غزوة بدر الكبرى في أسفار اليهود والنصارى
دراسة في دلالات المكان من الإشارات الواردة في سفر أشعياء
د. ليلى صالح محمد زعزوع
أستاذ مشارك بقسم الجغرافية بجامعة الملك عبد العزيز
أ.عصام أحمد حسين مدير
باحث في مقارنات الأديان
: يُظهر لنا موضوع دراستنا هذه عن غزوة بدر الكبرى في أسفار اليهود والنصارى الدلالات والإشارات الجغرافية والتاريخية والدينية في نص نبوءة أشعياء(1). [وحي من جهة بلاد العرب في الوعر] أن هناك إشارات تذكره بعض كتب المسلمين منها (الصاوي ، د.ت) (الأشقر، 1401) (الراشد، 1994 م) (أحمد ، 1409هـ ). ضمن موضوعات البشارات الواردة بحق - صلى الله عليه وسلم - للتدليل على نبوته، وهي علم قائم بذاته لكن معالجته لم تتوقف عند دلالاتها الجغرافية المكانية والزمانية والتاريخية، وذلك لعدد من الأسباب أهمها:
- ندرة الإفادة من المصادر العلمية الأجنبية .
- قلة عدد المراجع المعتمد عليها فيما يتعلق منها بأسفار أهل الكتاب.
- عدم تفنيد أقوال الخصوم والآراء الأخرى من أهل الكتاب وغيرهم.
ومن هنا فإن دوافع دراساتنا لهذا النص نبوءة أشعياء(2)[وحي من جهة بلاد العرب في الوعر] الذي يعد من أقوى النصوص التي استدل بها علماء ودعاة الإسلام عند محاججتهم أهل الكتاب، للتسليم بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تقدم ذكره ووصفه في أسفار أهل الكتاب . وأنهم - وكما أخبر القرآن - يعرفون رسول الله وصفته وما وقع له من أمور وأحداث، كما يعرفون أبناءهم قال الله تعالى في محكم كتابه: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}(3)
__________
(1) 21/13-17
(2) 21/13-17
(3) سورة البقرة 146 .(1/1)
ونبوءة أشعياء - الذي يصفونه بأنه من أعظم أنبياء اليهود وصاحب الإنجيل الخامس كما يقول علماء المسيحية- تتكلم عن العرب و تصف حادثاً جللاً يحدث في بلاد العرب.
لذلك سنبدأ بتعريف النبوءة :
تعرف دائرة المعارف الكتابية النبوءة الصريحة بإجماع اتفاق اليهود والنصارى بـ:
"النبوة الحقيقية - حسب المفهوم الكتابي- لابد أن تتم،فهذا الإتمام هو الدليل القاطع على أصالة النبؤة(1)، فإن لم تتحقق النبوة، فإنها تسقط إلى الأرض،وتصبح مجرد كلمات خاوية من كل معنى،ولا قيمة لها،ويكون قائلها كاذباً غير أهل للثقة. ففي الكلمة التي ينطق بها النبي تكمن قوة إلهية،وفي اللحظة التي ينطق بها،تصبح أمراً واقعاً،وإن كان الناس لم يروها بعد..ويمكن للمعاصرين الحكم على صحة النبوة بالمعنى الوارد في سفر التثنية ( 18: 22 )، عندما يحدث الإتمام بعد وقت قصير،وتكون النبؤة - في تلك الحالة - " علامة " واضحة عن صدق النبي(2)أما في الحالات الأخرى فإن الأجيال المتأخرة هي التي تقدر أن تحكم على إتمام النبوءات.
ولنتعرف بدءاً بنص النبوءة في عدد من الترجمات للكتاب المقدس (أسفار اليهود والنصارى) حتى يتسنى لنا قراءته والتعرف على ما جاء فيه:
نص النبوءة من سفر أشعيا الإصحاح21 الفقرات 13-17 بالعهد القديم من الكتاب المقدس(3).
1- ترجمة الفاندايك (الذائعة الصيت):
__________
(1) التثنية 18 : 21 و 22
(2) ارجع ً إلى إرميا 28 : 16،إش 8 : 1- 4 ،37: 30 .
(3) Holy Bible: (Old Testament), Book of Isaiah, chapter 2 ,verse 13-17(1/2)
13وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ: فِي الْوَعْرِ فِي بِلاَدِ الْعَرَبِ تَبِيتِينَ يَا قَوَافِلَ الدَّدَانِيِّينَ. 14هَاتُوا مَاءً لِمُلاَقَاةِ الْعَطْشَانِ يَا سُكَّانَ أَرْضِ تَيْمَاءَ. وَافُوا الْهَارِبَ بِخُبْزِهِ. 15فَإِنَّهُمْ مِنْ أَمَامِ السُّيُوفِ قَدْ هَرَبُوا. مِنْ أَمَامِ السَّيْفِ الْمَسْلُولِ وَمِنْ أَمَامِ الْقَوْسِ الْمَشْدُودَةِ وَمِنْ أَمَامِ شِدَّةِ الْحَرْبِ. 16فَإِنَّهُ هَكَذَا قَالَ لِي السَّيِّدُ: ((فِي مُدَّةِ سَنَةٍ كَسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ 17وَبَقِيَّةُ عَدَدِ قِسِيِّ أَبْطَالِ بَنِي قِيدَارَ تَقِلُّ لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَكَلَّمَ)).
2- ترجمة الكاثوليك (دار المشرق):
13 قَولٌ على العَرَبة: في الغابَةِ في العَرَبةِ تَبيتون يا قَوافِلَ الدَّدانِيِّين. 14 هاتوا الماءَ لِلِقاءَ العَطْشان يا سُكَّانَ أَرضِ تَيماء. استَقبِلوا الهارِبَ بِالخُبْز 15 فإِنَّهم قد هَرَبوا مِن أَمامِ السُّيوف
مِن أَمامِ السَّيفِ المَسْلول والقَوسِ المَشْدودةِ وشِدَّةِ القِتال. 16 لِأَنَّه هكذا قالَ لِيَ السَّيِّد: (( بَعدَ سَنَةٍ كسِني الأَجير، يَفْنى كُلُّ مَجدِ قيدار، 17 وباقي عَدَدِ أَصْحابِ القِسِيِّ مِن أَبْطالِ بَني قيدار يُصبِحُ شَيئاً قَليلاً، لِأَنَّ الرَّبَّ إِلهَ إِسْرائيلَ قد تَكَلَّم )).
3- الترجمة العربية المشتركة:(1/3)
13وحيٌ على العربِ: بيتُوا في صَحراءِ العربِ، يا قوافِلَ الدَّدانيِّينَ! 14هاتوا ماءً لِلعَطشانِ يا سُكَّانَ تيماءَ! إستَقبِلوا الهارِبَ الجائِعَ بالخبزِ. 15هُم هارِبونَ مِنْ أمامِ السُّيوفِ، مِنْ أمامِ السَّيفِ المَسلولِ والقَوسِ المَشدودةِ ووَيلاتِ الحربِ. 16وهذا ما قالَهُ ليَ الرّبُّ: ((بعدَ سنَةٍ بلا زيادةٍ ولا نُقصانٍ يَفنى كُلُّ مَجدِ قيدارَ 17ولا يَبقى مِنْ أصحابِ القِسيِّ، مِنْ جبابِرةِ بَني قيدارَ، غيرُ القليلِ. أنا الرّبُّ إلهُ بَني إِسرائيلَ تكلَّمتُ)).
