كيف تذاكر وتتفوق
يشكو كثير من الطلبة من عدم قدرتهم على المذاكرة , وجهلهم بالطرق السليمة لتحقيق أفضل نتيجة من عملية الإستذكار وفيما يلي بعض الإرشادات التربوية نتاج خبرات طويلة وخلاصة جهود وتجارب ودراسات علماء النفس والتربية لتعرفكم على أفضل الطرق وأصلحها لتحقيق الإستذكار الفعال والوصول إلى أفضل النتائج آخر العام بإذن الله , راجين من الله تعالى أن ينفعكم بها وتأخذ بأيديكم إلى قمة النجاح والتفوق .
ولتحقيق المذاكرة الفعالة التي تقودك بإذن الله إلى قمة النجاح والتفوق يجب أن تمر بالمراحل الأربع التالية :
أولاً : القراءة الإجمالية للدرس :
يجب أن تبدأ مذاكرتك بقراءة الدرس قراءة عامة بصورة إجمالية وسريعة للإلمام بمحتوياته وموضوعه ويجب عليك إتباع الإرشادات التالية :
1ــ تقسيم الدرس إلى عناوين كبيرة رئيسية وتقسيم كل عنوان رئيسي إلى عناوين فرعية أصغر منه وحفظها لتكوين صورة إجمالية عامة عن الدرس في ذهنك وتحقيق الترابط بين أجزاءه .
2ــ قراءة الدرس إجمالياً وبسرعة فبل الشروع في قراءته تفصيلياً ودراسته بإمعان مما يساعد على سرعة الحفظ ويزيد القدرة على التركيز .
3ــ الإجابة على بعض التدريبات العامة والأسئلة المباشرة حول الدرس .
ثانياً : الحفظ والمذاكرة :
القاعدة الذهبية لتحقيق أعلى الدرجات وأفضل النتائج في أي مادة هي : ( أحفظ ثم أحفظ ثم أحفظ ) فرغم أهمية الفهم في عملية المذاكرة إلا أنه مهما كانت قدرتك على الفهم فلابد أن تحفظ المعلومات التي سوف تضعها في الاختبار وكثير من الطلبة الأذكياء يرجع فشلهم إلى اعتمادهم على الفهم فقط دون الحفظ بعكس بعض الطلبة متوسطي الذكاء الذين استطاعوا التفوق في الاختبارات معتمدين على قدرتهم الفائقة على الحفظ وقليل من الفهم حتى في أدق المواد مثل الرياضيات !!؟ وفيما يلي إرشادات هامة تساعدك على الحفظ الجيد للمعلومات :(1/1)
1ــ تعرف على النقاط الرئيسية في الدرس وضع خطاً تحتها وكرر قراءتها حتى تثبت في ذهنك وذاكرتك .
2ــ فهم القوانين والقواعد والمعادلات والنظريات .. الخ فهما جيداً ثم حفظها .
3ــ ضع أسئلة تلخص أجزاء الدرس المختلفة ثم أجب عنها كتابة وشفهية .
ثالثاً : التسميع :
يعتقد كثير من الطلبة أن قراءة الدرس وفهمه ومحاولة حفظه تكفي لكنه عندما يحاول إجابة أحد الأسئلة في الاختبار فأنه يقف حائراً ويقول : ( إني أعرفها وأفهمها ) لكنه لا يستطيع الإجابة .... ويرجع ذلك إلى إهماله لعملية التسميع وعدم إدراكه لأهميتها القصوى وتتمثل أهمية التسميع فيما يلي :
1ــ التسميع يكشف لك مواضع ضعفك والأخطاء التي تقع فيها فهو مرآة لذاكرتك .
2ــ هو الوسيلة القوية لتثبيت المعلومات وزيادة القدرة على تذكرها لفترة أطول .
3ــ أنه علاج ناجح للسرحان .. فالطالب الذي يذاكر بدون تسميع ينسى بعد يوم واحد كمية تساوي ما ينساه الطالب الذي يقوم بالتسميع بعد 36يوماً .وتختلف طرق التسميع باختلاف مادة الدراسة وطريق طل طالب في المذاكرة ولكن أفضل طرق التسميع هي التي تشبه الطريقة التي سوف تستخدمها في الاختبار ومن أهم طرق التسميع ما يلي :
التسميع الشفوي :
وهو أسهل وأسرع الطرق ويجب ملاحظة ما يلي لتحقيق أفضل النتائج
ـ إذا كنت تسمع لنفسك يجب الرجوع إلى الكتاب في الأجزاء التي لا تتأكد منها .
ـ التسميع مع أحد الزملاء أفضل من التسميع لنفسك .
ـ التسميع في صورة مناقشة ومحاولة لشرح الدرس يعطي نتيجة أفضل .
التسميع التحريري :
وذلك بكتابة النقاط الأساسية والقوانين والقواعد والرسوم التوضيحية وبياناتها , ويتم التأكد مما تكتبه بالرجوع إلى الكتاب ويجب عند الكتابة للتسميع ألا تهتم بتحسين الخط أو الترتيب أو التنظيم وإنما أكتب بسرعة وبخط كبير حتى تعتاد الجرأة في الكتابة والقدرة على تصحيح أخطائك .
رابعاً ك المراجعة(1/2)
للمراجعة فوائد كثيرة جداً أهمها تثبيت المعلومات وسهولة استرجاعها مرة أخرى عندما تسأل فيها كما أن مراجعة الدروس السابقة بانتظام يساعدك على فهم ما يستجد منها فهماً كاملاً وفي وقت أقل من سابقتها .
كيف تراجع ؟
1ـ لا تحاول مراجعة جميع الدروس دفعة واحدة وإنما قسمها إلى مراحل متتابعة .
2ـ تصفح العناوين الكبيرة أولاً ثم العناوين الفرعية مع محاولة تذكر النقاط الهامة .
3ـ حاول كتابة النقاط الرئيسية في الدرس والقوانين والمعادلات والقواعد وما شابهها .
4ـ أجب عن بعض الأسئلة الشاملة ويفضل أن تكون من أسئلة الامتحانات السابقة .
5ـ يمكن أن تكون المراجعة في صورة جماعية من خلال طرح الأسئلة والإجابة عليها مع بعض الزملاء مما يزيد من حماسك وقدرتك على التذكر والاسترجاع .
متى تراجع ؟
قد يظن البعض أن المراجعة تكون في آخر العام أو قبل الامتحانات فقط ولكن ذلك غير صحيح فالمراجعة من أول العام الدراسي هامة جداً للتأكد من تثبيت المعلومات والقدرة على تذكرها ولذلك يجب ليك إتباع الآتي :
ـ مراجعة مادتين أو ثلاث على ألأكثر كل أسبوع بحيث تستكمل مراجعة جميع لمواد مرة كل شهر .
ـ تخصيص يوم الإجازة الأسبوعي للمراجعة , المراجعة قبل الامتحان هامة جداً وضرورية لأنها مفتاح التفوق .
معوقات الإستذكار الجيد
هناك بعض الصعوبات التي يمكن أن تعوقك عن المذاكرة والتي يجب عليك أن تكتشفها وتحاول التغلب عليها حتى تستطيع أن تتقن المذاكرة الفعالة وأهم هذه الصعاب :
ـ عدم القدرة على التركيز أثناء المذاكرة فتفقد وقتك في التنقل من درس إلى آخر ومن مادة إلى أخرى دون أن تذاكر شيئاً.
ـ تراكم الدروس وعدم القدرة على تنظيم وقتك للانتهاء منها .
ـ كراهية بعض المواد الدراسية وتصديق الفاشلين الذين يخوفونك منها ويصورونها لك أنها صعبة لا يمكن تجاوزها .
ـ أصدقاء السوء الذين يضيعون وقتك في اللهو واللعب دون تقدير لأي مسئولية .(1/3)
ـ القلق والتوتر الناتجان عن المشكلات الأسرية أو العاطفية والتي تشتت الذهن وتضعف من قدرتك على الاستذكار الجيد .
كيف تقاوم النسيان وتقوى ذاكرتك
اهتم علماء النفس بدراسة ظاهرة النسيان خاصة لدى الطلاب وحددوا بعض المواد القواعد التي تساعد على التغلب النسيان وتعمل على تقوية القدرة على التذكر وأهمها :
ـ تعرف على النقاط الرئيسية في الدرس وضع خطاً تحتها وكرر قراءتها حتى تثبت في ذهنك وذاكرتك .
ـ لا تذكر وأنت مرهق فالتعب لا يساعد على تثبيت المعلومات فتنساها بسرعة .
ـ قسم المادة الطويلة إلى وحدات متماسكة يسهل فهمها وحفظها كوحدة مترابطة .
ـ ثق في نفسك وفي ذاكرتك وأحفظ بسرعة .(1/4)
التأخر الدراسي ـ الأبعاد والأسباب
يهتم علم نفس النمو بدراسة سلوك الطفل ونموه في كافة مظاهر النمو جسمياً وعقلياً واجتماعياً وانفعالياً ... ... إلخ . بحيث يحقق مطالب نموه ويحقق ذاته فيستفيد ويفيد المجتمع والإنسانية . وكثرت الدراسات في علم نفس الطفولة لدرجة جعلت الطفل محور اً لاهتمام الأسرة والمدرسة والمجتمع .
وقد وجه علم النفس وعلم التربية اهتماماً للتلميذ العادي على مدى فترة طويلة من الزمن . ثم اتجه الاهتمام إلى كل من المتفوقين والمتخلفين دراسياً لدراسة الشخصية والخصائص والأسباب وحل المشكلات وعلاجها .
تعريف التأخر الدراسي :
هو حالة تخلف أو تأخر أو نقص في التحصيل لأسباب عقلية أو جسمية أو اجتماعية أو انفعالية بحيث تنخفض نسبة التحصيل دون المستوى العادي المتوسط بأكثر من انحرافين معياريين سالبين .
تعريف آخر :
يعرف التأخر دراسياً على أساس انخفاض الدرجات التي يحصل عليها التلميذ في الاختبارات الموضوعية في المواد الدراسية .
أنواع التأخر الدراسي
1 ـ التأخر الدراسي العام
في جميع المواد الدراسية . ويرتبط بالغباء حيث تتراوح نسبة الذكاء بين 70-85
2 ـ التأخر الدراسي الخاص
في مادة أو مواد بعينها فقط كالحساب مثلاً ويرتبط بنقص القدرة .
3 ـ التأخر الدراسي الدائم
حيث يقل التحصيل عن مستوى قدرته على مدى فترة زمنية طويلة .
4 ـ التأخر الدراسي الموقفي
الذي يرتبط بمواقف معينة حيث يقل تحصيل التلميذ عن مستوى قدرته بسبب خبرات سيئة مثل النقل من مدرسة لأخرى أو موت أحد أفراد الأسرة أو المرور بخبرة انفعالية حادة .
التأخر الدراسي الحقيقي :
هو تأخر قاطع يرتبط بنفس مستوى الذكاء والقدرات .
التأخر الدراسي الظاهري :
هو تأخر زائف غير عادي يرجع لأسباب غير عقلية ويمكن علاجه .
أبعاد مشكلة التأخر الدراسي(1/1)
إن التأخر الدراسي مشكلة متعددة الأبعاد . فهو مشكلة نفسية وتربوية واجتماعية يهتم بها علماء النفس والمربون والأخصائيون الاجتماعيون والآباء .وإن تخلف بعض التلاميذ دراسياً وعجزهم عن مسايرة أقرانهم تحصيلياً قد يثير لديهم العديد من الاضطرابات النفسية ومظاهر السلوك غير السوي . كما أن تخلف التلميذ دراسياً يثير القلق لدى الوالدين ، كذلك فإن التخلف الدراسي ينعكس أثره اجتماعياً في صورة ميزانيات تهدر دون عائد يذكر .
وإذا كان التخلف الدراسي مشكلة بصفة عامة ، فهو مشكلة أساسية في المرحلة الابتدائية بصفة خاصة . ذلك لأنها المرحلة الأولى من مراحل التعليم الأساسي التي تستوعب معظم الأطفال الذين نجدهم بالنسبة للقدرة العقلية العامة والتحصيل يتوزعون توزيعاً اعتدالياً ، أي أننا نجد بينهم مالا يقل عن 3 , 2? من المتخلفين دراسياً ، هذا بالإضافة إلى أن المرحلة الابتدائية تمثل إحدى مراحل النمو النفسي الهامة .
أسباب التأخر الدراسي
1ـ مستوى الذكاء :
يرى الباحثون أن انخفاض القدرة العامة من العوامل المعجلة لظهور التخلف الدراسي .
2 ـ الصحة الجسمية العامة :
من الخصائص الجسمية والصحية العامة للمتخلفين دراسياً الضعف العام وقلة الحيوية وقلة النشاط الجسمي العام مما يعوقهم عن الانتظام في الدراسة ويعرضهم للإجهاد وعدم القدرة على بذل الجهد المطلوب للتحصيل . هذا بالإضافة إلى معاناتهم من أمراض مختلفة مثل الأنيميا والاضطرابات الغددية وروماتيزم القلب والصرع .
3 ـ الحواس :
وجد أن نسبة ضعف الحواس خاصة ضعف السمع والبصر أعلى عند المتأخرين دراسياً منها عند العاديين ، مما يضيع على المتخلفين فرصة متابعة الدروس ، بالإضافة إلى أن منهم من يعانون من عيوب نطق وكلام أهمها اللثغة واللجلجة والبطء الواضح في الكلام .
4 ـ الانتظام في الدراسة :(1/2)
بينت نتائج الأبحاث أن 78 ? من المتأخرين دراسياً ينتظمون في الدراسة وأن 10 ? كثيرو التغيب عن المدرسة ، ولقد ذكر مدرسوا الفصول أن أسباب التغيب التي يذكرها التلاميذ عادة هي : ـ
( أ ) - المرض 77 ? .
( ب ) - عدم الرغبة في الذهاب للمدرسة 13 ? .
( ج ) - الخوف من أحد المدرسين 5? .
( د ) - أسباب أخرى 5? .
5 ـ التحصيل .
6 ـ عادات المذاكرة .
7 ـ اتجاهات التلاميذ نحو الدراسة :
قد يكون للمتأخرين دراسياً عوامل تؤدي إلى سوء التوافق المدرسي من أهم مظاهره :
( أ ) - صعوبة المادة .
( ب ) - استخدام مدرس المادة للعقاب البدني .
( ج ) - عدم الفهم وعدم القدرة على المذاكرة .
( د ) - كثرة الواجبات .
8 ـ علاقات التلاميذ والمدرسين ببعضهم :
لاشك أن تحصيل التلميذ في المدرسة محصلة للتفاعل القائم بينه وبين المدرس ، فقد يخطئ بعض المدرسين ويسهمون بطريقة قد تكون غير مقصودة في خفض قيمة الذات عند التلميذ المتأخر دراسياً يضاف إلى ذلك ماهو معروف من أن كراهية بعض التلاميذ لبعض المواد الدراسية يرتبط ارتباطاً عالياً بكراهيتهم لمدرس تلك المادة .
9 ـ اتجاهات التلاميذ نحو زملائهم :
إن التلميذ المتخلف دراسياً قد تظهر لديه مشاعر الغيرة نحو زملائه العاديين والمتفوقين بالإضافة إلى مشاعر الإحباط ، وقد يلجأ إلى سلوك عدواني تجاههم أو قد يلجأ إلى الانطواء والانعزال .
10 ـ المشكلات الأسرية :
إن وجود مشكلات أسرية مثل اضطراب العلاقات بين الطفل ووالديه أو بينه وبين اخوته واتباع الوالدين لأساليب خاطئة في التنشئة الاجتماعية مثل التسلط والحماية الزائدة والنبذ ، يجعل المناخ النفسي الذي يعيش فيه الطفل بصفة عامة غير مناسب للتحصيل .
كما أن وجود اتجاهات سالبة لدى الوالدين نحو المدرسة وعدم اهتمامهما بالتعليم فمن المرجح أن ينمي ذلك في التلميذ اتجاهات غير مرغوبة نحو الدراسة والمواد الدراسية .(1/3)
وأيضاً إذا كثر الشجار بين الوالدين أو حدث تفكك بسبب طلاق أو انفصال أو موت فقد يتحول سلوك التلميذ إلى سلوك عدواني أو أي مظهر من مظاهر سوء التوافق الاجتماعي .
11 ـ السلوك الأسري إزاء التحصيل الدراسي :
إن انشغال الوالد أو انشغال كل من الوالدين في العمل وترك الطفل دون توجيه بالإضافة إلى فشل الوالدين في إعداد الطفل لدخول المدرسة والانتظام والتقدم بها يعتبر من عوامل التخلف الدراسي .
12 ـ العلاقات الأسرية :
قد تسهم بعض العلاقات الأسرية في وجود مشكلة التخلف الدراسي مثل :
1- استجابة الآباء والأمهات لطلبات الأبناء .
2- تفضيل بعض الأخوة على بعض .
3- التفكك الأسري من طلاق ـ شجار ـ خلافات عائلية .
13 ـ المستوى الاقتصادي الاجتماعي للأسرة :
أحياناً يرتبط التأخر الدراسي بضعف المستوى الاقتصادي والاجتماعي خاصة فيما يتعلق بانخفاض دخل الأسرة وضيق السكن أو انصراف التلميذ للعمل لمساعدة الأسرة .
وفي نفس الوقت يمكن القول بأن ارتفاع المستوى الاقتصادي والاجتماعي إذا اقترن بعدم التوجيه السليم واللامبالاة بالدراسة نتيجة لنظرة الآباء إلى التعليم على أنه ليس العامل المؤثر في الحراك الاجتماعي الاقتصادي ، بالإضافة إلى ضعف المستوى الثقافي للأسرة فإن ارتفاع المستوى الاقتصادي الاجتماعي في هذه الحالة يكون مرتبطاً بالتأخر الدراسي .
14 ـ بعض جوانب النمو لدى المتخلفين :
بينت الدراسات أن التأخر الدراسي يرتبط بتأخر النمو بصفة عامة ، وتأخر النمو الجسمي بصفة خاصة ، واضطراب أداء الجهاز العصبي مثل تأخر عمليات الإدراك الأساسية في عملية التعلم والتحصيل .
15 ـ العادات السلوكية :
قد يرتبط التأخر الدراسي ببعض العادات السلوكية الخاصة مثل الاستيقاظ والنوم والغذاء والإخراج .
16 ـ الحالات الانفعالية :
كشفت نتائج الأبحاث أن أهم الحالات الانفعالية التي يعاني منها المتخلفون هي :
1 - الخجل .
2 - الخوف .(1/4)
إلى جانب بعض مظاهر الاضطراب الانفعالي والقلق وانعدام الأمن وضعف الثقة بالنفس ومشاعر النقص والفشل والعجز .
دراسة حالة من حالات التأخر الدراسي
اسم التلميذة : س .
تاريخ الميلاد : 26 / 6 / 1991م .
الصف الأصلي : الأول .
تاريخ التحويل : 5 / 9 / 1998م .
1 ـ من حيث الجانب العقلي:
من خلال الفحص النفسي للتلميذة تبين أن التلميذة تعاني من تأخر دراسي ناتج عن انخفاض مستوى الذكاء عن المتوسط .
× انخفاض مستوى التركيز له تأثير على مستوى الذكاء لديها .
× الذاكرة اللفظية أقل من المتوسط .
× التفكير مبني على المحسوس .
2 ـ من حيث الجانب السلوكي :
× التلميذة لديها نشاط زائد فهي كثيرة الحركة داخل الفصل .
× مشتتة الانتباه .
× لا تركز أبداً عند شرح أي مهارة سواء من مهارات الرياضيات أو اللغة العربية .
× التلميذة لديها ميول عدوانية فهي تعتدي على زميلاتها بالضرب .
× لديها أيضاً ميول تخريبية فهي دائماً تخرب الوسائل التعليمية الموجودة بالصف .
× لا تحضر التلميذة أدواتها المدرسية معها .
3 ـ المظهر العام للتلميذة :
العناية بالنفس أقل من المتوسط فهي دائماً متسخة الملابس وشعرها غير مرتب .
4 ـ الدافعية للتعلم :
× التلميذة غير مقبلة على العملية التعليمية ، وفي بداية العام كانت ترفض دخول الصف .
× لا تشترك في المناقشات الشفوية أو التعبير اللفظي .
× بطيئة جداً في تنفيذ أي مهمة تسند إليها وعادة لا تكملها .
