أَيِّهَا السُنِّيُّ ... احْذَرْ وَلا تَغْتَرْ بِتَشَابُهِ الأَسْمَاءِ
الحمد لله وبعد .
قال تعالى : " وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ " [ الأنعام : 55 ] .
قال ابن كثير : " أَيْ وَلِتَظْهَر طَرِيقُ الْمُجْرِمِينَ الْمُخَالِفِينَ لِلرُّسُلِ وَقُرِئَ " وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلَ الْمُجْرِمِينَ " أَيْ وَلِتَسْتَبِينَ يَا مُحَمَّد أَوْ يَا مُخَاطَب سَبِيلَ الْمُجْرِمِينَ .ا.هـ.
إن من الأمورِ المهمةِ لأهلِ السنةِ أن يحذروا من طرقِ أهلِ البدعِ في التلبيسِ والتدليسِ عليهم .
وفي هذا الموضوع أود أن أبينَ لأهلِ السنةِ طريقةً من طرقِ المبتدعةِ عموماً ، والرافضةِ خصوصاً في تلبيسهم وتدليسهم على أهلِ السنةِ .
والمتابعُ للمناظرةِ التي حصلت في " قناة المستقلة " يجدُ أن المتناظرين من الرافضةِ استخدموا هذا الأسلوبَ .
أما المكيدةُ التي يتبعها الرافضةُ في التدليسِ والتلبيسِ على أهلِ السنةِ هي أنهم يدخلون علينا عن طريقِ السنةِ ويقولون : قال العالمُ الفلاني كذا ، وقال العالمُ الآخرُ كذا ... " ويضعون أسماءً تشابه أسماءَ علماءٍ معتبرين عند أهلِ السنةِ ، وهم في الأصلِ رافضةٌ .
قال الألوسي في " مختصر التحفة الإثنى عشرية " ( ص 32 ) : " ومن مكايدهم أنهم ينظرون في أسماءِ المعتبرين عند أهلِ السنةِ فمن وجدوهُ موافقاً لأحدٍ منهم في الاسمِ واللقبِ أسندوا روايةَ حديثِ ذلك الشيعي إليه ، فمن لا وقوف له من أهلِ السنةِ يعتقدُ أنهُ إمامٌ من أئمتهم فيعتبرُ بقولهِ ويعتدُ بروايتهِ ... " .ا.هـ. ثم ذكر أمثلةً لذلك نأتي عليها بشيءٍ من التفصيلِ .
1 - السُّدِّي :
هناك رجلان يقالُ لهم السدي .
الأول : السدي الكبير ، والثاني : السدي الصغير .
ولنقف على شيءٍ من ترجمةِ كلِ واحدٍ منهما لكي يميز أهلُ السنةِ بينهما ، وتتضحُ لهم الحقائقُ ، ولا يغتروا بكذبِ الرافضةِ .(1/1)
قال المزي في " تهذيب الكمال " (3/132) عند ترجمة السدي الكبير : إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السُّدِّي ، أبو محمد القرشي الكوفي الأعور ، مولى زينب بنت قيس بن مخرمة ، وقيل : مولى بني هاشم ، أصله من حجازي ، سكن الكوفة ، وكان يقعد في سُدةِ باب الجامع بالكوفة فسمي السُّدِّي ، وهو السدي الكبير .ا.هـ.
ومما جاء في ترجمته : قال عبدان الأهوازي : كان إذا قعد غطى لحيته صدره . وقال محمد بن أبان الجُعفي ، عن السدي : أدركت نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم : أبو سعيد الخدري ، وأبو هريرة ، وابن عمر . كانوا يرون أنه ليس أحدٌ منهم على الحال الذي فارق عليه محمداً صلى الله عليه وسلم ، إلا عبد الله بن عمر .
أما السدي الصغير قال عند المزي أيضا (26/392) : محمد بن مروان السدي الصغير ، وهو محمد بن مروان بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكوفي ، مولى عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب .ا.هـ.
والسدي الصغير من الوضاعين الكذابين عند أهل السنة ، وهو رافضي غال ، وله ترجمة في كتب الرافضة مثل " الكنى والألقاب " للقمي (2/311 – 312) فقال في ترجمة السدي الكبير والصغير : أبو محمد إسماعيل بن عبد الرحمن الكوفي المفسر المعروفة أقواله في كتاب " التبيان " وغيره ، كان نظير مجاهد وقتادة والكلبي والشعبي ومقاتل ممن يفسرون القرآن الكريم بآرائهم عده الشيخ ( يعني الطوسي ) في أصحاب السجاد والباقر ، وعن ابن حجر أنه صدوق متهم رمي بالتشيع من الرابعة ، وعن السيوطي أنه قال في الإتقان : أمثل التفاسير تفسير إسماعيل السدي ، روى عنه الأئمة مثل الثوري وشعبة انتهى . حكي أنه أدرك أنس بن مالك ورأى الحسين بن علي ، وقال الترمذي : وثقه سفيان الثوري وشعبة ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم . توفي في حدود سنة 128 ، وهو السدي الكبير .(1/2)
والسدي الصغير حفيده محمد بن مروان بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الرحمن الكوفي ، روى عن محمد بن السائب الكلبي كتاب التفسير ذكره الخطيب البغدادي وقال : قدم بغداد وحدث بها ، وقال انه ضعيف متروك الحديث ، والسدي بضم السين وتشديد الدال المهملتين منسوب إلى منسوب سدة مسجده الكوفة ، وهي ما يبقى من الطاق المسدود .ا.هـ.
2 – الطبري :
ومن ذلك محمد بن جرير الطبري رجلان أحدهما سني والآخر رافضي .
أما السني فهو محمد بن جرير بن يزيد بن كثير الآملي الطبري أبو جعفر المؤرخ المفسر الإمام ، ولد في آمل طبرستان ، واستوطن ببغداد وتوفي بها في 310 هـ ، له عدة مصنفات من أشهرها : " جامع البيان عن تأويل آي القرآن " ، وقد أثنى على تفسيره كثير من العلماء منهم الخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد " (2/163) حيث قال : " لم يصنف أحد مثله " . وقال الخطيب أيضا (12/163) عن أبي حامد الإسفراييني : " لو سافر رجل إلى الصين في تحصيل تفسير ابن جرير لم يكن كثيرا " . وصنف أيضا " تهذيب الآثار " ، و " تاريخ الرسل والملوك " ، و " اختلاف الفقهاء " ، وقد كان الإمام الطبري صاحب مذهب مستقل كالمذاهب الأربعة المعروفة ، وله أنصار وأتباع ، ودرس مذهبه في الفقه كثير من العلماء ، ومن أشهرهم أبو الفرج المُعافي بن زكريا النهرواني المعروف بالجريري نسبة إلى مذهب أبي جعفر .
فائدةٌ :
الإمام ابن جرير الطبري لم يتزوج ولم يكن له ولد يكنى به فقد حل ضيفا على الربيع بن سليمان في مصر عندما جاءه أصحاب الربيع في مكان سكناه وقالوا له : تحتاج قَصْرِيِّة وزير – وعاء يعمل فيه الماء - ، وحمارين ، فقال لهم : أما القصرية فأنا لا ولد لي وما حللت سراويلي على حرام ولا حلال قط .
أما الطبري الرافضي فقد ترجم له الإمام الذهبي في " الميزان " (3/499) فقال : " رافضي له تواليف ، منها كتاب " الرواة عن أهل البيت " ، رماه بالرفض عبد العزيز الكناني .ا.هـ.(1/3)
وترجم له أيضا في " السير " (14/282) فقال : " قَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ الكتَّانِيّ : هُوَ مِنَ الرَّوَافض ، صَنّف كتباً كَثِيْرَة فِي ضلاَلتهِم ، لَهُ كِتَاب : " الرُّوَاة عَنْ أَهْلِ البَيْت " ، وَكِتَاب : " المسترشد فِي الإِمَامَة " .ا.هـ.
وقد خلط بعض علماء التراجم بينه وبين طبري أهل السنة كما ذكر ذلك الحافظ الذهبي في " الميزان " (3/499) فقال عند ترجمة طبري أهل السنة : " أقذع أحمدُ بنُ علي السليماني الحافظَ فقال : " كان يضع للروافض ، كذا قال السليماني ، وهذا رجم بالظن الكاذب ، بل ابن جرير من كبار أئمة الإسلام المعتمدين ، وما ندعي عصمته عن الخطأ ، ولا يحل لنا أن نؤذيه بالباطل والهوى ؛ فإن كلام العلماء بعضهم في بعض ينبغي أن يُتَأنى فيه ، ولا سيما في مثل إمام كبير ، فلعل السليماني أراد الآتي .ا.هـ.
والآتي هو محمد بن جرير بن رستم الرافضي .
