سبل
السعادة الزوجية
(موافقة وزارة الإعلام تاريخ 12/11/2007 )
رقم(97002)
جمع وإعداد
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (21) سورة الروم
وأفضل الصلاة وأتمُّ التسليم على المبعوث رحمة للعالمين الذي وجّهنا إلى الخيريّة بجميع وجوهها ومنها أن نكون خيراً لأهلينا فقال عليه الصلاة و السلام: « خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِى »أخرجه الترمذي(1)
أما بعد :
فهذه رسالة صغيرة حول السعادة الزوجية ، اقتبستها من هنا وهناك ، لتكون عبارة عن ومضات تنير طريق السعادة الأسرية ، والتي لن تتحقق إلا من خلال السكن الروحي والنفسي والمودة والرحمة .
سائلا المولى عزل وجل أن تسعد بها كل أسرة ، حتى لا تعصف بها الرياح العاتية .
وكتبه
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود
ذو القعدة لعام 1428 هـ الموافق ل 6/11/2007
- - - - - - - - - - -
أولا
الطريق إلى السعادة الزوجية. (2)
__________
(1) برقم (4269) وهو حديث صحيح
(2) - آمال بنت عبد الرحمن محمد(1/1)
لقد شرع الله عز وجل العلاقات الزوجية لتحقق النفع للزوجين؛ حيث تسكن نفوسهم، ويتفاعل الزوجان، فيعم الخير على المجتمع برمته، وصدق الله إذ يقول: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (21) سورة الروم ، إلا أن مسيرة الحياة الزوجية قد تتعرض لبعض المنغصات التي قد تعكر صفو العلاقة الزوجية؛ لذا يقع على الزوجة مسئولية دعم العلاقة، ومحاولة تجنب ما يعن لهما من متاعب، وعلى الزوجة يقع العبء الأكبر في الحفاظ على حياتها الزوجية من الانهيار، ورغم ما تعانيه المرأة العصرية اليوم من تعدد مسؤولياتها فإنها قادرة على إدارة أمور مملكتها الصغيرة بنجاح وحكمة، وعدم التسرع في إصدار حكمها على الأمور، والمرأة الواعية هي التي تقول لزوجها ما ينبغي أن يقال، ولا تناقشه فيما لا ينبغي عليها الخوض فيه؛ خصوصاً وأن كلا الشريكين يتحملان أعباء جسيمة في مجال العمل والمنزل والإشراف على تحصيل الأبناء.
مشاكل العمل قد تنقل إلى المنزل:
قد يواجه الزوج مشاكل ثقيلة في عمله أو مشادة مع رئيسه. وبالتالي فلن يتقبل من الزوجة أي أسئلة حرجة أو استفسارات ملحة، مثال ذلك: أن تتقدم المرأة للرجل بقائمة مشتريات بعد عودته من عمله، فإذا كان مرهقاً من مشاكل عمله فسوف يرفض هذه المطالب حتى ولو كانت محدودة، أما إذا كان الزوج لا يشكو من متاعب العمل، فقد يستجيب لطلبات زوجته بل قد يضيف إليها، ويغدق عليها.
وهنا يجب على الزوجة أن تتريث قبل التقدم بطلباتها أو أسئلتها، وألا تتقدم بهذه الطلبات أو الأسئلة إلا في توافر جو من الصفاء والسعادة لزوجها.
وقد أجريت بعض الدراسات بواسطة خبراء علم النفس لمعرفة أسباب الخلافات الزوجية، وبعد استعراض النتائج قدمت الدراسات بعض التوصيات التي ينبغي أن تأخذ بها الأزواج ومنها:(1/2)
ينبغي ألا تكثر من الحديث عن متاعبها مهما كانت ظروف عملها داخل المنزل وخارجه؛ فالزوج أيضاً لديه نفس المشاكل أو قد تفوقها، ومن واجب الزوجة تخفيف حدة هذه المشاكل عند إثارتها باقتراح الحلول البديلة، فالزوجة الحكيمة هي التي تضفي جواً من الهدوء والسعادة على منزلها بحيث يكون هذا المنزل مكاناً للاسترخاء وتجديد النشاط بالنسبة لزوجها وأولادها.
وعندما يهاجم زوجك أحد أفراد أسرته فحذار من مشاطرته هذا الهجوم؛ لأن فترة العصبية، ومشاعر الغضب لن تلبث أن تزول، حينئذ فسوف يتراجع عن مهاجمة من أثار غضبه ببعض التصرفات ويعود للدفاع عنهم، حينئذ سوف يؤنبك لموقفك تجاههم، فالأجدر بك إذن ألا تشتركي معه في الهجوم على والدته أو أخواته بل بالعكس يمكنك أن تلتمسي لهم الأعذار بل يجب أن تلومي زوجك قائلة: "يجب أن تحترم والدتك وأخواتك" فسوف يحترم زوجك موقفك هذا فيما بعد، ويقدر مشاعرك الطيبة نحو أسرته.
لا ينبغي توبيخ الزوج:
تجنبي اتهام زوجك بالتقصير في مشاركتك في الأعمال المنزلية، وحاولي الابتعاد عن عبارة: "حاول تعمل حاجة" فالزوج المتعب من عمله صباحاً، ومن المعاونة في الأعمال المنزلية مساء سوف يتقبل المطالب بهدوء لكن بثورة قد تحدث بالتكرار.
لا تعرضي على زوجك الاشتراك معه في هواياته ما دمت لا تعشقين هذه الهوايات؛ لأن مشاركتك له في هواياته قد لا تناسبك وليكن مبدؤك مع زوجك: لا مجاملة على حساب راحتي، أو على حساب المصلحة العامة للمنزل.
لا تستثيري مشاعر زوجك:
لا تسألي زوجك السؤال التقليدي للمرأة "كيف يبدو مظهري" فأنت لا تستجدين الجمال بقدر ما تستجدين التقدير الصامت من زوجك، فضلاً عن ذلك فإن زوجك يراك كل يوم ويعجب دائماً دون أن يتكلم، فسؤالك هذا مضيعة لوقته ووقتك، ولا لزوم له؛ لأن الإجابة غالباً ما تكون مفتعلة (وأتوماتيكية)، وفضلاً عن ذلك فهذا السؤال لا يواكب العملية التي تتسم بها روح العصر.(1/3)
لا تنتقدي تصرفات أحد الأزواج من معارف الأسرة؛ فهذا الانتقاد يؤدي عادة إلى مجادلات وخلافات فقد يدافع زوجك عن هذا الزوج وينتقد زوجته، وقد ينتقد بعض تصرفاتك المشابهة لتصرفات زوجته؛ لذلك فالتصرف الأمثل في حال معرفة وجود خلافات بين زوجين صديقين هو الوقوف موقف الحياد التام من الخلاف.
لا ترهقي ميزانية الأسرة بطلباتك، بل على العكس يجب أن تكوني العقل المدبر لطلبات البيت والأسرة.
لا تتهكمي على زوجك أثناء فترة راحته في المنزل، فمثلاً عندما يسترخي الزوج لبعض الوقت لا تصفي استرخاءه بالتراخي والكسل؛ فإن هذا التهكم يقيد من حريته في المنزل.
تجنبي إثارة مشاعر زوجك أمام الآخرين؛ فالزوجة الذكية هي التي تحترم زوجها في وجود الآخرين، فلا توجه له اللوم، أو تحدثه بطريقة غير لائقة.
إن الكلمات الحلوة لها تأثير السحر على الرجل فاحرصي على أن يكون حديثك معه بطريقة لبقة، وتجنبي في حديثك معه الموضوعات التي تضايقه وانتقي الموضوعات التي يحب الحديث فيها.
ويجب على كل زوجة أن تعلم أن الحياة هي التعاون في كل شيء، وليس مطلوباً من الزوجة أن تعرف أعمال زوجها وتتدخل في هذه الأعمال، فمثلاً إذا كان الزوج طبيباً والزوجة مدرسة فليس مطلوباً منها دراسة الطب ولكن مجرد مشاعرها وعطفها يجعلانها كفيلة بتوجيه زوجها، والاستحواذ على رضاه، وتستطيع كل زوجة بكلماتها الرقيقة أن تناقش مشاكل زوجها، وتجد الحلول لها، وتدفعه بقوة نحو النجاح والتفوق، وفي نفس الوقت يجب على الزوجة تجنب الثرثرة في الموضوعات غير المجدية، وقديماً قال أحد الحكماء: "كثيراً ما ندمت على الكلام ولكن على السكوت ما ندمت قط".(1/4)
وعلى الزوج أن يبادل الزوجة المشاعر الطيبة، والإخلاص، ويحاول أن يثني عليها بين الحين والآخر؛ لتخيم على البيت الألفة والمحبة والسكينة، ويستنشق الأولاد هذا الرحيق فيشبوا أصحاء أسوياء، وبذلك تكون الأسرة كما أراد لها الحق تبارك وتعالى بستاناً من المودة، وحديقة ثمارها التفاهم، فينعم في ظلها الأفراد بالهدوء والسكينة.
بعض عادات الأزواج تثير غضب الزوجات:
حينما يلتقي الزوجان بعد إتمام عملية الزواج معاً كأسرة واحدة، يبدأ كل منهما في استكشاف عالم الآخر من عادات وتقاليد ومعتقدات، وماذا يحب وماذا يكره؛ ذلك لأن كل منهما كان يعتبر عالماً مجهولاً بالنسبة لرفيق حياته، وقد يكون لدى بعضهم بعض العادات والسلوكيات التي قد تثير غضب الآخر مما يتطلب شيئاً من الصبر والحكمة في مواجهة هذه العادات حتى لا تكون مثار كدر يعكر صفو حياتهما ويؤثر مستقبلاً في حياة أولادهما، ومن أسمى أهداف الزواج: تحقيق الأمن والاستقرار النفسي؛ عملاً بقول الحق تبارك وتعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (21) سورة الروم، غير أننا نجد نساءً كثيرات يعانين من بعض عادات أزواجهن، وتصرفاتهم التي ترتبط بالعادات التي نشئوا عليها، والتي يصعب تغييرها بعد ذلك، فنسمع سيدات يتحدثن عن أزواجهن بكل فخر وإعزاز، ومع ذلك يشتكين من بعض السلوكيات التي تثير غضبهن وغيظهن، وتخلق توتراً يعكر صفو وهدوء العلاقة الأسرية، فمثلاً هناك الزوج الذي يترك جواربه ملقاة على الأرض، أو يلقي بفوطته المبللة على فرش السرير، أو ينسى أن يبلغ زوجته بالمكالمات التليفونية التي وردت إليها وهي غائبة، أو الذي يخرج من أي غرفة ويترك النور مضاء، أو الذي يفتح أي درج أو دولاب ويتركه مفتوحاً، أو الذي يهمل في إصلاح شيء بسيط في السباكة(1/5)
يجيده تماماً، ويرفض في نفس الوقت إحضار السباك لإصلاحه بحجة أنه سيفعل ذلك ولكنه بالطبع لا يفعل.
وهناك الزوج أيضاً الذي يدخل في الليل متأخراً، ويوقظ زوجته ليسألها عن شيء معين أين وضعته.
هذه كلها أمثلة وإن كانت يسيرة ولا تعيب الزوج كرجل وزوج وأب، إلا أنها تخلق نوعاً من التوتر بين الزوجين؛ لأنها تتكرر بصفة يومية، فلا الزوجة تستطيع أن تتغاضى عنها، ولا الزوج قادر على تغييرها، فما هو السبيل في مواجهة هذه الأمور؟!
يقول خبراء علم النفس والتربية: إن هذه العادات المزعجة للزوجة تكون عادة نتيجة النشأة الاجتماعية في بيت الأسرة التي كثيراً ما تفرق بين معاملة الأبناء والبنات وهم أطفال صغار، فينشأ الولد وقد اعتاد على أن هناك بعض المسموحات والتجاوزات له، فلا يرتب سريره، ولا يرفع جواربه من على الأرض، ولا يبالي كثيراً بغلق الأبواب أو الأدراج التي يفتحها؛ لأن هناك دائماً والدته التي تنوب عنه في القيام بهذه الأشياء، أما الفتاة فتنشأ عادة على فكرة خدمة أفراد الأسرة حتى يرسخ فيها هذا الإحساس بالواجب، ويصبح جزءاً منها لا يتجزأ.
ويكبر الفتى بعد ذلك ليصبح رجلاً مسئولاً حنوناً ومثالياً في أشياء كثيرة ولكنه لا يشعر بأي باعث داخلي يدفعه إلى مراعاة حقوق ومشاعر الآخرين؛ لهذا فلا يمكن أن نلومه كثيراً إذا أدركنا أنه لا يشعر بأهمية هذه الأشياء البسيطة التي تثير غيظ وغضب زوجته؛ لأنه بالفعل لا يرى أنها ذات أهمية، ويعتقد أن زوجته تعمل (من الحبة قبة) كما يقولون.