5 ـ المشاركة في الأنشطة الطلابية :
لا تشارك في أي نشاط طلابي بالمدرسة ، العمل بالجمعية المدرسية ، التربية الرياضية ، التربية الموسيقية .
6 ـ من حيث الجانب الاجتماعي والاقتصادي لأسرة التلميذة :
× الأم هندية وهي الزوجة الثالثة للأب ، وتعيش الثلاث زوجات في بيت واحد ، والتلميذة لها إخوان كثيرون يعيشون كلهم في بيت واحد .(1/5)
× المستوى الاقتصادي للأسرة متوسط مقارنة بعدد أفراد العائلة ولاشك أن العوامل الاجتماعية والاقتصادية لعبت دوراً في مستوى تحصيل التلميذة ، حيث تعاني التلميذة من الحرمان نتيجة عدم مقدرة الأهل على تلبية احتياجاتها من أدوات مدرسية ، بالإضافة إلى ذلك لم تكن التلميذة تحضر معها دراهم لشراء طعام أو شراب من جمعية المدرسة ، ولا تحضر معها أكل من البيت .
تحديد نواحي الضعف الدراسي :
من خلال الاختبارات التشخيصية الأولية لمادتي اللغة العربية والرياضيات اتضح أن :
أولاً : اللغة العربية :
1- التلميذة لا تعرف حروف الهجاء قراءة وكتابة .
2- لا تعرف الحركات القصيرة والطويلة .
3- لا تستطيع قراءة سوى كلمات الدروس الثلاثة الأولى .
4- لا تستطيع التعامل مع أي مهارة من مهارات اللغة العربية " تحليل ـ تركيب " .
5- لا تكتب الإملاء المنظور ولا الاختباري نظراً لجهلها بحروف الهجاء .
ثانياً : الرياضيات :
1- تعرف التلميذة رموز بعض الأعداد من 1 : 10 وأحياناً تربط بين العدد ومدلوله
2- لا تعرف مكونات الأعداد .
3- لا تعرف الترتيب التنازلي للأعداد .
4- لا تستطيع استكمال سلاسل الأعداد بعد العدد 10 .
5- لا تستطيع التمييز بين الأكبر من والأصغر من الأعداد .
6- لا تستطيع إجراء العمليات الحسابية البسيطة .
الخطة العلاجية
سارت الخطة العلاجية في ثلاث خطوط متوازية : سلوكية ـ دراسية ـ اجتماعية
1 ـ تعديل سلوك التلميذة للحد من النشاط الزائد :
× أجلست التلميذة في المقعد الأمامي وتعريفها بالجلسة الصحية ، ثم بدأنا معها بالتعزيز المادي والمعنوي كل حوالي 5 دقائق كلما استمرت في الجلسة الصحية ، ثم بدأت معها بالتدرج في التعزيز كل حصة ثم كل يوم ثم كل أسبوع حتى تعودت التلميذة إلى حد كبير على الجلوس والاستقرار داخل الصف .
× أشغلت التلميذة بأنشطة نافعة ومفيدة تخدم المهارات الموجودة بالمنهج وبأوراق عمل مكثفة .(1/6)
× إعطاء التلميذة الثقة بالنفس وذلك بمحاولة إعطائها أدوار قيادية .
× تعليم التلميذة كيفية الوضوء والصلاة حتى تستطيع التلميذة الاهتمام بنظافتها الشخصية .
× إعطاء التلميذة قدراً كافياً من الثقة بالنفس .
من حيث طرق التدريس راعيت مع التلميذة الآتي :
× استخدام الوسائل التعليمية والمجسمات والمحسوسات من مكعبات وغيرها وباللوحات الوبرية والسبورات المغناطيسية والبطاقات التوضيحية وجميع الوسائل التي يمكن أن تسهل العملية التعليمية .
× الاهتمام بقراءة التلميذة واعتبارها مهارة أساسية تسير جنباً إلى جنب مع الكتابة .
× عمل دفتر فردي للتدريبات الكتابية لتدريب التلميذة على النسخ .
× الاهتمام بالتعبير والمحادثة لأنها تعتبر محور التعلم في المناهج الدراسية الجديدة وإعطاء التلميذة الفرصة الكافية للتعبير عما تشاهده .
× توفير التغذية الراجعة للتلميذة وذلك بإعلام التلميذة بصحة الاستجابة .
× توفير التعليم الزائد للتلميذة ليساعدها على الاحتفاظ بالمادة التعليمية .
× تنشيط الذاكرة البصرية لدى التلميذة وقراءتها وإمرار إصبعها عليها ثم إخفاء الكلمات عن التلميذة ومطالبتها بكتابتها وبالتكرار حتى تحتفظ التلميذة بالكلمات في ذاكرتها .
× تقسيم حروف الهجاء إلى مجموعات متشابهة مثل الـ " ب ، ن ، ت ، ي " وتشبيه كل حرف بشيء مألوف لدى التلميذة وتقريبه إلى ذهنها وملاحظة وضع النقط في كل حرف .
× استخدام أسلوب اللعب بالاكتشاف حيث أنه من الأساليب الشيقة والمحببة لدى التلاميذ .
× جذب انتباه التلميذة وجعلها في غاية التركيز عن طريق تقديم المادة العلمية في قالب مشوق وباستخدام أسلوب تدريس متنوع يزيل الملل عن نفس التلميذة مثل المسرحيات والتمثيليات .
× الاهتمام بالنشاط اللاصفي وإشراك التلميذة فيه والحرص على إشباع ميولها وإعطاء التلميذة الثقة الكاملة بقدراتها .(1/7)
× تواصل المدرسة مع الأسرة وذلك بعمل ندوات ومحاضرات للتوعية السليمة عن طريقة الاهتمام بالتلميذة وتوفير احتياجاتها الأساسية .
× توفير وجبة للتلميذة كل يوم من جمعية المدرسة لأن الغذاء ضروري جداً في نمو جسم وعقل التلميذة .
والحالة مستمرة وباقية للعام القادم .
التوصيات
نتيجة لما ظهر من الدراسة نوصي بما يلي :
× التمييز وعدم الخلط بين التخلف الدراسي والضعف العقلي .
× الاهتمام بتنمية الشخصية الإنجازية من خلال التدريب والتوجيه في المنزل والمدرسة والمجتمع .
× الاهتمام باتخاذ التدابير الوقائية من التخلف الدراسي .
× الاهتمام بتعيين أخصائيين نفسيين وأخصائيين اجتماعيين بالمدارس .
× العمل على نمو مفهوم موجب للذات بصفة عامة ، وبخاصة عناصره المتعلقة بالدراسة والتحصيل الدراسي .
بالنسبة للنواحي الجسمية :
× العناية بالصحة الجسمية منذ الطفولة المبكرة وبصفة خاصة للمتخلفين دراسياً وتوفير الرعاية الطبية اللازمة لهم مع المتابعة الدورية المستمرة .
× الاهتمام بنمو وسلامة حواس التلاميذ ومراعاة ذلك في الموقف التعليمي بحيث يوزع التلاميذ في الفصل توزيعاً يتفق مع حالة السمع والبصر . كذلك يجب العناية بتصحيح أي نقص أو قصور في هذه الحواس .
× زيادة اللياقة الجسمية للأطفال بالاهتمام بالتربية الرياضية في المدرسة وتوفير الأماكن والأجهزة الملائمة لها واكتساب المهارات التي يستطيعون متابعتها واختيار الأوقات الملائمة لها في اليوم الدراسي .
× أن يكون لكل تلميذ بطاقة صحية تسجل فيها حالته الصحية منذ مولده وترافقه خلال مراحل الدراسة .
بالنسبة للنواحي العقلية :
× الاهتمام بتنمية القدرة العقلية العامة لدى التلاميذ ورعاية نموهم العقلي بما يتناسب مع قدراتهم .
× اتباع طريقة الخطوات القصيرة التي لا تقتضي إدراك علاقات كثيرة معقدة في الوقت الواحد .(1/8)
× تدريب المتخلفين دراسياً على حل المشكلات عن طريق الأنشطة العلمية بدلاً من اللفظية والرمزية .
× تدريب الذاكرة لدى المتخلفين دراسياً عن طريق حفظ المتشابهات والمتضادات وغيرها مع استخدام الوسائل السمعية والبصرية المناسبة .
× أن تركز المدرسة الابتدائية على ألوان النشاط الدراسي المرتبط بواقع البيئة والمبني على الإدراك الحسي أكثر من بنائه على الإدراك العقلي .
بالنسبة للنواحي التحصيلية :
× العمل على رفع الكفاية التحصيلية وزيادة فعالية الاستعداد الموجود عن طريق زيادة الدافع وتغيير الاتجاهات السلبية وتنمية الثقة في الذات .
× الاهتمام باستخدام الوسائل السمعية والبصرية المعينة في التدريس للمتخلفين دراسياً .
× تطوير وتعديل وتبسيط المناهج الدراسية بما يحقق أفضل مستوى من النمو للتلاميذ المتأخرين دراسياً مع الاهتمام الفردي بحالة كل تلميذ .
× إعداد مناهج وبرامج دراسية خاصة للمتخلفين دراسياً لا تتطلب درجة عالية من الذكاء ولا تتضمن عمقاً أكاديمياً ، بحيث نعدهم للحياة ونمكنهم من إشباع حاجاتهم النفسية .
× الاهتمام بنوعية الكتب المقررة وطريقة طباعتها وتصويرها وتلوينها كوسائل هامة في نجاح العملية التعليمية وزيادة الأثر الناتج منها .
× أن يهتم المدرس بكل ما يحيط بالتلاميذ من ظروف مختلفة تؤثر بصورة مباشرة أو غير مباشرة على تحصيلهم ونشاطهم الدراسي ، سواء كانت هذه الظروف تتعلق بالمدرسة أو المنزل .
× إدماج المتخلفين في ألوان النشاط المدرسي الذي يجذبهم إلى المدرسة والعمل المدرسي وإلى التفاعل السليم مع زملائهم وتزيد حبهم للمدرسة وتحول اتجاهاتهم السالبة إلى اتجاهات موجبة .
× تنويع الخبرات المدرسية حتى يحقق التلاميذ نمواً متوازناً في جميع النواحي الاجتماعية والنفسية والتربوية .(1/9)
× العمل على تحقيق استمرارية عملية التعلم خاصة في حالات التخلف التي ترجع إلى أسباب صحية أو بسبب حادث أو بسبب اضطرابات أسرية أدت إلى انقطاع التلميذ عن الدراسة وتخلفه عن مستوى أقرانه في نفس السن تحصيلياً ، وأن يقدم المدرس معونة خاصة للتلميذ ليعوضه ما فاته ويشعره بالأمن والطمأنينة .
× إعداد برامج وخطط تعليمية علاجية خاصة للمتخلفين دراسياً يقوم بها معلمون متخصصون يستخدمون الطرق المناسبة للقدرات المحدودة للمتخلفين والتركيز على المحسوسات .
× على الأخصائي النفسي المدرسي أن يضطلع بدوره في تشخيص مشكلات التخلف الدراسي والعوامل المسببة له ، فإذا كان يرجع إلى الضعف العقلي يجب إحالة التلميذ إلى إحدى مدارس ضعاف العقول ، وإذا كان يرجع إلى سوء التوافق وعدم القدرة على متابعة التعليم في المدرسة الحالية يجب إحالة التلميذ إلى مدرسة أخرى أكثر ملائمة لشخصيته ، وإذا كان يرجع إلى مشكلات انفعالية أو اضطرابات نفسية يقوم هو بعلاجها ـ إن استطاع ـ أو يحيلها إلى الأخصائيين حتى تتحسن صحة التلميذ النفسية ويستطيع متابعة الدراسة .
× على الباحثين الذين يستخدمون نتائج التلاميذ من واقع السجلات المدرسية أن يلتزموا جانب الحذر الشديد عند الربط بين الدرجات المدرسية للتلاميذ والعوامل النفسية الأخرى . وذلك للاختلاف بين أسس التقدير التي يستخدمها المدرسون عن تلك التي يستخدمها الباحثون .
بالنسبة للنواحي الاجتماعية :
× الاهتمام بدراسة حالة أسرة الطفل المتخلف دراسياً وخلفيته الاقتصادية والاجتماعية ، والظروف التعليمية في الأسرة وأثرها على نموه العقلي والتحصيلي .
× العمل عل اتباع الأساليب التربوية السليمة في تنشئة الأطفال خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة .(1/10)
× العمل على رفع المستوى الاقتصادي الاجتماعي وتحسين الظروف السكنية للأسرة ومحو الأمية عند الوالدين ، تحقيقاً للظروف الملائمة للتحصيل الجيد وتجنباً لاحتمال حدوث التخلف الدراسي .
× العمل على تعديل البيئة الاجتماعية للتلميذ المتخلف دراسياً بعد دراستها دراسة وافية بما يحقق العلاج المطلوب .
× العمل على تجنب كل ما يؤدي إلى التفكك الأسري واضطراب الجو الأسري حتى نتجنب ما قد يؤدي إلى التخلف الدراسي .
× حماية التلميذ المتخلف دراسياً ـ الذي يترك المدرسة ـ من الانحراف الاجتماعي
بالنسبة للنواحي الانفعالية :
× الاهتمام بإشباع الحاجات الأساسية للتلاميذ المتخلفين دراسياً ، وقد أوضحت الدراسات السابقة أهمية الدور الذي تقوم به الأسرة وظروفها الاجتماعية والاقتصادية مع إبراز أهمية الجانب الانفعالي والدفء العاطفي في الأسرة .
× أن يكون فطام الطفل في الوقت المناسب بحيث لا يكون مبكراً جداً ولا متأخراً جداً ولا إجبارياً .
× الاهتمام بتنظيم مواعيد النوم حتى يستيقظ نشطاً ويقبل على الدراسة . ويجب ألا ينام الطفل في نفس الحجرة مع والديه .
× عدم التفرقة في معاملة الأطفال حسب ترتيبهم في الأسرة أو جنسهم .
× العمل على علاج أي مشكلات انفعالية مسببة أو مصاحبة للتخلف الدراسي . وعلى كل من المربين والآباء الاهتمام بتهيئة الجو النفسي الاجتماعي الذي يتيح للتلاميذ الأمن والشعور بالانتماء ومساعدتهم على تخطي العقبات التي قد تؤدي بهم إلى الفشل والإحباط وعدم القبول أو اللوم من جانب الآخرين وحتى لايستجيب لها التلميذ بصورة من صور التوافق السيئ .
توصيات إرشادية وعلاجية
× التعرف المبكر على التلاميذ المتخلفين دراسياً خاصة خلال الثلاث سنوات الأولى من المرحلة الابتدائية حتى يمكن اتخاذ إجراءات التصحيح والعلاج المبكر .
× توفير أدوات التشخيص مثل اختبارات الذكاء واختبارات التحصيل المقننة وغيرها(1/11)
× استقصاء جميع المعلومات الممكنة عن التلميذ المتخلف دراسياً خاصة الذكاء والمستوى العالي للتحصيل وآراء المدرسين والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين والأطباء إلى جانب الوالدين .
× توفير خدمات التوجيه والإرشاد العلاجي والتربوي والمهني في المدارس لعلاج مشكلات هؤلاء التلاميذ نفسياً واجتماعياً وتربوياً ومهنياً مع زملائهم العاديين وتوجيههم لمواجهة الحياة العملية في المستقبل .
× أن يقدم الخدمات المتخصصة للتلاميذ المتخلفين دراسياً فريق متكامل متعاون يجمع بين المدرسين والأخصائيين والوالدين .
× الاهتمام بدراسة الحالات الفردية للتلاميذ وعدم المغالاة في تطبيق القواعد العامة على الحالات الفردية مع الاهتمام بحفظ السجلات المجمعة لهم .
× عرض حالة التلميذ على الطبيب النفسي عند الشك في وجود اضطرابات عصبية أو إصابات بالجهاز العصبي المركزي وغير ذلك من الأسباب العضوية .(1/12)
علموا أبناءكم الاستثمار
روي لي أحد الشباب قصته حينما ركب الطائرة مسافراً ، وجاء نصيبه أن يكون مكانه إلي جانب فتاة متبرجة تلوح عليها مظاهر الجمال ، فخاف علي نفسه وأخذته التقوى والخشية ، وآثر البحث في مكان آخر ليجلس فيه ، ولكن الطائرة كانت ممتلئة وباءت محاولاته بالفشل.
، فما كان منه إلا أن أخذ مكانه واتقي الله واشتغل بقراءة الصحف ، وهو يدعو الله تعالي أن يصرف عنه الشرور والآثام ، وما هي إلا لحظات حتى وجد مضيف الطائرة فوق رأسه قائلاً : هل تسمح لحظة يا سيدي ، فأجابه الشاب وقام معه ، فما كان من المضيف إلا أن طلب إلي الشاب أن يجلس في أحد المقاعد الفارغة في الدرجة الأولي ، وهمس به : أليس هذا أفضل لك ؟!
جلس الشاب وجعل يردد في نفسه : ومن يتقي الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب .
إن ذلك الشاب قد استثمر تقواه وخوفه من الله تعالي فرزقه الله تعالي النجاة في المأزق ، وهكذا يجب أن نعلم أبناءنا الاستثمار ، ولئن كان الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم حض علي ممارسة التجارة والعمل بها فكذلك أمرنا أن نستثمر نفوسنا في تجارة مع الله تعالي ، قال عز وجل : يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم علي تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون .
كما إن مجالات هذا الاستثمار في أبنائنا كثيرة ومتنوعة نذكر بعضاً منها :
1- علموا أبناءكم كيفية الاستفادة من التجارب السابقة والخبرات الماضية في التعامل مع الحاضر .
2- علموا أبناءكم كيفية استثمار أوقات اليوم ولحظاته ، بحيث لا ينقضي يومهم إلا وقد فيه شيئاً يميزه عن سابقه .
3- علموا أبناءكم كيفية استثمار اليوم التالي من خلال التخطيط والإعداد الجيد .
4- علموا أبناءكم كيفية استثمار حياتهم الدنيا استعداداً للحظة الموت ومفارقة الدنيا ومقابلة الآخرة .(1/1)
5- علموا أبناءكم كيفية استثمار فرص الحياة التي تجعل آخرتهم نعيماً وخلوداً وظلاً ظليلاً ، وكتاباً باليمين ، وسرعة علي الصراط ، وحوضاً عظيماً والمزيد من رب كريم .
جمعنا الله وإياكم في مقال آخر لنبسط الحديث أكثر في معني الاستثمار الحقيقي مع الله عز وجل ، ولنتأمل في قوله صلي الله عليه وسلم : ألا إن سلعة الله غالية ، ألا إن سلعة الله الجنة .(1/2)
مهارة التخلص من الخجل " الرهاب الاجتماعي "
مقدمة
الخوف شعور طبيعي لدى الناس ، بل لدى جميع الكائنات الحية ، وكل إنسان يستجيب لهذا الشعور بطريقة مختلفة ، ولكن قد يزيد الخوف عن حده الطبيعي فيصبح عندئذ مرضا ، وهو ما يطلق عليه " الرهاب " .
