نوادر الفوائد
من كتاب بغية الوعاة
فرج حسن البوسيفي
نوادر الفوائد
فوائد لغوية أدبية في حلة عصرية
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد النبي الكريم
وعلى آله وصحبه وأزواجه وذريته ومن اقتفي أثره ليوم الدين
أما بعد : فهذه فوائد من كتاب ( بغية الوعاة ، في طبقات اللغويين والنحاة ) ، للحافظ : جلال الدين عبد الرحمن السيوطي ، والكتاب حققه في مجلدين محمد أبو الفضل إبراهيم ، ونشره عيسى البابي الحلبي ،ط : الأولى ، 1384هـ ، 1964م، والباعث على نشر هذه الفوائد ، أنها عارضة في تراجم الكتاب ، وليست مقصودة في نفسها من المؤلف، لأن الكتاب في الطبقات ، ويلزم من استخراجها من كتب التراجم الوقت الطويل ، والجهد المضني ، فقصدت إفادة إخواني من هذه النوادر .
والرقم الأول يرمز للفائدة والثاني لموضع الفائدة من بغية الوعاة فالرقم 1/1- 13
معناه: الفائدة الأولى من المجلد الأول، صفحة 13
والله المستعان وعليه التكلان، وهو حسبي ونعم الوكيل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله أجمعين والحمد لله رب العالمين .
روائع العلماء في الحفظ والتحصيل والتأليف
1/ 1-13: كان محمد بن إبراهيم بن المفّرج ابن الّدباغ ( 66 هـ ) صبوراً على المطالعة .
2/ 1- 14: وأنشد محمد بن إبراهيم بهاء الدين بن النحاس (698 هـ) :
اليومَ شيءٌ وغداً مثلُه
يُحصِّلُ المرءُ بها حكمةً ... مِنْ نُخَبِ العلم التي تُلْتقَطْ
وإنما السَّيْلُ اجتماعُ النُّقَطْ
3/ 1-16: وأما عن محمد بن إبراهيم المراكشي ( 752هـ) فكان فقيهاً نحوياً متفنناً مواظباً على طلب العلم جميع نهاره وغالب ليله، يستفرغ فيه قُواه، ويَدَع من أجله طعامه وشرابه ، وكان ضريراً، فلا يفتر عن الطلب إلا إذا لم يجد من يطالع له..
4/1-33: وكان محمد بن أحمد البساطي (842هـ) يعيش دهراً في بؤس، بحيث إنه كان ينام على قِشرْ القَصَب ...(1/1)
5/ 1-51 : وكان محمد بن أحمد الخوارزمي ( كان حيّاً سنة 422هـ) مكباً على تحصيل العلوم ، منصباً على التصنيف ، لا يكاد يفارق يده القلم ، وعينه النظر ، وقلبه الفكر، إلا في يومي النيروز والمهرجان من السنة لإعداد ما تمس إليه الحاجة في المعاش من بلغة الطعام وعلقة الرياش ؛ ثم هجيراه في سائر الأيام من السنة علم يسفر عن وجهه قناع الإشكال ، ويحسر عن ذراعيه كمام الإغلاق .
ودخل عليه بعض أصحابه ، وهو يجود بنفسه ، فقال له في تلك الحال كيف قلت لي يوماً حساب الجدّاتِ الفاسدة ؟ فقال:أفي هذه الحال ؟ فقال : يا هذا، أودع الدنيا وأنا عالم بها، أليس خيراً من أن أخليها وأنا جاهل بها !
قال: فذكرتها له وخرجت فسمعت الصريخ عليه وأنا في الطريق
وكان عبد الله بن إبراهيم الخَبْرِيّ (476 هـ) مع المحبرة إلى المقبرة ، فقد ذكر أنه كان يكتب يوماً وهو مستند فوضع القلم من يده ، وقال : إن هذا موت مهنأ طيب ، ثم مات – رحمه الله تعالى . [ الرياش : الأثاث والغنى ، النيروز والمهرجان : من أعياد الفرس ]
6/1- 62 : ورأى محمد بن أبي بكر الزُّوكي ( 782هـ ) النبيَّ – صلى الله عليه وسلم– في المنام ، وقال له ما معناه : إنه من قرأ عليه دخل الجنة ، وقد أخذ عنه لذلك غير واحد من أهل العلم .
7/ 1- 65 : وحفظ محمد بن أبي بكر بن جماعة (819هـ ) القرآن في شهر وكان يقول : أعرف ثلاثين علماً لا يعرف أهل عصري أسماءها .
8/ 1-78 : ولما باع أبو الحسن الفالي الأديبُ كُتُبَهُ لحاجته وفقره أنشد :
أنستُ بها عشرين حولاً
وبعتها وما كان ظني أنني سأبيعها
ولكن لضعف وافتقار وصبية
فقلت ُ ولم أملك سوابق عبرة
وقد تخرجُ الحاجاتُ يا أمَّ مالِكٍ
... فقد طال شوقي بعدها وحنيني
ولو قد خَلَّدتني في السجون ديوني
صغار عليهم تستهل شؤوني
مقالة مكويّ الفؤاد حزين
كرائم من ربّ بهن ضنين(1/2)
9/ 1- 86 : وأما محمد بن الحسن المرادي ( 669هـ ) ، فقد أقام طول عمره على المطالعة والتدريس والقراءة ، لم يشغله عنها شئ على كِبَرِ سِنِّه..
10/1 –103: وأنشد محمد بن أبي دوس البَيّاسيّ (من المائة السادسة )
هِمتِي فَوْقَ السِّمـ
وكذاك السيف في الغمـ ... ــاكَيْنِ ورجلي في الصعيدِ
ـد ويعلو كل جيدِ
11/ 1- 106: وقال أحمد بن أبي عمران كنت عند أبي يعقوب أحمد بن محمد بن شجاع، فبعث غلامه إلى أبي عبد الله بن الأعرابي يسأله المجيء إليه ، فعاد إليه الغلام فقال : قد سألته عن ذلك فقال لي : عندي قوم من الأعراب ، فإذا قضيت أربي معهم أتيت ؛ قال الغلام : وما رأيتُ عنده أحداً إلا أني رأيتُ بين يديه كتبا ينظر فيها، فينظرُ في هذا مرّة ، وفي هذا مرّة.
ثم ما شعرنا حتى جاء ، فقال له أبو أيوب : قال لي الغلام : إنه ما رأى عندك أحداً ، وقد قلت له : أنا مع قومٍ من الأعراب ، فإذا قضيتُ أربي معهم أتيت ! فقال :
لنا جُلَساءُ ما نَمَلُّ حديثهمْ
يفيدوننا من علمهم عِلمَ من مَضَى بلا فتنةٍ تُخشَى ولا سوء عشرةٍ
فإن قلتَ أمواتٌ فما أنت كاذبٌ
[ مفند: مكذب] ... ألبَّاءُ مأمونون غَيبْاً ومَشْهَدَاً
وعَقْلاً وتأديباً ورأياً مُسدَّدا
ولانتقَّي منهم لساناَ ولا يداً
وإن قلت أحياء فلستُ مفنَّدا
12/1- 108 : وكان محمد بن سالم المازني ( 697 هـ ) يشتغل في نحو ثلاثين علماً.
13/1- 112 : وكان محمد بن سعد المروزي ابن النحوي (609 هـ) في الهمة ذا بال ، وكان ينظر في خزانة الكتب التي بالجامع الأكبر بمرْو ، وعَثَر بعتبة بابه فسقط على وجهه ، ووهن عظمه وهناً أداه إلى الموت .
14/1- 118: وكانت تصانيف محمد بن سليمان البرعمي (879 هـ) لا تحصى ، بحيث سئل أن يسمي جميعها فقال : لا أقدر على ذلك ، ولي مؤلفات كثيرة أنسيتها فلا أعرف الآن أسماءها .
15 /1-147 : ولازم محمد بن عبد الله العبدري (567 هـ) أبا الوليد بن رشد عشر سنين .(1/3)
16 /1 –149: وبلغ من تعظيم الأستاذ ، أن محمد بن عبد الله المروزي (423 هـ) كان إذا دخل في داره يقرأ عليه الأدب ، والباب مردود ، فإذا جاز عليه القفال – شيخه – راكباً ، سمع صوتَ حافر فرسه على الأرض ، فقام إلى الدار لئلا يسمع الصوت تعظيماً للأستاذ .
17 / 1- 153 : وقال محمد بن علي عبد البّر السبكي (777هـ) : أعرف عشرين علماً لم يسألني عنها بالقاهرة أحد .
من نوادر الحفاظ
18 / 1- 164 : قال التَّنوخي : لم أر أحفظ من محمد بن عبد الواحد غلام ثعلب (345 هـ) أملى مِنْ حفظه ثلاثين ألف ورقة ، ولِسعة حِفْظه نُسب إلى الكذب .. وبلغ من شدة حفظه: أنه حضر ابن دريد ، وابن الأنباري ، وابن مِقْسَم عند القاضي، فعرض عليهم تلك المسائل – ثلاثين مسألة في اللغة وذكر غريبها، وختمها ببيتين من الشعر .
فما عرفوا منها شيئاً ، وأنكروا الشعر، فقال لهم القاضي : ما تقولون فيها ؟ فقال ابن الأنباري : أنا مشغول بتصنيف مشكل القرآن ، ولا أقول شيئاً .
وقال ابن مِقسْم كذلك، وقال : أنا مشغول بالقراءات .
وقال ابن دريد : هذه المسائل من مصنوعات أبي عُمر، ولا أصل لها في اللغة ؛ فبلغه ذلك، فاجتمع بالقاضي وسأله إحضار دواوين جماعة من قدماء الشعراء سمّاهم، ففتح القاضي خزانته، وأخرج له تلك الدواوين ، فلم يزل أبو عمر يعمد إلى كل مسألة، ويخرج لها شاهداً من كلام العرب، ويعرضه على القاضي ، حتى استوفاها ، ثم قال : وهذان البيتان أنشدهما ثعلب بحضرة القاضي وكتبهما القاضي بخِّطهِ على ظهر الكتاب الفلانيّ ، فأحضر الكتاب فوجد البيتين على ظهره بخطه كما قال .
19/1- 175 : وحفظ محمد بن علي الخطيب الشافعي (ولد عام 686 هـ) الحاوي في ستين يوماً والشمسية في المنطق في يوم .
20 /1- 182 : وجاء في ترجمة محمد علي العابد الفارسي (662 هـ) أنه لم يفتر قطّ من قراءة أو درس أو نسخ أو مطالعة ليله ونهاره، ولم يكن في وقته مثله .(1/4)
21/1-187 : وكان محمد بن علي الفخار الجذامي (723 هـ) يّدرس من صلاة الصبح إلى الزوال ، ويقرأ القرآن ، ويفتي النساء بالمسجد إلى بعد العصر، ويأتي الجامع الأعظم بعد المغرب فيفتي إلى العشاء الآخرة .
22/ 1- 523 : وكان الحسن بن محمد الطيبي يشتغل في التفسير من بكرة إلى الظهر، ومن ثم إلى العصر في الحديث إلى يوم مات ، فإنه فرغ من وظيفة التفسير إلى مجلس الحديث فصلى النافلة ، وجلس ينتظر الإقامة للفريضة فقضى نحبه متوجهاً إلى القبلة .
23/ 1- 212- 213 : وكان محمد بن القاسم بن محمد أبو بكر الأنباري (327 هـ) يحفظ ثلاثمائة ألف بيت شاهداً في القرآن ، وكان يملي من حفظه لا من كتاب … ومرض يوماً فعاده أصحابه ، فرأوا من انزعاج والده أمراً عظيماً ، فطيبوا نفسه، فقال : كيف لا أنزعج وهو يحفظ جميع ما ترون؟ وأشار إلى خزانة مملؤة كتباً ، وكان يحفظ مائة وعشرين تفسيراً بأسانيدها.
وقال أبو الحسن العروضيّ : اجتمعت أنا وأبو بكر الأنباري عند الراضي بالله على الطعام ، وكان الطباخ قد عرف ما يأكل فكان يطبخ له قليّة يابسة ، قال : فأكلنا نحن ألوان الطعام وأطايبه، وهو يعالج تلك القلية، ثم فرغنا وأتينا بحلواء ، وقمنا وملنا إلى الخيش فنام بين الخيشين ، ونمنا نحن في خيشين ولم يشرب ماء إلى العصر، فلما كان العصر قال : يا غلام الوظيفة ، فجاء بماء من الحُبّ [ الزير الكبير ] وترك الماء المزمّل [ المغطى ] بالثلج، فغاظني ذلك ، فَحُمْتُ، فأمر الراضي بإحضاري؛ وقال : ما قصتك ؟ فأخبرته، وقلت : هذا يا أمير المؤمنين يحتاج أن يحال بينه وبين تدبير نفسه؛ لأنَّه يقتلها، ولا يحسن عشرتها، فضحك، وقال: يا أبا بكر، لِمَ تفعل هذا؟ قال: أُبقي على حفظي، قلت له: قد أكثر الناس في حفظك، فكم تحفظ؟ قال: ثلاثة عشر صندوقاً .(1/5)
وسألته يوماً جاريةٌ للراضي عن شيء في تعبير الرؤيا، فقال: أنا حاقن، ثم مضى من يومه، فحفظ كتاب الكرماني، وجاء من الغد وقد صار معبراً للرؤيا، وكان يأخذ الرطب فيشمه ويقول: إنك لطيب، ولكن أطيب منك حفظ ما وهب الله لي من العلم .
24 - 1/227 : وجاء رجل إلى محمد بن محمد القَوبع (638 هـ) يصحح عليه أمالي القالي، فكان يسابقه إلى ألفاظ الكتاب، فَبُهت الرجل ، فقال له: لي عشرون سنة ما كررّت عليه .
25 - 1/230 : قال السيوطي : وتفردّ على رأس الثمانمائة خمسة علماء بخمسة علوم : البلقيني بالفقه، والعراقي بالحديث ، والغماري – محمد بن محمد المالكي – بالنحو ، والشّيرازي صاحب القاموس باللغة ، ولا أستحضر الخامس .
26-1/ 236: وقالوا في محمد بن محمد الخراساني ( 576 هـ ) : له خاطر كالماء الجاري يقدر علي نظم ما شاء في ساعة واحدة، ديوانه مشتمل على خمسة عشر مجلدا ، وهو واسع العبارة ، كثير النظم ، غزير العلم ، ذكي الفهم .
27-1/248: وكانت مختصرات محمد بن مكرم بن منظور ( 711 هـ ) خمسمائة مجلد .
28-1/251 : ولمحمد بن موسى الزاميّ شعر كعدد الشَعَر .
29-1/257: ورأى الواثق بالله في منامه كأنه يسأل الله الجنة ، وأن يتغمده الله برحمته ، ولا يهلك بما هو فيه، وأن قائلا قال له : لا يهلك على الله إلا من قلبه مَرْت ، فأصبح فسأل الجلساء عن ذلك ، فلم يعرفوا حقيقته ، فوّجه إلي أبي محلّم – محمد بن هشام السعدي( 245 أو 248 هـ ) – فأحضره ، فسأله عن الرؤيا و الَمْرت ، فقال أبو محلم : المرت من الأرض : القفر الذي لا نبت فيه ، فالمعنى على هذا : لا يهلك على الله إلا من قلبه خالٍ من الإيمان خُلّو المرت من النبات ، فقال الواثق : أريد شاهداً من الشعر في الَمْرت ، فأفكر أبو محلم طويلا ، فأنشده بعض من حضر بيتا لبعض بني أسد :
ومَرْتِ مروراتٍ يَحارُ بها القطا … ويصبح ذو علم بها وهو جاهل(1/6)
فضحك أبو محلم ثم قال للذي أنشده : ربما بعد الشيء عن الإنسان وهو أقرب إليه مما في كمه ، والله لا تبرح حتى أنشدك ، فأنشد للعرب مائة بيت معروف لشاعر معروف ، في كل بيت منها ذكر المَرْت ، فأمر له الواثق بألف دينار، وأراده لمجالسته ، فأبى أبو محلم .
[ القطا : من أنواع الطيور خبير بمواطن الماء ]
30-1/258 : قال أبو محلم : لما قدمت مكة لزمت ابنَ عيينة ، فلم أكن أفارق مجلسه ، فقال لي يوماً : يافتى ، أراك حَسن الملازمة والاستماع ، ولا أراك تحظى من ذلك بشيء ، قلت : وكيف ؟ قال : لأني لا أراك تكتب شيئاً مما يمر قلت : إني أحفظه قال : كلّ ما حُدِّثتَ به حفظته ؟ قلت : نعم ، فأخذ دفتر إنسان بين يديه، وقال: أعدْ عليَّ ما حدثتُ به اليوم ، فأعدته، فما خرمتُ منه حرفا ، فأخذ مجلسا آخر من مجلسه فأمررته عليه ، فقال : حدثنا الزهري ، عن عكرمة ، قال : قال ابن عباس : يقال إنه يولد في كل سبعين سنة من يحفظ كل شئ ، قال: وضرب بيده على جنبي ، وقال : أراك صاحبَ السبعين .
31-1/266 : وقال محمد بن يحى العبدرىّ الفاسي ( 651 هـ ) ما سمعتُ شيئا من نكت العلم إلا قيدته ، وما قّيدت شيئا إلا حفظته ، وما حفظت شيئا فنسيته .
32-1/273 : وقال محمد بن يعقوب الفيروز آبادي ( 810 هـ ) : " ما كنت أنام حتى أحفظ مائتي سطر " .
33-1/291 : وصنف أحمد بن أبان الأندلسي ( 382 هـ ) كتابه " العالم " في اللغة في مائة مجلد ، مرتبا على الأجناس ؛ بدأ فيه بالفَلَك و ختم بالذَّرة .
34-1/305 : وقال أحمد بن خالد الضرير البغدادي: كنت أعرض على ابن الأعرابي" أصول الشعر أصلا أصلا ، وعُرِض عليه شعر الكميت وأنا حاضر، فحفظته بعرْضه، وحفظت النّكت التي أفاد فيها، فقال لي ابن الأعرابيّ يوماً: لم تعرض علىّ شعر الكميت فيما عَرَضت ! فقلت:عَرَضه عليك فلان فحفظته بعرْضه ، وحفظت ما أفدت فيه من الفوائد، وجعلت أنشده ، وأذكر له من الفوائد فعجب .(1/7)
35-1/315: قال التبريزي: أقمت عند أبي العلاء المعري سنين، ولم أر أحدا من أهل بلدي ، فدخل المسجد بعضُ جيراننا ، فعرفته ، فتغيرت من الفرح فقال لي أبو العلاء : أيش أصابك ؟ قلت إني رأيت جاراً لنا بعد أن لم ألق أحداً من أهل بلدي سنين ، فقال لي : قم فكلّمه، فقمت و كلمته بلسان الأزربية شيئاً كثيراً ، إلى أن سألت عن كُلِّ ما أردت ، ثم عدت فقال : أي لسان هذا ؟ فقلت : لسان أذْربيجان ، فقال : ما عرفت اللسانَ ولا فهمتُه ، غير أني حفظت ما قلتما ، ثم أعاد علىّ الّلفظ بعينه ، من غير أن ينقص أو يزيد فعجبت من حفظه ما لم يفهمه .
36-1/419 : وكان إبراهيم بن عثمان الوزان القيرواني ( 346 هـ ) يحفظ العين وغريب أبي عبيد المصنف وإصلاح ابن السكيت وكتاب سيبويه وغير ذلك .
37-1/458 : وكانت إشراق الّسوداء العروضيّة ( ماتت في حدود 450 هـ ) تحفظ الكامل للمبّرد و النّوادر للقالي وشرحها .
38-1/473 : وكان أبو بكر الشاغورىّ ( 703 هـ ) ماهراً في العلوم حتى كان يلقي ثلاثين درساً في ثلاثين علماً .
39-1/475 : وقال أبو بكر بن الصائغ : أُحسنُ إثني عشر علما ، أحسنها علم العربية .
40-1/583 : وكان الأصمعي يحفظ ثلث اللغة ، و أبو زيد ثلثي اللغة ، والخليل بن أحمد نصف اللغة، وعمرو بن كركرة الأعرابي يحفظ اللغة كلها .
41-1/586 : وحفظ سعيد بن الفرج الرّشاش ( من أهل المائة الثالثة ) أربعة آلاف أُرجوزة للعرب .
42- 2/10 : ودرس صالح بن عبد الله الأسدي ( 727 هـ ) الكشاف للزمخشري من صدره ثماني مرات، مع بحث وتدقيق و إيراد و تشكيك .
43- 2/68 : وحفظ عبد الله بن يوسف ( ابن هشام النحوي المشهور ) ، مختصر الخرقي [في الفقه الحنبلي] في دون أربعة أشهر .
44- 2/112 : وحفظ عبد الملك بن قريب بن أصمع ( 215 و 216 هـ ) ستة عشر ألف أرجوزة .
45- 2/123 : وروى عبد الوهاب بن أحمد الأعرابي عن علي بن المبارك أربعين ألف بيت شاهداً علي النحو .(1/8)
46 - 2/141 : وقال علىّ بن إبراهيم التُّجانىّ البجلي ، ذاماً من يحفظ ولا يفهم :
الذي يروي ولكنَّه
كصخرة تنبع أمواهها ... يجهل ما يروي وما يكتب
تسقى الأراضي وهي لا تشرب
47- 2/159 : وكان على بن الحسن الأحمر ( 194 هـ ) يحفظ أربعين ألف شاهد في النحو وقال محمد بن الجهم : كنا نأتي الأحمر، فيدخل قصراً من قصور الملوك ، فيه فرش الشتاء في وقته ، و فرش الصيف في وقته ، ويخرج علينا ، وعليه ثياب الملوك ينفح منها رائحة المسك و البخور ، و يلقانا بوجه طلق ، وبشر حسن ، ثم ننصرف إلى الفرّاء ، فيخرج إلينا معبِّسا قد اشتمل بكسائه ، فيجلس لنا على بابه ، و نجلس على التراب ، فيكون أحلى في قلوبنا من الأحمر وجميل فعاله .
48- 2/172 : وحفظ على بن عبد الله الغسانيّ الزيتوني ( 906 هـ ) كتاب سيبويه .
49-2/182 : وكان على بن عيسى الفهري ( 819 هـ ) سريع الحفظ ، ويحفظ التسهيل [التسهيل : كتاب لابن مالك في النحو] .
50-2/187 : وكان على بن محمد التنوخي ( 342 هـ ) يحفظ للطائييَنِ سبعمائة قصيدة ، سوى ما يحفظ لغيرهم من الجاهليين و المخضرمين والمحدثين ، وكان يجيب في عشرين ألف حديث . [ الطائيان : هما أبو تمام والبحتري ]
51-2/199 : وكان على بن محمد السكون الحِلّى ( مات في حدود 606 هـ ) حريصاً على تصحيح الكتب ، لم يضع قط في طِرْسه إلا ما وعاه قلبه ، و فهمه لُبُّه .
52-2/207 : وكان علىّ بن منصور الخطيبي ( مولود سنه 547 هـ ) في صباه يكتب كل يوم نصف كراس من المجمل ويحفظه ، و يقرؤه على عبد الرحيم بن العصَّار حتى أنهى الكتاب حفظا و كتابة ، وحفظ إصلاح المنطق وحفظ غير ذلك من كتب اللغة والنحو والفقه ، وطالع أكثر كتب الأدب، وهو حُفَظَةٌ لكثير من الأخبار والأشعار، ممتع المحاضرة ،إلا أنه لا يتصدى للإقراء ، و لو جلس له لأحيا علوم الأدب ، وضربت إليه آباط الإبل .(1/9)
53-2/344 : وكان يحي بن معطي بن عبد النور الزواوي ( 628 هـ ) يحفظ شيئا كثيراً ، ومن جملة محفوظاته كتاب الصحاح للجوهري .
