمحي، بدري معروف هاجر إلى الحبشة، وكان من الرماة، استشهد باليمامة رضي الله عنه. تجريد أسماء الصحابة (1/206)،والإصابة (2/11).
(5) عيون الأثر (1/206)، وسبل الهدى والرشاد (4/27).
(6) سعد بن معاذ بن النعمان الأوسي الأشهلي سيد الأوس اهتز لموته عرش الرحمن، استشهد من سهم أصابه بالخندق - رضي الله عنه - . عيون الأثر (1/226)، وتجريد أسماء الصحابة (1/219)، وزاد المعاد (3/165)، والتقريب (ص371)، وسبل الهدى والرشاد (4/27).
(7) أبو سلمة عبد الله بن عبد اأسد بن هلال وأمه وبرة بنت عبد المطلب وهو أيضاً أخو النبي - صلى الله عليه وسلم - من الرضاعة (ت3هـ). عيون الأثر (1/226)، وتجريد أسماء الصحابة (1/320)، وسبل الهدى والرشاد (4/29).
(8) زيد بن حارثة بن شراحيل أبو أسامة القضاعي الكلبي حب النبي - صلى الله عليه وسلم - ومولاه استشهد يوم مؤتة سنة (8هـ)، رضي الله عنه.
تجريد أسماء الصحابة (1/198).(1/3)
في بدر الأولى(1)، وبني المصطلق(2)، بل قال ابن إسحاق: إن الذي في بني المصطلق جعال الضميري(3)، أبو لبابة بن عبد المنذر في بدر الثانية، رده من طريقها، وضرب له بسهمه(4)، وفي بني قينقاع(5) عاصم بن عدي العجلاني، خلفه على أهل العالية(6). وبشير بن عبد المنذر في السويق(7).
__________
(1) عيون الأثر (1/227)، وسبل الهدى والرشاد (4/28).
(2) عيون الأثر (2/92)، وزاد المعاد (3/257)، وسبل الهدى والرشاد (4/486).
(3) جعال وقيل: جعيل بن سراقة الغفاري وقيل الضمري من أهل الصفة شهد أحداً رضي الله عنه. قال الحافظ: " وقال ابن إسحاق في المغازي لما غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بني المصطلق في شعبان سنة ست استعمل على المدينة جعالاً الضمري فهذا مغاير لقول موسى بن عقبة أنه كان معهم في غزاة بني المصطلق وتعين في طريق الجمع بينهما أن يقال هما اثنان ". انظر تجريد أسماء الصحابة (1/84)، والإصابة (1/235).
(4) أبو لبابة بشير بن عبد المنذر الأنصاري الأوسي وقيل: اسمه رفاعة - رضي الله عنه - ،تجريد أسماء الصحابة (1/53)، والإصابة 04/168).
(5) سيرة ابن هشام (3/6)، وعيون الأثر (1/295)، وسبل الهدى والرشاد (4/266)
(6) عاصم بن عدي بن الجعد بن العجلان البلوي الجعلاني - رضي الله عنه - (ت45هـ). أسد الغابة (3/114)، وتجريد أسماء الصحابة (1/282)، والإصابة (2/246).
(7) سيرة ابن هشام (3/4)، وعيون الأثر (1/297)، وسبل الهدى والرشاد (4/258).(1/4)
وابن أم مكتوم، وفي اسمه اختلاف، والأكثر: عمرو، في ثلاثة عشر، بل كان - صلى الله عليه وسلم - يستخلفه عليها للصلاة بالناس في عامة غزواته، قرقة الكدر(1)، وبحران(2)، وعلى الصلاة في أحد(3)، وحمراء الأسد(4)، وبني النضير(5)، والخندق(6)، وقريظة(7)، وبني لحيان(8)، وذي قرد(9)،وفيما قيل: فتح مكة(10)وغيرها(11). وفي خروجه لحجة الوداع (12)، وعثمان بن عفان في غطفان (13)، وفيما قيل: ذات الرقاع(14). وأبو ذر الغفاري (15): في ذات الرقاع(16)،
__________
(1) عيون الأثر (1/297)، وزاد المعاد (3/189)، وسبل الهدى والرشاد (4/255).
(2) عيون الأثر (1/304)، وسبل الهدى والرشاد (4/264).
(3) عيون الأثر (2/4)، وزاد المعاد (3/193).
(4) عيون الأثر (2/37)، وسبل الهدى والرشاد (4/440).
(5) عيون الأثر (2/48)، وسبل الهدى والرشاد (4/458).
(6) عيون الأثر (2/57)، وزاد المعاد (3/271)، وسبل الهدى والرشاد (4/523).
(7) عيون الأثر (2/68)، وزاد المعاد (3/133)، وسبل الهدى والرشاد (5/10).
(8) عيون الأثر (2/83)، وزاد المعاد (3/276)، وسبل الهدى والرشاد (5/50).
(9) عيون الأثر (2/85)، وزاد المعاد (3/278)، وسبل الهدى والرشاد (5/157).
(10) زاد المعاد (3/394)، وسبل الهدى والرشاد (5/321).
(11) انظر الإصابة (2/523)، فيه زيادة بعض الغزوات التي استخلف فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابن أم مكتوم وليست مذكورة هنا. وتقدم الكلام عن هذه الغزوات في قسم السير والمغازي.
(12) الإصابة (2/523).
(13) عيون الأثر (1/303)، وسبل الهدى والرشاد (4/261).
(14) عيون الأثر (2/52)، وزاد المعاد (3/250).
(15) أبو ذر الغفاري جندب بن جنادة، وقيل غيرذلك، من السابقين (ت32هـ). تجريد أسماء الصحابة (2/164)، والتقريب (ص1143).
(16) عيون الأثر (2/52)، وزاد المعاد (3/250)..(1/5)
وفيما قيل: بني المصطلق(1).
وعبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول (2)، في بدر الآخرة(3). وسباع بن عرفطة (4) في دومة الجندل(5)، وخيبر(6). قيل: وتبوك(7). نميلة بن عبد الله الليثي(8)، في بني المصطلق(9) فيما قيل، وكذا في خيبر (10)، والحديبية(11). وأبو رهم كلثوم بن الحصين الغفاري (12): في عمرة القضاء(13)، وغزوة الفتح(14)، وحنين، والطائف. وقيل: الذي في عمرة القضاء: بشير بن سعد الأنصاري، والد النعمان(15).
__________
(1) عيون الأثر (2/92)، وزاد المعاد (3/257)، وسبل الهدى والرشاد (4/486).
(2) عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول كان أبوه رأس المنافقين، وهو من خيار الصحابة استشهد يوم اليمامة رضي الله عنه. تجريد أسماء الصحابة (1/331).
(3) سبل الهدى والرشاد (4/479).
(4) سباع بن عُرفُطة الغفاري. تجريد أسماء الصحابة (1/208)، والإصابة (2/13).
(5) عيون الأثر (2/54)، وزاد المعاد (3/255)، والإصابة (2/13)، وسبل الهدى والرشاد (4/484).
(6) زاد المعاد (3/317)، وتجريد أسماء الصحابة (1/208)، والإصابة (2/13)، وسبل الهدى والرشاد (5/181).
(7) عيون الأثر(2/216)، وسل الهدى والرشاد (5/638).
(8) نُميلَة بن عبد الله الليثي. تجريد أسماء الصحابة (2/113)، والإصابة (4/574).
(9) عيون الأثر(2/92)، وزاد المعاد (3/257)، وسبل الهدى والرشاد (4/486).
(10) عيون الأثر (2/130)، وسبل الهدى والرشاد (5/181).
(11) عيون الأثر(2/113)، وسبل الهدى والرشاد (5/56).
(12) أبو رُهم، كلثوم بن الحصين الغفاري رضي الله عنه. تجريد أسماء الصحابة (2/166-167)، والتقريب (ص813).
(13) تجريد أسماء الصحابة(2/167)، وسبل الهدى والرشاد (5/289).
(14) تجريد أسماء الصحابة (2/167)، وزاد المعاد(3/394)، والإصابة (4/71)، و سبل الهدى والرشاد (5/321).
(15) بشير بن سعد بن ثعلبة الأنصاري البدري والد النعمان بن بشير (ت12هـ)..تجريد أسماء الصحابة (2/61)، والإصابة (1/158).(1/6)
محمد بن مسلمة الأنصاري(1)، في تبوك(2).
وأبو بكر الصديق على العسكر فيها يصلي بالناس(3)، بل أمره في حياته - صلى الله عليه وسلم - على الحج سنة تسع(4)، وقدمه للصلاة بالناس في مرض موته(5).
واستعمل - صلى الله عليه وسلم - على أهل قباء(6) والعالية(7): عاصم بن عدي بن الجد بن العجلان، بحيث لم يشهد بدراً، وضرب له بسهمه(8). وأمر عبد الله بن سعيد بن العاص (9) - وكان كاتباً- أن يعلم الكتابة بالمدينة(10).
__________
(1) محمد بن مسلمة بن خالد الأوسي الأنصاري أبو عبد الرحمن - رضي الله عنه - (ت43هـ). تجريد أسماء الصحابة (2/61)، والإصابة (3/383-384)
(2) عيون الأثر (2/216)، وزاد المعاد (3/529)، والإصابة (3/383)، وسبل الهدى والرشاد (5/138).
(3) عيون الأثر (2/216)، وسبل الهدى والرشاد (5/638).
(4) عيون الأثر (2/231)، وزاد المعاد (3/593)، وقد تقدم تخريجه.
(5) فيه حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "مروا أبا بكر فليصل بالناس..." الحديث. رواه البخاري (كتاب الأذان – باب حد المريض أن يشهد الجماعة -1/133-134/رقم 664)، ومسلم (كتاب الصلاة –باب استخلاف الإمام إذا عرض له عذر...-1/311-313/رقم94)
(6) الإصابة (2/246).
(7) تقدم قريباً.
(8) قال الحافظ:"...واتفقوا على ذكره في البدريين ويقال إنه لم يشهدها بل خرج فكسر فرده النبي - صلى الله عليه وسلم - من الروحاء واستخلفه على العالية من المدينة وهذا هو المعتمد..." الإصابة (2/246).
(9) عبد الله بن سعيد بن العاص بن أمية الأموي، كان اسمه في الجاهلية الحكم فغيره النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قتل يوم اليمامة وهو قول كثير، وقيل يوم بدر، وقيل يوم مؤتة. تجريد أسماء الصحابة (1/315)، والإصابة (1/344).
(10) الإصابة (1/344).(1/7)
ولما توفي - صلى الله عليه وسلم - جعل خليفتُه أبو بكر على أنقاب المدينة في زمن الردة: علياً، وطلحة، والزبير، وابن مسعود - رضي الله عنهم - ، بل ألزم أهل المدينة بحضور المسجد خوف الغارة من العدو، لقربهم(1).
واستخلف على المدينة – حين برز للتوجه بجيشه لقتال أهل الردة: أسامة بن زيد، حين قدومه بالجيش الذي جهزه، إنفاذاً لتأميره - صلى الله عليه وسلم - ، مما كان أعظم نفع للمسلمين، بل وخلف مع أسامة جنده، ليستريحوا ويريحوا ظهرهم، فناشده المسلمون الرجوع، فأبى قائلاً: " بل أواسيكم بنفسي " وعلي آخذ بزمام راحلته، قائلاً " لا تفجعنا بنفسك فو الله لئن أصبنا بك، لا يكون للإسلام نظام " إلى أن سار إلى ذي القصة(2)، ونزلها في جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة،فرجع إلى المدينة حينئذ،بعدأن أمضى الجيوش، وأنفذ خالد بن الوليد(3).(4) واستخلف (أبو بكر - رضي الله عنه - ) حين حج – سنة اثنتي عشرة – على المدينة عثمان بن عفان - رضي الله عنه - (5).
__________
(1) البداية والنهاية (6/311)، وعصر الخلافة الراشدة (ص370).