هذا النص هو نبوءة وشروط النبوءة الدينية الصادقة أن تتسم بالتالي:
1- أن تصف جملة من الأحداث أو حدثاً ما، فيتحقق في الزمان،فتصبح جزءاً من الموروث التاريخي لأمة ما،ومن ثم يتعزز إيمانها بنص النبوءة ورسالتها،وهو ما نسميه بالإشارات ذات الدلالة التاريخية،فالحقيقة التاريخية لابد وأن تكون معلومة للجميع،و أن تشهد بوقوع الحدث المتنبأ به حتى تكون النبوءة صادقة فنتثبت منها ونقول إنها تحققت فعلاً.
2- ترتبط النبوءة غالباً بما يحدث مستقبلاً لأشخاص قد لا تصرح النبوءة بأسمائهم بالضرورة ولكنها تشير إلى الأدوار التي يتحتم عليهم أن يقوموا بها فتصفهم بها.
3- قد ترتبط النبوءة بمجموعات بشرية وليس بأفراد تسميهم النبوءة وقد تحدد أدوارهم في الحدث المتنبأ به وعلاقتهم به.
4- قد تشير النبوءة إلى مكان ما على الخارطة الجغرافية ، فتتحقق فيه جملة من الأمور أو الأحداث كما أخبرت النبوءة،أو إلى عدد من الأماكن في منطقة جغرافية واحدة،وقد تحدد العلاقة بين هذه الأماكن من جهة وصلتها بالحدث المتنبأ عنه من جهة أخرى ، أو صلتها بالأشخاص أو الشخص المشار إليه في النبوءة.
تحليل الإشارات الجغرافية الواردة في نص نبوءة أشعياء 21/13- 17 للمحاججة العلمية المرتكزة على المكان الجغرافي وتاريخه وحقائقه.(1/4)
الكشف عن المعطيات الزمنية التي حددتها نبوءة أشعياء و قَدَّرَتْها بسنة كاملة تلي حدثاً آخر بعده (الهجرة) ، له أثره في تغير مجرى التاريخ الإسلامي .
تحليل الإشارات الواردة ودلالاتها بتحليل منطقي مترابط ومتسلسل ومتكامل بأوجهه الدينية والتاريخية والجغرافية.
تَطرح الدراسة عدداً من التساؤلات بإلحاح على عقل المنصف والباحث هي:
من هو العطشان ومن هو الهارب في رحلة الهروب من الوعر من بلاد العرب؟
أين هو المكان الجغرافي المقصود في رحلة الهروب وما خصائصه ؟
ماهي الأحداث الزمنية والمكانية الهامة التي حدثت بعد رحلة الفرار (الهجرة) حتى يتنبأ بها قبل بعثة الرسول الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - ؟
وهل من الممكن أن يصف الكتاب المقدس ( أسفار اليهود والنصارى ) معركة حدثت بعد الهجرة بسنة بين قبيلة عربية اشتهرت بالسيادة والبطش وشدة الحرب والرماية، ومجموعة من المؤمنين تنتهي بهزيمة القبيلة هزيمة نكراء قاسية لجبابرتها و صناديدها وأبطالها؟
و ماهو موقف أهل الكتاب يهوداً ونصارى من هذا النص؟
ارتكزت منهجية دراسة النص وتحليله من وجهة النظر الإسلامية وفق قواعد أهل الكتاب لدراسة نصوص أسفارهم ، ووفق القواعد العامة المنطقية المتعارف عليها لفهم النص الديني ودلالاته من خلال مايلي :
الاعتماد على مصادر أهل الكتاب المعتمدة لدى مختلف طوائفهم من المعاجم، والقواميس، والموسوعات، والكتب التي تشرح أسفارهم (التفاسير).
التحليل والنقد الموضوعي عند تفسير وشروحات أهل الكتاب للنص .
التصدي لمحاولات المعارضين أو المعاندين من أهل الكتاب عند لجوءهم لتقديم تفسيرات بديلة يتلمسون بها صيغ التعبير المجازية والرمزية
تبين دائرة المعارف الكتابية النصرانية أن هناك ثلاث أدوات لتفسير النصوص هي :
1- تحديد المعنى في اللغة الأصلية لأي عبارة:(1/5)
وهذا يستلزم المعرفة باللغات العبرية والآرامية واليونانية، فإذا لم يتوفر ذلك للمفسر،فعليه أن يستعين بأفضل ترجمات الكتاب المقدس المتاحة له، كما أن عليه أن يعرف الهدف من كتابة السفر،والظروف التاريخية التي أدت إلى كتابته، ففي العهد القديم،ارتبط بنو إسرائيل –بسبب أو بآخر-بالمصريين والأشوريين والبابليين والفرس وغيرهم من الشعوب والممالك. وفى العهد الجديد نشأت الكنيسة في بيئة يهودية ثم امتدت وانتشرت في العالم اليوناني الروماني. ولغات الكتاب المقدسة تعكس هذه الثقافات المختلفة. فيجب أن يكون المفسر على دراية ووعي باستخدام الكلمات في قرائنها المختلفة.
2- تفسير الكلمات في أي آية أو فقرة بقرينتها المباشرة:
فالقرينة هي الحكم النهائي في تحديد معنى الكلمة. لأن القاموس قد يعطيك جملة من المعاني، ولكن القرينة هي التي تساعد على تضييق مجال الاختيار وتحديد المعنى،كما يجب أن تؤخذ في الاعتبار قرينة الكتاب ككل،فمبدأ وحدة الكتاب يجب أن يصحح التفسيرات المنعزلة، ويحمى الأفكار المبتترة المبنية على معلومات محدودة.
3- معرفة الأسلوب الأدبي المستخدم في موضوع الدراسة:
هل يؤخذ بألفاظه؟ أو أنه يستخدم الصورة المجازية؟ هل هو سرد لأحداث، أم هو حوار أو مادة تعليمية الهدف منها توصيل فكرة معينة؟
مما يستلزم بعض المعرفة بالعوائد المألوفة في ثقافات مختلفة، وبالمصطلحات المستخدمة في التعبير عن مختلف الأفكار.
انتهجنا نهجاً تحليلياً بعيداً عن التفسير المجازي الذي يعتمد على الصورة المجازية أو الرمزية عند تحليل نص نبوءة أشعياء في تفسير الحدث الذي يحدث في زمان ومكان محدد ، ويرتبط ببلاد العرب،وبالرسول الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - . وهو ما تؤكده دائرة المعارف الكتابية حين تقول عما تسميه بالحقيقة الحرفية أنها: " في رواية أحداث كما وقعت، وهذه يجب تفسيرها بمعناها البسيط الواضح".(1/6)
وهدفنا من ذلك توضيح نهجنا في التصدي لمحاولات المعارضين أو المعاندين من أهل الكتاب عند لجوئهم لتقديم تفسيرات بديلة يتلمسون بها صيغ التعبير المجازية والرمزية، وهو ما اعتاد عليه المنصرون عند الحوار معهم ، فعند مواجهتهم نسمع رداً بأن كل هذه رموز.