اختلاف الاتجاهات بين الزوجين:
يرى علماء النفس أن المشاكل تظهر بين الزوجين عندما يتوقع أحدهما أن يكون للطرف الآخر نفس الإحساس تجاه أهمية الأشياء.(1/6)
فكثيراً ما تفاجأ الزوجة بزوجها يسارع بالقيام بأشياء لا تشعر هي بأهميتها، في حين يماطل كثيراً في تلبية الأشياء المهمة في نظرها، فأهمية الأشياء هنا لا تقاس بمعيار واحد لدى كل الطرفين؛ لذلك اتفقت معظم آراء المتخصصين على أنه ليس هناك حل سحري لعلاج هذه المشكلة.
فالرجل سوف يستمر في أداء ما تعود عليه طوال حياته؛ لأنه لا يستطيع أن يفهم لماذا تثير هذه الأشياء أصلاً غيظ وغضب زوجته في حين أنها كانت لا تثير غضب والدته؟ ولكن ليس معنى ذلك أن تتقبل الزوجة هذه الأشياء في صمت وتحاول أن تكتم غيظها، فهناك دراسة للتعامل مع هذه المواقف تتطلب بعض الصبر وتمالك الأعصاب.
فأول خطوة ينصح بها المتخصصون هي تخفيف حدة الانتقادات التي توجهها الزوجة إلى زوجها؛ لأن الانفعال لا يفيد، ولكن يمكنها مثلاً أن تنتهز فرصة العيد وتقدم له هدية جميلة مرفقاً بها كارت تدون فيه كل الصفات الرائعة التي تجدها فيه، وتضيف في النهاية ملحوظة صغيرة تفيد بأنه لو استطاع تغيير بعض العادات التي تذكرها له فإنه سيكون الزوج المثالي في نظرها، ويمكن للزوجة أيضاً أن تتفق مع زوجها على أن تحاول هي أيضاً في المقابل تغيير بعض العادات التي تضايقه خاصة بعد أن أكدت الدراسات والأبحاث أن معظم الأزواج الذين تم التحدث معهم يشكون أيضاً من عادات كثيرة في زوجاتهم كان أهمها:
ترك الأحواض مملوءة بالأطباق وأدوات المائدة المتسخة حتى آخر النهار، فإذا احتاج الزوج إلى طبق أو كوب لا يجد شيئاً نظيفاً.
ينبغي مراعاة الذوق العام:
هناك أيضاً الزوجة التي تقول لزوجها: إنها مستعدة للخروج، فيهم هو بالوقوف عند الباب، ويضطر للانتظار حوالي 10 دقائق أخرى حتى تكون بالفعل مستعدة.(1/7)
وهناك الزوجة التي تنتابها حالة عصبية في السيارة فلا تترك زوجها يقود في هدوء، وتظل طوال الطريق تلقي عليه بالتوجيهات والتنبيهات، أو الزوجة التي تظل بالساعات تتحدث في التليفون ولا تراعي ميعاد تناول الطعام أو انتظار زوجها لمكالمة عمل، فهي كلها أشياء يسيرة ولكنها تضايق الزوج؛ لذلك يمكن للزوجين أن يتفقا على أن يحاول كل منهما التغيير من عاداته حتى يتحقق الهدوء والراحة في منزلهما، ويخيم عليه الاستقرار، ويسود مناخ الألفة والمحبة، ويشعر الزوجان أن كلاً منهما مكمل للآخر، وينعم الأولاد وسط مناخ التفاهم الذي يعم خيره كل أفراد الأسرة.
كما ينصح خبراء الاجتماع كل زوجة أثبتت لها الأيام أن عادات زوجها التي تضايقها لن تتغير بأن تحاول هي تغيير ردود فعلها تجاهها، لأنها في النهاية أشياء يسيرة بالفعل، خاصة إذا كان الزوج فيه معظم الصفات التي تتمناها الزوجة.
بالصبر تبلغ ما تريد:
يؤكد المتخصصون أن عملية تغيير العادات المترسخة في النفس مثل أي عملية تجديد تحتاج إلى الصبر والهدوء؛ لأن الانفعال والغضب لا يفيدان، ولهما آثارهما السيئة.
ولتحاول كل زوجة أن تتغاضى عن هذه الأشياء، ولا تركز في نظرتها إلى زوجها إلا على صفاته الجميلة، وتقنع نفسها بأنها حاولت وفشلت فلتقبله إذاً بعيوبه وصفاته كما يتقبلها هو بعيوبها وصفاتها، فليس هناك إنسان كامل على وجه الأرض( غير الأنبياء والمرسلين)، كما أن هناك نظرية تقول: إن ما يصيبنا بالأمراض ليست الأشياء في حد ذاتها ولكن نظرتنا المشوهة لهذه الأشياء.
وبذلك ينبغي أن نعدل من نظرتنا وتقييمنا الخاطئ لبعض الأمور، وأن السعادة بعد توفيق الله تكون في الغالب من صنع أيدينا، ونظرتنا المتفائلة للحياة.
متعنا الله تعالى، بحياة آمنة ومستقرة، ومنحنا الأمن والسكينة، وكفانا شر الغضب الذي نهى عنه الإسلام السمح.
- - - - - - - - - - - -
ثانيا
دليلك إلى السعادة الزوجية(1/8)
كثير من الناس يشعرون أنهم كانوا في عزوبيتهم أسعد حالا منهم بعد زواجهم، ويكفي أن نعرف أن زيجتين من كل ثلاث تبوء بالفشل، وذلك للأخطاء التي يرتكبها الزوجان قبل وبعد الزواج، وإن الزيادة المتنامية في نسب الطلاق- ناهيك عن الخيانات الزوجية- لتدل بوضوح على تعاظم هذه المشكلة وحاجتنا جميعا- رجالا ونساء- إلى أسس واضحة يقوم عليها بناء الحياة الزوجية.
وهذه بعض الخطوات العملية- أقدمها للأزواج- أرجو أن تكون معينا لهم على نجاحهم في حياتهم الزوجية، هاديا لهم السعادة الزوجية التي طالما كانوا ينشدونها
قبل الزواج
(1) حدد هدفك من الزواج:
هناك فئات كثيرة تفهم الزواج فهما خاطئا أو قاصرا، ولا تتصور الحكم العظيمة التي شرع من أجلها:
- فمنهم من يرى أنه متعة وشهوة جسدية فحسب.
- ومنهم من يرى أنه سبيل للإنجاب والتفاخر بكثرة الأولاد.
- ومنهم من يرى أنه فرصة للسيطرة والقيادة وبسط النفوذ.
- ومنهم من يرى أنه فرصة لإعفاف النفس وتكثير سواد المؤمنين.
- ومنهم من يرى أنه عادة توارثها الأبناء عن الآباء.
وقليل منهم من يرى أنه رسالة ومسئولية عظمى، وتعاون مستمر، وتضحية دائمة في سبيل إسعاد البشرية وتوجيهها إلى الطريق السليم.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (13) سورة الحجرات
وقال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (21) سورة الروم
(2) اظفر بذات (1)الدين:
__________
(1) - البخارى برقم (5090 ) ومسلم برقم ( 3708)(1/9)
* عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ » . " [متفق عليه].
* و عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ ». [رواه مسلم](1).
* و عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَرْبَعٌ مِنَ السَّعَادَةِ : الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ ، وَالْمَسْكَنُ الْوَاسِعُ ، وَالْجَارُ الصَّالِحُ ، وَالْمَرْكَبُ الْهَنِيءُ ، وَأَرْبَعٌ مِنَ الشَّقَاوَةِ : الْجَارُ السُّوءُ ، وَالْمَرْأَةُ السُّوءُ ، وَالْمَسْكَنُ الضِّيقُ ، وَالْمَرْكَبُ السُّوءُ. " [ابن حبان في صحيحه](2).
(3) الودود الولود العؤود:
* و عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِنِسَائِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْوَدُودُ ، الْوَلُودُ ، الْعَؤُودُ عَلَى زَوْجِهَا ، الَّتِي إِذَا آذَتْ أَوْ أُوذِيَتْ ، جَاءَتْ حَتَّى تَأْخُذَ بَيْدَ زَوْجِهَا ، ثُمَّ تَقُولُ وَاللَّهِ لَا أَذُوقُ غُمْضًا حَتَّى تَرْضَى " " [رواه النسائي في الكبرى ](3).
(4) الهينة اللينة السهلة:
__________
(1) - برقم(3716 )
(2) - برقم (4032) وهو صحيح
(3) - برقم(7897 ) والطبراني برقم(15637 ) وطس برقم(5806 ) والصحيحة ( 287 ) وصحيح الجامع ( 2604 ) صحيح(1/10)
* عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ تُحَرَّمُ عَلَيْهِ النَّارُ ؟ قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : عَلَى كُلِّ هَيِّنٍ ، لَيِّنٍ ، قَرِيبٍ ، سَهْلٍ. [ أخرجه ابن حبان ](1).
(5) العابدة المطيعة:
* عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا وَصَامَتْ شَهْرَهَا وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا ادْخُلِى الْجَنَّةَ مِنْ أَىِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ ». [رواه أحمد](2).
(6) الطاهرة العفيفة:
قيل أفضل النساء التي لا تعرف عيب المقال، ولا تهتدى لمكر الرجال، فارغة القلب إلا من الزينة لبعلها، والإبقاء في الصيانة على أهلها..
(7) إياك وهؤلاء:
قال بعض العرب: لا تنكحوا من النساء ستة: لا أنانة، ولا منانة، ولا حنانة ولا تنكحوا حداقة، ولا براقة، ولا شداقة.
*والأنانة: هي التي تكثر التشكي والأنين، وتعصب رأسها كل ساعة.
* المنانة: التي تمن على زوجها فتقول: فعلت لأجلك كذا وكذا.
*والحنانة: التي تحن إلى زوج آخر، أو ولدها من زوج آخر.
* والحداقة: التي ترمي إلى كل شيء بحدقتها فتشتهيه، وتكلف الزوج شراءه.
* والبراقة: تحتمل معنيين:
أحدهما: أن تمضي معظم وقتها في تصقيل وجهها وتزيينه ليكون لوجهها بريق محصل بالصنع.
والثاني: أن تغضب على الطعام، فلا تأكل إلا وحدها، وتستقل نصيبها من كل شيء.
*والشداقة: المتشدقة الكثيرة الكلام.
(8) حسنة الخلق صابرة:
__________
(1) - برقم (470) وهو صحيح
(2) - مسند أحمد برقم (1683) وهو حديث حسن(1/11)
كان في قريش رجل في خلقه سوء، وفي يده سماح، وكان ذا مال، فكان لا يكاد يتزوج امرأة إلا فارقها لسوء خلقه وقلة احتمالها، فخطب امرأة من قريش جليلة القدر، وبلغها عنه سوء- فلما انقطع ما بينهما من المهر قال لها يا هذه! إن فيَّ سوء خلق، فإن كان بك صبر، وإلا فلست أغرك بي. فقالت له أسوأ خلقاً منك لمن يحوجك إلى سوء الخلق، ثم تزوجته، فما جرى بينهما كلمة حتى فرق بينهما الموت.
(9) التكافؤ:
لا تتزوج امرأة ترى أنها تسدي إليك معروفاً بزواجها منك، واعلم أنك إذا فعلت ذلك فسوف تتحول حياتكما الزوجية إلى نكل دائم وتعاسة مستمرة. فإما أن ترضخ لزوجتك باعتبارها صاحبة المعروف والشريك الأعلى، وبذلك تفقد اعتبارك وإحساسك بالأهمية، وإما أن تطالب بحقك في القوامة والريادة والمسئولية، وعند ذلك لن تخضع لك شريكتك لأنها تنظر إليك على الدوام نظرة الشريك الأدنى، ففي كلا الحالين سوف تنشأ المشكلات، والسلامة ألا تقدم على مثل هذا الزواج.
(10) التقارب:
لا تتزوج امرأة على نقيضك تماما في الذوق والمشارب والاهتمامات؛ لأن هذه الأشياء هي التي تكوّن حياتكما الزوجية متعتها فكلما كانت الشقة بينكما بعيدة كلما فقدت حياتكما الزوجية متعتها. وكلما تزايدت عاداتكما وصفاتكما واهتماماتكما المتشابهة كلما قويت سعادتكما وازدادت فرص نجاحكما.