قد يصاب الشخص بالرهاب من أشياء عديدة مثل الخوف من الأماكن المرتفعة ، أو الأماكن العامة أو الحيوانات والزواحف إلى حد لا يتناسب مع خطورة تلك الأشياء بحيث يتحول من إنسان طبيعي إلى شخص مريض لا يمكنه أداء وظائفه بشكل طبيعي ولا أن يحيا حياته مثل بقية الناس ، ولكن اشهر أنواع الرهاب التي تصيب الشباب هو الرهاب الاجتماعي أو ما يعرف بالخجل
تعريف الرهاب الاجتماعي
هو خوف وارتباك وقلق يداهم الشخص عند قيامه بأداء عمل ما - قولاً أو فعلاً - أمام مرأى الآخرين أو مسامعهم ، يؤدي به مع الوقت إلى تفادي المواقف والمناسبات الاجتماعية
أعراض الرهاب الاجتماعي
تلعثم الكلام وجفاف الريق
مغص البطن
تسارع نبضات القلب واضطراب التنفس
ارتجاف الأطراف وشد العضلات
تشتت الأفكار وضعف التركيز
لماذا تظهر الأعراض
المصاب بالرهاب الاجتماعي يخاف من أن يخطئ أمام الآخرين فيتعرض للنقد أو السخرية أو الاستهزاء ، وهذا الخوف الشديد يؤدي إلى استثارةٍ قوية للجهاز العصبي غير الإرادي حيث يتم إفراز هرمون يسمى " ادرينالين " بكميات كبيرة تفوق المعتاد مما يؤدي إلى ظهور الأعراض البدنية على الإنسان الخجول في المواقف العصبية
أشهر المواقف التي تظهر فيها الأعراض
التقدم للإمامة في الصلاة الجهرية
إلقاء كلمة أمام الطابور الصباحي في المدرسة
التحدث أمام مجموعة من الناس لم يعتد الشخص عليهم
المقابلة الشخصية
الامتحانات الشفوية
مضاعفات الرهاب
جعل الشخص سلبياً ومعرضاً عن المشاركة في المواقف والمناسبات الاجتماعية
يمنعه من تطوير قدراته وتحسين مهاراته
يؤدي إلى ضياع حقوقه دون أن يبدي رأيه(1/1)
يمنعه من إقامة علاقات اجتماعية طبيعية
يؤدي به إلى مصاعب حياتية ، وصراع نفسي داخلي
قد يؤدي إلى مضاعفات نفسية مثل الانطواء والاكتئاب
علاج المشكلة
أدرك هذا الأمر مبكراً قبل أن يستفحل ، ويصبح متأصلاً صعب العلاج
تدرج في مقابلة الآخرين والتحدث أمامهم بصوت مرتفع ، ويمكن أن تبدأ بمجموعة صغيرة ممن تعرفهم وتحضر كلمة قصيرة تحضيراً جيداً وتتدرب على إلقائها مسبقاً ثم تلقيها عليهم وتكرر ذلك ، ومع كل مرة تزيد من عد المستمعين لك حتى تزداد ثقتك بنفسك ويصبح الأمر شيئا طبيعياً بالنسبة لك
يمكنك الاستفادة من البرامج النفسية والسلوكية للتغلب على الخجل وهي تجرى تحت إشراف مختص في هذا الأمر ولها نتائج باهرة
عزز ثقتك بنفسك وبقدراتك
تعلم المهارات التي تمنعك من الوقوع في الحرج في المواقف الطارئة
مفتاح التغلب على الخجل الاجتماعي هو تحدي الأفكار الخاطئة التي تسيطر على الذهن عند التعرض للمواقف الاجتماعية فإذا تمكن الإنسان من تحدي تلك الأفكار والتغلب عليها فسوف يتصرف تلقائيا بصور طبيعية
تذكر دائما : لا يمكن لأحد أن يحظى بالتألق واللمعان في كل حين
المصدر / مجلة شباب د/ محمد الصغيّر(1/2)
لمذاكرة أفضل
إعداد: خالد محمد الحر
المراجع:
? ... Study the Easy Way, written by Toby Brown.
· ... استراتيجيات للمذاكرة، إعداد بوب نيلسون، ترجمة علي الأحمد.
المقدمة
يقضي الإنسان منا عادة 12 سنة في المدرسة. وقد يضيف عليها 3-5 سنوات في الجامعة. ممن الممكن بعدها أن يستمر في دراسته ليحصل على الماجستير أو الدكتوراه. هذا بالإضافة إلى الدورات التعليمية في المجالات المختلفة سواء كانت متعلقة بالعمل أو بهوايات الشخص نفسه.
خلال هذه مدة الدراسة الطويلة هذه، يبذل الفرد منا جهدا ليس بسيطا لنجاح والحصول على الشهادات المطلوبة. وقد يوفّق البعض، بينما لا يوفّق الآخرين. وحتى درجة التوفيق في النجاح تختلف من شخص لآخر. بشكل عام، إن استطاع الإنسان إيجاد وسيلة مناسبة للدراسة، سيساعده ذلك على اجتياز هذه المرحلة بأقل "خسائر" ممكنة إن جاز لنا التعبير.
هذا ما سنقدمه خلال هذه الدورة. إنها تحتوي على بعض التنبيهات والنصائح التي تكوّن مجتمعة طريقة فعّالة للدراسة. قد يعتبر البعض أن هذه النصائح صعبة التطبيق. لكن بالإمكان اختيار ما يتناسب مع ظروف الشخص ونفسيته، وترك ما لا يتناسب معه.
المكان المناسب لك
إن الدراسة تشتمل على نشاطين رئيسيين هما (القراءة، والكتابة). ومن الضروري جدا البحث عن مكان مناسب لكلا الأمرين. من الأفضل توفر الأمور التالية في هذا المكان:
سطح عمل مريح (طاولة أو مكتب).
مقعد مريح.
إضاءة جيدة (مصباح متحرّك إن أمكن).
من السهل إيجاد المكان المناسب إن كنت تعيش بمفردك. أما إن كنت تعيش مع عائلتك، حاول الجلوس بعيدا عن أماكن الضوضاء والحركة في المنزل.
أربع طرق
هنالك أربع طرق لاكتساب المعلومات:
الرؤية، الاستماع، التسميع، الكتابة.(1/1)
عادة ما تكون إحدى هذه الطرق هي الأفضل في التعلم من البقية. وهذا الأمر يختلف من شخص لآخر. لكن بشكل عام، كلما زادت عدد الحواس المشتركة في العملية التعليمية كلما زادت الاستفادة وتركزت المعلومات. ولنأخذ مثالا على دمج هذه الطرق:
استماع: عندما تحصر الفصل وتستمع لشرح المعلّم.
كتابة: عندما تدوّن الملاحظات.
رؤية: عندما تبدأ الدراسة وتقرأ ملاحظاتك.
تسميع: عندما تقرأ ما كتبت بصوت عال.
جزّء أوقات الدراسة
من الأفضل تحديد فترات للدراسة تتخللها فترات للراحة. فهذا يحول دون الإصابة بالإحباط او الإجهاد الذي قد يسببه التركيز لمدة طويلة. وهذا الأمر يحتاج لتخطيط. فإذا شعرت أنك بحاجة لساعة كاملة لتعلم مسألة إحصائية، قم بتقسيم هذه الساعة لثلاث فترات زمنية مدتها 20 دقيقة للدراسة وافصل بينها بـ 20 أو 30 دقيقة للراحة. يمكنك استغلال هذه أوقات الراحة هذه في أمور كثيرة، كأداء بعض الأعمال المنزلية، أو مشاهدة التلفزيون، أو ممارسة لعبة معينة، أو الاستماع للراديو. أما إن كان وقتك ضيقا فبإمكانك دراسة مادة ثانية في فترات الراحة هذه.
حاول أن لا تلجا لعملية "حشو الدماغ" الذي يلجأ له الكثير من الطلبة، حيث يبدءون الدراسة في اليوم الذي يسبق الامتحان مباشرة. لتلافي هذا الأمر يجب أن تقتنع تماما أن الدراسة يجب أن تكون أولا بأول. سيساعد هذا على التقليل من قلق الذي يسبق الامتحان عادة.
نصائح عامّة
النصيحة الأولى: تبادل أرقام الهواتف.
من الضروري جدا أن تتعرّف على اثنين أو أكثر من الطلبة في كل مادة من المواد، وأن تبادلهم أرقام هواتف. سيكون لديك بذلك من تستطيع مناقشته في المعلومات التي تعلمتها. كما أنك ستحصل على نسخ من الملاحظات والمعلومات والإعلانات التي دونت في المحاضرة في حالة غيابك عنها.
النصيحة الثانية: جهّز نفسك ذهنيا.(1/2)
مارس عملية التأمل لتهدئة نفسك وتصفية ذهنك من جميع المشاكل والهموم قبل البدء بالدراسة. إن لم يسبق لك محاولة الاستغراق في التأمل، يوجد بالمكتبة العديد من الكتبة الجيدة حول "كيف يمكنك" ذلك.
إن كنت تعتقد أن هذا الأمر لا يناسبك، استخدم أساليبك الخاصة لتهدئة نفسك وتصفية ذهنك. قد يكون من المفيد تجربة قراءة جزء من القرآن، أو صلاة ركعتين، أو الاستماع لموسيقى الهادئة، أو أداء بعض التمارين الرياضية. لا يهم ما تعمله ما دام يدي إلى تصفية ذهنك قبل البدء بالدراسة.
النصيحة الثالثة: التبسيط.
ستمرّ عليك أثناء دراستك فقرات تبدو صعبة الحفظ. حاول أن تبسط هذه الفقرات إلى نقاط رئيسية مكوّنة من أفعال وأسماء. لنأخذ هذه الفقرة على سبيل المثال:
التشكيل الثقافي هو التعليم على ربط عاملين في البيئة ببعضهما. العامل الأول يؤدي إلى رد فعل أو شعور معين. العامل الثاني محايد بطبعه بالنسبة لردة الفعل ، ولكن عند ربطه بالأول يحدث رد الفعل المتشكل عند الشخص منذ الصغر. مثال على التشكيل الثقافي أن كلمة وجه القمر تشير إلى الجمال عند العرب ، لكنها تشير إلى القبح عند الأمريكيين.
بدلاً من قراءة كل كلمة، يمكنك تفكيك القطعة بصرياً:
التشكيل الثقافي = التعليم = ربط عاملين
العامل الأول يؤدي إلى رد فعل
العامل الثاني = محايد بطبعه. لكن بعد ربطه بالأول --- يحدث رد الفعل.
النصيحة الرابعة: الترتيب الهجائي.
يمكن للترتيب الهجائي أن يساعد في حفظ المعلومات. افترض أن عليك تذكّر الأطعمة التسعة التالية: فاصوليا، فول، شمندر، لوبياء، فراولة، لحم، شعير، فجل، لوز.
نلاحظ هنا أن الأسماء مقسّمة إلى ثلاثة حروف هي (ش، ف، ل) –كالشعير، الفول، اللوز... الخ.
قد يساعد هذا الترتيب على الحفظ. استخدم خيالك لإيجاد أن نظام يساعدك على التذكّر.
النصيحة الخامسة: تعلّم بينما أنت نائم.(1/3)
أخيرا اقرأ أي شيء تجد صعوبة في تعلّمه قبل الذهاب للنوم مباشرة. يبدو أن تماسك المعلومات يكون أكثر كفاءة وفاعلية خلال النوم. إن عقلك "النائم" أكثر صفاء من عقلك "المستيقظ".
الكتب
يمكنك تثبيت المعلومات في عقلك باتباع أساليب بسيطة، من أهمها (تخطيط وإبراز) الأفكار الهامة في الكتاب. وهذه بعض الأمور التي قد تساعدك في عمل ذلك:
· ... اقرأ قسماً واحداً فقط وعلم ما تريد بعناية.
· ... أرسم دائرة أو مربع حول الكلمات المهمة أو الصعبة.
· ... على الهامش رٌقم الأفكار المهمة والرئيسية.
· ... ضع خطاً تحت كل المعلومات التي تعتقد بأهميتها.
· ... ضع خطاً تحت كل التعاريف والمصطلحات.
· ... علم الأمثلة التي تُعبر عن النقاط الرئيسة.
· ... في المساحة البيضاء من الكتاب أُكتب خلاصات ومقاطع وأسئلة.
توجد أيضا عدة طرق مفيدة ثم تطويرها للمساعدة على تعلّم الكتب بكفاءة أعلى. من هذه الطرق:
طريقة SQ3R للقراءة: وهي وسيلة لدراسة فعّالة طوّرها د. فرانسيس روبينسون. هذه الطريقة مبنية على خمسة المبادئ: تصفح، تسائل، اقرأ، سمّع، راجع.
تصفح: اقرأ مقدمة الفصل. ستتكون لديك بذلك فكرة عامة عنه. ثم مر على الصفحات التالية محاولا قراءة العناوين والكلمات البارزة وما كتب على الصور والأشكال البيانية. حاول مراجعة الإشارات التي وضعها المدرّس –إن وجدت، وأخيرا حاول قراءة أي ملخص موجود للفقرات أو الفصل.
تسائل: حول اسم الفصل وعناوينه الفرعية إلى أسئلة. سيساعدك هذا على تذكّر المعلومات التي تعرفها واستيعاب معلومات جديدة بسرعة أكبر. بإمكانك أن تسأل نفسك "ماذا أعرف عن هذه المادة؟" و "ماذا قال المدرّس عن هذه المادة؟". واقرأ الأسئلة الموجودة في الكتاب عن كل فصل –إن وجدت كذلك. ولا تنسى أن تترك فراغا تحت السؤال لتملأه بالإجابة حينما تتأكد منها.(1/4)
اقرأ: ابدأ بالقراءة وسجل ملاحظاتك، وابحث عن أجوبة للأسئلة التي طرحتها من قبل. اقرأ المقاطع الصعبة بتروّي وتركيز، توقف وأعد قراءة الأجزاء التي لم تفهمها، اقرأ القسم وراجعه قبل الانتقال إلى قسم آخر. وحاول حل الأسئلة الموجودة في نهاية كل فصل من الكتاب –إن وجدت.
سمّع: بعدما تنتهي من القسم، سمّع لنفسك الأجوبة التي وضعتها. تأكد من كتابة الأجوبة في هوامش الكتاب وأوراق خارجية. وسمّع مرة أخرى ما قمت بكتابته.
راجع: عندما تنتهي من قراءة الفصل، انظر إن كان بإمكانك الإجابة عن جميع الأسئلة التي وضعتها. وتأكد من أنك كتبت بعض المعلومات بتعبيراتك أنت في هوامش الكتاب وأوراق خارجية، ووضعت خطوطا تحت المفاهيم والنقاط الهامة. كما تأكد من فهمك لكل ما كتبته أو وضعت خطا تحته. سيساعد هذا على تثبيت المعلومات في الذهن.
ما يجب الحرص عليه هو: أن المراجعة عملية مستمرة. وإليك بعض النصائح الإضافية للمراجعة:
· ... راجع المواد بشكل يومي ولو لمدة قصيرة.
· ... إقراء الدرس قبل الحصة.
· ... راجع مع حلقة دراسية (هذا سيساعدك على تغطية نقاط مهمة ربما تجاهلتها عند المذاكرة لوحدك).
· ... ذاكر المواد الصعبة عندما يكون عقلك في أنشط حالاته.
طريقة ميردر للدراسة:
المزاج: تحلى بمزاج إيجابي للمذاكرة، وتخٌير الوقت والبيئة المناسبين للمذاكرة.
الفهم: ضع علامة أية معلومات لا تفهمها من الكتاب، وركز على جزء معين من الكتاب أو على مجموعة تمارين.
استرجع: بعد قراءة الوحدة توقف وأعد صياغة ما تعلّمته بأسلوبك.
استوعب: تفحّص المعلومات التي لم تفهمها، وحاول الرجوع لمصادر إضافة، ككتب أخرى عن نفس المادة، أو مدرّس بإمكانه توضيح هذه المعلومات لك.
توسع: في هذه الخطوة، اسأل ثلاثة أسئلة عن المواد المدروسة:
لو استطعت الحديث مع مؤلف الكتاب، ما هي الأسئلة والانتقادات التي سأطرحها؟
كيف أطبق هذه المعلومات في اهتماماتي اليومية؟(1/5)
كيف أجعل هذه المعلومات مفهومة ومرغوبة لباقي الطلبة؟
راجع: ليست الدراسة كل شيء، إنما عليك المراجعة بعد الانتهاء من الدراسة.
تدوين الملاحظات وكتابة الملخصات
هذه الملاحظات والملخصات قد تكون للكتاب أو قد تكون لشرح المدرّس. وهذه بعد النصائح لكتابة هذه الملخصات:
· ... أي أمر يؤكد عليه المدرس أو يستغرق به وقتا لإملائه أو كتابته على اللوحة يجب أن يدون في دفتر ملاحظاتك. متضمنا الرسومات البيانية وشروحاتها.
· ... لا تحاول أن تكتب كل كلمة ينطق بها المعلّم. اكتب فقط المفاهيم الأساسية، والكلمات الرئيسية وتعاريفها. فغالبا ما يكون الكتاب ممتلئا بالتفاصيل.
· ... إذا لم تفهم أي معلومة اطلب من المعلّم أن يعيد شرحها. إذا كان سؤالك في الفصل يسبب لك الإحراج قم بذلك بعد الفصل أو اسأل أحد الطلبة الذي تبادلت أرقام الهواتف معهم. اسأل بعد الفصل مباشرة ولا تنتظر لليوم التالي فربما تنسى سؤالك.
· ... تأكد من عمل قائمة بجميع المصطلحات المهمة الموجودة بالكتاب، حتى إن لم يتطرق لها المعلّم في شرحه.
وإليك طريقة لتنظيم ورقة المصطلحات. ثم اكتب قائمة بالمصطلحات والمفاهيم في الجنب الأيمن أما التعاريف فاكتبها في الجنب الأيسر كهذا:
الكلمات: - الدراسة - التعلم ... التعاريف: - هي الأعمال التي نقوم بها لكسب المعرفة أو الفهم. - الحصول على المعرفة أو المهارة. ...
اقرأ هذه القائمة بصوت عال. أثناء قراءتك ستتمكن من معرفة الأجزاء التي تحفظها جيدا. أعد كتابة الأجزاء التي لا تعرفها جيدا.
أعد قراءتهم بصوت عال كما كتبتها.(هذا الأسلوب يجمع بين الطرق الأربعة للتعلم: الرؤية، التسميع، الاستماع، الكتابة).
الآن ابدأ باختبار نفسك. اخفي التعاريف بورقة فارغة وحاول أن تكتب تعريف كل مصطلح من المصطلحات. عندما تنهي الصفحة تأكد من إجاباتك. أعد كتابة المصطلحات التي لم تعرفها.(1/6)
ثم اخفي المصطلحات وانظر إن كان بإمكانك كتابة المصطلحات من خلال قراءتك للتعاريف. مرة أخرى اكتب المصطلحات المفقودة. وابدأ العملية من جديد. في كل مرة ستقصر قائمتك إلى أن يبقى لديك القليل من الأمور التي تعاني مشاكل في تذكرها.
أخيرا، في اليوم الذي يسبق الامتحان، اقرأ جميع صفحات ملاحظاتك (الملاحظات الأصلية بالإضافة إلى القوائم المعادة كتابتها) بصوت عال. اختبر نفسك إن شعرت أن هذا ضروري. واقرأ آخر ورقة من الملاحظات المعاد كتابتها التي تحتوي على أصعب الأمور للتذكر قبل ذهابك للنوم. اقرأ هذه القائمة مجددا قبل الدخول للامتحان.
نصائح للاختبار
هنالك خمسة أنواع رئيسية للأسئلة:
صح أم خطأ، الخيارات المتعددة، املأ الفراغ، الإجابات القصيرة، الأسئلة المقالية.
· ... ألق نظرة سريعة على الامتحان كاملا، سيساعدك ذلك على تحديد الوقت المطلوب للإجابة على كل قسم.
· ... اقرأ الأسئلة المقالية أولا قبل الإجابة على أي جزء من الاختبار. عندما تبدأ بحل الأجزاء الأخرى سجل باختصار العبارات والأفكار تراها مناسبة للقسم المقالي.
· ... تجاوز أي سؤال تواجهك به مشاكل، فيمكنك الرجوع له لاحقا، وربما تساعدك الأسئلة التالية على تذكّر الإجابة.
· ... أسئلة الصح والخطأ والخيارات المتعددة عادة ما تكون الأسهل. لذا قم بحل هذه الأجزاء أولا إن أمكنك ذلك. وربما ساعدتك هذه الأسئلة على تذكّر إجابات املأ الفراغ وإعطائك أفكار للأسئلة المقالية.
· ... كن حذرا من الأسئلة السلبية مثل "ما الذي لا ينتمي إلى القرن الحادي والعشرين؟". "أي من الكلمات التالية ليست فعلا".
· ... إجابة تخمينية جيدة أفضل من ترك الورقة بيضاء وقد تحصل منها على بعض العلامات. لا تحاول أن تتفنن في تخمينك.
· ... اكتب إجاباتك القصيرة في جمل بسيطة وواضحة. تضمين الإجابة والمعلومة الصحيحة أهم من الرونق الأدبي.(1/7)
· ... الأسئلة المقالية تمتحن قدرة الطالب على التفكير والربط بين الأفكار في الموضوع. المعلومات الصحيحة مهمة، ولكن تقديمها في إطار منظم ومترابط مهم أيضا. وهذه بعض النصائح لحل الأسئلة من هذا النوع:
· ... ابتدأ بكتابة المعلومات (التعاريف والمصطلحات المهمة التي لا تريد أن تنساها) على صفحة بيضاء.
· ... اقرأ كل الأسئلة المقالية بدقة قبل أن تبدأ الكتابة، فغالبا ما تكون هنالك أسئلة اختيارية. اختر دائما السؤال المستعد لإجابته بشكل دقيق. وقدر الوقت الضروري للسؤال.