(2) ذو القصة بفتح الأول، وتشديد الصاد المهملة، وآخره تاء مربوطة، سمي بذلك لقصه في الأرض، موضع على الطريق من المدينة إلى العراق المار بالقصيم، وربما كان الموقع قريباً من بلدة الصويدرة اليوم، حيث كانت ديار غطفان التي غزاها أبو عبيدة رضي الله عنه. معجم البلدان (4/366)، والمعالم الأثيرة (ص227).
(3) خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي، سيف الله يكنى أبا سليمان من كبار الصحابة (ت21أو22هـ). تجريد أسماء الصحابة (1/154).
(4) البداية والنهاية (6/314-319)، والكامل (2/207-210).
(5) تاريخ الطبري (3/386)، والبداية والنهاية (6/353).(1/8)
ثم أمر أبو بكر عمراً رضي الله عنهما بالصلاة بالناس في مرض موته إذ أقام خمسة عشر يوماً لا يخرج إلى الصلاة، بل كان عمر يصلي بالناس في حياته إذا غاب(1). ولما دفن - رضي الله عنه - – وكان قد استخلفه – صعد المنبر فخطب بالناس(2).
لم يتخلف (عمر - رضي الله عنه - ) عن الحج في سني خلافته إلا في الأولى فقط، وكان على القضاء علي - رضي الله عنه - ، بل واستخلفه(3). وفي سنة أربع عشرة: أمر[ عمر - رضي الله عنه - ] (4)بالقيام في شهر رمضان في المساجد بالمدينة، وجمعهم على أبي بن كعب(5)(6)وكتب إلى الأمصار بذلك.
وكذا جمع عمر الناس في قيام رمضان على سليمان بن أبي حثمة (7).
__________
(1) تاريخ الطبري (3/419)، والبداية والنهاية (7/18)، والكامل (2/267).
(2) تاريخ الطبري (3/433)، والكامل (2/277).
(3) تاريخ عمر بن الخطاب لابن الجوزي (ص110-111).
(4) ليست في الأصل (ق18/ب).
(5) أبي بن كعب بن قيس أبو المنذر وأبو الطفيل الأنصاري النجاري سيد القراء. تجريد أسماء الصحابة (1/4)، والكامل (2/337)، والبداية والنهاية (7/47)، والإصابة (1/19).
(6) رواه البخاري (كتاب صلاة التراويح – باب فضل من قام رمضان – 3/44-45/رقم 2010). وفيه قال عبد الرحمن بن عبد القارئ "... فقال عمر إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل، ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب..." الحديث.
(7) سليمان بن أبي حثمة بن عانم القرشي العدوي. جمهرة نسب قريش (2/851-853)، وتجريد أسماء الصحابة (1/237)، والإصابة (2/106).(1/9)
وأقام عمر - رضي الله عنه - أيضاً: أبا حليمة – معاذ بن الحرث(1)- الأنصاري القاري يصلي بالناس التراويح في رمضان، فكان يقنت(2). وفي التي تليها – أو التي بعدها – سار عمر - رضي الله عنه - لفتح بيت المقدس، واستخلف على المدينة علياً - رضي الله عنه - (3). وفي سنة ست عشرة استخلف عليها – حين حج – زيد بن ثابت(4)، وكذا التي بعدها حين اعتمر(5). وبنى المسجد الحرام، وأقام بمكة عشرين ليلة، وفي غيرها من حجاته(6). ثم في سنة ثماني عشرة: سار إلى الشام، واستخلف علياً - رضي الله عنه - (7). ثم في حجة سنة إحدى وعشرين والتي تليها معاً: استخلف زيد بن ثابت(8). ثم في سنة ثلاث وعشرين، آخر حجاته: كان معه فيها أمهات المؤمنين رضي الله عنهم وعنهن(9).
__________
(1) معاذ بن الحارث أبو حليمة الخزرجي النجاري الأنصاري يعرف بالقارئ. تجريد أسماء الصحابة (2/80)، والإصابة (3/427-428).
(2) أسد الغابة (5/197)، والإصابة (3/428).
(3) تاريخ الطبري (3/608)، والبداية والنهاية (7/55)، والكامل (2/348).
(4) تاريخ الطبري (4/39)، والكامل (2/370-371).
(5) تاريخ الطبري (4/69)، والكامل (2/382).
(6) تاريخ الطبري (4/68-69)، والكامل (2/382).
(7) تاريخ الطبري (4/101)، والكامل (2/402)، والبداية والنهاية (7/93).
(8) تاريخ الطبري (4/145-173)، والكامل (2/424، 438)، والبداية والنهاية (7/113).
(9) الكامل (2/446)، والبداية والنهاية (7/133).(1/10)
قال الزهري: ما اتخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - قاضياً ـ ولا أبو بكر, ولا عمر ـ حتى قال عمر للسائب بن يزيد(1) , ابن أخت نمر «لو روحت عني بعض الأمر؟»(2).
ونقل ابن حبان وابن عبد البر: أن السائب كان على السوق أيام عمر. وسبقهما مصعب الزبيري فقال: استعمله عمر على سوق المدينة, هو وسليمان بن أبي حثمة, وعبد الله بن مسعود(3). وأول من استعمل قاضياً ـ بعد قول عمر للسائب ـ عثمان - رضي الله عنه - .
__________
(1) السائب بن يزيد بن سعيد أبو يزيد المعروف بابن أخت نمر, قيل: إنه ليثي كناني, وقيل كندي, وقيل غير ذلك (ت 82هـ) رضي الله عنه. تجريد أسماء الصحابة (1/207), والإصابة (2/12 – 13).
(2) رواه وكيع في أخبار القضاة (1/105) عن الزهري به وفيه: قال عمر ليزيد بن أخت نمر, وهو غريب.انظر السير (3/438).
(3) انظر نسب قريش لمصعب الزبيري (ص 374), والثقات (3/172), والاستعاب (2/106), والإصابة (2/13).(1/11)
وجعل عمر - رضي الله عنه - على بيت المال: عبد الله بن الأرقم القرشي الزهري الصحابي(1), لما شاهده من ائتمان النبي - صلى الله عليه وسلم - له. وكتب له(2) , ثم لأبي بكر وعمر(3). وكذا استعمله عثمان على بيت المال(4). وكذا كان عبد الرحمن بن عبد القاري عامر على بيت المال(5).وكذا كان أبو الزناد عبد الله [ بن ] (6) ذكوان الفقيه حاسب أهل المدينة بحيث وفد على هشام بن عبد الملك بحساب ديوانها. وكان أبو زيد سعد بن عبيد الأنصاري(7)،أحد من جمع القرآن في زمنه - صلى الله عليه وسلم - ـ يؤم في زمنه - صلى الله عليه وسلم - , و(زمن) أبي بكر وعمر بمسجد قباء.
__________
(1) عبد الله بن الأرقم بن عبد يغوث القرشي الزهري - رضي الله عنه - , كاتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . جمهرة نسب قريش (2/527), وأسد الغابة (3/172 – 173), وتجريد أسماء الصحابة (1/296), والإصابة (2/273 – 274).
(2) يريد به حديث عبد الله بن عمر قال: « أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - كتاب رجل فقال لعبد الله بن الأرقم: أجب عني, فكتب جوابه, ثم قرأه عليه فقال: أصبت وأحسنت, اللهم وفقه » فلما ولي عمر كان يشاوره. رواه الحاكم (3/335) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه, ووافقه الذهبي.
(3) أسد الغابة (3/173), وتجريد أسماء الصحابة (1/296), والإصابة (2/273).
(4) جمهرة نسب قريش (2/527).
(5) عبد الرحمن بن عبد القاري حليف بني زهرة.أسد الغابة (3/471), وتجريد أسماء الصحابة (1/351), والإصابة (2/273).
(6) من مصادر ترجمته, وقد سقطت في الأصل, وقد تقدمت ترجمته.
(7) سعد بن عبيد بن النعمان بن قيس أبو زيد الأنصاري الأوسي, توفي زمن عمر - رضي الله عنهم - . أسد الغابة (2/359 – 360), وتجريد أسماء الصحابة (1/216), والإصابة (2/31).(1/12)
فلما توفي أمر عمر - رضي الله عنه - مجمع بن جارية أن يصلي بهم(1). وأمَّ بمسجد قباء عاصم بن سويد بن عامر بن يزيد بن جارية الأنصاري(2) أحد شيوخ أبي مصعب(3). ولما قتل أبو لؤلؤة اللعين غلام المغيرة بن شعبة(4) الخليفة عمر - رضي الله عنه - , عند صلاة الصبح أمر عبد الرحمن بن عوف(5) فصلى(6). ثم جعل الخلافة شورى بين ستة(7) , وأمر أن يصلي صهيب(8) بالناس, حتى يستقر الأمر, بل هو الذي صلى على عمر(9).
__________
(1) رواه الزبير بن بكار في أخبار المدينة كما في الإصابة (2/31).
(2) عاصم بن سويد بن عامر بن يزيد بن جارية القبائي ـ بضم القاف ـ إمام مسجد قباء, قال الحافظ: مقبول. التقريب (472).
(3) أحمد بن أبي بكر (القاسم) بن الحارث بن زرارة بن مصعب أبو مصعب الزهري المدني. قال الحافظ: مدني فقيه صدوق, عابه أبو خيثمة للفتوى بالرأي (ت 242). التقريب (ص 78).
(4) تقدم ذكره.
(5) عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف الزهري أبو محمد أحد العشرة المشهود لهم بالجنة (ت 32هـ) رضي الله عنه. تجريد أسماء الصحابة (1/353), والإصابة (2/416 – 417).
(6) تاريخ عمر بن الخطاب (ص 238 – 252).
(7) وهم: علي, وعثمان, والزبير, وسعد, وعبد الرحمن بن عوف, وعبد الله بن عمر. انظر تاريخ عمر بن الخطاب (ص 244 , 254)
(8) صهيب بن سنان بن مالك أبو يحيى النمري الومي (ت 38هـ) - رضي الله عنه - . تجريد أسماء الصحابة (1/278), والإصابة (2/195 – 196).
(9) تاريخ عمر بن الخطاب (ص 254), وأسد الغابة (3/39), والإصابة (2/195 – 196).(1/13)
صلى للناس يومئذ أبو أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري(1) , ولم يتخلف عن الحج في سني خلافته, إلا في الأولى(2) والأخيرة(3) ـ واستخلف على المدينة في بعضها: عامر بن ربيعة بن كعب العنزي العدوي(4). وكان يصلي بالناس في المسجد النبوي أبو أيوب خالد بن زيد الأنصاري(5) بعد استئذان سعد القرظ المؤذن علياً, فدام أياماً, ثم صلى بهم علي(6). ويقال: بل أمر علي سهل بن حنيف فصلى بالناس من أول ذي الحجة إلى يوم العيد, واستمر حتى قتل, رضي الله عنهم(7).
__________
(1) أبو أمامة أسعد بن سهل بن حنيف الأنصاري مشهور بكنيته (ت 100هـ). تاريخ الطبري (4/423), والكامل (3/76), وتجريد أسماء الصحابة (1/15), والبداية والنهاية (7/177), والإصابة (1/97 ــ 98). وفي تاريخ الطبري, والكامل, والبداية والنهاية: سهل بن حنيف. ولعلهما أمَّا جميعاً.
(2) البداية والنهاية (7/150).
(3) لأن وفاته في ذي الحجة سنة 35هـ.
(4) عامر بن ربيعة بن كعب بن مالك العنزي - رضي الله عنه - , توفي بعد مقتل عثمان - رضي الله عنه - . تجريد أسماء الصحابة (1/284), والإصابة (2/249).
(5) أبو أيوب خالد بن زيد بن كليب الأنصاري البخاري - رضي الله عنه - . تجريد أسماء الصحابة (2/150), والإصابة (1/405).
(6) تاريخ الطبري (4/423), والكامل (3/76), والبداية والنهاية (7/177).