وقال الحافظ ابن حجر في " اللسان " (5/115) عن أحد شيوخه ممن اغتر بكلام السليماني فقال : ولو حلفت أن السليماني ما أراد إلا الآتي – يقصد محمد بن جرير بن رستم الرافضي – لبررت ... وقد اغتر شيخ شيوخنا أبو حيان بكلام السليماني فقال في الكلام على الصراط في أوائل تفسيره : وقال أبو جعفر الطبري وهو إمام أئمة الإمامية : الصراط بحرف الصاد من لغة قريش ... إلى آخر المسألة ، ونبهت عليه لئلا يغتر به ، فقد ترجمه – أي الإمام ابن جرير – أئمة النقل في عصره وبعده ، فلم يصفوه بذلك ، وإنما ضره الاشتراك في اسمه واسم لقبه ونسبته وكنيته ومعاصرته وكثرة تصانيفه ، والعلم عند الله تعالى ، قاله الخطيب .ا.هـ.(1/4)
وقد نسبت كتب إلى ابن جرير أهل السنة كتبا صنفها الروافض من ذلك كتاب " بشارة المصطفى " ، وهو كتاب في منزلة التشيع ، ودرجات الشيعة ، وكرامات الأولياء كما ذكر ذلك سزكين في " تاريخ التراث العربي " (1/291) ، والكتاب لأبي جعفر محمد بن علي الطبري ثالث من فقهاء الشيعة ترجم له أغابزرك الطهراني في " الذريعة إلى تصانيف الشيعة " (3/117) .
والإمام ابن جرير قد ابتلي بتهمة الرفض لأسباب ذكرها الدكتور محمد أمحزون في كتاب " تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة من روايات الطبري والمحدثين " (1/187 – 201) فليرجع إليه فهو مبحث نفيس جدا .
3 – ابنُ قتيبة :(1/5)
وابن قتيبة اثنان سني وشيعي ، أما السني فقد ترجم له الحافظ الذهبي في " السير " (13/298) فقال : " العَلاَّمَةُ ، الكَبِيْرُ ، ذُو الفُنُوْنِ ، أَبُو مُحَمَّدٍ ، عَبْدُ اللهِ بنُ مُسْلِمِ بنِ قُتَيْبَةَ الدِّيْنَوَرِيُّ ... ذِكْرُ تَصَانِيْفِهِ : " غَرِيْبُ القُرْآنِ " ، " غَرِيْبُ الحَدِيْثِ " ، كِتَابُ " المعَارِفِ " ، كِتَابُ " مُشْكِلِ القُرْآنِ " ، كِتَابُ " مُشْكِلِ الحَدِيْثِ " ، كِتَابُ " أَدَبِ الكَاتِبِ " ، كِتَابُ " عُيُوْنِ الأَخْبَارِ " ، كِتَابُ " طَبَقَاتِ الشُّعَرَاءِ " ، كِتَابُ " إِصْلاَحِ الغَلَطِ " ، كِتَابُ " الفَرَسِ " ، كِتَابُ " الهَجْو " ، كِتَابُ " المَسَائِلِ " ، كِتَابُ " أَعْلاَمِ النُّبُوَّةِ " ، كِتَابُ " المَيْسِرِ" ، كِتَابُ " الإِبلِ " ، كِتَابُ " الوَحْشِ " ، كِتَابُ " الرُّؤيَا " ، كِتَابُ " الفِقْهِ " ، كِتَابُ " معَانِي الشِّعْرِ " ، كِتَابُ " جَامِعِ النَّحْوِ " ، كِتَابُ " الصِّيَامِ " ، كِتَابُ " أَدَبِ القَاضِي " ، كِتَابُ " الرَّدِ عَلَى مَنْ يَقُوْلُ بِخَلْقِ القُرْآنِ " ، كِتَابُ " إِعْرَابِ القُرْآنِ " ، كِتَابُ " القِرَاءاتِ " ، كِتَابُ " الأَنوَاءِ " ، كِتَابُ " التَّسْوِيَةِ بَيْنَ العَرَبِ وَالعَجَمِ " ، كِتَابُ " الأَشرِبَةِ " .ا.هـ.
وقال الألوسي في " مختصر التحفة الاثنى عشرية " ( ص 32 ) : " وعبد الله بن قتيبة رافضي غالٍ وعبد الله بن مسلم بن قتيبة من ثقات أهل السنة ، وقد صنف كتابا سماه بـ " المعارف " ، فصنف ذلك الرافضي كتابا ، وسماه بالمعارف أيضا قصداً للإضلال .ا.هـ.
4 – ابنُ بَطة وابنُ بُطة :(1/6)
وابن بَطة وابن بُطة أحدهما سني والآخر رافضي ، فابن بَطة – بفتح الباء – هو السني ترجم له الذهبي في " السير " (16/529) فقال : " الإِمَامُ ، القُدْوَةُ ، العَابِدُ ، الفَقِيْهُ ، المُحَدِّثُ ، شَيْخُ العِرَاقِ ، أَبُو عَبْدِ اللهِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدَانَ العُكْبَرِيُّ الحَنْبَلِيُّ ، ابْنُ بَطَّةَ ، مُصَنِّفُ كِتَابِ " الإِبَانةِ الكُبْرَى " فِي ثَلاَثِ مُجَلَّدَاتٍ .ا.هـ.
أما ابن بُطة الرافضي فقد ترجم له القمي في " الكنى والألقاب " (1/227) فقال : عند العامة – يقصد أهل السنة – أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن حمدان بن بطة العكبري الحنبلي صاحب " الإبانة " الذي مدحه جمع من علمائهم ، وقدحه خطيب بغداد ، توفي سنة 387 هـ . وعندنا – يعني الشيعة – أبو جعفر محمد بن جعفر بن بُطة القمي المؤدب الذي ذكره " جش " وقال : كان كبير المنزلة بـ " قم " ، كثير الأدب والفضل والعلم الخ . وعن ابن شهر أشوب : الحنبلي بالفتح والشيعي بالضم .ا.هـ.
5 – ابنُ حَجر :
رأينا في مناظرات المستقلة كيف دلس ولبس الرافضة في أسماء العلماء ، فتجدهم يقولون : " قال ابن حجر " ، ولكن مشايخ أهل السنة وخاصة الشيخ عثمان الخميس – حفظه الله – يرد عليهم بسؤال : " من ابن حجر ؟ " . فيقول : " صاحب الصواعق المحرقة " . فيرد الشيخ عثمان : " صاحب الصواعق المحرقة هو ابن حجر الهيتمي وليس ابن حجر العسقلاني ، وعند إطلاقك لاسم ابن حجر فإنه يتبادر إلى الأذهان ابن حجر العسقلاني ، وليس ابن حجر الهيتمي . فلا بد من إيضاح من تقصد بكلامك .
وبعد هذا ؛ نجد أن مكائد الرافضة كثيرة جداً في حق أهل السنة ، والكذب دين يدينون به ، وهذه أحدها ، وقد عد صاحب " التحفة الاثنى عشرية " جملة من مكائدهم ضد أهل السنة ، واختصرها الألوسي في " مختصر التحفة الاثنى عشرية " ، فذكر عشرين مكيدة من مكائدهم ، ورُد على كل مكيدة بما يناسبها .(1/7)
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه .
عبد الله زقيل
zugailam@yahoo.com(1/8)
الأسرة الألوسية
الأسرة الآلوسية من الأسر المشهورة بالعلم والفضل ، وبرز منهم علماء يشار إليهم بالبنان ، وإليك أشهر رجالات الأسرة الآلوسية :
- أبو الثناء شهاب الدين السيد أفندي الشهير بالألوسي ، وهو المفسر الكبير والعالم النحرير ، ولد سنة 1217هـ ، وتوفي سنة 1270هـ .
له كتب من أشهرها " الأجوبة العراقية على الأسئلة اللاهورية " وهي ذب عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .
- أبو البركات نعمان خير الدين الألوسي ، ولد سنة 1252هـ ، وتوفي سنة 1317هـ ، له كتاب مشهور عنوانه : " جلاء العينين في المحاكمة بين الأحمدين " ، والمقصود بالأحمدين : أحمد بن تيمية الحراني ، وأحمد بن حجر الهيتمي المصري الشافعي .
وأبو البركات هذا كان غارقا في التصوف ، وكان " نقشبنديا "
- علي علاء الدين الألوسي ، ولد سنة 1277هـ ، وتوفي سنة 1340هـ . وهو ابن عم أبي المعالي محمود شكري وتلميذه .
- أبي المعالي محمود شكري الألوسي ، ولد 1272هـ ، وتوفي سنة 1342هـ . وهو صاحب التفسير المشهور " روح المعاني " وكتاب " فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية للإمام محمد بن عبدالوهاب " وكتاب " تاريخ نجد " وكتاب " صب العذاب على من سب الأصحاب " وهو كتاب رد فيه على الرافضه الذين يشتمون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكتاب " مختصر التحفة الاثنى عشرية " وهو اختصار لكتاب " المنحة الإلهية تلخيص ترجمة التحفة الاثنى عشرية " للعلامة شاه عبدالعزيز بن ولي اله الدهلوي .
وله مؤلفات كثيرة جدا .
وأبوالمعالي من أشهرهم - رحمه الله -
فهذه نبذة مختصرة عن أشهر رجالات الأسرة الألوسية .