يقر أهل الكتاب بأن نص أشعياء (21/13-17) نبوءة لأن ظاهر النص وسياقه يدلان على ذلك بوضوح،فلا سبيل لإنكار أن هذا النص يندرج تحت ما يسمى بالبشارات، أي إعلان البشارة بحدث جلل مفرح للمؤمنين يتجلى في الموعد المحدد سلفاً في المكان والزمان، إلا أن أهل الكتاب يصرفون هذه النبوءة عن رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى غيره ويؤولنها بتأويلات مختلفة، أو بالتحريف في النص تارة أخرى.
دلالات المكان ووصفه عند دراسة نص أشعياء و ما جاء فيه من أخبار وأحداث في (أسفار اليهود والنصارى):
نستقرئ من دلالات النص تسلسل للمراحل التالية:
حدد النص [وحي من جهة بلاد العرب في الوعر] بأن بدء الوحي في بلاد العرب في الوعر في غار حراء ، والأحداث التاريخية تؤكد على أنه لم يكن هناك وحي من جهة بلاد العرب سوى الوحي وبدء رسالة رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - وقد وردت كلمة الوحي بدلالة اللفظ المستخدم لدى المسلمين العرب في القرآن {كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}(1)
ونستنتج من النص مايلي:
حددت هذه النبوءة من بلاد العرب مكان بدء الوحي على الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - بكل دقة لفظاً ومكاناَ.
وصف طبيعة بلاد العرب الجبلية بالوعورة (في الوعر). والوعر هو الجبل (القاموس المحيط )، وإن أرض الحجاز وسلاسل جبالها هي الموصوفة بالوعر. ولفظ : [وحي من جهة بلاد العرب] دليل دامغ لموقع الحدث وخصائصه الطبيعية .
ذكر النص حدث الهجرة النبوية وحدد مكانين اثنين حدثت فيهما رحلة الهجرة هما:
__________
(1) سورة الشورى آية : 3 .(1/7)
1- منشأ خروج المرتحل (مكة المكرمة).
2- وجهة(المقصد)وهي (المدينة المنورة) التي هاجر إليها.
يترتب على تحديد الموقع الذي هاجر منه الرسول - صلى الله عليه وسلم - والذي هاجر إليه في رحلة الهجرة،تفسيراً وتحليلاً للحدث من المنظور التاريخي والجغرافي وربطه بالموقع المكاني المرتحل منه وإليه في رحلة الهجرة من مكان خروجه من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة (يثرب) فالرسول الكريم عليه الصلاة والسلام لم يهاجر إلا للمدينة فقط .
ونستنتج من هذا النص التالي:
- اعترافاً صريحاً بنبي هذه الأمة وخاتم الأنبياء الرسول الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم -
- إقراراً بهجرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - والتنبؤ بها .
- تحديداً للجهة التي هاجر منها وإليها .
- وصف أسباب الهجرة كما في النص [فإنهم من أمام السيوف قد هربوا ونحن نعرف الأحداث التي سبقت الهجرة ،ومحاولة قتل النبي الكريم محمد عليه السلام وكل ذلك هربا من بطش قريش، عندما تسلحوا بسيوفهم وأقواسهم،وحاصروا بيته لقتله في الفراش ، ونوم علي ابن أبي طالب بدلاً منه، وقصة الهروب إلى غار حراء مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه .
- اعترافاً بالظلم الذي تعرض له النبي المرسل في مكة من قومه.
- وصفه أحوال المهاجر - صلى الله عليه وسلم - من اضطهاد قريش له في مكة المكرمة في النص (لأَنَّهُمْ قَدْ فَرُّوا مِنَ السَّيْفِ الْمَسْلُولِ، وَالْقَوْسِ الْمُتَوَتِّرِ، وَمِنْ وَطِيسِ الْمَعْرَكَةِ)(1)
في هذه المرحلة يطلب أشعياء من سكان منطقة "تيماء" مناصرة المهاجر الهارب والعطشان،واتباع هذا الدين الحنيف الذي يدعو إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ،وأثرها في تغير مجريات الأحداث والتاريخ في العالم .
__________
(1) أشعياء 21/ 15.(1/8)
وإن هذا النص بين لنا أن النداء كان لسكان ومنطقة المكان المهاجر إليه في (يثرب) وتيماء وهي أماكن تشكل نسيجاً واحداً متكاملاً من حيث السكان والظروف والوظيفة التجارية كمعبر للقوافل،وهي متقاربة بمفهوم المسافة الطبيعية.
فالنص يخاطب الدداينين من أهل تيماء،ويطلب منهم حماية الهارب إلى بلادهم الوعرة، ويبشرهم بفناء مجد أبناء قيدار بن إسماعيل بعد سنة من الهروب (الهجرة). والددانيون كما يشير معجم الكتاب المقدس هم سكان تيماء في شمال الحجاز، وما تتميز به سلسة الجبال من وعورة في التضاريس .
فنستدل من ذلك،على أنه خطاب موجه لسكان منطقة المدينة المنورة (يثرب) وما حولها، بأن عليهم عمل التالي:
أن يأتوا لملاقاة العطشان الهارب من الظلم، وأن يطعموه، وأن ينصروا المهاجرين المظلومين،ونحن نعرف كم خرج أهل يثرب فرحين منتظرين قدومه وهم ينشدون (طلع البدر علينا)،وملاقاتهم للرسول ( - صلى الله عليه وسلم - ) الذي عرفوا دعوته في مكة ومبايعتهم له ودعوتهم له،ثم ما تلا ذلك من أحداث في مناصرتهم وإطعامهم وإسقاهم ومقاسمتهم أموالهم وأرزاقهم (ولذلك سموا بالأنصار). وقد كان الرجل يورث أخاه المهاجر وغير ذلك من أحداث ليست من موضوع الدارسة.
طالب أشعياء سكان تيماء من اليهود،بمناصرة المهاجر لمعرفته وإيمانه بالرسالة،وأهميتها، ودورها المستقبلي على المنطقة المهاجر إليها . ومنطقة تيماء يقطنها جماعات من اليهود، وعلى ذلك فخطابه لهم من واقع عظمة الحدث المشهود.
