كشف الحال في وصف الخال
تأليف
صلاح الدين خليل بن أيبك الصّفدي
(696-764هـ)
تحقيق
الدكتور/ جميل عبدالله عويضة
1428هـ / 2007م
مؤلف الكتاب
صلاح الدين خليل بن أَيْبَك الصَّفَدي (696-764هـ)
أديب عصره
على الرغم من كثرة ما كتب في ترجمة العلامة صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي، إلا أنني وجدت الباب مفتوحاً على مصراعيه للكتابة حول حياة هذا الرجل، مستفيداً من جميع ما وقفت عليه من كتب الصفدي، ومن كل ما كتبه محققو كتبه، ومترجموه من المتقدمين والمتأخرين، قدرالطاقة (1) .
1- اسمه ونسبه ونسبته، ولقبه وكنيته وشهرته:
هو أبو الصَّفاء صلاح الدين خليل بن أيبك بن عبدالله الالبكي الصفدي الشافعي .
ونسبته إلى صفد من أرض فلسطين، فهو صفدي الاصل، دمشقي الدار والوفاة.
__________
(1) أنظر ترجمته في :
ـ الدار المنتخب في تاريخ حلب، (الترجمة رقم 514) وقال مؤلفه ابن خطيب الناصرية : أبو الصفاء (وأبو سعيد ).
ـ الوفيات (2/269)، وزاد مؤلفه ابن رافع السلامي في اسمه (الفاري) قبل الصفدي!؟.
ـ طبقات الشافعية (3/90)، وكتب مؤلفه ابن قاضي شهبة بآخر ترجمته للصفدي ، ثم شطب على ما كتب- بخطه، كما نوه المحقق- هذه العبارة :«واعلم أن في عد المذكور والذي قبله (أي الصفدي وبدر الدين الحسن بن عمر ابن حبيب المترجم قبله) في طبقات الشافعية تساهلاً، وانما اردت معرفة ترجمتهما، وكثير من أصحاب الفنون انما يذكرون في طبقات الفقهاء لمعرفة تراجمهم، وانهم منسوبون للشافعي رضي الله عنه».
ـ «المعجم المختص بالمحدثين» للذهبي (ص 91) ـ «معجم المصطلحات والألقاب التاريخية» (ص 58).
ـ «أعيان العصر وأعوان النصر» للصفدي (1/38). ـ «طبقات الشافعية الكبرى» للتاج السُّبْكي (10/5).
ـ «تذكرة النبيه في أيام المنصور وبَنيه» لابن حبيب (3/271).
ـ النجوم الزاهرة 11/19 ـ الدليل الشافي 1/480
ـ البدر الطالع 1/243
ـ الدرر الكامنة 6/176(1/1)
وذكرالذهبي وابن خطيب الناصرية : أنه من موالي الأمير الكبير فارس الدين الألْبكي .
و«أيبك» لفظ تركي مركب من «أي» بمعنى القمر ، و «بك» بمعنى الأمير. وقد جرى مجرى الاسم في العصر المملوكي.
2- مولده:
ولد صلاح الدين الصفدي في صفد (1) سنة 696هـ، فقد ذكر الصفدي في مقدمة كتابه «أعيان العصر وأعوان النصر» أنه سيترجم فيه لمن أدركه، أو لقيه، أو كان في زمانه ولم يره، وحدد التاريخ المزمع جمع مترجميه في كتابه بشرط المعاصرة قال :«وابتدأت ذلك من ست وتسعين وست مئة، وهي سنة مولدي، ونهلة موردي، وجذوة موقدي، وبدأة موعدي .
وقال ابن خطيب الناصرية (2) : ولد كما رأيته بخطه سنة ست وتسعين وستمئة تقريبا ، وأكد التاج السبكي هذا التاريخ ـ وهو معاصر للصفدي، وصديق له منذ الطفولة ـ وكذا ذكره ابن حبيب ـ معاصر الصفدي ايضاً ـ وقال: «كذا وجدته بخطه» ، وذكر ابن تغري بردي هذا التاريخ تحديداً، وكذا نقل ابن اياس ، وذكر الحسيني وابن رافع السلامي هذا التاريخ على وجه التقريب.
وذكر الحافظ ابن حجر وابن العماد الحنبلي ، أن مولد الصفدي سنة 696هـ أو 697هـ، وكذا خمّن ابن قاضي شهبة ، وجعلها الشوكاني (3) عام سبعة وتسعين وستمئة ، وذكر الذهبي أن مولده سنة 699هـ، ولم يقل بهذا التاريخ الأخير غير الذهبي، ولعله تحريف في اثناء الكتابة، فالصحيح أن مولد الصفدي سنة 696هـ، في صفد.
3- نشأته واسرته، وتلقيه العلم:
__________
(1) صفد: مدينة في فلسطين في شرق الجليل الأعلى على ارتفاع 2788 قدماً عن سطح البحر احتلتها اليهود في 11/ 5/ 1948 وهي الآن مدينة صناعية ويسمونها "تسفات".
(2) ابن خطيب الناصرية : علي بن محمد بن سعد، قاضي حلب وعالمها 774 ـ 843 هـ بحلب، كان عالماً فقيهاً مصنّفاً، صنّف تاريخاً لحلب ذيّله على تاريخ ابن العديم "بغية الطلب" وسّماه: الدر المنتخب في تاريخ حلب ، وانظر الدليل الشافي 1: 480 ـ الترجمة 1666.
(3) البدر الطالع 1/243(1/2)
لم تَجُد المصادر بما يكفي عن اسرة الصفدي التي نشأ فيها، والتي كونها بعد ذلك غير أنه ولد لاسرة ثرية ـ من اسر المماليك ـ فقد كان والده اميراً.
ولم يعرف من عائلة صلاح الدين غير أخيه جمال الدين ابراهيم بن أيبك بن عبدالله الصفدي (ت842هـ)، وهو أصغر منه، ولم يتنبه الكثيرون إلى جمال الدين، ولندرة المعلومات عن عائلة الصلاح أنقل أهم ما هناك من ترجمة جمال الدين هذا. قال الصلاح في ترجمته : «هذا المذكور أخي وشقيقي ولد تقريباً في سنة سبع مئة، وتوفي ـ رحمه الله ـ في رابع جمادى الآخرة سنة اثنتين واربعين وسبع مئة، ودفن بمقابر الصوفية ليلة الجمعة من الشهر المذكور.
مضت عليه برهة وهو مشغول باللعب غير ملتفت إلى العلم، واتقن في ذلك اللعب عدة صنائع، ثم اقبل اقبالاً كلياً على الطلب في سنة ثلاث وعشرين وسبع مئة، وحفظ «ألفية ابن مالك» و ثلث «التعجيز» ثم عدل إلى «الحاوي»، وقرأ على الشيخ علاء الدين علي، وابن الرسام بصفد، وعلى الشيخ شهاب الدين ابن المرحل بالقاهرة، وسمع بقراءتي على الشيخ أثير الدين أبي حيان، وعلى الشيخ فتح الدين ابن سيد الناس، وغيرهما بالشام ومصر، وكتب بخطه عدة مجلدات، واتقن وضع الارباع، وكان فيها ظريف الوضع والدهان، وقرأ الحساب، ورسائل الاسطرلاب، وكان ذهنه في الرياضي جيداً، قابلاً، طويل الروح على الادمان فيه، وعرف الفرائض، واتقن الشروط، وكان مقبولاً بالشام ومصر، يجلس مع العدول، وباشر الايتام بصفد، وثمَّر مالهم، واغتبط به القاضي شمس الدين الخضري الحاكم بصفد، مرض بدمشق مدة سبعين يوماً، وقاسى آلاماً منوعة، ثم تحزن بطاعون اربعة ايام، ودرج إلى رحمة الله تعالى ثم ساق الصفدي مراثي كثيرة مما قاله في أخيه جمال الدين .
وقد كون الصفدي اسرة وخلف ابناء، ولكن لم يشتهر أحد منهم، قال التاج السبكي :«كتب إلي مرة وقد ولد له ولد يدعوني إلى حضور عقيقته»:(1/3)
عَبْدُكَ هذا الجديدُ أضْحَى يقولُ فاسْمَعْ له طَرِيقَه
يا جَوْهَراً في الزَّمانِ فَرداً ما ضَرَّ أن تَحْضُر العَقِيقَه
فرد عليه السبكي :
... ... هنئت ذا الجوهر المفدى ... ... بالعرض الكنه والحقيقة
... ... لو لم تكن حازما مصيبا ... ... لم تفتد الناس بالعقيقة
وعُرف من أبناء الصفدي ابنان: هما محمد أبو عبدالله، ومحمد أبو بكر، وبنت اسمها فاطمة، فقد سمع المحمدان- كما نبه السيد الشرقاوي محقق «تصحيح التصحيف وتحرير التحريف» من والدهما «الوافي بالوفيات» وسمعت اختهما معهما من والدهما سنة 759هـ كتابه «تصحيح التصحيف».
واما عن تلقيه العلم فلم يبدأ الصفدي اشتغاله بالعلم والأدب وطلبهما إلاّ بعد أن تجاوز العشرين ، وكان قبل ذلك قد اتجه إلى صناعة الرسم ، فمهر فيها ، وذكر عن نفسه أنّ أباه لم يمكنه من الاشتغال حتى استوفى عشرين سنة ، وطلب بنفسه ، فأخذ عن شيوخه000 وقد رحل في طلب العلم إلى القاهرة ودمشق ، وكانت له همة عالية في التحصيل ، فأخذ عن عدد من شيوخ البلدين ، فأخذ عنهم الحديث ، وكانت له به عناية ، وأخذ عنهم المغازي والسير والتاريخ ويسيرا من الفقه ، والأصلين (1) ، بعد أن كان حفظ القرآن العزيز ، و برع وساد في الرسائل، والنظم، والنثر، وشارك في الفضائل، وكتب الخط المنسوب، وبرع في النحو، واللغة، والانشاء ، واهتم في صغره بفن الرسم فمهر فيه، ثم حبب إليه الادب فولع به، وكتب الخط الجيد 0
4 - شيوخه:
__________
(1) الأصلان : أصول الفقه وأصول الدين 0(1/4)
كان الصفدي- رحمه الله- حريصاً على التلقي والسماع من مشايخ عصره، وتحصيل اجازاتهم لرواية مؤلفاتهم في شتى الفنون، فاجتمع له بذلك التلقي عن عدد كبير من العلماء الكبار، في كل أرض وطأها، وقد حفظ لنا عدداً لا بأس به من مراسلاته لمشايخه،واجازاتهم له في بعض كتبه مثل: «الوافي بالوفيات» ، و«أعيان العصر وأعوان النصر»، و«ألحان السواجع بين البادي والمراجع». وتحمل اجازات شيوخ الصفدي له، واجازاته هو لتلاميذه، معلومات وافرة عن علاقاته بأبناء زمانه، ومن اولئك الشيوخ:
1- نجم الدين الحسن بن محمد الصفدي (ت723هـ)، أول من قرأ عليه من شيوخه، وقد أخذ عنه النحو ومبادئ العلوم (العقلية خاصة).
2- شهاب الدين أبي الثناء محمود بن سلمان بن فهد الحلبي (1) (ت725هـ) صاحب ديوان الانشاء بدمشق، قرأ عليه الادب ولازمه.
3- يونس بن ابراهيم (الدبابيسي) (2) الدبوسي (ت729هـ)، سمع منه الحديث بمصر.
4- ناصرالدين شافع بن علي (ت730هـ)، اجتمع به الصفدي، وحصل اجازته.
5- بدر الدين محمد بن ابراهيم ابن جماعة (3) (ت733هـ)، أخذ عنه الفقه على المذهب الشافعي.
__________
(1) انظر ترجمته في الدليل الشافي 2: 724 ـ الترجمة 2474 والدرر الكامنة 5: 92 برقم 4747 وفوات الوفيات 4: 82 برقم 508 وشذرات الذهب 6:96 والنجوم الزاهرة 9: 264.
(2) الدليل الشافي 2: 809 ـ الترجمة 2724 والدرر الكامنة 5 : 259.
(3) الدليل الشافي 2: 578 ـ الترجمة: 1987 والدرر الكامنة 2: 367 برقم 3266 والوافي بالوفيات 3: 297 برقم 430.(1/5)
6- فتح الدين محمد بن محمد بن محمد ابن سيد الناس (1) (ت734هـ)، أخذ عنه المغازي والسير.
7- أبو الحسن علي بن محمد بن ممدود البندنيجي (2) (ت736هـ).
8- ركن الدين محمد بن محمد ابن القوبع (ت738هـ)، ذكر الصفدي كثرة اجتماعه به، واخذه عنه.
9- أبو الحجاج يوسف بن عبدالرحمن المزي (3) (ت742هـ)، سمع منه الحديث بدمشق.
10- أبو حيان اثير الدين محمد بن يوسف الغرناطي (4) (ت745)، أخذ عنه النحو واللغة.
11- شمس الدين أبي عبدالله محمد بن أحمد الذهبي (5) (ت748هـ)، أخذ عنه علم الحديث والتاريخ والتراجم.
12- شمس الدين محمد بن ابراهيم بن ساعد السنجاري، المعروف بابن الاكفاني (ت749هـ)، أخذ عنه طرفاً من العلوم الرياضية مثل: الهندسة، والحساب، والهيئة، وغير ذلك.
__________
(1) الدليل الشافي 2: 699 ـ الترجمة 2388 والوافي بالوفيات 289 وهي ترجمة طويلة هامة تحدث فيها الصفدي عن معاشرته الطويلة لابن سيد الناس وهي برقم 198 وانظر الدرر الكامنة 4: 330 برقم 4437 وشذرات الذهب 6: 180 والبداية والنهاية 14: 169 وفوات الوفيات 3: 287 برقم 427 والنجوم الزاهرة 9: 303.
(2) الدليل الشافي 1: 473 ـ الترجمة 1642 ـ والدرر الكامنة 3: 194 برقم 2892 وشذرات الذهب 6: 114.
(3) الدليل الشافي 2: 803 ـ الترجمة 2703 والبداية والنهاية 14: 191 والدرر الكامنة 5: 233 برقم 5122 وفوات الوفيات 4: 353 برقم 591 وشذرات الذهب 6: 136.
(4) أبو حيان الأندلسي: الدليل الشافي 2: 715 ـ الترجمة 2445 والوافي الوفيات 5: 267 برقم 2345 وفوات الوفيات: 4: 71 برقم 506 والدرر الكامنة 5: 70 برقم 4693 وغاية النهاية 2: 285 برقم 3555 وبغية الوعاة 1: 280 برقم 516 وشذرات الذهب 6: 145.
(5) الحافظ الذهبي: الدليل الشافي 2: 591 ـ الترجمة 2029 والوافي بالوفيات 2: 163 برقم 523 وفوات الوفيات 3: 315 برقم 436.(1/6)
13- تقي الدين علي بن عبدالكافي السُّبْكي (1) (ت756هـ).
14- صلاح الدين خليل بن كَيْكَلْدي العلائي (ت761هـ)، اجتمع به الصفدي في دمشق والقاهرة والقدس، واخذ من فوائده، وحصل اجازته.
15- شمس الدين محمد بن علي الحسيني (ت765ه).
16- جمال الدين محمد بن محمد بن محمد ابن نُباتة الفارقي الجذامي المصري (2) (ت768هـ)، أخذ عنه الادب.
17- أبي الفداء اسماعيل بن عمر بن كثير (ت774هـ).
وغير هؤلاء الشيوخ، وقد سمع من الصفدي بعض اشياخه مثل: الذهبي، وابن كثير، والحُسيني .
5- تلاميذه:
لم يعرف للصفدي تلاميذ من المشهورين، ولكن تتردد بعض الاسماء المغمورة ممن قرأ عليه كتابا من كتبه، أو نسخه، أو حصل على الاجازة منه فيه، أو في كتبه مجتمعة، ومن هؤلاء:
1- ابراهيم ابن ناهض، المعروف بابن الضَّرَيَّر (ت761هـ)، قال الصفدي: «ولما وردت إلى حلب في سنة ست وخمسين وسبع مئة، كتب بخطه من تصانيفي : «توشيع التوشيح»، وكتاب «نصرة الثائر على المثل السائر»، وغير ذلك، وسمع كتابي «الروض الباسم» وغيره...
2- أمين الدين أبو عبدالله محمد بن حسن الأَنَفي المالكي (ت793هـ)، ذكره الصفدي- مع تقدم وفاته-، فقال : «نسخ جملة من تصانيفي، وقرأ عليَّ اشياء من شعري ومن مصنفاتي، وكان حسن الشكل، حلو العبارة».
3- أمين الدين محمد بن محمد الحنفي، المشهور بابن الأَدَمي (ت795هـ)، أخذ عن الصفدي علم الادب، وقرأ عليه كثيراً من تصانيفه.
4- بدر الدين خليل بن محمد بن سليمان بن علي الحلبي الشافعي الناسخ (ت798هـ)، أجاز له الصفدي في استدعاء كتبه إليه نظماً ونثراً، فأجابه بالاجازة.
__________
(1) تقي الدين السبكي: الدليل الشافي 1: 463 ـ الترجمة 1605 وطبقات الشافعية الكبرى 6: 146 وما بعدها.
(2) ابن نباتة: الدليل الشافي 2: 700 ـ الترجمة 2391 والوافي بالوفيات 1: 311 برقم 199 والدرر الكامنة 4: 339 برقم 4448 والنجوم الزاهرة 11: 95 وشذرات الذهب 6: 212.(1/7)
5- نور الدين أبو بكر أحمد بن علي بن محمد المنذري الحنفي، المعروف بابن المفصوص (أو المقصوص)، ذكره الصفدي في مقدمة الجزء الأول من كتابه «الوافي بالوفيات» (ص ج)، وفيها نص اجازة الصفدي لمن قرأ عليه الكتاب وهو منهم.
6- محمد بن عبدالرحيم بن علي المعروف بابن الفرات الفقيه الحنفي(ت807ه) .وغيرهم .
6- وظائفه وأعماله:
كانت موهبة الصفدي الادبية الثقافية، واجادته الخط المنسوب، الشهادة المؤهلة له في مباشرة وظائف ديوانية جليلة، فأول ما ولي كتابه الدرج بصفد، ثم بالقاهرة كاتبا في ديوان الإنشاء ، وقد استمر هناك مدة طويلة ، ودليل بقائه هذه المدة قول التاج السبكي : وكنت قد ساعدته آخر عمره فولي كتابة الدست بدمشق ، ثم ساعدته فولي كتابة السر بحلب ، ثم ساعدته فحضر إلى دمشق على وكالة بيت المال ، وكتابة الدست ، واستمر بها إلى أن مات (1) 0
وباشر كتابة السر بالرحبة وقتاً، والتوقيع بدمشق ، وتصدى للافادة بالجامع الأموي .
وهكذاقضى الصلاح الصفدي حياته في العمل الوظيفي ، وكان يمضي سحابة نهاره في العمل الديواني ، ثم يعود إلى مجلس العلم والمذاكرة ، وإلى كتبه يقرأ ويجمع ويصنف وينشئ وينظُم 00 وإنّ كتبه الكثيرة ، وموسوعته الهائلة في التراجم لتدل أعظم دلالة على ما مُتِّع به من صبر وجلد على متابعة الطلب ، وعلى الجمع والتصنيف والتحرير حتى آخر سني عمره ، ويشير تاريخ تصنيف كتابه ( غوامض الصحاح ) و ( نفوذ السهم ) إلى أنه صنفهما في سنة واحدة ، هي سنة 757 هـ ، أي قبل وفاته بسبع سنوات 000 وكان يسوِّد الكتاب ، ثم يعيد تبيضه بخطه ، ثم يسمعه أو يقرؤه للتصحيح 0
__________
(1) طبقات الشافعية الكبرى 6/94(1/8)
وصفه مترجموه بالخصال الحميدة وبالأمانة ، وكان محببا إلى الناس ، حسن المعاشرة ، جميل المودة ، قال عنه شيخه الحسيني : وكان إليه المنتهى في مكارم الأخلاق ، ومحاسن الشيم ، ويدل سياق سياق سيرته أنه كان متواضعا ، فقد جلس في سني نضجه واكتماله ليقرأ على تاج الدين السبكي كتاب ( جمع الجوامع ) في أصول الفقه ، ويكتبه بخطه ، كما جلس في حلقة تقي الدين السبكي ، وقرأ عليه كتاب ( شفاء الأسقام في زيارة خير الأنام ) (1) وهو كتاب عادي ، ولا ريب في أن قراءته مثل هذا الكتاب على إمام عصره يقع في مجال عنايته بالحديث النبوي الشريف الذي عني به بأخرة 0
7- وفاته:
عاش الصفدي نحوا من سبعين عاما ، يعمل ويصنف ، وينثر الفوائد ، وينظم الشعر ، وتصدّى في آخر حياته للإفادة بالجامع ، ثم انطفأت شعلة حياته- رحمه الله- بدمشق، في ليلة الاحد العاشر من شوال سنة 764هـ بمرض الطاعون،وهي السنة التي نزل بها الطاعون الديار المصرية والبلاد الشامية ، ومات فيها خلق كثير (2) ولا خلاف على زمن وفاته، وقد ثقل سمعه بآخر عمره، وصُلِّي عليه من الغد بجامعها، ودُفن بمقابر الصوفية، لا كما زعم الزاعمون من أنه دفن في مسقط رأسه صفد .
8- مؤلفاته (3) :
__________
(1) كتاب "شفاء السقام" من تصنيف تقي الدين السبكي وفيه يردّ على ابن تيمية، ويسمونه، شنّ الغارة على من أنكر السفر للزيارة. طبقات الشافعية 6: 214 وحسن المحاضرة 1: 322 والأعلام 4: 302 وقد طبع في حيدر أباد 1315 هـ وبمصر ومعه مقدمة للشيخ محمد بخيت مفتي الديار المصريّة كما في بولاق 1318هـ.
(2) الدرر الكامنة 6: 176.
(3) أنظر في مؤلفاته ما يلي :
1ـ الأشباه والنظائر في الألفاظ القرآنية، الثعالبي، تحقيق محمد المصري، دمشق 1404 هـ ـ 1984 م.
2 اصطلاحات الصوفية، عبد الرزاق القاشاني، تحقيق الدكتور محمد كمال إبراهيم جعفر، القاهرة 1981م.
3ـ الأعلام، خير الدين الزركلي، الطبعة الرابعة، دار العلم للملايين، بيروت 1979.
4 البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع، محمد بن علي الشوكاني، مطبعة السعادة بمصر 1348 هـ.
5 تاريخ الأدب العربي، كارل بروكلمان ـ بالألمانية.
6 التراث العربي "مجلة فصلية تصدر بدمشق عن اتحاد الكتاب العرب "والإشارة هنا إلى العدد (17) وفيه رسالة (الرفدة بمعنى وحده) للتقي السبكي بتحقيقنا، وقد قدمنا لها بمقدمة اشتملت على بيبلوغرافيا شاملة بمؤلفات التقي السبكي.
7 التعريفات، علي بن محمد الجرجاني "السيد الشريف"، المطبعة الحميدية بمصر 1321 هـ.
8 الدر المنتخب، ابن خطيب الناصرية، مخطوط ومحقق لدى الأستاذ المحقق يحيى زكريا عبارة.
9 الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ، ابن حجر العسقلاني ، تحقيق محمد سيد جاد الحق، طبعة ثانية، القاهرة 1385 هـ/ 1966 م.
10ـ دليل الشافي على المنهل الصافي، ابن تغري بردي، تحقيق فهيم محمد شلتوت، جامعة أم القرى 1983.
11ديوان الأدب، أبو إبراهيم إسحاق بن إبراهيم الفارابي، تحقيق الدكتور أحمد مختار عمر، مراجعة الدكتور إبراهيم أنيس، القاهرة 1394 ـ 1974 مجمع اللغة العربية بمصر.
12الرائد، جبران مسعود، دار العلم للملايين، بيروت 1978.
13شذرات الذهب في أخبار من ذهب، ابن العماد الحنبلي، دار الآفاق الجديدة، بيروت.
14 طبقات الشافعية الكبرى، تاج الدين السبكي، المطبعة الحسينية 1324 هـ.
15فهارس مخطوطات دار الكتب الظاهرية (الأدب)، وضعه رياض عبد الحميد مراد، وياسين محمد السواس، مجمع اللغة العربية بدمشق 1402 ـ 1982.
16فهارس مخطوطات دار الكتب الظاهرية (التاريخ)، خالد الريان، مجمع اللغة العربية بدمشق.
17فهارس مخطوطات دار الكتب الظاهرية (التصويف)، محمد رياض المالح ـ مجمع اللغة العربية بدمشق.
18فهارس مخطوطات دار الكتب الظاهرية (اللغة)، أسماء الحمصي، مجمع اللغة العربية بدمشق.
19كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، حاجي خليفة، استانبول 1951، طبعة مصورة عنها.
20مجلة معهد المخطوطات العربية، إصدار معهد المخطوطات بالكويت.
21المختار من المخطوطات العربية في الآستانة، نشرها وعلق عليها الدكتور صلاح الدين المنجد. وهي عبارة عن رسالة من أحمد تيمور إلى جرجي زيدان. دار الكتاب الجديد 1968.
22المرجع، عبد الله العلايلي، المجلد الأول، بيروت 1963.
23المعاجم اللغوية في ضوء دراسات علم اللغة الحديث، الدكتور محمد أبو الفرج، الطبعة الأولى، دار النهضة المصرية 1966.
24المعجم العربي "نشأته وتطوره"، الدكتور حسين نصار، دار مصر للطباعة، الطبعة الثانية 1968.
25المعجم العربي بين الماضي والحاضر، الدكتور عدنان الخطيب، معهد البحوث والدراسات العربية، القاهرة 1966 ـ 1967.
26معجم المؤلفين، عمر رضا كحالة، المكتبة العربية بدمشق 1376 هـ ـ 1957م.
27معجم المخطوطات المطبوعة، الدكتور صلاح الدين المنجد (خمسة أجزاء) دار الكتاب الجديد ـ بيروت 1398 هـ 1978 م.
28معجم المطبوعات العربية والمعرّبة، يوسف إليان سركيس، مطبعة سركيس بمصر 1346 هـ ـ 1928 م.
29مقدمة الصحاح، وضعها أحمد عبد الغفور عطار، دار الكتاب العربي بمصر 1956.
30النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، ابن تغري بردي، وزارة الثقافة بمصر، طبعة مصورة.
31نصرة الثائر على المثل السائر، صلاح الدين الصفدي، تحقيق الدكتور محمد علي سلطاني، مجمع اللغة العربية بدمشق 1972.
32النقد الأدبي في القرن الثامن الهجري بين الصفدي ومعاصريه، الدكتور محمد علي سلطاني، دار الحكمة، دمشق 1394 هـ ـ 1974 م.
33 نوادر المخطوطات، العربية في مكتبات تركيا، جمعها الدكتور رمضان ششن، صدرت في ثلاثة أجزاء عن دار الكتاب
الجديد، بيروت 1400 هـ ـ 1980 م.
34هدية العارفين، إسماعيل باشا البغدادي، استنانبول 1351، طبعة مصورة.
35الوافي بالوفيات، الصلاح الصفدي، "الجزء الأول باعتناء هلموت ريتر"، دار النشر بفسبادن 1381 هـ ـ 1961 م.(1/9)
كان الصفدي كاتبا شاعرا ناقدا طلعةً ، لم يترك الطلب ، فلا عجب أن اتسمت ثقافته بالاتساع والإحاطة ، وتدل مؤلفاته الكثيرة على نشاط جم ، وعلم غزير ، وصبر عجيب ، وتدل كتبه على سعة مداركه ، واتساع آفاقه ، وكان محبا للطرافة ، والنكتة والنادرة ، وروى في كتبه كثيرا منها 0
كان أيضا ناقدا ذواقة ، وقد شارك في التصنيف النقدي التطبيقي ، ويعد كتابه ( نصرة الثائر على المثل السائر ) أوضح دليل على نضجه ، وعمق ثقافته ، كما امتاز بحس تاريخي عميق ، وتدل مقدمته المسهبة لكتابه ( الوافي بالوفيات ) على أنه لم يكن مجرد مؤرخ ، يسرد التراجم ، بل كان يدرك لماذا يؤرخ ولمن ، والغرض من التأريخ ، وما الفائدة منه 00 فضلا عن إحاطة شاملة بمصادر بحثه ، وقدرةٍ على تنسيقه وترتيبه 0
وفيما يلي ذكر لمؤلفاته ما هو مطبوع منها وما هو مخطوط مرتبة على حروف الهجاء:
1 ـ اختراع الخُراع:
جمع الصفدي في هذا الكتاب بين النقد والهزل في أسلوب سخر فيه من مُدّعي العلم بالعربية لغة ونحوا وبديعا وعروضا وقافية ، ومزج ذلك بالسخرية من المؤرخين والفلاسفة والأطباء ورجال السياسة وغيرهم ، وعلى العموم فالكتاب مقامة أدبية تقوم على المغالطة بهدف الاستهزاء بجهل أهل عصره.
نشر في اتحاد الكتاب بدمشق سنة 2000 بتحقيق د. فاروق اسليم. وفي عمّان بدار عمّار تح محمد عايش.
2ـ الأرب من غيث الأدب:
هو نفسه المعروف بـ: الغيث المسجم في شرح لامية العجم.
3ـ أعيان العصر وأعوان النصر:
خصصه لتراجم معاصريه. وقد طبع بدار الفكر بدمشق بالمشاركة مع مركز جمعة الماجد. حققته مجموعة من المحققين وقدم له الدكتور مازن عبد القادر المبارك سنة 1998.
4 ـ ألحان السواجع بين البادئ والمراجع:
وهو كتاب جمع فيه المكاتبات والأشعار التي دارت ينه وبين أدباء عصره طبع بدار البشائر بدمشق سنة 2004 في مجلدين بتحقيق إبراهيم صالح.
5 ـ الإنشاء "كتاب الإنشاء":(1/10)
ويتضمن منشآت الصفدي وقد جمعه أحد تلاميذه، ذكره الدكتور رمضان ششن وذكر أن المخطوط في جامعة استانبول ـ القسم العربي برقم 3727 ويقع في 115 ورقة وتاريخ نسخه سنة 843 هـ.
6 ـ أوراق تراجم من كتاب التذكرة وغيره:
وهي بخط المؤلف (13 ورقة) الظاهرية بدمشق 9835 (فهرس مخطوطات التاريخ 80).
7ـ تحفة ذوي الألباب فيمن حكم دمشق من الخلفاء والملوك والنواب:
نشر بوزارة الثقافة بدمشق سنة 1991 في جزأين في 764 صفحة بتحقيق إحسان بنت سعيد خلوصي وزهير حميدان الصمصام.
8 ـ التذكرة الصلاحية:
قال الدكتور محمد علي سلطاني: "وهو مطول في الأدب والشعر، يقع في ثلاثين مجلداً مرتب حسب الموضوعات، ومقسّم إلى أبواب في أنواع الفضائل والرذائل، وفيه كثير من الفوائد التاريخية والاجتماعية، وكثير أيضاً من تراجم الشعراء والأدباء. ذكر بروكلمان أن بعض أجزائها في جوتا 2140 والمتحف البريطاني 765، وغير ذلك".
وذكر الدكتور رمضان ششن أن جزءاً يقع في 124 ورقة من التذكرة في مكتبة حكيم أوغلي برقم 671 وكتبت في القرن التاسع / نوادر المخطوطات 2: 163 / وسماه صاحب هدية العارفين أب: 351 تذكرة الأدب. قال الزركلي في الأعلام 2: 315: جاء في تعليقات عبد العزيز الميمني أن منه أحد عشر جزءاً في مكتبة البساطي بالمدينة (رقم 165 ـ 175 أدب).
9 ـ تشنيف السمع بانسكاب الدمع:
طبع في مصر بمطبعة الموسوعات 1321 هـ في 128 صفحة. معجم المطبوعات وذكره ابن خطيب الناصرية في الدر المنتخب باسم: لذة السمع في وصف الدمع، نشر في دمشق بتحقيق محمد عايش ـ الأوائل 2004.
10ـ تصحيح التصحيف وتحرير التحريف:
نشر في مكتبة الخانجي بالقاهرة 1407 / 1987 بتحقيق السيد الشرقاوي ومراجعة د. رمضان عبد التواب.
11ـ تمام المتون في شرح رسالة ابن زيدون:(1/11)
طبع في مطبعة الولاية بدمشق 1327 هـ في 321 صفحة والكتاب مذيّل برسالة القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر، كتبها إلى ناصر الدين بن مشاور الكناني المعروف بابن النقيب على نسق الرسائل الزيدونية. معجم المطبوعات 2: 1212 . ونشره محمد أبو الفضل إبراهيم في دار الفكر العربي بالقاهرة 1969 في خمسمائة صفحة.
ـ التنبيه على التشبيه = الكشف والتنبيه.
12ـ توشيح الترشيح:
نشره البير حبيب مطلق باسم توشيح التوشيح في 227 صفحة.
13 ـ جر الذيل في وصف الخيل:
ذكره صاحب الدر المنتخب الترجمة 514 ـ والبدر الطالع 1: 243 ـ والدرر الكامنة 2: 176 ونصرة الثائر: 14. وللسيوطي كتاب مطبوع بالعنوان نفسه.
14ـ جلوة المذاكرة في خلوة المحاضرة:
قال الدكتور محمد علي سلطاني: وهو مخطوط في الخزانة التيمورية، وصفه محمد كرد علي في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق 16: 38.
15ـ جنان الجناس:
طبع في الجوائب بالآستانة 1299 هـ ومعه كتاب مناهج التوسل في مباهج الترسل للشيخ عبد الرحمن بن محمد الحنفي البسطامي.
قال د. سلطاني: ومنه نسخة موجزة بعنوان ( نزهة الخلاص في علم الجناس) مخطوط في برلين 7333 . بروكلمان ـ الملحق 2: 29 ونشر بدار الكتب العلمية في 176 صفحة بتحقيق سميرحسين الحلبي ـ بيروت 1987.
ومنه نسخة في تركيا: بالي كسير باغشار (كتبت في حياة المؤلف في 92 ورقة) وفي جامعة استانبول، القسم العربي برقم 1092 كتبت في القرن التاسع في 36 ورقة.
انظر نوادر المخطوطات 2: 164.
16ـ الحسن الصريح في مئة مليح:
طبع بتحقيق د. أحمد فوزي الهيب في دار سعد الدين بدمشق 2003 م.
17ـ حرم المرح في تهذيب ملح الملح: "بزيادات من عنده"
ذكر في الدر المنتخب. الترجمة 514.
18ـ حقيقة المجاز إلى الحجاز:
ذكر في الدر المنتخب. الترجمة 514.
19ـ حلي النواهد على ما في الصحاح من الشواهد:
ذكر في الدر المنتخب. الترجمة 514 ـ وهدية العارفين 1: 351.
20ـ خلع العذار في وصف العذار:(1/12)
ذكر في هدية العارفين 1: 351.
ـ دمعة الباكي ولوعة الشاكي: سيرد في حرف اللام: لوعة الشاكي.
21ـ ديوان الفصحاء وترجمان البلغاء:
وهو منتخبات من الشعر والنثر، ألفه للسلطان الأشرف الأيوبي، وذكر بروكلمان2: 32 أنه بخط المؤلف في فيينا برقم 389.
ـ ذكر من ولي إمرة دمشق في الإسلام: سبق في "تحفة أولي الألباب".
نشره الدكتور صلاح الدين المنجد مع تحفة أولي الألباب بالمجمع العلمي العربي بدمشق سنة 1955.
22ـ رشف الرحيق في وصف الحريق: "رسالة"
وهي رسالة نشرها محققة الدكتور سمير الدروبي في مجلة البلقاء ـ المجلد 3 ـ العدد الأول / نيسان 1995 ـ جامعة عمان الأهلية.
كما حققها الأستاذ إبراهيم صالح ضمن تحقيقه للجزء الثاني عشر من مسالك الأبصار لابن فضل الله العمري [ص 485 ـ 494].
23ـ رصف الزلال في وصف الهلال:
قال د. محمد علي سلطاني: "وهو مطبوع، ورد عند بروكلمان باسم كشف الزلال، وعند زيدان في تاريخ آداب اللغة العربية "رشف الزلال" وذكر بروكلمان 2 : 33 أن منه قصيدة الحصكفي في معاني كلمة الهلال. برلين 7064 ـ نصرة الثائر: 15.
24ـ رموز الشجرة النعمانية:
هدية العارفين 1: 351. وذكر في فهارس التصوف لمخطوطات الظاهرية 2: 66 باسم شرح الشجرة النعمانية في أخبار الدولة العثمانية وله عدة مخطوطات.