عبد الله زقيل
zugailam@yahoo.com(1/1)
بين الإمامينِ البَرْبَهَاري وأَبي الحسنِ الأشعري
الحمدُ للهِ وبعد ؛
إن من الأمورِ المهمةِ عند ذكرِ ترجمةِ أو سيرةِ إمامٍ من أئمةٍ أهلِ السنةِ نقدَ القصصِ التي تنسبُ إليه ، وعرضها على ميزانِ النقدِ العلمي ، ولذا اعتنى أهلُ التراجمِ والسيرِ من أمثالِ الإمامِ الذهبي وغيرِهِ إلى الإشارةِ إلى ذلك ، فلا تكادُ تقرأُ لسيرةِ أو ترجمةِ عالمٍ أو إمامٍ إلا وتجدهم يفندون ما لا يصحُ عنه من القصصِ أو المقولاتِ .
ومما يذكرُ في هذا البابِ ، قصةٌ جرت بين بين الإمامينِ البَرْبَهَاري وأَبي الحسنِ الأشعري كانت سبباً لتأليفِ كتابِ " الإبانةِ " لأبي الحسن الأشعري - رحم اللهُ الجميعَ - ، وقد انبرى النقادُ من أهلِ العلمِ لبيانِ كذبِ هذه القصة ، وممن أشار إلى زيفها وعدمِ ثبوتها الشيخُ خالدُ بنُ قاسم الردادي في تحقيقهِ لـ " شرحِ السنةِ " لأبي محمد الحسنِ بنِ علي البربهاري ، وسأنقلُ ما قالهُ الشيخُ خالد في بيانِ حالِ القصةِ .
قال الشيخُ خالد في ( ص23 ) من تحقيق " شرحِ السنةِ " [ ط. الثالة . 1421هـ ] :
تنبيهانِ هامانِ :
1- جاء في ترجمةِ البربهاري - عند بعض من ترجموا له - أن أبا الحسن الأشعري لما دخل بغداد جاء إليه البربهاري ، فجعل يقول : رددتُ على الجُبائي ، وعلى أبي هاشم ، ونقضتُ عليهم وعلى اليهود والنصارى والمجوس ، وقلتُ لهم ، وقالوا ، وأكثر الكلام في ذلك . فلما سكت ؛ قال له البربهاري : ما أدري مما قلت قليلا ولا كثيراً ، ولا نعرف إلا ما قاله أبو عبد الله أحمد بن حنبل . فخرج الأشعري من عنده وصنف كتاب " الإبانة " ، فلم يقبله منه ، ولم يظهر ببغداد إلى أن خرج منها .
ولي مع هذه الحكاية وقفات :(1/1)
الأولى : في تخريجها وبيان مصدرها ، فقد أخرجها أبو علي الأهوازي في كتابه الذي صنفه في ثلب الأشعري ، وعنه ابن أبي يعلى في " طبقات الحنابلة " (2/18) : " قرأت على علي القرشي ، عن الحسن الأهوازي ؛ قال : سمعت أبا عبد الله الحمراني ... " فذكرها .
والثانية : مدار هذه القصة على أبي علي الحسن بن علي الأهوازي المقرىء ، وهو ضعيف ، اتّهم في لقاء بعض الشيوخ . [ كما في " العبر " للذهبي (2/288) وانظر ترجمته في : " الميزان " (1/152) ، و" اللسان " (2/237) ، و" السير " (18/13) ] .
والثالثة : قال ابن عساكر في " تبين كذب المفتري " ( ص 390 - 391 ) : " وحكاية الأهوازي عن البربهاري مما يقع في صحته التماري ، وأدل على بطلانه قوله : " إنه لم يظهر ببغداد إلى أن خرج منها " ، وهو بعد إذ صار إليها ولم يفارقها ولا رحل عنها ، فإن بها كانت منيته ، وفيها قبره وتربته ... " .
ونقل شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ كلام ابن عساكر المتقدم وأقره عليه في " الفتاوى الكبرى " (5/285) .
وأشار إلى ضعفها أيضا الذهبي في " السير " (5/90) حينما صدرها بقوله : " فقيل : إن الأشعري لما قدم بغداد ... " ، وذكر الحكاية ، وقال الذهبي أيضا في " السير " (15/89) في ترجمة الأشعري : " وقد ألف الأهوازي جزءاً في مثالب ابن أبي بشر - يعني : الأشعري - ، فيه أكاذيب .
وجمع أبو القاسم - يعني : ابن عساكر - في مناقبه فوائد بعضها أيضا غير صحيح ... " .
ومما يتقدم يظهر جليا بطلان هذه الحكاية وعدم صحتها .ا.هـ.(1/2)
ونصُ عبارةِ الإمامِ الذهبي في " السير " : فَقِيْلَ : إِنَّ الأَشْعَرِيَّ لَمَّا قَدِمَ بَغْدَادَ جَاءَ إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ البَرْبَهَارِيِّ ، فجَعَلَ يَقُوْلُ : رددتُ عَلَى الجُبَّائِيّ ، رددْتُ عَلَى المَجُوْس ، وَعَلَى النَّصَارَى . فَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ : لاَ أَدْرِي مَا تَقُولُ ، وَلاَ نعرِفُ إِلاَّ مَا قَالَه الإِمَامُ أَحْمَد . فَخَرَجَ وَصَنَّفَ " الإِبَانَة " فَلَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ .ا.هـ.
وقال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ : " وَلِهَذَا تَكَلَّمَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ عَسَاكِر فِي أَبِي عَلِيٍّ الْأَهْوَازِيِّ لَمَّا صَنَّفَ هَذَا مَثَالِبَ أَبِي الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيِّ وَهَذَا مَنَاقِبَهُ وَكَانَ أَبُو عَلِيٍّ الْأَهْوَازِيُّ مِنْ السالمية فَنَسَبَهُمْ طَائِفَةٌ إلَى الْحُلُولِ " .ا.هـ.
وقال أيضاً : " وَكَذَلِكَ أَبُو عَلِيٍّ الْأَهْوَازِيُّ لَهُ مُصَنَّفٌ فِي الصِّفَاتِ قَدْ جَمَعَ فِيهِ الْغَثَّ وَالسَّمِينَ " .ا.هـ.
وقال أيضاً : " وَلِهَذَا كَانَ أَبُو عَلِيٍّ الْأَهْوَازِيُّ - الَّذِي صَنَّفَ مَثَالِبَ ابْنِ أَبِي بِشْرٍ وَرَدَّ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ عَسَاكِرَ - هُوَ مِنْ السالمية " .ا.هـ.
وقال أيضاً : " وَكَانَ " أَبُو الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيُّ " لَمَّا رَجَعَ عَنْ الِاعْتِزَالِ سَلَكَ طَرِيقَةَ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ كُلَّابٍ فَصَارَ طَائِفَةٌ يَنْتَسِبُونَ إلَى السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ مِنْ السالمية وَغَيْرِهِمْ كَأَبِي عَلِيٍّ الْأَهْوَازِيِّ يَذْكُرُونَ فِي مَثَالِبِ أَبِي الْحَسَنِ أَشْيَاءَ هِيَ مِنْ افْتِرَاءِ الْمُعْتَزِلَةِ وَغَيْرِهِمْ عَلَيْهِ لِأَنَّ الْأَشْعَرِيَّ بَيَّنَ مِنْ تَنَاقُضِ أَقْوَالِ الْمُعْتَزِلَةِ وَفَسَادَهَا مَا لَمْ يُبَيِّنْهُ غَيْرُهُ حَتَّى جَعَلَهُمْ فِي قَمْعِ السِّمْسِمَةِ " .ا.هـ.
عبد الله زقيل
zugailam@yahoo.com(1/3)
رحمك اللهُ يا محمدُ بنُ عوضٍ شتوي القحطاني
الحمد لله وبعد ؛
روى الإمام البخاري في صحيحه بسنده فقال :
حَدَّثَنَا آدَمُ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، حَدَّثَنَا عَبْد الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ : مَرُّوا بِجَنَازَةٍ فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَجَبَتْ . ثُمَّ مَرُّوا بِأُخْرَى فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا فَقَالَ : وَجَبَتْ ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : مَا وَجَبَتْ. قَالَ : هَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا فَوَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ، وَهَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا فَوَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ .
لقد فُجعنا في يوم الجمعة 5 جماد الآخرة 1422هـ بموت أخٍ عزيزٍ إلى نفوسنا ألا وهو محمد بن عوض شتوي القحطاني – رحمه الله رحمة واسعة - ، ونحن في مثل هذه المصائب لا نقول إلا ما يرضي الرب – جل وعلا – إنا لله وإنا إليه راجعون ، ونتمثل قول النبي صلى الله عليه : تَدْمَعُ الْعَيْنُ ، وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ ، وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يَرْضَى رَبُّنَا ، وَاللَّهِ يَا محمد إِنَّا بِكَ لَمَحْزُونُونَ .
وامتثالا للحديث الذي بدأتُ به مقالاي – وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم : أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ - ، نريد أن نسطر في كلماتٍ ملؤها الحزن شهادتنا لهذا الشاب الذي رحل من هذه الدنيا الفانية إلى دار الخلد – نحسبه والله حسيبه - .