(7) تاريخ الطبري (4/423), والكامل (3/76).(1/14)
وبويع لعلي(1) الذي لم يتهيأ له الحج في سني خلافته, واستخلف حين خرج دافعاً لمن برز قثم بن العباس(2). ثم في سنة سبع وثلاثين سهل بن حنيف(3), ثم عزله واستخلصه لنفسه, وولاها تمام بن العباس(4) , ثم عزله وولاها أبو أيوب الأنصاري, ثم شخص أبو أيوب نحو علي, واستخلف عليها رجلاً من الأنصار, فلم يزل عليها حتى قُتل عليٌ - رضي الله عنه - (5).
وكذا ولى علي - رضي الله عنه - حين خرج يريد البصرة: تميم بن عبد عمرو أبا حسن المازني(6)(7).
__________
(1) تاريخ الطبري (4/427), والكامل (3/81), والبداية والنهاية (7/226).
(2) قثم ـ بضم القاف, وفتح المثلثة ـ بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي بن عم النبي - صلى الله عليه وسلم - صحابي صغير (ت 57هـ) رضي الله عنه. تاريخ الطبري (4/445), وأسد الغابة (4/392 – 393), وتجريد أسماء الصحابة (2/13), والإصابة (3/226 -227).
(3) تاريخ الطبري (5/93), والكامل (3/225), والبداية والنهاية (7/311).
(4) تمَّام بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي ابن عم النبي - صلى الله عليه وسلم - , رضي الله عنه. أسد الغابة (1/253 – 254), وتجريد أسماء الصحابة (1/58), والإصابة (1/186 – 187).
(5) أسد الغابة (1/253 – 254).
(6) تميم بن عبد عمرو أبو الحسن المازني رضي الله عنه. أسد الغابة (1/260), وتجريد أسماء الصحابة (1/59), والإصابة (4/43 – 44).
(7) ذكره ابن الأثير في أسد الغابة (1/260), والذهبي في التجريد (1/59), لكن ليس فيها أن ذلك كان حيث خروج علي رضي الله عنه إلى البصرة, لأنه حين خروجه إليها ولى على المدينة تمَّام بن العباس, وقيل سهل بن حنيف, كما في تاريخ الطبري (4/455), والكامل (3/114), والبداية والنهاية (7/234).(1/15)
ولما ترك الخلافة ابنه الحسن لمعاوية بن أبي سفيان ـ رضي الله عنهما ـ كان أبو هريرة في أثناء الفتنة يصلي بالناس, حين جاء جارية ابن قدامة(1) (2).
استعمل معاوية - رضي الله عنه - على المدينة: مروان بن الحكم بن أمية(3) ثمان سنين وشهرين ثم عزله, واستعمل في أحد الربيعين سنة تسع وأربعين سعيدبن العاص(4)(5). وكان على قضائها في أيام مروان عبد الله بن نوفل بن الحارث (6)،فعزله سعيدحين استقر بأبي سلمة بن عبدالرحمن (7)، بل قيل: إن ابن نوفل كان قاضياً زمن معاوية، وإنه أول قاض كان بالمدينة من التابعين (8)، وتكررت ولاية معاوية لسعيد بن العاص في الإمرة.
وكذا استعمل معاوية - رضي الله عنه - أبا هريرة - رضي الله عنه - غير مرة، وكان إذا غضب عليه يبعث مروان (9)، بحيث وليها أيضاً غير مرة، ومن جملتها في سنة أربع وخمسين (10).
__________
(1) جارية بن قدامة التميمي السعدي رضي الله عنه. أسد الغابة (1/314), وتجريد أسماء الصحابة (1/75).
(2) تاريخ الطبري (5/140), والكامل (3/251), والبداية والنهاية (7/323).
(3) مروان بن الحكم بن أمية أبو عبد الملك الأموي المدني, ولي الخلافة في آخر سنة 64هـ (ت 65هـ).التقريب (ص 931).
(4) سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية الأموي (ت 58هـ) - رضي الله عنه - .تجريد أسماء الصحابة (1/223), والتقريب (ص 381).
(5) تاريخ الطبري (5/232), والكامل (3/315), والبداية والنهاية (8/32).
(6) عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي قتل زمن معاوية - رضي الله عنه - أسد الغابة (3/407)، وتجريد أسماء الصحابة (1/ 338)
(7) تاريخ الطبري (5/ 232)، والكامل (3/ 315)، والبداية والنهاية (8/32) وجاء فيها عبد الله بن الحارث بن نوفل.
(8) أسد الغابة (3/ 407)
(9) تاريخ الإسلام (حوادث سنة 59 هـ ص 356)، والبداية والنهاية (8/ 113)
(10) تاريخ الطبري (5/ 293)، والكامل (3/ 344)(1/16)
واستعمل معاوية - رضي الله عنه - أيضاً عبد الملك بن مروان (1)، وهو ابن ست عشرة سنة، وحج سنة خمس وسبعين، وعزل معاوية - رضي الله عنه - مروان في سنة سبع وخمسين (2). واستعمل ابن أخيه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان (3) (4)، وكان في سنة تسع وخمسين واليها (5)، فأبقاه يزيد بن معاوية (6)، حين خلف أباه في سنة ستين (7)، بل كان العامل فيها عليها وعلى مكة معاً عمرو بن سعيد بن العاص الأشدق (8)،
__________
(1) عبد الملك بن مروان بن الحكم أبو الوليد القرشي الأموي المدني، ولي الخلافة بعهد من أبيه، توفي سنة (86 هـ).
(2) تاريخ الطبري (6/ 215)، والكامل (4/150)
(3) الوليد بن عتبة بن أبي سفيان الأموي، ولاه عمه معاوية إمرة المدينة، قال أبو مصعب: كان حليماً كريماً، نسب قريش (ص 133)، والثقات (5/ 491)
(4) تاريخ الطبري (5/ 308)، والكامل (3/ 357)، وتاريخ الإسلام (حوادث سنة 57 هـ ص 163)
(5) تاريخ الطبري (5/ 321)، والكامل (3/ 366)
(6) يزيد بن معاوية بن أبي سفيان أبو خالد الأموي، ولي الخلافة سنة (60 هـ)، وتوفي سنة (64 هـ)، التقريب (ص 1803)
(7) تاريخ الطبري(5/ 338)، والكامل (3/377)، وتاريخ الإسلام (حوادث سنة 60 هـ ص 169)، والبداية والنهاية (8/ 146)
(8) عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية الأموي المعروف بالأشدق، تابعي ولي إمرة المدينة لمعاوية ولابنه يزيد، توفي سنة (70 هـ) التقريب (ص 736)..(1/17)
ودخل المدينة في رمضان (1)، وكان بشر بن أرطاة (2) من شيعة معاوية، وولي الحجاز واليمن، وهدم بالمدينة دوراً كثيرة، وصعد المنبر، فتكلم بمنكر (3).
__________
(1) تاريخ الطبري (5/ 343)، والكامل (3/ 380)، والبداية والنهاية (8/ 148)
(2) بشر – ويقال بسر ــ بن أرطاة، ويقال ابن أبي أرطاة أبو عبد الرحمن العامري من صغار الصحابة توفي سنة (86 هـ)، تاريخ بغداد (1/210)، وتجريد أسماء الصحابة (1/ 48)، والتقريب (ص 166)
(3) تاريخ الطبري (5/ 139)، والكامل (3/ 250-251)، والسير (3/ 410)(1/18)
ولما فرغ مسلم بن عقبة من قتال أهل المدينة (1): استعمل عليها روح بن زنباع الجذامي (2)، وقيل: عمر بن محرز الأشجعي (3)، واستعمل أبا يزيد، أو غيره ممن هو أقرب، على شرطته عمرو بن الزبير بن العوام (4)، لما كان بينه وبين أخيه عبد الله من التفاطن (5)، وكانت وقعة الحرة، واستشهد فيها عبد الله بن حنظلة الغسيل الصحابي (6) في ذي الحجة منها، وكانت الأوس ولته أمرها (7).
__________
(1) تقدمت ترجمته، وتقدمت القصة كذلك.
(2) روح بن زنباع بن روح بن سلامة الجذامي أبو زرعة، توفي سنة (84 هـ) قال الذهبي وابن حجر: لا تصح له صحبة، تجريد أسماء الصحابة (1/ 186)، والسير (4/ 251- 252)، والإصابة (1/ 524)
(3) عمر – ويقال عمرو – بن محرز الأشجعي،التاريخ الكبير (6/ 194)، تاريخ الطبري (5/ 496)، والجرح والتعديل (6/ 135)، والكامل (3/ 463)، والبداية والنهاية (8/ 224).
(4) عمرو بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد، الطبقات الكبرى (5/ 185)
(5) الطبقات الكبرى (5/ 185)، وتاريخ الطبري (5/ 343ـ 347)، والكامل (3/ 380 ـ 381)، والبداية والنهاية (8/ 148)
(6) عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الراهب الأنصاري، له رؤية وأبوه غسيل الملائكة، توفي سنة (63 هـ) تجريد أسماء الصحابة (1/ 306)، والتقريب (ص 501).
(7) تاريخ الطبري (5/ 478- 495)، والكامل (3/ 455- 462)، والبداية والنهاية (8/ 217- 224)(1/19)
وحين بويع في الشام لعبد الملك بن مروان بن الحكم ولى عروة بن أنيف (1)، وجهزه في عسكر لقتال أهل المدينة، فهرب الحارث بن حاطب بن الحارث بن معمر (2)، متوليها لعبد الله بن الزبير. فكان ابن أنيف يدخل فيصلي بالناس الجمعة ثم يعود لمعسكره، ودام شهراً، ثم صار يصلي بعده عبد الرحمن بن سعد القرظ، إلى أن عاد الحارث إلى المدينة (3)، ثم عزله ابن الزبير (4) بجابر بن الأسود بن عوف الزهري (5)، ثم سنة سبعين بطلحة بن عبد الله بن عوف الزهري، المعروف ـ لجوده ـ بطلحة الندي (6)، فلم يزل حتى أخرجه طارق بن عمرو (7) حين قدمها في سنة اثنتين وسبعين، واستقر ثعلبة - رجل من أهل الشام – (8) فكان يأكل وهو على منبر النبي - صلى الله عليه وسلم - التمر وغيره، ليغيظ أهل المدينة، مع شدته على أهل الريبة. وكذا ولى عبد الملك (9) المدينة في سنة اثنتين وسبعين طارق بن عمرو مولى عثمان المذكور خمسة أشهر.
__________
(1) تاريخ دمشق (40/ 210).
(2) الحارث بن حاطب بن الحارث بن معمر القرشي الحمصي، صحابي صغير، توفي (66 هـ) تجريد أسماء الصحابة (1/ 97)، والتقريب (ص 209).
(3) الكامل (4/ 121)
(4) عبد الله بن الزبير بن العوام أبو بكر وأبو خبيب بالمعجمة مصغراً كان أول مولود في الإسلام بالمدينة من المهاجرين وولي الخلافة تسع سنين إلى أن قتل في ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين، ستأتي ترجمته في حرف العين، التقريب (ص 506)
(5) جابر بن الأسود بن عوف ولي المدينة لعبد الله بن الزبير، ستأتي ترجمته في حرف الجيم
(6) طلحة بن عبد الله بن عوف ولي قضاء المدينة أيام يزيد بن معاوية، ستأتي ترجمته في حرف الطاء
(7) طارق بن عمرو الأموي المكي قاضي مكة ويقال قاضي المدينة، ستأتي ترجمته في حرف الطاء
(8) لم أقف عليه.
(9) هو عبد الملك بن مروان.(1/20)
وكان قاضياً أيامه عبد الله بن قيس بن مخرمة(1)، بل كان قاضياً في حياة جابر بن عبد الله الأنصاري(2)، واستخلفه الحجاج (3)، إذ ولي العراقين على المدينة. ولى عبد الملك أيضاً أبان بن عثمان بن عفان (4) سبع سنين فأزيد.