25ـ الروض الباسم والعرف الناسم:
هكذا ورد في الدر المنتخب. وجاء في نصرة الثائر: ولثغر الباسم. وسماه الزركلي في الأعلام 2/316: الروض الناسم "وذكر بروكلمان أن منه نسخة في الأسكوريال برقم 1848.
26ـ زهر الخمائل وذكر الأوائل:
الدر المنتخب ـ الترجمة 514.
ـ شرح الشجرة النعمانية = رموز الشجرة النعمانية.
27ـ شرح الجهورية (رسالة ابن زيدون):
ذكرها د. رمضان ششن في نوادر المخطوطات 2 : 164 وذكر أن منها نسخة في تركيا (فيض الله9/2158 كتبت سنة 1044 هـ من 307 أ ـ 383 ب ـ قلت: ربما كانت هي نفسها "تمام المتون".
28ـ الشعور بالعور:(1/13)
طبع بتحقيق الدكتور عبد الرزاق حسين في عمان 1988.
29ـ صرف العين عن حرف العين في وصف العين:
قال بروكلمان 2: 33: إن بعض أوراقه بخط الصفدي في برلين 3806.
30ـ صورة رحلة.
الدر المنتخب: الترجمة 514.
31ـ طراز الألباب، وذكره الأستاذ إبراهيم صالح باسم طراز الألغاز
الدر المنتخب: الترجمة: 514. ألحان السواجع 1: 13.
32ـ طرد السبع عن سرد السبع:
قال صاحب الدر المنتخب: إنه في أربعة مجلدات. وقال د. ششن: إنه في لكى جامع برقم 984 ( نسخة كتبت عام 838 هـ في 176 ورقة).
33ـ عبرة اللبيب بعثرة الكئيب:
عن الدرر المنتخب: الترجمة 514 وعند بروكلمان: عبرة اللبيب بمصرع الكئيب الملحق 2: 29 وفي مقدمة تحقيق ألحان السواجع: عبرة اللبيب بعبر الكئيب؟ ! 1/ 13.
34ـ العرف الندي في شرح قصيدة ابن الوردي:
الظاهرية: 5819.
35ـ غرة الصبح في اللعب بالرمح:
الدر المنتخب.
36ـ غوامض الصحاح:
اعتنى الصلاح الصفدي بمعجم الصحاح عناية فائقة ، فأفرد له أربعة مصنفات هي :
ـ حلي النواهد على ما في الصحاح من الشواهد
ـ غوامض الصحاح
ـ نجد الفلاح في مختصر الصحاح
ـ نفوذ السهم فيما وقع فيه الجوهري من الوهم 0
وكلمة الغموض هنا لا تتجه إلى ما يسمى بغريب اللغة أو حُوشيها ، وإنما تتجه إلى غموض الاشتقاق ، وصعوبة ردّ الكلمة إلى أصلها ، وليس في الكتاب جديد من حيث المادة وإنما الجديد فيه ترتيبه ، فقد رتب الصفدي الأبنية بعد استخراجها بحسب أوائل الحروف ، مع مراعاة الثواني والثوالث وما يليها ، من غير إعادة الكلمة إلى أصلها الثلاثي ، فكلمة الأترجّة تذكر في باب الهمزة ، مع أن أصلها المعجمي ( ترج ) 0(1/14)
وكتاب غوامض الصحاح ذكره صاحب الدر المنتخب ضمن مؤلفات الصفدي ، كما ذكره الزركلي في الأعلام 2/316 وقال : بخطه ، رأيته في الأسكوريال (193) وهي النسخة التي اعتمدها عبد الإله نبهان في تحقيق الكتاب ، ويعود تاريخ نسخه إلى جمادى الأولى عام 757 هـ ، وقد نسخ على يد مؤلفه في دمشق ، وجاء في آخره: وكتب مؤلفه الفقيرإلى الله تعالى خليل بن أيبك بن عبد الله الصفدي بدمشق المحروسة في جمادى الأولى سنة سبع وخمسين وسبعمئة الحمد لله حق حمده وصلاته على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلامه ، حسبنا الله ونعم الوكيل ، كما ذكره بروكلمان ، والدكتور ششن ، ولعله من المفيد أن نذكر أن هناك مسودّة لهذا الكتاب بخط المؤلف ، وهي في جوروم برقم (1905 ) وآخره : تمت المسودة على يد مؤلفها الفقير خليل بن أيبك الصفدي في 73 ورقة ، في أولها قيد سماعات على المؤلف سنة 757 هـ ، 758 هـ 0 نوادر المخطوطات 2/164
37ـ الغيث المسجم في شرح لامية العجم:
وهو شرح فيه الكثير من الاستطراد والفوائد المبثوثة، وقد طبع عدة طبعات، ذكر سركيس منها طبعتين: الأولى في الاسكندرية عام 1290 هـ وبهامشها رسائل أبي العلاء المعري وفي المطبعة الأزهرية بالقاهرة عام 1305 هـ وبهامشها: سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون. كما طبع في دار الكتب العلمية ببيروت عام 1395 هـ ـ 1975 م في مجلدين.
ذكر صاحب الدر المنتخب باسم شرح لأمية العجم وكذلك صاحب الدرر الكامنة 2: 176 وفي المخطوطات الأحقاف: غيث الأدب الذي انسجم في شرح لأمية العجم. مجلة معهد المخطوطات. مج 27 ج2 ص 724.
38ـ فض الختام عن التورية والاستخدام:
طبع بتحقيق د. المحمدي عبد العزيز الحناوي بدار الطباعة المحمدية بالقاهرة عام 1399 هـ ـ 1979م.
39ـ الفضل المنيف في المولد الشريف:
الدر المنتخب.
40ـ قانون الترسل:
الدر المنتخب.
41ـ قصيدة:
برلين8760 عن بروكلمان 2: 33.
42ـ قصيدة تائية:
لايبزج 475 ـ عن بروكلمان ـ الملحق 2: 29.(1/15)
43ـ قصيدة لامية:
برلين 7972 عن بروكلمان ـ الملحق 2: 29.
44ـ قهر الوجوه العابسة بذكر نسب الجراكسة:
قال سركيس : رسالة تلخصت من كتاب شهاب الدين الصفدي بطلب الأمير رضوان بك الأمير. بولاق 1278 هـ وبمطبعة محمد مصطفى 1316 هـ في 22 صفحة. قلت: ولا أستطيع الجزم بصحة نسبة هذا الكتاب إلى الصلاح الصفدي، فلم أر أحداً من مترجميه ذكره. ثم إن ما قاله سركيس عن كتاب شهاب الدين الصفدي يخيل إليّ أنه أحدث لبساً بين الصلاح وبين الشهاب...
45ـ كشف الحال في وصف الخال:
طبع بعناية سهام صّلان بدار سعد الدين بدمشق 1999.
46ـ كشف السرّ المبهم في لزوم ما لا يلزم.
فهرس الأدب بالظاهرية 2ب: 41 ذكر برقم 7150.
وقد نوقش على أنه رسالة ماجستير بجامعة دمشق معتمداً نسخة الظاهرية.
47ـ الكشف والتنبيه على الوصف والتشبيه:
وهذا الكتاب يستدرك فيه الصفدي على دواوين أربعين شاعرا ويعد أوسع كتاب في كتب التشبيهات عرف حتى اليوم ، وقد امتاز عن غيره بميزتين :
أ ـ أنه قدّم دراسة مبسوطة لمبحث التشبيه ، لم نجد لها نظيرا في كتب الأقدمين 0
ب ـ أنه قدّم لنا مجموعة ضخمة من أشعار التشبيه ، فيها الكثير مما لا وجود له في المصادر التي بين أيدينا ، وفيه استدراكات على دواوين أربعين شاعرا من الدواوين المحققة المطبوعة ، فهو يشكل إضافة قيمة في بابه 0
وقد خلص المؤلف إلى أن امرأ القيس هو أكثر الشعراء العرب تشبيها ، وأقدرهم على التنوع فيه ، والإتيان بفنون التشبيه 0
وقد طبع هذا الكتاب في سلسلة إصدارات دار الحكمة في بريطانيا بتحقيق الأستاذ هلال ناجي والأستاذ وليد بن أحمد الحسين أبي عبد الله الزبيري سنة 1999 في 530 صفحة.
48ـ لذّة السمع في وصف الدمع:
ذكر الأستاذ إبراهيم صالح أنه مطبوع في مطبعة الموسوعات بالقاهرة.(1/16)
منه نسخة في الظاهرية في 35 ورقة برقم 69060 . انظر فهارس الأدب في الظاهرية 2: 104 وفي خزانة إسماعيل صائب في تركيا برقم 1385. كتبه محمد بن يحيى اليماني في حياة المؤلف في 112 ورقة. نوادر المخطوطات 2: 165 وسماه: لذة السمع في صفة الدمع.
49ـ لوعة الشاكي ودمعة الباكي:
طبع في مصر طبعة حجرية سنة 1274 هـ في 60 صفحة وفي مطبعة شرف 1302 هـ في 59 صفحة وسنة 1307 هـ في 52 صفحة وفي مطبعة الجوائب الآستانة 1291 هـ في 74 صفحة وطبعة ثانية 1301 هـ وطبعة في تونس 1281 هـ وفي مطبعة الفتوح الأدبية 1331هـ. وعلق سركيس بقوله: "ليس من المحقق أن هذا الكتاب هو من تصنيف صلاح الدين الصفدي، فإن صاحب كشف الظنون ينسبه إلى الشيخ زين الدين منصور بن عبد الرحمن الشافعي، ويقال إنه مقامة حسنة، وكان في خزانتي نسخة خطية كتب فيها أنه لعلاء الدين بن شريف المارديني، وفي نسخة كتبت سنة 1229 هـ في الخزانة التيمورية يذكر أنه من تأليف صفي الدين الحلّي، ومما يعوّل عليه أكثر من سواه النسخة الخطية التي ابتاعها مؤخراً أحمد تيمور باشا وهي قديمة جداً يرتقي عهدها إلى القرن الثامن للهجرة، فإنه لم يذكر فيها اسم المؤلف. ونضيف إلى ذلك أن مترجمي صلاح الدين الصفدي لم يذكروا له هذا الكتاب من ضمن مؤلفاته".
قلت: ومنه نسخة في تركيا: رشيد أفندي 841 في 40 ورقة، كتبت في القرن العاشر. نوادر المخطوطات 2: 165.. ومنه ثلاث نسخ في المكتبة الظاهرية بدمشق أرقامها 9635 ـ 5789 ـ 5798 فهرس الأدب 2: 115 ـ 116 وهي بالأرقام نفسها في مكتبة الأسد الوطنية حالياً. وفي مكتبة الأحقاف نسخة من 46 ورقة. مجلة معهد الخطوطات مج 27 ج2.
50ـ المثالث والمثاني "مقاطيع ونظم":
الدر المنتخب: الترجمة 514.
51 ـ المجاراة والمجازات:(1/17)
ذكر في الدر المنتخب أنه مجلدان، وذكره د. سلطاني باسم المنتقى من المجاراة والمجازاة. وورد في الدرر الكامنة 2: 176 باسم المجاراة والمجازاة في مجريات الشعراء. وذكر بروكلمان في الحق 2: 29 أنه في طوب قبو سراي 1617.
52ـ المحاورة الصلاحية في الأحاجي الاصطلاحية:
بروكلمان المحلق 2: 29 ـ الأسكوريال 432 ـ نصرة الثائر: 17.
53ـ مختار من شعر ابن دانيال:
طبع بتحقيق محمد نايف الدليمي بالموصل 1979م.
54ـ مختار شعر المتنبي:
ذكره الأستاذ إبراهيم صالح نقلاً عن الوافي 11/ 294 : انظر الرقم 53.
55ـ المختار من كشف الحال في وصف الخال:
يبدو أنّه مختصر من كتابه "كشف الحال في وصف الخال "ذكر الدكتور ششن أنه في قراجلبي زاده برقم 313/ 3 وكتب سنة 765 هـ 90أ إلى 114 ب.
56ـ المقترح في المصطلح:
الدر المنتخب: الترجمة 514.
57ـ منتخب شعر مجير الدين بن تميم:
طبع بتحقيق الأستاذ هلال ناجي ود. ناظم رشيد في عالم الكتب ببيروت 1999.
58ـ المنتقى من المجاراة والمجازاة:
سبق ذكره في "المجاراة والمجازاة".
59ـ منشآت الصفدي:
قال د. سلطاني: مجموعة مقالات ورسائل وتواقيع وتقارير رسمية.
وهي عند بروكلمان 2: 32 والملحق 2: 28 في القاهرة أول 4/ 334 وجوتا 36 وفي دار الكتب المصرية ـ تيمورية 411 باسم قانون الترسل....
60ـ نجد الفلاح في مختصر الصحاح:
هدية العارفين 1: 352.
61ـ نجم الدياجي في نظم الأحاجي:
الدر المنتخب. الترجمة 514.
62ـ نصرة الثائر على المثل السائر:
طبع في مجمع اللغة العربية بدمشق 1972 بتحقيق الدكتور محمد علي سلطاني.
63ـ نفائس الحماسة:
ذكره الأستاذ إبراهيم صالح نقلاً عن الوافي 11/ 293 عند ذكر حماسة أبي تمام: "وقد اخترت جيدّها فكان ألف بيت ومئة بيت وثلاثة وعشرين بيتاً، وسمّيتُ ذلك نفائس الحماسة، بعدما رتبتُ كل بابٍ منها على حروف المعجم".
64 ـ نفوذ السهم فيما وقع للجوهري من الوهم:(1/18)
ذكره د. ششن في نوادر المخطوطات 2: 166 : شهيد علي برقم 2701 كتبت في القرن الثاني عشر نقلاً من نسخة بخط المؤلف سنة 757 هـ في 95 ورقة. وذكر الدكتور المنجد في المختار من المخطوطات العربية في الآستانة: 17 : أنّ منه نسخة في الكتب فإنه العمومية برقم 6834 لغة. والنسخة في عشر كراسات (الرقم الخصوصي 44).
65 ـ نكت الهميان في نكت العميان:
طبع بتحقيق الأستاذ أحمد زكي بك بالمطبعة الجمالية بالقاهرة 1329 هـ ـ 1911 م. ثم أعيد نشره مصوراً في مكتبة المثنى ببغداد.
66ـ الهول المعجب في القول الموجب:
في بروكلمان . الملحق 2: 29 : في القاهرة (ثان) 2: 228 ودار الكتب المصرية، مصورات 1964) 435 بلاغة). عن نصرة الثائر: 17.
67ـ الوافي بالوفيات "وهو التاريخ الكبير":
وهذا الكتاب ذيله على وفيات الأعيان لابن خلكان (ت 681 هـ ) وهو موسوعة في التراجم يضم نحو خمسة عشر ألف ترجمة وقد طبع معظمه بإشراف جمعية المستشرقين الألمان بدئ به منذ عام 1959.
كتاب كشف الحال في وصف الخال :
التحقيق
بسم الله الرحمن الرحيم
عفوك اللهم (1)
الحمد لله على ما ألهم ، وتحقيق ما أشكل سببه وأبهم ، ودفع الأدب عدو الهمّ (2) إذا همَّ في الليل بركوب الأدهم ، نحمده على نعمه التي جعلت الأديب لبيبا ، وأوجدت الأريب (3) للطائف تِربا ، وللمحاسن ربيبا ، وخصت الشعراء بميل النفوس إليهم ، حتى كان البحتري لها وليدا ، وأبو تمام حبيبا (4) ، ونشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، شهادة حلاوتها حُشيَت (5) بكل قلب ، وطلاوتها أوجبت إباحة الحُسن (6) لكل نَدْب ، وتلاوتها تأخذ (7) على كل أذن إذناً داخل الضرب000
__________
(1) عفوك اللهم غير موجودة في ب
(2) في ب : ورفع الأدلة لله والهم
(3) في ب : الأدب
(4) في ب: نسيبا
(5) في ب : حُشيت حلاوتها
(6) في ب : أوجبت الحسن ، وحذف كلمة إباحة
(7) في ب : تأخذوا(1/19)
ونشهد (1) أنَّ محمدا عبده ورسوله (2) خير ذي عمّ وخال ، وأشرف مَن عمّ الناس بالهدى (3) ، فما أحد خلا (4) الأشقياء (5) منه خال ، وأفضل مَن بشرت به الأنبياء عليهم السلام (6) في الزمن الخال 0
صلى الله عليه وعلى آله الذين حازوا جُمَل المعارف ، وفازوا بما نالوه من سعادة جرّت على المجرة (7) أذيال المطارف (8) ، ومازوا الخبيث من الطيب بذوقٍ إلى الحق قائد ، وعن الباطل صارف (9) ، صلاةً مفاتح (10) خزائنها تنوء بالعصبة (11) ، وأزاهر بركاتها تُحلِّي باللآلئ (12) ترائب كل تربة ، ما زان المداد بخال نَقطِه وجنة جيم ، وسلب قلب الهائم بخدّ كعاب ، أو بمقلة ريم ، وسلّم تسليما كثيرا / إلى يوم الدين ، وبعد : ... ... ... 2
__________
(1) في ب : وأشهد
(2) في ب : عبده ورسوله أرسله
(3) في ب : عم بالناس الهدى
(4) في ب : فما أحد منه خلا
(5) في ب : إلاّ شيئا
(6) في ب : عليهم الصلاة والسلام
(7) في ب : بمالات أهل الهجرة
(8) في ب : الطائف
(9) في ب : صادف
(10) في ب : مفتاح
(11) في ب : بيوت الخطبة
(12) في ب : وأزاهر بركاتها تحلي بركاتها ، وبركاتها الثانية زيادة من المحققة، لأنها وضعها بين خاصرتين هكذا [ بركاتها ](1/20)
... فإني لمّا رأيت الشعراء قد سلكوا في وصف الخال طرقا تشعبت، وأتوا (1) فيه بتشابيه أخذت بمجامع القلوب وتلعَّبت (2) ، وأداروا فيه على النفوس كؤوسا لا ترضى بمدام الشفق في زجاج السماء أن تحكي فضل ما كعَّبت (3) ، آثرت أنْ أرقم وشائعه في برود هذه الأوراق ، وأجلب بضائعه السائمة في خمود خمولها إلى قائد قائم هذه الأسواق (4) ، وأَجرّ (5) جمائمه المغرِّدة على غصون الأقلام بفاضل الأطواق من كل مقطوع ألذ من نعمة موصول ، ومن كل موضوع ، يُحكَم بأنه على رأس القلم (6) موضوع ، وعلى خدّ الطرس محمول ، وكل مصنوع كأنه بالقلب معقود ؛ لأنه من سواد العين محلول ، وكل مطبوع أرهفه (7) حُسن النظم حتى بدا (8) وهو مصقول ، وكل مسموع أوثقه (9) القلب حفظا ؛ فتشهد (10) أن المنقول معقول ، ولم أثبت فيها إلاّ ما راع وراق (11) ، وشاع حُسنه وشاق ، وساق البواعث على نقله حتى قامت الحرب في تسطيره بين الأقلام على ساق ، ولم أودعها مع الجواهر وَدْعا ، ولم أجعل التركيك (12) في مُنسجمها (13) يُدعى بِدعا ، على أنني لا أدعي (14) الإحاطة بكل ما نُظم دُرُّه (15) ، وانسجم في حدائق النظم اليانعة درّه (16) ، فإن الشعراء يهيمون في كل واد ، ويديمون الطرب / لكل واد، ويقيمون الأدب (17) في كل ناد ، وتسوق فوارس غاراتهم غنيمة كل 3
__________
(1) في ب : وأخذوا
(2) في ب : وتلقّبت
(3) في ب : أحبت
(4) في ب : إلى قائد قائم في هذه الاسواق ، وزيادة في من عمل المحققة؛ لأنها وضعتهابين خاصرتين هكذا [ في ]
(5) في ب : وأجري
(6) في ب : العلم
(7) في ب : أرته
(8) في ب : بداء
(9) في ب : أوقفه
(10) في ب : فشهد
(11) في ب : ولم أثبت فيها إلاّ ما راق
(12) في ب : الوكيل
(13) في ب : منسجها
(14) في ب : لم أدع
(15) في ب : بما نظم دره
(16) وانسجم في حدائق النظم اليانعة دره ، غير موجودة في ب
(17) في ب : بالأدب(1/21)
فكر، أثبتها (1) مَغْنى (وتَشُقُّ موارد أمطارهم عين كل زهرة ، أنبتها معنى ) (2) بعد ما أذكرُ (3) فوائد أمرُها مُهِم مقدم ، وسردها ألذ من كأس مولئت من المدام المفدّم (4) ، يجد الفاضل نفعها نضّاً ، ووقعها غَضّا :
أندى على الأكباد من قطر الندى ... وألذّ في الأجفان من سِنَةِ الكرى (5)
فجاء ذلك كله في مقدمتين ونتيجة :
المقدمة الأولى: في الخال لغة ، وما له بذلك من التعلق 0
المقدمة الثانية : في حقيقته معنى (6) ، وسبب وجوده في الأبشار (7) ، وما يدل عليه في اختصاصه (8) في مكان (9) دون غيره ، على ما يزعمه (10) أرباب الفراسة 0
النتيجة : فيما جاء في ذلك (11) من رقيق النظم وبديعه ، وجميل القول وصنيعه (12) ، وبالله التوفيق ،(والهُدى منه) (13) إلى طريق التحقيق 0
المقدمة الأولى
في الخال لغة ، وما له بذلك من التعلّق في الفوائد0
الخال لغة : هو النُّكتة السوداء في الجسد ، ويجمع على خَيَلان ، ورجل أَخيل : كثير الخِيلان ، وكذلك مَخيل ، ومخيول ، مثل مكيل ومكيول ، ويقال أيضا : مخول مثل مقول ، وتصغير / الخال خُيَيِّل عند من قال مَخيْل ، ومخيول وخُوَيْلٌ عند من قال 4
__________
(1) في ب : أنبتها
(2) ما بين القوسين ساقط من ب
(3) في ب : بعد أن أذكر
(4) في ب : المقدم
(5) من البحر الكامل ، لابن عمار ، وهو أبو بكر محمد بن عمار بن الحسين بن عمار المهدي ، أندلسي من شلب ، وهو من الشعراء المجيدين ، وكان يعرف بذي الوزارتين ، هو وابن زيدون فرسا رهان ، ومهلكه على يد المعتمد بن عباد سنة 479 هـ 0 وفيات الأعيان ، المطرب من أشعار أهل المغرب ، المغرب في حلى المغرب ، الوافي بالوفيات 0
(6) في ب : في حقيقة المعنى
(7) في ب : في الإنسان
(8) في ب : باختصاصه
(9) في ب : في مكان
(10) في ب : على ما يزعم
(11) في ب : من ذلك
(12) في ب : وجميل الغزل ووضيعه
(13) ما بين القوسين ساقط من ب(1/22)
مَخُول ، والخال لفظ مشترك يطلق على معان منها : الخال أخو الأم ، والخالة أختها ، والخال (1) الخُيَلاء ، يقال : رجل ذو خال : أي ذو خُيلاء (2) ، ومنه قول الشاعر يذكر فحلا (3) :
? خالُ أبيه لبني بناتِهِ (4) *
يريد ما كان من الخيلاء في أبيه ، صار في بناته ، ومنه قول الآخر :
* والخالُ ثوبٌ من ثيابِ الجُهَّال (5) *
والخال : الجمل الضخم ، أنشد (6) ابن الأعرابي في نوادره :
غثاءٌ كثيرٌ لا عزيمة عندهم ... ... سوى أنَّ خِيلاناً عليها العمائمُ (7)
شبههم بالإبل في أبدانهم لا في عقولهم 0
قال (8) الشاعر :
* لقد عظم البعير بغير لب (9) *
وكل شيء ضخم فهو خال ، ولذلك يقال للسحابة : خال ، قال الشاعر :
باتَتْ تَشِيمُ نَدى هرون مِن حَضَنٍ ... خالٌ يضيءُ إذا ما مُزْنُهُ رََكَدَ (10)
والخال ضرب من البرود، وقيل هو (11) من ثياب اليمن، وإياه عنى الشماخ بقوله في زائيته :
__________
(1) في ب : الخال وليس والخال
(2) في ب : ذو خيل
(3) في ب : مخلاً
(4) لم أقف له على قائل 0
(5) ورد هذا الرجز في : الاشتقاق ، والتمام في تفسير أشعار هذيل ، واللآلي في شرح أمالي القالي من غير أن يعزى لقائل 0 وفي ب : من ثياب الجمال
(6) في ب : وأنشد
(7) ورد في : اللآلي في شرح أمالي القالي ، وفيه : عندكم ، وفي المعاني الكبير في أبيات المعاني0 وجاء في ب على النحو التالي :
... غثاء كبير لا عزيمة عندهم ... يسوءان خيالاناً عليها العمائم
(8) في ب : وقال
(9) للعباس ابن فرناس ، من الوافر ، وتمامه : فلم يستغن بالعظم البعير 0 الأمالي الشجرية ، والتذكرة السعدية في الأمثال العربية ، وفي التمثيل والمحاضرة ، وفي الحماسة البصرية 0
(10) لم أأقف له على قائل 0 وروايته في ب :
باتت تشيم بذي هرون من حضن خالاً000000000
(11) هو غير موجودة في ب(1/23)
وثَوبان من خالٍ وتسعونَ دِرْهَماً ... على ذاك مفروطٌ من الجلدِ ماعِزُ (1)
والخال : الرجل الحسن القيام على المال ، يقال (2) : هو خالُ مالٍ وخائل / مالٍ إذا كان 5
كذلك ، (والخال : اللواء الذي يُعقد للأمير في الجيش ) (3) ، والخال : ضرب من النبت ، والخال : الظّلع (4) والغمز في الدابة ، ومنه قول الشاعر (5) :
نادى الصريخ فَرَدُّوا الخيل قانيةً ... تشكو الكَلال وتشكو من حفاً خالا (6)
والخال اسم مكان ، قال الزمخشري في كتاب الجبال والأمكنة والمياه : الخال : جبل تِلقاء الدثينة ، قال الشاعر :
أهاجك (7) بالخال الحَمُول الدَّوافع ... فأنت لمهواها من الأرض نازعُ (8)
انتهى (9) 0
وقال ياقوت في كتاب المشترك وضعا والمختلف صقعا : ذات الخال : موضع (10) آخر في قول عمرو بن معدي كرب :
* وهم قتلوا بذات الخال قيساً (11) *
انتهى (12) 0
والخالة (13) : جمع خَائل من الخُيَلاء ، ومنه قول النمر بن تولب (14) [ البسيط ] :
__________
(1) ديوانه ، وفيه : وبردان ، وكذا في جمهرة أشعار العرب ، لكنه في الجمهرة عزي لأبي زيد القرشي 0 وعجزه في ب : مقروض الجلد ماعز ، وليس بصحيح
(2) في ب : يقال
(3) ما بين القوسين ساقط من ب
(4) في ب : الظلف
(5) في ب : كقول الشاعر حين يقول
(6) لم أقف له على قائل 0 وفي ب : وتشكو من خالا
(7) في ب : أهاجيك
(8) البيت بلا نسبة في الأمكنة والمياه والجبال 0
(9) انتهى غير موجودة في ب
(10) في ب : في موضع
(11) ديوانه ، وتمامه : وأشعث سلسلوا في غير عَقدِ
(12) انتهى غير موجودة في ب
(13) في ب : والخال
(14) النمر بن تولب بن زهير بن أقيش ، شاعر جاهلي ، أدرك الإسلام كبيرا فأسلم ، ويعدّ من الصحابة ، توفي في آخر خلافة أبي بكر رضي الله عنه ، وكان صادق الشعر ، جميل الألفاظ سهلها ، ما عرف له مدح إلاّ قصيدة واحدة في الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكان هجاؤه نادرا 0 الوافي بالوفيات ، الشعر والشعراء / ابن قتيبة(1/24)
بان الشباب وحبُّ الخالة الخَلَبَة وقد صَحَوت فما في القلبِ (1) من قَلَبَة (2)
يريد جمع خائل وخالب من الخلابة 0 وقد نظم بعضهم هذه الألفاظ (3) المشتركة في أبيات فقال (4) :
أتعرف أطلالاً شجونك بالخال (5) ... ... وعيش زمان كان في العُصُرِ الخال (6)
لياليَ ريعانُ الشَّبابِ مُسلَّطٌ ... ... ... عليَّ بعصيان الإمارة والخال (7)
وإذ أنا (8) خِدنٌ للغَويِّ أخي (9) الصِّبا ... ... وللغَزِلِ المزِّيح ذي (10) اللهو والخالِ (11)
__________
(1) في ب : بالقلب
(2) ديوانه ، وفيه : أودى الشباب وحب الخالة الخلبة ... وقد برئتُ فما بالصدر من قلبة
(3) في ب : المعاني
(4) فقال غير موجودة في ب ، وقد وردت هذه الأبيات في الصناعتين ، وفي الوافي بالوفيات نقلاً عن أبي العباس ثعلب، دون أن تعزى لقائل ، مع اختلاف في عدد الأبيات ، مع زيادة ونقص ، فقد أورد أبو هلال العسكري في الصناعتين أحد عشر بيتا ، وأورد الصفدي في الوافي بالوفيات اثني عشر بيتا نقلا عن أبي العباس ثعلب ، ثم قال : ( قال أبوالطيب : ولما ظننا أن من سمع هذه الأبيات ربما خال صاحبها قد زاد على الخليل ، وأنه لما تعرض لشيء تقصاه ، رأينا أن نبين أنه بخلاف هذه الصورة ، وأنه قد ترك أكثر مما أخذ وأغفل أكثر مما أورد ! وقد بقي عليه من هذه القافية ما نحن ناظموه أبياتا ، ومعتذرون من تقصيرنا فيه ، إذ المراد إيراد القوافي دون التعمد لنقد الشعر ) ثم أورد ستة عشر بيتا آخر 0
(5) موضع 0
(6) الماضي ، وفي الصناعتين وعيش ليال كان في الزمن الخالي 0
(7) الراية أو اللواء ، ، وفي الوافي بالوفيات : بقضبان الإمارة ، وهو تصحيف ، وقال أبو الهلال : يعني أنه يعصي أمر من يلي أمره وأمر من ينصحه ليصلح حاله ، وهو من قولهم : فلان خال مال ، إذا كان يقوم به ويصلحه 0
(8) في ب : إذا أنا
(9) في ب : أخو وهو خطأ
(10) في ب : المدلح ذو
(11) الخيلاء والكبر ، في الوافي بالوفيات : المذيح ، وهو تصحيف ، وفي الصناعتين : وللمرح الذيَّال واللهو والخال 0(1/25)
/و للخود (1) تصطادُ الرجالَ بفاحمٍ ... ... ... وخدٍّ أسيلٍ كالوذيلة والخال (2) 6
إذا رئمت ربعا رئمتُ رِباعها (3) ... ... كما رئم الميثاء (4) ذو الرّثية الخال (5)
ويقتادني منهم رخيمٌ دلالُهُ ... ... ... كما اقتاد مُهراً حين يألفه الخال (6)
زمانَ أُفدِّي من يَراحُ إلى الصِّبا ... ... ... بعمّيَ من فرطِ الصَّبابةِ والخال (7)
وقد علمت أني وإن مِلتُ للصِّبا ... ... ... إذا القوم كعُّوا لستُ بالرَّعشِ الخال (8)
ولا أرتدي إلاّ المروءةَ حُلَّةً ... ... ... إذا ظنَّ بعضُ القومِ بالعَصْب والخال (9)
وإن أنا (10) أبصرتُ المحُولَ (11) ببلدةٍ ... ... تنكبتها واستَمْتُ (12) خالاً على خال (13)
فحالف بخلقي (14) كلَّ حلفٍ مهذبٍ وإلاَّ تخالفني فخال (15) إذاً خال (16)
__________
(1) في ب : والخود
(2) الشامة ، وهذا البيت غير موجود في الصناعتين ، وفي الوافي بالوفيات : كالوذيلة ذي الخال
(3) في ب : رماغها
(4) في ب : الميثاد
(5) الغرب ، وفي الصناعتين : الذي لا أهل له ، وفيه : إذا سكنت ربعا رئمت رباعها ، وفي الوافي بالوفيات : ذو الزينة الخال وفي ب : والخال0
(6) الذي يلجه ، أي يلقي اللجام فيه ، وفي الصناعتين : الذي يقطع الخلاء ، وهو النبات الرطب ، وفيه : ويقتادني ظبي 0 وفي ب : حين يألفها لخال
(7) أخو الأم ، وفي الوافي بالوفيات جاء هذا البيت هكذا : زمان أفدي من يراح إلى الصبى ... إذا القوم كعوا لست بالرعش الخال
وهذا العجز هو عجز البيت الذي يلي هذا البيت ، ولم يرد هذا البيت في الصناعتين 0
(8) المتجوف الضعيف ، وفي الصناعتين : الذي لا أصحاب معه يعاونونه 0
(9) البرود ، وفي الوافي بالوفيات : خلة ، وهو تصحيف 0
(10) أنا غير موجودة في ب
(11) في ب : المحمول
(12) في ب : وابتسمت
(13) السحابة ، وفي الصناعتين : إلى خال 0
(14) في ب : محلفي
(15) في ب : محالا
(16) من المخالاة ، والمخالاة : قطع الحلف ، وفي الصناعتين : فحالف بخلقي كل حرّ وإلاّ فصارمه 000(1/26)
وإني حليفٌ للسَّماحةِ والنَّدى ... ... ... كما احتلفتْ عبسٌ (1) وذبيانُ بالخال (2)
وثالثنا بالحلف (3) كل مهند ... ... ... لما ريم من صُمِّ العظامِ به خال (4)