(11) لا تخف عيوبك عمن اخترتها أن تكون شريكه حياتك:
بل أطلعها على عيوبك كلها، كحدة الطبع، وسرعة الغضب، وشدة الغيرة التي تجاوز الحد المحمود، والحرص الشديد، وغير ذلك، فإن رضيت بك على ذلك فهذا شأنها، وربما استطاعت أن تغير فيك هذه الصفات السلبية وتجعل عوضا عنها صفات إيجابية. أما إذا لم تظهر سوى صفاتك الحميدة، وطباعك الرشيدة، وبالغت في كتمان العيوب، فسرعان ما سيتكشف أمرك بعد الزواج، وستظهر بصورة الكاذب المخادع أمام زوجتك، وهذا نذير بالخطر المحدق بحياتكما الزوجية.(1/12)
(13) اتفقا على كل شيء قبل الزواج حتى لا تكثر بينكما الخلافات بعد الزواج، ومن الأشياء التي يجب الاتفاق بشأنها:
* طبيعة ومكان وأثاث منزل الزوجية
* كيفية الإنفاق.
* عمل الزوجة.
* خروج الزوجة.
* نظرتكما للمناسبات والعادات الاجتماعية.
* وقبل ذلك الاتفاق على هدفكما من الزواج، بل في الحياة كلها: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (56) سورة الذاريات
من صور الاتفاق
روي أن شريحاً القاضي قابل الشعبي يوماً، فسأله الشعبي عن حاله في بيته فقال له: من عشرين عاماً لم أر ما يغضبني من أهلي!
قال له: وكيف ذلك؟
قال شريح: من أول ليلة دخلت على امرأتي رأيت فيها حسناً فاتناً، وجمالاً نادراً، قلت في نفسي: سوف أتطهر وأصلي ركعتين شكراً لله، فلما سلمت وجدت زوجتي تصلي بصلاتي وتسلم بسلامي. فلما خلا البيت من الأصحاب والأصدقاء قمت إليها فمددت يدي نحوها، فقالت: على رسلك يا أبا أمية، كما أنت، ثم قالت الحمد لله أحمده وأستعينه، وأصلي على محمد وآله، أما بعد: إني امرأة غريبة لا علم لي بأخلاقك، فبين لي ما تحب فآتيه وما تكره فأتركه، وقالت: إنه كان في قومك من تتزوجه من نسائكم، وفي قومي من الرجال من هو كفء لي، ولكن إذا قضى الله أمراً كان مفعولاً، وقد ملكت فاصنع ما أمرك به الله، إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولك.
قال شريح: فأحوجتني- والله- يا شعبي إلى الخطبة في ذلك الموضع فقلت: الحمد لله أحمده وأستعينه، وأصلي على النبي وآله وسلم، وبعد: فإنك قلت كلاماً إن ثبت عليه يكن ذلك حظك، وإن تدّعيه يكن حجة عليك. أحب كذا وكذا، وأكره كذا وكذا، وما رأيت من حسنة فانشريها، وما رأيت من سيئة فاستريها.
فقالت: كيف محبتك لزيارة أهلي؟
قلت: ما أحب أن يملني أصهاري.
فقالت: فمن تحب من جيرانك أن يدخل دارك فآذن له، ومن تكره فأكره؟
قلت: بنو فلان قوم صالحون، وبنو فلان قوم سوء.(1/13)
قال شريح: فبت معها بأنعم ليلة، فمكثت معي عشرين عاماً لم أعقب عليها في شيء إلا مرة، وكنت لها ظالماً.(1)
--------------
بعد الزواج
(1) ارض بما قسم الله لك:
إذا تزوجت امرأة فيجب عليك أن ترضى بها زوجة لك، إذ لا مفر لك من ذلك، ولن تجني من وراء بغضك لها وكرهك إياها إلا الحسرة والتعاسة والفشل في الحياة.
عن أبي وائل ، قال : قال عبد الله : ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس ، وأد ما افترض الله عليك تكن أعبد الناس ، واجتنب ما حرم الله عليك تكن من أورع الناس .(الزهد لأبي داود)(2)
أين نحن من هؤلاء؟
قيل لأبي عثمان النيسابوري: ما أرجى عمل عندك؟
قال: كنت في صبوتي يجتهد أهلي أن أتزوج فآبي. فجاءتني امرأة فقالت: يا أبا عثمان! أسألك بالله أن تتزوجني، فأحضرت أباها، وكان فقيراً فزوّجني منها، وفرح بذلك.
فلما دخلت إليّ رأيتها عوراء، عرجاء مشومة!! قال: وكانت لمحبتها لي تمنعني الخروج فأقعد حفظا لقلبها، ولا أظهر لها من البغض شيئا. فبقيت هكذا خمس عشر حتى ماتت، فما من عملي شيء هو أرجى عندي من حفظي لقلبها.(3)
(2) اعلم أن أهم ما ينبغي لك إدراكه هو أن سعادتك في الزواج تتوقف على ما تفعله بعد زواجك.
فإذا كنت شخصاً متزناً عاقلاً خالياً من العقد النفسية، مستقيماً على شرع الله، ففي استطاعتك أن تحقق لنفسك السعادة في الزواج، فالزواج برغم مشكلاته ومصاعبه هو أفضل طرق الحياة وأرضاها.
(3) جدد حبك لزوجتك:
لا يمكن أن تستمر سعادتك الزوجية إلا بتجديد حبك لزوجتك، فالحبُّ هو الذي يصنع الزواج السعيد، بل هو الباعث على كل التصرفات الحميدة.
(4) اعلم أن زوجتك ليست أنت:
__________
(1) - موسوعة خطب المنبر - (ج 1 / ص 1706) وعشرة النساء للنسائي مشكل - (ج 1 / ص 128)بتحقيقي
(2) - الزهد لأبي داود - (ج 1 / ص 143)برقم(131 ) حسن موقوف وصح مرفوعا وموسوعة خطب المنبر - (ج 1 / ص 1025) والآداب الشرعية - (ج 3 / ص 475)
(3) - صيد الخاطر - (ج 1 / ص 132)(1/14)
على الرغم من نقاط الاتفاق التي تجمع بينك وبين زوجتك، فينبغي عليك أن تقدر ما تنفرد به عنك زوجتك من نقاط اختلاف فلا يمكن لاثنين يجتمعان في خلية زوجية أن يكونا متطابقين تماماً تطابق نصفي الكرة ،ولابد أن يكون كل منهما متفرداً بشخصية مميزة وذاتية محددة، تجعله بعيداً عن التماثل مع صاحبه.
(5) لا تظن أن الكارثة قد وقعت عند أي خلاف:
قد تنشأ الخلافات والمنغصات والمشكلات في أية لحظة، ولأي سبب، وذلك لاختلاف رغبات كل من الزوجين، وعند ذلك عليك أن تتقبل هذه الاختلافات على أنها أمر طبيعي لابد منه، وتحاول علاجها بالنقاش الهادئ والحوار البنّاء فلكل داء دواء، ولكل مشكلة علاج، فلا تيأس من علاج أي مشكلة إذا كنت تتطلع إلى تأسيس حياة زوجية سعيدة.
(6) حاول تحاشي إثارة الموضوعات التي تثير حساسية زوجتك.
وتستدعي غضبها، واجتنب القيام أمامها بعمل شيء تعرف سلفاً أنها لا ترضى عنه.
(7) لا تكن معارضاً لكل اقتراح أو رأي يصدر عن زوجتك، فإن ذلك يؤلمها ويفقدها الإحساس بقيمتها عندك، مما يؤثر على سعادتكما الزوجية.
وعليك- بدلاً من ذلك- أن تشجعها على إبداء رأيها، وتحمد الصواب من آرائها، ولا تظهر المعارضة لأمور تعرف أنها محبوبة ومرغوبة لديها إلا ما كان فيه محذور شرعي، وفي هذه الحالة عليك التوجيه بلطف ولين ورفق.
(8) اعلم أن قوامة الرجل على زوجته لا تعني البطش والتعالي والتكبر.
وإنما تعني الرعاية والحفظ والرأفة والرحمة ووضع كل أمر في موضعه شدة وليناً، ولا شك أن سوء استخدام الرجل لصلاحياته المعطاة له يؤدي إلى نقيض السعادة.
(9) اعرف طبيعة زوجتك:(1/15)
إن جانب العاطفة لدى المرأة أقوى منه لدى الرجل، وقد يطغى عليها هذا الجانب فتقوم بتصرفات خاطئة، والواجب عليك عندئذ ألا تقابل هذه الثورة العاطفية بثورة أخرى غضبية منشؤها إرادتك إظهار رجولتك، فإن الرجولة الحقيقية تعني التعقل في جميع التصرفات، ووضع الأمور في نصابها، وقيادة سفينة الحياة حتى تصل إلى بر الأمان.
(10) أشعر نفسك بالرضا والسعادة:
لا تكن كهؤلاء الرجال الذين لا يرون ما عند زوجاتهم من الإيجابيات والفضائل ولا ينظرون إليهن إلا بعين التقصير والانتقاص
قال الشاعر:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة
كما أن عين السخط تبدي المساويا
وقال آخر:
نظروا بعين عداوة لو أنها
عين الرضا لاستحسنوا ما استقبحوا
(11) لا تتخيل أن امرأة أحسن من زوجتك:
قال ابن الجوزي: "أكثر شهوات الحسن النساء. وقد يرى الإنسان امرأة في ثيابها، فيتخايل له أنها أحسن من زوجته، أو يتصور بفكره المستحسنات، وفكره لا ينظر إلا إلى الحسن من المرأة، فيسعى في التزوج والتسري، فإذا حصل له مراده لم يزل ينظر في عيوب الحاصل التي ما كان يتفكر فيها، فيمل ويطلب شيئاً آخر، ولا يدري أن حصول أغراضه في الظاهر ربما اشتمل على محن، منها أن تكون الثانية لا دين لها أو لا عقل، أو لا محبة لها أو لا تدبير، فيفوِّت أكثر مما حصل!
وهذا المعنى هو الذي أوقع الزناة في الفواحش، لأنهم يجالسون المرأة حال استتار عيوبها عنهم، وظهور محاسنها، فتلذهم تلك الساعة ثم ينتقلون إلى أخرى.
فليعلم العاقل أن لا سبيل إلى مراد تام كما يريد قال تعالى : { وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ } (267) سورة البقرة ، وذو الأنفة يأنف من الوسخ صورة وعيب الخلق معنى، فليقنع بما باطنه الدين وظاهره الستر والقناعة، فإنه يعيش مرفه السِّرِّ طيب القلب. ومتى استكثر فإنما يستكثر من شغل قلبه ورقة دينه "(1)
(12) لا تفتش عن العيوب الخفية:
__________
(1) -صيد الخاطر - (ج 1 / ص 99)(1/16)
قال ابن الجوزي(1): "ينبغي للعاقل أن يكون له وقت معلوم يأمر زوجته بالتصنع له فيه، ثم يغمض عن التفتيش، ليطيب له عيشه، وينبغي لها أن تتفقد من نفسها هذا، فلا تحضره إلا على أحسن حال، وبمثل هذا يدوم العيش.
فأما إذا حصلت البذلة بانت بها العيوب، فنبت- أي نفرت- النفس وطلبت الاستبدال، ثم يقع في الثانية مثل ما يقع في الأولى.
وكذلك ينبغي أن يتصنع لها كتصنعها له ليدوم الود بحسن الائتلاف.
ومتى لم يجر الأمر على هذا في حق من له أنفة من شيء تنبو عنه النفس، وقع في أحد أمرين: إما الإعراض عنها، وإما الاستبدال بها.
ويحتاج في حالة الإعراض إلى صبر عن أغراضه. وفي حالة الاستبدال إلى فضل مؤنة، وكلاهما يؤذي.
ومتى لم يستعمل ما وصفنا لم يطب له عيش في متعة، ولم يقدر على دفع الزمان كما ينبغي.
(13) أسعد زوجتك تسعد:
أعط لتأخذ، هذا هو أحد قوانين الحياة، فإذا أعطيت لزوجتك السعادة حصلت عليها، واعلم أن المستفيد الأول من سعادة زوجتك هو أنت، لأنك إذا نجحت في إسعادها فسوف لا تدخر وسعاً لإسعادك ورد الجميل إليك، فإحساس المرأة المرهف يأبى أن يأخذ ولا يعطي؛ لأنها بطبيعتها تحب العطاء والبذل والتضحية من أجل من تحب.
ولإسعاد زوجتك:
* قم باستشارتها في أمورك.
* استخدم معها الأسلوب الرقيق.
* تلطف في الأوامر ولا تقرن أوامرك بالتعالي والتكبر.
*وفر لها ما يلزمها من نفقة وما تحتاجه من أجهزة منزلية.
* مازحها ولاعبها وضاحكها في بعض الأوقات.
* اجعل لها جزءاً من وقتك، ولا تجعل عملك يلهيك عن إيناسها.
