رسالة في علم النحو
تأليف
محمد بدير المقدسي
تحقيق
الدكتور جميل عبد الله عويضة
2009م /1430هـ
المؤلف (1)
الشيخ محمد بن محمد بن محمود بن جيش المقدسي المعروف بابن بدير، الإمام الصالح العالم العامل الناجح ، الورع الناسك العابد التقي النقي الزاهد ، الفاضل المتقن واللوذعي المتفنن ، أخذ عن الشيخ محمد الميهي ، والشيخ عيسى البراوي المتوفى سنة
1183 وعن الشيخ محمد الرزي والشيخ محمد الفارسكوري والعلامة الملوي والعلامة الشيخ أحمد الجوهري والشيخ محمد الحفني والشيخ أحمد الراشدي والشيخ أحمد الدمنهوري والشيخ علي الصعيدي والعلامة محمود الكردي والشيخ مصطفى أبو النصر وغيرهم.
مات رحمه الله تعالى في الثامن والعشرين من شعبان سنة عشرين ومائتين وألف عن نيف وستين سنة، وقد أخذ عنه الشيخ محمد الكزبري ، وابن فتح الله البيروتي وغيرهما ، ولا ريب أنه كان أوحد الفضلاء ومفرد العلماء ونخبة الصلحاء .
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
... الحمد لله وحده ، وصلى الله على مَنْ لا نبي بعده ، فاعلم أَنَّ الكلمة قول مفرد، 2 إنْ دلَّت على معنى في نفسها بلا زمنٍ فاسم ، وإنْ به ففعل ، وإنْ في غيرها فحرف ، فإنْ زيد في أول الفعل فمضارع مُعرَب بشرطهِ ، ويدل على حال واستقبال ، وإنْ دلَّ على طلب ، وقَبِلَ ياءَ مُخاطبةٍ فأمر ، وإلاّ فماضٍ ، ومُتصرِّفٌ / إنْ تنوَّعَ ، وإلاَّ فجامد ، ويُعرف 3 الاسم بأل ، والجرِّ ، والتنوين ، والفعل بلم ، وياء قُومِي ، وبقد ، وبتاء قامَتْ ، والحرف بِلا قبول علامة .
الكلام : قولٌ مَعَه إسناد .
__________
(1) حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر ، ص 2759 ـ 2760(1/1)
الإعراب : أثرٌ في آخر الكلمة ، وألقابه : رفع ونصب في اسم وفعل ، وجرٌّ في اسم فقط ، وجزم في فعل فقط ؛ فالرفع بضمة ، والنصب بفتحة ، والجر بكسرة / والجزم بسكون 4 وما جُمِع بألف وتاء مزيدتين يُنصب بكسرة ، وغير مصروف يُجرُّ بفتحة ، ويَمنع الصرفَ من الاسم ما جُمِع في قولهم :
... اجْمَعْ وَزِنِ عَادِلاً أَتِّثْ بمعْرِفةٍ ... ... رَكِّبْ وزِدْ عُجمةً فالوصفُ قد كَمُلا (1)
وأبوه ، وأخوه ، وحموها ، وفوه ، وذو مال تَرْفَعُ بواو ، وتنصب بألفٍ ، وتجرّ بياء والمثنى كالزيدان يُرفعُ بألف ، وجمع المذكر / السالم يُرفعُ بواو ، ويُجران ، ويُنصبان 5 بياءٍ ، وكلا وكلتا مع الضمير كمُثنَّى ، واثنان واثنتان مُطلقاً ، وأولو وعشرون وأخواتُه ، وأهلون ، ووابلون ، وأَرَضون ، وسِنون ، وبنون ، وعِلِّيُّون وشبهه كجمعٍ ، ونحو يقومان ، تقومان ، تقومون ، يقومون ، تقومين (2) ، يُرفعُ بنون ، ويُنصب ويجزم بحذفها ، ونحو يغزو ، ويخشى ، ويرمي يُجزم بحذف آخره إنْ خلا مُطلقا من نوني نسوة وتوكيد مُلاصِقَةٍ ، ويُنصب المضارع بأن ظاهرة ومضمرة بعد لام وفاء / وواوٍ ، وأو ، وحتى 6 بشرطهِ ، ولن وكي وإذن ، ويُجزم بلم ولمَّا ولا للتَّرْك ، ولام الطلب ، ويُجزم فِعْلانِ بإنْ وإذْما ، ومَن ، وما ومهما وأيّ ومتى وأيَّان وأينَ وأنَّى وحيثما .
