كتاب
عماد البلاغة
وهومختصر المضاف والمنسوب
للثعالبي اختصار العلاّمة
عبد الرؤوف المناوي
رحمه الله
آمين
تحقيق
د . جميل عبد الله عويضة
2009م
بسم الله الرحمن الرحيم
... الحمد لله تعالى وكفى ، والصلاة والسلام على أشرف الرسل المصطفى ،
وبعد 0000
... فهذا كتاب يتضمن جملاً من الأمثال الفائقة ، والاستعارات الرائقة ، التي استعملها الصدر الأول من المولدين ، المشهود لهم بالبلاغة والجزالة والتمكين ، اختصرت فيه كتاب ثمرات القلوب ، ورتبته على الحروف ، ليسهل الكشف منه على المطلوب ، وحذفت ما فيه من الغلط ، وأسقطت ما لا يضر حذفه إذا سقط ، وقللت لفظه فتقلل ، وأضفت إليه بعض ما أهمل ، وهذا المجموع يكشف مقاصد أهل الأدب والبراعة ، فهو الجدير بأن يُسمى عماد البلاغة ، وبالله المستعان 0
حرف الهمزة (1)
... أبدال الشام : يضرب بهم المثل في الزهد والانقطاع للتعبد ، وهم الذين ورد الحديث بأن الله يرحم بهم العباد ، وفي حديث الطبراني ( الأبدال في أهل الشام ، بهم تُنصرون ، وبهم تُرزقون ) ، وفي حديث أحمد ( الأبدال أربعون ، فكلّما مات رجل ، أبدل الله مكانه رجلاً ، يُسقى بهم الغيث ، ويُنتصر بهم على الأعداء ، ويُصرف عن أهل الشام بهم العذاب ) انتهى 0 ولا يسكنون جبل الُّلكام (2) وهو متصل بحمص ودمشق ، ويسمى لبنان ، والأبدال تضاف إلى لبنان كما قال القائل :
... وجاءوا رجال الشام لبنان إنها ... ... معادن أبدالٍ إلى مُنتهى العرج
وتارة إلى اللكام كما قال أبو خلف يصف مجاورته أصحاب الغايات في الدين والدنيا
... وجاورت الملوك ومن يليهم ... ... كما جاورت أبدال اللكام
__________
(1) كتبت : الهمز
(2) ـ بضم أوله ، قال ابن العديم في تاريخ حلب : ويقال بتشديد الكاف وتخفيفها ، جبل بالشام ، ووافقه ياقوت الحموي في الضبطين ، قال أبو فراس الحارث بن حمدان :
... وأبقت على اللكام قتلى سيوفه ... لها من بطون الخامعات مقابر
معجم ما استعجم 4/1162(1/1)
والجبال الشامية لم تزل متعبدات الأنبياء والأولياء ، ومحل مناجاتهم، ومواطن الأبدال ، وبها فواكه كثيرة ، سيما التفاح ، والأبدال يتقوّتون به وبالسمك 0
... إبليس الأباليس : يُكنى به عن كبير الشعراء ، قال جرير :
... إني ليلقي عليَّ الشعر مكتهل ... ... من الشياطين إبليس الأباليس
وزعم الشعراء إنّ إبليس يلقنهم الشعر، ويعينهم عليه ، وإنَّ لكل فحل منهم شيطاناً يلقي الشعر على لسانه ، فمن كان شيطانه أمرد ، كان شعره أجود ، وبلغ بهم من تحققهم لذلك أن ذكروا لها أسماء ، فزعموا إن اسم شيطان
الأعشى مَسْحَل ، والفرزدق عمرو ، وبشار/ شنقناق، وفي مسحل 2أ
قال الأعشى (1) :
... دعوتُ خليلي مِسْحَلاً ودَعوْا له ... ... جُهُنَّامَ جَدْعاً للهَجِين المذمَّمِ
وقال بشار (2) :
... دَعَانِي شِنِقْناقٌ إلى خَلْفِ بَكْرَةٍ ... ... فقلتُ اتركاني فالتفرُّد أحْمدُ
وقيل لجعفر بن يحيى : لو قلت الشعر ، فقال : شيطانه أخبث من أن أسلطه عليّ 0
ابن الأرض : يضرب مثلا لسرعة الإدراك والفناء ، وابن الأرض نبت يخرج في رأس الآكام ، سريع الخروج ، سريع الهيج 0
ابنا عيان (3) : ضرب من الزجر وهو أن يخط الناظر في أمر بأصبعه ، ثم بأصبع أخرى ، ويقول : ابنا عيان أسرعا البيان ، ثم يخبر بما يرى ، وهو معنى قول ذي الرمة :
__________
(1) ـ كتب عجز هذا البيت هكذا : (جزعا مرهجين المزمن ) والتصويب من ديوان الأعشى ، ومن ثمار القلوب ، والجهنام بضم الجيم والهاء اسم عمرو بن قطن ، من بني سعد بن قيس بن ثعلبة ، أو اسم تابعته ، وجدعا له : أي قطعا 0 ثمار القلوب ، ص 70 ، فقرة 94 ديوان الأعشى الكبير ، ص 161
(2) البكرة : الفتية من الإبل ، دعه ليردفه خلفه 0 الحيوان 6/228 ، ثمار القلوب ، ص 71 ، الفقرة رقم : 94
(3) وردت هذه الفقرة هكذا : ابن بيان : ضرب من الرجز يضربان بخط الناظر في أمر بأصبعه ، ثم بأصبعه الأخرى ، ويقول : ابنا عيان أسرعيا البيان 0000 والتصحيح من ثمار القلوب ، ص 269 ، الفقرة رقم : 396(1/2)
... عشيةَ مالي حيلةٌ غيرَ أنني ... ... بلَقْط الحَصى والخطّ مُولَعُ
ابنُ جَلاَ : هو مَن أمره منجلٍ منكشف ، قال الفرزدق :
... أنا ابنُ جَلاَ وطلاّعُ الثّنايا ... ... متى أضعِ العَمامةَ تَعْرِفوني
أي : أنا المعروف ، افتح عينيك لتعرفني 0
ابنة الجبل : من أمثالهم ، هو ابنة الجبل ، ومعناه : الصدى يجيب (1) المتكلم بين الجبال، ويقال : كبنت الجبل ، مهما تقل يقل ، يضرب مثلا للإمّعة ، وابنة الجبل الحيّة ، قال أبو عبيدة : إذا اشتدّ الأمر قالوا : صُمِّى صَمَمِ ، وصمى ابنة الجبل ، قال امرؤ القيس :
... بُدِّلتُ من وائلٍ وكِندة عَدَْ ... ... وانَ وفَهْماً (2) صُمِّى ابنة الجبلِ
أراد حية لا تُجيب الراقي ، شبه الحرب الذي لا صلح فيه بهذه الحية ، وابنة الجبل صُمِّي حية ما يقرب جبلها ، نسبة إلى الجبل ، فيقال : حية الجبل ، ويضرب مثلا للداهية ، قال الكميت :
... فإياكمُ إياكمُ ومُلمَّةً ... ... يقول لها الكانون صمّى ابنة الجبل (3)
ابن حبة : الخبز ، يقال له : جابر بن حبة 0
ابن الحرب : الشجاع الذي تعوده وألفه 0 (4)
ابن الخَصِيَ : يضرب مثلا لما لا يمكن أن يكون ، قال أبو تمام :
... وذاكَ له إذا العنقاءُ صارتْ ... ... مُربِّيَةً وشَبَّ ابنُ الخَصِيّ (5)
ابن دأية : الغراب ، لأنه يقع على دأية البعير الدَّبِرِ فينقرها (6) قال :
__________
(1) كتبت : بجنب والتصويب من ثمار القلوب ، ص 271 ، الفقرة رقم 404
(2) كتبت وفيهم والتصويب من ثمار القلوب ، ص 272 ، الفقرة رقم 404 ، وديوان امرئ القيس ، ص 384
(3) البيت في اللسان مادة جبل ، ويلاحظ أن الثعالبي قد تناول هذه المسألة في ثلاثة مواضع ، في الفقرة رقم 404 ، ص 271 ، والفقرة رقم 675 ، ص 423 ، والفقرة رقم 910 ، ص 557
(4) في ثمار القلوب : الذي تعود الحرب وألفها ، ص 268 ، الفقرة رقم 392
(5) ديوانه ، ص 346
(6) كتبت فينقر ، والتصويب من ثمار القلوب ، ص 266 ، الفقرة رقم 385(1/3)
... ولمَّا رأيتُ النّسرَ غَرَّ ابنَ دأية ... ... وعَشَّشَ في وَكْرِه جاشتْ له نَفسِي (1)
عنى بالنسر الشيب ، وبابن دأبة الشباب 0
أبناء الدهاليز : كناية عن الأراذل / الأنذال ، أبناء الزانيات ، قال ابن نباتة (2) : 2 ب
... يابن (3) الدَّهاليزِ وأبناءِ السِّكَكْ ... ... ويابنَ عَجِّل لا يَجِي زَوْجِي يَرَكْ
... يابنَ الزِّنا وحْدَكَ لا شريكَ لك ... ... وابن البَغايا والفِراشِ المُشتَرَكْ
ابن ذكاء : الصبح ، وأبو ذكاء الشمس 0
... فوردتْ قبلَ انبلاجِ الفجرِ ... ... وابنُ ذُكاءٍ كامِنٌ في كَفْرِ (4) 0
ابن الزِّبعرَى (5) : يضرب به المثل في الكفر بالبعث ، فيقال : أكفر من ابن الزبعرى ، ومن نظمه :
... حياةٌ ثم موتٌ ثم نشرٌ ... ... حديثُ خُرافةٍ يا أمَّ عمرو
ابنا سَمِير : يقولون لا أفعل ما سمر ابنا سمير، أي : الليل والنهار ، أو الغداة والعشي ، قال ابن الرومي :
... لاِبنيْ سَميرٍ صُروفٌ غيرُ غافِلةٍ ... يُحْسِنَّ نِقْضاً كما يُحسِنَّ إمْرارا (6)
__________
(1) كتبت أغرا بدل غرّ ، والتصحيح من ثمار القلوب ، ص 266 ، المسألة 385 ، وفيه في وكريه دل في وكره
(2) في ثمار القلوب ابن بسام
(3) كتبت يا بني والتصويب من ثمار القلوب ، ص 270 ، الفقرة رقم 402 ، وبعد البيتين في ثمار القلوب البيت التالي :
... ويبنَ مَن لو نُوِّمَت فوقَ الحَسَك ... ... تحتَ الزُّناة وجدته كالفنك
والفنك : الجلد ابلذي يتخذمن الفرو ، اللسان مادة ( فنك )
(4) جاء هذا الرجز هكذا : أورت قبل ابتلاج 000 والتصويب من ثمار القلوب ، ص 264 ، واللسان مادة ( ذكا )
(5) هو عبد الله بن الزبعرى بن قيس بن عدي بن زيد ، أحد شعراء قريش المعدودين ، كان يهجو المسلمين ، ويحرض عليهم كفار قريش في شعره، ثم أسلم يوم الفتح 0 الأغاني15/ 179 ، وهذه الفقرة غير موجودة في ثمار القلوب 0
(6) أغفل المؤلف ذكر البيت ، واكتفي بالقول : قال ابن الرومي ، وقد أثبتنا البيت كما هو في ثمار القلوب(1/4)
ابن السبيل : المجتاز (1) ، وقيل لأعرابي : أين تحب أن يكون طعامك؟ قال في بطن أمطفل ، أو ابن سبيل شاسع ، أو أسير جائع ، أو كبير كانع (2) 0
ابنا شَمام : هضبتان في أصل جبل يسمى شَمام يضرب بهما المثل في الاصطحاب ، قال :
... فهلْ حَدَّثتَ عن أخوينِ دَامَا ... ... على الأيامِ إلاّ ابْنيْ شَمامِ
ابن ضُلّ : تقول العرب ضُلٌّ ابن ضُِلّ ، وقُلّ ابنُ قُلّ لمن لا يُدرى مَن هو ومَن أبوه، ويقال للمفلس ضٌلّ ابنُ ضُلّ (3) 0
ابن الغِمد : السيف للزومه له ، قال الشاعر :
... كأنيَ وابنُ الغِمدِ والطِّرفِ أنْجُمٌ ... ... على قَصْدِهَا والنجمُ يسرِي على قَصْدِي (4)
ابن طاب : جنس من تمور المدينة ، يقول أهلها : إذا وافق الهوى الصَّواب فاللبأ ابن طاب (5) 0
ابن الطريق : ابن الزنا ، قال دعبل في المخزومي (6) :
__________
(1) في ثمار القلوب ص267 ، الفقرة رقم 388 كتبت المحتار ، وما أثبته المؤلف أدق ،وأقرب للمراد
(2) رجل كانع :أي نزل بك بنفسه وأهله طمعا في فضلك ، اللسان ( كنع )
(3) جاءت هذه الفقرة في الثمار هكذا : تقول العرب لمن لا يدرى من هو ومن أبوه :ضل ابن ضل ، وقل ابن قل ، ويقولون للمفلس صَلمعة ابن قَلمعة ، قال أبو سعيد هو كقولك : الأحد ابن الأحد 0 ثمار القلوب ، ص 268 ، المسألة رقم : 393
(4) جاء عجز هذا البيت هكذا : على فقدها والنجم منه على عمد ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 269 ، الفقرة رقم : 394
(5) اللبأ أول الحلب ، اللسان ( لبأ ) ، وفي الثمار، ص 266 ، الفقرة رقم : 387 فاللبأ بابن طاب 0
(6) الشاعر هو دعبل بن علي الخزاعي الشاعر المعروف ، والمخزومي هو أبو سعيد كما في ثمار القلوب ، ص 267 ، المسألة 388 ، وقد جاءت هذه الفقرة في ثمار القلوب مدمجة مع فقرة ابن السبيل المذكورة آنفا 0(1/5)
... عدوٌّ راح في ثوب (1) الصديقِ ... ... شَريكٌ (2) في الصَّبوح وفي الغَبوقِ
له وجهانِ ظاهِرُه ابنُ عَمٍّ ... ... وباطِنُه ابنُ زانيةٍ عتيقِ
يسرك ظاهراً ويَسوءُ سرّاً ... ... كذاك يكون أبناء الطريق
وأنشد الفرياني في البوشنجي وقد وقع حريق في داره :
... أقول ولا شماتة في الحريق ... ... أجيدي حرقَ دارِ ابنِ الطريقِ
... فما أحرقتِ إلاّ ما حَواه ... ... بمسألةٍ وتَدنِيقٍ وضيقِ
وقولهم : ابن عَجِّل عَجِّل ، كناية عن اللقبط ، وعجِّل عَجِّل قول الزانية تحت الزاني تحثه على سرعة الفراغ 0
ابن طامر : يقال لمن لا يعرف 0
ابن العنقود (3) : الخمر/ قال الصنوبري : ... ... ... ... ... ... 3أ
... مُغَرِّدَ الليلِ ما يألوكَ تَغريدا ... ... ملَّ الكرى فهو يدعو الفتيةَ الصيدا
... مُذَكِّرَاً بابنةِ العُنقودِ حينَ حَكَتْ ... ... له الثُّريا قُبَيلَ الصبحِ عُنقودا
ابن الغَمام : المطر ، وأجاد ابن الرومي في قوله :
... يُدْوي الرجالَ ويَشفيهم بمبتسمٍ ... ... كابنِ الغَمامِ ورِيقٍ كابنةِ العنبِ
ابنة الكرم (4) : الخمر ، قال أبو نواس :
... صفةُ الطُّلولِ بلاغةُ القِدَمِ ... ... فاجعل صفاتَك لابنةِ الكرْمِ
ابن الليلة : الهلال ، قال :
... كأنَّ ابن ليلتها جانِحاً ... ... فَسيطٌ لَدَى الأُفْقِ من خِنصرِ (5)
__________
(1) كتبت : مثل ، وما أثبتناه من ثمار القلوب ،وديوان دعبل ، ص184
(2) كتبت : شريكك ، وما أثبتناه من ثمار القلوب ، وديوان دعبل ، ص 184
(3) جاءت هذه الفقرة تحت عنوان ( ابنة الكرم )في كتاب ثمار القلوب ، ص 272 ، الفقرة 405 وقد اجتزأ منها المؤلف ما ذكره هنا ، وكان الأولى أن يقول : ابنة العنقود ن وليس ابن العنقود 0
(4) هذه الفقرة وفقرة ابن العنقود جاءتا فقرة واحدة في ثمار القلوب هي فقرة ابنة الكرم ، ثمار القلوب ، ص 272 ، الفقرة رقم : 405
(5) الفسيط : قلامة الظفر ، والبيت في اللسان ( فسط ) ونسبه إلى عمرو بن قميئة(1/6)
وقال ابن المعتز (1) :
... ولاحَ ضوءُ هِلالٍ كادَ يَفْضَحُنا ... ... مثلَ القُلامة قد قُدَّتْ من الظُّفُرِ
وقال آخر :
... وأرى الهلالَ ابنَ الثلاثِ مطرِّزًا ... ... ثوبَ الدُّجى والجوُّ في زُرْقِ العُصَب
... فكأنما فرس الأمير المرتجى ... ... ألقى بِروضِ بنفسجٍ نعلَ الذّهب
والعرب تقول لصاحب الغارات ابن الليل ، ولذلك قال علي :
... ماذا يُريني الليلُ من أهوالهِ ... ... أنا ابنُ عمِّ الليلِ وابنُ خالِهِ
أذا دَجا دخلْتُ في سِربالِهِ
ابن الليالي (2) : القمر ، قال نصيب :
... بدأنَ بنا وابنُ الليالي كأنّه ... ... حسامٌ جَلت عنه العُيونُ صقيلُ
... فما زلتُ أُفني كلَّ يومٍ شبابَه ... ... إلى أن أتتك العيس وهو ضئيلُ
ابن الماء : كل طائر يألف الماء ، قال ذو الرمة :
... وردتِ اعتسافا والثريا كأنها ... ... على قمَّةِ الرأسِابنُ ماءٍ مُحلِّقِ
وقال أبو عيينة :
... يا عُقابَ الدَّجْنِ في الأمـ000000000 نِ وفي الخوفِ ابنُ ماء
ابن بَجْدَتها : الهاء للأرض ، يعنون العالم بها ، قال المتنبي :
... حتى أَتى الدُّنيا ابنُ بَجْدَتِها ... ... فَشَكا إليه السَّهلُ والجَبَلُ (3)
ابن النعامة : المَحَجّة ، وبُنيَّات الطريق، وصدر القدم ، وعرق تحت الأخمص ، وعظم الساق 0
ابن النهار : هو النهار 0
إبهام الضَّب : يضرب مثلا للقصير ، فيقال : / أقصر من إبهام الضب ، كما يقال أقصر3 ب من إبهام القطا والحبارى (4) ، قال :
__________
(1) كتبت هذه الفقرة هكذا : وروى المعتز قوله : وضوء هلال كان يفضحه ، وجاءت في ثمار القلوب ، ص264 ، الفقرة رقم377 هكذك : كأن ابن ليلتها 000000000 ويروى ( كأن ابن مزنتها ) ومعناه حين انقشعت عنه السحابة بدا كقلامة الظفر ، ومنه أخذ ابن المعتز قوله 00000000000
(2) جاءت هذه الفقرة والتي قبلها في ثمار القلوب ، ص 263 ، الفقرة رقم 377، فقرة واحدة ، في حين جعلهما المؤلف فقرتين 0
(3) ديوانه 2/314
(4) كتبت الحباحب ، والتصويب من ثمار القلوب ،ص 415 ، الفقرة رقم : 660(1/7)
... ... ... * وكَفٍّ كَكَفِّ الضَّبِّ بلْ هيَ أقْصَرُ *
والعرب تمدح سعة الكف ، وتذم ضيقها (1) 0
إبهام القطا : يضرب مثلاً للقصر ، والصغر ، يقال : أقصر من إبهام القطا ، ومن إبهام الحبارى ، قال جرير :
... ويومٍ كإبهامِ القَطاةِ مُزَيَّنٍ ... ... إليَّ صِباهُ غالبٌ لِيَ باطِلُهْ (2)
ابن آوى : يتمثل به [ من وجهين : أحدهما ما قاله أبو نواس في أن آوى يسمع به ولا يُرى ] (3) قال أبو نواس :
... وما خبزُهُ إلاَّ كآوى يُرى ابنُهُ ... ... ولمْ يُرَ آوى في الحُزونِ ولا السَّهلِ (4)
وقال آخر في صعوبة صيده ورخص ثمنه (5) :
... كابنِ آوى وهو صَعْبٌ صيدُهُ ... ... فإذا صِيدَ يساوي خَرْدَلَهْ
أبناء دَرْزة (6) : كناية عن السِّفل والسُّقَّاط (7) ، وهم أيضاً خياطون من أهل الكوفة ، كانوا مع زيد بن علي ، وخذلوه ، قال الهلالي (8) :
... يَابَا حُسينٍ لو شُراةُ عِصابةٍ ... ... عَلِقَتْكَ كان لِوِرْدِهمْ إصدارُ (9)
__________
(1) كتبت ضيقه ، والتصويب من ثمار القلوب ، ص 415 ، الفقرة 660
(2) ديوانه 478
(3) زيادة من ثمار القلوب ، ص 266 ، الفقرة رقم 384
(4) ديوانه 171 ، ولم يكمل المؤلف البيت ، بل جاء عنده هكذا : وما خبرها إلا كآوى يرى ابنها ولا ترى ، وما أثبتناه من ثمار القلوب ، ص 266 ، الفقرة رقم : 384
(5) هذا هو المعنى الثاني 0
(6) كتبت ابن درزة ، وما أثبتناه من ثمار القلوب ، ص 271، الفقرة 403
(7) كتبت الأسقاط ، وما أثبتناه من ثمار القلوب ، الصفحة والفقرة المذكورتان آنفا
(8) هو حبيب بن جَدَرَة ، وهو أحد الشراة من الخوارج ، كما في ثمار القلوب ، ص 271 ، الفقرة 403 ، وقال المبرد في الكامل 4/12ـ13 جُدْرَةَ ، وهي السلعة ، وقال الأخفش : الصحيح عندنا ابن خِدْرة ، بالخاء وكسرها
(9) كتبت في ثمار القلوب في الموضعين : أأبا ويعضد ما أثبتناه ما جاء في الكامل 4/12 ، وفيه : ( صحبوك كان لوردهم )(1/8)
... يَابَا حُسينٍ والأمورُ إلى مدىً (1) ... ... أبناءُ دَرْزَةَ أسلموكَ وطاروا
أبو البيضاء : كنية الحبشي ، كما يقال للمكفوف : أبو البصير ، وأنشدوا :
... أبو غالبٍ ضدّ اسمهِ واكتنائِه ... ... كما قد ترى الزنجي يُدعَى بعنبرِ
... ويكنَى أبا البيضاء واللون أسودٌ ... ... ولكنهم جاءوا به للتطيُّر
أبو جَعْدَة : كنية الذئب ، قال ابن الأبرص (2) :
... هي الخمر لا شكَّ تكنَى الطِّلا ... ... كما الذئبُ يكنَى أبا جَعْدَهْ (3)
يضرب (4) مثلاً لمن يبرّ باللسان ، وهو يريد بصاحبه الغوائل ، والمعنى أن الذئب وإن كانت كنيته حسنة ، لكنه خبّ فاسد لئيم ، كما أنّ ابن المتعة يحسن باسم التزوج ، وهي فاسدة ، قال ابن شُبْرمة :
... يا خليلي إنما الخمرُ ذئبٌ ... ... وأبو جعدةَ الطِّلاءُ المريبُ
... ونبيذُ الزبيبِ ما اشتدَّ منه ... ... فهو للخمرِ والطِّلاءِ نسيبُ
أبو الأخطل : كنية البغل ، وكذلك أبو قموص ، وقُدِّمتْ بغلة إلى أعرابية لتركبها ، فقالت : لعلها أبو حَبُوص، بغلة شحذوذ ، أو كما يكنى به قموص ، والشحذوذ : السيء الخلق ، والحَبُوص: الشديد العدو (5) 0
__________
(1) في الكامل :(والجديد إلى بلى )
(2) هو عبيد بن الأبرص ، كما في ثمار القلوب ، ولربما يرى المؤلف أن هذا من الاختصار !!
(3) ديوانه ، ص 62 ، وروايته : هي الخمر بالهزل تكنى الطلا ، وأورد المؤلف الشطر الأول هكذا : هي الخمر تكنى الطلا ، وما أثبتناه من ثمار القلوب ، ص 252 ، الفقرة رقم : 350
(4) كتبت : ضرب ، وما أثبتناه من ثمار القلوب
(5) وردت هذه الفقرة على النحو التالي : أبو الخطل : كنية البغل ، وكذا أبو قبوص ، وقدمت بغلة إلى أعرابي ليركبها ، فقال : لعله سشحرور أو قبوص ، أو كما يكطنى به قموص ، والشحرور السشيء الخلق ، والقبوص الشديد العداوة 0 وما أثبتناه من ثمار القلوب ، ص 251 ، الفقرة رقم 348(1/9)
أبو دِثار : يكنى به عن الكِلّة التي يُتوقى بها من البعوض ، وهي شبه بيت رقيق ، يستشف ما وراءه ، ولا يجد البعوض متخللاً / فيه 0 قال الشاعر : 4أ
... لَنِعْمَ البيتُ بيتُ أبي دِثار ... ... ... إذا ما خافَ بعضُ القومِ بَعضا
البعض : عنى البعوض 0
أبو الذَِّبّان : يضرب مثلا للبخر ، وكني به عبد الملك بن مروان ، لشدة بخره ، بحيث إذا دنا الذباب من فيه مات ، لخبث رائحته 0
أبو رياح : تمثال فارس من نحاس بحمص على عمود حديد فوق قبة كبيرة ، يدور مع الريح حيث هبّت ، ويمناه ممدودة مضمومة الأصابع إلاّ السبابة (1) ، فإذا أشكل على أهل حمص مهب الريح عرفوه منه ، لدورانه معه ، ويضرب به المثل للطائش الخفيف ، فيقال : أطيش من أبي رياح ، تشبيها به ، قال الشاعر :
... ... أفٍّ (2) لقاضٍ لنا وَقاحِ ... ... أمسى بريئا من الصلاحِ
... ... كأنه قبةٌ عليها (3) ... ... غُرابُ نَوحٍ بلا جناحِ
... ... وليس في الرأس منه شيئٌ ... يدور إلاّ أبو رياح
أبو زياد : كنية الحمار ، وكذا أبو نافع ، قال الشاعر يهجو زياد :
... زيادٌ لستُ أدري مَن أبوه ... ... ولكنَّ الحمارَ أبو زيادِ
أبو ضَوْطَرَى : إذا نسبت العرب العيوب إلى إنسان قالت : أبو ضوطرى ، وأبو حباحب ، وأنشدوا :
... أبو ضَوْطَرى جدْعَاً بأنفكَ كلّما ... ... تشبَّهْتَ بالساداتِ والكُبراءِ
أبو طريف : كنية الفرج ، قال ابن أحمر :
... قالتْ فأهدِ لنا مُعلماً ... ... فأبو طريفٍ ما عليه إزارُ
ويكنى بأبي الجنيد (4) ، وأبي الزردان (5) ، كما يكنى الذّكر بأبي الجميح ، وأبي رُميح (6) ، وأبي عوف 0
أبو خالد : كنية الكلب ، قال ابن الرومي :
__________
(1) كتبت المسبحة ، وما أثبتناه من ثمار القلوب ، ص 248 ، الفقرة رقم : 336
(2) كتبت ان ، وما أثبتناه من ثمار القلوب
(3) كتب الصدر هكذا : كأن رأيه عليه ، وما أثبتناه من ثمار القلوب
(4) كتبت :المجنبذ ، وما أثبتناه من ثمار القلوب ، ص 250 ، الفقرة رقم :343
(5) كتبت : الزوران ، وما أثبتناه من ثمار القلوب
(6) كتبت بريح ، والتصويب من الثمار(1/10)
... أخالدُ لا تكذبْ فلست بخالدٍ ... ... هنالك بل أنت المُكنّى بخالدِ
... ولَلْكلبُ خيرٌ منك لؤمُكَ شاهدٌ عليك وما دهري بإبعادِ شاهدِ !
أبو عُذْرة : يضرب لمن ابتدع شيئا ، يقال : فلان أبو عذرة هذا الكلام ، أي هو أول من اخترعه ، مستفاد من قولهم فلان أبو عذرتها ، أي الجارية ، يعني هو الذي افتضها 0
أبو عَمْرة : كنية الإفلاس والجوع ، فيضرب به المثل ، ويقال أصابه أبو عمرة ، قال أبو فرعون :
إنّ أبا عُمْرَةَ حَلَّ حُجْرَتِي ... ... وحلّ نسجُ العنكبوتِ بُرْمَتِي
/ أبو العجب : كنية المشعبذ ، وقيل المشعوذ من الشعوذة ، السرعة والخفة ، ولا 4 ب
أصل لها (1) ، وهي مخاريق ، وخفة في اليد ، وتصوير للباطل بصورة الحق ، قال أبو تمام :
? ما الدهرُ في فعلهِ إلاّ أبو العجبِ *
أبو عروة السبَّاع : يضرب به المثل في جهارة الصوت وشدته ، كان يصيح بالسبع ، وقد احتمل الشاة ، فيطرحها ويموت ، فيشق جوفه ، فيوجد فؤاده قد انخلع 0
أبو قبيس : جبل بمكة ، قال البستي :
... عصى السلطانَ فابتَدَرتْ إليه ... ... جنودٌ يَقلَعونَ أبا قُبَيْسِ
أبو ليلى : يكنى به مَن يحمّق ، وكذا أبو أدْراص (2) ، ومن ثم كنّوا عبد الملك بن مروان بأبي ليلى ، قال :
... إني أرى فتنةً تعلو مراحِلَها ... ... والملك بعد أبي ليلى من الغلب
أبو مالك : كنية الجوع ، والكِبَر ، قال الشاعر في الجوع :
... أبو مالكٍ يعْتادُنا في الظهائِر ... ... يُلِمُّ فيُلْقي رَحْلَهُ عند جابرِ (3)
والعرب تسمي الخبز جابرا وعامراً ، وقيل في كنية الكِبَر :
... أبا مالك إنَّ الغواني هَجَرْنَنِي ... ... أبا مالكٍ إني أظنّك دائبا (4)
أي : غير زائل ، وكُني به لأنه يملك الرجل فلا يفارقه ،وأنشد أبو عبيدة :
__________
(1) يعني لا أصل لها في العربية
(2) كتبت أبو دواص ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 251 ، الفقرة : 346
(3) كتبت عليّ جابر ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 249 ، المسألة 338
(4) المخصص 13/176(1/11)
... بئس قرينا بعده هالكٌ ... ... أم عبيد وأبو مالك (1)
وأم عبيد (2) كنية المفازة 0
أبو مَثْوَى : أي صاحب رحل الذي نزل به ,ضافه ، ويقال : مَن أبو مثواك 0
أبو أيوب : كنية الجمل ، وكذا أبو صفوان ، قال ابن الرومي يهجو ابن طاهر (3) :
... يا أبا أيوبَ هذي كنيةٌ ... ... من كُنى الأنعام قِدْماًلم تزلْ
... ولقد وُفِّقَ مَن كنَّاكها ... ... وأصابَ الحقَّ فيها وعَدَلْ
... قد قضى قولُ لبيدٍ بيننا ... ... ( إنما يُجزى الفتى ليس الجمل ) (4)
أبو يحيى : كنية ملك الموت ، كما يقال للحبشي : أبو البيضاء ، وللأعمى : أبو بصير ، وأنشد الخوارزمي :
... سَريعةُ موتِ العاشقين كأنما ... ... يغارعليها من هواهم أبو يحيى
[ وله من قصيدة أخرى ] (5) :
... وأدعو له بالعُمْرِ في كل مَشْهَدٍ ... ... ويضحكُ مني في الكَمينِ أبو يحيى
أتان الضحل : هي الصخرة تكون في الماء الضحضاح، وفيها ألغز بعضهم بقوله :
... وعندهم أتان في غدير ... ... ... وقد ألفت به ماء وطينا
... وإن عطش المواشي أوردوها ... ... على ثعبان وادٍ فارتوينا
/ والثعبان : مسائل الماء إلى الوادي ... ... ... ... ... ... 5أ
... وتصدر وهي حامضةٌ رواء ... ... جفتْ ذا خلةٍ وعَلَتْ مُتونا
والإبل الحامضة : التي تأكل الحمض ، وقوله جفت إلى آخره : أي : جفت من الأكمة ما كان داخله ، والخلة : النبات الحلو 0
أثافي الشر : جرير والفرزدق والأخطل ، سموا بذلك لأنهم تهاجوا أربعين عاما 0
أحمر ثمود : هو قُدارُ عاقر الناقة ، يضرب مثلا في الشّقاوة (6) ، يقال : أشقى من أحمر ثمود، ومنه حديث ( أشقى الناس عاقر ناقة ثمد ) 0
__________
(1) كتب : أم عبيدة ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 249 ، الفقرة 338
(2) كتب : أم عبيدة ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 249 ، الفقرة 338
(3) هو أبو أيوب سليمان بن عبد الله بن طاهر ، كما في الثمار ، ص 251 ، الفقرة : 347
(4) نصف بيت للبيد ، ديوانه 179
(5) زيادة من الثمار ، ص 246 ، الفقرة : 330
(6) كتبت : الشقوة ، وكذا في الثمار ، والصواب ما أثبتناه 0(1/12)
أحلام عاد : يضرب مثلاً لوفور العقللما تصور في الأذهان من عظم خلقها ، فتكون عقولها بقدر أجسامها ، قال الشاعر :
... كأنما ورثوا لقمانَ حِكْمَتَهُ ... ... عِلماً كما ورِثوا الأحلامَ من عادِ
اختطاف الخُطَّاف : يضرب به المثل ، وفيه قال الصنوبري :
... ومُؤاتي العِناقِ غيرُ مُؤاتِ ... ... مُطمِع اللَّحظِ مُؤنس اللَّفظاتِ
... لا يُنِيلُ التقبيلَ إلاَّ اختطافا ... ... كاختطافِ الخُطَّافِ ماءَ الفُراتِ
أخلى من جوف حمار وأكفر من حمار : يضرب للخلاء والخراب ، وذلك أنَّ رجلاً اسمه حمار ، وله وادٍ عريض كثير الخصب ، فخرج بنوه يتصيدون ، فأصيبوا بصاعقة ، فهلكوا ، فكفر ، وقال : لا أعبد من فعل هذا ، وصار كل من لا يطعه على الكفر من قومه قتله ، فصارت ديارهم خالية 0
أخلاق الملوك : يضرب بها المثل في التلون والتغيّر ، وقد يشبه بها يومامن أيام الربيع ، قال :
... ويومٍ كأخلاقِ الملوكِ مُلوَّنٍ ... فشمسٌ ودُجنٌ بعد ذاك ووابِلُ (1)
أدب النفس : قالوا : أدب النفس خير من أدب الدرس ،ونظمه مَن قال :
... يا مُغْرِقاً في أدب الدّرسِ ... ... أفضلُ منه أدبُ النفسِ
اديم الأرض : يدخل في الاستعارة ، كما يقال أديم السماء ، قال الأعشى :
... والأرضُ حَمَّالةٌ لِما حمّل ال00000له وما إنْ تَرُدّ ما فعلا
... يوماً تراها اكتست بأرديةِ ال0000 عَصْبِ ويوماً أديمُها نَفِلا (2)
أديم الماْ : يستعارالأديم للماء كما يستعار للأرض ، فاستعارته للماء كقول كشاجم في وصف سمكة :
وابنة ماءٍ في أديمِ ماءٍ ... ... ... بيضاء مثل الفضّةِ البيضاء
/ واستعارته للسماء [ كما قال أبو عثمان ] (3) في لابسة أزرق اسمها قبُول (4) : ... ... 5ب
... ما تعدت قبول أن لبست ... ... ... زيّاً شبيهاً لوجهها ذي البهاء
__________
(1) في الثمار ، ص 184 ، الفقرة 263 : ثم ظلٌّ ووابل ، والدجن : إلباس الغيم الأرض
(2) ديوانه ، ص 233
(3) كتبت : كقول كشاجم ، وهوغير صحيح ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 567 ، الفقرة 933
(4) في الثمار : قتول(1/13)
... لبست أزرقا فجاءت بوجه ... ... يُشبه البدر في أديم السماء
إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل ، وإذا جاء نهر الله بطل نهر عيسى : يضرب مثلا الأول بالبصرة ، والثاني ببغداد، وأرادوا بنهر الله البحر والمطر والسيل ، فإنها يستغنى بها عن جميع المياه ، وتزيد الأنهر ، تسمى بهذه الإضافة 0
أذن الحائط : المثل للحيطان آذان ، خلفها من يسمع ما تقول ، قال الطرائقي [ الأبيوردي ] (1) :
... سرُّ الفتى من دمِهِ إن فَشا ... ... فأَوْلِهِ حفظاً وكِتْمانا (2)
... فاحتط على السّرِّ بكتمانه ... ... فإنّ للحيطانِ آذانا
وقال آخر في أُذُن العُود :
... وكأنه في حِجْرِها ولد لها ... ... ضمَّتهُ بين ترائِبٍ ولَبانِ
... طوراً تُدِغْدِغُ بَطْنَهُ فإذا هفا ... ... تحرَّكَتْ له أُذُنا من الآذانِ
أذنا عناق (3) : في المثل جاء بأذني عَناق ، إذا جاء بالكذب والباطل 0
أذواء اليمن : هم ملوكها ، وإياهم عنى أبو نواس بقوله :
... ودَانَ أذْواؤُنا البريَّةَ من ... ... ... معترِّها رغبةً وراهِبِها
بُرثُن الأسد (4) : دخل أبو العميثل (5) على ابن طاهر فقبل يده ، فقال له : قد آذت خشونة شاربك يدي ، فقال : إن شوك القنفذ لا يضر برثن الأسد 0
إرجافُ العوام : قال ابن الزيات : إرجاف العوام مقدمة الكون ، ونظمهجَخْظَة فقال :
... أرى الإرجافَ مُتَّصِلاً بنذْلٍ ... ... ولابس حُلَّتي كِبرٍ وتِيهِ
... وإرجافُ العوامِ مُقدَّماتٌ ... ... لأمرٍ كائنٍ لاشكَّ فيهِ
أرواقُ الملوك : في الجاهلية بمنزلة الوزراء في الإسلام ، والرواقة كالوزارة ، فال لبيد :
... وشهدت الحية الآفاق عاليا ... ... كعبي وأرواق الملوك شهود
__________
(1) زيادة من الثمار ، ص 335 ، الفقرة 505
(2) يتيمة الدهر 4/126
(3) كتبت أذني عناق ،وما أثبتناه من الثمار ، ص336 ، الفقرة 506
(4) كتبت : بريق الأسد في الموضعين ، هذا الموضع والموضع الذي يليه ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 384 ، الفقرة : 602
(5) كتبت : أبو العمشلي ، وما أثبتناه من الثمار في الصفحة والفقرة المذكورتان آنفا(1/14)
است النمر : [ يضرب ] (1) مثلاً للمنيع ، فيقال أمنع من است النمر ، وأعز من استه ، لأن النمر مكروه القتال ، بعيد المنال ، مصمم ، لا يرى شيئاً إلاّ طلبه ، ورام الاستعلاء عليه ، وهو أشد السباع جُرأةً ، وأقواها شكيمة 0
أُسارى الثرى : كان ابن الزيات إذا ذُكِر عنده ميت بسوء ، قال : كُفّ,ا عن أُسارى الثرى ، وفي معناه / قول ابن المعتز : لا تذكر الميت بسوء ، فتكون الأرض أكتَمَ عليه منك 0 6أ
اسقف نجران : يضرب به المثل في الحكمة والبلاغة والخطابة (2) ، وهو القائل :
... منع البقاءَ تقلّبُ الشمس ... ... وغُدوّها من حيث لا تمسي
... وطلوعها بيضاءَ صافيةً ... ... وغُروبُها صفراءَ كالوَرْسِ
... اليوم أعلمُ ما يجيءُ به ... ... ومضى بفضل قضائه أمسِ
أسنان الحمار : يضرب به المثل في التساوي والتماثل ، ومن أمثالهم :
? سواسيةٌ كأسنانِ الحمار *
ويقال هو سِيُّك ، أي سواء مثلك ، وهما سيان ، وهم سيان ، وهم أسواء وسواس ، وسواسية ، إذا كانوا مستوين متساويين، قال بعضهم ولا تكون السواسية إلاّ في الشر ، قال زهير (3) :
... سواس كأسنان الحمارِ فلا ترى ... ... لذي شيبَةٍ منهم على ناشىْ فضلا
وقال ذو الرمة :
... لهم زُمْرَةٌ شُهْبُ السِّبالِ أذلَّةٌ ... ... سواسيةٌ أحرارها وعبيدُها
اسود العين : اسم جبل وفيه قال الشاعر :
... إذا زالَ عنكم أسودُ العينِ كنتمُ ... ... كِراماً وأنتم ما أقام لائم
أي أنكم لا تزالون لئاما 0
أشقر مروان : فرس مشهور لمروان بن محمد آخر ملوك بني أمية ، وكان يعدل شبديز كسرى في الحسن والجودة وشهرة الذكر ، فصار مثلا لكل طِرْف عتيق ، فرس كريم اشتراه مروان بثلاثمائة ألف درهم ، والعرب تتشاءم بالأشقر ، ويقال إن مروان أدركه شؤمه 0
__________
(1) زيادة من الثمار ، ص 399 ، الفقرة 635
(2) كتبت : وهو الخطابة ، وما أثبتناه الصحيح
(3) في الثمار، ص 370 ، الفقرة 568 نسبه لابن أحمر ، وفي اللسان ( سوى ) نسبه إلى كثير(1/15)
أشهر من آدم : يضرب مثلا لمن عرفه الخاص والعام ، كتب ابن الحجاج لبعض الرؤساء يشكو بوابه :
... خادمكم يشكو وقد جاءكم ... ... غلطة بوابكم الخادم
... أنكرني منكم على زعمه ... ... ... فلم أزل في عجب دائم
... لأنني في بني آدم ... ... ... مذ خلقوا أشهر من آدم
أصابع الأيتام : قال بعض السلف احذروا أصابع الأيتام ، أي رفعهم إياها 0
أصابع زينب : ضرب من الحلوى ، وفيه قال المأموني :
... وضرب من الحلوى أُكني عن اسمه ... ... لوجدي بمن يُعزى إليه وينسب
... يصدِّق معناه اسمه فكأنه ... ... ... بنانٌ بأطراف البنين مخضب (1)
/ أصابع الشيطان : يكنى بها عن الأعمال السلطانية ، يقال : والاه السلطان ، صبعه6 ب الشيطان ،قال الشاعر :
... قد كنتَ أكرمَ صاحبٍ وأبرّه ... ... حتى دهتْكَ أصابعُ الشّيطانِ
... جَذَّ الإلهُ بنانَها وأبانَها ... ... ... كم غيّرتْ خلقاً من الإنسانِ
أصفرسُلَيم : كان سليم صيدلانيا بالبصرة ، وقد عجن دواء أصفر لكل ما شُرب له، فكان يداوي كل مبرود ومحرور ، فصار مثلا للبركة 0
إطراق الشجاع : في المثل أطرق إطراق الشجاع ، إذا سكت وسكن ، قال المتلمس :
... فأطرق إطراق الشجاع ولو يُرى ... ... مساغاً لِنَابيْهِ الشجاعُ لصمّما (2)
أعناق الرياح : يضرب للمسرع المُجد ، يقال ركب أعناق الرياح، أي أسرع سيره ، قال أبو فراس (3) :
... ولو أني أطعت رسيس شوقي ... ... ركبت إليه أعناق الرياح
__________
(1) في الثمار ص 320 ، الفقرة 482 : بنان وأطراف البنان مخضب
(2) الأصمعيات 287
(3) كتبت : أبو نواس ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 336 ، الفقرة : 508 ، ويتيمة الدهر 1/56(1/16)
أغربة العرب : يضرب بهم المثل ، كانوا سودانا شجعانا : عنترة بن شداد ، أدرك المصطفى وكان شاعرا شجاعا ، وقلما يجتمعان ، وسليك بن سلكة ، وعبد الله بن خازم السلمي ، والي خراسان ، ومن العجب أنه كان مع فرط شجاعته يخاف الفأر أشد خوف (1) 0
إغفاءة لفجر: يضرب المثل بها في اللذة ، فيقال : ألذ من إغفاءة الفجر ، وأطيب من نومة الفجر ، قال (2) :
... أقولُ وقد أُوقِظْتُ من سِنَةِ الهوى ... بقول يحاكي لَذْعُهُ لذعةَ الفجر (3)
... دعوني وحِلْم اللهو في ليلة المُنى ... ولا توقظوني بالملامِ وبالزجرِ
... فقالوا ليَ استيقظْ فشيبُكَ لائح ... فقلتُ لهم طيبُ الكرى ساعة الفجر
وقال آخر :
... وقالوا أفق من رقدةِ اللهو والصِبا ... إن الصِبا بعد المشيب جنونُ
... فقلت لهم لا تَعْدِلوني فإنما ... ... ألذ الكرى بعد الصباح يكون
__________
(1) هذه الفقرة فيها ماهو غير صحيح ، وفيها إغفال لذكر بعض من ذكروا من أغربة العرب ،وقد جاءت هذه الفقرة في ثمار القلوب ،ص 159 ـ 160 ، الفقرة : 223 ، جاءت على النحو التالي : أغربة العرب : وذؤبان العرب ساداتها ، وهم أربعة سودان شجعان ، فمنهم عنترة بن شداد العبسي ، سرى السواد فيه من جهة أمه ، وكانت حبشية زنجية تسمى زبيبة ، وفيها قال من وصف رجلا بقلة شرب الشراب : ويدّعي الشرب في رطل وباطية ... وأم عنترة العبسي تكفيه
ومنهمخفاف بن ندبة السلمي ، سرى السواد فيه من قبل أمه وبلدته ، لأنه من حرة بني سليم ، وأدرك النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان شاعرا شجاعا ، وقق ما يجتمع الشعر والشجاعة ، وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم فتح مكة ومعه لواء سليم ، ومنهم السليك بن السلكة ، وقد تقدم ذكره ، ومنهم عبد الله بن خازم السلمي والي خراسان لعبد الله بن الزبير ، ومن عجيب أمره أنه كان نهاية في الشجاعة والنجدة ، وكان يخاف الفأر أشد مخافة 000000
(2) في الثمار ، ص 645 ، الفقرة 1083 قول ابن طباطبا
(3) في الثمار: بعذلٍ يحاكي(1/17)
أفاعي سِجِستان : يضرب بها المثل في الخبث ، وسوء الأثر ، كما يضرب المثل بثعابين مصر ، وجرّارات الأهواز ، وعقارب شَهْرَزور ، ووصف شبيب [ بن شبّة ] (1) أفاعي سجستان ، فقال : كِبارها حُتوف ، وصِغارها سيوف 0
أكلة خيبر : يضرب للطعام الوخيم العاقبة ؛ لأكل المصطفى [ صلى الله عليه وسلم ] للشاة المسمومة فيها 0
أكل الصوفي : يضرب به المثل / فيقال : آكل من صوفي ؛ لأنهم يدينون بكثرة الأكل 7أ ، وعظم اللقم ، وسُئل بعض الفقهاء عنهم ، فقال : رقصة أكَلة ، وبلغ من عنايتهم بالأكل ، وحرصهم عليه ، أن نقش بعضهم على خاتمه : ( أكُلُها دائم ) (2) ، وفسّر بعضهم الشجرة الملعونة في القرآن بالخِلال ؛ لمجيئه بعد الطعام ، وبعضهم ( مرجعهم لإلى الجحيم ) (3) بأنه الرجوع إلى المنزل من دعوة لم يأكل فيها ، وإلى ذلك الحال أشار مَن قال :
... كأن أبا يحيى يساقُ إلى الموت ... ... إذا ما تفرّقنا وصرنا إلى البيت ِ
لعلمِ أبي يحيى بما هو صائِرٌ ... ... إليه إذا أمسى من الخبزِ والزيت ِ
الآل : آل الإنسان أهله وعياله وأتباعه ، والآل أيضاً خشبات تبنى عليها الخيام ، وفي ذلك ألغز بعضهم فقال :
... وآل يدخلون الآل نارا ... ... وكان يقيهم ما يكرهونا
فالآل الأول الأهل ، والثاني الخشب المذكور ، والآل أيضا سرير الميت ، وحالة الإنسان ، وفي ذلك قال بعضهم ملغزا :
... وآل قد أحاط بهم بواك ... ... على آلٍ تسرُّ الشامتينا
قال كعب ين زهير :
... كل ابن آدم وإن طالت سلامته ... ... يوماً على آلةٍ حدباء محمولُ
__________
(1) زيادة من الثمار ، ص 424 ، الفقرة 678
(2) الرعد 35
(3) الصافات 68(1/18)
فالآل الأول سرير الميت ، والثاني جمع آلة ، وهي الحال ، يقال : فلان بآلة سوء ، أي بحالة سوء ، والآل أيضا السراب ، وهو الذي يكون ضحى بين السماء والأرض ، برفع الشخوص (1) ، وقد ألغز فيه بقوله :
... وآلٌ لا يُرى إلاّ نهارا ... ... ويخفي الليلَ آلُ القانتينا
فالأول السراب ، والثاني الشخص 0
الف الكلب : في المثل الكلب آلف من الهر، لأن الهر يألف المكان ، والكلب يألف لإنسان ، قال يهجو :
... هو الكلب إلاّ أنّ فيه ملالة ... ... ويوء مراعاة وما ذاك في الكلب
أمانة الأرض : يضرب بها المثل ، فيقال : آمن من الأرض ، لأنها تؤدي ما يُستودَع فيها 0
أم جابر : كنية السّنبلة 0
أم الجود : الغيث ، وقد أجاد ابن الرومي ، حيث قال :
... العف غَيْثٌ وهو منك مؤملٌ ... ... والبِشر برقٌ وهو فيك مَشِيمُ (2)
/ ... ألقحتَ أُمَّ الجودِ بعد حيالها ... ... ونتجت بنت المجد وهي عقيم (3) 7ب
أم حُبَيُن : دويبة قدر الكف 0
أم حيوكر ، وأم الزيبق : الداهية 0
أم خِنَّوْر ، وأم دَفْر : كنية الضبع ، فشبهت بها الدنيا ؛ لفسادها 0
أم الخلّ : الخمر ؛ لاستحالته منها ، وأول من كنّاها به مرداس (4) في قوله :
... رميت بأمِّ الخلِّ حبَّةَ قلبِهِ ... ... فلم يستفقْ منها ثلاثَ ليالِ
أمّ دَفْر : كنية الدنيا ، قال ابن الرومي في أبي الصقر :
... لم تظلم الدنيا بأمِّ دَفْر ... ... إذ أنت فيها من وُلاةِ الأمرِ (5)
__________
(1) ربما سقط بعد قوله والأرض كلام ، و السقط من فعل الناسخ ، لأن الكلام غير متسق ، وربم عنى رفع آل الثانية في بيت الشعر التالي على أنه فاعل مؤخر ، والليل مفعول به مقدم ، وهو الأغلب 0
(2) كتبت : والنثر ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 261 ، الفقرة 374
(3) كتبت : واسبحت بيت المجد ، وما أثبتناه من الثمار في الصفحة والفقرة المذكورتين آنفا
(4) كتبت : مروان ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 261 ، الفقرة 370 ، حيث جاء فيه : مرداس بن خِداش 0
(5) كتبت : وأنت فيها ولاة الأمور ، وما أثبتناه من الثمار ، ص257 ، الفقرة 358(1/19)
أمّ الرأس : أعلى الهامة ، ومحل الدماغ من الرأس ، وما أحاط به ، قال المتنبي يصف القلم :
... نحيف الشَّوى يعدو على أمِّ رأسهِ ... ويخفى فيقوى عَدْوُهُ حين يقطعُ (1)
أمُّ الرذائل : كنية الجهل 0
أم سويد : كنية الإست ، وكذا أم ستين ، وأم تسعين ، وسأل ابن الأعرابي :
... أيا علما الإسلام لا تخبرونني ... ... بناطقة خرساء مسواكها حجر
أم شمل : كنية الشمس ؛ لأنها تشمل الخلق بطلوعها 0
أم الصبيان : ريح تعتريهم ، وليس بصرع ، قال ابن الرومي :
... شيخٌ إذا علَّمَ الصبيان أفزَعَهم ... ... كأنه أم صبيان وكلب (2)
امذ الصدق : ذكرها الصاحب في قوله :
... ... يا أبا القاسم قل لي ... لم لماذا لا تزورُ
... ... كنت قد قدّمتَ وعدا ... فإذن وعدك زورُ
... ... ونحرت الود بالهجر كما تُذكى الجزورُ
... ... إنّ أمَّ الصدق في الوُدِّ لَمِقلاتٌ نَزُورُ
أمّ البنين : الأرض لأنا منها خلقنا ، قال تعالى : ( منها خلقناكم ) ، وهي أيضا الراية التي معها الجيش ، وفيها ألغز بعضهم بقوله :
... بأم بنين مرجعهم إليها ... ... وما ولدت وما حملت جنينا
فالأم هنا الراية التي معها الجيش 0
أم النتائف : المفازة البعيدة 0
أم السوي : صاحبة المنزل 0
أم النجوم : المجرة 0
أم الطريق : هي معظمهم ، وفيها ألغز بعضهم بقوله :
... وأم لم تزل تؤتى حراما ... ... وحلا لا تصيب الواطئينا
... إذا ما انحط عنها ابنٌ أتاها ... أبو وعدّ ذلك منه دينا
/ فمراده أم الطريق ، والحرام : أرض الحرم ، والحل ما سوى ذلك ، أي يطؤها الناس8أ في أرض الحل ، وأرض الحرم ، الإبن وأبوه ، وغيره ، فإذا كانا في سفر طاعة ، فذلك معدود من الدين ، ونظير ذلك أنه وقع في بعض مجالس الأدباء الفقهاء أنه جاء إنسان برقعة فيها سؤال ، وهو :
__________
(1) جاء عجز البيت هكذا : فيقوي عدوه000 ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 257 ، الفقرة 359 ، وديوان المتنبي 2/244 ، والشوى : الأطراغ ؛ اليدان والرجلان والرأس 0
(2) في الثمار ، ص 261 ، الفقرة 371 : أم غيلان وصبيان(1/20)
... فتى كان في وطئ الحلال مُساتراً ... فأعلن في وطئ الحرام جهارا
... ولا هو يأتي في الصلاة جماعة ... ... ويأكلُ في شهر الصيام نهارا
... وليس بذي عذر ولا بمسافر ... ... ولكن أتى هذا الفعال مرارا
... ليبلغ رضوان الإله بفعله ... ... ويصرف عنه في القيامة نارا
أراد بوطئ الحلال : أرض الحل ، ومساترا : ما يسمح فيها ، ما أعلن به في أرض الحرم من رفع الصوت بالتلبية والتكبير والجهر بذلك ، وأراد بالصلاة : الدعاء ، وأراد بالنهار : فرخ الحبارى 0
أمّ طبق : الداهية الكبيرة ، قال الأصمعي : أول من نعى المنصور بالبصرة خلف الأحمر ، كنا في حلقة يونس ، فجاء خلف ، فسلّم ، ولم يكن الخبر فشا ، فقال :
* قد طرقت ببَكْرِها أم طبق *
قال يونس : وما ذاك
... ... * فنتجوها خبراً ضخْمَ العُنُق *
فقال : لم أدرِ بعد ، قال :
... ... * موت الإمامِ فِلْقَةٌ من الفِلَق * (1)
فارتفعت الضجة بالاسترجاع 0
أم الطعام : الحنطة ؛ لفضلها على جميع الطعام ، قال [ في ] الحماسة :
... ربَّيتُهُ وهو مثلُ الفرخِ أطعِمُهُ ... ... أمَّ الطعامِ ترى في جلده زَغَبَا
أم طلحة : زعموا أنّ أعرابيا أكل مع بعض الأمراء ، فدبّت قملة على عنقه؛ فأخذها
( بعقد ثلاثين ، ونصفها بعقد سبعين ) (2) فقيل له : ما فعلت ؟ قال : لم يبق إلاّ خرشاء أم طلحة ، أي جلدها 0
أم عامر : الضبع ، يقال لها : خامري أم عامر ، يضرب بها المثل في الغدر ، ومقابلة الإحسان بالإساءة ، قال :
... ومن يصنع المعروف مع غير أهله ... يلاقي الذي لاقى مجير أم عامر
أم عبيد : المفازة ، أنشد أبو عبيدة : ...
... بئس قرينا فعل هالك ... ... أم عبيد وأبو مالك (3)
__________
(1) سقطت كلمة موت ، وما أثبتناه من الثما ر ، ص 260 ، الفقرة 369
(2) ما بين القوسين غير موجود في الثمار ، وبدلا منه ( وقصعها ) ، ص 259 ، الفقرة 365
(3) كتبت : أبو عبيد ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 261 ، الفقرة 372 ، وكذلك فإن عنوان الفقرة أم عبيد ، وليس أبو عبيد ، وفي الثمار : بئس قرينا يَفنٍ هالك 0(1/21)
/ أم العطايا والمنايا : الدواة ، قال : 8 ب
... قد بعثنا إليك أمَّ العطايا ... ... والمنايا زِنجيَّةَ الأحسابِ
... في حشاها منغيرِ حَرْبٍ حِرابٌ ... ... هي (1) أمضى من مرهفاتِ الحِراب
أمّ عوف : الجرادة (2) ، وكان في لسان زياد الأعجم لكنة ، لا يقيم معها الراء ،فالقى
[ عليه ] بعض الشعراء [ هذا البيت ] :
... فما صفراء تُكنى أمّ عَوْفٍ ... ... كأنّ حُبالتيْها مِنْجَلانِ
فأجابه :
... عنيت جرادةً وأظن ظناً (3) ... ... بأنّكَ إنما تبلو لساني (4) ...
أمّ الفضائل : كنية العلم 0
أم قسطل : الحرب 0
أمّ القُرى : مكة ، وأمّ كل أرض : أعظم بلد فيها ، وأمّ العراق : البصرة ، وأمّ خراسان : مرو ، ويقال : قرية من أمهات القرى : إذا كانت كبيرة ، كثيرة الأهل ، وأمّ كل شيء أصله، ومنه قيل للمصطفىالأمي ؛ لأنه نسب إلى أم القرى مكة ، وقيل : إلى أمّ العرب ، أي : أصلهم 0 ...