· ... ابدأ كتابة جوابك بجملة متينة تحتوى على الفكرة الرئيسية للموضوع. فالمقطع الأول يقدم خريطة لبقية الجواب عبر سرد النقاط الأساسية. بعد ذلك توسع بشرح كل نقطة على حدة.
· ... ركز على النقاط الرئيسية في إجابتك. استخدم النقاط الرئيسية لتبدأ الجملة. لا تضمّن أكثر من نقطة في الجملة الواحدة. استخدم أدوات الربط أو الترقيم لتنسيق أفكارك.
· ... انهي إجاباتك الكتابية بخاتمة متينة. يمكنك إعادة كتابة فكرتك الرئيسية وشرح سبب أهميتها. ثم راجع ورقتك لتصحيح الأخطاء الإملائية وتأكد أنها سهلة القراءة. إذا ضايقك الوقت، ضع إجابتك في خطوط عريضة.
الخاتمة
أشكرك على قراءتك هذه الدورة. وأتمنى أن تساعدك هذه الوسائل على تطوير مستواك الدراسي أو إيجاد وسائل جديدة لعمل ذلك.(1/8)
تنمية الإبداع عند طلابنا
عبد الرحمن محمد الخوجا
مرشد ومحاضر تربوي
كلية دافيد يلين
---
يعتبر الإبداع Creativity أحد أهم الأهداف التربوية التي تسعى المجتمعات الإنسانية المتقدمة إلى تحقيقها، فالأفراد المبدعين يلعبون دورا مهما وفعالا في تنمية مجتمعاتهم في جميع المجالات التربوية والاجتماعية والفنية والتقنية (منى، 1993) ، ومجتمعنا الفلسطيني يعاني اليوم من مشكلات تربوية وتعليمية وسلوكية واجتماعية وسياسية، هو إلى أمَس الحاجة في الاهتمام بالطلاب المبدعين ،رجال الغد ، الذين يبنون الحضارات ويصنعون التقدم لامتهم وللعالم اجمع، فما أحوج طلابنا إلى الاهتمام من جانبنا لتنمية النواحي العقلية والمعرفية في سبيل إخراج طاقات الإبداع عندهم وتوجيهها الوجهة السليمة المناسبة، لتنتج لنا بعد جهد جهيد ضروريات الحياة في مختلف الجوانب ويكون واقعنا عندها، افضل واحسن.
إن الفرد المبدع يعتبر ثروة وطنية، جوهرة نفيسة، يجب البحث عنها والحفاظ عليها، لما يمكن أن يسهم فيه من تقدم وازدهار حضاري.
من خلال هذه المقالة سنتطرق إلى ،مفهوم الإبداع في اللغة ،تعريف الإبداع، علاقة الإبداع بالذكاء، مستويات التفكير الإبداعي، كيفية تنمية الإبداع, صفات الشخص المبدع، خصائص التفكير الإبداعي.
مفهوم الإبداع في اللغة(1/1)
إن تناول موضوع الإبداع في قاموس اللغة العربية واسع جدا ، ليس من السهل حصرة في فقرة قصيرة ، ولكن سوف أسهب في التعريف للتسهيل والتوضيح . " بدع " : البديع : المُبْتدع ُ، وهو من أسْماءِ الله الحُسنَى، لإبداعهِ الأشْياء وإحداثه إيّاها، وهو البديعُ الأوَّل قْبل كل شيءٍ . وقال أبو عدنان :المُبتدِعُ : الذي يأتي أمراً على شبهٍ لم يكن ابتدأه إياه، والبديع من أسماء الله عز وجل لإبداعه الأشياء وإحداثه إياها، قال الله جل شأنه: " بديعُ السّمواتِ والأرْضِ " (سورة البقرة الاية 117)، أي أنه أنشأها على غير حذاء ٍ ولا مثال .والبديع أيضا: المبتدع. يقال جئتُ بأمر ٍ بديع ٍ، أيْ مُحْدَثٍ عَجيِِبٍ، لمْ يُعْرفْ من قبْل ذلكَ (الزبيدي ، 1994).
تعريف الإبداع
يمكن تعريف الإبداع انه " الخروج عن المألوف "، والإبداع بالمفهوم التربوي عملية تساعد المتعلم على أن يصبح أكثر حساسية للمشكلات وجوانب النقص والثغرات في المعلومات واختلال الانسجام وما شاكل ذلك، وتحديد مواطن الصعوبة والبحث عن حلول وتكهن وصياغة فرضيات واختبار هذه الفرضيات واعادة صياغتها أو تعديلها من أجل التوصل إلى نتائج جديدة ينقلها المتعلم /ة للآخرين ( جبر،2000) .
والإبداع أيضا هو القدرة على التفكير للتوصل إلى إنتاج متنوع وجديد يمكن تنفيذه، سواء في مجال العلوم أو الفنون أو غيرها من مجالات الحياة المختلفة، فالنجار الذي يصنع الأثاث بصورة جديدة أو بشكل غير تقليدي يعتبر مبدعاً، وكذلك الفنان الذي يرسم لوحة جميلة بغير مثيل سابق يعتبر مبدعاً، والعالم الذي اكتشف قوة البخار من رؤيته لغلاية على موقد فاستخدمه في عمل القاطرات، يعتبر مبدعاً، والكاتب الذي يعبر عن الأفكار بأسلوب جميل، شخص مبدع ( عبد الرازق ، 1994).(1/2)
ليس من السهل تعريف الإبداع كونه ظاهره أو موضوع على جانب من التعقيد، مع تباين واضح بين العلماء وعدم اتفاقهم على تعريف واضح محدد، فبعض العلماء يقصدون بالإبداع القدرة (Ability) ، على خلق شيء جديد أو مبتكر تماما واخراجه إلى حيز الوجود، بينما يقصد بعضهم الآخر في الإبداع العملية (Process ) أو العمليات وخصوصا ً السيكولوجية ، التي يتم بها ابتكار الشيء الجديد ذي القيمة العالية، في حين ينظر فريق ثالث إلى الإبداع في حدود العمل الإبداعي ذاته أو المحصلة، أو الناتج الذي ينشأ عن القدرة على الإبداع وعن العملية الإبداعية التي تؤدي في آخر الأمر إلى إنجاز العمل الإبداعي وتحقيقه ( جامعة القدس المفتوحة ، 1997).
ويعرف الإبداع أيضا على انه استجابة جديدة مختلفة وغير متوقعة لموقف ما، يحوى طلاقة التفكير وتنوع الاستجابات للمثير، ومرونة التفكير والأصالة أي الأداء الذكي المميز، والتفصيل، أي إضافة معلومات موسعة وتفصيلية إلى الأفكار الرئيسية(الخطيب و الحديدي ، 1997 ).
ويمكنني أن أقدم تعريفي الخاص للإبداع، الإبداع هو ما ينتج عنة تفكير إبداعي أصيل، مميز ونافع يساعد في تطور تربوي أو اجتماعي أو تكنولوجي ما، أو يساهم في حل مشكلة ما بطريقة مبتكرة أو مميزة معتمدا على أصالة التفكير في فحص اكبر عدد ممكن من الفرضيات المتوفرة واختيار الأحسن والأنسب للواقع التربوي او الاجتماعي أو التكنولوجي وغيرة.
علاقة الإبداع بالذكاء :
تضارب الآراء بين العلماء والباحثين حول العلاقة ما بين الإبداع والذكاء، فمنهم من يرى أن القدرة على الإبداع مستقلة استقلالاً نسبيا عن الذكاء، في حين يرى فريق آخر، أن هناك علاقة بين الإبداع والذكاء، أما الفريق الثالث فيرى أن الإبداع عملية عقلية ترتبط بالذكاء بل وتشكل جانبا ً من جوانبه (جامعة القدس المفتوحة ،1992; عبد الرازق ،1994).(1/3)
وإنني اوصي إلى تبني الفرض الثالث ، من حيث العلاقة القوية والواضحة بين الإبداع والذكاء، وإلا كيف يمكن للإنسان أن ينتج شيئا جديدا مميزا ذا مواصفات مميزة أو أن يستطيع حل مشكلة ما بطريقة إبداعية مع الأخذ بعين الاعتبار جميع الفرضيات ومقارنة الأفضل والأحسن !!
ويوجد اتفاق شبه عام بين الباحثين من أجل تحقيق نتاجات إبداعية عالية لا بد من توافر حد أدنى من الذكاء يختلف من مجال إلى أخر في مجالات النشاط، العلمي أو التربوي أو الفني وغيرة، هذا وعندما يتجاوز الذكاء حدا ً معينا ً ليس من الضروري أن يقود ذلك الذكاء إلى نمو في الإبداع، فالحد الأدنى الذي يتطلبه الإبداع العلمي مثلا ً وفق ما يراه بعض الباحثين يعادل نسبة ذكاء ( 110 – 120 ) درجة، أما الحد الأدنى للذكاء المطلوب في الإبداع الفني ( 95 – 100 ) درجة ، ويبين لنا هذا ورغم التباين في درجات الذكاء من مجال إلى آخر ضرورة توفر عنصر الذكاء، كمطلب أساسي للاكتشافات والاختراعات العلمية والثقافية والفنية (جامعة القدس المفتوحة ،1992; عبد الرازق ،1994).
وينقلنا هذا الأمر في التباين والخلاف بين العلماء إلى تقسيم " تايلر " فيما يتعلق بمستويات التفكير الإبداعي.
مستويات التفكير الإبداعي :
يرى " تايلور" فكرة مهمة حول التفكير الإبداعي، وهي فكرة مستويات الابتكار، ففي رأيه أن الإبداع يختلف في العمق وليس في النوع، ومن غير الصائب التمييز بين الإبداع العلمي والإبداع الفني مثلا لأنه يتعدى حدود المحتوى، وما يهمنا من مقترحات " تايلور " أنه يحدد خمسة مستويات للتفكير الإبداعي وهي:
1. مستوى الإبداعية التعبيرية، وذلك كما تتمثل في الرسوم التلقائية للأطفال وهو أكثر المستويات أساسية ويعد ضروريا لظهور المستويات التالية جميعا ويتمثل في التعبير عن المستقبل دون حاجة إلى المهارة أو الأصالة أو نوعية الإنتاج.(1/4)
2. مستوى الإبداع الإنتاجي، حيث يظهر الميل لتقييد النشاط الحر التلقائي وضبطه وتحسين أسلوب الأداء في ضوء قواعد معينة.
3. مستوى الإبداع الاختراعي، وأهم خصائص هذا المستوى الاختراع والاكتشاف اللذان يتضمنان المرونة في إدراك علاقات جديدة وغير عادية بين الأجزاء التي كانت منفصلة من قبل، كأن يعبر المبتكر بإنتاجه عن طريقة جديدة لإدراك المثيرات.
4. مستوى الإبداع التجديدي أو الاستحداثي، ويتطلب تعديلا مهما في الأسس أو المبادئ العامة التي تحكم ميدانا كليا في الفن أو العلم أو الأدب.
5. مستوى الإبداعية المنبثقة، وفي هذا المستوى نجد مبدأ أو افتراضا جديدا تماما ينبثق عند المستوى الأكثر أساسية والأكثر تجريدا، حيث يتطلب هذا النوع من مستويات الابداع إلي فكر أصيل وتنوع في الأفكار المطروحة( ابوحطب و صادق ،1980 ).
كيفية تنمية الإبداع ؟(1/5)
يمكننا أن ننمي لدى طلابنا في المدارس من المرحلة الابتدائية وقبلها أيضا " البستان والتمهيدي " على التفكير الإبداعي من خلال توفر المعلم المبدع أولا ومن خلال المادة الدراسية الحديثة والحيوية، غير التقليدية ثانيا، مع الاهتمام بتوفير جميع الظروف البيئية الداعمة لذلك ! ويلعب مربي الصف أو المعلم دورا وسيطا إيجابيا ما بين المدرسة والاسرة، حيث ينقل للأسرة مدى إبداع ولدهم في جانب معين أو عدة جوانب متعددة، وذلك على أمل التواصل والاستمرارية والدعم والمتابعة، والمعلم ينقل أيضاً لادارة المدرسة إبداع طلابه ويوفر لهم الدعم المادي من ميزانية المدرسة والدعم المعنوي والتعزيز المناسب، والمدرسة كجهاز تربوي مركزي تكمل هذا الدور، وبدورها أيضا من خلال المادة الدراسية تقدم المقررات الدراسية المتنوعة بصورة حديثة وشائقة وجذابة، بعيدا ً عن التقليدية ( التي تركز على المعرفة في حد ذاتها فقط )" التربية البنكيه "، فيصبح المعلم هنا ملقنا ً والطالب سلبيا ً، علية أن يستمع ويحفظ !! ، وتأتي الامتحانات الشهرية وآخر العام التدريسي لتقيس هذا الحفظ !؟ .... إن هذا المسار يقتل الإبداع، ويعوق نمو التفكير لدى الطالب (عبد الرازق، 1994 ) .
وللخروج من هذا المأزق وفي سبيل تطوير واقع العملية التربوية، التي تسمح بنمو الإبداع لدى طلابنا نقترح التالي :-
- العمل على تنمية جميع جوانب الشخصية بكل مستوياتها بشكل كلي ومتكامل، دون التركيز على جانب دون أو أكثر من جانب آخر.
- تقديم مقررات دراسية تنمي الخيال والاكتشاف، وتتطلب وضع الافتراضات ، فتصبح الكتب وسيلة لتنشيط الذهن، وإثارة للبحث والتجريب، ومع الأسف الشديد فالمتتبع للمعملية التدريسية يلمس الجمود والتقليد وحشو المعلومات في منهاج مدارسنا العربية .(1/6)
- عدم تقديم معلومات جاهزة مكدسة بين صفحات الكتب، فيتعود الطالب الحفظ دون فهم ونقاش، ومن ثم يتعود عدم الفهم والحفظ !!، فتتعطل العقول عن التفكير والإبداع ،ليكون واقعنا التربوي يتمثل في طالب همة النجاح فقط، ومعلم غرضه إنهاء المنهاج الدراسي وكأنة في صراع مع الزمن !! متناسيا مصادر التعليم الأساسية – المكتبة ، المختبر، البيئة وغيرها –
- طرح قضايا داعمة للمنهاج الدراسي من اجل تنمية التفكير وملكة الإبداع مثل : طرق الحافظ على البيئة ، أزمة المواصلات ، النزاع السياسي حول القدس ، الزلزال القادم وطرق النجاة، غير ذلك ...
- طرح أسئلة احتمالية مثل : ماذا يحدث لو توقفت حركة المواصلات ؟ ماذا يحدث لو حجبت أشعة الشمس عن كوكبنا الأرضي ؟ ماذا يحدث لو تحولت الغابات إلى صحراء كبرى ؟ ، غير ذلك ...
- تغيير صور الامتحانات من أسئلة تقيس التذكر (مثل :ما هي – عدد – اذكر – عرف ... وغيرها ) إلى أسئلة تحتاج من الطالب إجابة مفتوحة تثير التفكير وتحترم عقلية المتعلم !! مثل : أن يطلب من الطالب أن يكتب عن طرق المحافظة على البيئة، أو أن نطلب من الطالب كتابة أكبر عدد من علاقات التشابه بين شيئين مختلفين تماما ً مثل الجبال والسهول.
- عرض قائمة كلمات من المنهاج الدراسي، ويتم تدريب الطلاب على كتابة كل ما يخطر في ذهنهم حول كل كلمة، منها مثلا في اللغة العربية: – الأمانة – الصدق – الوطن – وغيرها... ( عبد الرزاق ، 1994) .
- التفكير الجانبي ( الأفقي )، هو البحث عن بدائل وطرق واقتراحات وآراء كثيرة قبل اتخاذ القرار، ويمكن تشبيه ذلك بذاك الذي يحفر حفرا ً كثيرة في مواقع عديدة ، فهو لا يكتفي بحفرة واحدة ، وقد تنبع الفكرة الإبداعية هنا ! (الحمادي ،1999) .(1/7)
- استخدام طريقة لعب الدور Role Play"" "أي مفهوم " لتكن شخصا آخر " تعتبر من الطرق الفردية للتدريب على الإبداع "، يقوم الطالب من خلال هذه الطريقة بممارسة الدور الذي يتفق ودوافعه، وحاجاته، وميوله الإبداعية، إذ يرى الطالب الآخرين من خلال ملاحظته لذاته،ويتعرف على اتجاهاتهم نحو خصائصه وصفاته. وفي هذه الطريقة يتعلم الطالب طرقا ً وأساليب جديدة لممارسة الأعمال، ولتجربة أساليب سلوكية جديدة مما يوسع من آفاق شخصيته، ويسرح في الخيال متجاوزا ً لحدود الواقع المحيط به .يتيح هذا الأسلوب للطالب بالإبداع التلقائي، ويساعده على فهم ذاته أو ما يسمى بالتعلم عن الذات، بالإضافة إلى تمكين الطالب من أن ينطق بخبراته اللاشعورية التي – أحيانا – لم تظهر ولو مرة واحدة على لسانه (قطامي ، 1990) .
- طريقة العصف الذهني" Brainstorming " وهي الطريقة التي ابتكرها "أوزبورن " عام 1953، ومن بعده بارنز Parnes) (وشاعت بعد ذلك شيوعا عظيما. ورغم أنها طريقة للتدريب الجماعي إلا أنها تصلح للتدريب الفردي أيضا. وتتكون جلسة القصف الذهني العادية من جماعة عددها يتراوح بين 6-12 يجلسون حول مائدة مستديرة وينتجون تلقائيا الأفكار التي ترتبط بحل مشكلة معينة. ويجب أن يتوافر في الجلسة الشروط الأربعة الآتية.
أ. استبعاد أي نوع من الحكم أو النقد أو التقويم في بداية الجلسة، فإحساس الفرد بأن افكارة ستكون موضعاً للنقد منذ ظهورها يكون عاملا كافيا ً للامتناع عن إصدار أفكار أخرى ! .
ب. تشجيع التداعي الحر الطليق وتقبل جميع الاستجابات.
جـ. تأكيد كم الاستجابات، لا كيفها، فالمهم هنا كم الأفكار المطروحة في جلسات العصف الذهني ، فالكم يؤدي إلى تنوع الأفكار، وبالتالي إلى جدتها وأصالتها .
د. مشكلات المناقشة تدور حول تحسين ظاهرة معينة أو الربط بين أطراف متعددة.(1/8)
والهدف من هذه الطريقة هو تحرير المرء من عوامل الكف التي تعوق نشاطه الإبداعي ويتمثل ذلك على وجه الخصوص في تحريره من آثار الحكم الناقض ، سواء كان يعمل بمفرده أو في جماعة (الحمادي، 1999; ابو حطب و صادق، 1980) .
- تمرير المعلومات الدراسية عن طريق الحوار أو الجولات أو الفنون أو التمثيل أو الدراما .
- استغلال واقع اثر القصة الهادفة المعبرة على نفوس الطلاب، ويمكننا أن نروي قصة قصيرة ومن ثم نفتح الحوار لملكة التفكير عند طلابنا للتعبير والإبداع النافع، وهذه قصة قصيرة جدا قد أعجبتني بعنوان " الصياد والفيلة " يمكن أن تعتبر من الطرق الحديثة لتطوير وتنمية الإبداع عند طلابنا من خلال فتح حوار متعدد الأبعاد والأهداف، يشمل التعبير عن الأحاسيس والمشاعر والتفكير المنطقي أيضا !!
" في إحدى الغابات الإفريقية، حفر الصيادون حفرة كبيرة، غطوها بالأغصان وأوراق الشجر، وتركوها إلى أن يسقط فيها، حيوان يأخذونه حيا إلى حدائق الحيوان.
وفي الصباح، اقترب قطيع من الأفيال، كانت الأفيال تبحث عن ماء تشرب منه، وفجأة ارتفع صوت أغصان تتحطم وسقط الفيل الذي كان يسير في المقدمة في حفرة الصيادين. وتوقفت الأفيال، وقد ملأتها الدهشة والمفاجأة، وعندما فهمت حقيقة ما حدث، رفعت خراطيمها، إلى أعلى، وأطلقت صيحات الغضب ... وفجأة اتجه أحد الفيلة إلى شجرة كبيرة، قطع منها غصنا ألقى به في الحفرة .. ثم قطع غصنا آخر ألقاه أيضا في الحفرة .. وبسرعة اشترك قطيع الأفيال كله، في قطع الأغصان والقائها في الحفرة.