54-1/346:وقرأ أحمد بن علي البيهقي المعروف ببوجغفرك ( 544 هـ) الصحاح على الميداني وحفظه عن ظهر قلب .
55 -1/303:أنشد أحمد بن الحسن الكلاعي الزيات ( 728 هـ ) :
قال خصال أهل العلم ألفُُ
و يجمعها الصلاح فمن تعدى ... ومن جمع الخصال الألف سادا مذاهبه فقد جمع الفسادا
56-1/327 : لأحمد بن عبد القادر القيسي ( 749 هـ )
وعاب سماعي للحديث بعيد ما
و قالوا إمام في علوم كثيرة
فقلت مجيباً عن مقالتهم وقد
إذا استدرك الإنسان ما فات من عُلا ... كبرتُ أناسٌ هم إلي العيب أقربُ يروح و يغدو سالماً يتطيب
غدوت لجهل منهم أتعجب
فللحزم يعُزى لا إلى الجهل ينسب
57-1/349 : و لأحمد بن على البرزندي :
و إذ مُتُّ فانْعني إلى العلم والنُّهى
فإنيَ من قوم بهم يضِحُ الهدى
... وما حبّرتْ كفي بما في المحابّر
إذا أظلمتْ بالقوم طرق البصائر
58-1/361 : و لأحمد بن محمد البكري ( 640 هـ ) :
لو لم تكن سبل الولاءِ بعيدةٌ
لَتوارَدَ الضدان أرباب العلا
... لا تنتحي إلا بعزمة ماجد
و الأرذلون على محل واحد
59-1/364 : و ذكروا أن عسكر الأعاجم دَخلوا مرة بلاد واسط ، ونهبوا قطعة منها ، و نهبوا دار أحمد بن محمد الواسطي ( مات بعد 500 هـ ) فدخل معه بعض أصحابه يستعطفهم أن يردوا إليه بعض ما أخذوا له ، فلم يرضوا فخرج و هو يقول :
تذكرْت ما بين العُذَيب وبارق … مَجرَّ عوالينا ومجرْى السوابق
والتفت إلي صاحبه ، وقال : ما العامل في الظرف في هذا البيت ؛ فقال له : ما أشغلك ما أنت فيه عن النحو ، فقال : وما يفيدني إذا حزَنت .
60-1/369 : قال الثعالبي في أحمد بن محمد النهشلي ( مات بعد سنه 416 هـ ) : إمام في الأدب ، جاز السبعين في خدمة الكتب ، و أنفق عمره على مطالعة العلوم ، وتدريس مؤدبي نيسابور .(1/10)
61-1/373 : وقال أحمد بن محمد الِقرْمي ( 783 هـ ) : شرف العلم في ستة أوجه : موضوعه ، وغايته ، و مسائله ، وموثوق براهينه ، وشدة الحاجة إليه ، وخساسة مقابله .
62-1/408 : وقال ثعلب : ما فقدتُ إبراهيم الحربىّ من مجلس لغة أو نحو خمسين سنة .
63-1/425 : وأنشد إبراهيم بن محمد التنوخي ( 726 هـ ) :
اعمل بعلمك تؤت حكمة إنما
و إذا الفتى قد نال علما ثم لم
... جدوى علومِ المرءِ نَهْجُ الأقْوَم
يعمل به فكأنه لم يعلم
64-1/451 : وكانت لإسماعيل بن عبّاد الملقب بالصاحب ( 385 هـ ) مكتبة عظيمة ، وقد دعاه أحد الملوك لوزارته ، فكان من جملة أعذاره إليه أنه يحتاج لنقل كتبه خاصة أربعمائة جمل .
65-1/481 : وأنشد ثابت بن حسن اللخمىّ ( 625 هـ )
العلم يمنع أهله أن يُمنعا
واجعله عند المستحق وديعة
والمستحق هو الذي إن حازه ... فاسمح به تنل المحل الأرفعا
فهو الذي من حقه أن يودعا
يعمل به و إذا تلقفه وعى
66-1/520: وقال الحسن بن محمد العُمري (605 هـ) لأصحابه: احفظوا غريب أبي عبيد فمن حفظه ملك ألف دينار، فإني حفظته فملكتها، وأشرت على بعض أصحابي بحفظه فحفظه وملكها .
67-1/528 : للحسين بن ابراهيم النَّطَنْزِي ( 497 أو 499 هـ ) :
العزّ مخصوص ُُ به العلماءُ
إن الأكابر يحكمون على الورى
وقال أيضاً :
أسوأ الأمة حالا رجلُُ ... ما للأنام سواهم ما شاءوا
وعلى الأكابر يحكم العلماء
عالم يقضي عليه جاهل
68-1/530 : للحسين بن أحمد خالويه :
إذا لم يكن صدر المجالس سيدا وكم قائل مالي رأيتك راجلا ... فلا خير فيمن صدرته المجالس فقلت له من أجل أنك فارس
69-2/56 : ولعبد الله بن محمد الَبَطلْيَوْسيّ ( 521 هـ )
أخو العلم حي خالد بعد موته وأوصاله تحت التراب رميم
وذو الجهل ميتُُ وهو ماشٍ على الثرى يُظَنُّ من الأحياء وهو عديم
70-2/69 : ولعبد الله بن يوسف ( ابن هشام ) :
ومن يصطبرْ للعلم يظفر بنيله
ومن يخطُب الحسناءَ يصبر علي البذل(1/11)
ومن لا يذلّ النفس في طلب العلا
يسيرا يعشْ دهراً طويلا أخا ذل
71-2/101 : ولعبد العزيز بن عبد الرحمن بن مهذب :
وما طربتُ لمشروبٍ ألذُّ به
و لا لعشقِ ظباءِ الُعْجم و العرب
لكنْ طربتُ إلى دهرٍ أنال منه
غِنى فأبذله في عصبة الأدب
[ الظباء:الغزلان والمقصود بها هنا حسان العجم والعرب من النساء ] .
72-2/163: قال الخطيب البغدادي: تعلّم الكسائي النحو على كِبَر ، وسببه أنه جاء إلى قوم وقد أعيا ، فقال : قد عييت ، فقالوا له : تجالسنا و أنت تلحن ! قال : وكيف لحنت ؟ قالوا : إن كنت أردتَ من انقطاع الحيلة فقلْ : عييت، وإن أردت من التعب فقل : أعييت ؛ فأنِف من هذه الكلمة ، وقام من فَوْره ، و سأل عَمَّن يُعَلِّمُ النحو ، فأرشد إلى معاذ الهراء ، فلزمه حتى أنفد ما عنده ، ثم خرج إلى البصرة فلقي الخليل ، وجلس في حَلْقته ، فقال له رجل من الأعراب : تركت أسَد الكوفة وتميما وعندهما الفصاحة ، و جئت إلى البصرة ! .
فقال للخليل : من أين أخذت علمك هذا ؟ فقال : من بوادي الحجاز و نَجْدٍ وتهامة ، فخرج و رجع ؛ وقد أنفد خمس عشرة قنينة حبرٍ في الكتابة عن العرب ، سوى ما حفظ ، فقدم البصرة فوجد الخليل قد مات وفي موضعه يونس ، فجرت بينهما مسائل أقرّ له فيها يونس ، وصدّره موضعه . [ أعيا : بمعنى تعب من المشي ، وبمعنى أشكل عليه الأمر ]
73-2/192 : ولم يكن لعلي بن محمد السخاوي المقرئ ( 643 هـ ) شغل إلا العلم قال ابن خلكان : رأيته مراراً راكبا بهيمة إلي الجبل ، وحوله اثنان وثلاثة يقرءون عليه في أماكن مختلفة دفعة واحدة ، وهو يرد على الجميع .
74-2/203 : وأقام على بن محمد العطَّار في تفسير آيةٍ واحدة وهى : { إنهم فتية آمنوا بربهم و زدناهم } [ الكهف :13 ] سنة كاملة .
75-2/210 : وقالوا في علي بن مؤمن بن عصفور ( 663 أو 669 هـ ) إنه كان أصبر الناس على المطالعة ، لا يملُّ من ذلك .(1/12)
76-2/225 : واقرأ عمر بن محمد الشَّلَوْبين ( 645 هـ ) النحو ستين سنة ، وعلا صيته، و اشتهر ذكره ، وبرع من طلبته جملة و قلما تأدب بالأندلس أحد من أهل عصره إلا وقرأ عليه ، واستند و لو بواسطة إليه .
77-2/324 : واقرأ هبة الله بن الشجري ( 542 هـ ) النحو سبعين سنة، وهذا يدل على الصبر في تعليم الناس .
78-2/231 : وكانت دفاتر أبي عمرو بن العلاء المازني ( 154 أو159 هـ ) ملء بيته إلي السقف.
79-2/300 : وأنشد ممويه أبو ربيعة النحوي الأصبهاني :
كن ابن من شئت و اكتسب أدبا …يغنيك محموده عن النسب
لا شيء في الأرض أنت تكسبه أحمد عند الأنام من أدب .
الأدب مع العلم و الشيوخ وحسن الظن بهم ، و أن الطعن فيهم موجبُُ لهتك الأستار
80-1/206 : ومن روائع سلفنا في توقير العلم وإتعاب النفس في تحصيله ؛ أن ابن التِّلمِسانّي كان يقرأ النحو على محمد بن عيسى الخزرجي المالقي ( 651 هـ ) وهو يقرأ عليه المعقول ، فيبكّر إليه ابن التِّلمِسانيّ فيقرأ عليه ، ثم يقول : يقرأ سيدنا درسه ، فيقول : حتى أروح إلي بيتك ..
81-1/210 : ومن اللذين يتتبعون عثرات العلماء فهلك ولم يفلح ، محمد بن أبي الفرج ابن فرج الذكي ( 516 هـ ) .
حضر مرةً إملاء منصور السمعانيّ ، فأملى المجلس ، فأخذ عليه الذّكي شيئا ، وقال : ليس كما تقول؛ بل هو كذا ، فقال السمعانيّ : اكتبوا كما قال ، فهو أعرف به . فغيرّوا تلك الكلمة، وكتبوا كما قال الذّكي ، فبعد ساعة قال : يا سِّيدي أنا سهوتُ و الصوابُ ما أمليت ، فقال : غيِّروه ، و اجعلوه كما كان ، ففعلوا . فلما فرغ الإملاء وقام الذكيّ قال السِّمعاني : ظن المغربي أني أنازعه في الكلام ، حتى يبسط لسانه فيّ كما بسطه في غيري ؛ فسكتُ حتى عرف الحق و رجع .
وقال السِّلفي فيه : كان يتتبِّع عثرات الشيوخ ، فدعوا عليه فلم يفلح .(1/13)
قلت : وما أكثر أمثال هذا الذكيّ ، في هذا العصر ، من اللذين يخوضون في أعراض العلماء وعلمهم ، و يعترضون عليهم ، و ليسوا عند الناس علماء و لا طلبة علم ، و إذا كان العلماء ينالون النصيب الأوفى من الطعن و النبز ؛ من اللذين يزعمون أنهم طلبة علم أو علماء – زعموا – فما هو مصير عوام الناس وكيف يعاَمَلون من هؤلاء ؟
82-2/298 : وكان رجل يتسلط على مكيّ بن أبي طالب حَمّوش ( 437 هـ ) إذا خطب ؛ و يحصي سقطاته – وكان مكيّ يتوقف كثيرا في الخطبة – فقال : اللهم اكفنيه؛ فأقِعد الرجل ، و ما دخل الجامع بعد .
83-2/145 : وهذا على بن أحمد بن محمد الواحديّ ( 468 هـ ) الإمام المصنف المفسر أنفق شبابه في التحصيل .. وسافر في طلب الفوائد .. لولا ما كان فيه من إزراء على الأئمة المتقدمين ، و بسط اللسان فيهم بما لا يليق ..
قلت : فجعلوا إزرائه للعلماء ، منقصة في حقه مع إمامته رحمه الله.
84-1/505 : ومن ظريف ما يحكى عن الحسن بن صافي ( ملك النحاة 568 هـ ) أنه كان يستخفّ بالعلماء ؛ فكان إذا ذُكر واحد منهم ، فقال : كلب من الكلاب ، فقال له رجل : أنت إذاً لَسْتَ ملكَ النحاة ، بل ملك الكلاب فاستشاط غضباً ؛ وقال : أخرِجُوا عني هذا الفضوليّ . وكان يغضب على مَنْ لم يسمِّه بملك النحاة .
85 -1/464 : وعلى عكس هؤلاء مَرَّت بك الفائدة 249 و نزيدها أدب الإمام المازني ( 248 أو 249 أو 230 هـ ) مع القرآن و الحديث حيث أنَّ يهودياً بذل له مائة دينار ليقرئه كتاب سيبويه فامتنع من ذلك ؛ فقيل له : لم امتنعت مع حاجتك و عائلتك ؟ فقال : إنّ في كتاب سيبويه كذا و كذا آية من القرآن ، فكرهتُ أن أقرأ القرآن لأهل الذِّمة ، فعوضه الله خيراً، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، فلم يمض عليه إلا مُديدة ، حتى طلبه الواثق، و أخلف الله عليه أضعاف ما تركه لله.(1/14)
86-2/309 : ميمون بن جعفر النحوي ( أبو توبة ) أخذ عن الكسائّي ، وكان يؤدّب عمرو بن سعيد بن سَلْم ، فلمّا قدم الأصمعيُّ من البصْرة نزل على سعيد ، فحضر يوماً ، و أخذ يسأله ، فجعل أبو توبة إذا مَرَّ بشئ من الغريب بادر إليه ؛ فأتى بكل ما في الباب أو أكثره؛ فشقّ ذلك على الأصمعيّ ، فعدل به إلى المعاني ، فقال له سعيد : لا تتبعه يا توبة في هذا الفنّ، فإنه صناعته ، فقال : و ماذا علي إذا سألني عما أحسنه أجبته ، و ما لا أحسنه تعلمته.. و هذا القول من أبي توبة، درس في التواضع ، و آية في معرفة قدر النفس وقدر الشيوخ ، و أنه لا حياء و لا كبر في طلب العلم ، و ما أنفعها كلمة لطالب العلم لو عمل بها " ما أُحْسِنهُ أجبته ، وما لا أحسنه تعلمته "
87-1/494 : وكان الحسن بن أحمد العطّار ( 569 هـ) متأدبا مع العلم، و لا يمسّ الحديثَ إلا متوضئاً ومن بركة الأدب مع الحديث ، شاع ذكره في الآفاق ، وعَظُمَتْ منزلته عند الخاصّ و العامّ . وكان يحفظ كتاب الجمهرة ..
88- 1/524 : وفي الأدب و التواضع مع العلم ، أنشد الحسن بن محمد القومِسيّ ( 449 هـ) :
العلمُ يأتي كُلَّ ذي حفظ
كالماء ينزلُ في الوهاد ... ويأبى كل آب
وليس يصعد في الرّوابي
حلق العلم يوم الجمعة
89 / 140 : حُكِىَ عن أحمد بن اسحاق بن بهلول أنه دخل هو وأخوه بغداد ، فدار على الحِلَقِ يوم الجمعة ، فوقف على رجل يتلهبّ ذكاء ، ويجيب عن كل ما يسأل عنه من مسائل الأدب و القرآن ، فقلنا : من هذا؟ قالوا : ثعلب ، فبينما نحن كذلك ، إذا ورد شيخ يتوكأ على عصا ، فقال لأهل الحلقة : أفرجوا للشيخ ، فأفرجوا له حتى جلس إلى جانبه .. وذكر القصة و الشاهد فيها ، أن من سنة العلماء التحلق يوم الجمعة .
90-1/457 : وكانت لإسماعيل بن موهوب الجواليقيّ ( 575هـ ) حَلْقة بجامع القَصْر ، يقرئ فيها الأدب كل جمعة .(1/15)
91-2/192 : وكان على بن محمد الشاطبي المرسي ( 670 هـ ) يفسّر القرآن كُلَّ جمعة..
فضل العلم وحالُ أهله
92-1/16 : أنشد محمد بن إبراهيم الطليطلي الأنصاري ( ت: 752هـ )
قلة الحظ يا فتى
وجهول بحظِّه ... صيرني مُجهّلاً
صار في الناس أكملا
93-1/27 : ولمحمد بن أحمد الواسطي ( ت: 636هـ):
إن قدَّمَ الحظ ُّ قوماً ما لهم قدمٌ …في فَضْل علمٍ ولا حزمٍ وجَلَدِ
فهكذا الفلكُ العلويِّ أنجمه ……تقدّم الثورُ فيها رتبةَ الأسدِ
94-1/1801: وأنشد محمد بن على المالقيّ ( ت: 636هـ )
اصبرْ لما يعتريك تغنمْ ……غنيمتيْ راحةٍ وأجرِْ
فإنَّ كُلَّ الخطوب ليلٌ ……لابدَّ يجلوه ضوءُ فجرِ
95-1/220 : وقال محمد بن محمد لنكك
زمانٌ قد تَفَرَّغَ للفُضولِ فسود كُلّ ذي حُمقٍ جَهُولِ
إذا أحببتم فيه ارتفاعا فكونوا جاهلين بلا عقولِ
96-1/220 : وله أيضاً :
الدّهْرُ دَهْرٌ عَجيبُ
العَيْرُ فَوْقَ الثُّريَّا ... فيه الوَليدُ يشيبُ
وفي الوهادِ الأريبُ
العير:الحمار الوحشي والأهلي أيضاً، والوهاد: المكان المطمئن(1)
97-1/220 : وقال أيضاً :
حرمانُ ذي أدب وحظوةُ جاهلٍ
كم ذا التفكُّرُ في الزّمانِ وإنما الأرذلونَ بغبطةٍ وسعادةٍ ... أمرانِ بينهما العقولُ تَحَيَّرُ
يزدادُ فيه عَمىً إذا يتفكرُ
والأفضلونَ قلوبهم تتفطرُ
98-1 / 246 : وأنشد محمد بن مسعود الهروي
ماذا تؤملُ من زمانٍ لم يزلْ ……هو راغبٌ في خاملٍ عن نابهِ
نلقاهُ ضاحكةً إليه وجوهُنا ……ونراه جهماً كاشراً عن نابهِ
فكأنمّا مكروه ما هو نازل ……عنه بنا هو نازلٌ عَنا بهِ
النابه في البيت الأول : الرجل الشريف وضَدّ الخامل(2)، والثانية من الأسنان والثالثة عنّا وهو حرف جر معه ضمير الجمع ، وبه: حرف جر معه ضمير المفرد الغائب.
__________
(1) مختار الصحاح ، لمحمد الرازي ( الصفحات 464، 738 ) ، دار الكتاب العربي بيروت، ط: الأولى : 1997.
(2) مختار الصحاح : ( صفحة: 644 )(1/16)
99-1/326 : ولأحمد بن عبدالعزيز الشنتمريّ ، ( كان حياً سنة 553هـ)
الحمد لله على ما أرى
يسود أقوام على جهلهم ... كأنني في زمني حَالمُ
ولايسودُ الماجدُ العالمُ
100-1/441 : ولأسعد بن نصر العَبرْنيّ ( ت: 589هـ )
قُلْ لَمن يشكُو زماناً…حادَ عمّا يرتجيهِ
لاتَضيقنَّ إذا جا……ء بما لا تشتهيهِ
101-1/507 : ومن شعر الحسنِ بن عبد الله (أبي هلال العسكري، كان حياً سنة 395هـ)
إذا كان مالي مالُ من يلقط العجمْ
وحاليَ فيكمْ حالُ منْ حاكَ أو حجمْ
فأين انتفاعي بالأصالة والحجي
وما ربحتْ كفي على العِلم والحكمْ
ومن ذا الذي في الناس يُبصرُ حالتي
فلا يلعنُ القرطاسَ والحبرَ والقلمْ
العجم: النوىَ وكلُّ ما كان في جَوفِ مأكول ،ِ حاك: من الحياكة حاك الثوب نسجه(1) حجم : من الحجامة معروف ؛ الأصل: الحسب ، ورجلٌ أصيل الرأي مُحكم الرأي، والحجى: العقل.
102-1/509: وللحسن بن عبد الله المعروف بلُكذة
ذهبَ الرِّجالُ المقتدى بفعالهمْ
وبقيتُ في خَلفٍ يزيّن بعضهم
ما قرب الأشياءَ حينَ يسوقُها
الجدُّ أَنهضُ بالفتى من كسبِه
وإذا تعسَّرَت الأمورُ فأرْجِهَا
... والمنكرون لِكلِّ أمرٍمُنكرِ
بعضاً ليستُر مُعور عن مُعور
قَدَرٌ وأبعدها إذا لم تُقْدرِ
فانهضْ بِجِدٍّ في الحوادث أو ْذرِ
وعليكَ بالأمر الذي لم يَعسُرِ
الجدُّ هنا: الحظُّ والبخت ، والجِدُّ الثانية : الاجتهاد في الأمر(2)
فأرجهَا: أخرْها، ومنها قوله تعالى: { وآخُرون ُمرجَونَ لأِمْرِ الله }
[التوبة: 106 ] وقوله { أرجه وأخاه } [الشعراء: 36] ذَرْ: اترك .
103-1/530 : ومن شعر الحسين بن أحمد بن خالويه ( ت: 370 هـ ):
إذا لم يكن صدرُ المجالس سيداً
وكم قائل مالي رأيتكَ راجلاً ! ... فلا خير فيمن صدرته المجالسُ
فقلتُ له مِن أجْل أنك فارسُ
__________
(1) لسان العرب، لأن منظور ، ( 1/758 ) ، دار لسان العرب، بيروت.
(2) مختار الصحاح، صفحة 94(1/17)
104-1/580: ومن شعر سعد بن محمد بن علي المعروف بالوحيد ( ت: 385هـ)
لو تجلى لي الزمانُ للاقَى
إنما تكثرُ الملامة للدَّهـ ... مِسمعيه مني عِتاب طويل
رِ لأِنّ الِكرامَ فيه قليلُ
105-2/60 : ومن شعر سعد بن محمد بن علي المعروف بالوحيد (ت: 385 هـ)
نحن قومٌ قد تَولَّى حظُّناَ
وكذا الأيَّامُ في أفعالهِا
إنما الموتُ حياةٌ لامرئٍ
وإذا قامَ لأمرٍ مُكثب ... وأتى قومٌ لَهُمْ حَظٌ جديدُ
تَخفِضُ النِّصْبَ وتستعلِي الوُهودُ حظُّه ينقص والهمُّ يزيدُ
قعد الحظُّ به فهو بعيدُ
الوهود : جمع وهد وهو المكان المطمئن
106-2/144 : ولعليّ بن أحمد بن عبد العزيز الميورقيّ المعروف ( بابن طُنيزْ تُوفي عام 475 هـ ).
وسائلةٍ لتعلم كيف حالي
دُفعتُ إلى زمانٍ ليس فيه ... فقلتُ لها: بحالٍ لا تسرُّ
إذا فتشْت عن أهليه حُرُّ
107-2/148: وأنشد علىّ بن أحمد الَفْنجُكردْيّ ( ت: 513 هـ)
زماننا ذا زمانُ سوءٍ
هل يبصرُ المبلسون فيه
فكلهم منه في عناءٍ ... لا خير فيه ولا صلاحا
لليلِ أحزانهم صباحا !