أمّ القِرى : النار ، قال صاحب ذات الحلل :
... لابدَّ منها في الشتاءِ والصيفِ ... ... لا سيما عندَ نزولِ الضّيفِ
أم الكتاب : الفاتحة ؛ لأنه المقدمة أمام كل سورة ، وقدألغز الشاعر فيها ، فقال :
... وأمّ لم تلدْ ولداً وليست ... ... ... بأمِّ الرأسِ يعرفها اللبيب (5)
أمّ كيسان : الركلة بلغة الأزد ، عثر المهلب في حرب الأزارقةعلى زلة من بعض أصحابه من الأزد ، واسمه معاوية ، فركله (6) ركلة برجله ، فقال : يا أيها الأمير اعفني من أمِّ كيسان 0
أم مِلْدم : الحمى ، وفي رقْيَتِها إلى أمّ ملدم التي تأكل اللحم ، وتشرب الدم من اللدم (7) ، وهو ضرب الوجه حتى يَحْمَرّ 0
__________
(1) في الثمار ، ص 259 ، الفقرة 367 :هنّ
(2) كتبت :الجراد ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 258 ، الفقرة 365
(3) كتبت : أيضا ، وما أثبتناه من الثمار، ص 259 ، الفقرة 365
(4) في الأغاني : أراد زرادة وأزن زنا ، قال : يريد جرادة ، وأظن ظنا
(5) كتبت :الحبيب ، وما أثبتناه منالثمار ، ص255 ، الفقرة 352
(6) كتبت: فجعله ، والصواب ما أثبتناه
(7) أي أنها مشتقة من اللدم(1/22)
أمّ المنايا : كناية [ عن ] معظم المنية ، قال الشاعر :
... لأمِّ المنايا علينا طريق ... ... وللدهر فينا اتساع وضيق
أمّ المؤمنين : عائشة [ رضي الله عنها ] ، روي أن أم أوفى العبدية قالت لها : ما تقولين في امرأة قتلت ابناً لها صغيرا ؟ قالت : استحقت النار ، قالت : هو أصغر مما تظنين ، قالت : استوجبت النار ، قالت فما تقولين في امرأة قتلت من أبنائها الكبار ألوفا ؟ تُعرِّض بوقعة الجمل ، قالت : خذوا بيد عدوة الله 0 ...
أمّ النجوم : المجرَّة ، وقيل : السماء ، قال تأبط شراً :
... يرى الوحشةَ الأنسَ الأنيسَ ويهتدي ... بحيث اهتدت أمُّ النجومِ الشوابِكِ
/ أمّ الندامة : كنية العجلة 0 ... ... ... ... ... ... ... ... 9أ
أنامل الحساب : يشبّه بها ما يوصف بالسرعة ، قال ابن المعتز يصف فرسا :
... وله أربعٌ تراه إذا هَمْـ ... لَجَ تحكي أناملَ الحسابِ
وقال آخر في البرق :
... أرِقْتُ لبرقٍ سرى مَوْهِنا ... ... خفيّا كغمزكَ بالحاجبِ
... كأنّ تألّقَه في السماءِ ... ... يدا كاتبٍ أو يدا حاسبِ
وقال البارزي يمدح حاسبا :
... يملي الحساب عليه وهو يغبطه ... ... من التفاريق بحصيهن والجمل
... عقدا كما جسّ نبض العود لامسه ... أو لاعب الناركف القابس العجل
أنامل السرطان : يضرب بها المثل في رداءة الخط، ونحوه، قال بعض الأدباء في وصف خطٍّ رديىء : نظرت في خطٍّ مُنْحط ، كأرجل البط على الشط ، وأنامل الشيطانعلى الحيطان 0
أنْف الكَرَم : قد تصرفوا في استعارة الأنف بين الإصابة والمقاربة ، قال بشار يفتخر بنسبه في العجم :
... ألا أيّها السائلي جاهلاً ... ... ليخبُرني أنا أنف الكرم
... نمتْ في الكرام بني عامرٍ ... فروعي وأصلي قريش العجم (1)
وقال لأبي عمرو بن العلاء (2) :
__________
(1) جاءت هذهالأبيات هكذا : ألا أيها السائلي جاهلا ... ليخبراني أنا أنف الكرم
... ... نحنفي الكرام بني عامر ... فرعي وأصلي مونس العجم
وما أثبتناه من الثمار ، ص330، الفقرة 497
(2) كتبت : وقال لعمر ابن العلاء ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 330 ، الفقرة 497(1/23)
... أنت أنف الجود إنْ زايلته ... عَطِسَ الجودُ بأنفٍ مُصْطَلَمْ
وأجاد ابن الرومي حيث قال :
... لوكنتَ عينَ المجدِ كنتَ سوادها ... ... أوكنتَ أنفَ الجودِ كنتَ المارنا
وقال الموسوي في الطائع :
... مَلِكٌ سما حتى تحلّق في العُلا ... ... وأذلَّ عِرنينَ الزمانِ السَّامي
أنف الناقة : [ هو ] جعفر بن قريع ، لقب به لأن قريعا نحر جزورا فقسمه بين نسائه ، فأدخل جعفر، وهو غلام يده في أنفها ، فجرّ الرأس لأمه ، ومن ولده بَغيض الذي مدحه الحطيئة ، فقال :
... قوم هم الأنف والأذناب غيرهم ... ... ومن يسوي بأنف الناقة الذنبا (1)
أنفاس الرياح: إحدى الاستعارات السائرة ، قال السري في وصف قصيدة :
... أتتكوقد أعدَت خلالُك لفظها ... ... خلالاً ففيه من خلالك رونق
/ ... معانٍ كأنفاس الرياح بسُحرةٍ ... ... تمرّ بأنوارالرياضِ فتعبَقُ (2) 9ب
أنفاس الحبيب : يشبه بها كل طيب لذيذ ،قال الخوارزميفي وصف البخور :
... وطيبٍ لا يحلُّ لكلِّ طِيب ... ... يُحيينا بأنفاس الحبيب
... متى يشممه أنفٌ جنَّ قلبٌ ... كأنّ الأنفَجاسوسُ القلوبِ
أنفاس الرياض : يضرب بها المثل ، وأجود ما فيه قول ابن الرومي :
... كذلك أنفاسُ الرياضِ بسُحرةٍ ... ... تطيبُ وأنفاسُ الأنامِ تغيّر
أنملةالنملة : يضرب مثلا لما صغر وقصر جدا، ولما سمع ابن العميد أن الشيء القصير الصغير يشبه بإبهام القطا والحبارى أراد أن يبتدع في اللفظ والمعنى ، فكتب إلى ابن فارس رقعة فيها : وصلت رقعة الشيخ ، فكانت أقصر من أنملة نملة ، وأصغر من عنقفة بقّة 0
__________
(1) كتب بدل هذا العجز ، عجز بيت لابن الرومي هو :ومن يمثل بين الأنف والذنب ، وصدر هذا البيت : لا بل هم الأنف والأذناب غيرهم، وما أثبتناه من الثمار ، ص 354 ، الفقرة 541
(2) كتبت هذان الببيتان هكذا : أتتك وقد أعدت خلالك لفظها ... ... جمالا ففيها من حلالك رونق
... ... معاني كأنفاس الرياح سُحيرَةً ... ... تمر بنوار الرياض فيعبق
وما أثبتناهمن ديوانه ، ص 196 ، ومن الثمار ،ص657 ، الفقرة 1113(1/24)
أيام الشباب : يشبه بها ما يوصف بالحسن ، قال ابن أبي البغل :
... ... ... * وألفاظ كأيام الشباب (1) *
أيدي سبأ : مثل للتفرق 0
أير الحارث بن سدوس (2) : يضرب به المثل في كثرة الأولاد الذكور ، كان له أحد وعشرون ابنا ذكرا 0
أير أبي حكيمة (3) : هو راشد بن اسحاق ، ووصفه بالضعف والوهن (4) والفشل ، يجري مجرى المثل ، وينخرط في سلك : طيلسان ابن حرب ، وضرطة وهب ، وحمار طياب (5) ، وشاة سعيد ، وقد استفرغ شعره في ذلك ، وأتى بالملح والنوادر ، وقيل : إنه اتهم بغلام لإسحاق المصيصي ، وهو يكتب له ، فأخذ في الشعر في هذا الفن ؛ تنزيها لنفسه من التهمة ، حتى صار عادة له ، فمن ملحه قوله :
... لم تكتحلْ عيناي مُذ شُقَّتا ... ... بمثل أيري بين رِجْلَي أحدْ
... أير ضعيفُ المتنِ رثّ القُوى ... ... لو شئتُ أن أعقِدَه لانعقَد
... إنْ يمسِ كالبقلةِ في لينها ... ... فطالما أصبح مثلَ الوَتَد
وقوله :
... كأنّ أيري من لينِ مقبضِه ... ... خريطةٌ قد خَلَتْ من الكتب
... كأنه حيةٌ مطوّقةٌ ... ... ... قد جعلت رأسها مع الذنب (6)
وقوله :
... أيرٌ تعفف واسترخت مفاصله ... ... مثل العجوز حناها شدّةُ الكبَرِ
... يقوم حين يريد البول منحنيا ... ... كأنه قوس ندّافٍ بلا وتر
وقوله :
__________
(1) جاء هذا الشطر من أبيات : مداد مثل خافية الغراب ... ... وقرطاس كرقراق السراب
... ... وأقلام كمرهفة الحراب ... ... وخط مثل موشي الثياب
... ... ... ... وألفاظ 000000
ثمار القلوب ، ص 664 ، الفقرة 1127
(2) كتبت : أيرابن الحارث ابن سدوس ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 142 ، الفقرة 202
(3) كتبت : أير ابن أبي حكيمة ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 225 ، الفقرة 298
(4) كتبت : الوهم ، وهو تصحيف ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 226 ، الفقرة 298
(5) كتبت : طيلسان حرب ، وضرطة ابن وهب ، وحمار طباط ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 226 ، الفقرة 298
(6) كتب هذا البيت هكذا : كأنه حية طوقت ... وقد لصقت رأسها مع الذنب
وما أثبتناه من الثمار ، ص 226 ، الفقرة 298(1/25)
... ينام على كف الفتاة وتارة ... ... له حركاتٌ ما تحسُّ بها الكفُّ
/ ... كما يرفع الفرخ ابن يومين رأسه ... إلى أبويه ثم يدركه الضعف 10 أ
إيوان كسرى : يضرب به المثل للبناء الرفيع ، العجيب الصغة ، المتناهي في الحصانة والوثاقة ، غاية من عجائب الدنيا ، ومن أحسن آثار الملوك ، وهو بالمدائن ، على مرحلة من بغداد ، بناه كسرى ابرويز في نيف وعشرين سنة ، وقال ابن قتيبة في المعارف (1) [ إن بانيه ] سابور ذو الأكتاف ، وأراد بعض الخلفاء هدمه فاستشار مجوسيا مسنا من وزراء الأكاسرة ، فقال : يا أمير المؤمنين لا تفعل ؛ فإنه معجزة لنبيكم ، يقال : خرج من المدينة التي هي صغيرة ، قصيرة البناء قوم أبادوا الملوك ، وهذا البناء الرفيع المنيع من آثارهم الدالة على قوة سلطانهم ، وما ذاك إلاّ بإمداد إلهي ، فخالفه ، وشرع في هدمه ؛ فخرّبه ، وهدم بعضه ، فصرف على ذلك خزائن ، فندم ، واستدعى المجوسي ، واستشاره في التَّرك ، فقال : أشرت بالأمر فلم تعمل به ، وأمّا الآن فأرى أن تبالغ في هدمه لئلا يقال بلغ عجز ملك العرب عن هدم بناء واحد من أبنية الأكاسرة 0
إيقاد المصباح : يسمى إصباحا ، وفي ذلك ألغز بعضهم قائلا :
... وقوم يصبحون إذا تعشّوا ... ... ونصف الليل أيضا يصبحونا
يقال أصبح إذا أوقد السراج 0
حرف الباء
باب الجنة : الجهاد 0
باب الآخرة : الموت ، ذكره ابن المعتز في شعره0
باب السماء : في المبهج قال (2) : لا يقرع باب السماء بمثل الدعاء 0
بازيار الغراب (3) : يشبه به الكريم يلابس ما يصغر عن قدره ، وينعاطى عند الضرورة ما لا يليق به 0
__________
(1) المعارف ، ص 659
(2) المبهج كتاب للثعالبي ، صاحب كتاب ثمار القلوب
(3) كتبت : بازيار غراب ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 463 ، الفقرة 754(1/26)
باز جحا (1) : يتمثل به العامة ، وذلك أنه مرّ بصبيان يلعبون بفأر ميت ، فقال : أتبيعوننيه بدرهم ، ففعلوا ، فقيل له : ما تعمل به وهو ميت ؟ قال : لو كان حياً ما بيع بخمسين درهما 0
باز البر : يقال باز البر كما يقال : عقاب ملاح (2) ؛ لأن باز البر أبصر من باز الجبل ، قال :
... ... وكنت كبازي البر قُصَّ جناحُه ... ... يرى حسراتٍ كلما طار طائرُ
بخت أبي نافع : كان تاجرا ما خسر قط ، فضرب مثلا ببخته 0
بخر الصقر : يضرب به المثل في البخر كالأسد ، قال :
... ... وله نكهةُ ليثٍ ... ... خالطت نكهة صقرِ
ووصف بعضهم رجلا فرد إليه مفاتح المحاسن ، فقال : أشبه من الصقر بخره ، ومن الطاووس قدمه (3) 0
بخل مادِر : يضرب به المثل ، وهو من بني هلال ، بلغ من بخله أن سقى إبله ، فتغوّط في بقية ما في الحوض ؛ ضناً على غيره به 0
براعة الاستهلال : حسن الابتداء ، كقول المتنبي :
... أَتُراها لكثرةِ العُشَّقِ ... ... تَحْسَبُ الدّضمعَ خِلْقَةً في المآقي (4)
وقوله :
... حُشاشةُ نَفسٍ ودّعتْ يوم ودّعوا ... ... فلم أدرٍ أيّ الظاعنين أشيِّعُ (5)
وقول أبي تمام :
... لا أنت أنت ولا الديارُ ديارُ ... ... خفّ الهوى وتقضتِ الأوطار
وقول ابن المعتز :
... أخذتْ من شبابيَ الأيامُ ... ... ... وتولى الصبا عليه السلامُ
__________
(1) في ثمار القلوب ، ص 455 ، الفقرة 739 : بازى جحا
(2) عقاب ملاح على الإضافة ، أي خفيفة الضرب والاختطاف ، وأصل الملع العدو الشديد، أو السرعة والخفة 0
(3) جاءت هذه الفقرة في الثمار ، ص 457 ، الفقرة 741 بعد ذكر بيت الشعر هكذا : ووصف بعضهم رجلا فرد إليه : شملت من المحاسن أخشنها ، ومن الماء زبده ، ومن الباز شوكته ، ومن الصقر بَخَره ، ومن النار دخانها ، ومن الخمر خُمارها ، ومن الدار كنيفها
(4) ديوانه 1/276
(5) ديوانه 1/73(1/27)
برد همذان : يضرب به المثل في الشدة ، وما هي بأشد البلاد بردا ، لكن المثل سائر ، وقد أكثر الشعراء في وصفها ، قال بعضهم (1) :
... يا بلدةً أسلمني بردها ... ... وبَرْد مَنْ يسكُنُها للقَلَقْ
... لا يَسلَم الشاتي بها من أدىً ... من زَهَقٍ أو نَتَقٍ أو زَلَقْ (2)
برد الورد : وبرد الربيع كما يقال للبرد الكريه: برد العجوز ، ويقال : برد الربيع مورق ، وبرد الخريف موبق 0
بُرْد الشباب : قد أكثروا الاستعارات فيه ، ومن أحسن ما فيه قول ابن الرومي في ابن طاهر :
... أيا بُرْدَ الشباب فكنت عندي ... ... من الحسنات والقسم الرِّغابِ
... لبستُك برهةً لبسَ ابتذالٍ ... ... ... على علمي بفضلك في الثِّياب
وما أحسن قول ابن طباطبا :
... يا طِيبَ ليلٍ خلوتُ فيه بمن ... ... اقصَرَ عن وصفِ كُنْه وجدي به
... ليلٍ كبُردِ الشباب حالكُه ... ... ... نَعِمْتُ في ظِلِّه وفي طيبه
بَرْد الشراب : يتمثل به في كل محبوب ، قال ابن أبي ربيعة :
... قال لي صاحبي ليعلمَ ما بي ... ... أتُحبُّ القَتولَ أختَ الربابِ
/ ... قلت وجدي بها كوجدِك بالما ... ... ء إذا ما عدمت برد الشراب 11أ
يريد عند الحاجة روي أنّ رجلا سأل عليا : كيف كان حبكم لرسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] ؟ قال : كان أحبَّ إلينا من برد الشراب على الظما ، ونشد بعضهم :
حديثي أشهى فاعلمي لو أنالُهُ ... إلى النفس من برد الشراب على الظما
قد أكثرَ الواشون فيكِ ملامتي ... ... فكانوا بما أبْدَوْا من اللومِ ألوما
برد الكوانين : يشبه [ به ] كل ما يوصف بالبرد ، قال ابن المعتز :
... بلينا وقد طاب الشراب وأوقدت ... ... حُميَّاه في الفتيان نار نشاط
... فأبرد من كانون في يوم شمأل ... ... وأكثر فسوا من رياح شباط
برق خُلَّب : يضرب المثل للقول بلا فعل كبارق خُلَّب ، قال :
... لا يكن برقك برقا خُلَّبا ... ... إنَّ خير البرق ما الغيث معه
__________
(1) هو أبو علي كاتب بكر ، كما في الثمار ، ص555 ، الفقرة 907
(2) جاء هذا العجز هكذا : من نمق او وسق او زلف ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 555 ، الفقرة 907(1/28)
وبرق خلب هو الذي لا مطر فيه ، ويضرب أيضا لمن يخلف ، كما يخلف ذلك البرق 0
برد العجوز : كانت عجوز لها سبعة بنين ، فسألتهم أن يزوجوها ، وألحّت ، فقالوا : إنْ قتلناها لم نأمن عشيرتها ، لكن نكلّفها البروز للهواء سبع ليالٍ ، لكل منّا ليلة ، فقالوا : إنْ كنت تزعمين أنك شابَّة ابرزي إلى الهواء ، فوعدت ، وقصرت [ تلك ] الليلة ، والزمان شتاء قلّب ، فبرزت للهواء ، فلما أصبحت قالت :
... ... إيهاً بني إنني لناكحهْ ... ... وإنْ أبيتم ‘نني لجائحهْ
... ... ... ... هان عليكم ما لقيتُ البارحهْ
قالوا لا بدّ ألأن تنجزي وعدك في الليالي السبع ، ففعلت ، فماتت ، فنسب إليها البرد ، وأوهم [ ابن المعتز أنه يريد برد العجوز المذكورة ] وهو يريد عجوزا [ أخرى هجاها ] فقال :
... جمّدَ بردُ العجوزِ في كوزها المـ ـاء وأطفى نيران مجمرها
... فليت برد العجوز في فمها ... ... وحَرُّها يكون في حِرِّها (1)
وقال ابن الرومي يضرب المثل به :
... كنت عند الأمير أيده اللـ ـه ... لأمرٍ وذاك في تموز
... فضعّفني وآذانيَ البرد حتى ... ... خلت أني في وسط برد العجوز
برود الري : يضرب بها المثل كبرود اليمن ، والعدنيات ... 0
برود تزيد : يضرب بها المثل ، كما يضرب ببرود اليمن ، والعرب تنسب البرود
الفاخرة /إلى تزيد ، وتزعم أنها قبيلة من الجن ، قال أبو تمام يصف شعره : 11ب
... كشقيقة البُردِ المسَّهم وشيه ... ... في أرضِ مَهْرةَ أو بلادِ تزيدِ (2) ...
بريد المسلمين (3) : يقال للبريد جناح المسلمين لما يتطاير به من الأخبار ، ولمّا ولي الحسن بن وهب [ بريد ] الحضرة قال دعبل :
... مَنْ مبلغٌ عني إمام الهُدى ... ... قافيةً للسّترِ هناكة
بريد الشيطان : النساء 0
__________
(1) ورد هذان البيتان بيتا واحدال هكذا : جمد برد العجوز في فمها ... وحرها يكون في حرها
ومثل هذا الأمر يعكس مدى فهم المؤلف ، وربما الناسخ لعملية التلخيص 0
(2) ديوانه 1/404
(3) هذه الفقرة في ثمار القلوب ، ص 168 ، الفقرة 241 عنوانها : جناح المسلمين 0(1/29)
بصر الأرض وسمعها : في المثل : لقيته يوم بصر الأرض وسمعها ، قال الأصمعي ، كان ذلك في الفلاة موضع خال لآ أحد فيه ، وقال آخر : في محل لا يراه أحد ، ولا يسمع كلامه إلاّ الأرض 0
بعل الأرض : المطر ، قال ابن المعتز :
... ومُزْنَةٍ مُشْعَلَةِ البارقِ ... ... تبكي على الأرضِ بُكاءَ العاشِقِ
... تُلْقِحُ بالقَطْرِ بطونَ الثرى ... والقطرُ بَعْلُ التُرْبَةِ العاتِقِ
بغلة أبي دُلامة : يصرب بها المثل في كثرة العيوب ، فيقال : ما هو إلاّ بغلة أبي دُلامة ، وحمار طيّاب ، وشاة سعد ، وحمار العبادي ، وشاة منيع ، ويضرب المثل بأخلاق البغال في التلون (1) ؛ لتولده بين مزاجين ، قال ابن حازم :
... مالي رأيتك لا تدو ... ... م على المودة للرجال
... خُلُق جديدٌ كل يو ... ... م مثلُ أخلاقِ البِغالِ
وقال آخر في تلون البغل :
... ومتى سَبَرْتَ أبا العلاءِ وجَدْتَهُ ... ... متلونا كتلون الأبغالِ (2)
وقال ابن بسام :
... وجوهٌ لا تهشُّ إلى المعالي ... ... وإستاهٌ تَهَشُّ إلى الأيورِ
... وأخلاق البغال إذا استجموا ... ... وضرْطٌ في المجالس كالحمير (3)
بغضُ الخُمَار : يضرب مثلا لما يُستثقل ، ولذلك قيل : لو أنّ المخمور يعرف قصّته لقدّم وصيته ، وفي المثل : ما أطيب الخمر لولا الخُمَار ، قال :
... إذا أنا مَيَّزْتُ الخُمَار وجدتُه ... ... يُكَدِّرُ ما في الخمرِ من لذَّةِ الخمر
... فأحجِمُ عن شُربِ المُدامِ مخافةً ... ... على جسدي من أنْ يؤول إلى ضُرِّ
... وإنْ امرأً يبتاعُ سُكْراً بصحَّةٍ ... ... لَفي سَكرةٍ تُغنيه عن لذَّةِ السُّكرِ
__________
(1) جمع المؤلف هنا بين فقرتين وردتا في ثمار القلوب هما : بغلة أبي دلامة ، وأخلاق البغال 0 الثمار ، ص 363 ـ 364 ، الفقرتان : 559 ، 560
(2) كتبت : البغل ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 364 ، الفقرة 560
(3) جاء هذا الشعر هكذا : 0000000000000000 وأسنان تهش اى الأمور
... ... 000000 إذا استهجوا ... وصوت في المجالس0000(1/30)
وقال أبو علي البصير (1) في أبي العيناء :
/ ... ... إنما يحلو أبو العّيْـ ناءِ في صدرِ النهار ... ... ... 12أ
... ... فإذا طاولْتَه أرْ ... ... بى على بغض الخُمارِ
بغلة الشطرنج : يشبه به من يُستغنى عنه ، والدخيل في القوم ؛ إذ ليس للبغل مكان في الشطرنج ، ولذلك يقال في المثل : منْ أنت في الرقعة ! قال الشاعر :
... يا كاتبا أقبل من زَرَنْجِ (2) ... ... مبرْقَع الوجهِ بلون الزنجِ
... ... ... ‘ذهبْ فأنت بغلةُ الشَطْرَنْجِ
بُغاثُ الطير : ما لا مخلب له ، وقيل : ضعافها ، وسَفِلتها ، قال :
... بغاثُ الطيرِ أكثَرُها فِراخاً ... وأمُّ الصّقرِ مِقْلاةٌ نَزورُ
بقرة بني إسرائيل : يضرب في الشيء يأمر به السيد ، فيبلغ المسود أو المرؤوس وويجنح فيه ويشدد الأمر على نفسه فيُشدَّد عليه ، كما وقع في قصة البقرة ، شدَّدوا فشُدِّد عليهم ، وقيل لأبي العيناء : ما تقول في مالك بن طوق ؟ قال : لو كان في زمن بني إسرائيل ، ونزلت آية البقرة ، لما ذبحوا غيره ، وكتب أبو نصر العتبيّ (3) إلى بعض من استماحه من الأدباء مع دينار بعثه إليه : قد بعثت [ إليك ] بمثل بقرة بني إسرائيل في الصفة ، ولو ملكتُ ملءَ مِسكِها (4) ذهبا أو مِسكا لما تضن نفسي عليك ، والسلام 0
بق البطائح : يضرب به المثل في الكثرة ، وسوء الأثر ، ويذكر مع حرارة الأهواز ، وعقارب شهرزور ، ويقال : إنها ربما ظفرت بالسكران النائم فأكلت لحمه ، وشربت دمه ، ولم تبق منه إلاّ عظامه 0
__________
(1) كتبت : وقال أبو بصير ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 620 ، الفقرة 1032
(2) زرنج : قصبة سجستان
(3) كتبت بدل ( أبو نصر العتبي ) : البستي ، وما أثبتناه من ثمار القلوب ، ص 374 ، الفقرة 577
(4) جلدها(1/31)
بقيّة السيف : قال علي [ كرم الله وجهه ] بقية السيف أنمى ولدا ، وأكثر عددا ، وقد وُجِدّ ذلك في ولده ، وولد المهلب ، وذلك أنه قتل مع الحسين جميع أهل بيته ، فلم ينج إلاّ عليّ بن الحسين ؛ لصغره ، فخرج من صلبه الكثير الطيِّب ، ومكث آل المهلب بعد قتل يزيد وأخيه (1) نيفا وعشرين سنة لا يولد فيهم أنثى ، ولا يموت ذكر 0
بقلة الذئب : هي اللحم ؛ لأن الذئب لا يحوم حول شيء من النبات ، وإنما بقلة اللحم ، قال :
... الخبزُ أفضلُ شيءٍ أنتَ آكلُهُ ... ... وأفضلُ البقلِ بقلُ الذئبِ يا صاحِ
بقية قوم موسى : يضرب للملل وقلة الصبر ، فإنهم لم يصبروا على طعام واحد ، قال أبو نواس :
... أيا من ليس يكفيها حليلٌ ... ... ولا ألفا حليلٍ كلَ عامِ
... أراكَ بقيّةً من قوم موسى ... ... فهم لا يصبرون على طعامِ
/ بكاء الثكلى : يشبه به البكاء الشديد ، قال : ... ... ... ... ... 12 ب
... ولأبكينَ على الحسينِ ... ... بدمع جمّ الدمع ساهر
... ولأبكين بكاء ثكـ ... ... لى تسعةً فُجِعَتْ بعاشر
بكر هَيَنَّقة : في المثل : هو أروى من بَكْرِ هبنقة وهو يزيد بن ثروان ، المضروب به المثل في الحمق ، كان له بكر يَصْدر مع الصادر وقد روي ، ثم يرد مع الوارد قبل أن يصل إلى الكلأ ، فصار ذكره مثلا في الحمق 0
بكور الغراب : المثل به سائر ، قال بعض الحكماء : تعلموا من الغراب بكوره ، وحذره 0
بكر الدَّهر : قال الصولي :
... ... وليلةٍ من الليالي الغُرِّ ... ... قابلتُ فيها بدرَها ببدري
... ... لم تكٌ غيرَ شَفَقٍ وفَجْرِ ... ... حتى تولَّتْ وهي بكْرُ الدَّهر
بكاء السرور : إذا أفرط السرور أبكى ، و‘ذا أفرط الغم أضحك ، قال المتنبي :
... ... ... ... [ ومن السرور بكاء ] (2)
[ وقال آخر ] : ...
__________
(1) كتبت : وإخوته ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 625 ، الفقرة 1038
(2) ما بين المعقوفتين سقط من المخطوطة ، وقد أثبتناه من الثمار ، ص 665 ، الفقرة 1133 ، وهو جزء من عجز بيت لأبي الطسيب المتنبي ، وتمامه : ... ... ولَجُدْتَ حتى كدتَ تبخل حائلا ... للمنتهى ومن السرور بكاء(1/32)
* ومن فرَحِ النَّفسِ ما يَقْتُل * ...
[ وقال آخر ] :
* ومن الشدائد ما يضحك (1) *
بنت المنية (2) : الحمى ، وأبلغ ما في وصفها قول ابن المعذل (3) :
... ... بنت المنيّة بي موكّلةٌ ... ... عقب النهار كمقتضٍ قرْضا
... ... ألِفت وفاءً ليس تسأمُهُ ... ... فترى مواصلتي به فرضا
... ... عرفتْ بنافضها وصالبها ... لحمي ورضّت أعظمي رضّأ
... ... ولو أنها ترمي بشكّتها ... ... نِيقا أشمّ لذابَ وارْفَضّا
ولم يزل شعر ابن المعذل أمير ما قيل في الحمى حتى جاءت ميمية المتنبي فأربت عليه ، وقد جعلها بنت الدهر في قوله :
... أبنتَ الدّهرِ عندي كلُّ بنتٍ ... ... فكيف وصلت أنتِ من الزِحامِ (4)
يقول : عندي كل حادثة من حوادث الدهر ، فكيف وصلت أنت إلى جسمي من زحمة النوائب !
بنت الفكر : الرأي والشِّعر 0
بنت المطر : دويبة حمراء تُرى غِبَّ المطر ، يضرب بها المثل ، فيقال : أشد حمرة من بنت المطر 0
بنت نارين : المرقة المُسَخَّنة التي عُرضت على نارين ، قال المأموني يصف مائدة تجمع أطيب الطعام :
... لم يرَضَ طابخها (5) بِنَقْصٍ ولا ... ... شقّق في شيءٍ ولا موّه
/ ... لا ابنة نارينِ أرانا ولا ... ... ... مصنوعةً بالرّفع مأسوّه ... ... ... 13أ
بيت عاتكة : يضرب للموضع الذي تعرض عنه بوجهك ، وتميل إليه بقلبك ، قال الأحوص :
... يا بيتَ عاتِكةَ الذي أتَعَزَّلُ ... ... حَذَرَ العِدا وبه الفؤاد مُوكَّلُ
__________
(1) جعل المؤلف هذا الشطر ، والذي قبله ـ مع اختلاف يسير ـ بيتا واحدا ونسبه لإبي الطيب المتنبي ، وقد جاء ما أثبته على النحو التالي : قال المتنبي : من فرح النفس ما يقتل وشر اللذائذ ما يضحك
(2) كتبت : بنت منية ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 273 ، الفقرة 406
(3) كتبت : معذل ، وهذه طريقة المؤلف ، فهو يظن أن حذف أل التعريف من الإسم من الاختصار
(4) ديوانه 147
(5) في الثمار ن ص 274 ، الفقرة 409 : طاهيها(1/33)
... إني لأمنحُكَ الصدودَ وإنني ... ... قسَماً إليك مع الصدودِ لأمْيَلُ (1)
بنات نُصَيْب : كان عبدا أسود لبني كعب بن ضمرة ، [وكان ] شاعرا مفلقا ، لشعره ديباجة ، سئل عنه جرير ، فقال : هو أشعر [ أهل ] جلدته ، ولا [ يقال أشعر ] أهل بلدته ، بل أشعر الناس ، وإن كان فيهم [ من هو ] أشعر منه (2) 0
بنات الدهر : حوادثه ومصائبه ونوائبه ، قال :
... رمتني بنات الدهر من حيث لا أدري ... فكيف بمن يرمي وليس برام
وقال الأخطل :
... وما تبقى على الأيام إلاّ ... بنات الدّهر والكلب العقورُ (3)
قال ابن الرومي يصف الأتراك :
... لهم عُدَّةٌ تكفيهمُ كلَّ عُدَّدةٍ ... بنات المنايا والقسي الموتَّرُ (4)
بنات البطون : الأمعاء ، يقال للجائع : سكنْ بنات بطنك ، إذا أُمر بالأكل 0
__________
(1) الأغاني 18/196 ، خزانة الأدب 1/ 248 ، وعاتكة هي بنت يزيد بن معاوية ، وأتعزل : أتجنب وأكون بمعزل ، والعدا : جمع عدو ؛ يقال باضم والكسر 0
(2) لم يذكر المؤلف المناسبة التي يذكر فيها قولهم : بنات نصيب ، لأنه لا يعي المقصود بالاختصار ، بل يظن أن حذف كلمة ، أو جمله هو الاختصار ، وإن كان حذف هذه الكلمة ، أو تلك الجملة لا يتم المعنى إلاّ به 0 وهذا القول مناسبته أنه كان لنصيب بنات ، نفض عليهن من لونه ، وكان يحبهن كثيرا ، وكان يربأ بهن عن العجم ، ولا يرغب فيهن العرب ، فبقين معنسات ، وصرن مثلا للبنت يضن بها أبوها ، فلا يرضى من يخطبها ، ولا يرغب فيها من يرضاه لها ، فضرب بهن المثل 0 ما أثبتناه من الثمار باختصار ، ص 222 ، الفقرة 294 0
(3) ديوانه 205
(4) دمج المؤلف هنا بين فقرتين وردتا في الثمار هما : 410 ، 411 ، ص 274 ، 275 ، وهما بنات الدهر ، وبنات المنايا ، وبنات المنايا هي السهام ، كما وردت في بيت ابن الرومي ، ولا علاقة لها ببنات الدهر التي تعني ما ذكره ، وهذه صورة من صور الاختصار الذي ظن المؤلف به أنه يؤدي إلى التقليل من حجم الكتاب 0(1/34)
بنات الليل : الأحلام ، أو النساء ، أو أهوال الليل ، أو المنايا 0 (1)
بنات الصدر : ما يُضمر من خير أو شرّ ، قال :
... أخو ثقةٍ يُسَرُّ بحسنِ حالي ... وإنْ لم تدْنِهِ مني قرابة
بنات الماء : ما يألفه من نحو سمك وطير وضفدع ، وأجاد سيدوك ب الواسطي ] في قوله :
... كأنّ جوانحي شوقاً إليها ... ... بناتُ الماءِ ترقصُ في جفافِ
بنات الفلا : الإبل ، قال :
... ‘ليك أمينَ الله جابتْ بنا الفلا ... بناتُ الفلا في كلِّ برٍّ وفَدْفَدِ
بنات القفر : الوحش 0
بنات البخر : سحائب تنشأ من بخار البحر ؛ فتجوز إلى البر 0
بنات وردان : دويبة تلزم الكنيف ، أنشد الصاحب وهو في مجلس العطري وقد تأذى برائحة كريهة لابن الحجاج :
... فما عدمنا من الكنيف كما ... قعدت إلاّ بنات وردانِ
بنات الخدور : العذارى ، وكذا بنات الحجال 0
بنات التنانير : الرغفان / قيل لأعرابي قدم للحضر فأضافه رجل ، قال : أين كنت 13 ب اليوم ؟ وبم اشتغلت ؟ قال : كنت عند كريم خطير ، أطعمني بنات التنانير ، وأمهات الأبازير ، وحلواء الطناجير ، ثم سقاني رعناء القواوير ، من يد غزال غرير 0
بنات اللهو : الأوتار ، قال البحتري :
... تلقَّينا الشتاء به وزُرنا ... ... بنات اللهو إذ قَرُيَ المَزارُ (2)
بنات العين : الدموع ، قال ابن الرومي يرثي الشباب :
... تذكّضرْتُه والشيبُ قد حالَ دونَه ... ... فظلَّتْ بناتُ البعينِ منّي تَحَدَّرُ
بنات الأرض : عروقها أو الأجراف التي تحتجب عنك ، أو الأنهار الصغار 0
بنيات الطريق (3) : المعاول والمعاسف ، ويقال للرجل إذا وعظ : الزمْ الجادة ودعْ عنك بنيات الطريق ، قال [ محمود ] الوراق :
__________
(1) كتبت : أو أحوال الليل أو المني ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 275 ، الفقرة 413 ، وقد جاء في مخطوطة من مخطوطات ثمار القلوب ( المني ) 0
(2) ديوانه 2/46
(3) كتبت : بنات الطرق ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 278 ، الفقرة 423 ، ومن اللسان ( بنى )(1/35)
... تنكّبْ بُنياتِ الطريق وجَوْرَها ... ... فإنك في الدنيا غريبٌ مسافرُ
بنات طارق : بنات العلاء بن طارق الكناني ، يضرب المثل بهن في الشرف 0
بنات الحارث : ابن هشام ، يضرب بهن المثل في الحسن ، والشرف ، وغلاء المهر ، وهو ابن المغيرة المخزومي ، وكانوا يؤرخون ببناء الكعبة ، وعام الفيل ، وموت هشام ، جعلوا موته وفقد الغيث [ سواء ] ، وكانت بنو مخزوم تُسمى ريحانة قريش ؛ لحظوة نسائها عند الرجال ، قال ابن هرمة :
... ومن لم يُردْ مدحي فإنّ قصائدي ... ... نوافقُ عند الأكرمين سوامِ
... توافقُ عندَ المشتري الحمدّ بالنَّدى ... نَفاقَ بنات الحارث بنِ هشامِ
[ ولما زوج الوليد بن عبد الملك ابنه عبد العزيز بأم حكيم بنت يحيى بن الحكم ، وأمها بنت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ] (1) وكان يقال لها الواصلة ؛ لأنها وصلت الشرف بالجمال ، أمهرها أربعين ألف دينار ، وقال لجرير ، و [ عدي ] بن الرقاع : اغدُوَا عليَ وقولا فيهما (2) ، فغدوا عليه ، فأنشد جرير :
... ضمَّ الإمامُ إليه أكرمَ حُرَّةٍ ... ... في كل حالاتٍ من الأحوالِ
... حكميةٌ عَلَت الحرائرَ كلَّها ... ... بمفاخر الأعمامِ والأخوالِ
... فإذا النساءُ تفاضلتْ ببعولةٍ ... ... فضلتهمُ بالسيّدِ المِفْضالِ
ثم أنشد ابن الرقاع :
... قمرُ السماءِ وشمسُها اجتمعا ... ... بالسَّعْدِ ما غابا وما طَلَعا
/ ... ما وارت الأستارُ مثلَهما ... ... فيمن رأى منهم ومن سمعا ... ... 14أ
... دامَ السرورُ له بها ولها ... ... ... وتهنيا طولَ الحياةِ معا
فقال [ له ] الوليد : لئن أقللت لقد أحسنت ، وأمر له بنصف ما لجرير ، وهو أول من شبه الزوجين بالشمس والقمر ، ومنه أخذ الشعراء 0
__________
(1) ما بين المعقوفتين أسقطه المؤلف ظنا منه أن هذا هو الاختصار ، على أنه لا يستقيم المعنى عند ذكر ما بعد المعقوفتين إلاّ به ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 299 ، الفقرة 449
(2) يعني عبد العزيز ، وأم حكيم(1/36)
بنات نصيب (1) : يضرب بهن المثل ، البنت يضنُّ بها أبوها على خاطبها ، ولا يخطبها من يرضاه ؛ فتبقى مُعَنَّسة ، وسئل نصيب عن عنوستهن فقال : نفض عليهن جلدي فكسدن ، وكان أسود 0
بنات الحارث بن عُبَاد : يتمثل بهن في الشرف والجمال ، قال بعض بني مُرَّة :
... جاءوا بحارثة الضَّباب كأنما ... جاءوا ببنت الحارث ابن عُبَادِ
بنو الأيام : أهل العصر ، قال المطراني (2) يرثي أبا القاسم الإسكافي ، [ و ] يخاطب الدهر :
... ما كان ضرَّك لو أبقيت ذا أدب ... ... ألقتْ إليه بنو أيامِكَ السّلَما
... أعدمت مَن لستَ منه مُوجِدا بدلا ... ما كرّرت يَدك الوجدالن والعدما
بنو الدنيا : الناس ، قيل لعلي : أ ما ترى حب الناس للدنيا ، قال : هم بنوها ، وأحسن ما قيل في مدح النساء ، وأبلغ ما قيل في ذمهن قول القائل :
... إن النساء شياطين خلقن لنا ... ... فكلنا يتقي شرَّ الشياطين
[ على أنه نقض قول من قال ]
... إنّ النساء رياحين خلقن لنا ... ... وكلنا يشتهي شمَّ الرياحين
وأحسن منه قول الغنوي :
... إنّ النساء كأشجار نبتن معا ... ... منهن مرٌّ وبعض المرِّ مأكول
... إنّ النساء متى يُنهيْن عن خُلُقٍ ... ... فإنه واجب لا بدّ مفعول
بنو غبراء : اللصوص والصعاليك المهتدون في مجاهل الأرض ، أو الفقراء اللاّصقون بالغبراء من سوء الحال بغير غطاء ، ولا وِطاء ، قال طرفة :
... رأيت بني غبراء لا ينكرونني ... ... ولا أهل هذاك الطِّراف الممدد (3)
أي أنا معروف عند الأشرار والأخيار ، والكرام واللئام 0
بهاء الملوك : يضرب به المثل ، وصف أعرابي الحسن البصري ، فقال : بهاء الملوك ، وسيماء العُبَّاد ، وفي معناه قال الأخطل في عبد الملك :
... تسمو العيون إلى إمام عادلٍ ... ... مُعطى المهابة نافع ضرَّار
/ ... وترى عليه إذا العيون رمقنه ... ... سيما التقيّ وهيبة الجبار ... 14ب
__________
(1) سبق ذكر هذه الفقرة ، ولعل المؤلف استدرك هنا ما كان أغفله هناك 0
(2) الحسن بن علي بن مطران ، ترجم له الثعالب في يتيمة الدهر 4/ 108
(3) من معلقته(1/37)
وأخذه البحتري فقال في المهتدي :
... ملكٌ تُحيِّيه الملوك وفوقه ... ... سيما التُّقى وتخشُّعُ الزهاد (1) ...
... مُتهجِّدٌ يُخفي الصلاةَ وقد أبى إخفاءَها أثَرُ السجودِ البادي
بَوْل الجمل : يضرب للإدبار ؛ لأنه من بين الأبوال إلى خلف ، يقال : أخلف من بول الجمل ، قال :
... وأخلف من بول البعير لأنه ... ... إذا هو للإقبال وُجِّه أدْبَرا ... ...