بدأ قاع الحفرة يرتفع، وقد امتلأ بالأغصان، وبعد قليل كان في استطاعة الفيل الذي يقود القطيع أن يخرج من الحفرة التي امتلأت بالأغصان، وأن ينطلق ثانية في مقدمة القطيع، وقد ارتفعت خراطيم أفراده في الهواء، وهي تطلق هذه المرة صيحات النصر ! ( الكيلاني ، 1996) .(1/9)
ففي الوقت التي تعطي هذه الحكاية معلومات أولية مبسطة عن وجود الغابات والأفيال في إفريقيا، وطريقة التعبير عن الغضب والفرح عند الأفيال، وذلك برفع خراطيمها إلى أعلى، وإصدار صيحات من نوع مميز، فإننا نعرف الطالب من خلال سرد القصة، على طرق تطوير الخيال، واساليب البحث عن مخرج عند المآزق، والتفكير الإبداعي في طرق حل المشاكل او الارتقاء للأحسن أو التعبير عن العواطف أو طرح حلول بديلة أو لعب دور الفيل وهو في الحفرة، ويمكننا هنا أيضا أن نضع أسئلة حول القطعة، أو إثارة التفكير عند الطالب كي يتوصل إلى حل أو مخرج ذكي في حال مواجهته المشكلة، وقد يكون تطوير الإبداع هنا، عبر توصل الطالب إلى العبرة من القصة، كما ويمكننا أيضا أن نبدل عنوان القصة، او أن نعمل بطاقات ورسومات تتناسب مع أحداث القصة وغيرة مما قد ينمي التفكير الإبداعي لطلابنا.
- ومن الطرق الحديثة والمهمة جدا ً لاكتشاف الإبداع عند طلابنا، استخدام طريقة الكتابة الإبداعية، ومن خلال تجربتي في هذا الميدان مع طلاب مدارسنا العربية، وجدت أن الطالب إذا توفرت له الفرصة للإبداع فسوف يبدع !! وعندما نؤمن نحن المعلمين بمبدأ القدرة عند الطالب ، أي كل طالب يستطيع ، يستطيع أن ينجح، يستطيع أن يبدع، يستطيع أن يفكر، ويرتقي بقدرته التفكيرية والإبداعية، فما علينا إلا أن نؤمن أولا بقدرة طلابنا، ومن ثم إعطاء الفرصة لهم كي يحققون أنفسهم ، وبعدها ، فسنرى الأمور بغير ما اعتدنا عليها، بل قد نرى طلابا مبدعين لم نعهدهم من قبل.
ومن اجل الاستمرار في إخراج باكورة الإبداع عند طلابنا الأعزاء ، اقترح النقاط التالية : -
- التدريب على إنتاج أفكار جديدة.
- إثارة الدافعية للبحث والاكتشاف.
- التنافس في مجال إخراج التفكير الإبداعي.
- زيادة الثقة بالنفس.
- احترام الآراء المختلفة.
- فتح النقاش الفكري ، مع توفير الجو المناسب لذلك .
- تشجيع حرية الكلام.(1/10)
- تقديم الإرشاد للطلاب حول ، طرق الاستفادة من المعلومات.
- فتح صفوف خاصة للمبدعين .
- توجيه الأطفال نحو" التربية الإيمانية " في سبيل تعزيز العلاقة مع الخالق المبدع .
- أن تهتم مجلات الأطفال بالتفكير من حيث إثارة المسائل والتمارين الذهنية.
- تشجيع وتعزيز الطالب المبدع ، أمام جميع طلاب المدرسة .
- تقدير الفكرة الإبداعية، واحترامها من قبل المدرسة والأسرة ومؤسسات الطفولة المحلية.
- عمل برامج " دورات " توجيه وإرشاد المبدعين.
- تعليم الأطفال طرق حل المشاكل.
- تشجيع عادة المطالعة ، وتخصيص أسبوع للمطالعة الثقافية .
- الاهتمام بموضوع فهم المقروء.
- ابتكار ألعاب تنمي الذهن والتفكير لدى الطلاب.
- تعزيز علاقة الإنسان بالطبيعة الجميلة، لما لها علاقة بالمشاهدة والمتابعة والبحث والتفكير.
- إعداد البيئة المناسبة في البيت والمدرسة للتعبير عن الأفكار الإبداعية.
- الاهتمام من قبل المربين بالتدريب الفردي للمبدعين.
- تطوير طرق التفكير وحل المشاكل .
- تطوير طرق تنمية الإبداع.
- الاهتمام بموضوع الصحة العامة "العقل السليم في الجسم السليم".
- الاهتمام بإجراء مسابقات الإبداع المحلية في الكتابة الإبداعية ، الفن ، العلوم .
صفات الشخص المبدع :
يتميز الشخص المبدع بمجموعة من الخصائص والصفات... من أبرزها ما يلي:
- درجة ذكائه أعلى من المتوسط.
- سرعة تقدمه نحو الإجادة في العمل.
- إحساسه المتميز بالبيئة المحيطة به من حوله.
- إحساسه الصادق بالرضا والارتياح النفسي لممارسة عمله.
- قدرته على إعطاء عدد من الحلول البديلة لمشكلة ما.
- قدرته على إقناع الآخرين.
- يعمل بكل ثقة وعزم.
- يتحدى نفسه في تحقيق الأمور الصعبة.
- يفضل أن يتابع المسائل بنفسه، ولا يعتمد على الآخرين إلا قليلا .
- يعتبر خبرته أسمى صور الحقيقة
- ولعه في العمل أو اللعب بالأشياء غير المحتملة أو غير المتوقعة.(1/11)
- تعبيره عن الكيفية التي يرى بها العالم من حوله يتصف بالصدق والأمانة.
- رصيده من المعلومات أعلى من رصيد الشخص العادي.
- اهتمامه بتوظيف المعلومات أهم من اهتمامه بالمعلومات ذاتها.
- اهتمامه بالمعاني الواسعة والعلاقات القائمة بين الأشياء أكبر من اهتمام العاديين.
- رغبته الصادقة في الاستفادة من إمكانياته الادراكية والمعرفية والتعبيرية.
- سماته الشخصية متميزة ومن أبرز هذه الصفات ما يلي:
تقبل التعقيد - ارتفاع مستوى الغموض - انخفاض مستوى القلق - عدم الخوف من الوقوع في الخطأ - تفضيل الاستجابات الجديدة - روح الدعابة والمرح - الانفتاح الذهني - سعة الخيال - الاجتهاد والنظام - الشعور بالتحدي في مواجهة الأمور الصعبة - الميل إلى التعبير عن العدوان والعنف( شطناوي ،1990 ، منى،1993،قطامي ،1990).
خصائص التفكير الإبداعي:
من اجل أن يكون هناك تفكير إبداعي ، فلا بد من توفر مجموعة من الخصائص للتفكير الإبداعي أهمها :
- أصيل: أي قادر على إنتاج الجديد من الأفكار والأشياء.
- مرن: أي قادر على النظر إلى الأمور من زوايا مختلفة.
- مفيد ونافع: أي قابل للتطبيق والانتقال.
- حساس للمشكلات: أي قادر على رؤية وإيجاد حلول مختلفة لها وقادر على ملاحظة النواقص والتناقضات في البيئة.
- خلق تراكيب جديدة من عناصر قديمة.
- يتحسس طريقه في جميع خطوات عمله فالإحساس هو الوسيلة الأولى في إدراك العمليات والعلاقات.
- يفتح المفكر نفسه للعالم فيصير أكثر قربا إلى ما يحيط به من أشياء فيجعل من عالمه الخارجي وحدة متكاملة مع عالمه الداخلي.
- يفتح المفكر نفسه للعامل الداخلي فتندمج بذلك أحداثه الماضية مع الحاضرة والمستقبلة بأسلوب طبيعي غير متكلف ( شطناوي ،1990).
خاتمة :(1/12)
كم يمكن لنا أن نضع توصيات حول أهمية الإبداع، وطرق تنميته ؟! وما هي في المقابل الظروف الصعبة التي تمنع من تحقيق الإبداع و تقدم طلابنا ؟،،، و كم تكون حجم الخسارة في حال الإهمال والتقصير من جانبنا إذا كنا نعلم أن بيننا طلابا أذكياء مبدعين، ولا ندري أين هم، وفي حال وجودهم لا نعلم كيفية التعامل معهم ؟! وكم تكون الفاجعة إذا كنا نعلم أن طالبا ما مبدعا ، ونحاول أن نحبطه أو نتجاهله تحت عنوان " طالب كثير الغلبة "؟! 0
ونتساءل هنا متى من الممكن إحداث الانقلاب الجذري والشامل في جهاز التعليم العربي. تشير الدراسات المتعلقة بموضوع الإبداع إلى انه من بين الأشخاص الذين يبلغون الخامسة والأربعين من عمرهم، يوجد حوالي 2% فقط من الأشخاص المبدعين ، بينما تصل نسبتهم بين الأولاد في سن الخامسة إلى 90% (الماضي ، 1999). فهل كلما تقدمنا في العمر يقل الإبداع !؟، أم يضعف أو ينعدم أسلوب التربية الإبداعية في مؤسساتنا التربوية، أين دور المعلم هنا ؟، وأين يقتصر دور الأسرة ؟ فليس بالخبر وحدة يحيا الإنسان !، إن الناظر إلى هذه النسبة المئوية التي تشير إلى 90% من أطفالنا حتى سن الخامسة مبدعين ، تؤكد على الدور الريادي للروضة والمدرسة والأسرة والقائمين على التربية ، ولنا أن نسأل أنفسنا هنا، ماذا عملنا من تنمية الإبداع عن أولادنا ؟! إن أهمية تنمية وتدريب الإبداع عند أطفالنا يجب أن تبدأ مع مرحلة الطفولة المبكرة !! لذا أوصي بأهمية تبني موضوع الإبداع في البستان ورياض الأطفال، والمدرسة العربية، ومؤسسات الأسرة والطفولة المختلفة.
المراجع
* الخطيب ، جمال ، الحديدي ، منى .( 1997 ) ،المدخل إلى التربية الخاصة ،مكتبة الفلاح ، عمان ، الأردن .
* الكيلاني،نجيب .( 1996) ، أدب الأطفال في ضوء الإسلام ،ط4، مؤسسة الرسالة، بيروت .(1/13)
* الماضي ، رشدي ،( 1999 ) " مشروع الإبداع كنموذج قائم للتربية إزاء التربية البديلة في جهاز التعليم العربي " ، الاولاد وابناء الشبيبة العرب في اسرائيل من الوضع القائم نحو جدول أعمال مستقبلي ، جوينت ، معهد بروكديل ، مركز الأولاد والشبيبة - القدس.
* جابر، جابر عبد الحميد. (1982 ) سيكولوجية التعلم، ط6، دار النهضة العربية، القاهرة، مصر.
* جامعة القدس المفتوحة . (1997 ) علم النفس التربوي ، برنامج التعليم المفتوح ، القدس .
* جمعية إنسان للأبحاث . ( 1997 ) ، قالت لي الرياحين ، الكتاب الرابع ، دار المشرق للطباعة والنشر ، شفاعمرو .
* شطناوي، عبد الكريم محمد داود. ( 1990 ) طرق تعليم التفكير للأطفال، ط1، عمان، الأردن، دار صفاء.
- عاقل، فاخر. ( 1977 ) علم النفس التربوي ، بيروت، لبنان، دار العلم للملايين.
* عبد الرازق ، محمد السيد . ( 1994 )، تنمية الإبداع لدى الأبناء ، سلسلة سفير التربوية ( 16 ) ، مصر .
* الزبيدي .(1994)، تاج العروس ،ط1،تحقيق ،علي شيري .
* قطامي ، يوسف . ( 1990 ) ، تفكير الأطفال تطوره وطرق تعليمه ، ط1 ، الأهلية للنشر والتوزيع ، عمان .
* منى ، محمود عبد الحليم . ( 1993 ) ، التعليم الأساسي وإبداع التلاميذ ، دار المعرفة الجامعية ، دمنهور ، الإسكندرية .
* مجلة سماح ،عدد تشرين ثاني ، 1997، المطبعة العربية الحديثة ، القدس .
* نشرة مضامين الدراسات التربوية حول الإبداع في فلسطين . ( 2000 ) ، جبر ، احمد فهيم ، جامعة القدس المفتوحة ، القدس .
* الحمادي ،علي .(1999) 30طريقة لتوليد الافكار الابداعية .ط1 ، دار ابن حزم،بيروت.
رجوع الى الصفحة الأولى(1/14)
التفكير وطرقه واستراتيجياته
المقدمة
تشهد الرياضيات تطورا ًسريعاً في مناهجها وطرائق تدريسها لدرجة أن بعض المختصين في تعليم الرياضيات يرون أنهم لم يعودوا قادرين على مواكبة هذا التطور وأنهم لم يعودوا متأكدين من أن الرياضيات التي يدرسها أبناؤنا اليوم سوف تكون ذات منفعة لهم عند تخرجهم من الجامعة وخروجهم للحياة العملية .
فعلينا كمعلمين أن نركز على التعليم المستقبلي وأن نوجه عقول طلابنا نحو التفكير وحل المشكلات .
فهناك مثل صيني مشهور يقول " أعطني سمكة أشبع اليوم وعلمني كيف أصطاد أشبع مدى الحياة "
إن التفكير بات ضرورة من ضروريات الحياة بالنسبة للإنسان ولا غنى عنه كالتنفس، ويبدو أن التعلم الفعال لمهارات التفكير الإبداعي أصبح حاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى ، لأن العلم أصبح أكثر تعقيداً نتيجة التحديات التي تفرضها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في شتى مجالات الحياة.
وسوف نتناول في هذا البحث
طرائق التفكير العامة
استراتيجيات تنمية التفكير لدى الطلاب
كيفية تقيم المعلم لنمو التفكير لدى الطلاب
السلوكيات التي يجب أن يتحلى بها المعلم من أجل توفير البيئة الصفية اللازمة لنجاح عملية تعليم التفكير
ما هو التفكير
"هو سلسلة من النشاطات العقلية التي يقوم بها الدماغ عندما يتعرض لمثير تم استقباله عن طريق واحدة أو أكثر من الحواس الخمسة اللمس ، البصر ، السمع ، الشم، التذوق."
(حاول مثلاً أن تحل المسألة التالية : ما نصف قيمة 2+2 ؟ هل تسمع نفسك وأنت تمر في خطوات الحل؟ هل تسمع نفسك وأنت تقرر ما إذا كانت تأخذ نصف 2،2 ثم تجمعهما . أم تجمعهما ثم تأخذ النصف ؟ إذا كنت تلاحظ ما يدور في ذهنك من عمليات ، وإذا كنت تعلم الخطوات التي تقوم بها لكي تحل المشكلة أو تتخذ قرار فأنت تقوم بالوعي والتفكير
طرائق التفكير العامة
التفكير الدقيق(1/1)
وهو أن يعطي المدرس طلابه معلومات دقيقة وأن يطلب منهم أن يكونوا دقيقين في تعبيراتهم سواء في مناقشاتهم الشفوية أو أعمالهم التحريرية
التفكير التأملي
ويتطلب هذا النوع تحليل الموقف إلى عناصره المختلفة والبحث عن العلاقات الداخلية بين هذه العناصر
ويمكن لمدرس الرياضيات أن يساعد طلابه على اكتساب هذا الأسلوب من التفكير عن طريق مساعدتهم على تحليل المسائل ورسم خطة الحل أولاً وبالذات في مسائل الهندسة
حيث يحدد معطيات السؤال ويرسمه ثم يحدد المطلوب
يتلخص في استنتاج قاعدة عامة أو استخلاص خاصية عامة من الحالات الخاصة
التفكير الاستدلالي
يعتمد هذا الأسلوب على المنطق من حيث أن تطبيقه لقواعد عامة صحيحة في البرهنة على صحة القضايا الخاصة ، فنظريات الهندسة تعتبر قواعد عامة صحيحة لأن صحتها تثبت بالبرهان ويعتبر كل تمرين قضية خاصة.وعند استخدام التفكير الاستدلالي يجب ملاحظة أن كل خطوة من خطواته لابد وأن تستند إلى قاعدة صحيحة ، وأي خطوة ليس لها هذا السند لا تعتبر صحيحة
ومن المهم في تدريسنا للرياضيات أن يكتسب الطالب المهارة في استخدام جميع هذه الأساليب أثناء دراسته للرياضيات ، فهذا يساعده في دراسته وفي حياته اليومية
وأهم عنصر في التفكير الرياضي هو القدرة على تكوين علاقات بين الأنماط المختلفة حيث أن الرياضيات إطار معرفي متصل من داخله وفق مجموعة من المفاهيم والإجراءات لذا فهي بالغة التعقيد.
وتكشف البحوث المعنية بسيكولوجية تعلم الرياضيات عن أهمية التميز بين نوعين من الفهم
الفهم الو سيلي
وينشأ من تعلم الحقائق والقواعد لتطبيقها في مسائل معينة مصممة خصيصاً لإثبات صدق القاعدة ، إلا أنه يسهل نسيان هذه الحقائق.
الفهم العلاقي(1/2)
وينشأ عن البصر بما وراء القواعد من أسباب وهذا النوع من الفهم يكتسب بالمعايشة والاستغراق فيه وتأويله ومن ثم إعادة تركيب القاعدة النسبية لفهم ما وراءها وما تقوم عليها من أسانيد . وهذا الفهم هو الأكثر بقاءً في الذاكرة .
والهدف من تعلم الرياضيات يجب أن يكون اكتساب الفهم العلاقي لا الفهم الو سيلي.
والرياضيات أسلوب لحل المشكلة يجرى في العقل وعلى الورقة بالصور التالية
لفظيا
في صورة الحديث الذاتي وتناول الأشياء من خلال ذلك الحديث وباستخدام الذكاء اللغوي وتخطيط العمليات في صورة مسائل لفظية وحلولها المكتوبة.
ذاتية داخلية:
بالتعلم والملاحظة مشاركة الآخرين في تحقيق أهداف مشتركة وتبادل الأفكار والتساؤل والمناقشة في حلول المشكلات
فيزيقياً
بتحويل المسائل اللفظية إلي رسوم وأشكال مصورة وخطوط تظهر رؤية العقل أبعاد المسألة والتفكير بمصطلحات الفراغ والتواصل بالرسم الهندسي .
رمزياً
بكلمات مكتوبة ورموز يلزم تفسيرها وتسجيل المشكلات الرياضية وتناولها واستخدام نظم مختلفة للتسجيل وترجمة كل ذلك إلى شفرات رياضية.
وتركز الأبحاث الرياضية على الأساليب التي يتوصل بها الطلاب إلى الحلول في المشكلات أكثر من التركيز على الحلول ذاتها ، لذا يجب أن ننمي تفكير الطلاب الرياضي ونحفزهم بالأسئلة حتى ولو ارتكبوا أخطاء في حل المسائل فلا بد من إتاحة الفرصة لهم ليشرحوا تلك الأخطاء ويزودوا بالصواب، مما يعينهم على تصحيح مسار تفكيرهم ووصولهم للحل .
فالمعلم يطلب دائما من الطالب أن يفكر جيداً وكثيراً مايتهمه بأنه لا يفكر وقد يكون سبب فشل الطالب في التفكير هو أنه لا يفهم ما لمطلوب منه أو ماهي الوظيفة المعرفية المطلوبة منه.
والملاحظ أن الطلاب يتبعون التعليمات دون أن يفكروا في سبب ما يقومون به من أنشطة
معرفية ونادرا ما يتساءلون عن الإستراتيجيات التي يقومون بها أثناء التعلم .
استراتيجيات لتنمية التفكير
وضع خطة:(1/3)
" لكي نعلم الطلاب الوعي بالتفكير يجب أن نعلمهم وضع خطة عمل يحتفظوا بها في عقولهم تساعدهم في متابعة السلوك بصورة واضحة. وأثناء القيام بالنشاط يدعو المعلم الطلاب أن يعبروا عن تقدمهم في عملية التعليم وعن عمليات التفكير التي يقوموا بها .
وبعد الانتهاء من النشاط التعليمي يشجع المعلم الطلاب على تقيم أدائهم في ضوء اتباعهم القواعد التي أعطاها لهم.
ومدى استفادتهم منها وهل اتبعوها فعلاْ وهل هناك بدائل أخرى أفضل في المستقبل
طرح الأسئلة
توجيه المتعلم لنفسه أسئلة قبل التعلم وأثنائه تيسر الفهم وتشجع الطلاب للتوقف والتفكير في العناصر الهامة في المادة.
