من أعلام المدينة المنورة
الشيخ محمد الطيب الأنصاري
د.خالد أحمد الشنتوت ...
باحث متعاون في مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة
مقدمة
صارت المدينة المنورة عاصمة المسلمين العلمية والثقافية مذ هاجر إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ولما تحول الثقل السياسي عنها إلى عاصمة الخلافة الأموية في دمشق،ثم العباسية في بغداد؛ تركزت فيها الحركة الثقافية في مجموعات من العلماء ظهروا في بقية عصر الصحابة ثم عصر التابعين، واستمرت المدينة المنورة عاصمة علمية وثقافية للمسلمين.
ثم توالت جهود علماء المسجد النبوي من أبناء المدينة المنورة والمجاورين والزائرين، وظلت شعلة الثقافة متوقدة على مرالعصور، تشتد حيناً وتهدأ حيناً آخر، لكنها لاتنطفئ.
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها)(1). فقلوب المسلمين في أنحاء المعمورة تهفو وتتطلع لزيارة المدينة المنورة، للصلاة في مسجدها، والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وطلب العلم في المسجد النبوي الشريف.
__________
(1) رواه البخاري في صحيحه (2/663)، باب الإيمان يأرز إلى المدينة، ومسلم في صحيحه، باب بيان أن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً وأنه يأرز بين المسجدين.(1/1)
وفي العصر الحديث ظهر في المدينة المنورة عدد من العلماء الأفاضل الذين حملوا الإرث الثقافي الضخم وأخذوا ينقلونه للأجيال المتوالية في حلقات المسجد النبوي، التي توافد إليها المدرسون والطلاب من أقطار العالم الإسلامي فتوهجت شعلة الثقافة من جديد وصارت المدينة المنورة محط الأنظار، ولمعت أسماء عدد من العلماء الذين صاروا أعلاماً مشهورين بدروسهم، ومؤلفاتهم،قادوا الحركة العلمية في المدينة المنورة، وأعطوا طلاب العلم في المسجد النبوي الشريف؛ خلاصة ماحصلوه من علم ومعرفة وآداب، وتتلمذ على يديهم عشرات الطلاب الذين حملوا مشعل العلم والدعوة بعدهم، من هؤلاء العلماء الأعلام الشيخ محمد الطيب الأنصاري يرحمه الله.
هو الشيخ محمد الطيب بن إسحاق بن الزبير بن محمد الأنصاري الخزرجي المدني: مدرس، مالكي المذهب، سلفي العقيدة، يقال له (التنبكتي) (1)، نسبة إلى البلدة التي ولد فيها.
ولد في بلدة (تنبكتو) بمنطقة المراقد (المغرب)، في أطراف الصحراء الإفريقية الكبرى عام (1296هـ)، ونشأ وتربى فيها، ولما بلغ الثامنة من عمره توفي والده، فكفله خاله الشيخ مبارك، وجماعة من أقاربه، فحفظ القرآن الكريم، على يد خاله الشيخ محمد بن أحمد، وتلقى العلم في حلقات التدريس على علماء بلده، وارتحل في طلب العلم إلى العديد من الأقاليم؛ فأخذ العلم من علمائها، وجمع بين التعلم بالتلقي ممن جلسوا للتدريس كما هو حال سائر العلماء الأفاضل،الذين تسلموا العلم من شيوخهم بالتلقي،والتعلم بالقدوة من الأهل والمعارف وخاصة والده وأخواله (2).
اتصف الشيخ محمد الطيب الأنصاري بالذكاء، لذلك كلف بمهام القضاء في بعض الجهات رغم صغر سنه، وقد أهله لذلك إلمامه بالعلوم واتقانه لها (3).
__________
(1) الأعلام للزركلي (6/177).
(2) موسوعة ألأدباء والكتاب السعوديين (1/30).