بلاغة جعفر البرمكي : يضرب بها المثل ، قالوا : ما رأى الناس مثل ابني يحيى : الفضل في سماحته ، وجعفر في بلاغته ، كان جعفر أبلغ الناس لسانا وبيانا ، جمع الجزالة والحلاوة ، ولو كان في في الأرض ناطق [ يستغني ] عن الإشارة لاستغنى [ جعفر ] عنها 0
بلاغة قس بن ساعدة : يضرب بها المثل 0
بلاغة عبد الحميد : هو ابن يحيى بن سعيد مولى العلاء بن وهب العامري ، كان معلما ، ثم بلغ من البلاغة مبلغا ضُرب به المثل، وهو أول من نهّج طريق الكتابة ، وبسط من باع البلاغة ، وشنّف الرسائل وقرّطها ، ولخص فصولها ، وكان مروان بن محمد يستكتبه ، فلما زال أمره ، أُتيَ به المنصور فقطع يديه ورجليه ، ثم ضرب عنقه ، وقد ضرب به البحترب المثل ، فقال لمحمد بن عبد الملك الزيات :
... ... وتفننت في البلاغة حتى ... ... عطّل الناس فنّ عبد الحميد
وقال بعضهم في ضرطة وهب :
... ... است وهب ابن سليما ... ... نَ ابن وهب ابن سعيد (2)
... ... قد تحدثت برغم ... ... منه عن أمر شديد
... ... أنت في معناك ذا أبـ ... ... لغ من عبد الحميد
ومن غرر كلامه : العلم شجرة ثمرتها الألفاظ، والفكر بحر لؤلؤه الحكمة ، وقيل له : ما الذي خرّجك في البلاغة ، قال : حفظ كلام الأصلع ، يعني [ بن أبي طالب ] 0
بلاء أيوب : يضرب مثلا لشدة السقم ، قال القائل :
... سقم أيوب وغربة يونس ... وأحزان يعقوب ووحشة آدم
__________
(1) ديوانه 1/144
(2) جاء هذا البيت في الثمار : لست وهب 00000 ... ابن وهب 000
... الثمار ، ص 197 ، الفقرة 373(1/38)
بيت الإسكاف : يضرب [ به المثل ، فيقال: بيت الإسكاف فيه من كل ] (1) جلد رقعة ، ومن كل أدَم قطعة 0
بيت القصيدة : يضرب في تفضيل بعض الشيء على كله ، قال المتنبي :
... ذُكِرَ الأنامُ لنا فكان قصيدةً ... أنت البديع الفرد في أبياتها (2)
وهذا البيت بيت القصيدة التي هو منها 0
بيت العنكبوت : يضرب للوهن / والضعف ، وقد أشار الفرزدق إلى المثل الذي نطق به القرآن فيه بقوله لجرير :
... ضربت عليك العنكيوت بنسجها ... ... وقضى عليك به الكتاب المنزل
وقال العكبري (3) [ البسيط ] :
... العنكبوت بنت بيتا على وهن ... ... تأوي إليه وما لي مثلها وطن
... والخنفساء لها من جنسها سكن ... ... وليس لي مثلها إلفٌ ولا سكن
بَيْدَق الشطرنج : يشبه به الصغير (4) الدنئ الساقط ، [ قال ] الناظم :
... ... أل يا بيدق الشطرنج ... في القيمة والقامة
... ... لقد صغر منك الكل ... غير الدبر والهامة
بيضة الإسلام : هي على الاستعارة والتشبيه : مجتمعه وحوزنه ، وبها يضرب المثل ، ويقال للجند [ حماة الحوزة ] فإن الحمزة وعاء البيضة ، قال يهجو بعض الحكام :
__________
(1) بدل ما بين المعقوفتين كتب : في تفضيل بعض الشيء على كله ، وهو خطأ ، فهذا خاص بالفقرة التي تلي وعنوانها : ( بيت القصيدة ) ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 241 ، الفقرة 320
(2) كتب هذا البيت هكذا : ذكر الأنام لنا فكان بيت قصيده ... ... بيت البديع الفرد من أبيته
وما أثبتناه من الديوان 1/235
(3) في الثمار : الأحنف ، وهو الأحنف العكبري : عقيل بن محمد العكبري ، أبو الحسن الأحنف ، شاعر أديب من أهل عكبرا ، اشتهر ببغداد ، وصفه الثعالبي بشاعر المكدين وظريفهم ، وقال الصاحب ابن عباد هو فرد بني ساسان اليوم بمدينة السلام ، وكثير من شعره في وصف القلة والذلة ، يتفنن في معانيها ، ويفاخر بهما ذوي المال والجاه ، توفي سنة 385 هـ ، وانظر ترجمته في : يتيمة الدهر ، والنجوم الزاهرة ، والإعجاز والإيجاز للثعالبي 6
(4) في الثمار : القصير(1/39)
... أبكي وأندب بيضة الإسلام ... إذ صرتَ تقعد مقعد الحكام
... إنّ الحوادثَ ما علمت كثيرةٌ ... وأراك بعضَ حوادث الأيام
ومن [ البيضة ] المستعارة : بيضة الحديد ، والعنبر والذهب (1) : يضرب مثلا للشيء النفيس تنقطع مادته بعد جري العادة بها ، وأصله أن الروم كانوا يحملون للأكاسرة كل عام ألف بيضة ذهب ، كل واحدة مئة مثقال ، فلمّا ولي الإسكندر أتاه قاصد دارا يتقاضاه ، فقال له : الدجاجة التي كانت تبيض الذهب ماتت، فسار مثلا ، وكان سببا لالتحام الشرّ بينهما حتى قُتل دارا ، وفي المثل قيل :
من لم يفقهه الأدب ... ... يُحِلُّه أعلى الرتب
فلقد خسرت عليه ما ... ... رِّثْتَ من أمٍّ وأب
كم ضيعةٍ كانت تصو ... ... الوجه عن ذُلِّ الطّلب
أتلفتها لا في القيا ... ... ولا هوى بنت العنب
بل في الحوادث والجوا ... ... ئح والشوائب والُّوَب
كم قلتَ لمّا بعتها ... ... حَصُلتُ في أسْر الكُرَب
ذهبت دجاجتنا التي ... ... انت تبيض لنا الذهب
بيض النعام : يضرب مثلا للضياع ، فيقال أضيع من بيض النعام ؛ لأنه يترك بيضه ، ويحضن بيض غيره ، قال (2) :
... وإني وتركي الأكرمين ... ... وقدحي بكفي زندا شحاحا
/ ... كتاركة بيضها بالعراء ... ... وملبسة بيض أخرى جناحا ... ... 15ب
ويشبه به النساء في البياض ، والبضاضة ، والعذارى في الصحة والسلامة من الافتضاض ، قال الفرزدق :
... خرجن إليّ لم يطمثن قبلي ... وهن أصح من بيض النعام
وقال آخر :
... غزال أحم المقلتين كأنه ... ... أوحى النعام بفدفد
[ بيضة البلد ] : ويضرب مثلا للذل والانفراد ، ... ويقال: فلان بيضة البلد : أي حمايتها وحوزتها ، فيوضع موضع المدح 0
__________
(1) دمج المؤلف هنا بين فقرتين وردتا في الثمار هما: بيضة الإسلام وبيضة الذهب ، فقد جاء في الثمار بعد أن ذكر بيضة الإسلام: ومن البيضة المستعارة : بيضة الحديد ، وبيضة العنبر ، ثم انتقل إلى فقرة أخرى هي : بيضة الذهب 0 الثمار ص 498 ، الفقرتان 809 ، 810
(2) لابن هرمة(1/40)
بيضة الديك : يضرب مثلا في الشيء يكون مرة واحدة ، لا ثانية لها ، كالذي يعطي عطية ولا يعود إلى مثلها ، فإنّ الديك يبيض في عمره مرة واحدة ، لا أخت لها ، وقد تمثل بها بشار في قوله :
... قد زرتِنا زورة في الدهر واحدة ... ثنِّي ولا تجعليها بيضة الديك
بيض السمائِم: من أمثالهم كلفني بيض السمائم ، وواحدة السمائم [ سمامة ] طائر كالخطاف لا يٌقدَر له على بيض 0
بيض الأنُوق : يضرب مثلا لما لا يوجد ، فيقال : أعز من بيض الأنوق ، والأنُوق الرخم الذكر ، وإنما تبيض الأنثى ، ذكره أبو عمرو ، وقال غيره : الأنوق تلتمس لبيضها الأماكن الشامخة ، فلا يصل لها سبع ولا آدمي ، قال :
... وكنت إذا استودعت سرا كتمته ... ... كبيض أنوقٍ لا يُنالُ له وَكْرُ
وقال الخوار زميّ (1) :
... طلب الأبلق العَقوقَ فلمّا ... ... فاته ذاك رام بيض الأنوق
ومن إنشاء الصاحب : وما غاية من أفنى الطوامير ، واستقصى الأضابير، وكتب الكتب الطوال ، وشحن الصحف العراض ، يحاول أن يدل على حالك ، ويخطر بباله أنْ يكشف عن بلبالك ، إلاّ أن يقال [ له ] : أردت بيض الأنوق ، كلاّ بل بِيض النوق ، وأردت الكبريت الأحمر ، لا والله بل الغراب الأقمر ، فوجدته في طوله بِيض النوق ، قد أبعد النجعة ، ولم يطبق المفصل ، وأراد أن يجيء بفائدة ، فجاء بآبدة ، ولكل جواد كبوة ، كما أنّ لكل صارم نبوة 0
__________
(1) هذا البيت تمثل به معاوية عندما أتاه رجل من أهل الشام فطلب منه حاجة فأبى معاوية ، فسأله أخرى فتمثل معاوية بهذا البيت ، أما ما أنشده الخوارزمي فهو :
... ... تغرّبت أسأل مَن عنّ لي ... من الناس هل من صديق صدوق
... ... فقالوا عزيزان لا يوجدان ... صديق صدوق وبيض الأنوق
فانظر كيف فعل هذا المؤلف حيث نسب الشعر لمن هو ليس له ؟(1/41)
بيضة العُقْر (1) : قيل هي البيضة تُستبرأ بها المرأة أبكر هي أم ثيّب ؛ وقيل : بيضة الديك ، وقيل : آخر بيض الدجاجة ، فيضرب للشيء الذي لا يكون بعده شيء من جنسه / 16 أ وحكي أنّ رجلا أخذ من بين يدي بعض الملوك البخلاء بيضة ، فقال : خذها فإنها بيضة العقر ، ثم لم يدعُه بعد إلى مائدته 0
بيضة البُقَيْلة (2) : تذكر في عيون الأطعمة ، ولا يستحسن المبادرة إليها ، قال الحارثي : الوحدة خير من جليس السوء ، [ وجليس السوء ] خير من أكيل السوء ، وكل أكيل جليس ، ولا عكس ، فإنْ كان ولا بدّ من المؤاكلة فمع مَنْ لا يستأثر بالمخّ ، ولا ينتهز بيضة البُقَيْلة ، ولا يلتقم كبد الدجاجة ، ولا يختطف كُلية الجَدْي ، ولا ينتزع خاصرة الجمل ، ولا يزدرد قانصة الكُرْكي ، ولا يتعرّض لعيون الرؤوس ، ولا يسابق لإسقاط الفراخ 0
حرف التاء
تباشير الصبح : أوائل ضوئه ، قال :
... بكِّر فقد صاحت العصافير ... ولاح من صبحك التباشير
تحلة القسم : أحسن ما فيها قول ابن طاهر :
... حلف الأمير بقطعِهِ يدَه ... ... إذا مسَّ من يهواه بالألم
... حقٌّ إذا ضاق الفضاء به ... جعل الفِصادَ تَحِلَّةَ القسم
تُرَّهات البسابِس : الترهات طرق صغار (3) متشعبة من طريق كبير ، فالبسابس جمع بَسبْس ، وهو الصحراء الواسعة ، لا شيء فيها ، هذا أصله ، ويقال لمن جاء بكلام مُحال : جاء بترهات البسابس ، وأتانا بترهات ، ومعنى المثل أنه أخذ في غير القصد ، وسلك طريقا لا تنفع ، كقولهم : ركب بسبسات الطريق ، قال :
... تطاول ليلي واعتراني وساوسي ... ... لآِتٍ أتى بالترّهات البسابس
__________
(1) كتبت بيضة العقل ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 496 ، الفقرة 807
(2) كتبت القبيلة ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 497 ، الفقرة 808
(3) كتبت : ضعاف ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 667 ، الفقرة 1140(1/42)
تشبيهات ابن المعتز : يضرب بها المثل في الحسن ، يقال : إذا رأيت كاف التشبيه في شعره فقد حان الحُسن ، أو الإحسان ، ولمّا كان غذي النعمة ، وربيب الخلافة ، ومنقطع القرين في البراعة ، تهيأ له من التشبيه ما لم يتهيأ لغيره من النفائس ، وظرائف اللطف والألات ، وبذلك اعتذر ابن الرومي عن شأوه في الأوصاف والتشبيهات ، فمن أنموذج تشبيهاته الملوكية قوله في وصف الهلال :
... انظر إليه كزورق من فضةٍ ... قد أثقلته حمولة من عنبر
وقوله في الخمر :
... وأمطر الكأسُ ماءً من أبارقه ... فأنبتَ الّدّرّ في أرض من الذهب
/ وقوله في الآذَريون : ... ... ... ... ... ... ... ... 16ب
كأنّ آذَريونها ... والشمس فيها عالية
مداهنٌ من عسجد ... فيها بقايا غالية
ومن تشبيهاته التي تفرد بها :
... والريح تجذب أطراف الرداء كما ... افضى الشقيق إلى تنبيه وسنان
وقوله :
... أطال الدهر في بغداد همّي ... ... وقد يشقى المسافر أو يفوز
... ظَلِلْتُ بها على رغمي مقيما ... ... كعنينٍ تُضاجعه عجوز
تفاريق العصا : [ تضرب مثلا للمحقَّرات ] يحتاج إليها ، وينتفع بها 0
تفاح الشام : يضرب به المثل في الحسن والطِّيب ، قال الصنوبري :
... أرى الشام جادت بتفاحة ... ... لنا والعراق بأترجِّه
قال المأمون : اجتمع في التفاح الحُمرة الخمريّة ، والصفرة الذهبية ، مع شعاع الذهب ،وبياض الفضة ، يلتذه من الحواس ثلاثة : العين للونه ، والأنف لِِعَرْفِه ، والفم لطعمه ، وكان يُحمل إلى الخلفاء من خراج حمص ودمشق كل عام أربع وثلاثون ألف ألف تفاحة (1) 0
تقسيمات إقليدس : سمع بعضهم قول العباس بن الأحنف :
... وصالكم هجر وحبكم قلىً ... ... وعطفكم صدٌّ وسلمكم حربُ
فقال : هذا أحسن من تقسيمات إقليدس 0
__________
(1) في ثمار القلوب ، ص 532 ، الفقرة 871 : كل سنة أربعمائة وعشرون ألف دينار ، ومن خراج أجناد الشام ثلاثون ألف تفاحة 0(1/43)
تيجان العرب : العمائم ، كما في الحديث (1) ، ويقال : اختصت العرب من بين الأمم بأربع : العمائم تيجانها ، والحجا حيطانها (2) ، والسيوف سيجانها (3) ، والشعر ديوانها 0
تيه المُغنِّي : يضرب به المثل ، كما قال أبو نواس :
... ... ... ... * تيه مُغَنٍّ وظرف زنديق *
وقال آخر :
... جمعتُ الذي لو كان يُؤلِم من أذى ... فيشكو لهانت عنده أمُّ مِلْدَمِ (4)
... غباوة أصحاب الحديث ونوكهم ... ... وتيه المغني في جنون المُعَلِّم
تيه بني مخزوم وبني أمية وبني جعفربن كلاب : يضرب به المثل ، أبْطَرَهم ما وجدوه لأنفسهم من الفضل ، ويقال : أربعة لم يكونوا ، ومحال أن يكون / زُبيري (5) سخي 17أ ومخزومي متواضع ، وهاشمي شحيح (6) ، وقريشي يحب آل محمد [ صلى الله عليه وسلم ] 0
تيه عُمارة : هو ابن حمزة ، مولى بني العباس ، كان سخيا ، جليل القدر ، تيَّاها ، واختص بالسفاح ، ثم المنصور ، يضرب المثل بتيهه ، فقالو : أتيَه من عُمارة ، ومن تيهه أنه إذا أخطأ يمضي في خِطابه ، ولا يرجع ، ويقول : نقض وإبرام في ساعة ! الخطأ أهون 0
حرف الثاء
ثديّ اللؤم : أول من استعاره أوس بن مغراء (7) ، حيث قال :
... يشيبُ على لؤم الفِعال كبيرُها ... ... ويُغْذَى بثدي اللؤم وليدها
ثريدة غسان : كان للقوم ملوك يختصون من بين العرب با لطيبات ، ولهم الثريدة ، يضرب بها المثل ، وأجمع العرب على أنّ ثريدتهم لا أطيب منها ، فصارت في أطايب الطعام 0
__________
(1) في الثمار ، ص 159 ، الفقرة 222 ، جاء في الخبر
(2) في الثمار ، ص 159 ، الفقرة 222 ، والدروع حيطانها
(3) سيجان : جمع ساج ؛ وهو الطيلسان
(4) أم ملدم : من أسماء الحمى
(5) كتبت : زهري ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 117 ، الفقرة 166
(6) كتبت : وشامي صحيح العقيدة ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 117 ، الفقرة 166
(7) كتبت : معن ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 340 ، الفقرة 516(1/44)
ثعابين مصر : قال الجاحظ : الثعابين لا تكون إلاّ بمصر ، والثعبان عظيم الشأن في إهلاك الآدمي ، وليس له إلاّ النِّمس ، وهي إحدى عجائب الدنيا ، وذلك أنها دويبة متحركة ، كأنها قديدة ، فإذا أرادت الثعبان ودنت منه ، ينطوي الثعبان عليها ، يريد أكلها ؛ فتحتشي ريحا ، وتظهره ؛ فتقده قطعتين ، ولولا النمس أكل الثعابينُ أهلَ مصر ، وهي أنفع لأهلها من القنافذ لأهل سجستان (1) 0
ثقل الدَّيْن : يضرب به المثل ، قال لقمان لابنه : حملت الصخر والحديد فلم أجد أثقل من الدَّيْن ، وأكلت الطيبات فلم أجد ألذ من العافية ، وذقت المرارات ، فلم أجد أمرَّ من الحاجة إلى الناس 0
ثقل الرصاص : أنشد الجاحظ :
... ولي جيران كلهم ثقال ... ... كأخذ القوم في ثقل الرصاص
وربما قيل : قد غضبوا غضب الخيل على اللجم الدلاص (2) 0
ثقل الأربعاء : يقال : إنّ الأربعاء أثقل الأيام ، قال ابن الحجاج من قصيدة يرثي بها ابن العميد :
... أقول ليوم الأربعاء وقد غدا ... ... عليَّ بوجه أغبر اللون قاتم
... بَعثتَ على الأيام نَحْساً مؤبداً ... ... بشؤمك يا يوم الندى والمكارم
وهو مشهور عندهم بالنحوسة ، وهذا في الأربعاء عامة ، وأمّا الذي لا يدور /17ب ففيه حديث [آخر أربعاء في الشهر نحس مستمر ] وقد تمثل به مَنْ قال :
... لقاؤك للمبكِّر يومُ سوءٍ ... ... ووجهكَ أربعاءٌ لا تدورُ
ثقل الفيل : يضرب به المثل ، قال :
... وما الفيلُ تحملُه ميِّتا ... ... بأثقلَ من بعضِ جُلَّسِنا
وقال :
... ... أنت والله ثقيل ... وثقيل وثقيل
... ... أنت في المنظر إنسا ... ن وفي الميزان فيل
ثمار البخور : هي الند ، ومن استعارات مسلم بن الوليد [ الطويل ] :
... فغَطَّتْ بأيديها ثمار بخورها ... كأيدي الأسارى أثقلتها الجوامع
__________
(1) انظر الحيوان 4/120 ، 121
(2) وردت هذه الفقرة في الثمار ، ص 668 ، الفقرة 1144 على النحو التالي : أنشد الجاحظ لابن دوست :
... ليَ جيران ثِقالٌ كلُّهم ... ... فأخفُّ القوم في ثقل الرصاص
... قلت لمّا قيل لي قد غضبوا ... غضب الخيل على اللجم الدلاص(1/45)
وأخذه ديك الجن فقال :
... ظاات بها أجني ثمار شبابها ... فتوسعني سبّا وأوسِعُها صبرا
إذا أصاب رجل عند صاحبه أفضل ما يريد ، قيل : وجد ثمرة الغراب ؛ لأنه إنما ينتقي من الثمر أطيبه 0
ثمرة القلب : كل ما يحبه الإنسان على الاستعارة ، ولمّا غضب معاوية على ابنه يزيد هجره ، فقال له الأحنف : أولادنا ثمار قلوبنا ، وعماد ظهورنا ، ونحن لهم سماء ظليلة ، إنْ غضبوا فأرضهم ، وإن سألوا فأعطهم ، ولا تكن عليهم قُفْلا فيملوا حياتك 0
ثياب الروم : يضرب بها المثل ، ويشبه بها ما يُستحسن من آثار الربيع ، قال :
... هذا الربيع كأنما أنواره ... ... أبناء فارس في ثياب الروم 0
حترف الجيم
جار أبي دؤاد : كان كعب بن مامة إذا جاوره رجل قام له ولعياله بالمؤنة ، وحماه ، فجاوره أبو دؤاد الإيادي الشاعر ، ففعل به ذلك ، وزاده من برِّه ، فصارت العرب إذا حَمِدّتْ جارا قالوا : طجار أبي دؤاد 0
جامع سفيان : يضرب مثلا للشيء الجامع لكل شيء ، فيقال : كأنه جامع سفيان ، وكان الخوارزمي إذا رأى رجلا وكتابا جامعا ، قال : هذا جامع سفيان ، وسفينة نوح ، وقال ابن الحجاج :
... ... بالله قولوا ولا تغضبوا ... ... فلست من الحق بغضبان
... ... فقرٌ ودلٌّ وخمولٌ معا ... ... أحصيت يا جامع سفيان
/ جانبا هَرْشَى : أكمة بتهامة ، يسلكها الحاج ، لها طريقان من جانبيها ؛ أيهما سلك18 أ كان صوابا ، فتضرب مثلا في الأمر له بابان ، من أيهما أتي لم يكن به بأس ، وأنشد :
... خذوا جنْبَ هَرْشى أو قفاها فإنما ... كلا جانبي هرشى لهنّ طريق (1)
جآذر جاسم : يضرب بها المثل ، كما يقال : وحش وجرة ، ولإبن عبد العزيز (2) فصل في ذكرهما ، وأجاد ، فقال : قد علمت أيدك الله أن الشعراء تداولوا عيون الجآذر ، ونواظر الغزلان ، حتى لا تكاد تجد قصيدة نسيب تخلوا منه ، ومتى جمعت ذلك ثم قرنته بقول امرئ القيس :
__________
(1) الأغاني 13/271 ،ياقوت 8/423
(2) في الثمار ً 408 ، الفقرة 650 : وللقاضي أبي الحسن(1/46)
... تصد وتبدي عن أسيل وتتقي ... ... بناظرة من وحش وجرة مطفل
أو قابلته بقول ابن الرقاع :
... فكأنها بين النساء أعارها ... ... عينيه أحور من جآذر جاسم
رأيت إسراع القلب إلى قبول هذين البيتين 0
جبار بني العباس : الرشيد ، لأنه أغزى ابنه القاسم الروم ، فقتل خمسين ألفا ، وأخذ خمسة آلاف دابّة ، وأغزى علي بن عيسى بن ماهان بلاد الترك ، فقتل أربعين ألفا ، وسبى عشرة آلاف ، وأسر ملكين منهم ، ثم غزا بنفسه ففتح هرقلة ، وأخذ الجزية من ملك الروم ، ولم يخلّف أحد ما خلّف من المال والأثاث والجواهر 0
جُبْن الصِّفْرِد : يضرب لجبن الضعيف ، وزعم أبو عبيدة أنّ هذا المثل مولّد ، والصفرد طائر من خشاش الطير ، وقد تمثل به مَنْ قال :
... تراه كالليث لدى أمْنِه ... ... وفي الوغى أجبن من صِفْرِدِ
جرأة الأسد : يتمثل بها حتى الصبيان والنسوة ؛ لأنه سيد السباع ، كما أن العقاب سيد الطير ، والفرس سيد الدواب ، قال نصر ابن سيّار : عظماء الترك تقول ، ينبغي أن يكون في القائد العظيم عشر خصال من أخلاق الحيوان : جرأة الأسد ، وخَتْل الذئب ، وروغان الثعلب ، وحملة الخنزير ، وصبر الكلب على الجراحة ، وتختُّن الدجاجة ، وسخاء الديك ، وحذر الغراب ، وحراسة الكُركي ، وهداية الحمام 0
جرأة الذباب : يضرب بها المثل ؛ لأنه يقع على فم الأسد والملك ، ولا يتقي شيئا /18 ب
جُرَيْعاء الذَّقن : يضرب للمفلت من الهلاك ، قال الشاعر :
... مِلْنا على وائلٍ وأَفلَتَنا ... ... أخو عديٍّ جُرَيْعَةَ الذَّقنِ
جرح اللسان : قال بعض الحكماء : جرح اليد يَجْبَر ، وجرح اللسان لا يبقي ولا يذر ، وقال :
... جراحات السيوف لها التئام ... ولا يَلْتَام ما جرح اللسان
جَرْيُ المُذَكّيات : يضرب به المثل في المغالبة ، والذكي الذي جاوز سن الفتى من الخيل ، ولم يبلغ الهرم ، وقد تكامل نشاطه ، وهو أقوى من الجِذاع (1) ، فيحتمل أن يغالب به في الجري 0
__________
(1) الجذاع : جمع جذع ، اسم الجمل في سن الخامسة(1/47)
جزاء سِنِمَّار : يضرب للمحسن يُكافأ بالإساءة ، وكان سنمار الرومي مشهورا باتخاذ المصانع والحصونوالقصور للملوك ، فبنى الخورنق على الفرات للنعمان ابن امرئ القيس في عشرين عاما، كان يبني مدة ، ويغيب مدة ، ليطمئن البناء ، فلما فرغ منه صعد النعمان ، وهو معه ؛ فرأى البر والبحر، وصيد الحيتان والطيروالظباء ، وسمع غناء الملاّحين، وأصوات الحُداة ؛ فأعجب ، فقال له سنمار متقربا إليه : أبيت اللعن أعرف في أركانه حجرا لو زال زال جميع البناء ، فقال : لأدعنه لا يعلم بمكانه أحد ، فرماه من أعلى القصر ، فتقطع ، وقيل : بل قتله خوفا أنْ يبني لغيره مثله ، فقال شرحبيل الكلبي :
... جزاني جزاه الله شرّ جزائه ... ... جزاء سنمار وما كان ذا ذنب
جليس القعقاع : هو القعقاع الذّهلي ، كان إذا جالسه رجل فعرفه بالقصد إليه جعل له نصيبا من ماله ، وأعانه على عدوه ، وشفع له ، وغدا إليه بعد المجالسة شاكرا ، وكان رجل يجالس بني مخزوم فسعوا به ، وزعموا أنه يقع في الولاة ، فقال رجل :
... شقيت بكم وكنت لكم جليسا ... ... ولست جليس قعقاع بن شَوْرِ
... وقبلكم أبو جهل أبوكم ... ... ... غزا بدراً بمَجْمرةٍ وتَوْرِ
جلدة الماء : استعار البحتري الجِلدة للماء في قوله :
... أبْدَيْتَ لي عن جلدة الماء الذي ... ... قد كنت أعهده كثير الطحلبِ
كما استعارها ابن المعتز للسماء في قوله :
/ ... ... ياربّما نازعته ... ... روح دِنان صافية ... ... ... 19 أ
... ... في روضة كأنها ... ... جِلدَ سماٍ عارية
جِلسة الآمن : قيل لمحمد بن واسع : ألا تسكن ؟ قال : تلك جلسة الآمن ، ولست به 0
جِلسة الخطيب : تضرب بها المثل في قلة المكث ، يقال : جلس فلان عندي جِلسة الخطيب 0
جمرات الظَّهيرة : تقع في الاستعارات ، كتب بعض البلغاء في وصف انتصاف نهار الصيف : أتى على كل شيء ظله ، وقام قائم الهاجرة ، ورمت الشمس بجمرات الظهيرة 0(1/48)
جمرات العرب : بنو ضبة ، وبنو الحارث بن كعب ، وبنو نمير ، وبنو عبس ، وبنو يربوع ، قال الخليل : كل قوم يصيرون لقتال من قاتلهم ، ولا يحالفون أحدا ، ولا ينضمون إلى أحد 0
جمع النملة : يضرب به المثل ، لأن النملة والذر والفأر من الحيوان الدائب في الجمع والكسب 0
جمع الذرة : قال الجاحظ : للذرة مع لطافة شخصها ، وخفة وزنها من السّم والاسترواح ما ليس لشيء ، ولا شيء من الحيوان يحمل أثقل منه إلاّ هي 0
حِمل الدُّهَيْم (1) : في المثل أثقل من حِمل الدُّهيم ، والدهيم الناقة التي حَمَل عليها كثيف التغلبي رؤوس بني زبَّان الذّهلي حين قتلهم ، فجعلوا حمل الدهيم مثلا في الدواهي ، قال الشاعر :
... يقودهم سعدٌ إلى بيت أمِّه ... ألا إنما تُزْجَى الدُّهَيْمُ وما تدري
جمل السقاية : يضرب به في الأمثال ، فيقال : ما هو إلاّ جمل السقاية ، وحمارُ الحوائج ، قال :
... ولو جمل السقاية لقَّبوه ... ... بمعشوقٍ تَحرَّى أخذَ رُوحي
جناح جبريل : يضرب للبركة والشّفاء ، قال بعضهم في وصف رُقْعَة جاءته :
... أرقعةٌ في عِيادَتي وردت ... ... أم رُقْيَة قد شفتْ بتعجيل
... أم دعوة عن نبينا صدرت ... أو مسحة من جناح جبريل
جناحا نعامة : يقال لمن شمّر عن ساق الجد في أمر : ركب جناحي نعامة ، قال الشماخ عمر [ بن الخطاب رضي الله عنه ] (2) :
... فمن يسعَ أو يركبْ جناحي نعامة ... ليدركَ ما قدّمت بالأمس يُسبَقِ
__________
(1) كتبت : جمل الدهيم ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 354 ، الفقرة 540 ، ومن اللسان ( دهم ) ومن حق هذه الفقرة أن تكون في باب الحاء وليس الجيم 0
(2) كتبت : قال ابن الشماخ في مرثية ابن عمر ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 443 ، الفقرة 713(1/49)
جناح الطائر : يقال كأنه في جناح الطير إذا كان قلقا دهشا ، كما يقال : كأنه على قرن أعفر ، ويقال : ركب فلان جناح الطائر إذا فارق وطنه / ويضرب لما لا يُرجى19 ب فيقال : هو في جناح الطائر ، ومن الأجنحة المستعارة : جناح الرجل ، وجناح الطير ، وجناح النجاح ، وأحسن ابن المعتز في قوله :
... شربنا بالصغير وبالكبير ... ... ولم نَحْفِل بأحداث الدهور
... فقد ركضت بنا خيل الملاهي ... وقد طرنا بأجنحة السرور
جناح الطاووس : يشبه به ، كان الصاحب إذا نظر في خطّ الأمير شمس المعالي ، وهو نهاية في الحسن قال : هذا جناح طاووس أم خطّ قابوس ، وقال الأمير السيد الحميري :
... دع الحرص واقنع بالكفاف من الغنى ... رزق الفتى ما عاش عند معيشه
... وقد يملك الإنسان حين رئاسة ... ... كما يذبح الطاووس من ... اجل ريشه
جناح بعوضة : يضرب به في الخفة والصغر والقلة ، كما يضرب بمثقال ذرة 0
جناح النملة : يضرب لارتياش الضعيف ، واستغناء الفقير بما فيه هلاكه ، إذ من أقوى أسباب هلاك النمل نبات اجنحته ، ويقال : لم يرد الله بالنملة صلاحا ؛ إذا أنبت لها جناحا ، قال :
... ارضَ من دنياك بالقو ... ... تِ وإن كان يسيرا
... فهلاك النمل أن يُكْـ ... ... سى جناحا فيطيرا
جنّ سليمان : يضرب لكثرة الجند والأتباع ، وانقياد الناس للإنسان ، وتصرفه فيهم ، قال ابن غانم يرثي الصاحب :
... تبكي عليكَ العَطايا والصِلاتُ كما ... تبكي عليك الرعايا والسلاطين
... قام السُّعاة وكان النوم (1) أقعدهم ... ... واستيقظوا بعد أن نام الملاعين
... لا يعجب الناس منهم إنْ همُ انتشروا ... مضى سليمان فانحلّ الشياطين
جنون المعلم : جرى المثل بجنون المعلمين ؛ لفساد أدمغتهم ، كما قال :
... معلم صبيان يروح ويغتدي ... ... على أنفه ألوان ريح فسائهم
وقال صقلاب المعلم :
... وكيف يُرجَّى العقل والحزم عند مَنْ ... يروح إلى أنثى ويغدو ‘لى طفل
جِدّ الإنسان : حظه وبخته ، وفيه قال القائل ملغزا :
__________
(1) في الثمار ً 50 ، الفقرة :71 فكان الخوف(1/50)
... وجدٍّ لم يلد ولدا ولكن ... ... به قال المراد الطالبونا
/ ومما ينسب للشافعي :
... الجد يدني كل أمر شاسع ... والجد يفتح كل أمر مغلق
... فإذا سمعت بأن مجدودا حوى ... عودا فأورق في يديه فصدق (1)
... وغذا سمعت بأن محروما أتى ... ماء ليشربه فغار فحقق
وقال ابن دريد :
... لا ينفع اللبُّ بلا جِدٍّ ولا ... ... يضرُّكَ الجهلُ إذا الجدّ علا
وقال بعضهم :
... إذا صدق الجِدّ افترى العم للفتى ... ... مكارم لا تُكرى وإنْ كَرُمَ الخال
فالجِد الحظ ، والعم القامة ، وجماعة الناس ، أي اختلقوا له مكارم لا تكرى أي لا تنقص وإن كذب الخال أي الخيلة ، ويقال : أكرى الشيء : نقصه ، وأكراه : زاده ، فهو ضد 0
جند إبليس : يكنى به عن المُجَّان والخلعاء ، قال :
وكنت فتى من جني إبليس فارتقت بي الحال حتى صار إبليس من جندي
فلو مات قبلي كنت أُحدِث بعده صنائع سوء ليس يحسنها بعدي
جنّة الدنيا : الشام ، ولمّا خرج هرقل عنها فارا إلى الروم بكى حتى اخضلت لحيته ، وغشي عليه ، فلما أفاق قال : السلام عليك يا جنة الدنيا سلام لا تلاقي بعده 0
جنة الرجل (2) : [ داره ] (3)
جنة الفردوس : يضرب مثلا للمكان يجمع الحسن والأمن ، قال أبو تمام :
مالي أرى القبة الفيحاء مقفلةً ... ... دوني وقد طال ما استفتحتُ مُقْفَلَها
... كأنها جنة الفردوس معرضة ... ... وليس لي عمل زاكٍ فأدخَلَها
وقال ابن الرومي :
... له حريم إذا ما الجار حلَّ به ... ... أضحى الزمان عليه جدّ مؤتمن
... كأنّه جنّة الفردوس قد أمنت ... ... فيها النفوسُ من الروعات والحَزَن
جنة الأرض : بغداد مجتمع الوافدين ، ومدينة السلام ، وقبته ، ومجمع المحاسن واللظائف ، قال الزجاج : حاضرة الدنيا وما عداها بادية ، أنشد المرزباني :
... سقى الله بغداد من جنّة ... ... حوت كل ما تشتهي الأنفس
__________
(1) ديوانه ، وفيه : أثمر في يديه 0
(2) جمع المولف بين العنوانين هكذا : جنة الرجل جنة الفردوس 000
(3) داره : من الثمار ص 694 ، الفقرة 1234(1/51)
/ ... ... على أنها جنة الموسرين ... ولكنّها حسرة المفلس (1) ... 20 ب
ومع كونها محل وطن الخلفاء لا يموت فيها خليفة ، قال عُمارة ابن جرير :
... أعاينت في طول من الأرض والعرض ... ... كبغداد داراً إنها جنّة الأرض
... قضى ربُّها ألاّ يموت خليفةٌ ... ... ... بها إنه ما شاء في خلقه يقضي
جنّة الخلد : قال ابن طباطبا :
... فمهما أنسَ لم أنسَ التذاذا ... ... بجنات كجنات الخلود
... بنفسج عارضي إلى أقاحي ... ... ثغورٌ زانها وردُ الخدودِ
جنة عبقر : قال الجاحظ : كما تقول العرب أُسْد الشَّرى ، وذِئاب الغَضَى ، وبقر الجِواء ، ووحش وجْرة ، وظباء جاسم ، فيفرقون بينها وما ليس كذلك إمّا في الخبث والقوة ، وإمّا في السِّمَن والحُسن ، كذا يفرقون بين مواضع الحُسن ، فإذا نسبوا الشكل إلى شكله ، فقد خصُّوه من الخبث والقوة والغواية بما ليس لجملتهم ، قال لبيد :
... ومن فاد من إخوانهم وبنيهم ... ... كهولا وشبانا كجنة عبقر
وقال حاتم :
... عليهنّ فتيان كجنّة عبقر ... ... يهزُّون ... بالأيدي الوشيجَ المقوَّما
وقال زهير :
... بخيلٍ عليها جِنَّةٌ عبقريَّةٌ ... ... جديرون يوما أن ينالوا ويَسْتَعْلُوا (2)
ولذلك قالوا : لكل شيء فائق أو شديد عبقريّ 0
__________
(1) جاء البيت الثاني هكذا : هي أنها منية المؤمن ... ولكنها حسرة الأنفس
... وما أثبتناه من الثمار ، ص 513 ، الفقرة 836
(2) ديوانه 103(1/52)
جهد البلاء : خادم يدمدم ، وبيت يَكِف ، وحطب يفرقع ، وخِوان يُنْتَظَر ، وأُتيَ بعض الأمراء (1) برجل استحق القتل فأُقْعِدَ لِيُضْرَبَ عنقه ودُعي بالسيف ، فقال بعض جُلسائه : هذا جهد البلاء ، فقال الأمير : ما هذا وشرطه بمحجم إلاّ سواء ، لكن جهد البلاء فقر مُدْقِع ، بعد خير مُوسِع ، وقال المأمون لجلسائه : ما جهد البلاْ ؟ فقال ابن مسعدة : طول الليلة الساهرة ، من خوف ذي البطشة القاهرة (2) ، يقال : إنّ هذا الجهد ولم يبلغ أن يكون كل الجهد ، فقال صالح العباسي : هو زوال النعمة ، وانتهاك الحرمة والأمور المُغِمَّة / 21 ا
فقال المأمون : الأمر المُغِم لناهيك به ، وقال ثُمامة : هو جري حكم جاهل على عالم ، وقال الجاحظ : ليس جهد البلاء مدّ الأعناق ، وانتظار وقع السيف ، لأن الوقت قصير ، والحسّ مغمور ، ولكن جهد البلاء أنْ تَظهر الخَلّة ، وتطول المدّة ، وتعجز الحيلة ، ثم لا تعدم صديقا مريبا ، وابن عم شامتا ، وجارا حاسدا ، ووليا تحوَّل عدوا ، وزوجة مختلفة ، وجارية مستتبعة ، وولدا ينهرك 0
جهد المُقِل : أحسن ما قيل فيه :
... قد بعثنا إليك أصلحك الله بشيء فكن له ذا قبول
... لا تقسْه إلى نَدى كفِّك الغَمـ ... ـرِ وإفضالِك الجسيم الجزيل
... واغتفر قلةَ الهَديَّة مني ... ... إنّ جهد المُقِلِّ غيرُ قليل
وقال :
... جهد المقل إذا أعطاك نائلة ... ... ومكثرٌ من غنى سيان في الجود
جهل أبي جهل : يضرب به المثل لموافقة كنيته لصفته 0
جواب الجواب : كان الصاحب يقول : جواب الجواب من الخطط الصعاب 0
جود طيء : سار به المثل لمكان حاتم ، وأوس بن حارثة ، وهما منهم ، قال أبو حاتم :
... لكلٍ من بني حواء عذر ... ... ولا عذرٌ لطائي لئيم
__________
(1) هو عبد الله بن معاوية بن جعفر بن أبي طالب كما في الثمار ، ص 668 ، الفقرة 1145 ، وقد جاء في الثمار عنوان الفقرة : جهد البلاد ، وهو تصحيف 0
(2) في الثمار ، ص 669 ، الفقرة 1145 : القادرة ، وفي نسخة أخرى من الثمار (خ ) الغادرة 0(1/53)
جود كعب : يضرب به المثل ، قال الجاحظ : العامة تحكم بأن حاتما أجود العرب ، لكن الذي تُحُدِّث به عنه لا يبلغ ما ورد عن كعب ، لأنه بذل النفس ، حتى أعطبه الكرم ، وبذل المجهود في المال ، فساوى حاتما فيه ، وفاقه ببذل المهجة 0
جود الفضل : ابن يحيى البرمكي ، يضرب به المثل ، يقال له حاتم الإسلام ، وحاتم الأجواد ، حدِّث عن البحر ولا حرج ، حدِّث عن الفضل ولا حرج ، وفيه قيل (1) :
... ألم ترَ أنَ الجود من صلب آدم ... ... تحدَّر حتى صار في راحة الفضل
... إذا ما أبو العباس جادت سماؤه ... ... فيا لك من هظل ويا لك من وَبْل
وقال آخر (2) :
... أنت الذي تأخذُ الأيدي بِحُجْزَتِه ... ... إذا الزمان على أنيابه كَلَحا
... وكَلْتَ بالدهر عينا غيرَ غافلةٍ ... ... بجود كفِّكَ تأسو كلَّ ما جَرَحا
جَوْرُ سَدُوم : يضرب لشدة الأمر ، فإنه كان ملكا عظيم الجور ، قال :
... ... لا تَبِعْ عُقْدَةَ مالٍ ... ... خِيفَةَ الجارِ الغَشُومِ
... ... واصطبر للفلكِ الجا ري على كلَِ ظَلوم
... ... [ فهو الدائر بالأمـ ... رِ على آل سدوم ]
/ جوهر الخلافة : يضرب به المثل ، كانت جواهر الملوك الأكاسرة وغيرهم قد 21 ب صارت إلى بني أمية ، ثم السفّاح ، ثم المنصور ؛ فاتخذها عدّة للخلافة ، وفيها كل فص نفيس ، وعقد فريد ، واشترى الربيع جوهرا بألف ألف دينار ، وضمه إلى جوهر الخلافة ، ثم اشترى المهدي الفص المعروف بالجبل ، وضمه إليها ، ولم تزل الخلفاء تزيد فيه إلى المقتدر فتبسط فيه ، وقسم بعضه على الحرم ، فاتخذت منه زيدان القهرمانة سبحة قيمتها ثلاثون ألف دينار ، والمثل يضرب بها في الارتفاع والنفاسة ، فيقال : سبحة زيدان ، ثم ذهب ذلك مع ذهاب الخلافة 0
جيش الطواويس : هو جيش عبد الرحمن بن الأشعث ، قيل له ذلك لكثرة ما فيه من حِسان الوجوه 0
حرف الحاء ...
حاتم طيء : يضرب مثلا للجود ، قال الصاحب :
__________
(1) هذه الآبيات ليزيد بن خالد المعروف بابن حسبات 0 الثمار ص 203
(2) هو أبو نواس ، ديوانه 85(1/54)
... وهو إنْ جاد ذمَّ حاتمَ طيٍّ ... ... وهو إن قال قلَّ قُسُّ إياد
حاجة أبي الهُذَيل : يضرب مثلا للحاجة يسألها الإنسان لغيره ، ويُضمر ضد ما يظهر ، ولا يحب قضاءها بخلا لجاهه ، وكان أبو الهذيل سار إلى سهل بن هارون الكاتب لمّا كان خاصا بالحسن بن سهل يسأله الاستعانة على إضاقة (1) ، فسار سهل إلى الحسن فكلّمه ، فقال له : قد عرفت حال أبي هذيل وقدره في الإسلام ، إنه متكلِّم قومه ، والرادّ على أهل الإلحاد ، وقد فَزِعَ إليك لإضاقة ، فوعده بخير ، فلما انصرف سهل يصفه بلؤم طبعه أن كتب إلى الحسن (2) :
... إنَ الضميرَ إذا سألنُكَ حاجةً ... ... لأبي الهُذَيل خلاف ما أبدي
... فامنحه روحَ اليأس ثم امددْ له ... ... حبل الرجاءِ بمخلَفِ الوَعْدِ
... ... وأَلِنْ له كَنَفاً لِيَحسُنَ ظَنُّه ... في غير منفعَةٍ ولا رِفْد
ِحتى إذا طالت شقاوةُ جَدِّه ... بِعنائه فأجبهُ بالرّدِّ ...
فلما قرأها الحسن وقّع عليها : هذه ـ لك الويل ـ صفتك لا صفتي ، وأمر لأبي الهذيل بألف دينار ، وكان سهل الكاتب بليغا حكيما شاعرا ، لكنه مفرط البخل بماله وجاهه 0
حالب التيس : يضرب لمن يطمع في غير مطمع ، ومَنْ يرجو ما لا يُجدي ، قال والبة :
... أصبحتَ لا تعرفُ الجميلَ ولا ... ... تُفَرِّق بين المليحِ والحَسَن
/ ... إنّ الذي يرتجي نداك كمن ... ... يحلبُ تيسا من شهوةِ اللّبن ... ... 22أ
وقال البحتري :
... أيا صالحاً لا يجزك الله صالحا ... ... فإنكَ مثلُ التيس أخفق حالبه (3)
حاسِي الذهب : هو عبد الله بن جُدعان ؛ لأنه كان يشرب في إناء ذهب ، وقريش تتمثل به ، فتقول : أقرى من حاسي الذهب ؛ لكثرة قراه 0
__________
(1) أضاق الرجل : أي ذهب ماله ، اللسان ( ضيق )
(2) هكذا وردت هذه العبارة ، وهي في الثمار ، ص 172 ، الفقرة 247 : فلما انصرف سهل إلى منزله ، بعثه لؤم طبعه وسوء خلقه على أن كتب إلى الحسن بن سهل 0
(3) ديوانه 1/24(1/55)
حاطب الليل : يشبَّه به المكثار ؛ لأنه ربما احتمل فيما يحتطبه حيَّة ، وهو لا يشعر ، فيكون فيها حتفه ، فكذا المكثار ، ربما عثر لسانه بما يجني عليه ، وإياه عنى ابن المعتز بقوله :
... ... يا عجبا والدهر ذو عجائي ... من شاهد وقلبه كالغائب
... ... كحاطب يحطِب في بِجاده ... في ظلمة الليل وفي سواده
حبائل الشيطان : النساء
حَبّ الظّرف : هو الجرب عند فتيان العراق والشام ، قال الصنوبري :
... ... الشيب عندي والإفلاس والجرب ... ... هذا هلاك وذا شؤمٌ وذا عَطَبُ
... ... إنْ دام بالحكِّ لا ظفرٌ يدوم ولا ... ... جلد يدوم ولا لحمٌ ولا عَصَبُ
... ... [ ولقبوه بحب الظرف ليتَهمُ ... يا نفس ضاعوا كما قد ضاع ذا اللقب ] (1)
وقال بعضهم :
... ... سيدي ليس ذا جرب ... ... هذه حِكَّة الطَّرب
... ... ما أراه مُزايلي ... ... ما رأى التينَ والعنبْ
وأجود منه قول التاجوري :
... ... فيا جربٌ بين البنان يحكُّه ... ... رضينا به والحاسدون غِضاب
... ... وكنّا معا كالماء والراح صحبة ... ... علايا لطول الامتزاج عباب
حبل الوريد : يضرب به المثل في القرب ، من قوله تعالى [ ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ] (2) 0
حجّام ساباط : يضرب في الفراغ ، فإنه كان يلازم ساباط المدائن ، فإذا مرّ به جند حجمهم نسيئة بدانق إلى وقت قفولهم ، ومع ذلك يعبر الأسبوع فأكثر فلا يأتيه أحد ، فيخرج أمه فيحجمها ، ليرى الناس أنه غير فارغ ، فينزف دمها ، فماتت ، وقيل حجم كسرى ابرويز ؛ فأعطاه ما أغناه ، فما زال فارغا ، فصار يضرب المثل بفراغه 0
حجر المغناطيس : هو الذي يجذب الحديد لنفسه ، فيضرب لجاذب الشيء إلى نفسه ، قال ابن طباطبا :
... يأبى الذي نفسي عليه حبيس ... ... مالي سواه من الأنام أنيس
/ ... لا تنكروا أبدا مقاربتي له ... ... قلبي حديد وهو مغناطيس ... 22ب ...
__________
(1) هذا البيت أسقطه المؤلف ، وربما الناسخ ، وهو بيت القصيد ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 671 ، الفقرة 1152
(2) 16 ق(1/56)
حدّ الأحد : كان قُدار [ بن سالف ] ومن تبعه من ثمود عقروا الناقة يوم الأربعاء ، فصبحهم العذاب يوم الأحد ؛ فأهلكوا ، وفي حديث ( إياكم والشخوص في يوم الأحد فإنّ له حدّاً كحد السيف ،وكتب يزيد بن معاوية إلى ابن زياد أن يوجه ابن خازم في تقوية سالم بن زياد ، وقال : أخرجوه يوم الأحد حتى لا يرجع إلى الأبد ، وجعل يردد الرسل إليه للخروج وابن خازم يتعلل ويتربص حتى غابت الشمس ، فركب وقال للموكل به : أعلم صاحبك أنه قد ذهب حد الأحد ، وقال أبو تمام في محمد بن يوسف وقد أوقع في القوم يوم الأحد :
... مَنْ كان أنكأ حداً في كنائسهم ... ... أأنت أم سيفك الماضي أم ألأحد (1)
حديث خرافة : هو رجل من [ بني ] عُذرة ، استهوته الجن ، فلما خلَّتْه رجع إلى قومه يحدثهم بأعاجيب الجن ، وكانت العرب إذا سمعت لا أصل له قالوا : حديث خرافة ، فسار مثلا 0
حدّ الشيء : ما يميزه عن غيره ، وذلك يرجع إلى المنع والمجد ، والممنوع من كل شيء من حظّ أو غيره ، والحداد التراب ، وفي ذلك قال بعضهم مُلغزا :
... ومحدود ولم يعرف بذنب ، وحداد وها أن كان ميتا
حذر الغراب : أحذر نم غراب
حربة أبي يحيى : وهي كنية ملَك الموت ، يضرب للمقدمة من مقدمات الموت على الاستعارة ، قال الشاعر :
... عذيري من الأيام مدت صروفها ... ... إلى وجه من أهوى يد النسخ والمحو
... وأبدت بوجهي طالعات أرى بها ... ... حراب أبي يحيى مسددةً نحوي
حرَّة بني سُليم : يضرب بها المثل في السواد ، وهي إحدى العجائب ؛ لأنها سوداء ، وأهلها سود ، ومن نزلها من غيرهم أسود ، وبلغ من أمرها أن ظباءها ونعامها وثعالبها وحُمرها وخيلها وإبلها وذبابها ووحشها وهوامها كلها سود ، قال الجاحظ : والسواد والبياض من خلقة البلد ، وقرب الشمس وبعدها 0
حرص النبَّاش : ذمّ رجل رجلاً ، فقال له : كياد مخنّث ، ووقاحة نائحة ، وشَرَه قوَّاد ، وملق داية ، وبخل كلب ، وحرص نبَّاش 0
__________
(1) ديوانه 1/17(1/57)
حرص الخنزير : يضرب به المثل في حرصه وحمقه ، وقبحه وقذره ، وحملتِه ، وصعوبة صيده ، وشدة الخظر / في طرده ، ولابن المقفع : أخذت من الخنزير حرصه على 23 أ
ما يصلحه ، وبكوره في حوائجه ، ومن الكلب نصيحته لأهله ، وحسن محافظته على أوامر صاحبه ، ومن الهر حسن نغمته ، ولطف مسألته ، وانتهازه الفرصة في صيده 0
حرفة الأدب : قال الخليل : حرفة الأدب آفة الأدباء ، وقيل : حِرْفة الأدب حُرْفة (1) ، قال :
... ما ازددتُ في أدبي حَرفاً أُسرُّ به ... ... إلاّ تزيدتُ حرفا دونه شوم
... إنّ المقدَّم في حِذقٍ بصنعته ... ... أنَّى توجَّه منها فهو محروم
حَزْم القِرِلَّى : هو طائر من بنات الماء صغير الجسم ، حديد الغوص ، سريع الخطف ، لا يُرى إلاّ مُرفرفا على جانب ماء كطيران الحدأة ، يهوي بإحدى عينيه نحو الماء طمعا ، ويرفع إلأى الهواء الأخرى حذرا ، فإن أبصر في الماء ما يستقل بحمله من نحو سمك ، انقض عليه كالسهمالمرسل ، فأخرجه من قعر الماء ، وإن أبصر في الهواء جارحا أهوى إلى الأرض (2) ، يضرب به المثل في الخطف ، كما ضرب به في الحزم والحذر ، ومن أسجاع أبي الحسن : كنْ حَذِرا كالقِرِلَّى ، إنْ رأى خيرا تدلى ، وإن رأى شرا تولى ، وقد خالف رواة النسب هذا ، فقالوا : قرلى رجل كان لا يتخلف عن طعام ، ولا يترك موضع طمع ، فإن صادف في طريق سلكه خصومة تركه ، أو طعاما سلكه ، فقالوا : أطمع من قزلى ، ويمكن أن يكون شُبِّه بالطير ، وسُمِّي باسمه ، قال :
... ... يا من جفاني وملاّ ... أنسيت أهلا وسهلا
... ... ومات مرحبُ لمّا ... رأيتُ مالي قلاّ
... ... إني أظُنُّك تحكي ... بما فعلتَ قِرِلَّى
حساب الهند : قال الجاحظ : لولا خطوط الهند ضاع من الحساب كثير ، وبطلت معرفة التضاعيف ، قال الصابئ في التهنئة بالعيد :
... لم أطوِّل في دعوتي لمليك ... طوَّل الله في السلامة عمره
__________
(1) الحرفة بالضم : نقص الحظ 0
(2) كتبت : مر في الأرض كالماء ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 492 ، الفقرة 800(1/58)
... بل تلطفت في اختصار محيط ... بالمعاني لمن تأمل أمره
... فهو مثل الحروف في عدد الهنـ ... د قليل قد انطوت فيه كثرة ... ... ...
/ ... جمع الله كل دعوة داع ... ... مستجابٍ دعاؤه فيه صبره ... ... 23ب
... وأعاده العيد الذي زاد ذا العـ ... الم فيمن يحوزه ومسرة
حسك السعدان : يضرب به المثل في الخشونة ، فيقال : أخشن من حسك السعدان 0
حُسنُ الأمين : يقال له ولأخيه أبي عيسى يوسف الزمان ؛ لفرط جمالهما ، ولم ير مثلهما إلاّ المعتز ، وفيهما قيل :
... أصبحت صبّا ولا أقول بمن ... ... أخاف مَن لا يخاف من أحد
... إذا تفكّرت في هواي له ... ... ... مسستُ رأسي هل طار عن جسدي
ونظر أبو نواس إلى الأمير نظرة ذي علق ، فقال الأمير : يا حسن أشتهيتني ، فقال : معاذ الله ، مَن يحدث نفسه بهذا ! فقال : أقسمت عليك إلاّ ما أخبرتني ، قال : سيدي الأموات يشتهونك ، فكيف بالأحياء ؟ فأمر بقتله ، وأُتي بالنطع والسيف ، فقال أبو نواس :
... ... أميري غيرُ ننسوبِ ... إلى شيء من الحَيْفِ
... ... سقاني مثل ما يشر ... ب فعلَ الضيف بالضيف
... ... فلما دارت الكاس (1) ... دعا بالنطع والسيف
... ... كذا من يشرب الراح ... مع التنين في الصيف
__________
(1) كتبت : الكاسات ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 189 ، الفقرة 269(1/59)
حُسنُ الديك : يضرب به المثل ، كما يضرب بحسن الطاووس ، قال الجاحظ : زعم جعفر بن سعيد أنّ الديك أحسن من الطاووس [ وأنه مع حسنه وانتصابه واعتداله وتقلّعه إذا مشى ، سليم من مقابح الطاووس ومن مُوقه ] وقبح صورته [ ومن ] التشاؤم ، ومن قبح رجليه ، قال : ,إنما يفتخر الطاووس بالتلاوين والتعاريج التي لألوان ريشه ، وربما رأيت الديك النبطي ، وفيه شبه بذلك ، والديك أجمل من الّدُرّاج لاعتداله وانتصابه ، وأسلم من عيوب الطاووس ، ولو كان الطاووس أحسن من الديك النبطي في تلاوين ريشه فقط ، كان فضل الديك عليه بفضل القدّ والخرط ، وحُسن الانتصاب ، وجودة الانتصاب أكثر من فضل حسن ألوانه على ألوان الديك ، ولكان السليم من العيوب في العين أجمل؛ لاعتراض تلك الخصال القبيحة على حُسن الطاووس في عين الناظر ، وأول منازل الحمد السلامة من الذم ، وكان يذمّ أن يقول / الناس : فلان أحسن من الطاووس ، وإنما ذهبوا من حسنه إلى حسن24 أ
ريشه فقط على أنهم ذهبوا إلى ألوان ريشه 0
حسن التدرج : قال [ أبو الحسن بن الـ ] ناصر العلوي حسن التدرج فوق حسن الطاووس ، أنشد فيه :
... صدورٌ من الديباج نٌمِّقَ وشيُها ... ... وُصلن بأحناء اللُّجين السَّوارج
... وأحداقُ تبرٍ في خدود شقائق ... ... تلألأ حُسنا كاشتعال المسارج
... وأذنابُ طلعٍ في ظهورٍ كسونها ... ... مُجزَّعةَ الأطرافِ صهب الدمالج
فإنْ فخرَ الطاووس يوما بحسنه ... ... فلا حُسنَ إلاّ دون حسن التدارج
ولم يقصر المأموني في وصفه حيث قال :
... قد بعثنا بذات لونٍ بديعٍ ... ... كبنات الربيع بل هي أحسن
... في قناعٍ من جلّنار وآسٍ ... وقميص من ياسمين وسوسن
... ذُبحت وهي بنت دُرَّةِ بحرٍ ... كلّ عن نعت بعضها كل محسن (1)
__________
(1) الأبيات في يتيمة الدهر ، وفيها : كل ملسن(1/60)
حسن الطاووس : يضرب به المثل ، فيقال : أحسن من طاووس ، وأزهى من طاووس ، ويقال للإنسان الحسن : طاووس الحُسن ، كما يقال : يوسف الحُسن ، وقد أجاد البحتري في قوله في إسرائيل النحاس الأعور النصراني ، وقد قوّم غلاما له فارسيا بثمن بخس :
... متى أرضى ودجّال النصارى ... ... يقوِّم ما أبيع بفرْد عَيْن
... وأعجب ما ترى طاووس حُسن ... ... يُحَكَّمُ في شِراه غراب بيْن (1)
فانظر إلى حُسن جمعه بين الطاووس والغراب في بيت ، ولمّا كان المهجو أعور شبهه بالغراب ، ومن بديع أوصاف الغراب قوله :
... سبحان مَن مِن خلقه الطاووس ... ... طير على أشكاله رئيس
... كأنه في نفسه عروس ... ... ... كأنما يحلو به التمريس
... ديباجةٌ تُنشر أو سدوس ... ... ... في الرأس منه شجر مغروس
... كأنه بنفسج يميس ... ... ... أو زَهَرٍ من حُزَمٍ ينوس
حشو اللَّوْزِينَج : يضرب للشيء يكون حشوه أجود منه ، لأن حشو اللوزينج خير من جلدته ، ويشبه به الحشو في الكلام ، يستغنى عنه ، وهو أحسن / منه ، 24 ب
كقوله :
... ... إنّ الثمانين وبلّغتها ... ... قد أحوجت سمعي إلى ترجمان
فـ ( بلّغتها ) حشو ، لكنه أحسن من جملته ، وسأل ابن طاهر المبرد (2) عنه فأنشد قول عدي في حبس النعمان :
... فلو كنت الأسير ـ ولا تكنْه ـ ... ... إذاٌ علِمتْ معدٌّ ما أقول
فقوله ولا تكنه حشو ، لكنه حسن ، وقال المأمون ليحيى بن أكثم : هل تغدّيت ؟ قال : لا ، وأيد الله أمير المؤمنين ، فقال ما أحسن هذه الواو ، وقال البحتري :
... وجُزيت أعلى رُتبةٍ مأمولة ... ... في جنة الفردوس غير مُعجَّل
فقد تم الكلام بقوله في جنة الفردوس ، ثم قال : غير معجل ، أي بعد طول العمر ؛ لأن الجنة إنما يوصل إليها بالموت ، وقوله قول المتنبي :
... وتحتقرُ الدنيا احتقار مجرِّب ... يرى كلَّ ما فيها وحاشاك فانيا
فقوله : وحاشاك حشو ، لكنه أجود من الجملة 0
__________
(1) ديوانه 2/316
(2) في الثمار ، ص 611 ، الفقرة 1016 : عبيد الله بن عبد الله(1/61)
... وفي ضدّ حشو اللوزينج قولهم : حشو الأُكَر ، لأنها تُحشى بكل ساقط ، لا خطر له ، قال جَحْظة : أنشدت أبا الصقر شعرا ، فقال : يا أبا الحسن لا تزال تأتينا بالغُرَر والدُرر ، إذا جاء غيرك بحشو الأُكَر 0
حصن تيماء (1) : بلد بين الشام والحجاز ، ولها حصن يتمثل به في الحصانة ، وكان ملَكَه عاديا اليهودي ، ثم ابنه السموءل (2) ، وفيه قال الأعشى :
... أرى عاديا لم يمنع الموت ماله ... ... وفود بتيماء اليهوديّ أبلَقُ (3)
... يباري كبيدات السماء ودونه ... ... بلاط ودارات وكلس وخندق
وفي المثل في العزة والمنعة : تمرد مارد ، وعزّ الأبلق (4) ، يعني بالأبلق حصن تيماء 0
حكاية أبي ديونه : كان كما قال ابن الرومي :
... حكيتَ القردَ في قبحٍ وسخفٍ ... ... وما قصّرت عنه في الحكاية
وكان يحكي كل صوت وهيئة ومِشية ، وأصوات البهائم والطير ، فلا يُفرّق بينه وبين أصواتها ، ونظيره أبو الورد ، صاحب الوزير المهلبي ، ولا ثالث لهما 0
حكاية القرد : في المثل : أحكَى من قرد ؛ لأنه يحكي الإنسان في خِلقته ، يُرى ذلك في طرْفه ، وتغميض عينيه ، وضحكه وكفّه وأصابعه وحركته وحكايته ، وقيل : أولَع من قرد بحكايته كل ما يراه ، قال ابن الرومي يهجو :
/ ... ليتهم كانوا قروداً فحكَوْا ... ... ... شيمَ الناس كما تحكي القرودُ ... 25 أ
والتفت يوما إلى الأخفش ، وهو يحاكي مِشية ، فقال :
... هنيئا يا أبا حسنٍ هنيئا ... ... ... بلغت من الفضائل كل غاية
... شَرِكتَ القردَ في قبح وسخف ... ... وما قصّرت عنه في الحكاية
حكم الصبي : يضرب لمن يفرط في الاقتراح على صاحبه ، يقال : حكم عليه حكم الصبي على أهله 0
__________
(1) كتبت : حصن شماس ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 520 ، الفقرة 854
(2) كتبت : ابن ابنه السموءلي ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 520 ، الفقرة 854
(3) في ديوانه ،ص 217 ( المطبعة النموذجية ) : ولا عاديا ، ورواية البيت الثاني في الديوان :
... يوازي كبيداء السماء ودونه ... ... ملاط 00000000
(4) مجمع الأمثال 1/174 ونسبه إلى الزباء(1/62)
حكمة لقمان : حُكي عنه مواعظ ووصايا يُضرب بها المثل ، ومن حكمه : يا بني لا تكن النملة أكيس منك ، تجمع في صيفها لشتائها ، لا يكن الديك أكيس منك ، ينادي بالأسحار وأنت نائم ، إنّ الله يحيى القلوب بنور الحكمة ، كما يُحيي الأرض بالمطر ، قال السري الرفاء يمدح ابن الفيّاض (1) :
... أخو حِكَمٍ إذا بدأت وعادتْ ... ... حكمْنَ بعجز لقمان الحكيم
... مَلكتَ خِطامها فعلَوْتَ قُسّاً ... ... برونقها وقيسَ بن الخطيم (2)
حلف الفُضول : سمي به لما فيه من الفضل والشرف ، وأصله أنّ رجلاً جاور من زبيد ، فظلمه العاص بن وائل ظلامة ، فصعِد في الجبل ، ورفع عقيرته بقوله :
... يا للرّجال لمظلومٍ بضاعتُه ... ... ببطن مكة نائي الدار والنّفَرِ
... إنّ الحرام لَمنْ تمتْ حَرامتُه ... ... ولا حرام لثوب الفاجر الغُدَرِ
فسمعه الزبير [ بن عبد المطلب ] فقال :
... حلفتُ لنَعقِدَنْ حِلفا عليهم ... ... وإنْ كنّا جميعا أهلَ دارِ
... نُسميه الفُضول إذا عقدْنا ... ... يُقرّ به الغريبُ لذي الجوارِ
ثم قام هو وابن جدعان فدعيا قريشا إلى التحالف والتناصر ، ونصر المظلوم ، فسمي حلف الفضول ، والحلف الآخر حلف المطيبين الذي شهده المصطفى (3) 0
حلقة الخاتم : يضرب في الضيق ، قال :
... كأن فِجاجَ الأرضِ حَلْقةُ خاتمٍ ... ... عليَّ فما تزداد طولاً ولا عرضا
__________
(1) في الثمار ، ص 125 ، الفقرة 176 : يمدح أبا محمد الفياض الكاتب 0
(2) كتب هذان البيتان هكذا : أخو حكم إذا بدأت وعادت ... حكمن بعجز لقمان ملكت حكامها
وما أثبتناه من الثمار ، ص 125 ، الفقرة 176
(3) حلف الفضول هو الذي شهده الرسول صلى الله عليه وسلم ، وليس حلف المطيبين ، هكذا جاء في الثمار ، ص 141 ، الفقرة 198 ، وفي الروض الأنف ، وهذه عادة المؤلف في الخلط ، فهو لا يقيم وزنا لصحة الخبر وإنما همه أن يأتي بجملة من سطر ، وبجملة أخرى من سطر آخر ، قد لا يكون بينهما تناسق ، ويظن أن الاختصار : خذ كامة أوجملة من هنا ، وأخرى من هناك ، وقل هذا هو الاختصار(1/63)
ويذكر معها كِفَّة حابِل ، قال :
... كأنّ بلاد الله وهي عريضةٌ ... ... على الخائف المذعور كِفَّةُ حابِلِ
حكي أنّ بشارا ضحك بعد طول سكوته ، فقيل له : لمَ تضحك ، قال : ها هنا/ مَنْ 25 ب
يُحتشم ؟ قال : لا ، قال : لو أُعطي كل إنسان أمنيته هلك الناس ، وبطل الحرث والنسل ، قيل : كيف ؟ قال : ما على ظهرها رجل إلاّ يتمنّى أنّ أيره أعظم من أير حمار ، ولا امرأة إلاّ تتمنى حرّها أضيق من حلْقة خاتم 0
حلم النائم : يشبه به ما يسرع انقضاؤه ، قال شاعر في وصف الدنيا :
... أحلام نائمٍ أو كظلِّ زائلٍ ... ... إنّ اللبيبَ بمثلها لا يُخْدعُ
وقال إبراهيم بن المهدي (1) :
... وما المرء في دنياه إلاّ كهاجع (2) ... ... رأى في غِرار النّوم أضغاثَ أحلامِ
حلم العصفور : يضرب لأحلام السخفاء ، قال دريد بن الصمة "
... يا آل شَيْبان ما بالي وبالُكُمُ ... ... أنتم كثيرون في أحلام عصفور (3)
وقال حسان :
... لا بأس بالقوم من طول ومن قصرٍ ... جسم البغال وأحلام العصافير (4)
حِلْم الفراشة (5) : يقال : حلم فراشة ، كما يقال : حلم عصفور ، قال الشاعر يهجو :
... سفاهة سِنَّوْرٍ وحِلْمُ فراشةٍ ... ... وإنك من كلب المُهارِشِ أجهَلُ
حلة الأمن : قال ابن الرومي :
... أتنسين أياما لنا ولياليا ... ... ... محاسنها كالروض في ظلمة الدُّجن
... عهود مضت محمودة فكأنها ... ... معانقة للذات في حلة الأمن
حلوبة المسلمين : يقال على الاستعارة لخراجهم وفيئهم ، ويقال : درَّت حلوبة المسلمين ، إذا جيئت حقوق بيت المال 0
__________
(1) كتبت : وقال المهلب ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 671 ، الفقرة 1151
(2) كتبت : كجائع ، وقافية البيت : حالم ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 671 ، الفقرة 1151
(3) الحيوان 5/229 ، وفيه (يا آل سفيان )
(4) ديوانه 214
(5) كتبت : حكم فراشة ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 506 ، الفقرة 825(1/64)
حلة امرئ القيس : تضرب مثلا للشيء الحسن ، يكون له أثر قبيح ، والبر يكون في ضمنه عقوبة (1) ، وإكرام يحصل منه إهلاك ، وذلك أنه خرج إلى قيصر يستعينه على قتل أبيه ؛ فأكرمه ، ثم ألبسه حلة مسمومة ، فخرج من عنده ، فتقرح جلده ، وتساقط لحمه ، وفيه قال :
... وبُدِّلتُ قرحا داميا بعد صحة ... ... وبُدِّلتُ بالنَّعماء والخير أبؤسا
... ولو أنّ نوما يُشترى لاشتريته ... ... قليلا كتغميض القطا حين عرَّسا
فلو أنها نفس تموت صحيحةً ... ... ولكنّها نفسٌ تَساقطُ أنفُسا
/فسمي ذا القروح ، ومات بالطهق (2) 0 ... ... ... ... ... ... ... 26أ
حلية الأدب : يقال : لكل شيء حلية ، وحِلية الأدب الصدق ، قال الصاحب :
... ... إلزمْ الصدقَ إنه ... ... حِلية العلم والأدب
... ... كذِبُ المرء شَيْنُهُ ... لعن الله مَن كذب (3)
حلية الأرض : قال بعض السلف : أدركت قوما يقال لهم : حلية الأرض ، ونقش الزمان (4) 0
حمالة الحطب : أم جميل أخت أبي سفيان المذكورة في القرآن [ الكريم ] يضرب بها المثل في الخسران ، فيقال : أخسر من حمَّالة الحطب ، ولقي الفضل بن عباس الأحوص ، فأنشده الأحوص من شعره ، فقال إنك لشاعر ، لكن لا تُحسن أن تُؤْبِد ، قال : بلى أُحسن ، وأنشد :
... ما ذات حبلٍ يراها الناس كلُّهم ... ... وسط الجحيم ولا تخفى على أحدِ
... ترى حبال جميع الناس من شَعر ... وحبلُها وسط أهل النار من مسد
فقال العباس :
... ماذا تُريد إلى شتمي ومَنقصتي ... ... أم ما تُعيِّرُ من حمالة الحطب
... غراء سائلة في المجد غُرَّتها ... ... كانت سلالة شيخٍ ثاقبِ الحَسَبِ
__________
(1) في الثمار ، ص 214 ، الفقرة 285: والمبرة يكون في ضمنها عقوق
(2) الطَّهْق : سرعة المشي في لغة أهل اليمن ، اللسان ( طهق )
(3) ذكرها المصنف وكأنها كلام منثور ، وليس شعرا 0
(4) كتبت : ونفس ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 515 ، الفقرة 841(1/65)
حمامة نوح : ويقال لها : حمامة السفينة ، أرسلها بدل الغراب حين أرسله لينظر هل غاض الماء ؟ فلم يعد له بالجواب ؛ لاشتغاله بالأكل من جيفة وقع عليها ، فأرسلها فأتت له بالبشارة ، فطوقها بهذا الطوق المعروف 0
حمام الحرم : يضرب به المثل للأمن ، كما يضرب بظباء مكة ، وفي المثل : أعزّ من حمام الحرم ، قال عبدان ، وأحسن على إساءته :
... ... رغيفك والله يا سيدي ... ... يحِلُّ مَحلَّ حمام الحرم
... ... فلله درّكَ من سيِّدٍ ... ... حرامِ الرغيفِ حلالِ الحرم
حمام منْجاب : يضرب بها المثل ، ومنجاب امرأة لها حمام بالبصرة ،لم ير مثله، وكانت تأتي إليه وجوه الناس ، وفيه قيل :
... يا رُبَّ قائلةٍ يوما وقد تَعِبَتْ ... ... كيف الطريق إلى حمام منْجاب!