تنبؤ أشعياء بالدعوة،وبالفتح الإسلامي الذي سيتجاوز مكان الهجرة (يثرب) إلى تيماء وحدود جزيرة العرب إلى أنحاء المعمورة .(1/9)
وإن من أسباب رفض اليهود للتسليم بنبوة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، على الرغم من أمر الله سبحانه وتعالى لهم بإتباع محمد - صلى الله عليه وسلم - والله عز وجل يقول :{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}(1)، رغبتهم كانت في أن يكون خروج النبي القادم من بينهم،بل ولابد وأن يكون من اليهود أنفسهم،وعلى ذلك فكافة الحروب والنزاعات التي وقعت فيما بين المسلمين واليهود في ذلك العهد كانت بسبب المعتقدات والعادات القبلية والاجتماعية السائدة في ذلك المكان الذي يحتم على الفرد الولاء لقبيلته والمحافظة على ما توارثه من معتقدات . وإن الخروج عليهم بمعتقد ودين كالإسلام ونبي هو محمد الذين يعرفون قدومه وينكرونه هو بمثابة التهديد للسيادة والأعراف،ومن ثم تلاحقت الأحداث بمعاداة الإسلام ومحاولات تدبير المكائد والصراعات ، وما نجم عنها من إجلاءهم من مناطق وجودهم فيها.
ونحن عندما نستقرئ أحداث ما بعد الهجرة، نتبين كيف كانت العلاقة بين اليهود والمسلمين في المدينة المنورة وما تضمنته من صراعات وحروب ومكائد من اليهود حتى طردوا منها.وفي ذلك دلالة كما تؤكد الأحداث والعهود والمواثيق
شكل (1) المصدر: أطلس تاريخ العالم القديم والمعاصر،(2004م) المكتبة الجامعية، نابلس.
احترام المسلمين لليهود في صدر الإسلام والتعامل معهم بعد أن أتاح لهم الحياة في المجتمع مع المسلمين .
__________
(1) سورة الأعراف آية : 158 .(1/10)
نستدل من بشارة أشعياء 21/13-17 بحدوث معركة بدر الكبرى، من قول أشعياء بعد ذكر حدث الهجرة في مدة سنة كسنة الأجير يفنى كل مجد قيدار وبقية عدد قسي أبطال بني قيدار تقل، وقيدار كما يشير الباحثين إلى أنه أحد أولاد إسماعيل عليه السلام. كما جاء في سفر التكوين 25/13، وأن أبناءه هم أهل مكة.
فنستنتج من النص التالي :
- أشار النص لمعركة بدر الكبرى التي تحدث بعد سنة من الهجرة.
- حدد النص وقت وقوع معركة بدر الكبرى ، بعد سنة من هجرة [العطشان.. والهارب]
- تنبأ النص بنتيجة معركة بدر الكبرى بين الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصناديد قريش وهزيمتهم بفناء مجد قيدار [ في مدة سنة كسنة الأجير يفنى كل مجد قيدار] وقد قُتل سبعون من قادة و صناديد قريش يوم بدر وهو دليل على انتصار هذا النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - على قومه ( لأن الرب تكلم) ولأن رسالة هذا النبي من عند الله، وتنتشر دعوة هذا النبى وينتصر لأن هذا أمر الله
- وصف الأسلحة التي كانت، وهي القسي والسيوف، و ذلك من خلال الإشارة إلى هروبهم من السيف المسلول وأن قسي أبطال قيدار ستقل بعد المعركة الفاصلة بين الحق والباطل . [وبقية عدد قسي أبطال بني قيدار تقل] [يفنى مجد قيدار] - لقد حدثت معركة بدر الكبرى وقد نصر الله سبحانه وتعالى فيها الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - بعد مرور سنة أي في السنة الثانية من الهجرة والتي استخدم حدثها تقويماً يؤرخ لما بعدها ، وكانت بداية فناء أمجاد قيدار واعتناقهم للإسلام فيما بعد.
إذاً نستخلص من قراءة النص وتحليله ما يلي:(1/11)
- أن المتكلم في النبوءة هو الرب في نص أشعياء، وهو الآمر أهل تيماء بمناصرة العطشان والهارب، مما يدل على أن كلا الشخصين من الأبرار والأخيار وأهل الحق والإيمان، قال الله تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمُ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ}(1).
الدينية ... التاريخية ... الجغرافية ... السكانية (بشرية) ... الحدث
نبوءة واضحة وصريحة وبشارة . ... حدث الهجرة يكون تقويماً ويؤرخ لما بعده ... تحدث في بلاد العرب وحددت تضاريس المنطقة بوصف الوعر منها تحديداً ... قوافل الددانيين يترقبون الحدث أهل المدينة وتيماء من الأنصار و المهاجرين ... حدث فرار وهجرة (الهجرة النبوية)
إن الرب هو المتكلم فيها ... ومعركة هامة تقع بعدها بسنة ... حددت مناطق تيماء، وددان، مكان مبيت القوافل وراحتها ... وصف حال المهاجرين الذين فروا من بطش قيدار بالعطشان والهارب ... هزيمة أهل قيدار في الحرب (بدر)وفناء مجدهم عبر السنين
وموطن قيدار(مكة)
جدول ( 1) وصف خصائص الإشارات الواردة في نص إشعيا 21/13-17
المصدر: من عمل الباحثين.
- هناك وعيد لقيدار بالهزيمة مجدداً فيها وقت المعركة بعد سنة من حدث هجرة الشخصين ، وعدد أبطال قيدار يقل بالقتل وتنكسر شوكتهم بالهزيمة مما يعني أنهم من الأشرار وأهل الضلال والكفر ولذا استوجبوا العقوبة. إن أي باحث محايد إن أراد أن يلخص القراءة المذكورة أعلاه لظاهر النص لسوف يجد نفسه أمام هذين الحدثين: (الهجرة إلى المدينة المنورة) و(غزوة بدر الكبرى) .
__________
(1) سورة الأنعام آية : 20 .(1/12)
وإن نحن استندنا على الحدث التاريخي والموروث الديني الإسلامي لوجدنا المسرح الجغرافي وهو مكان الحدث يعضده ، فشبه جزيرة العرب مذكورة وموصوفة في النص صراحة لا تلميحاُ. وقد حدد النص بلاد العرب، والجزء الوعر منها الذي يتصف بطبيعته التضاريسية الجبلية(جبال الحجاز). وطالب قوافل الددانيين فيها بترقب قدوم العطشان مع الهارب، و ومناصرتهما ومساعدتهما ضد أهل قيدار الأشداء الذين كانوا يطلبونهما ، والذين ُعرف عنهم أنهم أهل شدة في الحرب ويستخدمون القوس(1). وبين لنا النص أن قيدار تتصدى لحربهم بعدها سنة من فرار وهجرة الهارب والعطشان فتكون النتيجة خسارة مجد قيدار، وإن من علامات ذلك مقتل وأسر عدد من أبطالهاوصناديدها في تلك المعركة(2).
__________
(1) قوام الجيش المكي: نحو ألف وثلاثمائة مقاتل في بداية سيره، وكان معه مائة فرس وستمائة درع، وجمال كثيرة لا يعرف عددها بالضبط، وكان قائده العام أبا جهل بن هشام، وكان القائمون بتموينه تسعة رجال من أشراف قريش، فكانوا ينحرون يوماً تسعاً ويوماً عشراً من الإبل.