(3) طيبة وذكريات الأحبة، (1/66).(1/2)
وفي عام (1323هـ)، وبعد احتلال الفرنسيين لمنطقته؛ هاجر إلى المدينة المنورة، مع شيخه الشيخ محمود وبعض أبناء عمومته، ومنها انتقل إلى مكة المكرمة متفرغاً للعبادة، ومطالعة العلوم الشرعية، ولكن مقامه في مكة المكرمة لم يطل؛ حيث عاد إلى المدينة المنورة قبل إتمام العام، وقد عزم على الخروج من عزلته، والمشاركة في نشر العلم في حلقات المسجد النبوي الشريف، يدرس العلوم العربية (النحو والصرف)، والفقه والتفسير، وكان إقبال الطلاب على حلقة درسه إقبالاً كبيراً، لما وجدوا عنده العلم والإخلاص في نشر العلم،فكان يواصل التدريس بعد الظهر وبعد العصر وبعد المغرب حتى آذان العشاء، ثم يعود إلى المنزل بعد صلاة العشاء للمطالعة والمذاكرة مع بعض طلاب العلم الخلص الذين يرافقونه حتى بيته، وقد استفاد منه كثير من الطلاب في اللغة العربية وآدابها، والفقه والتفسير، وصاروا بعد ذلك من العلماء والأدباء المشهورين في المدينة المنورة.
وقد اتصف الشيخ محمد الطيب الأنصاري؛ إلى جانب العلم الوافر الغزير، بالتقوى والورع والزهد فيما عند الناس، لذلك أحبوه مصداقاً للحديث الشريف (1).
وفي عام (1341هـ) عين رئيساً لمدرسي المسجد النبوي.
ثم التحق بمدرسة العلوم الشرعية، وتولى رئاسة مدرسيها بناء على طلب مؤسسها والمسؤول عنها السيد أحمد الفيض آبادي، وظل يشتغل بالتدريس والتأليف حتى وفاته (2).
__________
(1) -أخرج ابن ماجه عن سهل بن سعد الصاعدي - رضي الله عنه - قال : جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يارسول الله دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس فقال : ( ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما أيدي الناس يحبك الناس )، انزر صحيح الترغيب والترهيب للألباني (3213) وقال عنه : حسن لغيره .
(2) موسوعة الأدباء والكتاب السعوديين (1/30).(1/3)
درس على يديه كثير من الطلاب، وصار بعضهم من المدرسين والشيوخ، الذين نشروا العلم والمعرفة في المدينة المنورة وحولها، فكان منهم المدرس في المسجد النبوي، ومنهم الأديب والشاعر، ومنهم رئيس تحرير جريدة المدينة المنورة، ومعظم تلامذته من الكتاب الذين زودوا المكتبة العربية والإسلامية بعدد من المؤلفات منهم:
الشيخ إسماعيل حفظي، والشيخ عمر بري،والسيد علي حافظ،والسيد عثمان حافظ،والسيد عبيد مدني،والسيد أمين مدني، والأستاذ عبد القدوس الأنصاري .
رغم انشغال الشيخ محمد الطيب الأنصاري بالتدريس واستغراقه فيه في حلقات المسجدالنبوي، ومدرسة العلوم الشرعية؛ فقد صنف عدداً من المؤلفات في العلوم التي كان يدرسها، وأهم تلك المؤلفات :
1-الدرة الثمينة في النحو، نظم فيه شذور الذهب لابن هشام.
2-اللآلئ المكينة شرح الدرة الثمينة في مجلد.
3-البراهين الواضحات في نظم كشف الشبهات (في التوحيد).
4-تحبير التحرير في اختصار تفسير ابن جرير، وصل فيه إلى سورة قد سمع.
5-السراج الوهاج في اختصار صحيح مسلم بن الحجاج.
6-التحفة البكرية في نظم الشافية (في الصرف)(1).