طوبى لمن مات فاستراحا
108-2/170 : ولعلي بن طلحة بن كردان ( ت:424 هـ) يذم أهل واسط ويصف تكريم الأغبياء وإهانة العلماء بقوله :
سئم الأديب من المقام بواسط
يا بلدةً فيها الغبيُّ مُكرمٌ ... إن الأديب بواسطٍ مهجور
والعِلْمُ فيها ميتٌ مقبورُ
109-2/293 : ويقول التوحيدي : رأيتُ المعافى بن زكريا الجريري(ت:390هـ) وقد نامَ مستدبر الشمس في جامع الرُّصافة في يوم شاتٍ وبه من أثر الفقرِ والبؤس والضُّر أمرٌ عظيم؛ مع غزارة عِلمه واتساع أدبه وفضله المشهور، ومعرفته بصنوف العلوم؛ خاصة علم الآثار والأخبار وسير العرب وأيامها، فقلت له: مهلاً أيها الشيخ وصبراً! فإنك بعين الله ومرأى منه ومسمع، وما جمع الله لأحد شرفَ العلم وعزِّ المال، فقال : ما لابد منه من الدنيا فليس منه بدّ، ثُم قال:
يامحنة الله كُفي
قد آن أنْ ترحمينا
طلبتُ جداً لنفسي
فلا علوميَ تجدي(1/18)
ثورٌ ينالُ الثريا
... إن لم تكفي فخفيِّ
من طول هذا التشفي
فقيل لي قد توفيِّ
ولاصِناعةُ كَفِّي
وعالِمٌ متخفِّي
110-2/316-317 : ومما ذكر من ضيق الدنيا على أهل العلم ؛ أن النّضر بن خَرشة( ت:203 أو 204هـ ) أقام بالبادية أربعين سنة وكان أحد الأعلام، وله من رواية الأثر والسنن والأخبار منزلة عظيمة، ولما أضرَّ به الإيطان في البصرة من ضيق المعيشة، شَرَعَ في الظعن عنها، فتبعه سبعمائة رجل من أصحابه يشيعونه، فبكوا توجعاً لمفارقته، فقال : لو كان لي كل يومٍ ربع من الباقلاء أتقوّت به لما ظعنتُ عنكم. قال الراوي: فعجبتُ من أنه لم يكن في هذا الجمع الكبير من المتفجعين عليه من يقوم له بهذا، ثم إنه أتى خراسان، فاستغنى من جهة المأمون.
111-2/334 : ومن أسباب ضيق الحال في صفوف العلماء؛ انشغالهم المتواصل الدؤوب ليلاً ونهاراً في طلب العلم، حتى إذا رأيت أولادهم حسبتهم أيتاما.
واستأنست ببيت في هذا المعنى وإن كان قائله عَنَى به المعنى اللغوي لكلمةِ (شيخ) فجعلتها للمعنى الاصطلاحي .
قال يحي بن سعيد بن المبارك الدهان ( ت: 616 هـ) :
قيل لي جاءك نسلٌ
قُلتُ عزوه بفقدي
... ولدٌ شهمٌ وسيمُ
ولدُ الشيخِ يتيمُ
112-1/478 : تاج بن محمود الأصفهندي العجمي (807هـ)
لم يكن يتفرغ لغير الاشتغال بطلب العلم، فكان يقريء من صلاة الصبح إلى العصر، ويفتي من العصر إلى الغروب؛ ولم يكن له حظ، ولا يتطلع إلى شئ من أمور الدنيا..
113-2/199 : وكان على بن محمد الخشني (680هـ) في غاية الفقر على إمامته في العلم.
114-2/197 : وكان التلامذة يقصدون على بن محمد الاستراباذي (516هـ) للقراءة عليه فيقول لهم: منزلي الآن بالكِراء، والخبز بالشراء، وأنتم تدخرون، اذهبوا إلى من عُزلنا به ، يعني : أبو منصور الجواليقي إذ رُتِّب مكانهُ .
115-1/252:وأنشد محمد بن موسى الدوالي الصريفي(790هـ)
وقائلة أراك بغير مال
فقلت لأن مالاً عكس لامٍ ... وأنت مهذب عَلَمٌ إمام(1/19)
وما دخلت على الأعلام لامُ
116-1/149: ومن شعر محمد بن عبد الله الضرير المروزي (423هـ)
تنافى المال والعقلُ
هما كالورد والنر
فعقلٌ حيث لا مالٌ
... فما بينهما شكلُ
جس لا يحويهما فَصلْ
ومالٌ حيث لا عقلٌ
" قال العلماء: ليست هيبة الشيخ لشيبته ولا لسنه ولا لشخصه، ولكن لكمال عقله، والعاقل هو المهيب؛ ولو رأيت شخصاً جمع جميع الخصال وعدم العقل لما هبته "(1)
117-1/528 : وللحسين بن إبراهيم النَّظنْزِيّ (497 أو 499 هـ)
أسوأ الأمة حالاً
... عالمُ يقضي عليه جاهلٌ
118-1/106 : وكان عبد القاهر بن طاهر البغدادي (429هـ) ذا ثروةٍ، فأنفق ماله على العلم حتى افتقر، ولم يكسب بعلمه مالاً.
119-1/107 : وكان يصف حال العلماء بقوله:
كبر على العلم يا خليلي
وعش حماراً تعش سعيداً ... ومِل إلى الجهلِ ميل هائمْ
فالسعد في طالع البهائمْ(2)
العلماء العزاب اللذين آثروا العلم على الزواج
120-1/313 : أحمد بن عباس المساميري الشافعي (699 هـ) لم يتزوج إلى أن مات.
121-1/578 : سعد بن خليل الرومي المرزباني (814 هـ) لم يتزوج كذلك.
122-1/581 : سعدون بن إسماعيل الجذاميّ ( 295هـ) لم يتزوج ولاتسرى ولا اشتغل بشئ من الدنيا.
123-2/30 : عبدالله بن أحمد الخشاب (567هـ) لم يتزوج ولاتسّرى.
124-2/169 : على بن سيف اللواتي الأبياري (814هـ) لم يتزوج.
125-2/203 : على بن محمد بن خروف الأندلسي (609 أو 605 أو606 أو 610هـ) لم يتزوج قط.
126 - 2/255 : القاسم بن عبد الرحمن الأوسي المالقي (575 هـ) لم يعرف له قط في شبيبته صبوة ، ولا اتخذ أهلاً ، ولا سمعت منه هفوة.
__________
(1) 1/121 ) من بغية الوعاة.
(2) قلت وهذا في عصره القرن الخامس ، فما بالك بالقرن الخامس ومعه عشر قرون !!(1/20)
127-2/255 : ومن إيثار شهوة العلم على شهوة النساء، ما حكي عن الإمام محمد بن القاسم ( أبو بكر الأنباري) (129 أو328هـ)، إذ رأى يوماً بالسوق جارية حسناء، فوقعت في قلبه،فذكرها للرّاضي، فاشتراها وحملها إليه، فقال لها: اعتزلي إلى الاستبراء، قال: وكنت أطلب مسألة، فاشتغل قلبي، فقلت للخادم: خذها وامض بها، فليس قَدرُها أن تشغل قلبي عن علمي، فأخذها الغلام فقالت له: دعني أكلمه بحرفين، فقالت: أنت رجل لك مَحَلٌّ وعقْل، وإذا أخرجتني ولم تبين ذنبي، ظن الناس فيَّ ظناً قبيحاً، فقال لها: مالك عندي ذنب غير أنكِ شغلتني عن علمي، فقالت: هذا سهل، فبلغ الراضي، فقال: لاينبغي أن يكون العلمُ في قلب أحد أحلى منه في صدر هذا الرجل.
128/1-13 : محمد بن إبراهيم النحاس (698هـ) اقتنى كتباً كثيرة ولم يتزوج.
اقتناص الفرص لتحصيل العلم والفوائد
129-1/242 : أنشد محمد بن مزيد ابن أبي الأزهر ( 325هـ) :
لاتدع لذة يومٍ لغدٍ
إنها إن أُخِّرت عن وقتها ... وبع الغيَّ بتعجيل الرَّشدْ
باختراع النَّفسِ فيها لم تَعُدْ
130-1/216 : وقال محمد بن لب بن خيرة الشاطبي ( قريباً من 640هـ):" اشتغالك بوقت لم يأت تضيع للوقت الذي أنت فيه " .
131-1/144 : وكان محمد بن عبد الله الملطي (303هـ) يمتنع من الحديث إلا في أوقات الفراغ.
132-1/145 : ومما يصلح شاهداً في استغلال الأوقات والظروف لطلب العلم؛ أن أحمد بن على الزوال ( 586هـ) لما أقام في الحبس إحدى عشرة سنة كتب فيه ثمانين مجلداً .
133 – 1 /251 : وفي استغلال الوقت؛ وطلب المزيد من الفوائد العلمية؛ أنشد محمد بن موسى الكندي (358هـ) :
من لم يكن يومه الذي هو فيه
فالموتُ خيرٌ له وأرواحُ من ... أفضل من أمسه ودون غدِه
حياةِ سوءٍ تفتّ في عضده
اغتنام الوقت(1/21)
134-1/143 : كان محمد بن عبدالله الملطيّ ( ت: 330هـ ) يمتنع من الحديث إلا في أوقات، وهذا محافظة منه – رحمه الله - على وقته ألا يفوت منه شئ في غير فائدة.
135-1/281 : وقال الصفدي في حق أبي حيان الأندلسي : " لم أره قطّ إلا يسمعُ أو يشتغل، أو يكتب أو ينظر في كتاب، ..."
درس في الحفاظ على الوقت
136-2/149 أقام على بن إسماعيل القونوي ( 729هـ) ثلاثين سنة يصلي الصبح جماعة ، ثم يقرأ إلى الظهر، ثم يصليها ويأكل شيئاً في بيته، ثم يذهب إلى عيادة مريض أو زيارة أو تهنئة أو نحو ذلك ، ثم يرجع وقت حضور الفانكاه ، ويشتغل بالذكر إلى آخر النهار.
137-2/278 : وكان محمود بن عبد الرحمن الأصبهاني( 749هـ ) يمتنع كثيراً من الأكل لئلا يحتاج إلى الشرب، فيحتاج إلى دخول الخلاء فيضيع عليه الزمان .
التأسف على الشباب والصحة
138-1/218 : وأنشد محمد بن محمد بن أحمد الرامشيّ ( ت: 490 ) متأسفاً على الشباب والصحة، وهما من أهم ركائز العلم والعمل بقوله:
وكنت صحيحاً والشبابُ منادمي
وأنهلني صفوُ الشباب وعلني
وزدت على خمس ثمانين حجةً
فجاء مشيبي بالضنى وأعلني
سئمت تكاليف الحياة وعلَّتى
وما في ضميري من عَسى ولعلَّني
الموت ولا الجهل
139-1/509 : للحسن بن عبد الله السيرافي ( 368هـ) :
اسكن إلى سكن تسر به
ترجو غداً وغدٌ كحاملةٍ ... ذهب الزمان وأنت منفرد
في الحيّ لايدْرون ما تلدُ
140-1/259: لمحمد بن وسيم بن سعدون القيسي ( ت: 352هـ)
في اغتنام الصحة والشباب
خُذ من شبابك قبل الموت والهرمِ
واعلم بأنك مجزيٌّ ومرتهن
فليس بعد حلول الموت معتبةٌ ... وبادر التوب قبل الفوتِ والندمِ
وراقب الله واحذر زلة القدم
إلا الرجاء وعفو الله ذي الكرم
الجهل بقيمة العمر
141-1/391 : لأحمد بن مطرفِّ العسقلاني ( ت: 413 هـ) :
عِلمي بعاقبة الأيام يكفيني
ولاخلاف بأن الناس مذ خلقوا
إذ ينفقُوا العمرَ في الدنيا مجازفة ... وما قضى الله لي لابد يأتيني(1/22)
فيما يرومون معكوسو القوانين
والمال ينفق فيها بالموازين
ليت الشباب يعود
141-2/123 : أنشد عبد الوهاب بن أحمد الأعرابي :
ألا ليس من هذا الشبابُ طبيبُ
لعمري لقد بان المشيبُ وإنني ... وليس شبابٌ بان عنك يؤوب
عليه لمحزونُ الفؤاد كئيب
دعاء ورجاء
142-1/24 : حكى الشهاب محمود الحلبيّ قال: حججت أنا وإياه- يعني : محمد ابن أحمد بن خليل ( شهاب الدين قاضي القضاة ) ( ت: 693هـ ) ، فلما كنا بالموقف ذكرنا حديث " من ذكرني في نفسه "، فقال ابن الُخويّي : ليت شعري هل ذكرنا بالملأ الأعلىوإذا بمنادٍ على كتابٍ لاندري ما هو فقلت للخُوييّ: ننظر في هذا الكتاب، ونأخذ منه فألاً ، فإذا أول الصفحة إلى اليمين من شعر ابن الفارض :
لكَ البشارةُ فاخلعْ ما عليكَ فقد ذكرت ثَمَّ على ما فيك من عوج
فخلع الخويي ثياب إحرامه، ودفعها إلى الرجل الذي كان معه الكتاب، وسُرُّ سروراً عظيماً .
143-1/24 : والخويي هذا هو صاحب هذه الأبيات :
وبحق لطفك كُلَّ سوء اتقي
أحسنت في الماضي وإني واثق
أنت الذي أرجو فماليَ والورى ... فامنُنْ بإرشادي إليه ووفِّقِ
بك أن تجود عليّ فيما قد بقي
إن الذي يرجو سواك هو الشقي
144-1/42 : وقال محمد بن أحمد بن محمد ( الوادي آشي تُوفي عام 624 هـ ) أبياتاً كتبها على قبره قبل موته فيها رجاء ودعاء وتوسل وهي :
أتيت إلى خالقي خاضعاً
وإن كنتُ وافيتهُ مجرماً
وكيف أخاف ذنوباً مضتْ
فأخلص دعائك يازائري ... ومنْ خدُّه في الثَّرى يخضعُ
فإنّي في عفوه أطمعُ
وأحمد في زلّتي يشفع!
لعلَّ الإله به ينفع
145-1/45 : ولمحمد بن أحمد الشريشيّ ( ت: 685 هـ ) أبيات في الرجاء والاعتماد والتوكيل على الله :
الجَدّ يدرك ما لايدرك الطلبّ
وكلّ شئ فبالأقدار موقعهُ
إن الأمور إذا مالله يسرها
وكل ما لم يقدره الإلهُ فما
ثقْ بالإله ولا تركن إلى أحد
... والجِدُّ من غير جَدٍّ كله تعبُ
ما للأمور سوى أقدارها سببُ
أتتك من حيث لا ترجو وتحتسب(1/23)
يفيد حرص الفتى فيه ولا النَّصبُ
فالله أكرمُ منْ يُرجىَ ويرتقبُ
146-1/143 : وهذان بيتان في الرجاء أيضاً وهما لمحمد بن عبد الله الصِّقّليّ ( ت: 565هـ )
ببسم الله يفتتح العليمُ
وكيف يلومني في حسنِ ظنيِّ ... وبالرحمنِ يعتصمُ الحليمُ
بربيّ لائمٌ وهو الرّحيمُ
147-1/149 : ولمحمد بن عبد الله الكرماني الوراق ( ت: 655 هـ ) :
قالوا محمد قد كبرتَ وقد أتى
قُلتُ : الكريم من القبيح لضيفهِ ... داعي المنون وما اهتممت بزادِ
عندَ القُدوم مجيئه بالزادِ
148-1/156 : ورُئي الشيخ محمد بن عبدالرحمن الزمرديّ
(ت: 776هـ) في المنام بعد موته، قال الرائي فسألته: ما فعل الله بك ؟ فأنشد:
الله يعفو عن المسئ إذا
... مات على توبةٍ ويرحمهُ
149-1/345 : ولأحمد بن على بن محمد الكنانيّ ( ت: 577 أو 578 هـ ) :
مولاي إني ما أتيت جريمةً
لولا الرجاءُ ونيةٌ لي نُطْتها ... إلا وقلتُ تندُّمي يموحها
بكريم عفوك لم أكن آتيها
150-1/193 : وقال محمد بن على الغرناطيّ ( ت: 715هـ ) متوسلاً بسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -
جّرمي عظيمٌ يا عفوّ وإنَّني
فبِه توسَّلَ آدمٌ من ذنبهِ ... بمحمدٍ أرجو التسامحَ فيهِ
وقد اهتدى من يقتدي بأبيه
[ حديث توسل آدم بنبينا محمد- صلى الله عليه وسلم- أخرجه الحاكم في المستدرك؛ باب ومن كتاب آيات رسول الله صلى الله عليه وسلم التي هي دلائل النبوة وقال : صحيح الإسناد والطبراني في المعجم الصغير والأوسط، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد، باب عظم قدره صلى الله عليه وسلم ، فيه من لم أعرفهم ، والبيهقي في دلائل النبوة، ولم يعجب الحافظين الذهبي والعسقلاني فأوراده في ترجمة عبد الله بن مسلم أبو الحارث الفهري من الميزان واللسان، وزاد الذهبي في مستدركه على المستدرك أنه موضوع بعد قول الحاكم صحيح الإسناد، وليس كما قال فإن للحديث شواهد بينها الحافظ عبد الله الصديق الغماري في الرد المحكم المتين بما لا تجده في غيره ](1/24)
151-1/194 : وهذه معونة من الله – عز وجل - لرجل له رجاء قوي سأل كريماً فلم يخيبه، فقد حُكي عن محمد بن يحى الزبيديّ : ( ت: 555هـ) قال: خرجت إلى المدينة على الوحدة – أي لم يخرج معه زاده ولا دابته، بقصد التوكل – فآواني الليل إلى جبل، فصعدت عليه، وناديت: اللهم إني الليلة ضيفك، ثم نزلتُ فتواريت عند صخرة فسمعت منادياً
ينادي : مرحباً بك يا ضيف الله إنك مع طلوع الشمس تمر على قوم على بئر يأكلون خبزاً وتمراً ، فإذا دعوك فأجب، فهذه ضيافتك، فلما كان من الغد سرت، فلما كان خبزاً وتمراً، فدعوني إلى الأكل، فأجبت.
152-1/505 : ورئي الحسنُ بن صافي ملك النحاة ( ت: 568هـ ) في المنام، فقيل له: ما فعل الله بك؟ قال: أنشدته قصيدة ما في الجنة مثلها، وهي :
يا ربِّ ها قد أتيت معترفاً
ملآن كَفّ بكل مأثمة
فكيف أخشى ناراً مسعرة ... بما جنتهُ يداي من زلل
صِفر يد من محاسنِ العملِ
وأنت يا ربِّ في القيامة لي
قال – أي في النوم – فوالله منذ فرغت من إنشائها ما سمعت حسيس النار.
153-1/520 : وهذا تضرع في خمسة أبيات للحسن بن محمد العُمريّ
( ت: 605 هـ ) :
يا راحم الطفل الرضيع المُزعج
إن كان غيري مبلساً مستيئساً
أو كان غيري آمناً في سِربهِ
انتاطت الرّاحات عّني وانتأت
أنت الذي فيه شفاءُ السُّقم لا
... يا فاتح الباب المنيع المرتج
فأنا الفقير المستكين المرتجى
فأنا المُلِحُّ المستجير المُرتجي
يامن يقرب كل ناءٍ مُرْتَجِيْ
قصب الُّذريرة أو دواء المُرتج
[ المنيع : المغلق ، المرتجي في البيت الثاني : من رجاه يرجوه رجاء أو بمعنى الخائف ، وفي البيت الرابع فعل أمر، مر ، تجئ بمعنى مرها تجئ تأتي ، قصب الذريرة : نوع من الأعشاب يعمل منه الدواء وينبت في الأهواز،قاله المقَّري في نفخ الطيب، ترجمة ابن الرومية أحمد بن محمد بن مفرج ]
154-1/555 : ولخلف بن عبد العزيز القبثوريّ الإشبيلي ( ت: 704 هـ)
في الرجاء قوله :
رجوتك يا رحمن إنك خير من(1/25)
فرحمتك العظمى التي ليس بابها ... رجاه لغفران الجرائم مُرتج
وحاشاك في وجه المسئ بمرتج
المرتج الثانية بمعنى المغلق ؛ وترجرج الشئ جاء وذهب.
155-2/81 : ولعبد الرحمن بن عبد الله السُّهيليّ ( ت: 581هـ) أبيات في غاية التذلل والافتقار لله، حتى قال فيها الإمام النووي: ما قرأ أحدٌ هذه الأبيات، ودعا الله تعالى عقبها بشئ إلا استجيب له وهي :
يا من يرى ما في الضمير ويسمع
يا من يُرجَّى للشدائد كُلها
يا من خزائنُ رزقهِ في قول كنْ
مالي سوى فقري إليك وسيلةٌ
مالي سوى قرعي لبابك حيلةٌ
ومن الذي أدعو وأهتف باسمه
حاشا لمجدك أن تقنطَ عاصياً ... أنت المُعدُّ لكل ما يتوقعُ
يا من إليه المُشتكى والمفزعُ
امنن فإن الخير عندك أجمع
فبالافتقار إليك ربي أضرع
فلئن رددت فأي باب أقرع!
إن كان فضلك عن فقيرك يمنعُ!
الفضلُ أجزل والمواهب أوسُع
156-2/155 : علىّ بن حسكويه المراغيّ ( ت: 515 أو 516 هـ) قال في الدعاء والاعتماد على الله دون غيره من البشر هذين البيتين :
لستُ بآتٍ باب ملكٍ له
وإنما آتي المليك الذي
... بالباب نوابٌ وحجابُ
لايُغلق الدَّهرَ له بابُ
157-2 / 227 : وأنشد عمر بن مظفّر ( ابن الوردي ) ( ت: 749 هـ ) بيتين في قصد الله دون خلقه فقال :
لا تقصد القاضي إذا أدبرتْ
كيف يُرجى الرزق من عند من ... دُنياك واقصد من جواد كريم
يفتي بأن الفلس مال عظيمْ !
158-2/352 : ومن شعر اليمان بن أبي اليمان ( ت: 284 هـ) في الدعاء والتوبة
أسال ربيِّ صلاحَ قلبي
وأطلب السَّترَ من لدنهُ
وينعش العاثرين نعشاً
ظلمت ُنفسي فليت شِعري
... فإنه يملك القلوبا
فإنه يسترُ العيوبا
ويغفرُ الحوب والذنوبا
هل قدر الله أن أتوبا؟
ينعش : انتعش العاثر انتهض من عثرته(1) ، الحوب: الإثم ،حاب بكذا أثم(2)
__________
(1) القاموس المحيط : للفيروز آبادي : ( 2/290 ) ، ط: المكتبة التجارية لصاحبها : مصطفى محمد ، مصر القاهرة.
(2) المصدر السابق : ( 1/58 ) .(1/26)
159-2/362 : وفي الفرق بين عطاء الله وعطاء البشر يقول يوسف بن محمد التوزريّ
عطاءُ ذي العرشِ خيرٌ من عطائكمُ
أنتم يكدر ما تعطون منكم
لا حكم إلا من تمضي مشيئته
... وسيبه واسعٌ يرجى وينتظر
والله يعطي فلا من ٌ ولا كدرُ
وفي يديه على ما شاءه القدرُ
الزهد في الدنيا وقصر الأمل فيها
والصيام عنها
160-1/ 83 : لمحمد بن الحسن الرُّؤاسي مات أيام الرشيد(1)،
( ت : 187هـ ) :
ألا يانَفْسُ هَلْ لَكِ في صيامٍ
يكون الفِطْرُ وقتَ الموتِ منها
أجيبيني هُديتِ وأسعفينى ... عَنِ الدُّنْيَا لَعَلَّكِ تهتدينا
لعَّلكِ عنده تستبشرينا
لَعلَّكِ في الجنانِ تخلّدِينا
161-1 / 296 : ولأحمد بن إسحاق التَّنَوخيّ : ( ت: 318هـ) بيتان موبخاً فيهما ابن الثمانين على طول الأمل في الدنيا بقوله :
إلى كم تخدمُ الدنيا
لَئِنْ لم تَكُ مجنوناً ... وقد جُزْتَ الَّثمانينا
فَقَدْ فُقْتَ المجانينا
عاقبة الثراء واللَّذة
162-1/337 : لأحمد بن علّوَيْه ( كان حَيَّا سنة 312هـ ):
دُنيا مغبّة مَنْ أْثَرى بها عَدَمُ
وفي المنونِ لأهلِ الكُتْبِ مُعتبرٌ
المرءُ يسَعَى لِفَضْل الرزق مجتهداً
كَمْ خاشعٍ في عيونِ الناسِ منظْرهُ ... ولذُّةٌ تنقضِى مِنْ بعدها نَدَمُ
وفي تزوُّدهمْ منها التٌّقي غُنُمُ
ومَالَه غيُر ما قد خَطَّه القَلَمُ
والله يُعَلمُ منه غير ما علِموا
المغبة : العاقبة ، العدم : الفقر والإفلاس .