من هو محمدُ بنُ عوضٍ شتوي القحطاني ؟
* شابٌ نشأ في مدينة صغيرة على الساحل الشرقي من المملكة ، من بيت محافظ – نحسبهم والله حسيبهم - .
* شابٌ تخرج من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالأحساء من قسم أصول الدين قبل عام ونصف تقريبا .(1/1)
* شاب كنت أرى فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم : سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ .... وذكر : وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ . – نحسبه والله حسيبه - .
قال الحافظ ابن حجر : زَادَ حَمَّاد بْن زَيْد عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر " حَتَّى تُوُفِّيَ عَلَى ذَلِكَ " .
وقد مات على ذلك .
* شابٌ لا تجد لسانه إلا رطبا من ذكر الله ممتثلا قول النبي صلى الله عليه وسلم : لَا يَزَال لِسَانك رَطْبًا مِنْ ذِكْر اللَّه .
* شابٌ حرص على الاستفادة من وقته في طلب العلم الشرعي ، فلا تجده إلا ويقرأ في الكتب ، أو في حلق العلم .
* كنت التقي به في مكتبة عامة بجوار منزلهم فلا أسمعه إلا وهو يسأل عن الدروس العلمية ، وعن المسائل التي تشكل عليه ، بل كان حريصا على القراءة على المشايخ ومنهم الشيخ صالح الدرويش كما أخبرني غير مرة .
* وكلما دخلت عليه المكتبة لا أجده إلا يقرأ ويبحث ، بل أخبرني القيم على المكتبة أنه أنهى قراءة عدد من الكتب مثل : الشرح الممتع كاملا وقيد جملة من الفوائد ، وتيسير العلام في شرح عمدة الأحكام ، وتفسير ابن كثير وكاد ينتهي منه ولكن توفي قبل أن ينهيه .
* شاب آمرٌ بالمعروف ناهي عن المنكر ، وقد عايشت معه مرة موقفا في هذا الأمر .
* شاب بر بوالديه ، كما ظهر من خلال تعامله مع والده الذي كان يأتي إلى المكتبة العامة .
* شاب حرص على تطبيق سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم في جميع شؤونه .
* شاب هادئ وقور بشوش لا تفارقه الابتسامة . كنت أمازحه فلا أرى منه إلا التبسم فقط .
سبحان الله ؛ أنقذه الله من حادث قبل موته عندما كان طالبا في الجامعة .
* شاب كتب وصيته قبل أن يخرج إلى رحلته الأخيرة ، وأوصى أهله بوصايا مهمة .(1/2)
* شاب خرج من بيته إلى مكة والمدينة لطاعة ربه فكان قضاء الله وقدره في هذه الطاعة . خرج مع فتية آمنوا بربهم وزادهم هدى فقبض الله روح محمد وزميله ، وبقي الثالث يقص ما حصل لهما قبل قبض أرواحهما .
* شاب قبض في غير أرضه ، وهذا مصداق قوله تعالى : " وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ " [ لقمان : 34] .
عَنْ أَبِي عَزَّةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا قَضَى اللَّهُ لِعَبْدٍ أَنْ يَمُوتَ بِأَرْضٍ جَعَلَ لَهُ إِلَيْهَا حَاجَةً أَوْ قَالَ بِهَا حَاجَةً
رواه الترمذي وقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ .
آخرُ مكالمة مع محمد :
قبل موته بأيام اتصل بي على الجوال ، وطلب مني أن اشفع له عند أخ لنا ترك مسجده .
كان حريصا على أن يجد مسجدا لكي يعينه على الحفظ وعلى تعليم الناس – رحمه الله – كما أخبرني أكثر من مرة .
علامات حسن خاتمة – نسأل الله ذلك - :
ظهرت علامات حسن خاتمة – نسأل الله ذلك - لهذا الشاب ولمن مات معه في ذلك الحادث وهي :
1 - خروجهم في طاعة وعبادة لله .
2 - النطق بالشهادتين .
قال الإمام البخاري في صحيحه : بَاب مَا جَاءَ فِي الْجَنَائِزِ ، وَمَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ .
وجاء في الحديث عَنْ مُعَاذ بْن جَبَل قَالَ : قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ كَانَ آخِر كَلَامه لَا إِلَه إِلَّا اللَّه دَخَلَ الْجَنَّة " . رواه أبو داود والحاكم .
فقد روى الأخ الذي نجا من الحادث أن محمدا عند وقوع الحادث أغمي عليه ثم فاق فنطق بالشهادتين ثم مات .
3 - الموت في يوم جمعة .(1/3)
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ إِلَّا وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ . رواه أحمد ، والترمذي .
وهذا على قول من يصحح الحديث بطرقه .
هذا ما سطرته يدي في حق هذا الشاب ، ولا أنسى أن الآخر وهو عبد الله المالكي – رحمه الله – قد أثنى عليه من عرفه ، ولكني عايشت محمدا وصاحبته وعرفته عن قرب ، فلذلك كانت هذه الكلمات .
اللهم أرحم محمدا القحطاني وعبد الله المالكي ، اللهم واجمعنا بهما في جنات الخلد .
عبد الله زقيل
zugailam@yahoo.com(1/4)
سماحة المفتي الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ في سطور
الحمد لله وبعد ،
سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي صدر أمر خادم الحرمين الشريفين بتعيينه مفتيا عاما للمملكة العربية السعودية ورئيسا لهيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء برتبة وزير - هو من مواليد مكة المكرمة بتاريخ 3/12/1362 هـ .(1/1)
توفي والده وهو صغير لم يتجاوز الثامنة من عمره في عام 1370 هـ ، وحفظ القرآن صغيرا في عام 1373 هـ على يد الشيخ محمد بن سنان ، وقرأ على سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم أل الشيخ مفتي الديار السعودية كتاب التوحيد والأصول الثلاثة والأربعين النووية وذلك من عام 1374 هـ حتى عام 1380 هـ ، كما قرأ على سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء الفرائض في عام 1377 هـ وعام 1380 هـ ، وقرأ على الشيخ عبد العزيز بن صالح المرشد رحمه الله الفرائض والنحو والتوحيد وذلك في عام 1379 هـ ، وفي عام 1375 هـ و 1376 هـ قرأ على الشيخ عبد العزيز الشثري عمدة الأحكام وزاد المستقنع ، وفي عام 1374 هـ التحق بمعهد إمام الدعوة العلمي بالرياض ، ثم تخرج منه والتحق بكلية الشريعة بالرياض عام 1380 هـ وحصل على شهادة الليسانس في العلوم الشرعية واللغة العربية منها وذلك في العام الجامعي 1383 / 1384 هـ ، ثم عين مدرسا في معهد إمام الدعوة العلمي بالرياض من عام 1384 هـ حتى عام 1392 هـ ، وانتقل إلى كلية الشريعة بالرياض التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حيث كان يعمل أستاذا مشاركا فيها ، وبالإضافة إلى التدريس بها يقوم بالإشراف والمناقشة لرسائل الماجستير والدكتوراه في كل من كلية الشريعة ، وأصول الدين ، والمعهد العالي للقضاء التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، وكلية الشريعة التابعة لجامعة أم القرى بمكة المكرمة ، بالإضافة إلى التدريس بالمعهد العالي للقضاء بالرياض ، والعضوية والمشاركة بالمجالس العلمية بالجامعة ، وفي شهر شوال عام 1407 هـ عين عضوا في هيئة كبار العلماء ، وقد تولى سماحته الإمامة والخطابة في جامع الشيخ محمد بن إبراهيم بدخنة بالرياض بعد وفاة سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم وذلك في عام 1389 هـ ، وفي شهر رمضان عين خطيبا في الجامع الكبير بالرياض ، وفي عام 1402 هـ عين إماما وخطيبا(1/2)
بمسجد نمرة بعرفة ، وفي شهر رمضان عام 1412 هـ عين إماما وخطيبا بجامع الإمام تركي بن عبد الله بالرياض .
ولسماحته حضور مميز في المحافل العلمية ، إضافة إلى المشاركة في الندوات وإلقاء المحاضرات والدروس ، وكذلك المشاركة في البرامج الدينية في الإذاعة والتلفاز .
ولسماحة الشيخ أربعة أبناء هم :
- عبد الله ويحضر رسالة الدكتوراه في المعهد العالي للقضاء .
- محمد ويدرس في الستوى السابع في كلية أصول الدين .
- عمر ويدرس في السنة الثانية الثانوية .
- عبد الرحمن ويدرس في السنة الثانية المتوسطة .
ومن الصفات التي اتصف بها سماحة الشيخ عبد العزيز النشأة الصالحة منذ الصغر ، والورع والتقوى ، والإخلاص ، والنصح لولاة الأمر ، ولعموم المسلمين ، ومحبة الناس ، والعطف عليهم ، وبخاصة طلاب العلم .
أما التدرج الوظيفي فقد كان على النحو التالي :
1 - مدرس بمعهد إمام الدعوة العلمي في 1/7/1384 هـ .
2 - أستاذ مساعد بكلية الشريعة في 7/5/1399 هـ .
3 - أستاذ مشارك بكلية الشريعة في 13/11/1400 هـ .