* أعلمها بحبك لها وغيرتك عليها.
* قدم لها الهدايا.
* راع توترها صحياً ونفسياً واجتهد في حل مشكلاتها.
* تجاوز عن هفواتها ولا تكثر عليها الطلبات.
(14) اهتم بالنظافة:
__________
(1) - صيد الخاطر - (ج 1 / ص 66)(1/17)
من أهم الأمور التي يسعد بها الرجل مع المرأة وتسعد بها المرأة مع الرجل النظافة، وإن إهمال هذا الجانب يوجب نفور كل من الطرفين من الآخر، وقد نشأت خلافات زوجية ومشكلات أدت إلى الطلاق بسبب إهمال الرجل تنظيف فمه أو بدنه أو إبطه أو إصراره على التدخين، أو تركه تنظيف الحمام بعد قضاء حاجته، أو غير ذلك من الأمور التي تدل على عدم اكتراث الرجل بأمر النظافة.
الإسلام دين النظافة
قال ابن الجوزي (1): تلمحت على خلق كثير من الناس إهمال أبدانهم، فمنهم من لا ينظف فمه بالخلال بعد الأكل، ومنهم من لا ينقي يديه بغسلهما من الزهم- رائحة اللحم والدهون- ومنهم من لا يكاد يستاك، وفيهم من لا يكتحل، ومنهم من لا يراعي الإبط إلى غير ذلك، فيعود هذا الإهمال بالخلل في الدين والدنيا.
أما الدين، فإنه قد أمر المؤمن بالتنظف والاغتسال للجمعة لأجل اجتماعه بالناس،ونهى عن دخول المسجد إذا أكل الثوم، وأمر الشرع بتنقية البراجم وقص الأظفار والسواك والاستحداد (حلق العانة) وغير ذلك من الآداب.
و أما الدنيا: فإني رأيت جماعة المهملين أنفسهم يتقدمون إلى السرار- المناجاة عن قرب- والغفلة التي أوجبت إهمالهم أنفسهم أوجبت جهلهم بالأذى الحادث عنهم، فإذا أخذوا في مناجاة السرِّ يمكن أن أصدف عنهم، لأنهم يقصد السر، فألقى الشدائد من ريح أفواههم.
ثم يوجب مثل هذا نفور المرأة، وقد لا تستحسن ذكر ذلك الرجل، فيثمر ذلك التفاتها عنه.
__________
(1) - صيد الخاطر - (ج 1 / ص 27)(1/18)
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : إِنِّى لأُحِبُّ أَنْ أَتَزَيَّنَ لِلْمَرْأَةِ كَمَا أُحِبُّ أَنْ تَزَيَّنَ لِى لأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِى عَلَيْهِنَّ) وَمَا أُحِبُّ أنْ تَسْتَطِفَّ جَمِيعَ حَقٍّ لِى عَلَيْهَا لأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ ( وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ)(1).
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أنظف الناس وأطيب الناس، وكان يكره أن يشم منه ريح ليست طيبة(2).
وقد قالت الحكماء: من نظف ثوبه قلّ همه، ومن طاب ريحه زاد عقله.
ثم إنه يقرب من قلوب الخلق، وتحبه النفوس لنظافته وطيبه.
ثم إنه يؤنس الزوجة بتلك الحال، "النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ "(3)، فكما أنه يكره الشيء منها، فكذلك هي تكرهه، وربما صبر هو على ما يكره وهي لا تصبر" (4)
(15) تخلص من القلق:
__________
(1) - السنن الكبرى للبيهقي وفي ذيله الجوهر النقي - (ج 7 / ص 295)برقم(15125) حسن
(2) - عن أنس بن مالك قال : « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس قواما ، وأحسن الناس وجها ، وأحسن الناس لونا ، وأطيب الناس ريحا ، وألين الناس كفا ، ما شممت رائحة قط مسكة ولا عنبرة أطيب منه ، ولا مسست خزة (1) ولا حريرة ، ألين من كفه ، وكان ربعة ، ليس بالطويل ولا بالقصير ، ولا الجعد (2) ولا السبط (3) ، إذا مشى أظنه قال : يتكفأ (4) صلى الله عليه وسلم »الشريعة للآجري - (ج 3 / ص 123)برقم(1005 ) حسن
(1) الخز : ثياب تنسج من صوف وحرير -(2) الجَعْد : في صِفات الرجال يكون مَدْحا وَذَمّا : فالمدْح مَعْناه أن يكون شَدِيد الأسْرِ والخَلْق، أو يكون جَعْدَ الشَّعَر أي خشنه، وأما الذَّم فهو القَصير المُتَردّد الخَلْق. وقد يُطْلق على البخِيل أيضا -(3) الشعر السبط : المنبسط المسترسل -(4) تكفأ : مال صدره إلى الأمام
(3) - حديث صحيح سنن أبى داود برقم (236 )
(4) - صيد الخاطر - (ج 1 / ص 28)(1/19)
القلق عدو السعادة وقاتلها، ومن عاش في أسر القلق النفسي لا ترجى له سعادة وكثير من الناس ينتابهم القلق خوفاً على حياتهم الزوجية من التصدع والانهيار فينبغي على هؤلاء أن يعلموا أن القلق لا يفيد شيئاً، ولا يحل مشكلة، بل إنه على العكس من ذلك يزيد المشكلات ويشل العقل عن التفكير في الحلول الصحيحة، ولأنه مشكلة في حد ذاته فينبغي علاجه أولاً ثم علاج باقي المشكلات بعد ذلك.
ويكون القلق المرتبط بالحياة الزوجية عادة بسبب ما يلي:
أ- الخوف من عدم القدرة على الإنفاق.
ب- الخوف من حدوث مشكلات مالية.
ج- الخوف من تغيير سلوك الزوجة وحدوث ما يوجب الشقاق.
د- الخوف من عدم القدرة على التوافق الجنسي وإشباع حاجة الزوجة في هذا الجانب.
هـ- الخوف من حدوث وفاة مفاجئة فتضيع الأسرة.
فهذا النوع من القلق لا داعي له وهو يصيب أولئك المذبذبين الذين يعتمدون على الأسباب ولا يتوكلون على مسبب الأسباب، فالواجب أن يعمل الإنسان ويترك النتائج على الله تعالى، وأن يرضى بالقضاء والقدر ولا بأس أن يأخذ بالأسباب، ويدفع القدر بالقدر، مع التوكل التام على الله واللجوء والتضرع إليه، وسؤاله العفو والعافية.(1)
(16) لا تكن سريع الغضب:
إن التخلص من الغضب بالكلية أمر عسير، إلا أن العاقل لا يكون سريع الغضب بحيث يستفزه أي تصرف، وكذلك فإنه لا يسيطر عليه الغضب بحيث يصبح من سماته، فإنه إذا كان كذلك فقد السعادة، وامتلأت حياته بالنكد والأحزان، لأن الغضب إذا زاد عن حده خرج عن حدود العدل والرحمة والإنصاف، إلى الظلم والقسوة والإجحاف.
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِى يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ » . [متفق عليه](2).
__________
(1) - ففروا إلى الله1 - (ج 1 / ص 165)
(2) - صحيح البخارى برقم (6114 ) ومسلم برقم ( 6809 )(1/20)
إن كثيراً من حالات الطلاق تقع تحت تأثير الغضب، ولذلك فإن الرجل إذا هدأت ثورة غضبه ندم على هذا التصرف الذي وقع منه ،وقد يكون طلاقاً بائناً فلا ينفع ندمه حينئذ ويخسر زوجته التي يحبها، ولا يمكن استدراك أمره إلا أن ينكحها رجلاً آخر ويطلِّقها أو يموت عنها، وهذا من أشق الأمور على ذي الأنفة.
(17) لا تحتفظ بذكريات الآلام:
بعض الرجال يجعلون لأخطاء زوجاتهم وهفواتهن وسوء تصرفاتهن خزانة في صدورهم، ويظلون يجمعون هذه الأخطاء والهنات والكلمات المؤلمة خطأ خطأ وكلمة كلمة، حتى إذا وقع خلاف ما فتحوا تلك الخزانة وأخرجوا ما بداخلها من ذكريات الآلام مما يزيد حجم المشكلة ويوسع رقعة الخلاف.
ولا يمكن لهؤلاء أن يسعدوا في حياتهم الزوجية طالما أنهم يحتفظون بهذه الذكريات المؤلمة، والواجب عليهم أن يفتحوا تلك الخزانة ويلقوا ما بداخلها ولا يحتفظوا إلا بالذكريات السعيدة، والأيام الجميلة، والليالي الرائعة التي قضوها مع زوجاتهم،فالحر من راعى وداد لحظة!!(1)
(18) ابتغ الأجر من الله:
__________
(1) - انظر فتاوى الشبكة الإسلامية معدلة - (ج 9 / ص 2906)(1/21)
ولكي تشعر بالسعادة الزوجية عليك أن تعرف ما ينتظرك من أجر وثواب على إحسانك لزوجتك ورفقك بها، ومحبتك لها؛ بل إن النبي صلى الله عليه وسلم جعل أجراً في اللقاء بين الزوجين، ف عَنْ أَبِى ذَرٍّ أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالُوا لِلنَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالأُجُورِ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّى وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ. قَالَ « أَوَلَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ وَنَهْىٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ وَفِى بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ ». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَأْتِى أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ قَالَ « أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِى حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِى الْحَلاَلِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ ». [رواه مسلم](1).
قال الإمام النووي (2): " وَفِي هَذَا دَلِيل عَلَى أَنَّ الْمُبَاحَات تَصِير طَاعَات بِالنِّيَّاتِ الصَّادِقَات ، فَالْجِمَاع يَكُون عِبَادَة إِذَا نَوَى بِهِ قَضَاء حَقّ الزَّوْجَة وَمُعَاشَرَتَهَا بِالْمَعْرُوفِ الَّذِي أَمَرَ اللَّه تَعَالَى بِهِ ، أَوْ طَلَبَ وَلَدٍ صَالِحٍ ، أَوْ إِعْفَافَ نَفْسِهِ أَوْ إِعْفَاف الزَّوْجَة وَمَنْعَهُمَا جَمِيعًا مِنْ النَّظَر إِلَى حَرَام ، أَوْ الْفِكْر فِيهِ ، أَوْ الْهَمّ بِهِ ، أَوْ غَيْر ذَلِكَ مِنْ الْمَقَاصِد الصَّالِحَة ".
__________
(1) - برقم (2376 )
(2) - شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 446)(1/22)
وعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِى وَقَّاصٍ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « إِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِى بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلاَّ أُجِرْتَ عَلَيْهَا ، حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِى فِى امْرَأَتِكَ » [متفق عليه](1).
(19) تخلص من التصورات الخاطئة عن النساء:
بعض الرجال يعاملون زوجاتهم من خلال تصورات خاطئة توارثوها عن آبائهم، مثل اعتقاد البعض أن المرأة لا وفاء لها ولا أمان أو أنها تأخذ ولا تعطي، أو أنها تتمتع بقدر كبير من الحقد والكراهية، وتصور مثل هذه الأمور وجعلها مقياساً للتعامل بين الزوجين كفيل بإفساد الحياة الزوجية وإفشالها.
(20) لا تنتظر السآمة والفشل:
هناك أناس كان يمكنهم أن يكونوا في قمة السعادة مع زوجاتهم لولا اعتقاد خاطئ يملك عليهم تفكيرهم، وهو أنه سيأتي اليوم الذي ستتمكن فيه المشكلات من الوصول إلى هذه السعادة وتدميرها، وستحصل يومئذ السآمة والملل من هذه الحياة.
والحقيقة أنه ليس حتماً أن يأتي ذلك ليوم، فهناك نماذج كثيرة من البشر ظلت على سعادتها إلى أن فرَّقَ بينهما الموت، ولم يسمحوا لشيء ذي بال أن يعكرَ عليهم صفو حياتهم أو يفقدهم بريق سعادتهم.
(21) عليك بالصمت:
قد ينشأ بينك وبين زوجتك خلاف ما فيعلوا صوتكما وتلجآن إلى الصياح، ويضيع الحق وسط صراخكما، وفي هذه الحالة لا يمكن أن يكون هناك حل لتلك المشكلة وحسم لذاك الخلاف، والحل الأمثل للخروج من هذه الورطة أن تقترح هذا الاقتراح:
لنحاول الصمت لحظة بدلاً من الاسترسال في هذا الصراخ. وسترى مفعول هذه اللحظات من الصمت، إنه مفعول عظيم، أما إذا استطعت أن تحول الصمت إلى ابتسام فتكون قد بلغت غاية الأمل.