وكان بالبصرة حمام آخر لامرأة تُسمى طيبة ، فكسد ، فقال لها شاعر: ما تعطيني إنْ حوَّلتُ الناسَ إلى حمامكِ ، قالت : ألف درهم ، فقال :
... حمام طيبة لا حمام منجاب ... ... حمام طيبة سخنٌ واسع الباب
/ فترك الناس حمام منجاب ، وأقبلوا إلى طيبة ، وحمام بُوران ببغداد يضرب به 26 ب المثل أيضا 0
حمار أبي الهذيل : يضرب مثلا للأمر الصغير ، يتكلم فيه الرجل الكبير ، وقصته أنه دخل على المأمون ؛ فأجلسه ليأكل معه ، فوضعت المائدة ، فقال : إنّ الله لا يستحي من الحق ، غلامي وحماري بالباب ، فأمر المأمون الحاجب أن يخرج لهما ، ففعل ، وكان ابن الجهم إذا تعذَر عليه أمر يقول : الذي سخّر المأمون لحمار أبي الهذيل وغلامه قادر أن يسهّل عليه 0
حماري العبادي : يضرب للشيئين الرديئين ، ليس أحدهما بأمثل من الآخر ، فيقال : كحماري العبادي ، وهو الذي قيل له : أيُّ حماريك شر ، فقال : هذا ، ثم هذا ، وتحاكم نفر إلى الرّقاشيّ في أيما أرذل : الكناس أو الحجار ، فأنشد :
... حمار العِبادي الذي سيل فيهما ... ... وكانا على حال من الشر واحد(1/66)
حمار الحوائج : يضرب لمن يُبتذل ويُمتهن ، وفي المثل : اتخذوا فلانا حمارا لحوائجهم ، ومن أمثال العامة : فلان قوّاد القرية ، وجمل السقاية ، وكلب الجماعة ، وحمار الحوائج (1) 0
حمار القصّار : يضرب به المثل فيمن يصير إلى الخوف (2) ، وسوء القِرى ، ويقال : فلان كيوم حمار القصّار ، إنْ جاع شرب ، وإنْ عطش شرب 0
حمار طيّاب (3) : كان لطيّاب السقاء حمار قديم الصحبة ، ضعيف الحمْلة ، شديد الهزال ، كاسف البال ، يسقي عليه ، ويرتزق به مدة من الدهر ؛ وكان عرضة لشعر أبي غلالة (4) المخزومي ، كما أنّ شاة سعيد كانت عرضة لشعر الحمدوني ، ولأبي غلالة في وصفه بالضعف ، والتوجع ، له نيف وعشرون مقطوعة ، أوردها حمزة الأصبهاني على حروف الهجاء ، ومات حمار طيّاب ، فمات طيّاب على أثره بأسبوع ، ومات أبو غلالة على أثر طياب بأسبوع ، فكان اتفاقا عجيبا ، فصار حمار طياب مثلا كبغلة أبي دُلامة في الضعف ، وكثرة العيب ، ومن ملح أبي غلالة في هذا الحمار [ مخلع البسيط ] :
... يا سائلي عن حمار طيّاب ... ... ذاك حمار حليف أوصابِ
/ ... كأنه والذباب يأخذُه (5) ... ... من كل وجهٍ تغارد وعقاب ... ... 27أ
وقال [ المتقارب ] :
... حمار أتاحَ به ضره ... ... ودار عليه بذاك الفلك
... يميل من الضعف في مشيِهِ ... ... ويسقط في كل درب سلك
... فأمّا الشعير فما ذاقه ... ... كما لا يذوق الطعامَ المَلَك
... يغنِّي على الفتّ لمّا يراه ... ... وقد جنّه الجوعُ حتى هَلَك
__________
(1) كتبت : جواد القرية 000 وحمار القوم
(2) كتبت : يصبر على 000 وما أثبتناه من الثمار ، ص 241 ، الفقرة 318
(3) كتبت : طباطب ، وما أثبتناه من الثمار، ص 366 الفقرة 565
(4) كتبت علاثة ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 367 ، الفقرة 565 ، وكذا في التذكرة الحمدونية ، وفي تشبيهات ابن أبي عون ، وفي ربيع الأبرار للزمخشري
(5) كتبت : يأكله ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 367 ، الفقرة 565 ، وكذا في التذكرة الحمدونية ، وفي تشبيهات ابن أبي عون ، وفي ربيع الأبرار(1/67)
... أخذتَ فؤادي فعذّبتَه ... ... وأسهرتَ عيني فما حلّ لك
حمار قَبَّان : في المثل ك ارذل من حمار قبان ، وهو ضرب من الخنافس ، قال الراجز :
... يا عجباً لقد رأيتُ عجبا ... ... ... حمار قبان يسوق أرنبا
حمق الضبع : يضرب به المثل ، فيقال : أحمق من ضبع ، ومن حمقها أنّ صائدها يقول وهو في وجارها : خامري أمّ عامر ، أبشري [ بجراد ] عظال ، فلا يزال يقوله ، وهي تسكن وتنقاد ، حتى يدخل عليها ، ويربطها ، والجراد العظال : الذي يرؤكب بعضه بعضا ، والضبع إذا وجدت قتيلا انتفخ بطنه ألقته على قفاه ، ثم ركبته ، ويقال للرجل يأتي بما يُستنكر : والله لا يخفى هذا على الضبع 0
حمق الجعر : هي بنت تغنج ، زُوِّجت صغيرة في بني العنبر ، فلما حملت وضربها المخاض ، ظنّت حدثا ، فبرزت للخلاء ، فاستهل الولد ، فانصرفت وهي تظن أنها أحدثت ، فقالت : يا أماه هل يفتح الجعر فاه ؟ قالت : نعم ، ويدعو أباه ، فنُسب بنو العنبرية ، فسميت بنو الجعر ، أنشد الخوارزمي في الأزهري (1) :
... ... الأزهري وزغة ... ... وجمعه حمق دعه
... ... ويدّعي بجهله ... ... كتاب تهذيب اللغة
وهو كتاب العين إلاّ أنه قد غيّره 0
ونسج على منواله مَنْ قال في ابن دُريد :
... ... ابن دريد بقرة ... ... وفيه عجب وشره
... ... ويدعي بجهله ... ... وضع كتاب الجمهرة
وهو كتاب العين إلاّ أنه قد غيره 0
حمق جهيزة : في المثل : أحمق من جهيزة ، وهي عرس الذئب ، ومن حمقها أنها تدع ولدها ، وترضع ولد غيرها ، أي الضبع ، قالوا : ولهذا لما كان / بين الذئب 27 ب
__________
(1) وردت هذه الأبيات هكذا :
... وحمقه حمق دعه ... ويدّعي من قحة كتاب تهذيب اللغة ...
وهو كتاب العين إلاّ أنه ضيّعه
ونسج على منواله مَنْ قال في ابن دريد :
... ابن دريد بقرة ... ... ويدعي من قحه
... وضع كتاب الجمهرة ... وهو كتاب العين إلاّ أنه غيّره
وما أثبتناه من الوافي بالوفيات ( ترجمة الخليل بن أحمد الفراهيدي ) وهذه الفقرة غير موجودة في الثمار(1/68)
والضبع من الألفة كانت الضبع إذا صِيدت ، أو قُتِلَتْ تكفّل الذئب بولدها ، وجاءه باللحم ، قال الكميت :
... كما (1) خامرت في حَضْنِها أمُّ عامرٍ ... ... لدى الختْلِ حتى عالَ أوسٌ عِيالَها
حُمّى الأهواز : يضرب بها المثل ، وهي توصف بالحمى الدائمة الملازمة ، وربما يوجد الطفل ساعة يولد محموما 0
حمّى الروح : مجالسة الثقيل 0
حمير مصر : توصف بحسن النظر ، وكريم المخبر ، وكذا أفراسها ، لكن بعض البلاد تساويها في عِتْق الأفراس ، وتختص مصر بالحمير التي لم تخرج البلاد مثلها ، وكان الخلفاء لا يركبون في دورهم وبساتينهم إلاّ حمير مصر ، وكان المتوكل يصعد منارة (2) سرّ من رأى على حمار ، ودرج تلك المنارة من خارج ، وطولها تسعة وتسعون ذراعا 0
حنين الإبل : يقال في المثل : لا أفعله ما حنّت الإبل ، وفي المثل : أحنُّ من شارف ، وهي الناقة المُسنَّة ؛ لأنها أشد حنينا إلى ولدها ، وتوصف الإبل بالرقة والحنين ، قال متمم بن نويرة :
... فما وَجْدُ أظآرٍ ثلاثٍ روائمٍ ... ... رأينَ مَجرَّاً من حُوارٍ ومَصرَعا (3)
... يُذكِّرن ذا البث الحزينِ ببثهِ ... ... إذا حنّت الأولى سجعن لها معا
وتوصف بالحقد ، وغِلَظ الأكباد ، ويضرب بها المثل في ذلك ، قال [ بلعاء بن قيس ] الكِناني :
... يُبكَي علينا ولا نبكي على أحدٍ ... ... لنحن أغلظُ أكباداً من الإبل
__________
(1) كتبت : وكم ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 391 ، الفقرة 617 ، وكذا في الحيوان 1/198 ، وفي اللسان ( أوس) وعيون الأخبار 2/79
(2) كتبت : يصعد إلى منارة ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 531 ، الفقرة 870
(3) من المفضلية 67 ، ص 270 ، وفيه بدل رأين : أصبن ، والأظآر : جمع ظئر ؛ وهي العاطفة على ولد غيرها ، المرضعة له من الناس والإبل ، والروائم : جمع رائم ، وهن المحبات اللائي يعطفن على الرضيع ، والحوار : ولد الناقة ، المجر والمصرع : مصدران من الجر والصرع 0(1/69)
حَنَك الغراب : يضرب به المثل في شدة السواد ، فيقال : أشدّ سوادا من حَنَك الغراب 0
حوت يونس : يشبه به النَهِم الأكول الجيد الالتقام 0
حوليات زهير : يضرب بها المثل في جيّد الشعر وبارعه ، وهي أمهات قصائده ، وغرر نظمه ، وكان يقول : خير الشعر الحولي المنقح المحكك ، وقال الخوارزمي : مَنْ روى حوليات زهير ، واعتذارات النابغة ، وأهاجي الحطيئة ، وهاشميات الكُميت ، ونقائض جرير والفرزدق ، وخمريات أبي نواس ، وزهديات أبي العتاهية ، ومراثي أبي تمام ، ومدائح البحتري ، وتشبيهات ابن المعتز ، وروضيات الصنوبري ، ولطائف كشاجم ، وقلائد المتنبي ، ولم يتخرّج في الشعر فلا أشبّ الله قرنه 0
حيّة الأرض : يقال للرجل الصعب المنيع : حيَّة الأرض ، كما يقال له : حيّة الوادي : قال ذو الأصبع :
... ... عذير الحيّ من عَدْوا ... ... نَ كانوا حيَّة الأرضِ
/ حرف الخاء ... ... ... ... ... ... ... ... 28 أ
خاتم سليمان : يضرب به للشرف ، والعلو ، ونفاذ الأمر ، لأن ملكه زال بعدمه ، وعاد بعوده 0
خاتم الملك : يضرب في النفاسة والشرف ، قال بشار :
... ... ألا يا خاتم المُلك الذي أملِكُ إنْ نِلْتُه
... ... فؤادي فيك مجنون ... ولو أسطيعُ سلسلتُه
... ... وأنت الحجر الأسو ... دُ لو يَخْلو لقبَّلْتُه
خاصي خِصاف : في المثل : أجرأ من خاصي خصاف ، وخصاف فرس لرجل من باهلة ، طلبه بعض الملوك لِلْفحْلة فخصاه صاحبه ، فضرب به في الجرأة على الملوك 0
خاصي العير : في المثل : جاء فلان كخاصي العير ، إذا جاء مُخيَّبا ، لأن خاصي العير تقع يده على مذاكيره 0
خاصي الأسد : يضرب لمن تقدم على أمر عظيم ، ويمدّ يده إلى كبير ، فيقال : أجرأ من خاصي اسد ، ذكره ابن حبيب ، وقال أبو عمرو : خاصي الأسد من يقول له : اخسأ 0
خال الإنسان : خيلاؤه وفخره وكبره ، وخالَ الرجلُ فهو خائل ، أي يختال ، وفيه ألغز بعضهم ، فقال :
... ... وخالٍ ما يكون له ابن أخت ... وتكرهه البرية أجمعونا(1/70)
فالخال في البيت : هو المختال ، يقال : خال الرجل فهو خائل ، والخال أيضا : ضرب من البرود ، وفيه ألغز أيضا بقوله :
... ... وخال جره حال فأضحى ... ... لمقت الله في المتعرضينا
والخال أيضا : السحاب والغيم ولواء الجيش كما مرّ ، وفي ذلك أيضا ألغز بقوله :
... ... وخال سرّ مرآه عجابا ... ... وخال قدوة للمقتدينا
فالأول السحاب ، والثاني الذي يهتدي به لواء الجيش ، والخال أيضا النقطة السوداء في الخد ، والفحل الأسود ، وفي ذلك المعنى قال ملغزا :
... ... وخال تكثر الرغبات فيه ... ... وخال عدة للظاعنينا
فالأول خال الخدّ ، والثاني الفحل ، والخال أيضا اسم جبل في رأسه عين ماء ، وفيه قال :
... ... وكم خال له في الرأس عينٌ ... ... وفيه يكون عين الحاذرينا
والحاذر : الحارس ، ومن يتعرّف للقوم الخبر بعينه ، والخال أيضا اسم موضع ، وإياه عنى الشاعر بقوله :
... أتعرف أطلالاً شجونك بالخال ... ... وعيش زمان كان في العُصُرِ الخالي
/ ... ألا عمْ صباحا أيها الطلل البالي وهل يعمن من كان في العصر الخالي (1) 28 ب
خبايا الأرض : الزرع ، ومنه خبر : التمسوا الرزق في خبايا الأرض ، قال عروة بن الزبير : ازرع ، أما سمعت قول الشاعر :
... أقول لعبد الله لمّا لقيته ... ... يسير بأعلى الرقمتين مُشرِّقا
... تتبع خبايا الأرض وادعُ مليكها ... ... لعلك يوما أن تُجاب فتُرزَقا
خبث العقرب : يضرب به المثل ، لأنها تعرض لمن لا يعرض لها ، بخلاف الحيّة 0
خيط باطل : لقب مروان بن الحكم ، لإنه كان طويلا مضطربا ، قال الشاعر :
... لحا الله قوما أمّروا خيطَ باطلٍ ... ... على الناس يعطي من يشاء ويمنع (2)
__________
(1) البيت الأول أنشده ثعلب ، ولم يذكر له قائلا ، انظر : الصناعتين ، والوافي بالوفيات ، ونضرة الإغريض في نصرة القريض ، أما البيت الثاني فهو مطلع قصيدة لمرئ القيس 0 ديوانه ، ص 122
(2) مروج الذهب 3/32 ، ونسبه إلى عبد الرحمن بن عبد الحكم ، وفي لطائف المعارف ، ص 36 من غير نسبة(1/71)
خبط عشواء : يضرب لمن يصيب مرة ، ويخطئ أخرى ، والعشواء : ناقة لا تبصر ليلا ، فهي تطأ كل شيء ، قال زهير :
... رأيت المنايا خبط عشواء من تُصِب ... تُمتْه ومن تُخطئ يُعَمَّر فيهرمِ
ومن كلام الجاحظ في ذم الغضب ، وهو منحرف عن الجادة : يخبط خبط العشواء ، ويحكم حُكمَ الوَرْهاء ، ويناسب أخلاق النساء 0
خبط الفيل : يضرب به المثل في ثقل الوطأة ، وكانت الأكاسرة تقتل بوطأة الفيل ، وكانت قد مرنت على ذلك وعُلِّمتْ ، وممن ألقي تحت أرجل الفيلة النعمان بن المنذر 0
ختْل الذئب : في المثل أختل من ذئب ، يقال : ختل الذئب الصيد تخفّى له ، وكل خادع خاتل 0
خُدْعة الصبي : في المثل : إنها خدعة الصبي ، يعني اللبن ، يضرب للشيء القليل يخدع به الإنسان عن الخطير 0
خَدّ الأرض : لمّا استُعير لها الوجه ، استعار ابن المعتز لها الخدّ ، فقال :
... ومُزنةٍ حارَ في أجفانها المطرُ ... فالروض منتظمٌ والقَطرُ مُنتشرُ
... ما زال يلطم وجهَ الأرضِ وابلها ... حتى وقت خدَّها الغُدرانُ والخُضَرُ
خدود الورد : لمّا شُبِّهت الخدود الحسنة بالورد ، واستعيرت لها الخدود كما قال ابن الرومي :
... خَجِلَت خدود الورد من تقبيلها ... ... خجلاً تَوَرُّدُها عليه شاهد
ومن أجود ما فيه قول البلخي :
... ما بال فرقة شملنا لا تجمع ... ... ... وإلى متى يصل الزمان ويقطع
/ ... كم خلّفت تلك الركاب وراءها ... ... من منزلٍ فيه لنا مستمتع 29 أ
... فالورد يلطِم خدَّه والجلّنا ... ... ر عيونُ نرجسِه علينا تدمعُ
خرزات الملك (1) ... : كان الملك منهم كلما مضى عام من سني ملكه زيد في تاجه خرزة ، فلمّا تمت خرزات النعمان أربعين ، طلبه كسرى إبرويز لهنات نقمها منه ، فقتله ، وإياه عنى لبيد بقوله :
... رعى خرزات الملك عشرين حجة ... ... وعشرين حتى فاد والشيب شامل
خُروء (2) النعام : يسمى صوما ، ومن الظريف لغز بعضهم فيه بقوله :
__________
(1) كتبت : خرزات العرب ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 183 ، الفقرة 261
(2) خروء ومفرده خُرء : السلح ، اللسان ( خرأ )(1/72)
... وصوم مفسد لصلاة قوم ... ... ويكره شينه المتورعونا
يعني أنه يفسد صلاة من أصابه ، عند من يرى نجاسته ، وأهل الورع من كل مذهب يتورعون عنه ، ويكرهون الصلاة مع ملامسته 0
خرط القتاد : ومن أمثالهم في الأمر دونه مانع قولهم : من دون ذلك خرط القتاد ؛ لأن شوكه يمنع خرط ورقه ، وشوكه يضرب بع المثل في الخشونة والشدة ، قال أبو تمام :
... نثا خَبَرٍ كأن القلبَ أمسى ... ... يُجَرُّ به على شوك القتاد (1)
وفي خرطه قال كعب :
... أرى الشام تكره أهل العراق ... ... وأهل العراق لهم كارهينا
... وكلٌّ لصاحبه مبغض ... ... يرى كل ما كان من ذلك دينا
... وقالوا عليٌّ إمام لنا ... ... ... فقلنا رضينا ابن هند رضينا
... وقالوا نرى أن تدينو لنا ... ... فقلنا ألا لا نرى أن ندينا (2)
خرْق الحمامة : يتمثل بها ؛ لأنها لا تُحكم عشّها ، وربما أتت غصن شجرة ، فبنت عليه عشّها في محل يذهب به الريح ويجيء ، وبيضها أضيع ، وما ينكسر منه أكثر ، قال ابن الأبرص :
... عِيبوا بأمرهِمُ كما ... ... عِيبت ببيضتها حمامة
... جعلت لها عودين من ... نَشَمٍ وآخرَ من ثُمامة (3)
خَرْص أبي السَّقَّاء : كان يخرص (4) النخل للسلطان ، فلا يغلط برطل ، فضرب به المثل في ذلك 0
__________
(1) ديوانه 1/379
(2) وردت الأبيات الثلاثة الأولى في الثمار ، ص 595 ، الفقرة 990 ، وبدلا من البيت الرابع جاء البيت التالي :
... ... ومن دون ذلك خرط القتاد ... وضربٌ وطعنٌ يفيض الشئونا
وما من شك أن موضع الشاهد في هذا البيت الذي لم يذكره المؤلف 0
(3) ديوانه 126 ، ورواية البيت الأول :
... برمت بنو أسد كما ... ... برمت ببيضتها الحمامة
والنشم : شجر جبلي تتخذ منه القسي
(4) خرص النخل : تقدير ما عليه من ثمر على الحدس والتخمين 0(1/73)
خريطة شَهْر : يضرب لما يختزل (1) القراء والفقهاء من مال الناس والودائع ؛ لأن شهر بن حوشب كان من الفقهاء والمحدثين ، دخل بيت المال ؛ فأخذ خريطة / دراهم 29 ب فقالوا : قد باع شهر دينه بخريطة ، فمن يأمن الفقهاء بعد شهر 0
خشونة القنفذ : يضرب بها المثل ، فيقال : أخشن من قنفذ ، ولكشاجم في البطيخ :
... وطَيّبٍ أهدى لنا طَيّبا ... ... ... فدلّنا المُهدَى على المُهدِي
... لم يأتِنا حتى أتتنا له ... ... ... روائِحٌ أغنت عن النَّدِّ
... بظاهرٍ أخشنَ من قنفذٍ ... ... وباطنٍ ألْيَنَ من زُبْدِ
... كأنما تكْشِفُ منه المُدى ... ... عن زعفرانٍ شِيبَ بالشَّهْدِ
خَصْلتا الضبع : يضرب في الأمرين المكروهين ، ليس فيهما حظ للمختار ، بل هما سواء في الشر ، ويقولون : إنّ ضبعا صادت ثعلبا ، فقال لها : منِّي عليّ ، قالت : أخيرك خصلتين ، فاختر إما أن أكلمك ، وإمّا أن آكلك ، قال : أما تذكرين يوم نكحتك ، قالت : متى ؟ وانفتح فوها ، وأفلت الثعلب ، فضرب المثل بخصلتي الضبع لما لا خيار فيه 0
خَصْر زُنْبور : يشبّه به خصر المعشوق (2) من الجواري والغلمان ، قال [ عمر بن أبي ربيعة ] المخزومي :
... وثلاثٍ لقيتُ في الحَجِّ يوما ... ... كظِباء المَها مِلاحٍ ظِرافِ
... يتقابلنّ كالبدورِ على الأغـ ... ... صانِ في مُثْقَلٍ من الأردافِ
... في خصور تحكِي خُصورَ الزنابيـ ... رِ دِقاقٍ هَمَمْن للإنتصافِ
وقال الواواء الدمشقي [ المنسرح ] :
... كم حثَّ شُربي لكأسها قمرٌ ... ... بقدِّغُصنٍ وخصر زُنبور
خضراء الدِّمَن : المرأة الحسناء في منبت سوء ، وهذا من جوامع الكلم التي لم يسبق إليها إلاّ المصطفى [ صلى الله عليه وسلم ] وفي مقامات البديع الهمداني :
... عثلِّقتُ خَضْراء دِمنة ... ... شقيتُ منها بإبنة
__________
(1) الاختزال : الاقتطاع ، اللسان ( خزل )
(2) كتبت : الخصر المشرق ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 508 ، الفقرة 831(1/74)
خطُّ الملائكة : يكنى به عن الخط الرديئ ، لأن أردى الخط الرّقْم ، وخطهم رقم : قال تعالى [ كتاب مرقوم يشهده المقربون ] (1) ، كذا في الأصل 0
خط ابن مقلة : يضرب مثلا في الحُسن ، وهو أحسن خطوط الدنيا ، قال الصاحب : خط الوزير ابن مقلة بستان القلب ، وقال بعضهم :
... خطُّ ابنِ مُقْلةَ من أرعاه مقلَتَه ... ... ودَّت جوارحُهُ لو حُوِّلَتْ مُقَلا
/ ... فالدّرّ يصفرّ لاستحسانه حَسَداً ... ... والبدرُ يحمرُّ من أنواره خجلا 30 أ
وزر لثلاثة من الخلفاء : المقتدر والقاهر والراضي ، وتقلّبت به محن أدّت إلى قطع يده ، فصار يكتب باليسرى 0
خُطباء إياد : قال عبد الملك بن مروان (2) لندمائه : أتعرفون حيا أخطب الناس وأجودهم وأشعرهم وأنكحهم ، فأطرقوا ، فقال لهم : إياد ؛ لأن قُسا ، وكعب بن مامة وأبو دواد وابن الغز منهم ، وكلٌّ مثل في جنس ، فأما قُس فهو ابن ساعدة ، وأسقف نجران أحكم حكماء العرب ، وأعقل من سُمِع به منهم ، وهو أول من كتب : من فلان إلى فلان ، ومن خطب متوكئا على عصا، ومن قال : أمّا بعد ، ومن أقرّ بالبعث ، وبه يضرب المثل في البلاغة والخطابة ، ومن مشهور كلامه : مالي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون ، أرضوا بالمقام فأقاموا ، أم تُركوا فناموا ، ومن شعره :
... ... في الذاهبين الأولين من القرون لنا بصائر
... ... لمّا رأيت مواردا ... ... للموت ليس لها مصادر
... ... ورأيت قومي نحوها ... ... يمضي الأكابر والأصاغر
... ... أيقنت أني لا محا ... ... لةَ حيث صار القوم صائر
خطباء الطير : الفواخت ، والقمري ، والروشان ونحوها ، وأول من اخترع هذه الاستعارة أبو العلاء السرويّ في قوله :
... أما ترى قُضُبَ الأشجار لابسةً ... حُسناً يُبيح دمَ العُنقودِ للحاسي
... وغرّدت خُطباء الطير ساجعةً ... على منابرَ من وردٍ ومن آسِ
خطوات الشيطان : يُكنى بها عن اقتفاء آثاره 0
__________
(1) سورة المطففين 83
(2) كتبت : قال مروان ، وما أثبتناه من الثمار ، ص 121 ، الفقرة 172(1/75)
خِفّة الفراشة : يضرب بها المثل لأنها أكبر من الذباب الضخم ، فإذا أُخذت باليد صارت بين الأصابع كالدقيق ، وتقول العامة لمن تستخف روحه : ما أنت إلاّ فراشن ؛ لخفة روحه 0
خُفُّ الرافضي : يشبه به ما يوصف بالسعة ، فيقال : أوسع من خفّ الرافضي، لأنه لا يرى المسح على الخف ، فيوسع مدخله ليمكنه إدخال يده ؛ ليمسح رجله 0
خِفَّة رأس الذئب : في المثل أخفّ رأسا من الذئب ، ومعناه خفة النوم ؛ لأنه لا ينام كلّ نومه ؛ لشدة حذره ، ويبلغ من شدة حذره أنه يراوح بين عينيه ، فيجعل إحداهما (1) مطبقة نائمة ، والأخرى مفتوحة حارسة ، قال يصف يقظته :
/ ... ينام بإحدى مقلتيه ويتقي ... ... بأخرى الأعادي فهو يقظان هاجع 30 ب
والأرنب ينام مفتوح العين ، ليس لاحتراز بل خلقة ، قال المتنبي :
... أرانب غير أنهم ملوك ... ... مفتّحة عيونهم نيام
خُفّا حُنين : في المثل عند اليأس من الحاجة : عاد بخفي حنين ، وكان حنين إسكافا ، فساومه أعرابي على الخفين ، فاختلفا حتى أغضبه الأعرابي (2) 0
__________
(1) كتبت : إحديهما ، وهذا إن دل فإنما يدل على جهل الناسخ ، والمؤلف يريئ من عهدة هذا الناسخ
(2) هكذا اختصر المختصر هذه الحكاية ، وتمامها : وأراد حنين غيظ الأعرابي ، فلما ارتحل أخذ أحد خفيه ، ثم ألقى الآخر في مكان آخر ، ولما مرّ الأعرابي بأحدهما قال : ما أشبه هذا الخف بخفي حنين ! ولو معه الآخر لأخذته ، ومضى فلما انتهى إلى الآخر ندم على تركه الأول ، فأناخ راحلته ورجع في طلب الأول ، وقد كان حنين كمن له ، فعمد إلى راحلته وما عليها فذهب بها وأقبل الأعرابي وليس معه إلاّ خفّان ، فقال له قومه : ماذا جئت به من سفرك ؟ قال : جئتكم بخفي حنين ، فذهبت كلمته مثلا 0 الثمار ً 606 ، الفقرة 1005(1/76)
خِلافة ابن المعتز : تضرب مثلا لما لا تطول مدته ، وليَ الخلافة يوما وبعض يوم ، وأدركته حرفة الأدب ، فانحلّ أمره ، وكان أول ما تكلم به : قد حان للحق أنْ يتضح ، وللباطل أن يفتضح ، وحبس فمات بعد أيام ، ولم يجسر أحد على رثائه إلاّ ابن بسام فقال :
... لله درّكَ من ميت بمَضْيَعَةٍ ... ناهيكَ في العلم والآداب والحسبِ
... ما فيه لو ولا ليتَ فَتَنْقٌصَه ... وإنما أدركته حِرْفَةُ الأدبِ
خلاخيل الرجال : القيود ، قال ابن الجهم وهو في السجن :
... إذا سلِمتْ نفس الحبيب تشابهت ... صروف الليالي سهلها وشديدها
... فلا تجزعي لمّا رأيت قيوده ... ... فإنّ خلاخيل الرجال قيودها
وقال الصابئ :
... الحبس قصرٌ لكلِّ حرِّ ... ... والقيد خَلخال كلِّ فحْل
... والخطب كالضيف لا تراه ... ... ينزل إلاّ على الأجل
خليفة الخضر : يضرب للجولان في الآفاق 0
... خليفة الخضر من يربع على وطن ... في بلدةٍ فظهور العيس أوطاني (1)
... بالشام أهلي وبغداد الهوى وأنا ... بالرقتين وبالفسطاط إخواني
خمر بابل : يضرب به المثل في الحسن ، وبابل سرّ العراق ، ويقال : إنّ بغداد من أرضها ، وممن ذكر خمر بابل ابن الرومي ، فقال :
... ألا نسِّيا نفسي حديث البلابل ... بمشمولةٍ صفراء من خمربابل
خمر الشيطان : يكنى به عن الدنيا ، ومنه قول ابن معاذ : الدنيا خمر الشيطان ، فمن شرب منها لم يفق إلاّ في عسكر الموتى 0
خوافي العقاب : / يضرب للسرعة ، كما كتب الصاحب في وصف 31أ منهزمين نكصوا على الأعقاب ، وطاروا بخوافي العقاب 0
خيلاء الخيل : عبّر بعضهم بركوب البغل فقال : هذا مركب تطأطأ عن خيلاء الخيل ، وارتفع عن ذِلّة العَيْر ، وخير الأمور أوسطها ، وقال بعض البلغاء : الخيل للاختيال ، والجمل للأثقال 0
خيط البناء : اسمه إمام ، ولبعضهم فيه لغز ، وهو قوله :
... وقوم بالغ مائتي ذراع ... ... إمامهم وكان بهم معينا 0
حرف الدال المهملة :
دار القرار : الآخرة 0
__________
(1) لأبي تمام ، ديوانه 3/309(1/77)
داء الملوك : قال المأمون : الإرجاء دِين الملوك إلى المرجّئة (1) 0
داء الضرائر : في المثل : بينهم داء الضرائر ، إذا كان بينهم شر وحسد وبغض دائما؛ لأن الضرائر يبغض بعضهن بعضا 0
داء البطن : يضرب للشر المستور ، ولا يُقدَر على مداواته ، قال الأسود النخعي (2) :
بني عمنا إن العداوة شرها ضغائن تبقى في صدور الأقارب
تكون كداء البطن ليس بظاهرٍ فيشفى وداء البطن من شر صاحب
وقال آخر:
وبعض خلائق الأقوام داء كداء البطن ليس له دواء
ومن البطون المستعارة: بطن الوادي، وبطن القرطاس، وبطن الكف، وبطن الأمر وظهره (3) .
داء الذئب : الجوع ، يقال : رماه الله بداء الذئب ؛ لأنه دهره جائع ، قال ابن الرومي :
... وشاعرٍ أَجوْعَ من ذيبِ معشِّشٍ بين أَعاريبِ
والذئب وإن كان أقفر منزلا ، وأقل خصبا ، لا بدّ له مما يأكله ، فإن لم يجد اكتفى بالنسيم ن وربما سفَّ التراب 0
داء الأسد : الحُمّى لكثرة ما تغزو (4) به ، قال أبو تمام :
فإن تك قد نالتك أطراف وعكةٍ فلا عجب أن يوعك الأسد الورد
وقال البحتري:
وما الكلب محموماً وإن طال عمره ألا إنما الحمى على الأسد الورد
وكتب المطوعي رقعةً منها (5) : انصرفت البارحة بقلبٍ مهمومٍ، وجسمٍ محمومٍ، فما الظن بعلة الحسد، قارنتها علة الجسد، وداء الذئب خالطه داء الأسد.
__________
(1) ورد هذا الشرح على فقرة دين الملوك ، ص 185 الفقرة 264وليس داء الملوك الذي خصص له صاحب الثمار فقرة ثانية هي الفقرة رقم 265 ، ص 185 0
(2) في ثمار القلوب ص 342 : الهيثم بن الأسود النخعي 0
(3) في ثمار القلوب ص 342 : وظهر الأمر وبطنه 0
(4) كتبت : لكثرة ما يعثر به ، وما أثبتناه من ثمار القلوب ص 383
(5) في ثمار القلوب ص 383 : وكتبت إلى عمر بن علي المطوعي رقعة فيها : انصرفت البارحة بقلب مهموم ، وجسم محموم(1/78)
داء الكرام : اللين (1) والرقة ، قال القائل :
وافق المهرجان والعيد مني رقة الحال وهي داء الكرام
/فاقتصرنا على الدعاء وفيه عون صدق على قضاء الذمام 31 ب
دابة الأرض : الأرضة التي ذكرها الله في قصة سليمان (2) ، والدابة التي تخرج تكلم الناس (3) ، وتضرب مثلا للبطيء المنتظر ، وذكرها البستي في معنى آخر فقال يذم بعض الحكام :
صح بالحاكم ما أو عده الله يقينا
وقع القول علينا إذ تولى الحكم فينا
دار القرار : الآخرة 0
دار الندوة : مشتقة من النّدى وهو المجلس ، يضرب بها (المثل ) في اتيان ( الناس ) إياها ، واجتماعهم بها ، وهي دار قصي بن كلاب ، وجاء الإسلام وهي بيد حكيم بن حزام 0
دار أبي سفيان : يضرب بها ( المثل ) في الأمن ؛ لقول المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) يوم الفتح : مَن دخل دار أبي سفيان فهو آمِن 0
دار البطيخ : يباع فيها الفواكه والرياحين ، ونسبت إلى البطيخ وحده ، وضرب ( بها ) ابن لَنْكَك مثلا فأبدع ، حيث قال يهجو أبا الهِنْدَام كلاب بن حمزة :
أنت ابن كل البرايا لكن اقتصروا على اسم حمزة وصفاً غير تشميخ
كدار بطيخَ تحوي كلَّ فاكهةٍ وما اسمُها الدهر إلاّ دارَبِطيخ
داعي اللَّبَن : في المثل : دع داعي اللَّبَن ، أي أبقِ في الضرع بقية ، ولا تستوعب ( كلّ ما فيه ) ؛ لأن ما تبقيه يستدعي (4) ما وراءه 0
دبيب العقرب : يستعار للنمام ونحوه (5) ، ويقال دبَّت عقارب فلان إذا بدت طلائع شرّه ، قال الشاعر : ( من البسيط ) ...
__________
(1) في ثمار القلوب ص 674 : كناية عن الدَّيْن ؛ لأن الكرام كثيرا ما يبتلون ، وربما يراد به رقة الحال 0
(2) في قوله تعالى : ( ما دلهم على موته إلاّ دابة الأرض تأكل منسأته ) سبأ 14 0
(3) في قوله تعالى : ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ) النحل 82
(4) كتبت : يدعو ، وما أثبتناه من ثمار القلوب ص 618
(5) في ثمار القلوب : وما يجري مجراه من الشر ، ص 431(1/79)
من نم في الناس لم تؤمن عقاربه على الصديق ولم تؤمن أفاعيه
كالسيل بالليل لا يدري به أحد من أين جاء ولا من أين يأتيه!
دبيب النمل : يشبه به السيف ، قال امرؤ القيس :
مُتَوَسِّداً عَضباً مَضارِبُهُ في مَتنِهِ كَمَدَبَّةِ النَملِ
وتبعه الشعراء فأكثروا من ذلك التشبيه ، قال أبو فراس (1) في البازي :
( من الرجز )
كَأَنَّ فَوقَ صَدرِهِ وَالهادي آثارَ مَشيِ الذَرِّ في الرَمادِ
دجاج كَسْكَر : ( كسكر ) إحدى كور السواد ، يضرب به المثل في الجودة ، وقد تبلغ الواحدة وزن الجدي ، قال القائل (2) يصف أطعمة عنده لمن يدعوه :
( المتقارب )
وفوق المِنَصَّةِ مجلوَّةٌ علينا عرائسُ من كسكرِ
دجاج الحبش : يضرب به المثل في حسن اللون 0
دجاجة هلال : هي كديك / مُزَبِّد في البركة وحسن الأثر على صاحبها 32أ وذلك أنّ ابن الأشعث بينما هو يتعشى إذ قُدِّمَت له دجاجة مشوية ، فقال : يا غلام أنى لكم هذه ! إعجابا بسمنها ، قال : بعثها هلال بن خراش ، وهو معه على المائدة ، فقال : يا غلام أخرج كتابا من ثني فراشي ، فأخرجه ، فإذا هو كتاب الحجاج يأمره بقتل هلال ، فارتعد هلال ، فقال ابن الأشعث : لا عليك! أقبل على طعامك ، أترانا نأكل دجاجتك ، ونبعث برأسك إليه ، لا يوصل إليك حتى يوصل إليّ 0
__________
(1) كتبت : أبو نواس ، ولم نجده في ديوانه ، ووجدناه في ديوان أبي فراس الحمداني
(2) القائل هو الطغرائي ، انظر ديوانه ص 178 ، وليس هذا البيت هو الذي في ثمار القلوب ، ولا مناسبته هي التي ذكرت ، بل إن الطغرائي قال الأبيات التي منها هذا البيت في وصف مائدة ، وأما ما ذكر في ثمار القلوب فهما بيتان هما :
لنا سمك نكببه مشبر وعند غلامنا جنب مبزر
وفروجان قد رعيا زماناً لباب البر في أبيت كسكر(1/80)
دجاجة أبي الهذيل : يضرب للشيء اليسير يستعظمه مُهديه ؛ فيكثر ذكره ، قال الجاحظ : من البخلاء المشهورين أبو الهذيل ، أهدى إلى مويس (1) بن عمران دجاجة ، وكانت دون ما يتحف به ؛ لكنه لكرمه ، وحسن خلقه أظهر التعجب لسمنها ، فقال له : كيف رأيت تلك الدجاجة ، قال : عجبا ، قال : أوتدري بأي شيء كنَّا نسمنها ، وبأي مكان كنَّا نعلفها ؟ فما زال في هذا ومويس يضحك ، ثم صار أن ذكروا دجاجة ، قال : أين كانت يا ابن عمران من تلك الدجاجة ، وإنْ ذكروا بطة ، أو عناقا ، أو جزورا ، أو بقرة ، قال : أين هذه من تلك الدجاجة 0
درة التاج : يضرب بها في تفضيل بعض الشيء على كله ، قال المتنبي :
فإذا تتوج كنت درة تاجه وإذا تختم كنت فص الخاتم
درج الضب : في المثل خلِّه ودرج الضَّب ، أي خلَّ سبيله يذهب كيف شاء، يضرب لمن استُغني عنه 0
درج الرياح : طريقها 0
درج السيول : في المثل هو درج السيول ، هي الإذلال ، وقيل : هو موضع الذهاب ، يقال : رجع فلان أدراجه ، أي من حيث جاء ، وأدراج السيول : مجاريها ، قال القائل (2) :
"من الوافر":
أنهْبٌ للمنيَّةِ تعتريهمْ رِجالي أمْ هُمُ دَرَجُ السُّيولِ
دُرّاجة الحَكَم : أمرها بضد دجاجة هلال ، لأن هذه الدُرَّاجة مثل النفع القليل يجلب الضرر الكثير ، وقصتها أن بعض عمال الحكم بن أيوب تغدَّى معه يوما فتناول من بين يديه دُرَّاجة مشوية ؛ فحقدها عليه الحكم ، فعزله ، فقال الفرزدق : "من البسيط"
قد كان بالعرض صيد لو قنعت به فيه غنى لك عن دراجة الحكم
/وفي عوارض لا تنفك تأكلها لو كان يشفيك لحم الإبل من قرم32ب
والعوارض من الإبل: التي تعرض لها الآفات فتنحر لأجلها.
__________
(1) كتبت يونس ، وهو تصحيف ، وما أثبتناه من ثمار القلوب ص 474 ، والبخلاء 1/47 ، والحيوان 2/58 ، وفي القاموس المحيط ( موس ) : وكان مويس بن عمران من المتكلمين 0
(2) هذا البيت لإبراهيم بن هرمة يبكي قومه لكثرة ما فقد منهم ، انظر خزانة الأدب 1/424(1/81)
دعوة المظلوم : في عدة أحاديث : اتقوا دعوة المظلوم ، قال الشاعر :
"من البسيط"
كنت الصحيح وكنا من في سقم فإن سقمت فإنا السالمون غدا
دعت عليك أكف طالما ظلمت ولن ترد يد مظلومة أبدا
وبات أبو العيناء عند ابن مكروم في بيت، فتأذى بفسائه، فتحول إلى الصفة، فلحقه النتن،
فصعد غرفة فوجد تلك الرائحة، فقال له، يا ابن الفاعلة، ما أشبه فساءك إلا بدعوة المظلوم ، و الريح العقيم ليس دونها حجاب 0
دعوة المسلمين : كانت دعوة (1) الحسن بن سهل حين بنى المأمون ببنته بوران فسمي دعوة الإسلام ، حتى جاءت دعوة بركوار فسميت به لكونها لم يقع مثلها 0
دُعَيْمِيْص الرَّمل : أهدى أدلاء العرب للطريق ، يضرب ( به ) المثل فيقال : أهدى من دعيميص الرمل ، قيل : دخل وَبَار ـ وهي بلد يزعمون أنها بلد الجن لا يدخلها إنسي إلاّ ترميه بالرمل حتى يعمى ويموت 0
دقَّاقة الرقاب : بلوغ العمر ما بين الستين والسبعين 0
دماميل الجزيرة : دماميلها كالحمى بالأهواز ، يضرب بها المثل 0
دمع الكرام : يشبه به كل شيء رقيق لطيف ، وأجود ما فيه قول ابن المعتز "من الطويل"
بكيتك حتى قيل قد عشق البكا ونحتك حتى قيل إلف حنين
ورقت دموع العين حتى كأنها دموع كروم لا دموع جفون
وأخذه الصابي وزادفيه "من الكامل"
وكأن ما في العين من كأسي جرى وكأن ما في الكأس من أجفاني
دهن أبي أيوب : هو المورياني (2) ، وزير المنصور ، كان له دهن مطيب يدهن به إذا ركب إلى المنصور ، فيقول الناس إذا رأوا غلبته على المنصور ، وطاعته له : دهن أبي أيوب من السحر ، حتى ضربوا به المثل ، فقالوا لمن تغلب على إنسان : معه دهن أبي أيوب 0
__________
(1) في ثمار القلوب ص 165 : دعوة الإسلام : كانت وليمة الحسن بن سهل حين بنى المأمون ببنته بوران تدعى دعوة الإسلام 000
(2) كتبت المرزباني ، وهو تصحيف ، فهو أبو أيوب سليمان بن أبي سليمان مخلد ، وقيل داود ـ المورياني الخوزي 0 انظر وفيات الأعيان 2/410(1/82)
دود الخل : يضرب للرجل الساقط يعيش في مكان السوء ، وفي الحالة الرَّذْلَة ، ولا يعرف سواهما ، وفي المثل : لا يصبر على الخلِّ إلاّ دوده 0
دود القز : يضرب لمن يضر نفسه ، وينفع غيره / فيقال : ما فلان إلا 33 أ
دودة القز ، وفتيلة المصباح ، وعدو الدجنة 0
دير هِزْقِل : يضرب لمجتمع المجانين ، ويقال للمجنون : كأنه (من) دير هزقل؛ وذلك أنه مأوى للمجانين
قال دعبل في أبي عباد ـ وكان رمى بعض كتابه بدواة فشجه (بها) :
"من الكامل"
أولى الأمور بضيعة وفساد أمر يدبره أبو عباد
سمح على أصحابه بدواته فمزمل ومضمخ بمداد
وقيل للمأمون: إن دعبلاً هجاك؛ فقال: من جسر أن يهجو أبا عباد على نزقه وعجلته جسر علي أن يهجوني على أناتي وعفوي ! وكان عباد إذا دخل على المأمون ، يقول له : ما أراد منك دعبل حيث قال :
وكأنه من دير هزقل مفلت (1)
فيقول: أراد مني الذي أراده من أمير المؤمنين بقوله فيه: "من الكامل"
إني من القوم الذين سيوفهم قتلت أخاك وشرفتك بمقعد
شادوا بذكرك بعد طول خموله واستنقذوك من الحضيض الأوهد
فيقول المأمون: قد عفوت عنه، فلا تتعرض له، ولك فيّ أسوة حسنة.
وكان المأمون إذا أنشد هذا الشعر يقول: أما يستحي دعبل من الكذب! متى كنت خاملاً، وبدر الخلاف غذيت، وفي حجرها ربيت! خليفة وابن خليفة وأخو خليفة 0
ديك الجن (2) : شاعر مفلق مشهور أدرك زمان المتوكل 0
__________
(1) تمامه : حرد يجر سلاسل الأقياد
(2) اسمه عبد السلام بن رغبان الحمصي ، انظر ترجمته في الوافي بالوفيات ص 4696 عن الموسوعة الشعرية، وفيات الأعيان 2/266 ـ 270، الأغاني 20/120 ـ 184 ، النجوم الزاهرة ص 1582 عن الموسوعة الشعرية ، معجم الأدباء 11/99ـ 112(1/83)
ديك مُزَبِّد : يضرب للحقير يجلب النفع الكثير ، كان له ديك ، نشأ في داره ، وعُرِف بجواره ، فأقبل عيد ولا شيء عنده ، فأمر امرأته عند ذهابه للمصلى بذبحه ، وجعله طعاما للعيد ، فلما عمدت له صاح وطار ( على ) الأسطحة ، وأفسد بعض أمتعة الجيران ؛ فسألوها عن قصته ، فبعث بعضهم إلى داره شاة ، وآخر عنزا حتى امتلأت داره ، فضرب به المثل 0
ديباجة الوجه : الديباجة تستعار للوجه في الوصف الحسن ، ولوفور الجاه (1) ، فمن الوصف بالحُسن قول الهذلي (2) : "من الطويل"
أبى القلب إلا حبها عامرية لها كنية عمرو وليس لها عمرو
ووجه له ديباجة قرشية بها تدفع البلوى ويستنزل النصر
وقال الكميت : " من البسيط "
أغر كالبدر يستسقى الغمام به كأن ديباجتي خديه من ذهب
/و قال البحتري: "من الكامل" ... ... ... ... ... ... ... 33ب
واخضر موشي البرود وقد بدا منهن ديباج الخدود المذهب
و قال ابن المعتز: "من الطويل"
ومالي أرى ديباج وجهك أصفراً ونرجستي عينيك ذابلتين
ومن الوصف بالجاه والمال، قول أبي تمام: "من الطويل"
وطول مقام المرء في الحي مخلق لديباجتيه فاغترب تتجدد
و قال البستي: "من السريع"
منزلتي يحفظها منزلي وباجتي تحفظ ديباجتي
حرف الذال المعجمة :
ذات النِّحْيَين : هذليّة جرى بها المثل في الشغل والشح ، وذلك أن خوات الأنصاري حضر سوق عكاظ ، فوجدها تبيع سمناً
ففتح نحياً فذاقه ودفعه لها في يدها ، ثم آخر ، ودفعه لها في يدها الأخرى ثم واقعها ، فلما فرغ قالت له لا هنّاك ( الله ) ، فقال :
شغلت يديها إذ أردت خلاطها بنحيين من سمنٍ ذوي عجرات
وكانت لها الويلات من ترك نحيها وويل لها من شدة الطعنات
ذات النطاقين : أسماء بنت أبي بكر 0
ذات الخمار : هنيدة بنت صعصعة عمة الفرزدق 0
__________
(1) في ثمار القلوب ص 597 : بوفور الحياء 0
(2) الأبيات في خزانة الأدب ، وأمالي القالي 1/148 ، وديوان أبي صخر الهذلي 1/62(1/84)
ذات الأنواط : شجرة عظيمة خضراء يأتيها كبار العرب كل سنة ؛ فيعلقون عليها أسلحتهم 0
ذباب النار : كما يقال : فراش النار يقال : ذباب النار ، وفي الحديث:الذباب في النار ، قيل : يكون فيها يعذب به أهلها ، وقيل : يلتذ بها ، كأن خزنتها يلتذون بها ؛ فيطبع على الاستلذاذ بها ، والعيش فيها ، كما طبع دود الخل على العيش فيه (1) 0
ذَكَر ابن ألغز : هو رجل من إياد ، أعظم الناس أيرا ، وأشدهم نكاحا ، كان إذا أنعَط استلقى على ظهره فتحتك الفصلان من الجرب على ذكره ، وممن ضرب به المثل الفرزدق حيث قال :
لحا الله هذا من حلالٍ ومن يقل سوى ذاك لاقاه بأير ابن ألغز
/ ذَكّر الخصي : يضرب للضعيف الفاتر كما قال القائل : 34 أ
أو ما رأيت الحادثات بأسرها أخنت علي بكلكلٍ وجران
وفترت بعد مزونةٍ فكأنني ذكر الخصي وفقحة السكران
ذد النقد: يضرب به المثل فيقال : أذل من نَقَد ، وهو صغار الغنم، قال القائل :
لو كنتم ماءً لكنتم زبداً أو كنتم لحماً لكنتم غددا
أو كنتم صوفاً لكنتم قرداً أو كنتم شاةً لكنتم نقداً
وقال جحظلة :
رب فقيرٍ أعز من اسد ورب مثرٍ أذل من نقد
ذل السؤال :من أحسن ما فيه قول بعضهم : " من الوافر "
يقول الناس لي في الكسب عار ... ... فقلت العار في ذلَّ السؤال
وقال أبو تمام : " من البسيط "
ذل السؤال شجى في الحلق معترض من فوقه شرق من تحته جرض
ذل الحجاب: وفيه قال بعضهم :
وما فارقت بابك عن توان ... ... ولكن خفت من ذل الحجاب
ذل الفقر : استعاذ منه المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) قال ابن أبي السرح: "من الطويل"
صحبتكم حولين في حال عزة أرجي نداكم والجنون فنون
فما نلت منكم طائلاً غير أنني تعلمت ذل الفقر كيف يكون
ذل الهوى : لما قصد أبو تمام البصرة شق على ابن المعذل، فكتب إليه : "من الخفيف"
أنت بين اثنتين تبرز للنا س وكلتاهما بوجه مذال
__________
(1) كتبت كما طبع دود الخل والثلج على العيش وله ، ولا يستقيم المعنى إلا بالذي ذكرناه 0(1/85)
لست تنفك طالباً لوصال من حبيب أو طالباً لنوال
أي ماء لحر وجهك يبقى بين ذل الهوى وذل السؤال!
فثنى عنانه عنها ، وحلف أن لا يدخلها أبدا 0
ذل العَزْل : كان بعض الولاة يقول: لا يقوم عز الولاية بذل العزل.
وقال ابن المعتز: "من الوافر"
وذل العزل يضحك كل يوم ويضرب في قفا الوالي المذل ...
ذل الحاجة : قال البستي (1) : الرشوة رشاء الحاجة 0
ذَماء الضَّب : يضرب به / ( المثل ) في الطول ، كما يضرب بذماء 34 ب
الأفعى ، والدماء ما بين القتل ، وخروج الروح ، والضَّب أطول ذَماء ، والحية أعجب ؛ لأن الضب يمكث ليلته مذبوحا ، ساكن الحركة ، وإذا قُرِّب للنار تحرك ، والأفعى تُذبح ؛ فتبقى أياما تتحرك ، وربما قطع بعضها من جهة ذنبها فتعيش إنْ سلمت من النمل 0
ذو رُعَين : من أذواء اليمن ، أي ملوكها ، يضرب به ( المثل ) في النعمة ،
قال الحماني:
ويومٍ قد ظللت قرير عينٍ به في مثل نعمة ذي رعين
ذو مرحب : من ملوك اليمن ، سمي به لأنه أول من رحب به كل من رآه، وكان رحيب الصدر والباع.
ذو يزن : من ملوك اليمن ، وابنه سيف الذي انتزع الملك من الحبشة؛ وقد تمثل به من قال :
__________
(1) أبو الفتح علي بن محمد الكاتب البستي، الشاعر المشهور، صاحب الطريقة الأنيقة في التجنيس الأنيس البديع التأسيس، فمن نثره البديع قوله: من أصلح فاسده، أرغم حاسده. ومن أطاع غضبه أضاع أدبه. عادات السادات سادات العادات. من سعادة جدك وقوفك عند حدك. أجمل الناس من كان للإخوان مذللاً وعلى السلطان مدللاً. الفهم شعاع العقل. المنية تضحك من الأمنية. حد العفاف الرضي بالكفاف، بالخرق الرقيع ترقيع. يعني بالرقيع: الأحمق. قلت: ولو قال: على الإحسان مذللاً، عوضاً عن قوله وعلى السلطان، كان أصلح وعند أهل الخير أملح، لكنه ممن لهم رغبة في القرب السلطان، فللرهبة، ولهذا قال أيضاً: الرشوة رشاء الحاجات 0 مرآة الجنان وعبرة اليقظان ، ص 1917 عن الموسوعة الشعرية 0 والرشاء : الحبل 0(1/86)
وأنت أولى بتاج الملك تلبسه من هوذة بن علي وابن ذي يزن
ذو الأوتاد : من ملوك اليمن ، كان يوتد من يغضب عليه في الأرض بأربعة
أوتادٍ؛ وهو أول من سن ذلك.
ذو القرنين : ملك مشهور ، وخبره مذكور ، ومن أبنيته أصبهان ، قال ابن طباطبا لابن رستم وقد هدم سورها :
وقد كان ذو القرنين يبني مدينةً فأصبح ذو القرنين يهدم سورها
وفيه قال أيضا :
أيها الهادم سوراً هدمه عين الجنون
وممن ضرب المثل بمسيره في الظلمات ابن لَنْكَك حيث قال:
تولى شباب كنت فيه منعماً تروح وتغدو دائم الفرحات
فلست تلاقيه ولو سرت خلفه كما سار ذو القرنين في الظلمات
ذو الكفل :
نبي من بني إسرائيل ؛ بعث إلى ملكٍ اسمه كنعان، فدعاه إلى الإيمان، وكفل له بالجنة وكتب له كتاباً بالكفالة، فآمن به ، فسمي لذلك ذا الكفل
ذو النورين : عثمان 0
ذو الشهادتين : خزيمة 0
ذو العينين : قتادة بن النعمان الأنصاري ، وقيل طاهر بن الحسين الذي ينسب إليه الظاهرية ، سمي به ذو الاستحقاقين 0
ذو الرأي : حباب بن المنذر صاحب المشورة يوم بدر 0
ذو اليدين : عمير بن عبد عمرو، كان يعمل بيديه /جميعاً 0 35 أ
ذو المشورة : أبو دجانة الأنصاري 0
ذو النور : عبد الله بن الطفيل 0
ذو العمامة : سعيد بن العاص بن أمية ، كان إذا لبس عمامة لم يلبس قرشي عمامته حتى ينزعها ، وقيل : لقب به كنلية عن السؤدد ، والعرب تقول للسيد: فلان معمم ، يريدون أن كل جناية يجنيها جان من تلك العشيرة مُعَصَّبة برأسه 0
ذو السجدات : علي بن الحسين ، وعلي بن عبد الله بن عباس ؛ لأن الأول كان يصلي كل يوم ألف ركعة ، والثاني كان له خمسمائة أصل زيتون ، يصلي كل يوم عند كل واحدة منها ركعتين 0
ذو العملين : علي بن سعيد ، كان يتولى ديوان الخراج ، وديوان الجيش للمأمون 0
ذو الرياستين : الفضل بن سهل ؛ لإنه ولي للمأمون السيف والقلم والجيوش والدواوين 0
ذو الوزارتين : صاعد بن مخلد ؛ لإنه وزر للمعتمد والموفق 0(1/87)
ذئب يوسف : يضرب لمن رمي بذنب جناه غيره ، وهو بريء ، قال ابن الحجاج :
قد أذنب القوم وألزمته كأنهم أولاد يعقوب
إذ جعلوا يوسف في جبه وركبوا الذنب على الذيب
ذنب صخر : امرأة هي بنت لقمان بن عاد، وكان أبوها وأخوها لقيم، خرجا مغيرين، وأصابا إبلاً ، فسيق لقيم لمنزله، وعمدت صخر إلى جزور مما قدم بها لقيم فنحرتها وصنعت طعاماً لأبيها ، و كان لقمان حسد لقيماً في تبرزه عليه. فلما قدمت له الطعام على أنه من غنيمة لقيم فلطمها لطمة قضت عليها؛ فصارت عقوبتها مثلاً لمن لا ذنب له ، وفيها قال خفاف:
وعباس يدب لي المنايا وما أذنبت إلا ذنب صخر
ذنَب الحمار : يضرب لمن لا يزيد ولا يُنْقِص 0
ذئب أُهبان : يضرب به للشيء العزيز ولكلام مالا يتكلم ، وقصته أن أُهبان السُّلَمي كان في غنم ، فشدّ الذئب على شاة ، فصاح به ؛ فأقعى الذئب ، وقال : انتزع مني رزقا رزقنيه الله ، فصفق أهبان تعجبا ، وقال : ما رأيت أعجب من هذا 0
ذئب الغضى : في المثل : ذئب الغضى ، وتيس حُلَّب (1) ، وأرنب الحِلّة ، وقنفذ برقة ، وشيطان الحَمَاطَة 0 قال الجاحظ (2) : هذا كله على طبائع البلدان ، والأغذية العاملة في الحيوان / ألا تراهم زعموا أن من دخل تُبّتْ (3) لم 35 ب
يزل مسرورا ضاحكا حتى يخرج ، ومن أقام بالموصل حولا ثم تفقد قوته وجد فيه فضلا 0
ذئب الخمر : يضرب به المثل فإنه أخبث الذئاب ، والخمر ما ستر من نحو شجر ... ، وإذا كمن فيه الذئب كان ضرره أشد ؛ لأنه يخرج بغتة ، ثم يواثب 0
حرف الراء
رؤيا يوسف : يضرب مثلا للرؤيا الصالحة ، فيقال : رُأى فلان كرؤيا يوسف رأي سطيح : كان كاهنا يُطوى كما يطوى الثوب ، ويتكلم بكل أعجوبة في الكهانة ، وكان نصف إنسان قال ابن الرومي :
__________
(1) في لسان العرب : يقال تيس حلب ، والحلب بقلة جعداء غبراء في خضرة تنبسط على الأرض ، يسيل منها اللبن إذا قطع منها شيء (حلب )
(2) الحيوان 4/134ـ135
(3) الإقليم الصيني المعروف(1/88)
لك رأي كأنه رأي شق وسطيح قريعي الكهان
تستشف الغيوب عما تواريـ ن بعينٍ جلية الإنسان
راحة صبَّاغ : يضرب لما يستقبح ، ويشبه به ما لا يستنظَف ، قال (أبو) المنهمر :
وصفت بجهدي وجه حفصٍ وخلقه فما قلت فيه واحداً من ثمانيه
لهازم مجنونٍ وخلقه كافرٍ وتقطيع كشخانٍ ورأس ابن زانيه
ولحية قوادٍ وعين مخنثٍ وجبهة مأبونٍ يناك علانيه
وراحة صباغ وصدرة حائكٍ ومرفق سقط رد في الرحم ثانيه
راية بيطار : يضرب مثلا في الشهرة ، فيقال : أشهر من راية بيطار 0
رأس لقمان : العرب كما تصف لقمان بن عاد بالقوة وطول العمر، كذلك تصف رأسه بالعظم، وتضرب المثل به ، قال الشاعر:
تراه يطوف في الآفاق حرصاً ليأكل رأس لقمان بن عاد
رأس المال : يستعار الرأس لأشياء كثيرة ، فيقال لرأس المال ، ورأس الليل ، ورأس الجبل ، ورأس القوم ، ورأس الأمر ، ورأس العقل وهكذا ، ومن أمثال التجار: رأس المال أحد الربحين؛ قال ابن الرومي:
كطالب ربحٍ في سبيلٍ مخوفةٍ فأهلك رأس المال والحرص قد يردي
وقال أبو الشيص في رأس الليل:
سقاني بها والليل قد شاب رأسه غزال بحناء الزجاجة مختضب
وقال ابن المعتز يصف ناقه:
وباتت تفلي هامة الليل مثلما تغلغل مدرىً في قرون كعاب
/ وقال الخازن الأصبهاني: ... ... ... ... ... ... ... 36أ
وركابي تطوي البسيطة بالوخ د وتفلي مفارق الفلوات
وقال الخزرجي في رأس الزمان:
قد شاب رأس الزمان واكتهل ال دهر وأثواب عمره جدد
وقال الأعشى:
لما رأيت زماني كالحاً سمجاً قد صار فيه رؤوس الناس أذنابا
يممت خير فتىً في الناس أعلمه الشاهدين به أعني ومن غابا
وقال إبراهيم بن المهدي في رأس الحرص:
قد شاب رأسي ورأس الحرص لم يشب إن الحريص على الدنيا لفي تعب
وقال أبو تمام في رأس الروض، يصف ديمةً:
كشف الروض رأسه واستسر ال محل منها كما استسر المريب
وقال ابن المعتز في رأس الخمر:
معتقة صاغ المزاج لرأسها أكاليل در ما لمنظومها سلك(1/89)
رأس العصا : قال لصغير الرأس ، وكان عمربن هبيرة صغير الرأس جداً، فقال فيه سويد :
من مبلغ رأس العصا أن بيننا ضغائن لاتنسى وإن هي جلت
رضيت من العيش القليل ولم تكن ... أخا راضيا لو أنّ نعلَكَ زلَّتِ
رأي النساء : يضرب به المثل في الوهن والخطأ، قال :
شيئان يعجز ذو الرياضة عنهما رأي النساء وإمرة الصبيان
أما النساء فميلهن إلى الهوى وأخو الصبا يجري بغير عنان
راكب الفيل :سمع البحتري قول الشاعر: "من مجزوء الرمل"
ومغن يتغنى بطعام وشراب
فإذا رمنا سكوتاً فبمال وثياب
(فقال: مثل هذا كمثل راكب الفيل، يركب بدانق وينزل بدرهم)
راكب اثنين : يضرب لمن يعتمد على شيئين فلا يحصل منهما على شيء، ويتضرر بذلك؛ قال الشاعر (1) : "من البسيط"
أضحى حريث أدام الله صرعته كراكب اثنين يرجو قوة اثنين
حتى إذا أخذا في حال شوطهما تفرقا فهوى بين الطريقين
طال الزمان ولم يظفر بحاجته كذاك حال الذي يدعو إلهين
راغية البكر : في المثل : كانت عليهم كراغية البكر ، أي استؤصلوا ، يعنون رغاء بكر ثمود حين عقروا الناقة ، قال أوس بن حجر:
رغا البكر فيهم رغوةً حين أدبروا فما كان عنهم رغوة البكر تقلع
وإنما ضرب البكر مثلاً للحرب.