(2) قال ابن إسحاق: ومن الأسرى من المشركين من قريش يوم بدر: من بني هاشم بن عبد مناف عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ; ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم . ومن بني المطلب بن عبد مناف: السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب، ونعمان بن عمرو بن علقمة بن المطلب , أما من قتل من المشركين يوم بدر من قريش من بني عبد شمس بن عبد مناف : حنظلة بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس ، قتله زيد بن حارثة ، مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما قال ابن= هشام ويقال اشترك فيه حمزة وعلي وزيد فيما قال ابن هشام . قال ابن إسحاق : والحارث بن الحضرمي وعامر بن الحضرمي حليفان لهم قتل عامرا : عمار بن ياسر ، وقتل الحارث النعمان بن عصر ، حليف للأوس فيما قال ابن هشام . وعمير بن أبي عمير ، وابنه موليان لهم ..قتل عمير بن أبي عمير : سالم مولى أبي حذيفة ; فيما قال ابن هشام . قال ابن إسحاق : وعبيدة بن سعيد ( بن ) العاص بن أمية بن عبد شمس ، قتله الزبير بن العوام ، والعاص بن سعيد بن العاص بن أمية قتله علي بن أبي طالب . وعقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس ، قتله عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح ، أخو بني عمرو بن عوف صبرا . قال ابن هشام : ويقال قتله علي بن أبي طالب . قال ابن إسحاق : وعتبة بن ربيعة بن عبد شمس ، قتله عبيدة بن الحارث بن المطلب . قال ابن هشام : اشترك فيه هو وحمزة وعلي . قال ابن إسحاق : وشيبة بن ربيعة بن عبد شمس ، قتله حمزة بن عبد المطلب ، والوليد بن عتبة بن ربيعة ، قتله علي بن أبي طالب ; وعامر بن عبد الله حليف لهم من بني أنمار بن بغيض قتله علي بن أبي طالب . اثنا عشر رجلا . سيرة ابن هشام 2/362 .(1/13)
ولكننا من خلال القراءة الفاحصة والناقدة للترجمات العربية المقارنة لنص أشعياء نلاحظ ونتساءل عن المفردات المستخدمة في النص:
لماذا تم تغيير الترجمة الكاثوليكية العربية للاسم الجغرافي من بلاد العرب (شبه جزيرة العرب) في النص إلى العرَبَة (وادي العربة)؟!
وهل هناك تميز في أسفار النصارى بين مدلول لفظ (بلاد العرب) و (العربة) أم أن كليهما مرادف للآخر؟
إن الثابت بنص هذه الأسفار أن بلاد العرب والعرب تعني الجزيرة العربية وأهلها، أما إذا أرادت هذه الأسفار الإشارة إلى المنحدر الجغرافي الضيق الذي يجري فيه نهر الأردن ويسمى بـ(وادي العربة) فإنها تشير إليه باسمه المعروف وهو (العربة). وللتدليل على ذلك ما ورد في المصادر التالية وتعريفاتها:
من قاموس الكتاب المقدس :
عَربة: اسم عبري معناه ((قفر)) وهي الاسم الجغرافي للمنحدر الذي يجري فيه نهر الأردن، وتتسع فيه بحيرة طبرية والبحر الميت(1). وفي بعض الأماكن(2)قصد بالاسم المنطقة بين البحر الميت والبحر الأحمر، والعرب اليوم يسمون هذه المنطقة بالعربة. وفي حزقيال(3)
قصد به من شمال البحر الميت إلى خليج العقبة، وطوله مئة ميل. ذكر الاسم أيضاً في يش 11: 2 و 12: 3 و عا 6: 14.
ومن دائرة المعارف الكتابية تحت مدخل (عربة-العربة):
"عربة": كلمة سامية تعني القفر أو البادية أو البرية أو السهل ، وقد تُرجم
__________
(1) يش 18: 18)
(2) تث 1: 1 و 2: 8)
(3) 47: 8)(1/14)
هكذا في مواضع كثيرة في الكتاب المقدس ( انظر مثلاً 24 : 5، 39 : 6 ، مز 68 : 6 ، إش 33 : 6 ، 35 : 1 و 6 ... إلخ ) . وعندما تذكر الكلمة مُعَّرفة " بأل " كما هو الغالب في الكتاب المقدس ، فإنها تعني الوادي الذي يجري من جنوبي بحر الجليل ، بما في ذلك وادي الأردن والبحر الميت ، ويمتد حتى خليج العقبة ،وهي بذلك تشكل منطقة جغرافية لها أهميتها في التاريخ الكتابي ، كما أنها جزء واضح في تضاريس المنطقة . ويسمى " البحر الميت " أحياناً " ببحر العربة "(1). ويسمى الآن الجزء الذي يجري فيه نهر الأردن " الغور " . أما الجزء الممتد جنوبي البحر الميت إلى خليج العقبة فيسمى " وادي عربة ".
ومن قاموس الكتاب المقدس فإن كلمة عربية تدل على مايلي:
__________
(1) تث 4 : 49 ، يش 3 : 16 ، 12 : 3 ، 2 مل 14 : 25(1/15)
عَرَبية: اسم سامي معناه ((قفر)) شبه جزيرة في الطرف الغربي الجنوبي من القارة الآسيوية، وأكبر شبه جزيرة في العالم. يحدها الخليج الفارسي من الشرق ، والمحيط الهندي من الجنوب والبحر الأحمر من الغرب والهلال الخصيب من الشمال. وتبلغ مساحتها ربع مساحة القارة الأوربية وثلث مساحة الولايات المتحدة. وتقسم شبه جزيرة العرب إلى عدة أقسام جغرافية: القسم الشمالي من المرتفعات الوسطى، ويسمى نجد. وتنفصل نجد عن الشاطئ الغربي بمنطقة رملية تسمى الحجاز. وعسير إلى الجنوب من الحجاز. أما اليمن فهو الركن الغربي الجنوبي. وعمان على الركن الجنوبي الشرقي، والكويت والإحساء على الساحل الشرقي. ومعظم البلاد صحراوي، وهو قليل المحاصيل الزراعية والحيوانية. وقد استخرج منه حديثاً الزيوت التي تعتبر شبه الجزيرة في مقدمة الدول المنتجة لها في العالم. وهي اليوم مستقلة استقلالاً كاملا.ً وتعتبر شبه جزيرة العرب مهد الشعوب السامية ومركز توزعهم في العالم. وكانت تلك الشعوب تقوم بهجرة كبرى كل حوالي ألف سنة، بسبب القحط والجفاف ومن أشهر دولها القديمة السبائيون والمنائيون والحميريون ثم الدول الإسلامية من بعد الرسول عليه الصلاة والسلام.(1/16)
وقد ذكر الكتاب المقدس الأقسام الشمالية من الجزيرة العربية أكثر من الأقسام الجنوبية (اليمن). وكانت كلمة أعرابي تعني لليهود سكان القفار المتنقلين أكثر مما تعني سكان المراعي الذين يتحضّرون ويستقرون وخاصة المتنقلين منهم قرب الهلال الخصيب(1). وسمى بنو إسرائيل القسم الشمالي من شبه الجزيرة جبل المشرق(2)وارض المشرق وارض بني المشرق(3). وهي المنطقة نفسها التي سميت بالعربية في غلاطية(4). واعتبرت سيناء والعربة جزءاً من شبه الجزيرة العربية أيضاً(5)، وكذلك سكان تلك المنطقة من ضمن العرب، ومن بينهم الإسماعيليون والعمالقة والمعينيون والمديانيون.