__________
(1) - البخارى برقم (56 و 1295 ، 2742 ، 2744 ، 3936 ، 4409 ، 5354 ، 5659 ، 5668 ، 6373 ، 6733) ومسلم برقم (4296 )(1/23)
إن الصمت علاج فعال يهيئ الإنسان للتفكير السليم والحكم الصحيح على الأحداث، وقد يكون سببا في اعتراف المخطئ بخطئه وإنهاء المشكلة قبل تطورها.(1)
(22) اجتنب النقد العقيم:
هناك فرق بين النصح والإرشاد الذي تفوح منه رائحة المحبة والاحترام وبين النقد العقيم الذي هو نوع من التوبيخ والتعيير.
إن هذا النوع من النقد سهم قاتل للسعادة الزوجية إذا تكرر وانعدمت فيه اللباقة واللطف.
إن على الزوج أن يتحلى بالكياسة عند نصح زوجته وإرشادها إلى أمر ما، فمع أنها أقدر على تحمل أخطاء زوجها من الغير، إلا أنها إنسانة ذات مشاعر، فإذا ما نفر قلبها صعب رده إلى مكانه، وعندئذ تبدأ منغصات الحياة في العمل.
تقول الكاتبة دورتي ديكس الأخصائية في البحث وتقصي أسباب الطلاق: (إن أكثر من نصف الزوجات اللواتي يمكن أن يحظين بالسعادة يتحطمن في العادة على صخور محاكم الطلاق بسبب النقد وحده) وهي تعني النقد العقيم الذي يكسر القلب، ويذل النفس.(2)
(23) لا تكن زوجاً جاهلاً:
إن الجهل بالحياة الجنسية بين الزوجين يؤدي إلى النفور المتبادل بينهما، وقد يتعذر مع ذلك استمرار تلك الحياة الزوجية، فيلجأ الزوجان إلى الانفصال.
لقد أعلنت الدكتورة (كاترين ديفيز) السكرتيرة العامة لمكتب الصحة الاجتماعية أن أهم أسباب الطلاق في أمريكا هو عدم التوافق الجنسي بين الأزواج.
وقد بحث الدكتور "بول بوبينو" مدير معهد الصلات العائلية في لوس أنجلوس آلافاً من الزيجات، وخرج من بحثه الواسع بأربعة أسباب رئيسية للإخفاق في الزواج ؟ هي على هذا الترتيب:
أ- عدم التوافق الجنسي.
ب- تضارب الآراء والمشارب.
ج- المشكلات المادية.
__________
(1) - فتاوى الإسلام سؤال وجواب - (ج 1 / ص 1792)سؤال رقم 2076- خناقة بين زوجين وعشرة النساء للنسائي مشكل - (ج 1 / ص 28)بتحقيقي وفتاوى الشبكة الإسلامية معدلة - (ج 8 / ص 4035)
(2) -[انظر كيف تكسب الأصدقاء دايل كارنيجي](1/24)
د- الشذوذ العقلي، أو العاطفي، أو الجثماني.
فالناحية الجنسية- بلا شك- من أهم الأمور التي تجعل الزواج ناجحاً أو مائلاً إلى الفشل. فعلى الزوجين أن يدرسا الأحكام الشرعية المتعلقة بهذه الناحية، ولا يهملا كذلك الجوانب النفسية لهذه العلاقة حتى يسعدا في زواجهما ويظلل حياتهما المودة والرحمة.
(24) لا تحاول فرض رأيك بالقوة:
إن الإقناع شيء وفرض الرأي بالقوة شيء آخر، ولا يلجأ إلى هذا الأخير إلا من قصر رأيه، وضعفت حجته، وزل منطقه ، وما أجمل هذه الحكاية التي يروى فيها أن زوجا قبض على طائر صغير، وأخذ يتأمله مع زوجته، ثم قال: ما أجمل هذا العصفور! فأجابت الزوجة: عفواً إنها عصفورة.
فقال الزوج: عصفور.
فقالت الزوجة: عصفورة.
وتشبث كل منهما برأيه، واحتدم الجدال، وتحول إلى مناقشة، فمشاجرة لم تهدأ نارها إلا بعد وقت طويل.
وبعد مضي سنة تذكر الزوج هذه الحادثة فقال لزوجته ضاحكاً: أتذكرين تلك المشاجرة البلهاء بخصوص العصفور؟
قالت: نعم أذكر، وقد فكرت بالطلاق يومذاك، ولكنني أشكر الله على النهاية السعيدة، وأعترف لك يا عزيزي أنك كنت على خطأ في إحداث كل هذه الأزمة بسبب عصفورة.
فقال الزوج: عصفورة! ولكنه عصفور
قالت: كلا! بل عصفورة.
واحتدم القتال من جديد!!
كم هناك من عصفور وعصفورة وراء المشاجرات!
حاول ألا تفرض رأيك، وإذا رأيت عدم استعداد الطرف الآخر لقبوله فاسكت لتوفر على نفسك متاعب لا حاجة لك بها.(1)
(25) لا تغذ نفسك بالأفكار السوداء:
بعض الناس يجاهدون ضد السعادة كما يجاهد الغريق ضد من يسعى لإنقاذه.
لا تقل إن السعادة والتفاؤل ضرب من الوهم، بل قل: إن على عينيك غشاوة تمنعك من رؤية السرور حيث هو.
ارفع هذه الغشاوة، وثق بما يساعدك على رؤية ما هو جميل وجيد في نفسك وفي غيرك وفي العالم من حولك، ولا تسترسل وراء ضلالك وأوهامك. (2)
(26) لمُ نفسك أولاً:
__________
(1) -[انظر الموسوعة النفسية].
(2) -[الموسوعة النفسية](1/25)
يعجبني قول أحد السلف رحمه الله : إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق دابتي وزوجتي.
وقال آخر: نظرت نظرة محرمة فنسيت القرآن بعد أربعين سنة!
إن هؤلاء العقلاء إذا رأوا تغيراً في حياتهم، وضيقاً في معيشتهم، وتعسيراً في أمورهم ألقوا باللوم على أنفسهم وحاسبوها محاسبة الشريك الشحيح لشريكه، ورأوا أنهم ما أوتوا إلا من قبل التفريط في طاعة الله وركوب معصيته.
ومن ذلك أنهم إذا رأوا تغييرا في سلوك زوجاتهم قاموا بإصلاح ما بينهم وبين ربهم، وطلبوا منه تعالى أن يصلح زوجاتهم وذرياتهم، وهؤلاء حقيقة هم السعداء في الحياة الدنيا وفي الآخرة(1).
(27) اشترك مع زوجتك في الأعمال الخيرية:
إن اشتراكك مع زوجتك في أعمال خيرية تزيد المحبة بينكما، فالعطاء من الأمور الهامة التي تؤدي إلى مزيد من الترابط بين الزوجين، فعليكما أن تتناقشا بشأن يتيم تكفلونه، أو أسرة فقيرة تدعمونها، أو مشروع خيري كبناء مسجد أو مدرسة أو مستشفى أو حفر بئر أو غير ذلك من المشروعات الخيرية التي يمكن أن تسهمون فيها معاً.
(28) شارك زوجتك متعتها:
إذا كان لزوجتك هواية من الهوايات كالعناية بالزهور وزراعتها، أو القراءة، أو رسم بعض اللوحات الجميلة، أو صناعة بعض التحف البسيطة، فمن الأفضل أن تشاركها في ذلك ولو لبعض الوقت، فإن ذلك يسعدها كثيراً ويقوي ثقتها فيك وفي نفسها.
وإذا اشتركتما في قراءة كتاب وتناقشتما حول قضاياه كان ذلك جيداً، وكذلك إذا اشتركتما في حفظ بعض سور القرآن وتسابقتما فيمن يسبق الآخر بالحفظ ازدادت سعادتكما، مع ما ستحصلان عليه من فائدة وأجر كبير.
(29) ثق بزوجتك:
__________
(1) - فتاوى الشبكة الإسلامية معدلة - (ج 2 / ص 108) رقم الفتوى 1217 ينبغي الصبر والتجاوز عن الهفوات في الحياة الزوجية(1/26)
إن أولى الناس بثقتك فيهم هي زوجتك، لأنكما ترتبطان برباط قوي هو رباط الزوجية، فلا ينبغي عليك أن تترصد كل تصرفات زوجتك وترتاب في أفعالها، طالما أنها من أهل الصيانة والتدين ولم يصدر منها ما يخالف ذلك، فقد أساء كثير من الناس ظنونهم بزوجاتهم ولم يجنوا من وراء ذلك إلا نكد العيش والتعاسة المستمرة.
(30) كن متقبلاً للتغيير:
من المهم دائماً أن تقبل التغيير، وإذا نظرت حولك فسوف ترى أن كل شيء يتغير، أطفالك يكبرون، وآباؤك يموتون، وأنت نفسك تتغير، واهتماماتك تتغير بمرور الوقت، وهذا يساعدك على أن تتقبل تغيير كل سلوك سلبي لديك واستبداله بسلوك إيجابي ومن ذلك:
عادة التدخين التي ثبت ضررها صحياً وحرمتها دينياً، فلماذا لا تقبل تغيير هذه العادة القبيحة بممارسة الرياضة مثلا؟!
تذكر أنك كلما ازدادت قدرتك على تغيير عاداتك السلبية كلما ازدادت فرص سعادتك وراحتك النفسية ونجاحك في الحياة.
(31) مارس السعادة الزوجية:
إن معرفة كل شيء عن قيادة الطائرات لا يؤهل المرء لكي يقود طائرة، ولكن عليه أن يتدرب على ذلك ويطبق ما تعلمه نظرياً. كذلك الأمر في جانب السعادة الزوجية، حيث لا يكفي معرفة قوانين هذه السعادة في حصولها، والمفيد في ذلك لمن ينشد السعادة الزوجية أن يمارس بصورة فعلية هذه السعادة، وذلك بتطبيق قواعدها وتنفيذ قواعدها بصورة فعلية في حياته الزوجية.
(32) انظر إلى من هو أسفل منك:
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « انْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلاَ تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ لاَ تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ »أخرجه الترمذي(1) .
إذا أردت أن تدوم عليك سعادتك الزوجية فانظر إلى من يعاني فقدان هذه السعادة بصورة دائمة.
__________
(1) - برقم (2703 ) وقال : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ وهو كما قال .=تزدروا : تحتقروا(1/27)
- انظر إلى من يعيش في نكد دائم وتعاسة مستمرة.
- انظر إلى من لا يستطيع توفير ضرورات الحياة لزوجته وأولاده.
- انظر إلى أصحاب الأمراض المزمنة التي أفقدتهم الفرح والبهجة والاستمتاع بالحياة
- انظر إلى غيرك ممن تعدوا سن الزواج- رجالاً ونساء- ومع ذلك لم يجدوا طريقاً للزواج والاستقرار.
(33) تغيب قليلاً:
قد تحدث المشكلات بسبب وجود الرجل في البيت بصورة دائمة، فهو دائماً يرى امرأته وتراه، ويخالطها وتخالطه، مما ينتج في بعض الأحيان الملل والسآمة، فتفقد الحياة الزوجية بريقها نتيجة ذلك، ولكي ينجح الزوج في إعادة السعادة إلى حياته الزوجية يمكنه أن يتغيب عن زوجته ولو لعدة أيام، يسافر خلالها لأمور تجارية، أو يذهب إلى مكة لأداء العمرة، أو يترك زوجته عند أهلها يومين أو ثلاثة، فهذه الغيبة- بلا شك- سوف تشعره بالاشتياق إلى زوجته، وسوف تشتاق هي أيضاً إليه، وعندئذ سيكون اللقاء بينهما متجدداً، كأنه أول لقاء بينهما!!
(34) اجعل لك أهدافاً عليا في الحياة:
فإن صاحب الأهداف العليا والمقاصد السامية يعرف أن استقراره في الحياة هو السبيل الموصل لتلك الأهداف والمقاصد، وعندئذ يسعى جاهداً لكي يكون مستقراً وسعيداً في حياته.
(35) وأخيراً: كن دائم الاتصال بربك:
إن دوام الاتصال بالله تعالى كفيل بإسعادك، وإن انقطاع صلتك بالله عز وجل كفيل بشقائك، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].
وقال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 128]. ولكي تكون دائم الصلة بالله عز وجل:
أ- حافظ على الصلوات الخمس في جماعة .
ب- اجتهد في أداء النوافل.
ب- أكثر من ذكر الله عز وجل.
د- عليك بكثرة الدعاء والثناء والتضرع إلى الله.
هـ- أكثر من الاستغفار.
و- أكثر من تلاوة القرآن.(1/28)
ز- أكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
ح- التزم التزاماً كلياً بأداء الفرائض وترك المحرمات.