حقيقة الدنيا
163-1 /348 : لأحمد بن علي الكمال الخزرجيّ
هي الدنيا حقيقتها مُحالُ
وكم قد غَرَّ زخُرفُها أناساً ... تَمُرُ كمَا يَمُرُّ بك الخِيالُ
__________
(1) الوافي بالوفيات ، لصلاح الدين الصفدي ( 2/334-335 ) ت: س. ديدرينغ ، ط: فرانز شتايز 1981م وفي معجم المؤلفين ، لعمر رضا كحالة ، (9/191) ، (11/11) ، ط: دار إحياء الثراث العربي بيروت: قال: " توفي سنة 193هـ " وقال : " كان حياً قبل 189 هـ " ، قال في الهامش نقلاً عن الزركلي إنه توفي عام 187هـ .(1/27)
غُرور ذوي الصَّدى بالقاعِ آلُ
الصدى : العطش الشديد ، الآل : السَّرَاب .
مآل الأبرار والتشمير للآخرة
164-1 / 536 : للحسين بن عبد العزيز ابن أبي الأحوص :
( ت: 679 هـ ) :
رغبت عن الدُّنيا لِعلميَ أنَّها
وقد لاح في فَودَيَّ شَيْبُ على الردُّي
وأمَّلْتُ مِن مولايَ نظرةَ رحمةٍ
فأحظى إذا الأبرارُ قيلَ لهمْ غداً
رأيتُ بنيها ما رمتهم سهامهاً
فعُجْتُ إلى دار البقاءِ بهمَّتي ... محلُّ حياةِ المرءِ فيه بلاغُ
دَليلٌ وفيه ما أردت بلاغُ
يكون بها مِنِّي إليه بَلاَغُ
هلُمُوا إلى دار النعيم فراغوا
فطاشَ ولاحُمَّ الحِمَامُ فراغوا
فِعنديَ عنها راحةٌ وفراغُ
بلاغ الأولى معناها: كفاية، والثانية : بمعنى الوصول : بلغ المكان وصل إليه. فودي : الفود : معظم شعر الرأس مما يلي الأذن وناحية الرأس ، الردى : الهلاك ، فراغوا: مالوا وحادوا ، الحمام : الموت ، عجُتُ : عَجَّتِ الرِّيحُ : اشتدت(1)
سبيل النجاة
165-2/28 : لعباس بن ناصح الجزيريّ : ( ت: 230هـ )
ما خيرُ مُدّةِ عَيشِ المرء لو جُعَِلتْ
فارغب بَنْفسكَ أنْ ترضى بغير رضاً ... كمُدّةِ الدّهرِ والأيَّامُ تَفنيها
وابتَعْ نجاتك بالدُّنيا وما فيها
الحياة قصيرة
166- 2 /142 : لعليّ بن أحمد المِّريني له قصيدة يرثي بها ابن عبد السلام مطلعها :
أمدُ الحياةِ كما علمتَ قصيرُ
عجباً لمغَّترٍ بدارِ فَنَائِهِ
ناقده : ناقشه ... وعليكَ نَقَادٌ بها وبَصيرُ
ولَهُ إلى دارِ البقاءِ مَصيرُ
ذم التكالب على الدنيا
167-2/218 : لعمر بن خلف بن مكيّ الصِّقليّ ( ت: 501 هـ )(2)
يا حريصاً قَطَعَ الأيًّام في
لَيْس يَعْدُوكَ من الرزقِّ الذي
... بُؤس عَيْشٍ وعناءٍ وتَعَبٌ
قَسَمَ الله فأجْمِلْ في الطَّلَبْ
__________
(1) 10) بتصرف من مختار القاموس للطاهر الزاوي ، ط: الدار العربية للكتاب ، 1981م
(2) 11) معجم المؤلفين:( 7/284 ) وأحال للبغدادي:هداية العارفين:( 1/782 )(1/28)
168-2/231 : وكان نقش خاتم أبي عمرو بن العلاء المازني ( ت: 154 أو 159 هـ)
وإنّ امرؤا دُنْياهُ أكْبَرُ هِّمه ... لُمْستَمسِكٌ منها بِحُبْلِ غُرورِ
وهذا البيت ليس له ، كما صرح هو بذلك .
تقلَّبٌ سريع
169-2/293 : لمعاذ بن مسلم الهّراء ( ت: 187هـ )
أُفٍ وتُفٍ يا أخي عاجلاً
بينا ابنُها يُرْضيه إقبالها
فسلبتْه لينَ مَيسورها
ريع : بمعنى الخوف ... لهذه الدار وأقذارها
عليه إذْ ريعَ بإِدبارها
وأعقبَتْه ضيق إعسارها
المصيرُ المحتوم
170-2/311 : لناصر بن أحمد الخُوَيِّي ( ت: 507هـ):
نَصيرُ تُرَاباً كأنْ لم نكن
فَتَّباً لعيشً قصير الدوامِ
... وُعاةَ العلومِ رُعاةَ الأُمَمْ
ووجدان حظٍ قَرِين العَدَمْ
فصل : مسائل في العقيدة
171-1/14 : الظاهر من ترجمة الإمام محمد بن إبراهيم النَّحاس ( ت: 698هـ) : أنه كان من الذين يرجحون التفويض في الصفات ،" وكان لا يأكل وحده ، وينهى عن الخوض في العقائد"
بين أشعري وحنبلي مُسْلِمين !!
172-1/185: لما توفى أبو عثمان الفقيه الشارعيّ بالقاهرة، قال محمد بن علي القامغار ( ت: 642هـ ) : لقيني بعض الأشعرية ، فذكره – أي : ذكر أبا عثمان- بما يذكر الأشعرية الحنابلة، ونهاني عن الصلاة عليه، فإني تلك الليلة نائم، إذ رأيت اثنين فأنشداني :
صلِّ على المسلمين جميعا
منْ ذا الذي ليس فيه شئٌ
... واغتنم الوقت قبل فوتهْ
يقولهُ النَّاس بعد موتهْ
دعوة للتفكر في صنع الله
173-1/228 : لمحمد بن محمد القَوبع ( ت: 738هـ )
تأملْ صَحيفاتِ الوجُود فإنَّها
لقد خُطَّ فيها إن تأمَّلْتَ خطها ... من الجانب السامي إليك رسائلُ
ألا كُلُّ شئٍ ما خلا الله باطِلُ
والشطر الثاني من البيت الثاني للبيد وتكملته وكل نعيم لا محالة زائل، والنعيم الذي لايزول نعيم الجنة ، جعلنا الله من أهلها بمنه وكرمه .
174-1/492 : لحازم بن محمد بن حسن ( ت: 684هـ )
من قال حسبي من الورى بَشَرٌ(1/29)
كم آيةٍ للإله شاهدةٍ ... فحسبي الله حسبي الله
بأنه لا إله إلا هو !
لاتجالس أهل البدع
175-1/246 : وكان فخر الدين الرازي ( ت: 606هـ)(1) يَدْرُسُ على محمد بن مسعود الماليني الهروي(2) ، وكان مبتدعاً في عقيدته من الكرّامية ( مُجَسِّمة مشِّبهة ) وكان على قدرٍ من النحو واللغة ، فعتب على الفخر لانقطاعه عنه، فاعتذر مرتجلاً :
مجلُسك البَحْرُ وإني امرؤٌ ... لا أحسِنُ السَّبْح فأخشى الغَرَقْ
هل يجوز أن يطلق على الله اسم الصانع ؟
176-2/14 : وقع في كلام الشيخ ضياء الدين بن سعد القزويني ( ت:708هـ ) إطلاق " الصانع " على الله تعالى ؛ وهو جارٍ على ألسنة المتكلمين ، وانتقد عليهم بأنه لم يرد إطلاقه على الله – تبارك وتعالى - ، وأسماؤه توقيفيَّة .
وأجاب التقي السبكيّ بأنه قرئ شاذاً { صَنَعهُ الله } [ النمل : 88 ] ؛ ويتوقف أيضاً على القول بالاكتفاء بورود المصدر .
أقول : أي السيوطي ( ت: 911 هـ ) : إني لأعجب للعلماء سلفاً وخلفاً من المحدثين والمحققّين ، ممن وقف على هذا الانتقاد وقول القائل: إنه لم يرد، وتسليمهم له ذلك ، ولم يستحضروه وهو واردٌ في حديث صحيح عن حذيفة – رضى الله عنه – ، قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - :- " إنَّ الله صانع كُلَّ صانع وصنعته " ، هذا حديث صحيح ، أخرجه الحاكم على شرط الشيخين ؛ ولم ينتقذه الذهبي في تلخيصه، ولا العراقي في مستخرجه.
قال البخاري في كتابه خلق أفعال العباد : أفعال العباد مخلوقة ، وذكر الحديث بسنده : "إنّ الله يصنع كل صانع وصنعته"
__________
(1) 12) معجم المؤلفين: ( 11/79 )
(2) 13) لم تذكر وفاته في البغية : ( 1/246 ) ، ولا في الوافي بالوفيات : ( 5/21 ) ، لقيه ابن النجار.(1/30)
قال السيوطي : والعجب من السّبكيّ كيف لم يستحضره ، وعدل إلى جواب لا يسلم له! مع حفظه؛ حتى قال ولده : إنه ليس بعد الِمزّيّ ( ت: 742هـ )(1)أحفظ منه .
177-2/17 : عبرة وحكاية في تفسير } وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين { [ هود : 6 ]
ذكر هذه الحكاية السيوطي عند ترجمته لطاهر بن أحمد بن بابشاذ ( ت: 469 أو 454 هـ ) قال : كانت له حلقة اشتغال بجامع مصر، ثم تزهد وانقطع، وسببه أنه كان جالساً يأكل فجاءه سِنَّور – ِقط(2) – فكان إذا ألقى إليه شيئاً لا يأكله ويحمله ويمضي؛ وكثر ذلك منه، فتبعه يوماً لينظر أين يذهب بما يطعمه، فإذا هو يحمله إلى موضع مظلم فيه سِنّورة عمياء، فيلقيه لها فتأكله، فعجب وقال: إن الذي سَخَّر هذا لهذه ليجيئها بقوتها ، قادر على أن يغنيني عن هذا العالم…
حدثوا الناس على قدر عقولهم
178 -2/91 : وروى أن مالك بن أنس ( ت: 179 هـ ) أخذ عن عبدالرحمن بن هُرمز ( ت: 117هـ ) (3) علماً لم يبثهّ للناس ؛ يرون أن ذلك من علم أصول الدين وما يردّ به مقالة أهل الزيغ والضلالة .
أبياتٌ في ذم التنجيم والمنجم
179-2 /262 : للقاسم بن محمد الأنباري ( ت: 304 أو 305هـ )
إنيِّ بأحكامِ النُّجومِ مكذبٌٌ
الغَيْبُ يعلمه المُهَيمنُ وحدهُ
اللهُ يُعطي وهو يمنع قادراً ... ولمُدعَّيها لائمٌ ومُؤَنِّبُ
وعنِ الخلائقِ أجمعين مُغَيَّبُ
فمن المنجّم ويحه والكَوْكَبُ
اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع
__________
(1) 14) معجم المؤلفين : ( 8/189 ) ، ( 7/127 ) ، ( 13/308 )
(2) 15) مختار القاموس : ( صفحة:314 )
(3) 16) تهذيب التهذيب ، لابن حجر العسقلاني، ( 6/291 ) ، ط : مجلس دائرة المعارف النظامية، الهند ، 1326هـ تاريخ الاسلام : ( 7/414 – 415 ) ت: د. عمر تدمري ، ط: الأولى : 1990هـ دار الكتاب العربي ، بيروت .(1/31)
180-2/279 : محمود بن عبد العزيز الخُوارزميّ ( ت:521هـ ) كان أفضل الناس في عصره في علم اللغة والآداب، لكنَّه تخطى إلى علم الفلاسفة، فصار مفتوناً بها بين المسلمين .. وكانت عاقبته أن ذبح نفسه بيده ، ووجد بخطه رقعة فيها " هذا ما عملته أيدينا فلا يؤاخذ به غيرنا " نسأل الله السلامة وحسن الخاتمة
دفاع عن الراغب الأصبهانّي
181-2/297 : ( ت: 502هـ )(1) قال السيوطي : وقد كان في ظني أن الراغب معتزلي ؛ حتى رأيت بخطِّ الشيخ بدر الدين الزركشي (ت: 794هـ )(2) ما نصه : " ذكر الامام فخر الدين الرازي في أساس التقديس في الأصول ، أن أبا القاسم الراغب من أئمة السُّنَّة " ، وقد َقَرنَه بالغزاليّ ( ت: 505 هـ ) قال: وهي فائدة حسنة، فإن كثيراً من النّاس يظنون أنه معتزليّ .
التثيتُ في الحكم على الناس
__________
(1) 17) معجم المؤلفين :(4/59) وأحال وفاته لكشف الظنون ( صفحة : 1773 )
(2) 18) المصدر السابق : ( 9/ 121)(1/32)
182-2/191: قال ابن الجوزي ( ت: 597هـ ) : زنادقة الاسلام ثلاثة : ابن الروانديّ ( ت: 298هـ على خلاف في ذلك ) وأبو العلاء المعري (ت: 449هـ ) ؛ وأشدّهم على الإسلام التوحيديّ لأنهما صَرَّحاً وهو مجمع ولم يُصرِّح .. وتحامل الذهبي على الوقيعة فيه لما يبطنه من بغض الصوفية .. ولم يثبت عند السبكي ولا ابنه ما يوجب الوقيعة فيه .. انتهى نقل السيوطي بتصرف قلت : وهذه فائدة عظيمة أنقلها للمستفيد والمنصف وهي : كما جاء في معيد النعم ومبيد النقم " ..وربما كان الباعث له على الضعة من أقوام مخالفة العقيدة ، واعتقاد أنهم على ضلال، فيقع فيهم، أو يقصر في الثناء عليهم لذلك؛ وكثيراً ما يتفق هذا لشيخنا الذهبي – رحمه الله – في حَقِّ الأشاعرة . والذهبي أستاذنا – والحق أحق أن يتبع- ولا يحل لمؤمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يعتمد عليه في الضعه من الأشاعرة . ." (1) الضعة : الحط من أقدارهم.
فوائد تتعلق بالقرآن الكريم وعلومه
183-1/63 حفظ محمد بن أبي بكر ابن جماعة ( ت: 819هـ ) القرآن في شهر، وهذه همة عالية، وذكاء ثابت.
184 – 1/401:اعتمد جلال الدين المحلي في تفسيره المعروف الآن بين الناس، بتفسير الجلالين ـ جلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي ـ اعتمد فيه على التفسير الكبير والصغير،لأحمد بن يوسف الكواشي (ت: 680 هـ) واعتمد السيوطي في تكملته لتفسير المحلي على كتاب الوجيز لابن عطية ، والبيضاوي وابن كثير .
القرآن علاج للبصر
185-1/468 : لأبي بكر بن سليمان بن سمحون القرطبي( ت:564 هـ)
أربعةٌ تزيدُ في نور البصر
المصحفُ المْتلُوّ بالآي الكُبرْ ... إذا رنا فيها وتابع النَّظَرْ
والماءُ والوْجه الجميلُ والخضرْ
__________
(1) 19) معيد النعم ومبيد النقم، لعبد الوهاب السبكي (771 هـ ) صفحة 61-62 ، ن : مؤسسة الكتب الثقافة ، الأولى 1407 هـ – 1986م ، بيروت لبنان، وقد كرر ذلك كثيراً في طبقات الشافعية.(1/33)
186-1/554 : كان خلف الأحمر البصري ( مات في حدود : 180هـ ) يختم القرآن كُلَّ ليلة.
187-2/232 : قال سفيان الثوري : رأيت النبيَّ في النوم ، فقلت : يا رسول الله ، قد اختلفت عليَّ القراءات فبقراءة منْ تأمرني ؟ فقال بقراءة أبي عمرو بن العلاء.
189-2/280 : ومدح الزمخشريّ (ت: 538 هـ) تفسيره للقرآن الذي سماه بالكشاف بقوله:
إنَّ التفاسِيرَ في الدنيا بلا عدد
إن كنت تبغي الهدى فالزم قراءته
... وليس فيها لَعَمريَ مثل كشاف
فالجهل كالداء والكشاف كالشاف
190-2/284وللحصري قصيدة في قراءة نافع، شرحها مرجّى بن يونس بن سليمان بن عمر الغافقي المرجيفيّ ( مات في حدود سنة 600 هـ)
191-2/299 : مكي بن ريان بن شبة الماكسيني ( ت: 603 هـ ) ، كان صبوراً على المشتغلين .. نَصَبَ نفسه للإقراء فلم يتفرغ للتأليف، وكان يقرأ عليه الجماعة القرآن معاً كلّ واحد منهم بحرف ، وهو يسمعهم كلهم ، ويرد على كل واحد منهم .
192-2/332 – يحي أبي الحجاج اللّبْليّ ( ت: 590 هـ أو بعده بقليل ) استخرج من تفسير أبي الحكم بن برّجان من كلامه على سورة الرّوم فتح بيت المقدس في الوقت الذي فتح فيه على المسلمين ، وحقق عين ما كان أغمض فيه ابن برّجان وأبهم .
فضل علم الحديث النبوي على باقي العلوم
193/1-107 : أنشد محمد بن زيد ( ابن أبي الشَّمْلين)
ولقد سئمتُ مآربي
إلا الحديث فإنَّه ... فكأن أطيبها خبيثُ
مثل اسمه أبداً حديثُ
194/1-534 : وأنشد الحسين بن حَسُّون المصري ( 633 هـ أو 636 ) في فضل الحديث :
ما سمعنا من الفضائل طرَّاً
فهو وقْفٌ على الصحابة ماضٍ
... في قديم الأخبار أو في الحديثِ
منتهاهُ إلى رواةٍ الحديثِ
195/ 1-561 : وأنشد خميس بن علي الوسطى الحوزة (510 هـ ) :
تركت مقالاتِ الكلامِ جميعها
ولازمتُ أصحاب الحديث لأنهم
وهل ترك الإنسانُ في الدين غاية ... لمبتدع يدعو بهنّ إلى الرّدَى
دعاةُ إلى سبل المكارم والهدى
إذا قال قلّدتُ النبيَّ محمدا(1/34)
196/2-91: وأنشد عبدالرحمن بن خلفتن الفزازيّ القرطبي( 627 هـ) :
علمُ الحديث لكل علم حجةٌ
وتوخ أعدلَ طرقهِ واعمل بها ... فاشدد يديك به على التعيينِ
تعمل بعلم بصيرةٍ ويقينِ
197/1-25 : ولمحمد بن أحمد بن سليمان (810هـ ) :
لمْ أسمُ في طلب الحديثِ لسمعةٍ
لكنْ إذا فات المحبَّ لقاءُ منْ
... أو لاجتماعِ قديمه وحديثهِ
يهوى تعلّلَ باستماع حديثهِ
الصبر
198-1/214 ولمحمد بن القاسم- أبو بكر الأنباري –( 327 أو 328 هـ)
إذا زيدَ شراً زاد صبراً كأنما
لأن فتيت المسك يزداد طيبه
[ الفهر : الحجر الصغير ] ... هو المسك ما بين الصلابة والفهر
على السحق والحرّ اصطباراً على الضر
199-12/263 : وكان محمد بن يحي الزُّبيديّ (555 هـ ) صبوراً على الفقر ، لا يشكو حاله…
200-2/20 ( هامش ) ولطلحة بن محمد النعماني (520هـ) :
إذا نالك الدهر بالحادثات
ولاتهن النفس عند الخطوب
فوالله ما لُقِّي الشامتون ... فكن رابط الجأش صعب الشكيمة
إذا كان عندك للنفس قيمة
بأحسن من صبر نفس كريمة
[ رابط الجأش : صابرا ، صعب الشكيمة : صعب الانقياد ]
201-2/27 : وللعباس بن الحسن المالَقيّ (611هـ) :
سهرت أعينٌ ونامت عيونُ
فاطرد الهم ما استطعت عن النفس
إن رباً كفاك بالأمس ما كا ... لأمور تكونُ أو لاتكون
فحملانك الهموم جنون
ن سيكفيك في غد ما يكونُ
202-2/78 : ولعبد الرحمن بن إسماعيل أبي شامة (665 هـ )
قلتُ لمن قال ألا تشتكي
يقيض الله تعالى لنا
إذا توكلنا عليه كفى ... مما جرى فهو عظيم جليل
من يأخذ الحق ويشفي الغليل
فحسبنا الله ونعم الوكيل
الصمت الممدوح والمذموم
203-1/260 : قال محمد بن أبي الوفا العمريّ ابن القبيضي(كان موجوداً سنة 610هـ) : الإنسان معذور فيما لابد له منه، وإذا سكت ذو الحاجة فمن ينطق بها عنه .(1/35)
204-1/143 : وكان ابن الملطي (303هـ) يمتنع من الحديث إلا في أوقات، وذكرت ذلك في اغتنام الوقت، فكانوا – رضى الله عنهم – يزِنُون أعمالهم، وينظرون المصلحة والراحة من اللغو والإثم وإضاعة الوقت لايعدلها شئ .
205-2/260 : وكان القاسم بن فيره الشاطبي – صاحب الشاطبية في القراءات–(590هـ ) لا ينطق إلا لضرورة .