تيماء في المصادر والمراجع النصرانية المعتمدة:
1 -في قاموس الكتاب المقدس:
: اسم عبري ربما كان معناه ((الجنوبي)) وهي قبيلة إسماعيلية تسلسلت من تيما فكانت تقطن بلاد العرب(6)
وتسمّى أيضاً الجهة التي يسكنون فيها تيماء(7) وكانت القوافل معروفة جيداً في هذه البقعة (8)
وتيماء في بلاد العرب في منتصف الطريق بين دمشق ومكة وعلى مسافة متساوية من بابل إلى مصر وقد ذكرت تيما مع سبأ (9)
ومع دَدَان (10)
2-وفي دائرة المعارف الكتابية:
: اسم عبري معناه " الجنوبي " وهو اسم أحد أبناء إسماعيل الإثني عشر (11)
وأيضاً اسم القبيلة التي جاءت منه (12), واسم المكان الذي استوطنه نسله (13) .
__________
(1) إشعيا 13: 20 و 2 إخبار 21: 16.
(2) تكوين 10: 30.
(3) تك 25: 6 و 29: 1.
(4) 1: 17.
(5) غلاطية 4: 25.
(6) تك 25 : 15 و 1 أخبار 1 :30.
(7) اش 21 : 14.
(8) أي 6 : 19.
(9) اي 6 : 19.
(10) 10) اش 21 : 13 و 14 وار 25 :23.
(11) تك 25 : 15، 1 أخ 1 : 30 .
(12) ارميا 25 : 23 .
(13) أيوب 6 : 19، آسيا 21 : 14 .(1/17)
وهذا الموطن هو " تيماء " في شمالي شبه الجزيرة العربية، وهو واحة واسعة تقع تقريباً في منتصف المسافة بين دمشق ومكة، وبين بابل ومصر. وكانت تقع على طريق القوافل القديم الذي كان يربط خليج العقبة بالخليج العربي، وهي من أجمل واحات شبه الجزيرة العربية، ومازالت أحد المراكز التجارية الهامة.
استفادت الجزيرة العربية من الانتعاش الاقتصادي الذي عاشته, بفضل شبكة الطرق التجارية البرية و البحرية بين كافة أجزائها ، و بينها و بين الأمم المجاورة, خلال فترات مختلفة من حقبة ما قبل الإسلام، فاستغلت ثرواتها المالية و التجارية في الموارد الزراعية.وكان لكل دولة نظام اقتصادي ينظم شؤونها .
كما أدت الطرق و المنافذ التجارية البرية و البحرية إلى تغييرات أساسية في البنية السياسية للمجتمع العربي قبل الإسلام .
ولم يقتصر التكوين القبلي على القبيلة وحدها ،إنما تجاوزها إلى نظام الاتحادات القبلية التي تتكون من مجموعة من القبائل لها رئيس أو زعيم عرف باسم الملك . و بدأت تلك التجمعات تظهر على مسرح الأحداث بصورة واضحة منذ القرن العاشر قبل الميلاد. و كان الهدف الأساسي لهذه السياسة القبلية حماية طرق التجارة من الأخطار الخارجية التي تهددها. و من الأمثلة على ذلك ما
ذكرته المصادر الآشورية التي ترجع إلى شلمنصر الثالث ( 824 – 858 ق.م) و التي تشير إلى معارك دارت بينه و بين ( جندبو ) ملك العرب الذي كون مع عدد من الملوك الآراميين حلفاً لرد الهجوم الآشوري في موقعة قرقر(1).
__________
(1) يحيى 1984 : 92 .(1/18)
وكان لوجود الطرق التجارية القديمة في الجزيرة العربية,وما صاحبها من تداخل ثقافي و اجتماعي،دور أساسي في إيجاد تراث ديني مشترك لعرب الجزيرة العربية جنوبها و شمالها . و تشير الأدلة الآثارية إلى أن معبودات عرب جنوب الجزيرة مثل إل,وود ،ونكرح،وعشتر ،و كهل كانت ضمن معبودات عرب الشمال : الديدانيين و اللحيانيين و الثموديين و الصفويين . و من جهة أخرى فقد كانت معبودات عرب شمال الجزيرة العربية،و على رأسها ذو غابة المعبود الرئيس للحيانيين ، و تعبد عند عرب الجنوب المعينيين(1)
شكل (3 ) طرق التجارة العربية في جزيرة العرب في الألف الثاني قبل الميلاد
العطار ، (1399) الأطلس التاريخي للعالمين العربي والإسلامي ،منشورات سعد الدين،دمشق.
شكل (2) تحديد مكان تيماء . المصدر : موقع نصراني معتمد هو:
http://www.painsley.org.uk/re/Atlas/lands.gif
وهناك طرق رئيسة للتجارة البرية والقوافل في الجزيرة العربية ، منها : الطريق الذي يبدأ من الركن الجنوبي الغربي لشبه الجزيرة العربية حيث ممالك سبأ ومعين وحمير وأوسان وقتبان,ويتجه نحو الشمال مخترقاً الحدود الشمالية لمنطقة سبأ,ثم يتخذ بعد ذلك شكل ممر ضيق يقع في أرض المعينين,ثم يستمر الطريق شمالاً إلى ديدان( العلا الحالية ) ثم إلى مدين( البدع حالياً ).
ولا تزال هناك آثار شاخصة تومئ إلى حياة الرفاهية والثروة الكبيرة التي كانت تتمتع بها هاتان المدينتان . ومن مدين يواصل الطريق مسيره إلى أيله
(
__________
(1) الأنصاري 1984 : 14.(1/19)
العقبة حاليا ً) ثم بعد ذلك إلى البتراء عاصمة دولة الأنباط,ثم يتفرع إلى فرعين,أحدهما يتجه إلى تدمر في الشمال,والآخر يتجه صوب الغرب مع ميل خفيف باتجاه الشمال الغربي حيث يصل إلى غزة على الشاطئ الفلسطيني(1)وعلى هذا الطريق كانت تسير قوافل قريش قبل الإسلام في رحلتيها المشهورتين,إحداهما في الشتاء إلى اليمن والأخرى في الصيف إلى الشام(2).
__________
(1) يحيى1979 : 314 - 315 .