ط- صاحب من يذكرك بالله.
ي- احضر مجالس العلم والذكر.
ك- طهر بيتك من المنكرات.
أسأل الله أن يرزقنا السعادة في الدنيا والآخرة، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
- - - - - - - - - - - - -
ثالثا
كيف تسعد زوجتك (1)
السعادة الزوجية أشبه بقرص من العسل تبنيه نحلتان ، وكلما زاد الجهد فيه زادت حلاوة الشهد فيه . وكثيرون يسألون كيف يصنعون السعادة في بيوتهم ، ولماذا يفشلون في تحقيق هناءة الأسرة واستقرارها
ولا شك أن مسؤولية السعادة الزوجية تقع على الزوجين .فلا بد من وجود المحبة بين الزوجين. وليس المقصود بالمحبة ذلك الشعور الأهوج الذي يلتهب فجأة وينطفئ فجأة ، إنما هو ذلك التوافق الروحي والإحساس العاطفي النبيل بين الزوجين .
والبيت السعيد لا يقف على المحبة وحدها ، بل لا بد أن تتبعها روح التسامح بين الزوجين . والتسامح لا يتأتى بغير تبادل حسن الظن والثقة بين الطرفين . والتعاون عامل رئيسي في تهيئة البيت السعيد ، وبغيره تضعف قيم المحبة والتسامح . والتعاون يكون أدبياً ومادياً . ويتمثل الأول في حسن استعداد الزوجين لحل ما يعرض للأسرة من مشكلات . فمعظم الشقاق ينشأ عن عدم تقدير أحد الزوجين لمتاعب الآخر ، أو عدم إنصاف حقوق شريكه .
ولا نستطيع أن نعدد العوامل الرئيسة في تهيئة البيت السعيد دون أن نذكر العفة بإجلال وخشوع ، فإنها محور الحياة الكريمة ، وأصل الخير في علاقات الإنسان
__________
(1) - انظر مقال ثلاثون وصية ..تسعد بها زوجتك للدكتور حسان شمسي باشا(1/29)
وقد كتب أحد علماء الاجتماع يقول : " لقد دلتني التجربة على أن أفضل شعار يمكن أن يتخذه الأزواج لتفادي الشقاق ، هو أنه لا يوجد حريق يتعذر إطفاؤه عند بدء اشتعاله بفنجان من ماء .. ذلك لأن أكثر الخلافات الزوجية التي تنتهي بالطلاق ترجع إلى أشياء تافهة تتطور تدريجياً حتى يتعذر إصلاحها "
وتقع المسؤولية في خلق السعادة البيتية على الوالدين ، فكثيراً ما يهدم البيت لسان لاذع ، أو طبع حاد يسرع إلى الخصام ، وكثيراً ما يهدم أركان السعادة البيتية حب التسلط أو عدم الإخلاص من قبل أحد الوالدين وأمور صغيرة في المبنى عظيمة في المعنى .
وهاك بعضاً من تلك الوصايا التي تسهم في إسعاد زوجك :
1. لا تُهنْ زوجتك ، فإن أي إهانة توجهها إليها ، تظل راسخة في قلبها وعقلها . وأخطر الإهانات التي لا تستطيع زوجتك أن تغفرها لك بقلبها ، حتى ولو غفرتها لك بلسانها ، هي أن تنفعل فتضر بها ، أو تشتمها أو تلعن أباها أو أمها ، أو تتهمها في عرضها .
2. أحسِنْ معاملتك لزوجتك تُحسنْ إليك . أشعرها أنك تفضلها على نفسك ، وأنك حريص على إسعادها ، ومحافظ على صحتها ، ومضحٍّ من أجلها ،إن مرضتْ مثلاً ، بما أنت عليه قادر .
3. تذكر أن زوجتك تحب أن تجلس لتتحدث معها وإليها في كل ما يخطر ببالك من شؤون. لا تعد إلى بيتك مقطب الوجه عابس المحيَّا ، صامتا أخرسا ، فإن ذلك يثير فيها القلق والشكوك .!
4. لا تفرض على زوجتك اهتماماتك الشخصية المتعلقة بثقافتك أو تخصصك ، فإن كنت أستاذا في الفلك مثلا فلا تتوقع أن يكون لها نفس اهتمامك بالنجوم والأفلاك !!(1/30)
5. كن مستقيما في حياتك ، تكن هي كذلك . ففي الأثر : " عِفُّوا تَعِفَّ نِسَاؤُكُمْ " رواه الطبراني(1) . وحذار من أن تمدن عينيك إلى ما لا يحل لك ، سواء كان ذلك في طريق أو أمام شاشة التلفاز ، وما أسوأ ما أتت به الفضائيات من مشاكل زوجية !!
6. إياك إياك أن تثير غيرة زوجتك ، بأن تذكِّرها من حين لآخر أنك مقدم على الزواج من أخرى ، أو تبدي إعجابك بإحدى النساء ، فإن ذلك يطعن في قلبها في الصميم ، ويقلب مودتها إلى موج من القلق والشكوك والظنون . وكثيرا ما تتظاهر تلك المشاعر بأعراض جسدية مختلفة ، من صداع إلى آلام هنا وهناك ، فإذا بالزوج يأخذ زوجته من طبيب إلى طبيب !!
7. لا تذكِّر زوجتك بعيوب صدرت منها في مواقف معينة ، ولا تعيِّرها بتلك الأخطاء والمعايب ، وخاصة أمام الآخرين
8. عدِّل سلوكك من حين لآخر ، فليس المطلوب فقط أن تقوم زوجتك بتعديل سلوكها، وتستمر أنت متشبثا بما أنت عليه ، وتجنب ما يثير غيظ زوجتك ولو كان مزاحا
9. اكتسب من صفات زوجتك الحميدة ، فكم من الرجال ازداد التزاما بدينه حين رأى تمسك زوجته بقيمها الدينية والأخلاقية ، وما يصدر عنها من تصرفات سامية .
10. الزم الهدوء ولا تغضب فالغضب أساس الشحناء والتباغض . وإن أخطأت تجاه زوجتك فاعتذر إليها . لا تنم ليلتك وأنت غاضب منها وهي حزينة باكية . تذكَّر أن ما غضبْتَ منه – في أكثر الأحوال – أمر تافه لا يستحق تعكير صفو حياتكما الزوجية ، ولا يحتاج إلى كل ذلك الانفعال . استعذ بالله من الشيطان الرجيم ، وهدئ ثورتك ، وتذكر أن ما بينك وبين زوجتك من روابط ومحبة أسمى بكثير من أن تدنسه لحظة غضب عابرة ، أو ثورة انفعال طارئة
__________
(1) - المجمع 8/81 و 138 و 139 و الترغيب 3/493 و تمهيد 2/309 و خط 6/311 و أصفهان 2/285 و عدي 1/324حسن لغيره(1/31)
11. امنح زوجتك الثقة بنفسها . لا تجعلها تابعة تدور في مجرَّتك وخادمة منفِّذةً لأوامرك . بل شجِّعها على أن يكون لها كيانها وتفكيرها وقرارها . استشرها في كل أمورك ، وحاورها ولكن بالتي هي أحسن . خذ بقرارها عندما تعلم أنه الأصوب ، وأخبرها بذلك وإن خالفتها الرأي فاصرفها إلى رأيك برفق ولباقة .
12. أثن على زوجتك عندما تقوم بعمل يستحق الثناء ، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : « مَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرِ اللَّهَ » رواه الترمذي (1).
13. توقف عن توجيه التجريح والتوبيخ ، ولا تقارنها بغيرها من قريباتك اللاتي تعجب بهن وتريدها أن تتخذهن مُثُلاً عليا تجري في أذيالهن ، وتلهث في أعقابهن .
14. حاول أن توفر لها الإمكانات التي تشجعها على المثابرة وتحصيل المعارف . فإن كانت تبتغي الحصول على شهادة في فرع من فروع المعرفة فيسِّرْ لها ذلك ، طالما أن ذلك الأمر لا يتعارض مع مبادئ الدين ، ولا يشغلها عن التزاماتها الزوجية والبيتية . وتجاوبْ مع ما تحرزه زوجتك من نجاح فيما تقوم به .
15. أنصتْ إلى زوجتك باهتمام ، فإن ذلك يعمل على تخليصها مما ران عليها من هموم ومكبوتات ، وتحاشى الإثارة والتكذيب ، ولكن هناك من النساء من لا تستطيع التوقف عن الكلام ، أو تصبُّ حديثها على ذم أهلك أو أقربائك ، فعليك حينئذ أن تعامل الأمر بالحكمة والموعظة الحسنة
16. أشعر زوجتك بأنها في مأمن من أي خطر ، وأنك لا يمكن أن تفرط فيها ، أو أن تنفصل عنها
17. أشعر زوجتك أنك كفيلٌ برعايتها اقتصاديا مهما كانت ميسورة الحال . لا تطمع في مالٍ ورثتْهُ عن أبيها ، فلا يحلُّ لك شرعاً أن تستولي على أموالها .
ولا تبخل عليها بحجة أنها ثرية ، فمهما كانت غنية في حاجة نفسية إلى الشعور بأنك البديل الحقيقي لأبيها .
__________
(1) - سنن الترمذى برقم (2082 ) ومسند أحمد برقم (7715 ) صحيح(1/32)
18.حذار من العلاقات الاجتماعية غير المباحة . فكثير من خراب البيوت الزوجية منشؤه تلك العلاقات .
19. وائم بين حبك لزوجك وحبك لوالديك وأهلك ، فلا يطغى جانب على جانب ، ولا يسيطر حب على حساب حب آخر . فأعط كل ذي حق حقه بالحسنى ، والقسطاس المستقيم .
20.كن لزوجك كما تحب أن تكونَ هي لك في كل ميادين الحياة ، فإنها تحب منك كما تحب منها . عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : إنِّي أُحِبُّ أَنْ أَتَزَيَّنَ لِلْمَرْأَةِ كَمَا أُحِبُّ أَنْ تَتَزَيَّنَ لِي الْمَرْأَةُ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَسْتَنْظِفَ جَمِيعَ حَقِّي عَلَيْهَا لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ.(1).
21 . أعطها قسطا وافرا وحظا يسيرا من الترفيه خارج المنزل ، كلون من ألوان التغيير ، وخاصة قبل أن يكون لها أطفال تشغل نفسها بهم .
22. شاركها وجدانيا فيما تحب أن تشاركك فيه ، فزر أهلها وحافظ على علاقة كلها مودة واحترام تجاه أهلها .
23. لا تجعلها تغار من عملك بانشغالك به أكثر من اللازم ، ولا تجعله يستأثر بكل وقتك، وخاصة في إجازة الأسبوع ، فلا تحرمها منك في وقت الإجازة سواء كان ذلك في البيت أم خارجه ، حتى لا تشعر بالملل والسآمة .
24. إذا خرجت من البيت فودعها بابتسامة وطلب الدعاء . وإذا دخلت فلا تفاجئها حتى تكون متأهبة للقائك ، ولئلا تكون على حال لا تحب أن تراها عليها ، وخاصة إن كنت قادما من السفر .
__________
(1) - مصنف ابن أبي شيبة مرقم ومشكل - (ج 7 / ص 63) برقم (19258) صحيح(1/33)
25. انظر معها إلى الحياة من منظار واحد .. فعَنْ ثَابِتٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَسِيرُ وَحَادٍ يَحْدُو بِنِسَائِهِ فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَإِذَا هُوَ قَدْ تَنَحَّى بِهِنَّ قَالَ فَقَالَ « يَا أَنْجَشَةُ وَيْحَكَ ارْفُقْ بِالْقَوَارِيرِ »مسند أحمد(1) .
وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ الرَّجُلِ يَجِدُ الْبَلَلَ وَلاَ يَذْكُرُ احْتِلاَمًا قَالَ « يَغْتَسِلُ ». وَعَنِ الرَّجُلِ يَرَى أَنَّهُ قَدِ احْتَلَمَ وَلاَ يَجِدُ الْبَلَلَ قَالَ « لاَ غُسْلَ عَلَيْهِ ». فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ الْمَرْأَةُ تَرَى ذَلِكَ أَعَلَيْهَا غُسْلٌ قَالَ « نَعَمْ إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ » سنن أبى داود(2) .
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَإِذَا شَهِدَ أَمْرًا فَلْيَتَكَلَّمْ بِخَيْرٍ أَوْ لِيَسْكُتْ وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ وَإِنَّ أَعْوَجَ شَىْءٍ فِى الضِّلَعِ أَعْلاَهُ إِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا » رواه مسلم(3).