والشامة هي الخال ، وتجمع على شامٍ ، تقول : رجل مَشيمٌ ومشئوم ، كما قلت في مخيل ومخيول ، وما له شامة ، ولا زهراء (5) ، أي ناقة سوداء ، ولا بيضاء ، والأشيم : الرجل الذي به شامة ، والجمع شِيْمٌ ، مثل أبيض ، وبيض ، هذا (6) أصل وضع اللغة في الشامة ، أن تطلق (7) على النكتة السوداء ، ثم غلب الاستعمال لذلك حتى (8) أطلقت الشامة على النكتة من أي لون كان ، في أي لون كان أضعافَها (9) ، ألا ترى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا نزلت [ يا أيها الناس اتقوا ربكم إنّ زلزلة الساعة شيء عظيم ] (10) / إلى قوله 7
__________
(1) في ب : قيس
(2) موضع ، وفي الصناعتين : إذا احتلفت 0
(3) في ب : ويا ليتنا والحلف
(4) قاطع 0
(5) في ب : ولا نهراء
(6) في ب : وهذا
(7) في ب : ويطلق
(8) في ب : ثم
(9) في أي لون كان غير موجودة في ب ، وبدل أضعافها كتب : صباغها
(10) الحج 1(1/27)
[ ولكن عذاب الله شديد ] (1) ، قال عمران بن الحصين : أنزلت عليه هذه (2) الآية وهو في سفر ، فقال : أتدرون أي يوم ذلك ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : ذلك يوم يقول الله (3) لآدم : ابعَث بعثَ النار : قال (4) : يا رب وما بعث النار ؟ قال : تسعمئة وتسعة وتسعون إلى النار ، وواحد إلى الجنة ، فأنشأ المسلمون يبكون ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قاربوا ، وسددوا ؛ فإنه (5) لم تكن نبوة قط إلاّ كان بين يديها جاهلية (6) ؛ فتؤخذ (7) العِدة من الجاهلية ، فإن تمّت وإلاّ كمِّلت من المنافقين ، وما مثلُكُم ومثل الأمم إلاّ كمثل الرَّقمة في ذراع الدابة ، أو كالشامة (8) في جنب البعير ، ثم قال : إني لأرجو أن تكونوا رُبع (9) أهل الجنة ، فكبَّروا ، ثم قال : إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة ، فكبروا ، فقال : إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة ، فكبروا ، قال : ولا أدري أقال الثلثين أم لا ، رواه الترمذي ، فانظر إليه صلى الله عليه وسلم كيف أطلق الشامة ، وجعلها في جنب البعير ، والبعير قد يكون أزرق وأحمر ، وغير ذلك ، وما (10) غَرض إلاّ النكتة القليلة من أي لون كانت (11) في جنب البعير من أي لون كان (12) ، ألا تراهم يقولون : أرض الشام ، والشام جمع (13) شامة ، وعدَّه ابن الأثير وغيره (14) خمسةَ أجناد : الأول من الفرات جند قنسرين ، ثم (15) جند حمص ، ثم جند دمشق ، ثم جند الأردن ، ثم جند فلسطين 0
__________
(1) الحج 2
(2) هذه غير موجودة في ب
(3) في ب : الله تعالى
(4) في ب : فقال
(5) في ب : فإنها
(6) في ب : إلاّ وبين يدها جاهلية
(7) في ب : قال : فتؤخذ
(8) في ب : أو الشامة
(9) إني لأرجو أن تكونوا لبع أهل الجنة فكبروا غير موجودة في ب
(10) في ب : وما له غرض
(11) في ب : كانت في
(12) من أي لون كان غير موجودة في ب
(13) جمع غير موجودة في ب
(14) بدل ابن الأثير وغيره كتب : ابن الأسيوطي
(15) في ب : و(1/28)
/ قيل : وكل (1) جند من هذه عَرْضُهَ من ناحية الفرات إلى ناحية فلسطين ، وطوله من 8
الشرق إلى البحر ، وقد ذهب بعضهم في تسميته (2) إلى أنه سُمِّي (3) شاما بشامات له (4) ، يعني اختلاف أراضيه في ألوان ترابها ، وقد علمت أنّ بعضَ تُرَبه أبيض ، وبعضها أسود ، وبعضها أحمر ، وبعضها أصفر ، وبعضها أكدر (5) ، ويختلف كل لون منها في ذاته (6) بالأشدّية والأضعفية اختلافا كثيرا ، فصح أنّ اطلاق الشامة هاهنا لكونه نكتةً (7) في الأرض ، إذ (8) الشام بمجموعه لو كان لونا واحدا لكان كالنكتة الخفيّة في أديم الأرض ، ثم إنهم تجاوزوا في استعمال الشامة إلى أن أطلقوها على غير اللون ؛ فأطلقوها على كل شيء قليل في نوعه (9) ، فقالوا : فلانٌ في قومه شامة ، إمّا لمزيته عنهم (10) بالكرم ، أو (11) بالحِلم ، أو بالشجاعة ، أو بغير (12) ذلك من الصفات الحميدة ، وما أحسن قول ابن الساعاتي (13) :
[م0 الكامل ]
لولا صدودُكِ يا أُمامَهْ ... ما كنتُ أندُبُ عَهدَ رامَهْ
ولما (14) وقفتُ على القدو دِ الهيفِ أسجَعُ كالحَمامَهْ
أبكي ليالِي غِبْطَةٍ ... كانتْ لخدِّ الشَامِ شَامَهْ
__________
(1) في ب : كل
(2) في ب : في تسمية
(3) بدل إلى أن سمي : كتب في ب : أي الشام
(4) في ب : وشامات له
(5) في ب : كالدر
(6) في ب : إلى ذاته
(7) في ب : كونه نكتة
(8) في ب : إذا
(9) في ب : وقوعه
(10) في ب : لمزية بالكرم
(11) في ب : و
(12) في ب : بالشجاعة وغير ذلك
(13) هو علي بن محمد بن رستم بن هردوز ، أبو الحسن بهاء الدين بن الساعاتي (553هـ ـ 604هـ ) شاعر مشهور ، خرساني الأصل ، ولد ونشأ في دمشق ، وكان أبوه يعمل الساعات بها ، برع في الشعر ، ومدح الملوك ، وسكن مصر ، وتوفي بالقاهرة 0 الوافي بالوفيات ، النجوم الزاهرة ، فوات الوفيات ، مرآة الجنان وعبرة اليقظان ، معجم الأدباء ، وفيات الأعيان
(14) في ب : لما(1/29)
فأطلق الشامة على لياليه التي قطعها بالشام ، لأنه استلذّ زمانها ، واستطاب أوقاتها من بين الليالي ، وكذلك (1) بدون إطلاق / الخال على كل نكتة من أي لون كانت ، 9
قال الصابئ (2) في خادمه رُشدٍ (3) ، وكان أسود :
قد قال رُشْدٌ وهو أسود للذي ... ببياضه يعلو علوَّ الحائن
ما فخرُ خدِّك بالبياض وهل ترى ... أنْ قد أفدتَ به (4) مزيدَ محاسن
ولو أنَّ مني فيه خالاً زانه ... ولو أن منه فيَّ خالاً شانني
فأطلق الخال على النكتة من البياض ، وقال جمال الدين ابراهيم الحنفي المعروف بابن إمام الحرمين (5) :
وعاكس الليل وبدر (6) الدجى ... ... بخدِّه (7) والخال أهواه
فالبدر خال في مُحيّا الدجى ... ... والليل خال في محياه
فجعل البدر خالا ، وهو نكتة بين البياض والصفرة (8) في سواد الليل ، وعكس هذا الشريف دفتر خوان (9) ، فقال [ من السريع ] :
__________
(1) في ب : ولذلك
(2) هو ابراهيم بن هلال بن زهران ، أبو إسحاق الحراني ، ولد سنة 313هـ ، اشتهر بإنشاء الرسائل ، خدم الخلفاء والأمراء من بني بويه ، والوزراء ، وتقلد أعمالا جليلة ، ومدحه الشعراء ـ وتوفي سنة 384 هـ عن إحدى وسبعين سنة 0 معجم الأدباء ، معاهد التنصيص ، يتيمة الدهر 0
(3) في ب : رشيد
(4) في ب : إن زدت فيه
(5) في ب : وقال أحمد بن إبراهيم الحسني بابن ام الحرمين
(6) في ب : وبر
(7) في ب : نجده
(8) في ب : والصغر
(9) دفتر خوان غير موجودة في ب ، و هو علي بن محمد بن الرضا بن محمد بن حمزة بن أميرَكا ، الشريف أبو الحسن الحسيني الموسوي الطوسي ، الأديب الشاعر المعروف بابن دفتر خوان ، ولد بحماه ، وبعا توفي سنة 655 هـ ، وله ست وستون سنة ، له مصنفات أدبية وغير أدبية ، وله شعر حسن 0 النجوم الزاهرة ، الوافي بالوفيات ، عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان 0(1/30)
... إنْ لَمَعتْ ليلاً نجوم السما ... ... بياضا (1) على أدهمَ مُرْخَى الإزار (2)
... وأوجبَ العكسُ مثالاً (3) لها ... ... في الأرض فالسود (4) نجوم النهار
وما أحسن قول القائل في سوداء (5) :
... يا أبنوسَتي التي ألهو بها ... ... ما بال ثَغرك وحْدَهُ قد فُضِّضَا
... أصبحتِ كلك (6) شامةً مسودةً ... ... وبَسَمْتِ عنه فكان خالاً أبيضا
وذكرت بقول الصابئ آنفا قول ابن قلاقس (7) في سعيد / السعداء وعليه تسلق (8) 10
[ من الكامل ] :
... إنْ كان كافور (9) بمعجزِ أحمدٍ ... ... قد كان إنساناً لعين زمانه
... فالدهر يعلم أنك الكحل الذي ... ... خلع الجمال به على إنسانه
ولَمَى (10) مراشفهِ وخال خدوده ... ... وأحمُّ فوديه وسِرُّ جنانه
لون بوجه البدر فيه إشارة ... ... شانت سِواه ورفَّعت (11) من شأنه
وكأنما عَلِقَ الشباب بحبه ... ... فأعاره (12) ما راق من رَيْعَانِهِ (13)
__________
(1) في ب : بيضاء
(2) نسب هذان البيتان في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص لعبد الرحيم العباسي ، وفي نهاية الأرب :
إن أزهرت 0000 بياضا على أسود 0000
وأوجب 000000 فالسود في الأرض 000
(3) في ب : مثلاً
(4) في ب : فلسود
(5) في ب : وما أحسن قول القائل وقد أبدع في سوداء
(6) في ب : كذلك
(7) هو نصر بن عبد الله بن عبد القوي اللخمي أبو الفتوح الأعز الإسكندري الأزهري ، شاعر نبيل ، من كبار الكتاب المترسلين ، كان في سيرته غموض ، ولد ونشأ بالإسكندرية ، وانتقل إلى القاهرة ، فكان فيها من عشراء الأمراء ، زار صقلية سنة 563 هـ ، ودخل عدن سنة 565 هـ ، ثم غادرها بحرا في تجارة ، وتوفي بعيذاب ـ اليمن ، وشعره كثير ، غرق بعضه في أثناء تجارته في البحر ، وبعضه في ديوان مطبوع 0 أعيان العصر ، وفيات الأعيان ، الوافي بالوفيات ، نصرة الثائر 0
(8) في ب : وذكرت بقول الصابئ قول [ ابن ] قلاقس [ يمدح ] السعيد السعدا
(9) في ب : أو كان كافورا
(10) في ب : ولمن
(11) في ب : ورفعت
(12) في ب : فأرعاه
(13) في ب : ريحانه(1/31)
قوله : خلع الجمال به على إنسانه ، يشير إلى قول أبي الطيب المتنبي في قصيدة يمدح بها كافور الأخشيدي :
فجاءت به إنسات عينِ زمانه ... وخلّت بياضا خلفها ومآقيا (1)
وهذه نهاية الحسن في مدح أسود 0
رجع (2) : وكما قالوا في الشيء المُسْتَلَذِّ أو (3) المستجاد : هو شامة ، كذلك يقولون : هوخال ، قال أبو اسحاق ابراهيم بن خفاجة الأندلسي (4) :
ولرب (5) ليل ضمَنا وكأنه ... ... في خدِّ ذاك العصر حُسناً خالا
وقال أيضا (6) [ من الطويل ] :
... وما الدهر إلاّ صفحةٌ بك طلقةٌ (7) ... لَثَمتُ بها من (8) ليل وصلكَ خالا
فما أنْسَهُ لا أنسَ ليلا على الحِمى ... وقد رقَّ وضَّاحا وراقَ جمالا (9)
وقال ابن الساعاتي (10) [ من البسيط ] :
/ غابوا وما فكرتي فيهم بغائبة ... فاللحظ للقلب لا للعين والأذن ... 11
وربما ليلةٍ كانت بقُرْبِهِمُ (11) ... خالا لهوتُ به في وجْنَةِ الزَّمنِ
/ والحسنة أصل وضعها في اللغة أنها ضد السيئة ، فنقلها العرف والاصطلاح 12
__________
(1) في ب : وآماقيا
(2) رجع غير موجودة في ب
(3) أو غير موجودة في ب
(4) في ب : إبراهيم بن حماد المغربي ، وهو خطأ ، و هو إبراهيم بن أبي الفتح بن عبد الله بن خفاجة الجعواري الأندلسي ( 450 هـ ـ 533 هـ ) شاعر غزل ، من الكتاب البلغاء ، غلب على شعره وصف الرياض ، ومناظر الطبيعة ، وهو من أهل جزيرة شقر ، من أعمال بلنسية في شرق الأندلس 0
(5) في ب : وذات
(6) في ب : وله
(7) في ب : بل طلعة
(8) من غير موجودة في ب
(9) هذا البيت غير موجود في ب
(10) وقال شيخنا ابن الساعاتي في المعنى
(11) في أ : تقربهم ، وما أثبتناه من الوافي بالوفيات للصلاح الصفدي ، وكذا في ب(1/32)
فيما (1) بين الناس إلى الخال ؛ إما لأنهم لمحوا المناسبة (2) بينها وبين الحُسن في الاشتقاق وإمّا لأنهم رأوها (3) نكتة سوداء في الجسم الأبيض (4) [فـ ] قالوا حسنة تفاؤلا (5) ، كما قالوا للديغ : سليما ، وللمهلكة : مفازة ، فتفاءلوا للديغ بالسلامة ، وفي المهلكة بالفوز والنجاة منها ، على أنّ الرياشي (6) قال : قلت لابن الأعرابي (7) : إن الأصمعي (8) يزعم أنّ المفازة إنما سميت مفازة تفاؤلا إلى اسم الفوز والنجاة منها ، وإنما هي مهلكة ، ومثل
__________
(1) فيما غير موجودة في ب
(2) في ب : لأنهم نحوا [ ذلك ] لمناسبة
(3) في ب : وإما أنهم لما رأوها
(4) الأبيض غير موجودة في ب
(5) تفاؤلا غير موجودة في ب
(6) هو أبو الفضل العباس بن الفرج النحوي البصري ، مولى محمد بن سليمان العباسي ، رحل في طلب العلم ، وكان من النحو واللغة والأدب بالمحل الأعلى ، قرأ كتاب سيبويه على المازني ، فكان المازني يقول : يقرأ علي كتاب سيبويه وهو أعلم به مني ، توفي شهيدا بأيدي الزنج سنة 257 هـ 0 النجوم الزاهرة ، الوافي بالوفيات ، وفيات الأعيان ، فوات الوفيات 0
(7) هو أبو عبد الله محمد بن زياد ، المعروف بابن الأعرابي ، كان مولى لبني هلشم ، وكان أبوه عبدا سنديا ، وكان من أكابر أئمة اللغة ، لم يكن للكوفيين أشبه برواية البصريين منه ، كان ربيبا للمفضل الضبي ، أخذ عن الكسائي وثعلب وغيرهم ، توفي سنة 230 هـ وقد بلغ من العمر إحدى وثمانين سنة 0 معجم الأدباء ، وفيات الأعيان 0
(8) هو أبو سعيد عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع الباهلي ، كان صاحب لغة ونح ، وإماما في الأخبار والنوادر ـ وكان حافظا لأشعار العرب ، قال : حفظت ستة عشر ألف أرجوزة ، وهو من أهل البصرة ، قدم بغداد أيام الرشيد ، وحياته ومماته مختلف فيهما ، ولكنها على الأرجح بين سنتي 122هـ ـ 216 هـ بالبصرة ، وقيل بمرو 0 وفيات الأعيان ، معجم الأدباء ، نشوار المحاضرة ، نفح الطيب ، نهاية الأرب 0(1/33)
هذا التفلؤل قولهم للديغ سليما ؛ تفاؤلا إلى اسم النجاة ، فقال : ليس هذا بشيء (1) ، إنما المفازة المهلكة ، يقال (2) : فاز الرجل ، وفوَّز إذا هلك ومات ، قال كعب بن زهير :
فمن للقوافي شأنها من يحوكها ... ... إذا ما ثوى كعب وفوَّز جَروَلُ
فلو كان كما يزعم للزم أن يقال للمضلَّة مَهداة ، وللمعطشة مرواة ، وأما السليم فإنما سمي سليما (3) لأنه أُسلِم لما به ، قال الرياشي : فذكرت ذلك للأصمعي ، فقال : لا يُقال : أُسلِم فهو سليم ، لأن مُفْعِلا لا (4) يجيء منه فَعِيل ، فرددته على ابن الأعرابي ، فقال : هذا عمرو بن كلثوم يقول :
مُشَعشعةً كأنَّ الحُصَّ فيها ... ... إذا ما الماءُ خَلَطَها سَخِينا
وقد قيل ماء مُسخِن ، وسخين ، فحكيته للأصمعي ، فلم يقبله (5) ، وقال (6) :
/معنى سخينا : سَخِيَتْ أنفُسُنا من السخاء (7) ، لا من السَّخن ، فنقلت قوله (8) إلى 13
ابن الأعرابي ، فقال : قل له : فإنهم قد قالوا (9) : شراب مُنْقَعٌ (10) ، ونقيع ، وكلام مُبَرَّص وبريص (11) ، وشيء مُبهم ، وبهيم (12) ، وصبي مُؤتمٌ ويتيم ، والقوم كان دأبهم في الشتاء أن يشربوا الخمر بمزاج مُسخن (13) ، فأوردت ذلك على الأصمعي ، فقبله كله ، انتهى (14) 0
__________
(1) في ب : شيئا
(2) في ب : فقال
(3) سليما غير موجودة في ب
(4) لا غير موجودة في ب
(5) في ب : يقبل
(6) وقال : غير موجودة في ب
(7) في ب : من السخي
(8) في ب : فنقلته
(9) في ب : إنهم قالوا
(10) في ب : الشراب منقع
(11) في ب : مبرض وبريض
(12) في ب : وبهم
(13) في ب : بالماء المسخَّن
(14) إنتهى غير موجودة في ب(1/34)
... قلت : كيف ذهب على الأصمعي ـ رحمه الله تعالى (1) ـ مثل هذا ، حتى فسَّر سخينا بالسخاء (2) ، فإن ذلك فاسد المعنى ؛ لأن سخاءهم لا تعلق له بمخالطة الماء للخمر (3) ، إنما يتعلق السخاء باستعمالهم لها ، وسكرهم بها على ما هو مشهور في كلامهم ، ألا ترى إلى قول عنترة العبسي ، قال :
وإذا صَحوتُ فما أُقصِّرُ عن نَدىً ... ... وكما علمتِ شمائلي وتَكَرُّمي
يعني أرتاح إلى العطاء (4) في الصحو ، كما أرتاح في السكر ، وقال الآخر (5) :
? وإذا سكرت وهبت ما ملكت يدي (6) *
وهذا أشهر من أن يستشهد له (7) بشيء ، على أن الجوهري قال في صحاحه (8) : سخينا : أي جدنا بأموالنا (9) ، وقول من قال : سخينا من السخونة (10) ، نصبٌ على الحال ليس بشيء (11) 0
... مما يتعلق بسخينا من الفوائد (12) التي لا بأس بذكرها ، قال أبو الفضل بن جهور ، أنشد رجل أبا عثمان المازني (13) :
/ ... عافت (14) الماءَ في الشتاءِ فقلْنا ... ... بَرِّديه (15) تصادفيه سخينا ... ... 14
ففكر (16) ثم أنشده :
أيها السائلون (17) لي عن عويص ... حار فيه الأفكار (18) أن تستبينا
إنّ لاما في الراء ذات إدغامٍ ... ... فافصلها تر الجواب يقينا
__________
(1) تعالى غير موجودة في ب
(2) في ب : بالسخا
(3) لأن سخاءهم لا تعلق له بمخالطة الماء للخمر غير موجودة في ب
(4) في ب : للعطاء
(5) في ب : آخر
(6) في ب : فإذا سكرت أوهبت ما ملكت يدي ... ... من غير إشفاق ولا إملاق
(7) له غير موجودة في ب
(8) في ب : صحابه
(9) الصحاح ( سخا )
(10) في ب : من الخونة
(11) في ب : ليس شيء
(12) في ب : القواعد
(13) أبو عثمان بكر بن محمد بن عثمان بن حبيب المازني ، البصري النحوي ، كان إمام عصره في النحو والأدب ، له : كتاب التصريف ، وما تلحن فيه العامة ، والعروض ، والقوافي ، توفي بالبصرة ، سنة 249 على الأغلب 0 بغية الوعاة ، الوافي بالوفيات ، وفيات الأعيان ، معجم الأدباء
(14) في ب : غافت
(15) في ب : بردته
(16) في أ : فأفكر
(17) في ب : السائلونني
(18) في ب : حارت الأفكار(1/35)
قلت : البيت الأول في بادئ الرأي (1) مستحيل المعنى في الظاهر ؛ لأنه يكون أمَرَها بتبريده ليصادفه (2) سَخِناً (3) ، وهذا تناقض ، وفي الباطن إذا فكّر فيه ذو اللب كان مستقيما ؛ لأن الأصل بل رديه ، فأدغم اللام في الراء ،( كما قرئ قوله تعالى : [ كلا بل ران ] (4) ، وهذه قاعدة في الإدغام بين اللام والراء ) (5) إذا اجتمعا (6) ، أيهما سبق بالسكون أدغم في الثاني ، سواء تقدم الراء أم اللام ، كقوله تعالى : [ ينشر لكم ربكم ] (7) ، ويعود للنطق بالثاني المدغم فيه ، وأما قوله : كأنّ الحُصَّ فيها بالحاء المهملة والصاد المشددة المهملة (8) يريد به الزعفران ، أو الوَرس ، معناه أنها حمراء فإذا مُزِجت بالماء انسلخت الحمرة إلى الصفرة ، كما (9) قال أبو بكر بن دريد (10) :
وحمراءَ قبل المزجِ صفراءَ بعدَه ... ... بَدتْ في ثيابي نرجسٍ وشقائقِ
حكت وجنةَ المعشوقِ صِرْفا (11) فسلَّطوا عليها مزاجا فاكتست لونَ عاشقِ
وأخذه ابن وكيع (12) فقال [ مجزوء الطويل ] :
/ ... كأنّ الحباب المستدير بطوقها ... ... كواكب درٍّ في سماء عقيق 15
صببتُ عليها الماء حتى تعوَّضتْ ... قميصَ بَهارٍ من قميص شقيقِ (13)
__________
(1) في ب : الأمر
(2) في ب : لتصادفه
(3) في ب : سخينا
(4) المطففين 14
(5) ما بين القوسين ساقط من ب
(6) في ب : اجتمعتا
(7) الكهف 16
(8) في ب : والمهملة
(9) كما غير موجودة في ب
(10) في نهاية الأرب الأبيات لديك الجن ، وجاءت في وفيات الأعيان ، ومعجم الأدباء ، وديوان المعاني ، وديوان الصبابة ، ورواية الشطر الثاني من البيت الأول بدت بين ثوبي 000
(11) في ب : حرفا
(12) الحسن بن علي بن أحمد بن محمد بن خلف ، أبو محمد الضبي التنيسي ، الشاعر ، أصله من بغداد ، ومولده بتنيس ، له كتاب المنصف ، بيّن فيه سرقات المتنبي ، وكان في لسانه عجمة ، ويقال له : العاطس ، توفي بعلة الفالج ، سنة 393هـ 0 الوافي بالوفيات ، معجم الأدباء ، نفح الطيب ، نصرة الثائر ، معاهد التنصيص 0
(13) في ب : عقيق(1/36)
رجع ما انقطع (1) : ولكنه قد غلب واشتهر استعمالهم الضد باسم ضده تفاؤلا في أشياء منها : قول العرب للغراب : أعور ، يتفاءلون له بذلك من كونه يُعْزى إلى البين ، وما أظرف قول ابن اللبانة (2) :
وفي الغراب إذا فكرت مَغْربة (3) ... من فرط إبصاره يُعْزَى له العَوَرُ
وقولهم للأسود كافور ، وقد طرَف ابن التعاويذي (4) في قوله في مليحة اسمها هاجر :
فديْتُ مَن ترحمُ عُشَّاقَها ... ... وراحِمُ العاشقِ مأجورُ
ليستُ على دينِ الغَواني ... ... تَرى أنّ وِصالَ الصَّبِ محظورُ (5)
لا عَجبٌ إنْ سُمِّيت هَاجَرا (6) ... ... قد سُمِّيَ الأسْودُ كافورُ
وقال الوزير المهلبي (7) رحمه الله (8) :
__________
(1) في ب : جمع ما انقطع
(2) محمد بن عيسى بن محمد ، أبو بكر اللخمي الأندلسي ، الشاعر المشهوربابن اللبانة ، وله : مناقل الفتنة ، ونظم السلوك في وعظ الملوك ، وسقيط الدرر ولقيط الزهر في شعر بني عباد ، وتوفي بميورقة في سنة سبع وخمسمائة 0 فوات الوفيات ، الوافي بالوفيات ، خريدة القصر ، وفيات الأعيان ، المطرب في أشعار أهل المغرب 0
(3) في ب : معزية
(4) محمد بن عبيد الله بن عبد الله ، أبو الفتح ، المعروف بابن التعاويذي ، أو سبط ابن التعاويذي ( 519 ـ 583 هـ ) شاعر العراق في عصره ، من أهل بغداد مولدا ووفاة ، ولي فيها الكتابة في ديوان المقاطعات ، وعمي سنة 579هـ ، وهو سبط الزاهد أبي محمد ابن التعاويذي ، كان أبوه مولى اسمه ( نشتكين ) فسمي عبيد الله 0 أعيان العصر ، الدرر الكامنة ، النجوم الزاهرة ، فوات الوفيات ، معجم الأدباء 0
(5) في ب : مهجور
(6) في ب : هاجر
(7) الحسن بن محمد بن عبد الله بن هارون ، أبو محمد ، الوزير المهلبي ، من ولد المهلب بن أبي صفرة ، كان يدير أمر الوزارة للمطيع ، أخذ من الأدب بحظ وافر ، توفي سنة 352 هـ في طريق واسط ، وحمل إلى بغداد 0 الوافي بالوفيات ، معجم الأدباء ، النجوم الزاهرة ، دمية القصر 0
(8) رحمه اللع غير موجودة في أ(1/37)
فسمّوه مع القُربى غريباً (1) ... ... كنور العين سمَّوه سوادا (2)
وقال أبو إسحاق الغزي (3) يهجو السَّمِيْرمي :
كمال سميرَمٍ للملك نقص ... ... كما سمَّيْتَ مهلكة مَفازة
لئن رفعت محلّته الليالي ... ... فكم رُفِعَتْ على كتفٍ جنازة
ومن هذه المادة أيضا الكُنى التي يستعملونها ، فيقولون للأعمى : / أبا البصير ، 16
وللأحدب : أبا الغُصن (4) ، وقال بعضهم : إنّ الأبله العراقي (5) الشاعر ، وهو محمد بن بخْيار إنما (6) سمي الأبله لفرط ذكائه ، وكان له ميل إلى بعض أبناء أهل (7) بغداد ، فعبر على باب داره ، فوجد خلوة ، فكتب على الباب [ هذه الأبيات ] (8) :
__________
(1) في ب : غرابا
(2) البيت في التذكرة الحمدونية لابن حمدون
(3) في ب : العربي ، وهو خطأ ، وهو أبو إسحاق ابراهيم بن يحيى بن عثمان بن محمد الكلبي الأشهبي ، وقال ابن النجار في تاريخ بغداد هو ابراهيم بن عثمان بن عباس بن محمد بن عمر بن عبد الله الأشهبي الكلبي الغزي ، الشاعر المشهور ، شاعر محسن ، دخل دمشق ، ورحل إلى بغداد ، وأقام بالمدرسة النظامية ، ثم رحل إلأى خراسان ، وله ديوان شعر ، ذكر أنه ألف بيت ، ولد بغزة سنة 441 هـ ، وتوفي سنة 524 هـ ما بين مرو وبلخ من بلاد خراسان ، ونقل إلأى بلخ ، ودفن بها 0 وفيات الأعيان ، مرآة الجنان ، خريدة القصر ، الوافي بالوفيات ، ريحانة الألباء وزهرة الحياة الدنيا ، النجوم الزاهرة 0
(4) في ب : أبو البصير ، وللأحدب أبو الغصن
(5) محمد بن بخْيار بن عبد الله المعروف بالأبله البغدادي ، الشاعر المشهور ، وهو شاب ظريف ، كان يتزيا بزي الجند ، رقيق أسلوب الشعر ، حلو الصناعة ، وإنما قيل له الأبله لفرط ذكائه ، فسمي الأبله من باب تسمية الشيء بضده ، مات سنة 576 ، وقيل 580 هـ ببغداد 0 وفيات الأعيان ، معاهد التنصيص ، الوافي بالوفيات ، الأزهار فيما عقده الشعراء من الأحاديث والآثار
(6) في ب : وإنما
(7) في ب : أبناء
(8) هذه الأبيات زيادة من ب(1/38)
داركَ يا بدرَ الدُّجى جنّة ... بغيرها نفسي ما تلهو (1)
وقد رُوي في خبرٍ إنّه ... ... أكثرُ أهلِ الجنّةِ البُله
وعلى ذكر الحسنة بمعنى الشامة ، فما أحلى قول القائل :
يارُبَّ (2) سوداءَ تُجْلَى ... ... بحسنها الكلماتُ
كليلة الهجر تُنسى ... ... بوصلها السيئاتُ
ماذا يَعيبون منها ... ... وكلها حسناتُ
أخذه من قول الشريف الرضي (3) وقد أسرف بعض حاضري مجلسه (4) في استحسان قول ابن الرومي (5) في قصيدته القافية ، يصف فيها السوداء ، وهي مشهورة ، فقال الشريف أبياتا مليحة منها (6) [ من الطويل ] :
سوادٌ يودُّ البرقُ لو كان رُقعةً ... لجلدته (7) أو شقَّ في وجهِه فما
سكنتِ سوادَ القلبِ إذ كنتِ شبهَه ... فلم أدرِ مِن عِزٍّ مَن القلبُ منكما
وما كان سهم الطرف لولا سوادُه ليبلغَ حباتِ القلوب إذا رمى
__________
(1) في ب : بغيرها نفسي قط ما تلهو ، وما أثبتناه هو الصواب ، وكذا جاء العجز في الوافي بالوفيات ، ووفيات الأعيان ، ومعاهد التنصيص ، والأزهار فيما عقده الشعراء من الأحاديث والآثار
(2) في ب : ناديت
(3) محمد بن الحسن بن موسى ، أبو الحسين الرضي العلوي الحسيني الموسوي ( 359 ـ 406 هـ ) أشعر الطالبيين ـ على كثرة المجيدين منهم ـ مولده ووفاته ببغداد ، انتهت إليه نقابة الأشراف في حياة والده ، وخلع عليه بالسواد ، وجدد له التقليد سنة 403 هـ ، له ديوان شعر في مجلدين ، وله مختارات شعرية ، والمجازات النبوية ، ومجاز القرآن ، ومختار شعر الصابئ ، ومجموعة رسائل 0 وفيات الأعيان ، الوافي بالوفيات ، معجم الأدباء ، خريدة القصر 0
(4) مجلسه غير موجودة في ب
(5) علي بن العباس بن جريج أو جورجيس الرومي ، شاعر كبير ، من طبقة بشار والمتنبي ، رومي الأصل ، كان جده من موالي بني العباس ، ولد ونشأ ببغداد ، وفيها مات مسموما ، اشتهر بالهجاء ، ولم يمدح أحدا إلاّ عاد وهجاه 0 الوافي بالوفيات / معجم الأدباء ، يتيمة الدهر ، خريدة القصر 000
(6) مليحة منها غير موجودة في ب
(7) في ب : بجلدته(1/39)
... إذا كنتَ تهوى الظبيَ ألْمَى فلا تعب ... جُنوني على الظبي الذي كلُّه لَمَى (1)
/ المراد (2) البيت الأخير ، وأخذ الشريف الرضي (3) هذا المعنى من قول إبراهيم بن 17
سيّابة (4) شاعر الأغاني ؛ لأنه كان يهوى جارية سوداء ، فلامه أهله فيها ، فقال (5) :
يكون الخالُ في وجهٍ قبيحٍ ... ... فيكسوه الملاحةَ والجمالا
فكيفَ يُلامُ معشوقٌ على من ... (6) ... يراها كلَّها في العين خالا
وقال آخر (7) [ من البسيط ] :
أشتاقُ طُرَّتَها أم صِدْغَهَا ومعي ... مَنْ كلُّها طُرَرٌ سودٌ وأصْداغُ
/ المقدمة الثانية ... ... ... ... ... ... ... ... ... 18
... ... ... ...