في القناعة وذم الحرص والطمع
206-1/246 : أنشد محمد بن مسعود المالينيّ الهروي :
دع الحرصَ وانظر في تمتّع قانعٍ
وشاهدْ ذباباً ساقها الحْرِص طعمة ... لتفريق إرثٍ كان ذو الحرص جامعه
إلى عنكبوت تلزم البيت قانِعَه
207-1/276: وأنشد محمد بن يوسف بن حَبيش( كان حياً سنة 679هـ)
إذا ما شئت أن تحيا هنيئاً
فلا تشفع إلى رجل كريم ... رفيع القدر ذا نفس كريمة
ولا تشهد ولا تحضر وليمة
208-/314 : وأنشد أحمد بن عبد الله المالقيّ ( 652هـ)
مطالبُ الناسِ في دنياكَ أجناسُ
وارض القناعة مالا والتقى حَسَباً
وإن علتك رؤوس وازدرتك ففي ... فاقصدْ فلا مطلبٌ يبقى ولاناسُ
فما على ذي تقى من دهره باسُ
بطن الثرى تتساوى الرجل والراسُ
209-1/317 ولأحمد بن عبدالله بن سليمان أبو العلاء المعري(449هـ)
لا أطلب الأرزاق والـ
إنْ أُعط بعض القُوت اعْـ ... ـمولى يفيض عليَّ رزقي
ـلمُ أن ذلك فوقَ حقّي
210-1/363 : لأحمد بن محمد الطرسونيّ المرسي (621 أو 622 هـ) :
زهدتُ في الخلق طراً بعد تجربة
إني لأعجب من قوم يقودهم
أو أن يَذِلّوا لمخلوق على طَمعٍ
أما وحقك لو دانوا بمعرفة
من ذا تمد إليه اليدُّ في طلب ... وما عليَّ بزهدي فيهم دركُ
حرص إلى برٍ او مُلكٌ لمن ملكوا
وفي خزائن رب العزة اشتركوا
لقد أصابوا بها المرغوب لو سلكوا
بما عليها وأنت المالك الملك
211-1/594 : سلامة بن غياض الكَفَرطابيّ (533 هـ)
اقنع لنفسك فالقناعة ملبس
فلربَّ مغرور غدا تعريقه ... لايطمع الإسراف في تخريقه
في حرصه سبباً إلى تغريقه(1/36)
212-1/602 : ولسليمان بن محمد السبائي المالقيّ ( 528هـ) :
إذا رأوا جملاً يأتي على بعدٍ
أو جئتهم فارغاً لزوك في قرنٍ ... مدُّوا إليه جميعاً كَفَّ مقنص
وإن رأوا رشوةً أفتوك بالرخص
213-2/117 : ولعبد المهيمن بن محمد الحضرميّ (749 هـ )
أبت همتي أن يراني امرؤٌ
وما ذاك إلا لأني اتقيت
... على الدهر يوماً له ذا خضوع
بعّز القناعة ذُلَّ الخضوع
214-2/153 : وأنشد علي بن جابر الدَّباج (646هـ )
رضيتُ كِفافي رتبةً ومعيشة
ومن جَرَّ أثواب الزّمان طويلةً
[ موسرا : غنيا ] ... فلست أسامي موسراً ووجيهاً
فلا بدّ يوماً أن سيعثرُ فيها
215-2/201 : ولعلي بن محمد بن النضير
قالوا تعطف قلوب الناس قلت لهم
ولو علمت بسعي أو بمسألتي
لكنَّ مثليَ في ساحات مثلهم
وكيف ابسطُ كفي بالسؤال وقد
تسليم أمري إلى الرحمن أمثل لي ... أدنى من الناس عطفاً خالق الناس
جدوى أتيتهم سعياً على الراس
كمزجر الكلب يرعى غفلة الناس
قبضتها عن بَنِي الدنيا على الياس
من استلامي كف الَبِّر والقاسي
216-1/150 : وفي الطمع وإخلاف الوعد قال محمد بن عبدالله الفرّاء (مات في المائة السادسة )
وعدتني وزعَمْتَ وعدك صادقاً
فإذا اجتمعتُ أنا وأنت بمجلسٍ ... وظللتُ من طمع أجئ وأذهبُ
قالوا مسليمةٌ وهذا أشعبُ
في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
217-1/263 : وكان محمد بن يحى الزبيدي (555هـ) يقول :قل الحقَّ وإن كان مراً ، ودخل على الوزير الزينبيّ وعليه خِلعة الوزارة، والناس يُهِّنئونه، فقال : هذا يوم عزاء لا هناء ، فقيل: لم ؟ فقال : أيهنَّأ على لبس الحرير .
218-1/288 : وكانت لمحمد بن يوسف القونوي (788هـ ) وجاهةً وحرمةً عند السلاطين والقضاة والنواب، ويقصدونه ويعظمونه، ولا يلتفت إليهم بل يوبخهم بالقول والفعل ويخاطبهم بأسوأ خطاب. يكتب إلى النواب : إلى فلان المكاس أو الظالم ، أو نحو ذلك من العبارات الشنيعة، وهم يمتثلون أمره ولا يخالفونه.(1/37)
219-1/471 : وهذا أبو بكر بن محمد المُرسيّ التونسي (718هـ)، قوَّى نفسه مرة على كزاى نائب الشام في واقعة، فأهانه وضربه إلى أن مات تحت الضرب- رحمه الله .
220-1/588 : وكان سعيد بن محمد المليانيّ المالكي (771 هـ ) متحرزاً من سماع الغيبة، لا يمكن أحداً يستغيب، فإن لم يسمع نهيه قام من المجلس.
221-2/345 : لما بنى الحجّاجُ واسطاً سأل الناس : ما عيبها؟ قالوا : لا نعرف لها عيباً، وسندلّك على من يعرف عيبها، يحى بن يعمر (التابعي 129هـ )، فبعث إليه فسأله فقال : بنيتها من غير مالك، ويسكنها غيرُ ولدك ؛ فغضب الحجاج وقال : ما حملك على ذلك ! قال : ما أخذ الله تعالى على العلماء في علمهم ألا يكتموا الناس حديثاً ، فنفاه إلى خراسان.
222-2/349 : بينما إسحاق بن السِّكيت (244 هـ ) مع المتوكل في بعض الأيام، إذا مرَّ بهما ولداه: المعتزّ والمؤيدّ ، فقال له : يا يعقوب، من أحبَّ إليك؟ ابناي هذان أم الحسن والحسين ؟ فغضب يعقوب من ابنيه، وقال : قَنْبرٌَ خير منهما، وأثنى على الحسن والحسين بما هما أهله.
وقيل: قال : والله إن قَنْبَر خادم علىّ خيرٌ منك ومن ابنيك ؛ فأمر الأتراك فداسوا بطنه، فحمل فعاش يوماً وبعض الآخر،…
223-2/177 : ولعلي بن عبد الكافي تقي الدين السبكيّ (755 هـ) :
إن الولايةً ليس فيها راحةً
حكمٌ بحقٍ أو إزالةُ باطلٍ ... إلا ثلاثٌ يبتغيها العاقلُ
أو نفعُ محتاجٍ سواها باطلُ
في التواضع والحلم وذم الكبر
224-1/138 : أنشد محمد بن عبدالله الزناتي ( 693هـ )
ومعتقد أن الرياسة في الكِبرِ
يجرّ ذيول العُجب طالِبَ رفعةٍ ... فأصبح ممقوتاً به وهو لايدري
ألا فاعجبوا من طالب الرَّفع بالجر
225-1/155 : وأنشد محمد بن عبدالرحمن الزمرديّ (676هـ)
لا تفخرن بما أوتيت من نعمٍ
فأنتَ في الأصل بالفخار مشتبه ... على سواك وخفْ من مكرِ جبار
ما أسرع الكسر في الدنيا لفخار(1/38)
226-1/336 : وأنشد أحمد بن علّويه الأصهابي الكردانيّ ( كان حياً سنة 310هـ)
إذا ما جنى الجاني عليه جناية
ويوسعه رفقاً يكاد لبسطه ... عفا كرماً عن ذنبه لاتكرُّماً
يود برئ القوم لوكان مُجرماً
227-1/551 : وقال خَزعَلْ ( 623هـ) متواضعاً :
يقولون أنشدْنا من الشعر قطعةً
ومن كان مثلي في الحضيض محلّه
الشعرى : نجم في السماء . ... فقلتُ أمثلي ينُشدُ السادة الشعرا
أينشد شعراً من علا قصره الشعرى
أبيات في الممات
228-1/17 : نظم محمد بن إبراهيم الشبليّ ؛ وأمر أن يكتب على قبره :
لئن نفذ القدرُ السابقُ
فقد مات والدُنا آدمْ
ومات الملوك وأشياعهم
فقل للذي سره مهلكي ... بموتي كما حكم الخالقُ
ومات محمدٌ الصادق ُ
ولم يبق من جمعهم ناطقُ
تأهبْ فإنك بي لاحقُ
229-1/24 : ومن شعر محمد بن أحمد بن سعادة( 693هـ) في
الموت ونهاية الإنسان
وهبني ملكتُ الأرض طُراً ونلتُ ما
ألستُ أخليه وأمسي مُسَلََّّما
[ الضنك : شديد الضيق ] ... أنيل ابن داودٍ من المال والملكُ
برغمي إلى الأهوال في منزلٍ ضنكِ
230-1/129 : ولمحمد بن عبدالله بن ذمام قبل موته بقليل :
كيف أرجو من المنايا خلاصاً
فأرى الناس يُنقلون سِراعاً
قد أصابتهم سهامُ المنايا
[ مردفينا : متلاحقين ] ... وأرى كُل من صحبتُ دفينا!
كلّ يوم إليهمُ مُرد فينا
وسترمي السهامُ لابدَّ فينا
231-1/140 : وقال محمد بن عبد الله بن الغازي (296هـ)
الحمد لله ثم الحمدُ لله
ياذا الذي هو في لهو وفي لعبٍ
ماذا تعاين هذي العين من عجبٍ ... كم ذا عن الموتِ من ساهٍ ومن لاهِ
طوبى لعبدٍ حقيب القلبِ أوّاهِ !
عند الخروج من الدنيا إلى الله !
232-1/154- 155 : ومن شعر محمد بن عبد الرحمن الكُتندِيّ ( 583 هـ) في الموت :
لأمر ما بكيت وهاجَ قلبي
لأن بياضها كبياض شيبي ... وقد سَجعتْ على الأيكِ الحَمامُ
فمعنى شجوها قَرُبَ الحِمامُ
[ شجوها : حزنها ، الحِمام : الموت ](1/39)
233-1/452 : ولإسماعيل بن عليّ الحُظيريّ (603 هـ)
لا عالمٌ يبقى ولا جاهلُ
على سبيل مهيعَ لا حبٍ ... ولا نبيه لا ولا خاملُ
يُودي أخو اليقظةِ والغافلُ
[ مهيع : طريق ، لاحب : لازم ، يودي : يهلك ]
234-1/558 : وللخليل بن أحمد الفراهيديّ ( 175 أو170 أو 160 هـ)
وقَبْلَك داوى المريض الطبيبُ
فكن مستعداً لدار الفناء ... فعاش المريضُ وماتَ الطبيبُ
فإن الذي هو آتٍ قريبُ
235-2/75 : ومن شعر عبد الرحمن بن أحمد العجليّ الرّازيّ ( 454هـ)
يا موتُ ما أجفاكَ من زائرٍ
وتأخذُ العَذْراءَ من خِدْرها ... تنزلُ بالمرءِ على رَغمِهِ
وتسلبُ الواحدَ من أمّهِ
حتى إذا بلغت التراقي
236-1/179 : قال محمد بن علي بن أبي ثمنة السفاقسيّ : رأيتُ من أراد رمْي عصفور على شجرة من قوس البندق، فلما رماه طار العصفور من مكانه، وجاء عصفور آخر فقعد مكانه؛ فوقعت البندقة فيه وسقط؛ فتعجبت من حصول أجله، وتأخرّ أجل الآخر.
237-1/180 : وكانت خاتمة محمد بن عوض البكري (774هـ) خاتمة خير، فقد جاءه الموت وهو يصلي الصّبح .
238-1/475 : وكان الرجاءُ في الله قوياً عند أبي بكر الصائغ (ابن باجة) عندما أنت ساعته، وأنشد حينها قائلا ً:
حان الرَّحيلُ فودعِ الدَّارَ التي
وأضرعْ إلى الملكِ الجواد وقل له
لم يرض إلا اللّه معبوداً ولا ... ما كان ساكنها بها بمُخلّدِ
عَبْدٌ ببابِ الجودِ أصبحَ يجتدي
ديناً سوى دين النبي محمّدِ
239-2/153 : بكاء على الإسلام :
مات عليّ بن جابر بن عليّ الدّباج (646هـ) بسبب حزنه على الإسلام، فقد هاله نطقُ النواقيس وخرس الأذان لما دخل الروم إشبيلية، فلم يزل يتأسف ويضطرب إلى أن مات .
من سوء الخاتمة
240-2/248 : فناخسرو بن الحسن بن بُويه (372هـ) ولم يفلح بعد هذا البيت :
عضُد الدولة وابن ركنها ... ملكِ الأملاك غلابُ القدرْ
ولما احتضر لم ينطق إلا بتلاوة { ما أغنى عنيِّ مَا لِيَهْ هلك عَنِّي سلطانِيهْ } [ الحاقة :28-29](1/40)
من إنفاق الكرماء
241-1/162 : ومدح الكرم والجود محمد بن عبد القوي الأخفش ابن القضائي ( كان حياً سنة 667هـ ) :
متدفقٌ من كفه وجبينه
هو طاهر الأذيال والأعراض وال ... ماءان : ماء ندىً وماء حياءِ
أجداد والآباء والأبناء
242-1/14 : ومن الكرماء محمد بن إبراهيم بن محمد ابن النحاس (698هـ) كان لا يأكل شيئاً وحده.
أنفق ولا تخف الفقر
243-1/277 : محمد بن يوسف بن حبيش ( كان حياً سنة 679هـ)
إني لأعسر أحياناً فيدركني
يقول خير الورى في سنة ثبتت ... بُشرى من الله إن العُسر قد زالا
أنفق ولا تخش من ذي العرش إقلالا
244-1/352 : وبلغ من كرم أحمد بن فارس القزويني ( 395هـ) أنه ربما سئل فيهب ثيابه وفرشَ بيته.
245-1/352 : وقال في تعريف المال :
إذا كنت في حاجة مرسلاً
فأرسل حكيماً ولا توصِه ... وأنت بها كلفٌ مُغْرمُ
وذاك الحكيم هو الدرهمُ
246-1/353 : وبين معاملة الناس للمعدوم فقال:
قد قال فيما مضى حكيمٌ
فقلتُ قولَ امرئٍ لبيبٍ
من لم تكن معه درهماهُ
وكان من ذُلّه حقيراً ... ما المرءُ إلا بأصغريه
ما المرءُ إلا بدرْهميه
لم تلتفتْ عِرسه إليه
تبولُ سِنَّورهُ عليه
ابتعد عن أصحاب الجيوب السمنية
247-1/364 : لأحمد بن محمد بن جبارة (728هـ)
ترك السلام عليهم تسليمُ
لا تخدعنكَ زخارفٌ من ودِّهمْ
ما للفقير مع الغنيّ موّدةٌ [الملام :العتاب ، واجد : غني ] ... فاذهب وأنت من الملام سليمُ
فلئن سألتهم بدا المكتوم
أنى تصاحب واجدٌ وعديمُ!
248-2/63 : الكريمُ هو الجوهر لعبد الله بن أبي مالك القيسي الصِّقِّليّ
غلِط الذي سَمَّى الحجارة جوهراً
إن الجواهرَ قد علمتَ صوامتُ ... إن الكريم أحق باسم الجوهر
والمرءُ جوهرُه جميلُ المحضرِ
249-2/105 : وممن كان ذا ثروةٍ فأنفق ماله على العلم حتى افتقر، ولم يكسب بعلمهِ مالاً ؛ عبدالقاهر بن طاهر البغداديّ (429هـ)
250-2/107 : وممن ذم جمع المال، عبدالكريم بن عطايا القرشي الزهريّ (612هـ) بقوله :(1/41)
أيا جامعَ المالِ الكثير بجْهلِه
ألم تنظر الطاوس مِنْ أجل ريشه ... ستجني جنى الخُسرانِ من حيث تَرْبحُ
لما فيه من شبه الدنانير يذبحُ
حاتم آخر
251-1/576 : لسراج بن عبدالملك بن سراج (508هـ)
بُث الصَّنائع لا تحفلْ بموقعها
كالغيثِ ليس يُبالي حيثما انسكبتْ ... في آملٍ شَكَرَ المعروفَ أو كفَرَا
منه الغمائم تُرباً كان أو حجرا
الأخوة الصادقة والكاذبة
252-1/103 : لمحمد بن رضوان بن إبراهيم ابن الرعاد (ت:700 هـ)
إني إذا ما كان لي صاحبٌ
أصدقهُ الوُدّ فإن ذمّني
ولستُ أرضى أن أكون امرأً ... أرعاه في الغائب والشاهد
لم أكُ غير الشاكر الحامدِ
يقابل الفاسد بالفاسد
في اكتشاف حقيقة صدق الصاحب
253-1/201 : وأنشد محمد بن عمر بن محمد بن دوست العلاف
( ت452هـ)
إذا شئت أن تبلو مودةَ صاحبٍ
فقسْ ما بعينيه إلى ما بقلبه
فكلّ خليل ماذق في مناظرٍ
مذق الوُدّ : لم يُخْلصْه ... بواطنُه مطويةٌ عن ظواهره
تجد خطراتٍ من خفيّ سرائرهْ
إليك دليل مخبرٌ عن ضمائره
أخوة مزيفة
254-1/349 :أنشد أحمد بن علي القاشاني اللغوي، حضر مجلس ابن دريد :
اغسل يديك من الثقا
واصحبْ أخاك على هوا
ما الودُّ إلا باللسا ... ت فصرمهم صرم النباتِ
ك وداره بالترهات
نِ فكنْ لساني الصفاتِ
فصرمهمُ : اقطعهم ، الصريم : المجذوذ المقطوع.
ابتعد عن صحبة الجهال
255-1/452 : أنشد إسماعيل بن عمر الرومي العطار (ت: 606هـ)
دعِ الجاهلَ المفتونَ لا تصحبنهُ
فإن الذي أمسى عدواً لنفسه ... وجانبه لا يغري بعقلك ضيرهُ
دليل على ألا يصادق غيرهُ
أين الصديق المخلص
256-1/587 : أنشد سعيد بن المبارك بن علي الدّهان ( ت: 569هـ ) :
وأخ رخصتُ عليه حتى ملني
ما في زمانك من يعزّ وجودُه ... والشئُ مملولٌ إذا ما يَرْخُصُ
إن رمته إلا صديقٌ مخلصُ
إخوان كذبة
257-2/183:لعليّ بن فضال بن علي المجاشعيّ القيرواني (ت: 479هـ)
وإخوان حسبتُهُم دروعاً
وخلتهمُ سهاماً صائبات(1/42)
وقالوا قد صفَتْ منَّا قلوبٌ ... فكانوا ولكنْ للأعادي
فكانوها ولكنْ في فؤادي
لقد صدقوا ولكن عن ودادي
وصف لصداقة أهل الزمان
258-2/211 : لعلي بن نصر بن محمد الفَندورجيّ الإسفرايني ( توفي في حدود 505 هـ)
قد قُصَّ أجنحة الوفاء وطار منْ
والحرُّ في شبكِ الجفاءِ وماله ... وَكرِ الودادِ المحضُ والإخلاصُ
من أسرِ حادثةٍ رجاءُ خلاص
صداقة مغشوشة
259-2/273 : ومن شعر المبارك من الفاخر (ت: 500 هـ) ؛ في عدم الإغترار بصحبة المتلونين :
لاتغتررْ بأخي الودادِ وإن صفا
أفلا ترى المرآة عند صقالها
ويسره منها الصفاء وقد يرى
وكذا الصديقُ يُسرُّ بين ضلوعه ... وأراكَ منه البشرَ والإقبالا
تبدي لناظرها ريا ومحالاً
فيها بعينيه اليمين شمالاً
غشا ينافي القول والأفعالا
أصدقاء ولكن
260-2/299 : أنشد مكي بن ريَّان بن شَبًّه الماكسينيّ ( ت: 603هـ )
سئمتُ من الحياة فلم أرُدها
عدوي لايقصر في أذاتي
وقد أضحت لي الحدباء داراً
الحدباء : كنية الموصل . ... تُسالمني وتشجيني بريقي
ويفعل مثل ذلك بي صديقي
وأهل مودّتي بلوى العقيق
منامات
261-1/65 : قال محمد بن أبي بكر ابن جماعة ( 819 هـ ) : " سبب ما فتح علي من العلوم منام رأيته " ، قلت : وهو القائل : " أعرف ثلاثين علماً لا يعرف أهل عصري أسماءها".
منامة في ذم الخصام والمشاحنة
262-1/204 : قال الشهاب بن عبد الوارث البكري : كان بيني وبين محمد بن عوض البكري ( 774 هـ ) وقفة – خلاف – فرأيت النبي – صلى الله عليه وسلم – في المنام ، فقال لي : اصطلح مع محمد البكري.
أضغاث أحلام(1/43)
263-1/230: محمد بن محمد الكاشْغَري ( 705 هـ ) قال : رأيت القيامة والناس يدخلون الجنة، فعبرت مع زمرة ، فجذبني شخص ، وقال : يدخل الشافعية قبل أصحاب أبي حنيفة ، فأردت أن أكون مع المتقدمين. قلت : وتفوح من هذه المنامة رائحة التعصب الكريهة ، ولا فضل لشافعي على حنفي إلا بالتقوى ، وكل من رسول الله ملتمس ، ولهذا صدرتها بقولي أضغاث أحلام ، وقوله : زمرة ، يعني جماعة
منامة في ذم العلم بدون عمل
264-2/30-31 : رئي عبد الله بن أحمد الخشاب ( 576 هـ) في النوم على هيئة حسنة فقيل له : ما فعل الله بك ؟ قال : غفر لي ، قيل : ودخلت الجنة ؟ قال : نعم إلا أن الله أعرض عني ؛ قيل : وأعرض عنك ؟ قال : نعم ؛ وعن كثير من العلماء ممن لا يعمل.
منامة في فضل الذكر
265-1/560 : رئي الخليل بن أحمد الفراهيدي( 160 أو 170 أو 175 هـ) في النوم فقيل له: ما صنع الله بك ؟ فقال : أرأيت ما كنا فيه ! لم يكن شيئاً ، وما وجدت أفضل من سبحان الله ، والحمد الله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر.
منامة في أن موت العالم انهدام للحياة
266-1/474 : رأى بعض الأخيار سنة سبع وتسعين وستمائة ، أن منارة مسجد الأشاعر بزبيد سارت من موضعها إلى مقابر باب سهام، ثم غابت هنالك ، فمات أبو بكر بن يوسف الحنفي بعده ، ودفن في الموضع الذي رأى الرجل أن المنارة غابت فيه.
شعر في الغربة والحنين إلى الوطن
267-1/163 : أنشد محمد بن عبد الملك الكلثومي :
تقول سعاد ما تغرد طائر
أجارتنا إناَّ غريبان هاهنا
أجارتنا إن الغريب وإن غدت
أجارتنا من يغترب يلق للأذى
يحن إلى أوطانه وفؤاده
سقى الله ربعاً بالعراق فإنه
أحن إليه من خراسان نازعاً
وإن حنيناً من خوارزم ضُلَّةٌ ... على فنن إلا وأنت كئيب
وكل غريب للغريب نسيب
عليه غوادي الصالحات غريب
نوائب تقذي عينه وتشيب
له بين أحناء الضلوع وجيب
إليَّ وإن فارقته لحبيب
وهيهات لو أن المزار قريب
إلى منتهى أرض العراق عجيب(1/44)
[ فنن : غصن ، نسيب : مناسب ، وجيب : صوته ، نازعا : نازحا ]
دارهم ما دامت في دارهم
268-1/218 : ومن شعر محمد بن محمد الرامشي النيسابوري ( ت: 490 هـ )
إن تلقك الغربة في معشر
فدارهم ما دمت في دارهم ... قد أجمعوا فيك على بغضهم
وأرضهم ما دمت في أرضهم
[ البيت الثاني لابن شرف القيراواني ]
269-1/430 ولإبراهيم بن محمد بن عرفة ( نفطويه ) ( ت:323 هـ) في شكوى الفراق والارتحال :
تشكو الفراق وأنت تزمع رحلة
فالآن عد للصبر أو مت حسرة [ النوى : البعد ] ... هلا أقمت ولو على جمر الغضى
فعسى يرد لك النوى ما قد مضى
270-1/457 : ومن الشوق للوطن : قول إسماعيل بن مسعود الخشني الجياني :-
يقول الناس في مثل
فمالي لا أري وطني ... تذكر غائباً تره
ولا أنسى تذكره
علو الهمة يدعو إلى التنقل والترحال
271-1/605 : أنشد سهل بن محمد الغرناطي ( ت:639 أو 640 هـ) :
منغص العيش لا يأوي إلى دعة
والساكن النفس من لم ترض همته
[ دعة : راحة ] ... من كان ذا بلد أو كان ذا ولد
سكنى مكان ولم تسكن إلى أحد
الفرار من بلاد الجهل والسوء
271-2/170 : ولعلي بن طلحة بن كردان ( ت:424 هـ) يهجو حياة الجهل بين الجهال وكثرة المال وظلم العلماء.
