زوجات رسول الله
صلى الله عليه وسلم
تصنيف
أحمد بن محمد بن أحمد
المتولي الأنصاري
تحقيق
الدكتور جميل عبد الله عويضة
1430هـ / 2009م
بسم الله الرحمن الرحيم
يا فتاح يا عليم
ما قولكم رضي الله تعالى عنكم في زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما عددهن ، وما طلق منهن ، وما أسماؤهن ، وما الذي طلّق ، وكم مات عن زوجة ، وهل الطلاق بوحي أم بغير وحي ، أفتونا مأجورين ، وابسطوا الجواب ؟؟؟
قال الشيخ الإمام العالم العلامة مفيد الطالبين ، مفتي المسلمين أحمد بن محمد بن أحمد المتولي الأنصاري الشافعي أعاد الله علينا وعلى المسلمين من بركاته :
الحمد لله رب العالمين ، اختُلِفَ في عدد أزواجه صلى الله عليه وسلم ، والمتفق عليه أنهن إحدى عشرة امرأة ، ستٌّ من قريش ، وهم : خديجة بنت خويلد ، وعائشة بنت أبي بكر ، وحفصة بنت عمر، وأم حبيبة بنت أبي سفيان ، وأمُّ سَلَمَة بنت أبي أُميَّة ، وسودة بنت زمعة ، وأربع عربيات ، وهم : زينب بنت جحش ، وميمونة بنت الحارث ، وزينب بنت خزيمة أم المساكين ، وجُويريّة بنت الحارث ، وواحدة غير عربية مِن بني إسرائيل ، وهي صفيّة بنت حُيي ، ومات عنده منهن اثنتان : خديجة ، وزينب أم المساكين ، ومات صلى الله عليه وسلم عن التسع الباقيات ، ولا خلاف في أنّ أوّل زوجاته خديجة ، ولم يتزوج عليها حتى ماتت ، ثم عقد على / عائشة ، ثم سودة ، ودخل بها 2 ب قبل عائشة ، ولمَّا كبرت أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم طلاقها ، فسألته أنْ لا يفعل ، وجعلت يومها لعائشة ؛ فأبقاها ، ودخل بعائشة في المدينة ، وبسودة في مكة ، ولم يتزوج بكرا غير عائشة ، وتزوج حفصة ، ثم طلّقها بغير وحي ، ثم جاء جبريل أن يُراجع حفصة فإنها صوّامة قوّامة ، فإنها زوجتك في الجنة ؛ فراجعها بلا خلاف .(1/1)
وقد ذُكر أنه صلى الله عليه وسلم تزوج غيرهن، وجملتهن اثنتي عشرة : الأولى : الواهبة نفسها له صلى الله عليه وسلم ، اختلفوا مَنْ هي ، والأكثر على أنها أم شريك غزية بنت جابرغرق القرشية ، فلم يقبلها ، فلم تتزوج حتى ماتت ، قيل إنه قبلها ، ودخل بها ، ثم طلّقها ، وقيل الواهبة نفسها خولة بنت حكيم السلمي ، ويجوز أن تكونا وهبتا نفسيهما من غير تضاد .
الثانية : خولة بنت الهذيل ، تزوجها صلى الله عليه وسلم ، فماتت قبل أنْ تصل إليه .
الثالثة : عمرة بنت يزيد بن الجون الكلابية ، والأصح عمرة بنت يزيد بن عبيد الكلابية ، تزوجها صلى الله عليه وسلم ، فتعوّذت منه حين أُدخِلت عليه ، فقال لها : لقد عذت بمعاذ ، فطلّقها ، وأمر أسامة بن زيد فمتّعها بثلاثة أثواب ، وقيل فيها غير ذلك .
الرابعة : أسماء بنت النعمان بن الجون الكندية الجونية ، أجمعوا على أنه / 3أ
صلى الله عليه وسلم تزوجها ، واختلفوا في سبب فراقه لها ، فقال بعضهم : إنه دعاها فأبت أن تجيء ، وقال بعضهم : إنها قالت : أعوذ بالله منك ، فقال : عذت بمعاذ ، وقد أعاذك الله مني ، وقال بعضهم : إنّ نساءه علَّمنها ذلك ، فإنها كانت من أجمل النساء ، فخفن أن تغلبهن عنده ، فقالت ذلك فطلّقها ، وسرّحها إلى أهلها ، فكانت تُسمي نفسها الشقيّة ، وقال بعضهم : يجوز أن تكونا تعوذتا ، وقال بعضهم : كانت بها وضَح ، فقال لها : الحقي بأهلك .