__________
(1) - برقم (13098) صحيح -القوارير : جمع قارورة وهو إناء من زجاج أراد النساء شبههن بالقوارير من الزجاج
(2) - برقم (236 )صحيح
(3) - صحيح مسلم برقم (3720 )(1/34)
26. حاول أن تساعد زوجك في بعض أعمالها المنزلية ، فلقد بلغ من حسن معاشرة الرسول صلى الله عليه وسلم لنسائه التبرع بمساعدتهن في واجباتهن المنزلية . فعَنِ الأَسْوَدِ قَالَ سَأَلْتُ عَائِشَةَ مَا كَانَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - يَصْنَعُ فِى بَيْتِهِ قَالَتْ كَانَ يَكُونُ فِى مِهْنَةِ أَهْلِهِ - تَعْنِى خِدْمَةَ أَهْلِهِ - فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ . رواه البخاري(1)
27. حاول أن تغض الطرف عن بعض نقائص زوجتك ، وتذكر ما لها من محاسن ومكارم تغطي هذا فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِىَ مِنْهَا آخَرَ »أخرجه مسلم .(2)
28. على الزوج أن يلاطف زوجته ويداعبها ، وتأس برسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك : فعَنْ جَابِرٍ قَالَ تَزَوَّجْتُ فَأَتَيْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ « أَتَزَوَّجْتَ يَا جَابِرُ ». قُلْتُ نَعَمْ. قَالَ « بِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا ». فَقُلْتُ ثَيِّبًا. قَالَ « فَهَلاَّ بِكْرًا تُلاَعِبُهَا وَتُلاَعِبُكَ »أخرجه النسائي(3)..
وحتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه – وهو القوي الشديد الجاد في حكمه – كان يقول : " ينبغي للرجل أن يكون في أهله كالصبي ( أي في الأنس والسهولة ) فإن كان في القوم كان رجلا " (4).
__________
(1) - برقم (676 )
(2) - برقم (3721 ) -يَفرك : يبغض
(3) - برقم (3232 ) والبخاري مطولا برقم (5247 )
(4) - إحياء علوم الدين - (ج 1 / ص 396) والمستقصى في أمثال العرب - (ج 1 / ص 125) ومجمع الأمثال - (ج 1 / ص 256) وشرح نهج البلاغة ابن أبي الحديد1-20 - (ج 7 / ص 478)(1/35)
29. استمع إلى نقد زوجتك بصدر رحب ، فقد كان نساء النبي صلى الله عليه وسلم يراجعنه في الرأي ، فلا يغضب منهن(1) .
30 . أحسن إلى زوجتك وأولادك ، فعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِى » رواه الترمذي(2).
فإن أنت أحسنت إليهم أحسنوا إليك ، وبدلوا حياتك التعيسة سعادة وهناء . لا تبخل على زوجك ونفسك وأولادك ، وأنفق بالمعروف ، فإنفاقك على أهلك صدقة فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَدِينَارٌ فِى الْمَسَاكِينِ وَدِينَارٌ فِى رَقَبَةٍ وَدِينَارٌ فِى أَهْلِكَ أَعْظَمُهَا أَجْراً الدِّينَارُ الَّذِى تُنْفِقُهُ عَلَى أَهْلِكَ » أخرجه أحمد(3).
- - - - - - - - - - - -
رابعا
كيف تسعدين زوجك (4)
ليس في العالم كله مكان بضاهي البيت السعيد جمالا وراحة . فأينما سافرنا ، وأنى هللنا ، لا نجد أفضل من البيت الذي تخيم عليه ظلال السعادة .
والبيت السعيد هو ذلك البيت الذي لا خصام فيه ولا نزاع .. الذي لا يُسمع فيه الكلام اللاذع القاسي ، ولا النقد المرير . هو البيت الذي يأوي إليه أفراد الأسرة فيجدون فيه الراحة والهدوء والطمأنينة .
وتقع المسؤولية في خلق السعادة البيئية على الوالدين . ولكننا أردنا هذا المقال أن نبين كيف تستطيع المرأة بذكائها وحكمتها وحسن معاملتها أن تسعد زوجها و من ثم تسعد بيتها
__________
(1) - السنن الكبرى للبيهقي وفي ذيله الجوهر النقي - (ج 7 / ص 37)برقم (13647) صحيح
(2) - سنن الترمذى برقم (4269 )صحيح
(3) - مسند أحمد برقم (10387)صحيح
(4) - انظر مقال ثلاثون وصية ..تسعدين بها زوجك للدكتور حسان شمسي باشا(1/36)
1. تذكري أنك أنت مسؤولة عن إسعاد زوجك وأولادك ، وتذكري أن رضا زوجك عنك يدخلك الجنة . عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَيُّمَا امْرَأَةٍ مَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَنْهَا رَاضٍ دَخَلَتِ الْجَنَّةَ »الترمذي (1).
2. لا تحمِّلي زوجك ما يفوق طاقته . فلا تحشري رغباتك ولا تكدسي طلباتك مرة واحدة ، حتى لا يرهق زوجك فيهرب منك . وإذا أصررت على مطالبك الكثيرة ، فقد يرفضها جميعا ويرفضك أنت رفضا تاما ، غير آسف ولا نادم . وتذكري ما قاله عمر بن عبد العزيز لابنه : " إنني أخشى أن أحمل الناس على الحق جملةً ، فيرفضونه جملةً " .
وعن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله يحب المرأة المَلِقَةَ البزْعة ( أي الظريفة ) مع زوجها ،الحصان ( أي الممتنعة عن غيره ) " رواه الديلمي (2)
3. لا تكلفيه أن يتحلى مرة واحدة بكل الصفات والفضائل والمكارم التي تشتهين أن تجتمع فيه . فمن النادر جدا أن تجتمع كل تلك الصفات في شخص واحد !
4. حين يتزوج رجل امرأة ، يتعلق بصورتها الحلوة كما رآها في الواقع ، ويود أن يحفظ لها هذه الصورة سليمة صافية ساحرة طوال حياته ، فلا تشوهي صورتك التي في ذهنه .
حافظي على جمالك وأناقتك ، ونضرة صحتك ، ورشاقة حركاتك ، وحلاوة حديثك ، ولا تتحدثي بصوت أجش ، ولا ترددي ألفاظا سوقية هابطة ، وإذا تخليت عن هذه السمات النسوية المطلوبة ، أو أهملت شيئا منها ، هبطت صورتك في نظر زوجك ، وابتعدت أنت عن الصورة النسوية الرائعة التي ينشدها كل رجل في امرأته .
__________
(1) - برقم (1194 ) قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ وهو كما قال .
(2) - أخرجه الديلمى (1/2/249) وفيه ضعف(1/37)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« أَلاَ أُخْبِرُكَ بِخَيْرِ مَا يَكْنِزُ الْمَرْءُ الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ وَإِذَا أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ وَإِذَا غَابَ عَنْهَا حَفِظَتْهُ » أخرجه أبو داود (1).
5. حافظي على تدينك . التزمي بالحجاب الإسلامي ، ولا تتساهلي في أن يرى أحدٌ شيئا من جسدك ولو للمحة عابرة ، فإن زوجك يغار عليك ويحرص على ألا يراك إلا من تحل له رؤيتك .
تزوج رجل بنتا أُعجب بحجابها وتدينها ، حين ردت على صاحبتها في مناقشة مسموعة ، إذ قالت " قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا " . وقال لها إنه سيظل دائما يتصورها بهذه الصورة الطاهرة السامية : مؤمنة بالله ، راضية بقدره ، متمسكة بالمبادئ السامية والأفكار الطاهرة . ولعل زوجك يرى فيك مثل ذلك ، فلا تحطمي صورتك في قلبه وعقله تجملي لزوجك قبل أن يأتي إلى البيت في المساء ، فيراك في أحسن حال . البسي ثوبا نظيفا لائقا ، واستعملي من العطور ما يحب ، ضعي على صدرك شيئا من الحلي التي أهداها إليك ، فهو يحب أن يرى أثر هداياه عليك ، وكوني كما لو كنت في زيارة إحدى صديقاتك أو قريباتك
6. لا تنشغلي بأعمال البيت عن زوجك ، فتظهر كل أعمال الطهي والتنظيف والترتيب عندما يأتي الزوج إلى بيته متعبا مرهقا . فلا يراك إلا في المطبخ ، أو في ثياب التنظيف والعمل !! قومي بهذه الأعمال في غيابه .
7. رتبي بيتك على أحسن حال . غيري من ترتيب غرفة الجلوس من حين لآخر . ضعي لمساتك الفنية في انتقاء مواضع اللوحات أو قطع التزيين وغيرها .
8. لا تتحسري على العاطفة الملتهبة ، ومشاعر الحب الفياضة وأحلام اليقظة التي كنت تعيشين فيها قبل الزواج ، فهي تهدأ بعد الزواج وتتحول إلى عاطفة هادئة متزنة
__________
(1) - برقم (1666 ) صحيح(1/38)
9. إذا كان الرجل هو صاحب الكلمة الأولى في العلاقة الزوجية ، فأنت المسؤولة عن النجاح والتوافق والانسجام في الزواج . ومهما بلغتِ من علم وثقافة ، ومنصب وسلطان، ارضخي لزوجك والجئي إليه ، ولا تصطدمي معه في الرأي . واهتمي في مناقشاتك معه بأن تتبادلي الأفكار مع زوجك تبادلا فعليا ، فتفاعل الآراء المثمر خير من استقطابها استقطابا مدمرا .
10. أشعري زوجك دائما بمشاركتك له في مشاعره وأفراحه ، وهمومه وأحاسيسه . أشعريه أنه يحيا في جنة هادئة وادعة ، حتى يتفرغ للعمل والإبداع والإنتاج مما يجعل حياته حافلة مثمرة .
11. جربي الكلام الحلو المفيد ، والابتسامة المشرقة المضيئة ، والفكاهة المنعشة ، والبشاشة الممتعة ، وابتعدي عن الحزن والغم ، والهذر واللغو ، والعبوس والتجهم ، والكآبة والاكتئاب .
12. أظهري لزوجك مهارتك وبراعتك وتفوقك على سائر النساء ، وسيزداد تمسك زوجك بك ، واعتزازه بصفاتك الشخصية ، حين تتقنين كل شيء تعملينه .
13. لا تضيعي وقتك في ثرثرات هاتفية مع صاحباتك ، أو في قراءة مجلات تافهة تتحدث عن أخبار الممثلين والممثلات ، والمغنين والمغنيات ، وفي قراءة قصص الحب والعلاقات الغرامية والأوهام . فما أكثر تلك المجلات في أيامنا ، وما أكثر النساء اللواتي يقضين معظم أوقاتهن في قراءة تلك المجلات التافهة الهابطة .
14 0 اختاري من المجلات ما يفيد ذهنك وعقلك وقلبك ، وما يزيدك ثقافة وتعينك على حل مشاكل البيت والأولاد .
15 . اختاري من برامج التلفاز ما يفيدك ويزيدك ثقافة وخبرة ، ولا تضيعي وقتك في المسلسلات الهابطة والأفلام المائعة
16 . شجعي زوجك على النشاط الرياضي والبدني خارج البيت . امش معه إن أمكن واستمتعا بالهواء الطلق في عطلة نهاية الأسبوع وكلما سنحت الفرصة لذلك(1/39)
17 0تخيري الأوقات المناسبة لعرض مشاكل الأسرة ومناقشة حلها ، إذ يصعب حل المشاكل قبل خروج زوجك للعمل في الصباح بسبب قلة الوقت ، ولا تناقشي أي مشكلة عند عودته من عمله في المساء مرهقا متعبا . ولعل المساء هو أفضل فترة لمناقشة المشاكل ومحاولة حلها ، ولا تناقشي مشاكل الأبناء في حضورهم ، حتى لا يشعروا أنهم أعباء ثقيلة عليك وعلى زوجك ، وأنهم سبب الخلاف بين الوالدين .
18 0 لا تسرعي بالشكوى إلى زوجك بمجرد دخوله البيت من أمور تافهة مثل صراخ الأولاد . ولا تطلبي من زوجك أن يلعب دور الشرطي للأولاد ، يقبض على المتهم ويحاكمه أو يضر به .
19 0لا تنتقدي سلوك زوجك أمام أطفاله ، ولا تستعملي ألفاظا غير لائقة يرددها الأبناء من بعدها مثل " جاء البعبع " أو " وصل الهم " …
فبعض النساء ، إن تكاسل ولدها في المذاكرة قالت له : لن تنجح أبدا في حياتك فأنت كسول فاشل مثل أبيك ، وإذا مرض زوجها قللت من أهمية مرضه ، وإن حدثها زوجها بقصة قاطعته قائلة " لقد سمعتها من قبل .. " وغير ذلك من الأمور التي قد تبدو تافهة ولكنها تحمل في طياتها الكثير من الآلام للزوج !!