في حقيقة الخال معنى ، وسبب وجوده في الأبشار ، وما تدل عليه الفِراسة من اختصاصه بمكان دون غيره 0
__________
(1) في ب : على ظبي كله لمى
(2) في ب : والمراد
(3) الرضي : غير موجودة في ب
(4) إبراهيم بن سيّابة مولى بني هاشم ، شاعر رقيق من أهل البصرة ، له أخبار ، وليس له شعر شريف ، ولا نباهة ، وكان خليعا طيب النادرة ، توفي سنة 278 هـ 0 الأغاني ، الوافي بالوفيات ، والأبيات في كتاب الحلل في إصلاح الخلل ، نسبها البطليوسي إلى علي بن هشام 0
(5) بدل فقال في ب : فأنشد وقد أبدع وأحسن
(6) صدر البيت في ب : فكيف يلام مشغوف بخود
(7) نسب هذا البيت في نهاية الأرب لمحمد بن عبد الله السلامي شاعر اليتيمة ،(1/40)
يعتقد الحكماء أنّ الخِيلان دمٌ ينبثق من بعض العروق ، ويحتبس في مكان يشفّ الجلد عنه ، فيُرى هنالك شامة ، كما يشاهد الخال فيمن حصل له في جسده رَضَّة ، فإنّ الدّم يحتقن (1) تحت الجلدة ، يُرى أياما كالشامة إلى أن تقوى الطبيعة على دفعه ؛ فيتضاءل ، وتفنى مادته ، وفي الشامات ما (2) يُرى أسود ، فإن كان الدم محترقا غلب السواد عليه ، كما يحصل لمن لازم الشمس مُتعرِّضا (3) لها من دون حائل ، والأشديَّة والأضعفيَّة في السواد بحسب الاحتراق ، كما في بلاد النوبة والزنج ، وألوان أناسهما (4) ؛ لقربهما المفرط من الشمس ، وكما في بلاد الهند ، ولون أناسه ؛ لاعتدال الكون (5) من الشمس (6) ، ألا ترى بُعد الصقالبة من الشمس كيف أثّر لونهم (7) البياض الجصّي ، وفي الشامات ما يميل سواده إلى الحمرة ، فإن كان الدم غير محترق ، وهو في حالةٍ تشبه الغليان، كان اللون مائلا إلى الحمرة ؛ لأن هذه الحالة قريبة من الاعتدال ، فلا جرم [ أن ] (8) يكون اللون في الجلد أبيض مشربا بالحمرة ، وفي الشامات ما يميل سواده / إلى الخضرة ، فإن كان الدم 19
__________
(1) في ب : يختنق
(2) ما غير موجودة في ب
(3) في ب : معترضاً
(4) في ب : أناسيهما
(5) في ب : ولون أناسيه اعتدال اللون
(6) بعد قوله في ب : اعتدال اللون كتب بين خاصرتين هكذا [ لاعتدال القرب من الشمس ]
(7) جاءت هذه العبارة في ب هكذا : ألا ترى بعض الصقالبة من بعدهم عن الشمس كيف أن لونهم
(8) أن زيادة من أ(1/41)
يخالطه (1) مع الاحتراق رطوبة ، كان اللون أخضر ، والسواد من السوداء المحترقة ، والحمرة من السوداء التي خالطتها الصفراء ، والخضرة من السوداء التي خالطها البلغم ، فإن قلت : ما بال بعض الخيلان (2) يكون فيه الشعر ، وبعضها لا يكون فيه الشعر ؟ قلت الجواب أنه إنْ كان في الدم الذي تكونت منه الخيلان أبخرة (3) دُخانية ، وكان الجلد معتدل المزاج ، نبت الشعر في الخيلان ، وإنما قلت (4) ذلك ؛ لأن البدن حارٌ رطب ، وإذا عملت الحرارة في الرطوبة أثَّرت أبخرة ، والبخار من شأنه الصعود إلى سطح البدن ، فإذا حاول البخار الانفصال عن البدن لا بد وأن (5) يُحدِث منافذ وأثقابا ؛ فإن (6) كان البخار لطيفا رطبا انفصل من المسام ، وتبدد ، وإن كان البخار دخانيا يابسا غليظا فالجلد إن كان ناعما مسترخيا كجلود الصبيان ، لم يتولد فيه شعر (7) ؛ لأنه إذا شقّ الجلد انفصل (8) سريعا ، وعاد الجلد إلى اتصاله ، كما إذا طبخ النشا ، تجد البخار يخرج من موضع الغليان ، ثم ينسد الموضع بعد خروجه ، وأبين من هذا إخراج السمك رأسه من الماء ، يشق (9) سطحه ، وإذا غاص رجع الماء إلى حاله ، وإن كان الجلد يابساً قَشِفاً كجلود الأشياخ لم يتولد فيه (10) شعر أيضا ؛ لأن الشعر إذا شقَ الجلد حفظ اليبسُ ذلك الثقب ، وبقي مفتوحا ، فتفرّق أجزاء البخار ، ولا يجتمع بعضها إلى بعض / وإن كان الجلد معتدلا بين (11) النعومة 20
__________
(1) في ب : وإن كان مخالطه
(2) في ب : فما بال الخيلان
(3) في ب : أنجزة
(4) في ب : قلنا
(5) في ب : لابد أن
(6) في ب : وإن
(7) شعر غير موجودة في ب
(8) في ب : انفصل منه
(9) في ب : شقّ
(10) فيه غير موجودة في ب
(11) في ب : من(1/42)
واليبوسة كما في جلود الشباب ؛ لأن الشعر إذا شقّ الجلد لا يعود متصلا كما في النعومة ، ولا مفتوحاكثيرا كما في اليُبس ، فحينئذ يبقى ذلك البخار الدّخاني الغليظ في ذلك الثقب ، ثم لا يزال يلحقه (1) بخار آخر بعده (2) ، يدفعه إلى الخارج من غير أن ينقطع أصله ، لا جرم بقي (3) بعضه مركوزا في الجلد بمنزلة النبات (4) في الأرض ، وبعضه يظهر إلى خارج بمنزلة ساق النبات ، قلت : هذا تعليل حكميّ في وجود الخيلان ، والصحيح إنها من فعل الفاعل المختار تبارك وتعالى ؛ لأنها توجد في بعض الأناسي دون بعض ، بل في مكان خاص دون غيره (5) ، وسائر الأبشار ليست صالحة (6) لما علله الحكماء ، فبطل ما يدعونه ؛ لأن اختصاص أحد الأمكنة بالخال دون بعض مع الاستواء في سائر الجسد للقابلية دليل على أن الباري سبحانه وتعالى اختار أن يستأثر هذا المكان بهذه النكتة السوداء ، وهذا شأن الفاعل المختار ، لا صانع غيره ، وإذا عرفت هذا فأقول : إنّ أرباب الفراسة لهم كلام على (7) الخيلان واختصاصها بمكان في الجسد دون غيره ، واستدل (8) بعضهم على صحة هذا العلم بقوله تبارك وتعالى (9) : [ إنّ في ذلك لآيات للمتوسمين ] (10) وبقوله (11) صلى الله عليه وسلم : ( اتقوا فراسة المؤمن ) الحديث (12) ،
__________
(1) يلحقه غير موجودة في ب
(2) بعده غير موجودة في ب
(3) في ب : فلا جرم يبقى
(4) في ب : بمنزلة أصل النبات
(5) في ب : بل في الجسد الواحد في مكان دون غيره
(6) في ب : وسائر الآدام صالحة ، وفي أ : كتبت كلمة ليست فوق كلمة صالحة بنوع الخط نفسه
(7) في ب : في ، وقد وضعتها المحققة بين خاصرتين هكذا [ في ] مما يشير إلى أنها زيادة منها
(8) في ب : واستبدل ، وأظن أن هذا التحريف من الطباعة لا من المحققة
(9) تبارك وتعالى : غير موجودة في ب
(10) الحجر 75 ، وقد جاء في ب : آيات للمتوسمين
(11) في ب : ولقوله
(12) الحديث في : الطبري 7/527 ، وابن كثير 1/422 ، والقرطبي 10/39 ، وفتح القدير 3/198 ، والدر المنثور 5/91 ، وتمامه : فإنه ينظر بنور الله(1/43)
وبقول (1) الشاعر (2) :
/ ... فانظرْ إلى كفٍّ وأسرارِها ... ... هل أنت إنْ أوعدتَني ضائِري (3) 21
__________
(1) في ب : ويقول
(2) للأعشى ميمون بن قيس ، والبيت في أدب الكاتب ، وإصلاح المنطق ، والمعاني الكنير في أبيات المعاني ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي 0
(3) في ب : صابر ، وليس صحيحا ، والبيت للأعشى الكبير ، ميمون بن قيس ، ديوانه ، تح 0 محمد حسين ، ص 181(1/44)
وقد اخترت لذلك ما هو من كلام أبقراط في دلائل الخيلان (1) ؛ لأنه (2) قال : من كان على رأس أرنبة أنفه شامة ، لم يكد يعيش له ولد (3) ، ومن كان برأس فرطوسته (4) وهو وسط شفته العليا شامة ، كان مُحبا لإتيان الذكور ، ولم يكن ليأتيه (5) من النساء ولد ، ومن كان على (6) جبهته فوق أحد (7) حاجبيه شامة كان محظوظا من النساء ، ومن كان له شامة بمنبت (8) الشعر من أعالي الحاجبين منه (9) كان شبقا محظوظا من الناس ، ومن كان على أحد جانبي أنفه في القصبة شامة كالعدسة ، كان شبقا محبوبا إلى النساء (10) ، ومن كان في (11) وجنته اليمنى (12) شامة كالترمسة ، كان شحيحا ، ناقص الحظ من أهله ، ومن كان على وجنته اليسرى شامة كان كدّاحا شقيا ، ومن كان على إحدى أذنيه من ورائها شامة كان مبذرا سيء التدبير ، ومن كان على أحد (13) جانبي عنقه شامة كان تقيا وفيا ، ومن كان على حلقومه شامة ، كان موسيقارا محبا للطرب ، ومن كان على كتفه من قبل (14) وجهه شامة أو خيلان ، كان ذا حظ وسعة ، ومن كان على رأس كتفه الأيمن شامة مشعرة ، كان عاملا أو واليا ، أو ذا وجاهة ، ومن كان بين كتفيه شامة ، أو خيلان كالزرِّ (15) محمرَّ اللون ، كان سعيدا، أو ملكا كبيرا، ومن كان على صدره / شامة ، وشامات كان وحيدا في أفعاله ،22
__________
(1) في ب : الخلان
(2) لأنه غير موجودة في ب
(3) لم يلد
(4) في ب : فرطوسه
(5) في ب : يأتيه
(6) في ب : في
(7) في ب : إحدى
(8) في ب : في منبت
(9) منه : غير موجودة في ب
(10) في ب : من النساء
(11) في ب : على
(12) في ب : اليمين
(13) أحد غير موجودة في ب
(14) في ب : أو من قبل
(15) في ب : كالرزّ(1/45)
لا يقتدي بغيره ، ومن كان على ثديه الأيمن أو الأيسر شامة كان صديقا لمن صادقه ، محبا له (1) ، ومن كان على سرته شامة أو أكثر ، كان نكاحا شديد الشهوة ، ومن كان على بطنه شامة ، كان شبقا محبا للنساء ، ومن كان على منبت عانته فوق الشعر (2) شامة ، كان (3) له أولاد ذكور كثيرون ، ومن كان على إحدى بيضتيه شامة ، كان محظوظا من النساء ، يولد (4) له بنات كثيرة ، ومن كان له على جانبي ذكره (5) شامة ، كان شبقا شديد الغُلْمَة (6) ... ، ومن كان له على أحد (7) عضديه ، أو زنديه شامة ، كان سفارا مرزوقا من (8) الأسفار ، ومن كان (9) على ظاهر أحد كفيه شامة ، كان تعيسا مُعذَرا (10) ، ومن كان بإحدى (11) أصابع يديه شامة (12) أو شامات ، كان رديء الحظ ممقوتا سيء الأخلاق ، ومن كان على فخذه الأيمن شامة ، كان رئيسا في نفسه ، عظيما من العظماء ، ومن كان على فخذه الأيسر شامة ، كان سعيدا في المتاجروالأسفار (13) ، ومن كان على صلبه شامةخضراء ، كان محبوبا إلى العلماء ، محظوظا منهم ، ومن كان على إحدى إليتيه خيلان أوشامة ، كان شديد الشهوة مُنقلبها ، ومن كان على إحدى ركبتيه شامة كان نشيطا (14) على المشي صبورا على الأشياء ، ومن كان على إحدى ساقيه من بطونهما شامة (15) ، كان تعيسا (16) ، ضنك المعيشة
/ والعيشة ، ومن كان له شامة على قدمه ، كان شقيا مُعَذَّرا (17) ، 23
__________
(1) في ب : ومحبا له
(2) فوق الشعر : غير موجودة في ب
(3) في ب : يكون
(4) في ب : ويولد
(5) في ب : ومن كان له على إحدى جانبي ذكره شامة
(6) الغلمة : شهوة الضراب ، اللسان ( غلم )
(7) في ب : ومن كان له على إحدى
(8) في ب : في
(9) في ب : كان له
(10) في ب : تعبا مهدورا
(11) في ب : ومن كان على إحدى أصابع
(12) شامة ساقطة من ب
(13) في ب : كان سعيدا في الأسفار
(14) في ب : سلطانا
(15) في ب : ومن كان على ساقيه في بطونهما شامة
(16) في ب : تعسا
(17) في ب : على قدميه كان شقيا معترا(1/46)
ومن كان بوجهه شامات ، أو ببدنه شامات (1) كثيرة العدد ، كان ذلك لغلبة (2) السوداء ، وكان كارها للنساء ، قليل الألف بالناس (3) ، ومن كانت له شامة بقدر الحِمَّصَة أو أكبر (4) سوداء أو خضراء في وسط ظهره على السِّلسلة نال أموالا جزيلة إرثا ، أو من الركاز (5) ، هذا (6) جملة ما وجدته من كلام أبقراط في هذا الفن ، والله أعلم بالصواب 0
/ وأحسن الخيلان ما زان الوجه ، وأحسن مكان في الوجه (7) البَلَج (8) بين 24
__________
(1) أو ببدنه شامات غير موجودة في ب
(2) في ب : من تغلب
(3) في ب : للناس
(4) أو أكبر غير موجودة في ب
(5) بدل أو من الركاز : ومن غيره في ب
(6) في ب : وهذه
(7) في ب : وأحسن ما في الوجه مكان
(8) البلج : تباعد ما بين الحاجبين ، والأبلج : الأبيض الواسع الوجه ، اللسان ( بلج )(1/47)
الحاجبين وهو قليل ، والخدود ، وأحسن ما في الخدود الخد الأيمن ، وأحسن ما في الأيمن (1) صحنه ، وهو وسطه، وما كان في وسط الحنك ، وما دار حول الفم ، وأحسنه ما كان في وسط الشفة العليا ، ثم ما كان في مكان (2) الأصداغ ، ثم ما كان في صفحة العنق ، ثم ما كان في الصدر مجال (3) القلائد ، ثم ما كان قريبا من السّرة ، وما كان على ظاهر الكف ثم على الساعد ، وأحسنه ما كان في الجانب الإنسي (4) ، ثم ما كان (5) في الجانب الوحشي ، ثم ما كان على الأرداف ، ثم ما كان على الأفخاذ ، ثم ما كان في بطون الساقات ، ثم ما كان على ظاهر القدم في وسطه ، ولا يليق بالأنف شيء (6) من الخيلان ، وكذلك الأذن ، وكذلك الأجفان ، وليس الخال في الجبهة بقبيح ، خصوصا إذا كان متوسطا ، وأحسن الخيلان ما كان مائلا إلى السواد ، أو إلى (7) الخضرة ، وهو أحسن (8) على الجسم النقي البياض المشرّب حمرة (9) ، وأحسنها ما خلا من الشعر ، فإن كان الشعر في شيء منها فأليقه ما كان فيما قرُب من السوالف (10) ، وأحسن (11) ما كان دون الثلاث بطول ، أما إذا كانت (12) الشعرات كثيرة قصيرة فلا ، وأحسن أشكال الخيلان ما / استدار ، وكان كالعدسة (13) 25
__________
(1) وأحسن ما في الأيمن : غير موجودة في ب
(2) مكان غير موجودة في ب
(3) في ب : في مجال
(4) في ب : الجانب الأيسر
(5) ما كان : غير موجودة في ب
(6) في ب " سيء
(7) إلى غير موجودة في ب
(8) أحسن : غير موجودة في ب
(9) في ب : بحمرة
(10) في ب : ما كان بقرب السوالف
(11) في ب : وأحسن الشَّعر
(12) في ب : وإذا كانت
(13) في ب : كالعدسة(1/48)
فما فوقها ، إلى فلق (1) الحمّصة ، ولا يكون زائد النفور عن تسطيح الجسم (2) ، ولا يستحسن كِبّر الخال في الوجه إلاّ إذا كان في صحن الخد (3) ، فأما إذا كان في العنق ؛ فيستحسن كبره ، ولا سيما إن (4) كان في الصدر ، وما دون ذلك إلى القدم ، ولا يستحسن كثرة الخيلان ، قال ابن سناء الملك (5) :
والخدُّ بهجتُهُ بخالٍ واحدٍ ... ... ويَقلُّ فيه بكثرةِ الخِيلان
__________
(1) في ب : فلقة
(2) في ب : ولا يكون زائد النفور عن البدن يعني سطح الجسم
(3) في ب : ولا يستحسن كبر الخال إذا كان في الوجه في صحن الخد
(4) في ب : إذا
(5) هبة الله بن جعفر بن سناء الملك أبي عبد الله محمد بن هبة الله السعدي ، أبو القاسم القاضي السعيد (545 ـ 608هـ ) شاعر من النبلاء ، مصري المولد والوفاة ، جيد الشعر ، بديع الإنشاء ، له : دار الطراز في عمل الموشحات ، وفصوص الفضل جمع فيه طائفة من إنشاء كتاب عصره ، ولا سيما القاضي الفاضل ، وروح الحيوان اختصر فيه الحيوان للجاحظ ، وله ديوان شعر 0 أعيان العصر ، خريدة القصر ، الدرر الكامنة ، النجوم الزاهرة ، الوافي بالوفيات(1/49)
وقد يزيد على الواحد ؛ فيحسن (1) في الوضع كما إذا كانت الشامات على وضع النَّسر الطائر (2) في النجوم ، وهي على هيئة الأثافي ، كشكل مثلث ، متناسب الأضلاع (3) ، أو يكون على وضع (4) النسر الواقع (5) كمنطقة الجوزاء ، وهي هيئة (6) خط مستقيم ذي (7) ثلاث نقط متساوية البعد ، فإن (8) كانت متناسبة في (9) المقادير كانت غاية في الحسن ، وهذا كله تعنت ، ممن لم يكن عنده هوى ولا ميل؛ لأن المُحِبَّ لا يرى شيئا أحسن عنده من الصورة التي مال إليها ، وعَلِقَ بها على أيّ حالةٍ وُجِدت (10) ، وعلى أي وضع كانت ، قال الشاعر (11) :
وكم في الناسِ من حَسَنٍ ولكنْ ... ... عليكِ لِشقْوَتي وقعَ اختياري
وهذا الشاعر أنصف في القول ؛ لأنه اعترف بأنّ غير محبوبه أحسن منه مع الكثرة ، ولكنه مال (12) مع هوى نفسه إليه / وأما غيره فإنه تعالى وبالغ وادّعى أنه ظفر بمحبوب 26
هو الغاية التي لا مزيد عليها في الحسن والجمال ، قال (13) أبو نواس [ المديد ] :
تُرِكت والحسن تأخذه ... ... تنتقي (14) منه وتنتخِبُ
فانتقت منه طرائفه ... ... واستزادت فضل ما تهبُ
__________
(1) في ب : وقد يزيد على الواحدة ويستحسن
(2) في ب : الواقع
(3) في ب : الأوضاع
(4) في ب : على هيئة
(5) في ب : الطائر
(6) هيئة غير موجودة غي ب
(7) في ب : ذو
(8) في ب : فإذا
(9) في : غير موجودة في ب
(10) في ب : على أي حال
(11) ورد هذا البيت ضمن ثلاثة أبيات في المحب والمحبوب والمشموم والمشروب منسوبا للسري الرفاء ، وهو محمد بن وهيب ، وكذا في المستطرف ، ولم ينسب في ديوان الصبابة ، بل ورد مع الثلاثة الأبيات المذكورة ، وفي وفيات الأعيان ذكر أنه للزاهي الشاعر ، وهو أبو القاسم بن علي بن إسحاق بن خلف البغدادي ، وكان وصافا محسنا ، كثير الملح ، حسن الشعر ، ولد سنة 318هـ ، وتوفي سنة 352 هـ ، وكان قليل الشعر 0
(12) في ب : مع الكرة ولكن مال
(13) في ب : وقال
(14) في ب : يتخفى(1/50)
وإن كان أبو نواس تسلّق على المعنى (1) ، وأخذه من قول بشار (2) :
خلِقتُ على ما فيّ غير مُخَيَّر ... هواي ولو خُيِّرتُ كنت المُهذَّبا
ثم تناوله أبو تمام الطائي فأخفاه وقال (3) :
فلو صَوَّرْتَ نفسَكَ لم يزدْها ... ... على مل فيكَ من كرمِ الطِّباعِ
وبشار وغيره أخذ أصل المعنى (4) من قول عبد الله بن مصعب (5) :
كأنك جئت مُحتَكِماً عليهم ... ... تَخّيَّر في الأبوة ما تشاءُ
وأخذه (6) أبو الطيب فقصّر عنه لمّا قال :
حبيبٌ كأن الحسن كان يُحبُه ... ... فآثره أو حار في الحكم قاسمه (7)
وما أحسن قول مهيار الديلمي (8) [ حيث يقول ] (9) [ من الكامل ]:
... وكأنما وَلِيَتْ خطائِطَ وجهِها ... ... يدُها فجاءت في الجمالِ كما اشتَهَتْ
أخذت وأعطت من ضياء الشمس ما احـ ... ... تَكَمتْ فجمَّعت الجمالَ وفرَّقَتْ
ملكت على بانات جَوٍّ أمرَها ... ... فلها الإمارة ما استقامت وانثنت (10)
فإذا أرادت بالقضيب مساءةً ... ... ... وتنقَّمت حزما (11) عليه تأوَّدت
/ وقلت أنا (12) : ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 27
__________
(1) في ب : وكان أبو نواس متسلقا على هذا المعنى
(2) في ب : أخذه من قول بشار الشاعر حيث يقول 0
(3) في ب : فقال
(4) في ب : أصل هذا المعنى
(5) مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام ، أبو عبد الله الراوية ، توفي سنة 236 هـ ، وهو شاعر راوية 0 معجم الشعراء ، نور القبس
(6) في ب : فأخذه
(7) في ب : حبيب كأن الحسن يحبه ... فآثره أو جار في الحب قاسمه
(8) مهيار بن مرزويه ، أبو الحسن الديلمي ، شاعر كبير ، في أسلوبه قوة ، وفي معانيه ابتكار ، جمع بين فصاحة العرب ، ومعاني العجم ، شاعر زمانه ، فارسي الأصل ، من أهل بغداد ، كان منزله فيها بدرب رباح من الكرخ ، وبها وفاته سنة 428هـ ، كان مجوسيا وأسلم ، وتشيع وغلا في تشيعه 0 معجم الأدباء ، الوافي بالوفيات ، وفيات الأعيان ، معجم الشعراء
(9) حيث يقول زيادة من ب 0
(10) في ب : وأثنت
(11) في ب : جرما
(12) في ب : قلت أنا والعياذ بالله في هذه المادة(1/51)
تعيبُ العاذلات وذاك جهلٌ ... ... محياك الذي بهرَ اللواحي (1)
وما أعْوَزْتَ شيئا من جمالٍ ... ... كأنك قد (2) خُلِقتَ على اقتراحي
وقلت أيضا :
مليحٌ حلا في كل قلبٍ وناظرٍ ... ... وكلُّ ضميرٍ نحوه يتلفتُ
أتى باختلافاتِ المُنى في جماله ... فما فيه ما يَسْتَدْرِكُ المُتَعَنِّتُ
(وهذا وأمثاله تصديق لقوله صلى الله عليه وسلم : [ حُبُّكَ للشيء يُعمي ويُصِمُّ ]، وما أحسن قول الراضي بن المعتمد (3) من أبيات :
أستغفِرُ اللهَ لو قد صحَّ لي نظر ... لما أطّبتني دنيا مُرَّةُ النظر
لكن حَرصتُ فلم أُبصِر طريق هُدى ... إنّ الحريصَ لأعمى القلبِ والبصرِ ) (4)
/ وقد اختلف الشعراء في تشبيه الخال،وأنا أذكر الآن ما يجوز من التشبيه الواقع 28
__________
(1) في ب : النواحي
(2) قد غير موجودة في ب
(3) يزيد بن محمد بن عباد ، أبو خالد ، الراضي بن المعتمد بن عباد ، كان ولاه أبوه الجزيرة الخضراء ورنده ، فغلبه الملثمون وقتلوه صبرا ، وكان ناظما نائرا ، توفي سنة 484هـ 0 فوات الوفيات ، الحلة السيراء ، الإحاطة في أخبار غرناطة 0
(4) ما بين القوسين غير موجود في ب(1/52)
في ذلك بحسب الإمكان (1) ، فأقول: يجوزأن يشبه بنقطة لنون الحاجب (2) ، وفيه تسامح (وبنقطة لخاء الخدّ، وبنقطة سقطت من قلم كتب نون الحاجب) (3) ،وبنقطةعالية (4) على تفاحة وبنقطة انحدرت من كحل (5) الجفون ، وبكوكب كُسِف ، وبقطعة عنبر في مَجْمَر (6) ، أو نَدٍّ ، أو مسك ، وبأثر شرارة وقعت في ثوب أطلس أحمر (7) ، وبفحمة من نار (8) ، وبجنَّان يحرس حديقة ورد (9) ، وبنُكتة الشقيق ، وبملك من (10) الزنج في حُلّة حمراء ، وبراهب يتعبد (11) ، وببلبل في سياج العذار ، وبحبّة لفخِّ العذار (12) ، وبحبة القلب وقد وقعت في (13) نار الخدّ ، وبالحجر الأسود في كعبة الوجه الحسن ، وببلال يؤذن في صبح الغُرَّة (14) ، وبكرة تلقفها صولجان العِذار (15) ، وبختام مسكٍ لمُدام الريق (16) ، وبذبابة وقعت على شَهد الريق ، وبمجرم في النار ، وبهندي تعبد بإلقاء نفسه في النار (17) 0
/ ذكر من كان به شامة ... ... ... ... ... 29
__________
(1) في ب : وأنا أذكر الآن ما يجوز منه التشبيه في ذلك الواقع بحيث الإمكان
(2) في ب : كنون الحاجب
(3) ما بين القوسين غير موجود في ب
(4) في ب : غالية
(5) في ب : من كحا الجفون
(6) في ب : وقطعة عنبر في مجمر
(7) في ب : وأثر شرارة في ثوب أطلس أحمر
(8) وبفحمة من نار غير موجودة في ب
(9) في ب : أو بجينات يحرسن حديقة الورد
(10) من غير موجودة في ب
(11) في ب : براهب تعبد
(12) وبحبة لفخ العذار غير موجودة في ب
(13) في غير موجودة في أ
(14) في ب : في صحن الفم
(15) في ب : وأكرة يلقفها صولجان العذراء
(16) في ب : الرائق
(17) في ب : وهندي تعبد فألقى نفسه في النار(1/53)
في صفة النبي صلى الله عليه وسلم بين كتفيه خاتم النبوة (1) ، قال جابر بن سَمُرة (2) : مثل بيضة الحمامة ، يشبه جسده (3) ، وقال غيره : مثل زرّ الحَجلَة (4) وقال غيره : وحوله خيلان كأنهن الثآليل (5) ، وقال أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد البستي (6) في كتاب التقاسيم والأنواع : أخبرنا نصر بن الفتح بن سالم المربعّي (7) العابد بسمرقند ، ثنا (8) رجاء بن مُرَجَا (9) الحافظ ، ثنا إسحاق بن إبراهيم قاضي سمرقند ، ثنا ابن جريج (10) ، عن عطاء عن ابن عمر ، قال : كان خاتم النبوة في ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل البندقة من لحم ، عليه مكتوب (11) محمد رسول الله ، هكذا أورده (12) ابن حبان ،( وشرطه في الكتاب أن لا يذكر من الأحاديث إلاّ ما صح عنده ، وهذا حديث عجيب ) (13) ذكره بعض (14) الحفاظ أنه موضوع ، ورجال إسناده معروفون بالثقة ، خلا شيخ ابن حبان فإنه لم يعرف حاله ، ولعله من وضعه ، وإن أحسنّا به الظن فنقول (15) : إنه غلط ، ونقله من حديث الخاتم الذي كان في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إلى خاتم النبوة ، والله أعلم 0
__________
(1) بين كتفيه خاتم النبوة غير موجودة في ب
(2) في ب : قال جابر بن عبد سمرة
(3) في ب : شبه جسده
(4) في الحديث : كان خاتم النبوة مثل زرّ الحجلة بالتحريك ، هو بيت كالقبة يستر بالثياب ويكون له أزرار كبار 0 اللسان ( حجل ) وفي ب : مثل زرّ الخجلة
(5) في ب : دخوله خيلان كأنها الثآليل
(6) في ب : محمد بن حيان البستي
(7) في ب : نصر بن سالم المريعي
(8) ثنا : مختصر حدثنا ، وقد كتبت في ب بدون اختصار
(9) في ب : مزجاء
(10) في ب : حدثنا جريج
(11) في ب : من لحم مكتوب عليه
(12) في ب : وقد أورده ابن حبان
(13) ما بين القوسين غير موجود في ب
(14) في ب : وذكر بعض
(15) في ب : نقول(1/54)
[ وقال ابن قتيبة في كتاب المعارف : وكان في جبهة هارون شامة ، وفي أرنبة أنف موسى شامة ، وعلى طرف لسانه شامة ، وهي العقدة التي ذكرها الله عز وجل ، ولا يُعرف أحد قبله ولا بعده كان على طرف لسانه شامة ] (1)
/ حسان بن ثابت الأنصاري (2) : ... ... ... ... ... ... ... 30
... قال (3) الحافظ ابن عساكر: قال حسان للنبي صلى الله عليه وسلم لمّا طلبه لهجو قريش : لأسلنَّك منهم سلَّ (4) الشَّعرة من العجين ، ولي مَقولٌ ما أحبّ أنّ لي به مقول أحد من العرب ، وإنه ليفري ما لا تفريه الحربة (5) ، ثم أخرج لسانه ؛ فضرب به أنفه ، كأنّ لسانه شجاع (6) بطرفه شامة سوداء ، ثم ضرب به ذقنه ، وقال : لأفرينّهم فري الأديم فصبّ (7) على قريش منه شآبيب شَرّ (8) 0
أمير المؤمنين المأمون :
... أبو العباس عبد الله بن أمير المؤمنين (9) هارون الرشيد ، ذكر أصحاب الأخبار في صفته أنه كان على خدّه خال (10) 0
[ أمير المؤمنين عبد المؤمن بن علي صاحب المغرب :
... كان معتدل القامة ، أشهل العينين ، كثّ اللحية ، شثن الكفين ، طويل العقدة (11) ، واضح بياض الأسنان ، على خده الأيمن خال 0
امرأة النعمان بن بشير الأنصارية الكلبية :
__________
(1) ما بين المعقوفتين زيادة من ب
(2) حسان بن ثابت الأنصاري غير موجودة في ب
(3) في ب : قلت : قال
(4) في ب : مثل
(5) في ب : ولي مقول يفري ما تفريه الحربة
(6) في ب : وضرب به أنفه كأن لسان شجاع
(7) في ب : فيصب
(8) في ب : شعر
(9) أمير المؤمنين غير موجودة في ب
(10) في ب : ذكر أصحاب الأخبار أن على خذه شامة
(11) ربما : القعدة(1/55)
... كانت قبله عند معاوية بن أبي سفيان ، فقال لامرأته ميسون : اذهبي فانظري إليها فذهبت إليها ، ثم نظرت ، ثم عادت ، فقال لها : ما رأيت ؟ فقالت : ما رأيت مثلها ، ورأيت خالا تحت سرّتها ، ليوضعن رأس زوجها في حجرها ، فطلّقها ، فتزوجها حبيب بن سلمة ، ثم طلقها ، فتزوجها النعمان ، فلما كان بحمص ، واحتزوا رأسه ، فقالت امرأته الكلبية : ألقوه في حجري ، فكان كما قالت ميسون 0
المعتضد بالله العباس أمير المؤمنين أحمد بن محمد الموفق بن الناصر :
... كان في رأسه شامة بيضاء ] (1)
محمد بن عمرو :
... ابن الوليد بن عقبة بن أبي معيط ، ولاه يزيد بن عبد الملك (2) الكوفة ، كان يُعرف (3) بذي الشامة ، وهو القائل يرثي مسلمة بن عبد الملك (4) :
ضاق صدري فما يحنّ حِراكا ... عيّ عن أنْ يجيئه ما دهاكا (5)
كل ميْتٍ قد اضطلعت عليه ال ... حزن ثم اغتفرت فيه الهلاكا (6)
زائنٌ للقبور فيها كما كنـ ... ت تزين السلطان والأفلاكا
/ ذات الخال (7) : ... ... ... ... ... ... ... ... ... 31
__________
(1) ما بين المعقوفتين زيادة من ب ، وهي لثلاثة ممن ذكر أن بهم شامات
(2) بن عبد الملك غير موجودة في ب
(3) في ب : وكان يعرف
(4) في ب : يرثي مسلمة بن عبد الملك حيث يقول 0 و الأبيات في الوافي بالوفيات ، وفي معجم الشعراء ، والبيت الثالث هكذا :
... ... ... قبل ميت أو قبل قبر على الحا نوت لم أستطع عليه اتراكا
(5) في ب : ضاق صدري فما يجر حراكا ... عيّ أن خيبة ما دهاكا
(6) في ب : كل ميت قد اطلعت عليه ... ... ثم اني اغتفرت فيه الهلاكا
(7) أخبار ذات الخال في كتاب الأغاني مطولة وفي الوافي بالوفيات 0(1/56)
... [ جارية كانت للرشيد ، اشتراها بسبعين ألف درهم ، كانت أحسن الناس وجها ، ولها خال على خدّها ، لم ير الناس أحسن منه في موضعه ، ووعدها الرشيد يوما أن يصير إليها ، فلما صار إليها اعترضته حظية أخرى فدخل إليها ، وأقام عندها ، فقالت ذات الخال : والله لأغيظنه ، فدعت بمقراض، فقصت الخال الذي كان على خدّها ، فشق ذلك على الرشيد ، وقال للعباس [ بن الأحنف ] اعمل في هذا شيئا ، فقال :
تخلّصت ممن لم يكن ذا حفيظة ... وملت على مَن لا يُغيِّره حا ل
فإن كان قطع الخال لما تطلعت ... على غيرها نفسي فقد ظُلم الخالُ ] (1) ... 0
جارية كانت (2) محبوبة إلى إبراهيم الموصلي النديم (3) ، وله فيها أشعار منها [ من الطويل ] :
أتحسب ذات الخال راجية ربا ... وقد سلبت قلبا يهيم بها حبا (4)
وما عذرها نفسي فداها ولم تدع ... على أعظُمي لحما ولم تُبقِ لي لُبّأ
وتعتدُّ ذنبا أنْ أبوحَ بحبها ... وقد قتلتني لا نَعُدُّ لها ذنبا
فوالله لا أدري أسلمكمُ لنا أمرّ وأدهى أم إذا كنتم حربا (5)
القرمطي صاحب الخال (6) :
__________
(1) ما بين المعقوفتين زيادة من ب ، وهو في الأغاني أيضا 16/343
(2) جارية غير موجودة في ب
(3) النديم غير موجودة في ب
(4) في ب : يهيم بها صبا
(5) في ب : فوالله لا أسلمكم لنا ... ... أسر وأحلى أم إذا كنتم حربا
(6) أخباره في الوافي بالوفيات(1/57)
... هو الحسين بن زكرويه ، رأس القرامطة ، كان اسمه الحسين ، فسمى نفسه أحمد بن عبد الله ، وأمره مشهور بين الإخباريين (1) ، بعث المكتفي عسكرا لقتاله في سنة إحدى وتسعين ومائتين ، فالتقوا ؛ فانهزم (2) ، وأُمسك وأتي به ، وطيف به في بغداد مع جماعة ، ثم قتل هو وهم تحت العذاب (3) ، وكان القرامطة قد بايعوه بعد أخيه ، ولقبوه المهدي (4) ، وكان شجاعا فاتكا شاعرا ، ولما قتل خرج بعده أبوه (5) زكرويه ، فخرج إليه عسكر؛ فأُسر (6) جريحا ، وكان ذلك في حدود الثلاثمائة تقريبا ، ومن شعر صاحب الخال ، أورده المرزباني :
متى أرى الدنيا بلا كاذب ... ... ولا حروري ولا ناصب
متى أرى السيف على كل مَن ... ... عادى علي بن أبي طالب
متى يقول الحقَ أهلُ النّهى ... ... ويُنصف المغلوب من غالب (7)
/ ... ... هل لبغاة الخير من ناصر ... ... هل لكؤوس العدل من شارب ... 32
الرئيس أبو القاسم علي بن أبي توار (8) :
... رئيس زَوْزَن (9) ، كان على ظاهر كفه شامة كبيرة ، قال فيها أبو (10) القاسم أسعد بن علي البارع (11) :
... ... كفٌّ عليّ عندها التبر هان ... ... وللملك بها قَدرُ (12)
كأنما الخال على ظهرها ... عنبرة قد مجّها البحر
الشيخ شهاب الدين أبو شامة :
__________
(1) في ب : بين الأخبار
(2) في ب : وانهزم
(3) في ب : وأطيف به بغداد ثم قتل هو ومن أخذ معه تحت العذاب
(4) في ب : وكانوا قد بايعوه ولقبه القرامطة بالمهدي
(5) أبوه غير موجودة في ب
(6) في ب : فأخذ
(7) في ب : من الغالب
(8) في ب : تقاد
(9) في ب : زوزان
(10) أبو غير موجودة في ب
(11) أسعد بن علي بن أحمد الزوزني المعروف بالبارع ، أبو القاسم الأديب الشاعر الفاضل الكاتب المترسل ، مات سنة 492 هـ يوم عيد الأضحى ، سكن نيسابور ، وورد العراق ، وكلن شاعر عصره بخراسان والعراق 0 معجم الأدباء ، الوافي بالوفيات ، دمية القصر 0 وأسعد بن علي البارع غير موجودة في ب 0
(12) في ب : كف علا عندها التبر هام(1/58)
... عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي الأصل ، الدمشقي الشافعي ، العلاّمة ذو الفنون ، صاحب التصانيف المليحة ، منها كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية ، وغير ذلك في القراءات (1) والفقه ، إنما (2) قيل له أبو شامة لشامة كبيرة كانت على رأس حاجبه الأيسر ، وطرّف (3) مَن قال مواليا :
لي حِبُّ يخجّل بلفتاتو ظِبا رامهْ
أهيف (4) رشيق التثني مايس القامة
يهوى الخلاف وهو في الفقه علاّمة
أفتى بقتلي حبيبي (5) ذا أبو شامة
[وقلت مواليا في الخال :
يا خلّ لك خال كم خلّى كمثلي خال
ولا خطر لي التسلي بل ولا لي خال
إلى متى القدّ منك ما تخطّر خال
ولا رعى لي من الصّحب زمانا خال ] (6)
/ الأمير بدر الدين بيليك (7) : ... ... ... ... ... ... ... ... 33
... أبو أحمد المحسني الصالحي ، عمل الحجوبية للملك المنصور مدة , وأُعطي بدمشق (8) خبزا ... بعد التسعين ، ثم أعيد إلى القاهرة ، وكان عاقلا خيِّرا (9) ، له ميل إلأى الخير وفيه دين ، روى عن ابن المقَيّر (10) ، وابن رَواج ، وابن الحجميزي ، وتوفي سنة خمس وتسعين وستمائة (11) ، وكان يعرف بأبي شامة0
محمد بن محمد بن أحمد (12) :
... أبو جعفر الشاماتي النيسابوري ، تخرج به جماعة من المتأدبين ، وله الخط المشهور المنسوب (13) ، توفي سنة أربع وسبعين وأربعمائة 0
أحمد بن الفضل بن منصور :
__________
(1) في ب : من القرآن
(2) في ب : وإنما
(3) في ب : فظرف
(4) في ب : أيهف
(5) في ب : حبي
(6) ما بين المعقوفتين ليس موجودا في ب ، وهو في هامش النسخة أ 0
(7) الوافي بالوفيات ، وفيات الأعيان 0
(8) في ب : دمشق ، وليس بدمشق
(9) في ب : خبيرا
(10) في ب : ابن المقبر
(11) في ب : وابن الجميزي وتوفي سنة ست وتسعين وستمائة
(12) الوافي بالوفيات
(13) في ب : المنسوب المشهور(1/59)
... أبو حامد الشاماتي النيسابوري (1) ، سمع محمد بن رافع ، وأيوب بن الحسن ، وروى عنه أبو عبد الله الديناري (2) ، وأبو الطيب الذهلي ، توفي (3) 000
جعفر بن أحمد بن أبي عبد الرحمن النيسابوري :
... أبو محمد الشاماتي الفقيه (4) ، سمع إسحاق بن إبراهيم ، ومحمد بن رافع ، وإسحاق بن منصور ، وأبا كريب ، وأبا عبيد الوهبي (5) ، ويونس بن عبد الأعلى ، وأحمد بن عبده الضبي ، وأبا موسى ، وبندارا (6) ، وحدث عنه أبو عبد الله بن يعقوب وغيره ، توفي سنة اثنتين (7) وتسعين ومائتين 0
/ حامد بن محمود (8) بن معقل الشاماتي القطان النيسابوري : ... ... ... 34
... وال أبي العباس الشاماتي ، سمع محمد بن يحيى ، وعبد الله بن هاشم ، وأحمد بن يوسف ، وغيرهم ، وروى عنه أبو العباس أحمد بن هارون الفقيه ، وأبو عبد الله بن دينار العَدل ، وغيرهما ، توفي سنة تسع عشرة وثلاثمائة 0
هؤلاء الشاماتية ، ما كان بأحد شامة ، وإنما نسبوا إلى ناحية ، هي بخراسان (9) 0
سالم بن محمد بن سالم بن الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صِصري :
القاضي أمين الدين أبو الغنائم التغلبي الدمشقي الشافعي (10) ، ولد سنة أربع وأربعين ، وتوفي سنة ثمان وتسعين وستمائة ، كان على وجهه شامة كبيرة حمراء جميلة ، حدّث عن مكي بن علان (11) ، وسمع خطيب مرو (12) ، والرشيد العطار ، والرضى بن البرهان ، وإبراهيم بن خليل ، وجماعة ، وكان ناظر الخزينة ، وولي نظر الدواوين ، ثم إنه حج (13) وعاد ، ولزم بيته ، وأقبل على شأنه 0
...