راكب الأسد : يضرب لمن يهاب إنسانا ، وهو يهابه ، قال (2) :
... ولا تكن كراكب الليث كي يهاب وأنت له أهيب 0
ربذة الحقب : يضرب للشيء النادر الذي لا يتفق مثله في الأحقاب 0
رجل الطاووس : ... يضرب لما يستقبح من جملة حسنة، وللعوذة فيما تكثر محاسنة، وذلك أنّ رجله قبيحة جدا ، وهو حسن ، قال الصاحب : "من الوافر"
أبوك أبو علي ذو علاء إذا عد الكرام وأنت نجله
وإن أباك إذ تعزى إليه لكالطاووس تقبح منه رجله
وقول المتنبي في تفضيل بعض الشيء على كله: "من الوافر"
__________
(1) كتبت : قال الأصمعي ، وما أثبتناه من ثمار القلوب ،
(2) في ثمار القلوب ، ص 383 : قال بعض الحكماء : صاحب السلطان كراكب الأسد ، يهابه الناس ، وهو لمركبه أهيب 0(1/90)
فإن تفق الأنام وأنت منهم فإن المسك بعض دم الغزال
و في مقابح المحاسن ، وعوذ المناقب رجل الطاووس، وكلف ... البدر، وأنف الظبي، وشوك الورد، ودخان النار، وخمار العقار ، وللبديع الهمداني من فصل إلى صديق "له" من طوس: لك يا سيدي خلال خير وخصال فضل، لا يدفعك عنها أحد، ولك في أكثر المطارح، لسان ويد ، ولا يخلو معها من تورية طوسية، ورجل طاووسية، ولو عريت منها لكنت الإمام الذي تدعيه الشيعة، وتنكره الشريعة.
رجل الحية : يضرب بها المثل ، فيقال : أرجل من حية ، فإنها تمشي على بطنها ، قال ابن الحجاج :
فديت من صيرني راكباً ولم أزل أرجل من حية
رداء العز : قد أحسن البحتري في قوله - وأجراه مجرى المثل السائر -: "من الوافر"
أصاب الدهر دولة آل وهب ونال الليل منها والنهار
أعارهم رداء العز حتى تقاضاهم فردوا ما استعاروا
/ وللشعراء استعارات للرداء في غاية الحسن، كقولهم: رداء الشمس، 37أ رداء الشباب، رداء الفتوة، رداء النور، رداء الجمال، رداء اللهو؛ قال طرفة: "من الطويل"
ووجه كأن الشمس ألقت رداءها عليه نقي اللون لم يتخدد
ولما أنشد النمري الرشيد قصيدته التي أولها: "من البسيط"
ما تنقضي حسرة مني ولا جزع إذا ذكرت شباباً ليس يرتجع
ما كنت أوفي شبابي كنه غرته حتى انقضى فإذا الدنيا له تبع
بكى الرشيد، وقال: لاخير في دنيا لا يخطر فيها برداء الشباب!. قال البحتري: "من الخفيف"
رقة النور واهتزاز القضيب خبرا منك عن أغر نجيب
في رداء من الفتوة فضفا ض وعهد من التصابي قريب
وقال ابن المعتزفي رداء النور : "من الوافر"
خليلي اتركا قول النصيح وقوما فامزجا راحاً بروح
فقد نشر الصباح رداء نور وهبت للندى أنفاس ريح
وقال نصر الخبز أرزي في رداء الجمال : "من الطويل"
تسربل سربالاً من الحسن وارتدى رداءي جمال طرزا ببهاء
نسيم عبير في غلالة ماء وتمثال نور في أديم هواء (1)
__________
(1) في ثمار القلوب هذا البيت يسبق البيت السابق 0(1/91)
وقال الصنوبري في رداء الليل : "من السريع"
ألقت رداء اللهو عن عاتقي خمس وخمسون مضت واثنتان
ولما قالت امرأة خالد بن صفوان له: إنك جميل، قال: كيف؟ وما علي برنس الجمال ، ولا عموده، ولا رداؤه! ولكن قولي: إنك مليح؛ يعني ببرنس الجمال الشعر، وبعموده القد، وبردائه البياض.
إطراق الشجاع : من أمثال العرب: أطرق إطراق الشجاع، إذا سكن وسكت؛ قال المتلمس: "من الطويل"
فأطرق إطراق الشجاع ولو يرى مساغاً لنابيه الشجاع لصمما
رداء الشجاع: هو قشر الحية، يضرب مثلاً في الرقة؛ ويشبه به الثوب الناعم الرقيق؛ قال أبو تمام في وصف خلعة خلعها عليه الحسن بن وهب (1) : "من الخفيف"
قد كسانا من كسوة الصيف خرق مكتس من مكارم ومساع
حلة سابرية ورداء كسحا القيض أو رداء الشجاع
و الحية لا تسلخ جلدها، وإنما يخلق الله لها كل عام قشرا وغلافا، فهي تسلخ القشور / الناعمة ؛ وأما الجلود فإن أبدانها لا تفارقها إلا 37 ب بسلخ السكين.
قال الجاحظ : ليس في الأرض قشر ولا ورق ولا ثوب ولا جناح ولا ستر عنكبوت إلا وقشر الحية ألطف منه وأحسن وأخف وأنعم، وأعجب تضليعاً وصنعة، وهي تسلخه كما يسلخ الجنين المشيمة 0
رشح الحجر : يضرب للبخيل يجود بالقليل على عسرونكد، والرشح أدنى ما
يكون من السيلان ، وكان عبد الملك بن مروان يلقب: رشح الحجر، لبخله.
رضاع الكأس : يدخل في باب الاستعارات وقد أكثروا فيه؛ قال: "من الطويل"
وإن رضاع الكأس أعظم حرمة وأوجب حقاً من رضاع لبان
وقال آخر: "من البسيط"
اذكر أبا جعفر حقاً أمت به إني وإياك مشغوفان بالأدب
وإننا قد رضعنا الكأس درتها والكأس درتها من أقرب النسب
رغفان المعلم :
يضرب بها المثل في الاختلاف وشدة التفاوت؛ قال من هجا الحجاج وذكر أنه
معلم :
أينسى كليب زمان الهزال وتعليمه سورة الكوثر
رغيفاً له فلكة ما ترى وآخر كالقمر الأزهر
__________
(1) في ثمار القلوب ، ص428 : الحسن بن سهل(1/92)
رغيف الحولاء : يضرب للخطب الصغير يجلب الخطب الكبير ، والحولاء امرأة خبازة في بني سعد بن زيد مناه ، وعلى رأسها كارة خبز ، فتناول رجل رغيفا ، فقالت : ما لك عليّ حق، فلم أخذت رغيفي ! ما أردت إلاّ فلانا لرجل كانت في جواره، وشكته إليه ، فسار مع قومه ، فقتل مَن أخذ الرغيف ، وقتل بينهم ألف شخص ، فصار رغيفها مثلا 0
رقى الشيطان : يستعار للشعر.
قال جرير لما امتدح ( عمر ) بن عبد العزيز، فلم يعطه:
رأيت رقى الشيطان لا تستفزه وقد كان شيطاني من الجن راقيا
وكنّي به عن التغزل ، والخلابة، والتجميش ، ومنه قوله :
ماذا تظن بسلمى إذ يلم بها مرجل الرأس ذو بردين وضاح
خز عمامته، حلو فكاهته في كفه من رقى إبليس مفتاح
رقية الحية : يضرب في شيئين متضادين: أحدهما الكلام الطويل الذي لا يفهم؛ كما قال بعضهم في توقيعات ابن الزيات : "من الرجز"
لعائن الله موقرات ... ... ... ... يرمي الدواوين بتوقيعات /مطولات ومعقدات ... ... ... ... أشبه شيء برقى الحيات 38 ب
رقية العقرب : يشبه بها ما لا يفهم من الكلام ، قال ابن الرومي يذم شعر البحتري : "من البسيط"
شعر كنافض حمى الخيبري له برد وكرب فمن يرويه من كرب
كأنه حين يصغي السامعون له ممن يميز بين النبع والغرب
رقى العقارب أو هذر البناة إذا أضحوا على شعف الجدران في صخب
رقية الزنا : قال المدائني: نزل الحطيئة ببني قريع، فسمع شباناً يتغنون، فقال: جنبوني مغنيكم، فإن الغناء رقية الزنا.
قال سليمان بن عبد الملك: الفرس يصهل فتستودق له الحجر، و الفحل يهدر
فتضبع له الناقة، و التيس ينب فتستحرم له العنز، و الرجل يغني فتشبق له المرأة.
ركبتا البعير : يضرب في الشيئين المتساويين، والرجلين المتكافئين 0
ركوب الكوسج : جرت ( العادة ) في أول يوم من شهر آذرماه الفارسي "سُنة" من كوسج،
كان يتناول فيه من بعض الأدوية المسخنة، ويطلي ببعض الأدوية الحارة،(1/93)
ويخرج ( في شهرة من الثياب ) مضحكة للناس؛ وهذه السُنة مستعملة ببغداد وفارس. قال المرادي: "من السريع"
قد ركب الكوسج يا سيدي فانزل على المزهر والراح
وأنعم بآذرماه عيناً وخذ من لذة العيش بمفتاح
رماة بني ثعل : يضرب بهم المثل، في جودة الرمي ، قال امرؤ القيس:
رب رامٍ من بني ثعلٍ مخرج كفيه من ستره
رماح الجن : يكنّى بها عن الطاعون 0
رمي بهرام جور : يضرب به المثل، لأنه لم يكن في العجم أرمى منه0
رؤوس الشياطين : يكنى عما يستقبح ويُستهول 0
روغان الثعلب : يضرب به المثل ، كما يضرب بخبثه وختله ومكره ودهائه؛ قال طرفة:
كم من خليلٍ كنت خاللته لا ترك الله له واضحه
كلهم أروغ من ثعلبٍ ما أشبه الليلة بالبارحة!
والثعلب ضعيف مستضعف ، لكن لفرط خبثه وحيلته يجري مجرى كبار السباع ، ومن العجب في قسم الأرزاق، أن الذئب يصيد الثعلب ليأكله؛ والثعلب يصيد القنفذ ؛ والقنفذ يصيد الأفعى ؛ والحية تصيد الفأر ؛ والفأر
/ يصيد الفراخ وبيض كل شيءٍ ؛ والزنبور يصيد النحل ؛ والنحل 38 ب
يصيد الذباب ؛ والذباب يصيد البعوض؛ وكل صغير يأكل أصغر منه، وكل قوي يأكله أقوى منه ، والناس بعضهم في بعض كذلك 0
ريح عاد : يضرب للإهلاك والإفساد 0
ريح الجورب : يضرب في النتن؛ كما قال: "من الطويل"
أثني علي بما علمت فإنني أثني عليك بمثل ريح الجورب
ريح الجنة : قال الجاحظ في قول أبي العتاهية :"من الرجز"
إن الشباب حجة التصابي روائح الجنة في الشباب
وقال بعضهم في وصف الند: "من الهزج"
وند ماله ند تعاطيه من السنه
إذا ما دخل النار حكى رائحة الجنه
ريق الدنيا : يدخل في باب الاستعارة؛ قال: "من البسيط"
ريق الحبيب بريق المزن والعنب أذاقني ثمرات اللهو والطرب
وقد سرقت من الأيام صفوتها فكيف أهرب منها وهي في طلبي!(1/94)
ري الضّب : يضرب به المثل، فيقال: أروى من ضب، لأنه لا يشرب وإذا عطش فتح فاه للريح ، فيكون ريه. ويقال في تبعيد ما بين الجنسين: حتى يوفق بين الضب والنون؛ لأن الضب لا يريد الماء ، والنون لا يصبر عنه0
حرف الزاي
زأر الأسد : يضرب لوعيد السلطان؛ وهو من قول النابغة للنعمان:
نبئت أن أبا قابوس أوعدني ولا قرار على زأرٍ من الأسد
زرقاء اليمامة : يضرب بها المثل في حدة النظر. وقيل: اليمامة اسمها، وبها سمي بلدها ، ثم أضيفت إليه ، واسم البلدة جو، وربما قيل: زرقاء الجو، قال المتنبي :
وأبصر من زرقاء جو لأنني إذا نظرت عيناى شاءهما علمي
زكاة الجاه : مما يستحسن لأبي أحمد الكاتب، قوله لأبي الفضل البلعمي (1) : "من الرمل"
يا أبا الفضل لك الفضل المبين وبما تكنى به أنت قمين
/ ليس تخلو من زكاة نعمة أوجبت شكراً لرب العالمين 39 أ
فزكاة المال من أصنافه وزكاة الجاه رفد المستعين
زكن إياس : هو إياس بن معاوية، كان قاضياً فائقاً، زكناً يضرب بزكنه المثل. ولما أراد أبوتمام أن يتمثل به في شعره ، ولم يستقم له أن يذكر زكنه ، أقام الذكاء مكانه فقال:
إقدام عمرٍو في سماحة حاتمٍ في حلم أحنف في ذكاء إياس
زغب الحسن : أول من قاله الصاحب بقوله: "من السريع"
قلت وقد قيل بدا شعره: بمثل ذاك الشعر لا يشعر
هل زغب الحسن له ضائر والقمر التمر به يقمر!
زمن البرامكة : يضرب به المثل لكل شيءٍ حسن، يقال: أتينا بمائدةٍ كأنها زمن البرامكة على العفاة.
وقد أكثر الناس في وصف أيامهم؛ قال ابن طريف:
يا بني برمك واهاً لكم ولأيامكم العيناء (2)
كانت الدنيا عروساً بكم وهي اليوم ثكول ازراء
زمن الفطحل : في المثل : كان ذلك من الفطحل ، يعنون أياما كانت الحجارة رطبة ، والعيش غض 0
__________
(1) كتبت العلقمي ، وما أثبتناه من ثمار القلوب ، ً 676
(2) قافية البيتين في ثمار القلوب : ولأيامكم المقبلة ، ثكول أرملة(1/95)
زمن الورد : يضرب في الطيب والحسن؛ قال أبو الفرج الببغاء: "من الخفيف"
زمن الورد أطيب الأزمان وأوان الربيع خير أوان
أشرف الزهر زار في أشرف الده ر فصل فيه أشرف الفتيان
وقال ابن سكرة: "من الطويل"
وعاذلة هبت بليل تلومني وما عندها من لذة القصف ما عندي
توبخني بالشيب والشيب مرشد لعمري ولكن لست أنشد للرشد
فقلت لها: كفي ملامك إنني بطيء عن العذال في زمن الورد
زهو الغراب : يقال : أزهى من غراب؛ لأنه إذا مشى اختال ونظر في عطفيه0
زهو الذباب : قالوا : أزهى من ذباب، لأنه يقع على أنف الملك الجبار فيطرده فلا ينطرد. ووقع ذباب على أنف المنصور وهو يخطب، فحرك رأسه ليطرده - وكان الخلفاء لا يحر كون أيديهم - فطار وسقط على عينيه ؛ حتى أضجره ، / فسأل عمرو بن عبيد : لم خلق الله الذباب؟ فقال: ليذل به 39ب الجبابرة ! وقال الجاحظ : كان بالبصرة قاض يقال له ابن سوار، لم ير من ضبط نفسه مثله ، كان يصلي الغداة في منزله، مع قرب داره من المسجد، فيأتي مجلسه فيحتبي ولا يتكئ، ويبقى منتصباً لا يتحرك ، ولا يلتفت كأته بناء ، ولايزال كذلك حتى يقوم للظهر، ثم العصر ، ثم المغرب ، ثم العشاء هذا شأنه في طوال الأيام وقصارها، لا يشير برأسه، إلا إن تكلم ، و يوجز، في كلامه فبينما هو في مجلسه، وأصحابه حواليه إذ سقط على أنفه ذباب، وأطال المكث، ثم تحول إلى مؤق عينه وأطال ، فأوجعه ، فدعاه ذلك إلى أن حرك أجفانه ، فتنحى ثم عاد ، فلم يجد بدا من أن يذبه بيده ، فتنحى ثم عاد ، فألجأه إلى أن ذبّه عن وجهه بكمه ، وقال : أشهد أنّ الذباب ألح من الخنفساء ، وأزهى من الغراب 0
زواني الهند : غلب فيهن الزنا لشدة شهوتهن ، ووفارة البظر ، والبظراء تجد من اللذة ما لا تجده المختونة ، وفي المسالك (1) : عامة ملوك الهند يرون حل الزنا إلاّ ملك قمار 0
__________
(1) يعني كتاب المسالك والممالك(1/96)
زيت الشام : يضرب به في الجودة والنظافة ويقال له : الزيت الركابي لأنه يحمل على الإبل 0
زيد الخيل : سمي به لطول طراده بها ، وقيادته لها ، كان وسيما جسيما شاعرا ، وفد على المصطفى فسماه زيد الخير 0
حرف السين المهملة
ساقا نعامة : يضرب مثلا للإثنين لا يستغني أحدهما عن صاحبه بحال من الأحوال ، قال الجاحظ : كل ذي رِجلين ، وذي أربع ، إذا اندقت إحدى رجليه أو قوادمه ضلع وتحامل ومشى إلاّ النعامة فإنها متى انكسر إحدى رجليها ، فليس لها إلاّ السقوط ، وفقدان الاستقامة بالصحيحة 0
سبج طوس : من خصائصها (1) 0
سبحة زيدان : قهرمانة أم المقتدر، وكانت ممكنة من خزانة الجواهر، فاتخذت
سبحة تشتمل على ثلاثين درة ، كل واحدة كبيضة عصفور، مفصلة بعشر يواقيت ، فصارت مثلاً في الذخائروالنفائس 0
سجود الهدهد : يضرب لمن يكثر السجود قال ابن الرومي في ضرب المثل به وهو يهجو الأخفش النحوي : "من المنسرح"
أسجد من هدهد إذا برزت فيشه فحل عظيمة العكده
/ وقال بعضهم في وصف فتى حسن الصورة، مسترخي التكة: 40 أ
"من السريع"
أرسلت في وصف صديق لنا ما حقه الكتبة بالعسجد
في الحسن طاووس ولكنه أسجد في الخلوة من هدهد
ومثله يهجو القاضي ابن الصاعدي :
... لنا قاض بنيسابور يحكي ... ... كأن أباه من أولاد صاعد
... وكان الدهر أركع من طويس ... ... فصار اليوم أسجد من هداهد
سحابة الصيف : يضرب لمن يقل لبثه ويخف مكثه؛ ويشبه بها غضب العاشق. قال أحد الحكماء الذين وقفوا على تابوت الإسكندر : انظر إلى حلم النائم كيف انقضى، وإلى سحاب الصيف كيف انجلى!.وكان ابن شبرمة إذا نزلت به نازلة، ينشد "من الطويل"
سحابة صيف عن قليل تقشع (2)
__________
(1) السبج لا يكون إلا بطوس، ومنها يحمل إلى الآفاق، فهو من خصائص طوس؛ والسبج : الخرز الملون 0
(2) البيت بتمامة : أراها وإن كانت تحب كأنها سحابةُ صيفٍ عن قليل تَقَشع
انظر : الأغاني ، العقد الفريد ، خزانة الأدب(1/97)
سحبان وائل : خطيب بليغ من باهلة ، يضرب به المثل في الخطابة والبلاغة وهو القائل :
لقد علم الحي اليمانون أنني إذا قلت: أما بعد، أني خطيبها
سحرة الهند : يضرب بهم المثل، لأن بهم السحر والرقى والتدخين والحساب والشطرنج وخرط التماثيل؛ كما أن للعرب البيان والشعر والفروسية والقيافة والعيافة؛ وللروم الطب والتنجيم واللحون والتصوير ؛ وللفرس السياسة والعمارة واستعمال علوم الأمم.
سحر هاروت : يضرب لمن ينسب إليه السحر دون صاحبه ماروت، لأنه تعالى بدأ به، قال بشار:
وكأن تحت لسانها هاروت ينفث فيه سحرا
وقال ا بن المعتز:
أسترزق الله عطف الحب من رشأٍ يشوب تذكير عينيه بتأنيث
كأن في طرفه هاروت يقصدني منه بسحرٍ إلى الأحشاء منفوث
وقال الصاحب:
ولو أن هاروتاً رأى سحر عينه تعلم كيف السحر من حد جفنه
سد اسكندر : يضرب للحصانة والرشاقة ، قال المتنبي :
كأنِّي دَحَوْتُ الأرضَ مِن خِبرتي بها كأنِّي بَنى الإسكندَرُ السَّدَّ مِن عَزمي
/سرادق النار : هو من استعارات القرآن التي لا أفصح منها؛ وكان 41أ
أبو الخطاب الكاتب في سرادق ، فحميت عليه الشمس ، ومنعته القيلولة، فقال: "من البسيط"
من قائل لعبيد الله عن رجل في صدره من بقايا شوقه حرق
هل أنت منقذ نفس في حشاشتها بعض المنية مسدود بها الرمق!
سراويل قيس : يضرب به لثوب الرجل الضخم ، وكان قيصر بعث إلى معاوية بعلج طويل جسيم، يعجبه من كمال خلقته، وامتداد قامته؛ فعلم معاوية أنه ليس لمطاولته إلا قيس بن سعد، فقال له وعنده العلج: إذا أتيت رحلك فابعث إلي بسراويلك؛ فنزعها ورماها إلى العلج فنالت ثندوته؛ فعجب الناس؛ فأطرق مغلوباً، وليم قيس على التبذل بحضرة معاوية، فقال: "من الطويل"
أردت لكيما يعلم الناس أنها سراويل قيس والوفود شهود
وألا يقولوا غاب قيس وهذه سراويل عادي نمته ثمود
وإني من القوم اليمانين سيد وما الناس إلا سيد ومسود(1/98)
سرة الأرض : يقال للإقليم الرابع وفارسية سرة الأرض إيران شهر -وهو ما بين نهر بلخ إلى منتهى أذربيجان وأرمينية إلى القادسية إلى الفرات إلى بحر اليمن الأرض، إذ هو في واسطها ، وفي خط الاعتدال منها لاعتدال أهلها، واستواء أجسامهم، سلموا من صفرة الروم والصقالبة وسواد الحبشة، واحتراق الزنج وثطاطة الترك ، و قليم بابل موضع التميمة، وواسطة القلادة، ومكان السرة من الجسد، واللبة من المرأة، و العذار من خد الفرس، والمحة من البيضة، والعنوان من القرطاس.
من المرأة، ومكان العذار من خد الفرس، والمحة من البيضة، والغرة من القرطاس.
سر الزجاجة : يضرب مثلاً لمن لا يكتم الأسرار، لأن الزجاجة جوهر لا يكتم فيه شيء لما مما في جوفه وكتب ابن المعتز إلى صديق له: أقلل نصيبك من فلان فإنه أتم من زجاجة على ما فيها.
وللسري في هذا ما لم أر مثله براعة، وهو قوله يعاتب صديقاً أسر له حديثاً فأذاعه: "من البسيط"
لسانك السيف لا يخفى له أثر وأنت كالصل لا تبقي ولا تذر
سري لديك كأسرار الزجاجة لا يخفى على العين منها الصفو والكدر
/ فاحذر من الشعر كسراً لا انجبار به فللزجاجة كسر ليس ينجبر41أ
ومنها قوله: "من الطويل"
رأيت تبري للصديق نوافذاً عدوك من أمثالها الدهر آمن
وتكشف أسرار الأخلاء مازحاً ويا رب مزح راح وهو ضغائن
أنم بما استودعته من زجاجة يرى الشيء فيها ظاهراً وهو باطن
سر الفلك : قال بعضهم في صديق له منجم :
صديق لنا عالم بالنجوم ... ... ... يحدثنا بلسان الملك
ويكتم أسرار إخوانه ... ... ... ولكن ينم بسر الفلك
سرق العقعق : يضرب به المثل؛ فيقال: أسرق من عقعق، لأن له حذقاً بالاستلاب وسرعة الخطف؛ ومن حذقه أنه لا يستعمل ذلك إلاّ فيما ينتفع به، فكم من عقد ثمين خطير، و قرط شريف نفيس، اختطفه إلى عشه فإما رمى به بعد تحليقه في الهواء؛ وإما أحرزه ثم لم يلتفت إليه أبداً. وقد أحسن في وصف خَلقه وخُلقه : "من المتقارب"(1/99)
إذا بارك الله في طائر فلا بارك الله في العقعق
طويل الذنابى قصير الجناح متى ما يجد غفلة يسرق
يقلب عينين في رأسه كأنهما قطرتا زئبق
قال الجاحظ: ولا شيء أعجب من العقعق في صدق حسه، وشدة حذره، وحسن معرفته، ولا طائر في الأرض أعظم إهمالا لبيضه وفراخه منه، ومن الحبارى مع أنه أموق الطير يحوط بيضه وفراخه أشد حياطا. ومن الحيوان الذي يدرب فيستجيب ويعرف ما يراد منه، ويخبأ الحلي فيسأل عنه، ويصاح
به، فيمضي حتى يقف بصاحبه على المكان الذي خبأه ( فيه) ، لكن لا يتولى البحث عنه،
سروة بست : كانت بقرية كشمر سروة لم ير مثلها طولاً وعرضاً وحسناً ونضارة، وكانت من مفاخر خراسان ، فضرب بها المثل في الحسن والأعجوبة، وذكرت المتوكل، فأحب أن يراها؛ و لم يمكنه النهوض إليها فأمر بقطعها، وتعبئة قطاع جذوعها وأغصانها في اللبود، وحملها إليه، لينصبها/النجارون بين يديه ، فنهي عن ذلك ، فأبى فحملت إليه على41 ب ثلاثمائة جمل ، فتفاءل بها علي بن الجهم على المتوكل وأنشد : "من الكامل"
فأل سرى بسبيله المتوكل فالسرو يسري والمنية تنزل
ما سربلت إلا لأن إمامنا بالسيف من أولاده متسربل
فجرى الأمر على ما تفاءل به، وقتل المتوكل قبل وصولها إليه 0
سرى القين : يضرب لمن يظهر الشخوص وهو مقيم، ويعرف بالكذب فلا يصدق وإن صدق. وأصله أن القين- هو الحداد - ينتقل في مياه القوم، فإذا كسد عمله قال لأهل الماء: إني راحل و يشيع ذلك ليستعمله الناس ولما كثر ذلك من قوله قالوا: إذا سمعت عن سرى القين، فأعلم أنه مصبح.
سُرَى أنقَد : هو القنفذ ، يضرب به المثل في السُرَى والسهر ، لأنه لا ينام الليل 0
سعد النار : كان بالمدينة رجل يسمى: سعد النار، واتهم سعد بن مصعب بن الزبير بامرأة في ليلة مناحة أو عرس، وكانت تحته ابنة حمزة بن عبد الله بن الزبير فقال فيه الأحوص: "من الطويل"
وليس بسعد النار من تذكرونه ولكن سعد النار سعد بن مصعب(1/100)
ألم تر أن القوم ليلة جمعهم بغوه فألفوه لدى شر مركب
وما يبتغي بالشر لا در دره وفي بيته مثل الغزال المربب
سعد العشيرة : سمي به لأنه كان يركب في عشرةٍ من أولاده ، فكأنه في
عشيرةٍ؛ فصار مثلاً لمن يتكثر بأبنائه ، ويتعزز بهم.
سعد المطر :
لأنه كان يقول:
دع المواعيد لا تعرض لوجهتها إن المواعيد مقرون بها المطر
إن المواعيد والأعياد قد منيا منه بأنكد ما يمنى به بشر
أما الثياب فلا يغررك إن غسلت صحو يدوم ولا شمس ولا قمر
سعد القرقرة : مضحك النعمان ، يعد في الطفيليين ، فضرب به المثل في التطفيل 0
سفاد الديك : يضرب به المثل، قال: "من الرجز"
صيرني الدهر إلى تدليك بعد سفاد كسفاد الديك
وسئل بعضهم عن رجل، فقال: كالديك، يشرب وينيك".
سفاد العصفور :
ليس في الطير أكثر سفادا منه ، ولذلك كان أقصر الطيرعمراً، وفي المثل : أسفد / من عصفور ، قال الشاعر : "من السريع" 42 أ
سقياً لأيام ذهبت إذ أنا في طلب اللذة عفريت
أصيد كالبازي ولكنني أسفد كالعصفور ماشيت
سفن البر : الإبل ، قال : جلودها قرب، ولحومها نشب، وبعرها حطب، وأثمانها ذهب.
سفينة نوح : تضرب للشيء الجامع؛ لأن نوحاً حمل فيها من كل شيء، كما
ضرب المثل بجامع سفيان،فقال :
يا طبيباً منجماً وفقيهاً شاعراً شعره غذاء الروح
فهو طوراً كمثل جامع سفيا ن وطوراً يحكى سفينة نوح
سقاية الحاج : ونبيذ الزبيب طول أيام لموسم0
سقط الجند : الذين أسقطت أرزاقهم، فلا أذل منهم ولا أضيع؛ يضرب بهم المثل في السقوط والذل؛ قال الشاعر: "من السريع"
وعاشق من سقط الجند قد مات من شهوة فلكند
أهدى إلى أحبابه كامخاً في زمن النرجس والورد
سقوط الجمرات : كانت كناية عن انتهاء البرد، وابتداء الحر؛ وسقوط الجمرات الثلاث في ما بين شباط وآذار، على ما تنطق به التقاويم. ووصف بعضهم إنساناً بارداً فقال: كأن قيام فلان من عندنا سقوط جمرة في الشتاء.
سكر الأهواز : السكّر الجيد من خصائصها ، وبه يضرب المثل 0(1/101)
سكر الشباب :
السكر ثلاثة: سكر الشباب، والولاية، والشراب -وهو أهونها.
وقد بلغ بهذه السكرات خمساً من قال: "من الخفيف"
سكرات خمس إذا مني المر ء بها صار أكلة للزمان
سكرة المال والحداثة والعش ق وسكر الشراب والسلطان
سكر الولاية : من أبيات التمثيل والمحاضرة، قول ابن المعتز: "من مجزوء الكامل"
سكر الولاية طيب وخماره صعب شديد
كم تائه بولاية وبعزله ركض البريد
وقال آخر: "من الوافر"
سكرت بإمرة السلطان جداً فلم تعرف عدوك من صديقك
رويدك من طريق صرت فيه فإن الحادثات على طريقك
/ سلى الجمل : العرب تقول في بلوغ الشدة منتهى غايتها: وقعوا في 42 ب سلى جملٍ: أي في لا مثل له، لأن السلى إنما يكون للناقة لا للجمل.
و سلى الجمل، كما يقال: لبن الطير، ومخ الذر، وحلم العصفور ؛ كل هذا يضرب لما لايكون 0
سلاح الحبارى : يضرب للضعيف يستعين بالآلة اللئيمة على مقارعة من هو أقوى منه، وربما يغلبه بها، وذلك أن الحبارى سِلاحها سُلاحها: إذا أراد الصقر صيدها فهي ترميه بذرقها فيدبق جناحيه، ويعطل طيرانه، حتى تجتمع عليه الحباريات، فينتفن ريشه ، فيموت الصقر؛ وإليه أشار المتنبي بقوله: "من البسيط"
فلا تنلك الليالي إن أيديها إذا ضربن كسرن النبع بالغرب
ولا تعن عدواً أنت قاهره فإنهن يصدن الصقر بالخرب
وما أحسن ما قال أبو فراس: "من الطويل"
ولا خير في دفع الردى بمذلة كما ردها يوماً بسوءته عمرو
سلم الشرف : قال بعض الحكماء "البلغاء": التواضع سلم الشرف.
وقال آخر: التواضع من مصايد الشرف.
سليك المقانب : هو سليك بن السلكة، كان أسود ، وأمةً سوداء، وهو أحد أغربة العرب ، وأعدى الناس، لايشق غباره، وممن ضرب به المثل في ذلك أبو تمام بقوله:
مفازة صدقٍ لو تطرق لم يكن ليسلكها فرداً سليك المقانب
سماحة الديك: قولهم: أسمح من اللاقطة، قيل: هي الحمامة، لأنها تخرج ما في حوصلتها لفرخها. وقيل : الديك لأنه يأخذ الحبة بمنقاره فيلقيها للدجاجة،(1/102)
وقيل : هو البحر، لأنه يلفظ الدرة قال: "من المتقارب"
تجود فتجزل قبل السؤال وكفك أسمح من لافظه
يتيمة ابن المقفع (1) : يضرب بها المثل لبلاغتها وبراعة منشئها، وهي رسالة في نهاية الحسن، تشتمل على محاسن من الآداب.
وقد ذكر أبو تمام يتيمة ( ابن المقفع ) ، وأجراها مثلاً في قوله للحسن بن وهبٍ:
ولقد شهدتك والكلام لآلئ توم فبكر في النظام وثيب
فكان قساً في عكاظٍ يخطب وكأن ليلى الأخيلية تندب
/ وكثير عزة يوم بينٍ ينسب وابن المقفع في اليتيمة يسهب 43 أ
سمع الأرض وبصرها : في المثل: لقيته بين سمع الأرض وبصرها.
قال الأصمعي: كأن ذلك بالفلاة ، وموضع خال لا أحد فيه. وقال غيره : في محل لا يراه أحد ولا يسمع كلامه إلا الأرض.
سنام الأرض : يستعار لما ارتفع منها؛ قال ابن بابك: "من الوافر"
ألام وأتقي ولع الملام بحلم شاب في بردي غلام
أجر على سنام الأرض ذيلي وأعقد بردتي على شمام
سنة الحمار : يقال للسنة المائة من التاريخ : سنة الحمار. وأصلها من حديث حمار عزيرٍ وموته مع صاحبه مئة عام ، وقيل لمروان بن محمد : مروان الحمار ؛ لأنه عليه استكمل ملك بني مروان مائة سنة ، فصارت سنة الحمار مثلا لكل مائة سنة ، وعُرض على بعض الأدباء حمار ؛ ليشتريه ، فقال : أراه ولد قبل سنة الحمار 0
سن الحسل :
في المثل في التأبيد: لا أفعله سن الحسل؛ وهو ولد الضب، ولا يسقط له سن؛ أي لا أفعله أبداً 0
سن القلم : قال الشاعر :
وبين ثلاث من أنامل كفه قضيب به تحيا النفوس وتقتل
سن النادم
من أمثالهم في الندامة قولهم: ( قرع ) فلان سن نادم. قال:
لتقرعن علي السن من ندمٍ إذا تذكرت يوماً بعض أخلاقي
سنور عبد الله : يضرب به المثل للمرجو في صغره؛ فإذا كبر تراجع ولم يفلح؛ وفيه قال بشار :
__________
(1) وضع المصنف هذه الفقرة هنا ، وليس هذا موضعها ، فهي تبدأ بحرف الياء ، وليس السين ، وهذا عائد إلى أن المصنف كتبها ( سمة ابن المقفع )(1/103)
أبا مخلدٍ ما زلت سباح غمرةٍ صغيراً فلما شبت خيمت بالشاطي
كسنور عبد الله بيع درهمٍ صغيراً فلما شب بيع بقيراط
وقال الفرزدق:
رأيت الناس يزدادون يوماً فيوماً في الجميل وأنت تنقص
كمثل الهر في صغرٍ يغالى به حتى إذا ما شب يرخص
سنيات خالد : يضرب بها المثل في القحط والشدة، كسني يوسف. وهو خالد بن عبد الملك (1) ، المعروف بابن نظرة: ولي لهشام بن عبد الملك المدينة سبع سنين، فقحطوا فصار يضرب بسنيه المثل .
سهام الترك : يضرب بها المثل؛ ويذكر معها رماح العرب، ومزاريق الهند، وزانات الديلم،ونصول الروم.
/ سوق العروس : يضرب للحسن، فيقال: أحسن من سوق العروس؛ 43ب
وهو مجمع الطرائف ببغداد؛ وما ظنك بأحسن الأسواق في أحسن البلاد! وكان الخوارزمي إذا وصف جاريةً بالحسن قال: كأنها سوق العروس، وكأنها العافية في البدن0
سوس المال : من كلامهم : العيال سوس المال. ومن أبلغ ما قيل في السوس قول خالد بن صفوان: لثلاثون في مالي أسرع من السوس في الصوف .
سوط عذاب : من استعارات القرآن: "فصب عليهم ربك سوط عذاب".
واقتبس منه كشاجم، فقال: "من الكامل"
يا رحمة الله التي قد اصبحت دون الأنام علي سوط عذاب
واقتبس بعض أهل العصر يشكو الزمان :
... يا دهر مالك قد أطلت عقابي ... ... وطويت نشري مثل طي كتاب
... وعركتني عرك الأديم وسُمتني ... ... حسدا وقد قللت حد مصابي
وسقيتني السم الرعاف وطالما ... ... أبليتني وصدعت رأب شعابي
وتركتني قلق الهموم كأنما ... ... صبّ الإله عليّ صوت عذاب
سويداء القلب : يضرب لتفضيل بعض الشيء على كله، فيقال: سويداء القلب، وإنسان العين، وبيت القصيدة، وواسطة القلادة. ويضرب لمن يعز ويلطف موقعه، فيقال: هو في سويداء قلبي ، وأجاد التهامي في قوله :
... حرّق سوى قلبي ودعه فإنني ... ... أخشى عليك وأنت في سودائه
__________
(1) كتبت خالد بن عبد الله ، والصواب ما أثبتناه ، وهو خالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم 0 ثمار القلوب ، ص 151(1/104)
سير سليمان : يضرب للسرعة ، لقوله تعالى : [ ولسليمان الريح ] الآية 0
سير السواني : يضرب لما لا يدوم ولا يكاد ينقضي، لأن سيرها لا ينقطع.
والسواني: الإبل التي يستقى عليها بالسواني، سميت بأسمائها.
وفي المثل : أذل من بعير سانية؛ وهو الذي يدير السانية إلى الغرب ؛ قال الطرماح:
قبيلة أذل من السواني وأعرف للهوان من الخصاف
غذاء الروح (1) : يقال : إن الأدب غذاء الروح، كما أن الطعام غذاء الجسم.
وفي " المبهج": الكلام الفائق والخط الرائق، نزهة العين، وفاكهة القلب،
وغذاء الروح.
سير المثل: يضرب به المثل، فيقال: أسير من مثل.
سيرة الملائكة : يضرب / لحسن السيرة والكرم ، قال البستي في أبي 44 أ
سعدٍ الهروي:
أما الكريم أبو سعدٍ وهمته فقد غدا في العلا أعجوبة الفلك
لو استعار الورى إكسير سيرته لكان أجورهم في سيرة الملك
سيرة أردشير : من حسنها أن له كتاباً في السيرة، يضرب به المثل ، وتقتبس الملوك من أنواره ؛ فمن نكته: إذا رغب الملك عن العدل، رغبت الرعية عن الطاعة، لا صلاح للخاصة مع فساد العامة، ولا نظام للدهماء مع دولة الغوغاء،أوحش الأشياء عند الملوك، رأس ذنباً، وعكسه ، لا سلطان إلا برجالٍ، ولا رجال إلا بمالٍ، ولا مال إلا بعمارة، ولا عمارة إلا بعدل وحسن سياسة.
__________
(1) كتب عنوان الفقرة : سير الروح ، وما أثبتناه هو الصواب ، انظر ثمار القلوب ، ص 660 ، وعليه فموضع هذه الفقرة هو حرف الغين ، وليس هنا 0(1/105)
سيف الفرزدق : يضرب للسيف الكليل بيد الجبان. وذلك أن سليمان بن عبد الملك أمر الفرزدق بقتل أسير ، فجاء رجل من عبس ، وكانوا يبغضونه (1) لهجائه قيس عيلان ، ويحبون جريرا لمدحه ، فقال للفرزدق: إنك وصفت السيوف ، وإنك لم تمارس بها ، وهذا سيفي يأتي على ضريبته ، وأتاه بسيف كهام ، فقال : ممن أنت ؟ فخشي أن يقول من عبس ، فيتهمه ، فقال : من ضبة أخوالك /، فوثق به الفرزدق ، فسل الفرزدق السيف وضربه (2) فنبا ، فكلح الرومي في وجهه فارتاع ، وضحك سليمان ، فقال (3) في الاعتذار :
لم ينب سيفي من رعبٍ ولا دهش عن الأسير ولكن أخر القدر
ولن يقدم نفساً قبل ميتتها جمع اليدين ولا الصمصامة الذكر
وكتب ابن العميد إلى ابن سمكة: جرب جعلت فداك ما قلته، واختبرني فيما
ادعيته، فإن لم أفعل فدمي حلال لك، فاقتلني بسيف الفرزدق، وكلني بخلٍ وخردلٍ.
سيف علي : يضرب به المثل في المضاء؛ قال الصاحب: "من السريع"
أحسن من عود ومن ضارب ومن فتاة طفلة كاعب
قد غلام صيغ من فضة متصل الحاجب بالحاجب
سل على الأمة من طرفه سيف علي بن أبي طالب
سيل العرم : هو الذي خرّب الدنيا ، وبه يمثّل للدواهي العظام ، الذي
/ يفرق الناس ويمزقهم 0 ... ... ... ... ... ... ... 44 ب
سيوف الخوارج : يضرب بها المثل لأنهم يتأنقون في استجادتها، و يقاتلون بها تديناً إذا قاتل غيرهم تكسباً.قال بعضهم : "من المتقارب"
وفيك لنا فتن أربع تسل علينا سيوف الخوارج
لحاظ الظباء، وطوق الحمام، ومشي القباج، وحسن التدارج
سيوف الهند : يضرب بها المثل في الجودة والمضاء، و يقال: إذا كان السيف من قلع الهند ومن طبع اليمن فناهيك ( به) !.
وقد أكثر الشعراء في سيوف الهند؛ قال الفرزدق: "من الطويل"
كذاك سيوف الهند تنبو ظباتها ويقطعن أحياناً مناط القلائد
وقال الخازن: "من الكامل"
هندي ترى بسيوف مقلتها ما لا ترى بسيوفها الهند
__________
(1) يعني الفرزدق
(2) يعني ضرب الأسير الرومي
(3) يني الفرزدق(1/106)
سيوف اليمن : يضرب بها المثل مثل سيوف الهند ، قال الأصمعي : أربعة ملأت الدنيا ، ولا تكون إلاّ من اليمن : الوَرْس ، والكُنْدُر ، والخَطّيّ، والعقيق 0
حرف الشين
شاة سعيد : كان يضرب المثل بشاة منيعٍ، ثم بشاة سعيدٍ لكثرة ما قال الحمدوني فيها :
صاح بي يوماً سعيد من وراء الحجرات
قرب الناس الأضاحي وانا قربت شاتي
شاة سوءٍ من جلودٍ وعظامٍ نخرات
كلما أضجعتها لل ذبح قالت: بحياتي
شاة أشعب : يضرب بها المثل في الطمع. قيل ( لأشعب) : هل رأيت أطمع منك؟ قال: شاتي ، صعدت السطح، فنظرت قوس قزحٍ، فظنته حبل قَتّ، فأهوت إليه فسقطت فماتت 0
شأو العقاب : مدى طيرانها، وهي تتغدى بالعراق، وتتعشى باليمن. وفي "المبهج": أحسن الخيل ما كان بين الشهاري والعراب، وجمع مشية الغراب إلى شأو العقاب.
شبديز كسرى ابرويز : من خصائص كسرى أبرويز، أنه لم يُر في زمنه أمد قامةً ولا أتم ألواحاً، ولا أوفر جسامةً / ولا أبرع جمالاً منه، فكان لا 45 أ
يحمله إلا فرسه شبديز، وكان ابرويز لا يحمله إلاّ فيل 0
شجاع البطن : كناية عن الجوع ، فإذا آذاه تشبه بمعرة الحية 0
شجة عبد الحميد : كان عبد الحميد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب من أجمل أهل دهره، فشج في وجهه، فلم تشنه، بل استحسنت ، وكان النساء يخططن في وجوههن شجة عبد الحميد ، فضرب مثلا للعورة تصيب الإنسان الجميل فلا تشنه ، بل تزيده حسنا 0
شجر الأترج : تضرب مثلاً لمن طاب أصله وفرعه وكل شيء منه؛ وأول من شبه الممدوح به ابن الرومي ، وأحسن حيث قال : "من البسيط"
كل الخلال التي فيكم محاسنكم تشابهت منكم الأخلاق والخلق
كأنكم شجر الأترج طاب معاً حملاً ونوراً وطاب العود والورق
وقال البديع الهمذاني: "من البسيط"
فإن يكن شجر الأترج طاب معاً حملاً ونوراً وطاب العود والورق
فإن لون عصيب الكلب خس معاً قدراً وقدراً وخس اللحم والمرق(1/107)
شجر الخلاف : يشبه به من يروق منظره ولا يحصل ثمره؛ قال ابن الرومي: "من الخفيف"
فغدا كالخلاف يورق للعي ن ويأبى الإثمار كل الإباء
وحله من قال: وجدتك في الخلاف، كشجر الخلاف، يزهر للعين، ولا ثمر في البين. وهذا حل لطيف، لولا قوله: في البين؛ وقصد ابن لنكك هذا المعنى فنقل القول إلى شجر السرو، فقال: "من المنسرح"
في شجر السرو منهم مثل له رواء وما له ثمر
وقد يشبه به مَن عادته الخلف ، كما قال النجاتي الزورق يهجو الكنجروزي :
الكنجروزي الأديب البارع شجر الخلاف لكل خُلْق جامع
إن قيل يا مولاي دبرك ضيق أبدى الخلاف وقال دبري واسع
سجع المختار (1) : كان المختار الثقفي لا يوقف له على مذهب؛ كان خارجياً، ثم صار زبيرياً،
ثم رافضياً، يطلب بدم الحسين ، ومن سجعه: أما والذي شرع الأديان، وحبب الإيمان، وكره العصيان، لأقتلن أزدعمان، وجل قيس عيلان، وتميماً أولياء الشيطان، حاشا النجيب ظبيان (2) .
قال ظبيان: لم أزل في عصر المختار أتقلب/ آمناً. 45ب
شحمة الأرض : محل المريع منها. ولما بلغ عمر أن نازلة البصرة اتخذوا الضياع ها، كتب إليهم: لا تنهكوا وجه الأرض، فإن شحمتها في وجهها.
قال الجاحظ: شحمة الأرض هي ما يغوص في الرمل ويسبح فيه سباحة السمك في الماء، وهي ( دود صغار) ، يشبه بها كف المرأة ؛ و قال( أبو ) سليمان( الغنوي) : شحمة الأرض دابة أعرض من العظاية، بيضاء حسنة منقطة بحمرة وصفرة، وهي أحسن دواب الأرض.
__________
(1) كتبت : شجع المختار ، وما أثبتناه من ثمار القلوب ، ص 90 ، وعليه فليس موضع هذه الفقرة هنا ، إنما في حرف السين 0
(2) ظبيان بن عمارة التميمي ، كان له شأن مع المختار ، انظر تاريخ الطبري 6/60(1/108)
شربة أبي الجهم : يضرب للشيء اللذيذ ، الرديء العاقبة، وكان أبو الجهم عيناً لأبي مسلمٍ على المنصور ، يراعيه ويداخله ويحفظ أنفاسه ؛ والمنصور يتبرم منه ، ويترصد له الغوائل ؛ فعطش يوما عنده ، فاستسقى ، فقال المنصور : يا غلام اسقه سويق اللوز ؛ فجاءه بقدحٍ فيه سم ذعاف ، ( فشربه ) أبو الجهم ، ولم يلبث أن تحرك ، فقام، فقال المنصور: إلى أين ؟ قال: إلى حيث وجهتني، فدخل منزله، فمات حالا ، فقيل فيه:
تجنب سويق اللوز لا تشربنه فشرب سويق اللوز أردى أبا الجهم
شره الأسد : في المثل أشره من الأسد ، فإنه يبلع البضعة الكبيرة من غير مضغ ، وكذا الحية ، اوثوقه بسهولة المدخل ، وسعة المجرى 0
شريان الغمام : كتب جحظة إلى ابن المعتز: كنت ( عزمت على ) المصير إلى الأمير ، فانقطع شريان الغمام، فقطعني عنه ، فكتب إليه: لئن فاتني السرور بك، لم يفتني بكلامك. والسلام.
شريكا عنان : يضرب بهما المثل، مع قولهم: رضيعا لبان؛ في المتقاربين المتماثلين. وقد أحسن أبو تمام في الجمع بينهما وبين ما يذكر معهما من أشكالهما، فقال: "من المتقارب"
شريكي عنان، رضيعي لبان عتيقي رهان، حليفي صفاء
شعار الصالحين : الفقر كما في الحديث 0
شقائق النعمان : خرج النعمان إلى ظهر الحيرة متنزهاً، وقد أخذت الأرض
زخرفها، وازينت بالشقائق، فاستحسنها واحماها، فسميت: شقائق النعمان
نسبة إليه. وقال بعض أهل اللغة: النعمان اسم الدم، نسبت الشقائق إليه تشبيهاً به، قال الشاعر:
كان شقائق النعمان فيها ثياب قد روين من الدماء
كان شقائق النعمان فيها ثياب قد روين من الدماء
شق الأبلمة : في المثل : المال بيني وبينك شق الأبلمة؛ لأن الأبلمة إذا شققتها / طولاً انشقت نصفين ، من أولها لآخرها 0 46 أ
شمس العصر : يقال للشيخ ذي السن العالية : خرف ، وبلغ ساحل الحياة ، ما هو إلاّ شمس العصر على القصر 0(1/109)
شم النعامة : هي موصوفة بصدق حاسة الشم وجودة الاسترواح، يضرب بها المثل كالذئب والذر. ويقال: إن الهيق يشم ريح أبويه وريح السبع والإنسان.
ولذلك قال الراجز:
أشم من هيق وأهدى من جمل
وزعم الشيباني أنه سأل الأعراب عن الظليم: هل يسمع؟ قالوا: لا، ولكنه
يعرف بأنفه ما لا يحتاج معه إلى سمع، قال: وإنما لقب بيهس بنعامة لأنه كان شديد الصمم. وإذا دعا الرجل من العرب على صاحبه بالصمم قال: اللهم صلخاً (1) كصلخ النعامة.
شهوة المريض : يضرب لما يحسن ويطيب من الطعام وغيره. أنشد بعضهم (2) : "من مخلع البسيط"
قريتكم يا بني البغيض كثيرة الخل والمخيض
والخبز في دور موسريها أعز من شهوة المريض
وينبغي أن يضرب هذا المثل لما لا يعز وجوده 0
شؤم طويس : هو من مخنثي المدينة ، وكان يسمى طاووسا ، فلما تخنث سمي طويسا ، وهو أول من غنى في الإسلام 0
شؤم البسوس : كانت امرأة في بيت منقذ التميمية، زارت أختها أم جساس بن مرة، ومع البسوس جار لها من جرم، سعد بن شمس، ومعه ناقة كوما ، فأكلت من زرع كليب بن وائل ، فلما رآها في حماه ضربها بالسيف فأقبلت الناقة إلى صاحبها ترغو، وضرعها يشخب لبناً ودماً؛ فانطلق إلى البسوس فأخبرها ، فقالت: واذلاه! وقالت :
لعمري لو أصبحت في دار منقذٍ لما ضيم سعد وهو جار لأبياتي
ولكنني أصبحت في دار غربةٍ متى يعد فيها الذئب يعد على شاتي
فيا سعد لا تغرر بنفسك وارتحل فإنك في قومٍ عن الجار أموات
ودونك أذوادي فخذها وإنني لراحلة لا تغدروا ببنياتي
فسمعها ابن أختها جساس فقال لها: لأقتلن بناقة جارك كليباً، ثم طعنةً فمات.
ووقت الحرب بين بكرٍ وتغلب ودامت أربعين عاما، وسار شؤم البسوس مثلاً، ونسبت الحرب إليها لكونها سببها، فقيل: حرب البسوس؛ /ومن 46 ب
أملح ما قال بعضهم (3) :
وكأن بين يمينه وتراثه حرب البسوس
__________
(1) الصلخ: أشد الصمم
(2) هو أبو محمد العبد لكاني الزوزني
(3) الأبيات للمغلّسي ، انظر ثمار القلوب ، ص 308(1/110)
وكأنه في زهده وعفافه بشر المريسي
شؤم داحس : فرس لقيس بن زهير ، جرى به المثل في الشؤم، لأن الحرب وقعت من أجله بين ذبيان وعبس أربعين سنة.
شؤم البوم : يضرب في الشؤم والنكد واللؤم. لأنه يأوي الخراب ولا يأنس بأشكاله من ذوات الأجنحة؛ وإياه عنى أبو الطيب بقوله في المصراع الثاني من هذا البيت: "من الكامل"
خير الطيور على القصور، وشرها يأوي الخراب ويسكن الناووسا
وقال أبو عثمان الخالدي: "من الطويل"
ولي صاحب نحس على كل صاحب هو الداء أعيا أن يصيب دواء
أخف الورى عقلاً وأثقل طلعة وأفحم إلا أن يقول خطاء
وأنكد من بوم يصرصر غدوة وأشأم من ديك يصيح عشاء
شؤم القز : قال ابن الحجاج: القز طائر يتشاءم منه وإن رآه أصحاب سفينة لم يشكوا في الغرق. وتمثل ابن الحجاج بقوله: "من السريع"
يا سيدي دعوة ذي حرقة أقدم في الشؤم من القز
عمامتي كانت أميرية مليحة الشربش والطرز
ولست بالباكي على فقدها فالخزي أولى بي من الخز
شيبة الحمد : هو عبد المطلب بن هاشم ، وفيه قال ابن غانم :
... بنو شيبة الحمد الذي كان وجهه ... يضيء ظلام الليل كالقمر البدر
شيب الغراب : يضرب لما لا يكون ، فيقال : لا أفعله حتى يشيب الغراب ، كما يقال : حتى يبيض القار ، أي لا يكون ذلك أبدا 0
شيخ العراق : يقال للمهلب بن أبي صفرة. ولما وفد عليه زياد الأعحم وهو يقاتل الأزارقة ، أكرمه وأنزله على ابنه حبيب ، وقال له: أحسن قراه. فجلسا يوماً يشربان في بستان، فغنت حمامة على فننٍ، فطرب زياد، فقال حبيب: /إنها فاقدة إلفٍ كنت أراه معها، فقال زياد: هو أشد لشوقها؛ وأنشد: 47 أ
تغني أنت في ذممي وعهدي وذمة والدي ألا تضاري
فإنك كلما غردت صوتاً ذكرت أحبتي وذكرت داري
فإما يقتلوك طلبت ثأراً لأنك يا حمامة في جواري
فضحك حبيب، ورماها بقوس ، فسقطت ميتة. فنهض زياد مغضباً، وقال: أخفرت أبا بسطام ذمتي، وقتلت جارتي! وسار إلى المهلب وشكاه إليه، فغضب(1/111)
وقال لحبيبٍ: أما عملت أن جار أبي أمامة جاري، و ذمته ذمتي! والله لألزمنك دية العبد والحر ؛ فأخذ له من ماله ألف دينار ودفعها إلى زياد، فقال :
فلله عينا من رأي كقضيةٍ قضى لي بها شيخ العراق المهلب
قضى ألف دينارٍ لجارٍ أجرته من الطير إذا يبكي شجاه ويندب
شيخ المضيرة :
كان أبو هريرة مزاحاً أكولاً؛ على فضله واختصاصه بالمصطفى ، وكان يعجبه المضيرة ، فيأكل مع معاوية ، ويصلي خلف علي ، ويقول : مضيرة معاوية أدسم وأطيب ، والصلاة خلف علي أفضل ، فلذلك قيل له شيخ المضيرة ، وضرب به المثل ، وقيل فيه :
وتولى أبو هريرة عن نص ر علي ليستفيد الثريدا
ولعمري إن الثريد كثير للذي ليس يستحق الهبيدا
شيطان الحماطة : في المثل ما هو إلاّ شيطان الحماطة إذا رأت منظرا قبيحا ، والشيطان : الحية ، والحماطة : الشجر0
حرف الصاد المهملة
صابون الهموم : قال كسرى : النبيذ صابون الهموم ، وفي المثل : النقد صابون القلوب ، يعنون به أنه يغسل ما خامرها من الموجدة بطول المطل 0
صاعقة ثمود : يضرب للإبادة والإهلاك ، فيقال : أخذتهم صاعقة ثمود 0
صبغة الشباب : هي السواد، والإنسان أحسن ما يكون ما دام أسود الشعر "وكذا الشعور في الجنة".قال كشاجم في وصف مجلدات سود: "من الخفيف"
كسيت من أديمها الحلل الجو ن غشاء أحسن به من غشاء!
/ مشبهاً صبغة الشباب ولما ت العذارى ولبسة الخطباء 47 ب
صحبة الفرقدين : يضرب بهما المثل في طول الصحبة، وفي التساوي والتشاكل؛ كما قال البحتري: "من الكامل"
كالفرقدين إذا تأمل ناظر لم يعل موضع فرقد عن فرقد
(وقال آخر) : "من مجزوء الكامل"
وكأنني وكأن من أهوى اقتران الفرقدين
صحبة السفينة : يضرب للصحبة التي لا صداقة معها، وذلك لأن الناس ربما يتصاحبون في السفينة، ثم لا يتصادقون بعدها ومن فصل للهمذاني: قد كانت صحبتنا في المدينة صحبة السفينة.