وممن ولي المدينة لابن الزبير، المقيم في الخلافة تسع سنين - لم يترك الحج في واحدة منها، أولها: سنة أربع وستينالحارث بن حاطب (5)، المشار إليه، وكان الحارث هذا: يلي لمروان المساعي بالمدينة (6)، ودام إلى أيام ابنه عبد الملك، بل استعمل عبد الملك الحجاج على مكة والمدينة (7)، فلما قتل ابن الزبير دخل مكة، فبايعه أهلها لعبد الملك، وسار إلى المدينة، فأقام بها شهراً أو شهرين(8)، وتجرأ فيها على الصحابة، وتكلم بالقبيح، وذلك في صفر سنة أربع [ وسبعين ] (9)، وكذا استعمل عبد الملك هشام بن إسماعيل المخزومي، ثم عزله ابنه الوليد (10) الذي حج بالناس سنة سبع وتسعين (11).
__________
(1) عبد الله بن قيس القرشي، ستأتي ترجمته في حرف العين
(2) جابر بن عبد الله بن حرام الأنصاري رضي الله عنه، تقدمت ترجمته.
(3) الحجاج بن يوسف الثقفي، تقدمت ترجمته.
(4) أبان بن عثمان بن عفان الأموي من كبار التابعين، ستأتي ترجمته في حرف الألف، وانظر إتحاف الورى (2/ 107)
(5) الحارث بن حاطب بن الحارث القرشي رضي الله عنه، ستأتي ترجمته في حرف الحاء
(6) تهذيب التهذيب (2/ 138).
(7) العبر (1/ 84).
(8) إتحاف الورى (2/ 104)، والزهور المقتطفة (ص 279).
(9) إتحاف الورى (2/ 103) وفي الأصل (ق / 19 / أ) أربع وأربعين وهو خطأ.
(10) الوليد بن عبد الملك بن مروان أبو العباس الخليفة الأموي، بويع له بالخلافة بعد أبيه، توفي سنة (96 هـ) ، العبر (1 / 85)، والبداية والنهاية (9 / 161 – 166).
(11) البداية والنهاية (9/ 71).(1/21)
وولي عمر بن عبد العزيز من سنة ست وثمانين إلى سنة ثلاث وتسعين (1).
وكان على سوق المدينة أيام إمرة عمر بن عبد العزيز سليمان بن يسار، أحد أئمة التابعين (2)، ثم عزل الوليد عمر بعثمان بن حيان (3)، فدام ثلاث سنين، واستعمل الخليفة سليمان بن عبد الملك المتوفى سنة تسع وتسعين (4) بعد عزله لعثمان بن حيان سنة ست وتسعين محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري (5)، الذي كان مقدماً على الخزرج يوم الحرة (6).
ومن النكت الطريفة: أن سليمان كتب إليه: أحص من قبلك من المخنثين فصحفت باخص بالخاء المعجمة (7)، فخصاهم، بل قيل: إنه علم بالتصحيف قبل الفعل، وأنه كف.
__________
(1) قال أبو الزناد: ولي عمر بن عبدالعزيز المدينة في ربيع الأول سنة (87) مناقب عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي (ص 41).
(2) سليمان بن يسار المدني، ستأتي ترجمته في حرف السين.
(3) عثمان بن حيان مولى أم الدرداء، ستأتي ترجمته في حرف العين.
وانظر البداية والنهاية (9/ 88).
(4) سليمان بن عبد الملك، ستأتي ترجمته في حرف السين، لكنه سقط في المطبوعة.
(5) محمد بن عمرو بن حزم والد أبي بكر، ستأتي ترجمته في حرف الميم.
قال ابن حجر: له رؤية، فقد ولد في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وقتل يوم الحرة،التقريب (ص 883)، وتهذيب الكمال (6/ 201)
(6) قال ابن حبان: ولته الأنصار أمرها يوم الحرة، ومات في ذلك سنة (63 هـ) الثقات (5/ 347)،ووقعة الحرة هي الوقعة التي كانت بسبب اجتماع أهل المدينة على خلع يزيد بن معاوية، فعلم بذلك فأرسل إليهم مسلم بن عقبة فاستباح المدينة ثلاثة أيام، وأوقع في أهل المدينة مقتلة عظيمة انظر البداية والنهاية (6/ 233- 234).
(7) رواه العسكري في تصحيفات المحدثين (1/ 71).(1/22)
وكان ابن حزم عليها قبله لأخيه الوليد، فإنه حكى أنه تحامل على الأحوص الشاعر (1) تحاملاً شديداً، فسار إلى الوليد يشكوه، وأنشد قصيدة يمتدحه بها، من جملتها:
لا ترثين لحزمي ظفرت به ... يوماً، ولو ألقي الحزمي في النار
الناخسين بمروان بذي خشب ... والداخلين على عثمان في الدار (2)
فقال له الوليد: صدقت (3)، والله لقد أغفلنا حزماً وآل حزم (4).
ثم كتب بولاية عثمان بن حيان المري (5)، وبعزل عمر (6)، واستصفاء أموالهم، واسقاطهم جميعاً من الديوان (7).
__________
(1) عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عاصم الأنصاري، لقب بالأحوص لضيق في مؤخرة عينيه، شاعر هجاء معاصر لجرير والفرزدق، وهو من سكان المدينة، توفي سنة (105 هـ) بدمشق.حاشية المغانم (2/ 660)، والسير (4/ 593)، والشعر والشعراء (ص 262)
(2) وفي المصادر كما سيأتي ورد البيتان بهذا اللفظ لا ترثين لحزميٍّ رأيت به.. ضراً وإن سقط الحزمي في النار
الناخسين بمروان بذي خشب....والمقحمين على عثمان في الدار
(3) رواه ابن شبة في تاريخ المدينة (4/ 1279)
(4) تاريخ الطبري (8/ 85)، ولسان العرب (6/ 229) مادة (نخس) وفيه: و النخس هو الدفع والحركة
(5) عثمان بن حيان الدمشقي أمير المدينة، ستأتي ترجمته في حرف العين وانظر البداية والنهاية (9/ 88)
(6) في الأصل (ق / 19 / ب) [ ابن عمر ] وهو خطأ
(7) الكامل (4/ 278)، والبداية والنهاية (9/ 88)(1/23)
واستعمل ابن عمهما عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم عليها خالد ابن أبي الصلت (1)، وعلى القضاء أبا طوالة عبد الله بن عبد العزيز بن معمر بن حزم (2) بل كان أبو طوالة خليفة لابن عمه أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم في القضاء، وولي قضاء (3) المدينة لعمر بن عبد العزيز عبد الرحمن بن يزيد بن جارية (4).
واستعمل هشام بن عبد الملك - الذي حج قبل خلافته بالناس سنة ست ومائة كلاً من خاليه إبراهيم (5) ومحمد (6) ابني هشام بن إسماعيل بن الوليد بن المغيرة القرشي المخزومي، على مكة والمدينة والطائف، وكأنه ولى إبراهيم أولاً، فإنه قدم المدينة وهو أمير في جمادى الثانية سنة ست ومائة (7)، ثم عزله في سنة أربع عشرة ومائة بأخيه خالد بن عبد الملك (8) (9)، وكأنه صرفه أيضاً، ثم أعاده سنة سبع عشرة ومائة لكل من مكة والمدينة والطائف وحج بالناس (10).
__________
(1) خالد بن أبي الصلت المدني، ستأتي ترجمته في حرف الخاء
(2) أخبار القضاة (1/ 135)
(3) الاستيعاب (3/ 249)
(4) عبد الرحمن بن يزيد بن جارية الأنصاري، توفي سنة (98 هـ)، ستأتي ترجمته في حرف العين. ولتوليه القضاء بالمدينة انظر الطبقات الكبرى (5/ 84).
(5) إبراهيم بن هشام بن إسماعيل بن الوليد بن المغيرة القرشي المخزومي، تاريخ دمشق (7/ 259)
(6) محمد بن هشام بن إسماعيل بن الوليد بن المغيرة القرشي المخزومي أمير مكة والمدينة، تهذيب التهذيب (9/ 495 – 496)
(7) تاريخ الطبري (7/ 29)، والكامل (4/ 376)، والبداية والنهاية (9/ 234)
(8) خالد بن عبد الملك بن مروان الأموي ولي المدينة، ستأتي ترجمته في حرف الخاء المعجمة
(9) تاريخ خليفة (ص 357)، وتاريخ الطبري (7/ 90)، والكامل (4/ 407)
(10) تاريخ الطبري (7/ 107)، والكامل (4/ 419)(1/24)
ثم صرفه في التي بعدها بمحمد بن هشام أخي إبراهيم، فكان واليها سنين، كأنه إلى خمس وعشرين آخر أيام هشام (1)، وحج بالناس في أول سنيه (2).
وكان القاضي بها أيام إبراهيم: سعيد بن سليمان بن زيد بن ثابت (3)، والقاضي في خلافة هشام بن عبد الملك إما زبيد بن الصلت، أو والده الصلت (4) (5). ثم لما صارت الخلافة لابن أخيهم الوليد بن يزيد بن عبد الملك كتب إلى يوسف بن عمر (6) أمير المدينة بالقبض على محمد وإبراهيم المذكورين، ففعل وعذبهما حتى ماتا سنة خمس وعشرين ومائة (7). وولي مكة والمدينة عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز بن مروان (8) لمروان بن محمد (9)، وحج بالناس سنة سبع وعشرين ومائة.
__________
(1) تاريخ خليفة (ص 357)، تاريخ الطبري (7/ 111)، والكامل (4/ 421)
(2) تاريخ الطبري (7/ 92)
(3) سعيد بن سليمان بن زيد بن ثابت أبو عبد الله الأنصاري المدني قاضيها، توفي سنة (132 هـ) ستأتي ترجمته في السين.
(4) الصلت بن زبيد - بضم أوله وكسره ثم مثناتين تحتانيتين – بن الصلت بن معد يكرب الكندي قاضي المدينة، ستأتي ترجمته في حرف الصاد.
(5) تاريخ خليفة (ص 361)، وتاريخ الطبري (7/ 29)، والكامل (4/ 376) وسيأتي في ترجمة الصلت بن زبيد من حرف الصاد من أن الراجح فيمن تولى القضاء هو الصلت بن زبيد وليس زبيد بن الصلت ولعله انقلب الكلام على المؤلف وما سيذكره في ترجمة الصلت هو الصواب.
(6) لم أعرفه
(7) تاريخ الطبري (7/ 226 – 227)، والكامل (4/ 473)، والبداية والنهاية (10/ 4- 5)
(8) عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز بن مروان الأموي أبو محمد أمير مكة والمدينة والطائف، توفي سنة (147 هـ)...
(9) مروان بن محمد بن مروان بن الحكم القرشي الأموي، بويع له بالخلافة بعد قتل الوليد بن يزيد وبعد موت يزيد بن الوليد، توفي سنة (132 هـ) البداية والنهاية (10/ 46-47).(1/25)
بل كان واليها قبل ليزيد بن الوليد بن عبد الملك (1)، ثم أثبته مروان عليهما (2)، ثم عزله عنهما (3) وكان في خلافه مروان بن محمد بن مروان بن الحكم على قضاء المدينة بشيبة بن نصاح المقري التابعي (4)، وعلى إمرتها مع مكة والطائف عبد الملك بن محمد بن عطية السعدي (5) وليها سنة ثلاثين ومائة (6)، ولم يلبث أن قتل مروان، وانقضت دولة بني أمية (7).
__________
(1) يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي القرشي،تولى الخلافة سنة (126 هـ) البداية والنهاية (10/ 16).
(2) تاريخ خليفة (ص 371)، وتاريخ الطبري (7/ 299)، والكامل (4/ 505).
(3) تاريخ خليفة (ص 406)، وتاريخ الطبري (7/ 376)، والكامل (5/ 41).
(4) شيبة بن نصاح بن سرخس بن يعقوب القارئ قاضي المدينة، توفي سنة (230 هـ)، ستأتي ترجمته في حرف الشين.
(5) عبد الملك بن محمد بن عطية بن عروة السعدي أمير مكة والمدينة والطائف واليمن لمروان بن محمد الأموي، توفي سنة (130 هـ) ستأتي ترجمته في حرف العين.