__________
(1) في ب : أبو حامد أبو عبد الرؤحمن النيسابوري
(2) في ب : الدينوري
(3) فراغ في الأصل ، وتوفي غير موجودة في ب
(4) في ب : جحفر بن أحمد بن عبد الله الشاماتي ابو محمد النيسابوري
(5) في ب : وأبا عبيدة [000]
(6) في ب : وبندار
(7) في ب : اثنين
(8) في ب : محمد
(9) في ب : إلى ناحية في خراسان
(10) في ب : أبو الغنائم الثعلبي الدمشقي القاضي الشافعي
(11) في ب : حدثني عن ابن علان
(12) في ب : مردا
(13) في ب : ثم حج(1/60)
/ ... ... ... ... ... النتيجة ... ... ... ... 35
... وهي تشتمل على ما جاء في ذلك للشعراء من المقاطيع (1) العجيبة ، والمعاني الغريبة ، والمحاسن التي يتهلهل نسج الليالي والأيام (2) ، وبرود هذه قشيبة ، وقد رتبت (3) ذلك على حروف المعجم (4) 0
قافية الهمزة
ابن الساعاتي [ من الكامل ] :
... ولكم منيت بليلةٍ مسودةٍ ... ... ... ما دار ذكر البدر في أحشائها
... سمحت بمن أهوى ولولا ضيقة ... ... الإعدام ما بخلت ببدر سمائها (5)
... ذو وجنة ما لاح ماثل خالها ... ... بل لاح أسود مقلتي في مائها (6)
بعض المغاربة ، هو أبو تمام المغربي (7) :
... يا سالبا قمرَ السماء جمالَه ... ... ألبستني للحزن ثوبَ سمائِه
... أضرمتَ قلبي فارتمى بشرارةٍ ... ... وقعت بخدِّك فانطفت في مائِه
أبو تمام ابن رباح الحجام المغربي أيضا (8) :
يا حبيبا له الفؤادُ محلّ ... (9) ... كيف تجفو وأنت في سودائه
كتب الحسن فوق خدِّك خالا ... فامّحى (10) الشكل غير نقطة خائه
حسام الدين الحاجري (11) :
/ ... ومهفهف في شعره وجبينه ... ... أمسى الورى في ظلمةٍ وضياءِ ... 36
... لا تنكروا الخال الذي في خدّه ... ... كلّ الشقيقِ بنقطةٍ سوداءِ
__________
(1) في ب : المقاطع
(2) في ب : التي يتهلل [بها ] نسج الأيام والليالي
(3) في ب : وبرود هذه تشتبه ورتبت ذلك
(4) في ب بعد حروف المعجم : والله الموفق للصواب
(5) في ب : ما سمحت ببدر سمائها
(6) الموجود في ديوانه البيت الثالث فقط ، وأوله : ذو جنّة 000
(7) الحجام المغربي أيضا غير موجودة في ب 0وقد جاء في المثل السائر ، وفي معاهد التنصيص أن البيتين لابن حمديس الصقلي 0
(8) ورد له ذكر في : بدائع البدائه ، وفي نفحة الريحانة ورشحة طلا الحانة
(9) في ب : محك
(10) في ب : فانمحى
(11) أبو يحيى وأبو الفضل عيسى بن سنجر بن بهرام بن جبريل بن خمارتكين بن طاشتكين الإربلي ، المعروف بالحاجري ، الملقب حسام الدين ، جندي من أولاد الأجناد ، تغلب على شعره الرقة ، وفيه المعاني الجيدة ـ توفي سنة 632 هـ 0 وفيات الأعيان ، نهاية الأرب 0(1/61)
شهاب الدين محمد بن الخيمي (1) :
... وجَلَيْتَ حين بسمْتَ لؤلؤ مبسمٍ (2) ... ... فضحَ الدُّجا والصبحَ من لألائه
... وتركتَ قلبي في اللهيب كأنه ... ... خالٌ بخدك مثل نقطة خائه
... ذهب اللهيب به فلم يترك سوى ... ... سودائه إذ كنت في سودائه
[ آخر :
... أبرز وجهه الجميل وقالوا ... ... أي شيئ تحكي من الأشياء
... قلت لله فيه سرّ خفي ... ... ... إذا يراه بدرا على البطحاء
... جعلت فيه نقطة من سواد ... ... ليضاهي بذاك بدر السماء ] (3)
وقلتُ (4) :
... ما عايَنَتْ عيناي أعجب منظرا ... ... فيما رأتْ من سائر الأشياء
... كالشامة الخضراء فوق الوجنة ال حمراء تحت المقلة السوداء
/ ... ... ... ... قافية الباء ... ... ... ... ... 37
ابن الساعاتي :
... خطَّ كفُّ الحُسنِ نوني صدغِهِ ... ... نُقِّطت منَّا بحباتِ القلوبِ
... كيف لا أعجبُ من خيلانه ... ... شررا مُطْفَأةً وسط لهيب
وقال أيضا :
... يبدو وللخيلان في وجناته ... ... معنىً يُحيِّر ناظرَ المُتعجِّبِ
... وجهٌ كما سَفَر الصباحُ لثامَهُ (5) ... ... فعلامَ فيه بقيةٌ من غيهبِ (6)
وقال أيضا :
... وَسْنانُ يحسنُ في العيون وما له ... حُسنى ويَعْذُبُ في القلوبِ مُعَذَِبا
... ويزينُ نقطُ الخالِ خطَّ عِذاره ... ... والخطُّ يحسُن مُعجما أو مُعربا
الأسعد بن مماتى (7) :
وشامةٍ في خدِّها شامةٌ ... ... تجمَّعتْ في خدِّها عقربا
__________
(1) في ب : شهاب الدين محمود بن المغيمي 0
وهومحمد بن عبد المنعم بن محمد ، الأنصاري ، كان المقدم على شعراء عصره ، مع المشاركة في كثير من العلوم ، توفي بالقاهرة سنة 685هـ عن 82 عاما 0 الوافي بالوفيات ، النجوم الزاهرة ، ذيل مرآة الزمان ، فوات الوفيات 0
(2) في ب : وحبيب حين شمت
(3) ما بين المعقوفتين زيادة من ب
(4) في ب : قال المؤلف في ذلك
(5) في ب : بشامة
(6) ما بعد هذا البيت من قافية الباء غير موجود في ب
(7) ذكره النويري في نهاية الأرب ، وقال : إنه عاصر الأمير بهاء الدين قراقوش الأسدي ، ووضع فيه خبرا لطيفا سماه : الفاشوش في أحكام قراقوش ، ذكر فيه أشياء يبعد وقوعها عن مثله 0(1/62)
وجمعها شامات وهي التي ... ياقلبُ حَذَّرتُكَ أن تضربا
شيخ الشيوخ شرف الدين (1) :
قرأتُ خطَّ عذاريه فأطمَعَني ... بواو عطف ووصل منه عن كثب
وأعربت لي نون الصدغ مُعجمةً ... ... بالخال عن نجح مقصودي ومطلبي
إبراهيم بن سهل المغربي (2) : ...
/ ... وجهٌ يَفُضُّ عُرى التُقى تفضيضه ... منِّي ويُذهب عقله تذهيبه ... ... 38
... يُذكي الحياء بوجنتيه حمرةً ... ... فيكاد ندُّ الخال يعبقُ طيبُه
آخر :
... أتدري لماذا أسأل العِذار ... ... ... عذار الحبيب وكم عقربا
... رأى كرة الخال في خده ... ... ... فصاغ لها صولجا مُذهبا
... فهمَّ بها ثم لفّت يداه ... ... ... وقال بمثلك لا يُلعبا
محمد بن الصقر قاضي بلش (3) :
... إذا وصفوا حُسنَ اللمى واختطاطه ... وقالوا كمثل الصاد من خطِّ كاتب
... أقول لهم ضادٌ لها الخال نقطةٌ ... ... فأصدقُ تشبيها ولستُ بكلذبِ
أبو بكر القهستاني (4) :
... بعمي وخالي ذاك الخال إنه ... ... ختامٌ على ماء الحياة لشاربه
... فصفرة لوني من سواد عذاره ... ... وحمرة خدَّيه وخُضرة شاربه
آخر (5) :
... في الساعد الأيمن خال له ... ... مثل السويداء على القلب
... كأنه من سبجٍ فاحمٍ ... ... مركّبٍ من لؤلؤٍ رطبِ
__________
(1) الصاحب شرف الدين عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن بن منصور الأنصاري ، الأوسي ، الدمشقي المولد ، الحموي الدار والوفاة ، الإمام الأديب العلامة ، مولده بدمشق سنة 586 هـ ، ووفاته سنة 662 هـ 0 فوات الوفيات ، النجوم الزاهرة ، مرآة الجنان ، الدرر الكامنة ، الوافي بالوفيات 0
(2) ذكر له الصفدي في أعيان العصر وأعوان النصر توشيحة 0
(3) كان قاضيا بحصن بلش ، كان شيخا عاقلا ـ توفي في بلش ، وله نظم 0 الوافي بالوفيات 0
(4) علي بن الحسن ، أبو بكر العميد ، مشهور في أهل خراسان ، كان لهجا بالغلمان ، شديد الميل إليهم ، وهو من الرخج أصلا ونسبا ، عرف بالقهستاني لقبا ، كان حيا سنة 435 هـ 0 دمية القصر ، معجم الأدباء ، يتيمة الدهر 0
(5) البيتان في نهاية الأرب ، وفي المحب والمحبوب بلا عزو ، والسبج : الخرز الأسود ، الصحاح (سبج )(1/63)
شيخ الشيوخ شرف الدين عبد العزيز :
/ ... قرأت خطَّ عذاريه فأطمعني ... ... بواو عطف ووصل منه عن كثب (1) ... 39
... وأعربت لي نون الصدغ معجمة ... ... بالخال عن نجح مقصودي ومُطّلبي
... حتى رنا فسبت قلبي لوا حظه ... ... والسيف أصدق أنباء من الكتب
وقلت :
له على حاجبه شامة ... ... تنزهت في الحسن عن عائب
مثل طواشٍ زاد في حمقه ... يعلو على الناظر والحاجب
وقلت مضمنا :
تعشقت ذا وجنة لم تجد ... ... لوردتها ناظري مشبها
وللمسك في وسطها حبة ... تفانى الرجال على حبها
وقلت أيضا :
بنفسي خده المحَمَّر أضحت ... عليه شامة شرط المحبة
كأن الحسنَ يعشقُه قديما ... ... فَنَقَّطَه بدينارٍ وحبَّه
وقلت أيضا :
ترحّلَ عن محبوب قلبي جماله ... ... وأصغى إلى داعي النوى وأجابا
وأقفرَ ذاك الخدُّ من كل بهجةٍ ... ... فهل كان ذاك الخالُ فيه غُرابا
وقلت في ذمِّه :
قال عِذاري قد زان خدِّي ... ... فقلتُ بل شانه وشابه
فقال خدي يزهى بخالي ... ... ... قلتُ دمٌ فوقَه ذُبابة
/ ... ... ... ... قافية التاء (2) ... ... ... ... ... 40
أبو تمام بن رباح الحجام المغربي (3) :
... خدّك مرآة كل حُسنٍ ... ... تَحْسُنُ من حُسنها الصفات
... ما لي أرى فوقه نجوما ... ... قد كُسِفَتْ وهي نيِّرات (4)
__________
(1) سبق ذكر البيتين : الأول والثاني فيما تقدم ، والأبيات الثلاثة في : الوافي بالوفيات ، وذيل مرآة الزمان ، وفي فوات الوفيات ، وعجز البيت الثالث هو صدر بيت لأبي تمام في بائيته المشهورة في وصف معركة عمورية 0
(2) قافية التاء غير موجودة في ب
(3) أبو تمام بن رباح الحجام المغربي غير موجودة في ب ، وبدلا منها كتب : وقال أيضا 0 وهو أبو تمام غالب بن رباح ، المعروف بالحجام ، المغربي ، من المسهب ، كان شاعر القلعة بلا منافس ، عاش زمن ملوك الطوائف 0 المغرب في حلى المغرب ، ووردت له مقاطع شعرية في : بدائع البدائه ، ونفحة الريحانة ، ونفح الطيب ، ونهاية الأرب ،
(4) في ب : قد لصقت(1/64)
ابن منير الطرابلسي (1) :
... لا تخالوا خاله في خدِّه ... ... قطرةً من صبغ مسك نَطَفَت
... تلك من نار فؤادي جذوَةٌ فيه شبَّت وانطفت ثمّ طفت
جلال الدين الصفار المارديني (2) [ من البسيط ] :
... من أيّما سورة ٍ إعجاز صورته ... ... من نون حاجبه أو صاد مقلته
... أو ما تُلي (3) في محاريب المحاسن ... من حمّ أصداغه أو نور (4) طلعته
... وهذه شامةٌ سوداء أم شِمةٌ (5) ... ... لآيةِ الحسن في بيضاء صفحته
... أم نقطةٌ من دم المقتول فيه ... رقت إليه فاحترقت في نار وجنته (6)
سراج الدين الوراق (7) [ من البسيط ] :
... في خدّهِ ضلّ علم الناس واختلفوا ... أللشقائق أم للورد نسبته ؟
__________
(1) أحمد بن منير بن أحمد ، أبو الحسن مهذب الدين ، شاعر مشهور ، من أهل طرابلس الشام ، ولد بها ، وسكن دمشق ، ومدح السلطان الملك العادل محمود زنكي بأبلغ قصائده ، وكان هجّاء مرَّا ، حبسه صاحب دمشق على الهجاء ، وهم بقطع لسانه ، ثم اكتفى بنفيه منها ، فرحل إلأى حلب ، وتوفي بها سنة 548هـ 0 وفيات الأعيان ، نفح الطيب ، خريدة القصر ، الوافي بالوفيات ، معجم الأدباء ، النجوم الزاهرة 0
(2) علي بن يوسف بن شيبان ، جلال الدين النميري المارديني ، توفي سنة 658 هـ 0 الوافي بالوفيات ، ذيل مرآة الزمان ، فوات الوفيات ، نصرة الثائر 0
(3) في ب : تلا
(4) في ب : أو نون
(5) في ب : أو يتمة
(6) جاء ترتيب المقطوعات الشعرية في باب التاء غير متماثل ، فهي في ب : 1/2/4/5/7/3/6/8/9/10/11/13/14/12
(7) في ب : السراج الوراق 0
وهو أبو حفص عمر بن محمد بن الحسين المصري ، المعروف بالسراج الوراق ، الشاعر المشهور ، مولده 615 هـ ، ودفن بالقرافة ، كان إماما فاضلا أديبا مكثرا ، متصرفا في فنون البلاغة ، وهو شاعر مصر في زمانه بلا مدافعة ، له ديوان شعر كبير اختار منه الصفدي ( لمع السراج ) وله نظم درة الغواص ، توفي بالقاهرة سنة 691 هـ 0 أعيان العصر ، النجوم الزاهرة ، الوافي بالوفيات ، ذيل مرآة الزمان ، فوات الوفيات 0(1/65)
... فذاك بالخال يقضي للشقيق وذا ... ... دليله أنّ ماء الورد ريقتهُ (1)
آخر [ من البسيط ] :
... ... لله ما فعلت بالقلب مقلته ... وحسن صدغٍ بدا كالنون عطفَتُهُ
/ ... ... كأنه الفخ منصوبا بوجنته (2) ... يصيد عُشَّا قَهُ والخالُ حبَّتُهُ ... ... 41
محاسن الشواء (3) : فيمن في شفته شامة (4) :
... ... سَمَتْ له في شفّةٍ شامةٌ ... ... توقّفَ لحظ الطرف مبهوتا
... ... سوداء قد جرّد منة جفنه ... لحفظها بيضاً مصاليتا
... ... كختم ندٍّ فوق حُقٍّ من التبر (5) ... حوى دُرّا وياقوتا
ابن اللبانة :
لحظَ النجومَ بلحظه فأراعها ... ما أبصرت من حسنه (6) فتحلّت
فتساقطت في خده فنظرتُها ... شزرا (7) بمقلة حاسد فاسودَّت
أبو بحر صفوان بن إدريس المغربي (8) :
ومعندمِ الوجناتِ تحسب أنه ... صُبِغت برود الورد في وجناته
مَثُلَ الجمالُ بخده متنبئا ... ... فشهدت أن الخال من آياته
جمال الدين محمد بن نباتة (9)
__________
(1) في ب : رقيته
(2) في ب : كأنه الفتح منصوبا بوجنته ... يصد000
(3) يوسف بن إسماعيل بن علي ، أبو المحاسن ، شهاب الدين ، المعروف بالشواء ، شاعر من الأدباء ، كان صديقا لابن خلكان المؤرخ ، فأورد له في الوفيات أخبارا حسانا ، أصله من الكوفة ، ومولده ووفاته بحلب ( 562 ـ 635 هـ ) له ديوان شعر ، وقصيدة فيما يقال بالياء والواو 0 أعيان العصر ، وفيات الأعيان ، الوافي بالوفيات ، ذيل مرآة الزمان 0
(4) فيمن في شفته شامة غير موجودة في ب
(5) في ب : كختم ند حق من التبر 000
(6) في ب : في حسنه
(7) في ب : شذراً
(8) في ب : ابن ادريس 0
وهو صفوان بن إدريس ، أبو بحر المرسي الكاتب البليغ ، كان من أعيان الرؤساء ، فصيحا جليل القدر ، له رسائل بديعة ، توفي وله سبع وثلاثون سنة ، وتولى والده الصلاة عليه ، وذلك سنة 598 هـ ، ومن تصانيفه كتاب بداهة المتحفز وعجالة المستوفز ، وكتاب زاد المسافر ، وهو الذي عارضه ابن الأبار بكتاب تحفة القادم 0 الوافي بالوفيات ، وفيات الأعيان ، تحفة القادم ، معجم الأدباء ، نفح الطيب 0
(9) في ب : ابن نباتة 0
وهو محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الجذامي الفارقي المصري ، أبو بكر ، جمال الدين ، شاعر عصره ، وأحد الكتاب المترسلين العلماء بالأدب ، أصله من ميافارقين ، ومولده ووفاته بالقاهرة ( 686 ـ768 هـ ) ، له ديوان شعر مطبوع ، وله سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون ، وسجع المطوق 0 أعيان العصر ، الدرر الكامنة ، النجوم الزاهرة ، الوافي بالوفيات ، مرآة الجنان 0(1/66)
[ من البسيط ] :
أفدي غزالاً من الأتراك قد جُمِعت ... في حُسنه من معاني الحسن أشتاتُ
عيناه منصوبة للقلب غالبةٌ ... ... والخدُّ فيه لقتل النفس شامات
سيف الدين المشد (1) :
... ... يا شقيق الشقيق بالوجنات ... ... وقسيم البدور بالقسمات
... ... ونظير القضيب وهو نضير ... ... لك خال من أحسن الحسنات
/ وقلت (2) : ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 42
... ... حبيبٌ تسرُّ الناسَ رؤيةُ وجهه ... ... إذا جال طرف الطرف في وجناته
... ... ويزداد بالخيلان فرطَ ملاحة ... ... ومَن زاد زاد (3) الله في حسناته
وقلت أيضا (4) :
نُسخةُ حسن الحبيب صحّت (5) ... ... مذ قابلتْها عينُ الرواة
قد خطّ صدغيه سيْطر مسك ... ... وخاله لِْيقَةُ الدواةِ (6)
وقلت أيضا :
... يا بدرَ تمٍّ له دون البرية في أهله ... اللّثم لا في السّحت هالات (7)
... من ذا يسوق بجهلٍ نفسَه عبثا ... (8) ... إلى الهوى وعلى خديك شامات
وقلت :
... في سُفل ذاك الصدغ خال كلّما ... ... قبّلت وجنته يقيم قيامتي
فمتى يسيل عليه ليلُ عذاره (9) ... حتى تراني شامتا بالشامة
/ ... ... ... ... قافية الثاء ... ... ... ... 43
النفيس القُطرسي (10) :
__________
(1) في ب : المشد 0
وهو علي بن عمر بن قزل التركماني الياروقي المصري ، شاعر من أمراء التركمان ، كان مشدّ الديون بدمشق ، ولد بمصر ، وتقلب في دواوين الإنشاء ، وتوفي بدمشق ( 602 ـ 656 هـ ) ، له ديوان شعر مخطوط ، أعيان العصر ، الوافي بالوفيات ، الدرر الكامنة ، النجوم الزاهرة ، ذيل مرآة الزمان 0
(2) في ب : وقال المؤلف
(3) زاد الثانية غير موجودة في ب
(4) في ب : وقال أيضا
(5) صحت غير موجودة في ب
(6) في ب : قد خط صدغيه سطر مسك ... وخاله نقطة الدواة
(7) في ب : في أهله السمر لا في السحب هالات
(8) في ب : ومن قاسه يجهل بنفسه عبثا
(9) في ب : فمتى يسبل [عليه]
(10) في ب : النفيس القرطبي 0
وهو أحمد بن عبد الغني بن أحمد بن عبد الرحمن بن خلف بن المسلم ، الفقيه الأديب ، نفيس الدين ، أبو العباس اللخمي المالكي ، المعروف بالقطرسي ، مدح الملوك والوزراء ، وله ديوان شعر ، توفي سنة 603 هـ بمدينة قوص وقد ناهز سبعين سنة 0 وفيات الأعيان ، بدائع البدائه ، فوات الوفيات ، الوافي بالوفيات 0(1/67)
... محيطٌ بأشكال الملاحة وجهه ... ... كأنّ به اقليدسا يتحدثُ (1)
... فعارضه خط استواء وخاله ... ... به نقطةٌ والخدُّ شكل مثلث
جمال الدين محمد بن نباتة (2) :
... لله خال على خد الحبيب له ... ... في العاشقين كما شاء الهوى عبث
... أورثتُه حبّة القلب القتيل به ... ... وكان عهدي أنّ الخال لا يرثُ
وقلت (3) :
... قلتُ وشامات ثغر حُبّي ... ... ... ... من كل نفس لها انبعاث
... ما أول الثغر حرف ثاء ... ... ... ... والثاء من فوقها ثلاث
/ ... ... ... ... قافية الجيم ... ... ... ... ... 44
ابن الساعاتي :
... ونقطة خاله والصدغ نون ... ... يروقك في انفراد وازدواج
... كأن (4) الليل قبّل خدّ صبح ... ... ... فأثّر حُسن ذاك الامتزاج
أبو بكر الصنوبري (5) :
... يا مُذيبي بخاله (6) اللازوردي ... ... على خده الصقيل المدرج
... هذه زهرة البنفسج في خدّك ... ... أم زهرة تفوق البنفسج
محاسن الشواء :
... بدت والنقش (7) يحكي في يديها ... ... مُخرّم آبنوس فوق عاج
... محجبةٌ لها خال كمسكٍ ... ... ... على خدّ أشفّ من الزجاج
... إذا خطرت فغصنٌ في كثيب ... ... وإنْ سفرت فبدرٌ في دياجي
المُعوَّج الشامي (8) :
... صوالجةٌ سودٌ مُعطَّفةٌ العُرا ... ... تمايل في ميدان خدٍّ مضرَّج
... ترى خدَّه المصقول والخال فوقه ... ... كورد عليه طاقة من بنفسج
بعض الشعراء :
... لمّا كشفت الذيل عن سطح كُسِّها ... رأيت عليه الخال أسود كالزنجي
... فقلت لها ماذا الذي قد رأيته ... ... فقالت طواشٍ كاتب الدخل والخرج
__________
(1) في ب : اقليدس
(2) في ب : ابن نباتة
(3) في ب : وقال المؤلف
(4) في ب : فإن
(5) في ب : الصنوبري دون ذكر ( أبو بكر )
وهوأحمد بن محمد بن الحسن بن مرار ، أبو بكر الضبي الحلبي ، المعروف بالصنوبري ، الشاعر ، توفي سنة 334هـ ، له ديوان شعر ، وفيه مراثٍ جيدة في الحسين رضي الله عنه 0 الوافي بالوفيات ، خريدة القصر ، معجم الأدباء ، نشوار المحاضرة 0
(6) في ب : بخده
(7) في ب : والنفس
(8) سمي المعوج لأنه كان أشهل معوج الوجه ، ورد له شعر في المحب والمحبوب والمشموم والمشروب ، وورد له ذكر في معجم الأدباء ، وحكاية في نشوار المحاضرة 0(1/68)
/ محاسن الشواء : فيمن بشفته خال : ... ... ... ... ... ... ... 45
... وشادنٍ خِلتُ منه الخال في شفةٍ ... ... ندّا يصوغ له في جمرها أرج
... شبهت فاه لتقبيلي يُهيِّئه ... ... ... بخاتم من عقيق فصُّهُ سََبَجُ
وقلت :
... له على فمه خال يؤيد فصل الحسن ... عند صحيح الفكر بالحجج
... كأنّ ناظمَ عقدِ الثّغر ذو نظر ... ... مذ راقه الجوهر استغنى عن السبج
وقلت أيضا :
... وكأنما الخال الذي في خدّه ... ... جنّان يحرس ورده المتضرجا
... ما أُنبتت شعرات شامته سُدىً ... ... لكن غدت لعِذاره أنموذجا
وقلت أيضا :
... عجبت لخيلان خد الذي ... ... ... سبى بالملاحة كل المهج
... ولم نر خمرا غدت كالعقيق ... ... وكان الحباب عليها سبج
/ ... ... ... ... ... قافية الحاء ... ... ... ... 46 ...
وبين الخدّ والشفتين خالٌ ... كزنجيٍّ أتى روضا صباحا
تحيَّر في الرياض فليس يدري ... أيحني الورد أم يحني الأقاحا (1) ...
عبد الوهاب المثقال المغربي (2) :
أنظر إلى الشامة في خدّ مَن ... ... أجفانه باللحظ جرَّاحة
كأنها من حسنها إذ بدت ... ... ... حبّة مسكٍ فوق تفاحة
كمال الدين بن النبيه (3) :
يهتز بين وشاحيها قضيب نقا ... ... حمائم الحَلْيِ في أفنانه صدحت
وأسود الخال في محمر وجنتها ... ... كمسكةٍ نفحت في جمرة لفحت
جمال الدين محمد بن نباتة :
... لِيَهْنَ عينٌ إلى مرآك قد طمحت ... ... ومهجة فيك للأشجان قد صَلَحت
__________
(1) البيتان في سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر بلا عزو
(2) عبد الوهاب بن محمد الأزدي المعروف بالمثقال ، شاعر مطبوع ، قليل التكلف ، سهل القافية ، خبيث اللسان ، ماجن ، لا يمدح أحدا ، وكانت وفاته بعد الخمسمائة 0 فوات الوفيات ، الوافي بالوفيات 0
(3) علي بن محمد بن الحسن بن يوسف بن يحيى ، الأديب الشاعر البارع ، كمال الدين ابن النبيه المصري ، صاحب الديوان المشهور ، مدح بني أيوب ، واتصل بالملك الأشرف موسى ، وكتب له الإنشاء ، وسكن نصيبين ، وتوفي بها سنة 619 هـ ، وديوانه المشهور هو انتقاء من شعره 0 النجوم الزاهرة ، الوافي بالوفيات ، فوات الوفيات ، وفيات الأعيان 0(1/69)
... يا من إذا باعت الأبصار أسودُها ... ... بحبة فوق خديه فقد ربِحت
جمال الدين يوسف الصوفي (1) :
شَبَّهتُ بالتفاح خدّ مُعذبي ... ... وعدلت عن تشبيهه بالراح
فاحمرت الشامات في وجناته ... ... لِتَصحَّ نسبتها إلأى التفاح
وقلت :
/ ... لك خال في صحن خدّك يحكي ... ... ... قطعةً من دُجاً بلا محو ماح 47
... فاستقرت بالوضع في الوسط ... ... لمّا جاءها الصبح من جميع النواحي
/ ... ... ... ... قافية الخاء ... ... ... ... 48
الخطيري الوراق (2) :
لله ظبي تصيد مقلته ... ... رأيته في سويقة الكرخ
الصدغ فخٌّ من حول وجنته ... والخال في الخدّ حبَّة الفخ
جمال الدين محمد بن نباتة [ من السريع ] :
سألته عن قومه فانثنى ... ... يعجبُ من إسراف دمعي السخيّ
وأبصر المسك وبدر الدجى ... فقال ذا خالي وهذا أخي
وقلت :
بدر له شَعره ظلام ... وما لذاك الظلام سلخ
ما خاله حبَّة لصيدي ... إلاّ وذاك العِذار فخّ
/ قافية الدال ... ... ... ... ... 49 ...