الاختبار القصدي
يستطيع المعلم أن يشجع الوعي بالتفكير بمساعدة الطلاب على استكشاف نتائج اختياراتهم وقراراتهم قبل وأثناء عملية القرار بحيث يدرك الطالب العلاقة بين قراره وسلوكه وما انتهى إليه من إنجاز .
التقدير
تشجيع المعلم للطالب على الأداء الجيد الذي قام به وإعلانه على الطلاب ليحصل على تقديرهم ينمي تفكيره ويحفزه على الاستمرار.
رفض كلمة لا أستطيع
يوضح المعلم للطلاب أن كلمة أنا لا أستطيع - أنا بطيء – أنا لا أعرف- كلها مرفوضة ولكن من حق الطالب أن يقرر ما يحتاج إليه من معلومات لتساعده، وهذا ينمى وعي الطلاب بالتميز بين ما يعرفونه وما يحتاجون لمعرفته وينمي لديهم المثابرة والجد للحصول على ما يحتاجون.
تحديد المصطلحات التي يستخدمها الطلاب وتوضيحها
إن المعلم حين يطلب من الطلاب أن يوضحوا أساليب عمليات التفكير فهذا يساعد الطلاب على تحديد أخطائهم وتعديلها بأنفسهم.. مثلاً
يوجه المعلم السؤال التالي للطالب : أنت إجابتك كذا في حين الإجابة عند زميلك كذا كيف وصل كل منكما للحل ؟ أريد أن تراجع خطوات الحل وأثناء ذكر خطوات الحل ( دون تقيم) حتى يدرك الطالب أين الصواب وأين الخطأ .
تسجيل حل المسائل في دفتر(1/4)
يجب على المعلم أن يساعد طلابه في اكتساب المهارة في تسجيل حل المسائل في دفاترهم ، وذلك بتنظيمه المعلومات على السبورة وعرضه الرسوم بالألوان وإبراز أجزاء السؤال والمعطيات والمطلوب هذا يجعل الطالب يسجل الحل بصورة صحيحة منظمة.
المعلم كقدوة
مع كل ما سبق من أساليب يتبقى المعلم كمثال هو صاحب التأثير الأكبر على الطلاب، لديه وعي بالتفكير يساعد طلابه على تنمية الوعي بتفكيرهم ، فهو يشارك طلابه في خططه وأهدافه وتقييم وتفسير سلوكه وحين يقوم بأخطاء يعترف بأن هناك أشياء لا يعرفها ولكنه يضع خطة لمعرفتها .
السلوكيات التي يجب أن يتحلى بها المعلمون من أجل توفير البيئة الصفية اللازمة لنجاح عملية تعلم التفكير
تنمية ثقة الطلاب بأنفسهم عن طريق الاستماع إليهم و تقبل أفكارهم
احترام التنوع والانفتاح
تشجيع المناقشة والتعبير وطرح الأسئلة ومساعدة الطلاب على الإجابة عليها مما يساعد على إطلاق أفكارهم بغض النظر عن اعتقادهم بأنها صائبة أو خاطئة..
إعطاء وقت كاف للتفكير- إعطاء تغذية راجعة إيجابية.
لا تطلب منهم الاتفاق مع كل عمل وطريقة تقوم بها بل اسمح لهم بالاختلاف في الآراء،وأحذر أن تفرض عليهم أنماط محددة.
تقبل بروح رياضية ما يقدمه طلابك من ذوي الفكر الإبداعي وكن متسامحاً حتى لو أدى ذلك إلى الإخلال بزمن الحصة
كلف طلابك بواجبات مفتوحة تتيح لهم الحد الأقصى من الفرص والإبداع والفردي
فر لطلابك فترات نشاط وفترات هدوء وتذكر تأثير التهيئة الذهني والتثبيت الوظيفي
شجع طلابك على اكتساب المعرفة من مصادر مختلفة
شجع الطلاب على حل المسألة بأكثر من حل واشر إلى أحسن الحلول، وأن يحل مسائل متعددة من خارج الكتاب المدرسي(1/5)
راع الفروق الفردية بين طلابك وذلك بإعطاء الطالب المتفوق أسئلة تتحدى قدراته ومواهبه ، وإعطاء الطالب المتوسط أسئلة تحقق ذاته في الفصل، وكذلك الطالب الأقل من المتوسط لا تصر على التفكير المنظم خطوة خطوة بل دع أفكار الطلاب تنطلق على سجيتها ولكن يجب أن تصر على ذكر الطالب سبب كل خطوة يقوم بها .
كيف يتم تقيم مدى نمو قدرات الوعي بالتفكير
إذا استطاع الطالب أن يصف ما يدور في ذهنه حين يقوم بحل المسائل وأن يحدد العمليات التي يقوم بها فهو في هذه الحالة يكون قد أصبح أكثر وعياً بتفكيره
وحين يُسأل يستطيع أن يقرر الخطوات التي يتبعها و يحدد الطرق التي واجهته في حل المسائل ويستطيع أن يحدد النقص في بياناته وكيف يضع الخطط للحصول عليها
إن مهمة مدارسنا هي تزويد عقول طلابنا بأسس التفكير المنتج وإذا لم نجعل طلابنا قادرين على حل ا لمشكلات ، وقادرين على متابعة دراستهم مستقلين عن المدرس فإننا نكون قد أنتجنا القليل من تدريسنا للرياضيات
إن كل طالب مدفوع نحو هدف معين وينبغي على المعلم أن يحدد هذا الهدف و أن يتوصل إلى دافع يوجه الطالب نحو الإتقان في مجال هذا الهدف .
وأخيراً أيها المعلم نم في نفسك روح المغامرة وذلك بممارسة جميع الأفكار بنفسك ولنفس(1/6)
فن إدارة الوقت
أعمارنا.. كم نستغل منها؟ وكم نضيع؟
عبد الله آل سيف
هذا الموضوع يهم طائفة من الناس، وهم الذين يشعرون أن الوقت المتاح لا يكفي لقضاء كل الأعمال والطموحات التي يريدونها، وبالتالي: فهم بحاجة ماسة إلى قواعد في فن إدارة الوقت، إذن... فهذا الموضوع يهم أصحاب الطموحات والمشاريع والهمم العالية، أصحاب الإبداع والابتكار.
وفي الحقيقة فإن أصحاب الهمم العالية يشكون من ضيق الوقت، وهذه الشكوى، وإن كانت صحيحة من جانب لقصر أعمار بني البشر، إلا أنها ليست صحيحة من جانب آخر.
ووجه ذلك: أن المشكلة ليست في الوقت فحسب، ولكن المشكلة تكمن أيضاً في طريقة إدارة الوقت بفعالية ونجاح، ولذا: تجد من الناس من يستطيع ـ بحسن إدارته لوقته ـ أن يعمل الشيء الكثير.
ولسنا بصدد الحديث عن أهمية الوقت؛ لأن هذا موضوع آخر وفيه من النصوص الشرعية وكلام السلف والعلماء والحكماء ما يضيق عنه المقام(1).
لكن سنعرض إحصائية دقيقة تبين أهمية العمر والحرص عليه بما يثير الغيرة لدى الإنسان المسلم.
لنفرض أن الإنسان يعيش عمراً افتراضياً مدته سبعون سنة، فإذا ضيع الإنسان خمس دقائق يومياً فإن هذا يعني أنه أضاع من مجموع العمر كله ثلاثة أشهر تقريباً (88 يوماً)، وهذا الجدول يوضح المسألة أكثر فأكثر.
-------------------------------------------------------
الوقت من اليوم مجموع الوقت من العمر ... الافتراضي النسبة المئوية
-------------------------------------------------------
- خمس دقائق ... ... ... ثلاثة أشهر ... ... 0.35%
- عشر دقائق ... ... ... ستة أشهر ... ... 0.71%
- عشرون دقائق ... ... سنة كاملة ... ... 1.42%
- ساعة كاملة ... ... ... ثلاث سنوات ... ... 4.28%
- عشر ساعات ... ... ... ثلاثون سنة ... ... 42.85%
-------------------------------------------------------
ثم إذا نظرت إلى مجموع الأنشطة التي تستهلك الوقت تجد أنها كثيرة جداً، وهي ـ وإن كان بعضها ضرورياً ـ لكن بعضها الآخر غير مفيد وغير فعال.(1/1)
وهذا يتضح في الجدول التالي:
------------------------------------------------------------
نوع النشاط ... ... ما يستغرقه بالسنوات ... النسبة المئوية من العمر كله
-------------------------------------------------------------
النوم، بمعدل ثمان ساعات يومياً ... ... 23 ... ... ... 32%
العمل، (من 7-2.5) يومياً ... ... 21.5 ... ... ... 30.7%
الأكل والشرب، بمعدل ساعة ونصف يومياً 4.5 ... ... ... 6.4%
------------------------------------------------
نوع النشاط ... ... ... ما يستغرقه بالسنوات ... النسبة المئوية من العمر كله
-------------------------------------------------------------
- الأعمال المعتادة والمراجعات الحكومية
(بمعدل نصف ساعة) ... ... ... 1.5 ... ... 2.14%
- الأعمال المنزلية والرحلات والتنزه
(بمعدل ساعة واحدة يومياً). ... ... 3 ... ... 4.28%
- اللقاءات الاجتماعية والودية بين الأصدقاء
(بمعدل نصف ساعة يومياً). ... ... ... 1.5 ... ... 2.14%
- التنقل من مكان لآخر
(بمعدل نصف ساعة يومياً). ... ... ... 1.5 ... ... 2.14%
- الاتصالات الهاتفية
(بمعدل نصف ساعة يومياً). ... ... ... 1.5 ... ... 2.14%
-----------------------------------------------------------------
المجموع ... ... ... ... ... 61 سنة ... ... 87%
الباقي ... ... ... ... ... ... 9 سنوات ... 12.85%
فإذا حذفت من ذلك فترة المراهقة وزمن الطفولة فكم يا ترى يبقى من الوقت للمشاريع الطموحة والأعمال الكبيرة، والأهداف النبيلة.
ولا ننسَ أن هذه التقديرات هي متوسط الوقت الذي يقضيه عامة الناس مع إمكانية أن يكون هناك إنسان يزيد على هذا المتوسط من الوقت المبذول لكل نشاط، كما أن هناك مَن ينقص من هذا ويكون شحيحاً بوقته إلى درجة الاقتصار على أقل قدر ممكن مما يستحقه كل نشاط.
أقسام الوقت:
1- الوقت المادي الميكانيكي: وهو مقياس لحركة جسم مادي بالنسبة لجسم مادي آخر، كالفترة التي تستغرقها الأرض في الدوران حول الشمس، ووحدات هذا القسم: الثانية، والدقيقة، والساعة، واليوم.(1/2)
2- الوقت البيولوجي: وهو الوقت الذي يقاس فيه تطور الظواهر البيولوجية ونموها ونضجها وكمالها، ووحدته هي الجسم نفسه، فقد يكون لطفلين عمر زمني واحد كتسع سنوات مثلاً، لكن أحدهما أكثر نضجاً من الآخر من حيث الطول وكمال الجسم وتناسقه.
3- الوقت النفسي: وهو نوع آخر من أنواع الشعور الداخلي بقيمة الوقت، حيث يؤثر الحدث النفسي في ذلك إذا كان سعيداً أو سيئاً أو خطراً أو مهماً، فتبدو الدقائق في الحدث السيء كأنها ساعات، وتبدو الساعات في الحدث السعيد كأنها دقائق.
4- الوقت الاجتماعي: وهو الوقت الذي يربط فيه تقدير الوقت بأحداث اجتماعية مهمة إما عالمية أو محلية، ولذا: نسمع كبارالسن يؤرخون بحياة فلان وفلان (2).
قواعد إدراة الوقت:
* القاعدة الأولى:
تحديد الأهداف والأولويات: هناك مثل قديم ساخر يقول: عندما لا تعرف أين تتجه فإن كل الطرق توصلك، وتحديد الهدف أمر على قدر كبير من الأهمية.
وللأسف فإن من التخلف الحضاري الذي تعيشه الأمة ما يمكن أن نسميه بأزمة الهدف أو غياب الأهداف وخاصة الأهداف الوسطى التي تخدم الهدف الأعظم(3).
- أقسام الأهداف:
يمكن أن تقسم الأهداف إلى ثلاثة أقسام:
1- الهدف الأكبر: وهو أهم هدف يسعى له الإنسان ونجد ما عداه من الأهداف تخدم هذا الهدف، وهو بالنسبة للإنسان المسلم: تحقيق العبودية لله (عز وجل)، وبالنسبة للماديين: تحقيق أكبر قدر ممكن من اللذة والمصلحة والمتعة.
2- الأهداف الوسطى: وهي مجموعة من الأهداف تخدم الهدف الأكبر؛ مثالها بالنسبة للإنسان المسلم: الدعوة إلى الله، الصلاة، طلب العلم، بر الوالدين....الخ.
3- الأهداف الصغيرة: وهي ما يمكن أن يعبر عنها بأنها مجموعة من الوسائل التي تخدم الأهداف الوسطى؛ مثالها: طلب العلم هدف أوسط وهناك مجموعة من الوسائل والطرق والوسائل لتحقيقه.
علماً بأن كل هدف هو بالنسبة لما فوقه وسيلة وبالنسبة لما تحته هدف.(1/3)
وبناء على هذا التقسيم: تكون هذه الأهداف على شكل هرم، حيث يتبوأ الهدف الأعظم القمة وتليه الأهداف الوسطى الخادمة له، ثم تمثل الأهداف الصغيرة قاعدة الهرم.
- تدوين الأهداف:
1- دون أهدافك بنفسك أو بالتعاون مع المجموعة التي تعمل معك في نفس القطاع أو المؤسسة.
2- احرص على كتابتها؛ فهذا أدعى لعدم نسيانها.
3- لاحظ أن تكون الأهداف ذات معنى سامٍ قابل للنمو والتطور، وينم عن همة عالية.
4- الاهتمام في سبيل تحقيق الهدف بالكيف لا بالكم.
5- الوضوح في صياغة الأهداف.
6- أن تكون الأهداف واقعية وممكنة التحقيق(4).
- معايير خاطئة لتحديد أولويات العمل:
1- إذا كنت تقدم العمل الذي تحبه على العمل الذي تكرهه.
2- إذا كنت تقدم العمل الذي تتقنه على الذي لا تتقنه.
3- إذا كنت تقدم العمل السهل على العمل الصعب.
4- إذا كنت تقدم الأعمال ذات الوقت القصير على ذات الوقت الطويل.
5- إذا كنت تقدم الأعمال العاجلة على غير العاجلة وإن كانت مهمة(5).
* القاعدة الثانية:
تسجيل الوقت وتحليله: الكثير من الناس يجهلون كيف يقضون أوقاتهم، ولذا: نجد البون شاسعاً بين ما يفعلونه في الواقع وبين ما يريدون أن يفعلوه، فإذا كان ما يريد أن يفعله الواحد منهم من الأنشطة يستغرق 90 (نقطة) يجد أن ما يفعله في الواقع لم يتجاوز 10 (نقاط) مما يريد أن يفعله، وهذا يعني التقصير في أداء بعض الأنشطة أو عدم فعلها نهائياً.
المعلومة الدقيقة في تحليل الوقت وتسجيله تقود إلى تعريف دقيق للمشكلات ومضيعات الأوقات، ومن ثم: تساعد على التخطيط السليم لقضاء الوقت(6).
- أنواع تسجيل الوقت:
1- السجل اليومي للوقت: يركز فيه على الوقت تحديداً، والمكان، ونوع النشاط، وترتيب الأنشطة في الأهمية.
2- السجل الشهري: يركز فيه على الوقت ابتداءً وانتهاءً، والتاريخ، وكيفية قضاء النشاط، منفرداً أو في اجتماع، ومكان النشاط وأهميته.(1/4)
3- سجل ملخص الوقت: يركز فيه نوع الأنشطة، مجموع الوقت المخصص لكل نشاط في السنة كلها بالنسبة المئوية، ومن ثم المقارنة بين الأهمية والنسبة المئوية المخصصة له(7).
* القاعدة الثالثة:
التخطيط لقضاء الوقت: كثير من الناس يحب أن يعمل أكثر من محبته أن يفكر، لكن هذا لا يعني بالضرورة أنه صواب.
والسر في ذلك أن الإنسان فيه غريزة حب الإنجاز والعجلة ومحبة رؤية ثمرة العمل مبكراً، والعمل يشبع هذه الغريزة، بخلاف التخطيط والتفكير فنتائجه ليست مباشرة ولا تظهر إلا بعد فترة من الزمن.
والعمل بدون تخطيط يأخذ وقتاً أطول مما يستحق، بخلاف العمل المخطط له فهو يأخذ أقل قدر ممكن من الوقت لهذا العمل.
ولذا: فإن مضيعات الوقت تعترض بكثرة من لا يخطط لوقته، ومن ثم: فهو لم يخطط لإيجاد حلول لها، ولذا يضيع وقته.
ومن يعمل العمل بدون تخطيط تقنعه أقل النتائج الحاصلة، بخلاف من يخطط فإنه لا يرضى إلا بأكبر قدر ممكن من النجاح(8).
-كيف نخطط؟:
1- حدد الأهداف ورتبها حسب الأهمية والأولوية.
2- فكر في الخيارات المطروحة لتحقيق الأهداف واختر أحسنها ثم حدد الوقت بالدقة لتنفيذ الطريقة.
3- حدد المكان المناسب للجميع لتنفيذ العمل.
4- فكر فيمن يقوم بالعمل أنت أو غيرك ومن هو الأصلح في ذلك.
5- افترض حدوث مضيعات للوقت، ومن ثم ابحث لها عن حلول.
6- تجنب الارتجالية في وضع الخطة.
7- لا تعط أي نشاط أكثر من الوقت الذي يستحقه، إذ إن إعطاءه ذلك يعني أن العمل الصغير سوف يتمدد ليملأ الوقت المتاح مع إمكانية الاختصار في الوقت.
8- ضع احتياطات عند فشل النشاط لاستثمار الوقت، فمثلاً عندما يتخلف الطرف الآخر عن الموعد، يفترض أن تستفيد من الوقت وتستثمره في شيء آخر.
9- حاول أن تجمع الأعمال المتشابهة لتقوم بها دفعة واحدة، مثل: إجراء عدة اتصالات هاتفية.(1/5)
10- تذكر أن بضع دقائق من التفكير توفر بضع ساعات من العمل الشاق، وكما تقول بعض النظريات: إن 80% من الإنتاج تنبع من 20% من العناصر(9).
* القاعدة الرابعة:
التفويض والتوكيل: يعتبر التوكيل الجيد من الأساليب الناجحة لحفظ الوقت، وذلك لأنك تضيف بأوقات الآخرين وقتاً جديداً إليك، وتكسب عمراً إلى عمرك المعنوي.
- أسباب الإعراض عن التفويض:
1- المركزية التي يتشبع بها بعض الأشخاص، حيث لا يثق الشخص بأحد البتة، وأضرار هذه المركزية تظهر عندما يصيب الشخص مرض قاهر أوظرف طارئ حيث يتعطل العمل بدونه.
2- الرغبة في تحقيق أكبر قدر ممكن من النجاح.
وهذه نظرة قاصرة، لأن النظرة البعيدة تقضي بأن التفويض وسيلة ناجحة لاحتمال أن يكون المتدرب فيما بعد مثلك في الأداء أو أحسن منك أحياناً، وبالتالي تحافظ على وقتك وتنجز أكثر(10).
* القاعدة الخامسة:
مضيعات الوقت: مضيعات الوقت داء عضال يشكو منه كل حريص على وقته، وهي قسمان:
1- داخلي من الإنسان نفسه، وينبع هذا غالباً من عدم التخطيط السليم.
2- خارجي من الآخرين: الأسرة والمجتمع.
ومضيعات الوقت قد تكون أموراً نسبية، فمثلاً: قد يأتيك زائر ثقيل الظل بدون ميعاد، ويقتطع جزءاً ثميناً من وقتك، فبينما تشعر أنك على جمر تتلظى، يشعر هو في المقابل بسعادة غامرة وانطباع جيد عن هذا اللقاء.
-مضيعات الأوقات:
1- اللقاءات والاجتماعات غير المفيدة سواءً أكانت عائلية أو غيرها.
2- الزيارات المفاجئة من الفارغين.
3- التردد في اتخاذ القرار.