(2) السعود1996 : 101.(1/20)
وهناك واحة العلا ( ديدان ) والتي تقع شمال المدينة المنورة وتبعد عنها حوالي ثلاثمائة وخمسين كيلاً . ويرجع تاريخ حضارة هذه المنطقة إلى قبيل القرن السادس قبل الميلاد . وقد تحدث العلماء عن الفترة الأولى وأطلقوا عليها اسم ديدان,وجعلوا فترة حكمها تمتد من نهاية القرن السابع حتى بداية القرن الخامس قبل الميلاد واعتمدوا في ذلك على تكرر لقب ملك ددن في بضعة نقوش,ثم أصبحت مملكة لحيان هي المسيطرة منذ القرن الخامس قبل الميلاد,وحتى نهاية القرن الثالث قبل الميلاد . ويعتقد أن الفترة الديدانية يمكن أن نسميها فترة لحيان الأولى,وكانت الدولة فيها تنتمي إلى المكان لشهرته ولمركزه الديني,ثم تحول اسم الدولة إلى اسم القبيلة « لحيان »عندما توسع نفوذها,ويمكن تسميتها لحيان الثانية,وأصبحت تحكم مابين دومة الجندل شرقاً وساحل البحر الأحمر الشمالي حتى خليج العقبة الذي سمي باسمها,فقد كان يسمى خليج لحيان,وبقي صدى هذا المسمى حتى القرون الأولى الميلادية . وفي هذه الفترة كانت لحيان تتاجر مع بلاد الشام شمالاً , ومع العراق شرقاً,ومع جنوب الجزيرة العربية ووسطها جنوباً,وهذا ما تشهد به النصوص والآثار اللحيانية التي وجدت في ديدان ( العلا ) نفسها,أو في مناطق أخرى كقرية ( الفاو ),وجبال كوكب الواقعة جنوب تثليث,وشواهد القبور في سبأ . ومع بداية القرن الثاني قبل الميلاد شارك المعينيون اللحيانين في الحكم,وكانت مملكتهم في منطقة جوف اليمن , وكانت أنشط الممالك العربية في التجارة,بل تفوقوا على سبأ و وصل نشاطهم التجاري إلى قرية والخليج والعلا .(1/21)
وهكذا شارك المعينيون بقوة في تجارة العلا مما أضعف الوجود اللحياني,ثم تلا ذلك امتداد نفوذ الأنباط إلى الجنوب حتى وصل إلى حدود يثرب(1).
أما تيماء ,فهي تقع جنوب شرق مدينة تبوك على بعد 260 كيلاً .
وقد لعبت دوراً كبيراً في تاريخ شمال الجزيرة العربية الاقتصادي والسياسي , لوقوعها على الطريق التجاري بين الشمال والجنوب . ولعل أهم الأحداث التي تبرز في تاريخ تيماء مجيء نبونيد من وادي الرافدين وبقائه في تيماء قرابة عشر سنوات,بنى فيها قصره العتيد الذي تدل عليه الأسوار الضخمة.
شكل (4)
وتذكر الرواية التاريخية أنه أفنى نحو عشرين ألفاً من سكان تيماء ليسيطر عليها وهذا الرقم على ما فيه من مبالغة يدل على الأهمية الاقتصادية والنمو الحضاري الذي كانت تتمتع به تيماء(2)
وقد ذكرت تيماء في النقوش الآشورية والبابلية بوصفها مركزاً تجارياً لبعض القبائل العربية ، وكانت لها أهمية خاصة على الطرق البرية الرئيسة المؤدية إلى الشواطئ الشرقية إلى البحر الأحمر(3)، وقبيل الإسلام بسط الغساسنة نفوذهم على هذه المدينة التجارية المهمة التي وجد بها العديد من الآبار والمعالم الأثرية(4).
وأهم القبائل التي تسكن هذه المنطقة من دومة حتى تيماء قيدار و أدوم . ولعل اسم دومة اشتق من اسم هذه القبيلة , التي جاء ذكرها في التوراة باعتبارها إحدى القبائل ذات الشوكة في المنطقة(5)
__________
(1) المصدر: الأنصاري ،عبد الرحمن الطيب، أبو الحسن ،حسين بن علي(1423) تيماء ملتقى الحضارات، سلسلة – قرى ظاهرة على طريق البخور(2)، دار القوافل ، الرياض. 1418 :3-11
(2) الأنصاري 1975: 8؛ أبو درك1986 : 7, 52 .
(3) أبو درك 1986 : 3 .
(4) الأنصاري 1975 : 80 .
(5) الأنصاري 1975 : 80-82 ؛ Al-Muaikel 1994 : 11- 29. http://www.zafnet.com/mot/L_HandradBook_First_1_B.asp(1/22)
إن أسفار اليهود والنصارى تميز بين بلاد العرب كما هو واضح من المصادر الكتابية وبين وادي العربة،وتيماء، وسلع. ومع أن قاموس الكتاب المقدس ،ضم وادي العربة وسيناء إلى بلاد العرب،لكن الحقائق التاريخية والجغرافية من النصوص في هذه الأسفار لا تعتبر كلاً من عربة وعربية اسمين مرادفين كل منهما للآخر كما في الشكل (1 ).
فنحن إذ نقف هنا أمام حقيقة جغرافية وتاريخية يشهدها المكان والزمان في أرض الجزيرة العربية وأحداثها، وهي حقيقة لا يمكن العبث بها وإنكارها عبر الزمان والمكان، إلا أنها توصلنا إلى نتيجة واضحة نطرح من خلالها تساؤلاتنا التالية:
- لماذا التحريف والإصرار في ترجمة النسخة الكاثوليكية الصادرة عن دار المشرق ببيروت في استبدال مواقع جغرافية بأخرى ؟
- من هو المسئول عن هذا الخطأ في النسخة الكاثوليكية الصادرة عن دار المشرق ببيروت؟ وإذا كانت النصارى تؤمن أن كل الكتاب موحى به من الله، فهل هذا الخطأ صادر عن الوحي أم هي أقلام الكتبة والمحررين لهذه النسخة؟
وهل هو خطأ مطبعي غير مقصود(بافتراض حسن النية من وراء مصادمة حقائق الجغرافيا ومناقضة سائر أسفار الكتاب المقدس)؟ وإذا كان كذلك فلماذا يتكرر في الطبعات اللاحقة وإلى اليوم منذ صدور هذه النسخة؟!
إننا كباحثين يحكمنا المنهج العملي الموضوعي في الكشف عن الحقائق وتفسيرها وبخاصة عندما نقف على الحدث في المكان وحجج يعضدها التاريخ على أرض صلبة لا تثير الريبة ولا الشك، فإن القول بالتحريف المتعمد للنص يظل التفسير الوحيد والله عز وجل يقول في محكم كتابه: {أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}(1).
__________
(1) سورة البقرة آية : 75 .(1/23)
إن الهدف والغاية هي محاولة صرف مدلولات النص عن حدث الهجرة النبوية وما تلاها من غزوة بدر الكبرى لارتباطها بالمكان المحدد في النص (بلاد العرب..في الوعر من بلاد العرب)، ولارتباط كلا الحدثين- وهذا هو بيت القصيد والدافع الأهم- بدلائل النبوة التي تستدعي تلقائياً استحقاق الاعتراف للمبعوث برسالتها وأنه رسول من عند الله حقاً وصدقاً، وأن نبوءة أشعيا قد تحققت في شخصه وفي ما جرى له من تلك الأحداث الفاصلة المعلومة من سيرته الخالدة، والتي هي من حقائق تاريخ المسلمين القطعية الثبوت لا خلاف عليها بينهم.