(6) تاريخ خليفة (ص 406 - 407)، وتاريخ الطبري (7/ 399)، والكامل (5/ 51).
(7) الكامل (5/ 73 – 78)، والبداية والنهاية (10/ 42 – 46).(1/26)
ولَّى أبو العباس السفاح (1) أول خلفاء العباسيين عمه داود بن علي بن عبد الله بن العباس (2) الحرمين وغيرهما في سنة اثنتين وثلاثين ومائة (3)، ولم يلبث أن مات بعد أفعال ذميمة من قتل ونحوه كما سيأتي. فاستعمل عليهما خاله زياد بن عبيد الله بن عبد المدان الحارثي (4) (5)، وكان على المدينة عبد الله بن الربيع الحارثي (6)،فعزله المنصور أبو جعفر الهاشمي (7)،وولى جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس (8) (9)، فدام ثلاث سنين، ثم عزله بالحسن بن زيد العلوي(10) والد السيدة نفيسة (11)،
__________
(1) عبد الله بن محمد بن الإمام علي السجاد بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي السفاح المرتضى أمير المؤمنين، توفي سنة (136 هـ). البداية والنهاية (10/ 58 – 61).
(2) داود بن علي بن عبد الله بن العباس الهاشمي العباسي أمير مكة والمدينة واليمن واليمامة والكوفة، توفي سنة (133 هـ)
(3) تاريخ خليفة (ص 412 – 413)، وتاريخ الطبري (7/ 458)، والكامل (5/ 87).
(4) زياد بن عبيد الله الحارثي أمير مكة والطائف، ستأتي ترجمته في حرف الزاي.
(5) تاريخ خليفة (ص 412 – 413)، وتاريخ الطبري (7/ 459)، والكامل (5/ 90).
(6) عبد الله بن الربيع الحارثي أمير المدينة، ستأتي ترجمته في حرف العين.
(7) تاريخ خليفة (ص 423)، وتاريخ الطبري (7/ 656).
(8) جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس الهاشمي، توفي سنة (174 هـ أو 175 هـ) ستأتي ترجمته في حرف الجيم
(9) تاريخ خليفة (ص 423)، وتاريخ الطبري (7/ 656).
(10) الحسن بن زيد بن علي بن أبي طالب أبو محمد الهاشمي الفاطمي المدني أمير المدينة،توفي سنة (168 هـ) ستأتي ترجمته.
(11) تاريخ الطبري (8/ 32)، والكامل (5/ 192)..(1/27)
فدام خمس سنين، ثم عزله بعمه عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس (1) (2)، وكان زيد بن الحسن والد الحسن هذا (3) لشرفه في بني هاشم وسنه على صدقات آل علي، ثم عزله بسليمان بن عبد الملك (4)، وكذا استعمل المهدي (5) جعفراً عليهما في سنة إحدى وستين (6).
وكان المنصور قد جمع لجعفر بين إمرة مكة والمدينة (7)، فكان أول من خطب بهما في خلافة بني هاشم، ثم من بعده داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس (8) الآتي في الأمين ثم ابنه محمد(9) الآتي في المتوكل.
__________
(1) عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي العباسي أمير الحجاز، توفي سنة (185 هـ) ستأتي ترجمته.
(2) تاريخ خليفة (ص 431)، وتاريخ الطبري (8/ 49)، والكامل (5/ 208).
(3) زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب والد أمير المدينة، ستأتي ترجمته في حرف الزاي.
(4) تاريخ الإسلام (حوادث سنة 110 هـ ص 85 – 86).
(5) هو محمد بن عبد الله بن محمد بن علي أبو عبد الله بن المنصور أبي جعفر الخليفة المهدي الهاشمي العباسي (ت 169).
(6) تاريخ خليفة (ص 440)، وتاريخ الطبري (8/ 141).
(7) السير (8/ 213).
(8) داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي العباسي أمير مكة والمدينة، ستأتي ترجمته.
(9) محمد بن داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس العباسي أمير مكة والمدينة، ستأتي ترجمته.(1/28)
ولما قدم جعفر المدينة على إمرتها وكان أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة(1) القاضي بها للمنصور، أيام إمرة زياد بن عبيد الله الحارثي الماضي عليها معزولاً محبوساً أكرمه جعفر، وأطلقه من الحبس بإشارة المنصور، فسار إلى المنصور فأعاده.
وكذا استعمل المنصور على المدينة، بل ومكة والطائف قيل واليمامة، بعد الثلاثين ومائة زياداً الحارثي المذكور، وشرط عليه الفحص عن محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن، فلم يقدر على كشف خبرهما (2)، فعزله في سنة أربعين، أو التي تليها، أو في رجب سنة اثنتين وأربعين بمحمد بن خالد القسري (3)، فأقام سنتين وبلغه الميل إلى آل أبي طالب، فعزله سنة أربع وأربعين وأربعمائة برياح بن حيان المري (4)، فأرسل برياح حين بلغه عزم محمد على الخروج إلى قاضي المدينة أبي عبد الله محمد بن عمران بن القرشي التميمي (5)، وكان قاضياً لبني أمية، ثم لبني هاشم، وإلى غيره من أهلها، وحذرهم من إخفائه فضلاً عن الخروج معه.
__________
(1) أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة القرشي العامري المدني قال الحافظ: رموه بالوضع، وقال مصعب الزبيري: كان عالما، توفي سنة (192 هـ) التقريب (ص 1116) والكشف الحثيث (ص 470).
(2) تاريخ الطبري (8/ 517)، والكامل (5/ 137)، والبداية والنهاية (10/ 81).
(3) في تاريخ الطبري (8/ 511)، والكامل (5/ 132) الجزم بأنه سنة (141 هـ).
(4) رياح - بكسر الراء والياء المنقوطة باثنتين من تحت – بن عثمان بن حيان الُمرِّ، أمير المدينة للمنصور. قال الصفدي في الوافي بالوفيات (14/ 157): كان مستقيم الطريقة فعاب الناس ذلك.
(5) محمد بن عمران بن إبراهيم بن محمد بن طلحة القرشي، قاضي المدينة للمنصور، ستأتي ترجمته في حرف الميم.(1/29)
ولم يلبث أن ظهر محمد، وحبس رياحاً في جماعة، إلى أن كان قتل محمد بالمدينة على يد عيسى بن موسى ابن أخي المنصور (1)، وولي عهده (2).
ثم ولى المنصور الإمرة لعثمان بن محمد بن خالد بن الزبير (3)، والمساعي للحكم والقضاء لعبد العزيز أخيه ابني المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي (4)، وكذا ولاه ابنه المهدي القضاء (5). وولى المنصور الشرط لأبي القلمس عثمان بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب (6).
وبيت السلاح لعبد العزيز الدراوردي (7)، وديوان العطاء لعبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة الزهري المخزومي (8).
واستعمل المنصور على الحرمين أخاه عيسى، بعد قتل عثمان بن نهيك (9)، وذلك بالهاشمية (10).
__________
(1) عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي العباسي، ولي عهد المنصور، ستأتي ترجمته...
(2) تاريخ الطبري (8/ 517 – 609)، والكامل (5/ 141 – 164)، والوافي بالوفيات (14/ 157)
(3) عثمان بن محمد بن خالد بن الزبير، ستأتي ترجمته في حرف العين.
(4) عبد العزيز بن المطلب بن عبد الله بن المطلب بن مخزوم المخزومي أبو المطلب المدني، قاضي المدينة، ستأتي ترجمته..
(5) تاريخ خليفة (ص 435، 442).
(6) أبو القلمس عثمان بن عبيد الله بن عمر بن الخطاب، كان على شرط المدينة للمنصور، ستأتي ترجمته في حرف العين.
(7) عبد العزيز بن محمد بن عبيد بن أبي عبيد الدراوردي أبو محمد الجهني مولاهم المدني،(ت 187ـ)، ستأتي ترجمته.
(8) عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة الزهري المخزومي الفقيه الإمام (ت 170 هـ)، ستأتي ترجمته..
(9) عثمان بن نهيك، كان أمير المدينة، ستأتي ترجمته في حرف العين.
(10) الهاشمية: ماء في شرقي الخزيمية في طريق مكة لبني الحارث بن ثعلبة. معجم البلدان (5/ 389).(1/30)
وحج المنصور بالناس سنة ست وثلاثين قبل خلافته (1)، ثم كثيراً من سنيها سنة أربعين ومائة (2)، ثم أربع وأربعين (3)، ثم سبع وأربعين (4)، ثم اثنين وخمسين(5)، ثم رامه سنة ثمان وخمسين فحالت المنية دونه، وهو ببئر ميمون (6) ظاهر مكة (7). وحج المهدي بالناس سنة ستين (8)، ثم سنة أربع وستين (9). وأنفق في الأولى بالحرمين - فيما قيل - ثلاثين ألف درهم، وثلاثمائة ألف دينار، ومائتي ألف درهم، ومائة وخمسين ألف ثوب (10).
__________
(1) تاريخ الطبري (7/ 473)، والكامل (5/ 98- 99).
(2) تاريخ الطبري (7/ 503)، والكامل (5/ 127).
(3) تاريخ الطبري (7/ 517)، والبداية والنهاية (10 / 80).
(4) تاريخ الطبري (8/ 26)، والكامل (5/ 184).
(5) تاريخ الطبري (8/ 40)، والكامل (5/ 202).
(6) في الأصل (ق / 20 / ب) ميمونة والصواب ما أثبتناه، وهي بئر بمكة منسوبة إلى ميمون بن خالد بن عامر الحضرمي، معجم البلدان (1/ 302).
(7) تاريخ خليفة (ص 428- 429)، وتاريخ الطبري (8/ 59-62). والكامل (5/ 215- 219).
(8) تاريخ خليفة (ص 430)، وتاريخ الطبري (8/ 132)، والكامل (5/ 236).
(9) الراجح أن المهدي لم يحج في هذه السنة، وإنما رجع من الطريق بسبب المرض، وإنما سير أخاه صالحاً ليحج بالناس بخلاف ما قرره المؤلف. انظر تاريخ خليفة (ص 438)، وتاريخ الطبري (8/ 150-151)، والكامل (5/ 246)، والبداية والنهاية (10/ 147)
(10) تاريخ الطبري (8/ 133)، والكامل (5/ 236)، والبداية والنهاية (10/ 132).(1/31)
وحج ابنه الرشيد بالناس تسع حجج متفرقة: سنة سبعين ومائة (1)، وثلاث وسبعين (2)، واثنتين بعدها (3)، ثم سبع وسبعين (4)، وتسع وسبعين (5)، ثم إحدى (6) وست (7) وثمان (8) ثلاثتها - بعد الثمانين - وفرق في بعضها بالحرمين أموالاً جمة (9)، وهو آخر خليفة حج من العراق. وممن ولي قضاء المدينة ـ سوى من ذكرـ رباح بن عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب القرشي العامري التابعي (10)، وإبراهيم بن عبد الله بن قريم الأنصاري(11)، وسعيد بن سليمان بن نوفل بن مساحق (12)، وأبو بكر ابن نافع مولى ابن عمر (13)،
__________
(1) تاريخ الطبري (8/ 234)، والكامل (5/ 279)، والبداية والنهاية (10/ 161).
(2) تاريخ خليفة (ص 449)، وتاريخ الطبري (8/ 238)، والكامل (5/ 286).
(3) تاريخ خليفة (ص 449)، وتاريخ الطبري (8/ 239-241)، والكامل (5/ 287-288).
(4) تاريخ خليفة (ص 450)، وتاريخ الطبري (8/ 255)، والكامل (5/ 301).
(5) تاريخ خليفة (ص 451)، وتاريخ الطبري (8/ 261)، والكامل (5/ 306).
(6) تاريخ خليفة (ص 456)، وتاريخ الطبري (8/ 268)، والكامل (5/ 315).