سئم الأديب من المقام بواسط
يا بلدة فيها الغبي مكرم
لا جادك الغيث الهطول ولا اجتلى
شر البلاد أرى فعالك ساتراً ... إن الأديب بواسط مهجور
والعلم فيها ميت مقبور
فيك الربيع ولا علاك حبور
عني الجميل وشرك المشهور
في الرحيل عن البلد إذا ضاقت على ساكنها وتعسر أمره
272-2/43 : ولعبد الله بن سعيد بن مهدي الخوافي ( ت:480 هـ) .
فلا تيأس إذا ما سد باب
ولا تجزع إذا ما اعتاص أمر ... فأرض الله واسعة المسالك
لعل الله يحدث بعد ذلك
العزلة عن الشر
273-1/54 : محمد بن إسحاق الخوارزمي ( ت:827 هـ) … وفيه دين وخير وسكون وانجماع عن الناس.
274-1/64 : محمد بن أبي بكر بن جماعة ( ت:819 هـ) … وكان منجمعاً عن بني الدنيا..(1/45)
275-1/91 : محمد بن الحسن الجبلي ( ت:455 هـ) أنشد أبياتا في العزلة عن الشر والابتعاد عن أبناء الزمان.
وما الأُنْسُ بالإِنْسِ الذين عهدتهم
إذا سلمت نفسي ودينيَ منهم ... بأُنْس ولكن فَقْدُ أُنْسِهم أُنْسِي
فحسبيَ أن العِرض مني لهم تُرْسي
276-1/92 : محمد بن الحسن بن يوسف بن حَبِيش ( مات بعد 679 هـ)(1) … وانقطع في آخر عمره إلى العبادة…
277-1/100 : محمد بن خلف بن صياف ( ت:586 هـ) وكان ذا انقباض عن أهل الدنيا…
كذب أبيض وفائدة الجلوس مع الكتب
278-1/106 : لمحمد بن زياد ( ابن الأعرابي ) ( ت:230 أو 231 أو 233 هـ) بعث أبو أيوب أحمد بن محمد بن شجاع غلامه إلى أبي عبد الله بن الأعرابي يسأله المجيء إليه ، فعاد إليه الغلام ، فقال : قد سألته عن ذلك فقال لي : عندي قوم من الأعراب ، فإذا قضيت أربي معهم أتيت ؛ قال الغلام : وما رأيت عنده أحداً إلا أني رأيت بين يديه كتباً ينظر فيها ، فينظر في هذا مرة ، وفي هذا مرة ، ثم ما شعرنا حتى جاء فقال له أبو أيوب: قال لي الغلام : إنه ما رأى عندك أحداً ، وقد قلت له : أنا مع قوم من الأعراب ، فإذا قضيتُ أربي معهم أتيتُ : فقال :
لنا جلساء ما نمل حديثهم
يفيدوننا من علمهم علم من مضى
بلا فتنة تخشى ولا سوء عشرة
فإن قلت أموات فما أنت كاذب ... ألباء مأمونون غيباً ومشهداً
وعقلاً وتأديباً ورأياً مسدداً
ولا نتقي منهم لساناً ولا يداً
وإن قلت أحياء فلست مفنداً
279-1/145 : ومن وصف بالانقطاع عن الناس محمد بن عبد الله المرسي ( 655 هـ) " .. ولزم النسك والعبادة والانقطاع .. "
280-1/163 : محمد بن عبد الملك ( ابن أبي جمزة ) ( ت:520 هـ) " .. وغلب عليه الانزواء والعبادة وحب الوحدة والفرار من الناس .. "
__________
(1) 20 ) الأعلام للزركلي : ( 6 / 86 )(1/46)
281-1/187 : محمد بن علي ( الشَّلَوْبين الصغير ) ( مات في حدود 660 هـ) " .. كان منقبضاً عن الناس ، كثير التعفف ، متحققاً بأشياء جليلة ، مقتصداً في شؤونه كلها ، لا يقريء إلا من جهة تحترم غير محترف بذلك ، ومعيشته من أملاك له ، مجانباً للناس ، على استقامة وخير.."
282-1/299 : محمد بن محمد بن عبد الغفور ( ولد عام 627 هـ) " .. وعنده انقباض عن الناس ، وبعد عن خلطتهم .."
283-1/233 : وبالانقباض عن الناس وصف محمد بن محمد بليش (753 هـ)
284-1/260 : ومحمد بن يحي بن إبراهيم ( الجَّلاء ) ( 536 هـ)
285-1/263 : ومحمد بن يحي بن عبد العزيز ( الخرَّاز ) ( 399 هـ)
286-1/265 : ومحمد بن يحي بن علي بن مفرّج ( في حدود 657 هـ)
287-1/268 : ومحمد بن يحي بن وهب ( 384 هـ)
288-1/288 : ومنهم محمد بن يوسف القُونَوِيّ ( 788 هـ) " ولا يخرج من بيته لجماعة ولا لجمعة !! " وهذا يحمل على عذر شرعي من مرض أو خوف سلطان أو غيرها من الأعذار وإلا فالعزلة عن الشر لا عن الخير.
289-1/292 : ومنهم أحمد بن إبراهيم بن الزبير الجيّانيّ ( 708 هـ)
" .. لا ينقل قدمه إلى أحد .. "
290-1/300 : وقال في العزلة : أحمد بن جعفر بن أحمد ( 535 هـ) بيتين وهما :-
ليس الخمول بعار
فليلة القدر تخفى ... على امرئ ذي جلال
وتلك خير الليالي
291-1/309 : وكان أحمد بن سعد بن محمد ( الأنْدَرشي ) ( 750 هـ) " .. منجمعاً عن الناس حضر يوماً عند الشيخ تقي الدين السبكي بعد إمساك الأمير تنكز بخمس سنين ، فذكر إمساكه ، فقال : وتنكز أمسك ؟ فقيلله : نعم ، وجاء بعده ثلاثة نواب أو أربعة ، فقال : ما علمت بشيء من هذا ؟ فعجبوا منه ومن انجماعه وانقباضه .. "
292-1/316 : ومنهم أبو العلاء المعري ( أحمد بن عبد الله بن سليمان 449 هـ) : " .. لزم بيته ، وسمى نفسه رهين الحبسين ، يعني حبسه نفسه في المنزل وحبس بصره بالعمى .. "(1/47)
293-1/330 : و انقطع عن الناس إلى البادية ، أحمد بن عبد الملك بن سعيد بن جزي الكلبي الغرناطي ( 543 هـ) أو ( 643 هـ).
294-1/333 : واعتزل الناس آخر عمره ، أحمد بن عبد الوارث البكري ( 774 هـ)
295-1/346 : وقالوا في أحمد بن على بن محمد ( الفحام ) ( 640 هـ أو 645 هـ) : " .. كان مؤثراً للخلوة والانفراد .. "
296-1/346 : وقالوا عن أحمد بن علي بن محمد البيهقي ( بو جعفرك) ( 544 هـ) : كان ملازماً لبيته ، لا يخرج إلا في أوقات الصلاة ، ولا يزور أحداً … )
297-1/388 : وممن مدح الخلوة وذم مخالطة الخلق لقلة السلامة في مخالطتهم ، أحمد بن محمد بن النقيب الشهرستاني ( كان حياً سنة 537 هـ) :
قد بلوت الناس حتى
وانتهت حالي إلى أن
امدح الوحدة حيناً
إنما السالم من لم
[خدينا : صديقا ] ... لم أجد شخصاً أمينا
صرت للبيت خدينا
وأذم الجمع حينا
يتخذ خلقاً قرينا
298-1/448 : وقال إسماعيل بن حماد الجوهري ( صاحب الصحاح ) (393 هـ) مادحاً العزلة والاضطرار في ملاقاة الناس :-
لو كان لي بد من الناس
العز في العزلة لكنه ... قطعت حبل الناس بالياس
لا بد للناس من الناس
299-1/451 : ووصف إسماعيل بن عثمان بن محمد ( ابن المعلم ) (714 هـ) بالانقباض.
300-1/466 : وبحب الخلوة والانفراد وصف أبو بكر بن أحمد بن دمسين (752 هـ)
301-1/471 : وكذلك أبو بكر بن محمد بن قاسم المرسي (718 هـ)
302-1/482 : وثابت بن محمد بن يوسف الكلاعي (628 هـ)
303-1/494 : وكان الحسن بن أحمد بن الحسن العطار (569 هـ) " لا يتردد على أحد .."
304-1/506 : وألف الحسن بن عبد الله بن سهل (أبو هلال العسكري كان حياً سنة395) رسالة في العزلة والاستئناس بالوحدة.
305-1/547 : وألف الإمام حمد بن محمد (الخطابي) (386 أو 388 هـ) كتاباً اسمه العزلة.
306-1/578 : ووصف سعد بن خليل بن سليمان المرزباني (867 هـ) " بأنه كثير الانقباض عن الناس ، والانجماع عنهم .."(1/48)
307-1/579 : وبالانقباض والعكوف على العلم وصف سعيد بن مخارق الإلبيري (341 هـ)
308-1/603 : ووُصِفَ سليمان بن مطروح الحجاري (مات قريباً من 390 هـ) بأنه كان " منفرداً عن الأهل ".
309-1/605 : وسهل بن إبراهيم بن سهل بن نوح (387 هـ)
310-2/19 : وأنشد طراد بن علي بن عبد العزيز السلمي (520 هـ)
يا صاح آنسني دهري وأوحشني
قد قلت أرض بأرض بعد فرقتهم ... منهم وأضحكني فيهم وأبكاني
فلا تقل ليَ جيران بجيران
311-2/82 : ووصف عبد الرحمن بن عبد السلام أحمد الغساني (616 هـ) بالانقباض.
312-2/112 : عبد الملك بن علي (البابي الحلبي) (839 هـ) " كان منجمعاً عن الناس ، قليل الرغبة في مخالطتهم .."
313-2/126 : وألف عبيد الله بن أحمد (جخجخ) كتاب : العزلة والانفراد.
314-2/131 : ووصف بالانقباض عتبة بن محمد بن عتبة (الوادي آشي) (635 هـ)
315-2/136 : علي بن أحمد بن محمد الغزال (516 هـ) " قلما كان يخرج من بيته إلا في الجنائز .. "
316-2/173 : علي بن عبد الله بن موسى الغفاري السرقسطي (778 هـ) " أقام يُقرئ الناس في بيته .."
317-2/189 : وبالانقباض وصف علي بن محمد بن سليمان (الجياب) (749 هـ)
318-2/194 : وعلي بن محمد بن عبد الملك الشاطبي (670 هـ)
319-2/197 : وعوتب علي بن محمد الاستراباذي (516 هـ) على الوحدة فأنشد :
اللهَ أحمدُ شاكراً
أصبحتُ مستوراً معا
خِلواً من الأحزان خف الـ
حراً فلا مَنٌّ لمخـ
لم يُشقني حرصٌ على الد
سيان عندي ذو الغنى الـ
ونفيتُ باليأس المنى
والناس كلهم لمن ... فبلاؤه حسن جميل
فىً بين أنعمه أجول
ظهر يقنعني القليل
لوقٍ عليَّ ولا سبيل
نيا ولا أمدٌ طويل
متلاف والرجل البخيل
عني فطاب لي المقيل
خفَّتْ مؤونته خليل
320-2/200 : وقالوا في علي بن محمد بن محمد (علاء الدين البخاري)
(841 هـ) :" .. ونال عظمة بالقاهرة ، مع عدم تردده إلى أحد .. "(1/49)
321-2/226 : عمر بن محمد بن عمر الفرغانيّ (632 هـ) " وكان كثير العبادة ، دائم الخلوة "
322-2/243 : ولفتيان بن علي بن فتيان الشاغوريّ (615 هـ) :
علام تحركي والحظُّ ساكن
أرى نذلاً تقدمه المساوي
[ النذل : الحقير ] ... وما نهنهت في طلب ولكن !
على حُرٍ تؤخره المحاسنْ
323-2/336 : وممن وصف بالانقباض يحى بن عبد الله بن محمد التُّطيليّ (629 هـ)
324-2/342 : ومنهم يحى بن محمد بن عبد الله العنبري (344 هـ) : " اعتزل الناس ، وقعد عن حضور المحافل بضع عشرة سنة .. "
325-2/353 : وقالوا في يوسف بن إبراهيم بن يوسف المالقي (672 هـ) " آثر الخمول والانزواء .. "
326-2/359 : وبه وُصف يوسف بن محمد بن علي القضاعي الأندي (635 هـ)
327-2/365 : ويونس بن إبراهيم الصرخدي (698 هـ)
فضل العمل وذم البطالة
328-1/222 : ، وكان محمد بن محمد الشهرستاني (618 هـ)يتردد إلى دور أبناء الدنيا يعلم أولادهم النحو ، ويرتزق من ذلك ، وكان عالماً فاضلاً متديناً ، حسن الطريقة.
329-1/508 : وكان الحسن بن عبد الله الصيدافي (368 هـ) زاهداً ورعاً ، لم يأخذ على الحكم أجراً ، إنما كان يأكل من كسب يمينه ، فكان لا يخرج إلى مجلسه ، حتى ينسخ عشر ورقات بعشرة دراهم ، تكون بقدر مؤنته.
330-2/22 : وخاطب أبو الأسود الدؤلي (69 هـ) ولده بعدم التواكل وحثه على المحاولة بقوله :
وما طلب المعيشة بالتمني
تجئ بملئها طوراً وطوراً
[ الحمأة : الطين المبتل ] ... ولكن ألق دلوك في الدلاء
تجئ بحمأة وقليل ماء
محاسبة النفس على تقصيرها
331-1/207 : لمحمد بن فتح :
أيا ويح نفسي من نهار يقودها
[ يذودها : يمنعها ] ... إلى عسكر الموتى وليل يذودها
حوار مع النفس
332-1/511 : الحسن بن عبد الرحيم النصيبي (650 هـ) :
أبعد امتطاء الأربعين تغزل
أشوق ووجد وادكار وصبوة
[ المعنَّى : المتعب المعلل اللاهي ] ... أفق أيها القلب المعنَّى المعلل
وخط مشيب إن ذلك معضل
تب إلى الله(1/50)
333-1/259 : لمحمد بن وسيم القيسي (352 هـ)
خذ من شبابك قبل الموت والهرم
واعلم بأنك مجزى ومرتهن
فليس بعد حلول الموت معتبة ... وبادر التوب قبل الفوت والندم
وراقب الله واحذر زلة القدم
إلا الرجاء وعفو الله ذي الكرم
المحافظة على الصلاة
334-1/330 : كفن أحمد بن عبد الملك المرسي (533 هـ) في ثياب صلى فيها أربعين سنة.
الراحة الجنة
335-1/490 : قال معاوية لجوّية بن عائذ : يا جوية ما القرابة ؟ قال : المودة، قال : فما السرور ؟ قال : المواتاة ، قال : فما الراحة ؟ قال : الجنة ، قال : صدقت.
آخر الدواء الكي
336-1/504 : للحسن بن رشيق القيرواني (456 هـ) :
في الناس من يرتجى نفعه
كالعود لا يطمع في طيبه ... إلا إذا مُس بإضرار
إلا إذا أحرق بالنار
الجهل بالحلم
337-1/558 : للخليل الفراهيدي :
لو كنت تعلم ما أقول عذرتني
لكن جهلت مقالتي فعذلتني
عذلتك : لُمْتُكَ ... أوكنت تجهل ما أقول عذلتك
وعلمت أنك جاهل فعذرتك
فإنها لا تعمى الأبصار
338-2/45 : لعبد الله بن سليمان القرطبي (325 هـ)
تقول من للعمى بالحسن قلت لها
القلب يدرك ما لا عين تدركه
وما العيون التي تعمى إذا نظرت ... كفى عن الله في تصديقه الخبر
والحسن ما استحسنته النفس لا البصر
بل القلوب التي يعمى بها النظر
سبعة في ظل الله
239-2/78 : لأبي شامة (665 هـ) :
وقال النبي المصطفى إن سبعة
محب عفيف ناشئ متصدق ... يظلهم الله العظيم بظله
وباكٍ مصلٍ والإمامُ بعدله
تعريف بكتاب الروضة للإمام الهروي
340-2/119 : كتاب الهروي ، عبد الواحد بن أحمد الهروي (463 هـ) فيه ألف حديث صحيح ، وألف غريب ، وألف حكاية ، وألف بيت شعر.
منافع الغيبة
341-2/227 : لعمر بن مظفر ابن الوردي (749 هـ) :
سبحان من سخر لي حاسدي
لا أكره الغيبة من حاسد ... يحدث لي في غيبتي ذكرا
يفيدني الشهرة والأجرا
الأمن والصحة والقوت
342-2/241 : لغانم بن وليد المخزومي (470 هـ) :
ثلاثة يجهل مقدارها(1/51)
فلا تثق بالمال من غيرها ... الأمن والصحة والقوت
لو أنه دُرٌّ وياقوت
من نوادر الشيوخ
343-2/267 : كان كيسان بن المعرف مزاحاً ، قرأ عليه صبي ، فمر بيت شعر فيه العيس ، فقال : هو الإبل البيض التي يخلط بياضها حمرة ، فقال : ما الإبل ؟ قال : الجمال ، قال : وما الجمال ؟ فقام على أربع ورغا في المسجد ، وقال : الذي تراه طويل الرقبة ، وهو يقول : بوع
من خشوع العابدين
344-2/348 : سُرق رداء يعقوب بن إسحاق الحضرمي (205 هـ) : وهو في الصلاة ورُدَّ إليه ولم يشعر لشغله بالصلاة.
لا تهزأ بأحد
345-2/351 : لمحمود بن أبي الحسن الغزنوي :
فلا تحقرنْ خلقاً من الناس عَلَّهُ
فذو القَدْر عند الله خافٍ عن الورى ... ولىُّ إله العالمين وما تدري
كما خفيت عن علمهم ليلة القدر
346-2/351 : وليعقوب بن يوسف العبادي (مولده سنة 641 هـ) :
يا من يُمِّيزني لا يزدري خلقي
أما ترى الدر وسط البحر مسكنه
... بل أسأل الناس عن خَلْقِي وعن خُلُقِي
وقد كساه جلابيب من العلق
العلق : ما يعلق به من أعشاب البحر وطحالبه .
الناقصون
347-1/219 : لمحمد بن محمد لنكك :
يَعيبُ الناس كلهم الزمانا
نَعيبُ زماننا والعيب فينا
ذئاب كلنا في خلق ناس
يعاف الذئب يأكل لحم ذئب
برانا : خلقنا ، يعاف : يكره ... وما لزماننا عيب سوانا
ولو نطق الزمان إذاً هجانا
فسبحان الذي فيه برانا
ويأكل بعضنا بعضاً عيانا
فضل الأعداء
348-1/283 : لأبي حيان الأندلسي (745 هـ) :
عداي لهم فضل عليَّ ومنة
هم بحثوا عن زلتي فاجتنبتها ... فلا أذهب الرحمن عني الأعاديا
وهم نافسوني فاكتسبتُ المعاليا
الأوائل
349-1/490 : أول من أدخل كتاب الكسائي إلى الأندلس ، جودي بن عثمان العبسي (كان حياً سنة 198 هـ).
350-1/551 : أول من انتشر عنه النحو في أهل الحِلة المزيدية ، خزيمة بن محمد بن خزيمة الأسدي.(1/52)
351-1/557 : أول من استخرج العروض ، وحصر أشعار العرب بها ، الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت : 175 أو 170 أو 160 هـ).
352-1/559 : أول من سُمِّي أحمد بعد النبي – صلى الله عليه وسلم – أبو الخليل الفراهيدي. قال جامعه : بل في الإصابة لابن حجر ، أنه ولد لجعفر بن أبي طالب من أسماء أبناء وذكر منهم " أحمد " . انظر : الإصابة ، باب الهمزة بعدها حاء مهملة ، صفحة :179 ، ترجمة : 408
353-2/74 : أول من فسَّر الشعر تحت كل بيت ، عبد الحميد بن عبد الحميد (الأخفش الأكبر) ، وما كان الناس يعرفون ذلك قبله ، وإنما كانوا إذا فرغوا من القصيدة فسروها.
(فائدة) : الأخافش أحد عشر كلهم مذكورون في طبقات النحاة.
354-2/217 : أول قرية بنيت بعد الطوفان ، قرية " ثمانين " بلفظ العدد ، بليدة بالموصل ، بناها الثمانون الذين خرجوا من السفينة وسميت بهم.
355-2/226 : أول من صنف كتاباً باسم الفرج بعد الشدة (وهي كثيرة)؛ عمر بن محمد بن يوسف (ت : 328 هـ)
356-2/240 : أول من أدخل موطأ مالك إلى الأندلس ؛ الغازي بن قيس (ت : 199 هـ)
357-2/240 : أول من أدخل قراءة نافع بن أبي نعيم إلى الأندلس ؛ الغازي بن قيس السابق ذكره.
358-2/247 : أول من خُطبَ له على المنابر بعد الخليفة ؛ فَنّاخسرو بن الحسن ابن بُويه عضد الدولة (ت : 372 هـ).
359-2/247 : أول من لقب في الإسلام شاهنشاه ؛ فناخسرو المذكور سابقاً.
360-2/291 : أول من وضع علم التصريف ؛ معاذ بن مسلم الهرّاء (ت: 187 أو 190 هـ)
361-2/318 : لم يكن بمصر شئ من كتب النحو واللغة ، قبل الوليد بن محمد التميمي النحوي المصادري الولاّد (ت : 263 هـ).
362-2/317 : أول من أظهر السُنَّة بَمرْو وخراسان ، النضر بن شميل
(ت : 203 أو 204 هـ)
363-2/34 : أول من تتبع وجوه القرآن وألفها ، وتتبع الشاذ منها ، وبحث عن إسنادها ؛ هارون بن موسى القاري الأعور (ت : 170 هـ تقريباً).(1/53)
364-1/82 : أول من وضع من الكوفيين كتاباً في النحو ، محمد بن الحسن الرؤاسي النيلي، راسله الخليل بن أحمد.
365-2/22 : أول من أسس النحو ، ظالم بن عمرو بن ظالم (أبو الأسود الدؤلي)(ت:99 هـ)
366-2/22 : أول من نقط المصحف ، أبو الأسود الدؤلي.
اقتباسات من الكتاب والسنة
367-1/26 : ولمحمد بن أحمد الواسطي (ت : 462 هـ)
لما رأيت سلوّي غير متجه
دخلت بالرغم مني تحت طاعتكم ... وأنّ عزم اصطباري عاد معلولا
ليقضي الله أمراً كان مفعولا
هذا الشطر مقتبس من الآية : 44 من سورة الأنفال ، سلوّي : نسياني ، معلولا : مريضا
368-1/47 : ولمحمد بن أحمد بن مرزوق (ت : 781 هـ) :
انظر إلى النوار في أغصانه
حيّا أمير المؤمنين وقال قد
يا يوسفاً حزت الجمال بأسره
أنت الذي صعدت به أوصافه ... يحكي النجوم إذا تبدت في الحلك
عميت بصيرة من بغيرك مثَّلك
فمحاسن الأيام تومئ هيْتَ لَكْ
فيقال فيه : إذا مليك أو مَلَك !
{ هيت لك } [ يوسف : 23 ] هيت : هَلُّمَ ، أقبل وتعال . قاله الجمل في حاشيته على الجلالين : ( 2/445) .