صحة الظليم : في المثل : أصح من ظليم ؛ لأنه لا يشتكي ، فإن اشتكى لم يلبث أن يموت 0(1/112)
صحة الغراب : يضرب بها المثل ، فيقال : أصح من غراب ، وهو لا يشتكي إلاّ شكاية الموت 0
ومن فصل للهمذاني: قد كانت صحبتنا في المدينة صحبة السفينة.
صحيفة المتلمس : يضرب لمن يحمل كتاباً فيه حتفه. وذلك أن طرفة بن العبد وخاله جرير بن عبد المسيح المعروف بالمتلمس كانا ينادمان عمرو بن هند ؛ فبلغه انهما هجواه؛ فكتب إلى عامله بالبحرين كتابين أوهمهما بأنه أمر لهما
بجوائز؛ وقد كان أمره بقتلهما ، وقد ضَرب المثل بصحيفة المتلمس مَن قال للفرزدق، وقد أخذ كتاباً من بعض الملوك بصلةٍ له:
ألق الصحيفة يا فرزدق لا تكن نكداء مثل صحيفة المتلمس
صدر البازي : يشبه به كل شيء حسن التخطيط، بديع التحبير؛ ويذكر في الحسن والملاحة مع سالفة الغزال، وطوق الحمامة، وجناح الطاووس.
قال بعض أهل العصر لأبي النصر سهل بن المرزبان: "من الطويل"
ألست ترى يا غرة الشهر والدهر محاسن هذا الفصل ذي النور والزهر
سماء كصدر الباز والأرض تحتها كأجنحة الطاووس فاشرب أبا نصر
عقار كعين الديك يحلو بمسمع يؤدي غناء العندليب على قدر
ولا زلت بين البيض والصقر ناعماً يروقك غض العيش في الورق النضر
صدر الأمر وعجزه : قال أبو تمام:
لأمر عليهم أن تتم صدوره وليس عليهم أن تتم عواقبه
ومن الصدور المستعارة: صدر النهار، وصدر المجلس.
صدق أبي ذر : يضرب / لمن لا يكذب . ومن ومن أجود ما ضرب به48 أ المثل فيه ، قول الصاحب في رجل كذوبٍ: الفاختة عنده أبو ذر. لأن الفاختة يضرب بها المثل في الكذب، وأبو ذر يضرب به في الصدق 0
صدق القطا : يضرب به المثل ، فيقال : أصدق من القطا ، وله صوت واحد لا يغيره ، وصوته حكاية لاسمه ، لأنه يقول : قطا قطا ، ويقال : أنسب من قطا لأنه ينسب حين يصوت باسمه 0(1/113)
صديق إبليس : لقب عبد الله بن هلال، الساحر؛ وكان يزعم أن إبليس يتراءى له، ويطلعه على أسراره. ولما قال الحجاج ليحيى بن سعيد بن العاص: أخبرني ا بن هلال، أنك تشبه إبليس!. قال: وما ينكر الأمير أن سيد الإنس يشبه سيد الجن!.
صدع الزجاج :
يضرب مثلاً لما لا يجبر ولا يلتئم. قال الأعشى: "من المتقارب"
فبانت وقد أسأرت في الفؤاد كصدع الزجاجة لا يلتئم
ولبعضهم :
إنّ القلوبَ إذا تنافرَ ودُّها ... ... ... مثلُ الزُّجاجةِ كسرُها لا يجبر
صغر البقة : يضرب به المثل ، كما قال الخوارزمي: "من الطويل"
ضنيت فلو أدخلت في حلق بقة خريفية من دقتي لم تغص بي
ثم قال :
وأصبح قلبي في يد الهم واغتدت أماني في أظفار عنقاء مغرب
صف النعال : يضرب لمكان الذليل، فيقال: هو في صف النعال، لا في صف الرجال، كما يقال: هو بمزجر الكلب؛ ويقال: أذل من النعل.
صفقة أبي غبشان : يضرب بها المثل في الخسران. وكانت خزاعة سدنة الكعبة قبل قريش؛ وكان أبو غبشان الخزاعي يليها ؛ فاجتمع مع قصي بن كلاب ، فخدعه على مفاتيح الكعبة، بأن أسكره، ثم اشتراها منه بزق خمرٍ،
فقال الناس: أحمق من أبي غبشان، وأندم ، وأخسر صفقة ، قال الشاعر :
باعت خزاعة بيت الله إذ سكرت بزق خمرٍ فما فازت ولا ربحت
صماء الغير : الحية ، يضرب بها المثل للداهية العظيمة ، قال (1) :
... يابن المُعلَّى نزلتْ إحدى الكُبَر ... ... داهيةُ الدَّهرِ وصَمّاء الغَيَرْ
وكثيرا ما تستعمل أسماء الحيات للدواهي 0
صمصامة عمرو : ابن معدي كرب /، هي أشهر سيوف العرب؛ وبه 48 ب يضرب المثل في كرم الجوهر، وحسن المنظر والتصميم.له في الجاهلية والإسلام ذكر كثير ، فمنه :
سناني أزرق لا عيب فيه وصمصامي يصمم في العظام
وممن تمثل به نهشل في قوله: "من الطويل"
أغر كمصباح الدجنة يتقي قذى الزاد حتى يستفاد أطايبه
__________
(1) نسب في الحيوان للحرمازي ، وفي اللسان (غير) للحرمازي يمدح المنذر بن الجارود 0(1/114)
أخ ماجد ما خانني يوم مشهد كما سيف عمرو لم تخنه مضاربه
قال الجاحظ : زعم كثير أن بعض السيوف من خبث نيران الصواعق 0
صلاء العرب : النار ، قاله عمر ، ويقال أيضا : الشمس حمام العرب 0
صل أصلال : في المثل : إنه لصل أصلال، من الحيات، يشبه بها الرجل
المنيع الداهية؛ قيل: "من البسيط"
ماذا رزئنا به من حية ذكر نضناضة بالزرايا صل أصلال!
صناجة العرب : يقال للأعشى: صناجة العرب، لكثرة ما غنت بشعره.
ولأنه أول من ذكر الصنج في شعره، حيث قال:
ومستجيبٍ تخال الصنج يسمعه إذا ترجع فيه القينة الفضل
صنان التيس : قال بعض نساء العرب:
نكحت المديني إذ جاءني فيا لك من نكحةٍ غالية
له ذفر كصنان التيو س أعيا على المسك والغالية
صنعة السرفة : يضرب بها المثل في عجيب نظمها، وبديع تركيبها، وصنعة كفها، ونظرها في العواقب وقد اختلف في نعتها، ومن أظرف ما فيها قول ابن حبيب: هي دودة تنسج على نفسها بيتاً، فهو ناووسها حقاً؛ وذلك أنه إذا نقض البيت لم توجد الدودة فيه حية.
وكان الناس يتعلمون الحيل من أفعال البهائم وصنوف الحيوانات ؛ فتعلموا من
السرفة إحداث النواويس لموتاهم، وتعلموا الحقنة من الطائر الذي إذا حصر يأخذ من ماء البحر بمنقاره فيدخله دبره ، فتنطلق بطنه ، وأخذوا الرمح من قرن الكركدن؛ والسيف من ناب الخنزير؛ والسهم من شوك الدلدل (1) ، والترس من ظهر السلحفاة.
صواحب يوسف : يقال للنساء عند شكايتهن ، وذمّ أخلاقهن ، ويضرب بهن
/ المثل 0 ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 49أ
صوفية الدينور : يضرب بهم المثل لكثرتهم بها، ونفاق مذهبهم فيها: كما يقال: حكماء يونان، وصاغه حران، وحاكة اليمن، وكتاب السواد، وفعلة سجستان، ولصوص طوس، وملاحو بخارى وصناع الصين، ورماة الترك، وقحاب الهند.
صوف الحمار : يضرب للعسروالضنك والنكد ، كما يضرب المثل بصوف الكلب للقلة والعسرة: فيقال: أعسر من صوف الكلب 0
__________
(1) الدلدل هو القنفذ(1/115)
صولة الكريم : يقال: اتقوا صولة الكريم إذا جاع، واللئيم إذا شبع. ونعوذ بالله من صولة الكريم إذا جاع ، ومن ضربة الجبان إذا خاف ، لأنه لا يبقي ولا يذر ، وفي المثل : عصا الجبان أطول0
صولة الجمل
في المثل : أصول من جمل؛ أي أعض0 قال الجاحظ: أوما علمت أن الإنسان الذي خلق له ما في السموات والأرض إنما سمي العالم الصغير، سليل العالم الكبير، حين وجد من جميع أشكال ما في العالم الكبير، والحواس الخمس، و يأكل اللحم ، ويجمع بين ما يقتاته السبع والبهيمة، وفيه صولة الجمل، ووثوب الأسد، وغدر الذئب، وروغان الثعلب وجبن الصفرد، وجمع الذرة، وصنعة السرفة، وجود الديك، وإلف الكلب، واهتداء الحمام؛ وربما وجد فيه من كل نوع من البهائم والسباع خلتان أو أكثر، ولا يبلغ أن يكون جملاً بأن يكون فيه اهتداؤه وغيرته وصولته وحقده وصبره على حمل الثقل، ولا يلزمه شبه الذئب بقدر ما يتهيأ فيه من مثل مكره وغدره واسترواحه وتوحشه وشدة قلبه؛ كما أن الرجل يصيب الرأي الغامض المرة والمرتين والثلاث، ولا يبلغ بذلك المقدار أن يقال له: داهية وذو مكرٍ ، كما يخطئ الرجل فيفحش خطاؤه في المرة والمرتين والثلاث، ولا يبلغ الأمر به أن يقال له: غبي وأبله ومنقوص.
صيد ابن آوى : يضرب لما يشق طلبه، فإذا ظفر به ليس له طائل ؛ قال:
كابن آوى وهو صعب صيده فإذا صيد يساوي خردله
ومثله :
إن ابن آوى لشديد المقتنص وهو إذا ما صيد ريح في قفص
حرف الضاد
ضب كدية : في المثل : ما هو إلا ضب كديةٍ؛ أي لا يقدر عليه؛ والكدية: قطعة أرض غليظة،/ و نسب إليها لأنه لا يحفر أبداً إلا في صلابةٍ 49 ب
خوفاً من انهيار الجحر عليه. قال كثير:
فإن شئت قلت له صادقاً وجدتك بالقف ضباً حجولاً
من اللاء يحفرن تحت الكدى ولا يبتغين الدماث السهولا
ضب السحا : يقولون : ضب السحا، كما يقال: تيس الربل، وقنفذ برقة، وأرنب الخلة، فيفرقون بينها وبين غيرها؛ في السمن، و الخبث، والقوة.(1/116)
ضبط الذرة : هي تدخر في الصيف للشتاء ، وتخاف على الحب الذي تدخره أن يتعفن ، ويسوِّس ؛ فتجففه في الشمس ، وفي وصية لقمان لابنه : لا تكن الذرة أكيس منك ، تجمع في صيفها لشتائها ، قال الشاعر : " من السريع "
تركت والله له عرضه ... ... كرامة للشعر لا للفتى
لأنه أحرص من ذرة ... ... على الذي يجمعه للشتا
وذكر ابن عبد العزيز زيادا ، فقال : قاتله الله ، جمع لهم كما تجمع الذرة وحاطهم كما تحوط الأم البرة، وجبى العراق مئة ألف ألف درهم وثمانية عشر ألف ألف.
وقال آخر: "من السريع"
يجمع للوارث جمعاً كما تجمع في قريتها النمل
ضحك الأفاعي : يضرب للمغموم يضحك؛ قال أبو فرعون: "من الرجز"
إن أبا فرعون زين الكوره أحسن شيء طللاً وصوره
يضحك إن مرت به ممكوره ضحك الأفاعي في جراب النوره
ضرائر الحسناء : يضرب مثلاً لحساد الأفاضل؛ قال الشاعر:
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداء له وخصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لدميم
ضربة لازب : يضرب مثلاً في الشيء الواجب اللازم. قال البحتري: "من الكامل"
وإذا رأيت الهجر ضربة لازب أبداً رأيت الصبر ضربة لازب
كل يوم تعفو الحوادث عنه فانتهز فيه فرصة الأوقات
ويقال : ضربة لازم بالميم ، قال أبو نواس لإسماعيل : إنك شارب بكأس ابن هامان ضربة لازم 0
ضرطة وهب : هو ابن سليمان ، أفلتت منه ضرطة في مجلس الوزير عبيد الله بن يحيى بن خاقان وهو غاص بأهله/، فطار خبرها بالآفاق، ووقع 50 أ
في ألسنة الشعراء، فصارت مثلاً ، حتى قالوا: أشهر من ضرطة وهبٍ، وعمل أحمد بن أبي طاهرٍ كتاباً فيها وقال فيها ابن الرومي:
يا وهب ذا الضرطة لا تبتئس فإن للأستاه أنفاسا
واضرط لنا أخرى بلا كلفةٍ كأنما مزقت قرطاسا
وقال آخر:
أيا وهب لا تجزع لإفلات ضرطةٍ نعاها عليك العائبون وأفرطوا
ولا تعتذر منها وإن جل أمرها فقد يغلط الحر الكريم فيضرط
وقال آخر:
لقد قال وهب إذ رأى الناس أشرفوا لضرطته قول امرىءٍ غير ذي جهل(1/117)
أيا عجبي للناس يستشرفونني كأن لم يروا بعدي ضروطاً ولا قبلي!
ضرطة عنزٍ : يضرب لما يهون من الأمور. ولما قتل ابن جرموز الزبير ، وجاء برأسه إلى علي قال: أبشر بالنار، فإني سمعت المصطفى يقول: "بشروا قاتل الزبيربالنار"؛ فانصرف ابن جرموز وهو يقول:
أتيت علياً برأس الزبير وكنت أرجي به الزلفه
فبشر بالنار قبل العيان وبئست بشارة ذي التحفة
فسيان عندي قتل الزبير وضرطة عنزٍ بذي جحفة
ضعف بقة : يضرب به المثل، كما قال الشاعر في رجل اسمه ليث: "من الهزج"
أيا من إسمه ليث وهو أضعف من بقه
لقد باعد رب النا س بين الاسم والخلقه
ضمير الغيب : قال بعضهم: "من الكامل"
كم في ضمير الغيب من أسرار تهدي اليسار إلى ذوي الإعسار
فاستشعر الظن الجميل توقعاً لمناجح الأوطار في الأطوار
الضرير الصبور : على المكروه ، والصبر نفسه ، وقد ألغز بعضهم بقوله :
" من الوافر ":
يرى لهم الأهلة كل شهر ... ضرير فاق فيها المبصرينا
حرف الطاء
طبع البحتري : يضرب به المثل، للإجماع على أنه في الشعر أطبع المحدثين والمولدين، وأن كلامه جمع الجزالة والحلاوة والسلامة. ويقال: إن شعره كتابة معقودة بالقوافي؛ لأن فيه مثل قوله:
فالله يبقيه لنا ويحوطه ويعزه ويزيد في تأييده
وكقوله:
بقيت أمير المؤمنين فإنما بقاؤك حسن للزمان وطيب
ولا كان للمكروه نحوك مذهب ولا لصروف الدهر فيك نصيب
فانظر إلى شرف هذا الكلام وسهولته وصعوبته على من يقصد تعاطي مثله.
وممن يضرب المثل بطبعه قول بعضهم :
وأعطيت طبع البحتري وشعره فمن لي بمال البحتري وعمره!
طحال البحرين : قال الجاحظ : من أقام بها مدة تولد له الطحال ، واتسع بطنه وهو جائع ؛ ومن أقام بقصبتها اعتراه سرور لا يدري سببه! ولا يزال متبسماً ضاحكاً حتى يخرج . ومن اختلف في طريق المدينة وجد فيها عرفاً طيباً. ومن أطال الصوم بالمصيصة هاج به المرار، ومن أقام بالموصل حولاً زاد عقله .(1/118)
طرب الزنج : خصوا من بين الأمم بشدة الطرب وحب الملاهي ، وإيثار الخلاعة والتصابي، والمثل سائر به ، سيما إذا دب الشراب ، وانضاف حره إلى حرارة قال أبو الشمقمق: "من الطويل"
وليس على باب ابن إدريس حاجب وليس على باب ابن إدريس من قفل
طربت إلى معروفه فطلبته كما طربت زنج الحجاز إلى الطبل
ويحكى من طيب عرسهم كل مبلغ؛ من الأخذ بأطراف القصف والعزف، واللعب والرقص، ما تمثل به ابن طباطبا واصفا ليلة ممتعة بقوله : "من السريع"
وليلة أطزبني جنحها فخلتني في عرس الزنج
كأنما الجوزاء جنج الدجى طبالة تضرب بالصنج
قائمة قد حررت قصفها مائلة الرأس من الغنج
طرف الثمام : يضرب لتسهيل الحاجة وقرب متناولها، فيقال: على طرف الثمام،كما يقال على طرف الأنا ، لأن شجر الثمام لا يطول فيشق على متناوله.
/ طريق القافية : لما قال الموصلي في وصف الخمر: "من الطويل"
وصافية تعشي العيون رقيقة سليلة عام في الدنان وعام
أدرنا بها الكأس الروية بيننا من الراح حتى انزاح كل ظلام
طعام يد : كان حسان بن ثابت إذا دعي إلى طعام قال: أطعام يد، أو طعام يدين؟ فإن قيل: طعام يد، مد يده إليه ، ، أو طعام يدين، أمسك؛ وتفسيره: أن الطعام إذا كان نحو ثريد فيكفي فيه يد واحدة؛ فهو طعام يد .وإلاّ كشواء ، فهو طعام يدين 0
طعم الحياة : سئل بعضهم عن طعم الماء، فقال: طعم الحياة. قال ابن المعتز: "من الخفيف"
هاك مني خذها، ومنك فهات صفو مشمولة كطعم الحياة
كل يوم تعفو الحوادث عنه فانتهز فيه فرصة الأوقات
طغيان القلم : طغيان كل شيء: مجاوزته حد مثله؛ وطغيان القلم، أن يجري بما لا يقصده الكاتب فكأنه يطغى في ذلك.
طمع الكلب (1) : يضرب به المثل ؛ لأن الكلب إذا نال شيئاً لم يطمع أحد فيه ، وإن رام إنسان انتزاع شيءٍ من يده هرشه؛ قال :
وأبخل من كلبٍ عقورٍ على عرق
__________
(1) عنوان هذه الفقرة في ثمار القلوب : بخل كلب ، انظر ص 397(1/119)
طنين الذباب : يضرب للكلام يستهان ولا يبالى به؛ قال حضرمي بن عامر (1) : "من الطويل"
ما زال إهداء القصائد بيننا شتم الصديق وكثرة الألقاب
حتى تركت كأن أمرك بينهم في كل مجمعة طنين ذباب
وقال ابن عروس: "من الكامل"
يا من يروعه طنين ذباب ويفل عزمته صرير الباب
فجعله يرتاع مما لا يرتاع منه.
طوق الحمامة : يضرب لما يلزم ولا يبرح ، وأطبق العرب والشعراء على أن الحمامة هي التي كانت دليل نوح ورائده، وهي التي استجعلت عليه الطوق الذي في عنقها، فأعطيت تلك الزينة، ومنحت تلك الحلية، بدعائه ، حين رجعت إليه ومعها من الكرم ما معها، وفي رجليها من الطين ما فيهما، فعوضت من ذلك خضاب الرجلين، ومن حسن الطاعة طوق العنق. وفيها قال أمية بن أبي الصلت: "من الوافر"
وأرسلت الحمامة بعد سبع تدل على المهالك لا تهاب
/ فعادت بعد ما ركضت بشيء من الأمواه والطين الكباب 51ب
فلما فتشوا الآيات صاغوا لها طوقاً كما عقد السخاب
إذا ماتت تورثه بنيها وإن تقتل فليس له استلاب
والعرب تسمي القماري واليمام والفواخت والوراشين وما جانسها كلها
حماماً، بالاسم العام، وفرقوها بالاسم الخاص؛ ورأينا صورها متشابهة وإن كان في أجسامها بعض الاختلاف، و تتشابه من طريق الزواج، ومن طريق الدعاء و الغناء والنوح، وكذا في القد وصورة العنق والرجل والرأس والساق وقصب الريش وقد أكثر الشعراء في طوق الحمام والتمثل به؛ قال المتنبي :
"من الوافر"
أقامت في الرقاب له أياد هي الأطواق والناس الحمام
وقال الباهلي: "من الوافر"
أبى لي أن أطيل الشعر قصدي إلى المعنى وعلمي بالصواب
فأبعثهن أربعة وخمساً بألفاظ مثقفة عذاب
وهن إذا وسمت بهن قوماً كأطواق الحمائم في الرقاب
__________
(1) ذكر المصنف أن هذه الأبيات للحطيئة ، وما أثبتناه من ثمار القلوب ، ص 503(1/120)
طير النار : وهو السمندل. لأنه ناري، يعيش في النار، كما يعيش طير الماء فيه. و إذا هرم دخل نار الأتون فيمكث ساعات فيعود شاباً؛ وإياه عنى البهراني بقوله: "من السريع"
وطائر يسبح في جاحم كأنه يسبح في غمر
قال الجاحظ: وهو آية غريبة، وصفة عجيبة، وداعية إلى التفكر، وسبب للتعجب، فإنه يدخل الأتون فلا تحترق له ريشة.
طير العراقيب : كل طير يتطير منه للإبل فهو طير العراقيب؛ كأنه يعقرها ويعرقبها في المثل إذا دعوا على المسافر: لاقيت أخيلاً؛ وهو شقراق يتطير منه العرب للظهور، ولا تتطير منه لأنفسها، وإذا لقيه مسافر منهم أيقن بالعقر إن لم يك موت في الظهور0
طيران الحبارى : يضرب به ، فيقال: أطير من حبارى، وليس في الطير أسرع منها، لأنها تصاد في البصرة فتوجد في حواصلها الحبة الخضراء التي بالشام غضة طرية ، ويضرب أيضا بطيران العقاب كما مر 0
طيش الذباب : يضرب به فيقال: أطيش من ذباب؛ أنشد الأصمعي: "من الكامل"
/ولأنت أطيش حين تغدو شارداً رعش الجنان من القدوح الأقرح 52أ
وكل ذباب أقرح يقدح بيديه؛ كما قال عنترة، ولم يسبق إليه: "من الكامل"
هزجاً يحك ذراعة بذراعه حك المكب على الزناد الأجذم
طيلسان ابن حرب : أهدى محمد بن حرب طيلسانا خلقا إلى الحمدوي ، وكان يحفظ قول أبي حمران في طيلسانه: "من البسيط"
يا طيلسان أبي حمران قد برمت بك الحياة فما تلتذ بالعمر
في كل يومين رفاء يجدده هيهات ينفع تجديد مع الكبر
فاحتذى حذوه، وانثالت عليه المعاني، حتى قالوا فيه وأكثروا ، فمن نوادر ما قال مقتبسا :
يا ابن حرب كسوتني طيلساناً أمرضته الأوجاع فهو سقيم
وإذا ما رفوته قال سبحا نك محيي العظام هي رميم!
وقال آخر: "من الكامل"
فيما كسانيه ابن حرب معتبر فانظر إليه فإنه إحدى الكبر
قد كان أبيض ثم ما زلنا به نرفوه حتى اسود من صدأ الإبر
ومما اقتبسه من الحديث : "من السريع"
وطيلسان إن تأملته شققته بالطول والعرض(1/121)
ولو أنه بعض بني آدم كان أسير الله في الأرض
لأن في الخبر: المؤمن إذا بلغ تسعين سنة كان أسير الله في الأرض".
طين نيسابور : هو طين الأكل ولا يوجد إلا بها ويتحف به الملوك ؛ وربما بيع رطله بدينار؛ وفي وصفه قال المأموني: "من السريع"
جد لي من النقل بذاك الذي منه خلقنا وإليه نصير
ذاك الذي يحسب في شكله أحجار كافور عليها عبير
ومن خصائصها الفيروزج الذي قد يبلغ منه الفص إذا كان مثقالا فأكثر ، وجمع الخضرة والصبر على النار، وامتنع على المبرد، ولم يتغير بالماء الحار مئتي دينارفأكثر.
حرف الظاء
ظباء مكة : يضرب بها المثل في الأمن، لأنها لا تصاد في الحرم ، وقد ضرب بها المثل كثيرا 0
ظرف الزنديق : في المثل / أظرف من الزنديق، كان في زمن 52 ب المهدي زنادقة ظراف ، كصالح بن عبد القدوس، وأبي العتاهية، وبشار، وحماد الراوية، ومطيع ابن إياس، ويحيى بن زياد، وعلي بن الخليل؛ ومن تقدمهم قليلاً كابن المقفع، وابن أبي العوجاء؛ وما منهم في الظاهر إلا نظيف البزة، جميل الشكل، ظاهر المروءة، فصيح اللهجة، والله أعلم بالضمائر ، قال أبو نواس وكان منهم (1) : " من المنسرح "
تيه مغن وظرف زنديق
وقد كان الجاهل الغر من أهل ذلك العصر يتطفل على الزندقة وينتحلها ليعد من الظرفاء، كما قال :
تزندق معلناً ليقول قوم من الأدباء زنديق ظريف
ظرف الحجاز : المثل به جار على الألسنة، كما قال : "من الخفيف"
شادن لم ير العراق وفيه مع ظرف الحجاز شكل العراق
__________
(1) والبيت بتمامه : وَصيفُ كَأسٍ مُحَدِّثٌ وَلَها تيهُ مُغَنٍّ وَظُرفُ زِنديقِ(1/122)
ظريف العراق : هو شراعة بن الزندبوذ، يضرب به المثل في الظرف. ولما بلغ الوليد بن يزيد خبره أحضره ، فرأى به من يزيد خبره على خبره؛ وكان مما دار بينهما أن قال الوليد: ما تقول في الشراب؟ قال: عن أية تسألني ؟ قال: ما تقول في الماء؟ قال: قوام البدن، ويشاركني فيه الحمار؛ قال: ما تقول في اللبن؟ قال: ما نظرت إليه إلا استحييت من أمي لطول إرضاعها لي؛ قال: ما تقول في الخمر؟ قال: آهٍ صديقه روحي! قال: وأنت أيضاً صديقي، فاقعد وانبسط، ثم سأله عن أصلح الأمكنة للشرب، فقال: عجبت ممن لم تحرقه الشمس ولم يغرقه المطر، كيف لا يشرب إلا مصحراً! فما شرب الناس على وجه أحسن من وجه السماء، وصفو الهواء، وخضرة الكلإ، وسعة الفضاء، وقمر الشتاء.
طفرة النظام (1) : هي قوله : إنّ الجزء ينتقل من المكان الأول إلى المكان الثالث من غير أن يمر بالثاني، بل بطفرةٍ؛ فصارت طفرة النظام مثلاً فيمن يغذ السير، ويقطع المسافة البعيدة في مدة قريبة.
ظفر الزمان : قال ابن الرومي : " من الكامل "
أنا بين أظفار الزمان وخائف منه شبا الأنياب والأضراس
ظل الشيطان : يضرب للمتكبر الضخم قال الحجاج ( لمحمد بن سعد بن أبي وقاص) : بينا أنت يا ظل الشيطان أشد الناس كبراً، إذ صرت مؤذناً لفلان!.
/ ظل الحجر : يشبه به كل أسود كثيف ، لأن ظل كل شيء أسود ، 53 أ
وظل الحجر أشد سواداً، لأنه مصمت ؛ قال الراجز: "من الرجز"
سود غرابيب كأظلال الحجر لا صغر أزرى بها ولا كبر
ظل السيوف :
في الحديث : الجنة تحت ظلال السيوف". قال الشاعر: "من البسيط"
العز تحت ظلال السيف مطلبه فلا يفوتنك عز آخر الأبد
ظل الرمح : يضرب في الطول، كما قال (2) : "من الطويل"
ويوم كظل الرمح قصر طوله دم الدن عنا واصطفاق المزاهر
وقال آخر: "من الوافر"
__________
(1) كتبت طفرة النظام ، ومن هنا وضعت مع حرف الظاء ، وهو خطأ 0 انظر ثمار القلوب ، ص 171
(2) القائل هو ابن الطثرية(1/123)
نهار مثل إبهام الحبارى وليل مثل ظل الرمح طولا
ظل الغمام : يضرب لما لا يدوم، بل يسرع انقضاؤه؛ قال كثير: "من الطويل"
وإني وتهيامي بعزة بعدما تخليت مما بيننا وتخلت
لكا لمرتجي ظل الغمامة كلما تبوأ منها للمقيل اضمحلت
وقال ابن المعتز: "من الطويل"
ألا إنما الدنيا كظل غمامة إذا ما رجاها المستظل اضمحلت
فلا تك مفراحاً إذا هي أقبلت ولا تك مجزاعاً إذا هي ولت
ظل الموت :
قال بعضهم : كن يداً لأصحابك على من قاتلهم؛ ولكن إياك والسيف، فإنه ظل
الموت؛ واتق الرمح فإنه رشاء المنية؛ واحذر السهام فإنها رسل الهلاك. قال: فبماذا أقاتل؟ قال: بما قال القائل: "من الطويل"
جلاميد أملاء الأكف كأنها رؤوس رجال حلقت بالمواسم
ظل طوبى :
من أحسن ما قيل فيه (1) : "من البسيط"
من يشتري قبة في الخلد عالية في ظل طوبى رفيعات مبانيها
ظلم الجلندى : هو الملك الذي كان يأخذ كل سفينةٍ غصبا"، فجرى المثل بظلمه ، سيما على أهل عمان ؛ فقالوا: أظلم من الجلندى 0
ظلم الذئب : في المثل: أظلم من ذئب؛ قال :
وأنت كجرو الذئب ليس بآلف أبى الذئب إلا أن يجور ويظلما
/ ظلم الحية : في المثل : أظلم من حية، لأنها لا تتخذ بيتاً، وكل53 ب بيت قصدته هرب منه أهله فتسكنه 0
ظمء الحمار : في المثل : أقصر من ظمء الحمار، لأنه لايصبر على العطش أكثر من يوم ؛ والظمء ما بين الشربتين؛ طال أو قصر؛ وأقصر الأظماء ظمء الحمار؛ قال سعيد بن العاص لابن ياسر: كنا نعدك من أفاضل الصحابة حتى إذا لم يبق من عمرك إلا ظمء الحمار فعلت وفعلت! قال: أيما أحب إليك؟ مودة على دخنٍ، أو مصارمة جميلة قال: لله علي ألا أكلمك أبداً.
ظهر الأرض وبطنها : من الاستعارات المشهورة ، قال ابن الرومي لأبي الصقر: "من البسيط"
لاقيت أكرم من خب المطي به ومن مشى فوق ظهر الأرض مذ سطحا ظهر الترس : يشبه به الأرض المستوية الخالية. قال البحتري: "من البسيط"
__________
(1) لمحمود الوراق ، وقيل لغيره 0(1/124)
والعيس ترمي بأيديها على عجل في مهمه مثل ظهر الترس رجراج
ظهر المجن : يضرب لمن تحول عن عهده ، فيقال: قلب له ظهر المجن، قال: "من الطويل"
قلبت له ظهر المجن فلم على ذاك إلا ريثما أتحول
( وقال بعض أهل العصر) : "من الطويل"
لقد قلب الدهر الخؤون مجنه فقلبي على جمر الغضى يتقلب
وأصبحت في ظفر الزمان ونابه وما أنا فيه دون ما أترقب
وفي حديث علي ، أنه كتب إلى ابن عباس، حين أخذ من مال البصرة ما أخذ: إني أشركتك في أمانتي، ولم يكن رجل من أهل أوثق منك في نفسي، فلما رأيت الزمان على ابن عمك قد كلب، والعدو قد حرب، قلبت ظهر المجن، ففارقته مع المفارقين، وخذلته مع الخاذلين،
حرف العين
عام ابن عمار : هو أحمد بن عمار بن شاذي البصري وزير المعتصم. كان من علية الناس، فلما عزله وولاه أزمة الدواوين ، استعفى وقال: أجاور بمكة فوصله بعشرة آلاف دينار، وأعطاه عشرة آلاف ليفرقها بالحرمين ، ففرق العشرين ألفا ، فضرب بعامه المثل 0
عام جميلة : هي الموصلية بنت ناصر الدولة ابن حمدان ، حجت ؛ فنشرت من المكارم، ما لم يوصف مثله عن زبيدة 0
عادة البدر : يضرب لمن لا يجيء إلا ليلاً؛ قال ابن الرومي: "من الرمل"
لا تعجب من سرانا فالسرى عادة الأقمار والناس هجود
/ عبد بني الحسحاس : عبد شاعر ، كان يشبب ببنات سيده ،54 أ ويصرح بالفاحشة ، كقوله:
وأشهد بالرحمن أني تركتها وعشرين منها إصبعاً من ورائيا
عبد العين : قال الجاحظ: يقال للمرائي إذا رأى صاحبه تحرك له وأراه السرعة في طاعته، فإذا غاب عن عينه خالف ذلك : عبد عينٍ؛ قال :
ومولى كعبد العين أما لقاؤه فيرضي وأما غيبه فظنين
عيث الضبع :
يضرب به المثل ؛ لأن الضبع إذا وقعت في الغنم عاثت فيها ولم تكتف بما يشبعها،
ومن إفراطها في الفساد استعاروا اسمها للسنة المجدبة، فقالوا: أكلتهم
الضبع.
قال ابن الأعرابي: ليس يريدون بالضبع السنة، وإنما هو أن الناس إذا أجدبوا ضعفوا عن(1/125)
الانبعاث وسقطت قواهم، فعاثت فيهم الضباع وأكلتهم؛ قال الشاعر:" من البسيط"
أبا خراشة أما أنت ذا نفرٍ فإن قومي لم تأكلهم الضبع (1)
عيث الغيث : يضرب لما يعم خيره ، ويخص شره ؛ لأن الغيث على إغاثته ، وإحيائهالأرض يضرب الأبنية، ويخريب ، ويفرق المواعيد،ويؤذي المسافر.
قال البستي: "من السريع"
لا ترج شيئاً خالصاً نفعه فالغيث لا يخلو من العيث
عتاب جحظة : يشبه به ما رق ولطف، لقوله:
ورق الجو حتى قيل: هذا عتاب بين جحظه والزمان
وكتب البديع الهمذاني في الاخوانيات : بيننا عتاب لحظة، كعتاب جحظة، واعتذارات بالغة، كاعتذارات النابغة.
عجائب البحر : قيل لبعضهم : ما أعجب ما رأيت من عجائبه ؟ قال: سلامتي منه!. قال الجاحظ: ما ظنك بماء إذا خبث وملح ولد الدر وأثمر العنبر.
عجوز السيف : قبضته والمسمار الذي منها يسمى كلبا ، وفي ذلك قال بعضهم ملغزا : " من الوافر "
... وفي بطن العجوز أقام كلب ... ... فدامت وهي تحمله سنينا
أراد بالعجوز قبضة السيف ، وبالكلب المسمار الذي فيها ، وفي ذلك قيل أيضا
... وعجوز رأيت في فم كلب ... ... جعل الكلب للأمير جمالا
عدل أنو شروان : ليس في الأكاسرة بعد أردشير ، الذي له فضيلة السبق ، أعدل منه . فلذلك ضرب به المثل في العدل . وجميع الأكاسرة ظلمةً ، يستعبدون الأحرار ، ومن كلامه : كل الناس أحقاء بالسجود لله
/ وأحقهم بذلك من رفعه الله عن السجود لأحدٍ من خلقه. وقوله : 54 ب
إن الملك إذا كثر ماله مما يأخذ من رعيته، كان كمن يعمر سطح بيته بما يقتلع من قواعد بنيانه. وقوله: وجدنا للعفو من اللذة ما لم نجده للعقوبة.
عدو السليك : هو سليك المقانب؛ يضرب به المثل ، حكي أنه سبق الأفراس والظباء 0
عدو النعام :
__________
(1) ينسب هذا البيت لكل من العباس بن مرداس ، ولخفاف بن ندبة السلمي ، أما المصنف فقد قال : قال أبو خراش 0(1/126)
يضرب به المثل، فيقال: أعدى من نعام ، و من ظليم إذا مد جناحيه ، فكأنه في حضره بين العدو والطيران؛ سيما إذا نفر من شيء فإنه يسبق الريح. ولخفته وسرعة هربه قالوا في المثل: شالت نعامتهم، وللمنهزمين: أضحوا نعاماً. وكتب الصابي في قوم هاربين: أجفلوا إجفال النعام، وأقشعوا إقشاع
الغمام. وشردوا شراد النعام ، و من أعاجيب النعام أنه لايأنس بالطير لمشاكلته له ، ولا بالإبل لمشاكلة الإبل ، فهو نافر وشارد أبدا ، ويضرب به المثل في ذلك ، كما قال :"من الوافر"
وهم تركوك أحير من حبارى رأت صقراً وأشرد من نعام
وقال ابن حطان للحجاج: "من الكامل"
أسد علي وفي الحروب نعامة ربداء تنفر من صفير الصافر
عدو الذئب : في المثل : أعدى من ذئب؛ من العدو والعدوان. وفيه : ابقى عدواً من الذئب 0
عذاب الهدهد : يضرب لمن يسام سوء العذاب 0
عراف اليمامة : أحد كهان العرب المشهورين ، كسطيح ، وكاهنة باهلة ، واسمه رباح ، وفيه قيل:
أقول لعراف اليمامة دواني فإنك إن أبرأتني لطبيب
عرق الخال : في حديث : الخال والد ، ودكر كثير ( من العلماء )أن عرق الخال أنزع من عرق العم. لأن نصيب الأم في الولد أكثر، ويدل له قول ابن قيس الرقيات، وهو يهجو :
غلبت أمه عليه أباه فهو كالكابلي أشبه خاله
وقال آخر :
سرى عرقه في القوم حتى أصابهم وللخال عرق لا ينام ولا يكدي
وقال ابن سوادة:
وخالك أصهب السبلات علج وعرق الخال ينمي بعد دهر
/ وافتخر امرؤ القيس بخاله فقال: ... ... ... ... ... ... 55أ
خالي بن كبشة لو علمت مكانه وأبو يزيد ورهطه أعمامي
عرش بلقيس : يضرب به المثل قال القائل :
مطبخ داود في نظافته أشبه شيءٍ بعرش بلقيس
ثياب طباخه إذا اتسخت أنقى بياضاً من القراطيس
وقال السري الرفاء في وصف قوادٍ حاذقٍ:
من ذم إدريس في قيادته فإنني حامد لإدريس
كلم لي عاصياً فكان له أطوع من آدمٍ لإبليس
وكان في سرعة المجيء به آصف في حمل عرش بلقيس(1/127)
عرض الأرض: في المثل : أوسع من عرض الأرض؛ والعرب إذا ذكرت عرض الشيء أرادت طوله وعرضه ، قال الله تعالى: [ وجنة عرضها السموات والأرض ] الآية ، وقال: "من الطويل"
كأن بلاد الله وهي عريضة على الخائف المذعور كفة حابل
عرق القربة : في المثل : لقيت من فلان عرق القربة، أي شدة ومشقة؛ وأصله أن حامل القربة يتعب بحملها حتى يعرق ؛ فاستعير عرقه في موضع الشدة.
عرق الموت : يضرب لأشد الشدة. وعرق الموت لقب خادم المعتضد .
عرينة الأسد : يضرب للمحل المنيع الرفيع ، قال :
... ... ... كمبتغي الصيد في عرينة الأسد
عري الحية : في المثل : أعرى من حية، كما يقال: أكسى من الكعبة؛ ويقال: أعدى من حية، من العداوة 0
عروة الصعاليك :
هو ابن الورد، سمي به لأنه كان إذا اشتكى إليه بعض الفقراء أعطاه فرسا ورمحا ، وقال : إن لم تغن بهما فلا أغناك الله ، وهو القائل :
ومن يك مثلي ذا عيالٍ ومقتراً من المال يطرح نفسه كل مطرح
ليبلغ عذراً أو يصيب رغيبةً ومبلغ نفسٍ عذرها مثل منجح
عزة أم قرفة : في المثل : هو أمنع من أم قرفة، وهي بنت ( مالك بن ) حذيفة ( بن بدر) ، كانت تعلق في بيتها خمسين سيفاً لخمسين فارساً، كلهم لها محرم.
عزة الزباء (1) : امرأة / من العماليق، وأمها رومية ، ملكت الجزيرة 55 ب وعظم شأنها؛ وغزت بالجيوش، وهي التي غزت مارداً والأبلق وهما حصنان في غاية الوثاقة فاستصعبا عليها، فقالت: تمرد مارد وعز الأبلق، فذهبت مثلاً. وهي التي قتلت جذيمة الأبرش فأخذ ثأره منها قصير وقتلها0
عز التقى :
يقال: لم يمدح أحد بمثل قول ابن الخياط في مالك : "من البسيط"
يأبى الجواب فما يراجع هيبة والسائلون نواكس الأذقان
عزيز مصر : مذكور في القرآن ، وكان تحية ملوكهم وغلمانهم : يا أيها العزيز ؛ قال بعض الظرفاء في الاقتباس من قصته :
أيهذا العزيز قد مسنا الضر ر جميعاً وأهلنا أشتات
__________
(1) في ثمار القلوب : قوة الزباء ، انظر ً 311(1/128)
ولنا في الرحال شيخ كبير ولدينا بضاعة مزجاة
عسلان الذئب : مشية له يختص بها 0
عسل أصفهان : يضرب به المثل في الجودة كعسل الموصل ، وخير العسل ما إذا قطر على الأرض استدار كالزئبق ، ولم يختلط بها 0
عصا المسلمين : شق فلان عصا المسلمين؛ إذا فرق جمعهم. وشق العصا، خرج من الطاعة. قال العتابي في الرشيد:
إمام له كف يضم بنانها عصا الدين ممنوعاً من البري عودها
وعين محيط بالبرية طرفها سواء عليه قربها وبعيدها
عصا الأعرج : يضرب بها ، فيقال: أقرب من عصا الأعرج؛ وذلك لأنه يقربها من نفسه إذا قعد لحاجته إليها، فهي قريبة منه حال قيامه وقعوده .
عصا الجبان : يضرب بها ، فيقال : عصا الجبان أطول؛ وإنما يطول الجبان عصاه لشدة فشله، فييرهب عدوه 0
عصب السلمة : السلمة في الإلحاح على سؤال البخيل وإن كرهه ، قولهم : عصبه عصب السلمة؛ أي فعل به كما يفعل بالسلمة ؛ لأن السلمة إذا شقت طولا انشقت نصفين من أولها لآخرها 0
عض النملة : يضربلما يستهان ولا يبالى به 0
عطر منشم : منشم امرأة تبيع العطر والحنوط فقيل للقوم إذا تباينوا : دقوا بينهم عطر منشم. وممن تمثل به زهير فقال:
تداركتما عبساً وذبيان بعدما تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم
/ العُفافة (1) : بقية اللبن في الضرع ، وفيه ألغز بعضهم بقوله : 56 أ
... وكم متعفف يُجفى ويُهجى ... وكم متجمل قد قدّ شينا
فالتعفف : من يشرب العُفافة ، والبمتجمل : مَن يأكل الجميل ، وهو الشحم المُذاب ، يصفها بالبخل والشره 0
عقاب الجو : يضرب للرفعة والمنعة. ولما حض قصير بن سعد عمرو بن عدي على طلب ثأر خاله جذيمة بن الزباء قال: تهيأ ؛ قال له عمرو: وكيف لي بها، وهي أمنع من عقاب الجو! فصار مثلاً.
عقاب ملاع : في المثل : أبصر من عقاب ملاع ، و ملاع للصحراء، وعقابها أبصر من عقاب الجبل. قال امرؤ القيس: "من الطويل"
__________
(1) العفافة ليست من المضاف ، ولا المنسوب ، فلم جاء بها هنا ، وهي غير موجودة في ثمار القلوب ؟(1/129)
كأن دثاراً حلقت بلبونه عقاب ملاع لا عقاب القواعل
أي الجبال (1) .
عقارب شهرزور : يضرب بها المثل ، لأنها تقتل ، قال ابن الرومي يهجو جارية اسمها شنطف: "من الوافر"
إذا ما شنطف نكهت أماتت فمن نكهاتها قتلى وصرعى
يلاقي الأنف من فمها عذاباً وترعى العين منها شر مرعى
وإن سكوتها عندي لبشرى وإن غناءها عندي لمنعى
فقرطها بعقرب شهزور إذا غنت وطوقها بأفعى
ومما يتمثل به من عقارب البلاد: عقارب ، قاشان ، والأهواز ، ونصيبين لخبثها ، وفي ذكر عقارب الأصداغ، قال الصاحب: "من الطويل"
لئن هو لم يكفف عقارب صدغه فقولوا له يسمح بترياق ريقه
أخذه من قول بعضهم : "من مجزوء الرمل"
ضربت عينك قلبي إنما عينك عقرب
لكن المصة من ري قك ترياق مجرب
عقوق الضب : يضرب به المثل، فيقال: من عقوقها أنها إذا باضت حرست بيضها ، فإذا نسيت ظنتها غير بيضها ، فقتلتها (2) ، ومن العجب أن الهرة تأكل أولادها فتنسب إلى البر، فيقال: أبر من هرة، والضب تأكل أولادها فتنسب إلى العقوق، فيقال: أعق من ضب0
علم الحكل: " كل ما ليس له صوت من الحيوان قال العماني: "من الطويل"
ويفهم قول الحكل لو أن ذرة تساود أخرى لم يفته سوادها
/ السواد : السرار ،يقول: الذر الذي لا يسمع لمناجاته صوت، لو كان 56ب
بينه وبين صاحبه سرار يفهمه به 0
عمر نوح : يضرب به المثل ، قال تعالى : [ فلبث فيهم ألف سنة ] الآية .
وقال أبو العتاهية:
لتموتن وإن عم رت مل عمر نوح
فعلى نفسك نح إن كنت لابد تنوح
عتاق الطير : هي التي تصيد ولا تصاد، وتَملك ولا تُملك؛ قال: "من الطويل"
ولا عيب فيها غير زرقة عينها كذاك عتاق الطير زرق عيونها
__________
(1) أي أن القواعل : الجبال والمفرد جبل 0 ...
(2) يريد أنها تقتل أولادها بعد خروجها من البيض(1/130)
عنز العمش : يضرب فيمن ينزل منزلةً لا يستحقها، لغيبة من يصلح لها. لأن الأعمش كان إذا فقد من يحدثه ، أقبل على عنزٍ له يحدثها ، حرصاً على الدرس والرواية؛ فجرى المثل فيمن يخاطب من لا يفهم.
عنقاء مغرب : يضرب لما يسمع به ولا يرى؛ قال أبو نواس: "من الطويل"
وما خبزه إلا كعنقاء مغرب يصور في بسط الملوك وفي المثل
وهي تصور على بسط الملوك، وجدر قصورهم ، واسمها عندها "سيمرك"، كأنهم قالوا: هو وحده ثلاثون طائراً ، والعرب إذا أخبرت عن هلاك شيء وبطلانه قالت: حلقت في الجو عنقاء مغرب؛ وقال المعتضد: عجائب الدنيا ثلاث : اثنتان لا تريان، عنقاء مغرب والكبريت الأحمر؛ وواحدة ترى وهي ابن الجصاص (1) .
عود الهند : يضرب به المثل ويقال في أمهات الطيب: عود الهند، ومسك التبت، وعنبر الشحر، قال ابن مطران يستهدي الند: "من مخلع البسيط"
يا أكرم الأكرمين سيره فيهم، وأزكاهم سريره
ومن بهماته العوالي أضحت عيون العلا قريره
لترمني راحتاك شهباً مضلعات ومستديره
بلاد مجموعها ثلاث الهند والترك والجزيره
يعني عود الهند، ومسك التبت، وعنبر الشحر.
عود بنان وناي زنام : يضرب بها المثل ، وكانا مصدري مطربي المتوكل، و كل منهما منقطع القرين ، وكان المتوكل لا يشرب إلا على سماعهما؛ وفيهما قال البحتري :
هل العيش إلا ماء كرمٍ مصفق يرقرقه في الكأس ماء غمام
/ وعود بنان حين ساعد شدوه على نغم الألحان ناي زنام 57أ
عير أبي سيارة : غير مشهور يتمثل به، فيقال: أصح من عير أبي سيارة؛ للرجل الصحيح بدنه. وأبو سيارة اسمه عميلة ؛ وكان له حمار ، يجيز الناس عليه من مزدلفة أربعين سنةً، ويقول ً:
خلوا الطريق عن أبي سيارة وعن مواليه بني فزازه
__________
(1) وهو أبو عبد الله الحسين بن عبد الله ابن الجصاص الجوهري؛ كان يقال له قارون الأمة، لفرط يساره، وكثرة أمواله، وكان أجهل الناس إلا في الجوهر، فإنه كان باقعة في التبصر به. ثمار القلوب0 ص451(1/131)
حتى يجيز سالماً حماره مستقبل القبلة يدعو جاره
ولا يعرف حمار أهلي عاش أربعين سنة إلا حماره ، بخلاف الوحشي .
عيون النرجس : استعارته للعيون ، وتشبيهها به معروف ، قال ابن المعتز: "من الطويل"
كأن عيون النرجس الغض حولنا مداهن در حشوهن عقيق
عين الظبي : تشبه بها العيون الحسنة، و ما يوصف بشدة السواد؛ قال المتنبي :
لقى ليلٍ كعين الظبي لوناً وهم كالحميا في المشاش
ولبعضهم في الجمع بين عيني الظبي و الديك :
وليلٍ كعين الظبي غيرت لونه بكأسٍ كعين الديك بل هي ألمع
فلما مزجت الروح مني براحها ترحل عني الغم والهم أجمع
عين بشار : من عجائب الدنيا، أكمه لا يبصر ، وهوالقائل :
كأن مثار النقع فوق رؤوسنا وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه (1)
( وهو القائل في وصف ذكره ) :
عجل الركوب إذا اعتراه نافض وإذا أفاق فليس بالركاب
وتراه بعد ثلاث عشرة قائماً مثل المؤذن شك يوم سحاب
عين الرضا : أول من تمثل بها في شعره عبد الله بن معاوية ، حيث قال في الفضيل بن السائب :
رأيت فضيلاً كان شيئأً ملففاً فكشفه التمحيص حتى بداليا
وأنت أخي مالم تكن لي حاجة فإن عرضت أيقنت أن لا أخاليا
ولست براءٍ عيب ذي الود كله ولا بعض ما فيه إذا كنت راضيا
فعين الرضا عن كل عيبٍ كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا
عين العقل : أول من تمثل به المأمون ، رأى في يد بعض ولده دفتراً، قال: ما هذا ؟ قال: ما شحذ الفطنة، ويؤنس الوحدة؛ فقال: الحمد لله الذي أراني من ولدي من ينظر بعين عقله. و من الفصول القصارلابن المعتز :
/ من لم يتأمل الأمر بعين عقله، لم يقع سيف حيلته إلا على مقتله. 67ب
وفيها : الأماني تعمي ( أعين ) البصائر.
عين الكمال : إذا انتهى الشيء إلى منتهاه، وبلغ غايته، ثم عرض له بعض
__________
(1) لقد خلط هنا بين أبيات الشعر فجاءت على النحو التالي :
... كأن مثار النقع فوق رؤسنا ... ... وأسيافنا ليس ليسل فليس بالركاب
... وتراه بعد ثلاث عشر قائما ... ... مثل المؤذن شك يوم سحاب(1/132)
أعراض الدنيا قيل: أصابته عين الكمال.
عين العلا : أحسن ما فيها قول أبي تمام ، وهي أحسن مراثيه،
ألا إن في ظفر المنية مهجةً تظل لها عين العلا وهي تدمع
هي النفس إن تبك المكارم فقدها فمن بين أحشاء المكارم تنزع
وقال القاضي أبي الحسن علي بن عبد العزيز في الصاحب (1) :
ولي فيك ما لو أنصف الشعر صيرت قوافيه كحلاً في عيون القصائد
ومن العيون المستعارة: عين الشمس، وعين السماء، وعين الماء، وعين الميزان ، وعين المتاع ، وعين الزمان ، وعين المنية ، وبكلمنها نظمت الأشعار 0
عين القلب : من ألطف ما قيل فيها قول الناجم:
لئن راح عن عيني أحمد غائباً فما هو عن عين الفؤاد بغائب
وقال أبو تمام :
ولذاك قيل من الظنون جلية صدق وفي بعض القلوب عيون
عين الغراب : يضرب للصفاء وحدة البصر؛ فيقال: أصفى من عين الغراب، كما يقال: أصفى من عين الديك؛ وأبصر من غراب؛ وقيل للغراب أعور لأنه لقوة بصره يغمض إحدى عينيه ؛ مقتصرا على الأخرى .
عين الديك : يضرب للصفاء، ويشبه بها الشراب الصافي، قال الأخطل: "من الطويل"
عقار كعين الديك صرفاً كأنها لعاب جراد في الفلاة يطير
وقال الموصلي: سمعتني أعرابية أنشد: "من الطويل"
وكأس مدام يحلف الديك أنها لدى المزج من عينيه أصفى وأنور
فقالت: ، بلغني أن الديك من صالح طيوركم، وما كان يحلف كاذباً.
عي باقل : يضرب به المثل ، اشترى ظبياً بأحد عشر درهماً، ومر بقومٍ، فقالوا: بكم أخذته ؟ فمد يديه (2) ، وكان تحت أبطه ، فضرب المثل بعيه 0
حرف العين
/غبار العسكر : كان ابن أبي الجنوب يلقب به ، لقوله: "من الكامل"
لما بدا لون المشيب سترته وتركت منه ذوائباً لم تستر
__________
(1) كتبت : وقال الارجاني في الصاحب ، وما أثبتناه من ثمار القلوب ، ص 328
(2) في ثمار القلوب ، ص 127 : فمد يديه ، وأخرج لسانه ، يريد بأصابعه عشرة دراهم ، وبلسانه درهما ، فشرد الظبي حين مد يديه ، وكان الظبي تحت أبطه 0(1/133)
قالت أرى شيباً برأسك؛ قلت: لا هذا غبار من غبار العسكر
وفي رهج الخميس قال أبو تمام: "من الكامل"
من لم يقد فيطير في خيشومه رهج الخميس فلن يقود خميسا
غدة البعير : بمنزلة طاعون للإنسان. ولما انصرف عامر بن الطفيل من عند المصطفى وقد آذاه ، نزل ديار بني سلول فغد، فقال: أغدة كغدة البعير، وموت في بيت سلولية!. فصار قوله مثلاً في اجتماع خلتين مكروهتين.
غداء ابن أبي خالد : هو مثل لمن يبيع الخطير بأكلة؛ وإذا أضيف إلى دينار فهو مثل لمن يطعم ويقري لجلب نفع نفعة ، ودفع ضرر. وقصته أن أحمد بن أبي خالد وزير المأمون، كان شرها ، نهما ـ على كرم فيه ـ بحيث يضرب به المثل، فيقال: أنهم من ابن أبي خالد، وأشره ( من ابن أبي خالد ) ، كان يقبل كل ما يُهدى إليه ، فرتب له المأمون ألف درهم كل يوم ؛ ليعف عن ذلك ، فلم يترك شرهه ، وفيه قال دعبل: "من المتقارب"
شكرنا الخليفة إجراءه على ابن أبي خالد نزله
فكف أذاه عن المسلمين وصير في بيته أكله
وقد كان في الناس شغل به فأصبح في بيته شغله
غراب نوح : يضرب لرسول لا يعود، أو يبطئ بغير إنجاحٍ، لأنه أرسل الغراب من السفينة ليأتيه بخبر الماء، فاشتغل بجيفة ، ولم يعد ، فأرسل الحمامة، فأتته بالخبر.
غراب عقدة : في المثل : آلف من غراب عقدة. يضرب لرجل ألف أرضا خصبة وموطن خير ، قال ابن الأعرابي : كل أرض ذات خصب عقدة ، فإذا كثر الخصب بأرض ألفها الغراب ، فلا يفارقها 0
غراب البين : الأغربة نوعان: أحدهما صغار معروفة بالضعف واللؤم، والآخر كل غراب يتشاءم به؛ وهو غراب البين ، ولا شيء مما يتشاءم به إلا
والغراب عندهم أنكد.وقد أكثر الشعراء من ذكره ، قال أبو نواس :"من مجزوء الرمل".
يا غراب البين في الشؤ م وميزاب الجنابه
يا كتاباً بطلاق وعزاء بمصابه
غراب الليل : يضرب لمن لا يأنس بأشكاله. وغراب الليل هو الذي ترك أخلاق الغربان وتشبه بالبوم في أخلاقها. قال ابن المعتز: "من الوافر"(1/134)
/ وكابدنا السرى حتى رأينا غراب الليل مقصوص الجناح 58 ب
وهذا على الاستعارة لا الحقيقة0
غراب الشباب : هو رداء الشباب. قال ( مسلم ) بن الوليد: "من الطويل"
وليل كغربان الشباب وصلته بيوم كأن الشمس تقبسه جمرا
غرائب الإبل : في المثل : اضربه ضرب غرائب الإبل، لأن رب الإبل إذا أوردها ذاد عنها الغرائب؛ بالضرب فضرب مثلاً للرجل يظلم فيقال: ادفع عنك الظلم بالضرب وبأشد ما تقدر عليه 0
غزل ابن أبي ربيعة : يضرب به المثل ، و هو عمر بن أبي ربيعة المخزومي؛ أغزل خلق ( الله ) وأغنجهم شعراً ، وأرقهم طبعاً في النسيب. قصر شعره
على النساء، وصرف همته إلى الشرائف وبنات الخلائف، ولد في ليلة مات عمر فسمي باسمه؛ وكان يقال: أي حق رفع، وأي باطلٍ وضع! . وسمع عبد الملك شعره ، فقال : بئس جار الغيور أنت. فقال طاوس: ما عصي الله بشعرٍ كما عصي بشعره. ومن ظريف ما حكي عنه أن نعمى إحدى صواحباته اغتسلت في غدير، فأقام عليه يشرب منه حتى جف.