توفي يرحمه الله صبيحة يوم الاثنين (7) جمادى الآخرة عام (1362هـ)، ودفن في البقيع في عصر ذلك اليوم، وصُليَّ عليه صلاة الغائب في المسجد الحرام بمكة المكرمة، وفي الجامع الكبير بالرياض. رحمه الله رحمة واسعة على ماقدم في خدمة العلم وطلاب العلم في طيبة الطيبة.
__________
(1) - موسوعة الأدباء والكتاب السعوديين خلال ستين عاماً (1/30) .(1/4)
من أعلام المدينة المنورة في العصر الحديث
الشيخ عطية محمد سالم
التحرير
كانت المدينة المنورة عاصمة المسلمين العلمية والثقافية مذ هاجر إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ولما تحول الثقل السياسي عنها إلى عواصم الخلافة الأموية والعباسية ؛ تركزت الحركة الثقافية في مجموعات من العلماء ظهروا في بقية عصر الصحابة ثم عصر التابعين .
ثم توالت من بعدهم جهود علماء المسجد النبوي من أبناء المدينة المنورة والمجاورين والزائرين، وظلت شعلة الثقافة متوقدة على مرالعصور، تشتد حيناً وتهدأ حيناً آخر، لكنها لاتنطفئ .
وفي العصر الحديث ظهر في المدينة المنورة عدد من العلماء الأفاضل الذين حملوا الإرث الثقافي الضخم وأخذوا ينقلونه للأجيال المتوالية في حلقات المسجد النبوي، وما لبث أن افتتحت الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام (1381هـ)، و توافد إليها المدرسون والطلاب من أقطار العالم الإسلامي فتوهجت شعلة الثقافة من جديد وصارت المدينة المنورة محط الأنظار، ولمعت أسماء عدد من العلماء الذين صاروا أعلاماً مشهورين بدروسهم، ومؤلفاتهم، وبرامجهم الإذاعية والتلفازية، ومحاضراتهم في الأندية والمجالس الثقافية .
من هؤلاء العلماء الأعلام الشيخ عطية محمد سالم،أحدالعلماء الذين تولوا التدريس في المسجد النبوي الشريف،وقدموا عبر الإذاعة والتلفاز عشرات البرامج والحلقات، ودرس على يديه مئات الطلاب من سائر أقطار العالم الإسلامي، واستفاد منه عدد كبير من طلاب العلم وزائري المدينة المنورة، جلسوا في حلقته المشهورة في المسجد النبوي، وسوف نعرض بشيء من التركيز لسيرته وعطائه العلمي .
ولد الشيخ عطية محمد سالم في قرية المهدية التابعة لمديرية الشرقية بمصر عام (1346هـ) .
درس في كتاتيب القرية، ثم في مدرستها الأولية لمدة خمس سنوات، وحفظ فيها أجزاء من القرآن الكريم .(1/1)
رحل إلى المدينة المنورة عام (1364هـ) طلباً للعلم، ودرس في المسجد النبوي على عدد من الشيوخ منهم :
? الشيخ عبد الرحمن الإفريقي درس عليه : موطأ الإمام مالك ونيل الأوطار وسبل السلام في الفقه الشافعي، ورياض الصالحين والبيقونية في مصطلح الحديث .
? الشيخ حماد الأنصاري درس عليه : منظومة الرحبية في الفرائض، ومنظومة الآجرومية في النحو .
? الشيخ محمد التركي: درس عليه صحيح البخاري، وبعض شرح منتهى الإرادات.