خالق الناس بخلق حسن
369-1/403 : ولأحمد بن يوسف بن مالك الغرناطي(ت:779 هـ)
لا تعادي الناس في أوطانهم
وإذا ما عشت عيشاً بينهم ... قلما يُرعى غريب الوطن
خالق الناس بخلق حسن
تضمين من حديث أخرجه الترمذي عن أبي ذر وقال : حسن صحيح . تخريج العراقي على الإحياء (3/50)
370-2/12 : وللضحاك بن سليمان الألوسي (أو الأوسي) (ت : 547هـ)
ما أنعم الله على عبده
وكل من عُوفِيَ في جسمه
والمال حلو حسن جيد
وأسعد العالم بالمال من
ما أحسن الدنيا ولكنها ... بنعمة أوفى من العافيه
فإنه في عيشة راضيه
على الفتى لكنه عاريه
أداه للآخرة الباقيه
مع حسنها غدَّارة فانيه
فإنه في عيشة راضية : اقتباس من الآية : 21 من سورة الحاقة وهي { فهو في عيشه راضية .. الآية }
371-2/51 : ولعبد الله بن عيسى الشلبي (ت : 548 هـ) :
قد غدا مستأنساً بالعلم من(1/54)
لا ينال العلم جسم رائح ... خالطته روعة المهامه
حُفّتِ الجنة بالمكاره
وأخر البيت الثاني فيه تضمين من حديث : " حُفّتِ الجنة بالمكاره ، وحفت النار بالشهوات " متفق عليه من حديث أبي هرير (1)
أبيات في الحب
372-1/18 : لمحمد بن أحمد الوشَّاء ، أخذ عن ثعلب والمبرد :
لا صبر لي عنك سوى أنني
من كان ذا صبر فلا صبر لي ... أرضى من الدهر بما يقدر
مثليَ عن مثلك لا يصبر
373-1/183 : لمحمد بن علي الحلي (561 هـ) :
عباد الله أقوام كرام
أحبوا الله ربهم فكلٌّ
سقاهم ربهم بكؤوس أنس ... بهم للخلق والدنيا نظام
له قلب كئيب مستهام
فلذَّ لهم برؤيته المقام
374-1/175 : ولمحمد بن علي الأربلي (ولد سنة 686 هـ) :
وقد شاع عني حب ليلى وأنني
ووالله ما حبي لها جازَ حده
وجدا : حبا ... كلفت بها شوقاً وهمت بها وجداً
ولكنها في حسنها جازت الحدا
375-1/186 : ولمحمد بن علي الجبان :
يا وحشتي لفراقكم
الموت والأجل المتاح ... أترى يدوم علي هذا
وكل معضلة ولاذا
376-1/200 : ولمحمد بن عمر الفهري السبتي (721 هـ) :
هنيئاً لعيني أنْ رأتْ عين أحمد
وقبلتها أشفى الغليل فزاد بي ... فيا سعد جدي قد ظفرتُ بمقصدي
فيا عجبا زاد الظما عند موردي
الظما : العطش ، موردي : مكان ورود الماء
377-1/242 : ولمحمد بن المستنير المعروف بقطرب (206 هـ) :
إن كنتَ لستَ معي فالذكر منك معي
فالعين تبصر من تهوى وتفقده ... يراك قلبي وإن غيبت عن بصري
وناظر القلب لا يخلو من النظر
في زيارة القبر الشريف
378-1/455 : على ساكنه أفضل الصلاة والسلام – لإسماعيل بن محمد الدهان ، أخذ عن الجوهري صاحب الصحاح :
أتيتك راجلاً وودت أني
ومالي لا أسير على المآقي
المآقي : العيون ... ملكت سواد عيني أمتطيه
إلى قبر رسول الله فيه
من أسانيد العاشقين
379-1/546 : لمحمد بن حميد الدنيسري (632 هـ) :
روت لي أحاديث الغرام صبابتي
بإسنادها عن بانة العلم الفرد
__________
(1) 21) تخريج العراقي على الإحياء (4/57)(1/55)
عن الدمع عن طرفي القريح عن الجوى
عن الشوق عن قلبي الجريح عن الوجد
صبابتي : أشواقي ، القريح : المصاب ، الجوى : الحزن ،
380-1/576 : لسراج بن عبد الملك (508 هـ) :
لما تبوأ من فؤادي منزلاً
ناديته مسترحماً من زفرة
رفقاً بمنزلك الذي تحتله
تبوأ : سكن ، مقلتيه : عينيه . ... وغدا يسلط مقلتيه عليه
أفضت بأسرار الضمير إليه
يا من يخرب بيته بيديه
381-1/607 : لسهل بن محمد – أبو حاتم السجستاني – (كان حياً سنة 247 هـ) :
أبرزوا وجهك الجميل
لو أرادوا صيانتي ... ولاموا من افتتن
ستروا وجهك الحسن
382-2/11 : ولصالح بن علي المالقي (625 هـ) :
وقفتُ أمام الحي أرصد غفلة
فإن غفل الواشون عنا تكلمتْ ... أساعد طرفي ساعة وأناظر
جوانباً عما تكن الضمائر
383-2/88 : ولعبد الرحمن بن محمد الأنباري (577 هـ) :
إذا ذكرتكَ كاد الشوق يقتلني
وصار كلي قلوباً فيك دامية
فإن نطقت فكلي فيك ألسنة ... وأرّقتني أحزان وأوجاع
للسقم فيها وللآلام إسراع
وإن سمعت فكلي فيك أسماع
384-2/103 : ولعبد العزيز بن محمد اللبناني (كان حياً سنة 581 هـ) :
جسَّ الطبيب يدي فقال لصاحبي
فبكيت حين سمعت باسم مقامها ... هذا العليل أعله الصفراء
والقوم لا يدرون ما الصفراء
385-2/116 : ولعبد المنعم بن محمد الخزرجي (599 هـ) :
ما بالنا متهما ودنا
كأنكم مثل فقيه رأى ... ونحن في ودكم نقتتل
أن يترك الظاهر للمحتمل
حب على طريقة النحاة
386-2/170 : لعلي بن عبد الله المالكي (667 هـ) :
عذبت قلبي بهجر منك متصل
ما زال من غير تأكيد صدودك لي ... يا من هواه ضمير غير منفصل
فما عدولك من عطف إلى بدل
387-2/166 : وأنشد علي بن داود بن جبارة (745 هـ) :
أضمرت في القلب هوى شادن
وصفت ما أضمرت يوماً له
شادن : غزال . ... مشتغل بالنحو لا ينصف
فقال لي المضمر لا يوصف
388-2/178 : ولعلي بن عبد الكافي السبكي (755 هـ) :
قلبي ملكت فما له
قد حُزت من أعشاره
يحيه قربك إن مننت(1/56)
يا متلفي ببعاده ... مرمىً لواشٍ أو رقيبْ
سهم المعلى والرقيبْ
به ولو مقدار قيبْ
عني أما خفت الرقيبْ
الرقيب الأولى : من يراقبك من الناس ، قوله : سهم المعلى والرقيبْ : سهام الميسر لها أنصباء وفروض ، الفذ ، التوأم ، الرقيب ، الحِلس ، النافس ، المسبل ، المعلى ، ثم ثلاثة لا نصيب لها السفيح والمنيح والوغد . تاج العروس شرح القاموس ، مادة رقب ، ( 1/274 )، قيب : قاب قوس أي : قدر قوس ، الرقيب : من أسماء الله .
389-2/267 : ولأبي الكوثر النحوي :
إذا خفت المودة واستقامت
وإن يكن الزمان أغاب وجهي
ولم يزل الثناء عليك مني ... فلا تجزع وإن بعد اللقاء
فلم تغب المودة والصفاء
مع الساعات يتبعه الدعاء
390-1/454 : ولإسماعيل بن محمد الصفار (341 هـ) :
إذا زرتكم لقيت أهلاً ومرحباً
وإن جئت لم أعدم ألا قد جفوتنا
أفي الحق أن أرضى بذلك منكم
ولكنني أعطى صفاء مودتي ... وإن غبت حولاً لا أرى منكم رسلاً
وقد كنت زواراً فما لنا نقلى
بل الضيم أن أرضى بذا منكم فعلاً
لمن لا يرى يوماً علي له فضلاً
أبيات وحكايات في فضل النحو والنحاة
391-1/397: قال أبو بكر بن مجاهد (324 هـ) (1): قال لي ثعلب (291هـ) : يا أبا بكر، اشتغل أصحاب القرآن بالقرآن ففازوا ، وأصحاب الحديث بالحديث ففازوا ، وأصحاب الفقه بالفقه ففازوا ، واشتغلت أنا بزيد وعمرو ، فليت شعري ماذا يكون حالي ! فانصرفت من عنده فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - تلك الليلة فقال لي : أقرئ أبا العباس مني السلام ، وقل
له : أنت صاحب العلم المستطيل.
فضل النحو وذم اللحن
392-1/500 : للحسن بن إسحاق اليمني (مات قريباً من 590 هـ):
لعمرك ما اللحن من شيمتي
ولكنني قد عرفت الأنام ... ولا أنا من خطأ ألحن
فخاطبت كلا بما يحسن
النحو وسيلة وليس غاية
وهو آلة لمقصود فهم وأداء صحيح لآية أو حديث
393-1/531 : للحسين بن أحمد بن خيران البغدادي
__________
(1) 22) معجم المؤلفين : (2/188).(1/57)
ينزل النحو من الكلام ... منزلة الملح من الطعام
394-2/161 : ولعلي بن الحسين بن علي الضرير (الجامع) :
أحبب النحو من العلم فقد
إنما النحوي في مجلسه
يخرج القرآن من فيه كما ... يدرك المرء به أعلى الشَرَفْ
كشهاب ثاقب بين الشُّرَفْ
تخرج الدرة من جوف الصدف
395-2/164 : ولعلي بن حمزة (الكسائي) (182 أو 189 أو 192 هـ) :
مادحاً علم النحو :
أيها الطالب علماً نافعاً
إنما النحو قياس يتبع
وإذا ما أبصر النحو فتى
فاتقاه كل من جالسه
وإذا لم يبصر النحوَ الفتى
فتراه ينصب الرفع وما
يقرأ القرآن لا يعرف ما
والذي يعرفه يقرؤه
ناظراً فيه وفي إعرابه
فَهُما فيه سواء عندكم
كم وضيع رفعَ النحوُ وكم ... أطلُبِ النحو ودع عنك الطمع
وبه في كل علم ينتفع
مرَّ في المنطق مراً فاتسع
من جليس ناطق أو مستمع
هاب أن ينطق جبناً فانقطع
كان من نصب ومن خفض رفع
صرّف الإعراب فيه وصنع
وإذا ما شك في حرف رجع
فإذا ما عرف اللحن صدع
ليست السنة منا كالبدع
من شريف قد رأيناه وضع(1)
واضع علم النحو
396-2/210 : لناصر الدين بن المُنيّر :
أسند النحو إلينا الدؤلي
بدأ النحو علي وكذا ... عن أمير المؤمنين البطل
قل بحق ختم النحو علي
ومعنى قوله : ختم النحو علي ، هو مدح لعلي بن مؤمن بن عصفور (663 أو669 هـ).
وإسناد النحو من أبي الأسود الدؤلي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- أمر معروف ، على خلاف في ذلك.
أسماء ممدودة جمعها مقصور
__________
(1) {23} من الهامش وقال : من إنباء الرواة : (2/267).(1/58)
397-1/530 : سأل سيف الدولة جماعة من العلماء بحضرته ذات ليلة : هل تعرفون اسماً ممدوداً ، وجمعه مقصور ؟ فقالوا : لا ، فقال لابن خالويه : ما تقول أنت ؟ قلت : أنا أعرف اسمين ، قال : ما هما ؟ قلت : لا أقول لك إلا بألف درهم ، لئلا تؤخذ بلا شكر(1) ؛ وهما صحراء وصحارى ، وعذراء وعذارى ؛ فلما كان بعد شهر أصبت حرفين آخرين، ذكرهما الجرمي في كتابه التنبيه ، وهما صلفاء وصلافى –وهي الأرض الغليظة- وخبراء وخبارى – وهي أرض فيها ندوة – ثم بعد عشرين سنة(2) وجدت حرفاً خامساً ذكره ابن دريد في الجمهرة، وهي سبتاء وسباتى ، وهي الأرض الخشنة.
أربعة رجال بلعوا اللغة
398-2/232 : قال ابن المناذر : كان الأصمعي يجيب في ثلث اللغة ، وأبو عبيدة في نصفها ، وأبو زيد في ثلثها ، وأبو مالك فيها كلها.
قال أبو الطيب اللغوي : وإنما عنَى توسعهم في الرواية والفتيا ، لأن الأصمعي كان يضيّق ولا يجوِّز إلا أصح اللغات ، ويلج في ذلك ولا يمحك، ومع ذلك لا يجيب في القرآن والحديث.
في ذم النحو
399-2/237 : أنشد عيسى بن عبد العزيز الجذولي (607 هـ) ، أهل مراكش :
ليس للنحو جئتكم
خلِّ زيداً لشأنه
أنا مالي ولا مرئٍ ... لا ولا فيه أرغب
أينما شاء يذهب
أبد الدهر يضرب
في ذم علم الصرف و من جهل شيئاً عاداه
400-2/291 : أنكر أبو مسلم – مؤدب عبد الملك بن مروان – التصريف فقال :
قد كان أخذهم في النحو يعجبني
لما سمعت كلاماً لست أفهمه
تركت نحوهم والله يعصمني ... حتى تعاطوا كلام الزنج والروم
كأنه زجل الغربان والبوم
من التقحم في تلك الجراثيم(3)
فأجاب معاذ الهراء (ت : 187 أو 190) :
عالجتها أمرد حتى إذا
سميت من يعرفها جاهلاً
__________
(1) 24) هذا يدل على شدة تعظيمهم للعلم ، كي تعرف قيمته.
(2) 25) انظر إلى هذه الهمة ، حيث لم يهمل البحث في جزئية صغيرة جداً ، وقيدها وبعد عشرين سنة ، وهكذا يطلب العلم.
(3) 26) الجرثومة : الأصل ؛ النهاية في غريب الحديث والأثر : 1/254(1/59)
سهل منها كل مستصعب ... شبت ولم تحسن أبا جادها
يصدرها من بعد إيرادها
طود علا أقران أطوادها
فضل الدراية على الرواية
401-2/245 : كان أهل الحديث يأتون الفضل بن الحباب يقرؤون عليه ، فإذا أتاه أهل اللغة تحول إليهم ، وترك أهل الحديث وقال :هؤلاء غثا(1).
لا عيب في خطأ العالم ؛ وله عليه أجر
402-2/254 : من تواضع العلماء ، وعظمة أخلاقهم ، أن أبا عبيد ، قيل له إن فلاناً يقول أخطأ أبو عبيد في مائتي حرف من الغريب المصنف ، فحلم أبو عبيد ، ولم يقع في الرجل بشيء ، وقال : في المصنف كذا وكذا ألف حرف ، فلو لم أخطئ إلا في هذا القدر اليسير ما هذا بكثير ، ولعل صاحبنا هذا لو بدا لنا فناظرناه في هذه المائتين – بزعمه – لوجدنا لها مخرجاً.وقال الزبيدي : عددت ما تضمنه الكتاب من الألفاظ فألفيت فيه سبعة عشر ألف حرف، وسبعمائة وسبعين حرفاً.
كتاب العين ليس للفراهيدي
403-2/270 : قال الأزهري : كان الليث بن المظفر رجلاً صالحاً انتحل كتاب العين للخليل لينفق كتابه باسمه ، ويرغب فيه.
وقال أبو الطيب : هو مصنف العين – أي الليث بن المظفر – انتهى " وعمل الخليل من كتاب العين باب العين وحده ، فأحب الليث أن تنفق سوق الخليل ؛ فصنف باقي الكتاب ، وسمى نفسه الخليل.(2)
مقارنة بين الأصمعي وأبي عبيدة
__________
(1) 27) والغثائيون ، المعنيون هنا ، إنما هم اللذين ليس لهم هم إلا جمع الروايات ، والتحديث عن كل من هب ودب ، وليس المعني به أهل الحديث ، اللذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وينخلون الأحاديث ، ويغربلون الأسانيد ، ويفهمون المتون ، وقد جمعوا بين الحفظ والفهم ، ولم يكونوا من طبقة كتاب تلبيس إبليس أو أخبارالحمقى والمغفلين.
(2) 28) نقل هذه الفائدة ، محقق الكتاب ؛ أبو الفضل إبراهيم ، عن : مراتب النحويين 31 ..
وانظرالموضوع بتوسع في مقدمة الصحاح لمحققه، والمزهر للسيوطي .(1/60)
404-2/294 : كان أبو عبيدة أعلم من الأصمعي وأبي زيد بالأنساب والأيام ؛ وكان أبو نواس يتعلم منه ويصفه ويذم الأصمعي ، سئل عن الأصمعي فقال : بلبل في قفص ، وعن أبي عبيدة فقال : أديم طوى على علم.
وقال بعضهم : كانت الطلبة إذا أتوا مجلس الأصمعي اشتروا البعر في سوق الدر ، وإذا أتوا مجلس أبي عبيدة اشتروا الدر في سوق البعر ، لأن الأصمعي كان حسن الإنشاء والزخرفة قليل الفائدة ، وأبا عبيدة ضد ذلك.
دعاء رجل لغوي وطرافة إعرابي
405-2/298 : سمع أعرابي أبا مكنون النحوي يقول في دعائه :
" اللهم ربنا وإلهنا ومولانا ، صلي على نبينا ، اللهم ومن أرادنا بسوء فأحط ذلك السوء به كإحاطة القلائد على ترائب الولائد ، ثم أرسخه على هامته كرسوخ السِّجِّيل على أصحاب الفيل، اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً مريعاً مجللاً ، وحياً سحّاً سفوحاً طبقاً غدقاً ودقاً مثعنجرا. فقال الإعرابي : يا خليفة نوح ، الطوفان ورب الكعبة ! دعني آوي بعيالي إلى جبل يعصمني من الماء(1).
قلت وكلام الإعرابي : مقتبس من قوله تعالى : { وهي تجري بهم في موج كالجبال ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الظالمين ، قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء ، قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين } من سورة هود ، آية : 42 ـ 43 .
وهناك فوائد لغوية أخرى كثيرة تركتها خشية الإطالة ، كموانع الصرف وشاهد في أحوال الألف والفرق بين وَسَط ووسْط تنظر في أصل هذا الكناش(2)
رب ضارة نافعة
__________
(1) 29) قال محقق البغية : المجلل : الذي يجلل الأرض بمائه أو نباته. الطبق:المطر العام،الغدق:الكثير،الودق:المطرالقريب،المثعنجر: المصبوب.
(2) 30) انظر على سبيل المثال : (2/278) ، (2/339) ، (2/360).(1/61)
406-1/548 : كان سيبويه يستملي على حماد بن سلمة يوماً ، فقال : قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- : " ما أحد من أصحابي إلا وقد أخذت عليه ليس أبا الدرداء " ، فقال سيبويه: " ليس أبو الدرداء " ، فقال حماد : لحنت سيبويه ، فقال : لا جرم ؛ لأطلبن علماً لا تلحنني فيه أبداً. ثم لزم الخليل.
الجهل مصيبة
407-1/606 : سهل بن محمد (أبو حاتم السجستاني) (ت : 250 أو 254 أو 255 أو 258 هـ): دخل بغداد ، فسئل عن قوله تعالى : { قوا أنفسكم } [ التحريم :6 ] ما يقال منه للواحد ؟ فقال: قِ ، فقال : فالاثنين؟ فقال : قيا ، قال : فالجمع ؟ قال : قوا، قال : فاجمع لي الثلاثة ، قال : ق ، قيا ، قوا.
قال : وفي ناحية المسجد رجل جالس معه قماش ، فقال لواحد : احتفظ بثيابي حتى أجئ ، ومضى إلى صاحب الشرطة ، وقال : إني ظفرت بقوم زنادقة يقرؤون القرآن على صياح الديكة ، فما شعرنا حتى هجم علينا الأعوان والشرطة ، فأخذونا وأحضرونا مجلس صاحب الشرطة ، فسألنا فتقدمت إليه وأعلمته بالخبر ، وقد اجتمع خلق من خلق الله ، ينظرون ما يكون، فعنفني وعذلني ، وقال : مثلك يطلق لسانه عند العامة بمثل هذا ! وعمد إلى أصحابي فضربهم عشرة عشرة ، وقال : لا تعودوا إلى مثل هذا ، فعاد أبو حاتم إلى البصرة سريعاً ، ولم يقم ببغداد ، ولم يأخذ عنه أهلها.
معاني ( ما ) التسعة
408-1/603 : أنشد سليمان بن موسى السمهودي (736 هـ) في معاني لما قوله :
لِمَا في كلام العُرْبِ تسعةُ أوجُهٍ
وصِلها وزِدْ واستُعْمِلتْ مِصْدَّرِية ... تَعَجَّبْ وصِفْ منكورة وانفِ واشرُطِ
وجاءت للاستفهامِ والكِفّ فاضبط
الشعر والشعري
409-1/551 : لخزعل بن عسكر الشناني (623 هـ) :
يقولون أنشدنا من الشِّعر قِطْعة
فقلت أَمِثلي يُنْشِدُ السادة الشِّعرا
ومَنْ كانَ مثلي في الحضيض مَحَلُّه
أُينشِد شِعراً مَنْ عَلا قَصْرُهُ الشِّعْرَى!(1/62)
وهذا من باب التواضع ، وهضم النفس ، والشعرى بالألف المقصورة نجم تعرفه العرب بل كان بعضهم يعبده ، وورد ذكره في القرآن الكريم: { وأنه هو رب الشعرى } [النجم : 49]
وللعرب شعريان العبور والغميصاء .
صبي يغلب أبا حنيفة
410-2/13 : الضحاك بن مخلد الشيباني (212 هـ) ، رأى أبا حنيفة يوماً يفتي ، وقد اجتمع الناس عليه وآذوه ، فقال : ما هنا أحد يأتيني بشرطي ! فتقدم إليه فقال : يا أبا حنيفة ، تريد شرطياً ؟ فقال : نعم ، فقال : اقرأ علي هذه الأحاديث التي معي ، فلما قرأها قام عنه ، فقال : أين الشرطي ؟ فقال : إنما قلت : (تريد) ولم أقل لك : أجئ به ! فقال : انظروا ، أنا احتال للناس منذ كذا وكذا ، وقد احتال علي هذا الصبي.
من لغة شرق الأندلس – أيام زمان
411-2/44 : لغة شرق الأندلس .. يفتحون أول الكلمة من نحو الحوت والعود ، وينطقون بالتاء طاء ، ويلحقون آخر المصغر لا ماً مشددة مفتوحة في المؤنث ، مضمومة في المذكر ، وهاء ساكنة ، فيقولون في حوت : حوطَلَّه وحوطِلُّه
قال ابن عبد الملك : ويأبى هذا كتابة الأفاضل إياه ، سلفاً عن خلف.
الدنقس والدقنس(1/63)
412-2/70،71 : أخبر أبو عبد الله الفهري – غلام أبي علي القالي – أنه حضر عرس رجل من إخوانه مع جماعة من أهل الأدب ، وفيهم ابن مقسم الرامي (1)-وكان صاحب نوادر- فقال: يا معشر أهل الإعراب واللغة والآداب ، ويا أصحاب أبي علي البغدادي ، أريد أن أسألكم عن مسألة ، حتى أرى مقدار علمكم وسعة جمعكم ، فقلنا له : هات ، فقال : ما تسمى الدويبة السوداء التي تكون في الباقلاء عند أهل اللغة العلماء ؟ فأفكرنا ، ثم قلنا له : ما نعرف ، فقال سبحان الله ! هذا وأنتم الضابطون للناس لغتهم بزعمكم ! فقلنا له : أفدنا ، فقال : هذه تسمى البيقران ، فعددتها فائدة ، فبينما نحن بعد مدة عند أبي علي إذ سألنا عن هذه المسألة بعينها ، فأسرعت الإجابة ثقة بما جرى (فقلت : تسمى البيقران)(2) فقال : من أين تقول هذا ؟ فأخبرته، فقال : إنا لله ! رجعت تأخذ اللغة عن أهل الرمى! وجعل يؤنبني ثم قال : هي الدنقس والدقنس، فتركت روايتي عن ابن مقسم لروايتي عن أبي علي.