غسل الكلب : يضرب مثلاً للئيم يتضع فلا يزداد إلا لؤماً؛ قال ابن لنكك:
قل للوضيع أبي رياش لا تبل ته كل تيهك بالولاية والعمل
ما ازددت حين وليت إلا خسةً كالكلب أنجس ما يكون إذا اغتسل
غصص الموت : يشبه بها كل ثقل وكراهة؛ كما قال : "من الخفيف"
ونديم كأنه غصص المو ت كثير المراء ويشجب الخليلا
يذكر الدين والخصومة في الدي ن وقد حازت الكؤوس العقولا
غضب الملوك : يقال: اتقوا غضب الملوك، ومد البحر. ومن غرر مدائح ابن النطاح في أبي دلف، قوله:
ومقسمٍ بين القواضب والقنا غضب الملوك ونية العباد
فإذا أبو دلفٍ أمد بذكره جيشاً كفاه مؤونة الإمداد
غفلة الرقيب (1) :
يشبه بها ما يستحسن ويستلذ، كما قال العطوي: "من البسيط"
أحسن من غفلة الرقيب وغمرة اللحظ من حبيب
وقال غيره :
__________
(1) كتب عنوان هذه الفقرة غفلة الرقيب ، ووضع تحتها ما هو لغضب العاشق ، وقد أثبتنا ما وضعناه تحت فقرة غفلة الرقيب من ثمار القلوب ، ص 683(1/135)
يدير في كفه مداماً أحسن من غفلة الرقيب
غضب العاشق :
تشبه به سحابة الصيف، في سرعة الانحلال. قال الهمذاني: غضب العاشق أقصر عمراً من أن ينتظر عذراً0
غلام الخالدي : يضرب في الكياسة والشهامة، والنفاذ في حسن الخدمة /وجمع محاسن المماليك ، وهو غلام أبي عثمان الخالدي، أحد الأخوين 59أ اللذين هجاهما السري الموصلي، وادعى عليهما سرقة شعره. وكتب ابن سكرة إلى أبي عثمان يسأله عنه، فأجابه :
ما هو عبد لكنه ولد خولنيه المهيمن الصمد
وشد أزري بحسن صحبته فهو يدي والذراع والعضد
غلمة سجاح : هي بنت عقفان التميمية، أوقح امرأة وأكذبها. كانت كاهنةً ، تزعم أن رئيها ( ورئي ) سطيح واحد، ثم جعلت ذلك ملكاً ، ثم تجهزت في قومها إلى مسيلمة ، فقال قيس بن عاصم:
أضحت نبيتنا أنثى نطيف بها واصبحت أنبياء الله ذكرانا
يا لعنة الله والأقوام كلهم على سجاح ومن بالإفك أغرانا
أعني مسيلمة الكذاب لا سقيت أصداؤه ماء مزنٍ حيثما كانا
ولما آمنت به بعد جحد نبوته، وهبت نفسها له، فقال لها:
ألا قومي إلى المخدع فقد هيي لك المضجع
فإن شئت سلقناك وإن شئت على أربع
وإن شئت بثلثيه وإن شئت به أجمع
فقالت: به أجمع؛ فإنه أجمع للشمل؛ فجرى المثل بغلمتها ، ولا يعرف أحد ادعى النبوة ، ثم أقرّ بكذبه إلا هي و طليحة 0
غناء الحمامة : العرب تجعل صوتها مرة غناء ، وأخرى نواحا ، ويضرب به المثل في الطرب ، والشجو بها ، وبكل ذلك جاء الشعر ، قال البحتري : " من الوافر "
... إِذا سَجَعَ الحَمامُ هُناكَ قالوا لِفَرطِ الشَوقِ أَينَ ثَوى الوَليدُ
وقال ابن القاشاني: "من البسيط"
لأشكرنك ما غنت مطوقة على الغصون كما طوقتني مننا
وقال أبو فراس في نوحها: "من الطويل"
أقول وقد ناحت بقربي حمامة أيا جارتي هل تشعرين بحالي؟
غناء العندليب : يضرب به المثل في الملاحة والطيب؛ قال بعضهم: "من الطويل"
/ سماء كصدر الباز والأرض تحتها كأجنحة الطاووس فاشرب أبا نصر59ب(1/136)
عقاراً كعين الديك يحلو بمسمع يؤدي غناء العندليب على قدر
وقال في غلام مغن: "من الوافر"
فديتك يا أتم الناس ظرفاً وأصلحهم لمتخذ حبيبا
فوجهك نزهة الألحاظ حسناً وصوتك متعة الأسماع طيبا
وسائلة تسائل عنك قلنا لها في وصفك العجب العجيبا
رنا ظبياً وغنى عندليباً ولاح شقائقاً ومضى قضيبا
غناء إبراهيم المهدي : يضرب به المثل ، كان إذا غنى في الصحراء وقف الطير والوحش حتى يؤخذ باليد ، تقلد الخلافة سنتين حتى دخل المأمون بغداد فاستتر، ثم ظفر به وعفا عنه وأكرمه ونادمه، ورتبه في مشايخ بني هاشم.
وغنى للرشيد، ثم للأمين 0
غناء الطير : يضرب به المثل في الطيب 0
غوطة دمشق : إحدى نزه الدنيا يضرب بها المثل في الطيب.والنزهة ، والحسن ، ولا تُشبّه إلاّ بالجنة 0
حرف الفاء
فارس الأبلق : يضرب به للشهرة ، فيقال : أشهر من فارس الأبلق 0
فالوذج السوق: يضرب به لمن يحسن منظره، ولا يطيب مخبره، قال: "من
البسيط"
أعزز علي بأخلاق وسمت بها عند البرية يا فالوذج السوق
فاكهة الشتاء : النار، قال: "من الكامل"
النار فاكهة الشتاء فمن يرد أكل الفواكه شاتياً فليصطل
فالج ابن أبي دواد : كان من الشرف والكرم بالرتبة العليا ، ( وكان ) مصروف الهمة لاستعباد الأحرار، وغرضاً لمدائح الشعراء؛ فأصابته عين الكمال ففلج ، فصار فالجه مثلاً في أدواء الأشراف وعاهاتهم، كما قيل: لقوة معاوية، وفالج أبان بن عثمان، وبرص أنس بن مالك، وجذام أبي قلابة، وعمى حسان، وصمم ابن سيرين ، وبَخَرعبد الملك بن مروان0(1/137)
فتكة البراض : هو ابن قيس الكناني، أحد فتاك العرب ، يضرب به المثل ، وفتكات الجاهلية ثلاث : فتكة البراض بعروة ، وثب عليه بسيفه ، فضربه ضربة خمد منها، واستاق بعيره / فصارت فتكتة مثلاً ، وفتكة الحارث60أ ابن ظالم بخالد بن جعفر بن كلاب ، فتك به وهو في جوار الأسود بن المنذر الملك، فقتله وطلبه الملك فأعجزه؛ وفتكة عمرو بن كلثوم بعمرو بن هندٍ الملك؛ فقتله في دار ملكة وهتك سرادقه، وانتهب خزائنه ، وانصرف إلى بادية الشام موفوراً، وفتكات الاسلام ثنتان : فتكة عبد الملك بن مروان بعمرو بن سعيد بن العاص، وفيه قيل:
كأن بني مروان إذ يقتلونه يغاث من الطير اجتمعن على صقر
وفتكة المنصور بأبي مسلم 0
فتح الفتوح : فتح مكة وشبه به كل فتح جليل القدر؛ قال أبو تمام في فتح
عمورية: "من البسيط"
فَتحُ الفُتوحِ تَعالى أَن يُحيطَ بِهِ نَظمٌ مِنَ الشِعرِ أَو نَثرٌ مِنَ الخُطَبِ
فطنة الأعراب : يضرب بها المثل ، وذلك لصفاء أذهانها ، وجودة قرائحها ، قال أبو تمام : " الكامل "
... لا رِقَّةُ الحَضَرِ اللَطيفِ غَذَتهُمُ وَتَباعَدوا عَن فِطنَةِ الأَعرابِ
فحش مومسةٍ : أنشد الجاحظ:
أقسمت أنك أنت ألأم من مشى في فحش مومسةٍ وزهو غراب
فحل السوء : يضرب لمن يؤذي الأقرباء ، ويجبن عن الأجانب.
فرائد الدر :
يضرب للمحاسن والنفائس، ويشبه بها الكلام الحسن، والخط الرائق.
ولابن طباطبا كتاب مترجم ب "فرائد الدر"، وكتب إلى صديق له يسترجعه منه : "من الكامل"
يا در رد فرائد الدر وارفق بعبد في الهوى حر
فراش النار : يقال في موضع الذم والهجاء بالطيش والجهل والتهور: ما هم إلا كفراش نار وذباب طمع؛ كما قال: "من الوافر"
كأن بني طهية رهط سلمى فراش حول نار مصطلينا
والفراش وأصناف الذباب أجهل الخلق ، تغشى النار بأنفسها حتى تحترق؛ قال: "من المتقارب"
ختمت الفؤاد على حبها كذاك الصحيفة بالخاتم
هوت بي إلى حبها نظرة هوي الفراشة في الجاحم(1/138)
فرخ عقاب : يضرب للحزم ، والعقاب تتخذ وكرها في رأس جبل شاهق / فلو تحرك الفرخ لطلب الطعام هوى من رأس الجبل إلى الحضيض ،60 ب وهو يعرف مع صغره ، وقلة تجربته أنّ نجاته في عدم الحركة 0
فرسا رهان : يضرب لاثنين يستبقان إلى غايةٍ، قال يحيى الموصلي: بكر إلي غداً، فقال: أنا والصبح كفرسي رهان. وممن أجاد التمثل به ابن طباطبا قال:
كتاب حشوه شعر موشى بألفاظ تسابقها المعاني
إذا أصغى لها سمع وفهم حسبتهما معاً فرسي رهان
فريق الخيل : في المثل: أسرع من فريق الخيل؛ وهو السابق، لأنه يفارقها فينفرد.
فسو الظربان : يضرب للنتن، وهو دويبة فوق جرو الكلب، كريهة الريح ، منتنة الفسو ، وقد عرف ذلك من نفسه فجعله سلاحه، كما عرفت الحبارى ما في سلاحها من السلاح على الصقر، والظربان يدخل على الضب جحره ، فيأتي أضيق موضع منه فيسده بذنبه ، ثم يفسو ثلاث فسوات فيغشى عليه، فيأكله، وإذا فسا بين الإبل فتفرقت ، فلذلك سموه مفرق النعم. ويقال للقوم إذا تفرقوا : فسا بينهم الظربان، وقال ابن عبدل:
لاتدن فاك من الأمير ونحه حتى يداوي ما بأنفك أهرن
إن كان للظربان حجر منتن فلجحر أنفك يا محمد أنتن
فضائل علي : يضرب للكثرة. قال الحاكم : لم يرد في فضائل الصحابة ما ورد في فضائل علي من الكثرة ، قال ابن مكرم لأبي علي البصير : فضولك والله أكثر من فضائل علي 0
فقاع القلى : قال بعض المولدين: "من السريع"
شربت فقاع القلى بعدكم لعارض من تخمة الحب
حتى تجشأت جميع الذي قد كان من حبك في قلبي
فقر الأنبياء : يضرب لشدة الضيق والبلاء ، قال البحتري:
فقر كفقر الأنبياء وغربة وصبابة، ليس البلاء بواحد (1)
__________
(1) لم يذكر بيت الشعر هذا ، وإنما اكتفى بقوله قال الكتري ، وما ذكرناه من ثمار القلوب ، ص 62(1/139)
فقه أبي حنيفة : قيل : أربعة لم يسبقوا ولم يلحقوا: أبو حنيفة في فقهه، والخليل في أدبه، والجاحظ في تأليفه، وأبو تمام في شعره. وقد ضرب ابن طباطبا المثل بفقه أبي حنيفة ، فقال، يهجو الرستمي:
كفراً بعلمك يابن رستم كله وبما حفظت سوى الكتاب المنزل
/لو كنت يونس في دوائر نحوه أو كنت قطرب في الغريب المشكل61أ
وحويت فقه أبي حنيفة كله ثم انتميت لرستم لم تنبل
فلق الصبح : في المثل : أبين من فلق الصبح؛ و من عمود الصبح ، قال أبو تمام: "من الكامل"
نسب كأن عليه من شمس الضحى نوراً ومن فلق الصبح عمودا
فلوس بخارى : أهلها يتعاملون بالفلوس، فضرب بها بشار المثل في قوله: "من البسيط"
ارفق بعمرو إذا حركت نسبته فإنه عربي من قوارير
إن جاز آباؤه الأنذال من مضر جازت فلوس بخارى في الدنانير
فم الفتنة : قال بعض الحكماء: من سد فم الفتنة كفي شرها، ومن أضرم نارها صار طعاماً لها. واستعارات الفم كثيرة
قال ابن المعتز:
حلوت بأفواه النوائب بعده فما تشبع الأيام والدهر من أكلي
وقال أيضاً:
وألسنة من العذبات حمرٍ تخاطبنا بأفواه الرماح
فجادت ليلها سحاً وهطلاً وتسكاباً كأفواه الجراح
وقال السلامي:
يحلو بافواه الأنامل صفعه حتى كأن قذاله من سكر
فم الأسد : يضرب للشيء الصعب المرام؛ قال:
ومن يحاول شيئاً من فم الأسد
حرف القاف
قاب العقاب
مقدار مطارها في الهواء علواً ، قال ابن الرومي: "من الخفيف"
طار قوم بخفة العقل حتى لحقوا رفعة بقاب العقاب
قادمة الجناح : يضرب لتفضيل بعض الشيء على كله، كما يقال: واسطة العقد، ودرة التاج. قال ابن هرمة ( لعبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك ) : "من الوافر"
أعبد الواحد المرجو إني أغص حذار سخطك بالقراح
وجدنا غالباً كانت جناحاً وكان أبوك قادمة الجناح
قالها ، وعنده عبد الله بن حسن ، فلما فرغ قال له: قبحك الله ، إذ كان أبوه قادمة الجناح فما تركت لنا! قال: يا ابن رسول الله، أما سمعت قولي :(1/140)
وبعض القول يذهب في الرياح
فضحك.
قاضي منى : يضرب به المثل في احتمال المشقة والتزام المؤونة معاً، وربما يقال: أرخص من قاضي منى. أنشد الخوارزمي :
قلت: زوريني، فقالت: عجباً أتراني يافتى قاضي منى!
إذ يصلي وعليه زيهم أنت تهواني وآتيك أنا!
قاضي جبل : يضرب به المثل في الجهل، فيقال: أجهل من قاضي جبل. وجبل: مدينة من( طسوج ) كسكر، وكان ( قاضيها ) أغر محجلاً ، فرفع إلى المأمون أنه يعض الخصوم، فوقع: يزنق. وكان هذا القاضي قضى لخصمٍ جاءه وحده، ثم نقض حكمه لما جاءه ( الخصم ) الآخر، ففيه قيل :
قضى لمخاصمٍ يوماً فلما أتاه خصمه نقض القضاء
دنا منك العدو وغبت عنه فقال بحكمه ما كان شاء
والمثل( سائر ) بالعراق في قاضي جبل، و بالحجاز في قاضي منى. ويضرب المثل بقاضٍ ثالث ذكره الصابي، بقوله :
يا رب علجٍ أعلج مثل البعير الأعوج
رأيته مطلعا من خلف باب مرتج
وخلفه دنية تذهب طوراً وتجي
فقلت: قاضي إيذج؟ فقال: قاضي إيذج
ويضرب بقاضٍ رابع ، وهو قاضي شلمبة. أنشد ( أبو الحسين بن) الجوهري لنفسه:
رأيت رأساً كدبه ولحيةً كالمذبه
فقلت: ذا التيس من هو؟ فقال: قاضي شلمبه
قالب الصخرة : في المثل: أطمع من قالب الصخرة. رأى رجل صخرة عظيمة مكتوب عليها: اقلبني أنفعك. فاحتال على قلبها ، فإذا على الجانب الآخر: "رب طمع يهدى إلى طبع"، فضرب رأسه بها حتى مات.
قبة الإسلام : البصرة، و مدينة الإسلام بغداد ، قال الموسوي يمدح الطائع:
لما رآك رأى النبي محمداً في بردة الإجلال والإعظام
ورأى بمجلسك المعرق في العلا حرم الرجاء وقبة الإسلام
قبة أردشير : قبة عظيمة مشرفة على جميع بلاد فارس يتمثل بها في العلو والوثاقة؛
بناها أردشير ، و بعث بعد تمامها من يأتيه بخبرها، فأخبره أن فيها صبياناً يتلاعبون ويتضاربون. فتطير ، وقال: اجعلوها دار الاستخراج0(1/141)
قبح الخنزير : قال الجاحظ : لو أن الكفر والإفلاس والغدر والكذب تجسدت ، ثم تصورت لم تزد على قبح الخنزير ، وذلك بسبب مسخ الإنسان خنزيرا ، قال الجماز:
/ لو يمسخ الخنزير مسخاً ثانياً ما كان إلاّ دون قبح الجاحظ 62 أ
وإذا المرأة جلت له تمثاله لم تخل مقلته بها من واعظ
قبح الشيطان : يضرب لأقبح القبيح ، وربما قالوا : فلان شيطان ، على معنى الشهامة والحذق 0
قبح القرد : يضرب به المثل؛ فيقال: القرد قبيح لكنه مليح. و لم يجزع بشار من هجاءٍ كجزعه من هجاء حماد عجرد فيه (1) ، ولما سمعه بكى ، وقال : رأني فوصفني ، ولا أراه فأصفه ، وقال رجل للحلاج : إن كنت صادقا فامسخني قردا ، قال : أما لو هممت بذلك كان نصف العمل مفروغا منه ، وقال بعض الخلفاء لبعض ندمائه: عرفت أن في وجه بختيشوع قرديةً؟ فقال: الغلط من غيرك ، بل في وجه القرد بختيشوعية.
قبر أبي رغال : كان الناس يرجمون قبره إذا أتوا مكة ، يزعمون أنه صا لح النبي ، على صدقات الأموال، فأساء السيرة ، فقتل قتلاً شنيعاً؛ قال جرير:
إذا مات الفرزدق فارجموه كرجم الناس قبر أبي رغال
قبلة الحمى : هي بثور بشفة الحموم ، ويسميها أهل اللغة: العقابيل؛ قال: "من البسيط"
يا ليت حماك بي أو كنت حماكا إني أغار عليها حين تغشاكا
حماك جماشة، حماك عاشقة لو لم تكن هكذا ما قبلت فاكا
قبور الأحياء : الحبوس ، كتب يوسف على باب السجن: هذه منازل البلوى، وقبور الأحياء، وتجربة الأصدقاء ، وشماتة الأعداء 0
قتيل الكلاب :هو مسمع بن شهاب ، سمي به لأنه لجأ في الردة إلى قومٍ من بني عبد
القيس، وكان كلبهم ينبح عليه، فخاف أن يدل عليه ، فقتله ، فقتل به. وكان مالك بن
مسمع إذا نسب قيل: ابن قتيل الكلاب.
__________
(1) وهو الذي يقول فيه : ويا أقبح من قردٍ إذا ما عمي القرد(1/142)
قدح ابن مقبل : يضرب في حسن الأثر. روي أن عبد الملك بن مروان كتب إلى الحجاج: ما أرى لك مثلاً إلا قدح ابن مقبلٍ؛ فلم يعرف معناه، فدخل قتيبة بن مسلم وكان روايةً للشعر، عالماً به فسأله ، فقال: أبشر ، فإنه مدحك؛ أما سمعت قول ابن مقبل يصف قدحاً :
غدا وهو مجدول وراح كأنه من المس والتقليب في الكف أفطح
خروج من الغماء إن صك صكةً بدا والعيون التسكفة تلمح
و كتب إليه أيضا : أما بعد، فإنك سالم والسلام. فلم يدر معناه، حتى نُبه أنه أراد قول عبد الله بن عمر في ابنه سالم :
يديرونني عن سالمٍ وأديرهم وجلدة بين العين والأنف سالم
وفي كلام الصاحب : الأخ الفقيه أبو سعدٍ سميي وصفيي أدام الله عزه عندي كسالمٍ وسالمٍ، بل كالسلامة، فهي أخصر موقعاً وأشرف.
منديل عبدة (1) : وقال عبد الملك يوماً لجلسائه : أي المناديل أفضل؟ فقال قائل: مناديل اليمن، كأنها أنوار الربيع. وقال آخر: مناديل مصر، كأنها غرقئ البيض، فقال: ما صنعتم شيئاً، أفضلها منديل عبدة بن الطيب القائل :
ثمت قمنا إلى جردٍ مسومةٍ أعرافهن لأيدينا مناديل
وأصله قول امرئ القيس:
نمش بأعراف الجياد أكفنا إذا نحن قمنا عن شواءٍ مضهب
قدر الرقاشي :
كان أبو نواس يتولع بقدر الرقاشي ويصفها بالبياض والنظافة والصغر؛ حتى صارت
مثلا ؛ فمن قوله فيها: "من الطويل"
رأيت قدور الناس سوداً من الصلا وقدر الرقاشيين زهراء كالبدر
يبيتها للمعتفي بفنائهم ثلاث كنقط الثاء من نقط الحبر
__________
(1) ليس هنا موضع هذه الفقرة ، ولم يوضع لها عنوان ، وقد دمجت مع الفقرة التي قبلها ، وواضح أن هذا العمل من الناسخ ، الذي لم يقم حرمة للعلم ، ولا يعرف كيف ينقل الكلام 0(1/143)
قذاة الكوز : يضرب لما يؤذي على قلته وحقارته. قال الجاحظ: الخلاف موكل بكل شيء حتى قذاة الكوز، إن أردت أن تشرب جاءت إلى فيك، تصب من رأسه لتخرج رجعت، وقال زين العابدين لمن عابه : يا قذاة الكوز ، يا صوم تموز ، يا درهما لا يجوز ، يا برد العجوز 0
قراطيس مصر: قال بعضهم : "من المتقارب"
حملت إليك عروس الثناء على هودج ما له من بعير
على هودج من قراطيس مصر يلين على الطي لين الحرير
قرطا مارية : خذه ولو بقرطي مارية. وهي بنت ظالم ، وابنها الحارث الأعرج وإياها عنى حسان بقوله: "من الكامل"
أولاد جفنة حول قبر أبيهم قبر ابن مارية الكريم المفضل
وكان في قرطيها درتان كبيض الحمام، لم ير مثلهما، ، فضربا مثلاً في النفائس.
/ قرن الكركدن : حيوان لا يكون إلا بالهند. له قرن واحد طول ذراع، 63 أ
يضرب به
المثل، ويشبه به قرن القرنان. قال ابن الرومي: "من الخفيف"
كان للكركدن قرن فأضحى وهو الآن عند قرنك مدرى
من يكن قرنه كقرنك هذا فليكن بابه كإيوان كسرى
قرية النمل :
يشبه بها المحلة أو الدار الكثيرة الأهل؛ وغيَّر هذا المعنى أبو تمام بقوله في وصف
الخمر: "من الطويل"
وكأس كمعسول الأماني شربتها ولكنها أجلت وقد شربت عقلي
إذا ما تحساها الفتى ظن قلبه لما دب فيه قرية من قرى النمل
قريش الأباطح : ويقال: البطاح، هم الذين اختطوا مكة، وقريش الظواهر ، هم الذين لم تسعهم الأباطح ، فنزلوا بظاهر مكة 0
قسوة الفدادين : في الحديث : إن الجفاء والقسوة في الفدادين. أي الأكرة ، وقيل : الصواغون 0
قشر الدر: يشبه به الجلد الناعم، قال أبو نواس: "من مجزوء الكامل"
ظبي كأن الله أل بسه قشور الدر جلدا
وترى على وجناته في أي حين شئت وردا
وقال ابن المعتز في تشبيه الكأس بقشر الدر: "من الكامل"
من لي على رغم العذول بقهوة بكر ربيبة حانة عذراء
موج من الذهب المذاب تضمه كأس كقشر الدرة البيضاء(1/144)
وشتان بين هذه القشور والقشور التي ذكرها اللحام بقوله: "من الطويل"
ويبرز للرائين وجهاً كأنما كساه إهاباً من قشور الخنافس
قصر غمدان : يتمثل به في الوثاقة و الحصانة ، وكان بصنعاء سكنه ملوك حمير، ثم خرب، وتحول الملك عنه إلى قلعة كحلان. وقيل: إن غمدان أول بناء بني بعد الطوفان؛ قال الشاعر لا بن طاهر: "من البسيط"
اشرب هنيئاً عليك التاج مرتفقاً بشاذ مهر ودع غمدان لليمن
فأنت أولى بتاج الملك تلبسه من هوذة بن علي وابن ذي يزن
قطب السرور : الخمر ، قال السري: "من المنسرح"
الكأس قطب السرور والطرب فاحظ بها قبل حادث النوب
/ قطيفة المساكين : الشمس في الشتاءوفيها قيل : "من الرجز"
يا شمس يا قطيفة المساكين قربك الله كما تعودين
قلب العسكر : يستعار ، وكذا قلب النخلة ، وقلب الشتاء ، واستعار بشار القلب للدن ، فقال :
شربنا من فؤاد الدن حتى تركنا الدن ليس له فؤاد
واستعار اللحام القلب للسماحة، فقال:
يا مهجة المجد يا قلب السماحة يا روح المعالي وعين الظرف والأدب
اليوم يرهبني من كنت أرهبه واليوم أطلب دهراً كان في طلبي
قلع الصمغة : يضرب في الاستئصال، لأن الصمغ إذا قلع انقلع كله؛ ولم يبق له أثر،
قال الحجاج لأنس بن مالك : لأقلعنك قلع الصمغة0
قمر المقنع : كان رجلاً من ( أهل ) مرو، أعور، يقول بالحلول والتناسخ ، ويضرب في النيرنجيات بسهم ، فاتخذ وجهاً من ذهب، وأغوى كثيرا ، واشتدت شوكته ، ومن مخاريقه أنه احتال حتى أظهر في الجو قمراً، يقال: إنه عكس شعاع الزئبق ولما كانت ( سنة ) ثلاث وستين ومئتين، استعمل المهدي المسيب على خراسان وأمره بمحاربتة
وناصبه الحرب، وتحصن المقنع، فلما أحسن استيلاء المسيب على الحصن جمع نساءه وقال: أنا صاعد إلى السماء فمن أراد(أن) يصحبني فليشرب من هذا الشراب؛ وسقاهن شراباً مسموماً، فمتن ومات 0
قمع الفؤاد : قال بعض الحكماء: الأذن قمع الفؤاد.(1/145)
قميص يوسف : أجراه الله على ثلاثةأضرب : قميصه الذي ضرج بدمٍ كذبٍ؛ والذي قد من دبرٍ؛ و الذي ألقي على وجه أبيه ، فمن الأول قول أبي الشيص:
جفونك والدموع تجول فيها وقلبك ليس بالقلب الكئيب
نظير قميص يوسف يوم جاؤوا على لباته بدمٍ كذوب
ومن الثاني قول ا بن الأحنف:
سلوا عن قميصي مثل شاهد يوسفٍ فإن قميصي لم يكن قد من قبل
ومن الثالث قول المتنبي:
( كأن كل سؤالٍ في مسامعه قميص يوسف في أجفان يعقوب ) (1)
( وقال أبو عثمان الخالدي للمهلبي الوزير، وذكر معز الدولة) :
إن غبت أودعك الإله حياطةً وإذا قدمت أباحك الترحيبا
ويكون من مقةٍ كتابك عندنا كقميص يوسف إذ أتى يعقوبا
/ قميص عثمان : المضرج بالدم ، يضرب للشيء يكون سبباً للشر والفتن 0 64أ
قميص الشمس : قد تصرفوا في استعارة القميص، كما تصرفوا في استعارة الرداء. قال الحسن بن وهب: شربت البارحة على وجه السماء، وعقد الثريا، ونطاق الجوزاء، فلما انتبه الصبح لم أستيقظ إلاّ بعد أنلبست ( قميص ) الشمس 0
قميص الليل : قال ابن المعتز: "من البسيط"
وجاءني في قميص الليل مستتراً يستعجل الخطو من خوف ومن حذر
وقال : "من السريع"
فلو ترانا في قميص الدجى حسبتنا في جسد واحد
وقال : "من الطويل"
لبسنا إلى الخمار والنجم غائر غلالة ليل طرزت بصباح
وقال ابن عروس: "من الكامل"
خفض عليك فلو كساك قميصه تموز كنت فتى وحقك باردا
قنديل سعدان : كان يحيى بن خالد ولاه الديوان، وكان لا يقضي حاجةً إلاّ برشوة ؛ حتى قال الشاعر:
صب في قنديل سعدا ن مع التسليم زيتا
وقناديل بنيه قبل أن يخفي الكميتا
__________
(1) لم يذكر هنا قول المتنبي ,إنما ذكر الأبيات التي تلي ، وهي لأبي عثمان الخالدي ، فيبدو أن الناسخ قد سبق نظره إلى أبيات الخالدى ، ونظرا لجهله ، وعدم معرفته فقد نسبها للمتنبي ، ونحن نذكر هنا شعر المتنبي وشعر الخالدي ، انظر ثمار القلوب ، ص 46 ـ 48(1/146)
وصب الزيت في القنديل كناية عن الرشوة؛ فعزله يحيى، وولى ابن ميمون، فزاد على سعدان في الارتشاء ؛ فقيل فيه:
قنديل سعدان على ضوئه فرخ لقنديل أبي صالح
تراه في ديوانه أحولاً من لمحه للدرهم اللائح
فعزله يحيى وأعاد سعدان.
قنطرة سنجة : نهر عظيم لا يمكن خوضه، لأن قراره رمل سيال ، وهو يجري بين حصن منصور وكيسوم - من ديار مضر- وعليه قنطرة عجيبة ،( وهي) طاق واحد من الشط إلى الشط والطاق يشتمل على مئتي ذراع0
قهقهة القمري :
لم يضرب المثل بها إلاّ ابن الحجاج، فإنه ظرف حيث قال: "من السريع"
وقينة تفخيمها في الغنا أملح من قهقهة القمري
غناؤها الممدود بي فاعل فعل الغنى المقصود بالعسر
قواطع الطير : هي التي تأتي من بلاد بعيدة في الشتاء ن فإذا كان الصيف تراجعت 0
قوة النملة : يضرب بها المثل، لأنها تجر نواة التمر وهي أضعافها زنة. / ودعا 64ب رجل لملك فقال: جعل الله جرأتك كجرأة ذبابة، وقوتك قوة نملة، وكيدك ككيد امرأة؛ فغضب ، فقال له: على رسلك ، إنه يبلغ من جرأة الذباب أنه يقع على جبهة الملك والأسد ، والنمل يحمل أضعافه ، والفيل لا يستقل ببعض ذلك، ومن كيد المرأة أن يبلغ دهاة الرجال .
قيافة بني مدلج : القيافة علم اختصت به العرب ، وهي فراسة في معرفة الأولاد والقرابات والآثار. وهي في بني كنانة أكثر ، وبني مدلج أعظم ؛ وما ظنك بقومٍ يلحقون الأسود بالأبيض ، والطويل بالقصير، وبالعكس !. ومنهم سراقة بن مالك ، أخرجه أبو سفيان ليعرف أثر المصطفى ، حين خرج من الغار ، فرأى أثر قدم، فقال: هذا أشبه شيءٍ بالقدم الذي في مقام إبراهيم؛ فمسحه أبو سفيان بكمه ، وقال: قد خرف الشيخ!.
عيافة بني لهب (1) : كانوا من أزجر العرب وأعيفهم. وقال كثير في رجلٍ اسمه لهب:
تيممت لهباً أبتغي العلم عنده وقد صار علم العائفين إلى لهب
حرف الكاف
كاهل العرب : مضر وتميم 0
__________
(1) كتبت قيافة ، ولم يذكر بيت كثير ، وما أثبتناه من ثمار القلوب ، ص 121(1/147)
كسرى العرب : كان عمر إذا نظر إلى معاوية ، قال : كسرى العرب ، لجمعه بين سخاء العرب وزي العجم في الرِّياش والمطعم (1) 0
كبد السماء :
يستعار للسماء، فيقال: كما يقال: عين السماء، وأديم السماء، ، قال:
كالشمس في كبد السماء محلها وشعاعها في سائر الآفاق
كتابة بني ثوابة (2) : يضرب بها المثل ، وهي متوارثة فيهم كالوزارة في آل وهب ، والشعر في آل حسان ، وفيهم قيل :
قد قال قوم وغاظتهم كتابته يا رب ليتك ما علمت بالقلم (3)
كتَّاب النثار : قال الخوارزمي: فلان من أدباء المجاز، وكتاب النثار. و ذكرهم ابن عروس، فقال: "من الوافر"
ولما أن رأيتهم وقوفاً على الجسرين كالحدأ الضواري
سألت فقيل كتاب ولكن ألم تسمع بكتاب النثار!
ثم قال:
وكم بغل على بغل وكم من حمار قد أناف على حمار
وبرذون تراه وقد تثنى على برذونه مثل الجدار
كتان مصر : قال الجاحظ: القطن لخراسان والكتان لمصر، / وربما بلغت قيمة65 أ الحمل من دقّ مصر الذي هو من الكتان لا غير مئة ألف دينار.
كذب مسيلمة : هوأبو ثمامة الحنفي، من أهل اليمامة، صاحب نيرنجاتٍ وأسجاع ، ادعى النبوة فسمي مسيلمة الكذاب 0
كذب الدلال : قيل أول من دل: إبليس حيث قال: هل أدلك (4) ، يقال: لكل واحدٍ رأس مالٍ، ورأس مال الدلال الكذب.
كذب الفاختة : يضرب به ، قال: "من المتقارب"
وقد كنت تصدق صدق القطاة فأصبحت أكذب من فاخته
شركت القرد في قبحٍ وسخفٍ وما قصرت عنه في الحكاية
كراع الأرنب : يضرب لما قل وذل، ويشبه به ما صغر وهان؛ قال :
__________
(1) دمج الناسخ بين هذه الفقرة والتي قبلها بشكل عجيب غريب ، فقال : كاهل العرب مضر وتميم كسرى معاوية كان عمر إذا نظر إليه 00000
وما أثبتناه من ثمار القلوب ، ص 161 ـ 162
(2) هذه الفقرة غير موجودة في ثمار القلوب 0
(3) نسبه في التذكرة الحمدونية لابن الرومي وليس في ديوانه 0
(4) يعني ما جاء في القرآن الكريم من قوله تعالى : هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى 0(1/148)
يرويه ما يروي الذباب فينتشي سكراً ويشبعه كراع الأرنب
إنما ذكر كراعه ؛ لقصر يده ،فلذلك يسرع في الصعود فلا يلحقه فيه إلا كل كلبٍ قصير اليد، وذلك محمود في الكلاب.
كرب الدواء : كان المكتفي يلقب به وزيره العباس بن الحسن ، فلما قتل أيام المقتدر قيل فيه: "من مجزوء الرمل"
قد أرحنا من بلاء ومضى كرب الدواء
كف الجواد : قال العسكري في تشبيه المطر بها: "من الخفيف"
حال بيني وبين بابك حالا ن: وحول وقرب عهد عهاد
فكأن الوحول ليل محب وكأن السماء كف جواد
كعبة نجران : أقدم بلاد اليمن، كان لها كعبة تحج ، فخربت وبطلت وضرب بها المثل في الخراب وزوال الدولة. قال أبو عبيدة: أحبت العرب أن تشارك العجم في البناء ، وتنفرد بالشعر، فبنوا كعبة نجران ، وحصن مارد، والأبلق الفرد0
كعب البقر : كان داود بن عيسى يلقب بأترجة، وعبد السميع بن محمد يلقب بشحم الحزين، ومحمد الهاشمي يلقب كعب البقر، وكانوا مع المستعين، فلما صاروا إلى المعتز قال:
أتاني أترجة في الأمان وعبد السميع وكعب البقر
فأهلاً وسهلاً بمن جاءنا وياليت من لم يجئ في سقر
كلاب الناس : الأنذال السفهاء. قال بعض السلف: الغيبة إدام كلاب الناس، وفاكهة الجبناء؛ قال:
لكلب الإنس إن فكرت فيه أشد عليك من كلب الكلاب
/ كلاب النار : الخوارج والنوائح 0
كلب الرفقة :أراد رجل سفراً فقال له هشام أخو ذي الرمة: لكل رفقةٍ كلب ، يشركهم في فضل الزاد، فلاتكن كلب الرفقة (1) .
كلام الببغاء : يضرب لمن يقول عن غير علم ولا معرفة، وإنما يؤدي ما سمع ويحكي ما لقن. ومن ملح أوصاف الببغاء قول العبادي من مزدوجة داعب بها أبا الفرج ابن الببغاء : "من الرجز"
أنعتها صبيحة مليحه ناطقة باللغة الفصيحه
وهي أبيات كثيرة 0
__________
(1) دمج الناسخ هذه الفقرة بالتي قبلها ، وأدخل فيهما كلاما ليس منهما 0(1/149)
كليب وائل : كان سيد ربيعة وقائد نزار ، يضرب به المثل في العز والقوة والظلم، لكن لا يظلم إلا القوي. و من عزه وظلمه أنه كان يحمي الكلأ فلا يقرب ، ويجير الصيد فلا يهاج ، ولا يمر بين يديه أحد إلا قعد ، ولا يحتبي في مجلسه غيره، ولا يرفع الصوت عنده. ولما قتل، رثاه المهلهل بقوله:
نبئت أن النار بعدك أوقدت واستب بعدك يا كليب المجلس
وتكلموا في أمر كل عظيمةٍ لو كنت شاهدهم بها لم ينبسوا
كلب القصاب : يضرب للفقير يجاور الغني، فيرى من نعيمه وبؤس نفسه، كل ما يننغص عيشه.
كلب أهل الكهف :يضرب لمن يلازم ولا يفارق؛ كتب أبو دلامة إلى سعيد يشكو غريمه :
إذا جئت الأمير فقل سلام عليك ورحمة الله الرحيم
وأما بعد ذاك فلي غريم من الأعراب قبح من غريم
غريم لازم بفناء داري لزوم الكلب أصحاب الرقيم
له مائة علي ونصف هذا ونصف النصف في صك قديم
دراهم ما انتفعت بها ولكن وصلت بها شيوخ بني تميم
وقد ضربه دعبل مثلاً في هجاء المعتصم لما كان ثامن خلفاء بني العباس فقال:
ملوك بني العباس في الكتب سبعة ولم تأتنا في ثامنٍ لهم كتب
كذلك أهل الكهف في الكهف سبعة كرام إذا عدوا وثامنهم كلب
كلب طسم : يضرب في مكافأة المحسن بالإساءة ، وذلك أن رجلاً من طسم ارتبط كلباً، وكان يشبعه لبنا ، رجاء أن يصيد ، فأبطأ عليه طعمه /، فوثب على صاحبه ؛ 66أ فافترسه ، فصار مثلا في كفران النعمة، وفيه قيل: سمن كلبك يأكلك. وقال مالك بن أسماء:
هم سمنوا كلباً ليأكل بعضهم ولو ظفروا بالحزم لم يسمن الكلب
وقال آخر:
أراني وعوفاً كالمسمن كلبه فخدشه أنيابه وأظافره
كلب الحارس : يضرب ً للساقط ينتسب إلى ساقط فيزداد ضعةً. قال :
من لم يذق مر الزمان وصرفه فليمس معتبراً بهذا البائس
هذا ربيعة فاعرفوه باسمه كان الأمير فصار كلب الحارس(1/150)
كلب الرفقة (1) : أراد رجل سفراً فقال له هشام أخو ذي الرمة: لكل رفقةٍ كلب ، يشركهم في فضل الزاد، فلاتكن كلب الرفقة.
كلب الخبز : الجبن ؛ لأنه يؤكل به أضعاف ما يؤكل بغيره ، ولهذا كان بعضهم لا يدخله بيته 0
كلبة حومل : يضرب بها المثل ، فيقال : أجوع من كلبة حومل ، وحومل امرأة كانت تربط كلبةً لها ، وتجيعها وتطردهانهارا، فرأت ليلة القمر ، فنبحت عليه تظنه رغيفاً لاستدارته، ولما طال الأمر أكلت ذنبها من الجوع؛ قال :
كما رضيت جوعاً وسوء رعايةٍ لكلبتها في سالف الدهر حومل
أنا بين أظفار الزمان وخائف منه شبا الأنياب والأضراس
كلكل الدهر : يستعار كلكل البعير للدهر إذا أخنى على الإنسان، يقال: ألقى عليه الدهر كلكله؛ قال ابن الرومي:
أما ترى الدهر قد ألقى كلاكله على فتىً بينكم ملقٍ كلاكله!
كمد الحبارى : يضرب مثلاً لمن يموت كمداً؛ يقال: إذا رأت الحبارى غيرها تحسرت ولا تنهض فربما ماتت كمداً.
كنز النطف : فس المثل : كأن عنده كنز النطف. وهو النطف بن خيبري، أحد بني سليط كان أصاب حبتي جوهرٍ من الهدية التي أنفذها باذان إلى كسرى ، ( فانتهبها ) بنو حنظلة، فصارت للنطف، فكنزها، فقتلت بها بنو تميم ، فصار كنز النطف مثلاً في كل عقد نفيس 0
كنوز قارون : يضرب لما يستعظم قدره من نفائس المال ومنه قول الخوارزمي في رساله : لو كنا نعمل على قدرك ، لحملنا إليك خراج فارس، وعشر الأهواز، ودخل البصرة، وتاج كسرى، وإكليل شيرين، وكنوز قارون0
/كنيسة الرها : يضرب بها المثل ، فإنها من العجائب ، وهي متخذة على رؤوس66ب أربعة أعمدة رخام ، وفيها من التصاوير والتزاويق والطلاسم والقناديل التي تشعل من غير إشعال ما يطول ذكره0
كيد النساء : يضرب به المثل في كل زمان. يقال : كيدهن أعظم من كيد الشيطان0
كيمياء الفرح : النبيذ ويسمى أيضا وصابون الترح 0
__________
(1) هذه الفقرة تكررت وكان أدمجها مع فقرة كلاب النار 0(1/151)
كيس النحل : يقال: من يقدر على كيس النحل ، ووصف ما فيها من غريب الحكم وعجيب التدبير، ومن التقدم فيما يعيشها، والادخار لوقت العجز عن كسبها ، ورؤيتها ما لا يرى، وحسن هدايتها والتدبير في التأمير عليها، وطاعة سادتها، "فتبارك الله "!
حرف اللام
لاعق الماء : في المثل : أحمق من لاعق الماء، وأحمق من ماطخ الماء؛ قال: "من الطويل"
وأحمق ممن يلعق الماء قال لي: دع الخمر واشرب من قراح معنبر
لجاج الخنفساء : يضرب به المثل، لأنها كلما نحيت عادت، وكلما رميت رجعت
قال: "من المتقارب"
لنا صاحب مولع بالخلاف كثير المراء قليل الصواب
أشد لجاجاً من الخنفساء وأزهى إذا ما مشى من غراب
لحن الموصلي :
هو إسحاق بن إبراهيم؛ يتمثل به في الظرف وجودة الغناء، كما قيل في حمامة :
وورقاء تحكي الموصلي إذا شدا بألحانه، أحبب بها وبمن تحكي
لحية التيس : يشبه بها اللحية الطويلة وفيها قيل :
أقول إذا غنى بما ساءني أقصر قليلاً لحية التيس
ودع قفا نبك وقوفاً بها لا رحم الله امرأ القيس
لذة الخلسة : قيل لرجل يعشق قينة: لو اشتريتها ببعض ما تنفق عليها! فقال: كيف لي بلذة الخلسة، وانتظار المواعيد ، وإيقاع الكشح على مولاها!.
لزوم الدبق : وصف الحسين الجمل الخراساني فقال: يلزم لزوم الدبق إلى أن يأخذ شيئاً، ثم ينسل انسلال الزئبق.
لسان حسان :
يضرب به في الذلاقة / والطول والحدة. ويقال: شكره شكر حسان لآل غسان. 67 أ
لسان الحال : قالوا: لسان الحال أنطق من لسان المقال ، وقالوا : لسان التقصير قصير ، قال العتبي :
وإذا نطقت بشكر برك مفصحاً فلسان حالي بالشكاية أنطق
وقال ( بعض الشعراء ) في وصف الميزان:
ولقد نظرت إلى حكومة حاكمٍ بلسانه يقضي ولا يتكلم
وقال:
لسان الدمع أفصح من لساني فلا تسأل سواه بعلم شاني
وقال في وصف شمعةٍ:
إذا غازلتها الصبا حركت لساناً من الذهب الأملس
وقالالرفاء يصف ليلةٍ باردةٍ:
وقد سفر البرق عن شدةٍ لسان السماء بها ناطق(1/152)
لسان الثور : يشبه به اللسان الطويل ، ويضرب به المثل 0
لسان الحية : يشبه به القدم اللطيفة؛ كما قال بعض البلغاء في وصف امرأة حسناء: لها صدغ كالعقرب، وعنق كإبريق فضة، وسرة كمدهن العاج، وقدم كلسان حية. ويشبه به السنان، كما قال دعبل: "من السريع"
وأسمر في رأسه أزرق مثل لسان الحية الصادي
لطمة موسى : تضرب لمن يسوء أثره، والمراد بها ما في أساطير الأولين: أنه لطم ملك الموت حين جاءه في صورة رجل قد ذهبت عينه ، فصار أعور ، وفيه قيل :
يا ملك الموت لقيت منكرا لطمة موسى تركتك أعورا
لطيم الشيطان :يقال لمن به لقوة أو شتر إذا سب: يا لطيم الشيطان،ومنه قول ابن الزبير لما قتل عبد الملك عمرو بن الاشدق: بلغنا أن أبا الذبان، قتل لطيم الشيطان،[وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً ] 0
لطم المنتقش : في المثل : لطمه لطم المنتقش، وهو البعير إذا شاكته الشوكة لا يزال يضرب يده على الأرض يروم قلعها 0
لعاب المنية : كان لأبي حية النميري سيف ، لا فرق بينه وبين العصا ، يسميه لعاب المنية ، قال جار له : أشرفت عليه / وقد انتضاه ، وكان كلب يعتس فدخل بيته،67ب
فظن أنه لص، فصار يقول : أيها المجترئ علينا، بئس ما اخترت لنفسك! خير قليل، وشر طويل، وسيف صقيل؛ لعاب المنية الذي سمعت به؛ مشهور ضربته، لا تخاف نبوته؛ اخرج بالعفو عنك، ثم فتح الباب، فإذا كلب خرج!.
لعاب الشمس : هو ما يتراءى كالخيوط في الجو عند شدة الحر؛ قال الراجز:
وذاب للشمس لعاب فنزل وقام ميزان النهار فاعتدل
ويقال للباطل الذي لا أصل له. وكما يقال لعاب الشمس ، يقال : بصاق القمر قال: "من
الرمل"
إن يكن أثر في عارضه ذلك الشعر ففي البدر كلف
لمع السراب : يضرب لما لا حاصل له من الوعد وغيره؛ قال المأموني: "من المنسرح"
يفتح بالوعد باب نائلها حتى يرى الوصل ثم ينطبق
وعد كلمع السراب تحسبه منك قريباً ودونه شقق(1/153)
لهنة الضيف : ما يقدم له ليتعلل به حتى يدرك الطعام ؛ قال أبو نواس: "من المجتث"
نكنا رسول عنان والحزم ما قد فعلنا
فكان خبزاً بملح قبل الطعام أكلنا
لواط خراسان : يضرب به المثل ، وسبب كثرته خروجهم للبعوث، فكانوا لا يمكنهم فراق النساء ، ولم يكن لأحدهم بدّ من غلام يخدمه ؛ فإذا طال مكث الغلام مع صاحبه ليلا ، وفي حال التكشف، والتبذل وقع عليه ، ولو كانت العرب تعرفه قبل لشببوا به 0
لواط يحيى ابن أكثم : يضرب به المثل ، وأصله من مرو؛ ثم اتصل بالمأمون أيام مقامه بها، فاستولى على قلبه، وصحبه إلى بغداد، حتى صار محله منه محل الأقارب أو أقرب. وكان بارعا في الفقه، والأدب والقضاء ، و حسن العشرة، ، وافر الحظ من الجد
والهزل. ولاه المأمون قضاء الأقضية وأمر أن لا يحجب عنه ليلاً ؛ وكان ألوط من قوم لوطٍ؛ و إذا رأى غلاماً وقعت عليه الرعدة، وسال لعابه، وبرق بصره، ويفتي بحله ، وجرى المأمون في طريقه ، واقتدى به المعتصم ، فلم يبق ، ولم يذر ، وحكي أنه أحدّ النظر إلى ابن أخيه الواثق ، وهو أمرد ، فتبسم المأمون ، وقال : يا أبا محمد : حوالينا ولا علينا ، فقال : يا أمير المؤمنين الكلب لا يأكل النار ، وقيل فيه :
وكنا نرجي أن نرى العدل ظاهراً فأعقبنا بعد الرجاء قنوط
/ متى تصلح الدنيا ويصلح أهلها وقاضي قضاة المسلمين يلوط 68 أ
وقال :
يا ليت يحيى لم تلده أمه ولم تطأ أرض العراق قدمه
أي دواةٍ لم يلقها قلمه وأي سطح لم ينلها سلمه
ألوط قاض في البلاد نعلمه
ولفرط لواطه نسب إلى الأبنة ، حتى قيل فيه :
حربة يحيى لين رأسها إن وقعت في اللحم لم تخدش
يحشو بها المرد إذا ما خلا وهو كما يحشوهم يحتشي
ينحط من فوقٍ إلى أسفلٍ مثل انحطاط الطائر المرعش
ليث عريسة : في المثل : أشجع من ليث عريسة؛ فيه قيل :
ليث عريسةٍ أخو غمراتٍ دونه في العرين عيص وزأر(1/154)
ليث عفرين : في المثل : أشجع من ليث عفرين؛ أي الأسد؛ وقال الأصمعي: دويبة كالحرباء تتعرض للراكب وتضرب بذنبها. وقال الجاحظ: ضرب من العناكب يصيد الذباب صيد الفهود، وله ست عيون، إذا رأى الذباب لطىء بالأرض؛ وسكن أطرافه، فلا يخطىء. وقال ابن سمكة: دويبة مأواها التراب السهل في أصول الحيطان، تدور دوارةً ثم تندس فيها ، فإذا هيجت رمت بالتراب صعدا 0
ليث الغاب : يضرب للشجاع المهاب . قال البستي:
لا يعدم المرء كناً يستكن به ومنعة بين أهليه وأصحابه
ومن نأى عنهم قلت مهابته كالليث يحقر إما غاب عن غابه
لبن الطير (1) : تضرب به العجم لما يعز ؛ كما تضرب العرب المثل في ذلك بالأبلق العقوق ومخ البعوض0
ليلة العروس : يشبه بها ما يوصف بالحسن، ويضرب بها المثل 0
ليلة القدر : يضرب بها المثل قال الشاعر : "من الطويل"
فتى ترهب الأموال من ظل كفه كما يرهب الشيطان من ليلة القدر
وقال :
... تمنيت شهر الصوم لا لعبادة ولكن رجاء أن أرى ليلة القدر
فأدعو إله الناس دعوة مخلص عسى أن يريح العاشقين من الهجر
وأجاد البستي في قوله : "من الخفيف"
قيل لي: قد خفيت؛ قلت: كبدر صار يخفى من بعد أن كان بدرا
/ أنا خاف كليلة القدر في النا س وعال كليلة القدر قدرا ... ... 68 ب
ليلة الميلاد : الليلة التي ولد فيها عيسى ، يضرب بها المثل في الطول. قال أبو نواس: "من الخفيف"
ليلة كان يلتقي طرفاها قصراً، وهي ليلة الميلاد
وقال ابن طاهر: "من الطويل"
مضت ليلة الميلاد أطول ليلة وأقصرها، هذان مختلفان
فطالت بمعنى واحد وتقاصرت بقرب حبيب واجتماع معان
ليلة التمام :
أطول ليلة في لعام ، قال امرؤ القيس: "من المتقارب"
فبت أكابد ليل التما م والقلب من خشية مقشعر
و أحسن من قال :"من الوافر
أيا قمر التمام أعنت ظلماً علي تطاول الليل التمام
__________
(1) ليس هنا موض ... ع هذه الفقرة، وإنما هي في مقدمة حرف اللام ، وهذا يدل على ان المختصر ؟؟.؟؟؟؟؟(1/155)
ليلة النابغة : قال الأصمعي: انصرفت من دار الرشيد، شاكيا ، ثم غدوت إليه ، قال : كيف بت؟ قلت شاكيا ، فقال: إنا لله! فقلت : إنما أردت يا أمير المؤمنين قوله: "من الطويل"
كليني لهم يا أميمة ناصب وليل أقاسيه بطيء الكواكب
ليل الضرير : لم يزالوا يصفونها بالطول، ويزيد بعضهم على بعض في الإبداع ، حتى
جاء سيدوك ، فسبق إلى وصف تفرد به، فقال : "من البسيط"
عهدي بنا وراء الوصل يجمعنا والليل أطوله كاللمح بالبصر
فالآن ليلي مذ غابوا فديتهم ليل الضرير فصبحي غير منتظر
ليل السليم : يضرب في الطول والسهر ، لأنه لا ينام لما به، قال السري في وصف القلم: "من الوافر"
لك القلم الذي يضحي ويمسي له الإقليم محمي الحريم
هو الصل الذي لو عض صلاً لأسلمه إلى ليل السليم
ليلة الخلافة : ليلة لم يتفق مثلها ؛ مات فيها خليفة، ، واستخلف خليفة؛ وولد خليفة ، مات الهادي، واستخلف الرشيد، وولد المأمون .
ليلة حرة : يقال للمرأة: باتت حرة؛ إذا امتنعت على زوجها ليلة زفافها، فلم يمكنه افتضاضها، وبليلة إذا افتضها ليلة عرسها ، تشبه بمن شابت وجرت مجرى من لا تمتنع، لأن الحدثة بخلاف المسنة 0
ليلة الغدير : الليلة التي خطب في غدها المصطفى بغدير خم ، فقال : "من كنت مولاه فعلي مولاه؛ والشيعة تعظمها وتحييها بالعبادة 0
ليلة الهرير : / ليلة صفين، اشتد القتال، وكشفت الحرب عن ساق، وتناثرت69 أ الرؤوس، ؛ وكان علي كلما قتل قتيلا كبر تكبيرة، فأحصي له تلك الليلة سبعمائة تكبيرة ، فضرب المثل بها في الشدة .
ليلة الفرزدق : تضرب لليلة يبلغ فيها الخليع نهاية الخلاعة ، وفعل الفواحش ، وذلك أنه نزل ليلة بدار امرأة ، فأكل عندهالحم خنزير، وشرب خمرها، وزنى بها، وسرق كساءها، ثم قال: لله در ابن المراغة -يعني جريراً- في قوله: "من الوافر"
وكنت إذا نزلت بدار قوم رحلت بخزية وتركت عارا!(1/156)
ليلة الحزيز : في أعلى جبانة البصرة محل يسمى: الحزير، لم ير أرق، ولا أطيب هواء منه ، فضرب به المثل في طيب الهواء ، ورقة النسيم 0
ليلة منبج : بالشام كالحزيز بالعراق، في طيب الهواء، وعذوبة الماء، وصحة التربة،
وهي بلدة البحتري و الحمداني، وقد ظهرت آثارها عليهما في اعتدال الطبع، وعذوبة اللفظ، و كانت مسقط رأس عبد الملك بن صالح الهاشمي، ووطنه، يضرب به المثل في
البلاغة. ولما دخل الرشيد على منبج قال له: هذا البلد لك ؟ قال: هو لك ، ولي بك يا أمير المؤمنين ، قال: ( كيف ) بناؤك به؟ قال: دون منازل أهلي وفوق منازل غيرهم؛ قال: كيف صفتها ؟ قال: عذبة الماء، طيبة الهواء، قليلة الأدواء؛ قال: صدقت ، إنها طيبة؛ قال: بك طابت! وهي تربة حمراء، وسنبلة صفراء، وشجرة خضراء، فياف فيح من قيصوم وشيح! قال الرشيد: هذا الكلام أحسن من الدر المنظوم.
ليلة المتوكل : هي التي قتل فيها؛ وكانت عنوان سقوط الهيبة، وتاريخ تراجع الخلافة ؛ قتله باغر التركي بمواطأة ابنه المنتصر في مجلس الشرب ؛ و أكثر الشعراء في وصف الوقعة؛ منهم البحتري، فقال :
/ لنعم الدم المسفوح ليلة جعفرٍ هرقتم، وجنح الليل سود دياجره 69 ب
أكان ولي العهد أضمر غدرةً فمن عجبٍ أن ولي العهد غادره
ليلة أنقد : في المثل في من لم يذق غمضاً: بات بليلة أنقد؛ أي ساهراً ، ويقال: اجعلوا
ليلتكم ليلة أنقد أي في السرى والسهر؛ وللبديع الهمذاني:
وزوراء من كافي الكفاة على النوى وضعت لها يمناي في كف أسود
وعيد كصنع النار في يابس الغضى شددت على الأحشاء من حرة يدي
وظلت تصيح البوم منه مهابةً وبت له رعياً بليلة أنقد
وقال المكيالي :
يا من يبيت محبه منه بليلة انقد
إن غبت عني سمتني وشك الردى وكأن قد
ليلة العقرب : يضرب بها المثل في الطول، لأن صاحبها لا ينامها، قال كشاجم ": "من مجزوء الكامل"
ما ليلة المهجور با عدت النوى عنه أنيسه
أو ليلة الملدوغ حا ذر ميتة النفس النفيسه(1/157)
بأمر من ليل الظر يف إذا تجوع اللهريسه
حرف الميم :
ماء صداء : ماء بئرها عذب ، أعذب المياه ، ضرب بها المثل 0 قال السعدي: "من الكامل"
وإني وتهيامي بزينب كالذي يحاول من أحواض صداء مشربا
ماء مأرب : اسم قصر ملك سبأ، ثم صار اسماً للبلدة، وهي التي وصفها الله بالطيب،
والمثل يضرب بها؛ قال: "من الطويل"
أيا لهف نفسي كلها التحت لوحة على شربة من ماء أحواض مأرب
بقايا نطاف أودع الغيم صفوها مصقلة الأرجاء زرق الجوانب
ترقرق دمع المزن فيهن والتقت عليهن أنفاس الرياح الجنائب
ماء المفاصل : في المثل : أصفى من ماء المفاصل؛ وهو واد بين جبلين، ماؤه أصفى ما يكون وأرقه؛ قال: "من الكامل"
صفراء من حلب الكروم كأنها ماء المفاصل أو لعاب الجندب
وقال أبو ذؤيب: "من الطويل"
يشاب بماء مثل ماء المفاصل
وزعم بعضهم أن ماء المفاصل ماء اللحم/ الطري؛ واحتج بقول كثير في الخمر:70أ "من الطويل"
وما قرقف من أذرعات كأنها إذا نزلت من دنها ماء مفصل
ماء الغادية : في المثل : أعذب من ماء الغادية، وأعذب من ماء البارق؛ والغادية: السحابة التي تغدو؛ والبارق: السحاب فيه برق.
ماء السماء : المنذر بن ماء السماء، ينسب إلى أمه، تسمى ماء السماء تشبيهاً به في الحسن والصفاء
ماء طريق الحج : يضرب لما يستعمل على علاته ويذم، كما يقال: ( خبز) الشعير يؤكل ويذم؛ قال ابن المعتز: "من الطويل"
وصاحب سوء وجهه لي أوجه وفي فمه طبل بسري يضرب
ولا بد لي منه فحيناً يغصني وينساغ لي طوراً ووجهي مقطب
فماء طريق الحج في كل منهل يذم على ما كان منه ويشرب(1/158)
ماء عناق : يضرب للداهية وللأمر الملتبس. وأصله أن رجلاً بينا هو يستقي وبيته تلقاء وجهه فإذا برجل قد عانق امرأته يقبلها، فأخذعصاه وأقبل مسرعاً، فأخفته المرأة فلم يره ، فلما كان اليوم الثاني قالت: أنا أكفيك السقي اليوم؟ فأقام بالبيت وسقت وتحينت منه غفلة، فأخذت العصا وأقبلت تضربه ؛ فقال: مالك! قالت: أين المرأة التي رأيتك تعانقها ؟ قال: ما هنا امرأة ، قالت: نظرتها وأنا على الماء، قال: فإن هذا ماء عناق؛ فصار مثلاً في الدواهي.