(7) تاريخ خليفة (ص 457)، وتاريخ الطبري (8/ 275)، والكامل (5/ 325).
(8) تاريخ خليفة (ص 458)، وتاريخ الطبري (8/ 313)، والكامل (5/ 337).
(9) تاريخ الطبري (8/ 275، 313)، والكامل (5/ 325، 337).
(10) رباح بن عبد الرحمن بن أبي سفيان أبو بكر القرشي العامري المدني وقاضيها،(ت 132) ستأتي ترجمته في حرف الراء.
(11) إبراهيم بن عبد الله بن قريم الأنصاري، ستأتي ترجمته في حرف الألف.
(12) سعيد بن سليمان بن نوفل بن مساحق القرشي العامري، ستأتي ترجمته في حرف السين.
(13) أبو بكر بن نافع مولى ابن عمر العدوي المدني، قاضي المدينة، قال الحافظ: صدوق التقريب (ص 1119)..(1/32)
وإبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف(1)، وكذا أبوه (2)، وهما تابعيان، وكانا من قضاة العدل، وسعد يقضي في المسجد. وكذا ولي قضاءها من التابعين سعيد بن الحارث بن المعلى (3)وكان قاضي الحرمين: أبو محمد عبد الله بن أبي المعالي يحيى بن عبد الرحمن الشيباني الطبري موجوداً سنة خمس وستمائة، ووصف أيضاً بابن القاضي (4). وولي بعض أمراء المدينة - في زمن مالك -خيثم بن عراك بن مالك الغفاري(5)، فأنكر ذلك مالك، فعزله. وولي خراج المدينة وحسبتها سليمان بن بلال أبو أيوب الحافظ (6)، أحد شيوخ العقبيين، بل أحد شيوخ مالك. وكان الأمير في زمن المهدي - كما تقدم - جعفر بن سليمان (7)، وكذا عمر بن عبد العزيز بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العمري(8)،
__________
(1) إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أبو إسحاق القرشي الزهري المدني وقاضيها، ستأتي ترجمته.
(2) سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أبو إسحاق القرشي الزهري المدني وقاضيها، ستأتي ترجمته في حرف السين.
(3) سعيد بن الحارث بن أبي سعيد بن المعلى الأنصاري المدني وقاضيها، ستأتي ترجمته في حرف السين.
(4) عبد الله بن يحيى بن عبد الرحمن بن علي بن أبي المعالي الجمال أبو محمد الشيباني الطبري المكي، قاضي الحرمين وابن القاضي، ستأتي ترجمته في حرف العين.
(5) خثيم بن عراك بن مالك الغفاري، ستأتي ترجمته في حرف الخاء المعجمة.
(6) سليمان بن بلال أبو أيوب أو أبو محمد المدني القاضي مفتي أهل المدينة ت 172هـ أو 177هـ)، ستأتي ترجمته.
(7) جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي، كان عالماً فاضلاً،(ت 174هـ أو 175 هـ)، ستأتي ترجمته..
(8) عمر بن عبد العزيز بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب استعمله موسى بن علي على المدينة، ستأتي ترجمته..(1/33)
ثم آخره ولده الهادي (1)، وفي سنة ست وستين: إبراهيم بن يحيى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس وحج بالناس في التي بعدها (2). و القاضي في زمن المهدي عبد العزيز بن المطلب (3)، وعبد الله بن محمد بن عمران بن إبراهيم القرشي (4)، وكذا كان ثانيهما قاضيها للرشيد (5). وكان عبد الأعلى بن عبد الله بن محمد بن صفوان القرشي الجمحي (6) خلف والده على قضاء المدينة في زمن المهدي (7). والقاضي لابنه ولي عهده موسى الهادي: أبو بكر بن أبي سبرة (8) (9).
__________
(1) موسى الهادي بن محمد المهدي بن جعفر المنصور الخليفة العباسي، أمه أم ولد، توفي سنة (170 هـ) انظر تاريخ الطبري (8/ 205)، والكامل (5/ 272)، والعبر (1/ 199)
(2) تاريخ الطبري (8/ 163)، والكامل (5/ 253)، والبداية والنهاية (10/ 149)
(3) عبد العزيز بن المطلب بن عبد الله أبو المطلب المخزومي المدني، قاضي المدينة، ويقال كان قاضي مكة، مات في ولاية أبي جعفر المنصور، ستأتي ترجمته في حرف العين.
(4) عبد الله بن محمد بن عمران القرشي التيمي، أمير مكة وقاضيها والمدينة، توفي بطوس،ستأتي ترجمته.
(5) انظر جمهرة نسب قريش (1/ 403)، (2/ 630)، والعقد الثمين (5/ 260).
(6) عبد الأعلى بن عبد الله بن محمد القرشي، ستأتي ترجمته في حرف العين.
(7) سيأتي ذكر المصنف لذلك عند ترجمة عبد الأعلى، ولم أقف على ذكر توليه القضاء عند غيره.
(8) تقدمت ترجمته قريبا ً.
(9) تاريخ خليفة (ص 435)، وتهذيب الكمال (12/ 28).(1/34)
واستعمل أخوه الرشيد أبو جعفر هارون: بكار بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام على إمرتها ثنتي عشرة سنة وأشهراً (1). بل كان ابتداء ولايته في حياة أبيه المهدي، إذ توجه إلى بغداد (2). وكان أبوه عبد الله (3) من خواص المهدي. فولاه المدينة واليمن ومكة، وكان لكراهته الإمرة: ألزمه الرشيد أياماً، وهو يمتنع ثم أجاب كما في ترجمته (4).
وممن كان أمير المدينة في زمن الرشيد (5) كان عليها وعلى الصوائف (6) عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي (7). وإمرتها خاصة عبد الله بن محمد بن إبراهيم الإمام بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس العباسي (8)، بحيث أنه هو الذي صلى على مالك بن أنس. وذلك سنة تسع وسبعين ومائة. وكذا كان والياً بالمدينة أخوه عبد العزيز بن محمد (9) من قبل والدهما.
__________
(1) بكار بن عبد الله بن مصعب، أبو بكر الأسدي والد الزبير، كان قوي الولاية، شديداً على المبتدعة، توفي سنة (195 هـ)، ستأتي ترجمته في حرف الباء.
(2) سيأتي ذكر المصنف لذلك في ترجمة بكار.
(3) عبد الله بن مصعب بن ثابت الزبيري، أمير المدينة، توفي سنة (184 هـ)، ستأتي ترجمته في حرف العين.
(4) جمهرة نسب قريش (1/ 172)، وتاريخ بغداد (10/ 173).
(5) هو هارون الرشيد بن المهدي القرشي الهاشمي العباسي أمير المؤمنين، تقدمت ترجمته..البداية والنهاية (10/ 213)
(6) الصوائف جمع صائفة، وهي الغزوة بالصيف. لسان العرب (9/ 201) مادة (صيف).
(7) عبد الملك بن صالح الأمير، توفي بالرقة سنة (198 هـ)، ستأتي ترجمته في حرف العين.
(8) عبد الله بن محمد ــ لقبه الإمام ــ ستأتي ترجمته في حرف العين، وبها قصة صلاته على الإمام مالك رحمه الله تعالى.
(9) عبد العزيز بن محمد الهاشمي، ستأتي ترجمته مختصرة في حرف العين.(1/35)
واستعمل الأمين (1) داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس (2) على الحرمين. وكان نائبه على المدينة ابنه سليمان (3).
واستعمل المأمون عبيد الله بن الحسن بن عبد الله الهاشمي (4)، على الحرمين، في سنة أربع ومائتين. وحج بالناس فيها وفي بعدها اللتين بعدها. فكان على شرطته أبو مصعب أحمد بن القاسم الزهري القرشي (5)، بل ولى قضاءها. وكذا ولى قضاءها للمأمون: عبد الجبار بن سعيد بن سليمان بن نوفل بن مساحق صاحب مالك (6). كما كان أبوه قاضيها. بل ولي عبد الجبار إمرة المدينة مرة بعد أخرى قبل قضائها.
وكذا استعمل المأمون على المدينة ومكة واليمن سليمان بن عبد الله بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس (7)، سنة أربع عشرة ومائتين، وحج بالناس، وكان يتداول العمل عليها هو وابنه محمد، ثم عزله المعتصم (8).
__________
(1) محمد الأمين بن هارون الرشيد بن محمد المهدي الهاشمي العباسي أمير المؤمنين، كانت ولايته أربع سنين وسبعة أشهر وثمانية أيام، قتل سنة (198 هـ). البداية والنهاية (10/ 241)، والدولة العباسية (ص 134)
(2) داود بن عيسى الهاشمي العباسي، ستأتي ترجمته في حرف الدال.
(3) سليمان بن داود الهاشمي العباسي، ستأتي ترجمته مختصرة في حرف السين.
(4) عبيد الله بن الحسن بن عبد الله الهاشمي، أمير الحرمين، ستأتي ترجمته في حرف العين.
(5) أحمد بن القاسم بن الحارث، الفقيه، توفي سنة (242 هـ)، ستأتي ترجمته في حرف الألف.
(6) عبد الجبار بن سعيد القرشي، الفقيه، صاحب الإمام مالك، توفي سنة (226 هـ)، وستأتي ترجمته في حرف العين.
(7) سليمان بن عبد الله الهاشمي العباسي الأمير، ستأتي ترجمته في حرف السين.
(8) انظر البداية والنهاية (10/ 250، 272).(1/36)
وفي سنة ثلاثين ومائتين، أيام الواثق بالله أبي جعفر هارون بن المعتصم بالله محمد بن الرشيد هارون (1) كان حاكمها محمد بن صالح (2)، وكانت حادثة (3). وفي سنة إحدى وخمسين ومائتين، كان العامل على المدينة، علي بن الحسين بن إسماعيل (4)، أيام المعتز بالله أبي عبد الله بن المتولي جعفر وقبله (5). وفي أيام المعتمد على الله أبي العباس أحمد بن المتوكل جعفر العباسي (6) عقد لأخيه الموفق أبي أحمد طلحة بن المتوكل على إمرة الحرمين (7)، في صفر سنة سبع وخمسين ومائتين، مع زيادة عليهما. وعقد في سنة إحدى وسبعين ومائتين على المدينة، وطريق مكة، لأحمد بن محمد الطائي (8)، وكانت حادثة (9). وكان قاضياً على الحرمين بضع عشرة سنة قبل سنة ست وثلاثين وثلاثمائة. وشيخ الحنفية في زمانه أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله النيسابوري (10)،
__________
(1) انظر البداية والنهاية (10/ 308).
(2) محمد بن صالح بن إسماعيل الكناني المقرئ الفقيه، ستأتي ترجمته في حرف الميم.
(3) حادثة قتلى بني سليم حيث كانت تفد حول المدينة بالشر، فوجه إليهم أميرها محمد بن صالح حامد بن جرير الطبري فقاتلهم. الكامل (6/ 81).
(4) علي بن الحسين بن إسماعيل، ستأتي ترجمته في حرف العين.
(5) الكامل (6/ 165).
(6) المعتمد بن المتوكل أحد أمراء بني العباس، توفي سنة (279 هـ)، البداية والنهاية (11/64).
(7) طلحة بن جعفر الهاشمي، أمير الحرمين، توفي سنة (268 هـ)، ستأتي ترجمته في حرف الطاء.
(8) أحمد بن محمد الطائي، ستأتي ترجمته في حرف الألف.