4- توكيل غير الكفء في القيام بالأعمال، وهو ما يسمى بالتفويض غير الفعال.
5- الاتصالات الهاتفية غير المفيدة.
6- المراسلات الزائدة عن الحد.
7- القراءة غير المفيدة، ويدخل فيها فضول العلم عند تقديمها على الفاضل.
8- بدء العمل بصورة ارتجالية بدون تخطيط ولا تفكير.
9- الاهتمام بالمسائل الروتينية قليلة الأهمية.
10- تراكم الأوراق وكثرتها وعدم ترتيبها.(1/6)
11- عدم القدرة على قول لا، أو ما يمكن أن نسميه بالمجاملة في إهداء الوقت لكل من هب ودب.
12- التسويف والتأجيل(11).
- كيفية السيطرة على مضيعات الوقت:
1- اجمع البيانات اللازمة عن مضيعات الوقت.
2- حدد سبب تضييع الوقت بدقة.
3- ضع عدداً من الحلول لكل مضيع للوقت ثم اختر أنسبها.
علماً بأن السيطرة على مضيعات الوقت لا يعني بالضرورة إزالتها بالكلية لأن بعض هذه المضيعات ضروري ومهم، ولكن لابد من السيطرة عليه بدلاً من السيطرة علينا.
وقد ذكر المصنفون في هذا الباب حلولاً مستقلة لكل مضيع من المضيعات لم نر متسعاً لذكرها هنا لكثرتها.
إلماحات مهمة:
1- إدارة الوقت الناجحة لا تعني بالضرورة تخفيض الوقت اللازم لتنفيذ كل نشاط معين، بل تعني قضاء الكمية المناسبة منه لكل نشاط.
2- يستحيل أن تكون جميع الأعمال في درجة واحدة من الأهمية، وهذا يعني أنه لابد من ترتيب الأولويات.
3- عالج مضيعات الوقت بحلول جذرية لا وقتية.
4- تحكم في الوقت المتاح ولا تترك الوقت هو الذي يتحكم فيك، فبادر بالأعمال وانتهز الفرص.
5- إنما تكمل العقول بترك الفضول؛ الفضول في القول أو الفعل(12).
6- ساعة وساعة: ينبغي للإنسان أن يجعل جزءاً من وقته للترويح عن نفسه لأن القلب إذا كلّ عمي، وينبغي أن يكون الترويح بشيء مفيد كقراءة الأدب والشعر والتاريخ، أو الرياضة المفيدة للجسم كالسباحة؛ قال أبو الدرداء: إني لأستجم قلبي بالشيء من اللهو ليكون أقوى لي على الحق(13).
7- وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام (14)
أصحاب الهمم العالية والمشاريع الطموحة يتعبون أجسامهم ولا تكفيهم الأوقات المتاحة لتحقيق كل طموحاتهم.
8- لكل وقت ما يملؤه من العمل؛ بمعنى أن لكل وقت واجباته، فإذا فُعلت في غير وقتها ضاعت(12).
9- الوقت قطار عابر لا ينتظر أحداً، فإن لم تركبه فاتك.(1/7)
10- تذكر أن أهم قاعدة في إدارة الوقت هي الانضباط الذاتي النابع من إرادة جبارة عازمة على الحفاظ على وقتها متخطية كل العقبات التي تعترض طريقها.
11- اعمل بطريقة أذكى لا بمشقة أكثر كانت هذه العبارة هي شعار الجمعية الأمريكية لتقويم المهندسين كمحاولة منها للتمييز بين الشغل والانشغال، وهي تشير إلى التخطيط السليم لكل عمل تعمله(15).
وختاماً أقول: إن من نعمة الله (تعالى) علينا أيضاً أن نوّع لنا العبادات كي نختار منها ما تقوى عليه نفوسنا، فإذا مللنا نوعاً انتقلنا إلى آخر، فلله الحمد والشكر على ذلك حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه.
الهوامش :
(1)انظر مثلاً: كتاب قيمة الزمن عند العلماء، عبد الفتاح أبو غدة، وكتاب: سوانح وتأملات في قيمة الزمن، خلدون الأحدب، وغيرهما.
(2)انظر: كتاب أفكار رئيسية في إدارة الوقت، محمد المدني البخاري، ص (12-17).
(3)إدارة الوقت د. نادر أبو شيخة، 95.
(4)إدارة الوقت: د. نادر أحمد أبو شيخة، 98، إدارة الوقت، لمجموعة من الباحثين: ترجمة د. وليد عبد اللطيف هوانة، 347. (5) إدارة الوقت: د. نادر أحمد أبو شيخة، 101.
(6)إدارة الوقت: ترجمة د. وليد عبد اللطيف هوانة، 237 - 244.
(7)أفكار رئيسية في إدارة الوقت، 25، إدارة الوقت - أبو شيخة، 81، إدارة الوقت، د. وليد هوانة، 225.
(8)انظر: إدارة الوقت، ترجمة وليد هوانة، 45، إدارة الوقت، د. أبو شيخة، ص109.
(9)إدارة الوقت، د. أبو شيخة 114، أفكار رئيسية في إدارة الوقت، 53.
(10)إدارة الوقت، هوانة، 377 - 440، إدارة الوقت، أبو شيخة، 239.
(11)أفكار رئيسية في إدارة الوقت، 40، إدارة الوقت، د. أبو شيخة، 125.
(12)سوانح وتأملات في قيمة الزمن، لخلدون الأحدب، 53 - 66.
(13)بهجة المجالس لابن عبد البر، 1/115. (14)ديوان المتنبي، 201.
((1/8)
15)أنجز أكثر واعمل أقل، بحث قدمه جون. هـ. شريدان، ضمن مجموع البحوث المترجمة، ترجمة وليد هوانة، ص 327، وإدارة الوقت، أبو شيخة، 26.(1/9)
كيف تستفيد من قراءتك ؟
كلنا يقرأ... لم نكن نقرأ الكتب فعلى الأقل نقرأ المجلات والصحف اليومية، وكل هذه يجب ألا تخلو من الفائدة، ولكي لا تذهب قراءتنا هباء ولا يضيع وقتنا سدى، فعلينا أن نحاول قدر الإمكان الاستفادة مما نقرأ، وهذه بعض النصائح أو بعض الوسائل للاستفادة مما نقرأ أسجلها من خلال التجربة:
أ - نوعية الكتب
لابد أولا من الدقة في اختيار الكتب لتتحقق الفائدة بالفعل.
عليك اختيار الكتب النافعة التي تفيدك في دينك ودنياك ،وعلى رأسها علوم الشريعة من تفسير وحديث وفقه وسيرة، ثم كتب اللغة والتاريخ، ثم غيرها من العلوم ، وكذلك بالنسبة للمجلات.فلا بد من الابتعاد عن المجلات الهابطة أو حتى ذات المستوى الذي يقل عن المتوسط مما ليس فيها علم ولا فائدة ، فاحرص أخي المسلم على قراءة المجلات الدينية والسياسية ذوات الكلمة الصادقة الصريحة ولا تقرأ من المجلات الأخرى إلا المقالات النافعة إن وجدت.
عليك أيضا التعرف على أسماء المؤلفين ذوي الأمانة والثقة والكلمة الصادقة الهادفة البعيدين عن الإسفاف وعن الفساد والإفساد لتقرأ لهم ، ولا تقرأ لغيرهم من ذوي الأهداف السيئة والأغراض الدنيئة كالكتاب المأجورين وأمثالهم ، إلا إذا كانت قراءتك لهدف معين معرفي أو تخصصي ، أو لتحذير الناس من آرائهم ، وهذه الرخصة ليست للجميع بل لمن عنده من العلم نصيب يستطيع به التعرف على الحق وتمييز الصواب من الخطأ بأرضية صلبة من معارف الدين. أما المبتدئون فقد يتأثرون بما يقرؤون إذا لم تكن معرفتهم بالدين عميقة.
إذا كنت مبتدئا فاقرأ أولا الكتب الواضحة التي لا يشوب أسلوبها غموض أو تعقيد لئلا تسأم أو تمل عندما تشعر أنك لا تفهم جيدا كل ما تقرأ ، ولا شك أن الأسلوب السهل السلس والمشرق المثير في الوقت نفسه له دور كبير في حب القراءة.(1/1)
ومن الأفضل أن تكون الكتب محققة تحقيقا علميا فهي أكثر فائدة بما تضيفه من تعليقات وبما تعرفنا به من تخريج الأحاديث ونسبة الآراء والأقوال لأصحابها ومصادرها بدقة ونظام وترتيب.
نوع قراءاتك في مختلف فروع العلم والمعرفة لتلم بأساسيات كل علم والأمور الهامة فيه ، ولكي لا تكره علما لأنك تجهله ، والإنسان عدو ما جهل كما قال الشاعر:
تفنن و خذ من كل علم ، فإنما * * * يفوق امرؤ في كل فن له علم
فأنت عدو للذي أنت جاهل * * * به ، ولعلم أنت تتقنه سلم
ثم ركز على تخصص معين تميل أليه أكثر لتتزود منه بعلم أكبر،فتكون ثقافتك أوسع بالإطلاع على مختلف العلوم ويكون تخصصك في علم بعينه أكثر من غيره سبيلا إلى الإحاطة بمعظم جوانب هذا العلم دون أن تترك مطالعاتك للعلوم الأخرى و الأخذ من كل منها بطرف.
ولا تترك أمهات الكتب من الكتب التراثية القديمة ذات الفائدة العظمى ، ولا تصغ لادعاءات صعوبة الأسلوب أو عدم تشويقه ولا لدعوات التجديد لتلك الكتب وصياغتها بأسلوب جديد مختصر ومشوق كما يقولون ، لأن هذه الدعوات ليس لها هدف سوى إبعادنا عن ديننا ولغتنا ببعدنا عن أمهات الكتب العظيمة التي تحوي الفوائد الجليلة في كل العلوم وهم يهدفون أيضا إلى ‘إضعاف لغة القرآن وإلى بخس علماء المسلمين السابقين حقوقهم وأقدارهم. ومن يقرأ فيها يجد العلم مع الأسلوب المنوع والمشوق لا سيما لطلاب العلم ممن قطعوا فيه شوطا.
ب - طريقة القراءة
لا بد أيضا أن تكون طريقة قراءتك مناسبة من حيث المكان الذي تقرأ فيه وكيفية الجلوس وكيفية القراءة ونحوها من أمور.
لا بد أن يكون المكان الذي تجلس فيه للقراءة مناسبا لها بألا يوجد فيه ما يشغل الفكر ويعطل الذهن ويشتت التركيز.
لا تقرأ وأنت مستلق لأن ذلك أدعى إلى جلب النوم والكسل.
ولتكن جلستك جلسة مريحة بحيث تتجنب ظهور متاعب صحية في المستقبل كآلام الظهر.(1/2)
لا بد أن تكون الإضاءة جيدة فحاول أن تتجنب الضوء الأصفر (اللمبات) فالضوء الأبيض (الفلورسنت) أفضل وأكثر حماية للعينين، والأفضل أن تكون القراءة في ضوء النهار الطبيعي في مكان مناسب جيد الحرارة.
أبعد الكتاب عن عينيك لئلا تتضررا وإن كنت تعاني من مشاكل في النظر فلا تقرأ بكثرة حتى تراجع طبيب العيون.
ركز جيدا أثناء القراءة فيما تقرأ، وأعط كل انتباهك له، وحاول أن تتفاعل معه كأن تتذكر معلومات سابقة حول ما تقرأ،أو أن تبكي إذا مر بك ما يدعو لذلك من ذكر الله والتحذير من الذنوب والأخطاء ووصف النار... الخ.
اقرأ ببطء إن كان الكتاب هاما جدا أو صعب الأسلوب نوعا ما أو يحتاج إلى التعمق في الفهم أو ترغب أنت في حفظ بعض ما تقرأ ، أما إن كان عاديا فاقرأ قراءة متوسطة ليست بالبطيئة المتأملة المتفحصة كثيرا ولا بالسريعة المضيعة لمعاني ما تقرأ.
القراءة الصامتة أفضل فهي أسرع وأقل إجهادا لأنها لا تشرك الكثير من أعضاء الحس فيها فتساعد بذلك على زيادة التركيز.
ج - كيفية الاستفادة
الهدف من القراءة حصول الفائدة وجني ثمار التعب والوقت بقطف أجمل ولأفضل زهور العلم،وذلك باتباع الآتي:
ضع في بالك أولا أن تقرأ قدرا معينا من الكتاب أو تخصص وقتا معينا لا بد أن تقرأ فيه.
اقرأ مقدمة الكتاب أولا.وإن شعرت ببعض الملل من مقدمات بعض الكتب، لأن قراءتها ستفيدك غالبا في معرفة هدف الكاتب من تصنيف كتابه ولتتعرف على موضوع الكتاب بصورة بينة واضحة.
إذا لم تفهم نقطة معينة أو استعصى عليك فهم فكرة ما أو خطر على بالك سؤال لم تجد له إجابة فضع علامة على ما لم تفهم أو دوّن ما يطرأ على ذهنك من أسئلة ثم حاول أن تسأل عنها من هو أكثر منك علما في هذا الموضوع.(1/3)
دع القلم معك أو في متناول يدك عندما تقرأ،وحاول أن تضع جوار كل فقرة الفكرة العامة التي تناولتها في المكان الخالي قربها( الحاشية أو الهامش) وحاول أن تدون بعض الملاحات الهامة إذا طرأت على ذهنك أو أن تلخص بعض الفقرات أو تسجل بعض النقاط الهامة.
حاول أن تستعين بوسائل أخرى تدعم معلوماتك حول ما تقرأ كالأشرطة السمعية أو المرئية أو المجلات الأخرى والصحف إذا وجد منها ما يتعلق بموضوع كتابك.
بعد أن تنتهي من القراءة أغلق الكتاب وحاول أن تستعيد في ذهنك أهم الأفكار التي قرأتها.
ثم أعد تقريرا حول موضوع الكتاب تذكر فيه اسم الكتاب ومؤلفه ودار نشره ثم تلخص موضوعه فيما لا يتجاوز صفحة واحدة من الحجم المتوسط مع ذكر الثمرة التي حصلت عليها واكتسبتها من الكتاب ، وحاول أيضا أن تذكر رأيك في أسلوب الكاتب من جميع النواحي : من حيث السلاسة أو الصعوبة والتعقيد واستيفاء الشواهد المناسبة، والحيادية والموضوعية في الكتابة وغير ذلك من أمور ، ولا بد أن تكون قراءتك قراءة ناقد خبير فتميز الصحيح من الفاسد من الكتب والأقوال الواردة وحبذا لو استطعت جمع ما كتب في الموضوع الواحد من مصادر متعددة.
حاول أن تتحدث مع الآخرين حول مضمون ما قرأت وعلمت فيستفيد الناس وتثبت أنت معلوماتك.
حاول حفظ بعض العبارات الجميلة ذات المعاني الرائعة ليقوى أسلوبك ويزداد ثراؤك اللغوي ويمكن أن يأتي ذلك اكتسابا عفويا من مداومة القراءة.
مع تمنياتي للجميع بالفائدة والتوفيق.(1/4)
كيف تكسب دون أن تتعب
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فمن رحمة الله تعالى بعباده وفضله عليهم أن نوع لهم العبادات والقربات التي تقربهم إليه، ولم يجعل هذه العبادات والقربات مشروطة بعمل بدني أو قولي أو مالي قد يصعب أدائها على البعض أو تشق عليهم، بل تفضّل عليهم - سبحانه - بما هو أيسر من ذلك، ويستطيعه كل إنسان بدون جهد أو تعب ألا وهو النية الطادقة والعزيمة الجادة على حب الخير وفعله.
المقصود بالنية
النية في الاصطلاح الشرعي هي: عزم القلب على فعل الشيء.
وهي أساس العمل وقاعدته، ورأس الأمر وعموده، وأصله الذي عليه بني، لأنها روح العمل وقائده وسائقه، والعمل تابع لها، يصح بصحتها ويفسد بفسادها، بها يحصل التوفيق، وبعدمها يحصل الخذلان، وبحسبها تتفاوت الدرجات في الدنيا والآخرة.
ولهذا جعل الإسلام جزاء الفعل ثواباً وعقاباً مرتبطاً بالنية ارتباطاً وثيقاً وجعلها شرطاً لقبول العمل، فمن الناس من يصنع المعروف ويسدي الجميل استمالة للقلوب، ومنهم من يصنعه مكافأة للإحسان، ومنهم من يصنعه لطلب سمعة وشهرة، لكن الإسلام لا يعتد بكل ذلك ولا يقبله من العبد إلا إذا صلحت نيته وكان عمله خالصاً لوجه الله تعالى، ولهذا قال : { إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه } [متفق عليه].
يبين في هذا الحديث حكم الشرع في الأعمال وهو أن حظ العامل من عمله نيته فإن كانت صالحة فعمله صالح وله أجره وإن كانت فاسدة فعمله فاسد وعليه وزره، وإن كانت نيته مباحة فعمله مباحاً.(1/1)
وهذا يدل على أهمية ومكانة النية، وأن المسلم بحاجة إلى إصلاح النية، فإذا صلحت أعطي العبد الأجر الكبير والثواب العظيم ولو لم يعمل إنما نوى نية صالحة، ولهذا قال رسول الله : { إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل مقيماً صحيحاً } [رواه البخاري]، وقال : { من همّ بحسنة ولم يعملها كُتبت له حسنة فإن همّ بها فعملها، كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة } [رواه البخاري ومسلم]، وقال عليه الصلاة والسلام بعد غزوة تبوك: { إن أقواماً خلفناهم بالمدينة ما سلكنا شعباً ولا وادياً إلا وهم معنا حبسهم العذر } [رواه البخاري]، علم الله من صدق نياتهم ما أعطاهم به الأجر وهم قاعدون بيوتهم.
فبمجرد القصد الصالح يكون العمل صالحاً يثبت به الأجر، وتحصيل به المثوبة، وبمجرد الهم الفاسد السيء يكون العمل سيئاً يثبت به الإثم والوزر وتحصل به العقوبة.
والنية ليست مجرد لفظ باللسان: ( اللهم إني نويت كذا وكذا ) ولا هي حديث نفس فحسب، بل هي انبعاث القلب نحو العمل الموافق لغرض صحيح من جلب نفع أو دفع ضر حالاً أو مآلاً.
فضل النية وأثرها على العمل
إذا أصلح العبد نيته لله فإن حركاته وسكناته ونوماته ويقظاته إذا ابتغى بها وجه الله ونوى النية الحسنة فيها تحتسب خطوات إلى مرضاة الله. ويقد يعجز الإنسان عن عمل الخير الذي يصبو إليه لقلة ماله أو ضعف صحته أو لأي سبب من الأسباب الخارجة عن إرادته وهو في نيته عمل ذلك لو استطاع إليه سبيلاً، فيجازيه الله بحسب نيته. وقد يرفع الله الحريص على الإصلاح إلى مراتب المصلحين، والراغب في الجهاد إلى مراتب المجاهدين، والمتطلع إلى الإنفاق إلى مراتب المحسنين الباذلين لأن بعد هممهم وصدق نياتهم أرجح لديه من عجز وسائلهم.
فليحرص الإنسان على فعل الخير والسعي إليه وتمني فعله أو المشاركة في فعله بنية صادقة وليس تمنياً كاذباً بدون سعي إليه ورغبة فيه.(1/2)
وقد قال قائل: ( دلوني على عمل لا أزال به عاملاً لله تعالى ). فقيل له: ( انو الخير، فإنك لا تزال عاملاً وإن لم تعمل، فالنية تعمل ولو عُدم العمل ).
وكذلك النية السيئة إذا همّ بها الإنسان وعزم على فعلها أو تمني فعلها ولكن لم يقدر على ذلك لمانع خارج عن قدرته وإرادته فإنه في هذه الحالة تكتب عليه سيئات المعاصي التي يتمنى فعلها إذا قدر عليها.
يقول : { الناس أربعة: رجل آتاه الله عز وجل علماً ومالاً فهو يعمل بعلمه في ماله فيقول رجل لو آتاني الله تعالى مثل ما آتاه الله لعملت كما عمل، فهما في الأجر سواء، ورجل آتاه مالاً ولم يؤته علماً فهو يخبط في ماله، فيقول رجل لو آتاني الله مثل ما آتاه عملت كما يعمل، فهما في الوزر سواء } [رواه ابن ماجه والترمذي. وقال حديث حسن صحيح]، فأثيب ذو النية الصالحة بثواب العمل الصالح وهو لم يعمله، ووزر صاحب النية الفاسدة بوزر صاحب العمل الفاسد وهو لم يعمله، وكان مرد ذلك إلى النية وحدها.