ابن سناء الملك [ من الطويل ] :
متى تأته تعشو إلى نار خدّه ... ... تجد خير نار عندها خير مَوْقِد
وليس دُخانا ما رأيت وإنه ... ... دخانٌ لند الخال في جمرها النّدي
وقال أيضا [ مجزوء الخفيف ] :
... ... ... إنّ مَن حضّه الفؤاد ... ... بإخلاص ودّه
__________
(1) يوسف بن سليمان بن أبي الحسين بن إبراهيم الفقيه ، الأديب الشاعر ، الصوفي ، الشافعي ، جمال الدين ، ولد سنة 693 هـ بنابلس ، ونشأ بدمشق ، شاعر مجيد ، توفي سنة 750 هـ 0 فوات الوفيات ، أعيان العصر ، الدرر الكامنة ، الوافي بالوفيات 0
(2) أبو المعالي سعد بن علي بن القاسم بن علي بن القاسم بن علي بن القاسم الأنصاري الخزرجي الورّاق الخطيري ، المعروف بدلال الكتب ، كانت له معارف ، وله نظم جيد ، ومن مصنفاته : زينة الدهر وعصرة أهل العصر وذكر ألطاف شعراء العصر ، الذي ذيله على دمية القصر للباخرزي ، وله أيضا لمح الملح ، توفي سنة ثمان وستين وخمسمائة ببغداد ، ودفن بمقبرة باب حرب 0 وفيات الأعيان ، نصرة الثائر ، معجم الأدباء ، خزانة الأدب ، خريدة القصر ، الوافي بالوفيات 0(1/70)
... ... ... ضلّ في ظل هُدْبه ... ... خالُه فوق خدّه
وقال أيضا [ من الطويل ] :
على فمها خال من النّد ساكن ... ... وما كل خال من مساكنه الخدُّ
رسول عن المسك احتذى الفم طيبه ... وفيما يريد المسك يستخدم الندّ (1)
عفيف الدين التلمساني (2) :
ومعشوق الدلال يغار منه ... ... من الأغصان كل رشيق قدِّ
سقت ألحاظُه العشاقَ كأسا ... ... صباها خاله بختام نَدِّ
وقال أيضا [ المنسرح ] :
بين لَماهُ ووردةُ الخدِّ خالٌ ... ... حكى نحلةً على شهدِ
عجبت منه والترك تشبهه ... ... كيف اعتزى لحظُه إلى الهند
محاسن الشواء :
ما على ألحاظه إن فتكتْ ... ... بالورى في مِلة الحُسن قَوَد
/ ... كرةُ الخال غدائر شقها ... ... ... صولجان الصدغ في ميدان خدّ ... ... 50
شهاب الدين التلعفري (3) [ الكامل ] :
استجلِها من كفّ ظامي الخصر معـ ... سول اللمى خَصِر المراشف أغيد
شفقي خدٍّ أحمر صبحي ثغـ ... ر أبيض ليلي خال أسود
محيى الدين أحمد بن باتكين القاهري (4) :
__________
(1) في ديوانه : وفيه يزيد
(2) عفيف الدين أبو الربيع سليمان بن علي بن عبد الله بن علي بن ياتينن العابدي ثم الكوفي ثم التلمساني المعروف بالعفيف التلمساني الصوفي الشاعر المشهور ، كان فاضلا ، ويدعي العِرفان ، ويتكلم في ذلك على اصطلاح القوم ، شرح أسماء الله الحسنى ، وعمل أربعين خلوة في بلاد الروم ، توفي سنة 690 هـ 0 النجوم الزاهرة ، الوافي بالوفيات ، فوات الوفيات 0
(3) محمد بن يوسف بن مسعود بن بركة ، شهاب الدين ، أبو عبد الله الشيباني التلعفري ، شاعر مشهور ، من شعراء العصر المملوكي ، ولد في الموصل سنة 593 هـ ، ومدح الملوك والأعيان ، وتوفي في حماه سنة 675 هـ ، له ديوان شعر مطبوع 0 الوافي بالوفيات ، فوات الوفيات ، النجوم الزاهرة 0
(4) أحمد بن نصر الله بن باتكين ، محيى الدين القاهري ، أبو العباس ، كان شاعرا ماهرا ناظما في فن الأدب ، كتب إلى أدباء عصره ، وراجعه شعراء دهره ، مولده سنة 614 هـ بالقاهرة ، ووفاته سنة 710هـ 0 أعيان العصر ، الوافي بالوفيات 0(1/71)
من لم يَبِت بعذاب حبّك قلبه ... ... متنعما لا فاز منك بموعد
للصبِّ أُسوةُخالِ خدّك إنه ... ... متنعمٌ في جمرهِ المتوقّدِ
محيى الدين عبد الظاهر (1) :
أرى الخال من وجه الحبيب بأنفه ... وموضعه الأولى به صفحة الخدّ
وما ذاك إلاّ أنه من تلفتٍ ... ... تةارى يريد البعد من شدة الوقد
ابن قلاقس الإسكندري [ مجزوء الرجز ] :
ورّدت دمع مقلتي ... بخدّك المورّد
وأشبه الخال به ... ... إنسان عين الأرمد
كعبة حُسن كملت ... بالحجر الأسود
وقال أيضا :
يا رب خال حالك ... في وجنة موردة
كأنه في صحنها ... ... إنسان عينٍ رَمِدة
أو قطعة من عنبر ... في جذوة متقدة
أبو الفضل أحمد بن الخازن (2) :
وهادنت أعماماً لها وخؤولة ... ... سوى واحد منهم غيورٍ على الخدّ
كنقطة مسكٍ أُدِعَتْ جُلّنارة ... ... رأيت بها غرس البنفسج في الورد (3)
/ الوجيه ابن الذّرويّ (4) : ... ... ... ... ... ... ... ... 51
عِذاره دخان ندّ خاله ... ... وريقه من ماء ورد خدّ
__________
(1) محيى الدين عبد الله ابن الشيخ رشيد الدين عبد الظاهربن نشوان ابن عبد الظاهر بن علي بن نجدة السروجي السعدي ،كان كاتبا للملك الظاهر ، وقد جمع للملك الظاهر سيرة مطولة ، ومدحه بأشعار رائعة 0 الوافي بالوفيات ، الدرر الكامنة ، ذيل مرآة الزمان 0
(2) أبو الفضل أحمد بن محمد بن الفضل بن عبد الخالق ، المعروف بابن الخازن ، الكاتب الشاعر ، الدينوريالأصل ، البغدادي المولد والوفاة ، توفي سنة 518 هـ ، وعمره سبع وأربعون سنة 0 وفيات الأعيان ، النجوم الزاهرة ، مرآة الجنان ، خريدة القصر ، المنتظم ، وقال ابن الجوزي في المنتظم : توفي سنة 512هـ 0
(3) هذه الفقرة بتمامها شطب عليها ، وذلك لأن المؤلف سيذكرها فيما بعد 0
(4) علي بن يحيى ، القاضي الوجيه أبو الحسن ، المعروف بابن الذروي ، شاعر مجيد ، توفي سنة تسع وسبعين وخمسمائة في الديار المصرية ، والذروي نسبة إلى ذروى ، وهي قرية بصعيد مصر 0 النجوم الزاهرة ، الوافي بالوفيات ، بدائع البدائه ، خريدة القصر ، فوات الوفيات ، الوافي بالوفيات 0(1/72)
أبو بحر صفوان بن إدريس :
وقالوا كسا وجهه عارض ... فصبح محاسنه أربدُ
فقلت لهم وجهه كعبة ... ... به خاله الحجر الأسود
نصيح الدين محمد بن البطريق (1) :
أبيض في وجنته نقطة ... ... من فوق نون الحاجب الأسود
دمي بها يشهد لي أنها ... ... حبّة قلب الدنف المكمد
تشبه ما في الركن من مكة ... أُلامُ إنْ صيرتَها مسجدي
شمس الدين محمد بن دانيال (2) [ السريع ] :
لعبت بالشطرنج مع ساحر الـ ... ... ألحاظ ألمى أهيف القدّ
وكان دستي فيه منصوبة ... ... عليه فيما رمت من قصدي
سعيتُ كالرخّ إلى غاية ... ... ... ورحت كالفرزان من وجدي
وقمت كالمجنون من قُمرةٍ ... ... أقبّل الشامات في الخدّ
وهو مأخوذ من قول سيف الدين المشد [ من السريع ] :
لعبت بالشطرنج مع شادنٍ ... ... رشاقةُ الأغصان من قدِّه
أحُلُّ عقدَ البند من خصرِهِ ... ... وألثم الشامات من خدّه
/ بدر الدين يوسف بن لؤلؤ الذهبي (3) : 52
هلاليةٌ دارت بها هالة القنا ... ... وأسدٌ أقاموا السّمر من دونها أُسدا
__________
(1) محمد بن منير بن البطريق، نصيح الدين العجلي البغدادي الجزري الشاعر ، توفي بدمشق سنة 637 هـ ، وله مدائح في الملك الأشرف شاه أرمن ، وفي الظاهر غازي الملك 0 الوافي بالوفيات ، ذيل مرآة الزمان 0
(2) محمد بن دانيال بن يوسف الخزاعي الموصلي الكحّال الحكيم الفاضل الأديب شمس الدين ، ولد بالموصل ونشأ بها ، ( 646 ـ 710 هـ ) صاحب النظم الحلو ، والنكت الغريبة ، والنوادر العجيبة ، وضع كتاب طيف الخيال فأبدع طريقه ، وأغرب فيه ، وله أرجوزة سماها عقود النظام في من ولي مصر من الحكام ، وله ديوان شعر مطبوع 0 أعيان العصر ، الدرر الكامنة ، النجوم الزاهرة ، الوافي بالوفيات ، فوات الوفيات 0
(3) بدر الدين يوسف بن لؤلؤ بن عبد الله الذهبي ، الشاعر المشهور ، كان أبوه لؤلؤ عتيق الأمير بدر الدين صاحب تل باشر ، وكان بدر الدين هذا فاضلا ماهرا ، مولده سنة 607 هـ ، وتوفي بدمشق ، ودفن بمقابر باب الصغير سنة 680 هـ 0 النجوم الزاهرة ، ذيل مرآة الزمان ، فوات الوفيات 0(1/73)
ذكا جمر خديهلا فأمسى ضرامه ... ... يحرق للرائين من خالها ندّا
الرشيد النابلسي (1) :
تميل بمثل الغصن يحمل يانعا ... ... من الورد قيل اسماهما الورد والقدّ
يشوقك نقط الخال في صحن خدّها ... فيا عجبا في الروض هل نبت الندّ
ابن سهل المغربي (2) [ الطويل ] :
غزال براه الله من مسكة ... ... سبا بها الحسن مِنّا مسكة المتجلد
وألطف فيها الصنع حتى أعارها ... ... بياض الضحى في نعمة الغصن الندي
وأبقى لذاك المسك في الخدّ نقطةً ... على أصلها في اللون إيماء مُرشِدِ
أبو الفضل أحمد بن الخازن الكاتب :
تجرعت كأس الصبر من رقبائه ... ... لَساعة الوصل منه أحلى من الشهد
وهادنت أعماما له وخؤولة ... ... سوى واحد منهم غيور على الخد
كنقطة مسك أودعت جلّنارة ... ... رأيت بها غرس البنفسج في الورد (3)
__________
(1) أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن بدر بن الحسن بن المفرج بن بكار ، الشاعر المعروف بابن النابلسي ، كان مقيما بدمشق ، ولقبه مدلويه ( كان ينبز به ) ، توفي سنة 619 هـ بدمشق ، ودفن بباب الصغير 0 وفيات الأعيان ، ، فوات الوفيات ، الوافي بالوفيات 0
(2) إبراهيم بن سهل الإشبيلي ، أبو إسحاق ( 605 ـ 649 هـ ) ، شاعر غزل ، من الكتاب ، كان يهوديا وأسلم ، فتلقى الأدب ، وقال الشعر فأجاده ، أصله من إشبيلية ، سكن سبتة بالمغرب الأقصى ، وكان مع ابن خلاص والي سبتة في زورق ، فانقلب بهما فماتا 0
نفح الطيب ، الوافي بالوفيات ، المغرب في حلى المغرب ، تحفة القادم ، فوات الوفيات 0
(3) أورد المؤلف البيتين الثاني والثالث فيما تقدم ، وكان شطب عليهما ، ويبدو أنه عندما راجع كتابه أدرك هذا التكرار فشطب ما كان ناقصا ، بحيث أبقى على الفقرة التي تحوي الثلاثة الأبيات ، وشطب الفقرة التي تحوي البيتين 0(1/74)
بدر الدين حسن الغزي (1) :
وخالٍ في ذُرى خدٍّ ... يهيج حرقة الوجد
حوى لونين قد بهرا ... بمُحمرٍ ومسود
/ ... يطيب لي الهوى بهما ... إذا مرّت صبا نجد ... 53
فيا لك وجنة أهدت ... نسيم العنبر الوردي
محمد بن حبيب التنوخي المغربي (2) :
يقولون لُمْ مَن تحت صفحة خده ... ... تنزّل خال كان منزله الخد
فقلت رأى بهو الجمال فهابه ... ... فحطّ خُضوعا مثلما خضع العبد
محاسن الشواء :
قلت لمّا بدا فأخجل بدرالتمّ ... وجها وأغصن المنّان قدّا
إنها النار نار وجنته ... ... كوني على خاله سلاما وبردا
وقال أيضا :
أيا صنماً جهنم وجنتيه ... ... يقول لصدغه هل من مزيد
فديتك ما جناه الخال حتى ... يُرى في نارها ذات الوقود
كمال الدين ابن النبيه [ الكامل ] :
ساقٍ كأن جبينه في شَعْرِه ... قمرٌ تبلّج في الليالي السود
نبتت على الكافور مِسْكَةُ خاله ... والمسكُ ينبتُ في الظِباء الغيد
الشريف أبو الحسن العقيلي (3) [ البسيط ] :
وشاربٍ مثلِ نصف الصاد صاد به ... قلبي رشاً ثغره أنقى من البرد
كأنما خاله من فوق وجنته ... سواد عين بدا في حُمرة الرّمد
/ آخر : ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 54
__________
(1) الحسن بن علي بن حمد بن حميد بن إبراهيم بن شَنَار ، بدر الدين الغزي ، مولده سنة 706 هـ بغزة ، شاعر جيد ، جزل الألفاظ ، متين التراكيب ، عارض ابن شهيد في كتابه التوابع والزوابع ، ووضع كتابا سماه قريض القرين ، تنقل بين دمشق وصفد والديار المصرية ، ودخل ديوان الإنشاء بدمشق أيام الأمير سيف الدين يلبغا ، توفي سنة 753هـ ، ودفن في مقابر باب الصغير بدمشق 0 الوافي بالوفيات ، الدرر الكامنة ، أعيان العصر وأعوان النصر 0
(2) من شعراء القيروان في القرن الخامس ، كان حاذقا في المقطعات ، عاجزا عن التطويل ، وله شعر جيد 0 الوافي بالوفيات
(3) الشريف أبو الحسن علي بن الحسين بن حيدرة العقيلي ، ينتهي نسبه إلى عقيل بن أبي طالب ، له الأرجوزة الطويلة التي ناقض فيها ابن المعتز في أرجوزته التي ذمّ فيها الصبوح ، ومدح الغبوق 0 الوافي بالوفيات ، فوات الوفيات 0(1/75)
بأبي أبيض كالأسمر في ... ... خدّه الأحمر خال أسود
وجهه ما زال صبحاً طالعا ... فبلال الخال ماذا يرصد
ابن سناء الملك في ذمّه :
يُظهِر للعالمين خالا ... ... ألبسها منهم زهادة
إني لأختصه ببغضي ... ... لمّا تخيّلته قرادة
وقال ابن خفاجة الأندلسي في ذمّه :
ألا قل لذات الخال عني إنني ... ... لأرغب عن خال تطلّع في خدّ
وزهّدني في ذلك الخال نسبةٌ ... ... أراها بخال الخدّ من جُعَلِ الورد
وقلت مضمنا :
قلت والخال زان جبهة حبي ... ... قول ذي حكمة تبدي رشاده
زانت الليل غرة القمر الطالع ... ... فيها ولم يشنها سواده
وقلت أيضا :
/ ... أُشبِّه خيلانا تحف بعارض ... ... على خد ظبي حبّه للورى أودى ... 55 ... ... بقرصٍ أُدير الآنسون بحرفه ... ... وقد نثروا في وسطه الحبة السمرا
وقلت أيضا :
قد صاد حبة قلبي مبسمه ... ... وصاغها شامة فازددت إيقادا
فكيف أطلب صدا عن مُقبّله ... ... ونقطة الخال ردّت صاده ضادا
وقلت أيضا :
بثغرة خالُ ندٍّ ... ... فليس يحكيه ندّ
كخاتم من عقيق ... ... وفصه لازورد
وقلت :
أقدك أم غصن يرنحه الصَّبا ... فعطفك هذا ليس يعرفه قدّ
ويا حُسن خالٍ فوق خدّك قد ... غدا من الندّ إلاّ أنه ما له نِدّ
وقلت :
وكأن ذاك الخال راهب بيعة ... في مسحه قطَع الدُّجى مُتهجدا
أو بلبل أضحى بروضة خده ... لولا جوارح مقلتيه لغرّدا
وقلت :
مليح له خال على صحن خده ... ... وريحان ذاك الصدغ في وسطه ورد
فأبصرت منه وجنة مثل جنّة ... ... تلظت بها نار ومالكها عبد
/ وقلت : ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 56
وجنة محبوبي وخِيلانها ... ... فكري فيها قطّ لا ينفد
لأنها صهباء محمرةٌ ... ... طفا عليها حبب أسود
/ ... ... ... ... ... قافية الذال ... ... ... 57
بدر الدين حسن بن علي الغزي :
عجبت لخده والخال فيه ... ... وقلت لعاذليَّ عليه ماذا
فقالا النار قلت نعم وقلبي ... عليها ليس يبرح وهوهذا
/ ... ... ... ... ... قافية الراء ... ... ... 58
الجلال ابن الصفار (1) :
__________
(1) علي بن يوسف بن شيبان ، جلال الدين النميري المارديني المعروف بابن الصفار أ توفي سنة 658 هـ عن ثلاث وستين سنة ، قتله التتار عندما ملكوا ماردين 0 الوافي بالوفيات ، فوات الوفيات 0(1/76)
أَمِن هلالٍ أنت يا وجهه ... ... البادي بهذا المنظر الأزهرِ
وجهٌ من الروم ولكنه ... ... عليه خال من بني العنبر (1)
آخر (2) [ البسيط ] :
فديت زائرة في العيد واصلةً ... ... والهجر في غفلة من ذلك الخبر (3)
ولم يزل خدها ركنا أطوف به ... ... والخال من فوقه يغني عن الحجر
بدر الدين يوسف بن لؤلؤ الذهبي :
مهفهف يتثنى قده غصنا ... ... يُبدي به من ثنايا ثغره زهرا
كأنه كعبة للحسن أو صنم ... ... والخال والقلب كلٌّ يشبه الحجرا
ابن سناء الملك :
سألتني ما حال قلبك بعدي ... ... ربّةَ البيتِ أنتِ بالبيت أخبر
فيه جمر كجمر خدك لكن ... ... جمر ذا أسود وجمرك أحمر
كيف ينفك جمر خدك منه ... ... وهو بالخال فوقه قد تسمّر
وقال أيضا [ مجزوء الخفيف ] :
... ... ... ذاقت العين من مُحيّـ اه ملحا وسُكر
... ... ... فمن الندّ خاله ... ... ومن الخدّ مجمره
آخر :
/ ... ... وجهٌ إذا رمقته عين ناظره ... يخاله ترفا قد ذاب أو قطر ... 59
... ... يظن ناظره خالا بصفحته ... وذاك إنسان عين الصب فيه يُرى
أبو محمد بن فرج الجياني (4) :
وبخده خالان أمّا واحد ... ... فيلوح والثاني كأن لم يظهر
__________
(1) البيتان في الوافي بالوفيات ، ورواية البيت الثاني : وجه من الروم ولكن له ... في الخد خال من العنبر
... والبيت الأول جاء في مرآة الزمان وعجزه : البادي بهذا المنظر المقمر
(2) جاء فينهاية الأرب أنها لأبي الفتح كشاجم ، وفي زهر الآداب للحصري أنها لأبي الفتح كشاجم 0 وعجزالبيت الثاني : والخال في خدها
(3) عجز هذا البيت في المحب والمحبوب والمشموم والمشروب : لمستهام بها للوصل منتظر ، وكذا في نهاية الأرب
(4) أحمد بن محمد بن فرج الجياني الأندلسي ، أبو عمرو ، وقد ينسب إلى جده فيقال : أحمد بن فرج ، وكذلك أخوه ، وهو وافر الأدب ، كثير الشعر ، معدود في العلماء الشعراء ، وله كتاب الحدائق ، ألفه للحكم المستنصر ، عارض فيه كتاب الزهرة للأصبهاني ، توفي في حدود الستين والثلاثمائة تقريبا 0 الوافي بالوفيات ، جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس 0(1/77)
فكأنه من حسنه بدر الدجى ... كسف الدُّجى في وجهه والمشتري
سيف الدين المشد في غلام يُباع :
وأغيد عاينته راتعا ... ... في ساحة الدَّلة كالجؤذر
يُسام للبيع على أنه ... ... أبهى من الزهرة والمشتري
دمعي لذاك الخال في خده ... أُرسل للأسود والأحمر
نصيح الدين محمد بن البطريق :
ولا عجبٌ إن كان صدغك عقربا ... ... فحلّ به في برجه وجهك البدر
بل عجبي من مسك خالك لم يذُب ... ومن تحته في صحن وجنتك الجمر
شهاب الدين التلعفري :
أبديت شَعرك فوق وجهك لي ضُحىً ... فأريتني في الحال ليلاً مُقمرا
وجعلت حظي مثلَ خالِكَ أسودا ... ... فأذقتني موتا كخدك أحمرا
شمس الدين محمد بن التلمساني (1) :
/ ... كأنما الخال على خده ... ... إذا لاح في سلسلة من عذار (2) ... 60 ...
أُسيْودٌ يخدم في جنة ... ... قيَّده مولاه خوف الفرار
حسام الدين الحاجري :
نبيُّ جمالٍ كل ما فيه معجزٌ ... من الحسن لكن وجهه الآية الكبرى
أقام بلال الخال في صحن خده ... ... يراقب من لألاء غُرَّته الفجرا
ابن المعتز (3) :
وساقٍ مليحٍ له صولةٌ ... ... على الرقباء شديد الجِرَه
وفي عطفة الصدغ خالٌ له ... كما استلب الصولجان الكرة (4)
محيى الدين ابن عبد الظاهر :
__________
(1) محمد بن سليمان بن علي شمس الدين ابن عفيف الدين التلمساني ، شاعر مجيد ، ابن شاعر مجيد ، ولد بالقاهرة سنة 661 هـ ، وكان فيه لعب وعشرة ومجون ، مات شابا سنة 688 هـ 0 أعيان العصر ، الوافي بالوفيات ، فوات الوفيات ، نصرة الثائر 0
(2) في نفحة الريحانة نُسب هذان البيتان لابن سعيد الغرناطي ،
(3) عبد الله بن محمد المعتز بالله ابن المتوكل ابن المعتصم ابن الرشيد العباسي ، أبو العباس ( 247 ـ 296 هـ ) الشاعر المبدع ، خليفة يوم وليلة ، ولد في بغداد ، وأولع بالأدب، فكلن يقصد فصحاء الأعراب، ويأخذ عنهم ، قبض عليه المقتدر ، وسلمه إلى خادم له اسمه مؤنس فخنقه ، وللشعراء مراث كثيرة فيه 0 معجم الشعراء ، وفيات الأعيان ، الوافي بالوفيات ، معجم الأدباء 0
(4) ذكر في المحب والمحبوب أنها للسري الرفاء(1/78)
ميدان حسن وجهه ... ... سبحان من قد صوّره
يلوي بلبٍ ولا يلوي ... ... على من نظره
جوكانه حاجبه ... ... والخال في الأنف كرة
علي بن عبد الكريم المعروف بابن غالب المغربي (1) :
للحسن فيه ملعبٌ ... فاحرص على أن تُبصره
الصولجان عِذاره ... والخال في قدر الكرة
جمال الدين علي بن ظافر (2) :
حبة قلبي قد أتت ... ... خدك وهي زائرة
وقد غدا الجدّ بها ... ... كامل حسنٍ باهرة
والخال فيها مركز ... ... والصدغ نصف دائرة
/ آخر هو مجد الدين ابن سحنون خطيب النَّيْرَب (3) : ... ... ... ... ... 61
كأنما الخال إذا ما بدا ... ... في صفحةٍ من خدِّ ذا الأسمر
عبدٌ من الزنج غدا جالسا ... فيحُلِّةٍ من أطلسٍ أحمر
__________
(1) من أبناء المهدية ، بها تأدب ، شاعر كثير الأفنان ، واسع العطن في أنواع علوم الدين والدنيا ، قدير في التطويل ، وركوب القوافي الصعبة العويصة ، سريع الصنعة ، يذهب في الشعر كل مذهب ، وينحو في الرجز نحوا عجيبا 0 الوافي بالوفيات 0
(2) علي بن ظافر بن حسين الفقيه ، الوزير جمال الدين ، أبو الحسن الأزدي المصري ، ابن العلامة أبي منصور ، ولد سنة 567هـ ، وتوفي سنة 623 هـ ، برع في التاريخ ، وأخبار الملوك ، وولي وزارة الملك الأشرف ، وولي وكالة بيت المال مدة ، ومن مصنفاته : الدولة المنقطعة ، وبدائع البدائه والذيل عليه ، وأخبار الشجعان ، وأخبار الملوك السلجوقية ، وأساس السياسة ، ونفائس الذخيرة ـ ولم يكمل ، وكتاب التشبيهات ، وكتاب من أصيب ، وابدأ بعلي رضي الله عنه ، وغير ذلك 0 فوات الوفيات ، الدرر الكامنه ، بدائع البدائه ، الوافي بالوفيات 0
(3) الشيخ الإمام العالم المفتي الخطيب مجد الدين أبو محمد عبد الوهاب بن أحمد ابن أبي الفتح بن سحنون التنوخي الحنفي ، خطيب جامع النيرب ، كان طبيبا بجامع الصالحية ، وكان فاضلا ، توفي عن خمس وسبعين سنة ، وذلك سنة 694 هـ 0 أعيان العصر ، فوات الوفيات ، الوافي بالوفيات ، الدرر الكامنة 0(1/79)
ظافر الحداد (1) :
انظر إلى الخال على خده ... ولونه الأسود في الحُمْرة
كطابعٍ من عنبر خدّه ... ... مُحَرِّرٌ في وَسَطِ الجَمرة
أو قطعةٍ من نثر مسكٍ ... ... عَلَتْ طافيةً في رائق الخمرة
عماد الدين المَحِليّ (2) :
قيل لي مَن هويتَ قد عبث الشَّعْـ ... ر بخديه قلت ما ذاك عاره
جمرة الخدّ أحرقت عنبر الخا ... ... لِ فمن ذاك الدخان عِذاره
المهذب بن البرهان الحاسب الحلبي (3) :
ومهفهفٍ راقت نضارة خدّه ... ... فالعين تنظر منه أحسن منظر
أصلى بنار الخدّ عنبر خاله ... ... فبدا العِذار دخان ذاك العنبر
إبراهيم بن سهل المغربي :
وخاله نقطة من غنج مقلته ... ... أتى بها الحسن من آياته الكُبَر
جاءت بها العين نحو الخدّ زائرة ... فراقَها الورد فاستغنت عن الصّدر
شرف الدين أبو الطيب أحمد الحلاويّ (4) :
/ ... وزهت بوجهك للملاحة دولة ... ... خُدَّامُها دون المِلاح كثير ... ... 62
__________
(1) ظافر بن القاسم بن منصور بن خلف ، أبو منصور الجذامي الاسكندري الحداد الشاعر ، صاحب الديوان المشهور ، توفي سنة 525 هـ 0 الوافي بالوفيات ، خريدة القصر ، نفح الطيب ، وفيات الأعيان 0
(2) حسام بن عز بن يونس الفقيه ، عماد الدين أبو المناقب المصري المحلي الشافعي الأديب ، أقام بدمشق مدة ، وتوفي بها سنة 629 هـ 0 الوافي بالوفيات 0
(3) محمد بن محمد بن إبراهيم بن الخضر ، أبو نصر الحلبي الحاسب ، ويعرف بالسطيل ، ولقبه مهذب الدين ، كان والده يعرف بالبرهان المنجم الطبري ، ولد المهذب بحلب سنة 580 هـ ، وكان فاضلا أديبا صنف زيجا ، زمقدمة في الحساب ، وشعره في مجلدين ، استوطن صرخد ، وتوفي بها سنة 655 هـ 0 الوافي بالوفيات ، ذيل مرآة الزمان ، وفيات الأعيان 0
(4) شرف الدين أبو الطيب ابن الحلاوي الربعي الشاعر الموصلي الجندي ، ولد سنة 603 هـ وقال الشعر الجيد ، مدح الخلفاء والملوك ، وكان في خدمة بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل ، توفي سنة 656هـ 0 الوافي بالوفيات ، ذيل مرآة الزمان ، فوات الوفيات 0(1/80)
... في الخدّ ريحان وثغرك جوهر ... ... والخدّ عنبر دونه الكافور
آخر منه قول الآخر (1) [ الطويل ] :
... ومن عجب أن يحرسوك بخادم ... ... لقد غَلِطوا خدَّمُ حسنِك أكثر
... فردفك مثقال (2) وثغرك جوهر ... ... وصدغك عنبر (3) وخالك عنبر
مجير الدين محمد بن تميم (4) :
... رأيت حبة قلبي حين لاح لها ... ... محبوبها نفرت من حرّ أفكاري
... ثم استجارت بخد منه فهي به ... ... كالمستجير من الرمضاء بالنار
آخر :
... رَحِمتُ أسودَ ذاك الخال حين بدا ... ... في صفحة الخدّ مرموقا بأبصار
... كأنه بعض عباد الهنود وقد ... ... ألقى بمهجته في لُّجَّة النار
آخر (5) :
... لا تحسبوا شامةً في خدِّه طُبِعَت ... ... على نضارةِ خدٍّ راق منظره
... وإنما خدّه الصافي تخال به ... ... سواد عينك خالا حين تنظره
جمال الدين يوسف الصوفي :
... كم مات في شامات خدِّ مُعذِّبي ... ... مُحِبٌّ وكم قد ضلَّ في وصفها فكر
... وأحسبها حبَّ القلوب التي هوت ... ... على جنب خدّيه فأحرقها الجمرُ
/ شمس الدين محمد ابن التلمساني : ... ... ... ... ... ... ... 63
__________
(1) هذه الأبيات لبن زبلاق ، انظر ديوانه ، وروايتها هكذا :
... ... ... ومن عجب أن يحرسوك بخادم ... ... وخدّام هذا الحسن من ذاك أكثر
... ... ... عذارك ريحان وثغرك جوهر ... ... وخالك ياقوت وخدك عنبر
(2) كتب في الحاشية : المحفوظ هنا : عذارك ريحان 0
(3) كتب فوقها بخط غير خط المخطوطة : ياقوت 0
(4) محمد بن يعقوب بن علي ، مجير الدين ابن تميم الإسعردي ، سكن حماه ، وخدم الملك المنصور ، توفي بحماه سنة 684 هـ 0 الوافي بالوفيات ، أعيان العصر ، النجوم الزاهرة ، ذيل مرآة الزمان ، فوات الوفيات 0
(5) نسب عبد الرحيم العباسي هذا الشعر في معاهد التنصيص لمظفر الأعمى ، وهو مظفر بن إبراهيم بن جماعة بن علي بن سامي بن أحمد بن ناهض بن عبد الرزاق ، موفق الدين أبن أبي العز الأعمى العيلاني ، كان أديبا شاعرا مجيدا ، ولد سنة 544 هـ بمصر ، وتوفي بها سنة 623 هـ ، ودفن بسفح المقطم 0 الوافي بالوفيات ، فوات الوفيات ، مرآة الجنان ، معجم الأدباء ، وفيات الأعيان 0(1/81)
... بحقّ هذي الأعين الساحرة ... ... وحسن هذي الوجنة الزاهرة
... خفْ في الهوى إثميَ يا قاتلي ... ... فاليوم دنيا وغداً آخرة
... خِيلان ذاك الخدّ من مقلتي ... ... فهي إذاً في حُسنه حائرة
جمال الدين محمد ابن نباتة :
... عرِّجْ على حرم المحبوب منتصبا ... لقبلة الهم واعذرني على سهري
... وانظر إلى الخال دون الثغر فوق لمىً ... تجد بلالاً يراعي الصبحَ في السّحرِ
سعد الدين محمد بن عربي (1) :
... لا غرو إنْ أصبحتْ خِيلان وجنته ... جمرا فقد مسها من خدّه نار
... آياتُ حُسنٍ بخدّيه مسطّرةٌ ... ... لها من الخال أخماس وأعشار (2)
محيى الدين ابن عبد الظاهر :
ما شئتُ لي من ريقها ... ... سُكْرٌ وإلاّ سُكَّرُ
إنْ تخل من مسك العِذا ... ... رِ فخالها هو عنبر
محيى الدين ابن قرناص (3) :
كأنّ كلامه والريق منه ... ... ولم يتمازجا شهد وسكّر
وتحت عذاره خِيلان مسكٍ ... على الكافور [ قد ] سُتِرت بعنبر
__________
(1) محمد بن محمد بن علي ابن العربي الطائي الحاتمي ، سعد الدين ابن الشيخ محيى الدين ابن العربي ، الآديب الشاعر ، ولد بملطية سنة 618 هـ ، وكان شاعرا مجيدا ، توفي بدمشق سنة 656 هـ ، وقبره عند قبر أبيه بسفح قاسيون 0 الوافي بالوفيات ، فوات الوفيات ، نصرة الثائر 0
(2) جاء هذان البيتان في ديوان ابن المعتز ، ونسبا له 0
(3) علي بن إبراهيم بن عبد المحسن ابن قرناص ، علاء الدين الخزاعي الحموي الشافعي ، كان فصيح القراءة ، له نظم ، توفي سنة 712 هـ بدمشق ، ومولده سنة 654 هـ 0 أعيان العصر ، نصرة الثائر ، الوافي بالوفيات ، فوات الوفيات ، نفحة الريحانة 0(1/82)
بدر الدين محمد بن عبد الرحمن ابن الفويرة (1) [ مجزوء الكامل ] :
/ ... ... عاينت حبَّةَ خالِهِ ... في روضةٍ من جُلّنار ... ... ... ... 64
... ... فغدا فؤاديَ طائراً ... فاصطاده شرك العِذار
ابن خفاجة الأندلسي [ الطويل ] :
... ألمَّ يُسقِّيني سُلافةَ ريقه ... ... وطورا يُحيِّني بآس عِذاره
... فنلت مراد النفس من أقحوانةٍ ... ... شممت عليها نفحة لعذار
... ووجهٍ تخال الخال في صحن خدّه ... فُتَاتَةَ مسكٍ فوق جذوة ناره
ابن رشيق المغربي (2) [ الخفيف ] :
... حبذا الخال كائنا منه بيـ ... ... ن الجيد والخدّ رِقْبَةً وحذارا
... رام تقبيلَه اختلاسا ولكن ... ... خاف من لحظ طرفه فتوارى
محاسن الشواء [ الكامل ] :
... قالوا حبيبك قد تضوّع نشره ... ... حتى غدا منه الفضاء معطرا
فأجبتهم والخال يعلو خدّه ... ... أوَما تروْن النارَ تُحْرِقُ عنبرا
وقال أيضا :
أريقك أم سلافة بابلي ... ... وخدك أم حديقة جُلّنار
ووجهك أم هلال في قضيب ... وخالك أم ظلام في نهار
بدر الدين حسن بن علي الغزي مضمنا :
/ ... قالوا ونار الخدِّ يعبق فوقها ... خال شذتْ نسماته لمّا سرت ... ... 65
... طاب الهواء فقلت لم يطب الهوى ... لولا اشتعال النار فيما جاورت ...
ابن النبيه :
... يا كعبةً من خالها حجرٌ لها ... بعيدٌ علينا حجها واعتمارها
... فإنْ بلغتها النفس يوما بشقها ... فقلبي لها هدي ودمعي جمارها
شمس (3) الدين محمد بن العفيف :
... يا خالَهُ خضرة بعارضه ... ... حرَستها من متيم مُغرى
__________
(1) محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن حفاظ ، أبو عبد الله بدر الدين السلمي الحنفي الدمشقي ، ابن الفويرة ، أخذ العربية عن ابن مالك ، ونظر في الأصول ، وقال الشعر الفائق ، وكان ذا دين ومروءة ، وهو والد القاضي جمال الدين ابن الفويرة ، توفي بدمشق سنة 674 هـ 0 النجوم الزاهرة ، أعيان العصر ، الوافي بالوفيات ، فوات الوفيات 0
(2) هو ابن سناء الملك وقد سبقت ترجمته 0
(3) كتبت : سيف الدين ، وهو تصحيف ، وقد ذكر الصفدي نفسه هذين البيتين في الوافي بالوفيات ، ونسبهما إلى شمس الدين ابن العفيف ، وليس سيف الدين(1/83)
... كف عن العاشقين مُقتصرا ... هل أنت إلاّ حويرس الخضرا
نور الدين علي بن سعيد المغربي (1) :
... انظر لوجنته فمن آياتها ... ماء يحفّ بجذوة من نار
... وكأنما خطّ العذارَ مهندسٌ ... والخال فيه نقطة البيكار
محاسن الشواء :
... وما أنبتت في خده الآس شامةٌ ... ... لتزري بالمحمر من جُلّناره
... ولكن أراد الحسنُ تكميل خلقه ... ... فجاء بها أنموذجا من عِذاره
ظافر الحداد الإسكندري :
... انظر إلى الخال على خدّه ... ... ولونه الأسود في الحمرة
... كطابع من عنبر خطّه ... ... ... محرر في وسط الجمرة
/ ... أو أنه حبة مسك علت ... ... ... طافية في رائق الخمرة (2) ... ... 66
وقال (3) [ الكامل ] :
... يا أيها الرّشأ الذي لمّا بدا ... ... مُحِيَتْ لديه محاسن الأقمار
... ما راح خدك وهو دائرة المنى ... ... إلاّ وخالك نقطة البركار
وقال ايضا :
... من مجيري من حبّ أحور أحوى ... لست أقوى لصده ونفاره
... صاد طير الفؤاد منّي بخال ... ... قد غدا حبّة لفخ عذاره
وقال أيضا مضمنا :
... له وجنة فيها من الخال نقطة ... ... مداري عليها في الهوى ومدارها
... تضوع تحت الخال وجنتها شذاً ... ... لقد أوقدت بالمندل الرطب نارها
وقال أيضا :
... لمّا تكامل حسنه قلت استعذ ... ... من عين الحاسدين وبخّر
... فالجمر في خدّيك شبّ وفوقه ... ... شعرات شامته فتائل عنبر
وقال أيضا :
... على ثغره البسام أسود خاله ... ... وفيه الثنايا مثل عقد من الدّرِ
... فقلت زمان الوصل راق محاسنا ... ... فكيف علت من فوقه ساعة الهجر
__________
(1) علي بن موسى بن سعيد المغربي الغماري العنسي ، الأديب ، نور الدين ، جال في الديار المصرية والعراق والشام ، وجمع وصنّف ونظم ، وهو صاحب كتاب : المغرب في حلى المغرب ، والمشرق في أخبار أهل المشرق ، والمرقص والمطرب ، توفي سنة 673 هـ 0 الوافي بالوفيات ، فوات الوفيات 0
(2) سبق وذكر المؤلف هذه الأبيات مع اختلاف يسير في صدر البيت الثالث ، وفي هذا دليل على أن المؤلف كان على عجلة من أمره ، ولم يعاود النظر في كتابه ؛ ليحذف ما تكرر منه 0
(3) قال الصفدي في الوافي بالوفيات : وقلت أنا أيضا ، وذكر هذه الأبيات(1/84)
/ ... ... ... ... ... قافية الزاي ... ... ... 67 ...
أبو الفتح ابن قادوس (1) :
... ... ديباج خدَّيه بِسُنْـ ... دُسِ عارضيه مُفَرْوَزُ
... ... وبخده خال لِدا ... ئرة الملاحة مَرْكَزُ
بدر الدين مظفر بن محمد المنبجي (2) :
... ولربّ موشيِّ المحيا باسمٍ ... ... عن لؤلؤ في خده تطريز
... قد أُعجمت بالحُسن نقطة خاله ... ... وله عليه أدلة ورموز
وقال :
... قلت لمّا رأيت خدَّ مليح ... ... بعذار خيلانه تطريز
... ما ألد القُرص البياض وفيه ... ... آنسون ووسطه شونيز
وقال أيضا :
... دون عطف الصدغ خال ... ... ... سلب الصبر وبزّه ...
... فغدا قلبي رهينا ... ... ... تحت مِسمارٍ ورزّ’
/ ... ... ... ... قافية السين ... ... ... ... 68
مجير الدين محمد بن تميم :
أبدى الذي أعشقه شامة ... ... تريد بلبالي ووسواسي
بصحن خدّ لم يغض ماؤه ... ولم تخضه أعين الناس
ابن سناء الملك [ الطويل ] :
... لها الحسن لي فيها الجوى لعواذلي ... ... خلافي لطرفي دمعي المتعطرس
... ولم تسخُ من دينار خدّ بحبّة ... ... ... من الخال مع علم بأني مفلس
الرشيد النابلسي :
... يا شادناً سلب المُحبَ رقاده ... ... فجفونه سكرى اللواحظ نُعسُ
... لله من دينار وجهك حبّة ... ... ... للخال يمنعها المحب المفلس
نجم الدين ابن إسرائيل (3) :
... ونشوان يجلو البدر من حسن وجهه ... علينا قضيب ليّن القدر مائس
... على خدّه خال من الندّ أسودٌ ... ... ولا عجب أن يحفظ الثغر حارس
وقال :
__________
(1) محمود بن إسماعيل ابن قادوس القاضي أ أبو الفتح المصري الكاتب ، صاحب ديوان الإنشاء بالديار المصرية ، أصله من دمياط ، توفي سنة 551 هـ 0 فوات الوفيات ، وفيات الأعيان ، خريدة القصر ، الوافي بالوفيات 0
(2) ورد له ذكر في أعيان العصر ، والوافي بالوفيات ، وكلاهما للصفدي صاحب الكتاب هذا 0
(3) محمد بن سوار بن إسرائيل بن الخضر بن إسرائيل بن الحسن بن علي بن الحسين ، نجم الدين أبو المعالي الشيباني الشاعر المشهور ، ولد بدمشق سنة 603هـ ، وتوفي بها سنة 677 هـ ، ودفن داخل قبة الشيخ رسلان 0 فوات الوفيات ، الوافي بالوفيات ، عقد الجمان ، ذيل مرآة الزمان ، أعيان العصر ، النجوم الزاهرة 0(1/85)
... ... ولقد أقول لمن سباني خالع ... منه بلون حِرتُ في تطويسه
... ... بصري حديدٌ بات يجذبه الهوى ... ... قسرا بخالك نحو مغناطيسه
وقال أيضا من أبيات :
/ ... ... والخطّ مُذ خطّ العذار ومدّه ... ... لم يرض بالتقليد من إقليدس 69
... ... ومضت مضارب مقلتيك بخطّه ... ... فقُتِلْتُ بين مهند ومهندس
... ... ومن العجائب خال خدك في لظى ... والصدغ يرفل في لباس السندس
وقال في خال على الفم :
... ... إنْ التجى القلب إلى معقل ... للصبر ولّى وهو معكوس
... ... وخاله يمنعني لثمه ... ... فكل ثغر رمت محروس
وقال :
... ... عاينت في خالٍ تضرج شامة ... بوجه ظبي بالملاحة قد كُسي
... ... قصرت في تشبيهها بشرارة ... طُفِئت وقد وقعت بثوب أطلس
وقال :
في عذار الحب خال ... قد حكى عند النفوس
بلبلاً قد أودعوه ... قفصا من آبنوس
...