وللتدليل والربط مع مواقع أخرى وردت في نصوص أخرى من أسفار اليهود والنصارى تشير إلى مكان هجرة الرسول عليه السلام , ففي سفر أشعياء الإصحاح الثاني والأربعون : تسبيح للرب
((1/24)
10) غَنُّوا لِلرَّبِّ أُغْنِيَةً جَدِيدَةً تَسْبِيحَهُ مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ . أَيُّهَا الْمُنْحَدِرُونَ فِي الْبَحْرِ وَمِلْؤُهُ وَالْجَزَائِرُ وَسُكَّانُهَا (11) لِتَرْفَعِ الْبَرِّيَّةُ وَمُدُنُهَا صَوْتَهَا الدِّيَارُ الَّتِي سَكَنَهَا قِيدَارُ. لِتَتَرَنَّمْ سُكَّانُ سَالِعَ. مِنْ رُؤُوسِ الْجِبَالِ لِيَهْتِفُوا. (12) لِيُعْطُوا الرَّبَّ مَجْداً وَيُخْبِرُوا بِتَسْبِيحِهِ فِي الْجَزَائِرِ. (13) الرَّبُّ كَالْجَبَّارِ يَخْرُجُ. كَرَجُلِ حُرُوبٍ يُنْهِضُ غَيْرَتَهُ. يَهْتِفُ وَيَصْرُخُ وَيَقْوَى عَلَى أَعْدَائِهِ. (14) قَدْ صَمَتُّ مُنْذُ الدَّهْرِ. سَكَتُّ. تَجَلَّدْتُ. كَالْوَالِدَةِ أَصِيحُ. أَنْفُخُ وَأَنْخِرُ مَعاً. (15) أَخْرِبُ الْجِبَالَ وَالآكَامَ وَأُجَفِّفُ كُلَّ عُشْبِهَا وَأَجْعَلُ الأَنْهَارَ يَبَساً وَأُنَشِّفُ الآجَامَ (16) وَأُسَيِّرُ الْعُمْيَ فِي طَرِيقٍ لَمْ يَعْرِفُوهَا. فِي مَسَالِكَ لَمْ يَدْرُوهَا أُمَشِّيهِمْ. أَجْعَلُ الظُّلْمَةَ أَمَامَهُمْ نُوراً وَالْمُعْوَجَّاتِ مُسْتَقِيمَةً. هَذِهِ الأُمُورُ أَفْعَلُهَا وَلاَ أَتْرُكُهُمْ. (17) قَدِ ارْتَدُّوا إِلَى الْوَرَاءِ. يَخْزَى خِزْياً الْمُتَّكِلُونَ عَلَى الْمَنْحُوتَاتِ الْقَائِلُونَ لِلْمَسْبُوكَاتِ: ((أَنْتُنَّ آلِهَتُنَا!))
وقيدار كما ورد في النص هو أحد أبناء إسماعيل كما جاء في سفر التكوين الإصحاح الخامس والعشرون العدد الثالث عشر وتشير لمكة المكرمة. وسالع جبل سلع في المدينة المنورة . والترنم والهتاف ذلك الأذان الذي كان ولا يزال يشق أجواء الفضاء كل يوم خمس مرات , وذلك التحميد والتكبير في الأعياد وفي أطراف النهار وآناء الليل كانت تهتف به الأفواه الطاهرة من أهل المدينة الطيبة الرابضة بجانب سلع.(1/25)
نتائج الدراسة: إننا إن طبقنا شروط النبوءات الدينية لنتعرف على ما اجتمع منها في نص نبوءة أشعياء 21/13-17 فنستنتج ما يلي:
1- رَسَم نص نبوءة أشعياء 21/13-17 وبدقة المسرح الجغرافي لحدثين
هامين متعاقبين في المكان (بلاد العرب- وظروف الهجرة من مكة إلى المدينة المنورة ومسارها) .
شكل (5) صورة جبل سلع في المدينة المنورة
2- حَدَد نص نبوءة أشعياء 21/13-17 هوية المخاطبين (سكان تيماء) وأدوارهم كجماعة بشرية يسكنون في تلك المناطق المذكورة بالاسم .
3- وَصَف نص نبوءة أشعياء 21/13-17 شخصين رئيسين في قلب الحدث (الهجرة) وهما كما في القرآن الكريم : الرسول محمد عليه السلام وأبو بكر رضي الله عنه. يقول الله عز وجل :{إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}(1)
4- ذكر النص أهمية حدث ( الهجرة) وتأثيره على التاريخ الذي أصبح يؤرخ به التاريخ الهجري ودوره في الدولة الإسلامية.
5- ذكر النص أهمية الحدث الذي يحدث بعد الهجرة بعام هي(غزوة بدر الكبرى) وأهميتها في تغير مجرى الأحداث في المدينة المنورة والإسلام.
المصادر والمراجع
-القرآن الكريم .
-الكتاب المقدس، (1980) طبعة دار الكتاب المقدس في العالم العربي.
-الكتاب المقدس ،(1987) طبعة دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط .
-الكتاب المقدس ، (1988) طبعة دار المشرق ، بيروت
-الكتاب المقدس ، (1992) ترجمة الكنيسة الإنجيلية البروتستانتية المعروفة بـ (كتاب الحياة)، الطبعة الرابعة.
-دائرة المعارف الكتابية.
__________
(1) سورة التوبة آية : 40 .(1/26)
-قاموس الكتاب المقدس، نخبة من الأساتذة ومن اللاهوتيين. هيئة التحرير : بطرس عبد الملك ، جون الكسندر طمسن ، إبراهيم مطر ، دار الثقافة .
-أطلس التاريخ القديم،(1425) دار الشرق العربي، حلب.
-أطلس تاريخ العالم القديم والمعاصر،(2004م) المكتبة الجامعية، نابلس.
-سيرة ابن هشام.
-الأشقر، عمر سليمان (1401) الرسل والرسالات ،الطبعة الثالثة ،مكتبة الفلاح ، الكويت .
-الأنصاري ،عبد الرحمن الطيب، أبو الحسن ،حسين بن علي(1423) تيماء ملتقى الحضارات، سلسلة – قرى ظاهرة على طريق البخور(2)، دار القوافل ، الرياض.
-الأنصاري ،عبد الرحمن الطيب، أبو الحسن ،حسين بن علي(1423) العلا ومدائن صالح (حضارة مدينتين) (1) ، دار القوافل ، الرياض
-أحمد ، إبراهيم خليل (1409هـ ) محمد في التوراة والإنجيل والقرآن ، المكتبة التجارية ، مكة المكرمة.
-الراشد، محمد صالح(1994) البشارات العجاب في صحف أهل الكتاب، مكتبة التنوير، الكويت.
-الصاوي ، أحمد د.ت (البشارات بالرسول صلى الله عليه وسلم في الكتب المقدسة عند غير المسلمين ، مشروعات أبحاث تمهيديه لإقامة المؤتمر العالمي الأول عن البشارات ، هيئة الإعجاز العلمي ، رابطة العالم الإسلامي ، مطابع رابطة العالم الإسلامي ، مكة المكرمة.
-العطار ، (1399) الأطلس التاريخي للعالمين العربي والإسلامي ،منشورات سعد الدين،دمشق.(1/27)