كما درس على الشيخ محمد الحركان في البخاري، وعلى الشيخ عمار في سنن أبي داوود، وعلى الشيخ العرنوس نائب رئيس أنصار السنة تجويد خط ( الرقعة )، وحصل على إجازة في التجويد من نائب شيخ القراء الشيخ أحمد ياسين الخياري يرحمهم الله جميعاَ .(1/2)
(1) حضر الشيخ عطية محمد سالم دروس الشيخ الأمين الشنقيطي في المسجد النبوي الشريف قبل سفره إلى الرياض، ثم تتلمذ على يديه في المعهد العلمي بالرياض، ثم صحب الشيخ الأمين في الجامعة الاسلامية منذ تأسيسها وكان كل منهما مدرساً فيها .... كما صحبه في رحلة الحج أربع مرات متتالية، وصحبه كذلك في رحلة للدعوة في إفريقيا دامت ثلاثة شهور، تعلم فيها الشيخ عطية من الشيخ الأمين كثيراً من سياسة الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة .
ودامت صحبة الشيخ عطية للشيخ الأمين قرابة عشرين عاماً في المدينة المنورة والرياض وغيرهما .
__________
(1) هو محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي المدني ، ولد في مدينة ( تنية ) بموريتانيا ، ونشأ يتيماً عند أخواله ودرس علوم القرآن والسيرة والأدب والتاريخ وعرف عنه الذكاء والاجتهاد حتى صار من علماء موريتانيا ، فتولى القضاء في بلده ، ثم خرج للحج عام (1367هـ) مع بعض تلامذته ، استقر على أثرها مدرساً في المسجد النبوي ، بالمدينة المنورة ، ثم اختير للتدريس في المعهد العلمي بالرياض (1371هـ) ، وصار عضواً بارزاً في معهد القضاء العالي بالرياض (1386هـ) ، وكان من أوائل المدرسين في الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة (1381هـ) ، وعضواً مؤسساً في رابطة العالم الإسلامي ، وعضواً في هيئة كبار العلماء ( 1391هـ) . من تلاميذه الشيخ عبد العزيز بن باز ، والشيخ عطية سالم ، وغيرهم كثير . ومن أهم مؤلفاته : أضواء البيان في تفسير القرآن في سبعة مجلدات ... توفي في مكة المكرمة (1393هـ ) ودفن في مقبرة المعلاة فيها ، يرحمه الله تعالى .(1/3)
في عام (1370هـ) انتقل إلى الرياض عند افتتاح المعاهد العلمية والكليات، والتحق بالصف الثاني الثانوي في المعهد العلمي، ثم التحق بالمعهد العالي وحصل على المؤهل العلمي من كلية الشريعة ومن كلية اللغة العربية أيضاً. وفي الرياض توطدت صلته بعدد من مشايخ الأزهر منهم الشيخ عبد الرزاق عفيفي، والشيخ يوسف عمر، والأستاذ محمد سرحان وغيرهم من كبار مشايخ الأزهر.
وفي الرياض أيضاَ درس الحديث والفقه على عدد من المشايخ منهم الشيخ عبدالعزيز بن باز، والشيخ عبدالعزيز بن رشيد، والشيخ عبد الرحمن حمزة يرحمهم الله جميعاً .
ويلاحظ أن تكوينه العلمي والثقافي تم في المدينة المنورة والمعهد العلمي وكلية الشريعة واللغة العربية في الرياض،حيث لم يتسنَ له في بلده سوى ذلك الجزء الضئيل من التعلم .
درّس الشيخ عطية محمد سالم في معهد الأحساء، وذلك بعد تخرجه من المعهد العلمي في الرياض، مدة أربع سنوات؛ خلال درا سته في كلية الشريعة وكلية اللغة العربية في الرياض معاً في وقت واحد(1) . فكان مدرساً في معهد الأحساء، وطالباً في كلية الشريعة وكلية اللغة العربية بالانتساب .
? ثم درّس بعد تخرجه في معهد الرياض العلمي مدة شهرين فقط .