4 - انتقل من الجامعة بتاريخ 15/7/1412 هـ لتعيينه عضوا للإفتاء في رئاسة البحوث العلمية والإفتاء بقرار رقم 1/76 وتاريخ 15/7/1412 هـ .
5 - صدر الأمر الملكي رقم 838 وتاريخ 25/8/1416 هـ بتعيينه نائباً للمفتي العام .
وبعد وفاة سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله صدر أمر ملكي برقم أ/20 وتاريخ 29/1/1420 هـ بتعيينه مفتيا عاما للمملكة العربية السعودية ورئيسا لهيئة كبار العلماء والبحوث العلمية والإفتاء .
وعن تعاونه المستمر مع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فقد استمرت علاقته العلمية مع الجامعة بعد أن انتقل منها ، وذلك من خلال التدريس في المعهد العالي للقضاء ، ولإشراف على رسائل الماجستير والدكتوراه ، وكانت آخر رسالة دكتوراه ناقشها في كلية أصول الدين يوم الأربعاء 26/1/1420 هـ .(1/3)
المصدر : مجلة البحوث الإسلامية - العدد السادس والخمسون (56) . ذو القعدة - ذو الحجة 1419 هـ محرم - صفر 1420 هـ .
عبد الله زقيل
zugailam@yahoo.com(1/4)
عقيدة الإمام الشوكاني
السؤال:
سؤالي هل بقي الإمام الشوكاني -رحمه الله- على عقيدة الزيدية ذات الأصول الإعتزالية ، خاصة في الأسماء والصفات ؟! أم التزم معتقد أهل السنة ؟!
فلقد قرات له في نيل الأوطار في شرح الحديث : (من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة) ، قوله : [قوله : "لم ينظر الله إليه" : النظر حقيقة في إدراك العين للمرئي وهو هنا مجاز عن الرحمة ، أي لا يرحمه الله لامتناع حقيقة النظر في حقه تعالى ] .
وجزاكم الله خيراً .
الجواب :
الأخ ساري عرابي .
لقد كثر الكلام عن عقيدة الإمام الشوكاني ، والكلام فيها يكون بعلم وبغير علم ، وعند وضع الموضوع على ميزان البحث العلمي تنكشف أمور عديدة لم تكن في الحسبان .
وقد بُحثت عقيدة الإمام الشوكاني في رسالة علمية بعنوان : " منهجُ الإمامِ الشوكاني في العقيدة " تأليف الدكتور عبد الله نومسوك ، وسأنقل لك ما لخصه الدكتور في الخاتمة فقال :
فقد انتهيت بعون الله وتوفيقه من إتمام هذا البحث وإكماله ، وفي هذه الخاتمة أحب أن أجمل النتائج والفوائد التي توصلت إليها في النقاط التالية :(1/1)
1 - عاش الشوكاني رحمه الله (1173 - 1250 هـ ) في فترة كانت البلاد الإسلامية فيها تعاني من تفكك ومن ضعف شديد ، وكانت الصراعات المذهبية والطائفية القبلية تسود المجتمعات الإسلامية بصفة عامة ومجتمع اليمن ( مسقط رأسه ) بصفة خاصة ، وقد عاصر رحمه الله المذاهب والفرق والطوائف الدينية المختلفة ، كالرافضة، والزيدية ، والصوفية ، والمعتزلة ، وغيرهم ، ورأى ما فيهم من التعصب والجمود ، ومن الأنحراف العقدي والسلوكي المتناقض لتعاليم الأسلام ، كما رأى ما وقع فيه الناس حوله من الفساد ، والشرور ، والبدع ، والشركيات ، وجهالهم بأمور الدين ، ورأى قعود العلماء والحكام عن أداء واجباتهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ورأى الظلم الأجتماعي الذي ساد المجتمع اليمني عموماً ، تبدّت مظاهره في سلوكيات القضاة والعمال والحكام وهذه الأمور التي تكونت منها بيئه الشوكاني لها أثر بالغ في ظهوره وقيامه بالأصلاح .(1/2)
2 - نشأ الشوكاني رحمه الله في بيت علم حيث كان والده من العلماء الكبار ، وكان له أكبر الأثر في تكوين الشوكاني ، حيث هيأ له فرصة التفرغ للعلم ، وكفل له وسائل الحياة المعيشية ، فبدأ حياته العلمية منذ الصغر ، وتتلمذ على عدد كبير من علماء صنعاء في عصره ، ولم يرحل منها . وكان أكثرهم تأثيراً فيه شيخه عبد القادر بن أحمد الكوكبانى ، والحسن بن إسماعيل المغربي ، وعبد الله بن إسماعيل النهمي ، ودرس جميع العلوم الشرعية والعربية ونبغ فيها ، بل درس العلوم الفلسفية الشائعة في ذلك الوقت ، كالمنطق ، والطبيعة ، والرياضة ، وغير ذلك ، وقد بلغ مرتبة من التفوق المبكر جعلته يدرّس وهو في أثناء طابه العلم ، ويفتى وهو في العشرين من عمره ، ثم يتولّى بعد ذلك القضاء العام وهو في السادسة والثلاثين من عمره ، ووجد في قضائه فرصة متاحه له لنشر مذهبه في الأجتهاد ونبذ التقليد ، والدعوة إلى طريق السلف الصالح ، وظل متولياً منصب القضاء حتى توفى بصنعاء عام 1250هـ .
3 - حلّف الشوكاني رحمه الله تعالى مع اشتغاله بالأعمال الكثيرة عدداً كبيراَ من المؤلفات والرسائل القيمة في مختلف العلوم ، ولم يزل معظم هذا التراث مخطوطاً وتجدر العناية بتحقيقه ، ودراسته ، وتسهيل السبل إلى طبعه ، حتى تتحقّق الفائدة .(1/3)
4 - تفقّه الشوكاني رحمه الله على مذهب الزيدية ، إلا أنه لم يلبث أن تخلى عن التقليد والتمذهب ، وأصبح لا يتقيد بفرقة من الفرق أو مذهب من المذاهب ، بل اعتمد اعتمادا مباشرا على الكتاب والسنة ، وأصبح من المجتهدين في البحث عن الحكم الشرعي والرأي العقائدي من خلال الأدلة والبراهين ، لا من طريق التقليد والتلقين ، وقد وصل إلى هذه المرتبة وهو دون الثلاثين من عمره ، وكانت دعوته إلى الاجتهاد ونبذ التقليد والرجوع بالتشريع إلى طريق السلف تمثل إمتدادا لأدوار من سبقه من المجددين والمصلحين ، كالإمام مالك ، وأبي حنيفة ، وأحمد بن حنبل ، وشيخ الإسلام ابن تيمية ، وابن القيم ، وكابن الوزير ، والمقبلي ، والأمير الصنعاني ، والإمام محمد بن عبد الوهاب ، ونظائرهم ، رحمهم الله . وقد تعرض في سبيل الدعوة لأذى كثير من المتعصبين والمقلدين في عصره ، واتهموه بالدعوة إلى هدم مذهب أهل البيت ، وهو بريء من هذه التهمة ، وهذا شأنهم مع كل عالم مجتهم آخذ بالدليل .
5 - أورد الشوكاني رحمه الله أحاديث ضعيفة ومنكرة في فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه في بعض كتبه ، وألف في آخر عمره كتابه : الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة ، حيث بين نكارة كثير من تلك الأحاديث . وهذا يدل على أنه لم يتبين له ما في تلك الأحاديث من النكارة ، ولما نضج علمه توصل إلى هذه النتيجة في الحكم عليها ، وهو أمر يدل على تطور في علمه بعلوم الحديث ، شأنه كشأن غيره من العلماء المجتهدين .
6 - من خلال دراستي لمنهج الشوكاني في العقيدة تبين لي أنه وافق السلف أهل السنة في جميع أركان الإيمان الستة ، وهي : الإيمان بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، والقضاء والقدر ، ولم يخالفهم إلا في مسائل قليلة ، وكان رأيه في بعضها مضطربا بين كتاب وآخر ، كما في بعض الصفات . وفيما يلي أذكر تلك المسائل مختصرا .
( أ ) في توحيد الألوهية :(1/4)
أجاز التوسل بالذات والجاه وجعله كالتوسل بالعمل الصالح ، وهذا مخالف لما قرره ودعا إليه في عدد من كتبه من محاربة الشرك وسد الذرائع المؤدية إليه .
( ب ) في أسماء الله تعالى :
ذهب إلى جواز تسمية الله بما ثبت من صفاته ، سواء ورد التوقيف بها أو لم يرد . غير أني لم أقف على تطبيق الشوكاني هذه القاعدة لا في تفسيره ، ولا في غيره .
( ج ) في صفات الله تعالى :
1 - أوّل بعض الصفات الإلهية في تفسيره : فتح القدير تأويلا أشعريا . والصفات التي أولها هي : الوجه ، والعين ، واليد ، والعلو ، والمجيء ، والإتيان ، والمحبة ، والغضب ، على التفصيل الذي ذكرته في الرسالة . وهذا التأويل مناقض لمنهجه في رسالته التحف في إثبات الصفات على ظاهرها من غير تحريف ولا تعطيل ، ولا تكييف ، ولا تمثيل ، وهو مذهب السلف رضوان الله عليهم .