/ ... ... ... ... قافية الشين ... ... ... ... 70
...
... مليك الحسن أحيى في المُحيَّا ... ... ملوكا في نعيم وانتعاشِ
... فكسرى في الجفون ووجنتاه ... ... بها النعمان والخال النجاشي
عون الدين سليمان (1) :
... لهيب الخد حين بدا لعيني ... ... هفا قلبي إليه كالفَراش
... فأحرقه فصار عليه خالا ... ... ... وها أثر الدخان على الفِراش
وقال :
... له وجنة تزهى وتندى نضارةً ... ... ولم تخلُ من خيلانه ورشاشِها
... وتفرش ديباجا حكى رونق الضحى ... وتضحي فتيت المسك فوق فراشها
وقال أيضا :
... أحببته قرقعي الريق حين غدا ... ... وكرم صدغيه بالريحان معروش
... مستودع الحسن وانظر تلق وجنته ... ديباجها وهو بالشامات مرشوش
وقال أيضا :
خاله في صحن خده ... ... نوره الأبصارَ يُعشي
نقطةٌ قصّر عنها الكون ... ... في فصِّ بلخش
/ ... ... ... ... قافية الصاد ... ... ... ... 71
وقال :
... خلت وقد شفَّ شَعر عارضه ... ... من فوق خالٍ نمت به غصصي
... شحرور روض للحسن علّقه ... ... من آبنوس العِذار في قفص
__________
(1) سليمان بن عبد المجيد بن حسن بن عبد الله بن الحسن الأديب البارع عون الدين ابن العجمي الحلبي الكاتب ، ولد سنة 606 هـ ، وتوفي سنة 656 هـ بدمشق ، كان كاتبا مترسلا وشاعرا ، ولي الأوقاف بحلب ، وتقدم عند الملك الناصر ، وحظي عنده 0 فوات الوفيات ، النجوم الزاهرة ، الوافي بالوفيات ، وفيات الأعيان 0(1/86)
/ ... ... ... ... قافية الضاد ... ... ... ... 72
أبو تمام ابن رباح الحجام :
خيلان خدك ردّت ... صحيح قلبي مريضا
في العين سود ولكنْ ... ما زلن في القلب بيضا
بعض الشعراء وكان على عينه فصّ (1) :
... لست آسى لفقد إنسان عيني ... ... وجميع الجمال في معتاضه
... وحبيبي من مقلتي أخذ الخا ... ... ل وأعطى سوادها من بياضه
وقال :
... بجيدك شامة زانته وضعا ... ... وزانت وجنةً حمراء بيضا
... فما نقّطت جيم الجيد إلاّ وقد نقّطت خاء الخد أيضا
وقال في ذمه :
... قالوا أتهجو الخال قلت اسمعوا ... ... بالله ما جاء به فيضي
... إني قد شبهته للورى ... ... بخنفساء في دم الحيض
/ ... ... ... قافية الطاء ... ... ... ... ... 73
عفيف الدين التلمساني :
... ... له حُسن شكلٍ من غوايةِ فاتنٍ ... ... ومن صورة الخيلان من شكله نقط
... ... فمن تنبت خط كما جاء صدغه ... ... ويقصر عن عطفيه ما يُنبت الخطُّ
شهاب الدين التلعفري :
... ... أمن لحظه أم لفظه أم رُضابه ... ... يميل على أنّ الثلاثة اسفنط
... ... له خال خدٍّ عمَّ بالوجد والأسى ... ... مُحبيه هل في قتلهم جاءه خطُّ
مجير الدين محمد بن تميم :
... ... ومهفهف خيلانه وعذاره ... ... قد جاوزا حدّ الجمال وأفرطا
... ... فكأنما كتب العذار بخده ... ... ... سطراً بحبات القلوب ونقّطا
آخر :
... ... شبهت خديه دينارين قد وُزِنا ... ... والصيرفي لها وزنا قد احتاطا
... ... فشحّ بعضهما عن وزن صاحبه ... ... فحطّ فوق الذي شحّ قيراطا
محيى الدين بن عبد الظاهر :
ما خاله بأنفه ... ... كطابع الحسن فقط
بل إنه من كحل ... ... مِن مقلتيه قد نَقَط
/ محاسن الشواء : ... ... ... ... ... ... ... ... ... 74
... ... أظن كاتب ميم الصدغ قد غلِطا ... ... لنه فوقها بالخال قد نقطا
... ... أستغفر الله إلاّ أن يريد بها ... ... نون العذار ولو لم يعنها كشطا
... ... والله سبحانه يأبى لمتخذ ... ... لمثل خدك طرسا ان يخط خطا
جمال الدين محمد بن نباتة :
نقطة خال ووجنة جعلا ... ... لي في الهوى بعد توبتي غبطة
__________
(1) جاء في خريدة العصر أن هذه الأبيات لأبي الوليد أحمد بن عبد الله بن زيدون القرطبي ، وزير آل عباد ، قالها في أبي الحسن بن منصور الديلمي وكان في عينه فص ، وفي محبوبه خال 0(1/87)
فيا لها وجنة مُعَشَّقّةٌ ... ... صرت عليها أقول بالنقطة
سراج الدين عمر الوراق :
أرأيت قبل عِذاره ... ... مسكاً على ورد يُخطُّ
ورأيت حسن الشكل ... ... زيّنه وذاك الخالُ نقط
وكذاك كل مُحرَّرٍ ... ... يُخشى عليه عليه ضبط
بدر الدين يوسف بن لؤلؤ الذهبي
... ... وخرّج في الخد العذار حواشيا ... ... على صفحات منه بالمسك تُخْتطُّ
... ... فأشكل لمّأ بان في الخد شكله ... ... فيا عجبا منه وخيلانه نقط
ابن نفاذة (1) :
... ... فتاكة ما سُلَّ سيف لِحاظها ... ... إلاّ وذلَّ الشنفرى وتأبط
... ... ضم الجمال فصاده من عينها ... ... والنون حاجبها بخال يُنقط
/ ... ... والميم فوها فالحروف تألّفت ... ... مكتوبة والصّبر منها يكشط ... 75
وقال :
... ... لا تحسبوا أنّ شاماتٍ بطلعته ... ... قد خطّها حُسنه في وجنتيه خطا
... ... وإنما الروض في خدّيه منهلُه ... ... عذبٌ أتاه من الخيلان سرب قطا
/ ... ... قافية الظاء ... ... 76
ابن مقاتل الحموي (2) : ...
... ... ... ومليح عمّه الحـ ... ن بخال مثل حظي
... ... ... وقع البحث عليه ... بينه وبين لفظي
... ... ... قال هذا خال خدي قلت بل ابن أخت لحظي
وقلت :
... ... قال لي عاذلي ليثني عناني ... ... قد تعشّقت قاسي القلب فظّا
... ... قلت إني شُغِلت منه بخال ... ... في نعيمٍ من خدّه يتلظّا
/ ... ... ... ... ... قافية العين ... ... 77 ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...
ابن خفاجة الأندلسي يذم عذارا وخالاً :
... ... أزرى الحياء به فرأسٌ ناكسٌ ... ... مال الحياء به وطرف ٌ خاشع
__________
(1) شمس الدولة أحمد بن نفاذة السلمي الدمشقي ، كان عند السلطان صلاح الدين ابن أيوب في عداد رؤساء الأجناد أ الذين يسمونهم بالأمراء ، ولد بدمشق سنة 541 ، ومات بها سنة 601 هـ ، كان شاعرا مجيدا ، له من القصائد الطوال ما يدل على اقتداره 0 الوافي بالوفيات ، فوات الوفيات ، معاهد التنصيص 0
(2) علاء الدين علي بن مقاتل الحموي التاجر ، صاحب الأزجال المشهورة ، له المعاني الجيدة ، ولكنه عامي النظم قليلا ، ولد بحماه سنة 664 هـ ، وتوفي سنة 761هـ 0 الوافي بالوفيات ، أعيان العصر ، النجوم الزاهرة ، تصحيح التصحيف وتحرير التحريف 0(1/88)
... ... وعفا مصيف للشباب ومربع ... ... وارفض شملٌ للصبابة جامع
... ... فعدلت عن طلل هنالك دارس ... ... للخال فيه غراب بين واقع
بدر الدين حسن بن علي الغزي :
... ... لمّا رأيت الخال في وجنات مَنْ ... ... أصبوا إليه ووصله ممنوع
... ... بالغت في استحسانه إذ شكله ... ... في خدِّ مَنْ أحببته مطبوع
شهاب الدين أحمد ابن أبي الخوف (1) :
... ... ... قلت لمّا لاح في الخد ... ... له نقش بديع
... ... ... من دواة الخال ظني ... ... ذلك الخط الرفيع
وقلت :
... ... لك خد من تحت خيلان حُسن ... ... سرُّها في الضمير ليس يذيع
... ... خمرة كالعقيق لكن علاها ... ... حبيبٌ أسود وهذا بديع
/ ... قافية الغين ... ... ... ... ... 78
محاسن الشواء من أبيات :
... ... ربّ عدل بغير عدل بقلبي ... ... منه لذعٌ ولا حرارة لدغ
... ... لو تأملت قاتلي بهواه ... ... ... لتحيرت بين خال وصدغ
بدر الدين حسن الغزي :
... ... أرى الخال فوق الخد يزهى وإنني ... لأعذل من وجدي عليه فلا أصغي
... ... كقطعة ند فوق نار وأن تشا فقل ... ... قد زانها صولج الصدغ
وقلت :
... ... ... قالت الحسناء قولا ... ... سوَّل الموت وسوغ
... ... ... لا أرى قط فؤاداً ... ... ... من هوى خالٍ تفرغ
/ ... ... ... ... ... قافية الفاء ... ... 79 ...
ابن اللبانة :
... ... بدا على خده خال يزينه ... ... فزادني شغفا به إلى شغفي
... ... كأن حبةَ قلبي عند رؤيته ... طارت فقلت لها في الخد منه قفي
محيى الدين ابن عبد الظاهر : ...
... ... خالٌ شُغفت بحبه ... ... ولكم شغفت بوصفه
... ... أنِفَ الذي من عارضيه ... ... فحلَّ ذِروةَ أنْفِه
وقال فيه أيضا :
... ... من أنفه الخال الذي ... ... شغل البرية وصفه
... ... فبحسنه وبطرفه ... ... ... قد كان يشمخ أنفه
وقال فيه أيضا :
... ... كأنما خيلانه بأنفه ... ... الروض الأنف
... ... أولا فكالأخماس والأعشار ... في جنب الصحف
محاسن الشواء :
... له غُرّة في طرَّة ثو عارضٌ ... ... وخالٌ على خدٍّ يحار له طرفي
__________
(1) أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عماد الدين أبي الحرم مكي بن مسلم ابن أبي الخوف ، المعروف بعوكل ، شهاب الدين ، كان ينظم المقاطع الجيدة ، توفي سنة 749 هـ في طاعون دمشق ، وله من العمر أربعون سنة 0 الوافي بالوفيات ، أعيان العصر 0(1/89)
... وثغرٌ شتيتٌ كالجمان وريقه ... ... صفت فهي كافورية اللون والعرف
... ووجه منير فوق قدٍّ مهفهفٍ ... ... على كفل رابٍ يجلّ عن الوصف
/ ... كأن الذي عاينته من جماله ... ... بلا شبهةٍ فيما أقول ولا خُلف ... 80 ... ... ضحىً في دجى مسكٍ وآسٍ على لظى ... حجىً في طلا بدرٌ وغصنٌ على حقف ...
ابن مماتى :
... عجبت له خالاً على نار وجنةٍ ... ... فلا نشره يغني ولا النار تنطفي
ابن منير الطرابلسي [ الكامل ] :
... يبدو فتقرأ في صحيفة خدِّه ... ... من مشْقِ أقلام الملاحة أحرُفا
... نُقِشَتْ بنقطة خاله ورقيبها ... ... وبناتِ عارضهِ فَخيلَت مُصحفا
بدر الدين يوسف بن لؤلؤ الذهبي :
... حِرْتُ في نظم ثغره من لآلٍ ... ... أفحمتني لديه وصفا ورصفا
... وسباني خطّ العذارين لمّا ... ... نقطته الخيلان حرفا فحرفا
أمية بن أبي الصلت الأندلسي (1) [ الرجز ] :
قد أزهر الورد على خده ... ... لكنه ممتنع القطف
كأنما الخال به نقطة ... ... قد قَطَرَتْ من كحل الطرف
وقلت في ذمّه :
قد رحل الحُسنُ عن مُحيا ... ... حبيب قلبي بلا خلاف
فدار فيها العِذار نؤيا ... ... ... وصار خيلانه أثافي
/ ... ... ... ... قافية القاف ... ... ... 81
العفيف التلمساني :
... شَعر حكى من عنبر سُلَّما ... ... فرام إنساني به المرتقى
... حتى إذا صار إلى خده ... ... ... صيَّره خالاً به مُحرِقا
__________
(1) أبو الصلت أمية بن عبد العزيز بن أبي الصلت الأندلسي الداني ، كان فاضلا في علوم الأدب ، له كتاب الحديقة ، صنفه على نمط يتيمة الدهر للثعالبي ، وكان عارفا بفن الحكمة ، فكان يقال له الأديب الحكيم ، رحل إلى الأندلس ، وسكن ثغر الإسكندرية ، وانتقل في آخر زمانه إلى المهدية ، وتوفي بها سنة 529 هـ 0 الوافي بالوفيات ، خريدة القصر ، مرآة الجنان ، معجم الأدباء ، نفح الطيب ، وفيات الأعيان 0(1/90)
التطيلي الأصغر الأندلسي (1) :
... ديباج حسنٍ كان غُفلاً ناقصا ... ... فأتمه علم الشباب المؤنق
... عامت به الفضل شامة خدّه ... ... فغدا العِذار زُويرقا لا يغرق
مجير الدين محمد بن تميم :
... وكأنما الخال الذي في خدّه ... ... المحمرّ تشبيها على التحقيق
... عبدٌ جنى ذنباً وهُدد فاختفى ... ... خوفَ العقوبة في رياض شقيق
سراج الدين الوراق :
... ذو طُرَّةٍ يُعيذها ربّ الدُّجى ... ... وطلعةٍ يُعيذها ربّ الفلق
... الماء والنار معاً في خدّ÷ ... ... أما ترى الخالَ طفا ثم احترق
ظافر الحداد الإسكندري :
... انظر إلى الخال على خدّه ... ... فإنّ فيه كل معنى دقيق
... كوجه زنجي بدا في خلال ... ... النار يدعو بالحريق الحريق
... أو السواد المستحبّ الذي ... ... يلمح في خمره زهر الشقيق
/ وقال أيضا : ... ... ... ... ... ... ... ... 82
... كأنما الخال في محمرّ وجنتها ... ... وحوله جُدَريٌّ زان مشرقه
... ملكٌ من الزنج قد وافى على شرفٍ ... والروم قد أضرمت نارا لتحرقه
تاج الدين مظفر الذهبي (2) :
... وألعسَ داوى غلتي برحيقه ... ... فما زادني إلاّ لهيبَ حريق
... وفي عجبٍ أني خُذِلت بخده ... ... وليس سوى خالٍ به وشقيقِ
__________
(1) إبراهيم بن محمد التُطَيْلي ، أبو إسحاق الضرير ، نشأ بقرطبة ، وسكن إشبيلية ، وكان يعرف بالتطيلي الأصغر ، واشتهر بالشعر بعد أبي العباس التطيلي الأعمى بزمان يسير ـ تحفة القادم 0 الوافي بالوفيات ، نكت الهميان في نكت العميان 0
(2) مظفر بن محاسن بن علي ، تاج الدين الموصلي الأصل ، الدمشقي المولد الذهبي ، مولده سنة 607 هـ ، وتوفي سنة 686 هـ ، قال ابن حيان أثير الدين : استعرت ديوانه منه ، وكتبت منه كثيرا 0 فوات الوفيات ، أعيان العصر ، الوافي بالوفيات 0(1/91)
نور الدين الأسعردي (1) :
... ... لله زنجيّ ذاك الخال جاء به ... حُسنا إلى خدّه المحمر كالشفق
... ... فحين عاين عينيه واسِمُها ... ولّى فرارا وألقى الخال في العنق
ابن خفاجة الأندلسي :
... ... أفديه ذا وجنة كالروض زاهرة ... ... يسقى بماء الحياء ورد بها عَبِق
... ... كأنّ خيلانه في نور طلعته ... ... كواكبٌ في شعاع الشمس تحترق
شمس الدين محمد بن التلمساني :
نشوان قد عانقه شَعره ... ... فماسَ عُجْبا كالقضيب الرطيب
يا خاله الخالد في جنة قلبي لا أنت الغريق الحريق
تاج الدين الصرخدي (2) :
... ... لا تحسبوا خاله الندي عنبرةً ... ... أضحى بها خدّه الوردي قد عبِقا
... ... وإنما كان قلبي من تململه ... ... ألقى على الخدّ جزءا منه فاحترقا
/محيى الدين ابن عبد الظاهر : ... ... ... ... ... ... ... ... 83
... ... ألحقَ الشَّعرَ منه في صفحة الخدّ ... سطورا من الحواشي الدقاق
... ... كتب الخال فوقها صحَّ ما قد ... ... خرَّج الحُسن فيك من الحاق
وقال :
... ... كم لي عدوٌّ في هواه وإنْ ... ... قاطعني أو صدَّكم لي صديق
... ... مسواكه والخالُ قد قُسِّما ... ... لذا رحيق ولهذا حريق
آخر :
... ... لا تحسبن الذي في الجيد شامتَه ... ... مخلوقة من دُجا صدغيه والغسق
... ... لكنها حبّة القلب التي احترقت ... ... من جَوْرِه عُلِّقَتْ للظُّلم في العنق
آخر :
... ... خضرةُ خدَّيه ربيع ناظري ... ... كالغصن في أول إخراج الورق
__________
(1) محمد بن محمد ، وقيل محمد بن عبد العزيز بن عبد الصمد بن رستم الأسعردي ، نور الدين ، أبو بكر الشاعر ، ولد سنة 619 ، وتوفي في سنة 656 هـ ، وكان من كبار شعراء الملك الناصر ، وله ديوان شعر غلب عليه المجون ، وأفرد هزلياته من شعره وجمعها وسمى ذلك : سلافة الزرجون في الخلاعة والمجون 0 الوافي بالوفيات ، ذيل مرآة الزمان ، فوات الوفيات ، نكت الهميان ، أعيان العصر 0
(2) محمود بن عابد بن حسين بن محمد ، الشيخ تاج الدين ، أبو الثناء التميمي الصرخدي النحوي الشاعر المشهور ، الحنفي ، ولد بصرخد سنة 598هـ ، وتوفي بدمشق سنة 674 هـ ، فوات الوفيات ، النجوم الزاهرة ، ذيل مرآة الزمان ، عقد الجمان(1/92)
... ... فحاذروا حمرة خديه التي ... ... قد حُسِد الخال عليها فاحترق
الحاجري :
... ... وكأنّ خالا فوق صفحة خدّه ... ... من تحت صدغ كالظلام الغاسق
... ... أثَر الشّرارة في قميص أحمر ... ... أو نقطةٌ بالمسك فوق شقائق
علاء الدين الطنبغا الجاولي (1) :
... ... زهت عقارب أصداغ له مُسِخَت ... ... صِغار نملٍ على خديه واحترقت
... ... حتى إذا جُمِعت عادت بوجنته ... ... حباتُ مسكٍ على الخدين وافترقت
/ أسعد بن إبراهيم الموصلي (2) : ... ... ... ... ... ... ... 84
... ... كأن أرواح أهل العشق سائرةٌ ... ... إلى جمالك بالتقريب والعنق
... ... تؤم كعبة حسن خالها حجر ... ... في الخد أسوده في أبيض يقق
وقلت من جملة زجل عارضت فيه ابن النبيه :
... ... يا فؤادي لا تحول عن ... ... ... حبّ هذا الظبي الأحور
... ... إياك أن يُطغيك لايم ... ... ... قال كنك بو تعذر
... ... ما ترى كافور خدّه ... ... ... وعليه الخال عنبر
... ... لا تخف صولة غدار و ... ... ... دع يجي ومركب أبلق
وقلت دوبيت مردفا من موشحه :
... ... قاني الوجنات ينتمي للقان ... ... صعب الخلق
... ... إن قلت أموت في الهوى ناداني ... ... هذا يسقي
... ... فاعجب لرضابه شفى الظمآن ... ... يُذكي حُرقي
... ... والخد به على النيران ... ... ... لم يحترق
وقلت :
... ... كأنما الخال الذي ... ... نفسي به قد عَلِقت
... ... زنجية في لجة ... ... ... صافيةٍ قد غرقت
وقلت :
... ... يا حُسنَ ذاك الخال لمّا ... ... بدا في خده الأحمر للخلق
... ... كالهند في تقريب جثمانها ... ... تخوض في النار إلى الحلق
وقلت في ذمّه :
... ... انظر إلى الخال بخد الذي ... ... لم يرعَ للصب الشجيِّ حقه
... ... كبقعةٍ في حقهٍ قد رمى ... ... ... مُسْتَقْذِرٌ من فوقها بصقة
/ قافية الكاف ... ... 85
سيف الدين المشد :
... ... طرفي لبعدك ما يملّ من البكا ... ... والقلب ذاب من الغرام وما شكى
__________
(1) الطنبغا علاء الدين الجاولي ، مملوك كان عند الأمير علم الدين سنجر الجاولي دوادار لمّا كان بغزة ، وكان حسن الصورة ، وكان نادرا في أبناء جنسه ، نظم الشعر الجيد ، وتوفي بدمشق سنة 744هـ بعلة الإستسقاء 0 فوات الوفيات ، الوافي بالوفيات ، أعيان العصر ، الدرر الكامنة 0
(2) لم أعثر له على ترجمة فيما بين يدي من مصادر 0(1/93)
... ... يا من تعنبر خده بعذاره ... ... ... لمّا غدا بالخال منه مُمسكا
محاسن الشواء :
... ... أبى طيفها إلاّ التخرص والإفكا ... ... ونلظرها إلاّ التقنص والفتكا
... ... ربيبة خدرٍ خدُّها يُوضح الهدى ... ... لعاشقه والخال يلزمه الشَّكا
... ... إذا نظرت أهدت لناظر وجهها ... ... أقاحي ثغر يُخجل الّرّ والسِلكا
... ... كَفَرَت بكافور الترائب إنْ بدا ... ... وقد غاب عنّي خالها أمْسَكَت مِسكا
محيى الدين بن عبد الظاهر :
... ... عنبريٌّ يرُوقني العَجْز منه ... ... ولكم راق عاشقا تفريكه
... ... كلما قلت خالُه المسك قال ... ... المسك حاشاه بل أنا مملوكه
وقلت أنا في ذلك :
... ... أُشبِّه الخال على ثغره ... ... تشبيه من لا عنده شكّ
... ... بسبحةٍ من جوهرٍ أُودِعَتْ ... حقَّ عقيق قفله مسك
وقلت :
... ... حام على الخد منه خال ... ... وبات عند العذاب شاكي
... ... مُذ ردَّ من ورده سليما ... ... أمسكه المسك في شباكي
/ وقلت أيضا : ... ... ... ... ... ... ... ... ... 86
... ... قد شفَّ تحت عِذاره خال ... غدا شرك العقول وفتنة النُّساك
... ... فكأنما هو خادم قدَّمه ... ... روض أطلَّ عليه من شُبَّاك
/ قافية اللام ... ... ... ... 87
ابن المعتز :
... ... غِلالة خدّه وردٌ جنيٌّ ... ... ونون الصدغ معجمه بخال
آخر (1) :
... ... أسفر ضوء الصبح عن وجهه ... ... فقام خال الخد فيه بِلال
... ... كأنما الخال على خدّه ... ... ... ساعة هجرٍ في زمان الوصال
ابن وكيع (2) :
... ... إنّ الشقيق رأى محاسن وجهه ... ... فأراد أن يحكيه في أحواله
... ... فأفاد حمرة لونه من خدّه ... ... وأفاد لون سواده من خاله
محاسن الشواء :
... ... أهوى الدُّجى لمّا غدا يُشبهه ... ... من أوجهٍ صِيغت على مثاله
__________
(1) وردت هذه الأبيات في الوافي بالوفيات ، ونفح الطيب ، ووفيات الأعيان بلا عزو 0
(2) الحسن بن علي بن أحمد بن محمد بن خلف الضبي التنيسي ، شاعر مجيد ، أصله من بغداد ، ومولده ووفاته في تنيس بمصر ، وكانت في لسانه عجمة ، وكان على حظ كبير من الظرف ، وخفة الروح ، وكان على حظ من اليسار ، مكبا على شرب الخمر ، له ديوان شعر مطبوع ، وكتاب المنصف في سرقات المتنبي ، ت 393 هـ 0 وفيات الأعيان ، الوافي بالوفيات 0(1/94)
... ... أنجمه كثغره وبدره كوجهه ... ... وجنحه كخاله
وقال أيضا :
... ... تتايه إدلالاً بغرط دلاله ... ... وقد جالت الأبصار حول جلاله
... ... بدا فأرانا صورة الكفر في الدُّجى ... ضياءُ مُحيَّاه وظلمةُ خاله
كمال الدين ابن النبيه :
... ... من لي بمُرخَى الأصداغ بَلْبَلَها ... ... كما يَمُدُّ الحبَائِلَ الحابل
/ ... ... وخاله بالعِذار ملتحفٌ ... ... ... كحارس في حديقة خامل ... 88
ابن الساعاتي :
شفَّ قلبي دلاله ... ... من شفائي وِصاله
وغرامي بخاله ... ... جلّ عما تخاله
وقال أيضا :
... ... يهيجُ جود دموعي بخلها كرما ... ... وما سمعت بجود هاجه بخل
... ... فقُل لصفحة خدَّيها مُغالطةً ... ... إني أهيمُ بخالٍ كلُّه شُغُلَ
... ... لليلةٍ آيةٌ في صبح وجنتها ... ... مَن لي بها لو محاها اللثم والقُبَلُ
وقال أيضا :
من لي بقاسي القلب ليس يزول ... ... من بالي ولست بخاطر في باله
وكأنّ فجرا في بقية ليلةٍ ... ... ... في جمر ذاك الخد فحمةُ خاله
وقال أيضا :
سافرةٌ عن طلعة ما انتقبت ... إلاّ وغار البدر من هلالها
مخجلة بنتَ الحباب وجنّةٌ ... لتعس جدي ولهي بخالها
سيف الدين المشد :
لأن تمسكت بحبي رشاً ... ... تقبيله فرض على الواله
فالعروة الوثقى بأصداغه ... والحجر الأسود في خاله
ابن منير الطرابلسي :
/ سبكت حبة قلبي ... ... وصغتها لك خالا ... ... ... 89
فقد كستني نحولا ... ... وقد كستك جمالا
نور الدين الأسعردي :
... ... أقدَّ السمهري إذا تثنى ... ... سلبتَ الغُصنَ حُسن الإعتدال
... ... وخالك حين عمَّ الخدَّ حُسناً ... به أضحى فؤادي غير خال
شرف الدين ابن عنين (1) :
__________
(1) محمد بن نصر الله بن مكارم بن الحسن ابن عنين ، أبو المحاسن ، شرف الدين الزرعي الحوراني الدمشقي الأنصاري ، أعظم شعراء عصره ، مولده بدمشق سنة 549 هـ ، ووفاته بها سنة 630 هـ ، وكان يقوا إن أصله من الكوفة من الأنصار ، وكان هجّاء قلّ من سلم من شره في دمشق 0 أعيان العصر ، النجوم الزاهرة ، الدرر الكامنة ، وفيات الأعيان ، الوافي بالوفيات ، فوات الوفيات ، خريدة القصر 0(1/95)
... ... صافي أديم الحسن ما خطّت يد الـ ... أيام في خدّيه سطرا مشكّلا (1)
... ... ما عمه بالحسن عنبر خاله ... ... إلاّ ليصبح بالسواد مجمّلا
سيف الدين المشد :
أسهر طرفي وسبى ناظري ... وردّ جسمي ناحلا كالخلال
خطيبُ خالٍ سيفه ناظرٌ ... ... منبره جامع شمل الجمال
عفيف الدين التلمساني :
... ... عن يمنةِ الجزع بالحمى حَلَل ... ... لعزٍ بها من جمالها حُلَل
... ... من كل هيفاء خالها سبجٌ ... ... كأن في الخدّ نقطة الكحل
وقال أيضا :
... ... باسمٌ على حَباب ذاك المُحيّا ... ... وله بالأصداغ ظل ظليل
... ... وبروحيَ في الخدّ خال ... ... ... خضيبٌ بدمٍ سالماً ومثلي قتيل
ابن سناء الملك :
/ ... ... ولقد رحلت وما علمت ... بأن قلبي في رحالك ... ... ... 90 ... فابحث عن النار التي لكُم ... تجد قلبي هنالك
قلبي وناركم كخدك ... ... في توقّده وخالك
وقال أيضا :
... ... ألبسَ البدرَ شحوبا ... ... وكسى الغصنَ هُزالا
... ... نصبَ الفخَّ عِذارا ... ... تحته الحبّة خالا
الحظيري الورَّاق :
... ... لمولاي ظبي بني صاعد ... ... فمٌ صادني عند تأميله
... ... ومن دونه شامة قد غدت ... تراصد إمكان تقبيله
محمود الدمشقي (2) :
... ... كأنما تحت دُجى شَعره ... ... بدرٌ تبدَّى في الليالي الطوال
__________
(1) ديوانه ، ص 9 ، وفيه البيت الثاني هو الأول ، ورواية الديوان : صافي أديم الوجه
(2) نسبت هذه الآبيات في النجوم الزاهرة لابن المعتز مع تغيير في روايتها ، حيث جاءت على النحو التالي :
... ... ... أسفر ضوء الصبح عن وجهه ... ... فقام خال الخد فيه بلال
... ... ... كأنما الخال على خده ... ... ساعة هجر في زمان الوصال
ولم أجدها في ديوان ابن المعتز 0
وبهذه الرواية جاءت في الوافي بالوفيات ، وفي وفيات الأعيان ، ولكن دون عزو 0 أمّا محمود الدمشقي هذا الذي نسبت إليه هذه الأبيات فأظنه محمود بن سليمان بن فهد ، شهاب الدين أبو الثناء محمود الحلبي الدمشقي ، ولد بدمشق سنة 644هـ ، وتوفي بها سنة 725 هـ ، ودفن بسفح قاسيون ، وله من التصانيف : مقامة العشاق ، ومنازل الأحباب ، وحسن التوسل في صناعة الترسل ، وأسنى المنائح في أسنى المدائح 0 فوات الوفيات ، النجوم الزاهرة 0(1/96)
... ... أسفر ضوء الصبح عن وجهه ... ... فقام خال الخد فيه بلال
آخر :
... ... لا عجبٌ إن مال من نشوة ... ... فريقه صهباء سلسالُ
... ... وكيف لا تنسب أنفاسه ... ... ... للطيب والمسك له خال
محيى الدين ابن عبد الظاهر :
... ... وجهُك هذا حماه عنّي ... ... ... وعن عيون الورى جلاله
... ... مزرفن الصدغ حاجباه ... ... ... قد قُفِلا والختام خاله
/ ناصر الدين حسن بن النقيب (1) : ... ... ... ... ... ... 91
... ... خلِّ البدور إذا ذكرت حديثها ... ... ما للبدور من الكمال كمالها
... ... رشائية الألحاظ تشبه رهطها ... ... مسكية الأنفاس تشبه خالها
الموفق الحكيم الورل (2) :
... ... نبَّالة الأجفان درعُ تَصَبُّري ... ... مما يُعين على النفوذ نبالها
... ... الورد يُشبه أن يكون شقيقها ... ... في وجنةٍ والمسك يشبه خالها
جمال الدين محمد ابن نباتة :
... ... بروحي ناء كنت أشكو مَلاله ... ... فمن لي بأن يدنو ويبقى ملاله
... ... من الغيد إنْ تنسبه فهو كما ترى ... أخو وجنتيه البدر والمسك خاله
وقال أيضا :
... ... يا مُجرياً دمعي وموقغَ لوعتي ... ... من جسمي المُضنى على أطلال
... ... يا من إذا سألوه عن بدر الدجى ... ... والمسك قال أخي الشقيق وخالي
محيى الدين ابن عبد الظاهر :
... ... إنْ كان مسك الخال زان ... ... خدوده تلك الأسيلة
... ... فلقد أتى هنديُّه منها ... ... بمرآة صقيلة
ابن سناء الملك :
... ... لم يُهنِّي إلاّ هواه ولا ... ... دلَّ عليَ السقام إلاّ دلاله
__________
(1) الحسن بن شاور بن طرخان بن حسن ، ناصر الدين ابن النقيب الكناني ، المعروف بابن الفقيسي ، توفي سنة 687 هـ ، له كتاب منازل الأحباب ومنازه الألباب 0 أعيان العصر ، النجوم الزاهرة ، الوافي بالوفيات ، ديوان الصبابة ، ذيل مرآة الزمان ، عقد الجمان ، نصرة الثائر 0
(2) عبد الله بن عمر بن نصر الله ، أبو محمد موفق الدين الأنصاري ، كان أديبا فاضلا مقتدرا على النظم ، وله مشاركة في علوم كثيرة ، أقام بالديار المصرية مدة ، ثم استوطن الشام مدة ، أكثرها ببعلبك ، ثم عاد إلى مصر وتوفي بالقاهرة سنة 677 هـ ، وقد نيف على خمسين سنة ، وشعره كثير جدا 0 ذيل مرآة الزمان(1/97)
/ ... ... ما خلا خدّه الصقيل من الخال ... ولكن سواد عيني خاله 92
أبو علي الحسين بن علي بن محمد بن ممويه القمي اليمني (1) :
... ... إنّما منّيت نفسي مُنيةً ... ... كانت مُحالا
... ... صرت أهوى المسك إذا أشبه في خديك خالا
الصاحب جمال الدين يحيى بن مطروح (2) :
... ... ترشفته والليل داجٍ كشَعره ... ... وقد قَلِقَت منّي وغارت مراحله
... ... من الترك أضحى في الصميم وخاله ... من الزنج من ذا في الملاح يماثله
سيف الدين المشد :
... ... أمالي الشوق يرويها عن القالي ... ... قلبي المُعَنّى وجسمي الناحل البالي
... ... وللدموع أحاديث مسلسلة ... ... عن الصحيحين تبريحي وبلبالي
... ... وخالي البال من سُقمي ومن شُغلي ... بخاله فأنا البالي من الخال
شهاب الدين التلعفري :
قام يسعى بكأسه فرأينا ... ... في يمين الهلال للشمس هالا
ما شجاني فقدي لحبّة قلبي ... بعدما صاغها بخديه خالا
وقال أيضا :
لم يجلُ ليل صدوده ... ... عني بصبح وصاله
إنْ عمَّ جسمي بالفنا ... ... ففداء نُقطة خاله
السراج الوراق من أبيات :
/ ... ... بوجنة حمراء وردية ... ... تُسقى من الظّلم بجريال ... ... 93
... ... وزانها الخال وألحاظه ... ... سوادها من قبل الخال
محيى الدين ابن عبد الظاهر :
... ... بالله يا ذات الدلال ... ... ترى أمكن من دلالك
__________
(1) الحسين بن علي بن محمد ابن ممويه المعروف بابن قم ، الزبيدي اليمني ، ولد سنة 530هـ ، وتوفي سنة 581 هـ ، وكان أديبا ، كاتبا ، شاعرا ، من أفاضل اليمن المبرزين في النظم والنثر والكتابة 0 معجم الأدباء ، خريدة القصر 0 الوافي بالوفيات ، فوات الوفيات ، وقد أجمعت هذه المصادر على أنه أبو عبد الله ، وليس أبا علي كما ذكر المصنف 0
(2) أبو الحسين يحيى بن عيسى بن إبراهيم بن الحسين بن علي بن حمزة بن إبراهيم بن الحسين بن مطروح ، الملقب جمال الدين ، وليس ابن يحيى كما ذكر المؤلف ، ولد سنة 592هـ بأسيوط من صعيد مصر ، ونشأ هناك ، وتوفي سنة 649 هـ بمصر ، ودفن بسفح المقطم 0 عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان ، النجوم الزاهرة ، الوافي بالوفيات ، وفيات الأعيان 0(1/98)
... ... يا أخت بدر التمّ ... ... ... من عجب الهوى عشقي لخالك
نجم الدين ابن صابر المنجنيقي (1) :
... ... أهلا بوجه كالبدر حُسنا ... ... صيَّرني حُبُّه هلالا
... ... قد رقَّ حتى لحظت فيه ... ... سواد عيني فخلت خالا
آخر :
... ... نظر الناس تحت جفنك خالا ... حيث لم يعلموا بأي دليل
... ... ذاك خوفا من نار خدك ... ... أضحى مستجيرا بظل طرف كحيل
تاج الدين مظفر الذهبي :
... ... لاح هلالا وانثنى مَثقفا ... ... وصال ليثاً ورنا غزالا
... ... لو لم تكن وجنته ماء ... ... لما خلت سواد العين فيه خالا
آخر :
... ... وبي كاتب أضمرت في القلب حبّه ... مخافة حسادي عليه وعذَّالي
... ... له صَنعةٌ في خطِّ لام عِذاره ... ... ولكن سها إذا نقط اللام بالخال
أبو القاسم أسعد بن إبراهيم (2) :
/ ... ... تنفس والهواء في لهواته ... ... كتنفس الريحان في الآصال ... 94
... ... وكأنما الخيلان غي وجناته ... ... ساعات هجر في زمان وصال
ابن قلاقس :
خيلانه في خده ... ... خيل بميدان القتال
فكأنها وكأنه ... ... ساعات هجر في وصال
__________
(1) أبو يوسف يعقوب بن صابر بن بركات بن عمار بن علي بن الحسين بن علي بن حوثرة الحراني الأصل البغدادي المولد والدار المنجنيقي ، الملقب نجم الدين ، الشاعر المشهور ، كان مشهورا بصناعة المنجنيق ، وما يتعلق به ، مولده سنة 554 هـ ، له كتاب عمدة السالك في سياسة الممالك ، لم يتمه 0 وفيات الأعيان ، فوات الوفيات ، نفح الطيب ، النجوم الزاهرة 0
(2) أبو القاسم الأسعد بن إبراهيم ابن بِلِّيْطَة القرطبي ، وبليطة بلغة أعاجم الأندلس ، وهو من فحول سعراء الأندلس ، كان شاعر المعتصم بن صمادح 0 ومعظم أشعاره في بني صمادح ، ملوك المرية ، ولم يمت حتى نيف على التسعين ، جذوة المقتبس ، خريدة القصر ، وفيات الأعيان 0(1/99)
الشريف البياضي (1) من أبيات :
... ... بوجه شفَّ ماء الحسن فيه ... فلو لُثمت صحيفته لسالا
... ... يؤثر فيه لحظ العين حتى ... رأيت سوادها في الخدّ خالا
أبو بكر الخوارزمي (2) :
... ... نقَّطت صدغك ذالا ... ... فالويل من شكل ذلك
... ... لو أنّ ذلك ذالي ... ... ... سجدت شكرا لذلك
ابن سناء الملك :
وفي كبدي من نار خدك شعلة ... ... وموضع ما أخليت منها هو الخال
ابن قلاقس الإسكندري :
... ... يقول خديَ روضة ... ... ترتع فيها المقل
... ... فقلت ما أحسن ما ... ... جئت به يا رجل
... ... لو كان وردا لم يكن ... ... يسكن فيه جُعَل
/ الشهاب ابن المعمان في خال قبيح على خد مليح (3) : ... ... ... ... ... 95
... ... وجهك الزاهر نوراً ... ... فيه خال غير خال
... ... ساعةٌ من ليل هجر ... ... في نهار من وصال
شهاب الدين محمود رحمه الله (4) :
... ... ذو ثنايا كلؤلؤ غادرت ... ... ياقوتَ دمعي من بعد صونٍ مُذالا
... ... وخدودٍ كالورد نقّط فيها ... ... الحسن شيئا بالمسك سمّوه خالا
شهاب الدين محمد بن الخيمي :
... ... وعذول لجّ في عذلي إذا لم ... ... ير الخال على الخد الأسيل
... ... لو رأى وجه حبيبي عاذلي ... ... لتفاصلنا على وجه جميل
__________
(1) الشريف أبو جعفر مسعود بن عبد العزيز بن المحسن بن الحسن بن عبد الرزاق البياضي ، الشاعر المشهور ، من الشعراء المجيدين ، وديوان شعره صغير ، توفي ببغداد سنة 468 هـ ، قيل له البياضي لأن أحد أجداده كان في مجلس بعض الخلفاء مع جماعة من العباسيين ، وكانوا قد لبسوا سوادا ما عداه ، فقال الخليفة : من ذاك البياضي ؟ فثبت الاسم عليه 0 وفيات الأعيان ، الوافي بالوفيات ، دمية القصر ، أعيان العصر ، النجوم الزاهرة 0
(2) محمد بن العباس ، الشاعر المشهور ، ويقال له الطبرخزي ؛ لأن أباه من خوارزم ، وأمه من طبرستان ، وهو ابن أخت أبي جعفر ابن جرير الطبري ، ويعد من الشعراء الكبار ، أقام بالشام ، وسكن بنواحي حلب ، وفي أخريات حياته سكن نيسابور ، ومات بها سنة 383 هـ ، له ديوان رسائل ، وديوان شعر 0 وفيات الأعيان ، يتيمة الدهر
(3) لم أعثر له على ترجمة
(4) هو محمود الحلبي ، وقد سبقت ترجمته(1/100)
بدر الدين يوسف بن لؤلؤ الذهبي :
... ... حلو اللمى يسبيك من أصداغه ... ... بِمُسلسل ومن الرُّضاب بسلسل
... ... الحُسنُ يُعرَبُ منه خطّ عذاره ... ... والخال يعجمه وإنْ لم يُشكل
وقال أيضا :
... ... وقدّك من أين ذا الميل فيه ... ... وقد قيل لي أنّ فيه اعتدالا
... ... وخدك ناسب روض الحمى ... ... شقيقا وقد ناسب المسك خالا
وقال أيضا :
... ... خطّت يدُ الحُسن على صحيفة ... ... من خده بالمسك في صقاله
/ ... ... لام عذاره أهملت في خدّه ... ... ونون صدغ أعجمت بخاله ... 96
سعد الدين محمد ابن عربي :
... ... كلما قلت قد فقدت غرامي ... ... دلّ قلبي عليك حسن دلال
... ... لك والله يا أخا البدر وجه ... ... عمّه بالجمال عنبرُ خالك
مظفر الماسكي البغدادي (1) ـ كان وكان :
... لها على الخد كوكب سوى السما وانجومها أنفع لها من أبوها ... وهي تسميه خال
... ذا من خطوط الحاجب نقط فسمي خالها كيف ألحقه بنسبها وهو من البقّال
محاسن الشواء :
وفاتك الطرف إذا ما رنا جنى على الأنفس نباله
ترتع في خدَّيه أبصارنا ... ... في جنّة رضوانها خاله
وقلت مُضمنا في خال على الخد :
أقول لمهجة طمعت غرورا ... وظنّت أن تنال له وصالا
وأن تحظى بتقبيل الثنايا ... ... وحارس دُرِّها خالته خالا
أمنْ هذا الملول سألتَ مَيْلا ... ومن عبد الظلام طلبت مالا
وقلت مضمنا :
أفدي حبيبا له في كل جارحة ... مني جراح بسيف اللحظ والمُقَل
تقول وجنته من تحت شامته ... لي أسوة بانحطاط الشمس عن زحل (2)
وقلت :
قلتُ وفي الخد منه خالٌ ... ... ممتنعٌ منه بالوصال
منعْتَني ما أَبحْتَ هذا ... ... فقال ما أنت مثل خالي
/ ... ... ... ... قافية الميم ... ... ... ... 97
__________
(1) مظفر الماسكي البغدادي ، كان ظريفا أديبا ، وكان يقول من الشعر ( كان كان ) وغيره ، توفي سنة 608 هـ0 النجوم الزاهرة
(2) عجز هذا البيت من لامية الطغرائي المعروفة بلامية العجم ، إذ يقول :
... وإن علاني من دوني فلا عجب ... لي أسوة بانحطاط الشمس عن زحل ...