(9) وهي الاقتتال مع والي مكة على أبوابها، كما ذكره المصنف رحمه الله تعالى في ترجمة أحمد الطائي. الكامل (6/ 340)
(10) أحمد بن محمد بن عبد الله أبو الحسين النيسابوري، قاضي الحرمين، توفي سنة (351 هـ)
ستأتي ترجمته في حرف الألف.(1/37)
وكان قاضي المدينة أبو مروان عبد الملك بن محمد (1) المتوفى سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة. وكان في أيام الطائع بالله أبي القاسم الفضل بن المقتدر، جعفر بن المعتضد أحمد(2)، والعزيز صاحب مصر أمير المدينة طاهر بن مسلم (3)، سنة ست وثلاثين وثلاثمائة. وكان في أيام القائم بأمر الله أبي جعفر عبد الله بن القادر بالله أبي العباس أحمد بن إسحاق بن المقتدر جعفر الهاشمي(4) جرت لشكر أبي هاشم ابن أبي الفتوح الحسن بن جعفر بن محمد الحسني العلوي (5) أمير مكة حروب مع أهل المدينة، ملك في بعضها المدينة، وجمع له بين الحرمين، ومات في سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة. وكان قاضيها عبد الملك بن مروان بن محمد بن عبد العزيز المرواني المالكي (6)، أحد شيوخ القاضي عبد الوهاب البغدادي (7).
__________
(1) عبد الملك بن محمد أبو مروان المدني، ستأتي ترجمته في حرف العين.
(2) الطائع بالله أبو القاسم الفضل بن المقتدر، أمه أم ولد، بويع بالخلافة سنة (334 هـ) البداية والنهاية (11/ 212)
(3) طاهر بن مسلم، ستأتي ترجمته في حرف الطاء.
(4) القائم بأمر الله عبد الله بن القادر بالله أحمد بن الأمير إسحاق، من الخلفاء العباسين، بويع له بالخلافة بعد موت أبيه.
الدولة العباسية (ص 345)
(5) شكر بن أبي الفتوح الحسني، توفي سنة (453 هـ)، ستأتي ترجمته في حرف الشين.
(6) عبد الملك بن مروان بن محمد المرواني المالكي، ستأتي ترجمته في حرف العين.
(7) القاضي عبد الوهاب بن نصر البغدادي المالكي القاضي أبو محمد، قال ابن فرحون – أحد أئمة المذهب – ثقة حجة، توفي سنة (430 هـ) الديباج المذهب (2/ 26، 29)(1/38)
وأمَّ خالد بن إلياس القرشي العدوي من أتباع التابعين بمسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - نحواً من ثلاثين سنة (1)، وكذا أمََّ به النظام أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد بن الحسن المسعودي المتوفى سنة ثمان وخمسين وستمائة (2)، وأمَّ به - بل وبمكة وبيت المقدس - المجد والبهاء أبو محمد عبد الله بن محمد بن محمد بن أبي بكر الطبري (3)، ومات سنة إحدى وتسعين وستمائة بالقدس.
وكان على رأس الستمائة أيام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد (4) مجير الدين طاشتكين المقتفوي(5) ممن وصف بأمير الحرمين والحاج، وأنه حج بالناس ستاً وعشرين حجة على طريق الملوك (6).
__________
(1) خالد بن إلياس، وقيل إياس المدني، قال أبو داود: كان يؤم بمسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - نحواً من ثلاثين سنة، كما ذكر ذلك المصنف، وستأتي ترجمته في حرف الخاء.
(2) نظام الدين عبد الله بن محمد ينتسب لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه، ستأتي ترجمته في حرف العين.
(3) عبد الله بن محمد الطبري، توفي سنة (691 هـ)، ستأتي ترجمته في حرف العين.
(4) الناصر لدين الله أبو العباس أحمد بن المستضيئ بأمر الله العباسي أحد الخلفاء العباسين، كانت مدة خلافته سبعا وأربعين سنة، توفي سنة (622 هـ)،الكامل (10/ 451)، و البداية والنهاية (13/ 106)
(5) الأمير مجير الدين طاشتكين المستنجدي، أمير الحاج وزعيم بلاد خوزستان. قال ابن كثير: كان شيخا خيرا حسن السيرة كثير العبادة غاليا في التشيع، توفي بتستر سنة (602 هـ)، البداية والنهاية (13/ 45).
(6) البداية والنهاية (13 / 45).(1/39)
واستعمل الناصر لدين الله أبو العباس أحمد العباسي مملوكه [ أقباش ] (1) الناصري، لما [ تزعم ] (2) على الحرمين وإمرة الحج.
فحج بالناس سنة سبع عشرة وستمائة، فقتل بعد انقضاء أيام منى منها (3).
وكان ذكوان بن صالح السمان المدني، التابعي(4) أحد كبار علمائها مؤذناً، فربما أبطأ الإمام فيصلي هو بالناس، فلا يكاد يجيزها من الرقة والبكاء (5).
وممن كان يقص بها من التابعين: الواعظ المذكور (6). وممن كان يكتب بها الوثائق، ويقسم المواريث خارجة بن زيد بن ثابت (7)، وطلحة بن عبد الله بن عوف القاضي (8) أيام يزيد بن معاوية (9)، كما تقدم.
__________
(1) من مصادر الترجمة كما سيأتي، وفي الأصل (ق / 21 / ب) [ أقباس ] بالسين المهملة، وأقباش هذا من أكبر الأمراء عند الخليفة الناصري العباسي وأخصهم، توفي سنة (617 هـ) مقتولاً العبر (3/ 171)، والبداية والنهاية (13/ 92)
(2) وفي الأصل (ق / 21 / ب) [ تزعزع ] هو تصحيف.
(3) البداية والنهاية (13/ 92).
(4) ذكوان أبو صالح السمان الزيات المدني، ثقة ثبت، توفي سنة (101 هـ) التقريب (ص 313)، ستأتي ترجمته في حرف الذال.
(5) ذكر هذا المصنف رحمه الله في ترجمته كما أشرت.
(6) عبد العزيز بن أبي سليمان، توفي زمن المهدي، ستأتي ترجمته في حرف العين.
(7) خارجة بن زيد بن ثابت، ثقة، توفي سنة (99 هـ)، ستأتي ترجمته في حرف الخاء.
(8) طلحة بن عبد الله بن عوف، ثقة، توفي سنة (97 هـ)، ستأتي ترجمته في حرف الطاء.
(9) يزيد بن معاوية بن أبي سفيان أبو خالد الأموي، أمير المؤمنين، بويع له بالخلافة في حياة أبيه، توفي سنة (64 هـ)، البداية والنهاية (8/ 236).(1/40)
أول الأمراء من أشراف المدينة حسين بن مهنا الأكبر بن داود بن أحمد بن القاسم بن أبي عبد الله عبيد الله، نقيب المدينة (1)، بن أبي القاسم طاهر بن يحيى النسابة المؤرخ (2)، بن الحسين جعفر، الملقب بحجة الله بن عبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الحسيني، ثم ابنه مهنا الأعرج (3)، ثم ابناه الحسين (4)، والعز القاسم أبو فليتة(5)، واحداً بعد آخر.
وكان ثانيهما أول من عرف من أمراء هذا البيت، كان أميراً بعد الستين وخمسمائة أيام الخليفة المستضيء بأمر الله (6) بن المستنجد بالله العباسي (7)،
__________
(1) الحسين بن مهنا الحسيني أول من ولي إمرة المدينة، ستأتي ترجمته في حرف الحاء.
(2) طاهر بن يحيى الحسيني الهاشمي، ستأتي ترجمته في حرف الطاء.
(3) مهنا الأكبر بن داود بن القاسم، ستأتي ترجمته في حرف الميم.
(4) الحسين بن مهنا الأكبر، ستأتي ترجمته في حرف الحاء.
(5) القاسم بن هاشم بن فليتة، أمين الحرمين، ستأتي ترجمته في حرف القاف.
(6) المستضيئ بأمر الله أبو محمد الحسن بن يوسف المستنجد بن المقتفي، بويع بالخلافة يوم مات أبوه سنة (566 هـ)، ونادى برفع الظلم والمكوس. العبر (3/ 47)، والبداية والنهاية (12/ 262).
(7) المستنجد بالله أبو المظفر يوسف بن المقتفي، بويع له بالخلافة بعد وفاة أبيه سنة (555 هـ) قال ابن كثير: كان رجلاً صالحاً.
العبر (3/ 23)، والبداية والنهاية (12/ 241).(1/41)
والسلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب (1)، الذي كان زائد الحب فيه، وله من الولد: هاشم لم يل، نعم ولي بعده أكبر بنيه العز جماز، جد الجمامزة (2)، ثم بعد موته ابنه قاسم (3)، فدام خمساً وعشرين سنة إلى أن قتله بنو لأم في سنة أربع وعشرين وستمائة، فملك بعده ابن عمه أبو عيسى شيحة بن هاشم بن قاسم بن مهنا (4)، انتزاعاً لها من الجمامزة، ولم يتمكن الجمامزة من نزعها منه، ولا من ذريته إلى الآن (5)، ودام شيحة في الإمرة طويلاً، وكان يستنيب في غيبته ابنه عيسى، وقدر قتل شيحة وهو متوجه إلى العراق على يد بني لأم أيضاً، واستقل عيسى، وأمه مريم ابنة جماز بن القاسم (6)، ثم في حياته أخوه أبو الحسين منيف سنة خمسين، أو تسع وأربعين وستمائة (7)، وأمه فاطمة ابنة منيف الوحاحدية (8).
وفي أيامه كانت النار التي ظهرت بالمدينة، فأقلع وأناب، وأعتق جميع مماليكه، وكذا تاب أهل المدينة، فكشف الله كربهم، ومات سنة سبع وخمسين (9).
__________
(1) تقدمت ترجمته.
(2) جماز بن شيحة بن هاشم أمير المدينة، ستأتي ترجمته في حرف الجيم.
(3) قاسم بن جماز، أمير المدينة، توفي سنة (624 هـ)، ستأتي ترجمته في حرف القاف.
(4) شيحة بن هاشم بن قاسم الحسيني، أمير المدينة، ستأتي ترجمته في حرف الشين.
(5) هذه الحوادث بنصها سيذكرها المصنف في ترجمة القاسم الحسيني.
(6) سيأتي ذكر المصنف لهذه الحوادث في ترجمة شيحة بن هاشم في حرف الشين.
(7) الشريف منيف بن شيحة بن هاشم. المغانم المطابة (2/ 452)
(8) لم أقف على ترجمة لها.
(9) تقدم ذكر ظهور النار.(1/42)
ثم بعدموته أخوهماالعز أبوسندجماز(1) باني الحصن،الذي صار محلاً للأمراء للتحصن به، وأمه صبحا بنت فليتة بن حسين من آل كثير(2)، ثم انتزعها منه ابن أخيه أبو هاشم مالك ابن منيف (3) سنة ست وستين وستمائة ثم تركها اختياراً لعمه جماز بن شيحة، فلما كبر استقر ابنه أبو غانم منصور (4) سنة سبعمائة، أو اثنتين وسبعمائة، وفي أيامه انتقل القضاء لأهل السنة، ولاطفه المستقر، وهو السراج عمر بن أحمد الدمنهوري (5)، كما سيجيء في ترجمته، وبعد قتله انتزعها في رمضان سنة خمس وعشرين وسبعمائة واستقر ابنه كبيش (6)، ثم بعد قتله أخوه طفيل (7)، ثم انتزعها في صفر سنة سبع وعشرين وسبعمائة عمهما أبو مزروع ودي بن جماز (8)،
__________
(1) جماز بن شيحة بن هاشم بن القاسم الحسيني، أمير المدينة، توفي سنة (704 هـ)، ستأتي ترجمته في حرف الجيم.
(2) صبحا بنت فليتة لم أقف على ترجمة لها.
(3) مالك بن منيف انظر نصيحة المشاور (ص 302).
(4) أبو غانم منصور بن جماز أبر أولاده به. المغانم المطابة (3/ 1185).
(5) سراج الدين عمر بن أحمد بن الخضر الأنصاري الخزرجي، ستأتي ترجمته في حرف العين.
(6) كبيش -بالتصغير – بن منصور بن جماز، أمير المدينة، ستأتي ترجمته في حرف الكاف.
(7) الطفيل بن منصور بن جماز، أمير المدينة، ستأتي ترجمته في حرف الطاء.