2 - نهج منهج أهل التفويض في صفة المعية في رسالته التحف ، فلم يفسرها بمعية العلم ، بل زعم أن هذا التفسير شعبة من شعب التأويل المخالف لمذهب السلف . وهذا مخالف لما ذهب إليه في تفسيره ةفي كتابه تحفة الذاكرين من أن هذه المعية معية العلم ، وفسرها هنا تفسير السلف .
3 - ذهب مذهب الواقفية في مسألة خلق القرآن ، فلم يجزم برأي هل هو مخلوق أو غير مخلوق ؟
( د ) في نواقض التوحيد :
1 - أجاز تحري الدعاء عند قبور الأنبياء والصالحين باعتبارها أماكن مباركة يستجاب الدعاء فيها . وهذا مخالف لما قرره ودعا إليه في عدد من كتبه من سد الذرائع إلى الشرك في الأموات .
2 - جعل الحلف بالقرآن كالحلف بمخلوق من مخلوقات الله .
( هـ ) في النبوات :
يرى التوقف في مسألة التفضيل بين الأنبياء والرسل عليهم السلام .(1/5)
هذا وقد سلك الشوكاني رحمه الله تعالى طريقة السلف في الاستدلال لكل مسألة من مسائل العقيدة التي أثبتها ، فيقدم الأدلة النقلية على العقلية ، ويقدم المعنى الظاهر من النصوص على معنى المجاز منها ، كما في كتابه التحف ، إلا في مسألة المعية كما تقدم إيضاحه في فقهة ( 2 ) . وكذلك في تفسيره لمسألة الاستواء وغيرها من الصفات التي أثبتها في تفسيره ولم يؤولها .
أما ما يظهر في كتبه من اضطراب وتناقض في هذا الباب وغيره وخالف فيه السلف أهل السنة فيمكن الاعتذار عنه بأنه نشأ وترعرع في بيئة زيدية ، وكانت دراسته داخلها ولم يخرج منها ، فلعل الظروف المحيطة بهذه البيئة لم تتهيأ له كثيرا للأطلاع على كتب أئمة السلف أهل السنة والجماعة .
هذا وقد أخطأ الشوكاني فيما أخطأ ، ولا ندعي له العصمة ، ولا نقول عنه إلا أنه من البشر ، والبشر يخطئون ويصيبون ، وكما قال هو نفسه : " إن الخطأ شأن البشر ، وكل يؤخذ من قوله ويترك إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم ، والأهوية تختلف ، والمقاصد تتباين ، وربك يحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون " .
ورحمه الله إذ قال :
فكرت في علمي وفي أعمالي *** ونظرت في قولي وفي أفعالي
فوجدت ما أخشاه منها فوق ما *** أرجو فطاحت عند ذا آمالي
ورجعت نحو الرحمة العظمى إلى *** ما أرتجي من فضل ذي الأفضال
فغدا الرجا والخوف يعتلجان في *** صدري وهذا منتهى أحوالي .ا.هـ.
رابط الموضوع
http://64.246.11.80/~baljurashi.com/vb/showthread.php?s=&threadid=10124
عبد الله زقيل
zugailam@yahoo.com(1/6)
فائدة في ترجمة الصحابي الجليل
سلمان الفارسي رضي الله عنه
الحمد لله وبعد :
جاء في ترجمة الصحابي الجليل سلمان الفارسي - رضي الله عنه - في سير أعلام النبلاء (1/555):
قال العباس بن يزيد البحراني يقول أهل العلم : عاش سلمان ثلاث مئة وخمسين سنة فأما مئتان وخمسون فلا يشكون فيه ... وقد فتشت فما ظفرت في سنه بشيء سوى قول البحراني وذلك منقطع لا إسناد له .
ومجموع أمره وأحواله وغزوه وهمته وتصرفه وسفه للجريد وأشياء مما تقدم ينبىء بأنه ليس بمعمر ولا هرم . فقد فارق وطنه وهو حدث ، ولعله قدم الحجاز وله أربعون سنة أو أقل ، فلم ينشب أن سمع بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم ثم هاجر ، فلعله عاش بضعا وسبعين سنة . وما أراه بلغ المئة . فمن كان عنده علم فليفدنا .
وقد نقل طول عمره أبو الفرج بن الجوزي وغيره وما علمت في ذلك شيئا يركن إليه .
... وقد ذكرت في تاريخي الكبير أنه عاش مئتين وخمسين سنة وأنا الساعة لا أرتضي ذلك ولا أصححه .ا.هـ.
لله در هذا الإمام ، يقول : فمن كان عنده علم فليفدنا .
وهو من هو في التاريخ والسيرة ، ومع ذلك يقول لغيره : فمن كان عنده علم فليفدنا .
وتأملوا إلى تراجعه عندما قال : وقد ذكرت في تاريخي الكبير أنه عاش مئتين وخمسين سنة وأنا الساعة لا أرتضي ذلك ولا أصححه .
هذا إلى جانب الفائدة في عمر سلمان فقد ذكر كثير من أهل السير أن سلمان عاش مائتين وخمسين سنة .
وقد رد عليه الحافظ ابن حجر في الإصابة (4/224) بقوله :
قلت : ولم يذكر مستنده في ذلك ... لكن إن ثبت ما ذكروه : يكون ذلك من خوارق العادات في حقه ، وما المانع من ذلك .ا.هـ.
والنفس تميل إلى قول الإمام الذهبي - رحم الله الجميع - .
فهذه فائدة .
رابط الموضوع
http://alsaha.fares.net/sahat?14@43.y1wXaS9UQAt^10@.ef08dfb
عبد الله زقيل
zugailam@yahoo.com(1/1)
فضيلة الشيخ الدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد في سطور
الحمد لله وبعد ؛
الشيخ الدكتور / بكر بن عبد الله أبو زيد من قبيلة بني زيد . القبيلة القضاعية المشهورة في وسط نجد ، وهو من مدينة شقراء ، ثم الدوادمي حيث ولد فيها في أول شهر ذي الحجة عام أربعة وستين وثلاث مئة وألف من الهجرة .
نشأ نشأة كريمة في بيت صلاح وثراء وعراقة نسب .
درس في الكتّاب ثم التحق بالمدرسة الابتدائية ، وأكملها في مدينة الرياض حيث واصل جميع مراحل التعليم الابتدائي ثم المعهد العلمي ثم كلية الشريعة ثم المعهد العالي للقضاء ، وكان بجانب دراسته النظامية يتلقى العلم عن عدد من المشايخ .
فأخذ اللغة عن الشيخ صالح بن عبد الله بن مطلق القاضي المتقاعد في الرياض ، وكان يحفظ من مقامات الحريري خمسا وعشرين مقاما بشرحها لأبي العباس الشربشي ، وقد ضبطها عليه وأخذ علم الميقات ، وحفظ منظومة منظومته المتداولة على ألسنة المشايخ .
وقد انتفع انتفاعا بليغا من رحلته إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ عام ثلاثة وثمانين وثلاث مئة وألف حيث أخذ علم الميقات أيضا عن بعض المشايخ .
ولازم شيخه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - ، وقرأ عليه عددا من الرسائل ، ودرس عليه كتاب الحج من المنتقى في المسجد الحرام ، ولازم شيخه الشيخ محمد الأمين الشنقيطي– رحمه الله – المتوفى سنة ثلاث وتسعين وثلاث مئة وألف من الهجرة عشر سنين دأب في المسجد النبوي ، وفي دروسه في عصر رمضان ، وفي منزله ، وقرأ عليه بعض تفسيره " أضواء البيان " ، والجزء الأول من " آداب البحث والمناظرة " ، ومواضع من المذكرة في أصول الفقه ، وعلم النسب من كتاب ابن عبد البر " القصد والأمم في أنساب العرب والعجم " ونبذا سواها .(1/1)
وقد أثر فيه الشيخ – رحمه الله – تأثيرا بالغا حبب إليه النظر في لسان العرب ، وأصول اللغة العربية حتى صار لها التأثير الظاهر عليه في اسلوبه وبيانه ، وبالجملة فقد كان مختصا به ، وتخرج على يديه ، وكان مغرما بتحصيل الإجازات العلمية في كتب السنة ، وله ثبت في هذا .
وقد تخرج من كلية الشريعة عام ثمانية وثمانين وثلاث مئة وألف من الهجرة منتسبا ، وكان ترتيبه الأول من بين الخريجين .
واختير للقضاء فعمل قاضيا في محكمة المدينة الكبرى منذ عام ثمانية وثمانين وثلاث مئة وألف حتى نهاية عام أربع مئة وألف من الهجرة ، وفي عام تسعين وثلاث مئة وألف عُين مدرسا بالمسجد النبوي الشريف فدرس فيه الفرائض والحديث ، واستمر حتى عام أربع مئة وألف ، ثم عُين بعدها بسنة وكيلا لوزارة العدل ، واستمر في الوكالة حتى عام ثلاثة عشر وأربع مئة وألف من الهجرة ، وعُين عضوا لمجلس القضاء الأعلى بهيئته العامة ، ثم ممثلا للمملكة في مجمع الفقه الإسلامي الدولي ، وعين رئيسا له منذ عام خمسة وأربع مئة وألف حتى تاريخه ، وعين أيضا عام خمسة وأربع مئة وألف عضوا في المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي .
وفي عام ثلاثة عشر وأربع مئة وألف عين عضوا في هيئة كبار العلماء ، وعضوا في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .
وفي أثناء عمله في القضاء واصل الدراسة منتسبا في المعهد العالي للقضاء فتحصل منه على العالمية ( الماجستير ) ، والعالمية العالية ( الدكتوراة ) .
والشيخ بكر – حفظه الله – له مؤلفات عدة تمتاز بالدقة في البحث والجزالة في الأسلوب .
طبع منها نحو خمسين مؤلفا منها :
1 – ابن القيم . حياته ، وآثاره ، وموارده .
2 – التقريب لعلوم ابن القيم .
3 – فقه النوازل . مجلدان .
4 – معجم المناهي اللفظية .
5 – طبقات النسابين .
6 – معرفة النسخ الحديثية .
7 – التحديث فيما لا يصح فيه حديث .
8 – حلية طالب العلم .
9 – التعالم .
10 – الرقابة على التراث .(1/2)
11 – تعريب الألقاب العلمية .
12 – آداب طالب الحديث من الجامع للخطيب .
13 – التراجم الذاتية من العزاب والعلماء وغيرهم .
14 – تسمية المولود .
15 – عقيدة ابن أبي زيد القيراوني والرد على من خالفها .
16 – تصنيف الناس بين الظن واليقين .
17 – حكم الانتماء .
18 – هجر المبتدع .
19 – التحذير من مختصرات الصابوني في التفسير .
20 – براءة أهل السنة من الواقع في علماء الأمة .
21 – خصائص جزيرة العرب .
22 – جزء في مسح الوجه باليدين بعد الدعاء .
23 – جزء في زيارة النساء للقبور .
24 – بدع القراء .
25 – لا جديد في أحكام الصلاة .
26 – تحقيق كتاب " الجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث " للعامري .
27 – تحقيق اختيارات ابن تيمية للبرهان ابن القيم .
28 – أذكار طرفي النهار .
29 – تحريف النصوص .
30 – المثامنة في العقار .
31 – آداب الهاتف .
32 – أدب الثوب والأزرة .
إلى غير ذلك .
نسأل الله للشيخ بكر الأجر، وأن يزيده من فضله ، وأن ينفع به المسلمين ، وأن يحفظه ويجعله مباركا أين ما كان .
والله اعلم
عبد الله زقيل
zugailam@yahoo.com(1/3)
ترجمة مختصرة " لابن أبي العز " شارح الطحاوية - رحمه الله - .
اسْمُهُ وَنَسَبُهُ :
هو الإمامُ العلامةُ صَدرُ الدين ، أبو الحسن عليُّ بن علاءِ الدين عليِّ بن شمس الدين أبي عبد الله محمد بن شرف الدين أبي البركات محمد بن عز الدين أبي العز صالح بن أبي العز بن وهيب بن عطاء بن جبير بن جابر بن وهب الأذرعي الأصلِ ، الدمشقي الصالحيَّ الحنفي ، المعروف بابن أبي العز .
ولادتُهُ :
ولد في الثاني والعشرين من ذي الحجة سنة إحدى وثلاثين وسبع مئة ،
مذهبهُ :
نشأ في كنف أسرة جميعُ أفرادها كانوا ينتحاون مذهب أبي حنيفة ، ومعظمهم قد تولى القضاء ، وقد درس هذا المذهب على أبيه دراسة متقنة أهلته لتولي القضاء فيه ، ولكنه تخلص من رقة التقليد ، ويرجح ما استبان له الدليل .
المناصبُ العلميةُ التي وَلِيها :
تولى عدة مناصب منها :
1 - التدريس بالقيمازية في سنة (748 هـ ) .
2 - التدريس بالمدرسة الرَّكنية سنة (777 هـ ) .
3 - التدريس بالعزيَّة البَرَّانِية (784 هـ ) .
4 - التدريس بالجوهرية .
5 - تولى الخطابة بحُسْبَان قاعدة البلقاء .
6 - ولي قضاء الحنفية بدمشق في آخر (776 هـ ) .
مؤلفاته :
1 - شرح العقيدة الطحاوية .
2 - التنبيه على مشكلات الهداية . ذكره السخاوي وغيره .
3 - رسالة تتضمن الإجابة على مسائل فقهية منها :
- صحة الاقتداء بالمخالف .
- حكم الأربع بعد أداء الجمعة .
4 - النور اللامع في ما يعمل به في الجامع . أي الجامع الأموي .
5 - الاتباع . وهو رد على الرسالة التي ألفها معاصره أكمل الدين محمد بن محمود بن أحمد الحنفي المتوفى سنة 786 هـ ، ورجح فيها تقليد مذهب أبي حنيفة ، وحض على ذلك ، وقد وجد فيها ابن أبي العز مواضع مشكلة ، فأحب أن ينبه عليها خوفا من التفرق المنهي عنه ، واتباع الهوى الردي ، وقد كان موفقا كل التوفيق في هذا الرد .
قال الشيخ الإمام العالم القاضي علي بن أبي العز(1/1)
أما بعد : فإني وقفت على رسالة لبعض الحنفية رجح فيها تقليد مذهب مذهب أبي حنيفة وحض على ذلك ووجدت فيها مواضع مشكلة فأحببت أن أُنَبِّه عليها خوفا من التفريق المنهي عنه واتباع الهوى المردي امتثالا لقوله تعالى : " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " وقوله تعالى : " إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيئا " وقوله تعالى : " شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه " وقوله تعالى : " إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون " زُبُراً : أي كتبا . وقوله تعالى : وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم " . وقوله تعالى : " ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله " . ولقوله صلى الله عليه وسلم في حديث العرباض بن سارية - رضي الله عنه - : فإنه من يعش بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضُّوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة . رواه أبو داود والترمذي وقال : حديث حسن صحيح . وأمثال ذلك في الكتاب والسنة كثيرة في النهي عن التفرق واتباع الهوى .ا.هـ.
محنته :
لقد نال من الأذى ما نال غيره من العلماء والفضلاء ، فقد أهاجوا عليه ذوي السلطان بسبب ما علقه على قصيدة ابن أبيك في مواضع مشكلة منها ، تبين له خطؤها ، فجرد بسبب ذلك من جميع وظائفه ، وحبس مدة أربعة أشهر ، وعُزر ، وحملوه على التراجع عن تلك الاعتراضات ، مع أن الصواب كان في عُظمها إلى جانبه .(1/2)
وقد بقي ابن أبي العز بعد هذه المحنة ملازما لبيته إلى سنة ( 791 هـ ) ، ففي ربيع الأول من هذه السنة تقدم إلى الأمير سيف الدين يَلبُغا بن عبد الله الناصري الأتابكي أحد كبار الأمراء بطلب وظائفه وأن يُرد إليه اعتباره ، فرسم هذا الأمير بردها ، وعاد إلى وظائفه ، فخطب بجامع الأفرم ، ودرس بالجوهرية .
وفاتهُ :
في ذي القعدة من سنة اثنتين وتسعين وسبع مئة توفي الإمام العلامة صدر الدين علي بن أبي جعفر ، ودفن بسفح قاسيون ، رحمه الله رحمة واسعة .
لخصتُ بتصرف هذه الترجمة من مقدمة شرح الطحاوية ، والتي بتحقيق الدكتور عبد الله التركي ، وشعيب الأرنؤوط . والله أعلم .
رابط الموضوع
http://alsaha.fares.net/sahat?128@126.Y80BbTkSR5B^0@.ef23507
عبد الله زقيل
zugailam@yahoo.com(1/3)
من صاحب القصيدة النونية ؟
أسئلة عن القصيدة النونية
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سؤالي الأول من صاحب القصيدة النونية؟
هل هو ابن القيم أم أن كثيرا من الأفاضل عندهم قصائد نونية . ففي هذه الحالة إذا أطلقت هل القصد هو نونية ابن القيم؟
لماذا تسمى نونية؟ هل لأنه أبياتها كلها تنتهي بحرف النون
كم طول نونية إبن القيم (عدد أبياتها تقريبا)
و جزاكم الله خيرا
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الجواب :
قال الشيخ بكر أبوزيد في كتابه ابن قيم الجوزية حياته آثاره موارده (ص287) :
- الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية :
طبعت مرارا وقد سماها بذلك المؤلف في مقدمتها وذكرها في كتاب " اجتماع الجيوش الإسلامية " في معرض بحثه للاستواء فقال :
وقد أشبعنا الكلام على هذه المسألة واستيفاء الحجج لها وبيان مافي ذلك في كتاب " الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية " .
وبهذا ذكرها : الصفدي ، وابن تغري بردي ، والسيوطي .
وذكرها : ابن رجب ، والاودي ، والالوسي باسم " الشافية الكافية في الانتصار للفرقة الناجية " ، زاد ابن رجب : ( وهي القصيدة النونية في السنة ) .