20.حذار حذار من الإفراط في الغيرة و العتاب ، وتجنبي التصرفات التي تؤجج غيرة زوجك ، وتبلبل أفكاره . وقال عَبْدُ اللَّه بن جعفر لابنته: يا بنية، إيّاكِ والغَيرة فإنّها مفتاحُ الطلاق، وإيّاكِ والمعاتبة فإنّها تورث البِغْضة وعليكِ بالزّينة والطِّيب، واعلمي أنّ أزْيَنَ الزِّينة الكُحل، وأطيبَ الطِّيب الماء (1)"
__________
(1) - فتاوى الشبكة الإسلامية معدلة - (ج 3 / ص 5862) رقم الفتوى 19643 وصايا للأزواج ومحاضرات الأدباء - (ج 1 / ص 415) والبيان والتبيين - (ج 1 / ص 147)(1/40)
21.إياك أن تغاري من حب زوجك لأمه وأبيه . فكيف نقبل من زوجة مسلمة أن تبدأ حياتها بالغيرة من حب زوجها لأهله ، وهو حب فطري أوجبه الله على المسلمين لا يمس حب زوجها لها من قريب أو بعيد ؟ وكيف نقبل من زوجة مسلمة أن توحي لزوجها أن يبدأ حياته معها بمعصية الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في أهله ، يعق والديه ويقطع رحمه من أجل رضا زوجته ؟!
وهو ما أنبأ عنه الرسول صلى الله عليه وسلم عن تغيير حال المسلمين وأخلاقهم في المستقبل ، فأخبر بأنه في ذلك الزمان : " وَأَطَاعَ الرَّجُلُ زَوْجَتَهُ وَعَقَّ أُمَّهُ وَبَرَّ صَدِيقَهُ وَجَفَا أَبَاهُ " رواه الترمذي (1)
22. لا تنقلي مشاكل بيتك إلى أهلك ، فتوغري صدور أهلك ضد زوجك . بل حلي تلك المشاكل بالتعاون مع زوجك .
لا تستعل على زوجك إذا ما كنت أغنى منه أو أعلى حسبا ونسبا أو أكثر ثقافة وعلما ، فلا يجوز استصغار الزوج وانتقاص قدره والتعالي عليه . فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَن ّرَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : لاَ يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى امْرَأَةٍ لاَ تَشْكَرُ لِزَوْجِهَا ، وَهِيَ لاَ تَسْتَغْنِي عَنْهُ " رواه الحاكم (2)
24.لا تمتنعي على زوجك في المعاشرة الزوجية، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فَأَبَتْ ، فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا ، لَعَنَتْهَا الْمَلاَئِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ » متفق عليه (3).
وتذكري أن أول حقوق للزوج على زوجه طاعتها له .
__________
(1) - برقم (2371 ) وفيه ضعف
(2) - المستدرك للحاكم مشكلا - (ج 3 / ص 30)برقم (2771) صحيح
(3) - صحيح البخارى –برقم (3237 ) ومسلم برقم (3614 )(1/41)
فعَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ أَتَيْتُ الْحِيرَةَ فَرَأَيْتُهُمْ يَسْجُدُونَ لِمَرْزُبَانٍ لَهُمْ فَقُلْتُ رَسُولُ اللَّهِ أَحَقُّ أَنْ يُسْجَدَ لَهُ قَالَ فَأَتَيْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقُلْتُ إِنِّى أَتَيْتُ الْحِيرَةَ فَرَأَيْتُهُمْ يَسْجُدُونَ لِمَرْزُبَانٍ لَهُمْ فَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَحَقُّ أَنْ نَسْجُدَ لَكَ. قَالَ « أَرَأَيْتَ لَوْ مَرَرْتَ بِقَبْرِى أَكُنْتَ تَسْجُدُ لَهُ ». قَالَ قُلْتُ لاَ. قَالَ « فَلاَ تَفْعَلُوا لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ لأَمَرْتُ النِّسَاءَ أَنْ يَسْجُدْنَ لأَزْوَاجِهِنَّ لِمَا جَعَلَ اللَّهُ لَهُمْ عَلَيْهِنَّ مِنَ الْحَقِّ » سنن أبى داود(1).
ولا تصومي نفلا إلا بإذن زوجك .
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:"لا يَحِلُّ لامْرَأَةٍ أَنْ تَصُومَ وَزَوْجُهَا شَاهِدٌ، إِلا بِإِذْنِهِ، وَلا تَأْذَنُ لِرَجُلٍ فِي بَيْتِهَا وَهُوَ كَارِهٌ، وَمَا تَصَدَّقَتْ مِمَّا كَسَبَتْ، فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ صَدَقَتِهَا " الطبراني (2)
__________
(1) - برقم ( 2142 ) صحيح = المرزبان : الفارس الشجاع المقدم على القوم دون الملك وهو معرب
(2) - المعجم الكبير للطبراني - (ج 19 / ص 117) برقم (266 ) حسن(1/42)
25. لا تنسِ فضل زوجك عليكِ ، فقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم تناسي فضل الزوج سببا لدخول المرأة النار ، وسمَّاه كفراً . فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « أُرِيتُ النَّارَ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ يَكْفُرْنَ » . قِيلَ أَيَكْفُرْنَ بِاللَّهِ قَالَ « يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ ، وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ ، لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ » رواه البخاري(1) .
26. حافظي على أموال زوجك ، ولا تنفقي شيئا من ماله إلا بإذنه ، وبعد أن تستوثق من رضاه . فعَنْ أَبِى أُمَامَةَ الْبَاهِلِىِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى خُطْبَتِهِ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ يَقُولُ « لاَ تُنْفِقُ امْرَأَةٌ شَيْئًا مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا إِلاَّ بِإِذْنِ زَوْجِهَا ». قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ الطَّعَامُ قَالَ « ذَاكَ أَفْضَلُ أَمْوَالِنَا » رواه الترمذي(2) .
وإذا أعسر زوجك فتصدقي عليه من مالك ، وإن لم يكن لك مال ، فاصبري على شظف العيش معه لعل الله تعالى يفرج عليكما .
27. إذا كنت من الأمهات العاملات ، فلا تتصوري أن ما يحتاج إليه زوجك وأولادك هو المال وحده ، فتغدق الأم عليهم المال تعويضا عن تقصيرها في أداء مهامها الإنسانية . وهيهات هيهات أن يتساوى اللبن الصناعي مع لبن الأم الرباني الطبيعي . أو يتساوى حنان الخادمة مع حنان الأم .. وطعام الخادمة الكافرة مع طعام الزوجة النظيفة ، وتربية المربية الجاهلة مع تربية الأم الواعية .
28. لا تضجري من عمل زوجك ، فإن أسوأ ما تصنع بعض النساء هو إعلان الضجر من عمل الزوج . والإعلان يكون عادة في خلق النكد ، والدأب على الشكوى ، واتهام الزوج بإهمالها .. واللجوء إلى بيت أمها غضبى .
__________
(1) - برقم ( 29 )
(2) - برقم (672 ) حسن(1/43)
29. تذكري أن الزوج الذي اعتاد أن يرى أمه هي أول من تستيقظ من نومها ، ثم توقظ كل من في البيت بعد ذلك ، وتجهز لهم الفطور ، وتعاون الصغار في ارتداء ملابسهم ، لن يرضى بامرأة اعتادت أن تنام حتى منتصف الشمس في كبد السماء . !!
30. تذكري أن البيت المملوء بالحب والسلام ، والتقدير المتبادل والاحترام، مع طعام مكون من كسرة خبز وماء ، خير من بيت مليء بالذبائح واللحوم وأشهى الطعام ، وهو مليء بالنكد والخصام !!
- - - - - - - - - - - -
أهم المراجع
صحيح البخارى
صحيح مسلم
مسند أحمد بن حنبل
معجم الطبراني الكبير
معجم الطبراني الأوسط
صحيح الجامع الصغير
الزهد لأبي داود
سنن أبى داود
سنن الترمذي
السنن الكبرى للبيهقي وفي ذيله الجوهر النقي
سلسلة الأحاديث الصحيحة
الشريعة للآجري
مجمع الزوائد للهيثمي
الترغيب والترهيب للمنذري
موسوعة خطب المنبر
عشرة النساء للنسائي بتحقيقي
التمهيد لابن عبد البر
مصنف ابن أبي شيبة
المستدرك للحاكم
مسند الفردوس الديلمى
الآداب الشرعية
صيد الخاطر
فتاوى الشبكة الإسلامية
شرح النووي على مسلم
فتاوى الإسلام سؤال وجواب
كيف تكسب الأصدقاء دايل كارنيجي
الموسوعة النفسية
إحياء علوم الدين
المستقصى في أمثال العرب
مجمع الأمثال
محاضرات الأدباء
البيان والتبيين
شرح نهج البلاغة ابن أبي الحديد
ثلاثون وصية ..تسعد بها زوجتك للدكتور حسان شمسي باشا
ثلاثون وصية ..تسعدين بها زوجك للدكتور حسان شمسي باشا
الطريق إلى السعادة الزوجية. لآمال بنت عبد الرحمن محمد
الفهرس العام
أولا…4
الطريق إلى السعادة الزوجية.…4
مشاكل العمل قد تنقل إلى المنزل:…5
لا ينبغي توبيخ الزوج:…8
لا تستثيري مشاعر زوجك:…9
بعض عادات الأزواج تثير غضب الزوجات:…14
اختلاف الاتجاهات بين الزوجين:…18
ينبغي مراعاة الذوق العام:…21
بالصبر تبلغ ما تريد:…23
قبل الزواج…26
(1) حدد هدفك من الزواج:…26
(2) اظفر بذات الدين:…28
(3) الودود الولود العؤود:…29(1/44)
(4) الهينة اللينة السهلة:…30
(5) العابدة المطيعة:…31
(6) الطاهرة العفيفة:…31
(7) إياك وهؤلاء:…32
(8) حسنة الخلق صابرة:…33
(9) التكافؤ:…34
(10) التقارب:…35
(11) لا تخف عيوبك عمن اخترتها أن تكون شريكه حياتك:…35
(13) اتفقا على كل شيء قبل الزواج حتى لا تكثر بينكما الخلافات بعد الزواج، ومن الأشياء التي يجب الاتفاق بشأنها:…36
بعد الزواج…40
(1) ارض بما قسم الله لك:…40
(2) اعلم أن أهم ما ينبغي لك إدراكه هو أن سعادتك في الزواج تتوقف على ما تفعله بعد زواجك.…43
(3) جدد حبك لزوجتك:…43
(4) اعلم أن زوجتك ليست أنت:…43
(5) لا تظن أن الكارثة قد وقعت عند أي خلاف:…44
(6) حاول تحاشي إثارة الموضوعات التي تثير حساسية زوجتك.…45
(7) لا تكن معارضاً لكل اقتراح أو رأي يصدر عن زوجتك، فإن ذلك يؤلمها ويفقدها الإحساس بقيمتها عندك، مما يؤثر على سعادتكما الزوجية.…45
(8) اعلم أن قوامة الرجل على زوجته لا تعني البطش والتعالي والتكبر.…46
(9) اعرف طبيعة زوجتك:…46
(10) أشعر نفسك بالرضا والسعادة:…47
(11) لا تتخيل أن امرأة أحسن من زوجتك:…48
(12) لا تفتش عن العيوب الخفية:…49
(13) أسعد زوجتك تسعد:…51
(14) اهتم بالنظافة:…53
(15) تخلص من القلق:…58
(16) لا تكن سريع الغضب:…61
(17) لا تحتفظ بذكريات الآلام:…62
(18) ابتغ الأجر من الله:…64
(19) تخلص من التصورات الخاطئة عن النساء:…67
(20) لا تنتظر السآمة والفشل:…67
(21) عليك بالصمت:…68
(22) اجتنب النقد العقيم:…69
(23) لا تكن زوجاً جاهلاً:…71
(24) لا تحاول فرض رأيك بالقوة:…73
(25) لا تغذ نفسك بالأفكار السوداء:…75
(26) لمُ نفسك أولاً:…76
(27) اشترك مع زوجتك في الأعمال الخيرية:…77
(28) شارك زوجتك متعتها:…78
(29) ثق بزوجتك:…79
(30) كن متقبلاً للتغيير:…80
(31) مارس السعادة الزوجية:…81
(32) انظر إلى من هو أسفل منك:…81
(33) تغيب قليلاً:…83
(34) اجعل لك أهدافاً عليا في الحياة:…84(1/45)
(35) وأخيراً: كن دائم الاتصال بربك:…84
ثالثا…87
كيف تسعد زوجتك …87
رابعا…107
كيف تسعدين زوجك …107(1/46)