ماء الوجه : العرب تستعير الماء لكل ما يحسن منظره، ويعظم قدره ، فتقول: ماء الوجه، وماء الشباب، وماء السيف، وماء الحيا، وماء النعيم؛ قال علقمة: "من الطويل"
وفي كل حي قد خبطت بنعمة فحق لشأس من نداك ذنوب
وقال رؤبة: "من الرجز"
يا أيها الماتح دلوي دونكما إني رأيت الناس يحمدونكا
ومن دعائهم المشكور: سقاه الله؛ فإذا تذكروا أياماً طابت لهم قالوا: سقى الله تلك الأيام.
قال طرفة: "من الكامل"
فسقى ديارك غير مفسدها صوب الربيع وديمة تهمي
وماء الوجه عبارة عن الحياء الذي هو أفضل من الماء، وأجاد أبو تمام في قوله للطائي: "من البسيط"
رددت رونق وجهي في صحيفته رد الصقال بماء الصارم الخذم
وما أبالي وخير القول أصدقه حقنت لي ماء وجهي أم حقنت دمي
/ وسرقة اللحام فقال: "من البسيط" ... ... ... ... ... ... ... 71ب
ما إن أرقت بحرصي قطرة فجرت من ماء وجهي إلا خلت ذاك دمي
وقد يراد بمائه رونق الحسن، قال أبو تمام: "من الكامل"
نكرت فتى أذرى بنضرة وجهه وبمائه نكد الخطوب ولومها
و قال المتنبي: "من الكامل"
ولقد بكيت على الشباب ولمتي مسودة ولماء وجهي رونق
ولا مزيد على قول ابن المعتز: "من الخفيف"
لم ترد ماء وجهه العين إلا شرقت قبل ريها برقيب
ولأبي تمام استعارات حسنة للماء ، كقوله في وصف نساء ثكالى: "من البسيط"
خاضت محاسنها مخاوف غادرت ماء الصبا والحسن غير زلال
وقوله في الأفشين: "من البسيط"(1/159)
قد كان بوأه الخليفة منزلاً من قلبه حرماً على الأقدار
فسقاه ماء الخفض غير مصرد وأنامه في الأمن غير غرار
وقوله من قصيدة أولها: "من المتقارب"
نعاء إلى كل حي نعاء فتى العرب اختل ربع الفناء
ألا أيها الموت فجعتنا بماء الحياة وماء الحياء
وقد أغار السري الموصلي عليه في هذين الماءين ونقلهما إلى المدح فقال: "من المتقارب".
وكف ترقرق ماء الحياة ووجه يرقرق ماء الحياء
وقال أبو تمام: "من الوافر"
وكيف ولم يزل للشعر ماء يرف عليه ريحان القلوب
وقوله: "من البسيط"
محمد بن حميد أخلقت رممه أريق ماء المعالي مذ أريق دمه
فقد أحسن استعارة ماء الصبا والحسن، والخفض، و الحياة، والشعر، وماء المعالي، لكنه أساء استعارة ماء الملام حيث قال: "من الكامل"
لا تسقني ماء الملام فإنني صب قد استعذبت ماء بكائي
/ وإنما تحسن الاستعارة بما يحسن فيه التشبيه والتمثيل. ولم يحسن ولم يسئ،71 أ في قوله : "من الوافر"
تَمَنّى أَن يَعودَ لَها حَبيبٌ مُنىً شَطَطاً وَأَينَ لَها حَبيبُ
وَلَو بَصُرَت بِهِ لَرَأَت جَريضاً بِماءِ الدَهرِ حِليَتُهُ الشُحوبُ
ويستظرف قول الصنوبري في مرثية غلام: "من الخفيف"
إن يرق ماء ذلك الوجه في التر ب فإني لماء عيني مريق
ماء الشباب : قد أكثر الشعراء فيه ، فأحسنوا ؛ قال الفياضي: "من الوافر"
وما بقيت من اللذات إلا محادثة الكرام على الشراب
ولثمك وجنتي قمر منير يجول بخده ماء الشباب
وجمع ابن الرومي في مرثيته قينة بين ثلاثة مياه مستعارة، فقال: "من المنسرح"
يا حر صدري على ثلاثة أم واه أريقت في الترب والمدر
ماءي شباب ونعمة مزجا بماء ذاك الحياء والخفر
ثم قال و جاء بماء رابع:
تبتل العود بعد فقدكم وازدجر اللهو أي مزدجر
وغاض ماء النعيم بعدكم وانهمر الدمع أي منهمر
ماء الحسن : من أحسن ما فيه، قول ابن المعتز: "من الرمل"
لي مولى لا أسميه كل شيء حسن فيه
تصف الأغصان قامته بتثن كتثنيه
ويكاد البدر يشبهه وتكاد الشمس تحكيه(1/160)
كيف لا يخضر عارضه ومياه الحسن تسقيه!
ماء الندى : قال العتابي وأجاد : "من الطويل"
أتتركني جدب المحلة ضنكها وكفاك من ماء الندى تكفان
وقال البحتري وأحسن : "من الطويل"
وما أنا إلا غرس نعمتك الذي أفضت له ماء النوال فأورقا
وقفت بآمالي عليك جميعها فرأيك في إمساكهن موفقا
وقال وزاد في الإحسان: "من الوافر"
/ ووجه جال ماء الجود فيه على العرنين والخد الأسيل ... ... ... 71ب
يريك تألف المعروف فيه شعاع الشمس في السيف الصقيل
ماء النعيم : مما قيل فيه قول أبي الفتح كشاجم (1) : "من الخفيف"
ويح عين لم ترو من ماء وجه قد سقاه الشباب ماء النعيم
ما التقينا -وأحمد الله-إلا مثل ما تلتقي جفون السليم
وقال السري: "من المتقارب"
إذا لمع البرق في كفه أفاض على الوجه ماء النعيم
ماء الكرم : قد أكثرالشعراء فيه ، ومن أحسن ما فيه قوله : "من الوافر"
فإن الكرم من كرم وجود وماء الكرم للرجل الكريم
ماء الظرف : قد تظرف الصاحب في استعارة الماء في لظرف حيث قال: "من الرجز"
وشادن أحسن في إسعافه يقطر ماء الظرف من أعطافه
ماء زمزم : يتمثل بشرفه ، فيقال: كأنه ماء زمزم، قال الأعشى يؤنب رجلاً ويخبره أنه مع شرفه لم يبلغ مبلغ قريش : "من الطويل"
فما أنت من أهل الحجون ولا الصفا ولا لك حظ الشرب من ماء زمزم
مثقال ذرة : يضرب للقلة والخفة؛ قال شاعر في بعض المعلمين: "من الطويل"
معلم صبيان وحامل درة وليس له علم بمقدار ذرة
مجالس الكرام : المساجد 0
مخالب طائر: يضرب للمكان الذي يقلق فيه ساكنه؛ قال: "من الطويل"
كأن فؤادي في مخالب طائر إذا ذكرتك النفس شد به قبضا
وذكر ابن الرومي عبة الطائر، فضربها مثلاً في القلة حيث قال ابن طاهر: "من الطويل"
وما كانت الدنيا وأنت أميرها لتعدل عند الله عبة طائر
__________
(1) ذكر المصنف أنها للمتنبي ، وما أثبتناه من ثمار القلوب ، ص567(1/161)
مخاط الشيطان : الخيوط التي تتراءى في الهواء عند شدة الحر، ويقال لها أيضا : لعاب الشمس، ويشبه به ما لا حاصل له، ولا طائل فيه.
مخ الأطعمة : السكباج: مخ الأطعمة ، إذا طبخت اللحم بخل العنب حمل عن المعدة ثلث المؤونة. قال بعض الخلفاء لجاريته ، يعرض بها: إلى سكباج! قالت: مخ الأطعمة، لا يكره بارده، ولا يمل حاره، بل يستطاب في الحضر، ويتزود منه في السفر؛ ولايؤثرفي الشتاء والصيف. فضحك ووصلها .
/ مخ الذر (1) : يضرب في العسر والنكد، فيقال: أعسر من مخ الذر، كما يقال:72 أ أنكد من صوف كلب، قال ابن الرومي: "من السريع"
رمت نداكم يا بني طاهر فرمت مخ الذر في عسرته
أملت من رفد سليمانكم ما أمل المعتز من نصرته
مخ البعوض : في المثل : كلفته مخ البعوض؛ أي ما لا يطيق ولا يوجد ؛ قال ابن أحمر: "من السريع"
كلفتني مخ البعوض فقد أقصرت لا نجح ولا عذر
وقال ابن عروس في طفل مات: "من الوافر"
ولو أيقنت أن ستموت قبلي صغير السن كالرشأ الغضيض
أبحتك كل ما تحويه كفي ولو كلفتني مخ البعوض
مخراق لاعب :
في المثل ، هو سيفلاعب، لا سيف محارب؛ قال ابن كلثوم: "من الوافر"
كأن سيوفنا فينا وفيهم مخاريق بأيدي اللاعبينا (2)
مدرجة الشرف : قال أكثم بن صيفي: المناكح الكريمة مدارج الشرف.
مر السحاب : يمثل به للسرعة؛ قال بعض الحكماء: الفرص تمر مر السحاب؛ وقد مثل به الأعشى فقال: "من البسيط"
كأن مشيتها من بيت جارتها مر السحابة لا ريث ولا عجل
__________
(1) كتبت : مخ نملة ، وما أثبتناه من ثمار القلوب ، ص 440
(2) ذكر بدل هذا البيت البيتين التاليين ، وهما مما ورد في فقرة : منطقة الجوزاء ، انظر المقرب ، ص 632
خليلي إني من محبتي العلا بليت بعلوي الصفات أخي البدر
فعقد الثريا من محاسن ثغره ومنطقة الجوزاء في خصره تجري(1/162)
مزامير داود : كان له مزامير يزمر بها إذا قرأ الزبور، وكان إذا فعل ذلك اجتمع عليه الإنس والطير والوحش والجن ، فيبكي من حوله. وقيل : مزامير داود ألحانهم ، وقيل : طيب الصوت والنغمة ، شبهت بالمزامير ، ولا مزامير 0
مزجر الكلب : يقال: فلان بمزجر الكلب، وفي صف النعال؛ إذا كان بالبعد من مجلس الكرام .
مسترعي الذئب : يضرب لمن يضع الشيء في غير موضعه، ويأتمن الخائن ويستعين بمن هو عليه 0
مشية أبي دجانة : يضرب لمن يمشي اختيالا ؛ لأنه كان يمشي في الحرب كذلك إعجابا ؛ لشجاعته 0
مشية السرطان : يضرب للإدبار ورجوع الشيء القهقرى. كان الخوارزمي إذا وصف راجعاً/ إلى وراء، قال: مشية السرطان، وبول الجمل، وقال العبدوني الكاتب وكان72ب يلقب بالعطواني لفرط ميله إلى شعر العطوي :
أبا أحمد ضيعت بالخرق نعمةً أفادكها السلطان والأبوان
وأفكرت في عودٍ إلى ما أضعته وقد حيل بين العير والنزوان
فرأيك في الإدبار رأي أخذته وعلمته من مشية السرطان
مشية القبج : يشبه بها العجم كل مشية حسنة، قال: "من المتقارب"
لقاؤك يحكي قضاء الحوائج ووجهك للغم والهم فارج
وفيك لنا فتن أربع تسل علينا سيوف الخوارج
لحاظ الظباء ومشي القباج وطوق الحمام وزي التدارج
مفتاح السرور : الخمر ، لكنها مفتاح الشرور.
مطر الربيع : الدهاقون يقولون: مطر الربيع ماء كله. أي نفع كله، لأن الماء حياة كل شيء، وأجاد من قال لشارب دواء: "من المنسرح"
وجال نفع الدواء فيك كما يجول ماء الربيع في الغصن
مطر مصر : يضرب للشيء النافع يتضرر به، لأن من عيوب مصر أنها لا تمطر، فإن مطرت كره أهلها ذلك ؛ قال شاعر : "من الطويل"
يقولون مصر أخصب الأرض كلها فقلت لهم: بغداد أخصب من مصر
قال الجاحظ: إذا هبت ريح الجنوبثلاثة عشر يوماً تباعاً، اشترى أهل مصر الأكفان 0
مطمح النسر : ما أحسن ما جمع ابن الرومي بينه وبين مسبح النون بقوله: "من البسيط"(1/163)
انظر إلى الدهر هل فاتته بغيته في مطمح النسر أو في مسبح النون
وذلك أن سلطان النسر في الهواء، وسلطان النون في الماء، ولا يكادان ينجوان من غيرالدهر.
مطية الجهل : الشباب. قال النابغة: "من الوافر"
فإن يك عامر قد قال جهلاً فإن مطية الجهل الشباب
مفتاح النجاح : الصبر ، قال:
صبراً على مضَضِ الهوى فالصبرُ مفتاحُ النجاحْ
مفتاح الفرج : قال الشاعر: "من السريع"
مفتاح باب الفرج الصبر وكل عسر بعده يسر
/وكل من أعياك أخلاقه فإنما حيلته الهجر 73 أ
مفتاح الرزق : من أحسن ما فيه :"من الكامل"
قبل أنامله فلسن أناملاً لكنهن مفاتيح الأرزاق
مفتاح الأمصار : هو عمر لأنه الذي فتح أكثرها ، ودون الدواوين .
مقام إبراهيم : يضرب لكل مكان شريف 0
ملكا بابل : هاروت وماروت ، يضرب بهما المثل في السحر والفتنة 0
منارة الاسكندرية : إحدى عجائب الدنيا ، يضرب بها المثل ، وأصلها مبني على زجاح 0
مناط العيوق :
يضرب مثلا في البعد، فيقال: أبعد من بيض الأنوق، و مناط العيوق. ويقال أيضاً: أبعد من مناط الثريا؛ قال : "من الطويل"
وأبعد من هذا الذي قد أردته مناط الثريا من يد المتناول
منجى الذباب : يضرب للئيم الذليل عليه وقاية من لؤمه وذله، قال "الصولي": "من المتقارب"
كن كيف شئت وقل ما تشا وأبرق يميناً وأرعد شمالا
نجا بك لؤمك منجى الذباب حمته مقاذره أن ينالا
وقال مسلم بن الوليد: "من الكامل"
فاذهب فأنت طليق عرضك إنه عرض عززت به وأنت ذليل
منطقة الجوزاء : يستعار للجوزاء المنطقة، كما يستعار للثريا العقد؛ قال: "من الطويل"
خليلي إني من محبتي العلا بليت بعلوي الصفات أخي البدر
فعقد الثريا من محاسن ثغره ومنطقة الجوزاء في خصره تجري
مواعيد الكمون : يضرب للمواعيد الكاذبة. وذلك لأن الكمون لا يسقى، بل يوعد بالسقي، فيقال: غداً نسقيك، وبعد غد نكفيك؛ فهوينمو بالتمنية على المواعيد الكاذبة؛ قال: "من البسيط"(1/164)
لا تجعلني ككمون بمزرعة إن فاته الماء أغنته المواعيد
وأجود منه قول العمراني :
كمونة تروي بوعد كاذب ورجا
وقد أحسن ابن الرومي في الجمع بين الفلفل والكمون، حيث قال: "من المنسرح"
كم شامخ باذخ بثروته أضله قبلي المضلونا
/ جعلته بالهجاء فلفلة إذ جعلتني مناه كمونا 73 ب
مواعيد عرقوب : رجل من خيبر، أتاه أخوه يسأله فقال له: إذا أطلعت هذه النخلة فلك طلعها؛ فأطلعت فأتاه ، قال: دعها حتى تبلح؛ فأبلحت فأتاه، فقال: حتى تزهي؛ فأزهت، فقال: حتى تثمر؛ فأثمرت ، فجدها ليلا ، فضربت مواعيده مثلاً قال ( كعب بن ) زهير:
صارت مواعيد عرقوب لها مثلاً وما مواعيدها إلا الأباطيل
مودة السوقة : يضرب بها المثل في الضعف ؛ قال: "من مجزوء الرمل"
قد نرى يا ابن أبي إس حاق في ودك عهده
وكذا السوقي للإخ وان سوقي الموده
موق النعامة : في المثل: أموق من نعامة؛ ومن موقها أنها تترط بيضها ، وتحضن بيض غيرها 0
مولى الموالي : يضرب به المثل في القلة والذلة. قال أبو زيد: "من الطويل"
فلو كان عبد الله مولى هجوته ولكن عبد الله مولى مواليا
ميدان الخلفاء : هو عند أهل الأخبار عشرون سنةً إلى أربعٍ وعشرين، وهي دوران المشتري، كناية عن أتم مدة للخلافة. فممن بلغت مدة خلافته عشرين: معاوية ، وعبد الملك، وهشام، والمنصور، والمأمون، والمعتمد؛ ولم يستكمل الأربع وعشرين إلاّ الرشيد والمقتدر. قال المهلبي: كنا وقوفاً على باب الفضل بن الربيع، وهو عليل، إذ أقبل الرشيد يعوده، فقال له عبد الملك بن هلال: الحمد إذ خصك بطول البقاء، وأجازك ميدان الخلفاء؛ فتغير وجهه ، فقال القاسم بن الربيع من أجازك أن تذكر مدة خلافته! والله ليعيشن بعدهاأربعين سنة؛ فما أتم سنة 0
ميزان القوم :
السفر ؛ لأنه يزنهم بأوزانهم، ويفصح عن مقاديرهم في الكرم واللؤم. قال: "من البسيط"
ولا تكن كلئام أظهروا ضجراً إن اللئام إذا ما سافروا ضجروا(1/165)
ميتة أبي خارجة : قال أعرابي وهو متعلق بأستار الكعبة: اللهم ميتةً كميتة أبي خارجة؛ قيل له: كيف ؟ قال: أكل بذجاً، وشرب مشعلاً، ونام شامساً، فمات شبعان ريان دفيان.
حرف النون :
نار إبراهيم :
يضرب بها المثل في البرد والسلامة. قال ابن المعتز/ في وصف الخمر :74 أ
ومشمولةٍ قد طال بالقفص لبثها حكت نار إبراهيم في اللون والبرد
وبضده قول الفاخوري :
... حرّقتني لم أدر أم أغرقتني ... ... ... قاسيت منك كليهما فارفق بيا
... فالقلب في نار الخليل معذب ... ... ... والعين في طوفان شيخ الأنبيا
وفي الأمثال المولدة يقال للمستعجل : ليس هذا نار إبراهيم ، وذكرها الخوارزمي متمثلاً وهو يصف الانخزال وكسوف البال، فعدل بالمثل عن وجهه فقال: "من الكامل"
فكأنني في سجن يوسف، أو أسى يعقوب، أو في نار إبراهيما
( وإنما ) توصف نار إبراهيم بالبرد والسلامة لا بالحر والشدة، لأنها المعجزاتمعجزة .
نار موسى : يضرب ا بها للشيء اليسير يطلب فيتوصل بسببه إلى الشيء الخطير، رويأن عمر لما سمع قول الحطيئة : " من الطويل "
مَتى تَأتِهِ تَعشو إِلى ضَوءِ نارِهِ تَجِد خَيرَ نارٍ عِندَها خَيرُ موقِدِ
فإن تلك نار موسى 0
نار القربان : هي التي جعلت نارا لبني إسرائيل امتحانا لإخلاصهم، وكانوا يتقربون بالقربان، فتنزل نار من السماء فتأكل قربان المخلص دون غيره 0
نار الحرتين : هي التي ذكرها الشاعر في قوله: "من الوافر"
كنار الحرتين لها زفير يصم مسامع الرجل السميع
وهي نار خالد بن سنان المخزومي ، ولم يكن في ولد إسماعيل نبي قبله؛ وهو الذي أطفأ الله به نار الحرتين، وقصته مشهورة 0
نار الشجر :المذكورة في القرآن ، الممتن بها بقوله تعالى : "الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً " وفي المثل : ( في ) كل شجر نار، وما أحسن ما قال أبو تمام في استجلاب بادرة الحليم المحرج: "من البسيط"
أخرجتموه بكره من سجيته والنار قد تنتضى من ناضر السلم(1/166)
قال الجاحظ: ذكر الله نعمته في هذه النار التي هي من أعظم المرافق في هذه الدار ، فقال: "أفرأيتم النار التي تورون " الآية ثم قال: "نحن جعلناها تذكرة "، ( فكم تحت قوله: "نحن جعلناها تذكرة" ) من تبصرة،لما فيها من مقادير النعم وتصاريف النقم.
نار القرى : هي على الحقيقة لا مثل، وهي أشرف مفاخر العرب، وهي التي كانت ترفع لمن كان يلتمس القرى، وكلما كان موضعها أرفع /كانت أفخر. والأشعار فيها 74ب كثيرة، ومن أجودها قول الأعشى: "من الطويل"
لعمري لقد لاحت عيون كثيرة إلى ضوء نار في يفاع تحرق
تشب لمقرورين يصطليانا وبات على النار الندى والمحلق
وقال بعضهم (1) : "من الطويل"
متى تأته تعشو إلى ضوء ناره تجد خير نار عندها خير موقد
وقال آخر: "من الوافر"
له نار تشب بكل واد إذا النيران ألبست القناعا
ولم يكن أكثر الفتيان مالاً ولكن كان أرحبهم ذراعاً
نار الحرب : هي على المثل والاستعارة ، وقد أكثروا في وصفها ، وأحسن ابن الرومي حيث جمع بين نار القرى ونار الحرب بقوله : "من الوافر"
له ناران نار قرى وحرب ترى كلتيهما ذات التهاب
نار الحلف : كانوا يوقدون نارا عند التحالف، ولا يعقدون حلفهم إلا عندها، ويهولون أمرها ؛ قال أوس بن حجر يصف عيراً على نشز: "من الطويل"
إذا استقبلته الشمس صد بوجهه كما صدر عن نال المهول حالف
نار الغدر : كانت توقد في الجاهلية بمنى في الموسم على أعلى جبل ، وينادى ألا إنّ فلانا غدر ، وهذا غدره ، فالعنوه ، فيلعنوه 0
نار المسافر : توقدها العرب خلف المسافر الذي لا يراد رجوعه. ويقال في الدعاء على المسافر: أبعده الله ، وأوقد ناراً على أثره! وهو قول بشار؛ وضربه مثلاً: "من المتقارب"
صحوت وأوقدت للجهل ناراً ورد عليك الصبا ما استعارا
__________
(1) هو الحطيئة(1/167)
نار المجوس : ما زالوا يعظمونها حتى جاء الإسلام ، وزعم أهل الكتاب أن الله أوصاهم بها، فقال: "لا تطفئوا النار من بيوتي"، فلذلك لا تخلو متعبداتهم منها ثم لم ترض المجوس بمصابيح أهل الكتاب حتى اتخذت للنار بيوتا ، وأقامت عليها سدنة، ووقفت عليها أوقافا على جهة التعبد ، وإيجاب الشكر على النعمة. وقد ضرب المثل بها : من شكر قوماً لم يرعوا حقه ، فقال: "من مجزوء الكامل"
عمري لقد جربتكم فوجدتكم نار المجوس
/ وذلك لأنها لا تفرق بين من يسجد لها،أو من يبول عليها، بل تعم الكل بالإحراق75أ إن أمكنها.
نار الاصطلاء : يضرب في الحسن والإمتاع. كما قالت أعرابية: كنت أيام شبابي أحسن من النار الموقدة.ومن أبيات التمثيل والمحاضرة: "من الكامل"
النار فاكهة الشتاء ومن يرد أكل الفواكه شاتياً فليصطل
نار الإنذار : كانوا إذا أرادوا حرباً وتوقعوا جيشاً عظيماً، أوقدوا ناراً ليبلغ الخبر أصحابهم؛ فيجتمعون 0
نار التهويل : كانوا يوقدون نارا، فيهولون بها على الأسد إذا خافوه، فإذا عاينها تأملها واشتغل بها عن غيرها ، ومر أبو ثعلب الأعرج بوادي السباع، فعرض لهم سبع؛ فقال المكاري: لو أمرت غلمانك فأوقدوا ناراً وضربواعلى الطساس! ففعلوا، فأحجم 0
نار الاستكثار : كانوا إذا نزلوا منزلاً لحرب قوم، اكثروا من النار، و الذبح مخافة أن يحزرهم حازر بقلة نارهم و ذبحهم 0
نار الاستمطار : كانوا إذا جدبوا جمعوا البقر ، وعقدوا بأذنابها العشر، ثم صعدوا بها الجبل ، وأشعلوا فيها النار، وكانوا يرون ذلك من أسباب السقيا؛ وفيهم قال الطائي: "من البسيط"
لا در در رجال خاب سعيهم يستمطرون لدى الأزمات بالعشر
أجاعل أنت بيقوراً مسلعة ذريعة لك بين الله والمطر
نار الصيد : هي التي توقد لصيد الظباء ؛ لتعشى إذا أدامت النظر إليها، فتختل من ورائها. ويطلب بها أيضاً بيض النعام في مواضعها. قال الغنوي: "من الطويل"
عوازب لم تسمع نبوح مقامة ولم تر ناراً تم حول مجرم(1/168)
سوى نار بيض أو غزال بقفرة أغن منن الخنس المناخر توأم
وقد وصف السري صيد الليل بالطست والكلب، وذكر أنه يقال له: صيد الدالوية في أرجوزتة .
نار الزحفتين : هي نار أبي سريع العرفج. سمي به لأن العرفج إذا التهبت فيه النار أسرعت فيه وعظمت ، ثم تنطفئ فورا ، فيحتاج من يزحف عنها ( أن يزحف إليها ) 0
نار الغضى : يضرب بها المثل في الحرارة لأنها كالجمر0
نار الحلفاء : يضرب بها المثل في سرعة الإيقاد، و الانطفاء.
نار الحباحب : هي نار أبي حباحب، تضرب للشيء لا طائل فيه؛ وحباحب رجل بخيل، كان لا يوقد ناراً بليل كراهة أن يلقاها من ينتفع بنورها، فكان إذا احتاجها أوقدها ، /فإذا أبصرها مستضيئاً بها أطفأها؛ فضرب بها المثل في كل م لا ينتفع به. 75 ب
وقيل: هي التي توريها الخيل بسنابكها من الحجارة إذا وطئتها ، وقيل : طائر أحمر الريش يطير بين العشائين ، يخيل للناظر أن في جناحيه نارا 0
نار البرق : ما أحسن ما وصفها بعضهم بقوله : "من البسيط"
نار تجدد للعيدان نضرتها والنار تشعل عيداناً فتحترق
نار المعدة : قال أبو العيناء : اجتمعنا في مجلس ابن الأعرابي ومعنا الجاحظ والجماز، فتناشدنا الأشعار،فقال الجمازللجاحظ : كم تعرف في كلامهم من نار؟ قال: على الخبير سقطت: نار الحرب، ونار الشر، ونار أبي حباحب، ونار الله الموقدة، ونار المعدة، ونار الطبع، ونار الاصطلاء. فقال الجماز: تركت أبلغ النيران، وأوسعها في البلدان، وأنفعها لشبان الجيران، قال الجاحظ : قد قضيت بأن لها حجاباً وخزاناً، لكن الشأن في حر أمك التي يقال لها: "هل امتلأت وتقول هل من مزيد".
نار الحمى : قيل : النيران ثلاث: نار تأكل وتشرب، وهي نار الحمى، تأكل اللحم وتشرب الدم؛ ونار تأكل ولا تشرب، وهي نار الدنيا، قال القائل: "من مجزوء الكامل"
اصبر على نار الحسو فإن صبرك قاتله
النار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله
ونار لا تأكل ولا تشرب، وهي نار جهنم.(1/169)
نار الشوق :هي على الاستعارة، وكذا نار الوجد، و اللوعة، والغرام، وقد أكثروا فيها نظماً ونثراً؛ قال ابن أبي طاهر يهجو المبرد: "من الطويل"
ويوم كنار الشوق في قلب عاشق على أنه منها أحر وأوقد
ظللت به عند المبرد قائظاً فما زلت من ألفاظه أتبرد
وقال البحتري في نار الوجد: "من الوافر"
لقد أذكى فراقك نار وجدي وألف بين عيني والسهاد
وقال ابن الرومي: "من الكامل"
أترى عليل الوجد يطفئ ناره إلا رضاب الكاعب الغيداء!
وقال أبو تمام في نار اللوعة: "من الكامل"
أجدر بجمرة لوعة إطفاؤها بالدمع أن تزداد طول وقود
/وقال ( القاضي أبو الحسن في نار الغرام) : "من الطويل" ... ... ... 76أ
ولو كنت أدري ما أقاسي من الهوى لما حكمت للبين في وصلنا يد
فلا ينكر التخليد في النار عاقل فإني في نار الغرام مخلد
نار الشر : تستعارالنار للشر، قال بعض الحكماء: من قدح نار الفتنة صار طعامها.
نار الحياة : هي الحرارة الغريزية؛ قال جالينوس : صاحب الجماع مقتبس من نار الحياة، إن يكثر أو ليقل.
نار الشراب: قال كشاجم: "من المتقارب"
فلا تجمعن عليك الضنى بنار المزاج ونار المدام
فإن تكن الراح تنفي الهموم فربتما عرضت للسقام
وأنشد الخوارزمي: "من الطويل"
أعد الورى للبر جنداً من الصلا ولاقيته من بينهم بجنود
ثلاث من النيران: نار مدامة ونار صبابات ونار وقود
نار الشباب
قال البستي: "من المتقارب"
علي بها لا كنار الخليل فبرد المدام يزيد الفتورا
ولكن كنار الشباب التي تحيي النفوس وتحيي السرورا
إذا شرب المرء منها ثلاثاً رأى الناس من فوق خديه نورا
نار الكي
يضرب للأمر يقدر فيه الخير فيكون بضده ؛ وذلك لأن رجلاً رأى دخاناً فظنه من نار الطبخ فتبعه، فإذا هو من نار الكي.
قال ابن المعتز: "من السريع"
لا تتبعن كل دخان ترى فالنار قد توقد للكي
نار الذبالة
يشبه بها الحاسد الذي يضحك إليك، وهو يحترق حسداً ، قال ابن المعتز: "من
الكامل"(1/170)
كم حاسد حنق علي بلا جرم فلم يضررني الحنق
متضاحك نحوي كما ضحكت نار الذبالة وهي تحترق
ويشبه بها أيضاً من ينفع غيره ويضر نفسه، قال ابن الأحنف: "من المنسرح"
أحرم منكم بما أقول وقد نال به العاشقون من عشقوا
صرت كأني ذبالة نصبت تضيء للناس وهي تحترق
وقال آخر: "من الكامل"
وفتيلة المصباح تحرق نفسها وتضيء للساري وأنت كذاكا
/ نار (1) العجلان : تضرب مثلاً للمستعجل في الأمر؛ ويشبه بمن يدخل دارا ً76 ب ليقتبس ، فلا
يمكث ، ومثلها: عجالة الراكب؛ قال: "من السريع"
ياذا الذي زارَ وَما زارا كأَنَّه مُقتبِسٌ نارا
قامَ بِبابِ الدارِ مستعجلاِ ما ضَرَّهُ لو دخلَ الدَارا
قال ابن المعتز :
قد عضني ناب النوائب ورأيت آمالي كواذب
والمرء يعشق لذة ال دنيا فيغتفر المصائب
وأحسن ما قيل فيه قول الميكالي :
ولما تتابع صرف الزمان فزعنا إلى سيدٍ نابه
إذا كشر الدهر عن نابه كشفنا الحوادث عنا به
نافخ ضرمة: في المثل : ما بها نافخ ضرمة: كما يقال: ما بها ديار؛ والضرمة: ما
أضرمت فيه النار.
ناقة صالح : يضرب المثل بها من ينبه على براءته ، أو خفة جرمه، فيقول: لم أعقر
ناقة صالح.
نتن الكلب (2) : يضرب لأشد النتن؛ قال يهجو :
يزداد لؤماً على المديح كما يزداد نتن الكلاب في المطر
وقالت المرأة التي سألها امرؤ القيس عما تكره النساء منه؛ فقالت : يكرهن منك أنك
خفيف العجز، سريع القوام ، بطيء الإفاقة، فإذا عرقت ( عرقت ) بريح كلب . قال: صدقت، أرضعني أهلي مرةً لبن كلبةٍ.
نتن الهدهد : يضرب لأنه منتن البدن من جوهره وذاته؛ ورب حيوان منتن في نفسه من غيرعرض كالتيس الجبلي والظربان. وقد ضرب به ابن المعتز المثل في النتن، فقال: "من المتقارب"
تشاغلت عنا أبا الطيب بغير شهي ولا طيب
بأنتن من هدهد ميت أصيب فكفن في جورب
__________
(1) في ثمار القلوب : قبسة العجلان ص 586
(2) في ثمار القلوب : ريح الكلب ، ص 396(1/171)
فجعله نهاية في النتن، لأن الهدهد منتن حال حياته، فإذا مات زاد ، وإذا كفن في جورب ، الذي ساربه المثل بنتنه ؛ كما قال: "من الكامل"
أثني علي بما علمت فإنني أثني عليك بمثل ريح الجورب
فلا مزيد عليه في النتن، وهذا غاية البلاغة في الوصف والتشبيه.
نجدة الخارجي : / سبب استفاضة النجدة في الخوارج الديانة، لأن مواليهم 77 أ ونساءهم يقاتلون تدينا ، ذكره الجاحظ 0
نجوم الشيب :
قال ابن الروم: "من الخفيف"
رب ليل كأنه الدهر طولاً قد تناهى فليس فيه مزيد
ذي نجوم كأنهن نجوم الش يب ليست تغور لا بل تزيد (1)
نحل العسل : قال البستي : الحرُّ نحل السكر ، إن أجناه المرء من برِّه ( أجناه من ) شكره ، ثم أنشد :
... لا تحقر المرءَ إنْ رأيتَ به ... ... دَمامةً أو رثاثةَ الحُللِ
... فالنحلُ لا شيءَ في طُبولتهِ ... ... يَنالُ منه الفتَى جَنَى العسلِ
نخلتا حلوان :
كانتا بعقبة حلوان من غرس الأكاسرة؛ وضرب بهما المثل في طول الصحبة وقدم المجاورة.
وقد أكثر الشعراء من ذكرهما؛ قال مطيع بن إياس : "من الخفيف"
أسعداني يا نخلتي حلوان وأبكيا لي من ريب هذا الزمان
واعلما إن علمتما أن نحساً سوف يلقاكما فتفترقان
وقال حماد: "من الخفيف"
جعل الله سدرتي قصر شيري ن فداء لنخلتي حلوان
جئت مستسعداً فما أسعداني ومطيع بكت له النخلتان
نخلة مريم : في المثل : أعظم بركةً من نخلة مريم؛ قال:
ألم تر أن الله أوحى لمريمٍ وهزي إليك الجذع يساقط الرطب
ولو شاء أن تجنيه من غير هزه جنته ولكن كل رزق له سبب
نخوة العرب : لم تتميز عن جميع الأمم إلاّ بالنخوة، لما خصت به من السماحة، والشجاعة؛ حتى إن النعمان بن المنذر ترفع عن مصاهرة سلطانه أبرويز0
__________
(1) هذا البيت غير مذكور ، وقد أثبتناه من ثمار القلوب ، ص653 ، وهو موضع الاستشهاد 0(1/172)
ندامة الكسعي : هومحارب بن قيس. يضرب بها المثل في كل نادم على ما جنته يدته ، لأنه كسر قوسه بالليل ، وشد على إبهامه، فقطعه، فلما أصبح وجد الأمر بخلاف ظنه ، وهذا كما يضرب المثل بندامة الفرزدق على طلاق زوجته نوار ، قال :
ندمت ندامة الكسعي لما غدت مني مطلقة نوار
وكنت كفاقئٍ عينيه جهلاً فأصبح لا يضيء له نهار
نديما جذيمة : يضرب بهما المثل في طول الصحبة، كما يضرب بنخلتي حلوان . وكان جذيمة الوضاح الملك لا ينادم أحداً تيها ، و يقول : أنا أعظم من أن أنادم
/ إلا الفرقدين، وكان يشرب كأساً، ويصب لكل منهما كأساً؛ فلما أتاه مالك 77 ب وعقيل بابن أخته عمرو صاحب الطوق، الذي استهوته الجن، قال لهما: ما حاجتكما؟ قالا: منادمتك. فنادمهما أربعين عاما ، كانا يحادثانه فيها، وما أعادا عليه حديثاً قط ، وفيهما قال متمم :
وكنا كندماني جذيمة حقبةً من الدهر حتى قيل: لن يتصدعا
فلما تفرقنا كأني ومالكاً لطول اجتماعٍ لم نبت ليلةً معا
نسج العنكبوت : يضرب به المثل 0
صديق لنا مذ ذقت طعم إخائه شهدت لقد أربى على الصاب شهده
فأضعف من نسج العناكب عقده وأضيع من نار الحباحب وده
نسر لقمان :
العرب تضرب المثل بطول عمر النسر، وتزعم أنه يعيش خمسمائة عام .
وأن لقمان بن عاد خير فاختار عمر سبعة أنسر فأجيب ، فكان يأخذ فرخ النسر
فيجعله في خربة من الجبل ، فإذا تم عمره أخذ آخر ، ووضعه مكانه
، فكان آخر النسور.
وأطولها عمراً لبد الذي يقال له: نسر لقمان، ويضرب مثلاً لطول العمر، و أجاد ابن طباطبا في قوله: "من الكامل"
بأبي الذي أنا في لذاذة حبه مستقرض أعمار سبعة أنسر
مد الهوى بيني وبينك غاية أدنى مداها خلق يوم المحشر
نسيم السحر : يضرب بطيبه المثل، ومن إنشاء الصاحب "كلام أذكى من نسيم الأسحار، وأنقى من الأنوار.
نسيم الراح : يضرب للذكاء والطيب؛ قال السري في استزارة صديق له: "من الكامل"
نفسي فداؤك كيف تصبر طائعاً عن فتية مثل البدور صباح!(1/173)
وغدوا لراحهم وذكرك بينهم أذكى وأطيب من نسيم الراح
نسيم الصبا : خُصّ من بين الرياح برقة النسيم، وطيب الهبوب، وقد أكثروا فيه ؛ قال امرؤ القيس: "من الطويل"
نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل
وقال ابن طباطبا: "من المتقارب"
أتاني قريض كنظم الجمان وروض الجنان وأمن الفؤاد
وعهد الصبا ونسيم الصبا وبرد الفؤاد وطيب الرقاد
/ وقال ابن الرومي في وصف اللوزينج: "من السريع" 78 أ
مستكثف الحشو ولكنه أرق جرماً من نسيم الصبا
نغمة داود : يضرب به في الطيب. كان إذا قام في محرابه يقرأ ، عكفت عليه الطير والوحش. قال ابن الرومي في رام بقوس بندق لا يخطئ :
تستأنس الطير إلى قوسه كأنها محراب داود
وقال آخر :
لها حكم لقمانٍ وصورة يوسفٍ ونغمة داودٍ وعفة مريم
نفس عصام : يضرب فيمن يشرف بالاكتساب، لا بالانتساب، ويسود بنفسه لا بقومه. وعصام هو الباهلي، الذي قال فيه النابغة:
نفس عصامٍ سودت عصاما وعلمته الكر والإقداما
وجعلته ملكاً هماما
وكان حاجب النعمان بن المنذر 0
نقش الحجر: يضرب لما يبقي و يثبت، ولا يضمحل. في الحديث (1) : التعلم في الصغر كالنقش في الحجر، و في الكبر كالكتابة على الماء. وقال الأحنف: الكبير أكبر عقلاً لكنه أكثر شغلاً.
نفس الربيع : يضرب المثل بطيبه، فيقال: أطيب من نفس الربيع0
فقع قرقر : يضرب للضعيف الذي لا امتناع به على من يضيمه، والفقع ثخين الكمأة،
وهو أبيض سريع الفساد، ويقال: أذل من فقع بقاع وبقرقر. قال النابغة في النعمان: "من الخفيف"
حَدِّثوني بَني الشَقيقَةِ ما يَم نَعُ فَقعاً بِقَرقَرٍ أَن يَزولا
نقد البلد : يضرب للإنسان المتوسط؛ ويشبه ما يتعامل به أهل البلد بين الجودة والرداءة، فيقال: فلان من نقد البلد0
نقيع الحنظل :
يضرب لما يوصف بالكراهةوالمرارة ؛ قال عنترة: "من الكامل"
والخيل ساهمة الوجوه كأنما سقيت سوابقها نقيع الحنظل
__________
(1) في ثمار القلوب ومن أمثال المؤدبين ، وهذا القول ليس حديثا نبويا 0(1/174)
وكان ابن عيينة يتمثل بقوله : "من الكامل"
دنيا تداولها العباد ذميمة شيبت بأكره من نقيع الحنظل
وبنات دهر لا تزل صروفه فيها وقائع مثل وقع الجندل
نكاح حوثرة : رجل من عبد القيس ، يضرب به المثل في كثرة الجماع / فيقال :78 ب أنكح من حوثرة 0
نكاح أم خارجة : يضرب للسرعة، فيقال: أسرع من نكاح أم خارجة؛ وهي عمرة بنت سعد ، فكان يأتيها الخاطب فيقول: خطب، فتقول نكح. ولدت للعرب في نيفٍ وعشرين حياً من آباء متفرقين؛ وكانت إحدى اللاتي إذا تزوجت كان أمرها إليها، إن شاءت أقامت، وإلا فلا ؛ و علامة ارتضائها للزوج أن تصنع له طعاماً صبيحة الدخول . قال إسماعيل الساحر: خرجت مع السيد الحميري وقد شربنا عند نصر بن مسعود، فلقيتنا فرحة بنت الفجاءة ً، وكانت برزةً رجلة ظريفةً جميلةً ؛ وهي راكبة فرسا ، فاحسن السيد خطابها وهي لا تعرفه، فتحاورا ؛ إلى أن خطبها ، فقالت: أعلى ظهر الطريق! فقال: ألم يكن نكاح أم خارجة أسرع! فضحكت وقالت: نصبح وننظر من الرجل ؟ فأنشد:
إن تسأليني بقومي تسألي رجلاً في ذروة العزمن أحياء ذي يمن
إني امرؤ حميري حين تنسبني جدي رعين وأخوالي ذوو يزن
فعرفته وقالت: يماني وتميمية، ورافضي وحرورية،أنى يجتمعان! قال: على أن لا نذكر
سلفاً ولا مذهباً؛ فتزوجته سراً، فأقاما في عيشة راضيةٍ، حتى فرق الدهر بينهما. وممن جمعتهم صداقة مع اختلاف المذهب؛ الكميت والطرماح0
نكهة الأسد : يوصف بالبخر، وكذا الصقر؛ قال :
قد ولي فارس والأه واز داود بن بشر
وله لحية تيسٍ وله منقار نسر
وله نكهة ليثٍ خالطت نكهة صقر
نواصي الخيل: يضرب للعز والرفعة لأن معالي الأمور إنما تحصل بها0
نوم الفهد : هو أنوم الخلق، ليس كالكلب؛ إذ نوم الكلب نعاس واختلاس، ونوم الفهد مصمت. وقد ضرب المثل بنومه من قال (1) :
ونمت كنوم الفهد عن ذي حفيظةٍ أكلت طعاماً دونه وهو جائع
وقال ابن الرومي:
__________
(1) هو حميد بن ثور ، ثمار القلوب ، ص 400(1/175)
وأما نومكم عن كل خيرٍ كنوم الفهد لا يقضى كراه
نوم (1) الكلب : قال الجاحظ : الكلب أيقظ الحيوان عيناً في وقت حاجتهم للنوم ، / وإنما ينام نهاراً ، وأغلب نومه أن يكون كما قال رؤبة: ... ... ... 79 أ
لاقيت مطلاً كنعاس الكلب
يعني به القرمطة في المواعيد؛ وكذا الكلب فإنه أنوم ما يكون، أن يفتح من عينيه بقدر
ما يكفيه للحراسة، وذلك ساعةً فساعةً؛ وهو في هذا كله أيقظ من ذئبٍ، وأسمع من فرس، وأحذر من عقعق. وفي نعاس الكلب نهاراً وسهره ليلاً قال النسفي يهجو :
ينام إذا ما استيقظ الناس للعلا فإن جن ليل فهو يقظان حارس
كذلك كلب الناس ينعس يومه ويسهر طول الليل والليل دامس
فلو شاء ربي كان أير أبيكم طويلاً كأير الحارث بن سدوس
نومة عبود : كان عبداً أسود ، يكثر النوم ، نام أسبوعاً ليلا ونهارا ، فضرب به المثل لمن ثقل نومه، وقيل: إنه تماوت على أهله ، فتنحى ، فإذا هو قد مات 0
نوم أصحاب الكهف : يضرب للنوم الكثير الثقيل 0
نور الهموم: الشيب؛ ويشبه كثيرا بالنور قال ابن الرومي : "من الخفيف"
قد يشيب الفتى وليس عجيباً أن يرى النور في القضيب الرطيب
و قال ابن المعتز: "من المديد"
أنكرت هند مشيبي وولت بدموع في الرداء سجوم
أعذري يا هند شيبي لهمي إن شيب الرأس نور الهموم
وقال التميمي: "من الطويل"
أقول ونوار المشيب بعارضي قد افتر عنه ناب أسود سالخ:
أشيباً وحاجات الفؤاد كأنما يجيش بها في الصدر مرجل طابخ
حرف الهاء
هداية الحمام : يضرب بها المثل، قال الجاحظ: لولا الحمام التي تجعل برداً ما أمكن أن يعلم أهل الرقة والموصل وبغداد ما بالبصرة، وحدث في الكوفة في يوم واحد0
هداية القطا: يضرب بها المثل المجاهل؛ سيما في المولود ، قال الطرماح: "من الطويل"
تميم بطرق اللؤم أهدى من القطا ولو سلكت طرق المكارم ضلت
وقال ابن لنكك: "من الطويل"
/ تعستم جميعاً من وجوه لبلدة تكنفهم جهل ولؤم فأفرطا ... ... 79 ب
__________
(1) في ثمار القلوب : نعاس الكلب ، ص 295(1/176)
وإن زماناً أنتم رؤساؤه لأهل بأن يخرى عليه ويضرطا
إلى كم تعيبون اللئام وإنني أراكم "بطرق اللؤم أهدى من القطا!"
هدهد سليمان : يضرب لإنسان حقير يدل على ملك كبير0
هواء جرجان : موصوف بالطيب ، ونفاوته واختلافه في يوم واحد ، وأنشد الصاحب: "من الخفيف"
نحن والله من هوائك يا جر جان في حيرة وأمر شديد
حرها ينضج الجلود فإن ه بت شمال تكدرت بركود
كحبيب مواصل كلما هم م بوصل أحاله بصدود
وهواء البصرة كذلك ؛ قال ابن لنكك: "من مجزوء الرمل".
نحن بالبصر في لو ن من العيش ظريف
نحن ما هبت شمال بين جنات وريف
فإذا هبت جنوب فكأنا في كنيف
هلال شوال : يضرب للشيء السار الذي يستشرفه الناس ويختلفون في النظر إليه.
قال ابن المعتز: "من المنسرح"
مر بنا تشرق الطريق به في قد غصن وحسن تمثال
فخلته والعيون تأخذه من كل فج هلال شوال
وأخذه من ذي الرمة، حيث قال: "من الوافر"
قياماً ينظرون إلى بلال كأنهم يرون به الهلالا
هوان قعيس : هو من تميم، مات أبوه فحملته عمته لصاحب بر، فرهنته على صاعٍ بر، ولم تفكه حتى غلق الرهن، فاستعبده ، فصار هوانه مثلاً. قال منصور الفقيه:
إذا ما البخيل ثوى في الثرى خرى وارثوه على حفرته
هوان البخيل على أهله هوان قعيسٍ على عمته
حرف الواو : واسطة القلادة: يضرب لتفضيل بعض الشيء على كله، فيقال: واسطة
القلادة، وإنسان الحدقة، وعين الكتيبة، وبيت القصيد.
وافد البراجم : يضرب / به المثل في الشقاء، فيقال : أشقى من وافد البراجم 80 أ وذلك لأنه ظن أن عمرو بن هند اتخذ طعاماً وضيافة ، وكان عمرو أحرق جماعة من بني دارم بقتل أخيه سعد ، فظن أن قتار اللحم من ضيافته ، فأتاه ، فقال له : مَن أنت ؟ قال : أبيت اللعن وافد البراجم ، فقال عمرو : إنّ الشقي وافد البراجم ، فطرحه في النار0(1/177)
واو عمرو : تضرب لما لا يحتاج إليه. وأجود ما قيل فيها قول أبي سعيدٍ الرستمي (1) للصاحب :
أفي الحق أن يعطى ثلاثون شاعراً ويحرم ما دون الرضا شاعر مثلي
كما ألحقت واو بعمروٍ زيادةً وضويق بسم الله في ألف الوصل
واقية الكلب : يضرب للخسيس يكون موقىً، لأن الكلب من الحيوانات الطويلة الذماء.
قال دريد لما ضرب امرأته بالسيف فلم تمت:
أقر العين أن عصبت يداها وما إن يعصبان على خضاب
وأبقاهن أن لهن لؤماً وواقيةً كواقية الكلاب
وادي النمل : يضرب للمكان الكثير السكان 0
وادي القصر : بالبصرة ، وفيه قيل : " من البسيط "
زر وادي القصر نعم القصر والوادي في منزل حاضر إن شئت أو باد
ترفى به السفن، والظلمان حاضرة والضب والنون والملاح والحادي
قال الجاحظ: من أتى هذا الوادي ورأى قصر أنس رأى أرضاً كالكافور، وغزلانا و ضباً
وسمكاً ، وسمع غناء ملاح على سفينة وحداء جمال خلف بعيره. وفيه قال الخليل : "من المنسرح"
يا جنة فاقت الجنان فما يبلغها قيمة ولا ثمن
ألفتها فاتخذتها وطناً إن فؤادي لحبها وطن
زواج حيتانها الضباب بها فهذه كنة وذا ختن
انظر وفكر فيما نطقت به إن الأديب المفكر الفطن
من سفن كالنعام مقبلة ومن نعام كأنها سفن
وثبة النمر : من كلام أبي العيناء الذي نحله الأعرابي في وصف رجال الحضرة : ما تقول في صالح بن شيرازاد؟ قال: يتعلل بخروف، ويتغدى بفصيل، ويتعشى بغريض، يثب على فريسته وثبة النمر0
وثبة الأسد :
قال ابن المعتز للمعتضد:
هنتك أمير المؤمنين سلامة برغم عدو في الحديد كظيم
/ وثبت إليه وثبة أسديةً وصلت به صول الظبا في الريم 80 ب
وجه الناصبي : يشبه به السواد والظلمة ، قال كشاجم:
قوم إذا حصلوا ضياء والعصب الناصبي ظلمه
وقال الخوارزمي :
رب ليلٍ كطلعة الناصبي ذي نجومٍ كحجة الشيعي
__________
(1) كتبت : قول ابن رستم ، وما أثبتناه من ثمار القلوب ص 153(1/178)
وجه النهار : أوله، ويقال: بقل وجه النهار وطر شاربه، إذا ابتدأت الظلمة.ومن استعارات ابن المعتزالبديعة :
تفقد مساقط لحظ المريب فإن العيون وجوه القلوب
وطالع بوادره في الكلام فإنك تجني ثمار الغيوب
وقال البحتري:
فسلام على جنابك والمن هل فيه وربعك المأنوس
حيث فعل الأيام ليس بمذمو مٍ ووجه الزمان غير عبوس
و قال آخر :
لاتألمن شحوب وجهك بعدما بيضت للسلطان وجه المشرق
ورد جور : يضرب به المثل ، وجور من كور فارس ، مخصوصة بالورد الذي لا أطيب منه، وعد مع بنفسج الكوفة ، ومنثور بغداد ، وزعفران قم ، ونيلوفر السيروان، ونارنج الصيمرة، وأترج طبرستان، ونرجس جرجان.
ورع ابن سيرين : يضرب لشدة الورع ، قال الشاعر :
فأنت بلليل ذئب لاحريم له وبالنهار على سمت ابن سيرين
لما لم يستقم له أن يقول: ورع ابن سيرين، أبدله بالسمت وأجاد، وهذا من لطائف الشعراء .
وصي آدم : فلان ، يضرب للفضولي الداخل فيما لا يعنيه ، وقد يستعمل في المدح كقوله :
وكأن آدم حين حم حمامه أوصاك وهو يجود بالحوباء
ببنيه أن ترعاهم فرعيتهم وكفيت آدم عيلة الأبناء
وعد إسماعيل : يضرب للصدق، لقيامه به ، قال تعالى : [إنه كان صادق الوعد ] 0
/ وعيد الحبارى : يضرب للضعيف يتوعد القوي ، وفي المثل : وعيد الحبارى81 أ الصقر؛ وذلك أنها تثق وتحاربه؛ قال الشاعر: "من الطويل":
أقل غناء عنك إيعاد بارق وعيد الحبارى الصقر من شدة الرعب
وفاء السموأل : هو ابن عادياء اليهودي، القائل: أودعه امرؤ القيس دروعاً ، فهلك امرؤ القيس، فطلبها منه بعض ملوك الشام ، فتحصن في حصنه، فأخذ الملك ابناً له خارج الحصن، وقال: يعطنيها أو أذبحه ، فأبى ، فذبحه وهو ينظر ، ووفى بالدروع لورثة امرئ القيس ، وقال :
بنى لي عاديا حصناً منيعاً وماءً كلما شئت استقيت
وقالوا: إنه كنز رغيب ولا والله أغدر ما مشيت
وفيت بأدرع الكندي إني إذا ما خان أقوام وفيت(1/179)
وقار الشيب: أول من شاب إبراهيم ، حلاه الله بالشيب ليتميز عن إسحاق، لشبهه به ، فكان لا يميز بينهما ، قال دعبل : "من الكامل"
أهلاً وسهلاً بالمشيب فإنه سمة الوقور وهيبة المتحرج
وقال أبو نواس: "من الطويل"
يقولون في الشيب الوقار لأهله وشيبي بحمد الله غير وقار
وقاحة العميان : في المثل : أوقح من أعمى؛ لأن الحياء في العين، وأبلغ ما في ذم
الأعمى قول بعضهم : "من الخفيف"
كيف يرجو الحياء منه صديق ومكان الحياء منه خراب!
وقيل لأبي العيناء: ما أوقحك! قال: أما علمتم أن للحياء شرائط ليست معي واحدة منهن! قيل: صفهن، قال أولهن: في العينين، ولست أبصر؛ الثانية: اجتناب الكذب، وأنا من اليمامة و رهط اليمامة مسيلمة ؛ والثالثة: أن المصطفى قال: "الحياء من الإيمان" وأي إيمان ترون معي؟ 0
ونظيره أن رجلاً سأل يحيى بن أكثم، فقال يحيى: أخطأت باب الرزق من ثلاثة أوجه: أحدها أني مروزي، وبخل أهل مرو يضرب به المثل؛ والثاني أني تميمي، ومن لم يكن من التميميين بخيلاً فهو لغير رشدة؛ الثالثه أني قاض، والقاضي يأخذ ولا يعطي، ويرتزق ولا يرزق.
وكر الشيطان : السوق ومنه حديث : "إياكم والأسواق، فإن الشيطان / قد باض 81ب فيها وفرخ".
ولد الحمار : في المثل : أخلف من ولد الحمار؛ يريدون به البغل؛ لأنه لا يشبه أباه ولا أمه.
حرف الياء
يد الدهر: للشعراء في استعارة اليد تصرف كثير؛ ومن أحسنه قول لبيدٍ:
وغداة ريحٍ قد كشفت وقرةٍ قد أصبحت بيد الشمال زمامها
وقول الآخر :
كيف يسقى على الحوادث حي بيد الدهر عوده منحوت!
يدا عدل : هو عدل ابن سعد العشيرة، كان على شرطة تبعٍ، ( وكان تبع ) إذا أراد قتل رجلٍ دفعه إليه؛ فجرى به المثل ، فصار يقال: بئس من هوعلى يدي عدلٍ.(1/180)
يسار الكواعب : يضرب لكل جان على نفسه، متعرض لما هو فوق قدرته ، وهوعبد راود بنت مولاه، فأبت ، فعاودها، فقالت: إن كان لابد أبخرك ببخورٍ، فإن صبرت على حره نلت مرادك ، فأدخلت تحته جمرا ، واشتملت على سكين ، فجبته (1) بها، فقال، صبراً على مجامر الكرام! وفيه قال الفرزدق لجرير:
وهل أنت إن ماتت أتانك راكب إلى آل بسطام بن قيسٍ كخاطب
وإني لأخشى إن خطبت إليهم عليك الذي لاقى يسار الكواعب
ينبوع الأحزان : قال بعض الفلاسفة: القنية ينبوع الأحزان. وقال ابن طاهر: "من الطويل"
ألم تر أن الدهر يهدم ما بنى ويأخذ ما أعطى ويفسد ما أسدى
فمن سره ألا يرى ما يسوءه فلا يتخذ شيئاً يخاف له فقدا
يوم حليمة : من أشهر أيامهم ، ولذلك قيل : ما يوم حليمة بسر ، وفيه يقول النابغة :
وهي بنت الحارث بن أبي شمرٍ،فنسب اليوم إليها لأن أباها وجه جيشاً إلى المنذر بن ماء السماء، فحضرت المعركة وحرضت أباها على القتال ؛ ويزعمون أن الغبار ارتفع في ذلك اليوم حتى غطى الشمس،وظهرت الكواكب؛ فصار مثلا 0
يوم الجمل : قال الجاحظ : وقع شر بين القوم بالمدينة، فقالت: أسرجوا لي بغلا، فقال ابن عتيق: نحن لم نغسل بعد رؤوسنا من يوم الجمل، أتريدين أن يقال: يوم البغل! قري في بيتك . وأنشد الدقاق:
/ إذا نزلت منزلاً للطالبين فقل ... ... ... 82 ا
يا زائدين في الندا حي على خير العمل
والضاربين أمهم بالسيف في يوم الجمل
فعالكم من صبرٍ وقولكم مثل العسل
يوم العنز : يضرب لمن يلقى ما يهلكه، فيقال: لقي يوم العنز؛ و يومها يوم ذبحها، كما يقال : يوم عبيدٍ، ليوم قتله؛ قال الفرزدق:
رأيت ابن دينار يزيد رمى به إلى الشام يوم العنز والله خاذله
يعني به المثل: كالباحث عن المدية، يقول: كالعنز التي تبحث برجلها عن المدية فذبحت بها.
يوم عبيد :
__________
(1) يعني قطعت مذاكيره 0(1/181)
يضرب لليوم المنحوس. كان عبيد بن الأبرص تصدى للنعمان بن المنذر في يوم بؤسه الذي كان لا يفلح من لقيه فيه، كما لا يخيب من لقيه في يوم نعيمه؛ فقال له: يا عبيد؛ إنك مقتول فأنشدني قولك:
أقفر من أهله ملحوب
فأنشده:
أقفر من أهله عبيد فاليوم لا يبدي ولا يعيد
ثم قتله 0(1/182)