وقد اشتهرت بذلك ، وباسم " النونية " . وإنما سميت النونية ، لأن قافيتها ( النون) .
وهي منظومة رائعة ، من البحر الكامل .
وذكر مترجموه أنها في نحو ستة آلاف بيت . وأما ما جاء في " الوافي " للصفدي من أنها في نحة ( ثلاثة آلاف بيت ) . فهو خطأ تصحف على الطابع ، بدليل أن ابن تغري بردي تلميذ الصفدي نقل في كتابه " المنهل الصافي " كلام شيخه في " الوافي " وذكر أنها في نحو ( ستة آلاف بيت ) . وهذا هو الذي يوافق الواقع وماذكره مترجموه له .
وقد قمت بعد أبياتها فتحرر لي أن عدد أبياتها هي ( 5949) أي ستة آلاف إلا واحد وخمسين بيتا .(1/1)
وقد أعظم الكوثري الفرية إذ ذكر أن هذه ( النونية ) لم تكن تذاع في عهد ابن القيم إلا سرا واستظهر ذلك في تهافت السبكي في ( رده على نونية ابن القيم ) ذلك الرد السمج المملوء بالأجوبة المتعسفة والتأويلات المستكرهة فضلا عن السباب والشتائم مما ينفر منه كل مسلم فاضل .
وفي الواقع أن هذا استظهار غير مأمون بل كانت في عهده رحمه الله تعالى تذاع وتقرأ . قال تلميذه ابن رجب رحمه الله تعالى : ( ولازمت مجالسه قبل موته أزيد من سنة ، وسمعت عليه ( قصيدته النونية الطويلة ) في السنة وأشياء من تصانيفه وغيرها .
وهذه القصيدة العظيمة في عقيدة أهل السنة والجماعة ونصرها ، قد تناولها جماعة من علماء الحنابلة وغيرهم بالشرح والاختصار .
فمن الشروح ما يلي :
أ - توضيح المقاصد ، وتصحيح القواعد في شرح قصيدة الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى لابن عيسى النجدي .
ب - توضيح الكافية الشافية لعبدالرحمن السعدي .
جـ - الحق الواضح المبين في توحيد الأنبياء والمرسلين من الكافية الشافية له أيضا .
د - شرح النونية للهراس .
هـ - شرح النونية لابن بدران . ولا أعلمه مطبوعا , ويذكره مترجموه . وقد اختصرها : عثمان بن أحمدبن قائد النجدي ثم القاهري التوفى سنة 1097هـ والله أعلم .ا.هـ.
عبد الله زقيل
zugailam@yahoo.com(1/2)
من هو الشيخ محمد عبده وجمال الدين الافغاني ؟
الأخ الهوى .
من أفضل من ترجم لـ " جمال الدين الأفغاني " الدكتور فهد بن عبد الرحمن بن سليمان الرومي في كتابه الرائع " منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير " ( ص 75 - 123 ) ، وبين حقيقة الرجل ، وأصله ، ونقل بعضاً من رسائل الأفغاني ، وقد كان الرجل حربا على الإسلام والمسلمين ، وقد مات الرجل بالسرطان في فكه الأسفل وعملت له ثلاث عمليات جراحية ، وقد قال طبيبه الخاص أن شدة ولع جمال الدين بالسيجار الأفرنجي ، وكثرة شربه للشاي وتناوله الطعام مالحا كان من مسببات السرطان حتى قال بعض تلاميذه :
الملحُ والشاي والدخانُ *** أودت بروحِ شيخنا الأفغاني
والأفغاني كان له نشاطٌ ماسوني ، وكان يشرب قليلا من الكونياك - وهو نوع من الخمر - كما ذكر ذلك محمد رشيد رضا في " تاريخ الأستاذ " (1/49) .
أما محمد عبده فقد ترجم له الدكتور الرومي في الكتاب المذكور ( ص 124 - 169 ) وذكر ترجمة مستفيضة له ، وأورد من ضمن الترجمة علاقة محمد عبده بكتاب " تحرير المرأة " لقاسم أمين ، وذكر قصة الكتاب ، وأنهُ من تأليف محمد عبده كما قرر ذلك محمد عمارة في كتاب " الأعمال الكاملة للإمام محمد عبده " (1/247 - 248 ) فقال : " والرأي الذي أؤمن به والذي نبع من الدراسة لهذه القضية هو أن هذا الكتاب إنما جاء ثمرة لعمل مشترك بين كل من الشيخ محمد عبده وقاسم أمين ... وإن في هذا الكتاب - يعني كتاب تحرير المرأة - عدة فصول قد كتبها الأستاذ الإمام وحده ، وعدة فصول كتبها قاسم أمين ، ثم صاغ الأستاذ الإمام الكتاب صياغته النهائية ، بحيث جاء أسلوبه على نمط واحد هو أقرب إلى أسلوب محمد عبده منه إلى قاسم أمين " .(1/1)
هذا ما جاء في كتاب " منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير " ملخصاً ، أسأل الله أن يكون فيه الكفاية ، ولعله تكون ترجمة لرؤوس المدرسة العقلية في العصور المتأخرة ، والتي هي امتداد لمدرسة المعتزلة .
طيب ياشيخ عبدالله ... حنا درسنا .. محمد رشيد رضا على انه مجدد سلفي .... ودرسنا انه كان من تلاميذ محمد عبده ..... كيف ؟؟؟؟ كيف؟؟؟؟؟؟؟؟ درسنا انه توجه للسلفيه بسب قراءته لمقالات محمد عبده ؟؟ وانه سافر اليه وهكذا .... كيف ؟؟ أفتونا مأجورين ؟؟
الأخ الهوى .
تطرق الدكتور الرومي في كتابهِ المشارِ إليه إلى ما ذكرت أنت ، وعنون على ذلك ( ص 182 - 187 ) بقولهِ " سلفيتهُ " ثم قال : " ولعل الحديث عن مثل هذه السمةِ البارزةِ في شخصية السيد رشيد يطرحُ سؤالاً عريضاً عن كيفيةِ جمعِ السيد رشيد لصفةِ السلفيةِ مع انتمائهِ إلى المدرسةِ العقليةِ الحديثيةِ وهم إلى المعتزلةِ أقرب منهم إلى السلف .
الحقُ أن السيد رشيد - وهذا حسب اعتقادي - بدأ يتحولُ تدريجياً من منهجِ المدرسةِ العقليةِ الحديثةِ إلى منهج السلفِ ، ولعل بداية هذا التحول تعقب وفاة أستاذه محمد عبده ... " .ا.هـ.
ثم ذكر ستةَ مظاهر ملخصها :
1 - منهجهُ في التفسيرِ . ولكن الدكتور الرومي لم يشر على أقلِ تقديرٍ إلى ما لدى الشيخ رشيد رضا من مخالفاتٍ لمنهج السلف في تفسيرهِ .
2 - عنايته بكتبِ السلفِ وطبعها في مطبعة " المنار " ، ودفاعهُ أيضاً عن العقيدة السلفيةِ المتمثلةِ في دعوةِ الشيخِ محمد بنِ عبد الوهابِ .
3 - الخصومة بينه وبين اتباع المدرسة العقليةِ الحديثةِ .
4 - أن علاقة السيد رشيد بالإنجليزي لم تكن كعلاقة الأفغاني وعبده المريبة بهم .
5 - لم يدخل الماسونية بل كان يحذر منها ومن الانتساب إليها .
6 - حربه لجمعية الاتحاد والترقي التي خلعت السلطان عبد الحميد بهد ما انكسفت له أهدافها .(1/2)
وكما نرى أن الدكتور الرومي في مقام المقارنة بينه وبين مشايخهِ الذين عاصرهم . عبد الله زقيل
zugailam@yahoo.com(1/3)
هَلْ الْإِمَامُ أحْمَدُ مُحَدِّثٌ فَقَط ؟؟؟
قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء (11/321) :
قال ابن عقيل : مِن عجيب ما سمعته عن هؤلاء الأحداث الجُهال أنهم يقولون : أحمد - يعني ابن حنبل - ليس بفقيهٍ لكنه محدِّثٌ .
قال : وهذا غاية الجهل لأنّ له اختيارات بناها على الأحاديث بناءً لا يعرفه أكثرهم وربما زاد على كبارهم .
قلت ( أي الذهبي ) : أحسنهم يظنونه مُحَدِّثاً وبَس بل يتخيلونه من بَابَةِ محدِّثي زماننا .
ووالله لقد بلغ في الفقه خاصة رتبة الليث ومالك والشافعي وأبي يوسف وفي الزهد والورع رتبة الفُضيل وإبراهيم بن أدهم وفي الحفظ رتبة شعبة ويحيى القطان وابن المديني ولكن الجاهل لا يعلم رتبة نفسه فكيف يعرف رتبة غيره .ا.هـ.
صدق الإمام الذهبي .
هل من تعليقٍ يا من قرأت كلام الذهبي رحمه الله ؟؟؟؟
رابط الموضوع
http://alsaha.fares.net/sahat?14@112.uX0mbiVxxz7^1@.ef18020/2
عبد الله زقيل
zugailam@yahoo.com(1/1)