الظهور يقسم الظهور
413-2/132 : كان عثمان بن جني (392 هـ) يقرأ النحو بجامع الموصل ، فمر به أبو علي الفارسي ، فسأله عن مسألة في التصريف ، فقصر فيها ، فقال له أبو علي : زببت قبل أن تحصرم ، فلزمه من يومئذ مدة أربعين سنة.(3)
الزبيب : معروف ، والحصرم : أول العنب ، أي : صرت زبيبا قبل تكون عنبا ، وهذا لايكون .
من نوادر المتكلفين
__________
(1) 31) ذكر المحقق أنه في الجذوة : "ابن مقيم الزامر" فليحرر
(2) 32) الزيادة من محقق البغية – محمد أبو الفضل إبراهيم -
(3) 33) وهذا درس في شدة الملازمة ، والصبر على التحصيل واعجب من ملازمة أربعين سنة ، فلله درهم من علماء أفذاذ.(1/64)
414-2/139 : مر أبو علقمة النميري يوماً على عبدين حبشي وصقلي، فإذا الحبشي قد ضرب بالصقلي الأرض ، فأدخل ركبتيه في بطنه ، وأصابعه في عينيه ، وعض أذنيه وضربه بعصا فشجه وأسال دمه ، فقال الصقلي لأبي علقمة : اشهد لي ، فمضوا إلى الأمير ، فقال له الأمير: بما تشهد ، فقال : أصلح الله الأمير ! بينما أنا أسير على كودني، إذ مررت بهذين العبدين ، فرأيت هذا الأسحم قد مال على الأبقع ، فحطأه على فدفد ثم ضغطه برضفتيه في أحشائه ، حتى ظننت أنه تدعج جوفه ، وجعل يلج بشناتره في حجمتيه ، يكاد يفقؤهما ، وقبض على صنارتيه بميرمه ، وكاد يحذهما ، ثم علاه بمنسأة كانت معه فعفجه بها ، وهذا أثر الجريان عليه بيناً . فقال الأمير : والله ما فهمت مما قلت شيئاً ، فقال أبو علقمة : قد فهمناك إن فهمت ، وأعلمناك إن علمت ، وأديت إليك ما علمت ، وما أقدر أن أتكلم بالفارسية . فجهد الأمير في كشف الكلام حتى ضاق صدره ، ثم كشف رأسه ، وقال للصقلي : شجني خمساً واعفني من شهادة هذا.
الكودن : البرذون الغليظ من الدواب ، الرضفة : الركبة ، الصنارتان : الأذنان ، عفجه : ضربه ، حطأه : صرعه ، شناتره : أصابعه ، المبرم : الحبل ، الجريان: الدم ، الفدفد: الغليظ من الأرض، الحجمتان : العينان ، المنسأة : العصا (1)
مسائل في النحو واللغة
415-1/14 : محمد بن إبراهيم النحاس (698 هـ) يرى " أن الحرف معناه في نفسه ، على خلاف قول النحاة قاطبة : إن معناه في غيره "
416-1/49 : معاني " الخال " نظماً ونثراً :
__________
(1) 34) وردت بهذا المعنى في القرآن الكريم : { ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته } [سبأ : 14] ثم إن شرح الغريب ، هو من صنيع محقق الكتاب : أبو الفضل إبراهيم.(1/65)
قال اللغويون : الخال يأتي على اثني عشر معنى : الخال أخو الأم ، الخال موضع ، والخال من الزمان الماضي ، والخال اللواء ، والخال الخيلاء ، والخال الشامة ، والخالي العزب - ويقال المنفرد – والخالي قاطع الخلاء، والخال الجبان ، والخال ضرب من البرود ، والخال السحاب، وسيف خال أي قاطع.
وقد نظم ذلك الفقيه الأستاذ النحوي الكبير أبو عبد الله محمد بن هاشم اللخمي السبتي:
أقومُ لخالي وهو يوماً بذي خال
أما ظفرتْ كفَّاك في العُصُر الخالي
تَمُرُّ كمرّ الخالِ يّرتجُّ رِدْفُها
أقامتْ لأهلِ الخال خالاً فكلَّهمْ ... تَرُوح وتَغدُو في برودٍ من الخالِ
بربّة خالٍ لايُزَنُّ بها الخال
إلى منزلٍ بالخالِ خِلْوٍ من الخالِ
يؤمّ إليها من صحيحٍ ومن خالِ
417-1/147 : يسمى عبد الله عبوداً ، ومحمد حموداً (قاله أبو حيان)
418-1/248 : مصادر لسان العرب في اللغة لابن منظور (711 هـ) :
جمع فيه بين التهذيب والمحكم والصحاح وحواشيه والجمهرة والنهاية.
419-1/248 : (سواك وسواك) لابن منظور :
بالله إن جزت بوادي الأراك
فابعث إلى عبدك من بعضها ... وقبَّلَتْ عيدانُهُ الخُضْرُ فاك
فأنني والله مالي سِواك
كلام عربي لكنه صعب
420-1/274 : سئل الفيروز آبادي (صاحب القاموس) (816 هـ) بالرّوم عن قول علي – رضي الله عنه – لكاتبه : " الصق روانفَك بالجبَوب ، وخذ الِمزْبَر بشناتِرِك ، واجعل حُنْدُورتَيْك إلى قَيْهَلي ، حتى لا أنِغَى نغيْة إلا أودعتها حَمَاطة جلجلانك " ، ما معناه ؟ فقال : الزق عَضْرطك بالصَّلّة وخذ المصْطر بأباخسك واجعل جُحْمتيْك إلى أثعباني ، حتى لا أنبس نَبْسة إلا وعيتها في لَمْظة رِبَاطك فتعجب الحاضرون من سرعة الجواب بما هو أبدع وأغرب من السؤال.
قلت - السيوطي- الروانف : المقعدة ، الجبوب : الأرض ، المزبر : القلم، الشناتر : الأصابع، الحندورتان : الحدقتان ، قيهلي : أي وجهي ، أنغى : أي أنطق ، الحماطة : الحبة الجلجلان : القلب.(1/66)
421-1/311 : أحمد بن صابر (أبو جعفر النحوي) : ذهب إلى أن للكلمة قسماً رابعاً ، وسماه الخالفة ، ( وهي اسم الفعل ) .
422-1/327 : (ما يعود على الموصول) :
سئل أحمد بن عبد القادر القيسي (749 هـ) :
أيا تاجَ دينِ اللهِ والأوحدَ الذّي
وجامعَ أشتاتِ الفضائِل حاوياً
وبَحْر علومٍ في رِياضِ مكارمٍ
لعلَّكَ والإحسانُ منكَ سَجِيّةٌ
تُعَددِّ لي نَظْماً (مواضِعَ حَذْفِ ما
وأكثِرْ من الإيضاح واعذِرْ مُقَصِّراً ... تَسَّنمَ مجداً قدرُه ذِرْوة العُلا
مَدىَ السَّبْقِ حَلاَّلاً لِما قد تَشَكَّلا
أَبَي حَالُه التسْآلَ إلاَ تَسلْسُلا
وأوصافُك الأعلامُ طاَولْنَ يَذْبُلا
يعودُ على الموصولِ) نظماً مُسَهَّلا
وعِش دائم الِإقبالِ تَرْفُلُ في الحُلا
فأجابه الشيخ (تاج الدين) بأبيات ذكرها السيوطي في كتابه وهذا بعضها:
إذا عائدُ الموصولِ حاوَلَ حذفَه
فما كان مرفوعاً ولم يك مبتدا
وإن كان مرفوعاً ومبتدأً غدا
بشرط بنا أي وأما إن أعربت
وإن يَكُ ذا صَدْراً لوصلة غيرها
فدونَك فاْحذِفْه وإن لم تطلْ فقد
وشاهد ذا فاقرأْ تماماً على الذّي
وأثبِتْه محصوراً كذا إن نَفَتْه ما
وفي حَذْفه خُلفٌ لَدَى عَطْفِ غيرِه
وما كان مفعولاً لغيرِ ظَنَنْتُ هُو
وُيشرَط في ذا عودُه وحدَه فإن
وهذا إذا الموصولُ لم يكُ ألْ فإن
وما كان خَفْضاً بالإضافةِ لفْظه
وخافِضه إنْ نابَ عن حَرْفِ مَصْدَرٍ
كقولك تَتْلو فاقضِ ما أنت قاضٍ او
وموصوله أضحَى كذلك فاحذِفَنْ
وأعني به لَفْظاً ومعنىً ولمَ يَكُنْ
ولم يَكُ أيضاً قد أقيم مقام ما
ويشربُ مما تَشْربون وإن غدا
... فطالعْ تَجِد ما قد نظمت مفصّلا
فَأَثْبتْ وَأَمّا الحذفُ فاتركْه واحللا
وفي وصْل أيٍّ صِلْهُ لا حذف مُسهلا
فقيل بِتَجْويزٍ لحذْفٍ وقيل لا
وطالتْ فإن لم يَصْلحِ العَجْز مُوصِلا
أُجِيزَ على قولٍ ضعيف وأُجْمِلا
وأَحسنُ مرفوعاً لَدَى نقْل مَنْ تلا
بميمٍ كجاء اللّذْ وما هُوَ ذو وَلَا(1/67)
عليه ومَنْع الحذفِ في عكسه انْجلَى
متّصل فاحذفه تظفرْ بالاعتلا
يعد غيرُه فالحذف ليس مُسهّلا
يَكُنْها فلا تحذِفْ وقد جا مُقَلَّلا
ومعناه نَصْبٌ كان بالحذفِ أسهَلا
وفعلٍ فلم يَحِذفه أعنى السَّمَوْءَلا
فإن كان مجروراً بحذفٍ قد اعْمِلا
إذا ما استوى الحرفان يا حاوِيَ العُلا
فَدْيتُكَ حرفَ العائد الحَصْرَ قد تلا
غدا فاعِلاً فاسمع مقالي ممثَّلا
تساوِيهما في اللّفظ منفرداً فلا
423-1/329 : وله في المواضع التي يبتدأ فيها بالنكرة :
إذا ما جَعلْتَ الاسمَ مبتدأً فَقُلْ
بها وهْيَ إن عُدَّتْ ثلاثون بعدها
ومرجعها لاثنين منها فقُلْ هُما
فأوّلها الموصوفُ والوَصْفُ والّذي
كذلك الاستفهام والشرطُ والذي
كقولك دِينارٌ لديَّ لقائِلٍ
كذا كَمْ لإخبارٍ وما ليسَ قابلاً
وما جا دُعاءً أو غدا عامِلاً وما
وما بعَد واو الحالِ جاء وفا الجزا
وما أنَّ تَتْلو في جوابِ الذّي نفى
وساغَ ومخصوصاً غدا وجواب ذي
وما قُدِّمَتْ أخبارُه وهيَ جملةً
كذا ما وَلي لام ابتداءٍ وما غدا
وما كان في معنى التعجب أو تلا ... بتعريفه إلا مواضع نكّرا
ثلاَثتُها عدَّ امرئً قد تَمَهّرا
خصوصٌ وتعميمٌ أفادَ وأثَّرا
عن النَّفْي واستفهامه قد تأخّرا
أُضيفَ وما قد عَمَّ أو جا مُنكّرا
أعندَكَ دينارٌ فكن متبصِّرا
لأِنْ وكذا ما كان في الحَصْر قد جَرى
له سُوغّ التفضيلُ أَنْ يتنكّرا
ولولا وما كالفعل أو جا مصغَّرا
وما كان معطوفاً على ما تنكّرا
سؤالٍ بأمْ والهمز فاخبر لتُخَبَرا
وما نحو ما أنْحاه في القرّ بالقرا
عن الظَّرفِ والمجرورِ أيضاً مؤخَّرَا
إذاً لِفُجَاةٍ فاجِرها تحوِ جَوْهرا
424-1/357 : (النميداني والزنخشري واختلاف مذموم)(1/68)
وقف الزمخشري على كتاب الأمثال للميداني ، فحسده عليه ، فزاد في لفظة " الميداني " نوناً قبل الميم ، فصار "النميداني" ومعناه بالفارسي: الذي لا يعرف شيئاً ، فعمد إلى بعض كتب الزمخشري ، فجعل الميم نوناً فصار "الزنخشري" ومعناه بائع زوجته..
425-1/386 : (بيت شعر حوى حروف المعجم كلها)
لأحمد بن محمد اليزيديّ العدوي (مات قبل 260 هـ) بيت فيه حروف المعجم وهو :
ولقد شَجَتني طفلةٌ برزت ضُحىً ... كالشمس خَثْماء العِظاِم بذي الغَضَى
شجتني : أحزنتني ، خثماء : عريضة الأنف أو الأذن ، وقيل قصيرة الأنف . تاج العروس ، مادة خثم (8/367)
426-1/559 : (حروف المعجم في بيت شعر)
وللخليل بن أحمد الفراهيدي (175 هـ أو 170 أو 160) بيت فيه الحروف كلها :
صِفْ خَلْقَ خوْدٍ كمثل الشمسِ إذْ بَزَغَتْ
يَحَظى الضَّجيعُ بها نجلاءُ مِعْطارُ
[ خود : امرأة حسناء ، نجلاء : واسعة العينين] .
من ألغاز النحاة
427-2/193 : ومنها :
وما خبر أتى فرداً
وجاء عن المثنى وهو
ويا من يطلب النحو
أيجمع نعت أفراد ؟
وهل للنعت دون الوصف ... لمبتدأ أتى جمعا
فرد كافياً قطعا
وفي أبوابه سعى
أجبنا محسناً صنعا
معنى مفرد يرعى ؟
428-2/193 : ومنها :
هل تعرفنَّ مؤنثاً
ومعرفا لا شك فيه
ومصدراً باللام لا ... يحكى بصيغته المذكر
ولفظه لفظ المذكر
هي عرفته ولا تنكر
429-2/194 : ومنها :
وما حرفٌ يليه الفعل
وينصب بعده أيضاً ... مجزوماً ومرفوعاً
وكلٌّ جاء مسموعا
430-2/356 : وألغز يوسف بن الدباغ الصقلي بقوله :
إن هند المليحة الحسناء
فعسى أن يكون بحسن من قد ... وأي من أضمرت لخل وفاء
كان من قبل ذاك أن قد أساء
الهمزة فعل أمر ، والنون للتوكيد ، وهند منادى ، والمليحة نعت على اللفظ ، والحسناء نعت على الموضع(1)
431-2/31 : ألغز عبد الله بن أحمد الخشاب (567 هـ) في كتاب :
وذي أوجه لكنه غير بائح
__________
(1) 36) قاله محققه ، أبو الفضل إبراهيم : المغنى (1/19) .(1/69)
تناجيك بالأسرار أسرار وجهه ... بسر وذو الوجهين للسر مظهر
فتفهمها ما دمت بالعين تنظر
432-2/31 : وألغز في الشمعة :
صفراء لا من سقم مسها
عريانة باطنها مكتس ... كيف وكانت أمها الشافية!
وأعجب لها كاسية عارية!
433-1/577 : سعد بن أحمد الجذامي (كان حياً سنة 650 هـ) : ألغز في " لدن عدوة " واختصاصها بنصبها :
وما لفظة ليست بفعل ولا حرف
وتنصب اسماً واحداً ليس غيره
ومنصوبها صدر لما هو ضد ما ... ولا هي مشتق وليست بمصدر
لها حالة معه تبين لمخبر
أتانا لباساً في الكتاب المطهر
434-2/192 : ألغز علي بن محمد السخاوي المقرئ (643 هـ) :
ما اسم بنون لكن
وما الذي حقه النون ... قد أوجبوا منع صَرْفِهْ ؟
حين جاءوا بحذفه ؟
435-2/193 : ومن ألغازه أيضاً :
ماذا تقول أكاذب أم صادق
رجلان أختي منهما وذلك في
وكذا علاما زوجتي تناكحا ... من قال وهو يجد فيما يخبر
أخوي أيضاً من يحيض ويطهر
حلاً وليس عليهما من ينكر
436-2/193 : ومنها قوله :
ما تاء مخبر إن تقل هي فاعل
واسم لفاعل إن نطقت بلفظه ... وتكون مفعولاً فأنت مصدق
وغيت مفعولاً فأنت محقق
437-2/193 : ومنها :
ما اسم أنيب عن اسم
وأين شرط أتى لا
وأين ناب سكون ... وكان لا بد منه ؟
جوانب يلزم عنه ؟
عن السكون ابنه ؟
438-1/26 : وألغز محمد بن أحمد الزهري النحوي (617 هـ) في " حازم " :
اسم من ريقه مدون براح
بعد قلب له وتصحيف حرف
واطلب الشعر فهو فيه مسمى ... وصف ألحاظه المراض الصحاح
منه فاكشفه يا أخا الالتماح
غير أن البليد ليس بصاح
439-1/200 وألغزفي "مزدلفة" محمد بن عمر الفهري السبتي (721 هـ):
ما اسم لأرض فريد
وفيه للفعل وقف
وفيه للجمع صرف ... وإن تشأ فهو جمع
وفيه للحرف رفع
وفيه للصرف منع
440-2/194 : ومنها :
وما فرد يراد به المثنى
أفدنا وهي خاتمة الأحاجي ... كتثنية ذكرناها لفرد
فمن أفتيت منقلب برشد
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد الله رب العالمين(1/70)
الفهرس العام
عنوان الفائدة : … …… … رقم الصفحة :
المقدمة :………… … 5
روائع العلماء في الحفظ والتحصيل والتأليف … 6 ـ 10
من نوادر الحفاظ…………… 11 ـ 28
الأدب مع العلم و الشيوخ وحسن الظن بهم … 29 ـ 32
حلق العلم يوم الجمعة ………… …33
فضل العلم وحال أهله ………… 34 ـ 43
العلماء العزاب الذين آثروا العلم عن الزواج …… 43 ـ 45
اقتناص الفرص لتحصيل العلم والفوائد…… 45 ـ47
اغتنام الوقت ………………46
درس في الحفاظ على الوقت …………47
التأسف على الشباب……………47
الموت ولا الجهل ………………48
في اغتنام الصحة والشباب……………48
الجهل بقيمة العمر………………48
ليت الشباب يعود………………49
دعاء ورجاء ……… … 49 ـ 57
الزهد في الدنيا وقصر الأمل فيها ……… 57 ـ 58
عاقبة الثراء………………59
حقيقة الدنيا………………59
مآل الأبرار والتشمير للآخرة…………60
سبيل النجاة ………………61
الحياة قصيرة ………………61
ذم التكالب على الدنيا ……………61
تقلب سريع ………………62
المصير المحتوم ……………62
مسائل في العقيدة ………………63
بين أشعري وحنبلي مسلمين !!……… …63
دعوة للتفكر في صنع الله ……………64
لا تجالس أهل البدع ……………64
هل يجوز إطلاق اسم الصانع على الله ؟………65
حدثوا الناس على قدر عقولهم …………67
أبيات في ذم التنجيم والمنجم …………67
علم لا ينفع ………………68
دفاع عن الراغب الأصفهاني …………68
التثبت في الحكم على الناس …………69
فوائد تتعلق بالقرآن الكريم وعلومه …………70
القرآن علاج للبصر……………70
فضل علم الحديث على باقي العلوم …………72
الصبر…………………73
الصمت الممدوح والمذموم……………75
في القناعة وذم الحرص والطمع …………75
الطمع وإخلاف الوعد ……………78
في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ………79
في التواضع والحلم وذم الكبر…………81
أبيات في الممات ………………82
الموت ونهاية الإنسان ……………82
حتى إذا بلغت التراقي ……………84
بكاء على الإسلام ………………85
من سوء الخاتمة ………………85
من إنفاق الكرماء ………………86
أنفق ولا تخف الفقر ……………86(1/71)
في تعريف المال ………………87
معاملة الناس للمعدوم ……………87
ابتعد عن أصحاب الجيوب السمينة …………87
الكريم هو الجوهر ……………88
حاتم آخر ………………89
الأخوة الصادقة والكاذبة ……………89
في اكتشاف حقيقة صدق الصاحب…………89
أخوة مزيفة ………………90
صحبة الجهال ………………90
أين الصديق المخلص ……………91
أخوان كذبة ………………91
وصف لصداقة أبناء الزمان……………91
صداقة مغشوشة ………………92
أصدقاء ولكن ………………92
منامات…………………93
منامة في ذم الخصام والمشاحنة…………93
أضغاث أحلام………………93
منامة في ذم العلم بدون عمل …………94
منامة في فضل الذكر……………94
منامة في أن موت العالم انهدام للحياة ………95
الغربة والحنين للوطن ……………95
دارهم ما دمت في دارهم……………96
شكوى الفراق والارتحال……………96
الشوق للوطن ………………96
علو الهمة يدعو للتنقل والترحال…………97
الفرار من بلاد الجهل والسوء…………97
السئم من حياة الجهل والجهال وظلم العلماء ………98
الرحيل عن البلد إذا ضاقت بساكنها وتعسرت أحواله ……98
العزلة عن الشر والأشرار……………98
كذب أبيض وفائدة الجلوس مع الكتب………99
مدح العزلة وانقباض العلماء وأشعار وكتب في فضل العزلة ……………… 98 ـ 108
فضل العمل وذم البطالة ……………108
محاسبة النفس على تقصيرها …………109
حوار مع النفس………………109
تب إلى الله ………………109
المحافظة على الصلاة ……………110
الراحة الجنة ………………110
آخر الدواء الكي………………110
الجهل بالحلم ………………111
فإنها لا تعمى الأبصار……………111
سبعة في ظل الله ………………112
تعريف بكتاب الروضة للإمام الهروي………112
منافع الغيبة ………………112
الأمن والصحة والقوت ……… 112
من نوادر الشيوخ ……………113
لا تهزأ بأحد………………113
الناقصون ………………114
فضل الأعداء………………114
الأوائل …………… 115 ـ 117
اقتباسات من الكتاب والسنة …… 118 ـ 120
خالق الناس بخلق حسن……………118
حب ، عشق ، هوى ، لوعة ، شوق ..…… 120 ـ 126
زيارة القبر الشريف ( قبر سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - ) ………122(1/72)
من أسانيد العاشقين ……………122
حب على طريقة النحاة ……………124
أبيات وحكايات في فضل النحو والنحاة ………126
فضل النحو وذم اللحن ………… …126
النحو وسيلة لفهم الكتاب والسنة ( الحديث ) …… 127
مدح النحو ………… 127
واضع علم النحو ………………128
أسماء ممدودة جمعها مقصور …………129
أربعة رجال بلعوا اللغة ……………130
ذم النحو ( من جهل شيئا عابه ) …………130
ذم الصرف ………………131
فضل الدراية على الرواية ………… 132
لا عيب في خطأ العالم وله عليه أجر…………132
كتاب العين ليس للفراهيدي……………133
مقارنة بين الأصمعي وأبي عبيدة …………133
دعاء رجل لغوي وطرافة أعرابي…………134
رب ضارة نافعة ………………135
الجهل مصيبة ………………135
معاني ( ما ) التسعة ……………136
الشعر والشعرى ………………137
صبي يغلب أبا حنيفة ( زعموا ) …………137
من لغة شرق الأندلس – أيام زمان…………138
الدنقس والدقنس………………138
الظهور يقسم الظهور……………139
من نوادر المتكلفين ……………140
مسائل في النحو واللغة ……………143
معاني " الخال " نظما ونثرا …………141
مصادر لسان العرب ……………142
سواك وسواك………………142
كلام وحشي ………………143
ما يعود على الموصول ……………143
المواضع التي يبتدأ فيها بالنكرة …………145
اختلاف مذموم………………146
بيت شعر حوى حروف المعجم كلها …………147
الحروف العربية كلها في بيت شعر واحد………147
من ألغاز النحاة …… …… 148 ـ 152(1/73)