__________
(1) يقول الشيخ عطية في ترجمته التي كتبها بيده : وفي سنة التخرج ( من المعهد العلمي )افتتحت كلية اللغة العربية بجانب كلية الشريعة ...ولظروف ( ما ) سجل اسمي في كلية اللغة ، مع الرغبة الأكيدة في الشريعة ، وحصلت على وعد بالسماح بدراسة الشريعة في العطلة والاختبار لها في الدور الثاني ، وحصلت على شهادتين معاً في سنة التخرج بحمد الله ) .(1/4)
? درّس بلوغ المرام(1) في كلية الشريعة بالرياض، ودرّس الأدب في صدر الإسلام في كلية اللغة العربية بالرياض، ودرّس علم الوضع(2) في الكليتين معاً .
? في عام (1381هـ) أسهم في تأسيس الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وأسند له شؤون التعليم ، ودرّس فيها بداية المجتهد(3)، ودرّس في قسم الدراسات العليا فيها، كما درّس الأصول في غياب الشيخ الأمين حتى تخرج الفوج الأول من الجامعة الإسلامية .
? درّس في المعهد العالي للدعوة الإسلامية في المدينة المنورة التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فرع المدينة المنورة .
? انتقل إلى القضاء في عام (1384هـ ) واستمر فيه حتى بلغ سن التقاعد في (1/7/1414هـ ) .
? استمر الشيخ مدرساً في المسجد النبوي حتى وافته المنية سنة (1420هـ) يرحمه الله تعالى .
النشاطات العلمية والإعلامية
درّس في المسجد النبوي الشريف مدة طويلة، ومن أهم دروسه شرح موطأ الإمام مالك،حيث سجل هذا الشرح في (600) شريط مسجل .
? وشرح الأربعين النووية كذلك في (70) شريطاً مسجلاً .
? وفسر سورة الحجرات في مواسم الزيارة .
? وفسر أوائل سورة البقرة حتى الآية (100) .
? كما شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث، والمنظومة الرحبية في الفرائض، وبلوغ المرام .
? وله دروس في رمضان بعد العصر في الصوم والغزوات، كما له دروس موسمية عن مناسك الحج .
??كانت له مشاركات فعالة في برنامج نداء الإسلام، وكانت دروسه جذابة للمستمعين، يقبل عليها طلاب العلم والباحثون .
__________
(1) بلوغ المرام لابن حجر ، كتاب في الحديث ، فيه (412) حديثاً من أحاديث الأحكام .
(2) المراد به علم تدوين الحديث الشريف .
(3) بداية المجتهد ونهاية المقتصد ، لابن رشد ، كتاب في الفقه المقارن على المذاهب الأربعة ، طبع مرات كثيرة بعضها ستة مجلدات .(1/5)
? وكانت له مشاركات في ندوات وبرامج تلفزيونية مستقلة ، دامت أكثر من عشرين عاماً، قدم فيها الكثير من علمه وفكره للمشاهدين .
? كما كانت له مشاركات صحفية في عدة صحف محلية ومجلات إسلامية منها : صحيفة المدينة، وصحيفة الندوة، وصحيفة عكاظ، وصحيفة ( المسلمون )، ومجلة الدعوة الصادرة من الرياض، ومجلة الجامعة الإسلامية .
شارك يرحمه الله في مؤتمرات عدة داخل المملكة وخارجها في الباكستان وماليزيا والعراق، وكان له حضور مميز حيث عارض فكرة تحديد النسل، وعارض فكرة إباحة الربا للضرورة؛ وأفشل هذين الاقتراحين في المؤتمرات التي حضرها .
1. بتكليف من الشيخ عبد العزيز بن باز يرحمه الله أكمل الشيخ عطية سالم تفسير أضواء البيان(1) الذي بدأه الشيخ الأمين الشنقيطي، وكان عمله فيه من أول سورة الحشر حتى آخر سورة الناس . كما كتب ترجمة للشيخ الأمين الشنقيطي وصلت (64) صفحة ألحقت بالجزء الأخير من تفسير أضواء البيان .