الخامسة : مُليكة بنت كعب الليثية، قال بعضهم : هي التي استعاذت منه، وقيل : دخل بها وماتت عنده ، والأول أصح ، ومنهم مَن يُنكر تزويجه بها أصلا .(1/2)
السادسة : فاطمة بنت الضحاك ابن سفيان الكلابي ، تزوجها بعد زينب ، وخيّرها حين نزلت آية التخيير ، فاختارت الدنيا ، ففارقها ، فكانت بعد ذلك تلقط البعر ، وتقول هي الشقية ، اختارت الدنيا ، قاله ابن إسحاق ، وقال ابن عبد البر : هذا غير صحيح ؛ لأنه ثبت عن عائشة أنه صلى الله عليه وسلم حين خيّر أزواجه بدأ بها ، فاختارت الله ورسوله ، وتابع أزواجه صلى الله عليه وسلم على ذلك ، وقال قتادة وعكرمة : كانوا عند التخيير تسع نسوة ، وهنّ اللاتي تُوفي عنهن .
السابعة : عالية بنت ظبيان ، تزوجها صلى الله عليه وسلم ، وكانت عنده ما شاء الله ، ثم طلّقها ، وقلَّ مَنْ ذكرها / وقال ابن سعد : طلّقها حين أُدخِلَت 3 ب عليه.
الثامنة : قتيلة بنت قيس ، أخت الأشعث بن قيس الكنددي ، زوَّجه إياها أخوها سنة عشر ، ثم انصرف إلى حضرموت ، فحملها ، فقُبض صلى الله عليه وسلم سنة إحدى عشرة قبل قدومها ، وهذه ليست من أمهات المؤمنين ، وقال بعضهم : ارتدت حين ارتدّ أخوها .
التاسعة : سناء بنت أسماء بنت الصلت السلميَّة ، تزوجها فماتت قبل دخوله بها ، وقال ابن إسحاق : طلّقها قبل الدخول بها .
العاشرة : شراف بنت خليفة الكلبية ، أخت دُحيّة الكلبي ، تزوجها ، فماتت قبل دخوله بها .
الحادية عشرة : ليلى بنت الخطيم ، أخت قيس ، تزوجها وكانت شديدة الغيرة ، فاستقالته فأقالها ، فأكلها الذئب ، قيل : هي التي وهبت نفسها .
الثنية عشرة : امرأة مِن غِفار ، تزوجها صلى الله عليه وسلم ، فأمرها ، فنزعت ثيابها ، فرأى بكشحها بياضا ، فقال : الحقي بأهلك ، ولم يأخذ مما آتاها شيئا ، قاله الإمام أحمد .(1/3)
فهؤلاء جملة مَنْ ذُكِر من أزواجه صلى الله عليه وسلم ، وفارقهن في حياته ، بعضهن قبل الدخول ، وبعضهن بعد الدخول ، وجملة مَنْ عقد عليهن من النساء ثلاثا وعشرين (1) امرأة ، دخل ببعضهن دون بعض ، فالذي مات عنده بعد الدخول : خديجة، وزينب بنت خزيمة، والذي مات منهن قبل الدخول اثنتان : أخت دُحيّة ، وبنت الهذيل باتّفاق ، واختلف في مليكة وسناء ، هل / ماتتا 4أ أو طلقهما ، مع الاتّفاق على أنه صلى الله عليه وسلم لم يدخل بها ، وفارق بعد الدخول باتّفلق بنت الضحاك ، وبنت ظبيان ، وقبل الدخول باتفاق عمرة وأسماء والغفارية ، واختلف في أم شريك هل دخل بها ، مع الاتفاق على الفرقة ، والمستقيلة التي جُهل حالها ، فالمفارقات باتفاق سبع ، واثنتان على خلق ، والميّتات في حياته باتفاق أربع ، ومات صلى الله عليه وسلم عن عشرة نسوة، واحدة لم يدخل بها .
والله تعالى أعلم بالصواب
وإليه المرجع والمآب
والله تعالى أعلم
__________
(1) الأصوب أن يقول : ثلاث وعشرون .(1/4)