استحباب استحضار النية الصالحة في المباحث
الأفعال والأقوال المباحة كثيرة جداً، وإذا لم يقصد بها العبد النية الصالحة فإنها لن تعود عليه بالنفع الأخروي، فإذا أحسن المكلف القصد والتوجه حين القيام بها فإن هذه الأعمال من المطعم والمشرب والنوم والمتاجرة والصناعة تصبح ثروات تنفعه عندما يقدم على ربه يوم القيامة لأن النية الصالحة تحيل العادات إلى عبادات، ولذلك حث العلماء ورغبوا في استحضارالنية عند المباحت والعادات ليثاب العبد عليها ثواب العبادات مع أنه لا مشقة علينا في القيام بها، بل هي مألوفة للناس، مستلذة، وهذا من عظيم سعة رحمة الله وكبير منته أن أباح لعباده الطيبات التي يشتهونها ثم بعد ذلك يثيبهم عليها بحسن نياتهم.(1/3)
فإذا كان الأمر كذلك فينبغي للمسلم أن يبني سائر أعماله على صالح النيات، كما يبذل جهده في أن لا يعمل عملاً بدون نية صالحة، إذ النية روح العمل وقوامه فيمكن له أن يستحضر النية الصالحة في الأمور المباحة لتصبح بذلك قربات يثاب عليها، فالأكل والشرب مثلاً إذا قصد به الري والشبع واللذة فإن ذلك مباح، وإن قصد به التقوي على طاعة الله والتقرب إليه بذلك أثيب عليه، وكذلك التطيب إن قصد به التلذذ والتنعم فهو مباح، وإذا نوى به اتباع سنة رسول الله فهو قربة وطاعة، وإن نوى به التودد به إلى قلوب النساء والتكاثر والمفاخرة، فهذا يجعل التطيب معصية، وأيضاً السواك إن قصد به التظيف فهو مباح، وإن قصد به اتباع سنة رسول الله فهو قربة وطاعة، وكذلك أيضاً إذا عاشر الرجل زوجته فإن قصد به اللذة وقضاء شهوته فإن ذلك مباح له، وإن قصد به إعفاف نفسه وإحصان زوجته وطلب الولد فإن ذلك قربة وطاعة يثاب عليها، وكذلك إكرامه لإخوانه وقرابته وإطعامه لهم في المناسبات إن قصد به رد الجميل لهم والاستئناس بهم فهو مباح، وإن قصد به الإحسان إليهم والتقرب إلى الله بذلك كان عمله هذا صالحاً يثاب عليه، وكذلك إعالته لأهله وأولاده من مطعم ومشرب وملبس ونحو ذلك، إن قصد به إشباعهم والتوسيع عليهم وإغنائهم عن الناس فهو مباح وإن قصد به القيام بالواجب الذي عليه نحوهم والتقرب إلى الله فهو قربة وطاعة، له أجر عليها يقول : { إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أثبت عليها حتى اللقمة تضعها في فِيّ - فم - امرأتك } [متفق عليه]، وهكذا في جميع المباحات فليحرص المسلم دائماً على استحضار النية الصالحة والتقرب إلى الله بكل عمل مباح خاصاً به أو لغيره كفعل معروف له أو تقديم خدمة له ليصبح عمله هذا عملاً صالحاً يثاب عليه ويؤجر عليه.(1/4)
ولقد ربَّى الأئمة رحمهم الله تلاميذهم على ذلك، فقد روي أن الإمام الشافعي رحمه الله كان جالساً مع تلاميذه فطُرق عليهم الباب فنهض أحدهم فقال الشافعي: ( لماذا قمت؟ ) قال: لأفتح الباب، فقال له مفسحاً دائرة نيته ليزداد أجره وتعظم مثوبته: ( انو إن كان سائلاً أعطيته وإن كان مستفتياً أفتيته وإن كان مستغيثاً أغثته ).
وهكذا تمتد أبعاد العبادة بقدر امتداد النية المقرونة بالعمل ويستطيع المسلم أن يكون عابداً لله مدى الحياة في يقظته ومنامه في صمته وكلامه، في سعيه لمعاشه ومعاده ما دام عمله موافقاً لشرع الله ونيته وابتغاء وجه الله تعالى، يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: ( العارفون بالله عاداتهم عبادات، والعامة عباداتهم عادات ).
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.(1/5)
لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد
المراجع
· ... مقالات فن إدارة الوقت، جريدة البيان.
· ... مقالة في مواجهة التسويف، مقالة من مجلة المجتمع، العدد 1389.
إعداد : سمرقند
في عصرنا الحالي ظهر العديد من الأمراض و الفيروسات الخبيثة مثل الكوليرا والسل التي تصيب جسم الإنسان وربما تودي بحياة الشخص المريض إذا لم يعالج منها علاجا كاملا أو يحتاط لها بسبل الوقاية اللازمة.
ولكن هناك عدة أنواع من الأمراض والفيروسات الخبيثة التي قد تلحق ضررا بالغا بمجمل الكيفية والأساليب التي يدير بها كل إنسان وقته وتعتبر المماطلة أو التسويف واختلاق الأعذار من أكثر هذه الأمراض خطورة بل وتعد العدو الأول لإدارة وتنظيم الوقت، الحقيقة أن لا أحد يحب المماطلة و اختلاق الأعذار فهو وباء على حياتهم ، فما هو التسويف ؟ ولماذا نماطل؟ وكيف نتوقف عن اختلاق الأعذار؟
ما هي المماطلة ؟
كلمة تصف واحد من أكثر الأمراض المنتشرة التي عرفتها الإنسانية وهي واحدة من أكثر العادات مكرا و غدرا.
وإذا قمنا بتعريف المماطلة فسنجدها هي أن تقوم بمهمة ذات أولوية منخفضة بدلا من أن تنجز مهمتك ذات الأولوية العالية أو الميل لتأجيل وأداء المهام و المشروعات وكل شي حتى الغد أو بعده بقليل وفي مرحلتها النهائية عن طريق اختلاق الأعذار، ونظرا لأنه يتم تأجيل كل شيء فإنه لا يتم أداء أي شيء ، وأن تم أداءه فإنه سيجيء مبتورا وناقصا وغير مكتمل ، مثلا تتناول كوبا أخر من الشاي بدلا من أن تعود إلى عملك أو مذاكرتك بالتعذر بأنك محتاج إلى كوب أخر حتى تستعيد انتباهك،تجلس لمشاهدة التلفاز بينما ينبغي عليك الذهاب لإنجاز أحد أهم أنشطتك وتتعذر بأن هناك متسع من الوقت لإنجاز ما نريد فيما بعد ... وعقب فترة الحضانة تلك بمدة قصيرة للغاية يبدأ الفيروس التسويف في الانتشار ويبدأ الإنسان ينتقل من أزمة لأخرى وتكون المحصلة عدم إنجاز أو إتمام أي شيء بالكفاءة والدقة المطلوبتين .
هل أنت مماطل؟(1/1)
لتحديد ما إذا كنت قد أصبت بمرض المماطلة أم لا ... نطرح عليك بعض الأسئلة التالية التي تحدد الإجابات عليها درجة خطورة المرض واستفحاله:
· ... هل أنا من أولئك الأشخاص الذين يخترعون الأسباب أو يجدون الأعذار لتأجيل العمل؟
· ... هل أكون محتاجا دائما للعمل تحت ضغوط شديد لكي أكون كفء ومنتجا؟
· ... هل أتجاهل اتخاذ تدابير صارمة لمنع تأجيل أو تأخير إنجاز أي مشروع؟
· ... هل أفشل في السيطرة على المشكلات غير ذات العلاقة بالمهمة والمعوقات الأخرى التي تمنع استكمال المهمة؟
· ... هل أشعر أحيانا بأنني لا أهتم بإنجاز العمل.
· ... هل أكلف الزملاء بأداء عمل من الأعمال التي لا تروق لي؟
· ... هل أترك المجال للمواقف السيئة حتى تستفحل بدلا من التصدي للمشكلة في الوقت المناسب؟
إن غلبت الإجابة على هذه الأسئلة بكلمة(دائما) فإن الفيروس سيكون قد انتشر في كل أنحاء الجسد وأن كانت الإجابات الغالبة هي (بعض الأحيان )فلا يزال هناك متسع من الوقت لتناول الدواء الشافي أما إن غلبت الإجابة بكلمة(قليلا) فإن الفيروس لا يزال يمر ببدايات فترة الحضانة ،ولكن ومهما كانت الإجابات ستجد كل منا يماطل في هذا الجانب أو ذاك ، وذلك لسبب بسيط هو أن معظم البشر يماطلون أيضا ، فعلى سبيل المثال هناك العديد من المديرين الذين يستعدون لاجتماعات مهمة في لحظة أو قبل دقائق قليلة من موعد الاجتماعات وأيضا يوجد العديد من الطلاب وتلاميذ المدارس ممن لا يعكفون على استذكار دروسهم إلا خلال الليلة التي تسبق الامتحان النهائي ، يتقدم البعض لشغل وظيفة من الوظائف بعد انتهاء موعد التقديم ، إن كل هذه الأمثلة تعد نماذج من أشكال المماطلة واللامبالاة المتعددة.
صفات المماطلون و اللامبالون:
يتسم المماطلون بصفات سلبية عدة من أهمها:
· ... أنهم يرغبون في فعل شيء ما بل ويتخذون قرارا بهذا الشأن.
· ... عادة ينتهي بهم الأمر لعدم أداء أي شيء لأنهم لم يتابعوا تنفيذ قراراتهم.(1/2)
· ... يدركون ولو جزئيا النتائج السلبية لعدم قيامهم بتنفيذ قراراتهم أي أنهم يعانون.
· ... يمتلكون مواهب عالية لاختراع الأعذار لعدم إنجاز ما كان يجب عليهم إنجازه، وذلك في محاولة لكبت ما يسمونه بتأنيب الضمير.
· ... يغضبون بسرعة ويتخذون قرارات جديدة.
· ... لا ينفذون هذه القرارات الجديدة أيضا وبهذا يماطلون أكثر.
· ... يستمرون في تكرار الأشياء نفسها ويسيرون في الدائرة ذاتها حتى تنشأ أزمة لا يستطيعون حلها ومن ثم لا يجدون أمامهم إلا خيار واحدا وهو إنجاز ما بدءوه.
إن أسوأ ما في المماطلة والتسويف هو تحويلها لنمط من الحياة قد لا نشعر به و ذلك بسبب تحويلها إلى عادة إلا أنها بكل أسف عادة سلبية لا تؤدي إلا لمزيد من الضغوط والمشكلات والصعوبات.
أعراض التسويف أو المماطلة:
يمكن توقع ومنع ومحاربة المماطلة وذلك بتطبيق آليات عده، هناك سلوكيات و أفعال تكون أعراض لمرض المماطلة والتي يجب أن تنتبه إليها دائما وتتفاداها:
· ... ترك العنان للتفكير بحيث تأخذنا الأحلام أو الذكريات بعيدا عن العمل أو المذاكرة مثل التفكير في الإجازة، أو استرجاع ذكريات سابقة..أو التفكير بالنوم.
· ... الاستجابة طواعية للعوائق التي تحول دون إنجاز العمل مثل سيل المحادثات التلفونية اليومية، الزيارات المتكررة التي يقوم بها الأهل و الأصدقاء نتيجة لعدم تحديد موعد مسبق، متابعة التلفاز لفترات طويلة..قد يحدث أحيانا أننا لا نترك هذه المعوقات تحدث فحسب بل قد نشعر بالسعادة لوقوعها أحيانا لأنها تأخذنا بعيدا عن عناء العمل والواجبات المدرسية الأمر الذي قد يؤدي إلى تزايد الارتياح النفسي لمثل هذه المعوقات والوقوع تحت سيطرتها.
· ... قضاء فترات طويلة في تناول القهوة والشاي أو وجبة الغداء أو الذهاب في مشوار طويل يستغرق كثيرا من الوقت.
· ... تركيز الاهتمام على إنجاز الأعمال الثانوية و الغير مهمة بدلا من التركيز على ما يجب إنجازه فقط.(1/3)
· ... قضاء وقت طويل لإنجاز مهمة بسيطة لا تستدعي كل ذلك الوقت.
· ... الخوف من الفشل يكون أحيان أحد الأسباب التي تدفع الفرد إلي المماطلة.
الخوف من الفشل:
الخوف هو أكثر الأعراض وضوحا وأكثرها تكرارا ويساعد على التفشي السريع لفيروس المماطلة وعندما لا ينجز الإنسان عمله أو يقوم بتأجيله يوما بعد أخر فإنه يسعى في واقع الأمر لحماية نفسه وإذا لم يحاول فإنه وبكل وضوح لن يفشل إلا أنه في الوقت ذاته لن يتمكن من إحراز أي نجاح ويجب ألا يغيب هذا عن بالنا ولو للحظة واحدة.
إن الفشل في مواقف سابقة لا يعني أننا سوف نفشل مرة أخرى، فإن الحياة تتغير دائما ويجب النظر إلى الأخطاء السابقة كمصادر مهمة لمعلومات في غاية الثراء، وعليه يجب أن نتذكر القول المأثور:" لا خوف ولا خجل من عثرة الحجر" إن المخيف والمخجل هو التحرك أو التعثر على الحجر نفسه مرتين.
الأضرار الحقيقية للمماطلة:
· ... من أكثر مضيعات الوقت خطورة.
· ... يخرج خطتك عن مسارها.
· ... يراكم العمل.
· ... قد يحرمك من النجاح ، حيث أننا غالبا ما نؤجل الأعمال الصعبة..المتعبة..غير محببة والثقيلة على النفس.
والآن ربما نتساءل ما الذي يدفعنا للمماطلة واختلاق الأعذار بعد كل هذه الأضرار المترتبة عليه..ما الذي يدفعنا إلى تأجيل الأمور المهمة والتي يمكن أن تحدث تغيير في حياتنا ..مثلا لما لا نذاكر ونحن تعرف أن دخول الجامعة يتطلب تقدير عاليا وذلك مع رغبتنا في دخولها ... !!
لماذا نماطل وتختلق الأعذار؟؟
هناك أسباب كثيرة تدفعنا لذلك منها:
· ... الكسل : حين تقول لنفسك :" أنا الآن غير مستعد لإنجاز هذا العمل " ، إذن لماذا لا أؤجله؟؟؟
· ... الأعمال الغير محببة تدفع الإنسان إلى التأجيل وهو السبب الأكثر شيوعا.
· ... الخوف من المجهول،إننا نعتبر كل مهمة نكلف بها من المجهول، إذا لم نبدأ بها فإذا بدأنا بها زال الخوف.
· ... انتظار ساعة الصفاء و الإبداع وهي لا تأتي وحدها يجب أن نبدأ ونبحث عنها(1/4)
· ... الأعمال الصعبة والكبيرة تشجع الإنسان المماطل على تركها ريثما يتاح وقت أطول لإنجازها.
· ... التردد والرغبة الملحة في أن يكون الشخص مصيبا دائما.
· ... الخوف من أن تخطئ .
· ... البحث عن الإنجاز المطلق والأمثل..والذي لن يتحقق .
كيف نقضي على المماطلة والتسويف:
أهمية وضع الأهداف:
أسهل طريقة لمعالجة المماطلة هي ألا ندعها تبدأ من الأساس ولكن ماذا نفعل إذا تسللت إلى حياتنا؟إن الأشخاص الناجحين في حياتهم هم ممن يتحدثون بوضوح وبساطة عن أهدافهم وبذلك تكون أهدافهم قابلة للتحقيق بأسرع ما يمكن لأنهم قد حددوا أهدافهم بطريقة دقيقة متسلسلة ومقسمة إلى أجزاء، مما يجعل عملية إنجاز أهدافهم تسير بأسرع مما نتصور .
لكي نحدد أهدافنا بشكل قاطع ونهائي يجب النظر في هذه الأسئلة.
· ... ما هي أهدافنا؟ مثال على ذلك "أنا أريد أن أحصل على مجموع عالي لأستطيع الالتحاق بالجامعة وبالتخصص الذي أريد وهو هندسة الحاسب الآلي".
· ... هل نرغب حقيقة في تحقيقها؟ ... "هل أنا جاد في رغبتي في الحصول على معدل عالي؟".
· ... ما هو الزمن الذي ينبغي أن نستغرقه كل يوم أو كل أسبوع لتحقيق أهدافنا؟" كم ساعة أضعها لدراسة المواد وحل الواجبات".
· ... هل نحن جديرون بتحقيق أهدافنا؟ ... " هل أنا قادر على العمل لتحقيق هذا الهدف؟ هل أنا أستطيع المثابرة على متابعة دروسي لأحصل على نجاح بتفوق؟" وتذكر أنك تمتلك قدرات على تحقيق أهدافك أكثر مما تظن و تتوقع .
· ... هل تساورنا مخاوف أو قلق أو تناقضات تتعلق تحقيق جزء من خطتنا للوصول إلى أهدافنا؟ ... " هناك بعض المسائل الرياضية أو الفيزيائية ... لم أفهمها.أنا لدي خوف شديد وأتعرض للقلق من قاعة الامتحان ... .والداي يريدان أن أدخل كلية الطب".
· ... ما هي أكبر العقبات في رأينا التي تحول دون تحقيق أهدافنا؟..وهي تختلف من شخص لأخر وغالبا ما تكون عقبات داخلية نابعة من الشخص نفسه أو من داخل المؤسسة.(1/5)
· ... هل نحن على استعداد لبذل كل ما لدينا من طاقة ومقدرة لتجاوز هذه العقبة؟ إذا كانت الإجابة بلا ... فلنطرح السؤال التالي ..هل أرغب حقيقة في الوصول لهذا الهدف؟ وإن كانت الإجابة مرة أخرى بلا أيضا فإننا ننصح عندها بعدم تضييع أي وقت وأن تختار هدفا أخر ... مثال على ذلك تحدث أحيانا بأننا نختار الهدف الأفضل والمثالي وليس الهدف المناسب لقدرات الشخص أو المؤسسة ... واختيارنا لهدف أخر ليس مشروعا فحسب بل في غاية الذكاء طالما سيوفر الوقت والجهد..فيجب أن نشرع في العمل على الفور.
اقضي على المماطلة:
بعد أن وضعنا أهدافنا يجب أن نفكر رأسا في التنفيذ ..وهنا تظهر قدرة الإنسان على اختلاق وتأليف الأعذار ..وأسوأ ما تتميز به عملية اختلاق الأعذار هو أننا وعند لحظة اختلاق العذر نبدأ في الاقتناع بأنه حقيقي، إنها آلية دفاع طبيعية وتلقائية عن النفس تحمي عشقنا لذواتنا خاصة عندما تحركنا القوة الدافعة وتأمرنا لأن نكون مثالين، كما أن عقلنا الباطن يبدع ويتفنن في اختلاق الأعذار وبمهارة فائقة.، كيف يمكننا أن نتخلص من عملية اختلاق الأعذار؟؟
· ... وضع وقت محدد للإنهاء من كل مهمة.
· ... خذ على نفسك عهدا وقل لنفسك لن أختلق الأعذار لتأجيل الأعمال .
· ... تعاهد مع نفسك بأنك لن تقوم – من مكانك ــ حتى تنتهي من الجزء الذي قررت أن تنهيه لهذا اليوم.
· ... اكتب قائمة بالأشياء التي تؤجلها دائما ... حلل هذه القائمة..لاحظ وجود نمط معين من هذه الأعمال.
· ... شجع نفسك واسألها ..ما المشكلات التي سوف أسببها لنفسي حين أؤجل هذا العمل؟ أكتب تلك المشكلات في قائمة ..الآن هل تريد فعلا أن تعيش وسط كل هذه المشكلات؟..اجعل لنفسك حافز يدفعك لإنجاز هدفك ..أعد لنفسك مكافأة عند الانتهاء من العمل ــ مثلاـ كإجازة خاصة إضافية ، أي شيء أنت نحبه.(1/6)
أفضل طريقة للتعامل مع المهام التي تؤجلها دائما هي أن تبدأ بها فورا، أخير لا تتردد وتذكر أن إنجاز مهام عديدة جيدة خير من محاولة إنجاز مهمة واحدة مثالية ... ..تذكر أيضا حكمة" لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد إلى الغد" ... فابدأ العمل الآن، وأنجز العمل.(1/7)