2. وله في الفقه مؤلفات عدة منها: عمل أهل المدينة في موطأ الإمام مالك، ومجموعة من الرسائل عن التراويح، ونكاح المتعة عبر التاريخ، وزكاة الحلي،وسجودالتلاوة، ومع المرضى .
3. وله في علم الأصول مؤلفات عدة منها: تسهيل الوصول إلى علم الأصول، وموقف الأمة من اختلاف الأئمة .
4. وله في السيرة مؤلفات عدة منها : وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم، ومع الرسول صلى الله عليه وسلم في رمضان، ومع الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، ومعالم على طريق الهجرة، ومنهج الإسلام في المؤاخاة بين المسلمين، والإسراء والمعراج .
5. وله في الأدب مؤلفات منها: الأدب في صدر الإسلام، والخطابة وأصولها .
__________
(1) أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ، تفسير في ( عشرة مجلدات ) بدأه الشيخ الأمين الشنقيطي ، وكتب فيه حتى نهاية سورة المجادلة ثم توفي يرحمه الله فأكمله الشيخ عطية سالم يرحمهما الله تعالى ، نشرته دار عالم الكتب ، بيروت . .(1/6)
6. وله في الفكر الإسلامي مؤلفات منها : تعريف عام بعموميات الإسلام، وفي ظلال عرش الرحمان، وآيات الهداية والاستقامة، وتعددالزوجات، وهيئة أمم إسلامية، وتحديد النسل، وغيرها .
7. ترك الشيخ بعض الكتب المخطوطة التي لم تترك له المنية فرصة لنشرها وهي: من أعيان علماء الحرمين، وبدر والبدريون، و ترتيب التمهيد على أبواب الفقه (14) مجلداً. ويتمنى مركز بحوث ودراسات المدينة أن يقوم أولاد الشيخ عطية يرحمه الله بنشرها ليستفيد منها المسلمون.
8. وثمة كتب بدأ الكتابة فيها كما ذكر في الترجمة التي كتبها بخط يده، وقد خطط يرحمه الله لإصدارها في موسوعات وهي : موسوعة المسجد النبوي، وموسوعة الدماء .
9. رسائل وأبحاث نشرت في الصحف والمجلات وطبع بعضها ووزع مثل : الإسلام والقلق النفسي، العين إثباتها وعلاجها، الطب الروحاني، الجانب الروحي في الحج، إقامة الدليل على أن الذبيح إسماعيل، المسجد النبوي أولى جامعات العالم، عناية الإسلام بالشباب، طرق الإثبات في القضاء، بدر بقيادة السماء، زرع الكلية، أحكام السكران، الرسم العثماني، الربا في القرآن الكريم ... وغيرها كثير .
10. سجل أكثر من ألف شريط ( كاسيت ) تباع في معارض الكتاب الإسلامي منها (600) شريط عن شرح موطأ الإمام مالك يرحمه الله، و(70) شريطاً عن شرح الأربعين النووية، وشرح الورقات في الأصول، وشرح البيقونية، وشرح الرحبية في الفرائض .
وفاته :
توفي يرحمه الله يوم الاثنين (6) ربيع الثاني (1420هـ) ودفن في البقيع.
المراجع
1. ترجمة كتبها الشيخ يرحمه الله بخط يده في غرة ذي الحجة (1414هـ)، بلغت (22) صفحة .
2. علماء ومفكرون عرفتهم ، الشيخ محمد المجذوب ( ج 2) دار الاعتصام بالقاهرة، (1986م )، ص (201) وحتى (226) .
3. موسوعة الأدباء والكتاب السعوديين خلال ستين عاماً، أحمد سعيد بن سلم (ج2)، (ص23)، إصدارات النادي الأدبي بالمدينة المنورة، ط1 ، 1413هـ .(1/7)
4. قضاة المدينة المنورة، من عام (963هـ) إلى عام (1418هـ)، عبدالله بن محمد بن زاحم ،(ج1) ( 92ـ 93)، ط1،1418هـ .
-(1/8)