(8) ودي -بضم الواو و فتح الدال المهملة، تصغير ودي لصغار النخل – ابن جماز بن شيحة، ولي إمارة المدينة سنة (736 هـ)، و كان أميراً خيراً..انظر المغانم المطابة (3 /1309)(1/43)
وتوجه لمصر طمعاً في الاستمرار به، فاعتقل بها، واستمر طفيل أميراً أزيد من ثمان سنين بأيام، فوليها ودي في شوال سنة ست وثلاثين وسبعمائة، ثم عاد طفيل عنوة سنة ثلاث وأربعين، واستمر أميراً، حتى صرف سنة خمسين، فخرج عنها بعد نهب أصحابه لها، وقصد مصر، فاعتقل بها حتى مات معتقلاً في شوال سنة اثنتين وخمسين (1).
وكان الذي استقر بعد عزله سعد بن ثابت بن جماز بن شيحة (2)، ودخل المدينة في ذي الحجة سنة خمسين، ثم مات في ربيع الآخر سنة اثنتين وخمسين (3) فاستقر ابن عمه فضل بن قاسم بن قاسم بن جماز (4)، وأكمل الخندق الذي كان ابتدأ به سعد حول السور (5)، ثم بعد موته تولى مانع بن علي بن مسعود بن جماز(6).
__________
(1) انظر المغانم المطابة (3 /1310)
(2) سعد بن ثابت بن جماز، أحد أمراء المدينة، ستأتي ترجمته في حرف السين.
(3) نصيحة المشاور (ص 316) و المغانم المطابة (3/1208).
(4) فضل بن قاسم بن قاسم هكذا في الأصل، ستأتي ترجمته في حرف الفاء و فيها الفضل بن جماز.
(5) نصيحة المشاور (ص 315).
(6) أجمع آل جماز على تقديم مانع بن علي بن مسعود أميراً على المدينة، لكن كثرت الفتن في ولايته و تتابعت الغارات و ضعف عن تدبير الولاية فعزل. نصيحة المشاور (ص 317).(1/44)
ثم انفصل بالجماز بن منصور بن جماز بن شيحة في ربيع الأول سنة تسع وخمسين، فلم تتم السنة حتى قتل (1)، واستقر بعده أخوه عطية، وجيء له بالتقليد والخلعة في ربيع الآخر من التي تليها (2). ثم انفصل بابن أخيه هبة بن جماز بن منصور، في سنة ثلاث وسبعين (3)،ثم أمسك بمكة، وأعيد عطية سنة اثنتين وثمانين (4)، ثم ماتا في التي تليها. فاستقر ابنه جماز بن هبة بن جماز (5)، ووصلها في ذي القعدة منها إلى أن أشرك معه ابن عم أبيه محمد بن عطية بن منصور (6) في سنة خمس وثمانين، ثم تغلب جماز، بحيث انفرد بها.
ثم عزل في سنة سبع وثمانين بمحمد بن عطية، شريكه قبل، فلم يلبث أن مات في أحد الجمادين من التي تليها، فأعيد جماز.
__________
(1) ستأتي ترجمة مفصلة لجماز بن منصور في حرف الجيم.
(2) عطية بن منصور بن جماز، أمير المدينة توفي سنة (783 هـ)
(3) لما قتل الأمير جماز بن منصور اجتمع الناس على هبة بن جماز، وسألوه أن يقبل الولاية فامتنع في أول الأمر، ثم لما انتقل إلى المذهب الشافعي فرح به السلطان بمصر واختاره والياً على المدينة، وارتفعت السنة في ولايته. نصيحة المشاور (ص 318)، والمغانم المطابة (3/ 1311).
(4) نصيحة المشاور (ص 320)، والمغانم المطابة (3/ 1255).
(5) جماز بن هبة بن جماز الحسيني، أمير المدينة، ستأتي ترجمته في حرف الجيم.
(6) محمد بن عطية بن منصور، أحد أمراء المدينة، ستأتي ترجمته في حرف الميم.(1/45)
ثم انفصل في أحد الربيعين سنة تسع بثابت بن نعير بن منصور بن جماز (1)، فدام إلى صفر سنة خمس وثمانمائة. فأعيد جماز بعد اعتقاله بالإسكندرية نحو ست سنين، ودخلها في جمادى الثانية منها. ثم انفصل في ربيع الأول سنة إحدى عشرة بثابت بن نعير بسؤال صاحب مكة الشريف حسين بن عجلان (2) للناصر فرج في عوده، وحينئذ أضيف إليه النظر على إمرتي المدينة وينبع وسائر الحجاز، ولم يصل التوقيع بذلك إلا بعد موت ثابت. ففوضها صاحب مكة لأخي المتوفى عجلان بن نعير (3)، أبي زوجته موزة (4)، بل جاء توقيعه بذلك، بشرط رضى الشريف حسن.
ثم صرفه بسليمان بن هبة بن جماز بن منصور (5) أخي جماز، فقبض عليه لسوء سيرته، في أواخر ذي الحجة سنة خمس عشرة وثمانمائة.
وقرر أمير الحاج حينئذ يلبغا المظفري ابن أخيه غرير - بمعجمة مضمومة وراءين ــ بن هيازع بن هبة بن جماز (6).
__________
(1) ثابت بن نعير الحسيني المنصوري، أحد أمراء المدينة، ستأتي ترجمته في حرف الثاء.
(2) الشريف حسن بن عجلان بن رميثة الحسيني، ستأتي ترجمته في حرف الحاء.
(3) عجلان بن نعير العلوي، أمير المدينة، توفي سنة (832 هـ)، ستأتي ترجمته في حرف العين.
(4) موزة ابنة بركات بن حسن بن عجلان، ماتت بمكة سنة (877 هـ). الضوء اللامع (12/ 128).
(5) سليمان بن هبة بن جماز، أمير المدينة بعد عجلان، توفي سنة (817 هـ)، ستأتي ترجمته في حرف السين.
(6) غرير بن هيازع بن هبة بن جماز الحسيني، أمير المدينة وينبع، وكانت مدة إمرته على المدينة ثماني سنين. إنباء الغمر (7/ 479)، والضوء اللامع (3/ 161).(1/46)
وحمل سليمان وأخاه محمداً فسجنا بمصر، حتى مات سليمان في السجن سنة سبع عشرة، واستمر غرير إلى أن هرب في ذي الحجة سنة تسع عشرة، خوفاً من القبض عليه. وعاد عجلان إلى الإمرة، ثم عزل بغرير في أواخر ذي الحجة سنة إحدى وعشرين. ثم عزل في ذي الحجة سنة أربع وعشرين بعجلان بن نعير، وحمل غرير للقاهرة، فسجن بها، ولم يلبث أن مات في أوائل التي تليها. ثم صرف عجلان في آخر سنة تسع وعشرين بخشرم بن دوغان بن جعفر بن هبة بن جماز بن منصور(1). ثم صرف بمانع بن علي بن عطية بن منصور(2)في أثناء سنة إحدى وثلاثين،واستمر إلى أن قتل في سنة تسع وثلاثين، فاستقر ابنه أميان (3)، فعزل في أواخر سنة اثنتين وأربعين ابن غرير إلى أن مات، فولي باجتماع المدنيين عمه ونائبه حيدرة بن دوغان بن هبة (4) في ربيع الآخر سنة ست وأربعين، فقتل في رمضانها.
__________
(1) خشرم بن دوغان الحسيني، أمير المدينة، توفي سنة (832 هـ)، و ستأتي ترجمته في حرف الخاء.
(2) مانع بن علي بن عطية بن منصور بن جماز بن شيحة الحسيني، ولي المدينة، وكان مشكور السيرة. الضوء اللامع (6/ 236)
(3) أميان بن مانع الحسيني، أمير المدينة، توفي سنة (853 هـ)، ستأتي ترجمته في حرف الألف.
(4) حيدرة بن دوغان بن هبة الحسيني، ناب في إمرة المدينة، ستأتي ترجمته في حرف الحاء.(1/47)
واستقر موسى بن كبيش بن جماز (1) باتفاق من أهل المدينة وأمير الترك المقيم بها، ثم انفصل في المحرم من التي تليها بضيغم بن خشرم بن نجاد بن نعير بن منصور بن جماز (2). ثم أعيد في سنة خمسين أميان، فدام نحو ثلاث سنين، ثم مات. فولي زبيري بن قيس بن ثابت بن نعير بن منصور (3) سنة أربع وخمسين، ثم عزل في سنة خمس وستين بزهير بن سليمان بن هبة بن جماز بن منصور (4).
ثم عزل في سنة تسع وستين ــ تقريباً ــ بضيغم بن خشرم بن نجاد أخي ضيغم ثم صرف بعد أربعة أشهر، وأعيد زهير، فدام إلى سنة أربع وسبعين تقريباً، فمات فأعيد ضيغم، واستمر إلى أن قتل الزكوي بن صالح (5) أواخر سنة اثنتين وثمانين، فلم يواجه ضيغم أمير الحاج المصري.
__________
(1) لم أقف على ترجمته.
(2) ضيغم بن خشرم، تعين في إمرة المدينة بعد موسى بن كبيش بن جماز، ستأتي ترجمته في حرف الضاد.
(3) الزبيري بن قيس، أمير المدينة، توفي سنة (888 هـ)، ستأتي ترجمته في حرف الزاي.
(4) زهير بن سليمان بن هبة الحسيني، أمير المدينة، توفي سنة (874 هـ)، ستأتي ترجمته في حرف الزاي.
(5) الزكوي بن صالح القاضي، قتل بسبب أخذ دار الأشراف العباسيين كما سيذكره المصنف في ترجمة ضيغم بن خشرم الحسيني أمير المدينة.(1/48)
وقدم الشريف محمد بن بركات (1) المدينة في أثناء التي تليها في طلبته، فما تهيأ له فترك بالمدينة عسكراً والشريف قسيطل بن زهير بن سليمان (2) وأقاربه من آل جماز وكاتب بذلك، فجاءت المراسم بولاية قسيطل إلى أن فوض أمر الحجاز - المدينة وغيرها - لصاحب مكة، فأعاد زبيري بعد استشارة المدنيين في أحد الجمادين سنة سبع وثمانين إلى أن مات في رمضان من التي تليها. فاستقر صاحب الحجاز بابن المتوفى حسن، ودام إلى أن اقتحم القبة، كما تقدم، فاستقر بفارس بن شامان بن زهير بن سليمان بن زيان بن منصور بن جماز بن شيحة الحسيني (3)، وفي جده منصور تجمع آل منصور، وآل جماز، وآل زيان، وغيرهم وهو ابن خال صاحب الحجاز، وزوج ابنته حزيمة (4)، ووصلها في رجب سنة إحدى وتسعمائة، فأحسن السيرة، وقمع الرافضة، بعد استخلاصه من الأموال المأخوذة جملة، وتأدب مع أهل السنة، ولما قدمت - وهو بها - أكرمني، بل كنت أشهد فيه لوائح الإمرة قبل ذلك حين كنت في تلك المجاورة بها، فالله تعالى يبارك فيه ويسعده وإيانا بصاحب الحجاز وبنيه، فهو الجمال حسناً ومعنى، والجمال للأثقال إحساناً وحسناً.
-
__________
(1) الشريف محمد بن بركات بن حسن بن عجلان الحسيني، أمير مكة، وأبوه وجده كذلك، وصف بالفضل والعدل، وأن الله دفع المكروه عن أهل الحرمين به. الدر الكمين (1/ 103)، والضوء اللامع (7/ 150، 153)
(2) الشريف قسيطل بن زهير الحسيني الجمازي، أمير المدينة، ستأتي ترجمته في حرف القاف.
(3) فارس بن شامان الزياني، تولى إمرة المدينة، فتأدب مع أهل السنة وقمع الرافضة، ستأتي ترجمته في حرف الفاء.
(4) حزيمة – بحاء مهملة مضمومة ثم معجمة مفتوحة – هكذا ضبط المصنف كما في ترجمة فارس المتقدم، وحزيمة هذه هي ابنة أحمد بن عجلان بن رميثة بن أبي نمي الشريفة ابنة الشريف أمير مكة،الضوء اللامع (12/ 20) .(1/49)