... ديوان الطغرائي ، الغيث المسجم في شرح لامية العجم(1/101)
تقي الدين السروجي (1) :
... في الجانب الأيمن من خدّها ... ... نقطة مسكٍ أشتهي شمَّها
... حسبتُه لمّا بدا خالَها ... ... وجدتُه من حسنه عمَّها
سراج الدين الوراق : ...
... أغنّ سقيم اللحظ راح وقد رنا ... ... بما شاء من نولي ورُحْت بسقمه
... تكمَّل تشبيه الشقيق بخاله ... ... فقال لمسكٍ في عذاريه عمّه
ابن الساعاتي :
... وبروحي غضبان ما زال في حُبِّيه ... تُعصى العُذَّال واللوَّام
... وجهُه كعبةٌ ومن خالع الركن ... ... فمأ يضرّه الاستسلام
وقال أيضا :
... أموت وأحيا بالصبابة والمنى ... ... فلي في هواه عيشةٌ وحِمامُ
... إذا ما سرحتَ اللحظ في طرس خدّه ... فإياك ذاك الخال فهو خِتام
وقال أيضا [ الطويل ] :
... ولم أرَ موتا قبل طرفكَ مُشتهىً ... ... ولا صِحةٌ زِيْنَتْ بشافٍ من السُّقْم
... عدِمْتُ الغنى من وجنةٍ ذهبيةٍ ... ... تلوح وهذا خالها طابع الختم
وقال أيضا :
/ ... ينير سنا وجهٍ ويدجو ذوائبا ... ... فيا حُسنه يوما يُضيء ويُظلمُ ... ... 98
... ولم أر أحلى قطّ من صاد طرفه ... ... ولا مثل نون الصدغ بالخال تُعجم
عفيف الدين التلمساني :
... قلبي المُنَعَّم في هواك بناره ... ... إنْ كان غيري بالهوى يتألم
... للصبّ أسوة خال خدك إنه ... ... في جمره مُتوقِّدا يتنعَّم
وقال أيضا :
... كم تحت تلك الهدب من حانةٍ ... ... روَّق فيها الحُسن صَرف المُدام
... لو لم يكن في الحُسن يُجلى ... ... لما نقَّطه بالخال جُنح الظلام
ابن نفادة :
... أبيض اللون وهو قاسٍ فقد ... ... أشبه قلبا ولون جسم رُخامه
... تحسب الخال منه نقطة ندٍّ ... ... فوق جمرٍ أذكى النسيم ضِرامه
ابن سناء الملك [ البسيط ] :
... قد صاد طائر قلبي يوم ودّعه ... ... يا كعبة الحُسن قد أحللت ما حَرُما
... يا كعبةً ظلَّ فيها خالُها حجراً ... ... كم ذا أطوف ولا ألقاه مُستلِِما
__________
(1) عبد الله بن علي بن منجد بن ماجد بن بركات ، الشيخ تقي الدين السروجي ، كان خيِّرا عفيفا تاليا للقرآن ، عنده حظّ جيد من النحو واللغة والأدب ، كان مولده سنة 627هـ ، وتوفي سنة 693 هـ 0 فوات الوفيات ، عقد الجمان ، أعيان العصر ، تزيين الأشواق في أخبار العشاق ، ثمرات الأوراق 0(1/102)
وقال أيضا :
... أخذتَ ولاية عهد البدور ... ... ... ونصُّوا عليك بإرث الإمامة
... أساريرُ خدِّكَ خطَّ السِّجلُّ ... ... ... بالعهد والخال فيه العلامة
/ محيى الدين عبد الله بن عبد الظاهر : ... ... ... ... ... ... 99
... ... جاء يحكي ريم رامة ... ... نافر ما شاء شامهْ
... ... وهلالٌ ودَّ بدر التَّمِّ ... ... لو كان غُلامهْ
... ... وأمير شعره المنشور ... ... والخال علامة
... ... ذبل الغُصن وقد جاء ... ... يحاكي منه قامة
... ... وكذاك الرمح ولّى ... ... يقرعُ السِّنَّ ندامة
وقال أيضا :
... ... لجنسين منه كمال الجمال ... فللعُرب عين وللترك فم
... ... وعمَّ الورى بالهوى خالُه ... ويا قلما يوجد الخال عم
شهاب الدين التلعفري [ البسيط ] :
... ... أفديه بدر دُجىً من فوق غُصن ... نقاً ... في جفنه وبجسمي يوجد السَّقَمُ ...
... ... الخال منه كحظي في السواد كما ... في خدِّه وفؤادي النار تضطرم
وقال أيضا [ الكامل ] :
... ... يدعو نزالِ وليس إلاّ قَدُّه ... رمحٌ وإلاّ مقلتاه حسام
... ... عربيُّ لفظٍ نون حاجبه لها ... من خال وجنة خدِّه إعجام
وقال آخر مواليا :
... لي حب يخجل بلفتاتو ظبا رامه ... ... أهيف رشيق التثني مايس القامه
/ ... يهوى الخلاف وهو في الفقه علاّمه ... أفتى بقتلي حبيبي ذا أبو شامه 100
آخر في خال على القدم [ البسيط ] :
... ما بال خالك يشكو نقص رتبته ... ... ووضعه في مكان غير محترم
... قالت لقد عرضوه فاحتقرت به ... ... فخرَّ يلثمُ من وجدٍ به قدمي
محيى الدين بن عبد الظاهر :
بأنفه خال به ... ... على الجمال قد حُكِم
يا حسنه من شامة ... أمسى بها الأنف الأشم
محاسن الشواء :
... ... ... يا حُسنه من قمرٍ ... في بانةٍ في أكمة
... ... ... وجهٌ كقبل الظهر ... في شَعرٍ كبعد العتمة
... ... ... وخاله في خدّه ... ... كمجرمٍ في الحُطَمة
... ... ... وعقرب الصدغ حمتْ ... ... منّا لماه بالحُمة
وقال في غلام في خدّه عدة شامات :
يقول لي خله فخيلانه تمحو ... ... سنا البرق منه بلظُلَم
فقلت مهلا قد جنى كاتب ... ... ... الحسن على خده ولم يُلَم
أسرعَ في مشق نون حاجبه ... ... فتلك آثار عثرة القلم(1/103)
شريف الدين حسين بن ريّان (1) :
... ... لاحت على مبسمه المشتهى ... ثلاث شامات غدت في التئام
... ... لا تعجبوا إنْ كَثُرتْ حوله ... فالمنهل العذب كثير الزِّحام
عز الدين أيدَمْر السَّنائي (2) :
/ ... ... قال لي خال على وجنتها ... حين ناديت أما تخشى الضّراما ... 101
... ... منذ ألقيت نفسي في لظى ... خدّها ألفيتُ بردا وسلاما
محيى الدين ابن عبد الظاهر :
... ... بدر إذا عاين بدر الدجى ... ... يقول يا بشراي هذا غلام
... ... بخدّه الحُسن غدا مودَعا ... ... أما ترى الخال عليه ختام
بدر الدين حسن بن المحدث (3) :
... ... بأبي أهيف لَدنٌ قَدُّه ... ... جاء يسعى للندامى بالمدامة
... ... جاء بالكأس وفي وجنته ... ... شامةٌ من أجلها قلنا بشامة
أبن نفاذة :
... ... وبي حبّ مَنْ أصبحت عند جمالها ... فمن دمع عيني فوق خدي لها وسم
... ... وقد سلبت قلبي وهذا سواده ... ... بوجنتها خال ومعصمها وشم
الحظيري الوراق :
__________
(1) الحسن بن سليمان بن أبي الحسن شرف الدين أبو عبد الله بن القاضي جمال الدين ابي الربيع بن ريان الطائي ، ولد بحلب سنة 702 هـ ، وحفظ القرآن صغيرا ، وكان متوقد الذكاء ، وقرأ النحو بصفد على الشيخ نجم الدين الصفدي ، وأ ولع بالنظم ، وأجاد سائر أنواعه وفي الموشح ، والزجل ، والبليق ، والمواليا ، والدوبيت ، ونظم في البديع كتابا سماه : زهر الربيع ، وأنشأ مفاخرات عدة ، توجه إلى الحجاز سنة 743 هـ ، ثم إلى مصر ، وبقي بها إلى أواخر سنة 748 ثم عاد إلى حلب 0 الوافي بالوفيات ، النجوم الزاهرة 0
(2) عز الين أيدمر بن عبد الله السنائي ، كان جنديا ، وله معرفة بتعبير الرؤيا والأدب ، وشعره متوسط الجودة كما يقول الصفدي 0 الوافي بالوفيات 0
(3) الحسن بن علي بن محمد بن عدنان بن شجاع ، الشيخ الإمام بدر الدين الحراني ، المعروف بابن المحدث ، المجود الكاتب ، كان أديبا فاضلا ، ينظم وينثر ، ويجري في حلبة البلاغة ، وكان قنوعا ، ولم يذل نفسه بالتردد على أحد ـ توفي سنة 734 هـ 0 أعيان العصر وأعوان النصر 0(1/104)
... ... تحت فم الحبّ شامة كملت ... ... حُسناً وحاز الجمال مبسمه
... ... كأنما غدت تراقب أنْ ... ... ... يغفلَ عنها الواشي فتلثمه
/ وقال أيضا : ... ... ... ... ... ... ... ... 102 ...
... ... وخال خدٍّ أحمر من شادنٍ مُنْعَّم ... ... كأنه ذبابة قد سقطت على دمي
وقال أيضا :
... ... شَفَّني من سيدس حسنٍ ... ... حُسنُ خالٍ زاد في ألمي
... ... خِلتُه إذ خطّ عارضه ... ... نقطةً من عثرة القلم
آخر :
... ... يا رشأ وجنته كعبةٌ ... ... قدتخذ الحجاج بها موسما
... ... خالك عندي حجرٌ أسودٌ ... ... فاجعل لمى ثغرك لي زمزما
جمال الدين محمد بن نباتة [ الخفيف ] :
... ... ودُجى طُرَّةٍ تسلّمت القلـ ب فأمسى منها بليلِ السليم
... ... ذات صدغٍ دنا له مسك خالٍ ... فحسبناه نقطة تحت جيم
محيى الدين ابن قرناص :
... ... أدارَ عِذاره زَرَداً نضيداً ... ... وقوَّم كالمثقف لي قوامه
... ... يلوح بخده توقيع حُسنٍ ... ... له من نقط شامته علامة
آخر :
... ... ما لاح بارق وجنتيه ... ... لناظرٍ إلاّ وشامه
... ... للصبح يشبه والظلام ... ... إذا بدا خدّاً وشامة
/ علاء الدين ابن مسعود الحلبي (1) : ... ... ... ... ... ... 103
... ... يتمنى البدر أن يصبح ... ... في الحسن غلامه
... ... حبّة القلب غدت ... ... ... في شرك الصدغين شامة
... ... فهو لولا ذاك غنّت ... ... في أعاليه الحمامة
مجير الدين محمد بن تميم :
... يا عاذلي انظر إلى خِيلان وجنته ... واعذرْ فلومُك لي في حبّه لُوم
... كيف التخلُّص من خدّ قد اتفقت ... ... على هلاكي فيه الزنج والروم
بدر الدين يوسف بن لؤلؤ الذهبي :
قهوة في فمه أبقى لها ... ... من أزاهير ثناياه فِداما
وبدا في خده الخال فَقُلْ ... ... خمرةٌ صار لها المسك خِتاما
ظافر الحداد :
... ... لله خدّ بدت من حُسنه حُججٌ ... ... تريح عاشقه من عتب لائمه
... ... قد أودع الحُسن فيه ما يضُنُّ به ... ... واحتاط فالخال فيه طبع خاتمه
... ... كفحمةٍ عمّ صبغ النار ظاهرها ... ... وغادر البعض من مُسودِّ فاحمه
بدر الدين حسن بن علي الغزيّ :
... ما يأبى خال تخيلته في الخد ... ... قلبي فوق نار الغرام
... ما فات قلبي منه بعد اشتراك ... ... اللون إلاّ برده والسلام
/ وقلت أنا في ذلك : ... ... ... ... ... ... ... ... 104
__________
(1) لم أعثر له على ترجمة 0(1/105)
... له وجنة ثارت بها فتنة الهوى ... ... وخِيلانه لم تخلُ في ذاك من إثم
... كأن دم القتلى تجمع عندها ... ... ولم تُبق منها غيرَ أفراسِها الدُّهم
وقلت أيضا :
... بأبي مَن سبى الورى بمحيّا ... ... يُخجِل البدر حسنُه حين تمّا
... عمه خاله بحسن بديع ... ... ... ولقد قلّ أن ترى الخال عمّا
وقلت أيضا :
... لا تحسبوا أنّ سنى خدّه ... ... ... شامته السوداء قد أَبهمت
وإنما شعلة نور الصبا ... ... ... في ذلك القنديل قد فحّمت
وقلت أيضا مضمنا :
... يا حسن خال على خد الحبيب غدا لي ... ... شافعا حين أمسى وهو طوع فمي
... وقال وهو لطول اللثم مُحتمِلٌ ... ... ... إنْ كنت أسود إني أبيض الشِّيم
وقلت أيضن مضمنا :
قلت وقد دبّ نملُ عارضه ... ... من حول خالٍ ما خطَّه قلم
هذي نفوس الورى بوجنته ... ... ترعى بعبدٍ كأنها غنم
/ ... ... ... ... قافية النون ... ... ... ... 105
محيى الدين يوسف بن زبلاق (1) :
... ومال بعطفه مرحُ التصابي ... ... كما عطفت نسيم الروض غصنا
... وخصَّ رياض خديه شقيق ... ... يلوح عليه خالٌ عمَّ حُسنا
عفيف الدين التلمساني :
... أَذِنَتْهُ لي سِنَة الكرى فلثمته ... ... حتى تبدَّل بالشقيق السوسن
... ما راعني إلاّ بلال الخالِ فوق الخدّ ... في صبح الجبين يؤذن
وقال أيضا :
... وكم لعبَ الهوى بالبان عِشقا ... ... لقامة قدّه لمّا تثنى
... شقيق للشقائق منه خدّ ... ... ... له خال من الأبوين أدنى
نور الدين الاسعردي :
... يا من سلبَ الرّقاد من أجفاني ... ... ها شاهده بطرفك الوسنان
... مِن خالك خالك والخدّ الجني القاني ... أبديتَ لنا شقائق النعمان
العماد أبو علي بن عبد النور يذم (2) :
... ومقرب الصدغين خِلت عِذاره ... ... نُؤياً أتى في رسمه الخيلان
__________
(1) محيى الدين ، أبو العز ، ويقال : أبو المحاسن الهاشمي العباسي الموصلي ، المعروف بابن زبلاق الشاعر ، قتله التتار لما فتحوا الموصل سنة 660 هـ عن سبع وخمسين سنة 0 عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان ، الوافي بالوفيات 0
(2) العماد أبو علي عمر بن عبد النور بن ماجوج بن يوسف الصنهاجي اللزني النحوي البجائي ، نزيل الموصل 0 وفيات الأعيان(1/106)
... فوقفت أبكيه بعيني عروةٍ ... ... أسفا عليه كأنني غيلان
محاسن الشواء :
/ ... قلت لمّا بدا بخديه شَعرٌ ... ... أمن الورد يُجتنى الريحان ... 106
... خدّه جمرةٌ عليها من العنبر ... ... خالُ له العذار دُخان
وقال أيضا :
... وغلامٍ إن بدا مُبتسما ... ... ... حِرت في سمطي عقيق وجمان
... وكأن الخال والصدغ به ... ... ... مستديرٌ كرةٌ في صولجان
آخر :
... حجَّتْ إلى وجهك أبصارنا ... ... طائعةً يا كعبة الحسن
... تلثم خالاً منك في وجنةٍ ... ... ... كالحجر الأسود في الركن
آخر في خال على الأذن وفيه نظر :
... قالوا نرى في أذنه شامةً ... ... وما عهدناها بهذا المكان
... قلتُ بلالٌ نازلٌ هاهنا ... ... ... وما عرفناه بغير الأذان
السراج الوراق :
... يا ربَّة الخال أما يُجتلى ... ... ... شقيق خديك أما يُجتنى
... قالت أبالخال توهمته ... ... ... شقائقا فاتك ما هاهنا
... خدي ورد ٌ ريقتي ماؤه ... ... ... قلت سلي من ذاق أو من جنى
أبو بحر يوسف بن عبد الصمد المغربي (1) :
... ووجوه مثل البدور تلالا ... ... وقدودٌ كأنها قضيب بان
/ ... فوق أطرافها سنا صفحات ... معجمات السطور بالخيلان ... ... 107
آخر :
... ما خاله غير أن العين ما نظرت ... ... أحلى وأحسن منه الدهر إنسانا
... جاءت لترمقه وجدا فمذ رجعت ... ... مدهوشةً نسيت في الخد إنسانا
شمس الدين محمد بن التلمساني :
... وأهيف فاق الورد حسنا بوجنته ... ... أُنزِّه طرفي في رياض جنانها
... كأن بها من حول خاليه حمرةً ... ... تشبّ لمقرورين يصطليانها
جمال الدين محمد بن نباتة :
... بروحي عاطر الأنفاس ألمى ... ... رشيق القد ساجي المقلتين
... له خالان في دينار خدّ ... ... ... تباع له القلوب بحبتين
__________
(1) ذكر ابن بسام أنه من ولد السمح بن مالك بن خولان أحد سلاطين الأندلس ، عاش في زمن ملوك الطوائف ، وقد رثى المعتمد بن عباد بشعر رائق ، وقال ابن بسام : ونشأ أبو البحر كاسمه في نثره ونظمه ، وأورد له كل من ابن سعيد والمقري أشعارا جيدة 0 المغرب في حلى المغرب ، نفح الطيب 0(1/107)
أبو الربيع سليمان العبدري الداني (1) :
... وللألباب من خدي سُليمى ... ... دواع للجنون وللفنون
... وما الخيلان أبصر من رآها ... ... ألا رُدّ الحديثَ إلى يقين
... ولكن فوق صفحتها صقالٌ ... ... تُمثَّل فيه أحداق العيون
محيى الدين بن قرناص :
... كأنّ بلابل الخيلان تبدو ... ... ... لها في روض عارضه وكون
... ولولا أن خديه رياض ... ... ... لما سرحت إليهن العيون
/ علاء الدين الطنبغا الجاولي : ... ... ... ... ... ... ... 108
... أجاد بالخال فوق الخد عارضه ... ... لمّا تكون في نور ونيران
... فكأن عابد نار فوق وجنته ... ... وقد غدا راهبا في دير شعران
بدر الدين يوسف بن لؤلؤ الذهبي :
... وأحوى فاتر الأجفان ألمى ... ... رشيق قدره رخص البنان
... له صدغ تلوّى حول خالٍ ... ... حكى كرة دنت من صولجان
شهاب الدين الظاهري (2) :
... عجبوا لخالك كيف منك مُقبّلاً ... ... شفةً رقت عن لؤلؤ وجمان
... فأجبتهم لا تعجبوا ما زال ذا ... ... مستلزما لشقائق النعمان
شهاب الدين بن أبي الخوف :
... رأيت ما بين اخضرار عارض ... ... وبين ذاك الثغر خالا قد سكن
... كخادمٍ مُنعَّمٍ في لذةٍ ... ... ... بالماء والخضرة والوجه الحسن
وقال ابن سناء الملك في ذمه :
... يا من غدت تختال من خالها ... ... وخالها يقضي بتهجينها
... كأنما خدك تفاحة ... ... ... وخاله نقطةُ تعيينها
__________
(1) سليمان بن أحمد بن علي بن غالب العبدري الكاتب أبو الربيع ، من أهل دانية ، سكن مراكش بعد ما جال في الأندلس ، وكان جده علي ، وأبوه أحمد ، وأخواه محمد ويحيى شعراء 0 تحفة القادم ، الوافي بالوفيات 0
(2) أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله ، الشيخ الإمام القاضي شهاب الدين فلرس الظاهري الشافعي ، أحد المفتين والدارسين بدمشق ، ومولده سنة 675 هـ تقريبا ، ووفاته سنة 755 هـ ، كان فقيها فاضلا ، له نظم ، وأنشأ مقامات 0 أعيان العصر ، النجوم الزاهرة ، الوافي بالوفيات(1/108)
مجد الدين ابن أسعد النشابي (1) :
... غدا باحمرار الخد للحسن مالكا ... ... ومن فيه أبدى للتبسم رضوانا
/ ... فأبدى لنا من ثغره ورضابه ... ... وعارضه راحا وروحا وريحانا ... 109
... رأى خدّه ميدان حسن وخاله ... ... به كرة فاستعطف الصدغ جوكانا
... أجِلْ نظرا في خده يا مُعنِّفي ... ... تجد فيه من إنسان عينك إنسانا
القاضي أبو جعفر البحّاثي الزوزني (2) :
... أبو طاهر في اللؤم والشؤم غاية ... بعيد عن الإسلام والعقل والدين
... على وجهه خال قريب من انفه ... ... كمثل ذباب واقع فوق سرقين
وقلت أنا في ذلك :
... وما خاله والشَّعر فيه كما أرى ... ... وأعمل فيه فكرتي وظنوني
... ولكن سواد العين مني بخده ... ... تعلّق فيه بعض شَعر جفوني
وقلت أيضا :
... كأنما خاله من فوق مبسمه ... ... إذا تحقق عند الواله العاني
... لصٌّ أتى وظلام الشَّعر منسدلٌ ... ... ليسرق الدّر من صندوق مرجان
وقلت أيضا :
... كأن الثنايا الواضحات وخاله ... ... على شَفةٍ حمراء قلبي بها عاني
... نجوم الثريا أشرقت تحت كوكبٍ ... ... وقد كسفته في مجرّة مرجان
وقلت أيضا :
... نأى حسنه لمّا أتاه عِذاره ... ... وفارقه لطفٌ به كان فتّانا
/ ... فهل كانت الخِيلان قبل عِذاره ... ... على صحن ذاك الخد للبين غِربانا 110
وقلت أيضا :
... قل لمن أضحى وشامته ... ... ... شردت عن ناظري وَسَنه
__________
(1) أسعد بن إبراهيم بن حسن الأجل ، مجد الدين النشابي الكاتب ، ولد بإربل سنة 582هـ ، وكان في صباه نشّابا ، ثم تنقل في الجزيرة والشام ، وولي كتابة الإنشاء لصاحب إربل ، واختفى أيام التتار ، ومات سنة 656هـ 0 الوافي بالوفيات ، فوات الوفيات ، ذيل مرآة الزمان 0
(2) محمد بن إسحاق بن علي بن داود ، القاضي أبو جعفر الزوزني البحاثي ، شاعر مفلق ، له تصانيف مفيدة ، رزق من الهجاء نظما ونثرا طريقة لم يسبق إليها ، ما ترك أحدا من الكبار إلاّ هجاه ، قال : ما وقع بصري على شخص قطإلاّ تصور في قلبي هجاؤه ، وله ديوان شعر ـ توفي سنة 463 ، وله : شرح ديوان البحتري 0 الوافي بالوفيات ، دمية القصر ، معجم الأدباء(1/109)
... سيئات الهجر قد مُحيَت ... ... ... عند هذا الخدّ بالحَسَنَة
وقلت أيضا :
... لا تحسبوا شامته مسودة عبثا ... ... وذاك الخدّ أحمر وقان
... لكنّ حمرة الخد يذكيه الصِّبا أبدا ... ... وتلك مواقد النيران
...
/ ... ... ... ... ... قافية الهاء ... ... ... 111
محاسن الشواء :
... وفتاةٍ رأت مشيبي فصدّت ... ... حيث لا أملك التجلد عنها
... خُلِعت حُلَّةُ الشبيبة من فؤادي ... ... على خالها وحظي منها
الحظسري الوراق :
... قلْ لمن عاب شامةً لفلانٍ ... ... دون فيه دع الملامة فيه
... إنما الشامة التي قلت عيباً ... ... فصُّ فيروزج لخاتم فيه
بدر الدين بن حسن الغزي :
... في خاله شَعرات قد بكيت لها ... ... ودلّ ذاك عن تقريب تشبيه
... لو لم تكن مثل عيني ما بكيت ... ... وقد أحسست بالشَّعر لمّا لاح لي فيه
وقلت :
... ما عند أهل الهوى فيما رأوا شُبَه ... إنّ البدور لها من حسنه شَبِه
... يا ويح خالي حبشا أضحى يُعنفني ... ولو رأى خاله ما عمّه عمّه
وقلت مضمنا :
... أحببته كالظبي ذا مبسم ... ... سبحان من بالدّر حلاّه
... وخاله فضلةُ مسك اللمى ... والعبد من طينة مولاه
وقلت :
/ ... يا حسن بدرٍ كل قلب له ... ... منزلةٌ إذ لا يُرى شبهه ... ... ... 112
... وما لنا عن حبّه صِرفةٌ ... ... والخال راق الطّرف في الجبهه
وقلت :
... هويته ذا وجنة ما أصبحت ... ... من حسن ذاك الخال يوما خاليه
... له دموعي قد غدت رخيصةً ... ... وخدّه شامته لي غالية
وقلت :
... له خالٌ تغشَّاه عِذار ... ... ... يروق العين إنْ نظرَت إليه
... كشحرورٍ تخبأ في سياجٍ ... ... ... مخافةَ جارحٍ من مقلتيه
/ ... ... ... ... قافية الواو ... ... ... ... 113
شهاب الدين التلعفري :
... تَرِفُ البنان قوامه لو شئت أن ... ... ألويه من لين المعاطف لالتوى
... حلو الرضاب رأيت خال خدوده ... ... من فوق عرش كالشقيق قد استوى
الحاجري :
لك خال من فوق عرش ... ... شقيق قد استوى
بعث الصدغ مرسلاً ... ... يأمر الناس بالهوى
محيى الدين بن عبد الظاهر :
إنْ لوى الوعد صدغه ... ... فهو يا طالما التوى
كم له من مُسلسلٍ ... ... عن أبي ذرِّه روى
منه دبَّت عقارب ... ... خافها الخال فانزوى
وقلت :
... يا حسن ظبي رِضاب فيه ... ... صار له بالطلاء طلاوة(1/110)
... سبى فؤادي بحسن خدّ ... ... ... للخال في صحن خده حلاوة
/ ... ... ... ... قافية الياء ... ... ... ... 114
المنفتل المغربي (1) :
... ... في خدّ أحمد خال ... ... يصبو إليه الخَليُّ
... ... كأنه روض ورد ... ... ... جنَّانه حبشي
ناصح الدين أحمد الأرجاني (2) [ الوافر ] :
... يريك بوجنتيه الورد غضا ... ... ونور الأقحوان من الثنايا
... تأمل منه تحت الصدغ خالا ... ... لتعلم كم خبايا في الزوايا
ابن خفاجة الأندلسي يذم :
... أقوى محلٌ في شبابك آهلٌ ... ... فوقفتُ أندبُ منه رسما عافيا
... مثلَ العِذار هناك نؤيا دائرا ... ... واسودَّتْ الخِيلان منه أثافيا
محاسن الشواء :
... سقاني بعد ما شربَ الحُميّا ... ... وعربد لحظُ مقلته عليّا
... وشمتُ بخده شامات حسن ... ... تُريني كيف تنكسف الثريا
...
... ...
... ...
... ...
...
... ... ... ... ... ... ... ...
...
... ...
... ...
... ...
... ...
...
...
...
...
...
...
...
... ... ... ... ... ... ... ... ...
...
...
... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...
...
...
__________
(1) أبو أحمد عبد العزيز بن خيرة المنفتل القرطبي ، من أعلام شعراء البيرة في مدة ملوك الطوائف ، نابه الذكر 0 المغرب في حلى المغرب ، الوافي بالوفيات ، وله ذكر في الذخيرة ، والمسهب ، وفي خريدة القصر
(2) أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسين الأرجاني ، الملقب ناصح الدين ، كان قاضي تستر وعسكر مكرم ، وله شعر رائق في غاية الحسن ، له ديوان شعر في كل معنى لطيف ، مولده سنة 460 هـ ، ووفاته سنة 544هـ بمدينة تستر ، والأرجاني نسبة إلى أرجان وهي كورة من كور الأهواز ، وأكثر الناس يقولون إنها بالراء المخففة ، وحكاها الجوهري في الصحاح بتشديد الراء 0 وفيات الأعيان ، ذيل مرآة الزمان ، الوافي بالوفيات ، النجوم الزاهرة(1/111)