... البناء : لزوم آخر الكلمة حالاً فقط ، والحروف كلها مبنية ، والماضي كذا ، والمضارع المصاحب لما سبق ، وكلُّ اسم شابه الحرف شبهَا قويا يُبنى ، فإنْ كان للذاتِ دام وجوبا ، أو لغيره جاز .
__________
(1) والعلل التسع تجمع أيضا في قول القائل :
... ... عدْلٌ ، ووصفٌ ، وتأنيثٌ ، ومعرفةٌ ... وعُجمةٌ ، ثمَّ جَمْعٌ ، ثمَّ تركيبُ
... ... والنون زائدةٌ من قبلِها ألفٌ ... ووزْنُ فعلٍ ، وهذا القول تقريبُ
شرح ابن عقيل 2/321
(2) الذي كُتب : يقومان تقومون تقومين فقط ، ولعله اعتبر تقومون ويقومون شيئا واحدا ، ويقومان وتقومان شيئا واحدا(1/2)
... النكرة : ما دلَّ على مبهم ، والمعرفة ما دلَّ على مُعيَّن ولو بغيره ، وهو مُضمر كأنا
/ وأنت ، وهو ، وفروعها ، وعَلَمٌ لشخصٍ أو لجنسٍ ، واسم إشارة ، كذا وذي ، وتا 7 وتي ، وأُلاءِ وفروعها ، وقد تتصل بها كاف خطاب ، وهي حرف ، وقد تَصْحَبُ لام ، واسم موصولٍبجملة خبرية حاوية عائدا عليها كالذي والتي وفروعهما ، ومصحوبُ أل ، ومُضافٌ لشيء من ذلك .
... المرفوعات ثمانية : الفاعل ، ورلفعه فعلٌ أو ما في معناه ، والمفعولُ / إنْ حُذِف 8 فاعله ، وغُيِّرَتْ صيغة عامله ، والمبتدأ وهو العاري عن عاملٍ غير زائدٍ ، والخبر وهو ما تمت به إفادة مبتدئه ، واسم كان وأخواتِها ، وهي أمسى ، وأصبح ، وأضحى ، وظلَّ ، وبات ، وصار ، وليس ، وما دام ، وما زال ، وما انفكَّ ، وما فَتِئ ، وما بَرِح ، يرفع بها مبتدأ ، ويُنصبُ بها خبره ، ومِنْ بابها أفعال المقاربة ، وخبرها مضارع ، وهي طَفِقَ ، وأَخَذَ ، وعَلِقَ ، وأنْشَأ ، وكادَ ، وكَرِبَ ، وأوشَكَ ، وعسى ، واخلولَقَ / وحَرى ، 9 وخبر إنَّ ، وأنَّ ، وكأنَّ ، ولكنَّ ، ولعلّ ، وليتَ ، وعملُها عكس كان .(1/3)
... المنصوبات اثنا عشر : المفعول به ، وناصبه فعلٌ ، أو ما في معناه ، وقد يكون واحداً أو اثنين ليس أصلهما المبتدأ والخبر ، أو أصلهما ذانك كظنَّ ، وزعم ، وعَلِم ، ووجدَ ، وحَسِبَ ، وخال ، وقد يكون ثلاثة كأعلم وأرى وأنبأ ونبَّأ وأخبر وخبَّر وحدَّث ، وقد يتنازع عاملان فأكثر معمولا فأكثر ، فَيُعْمَلُ الآخِر ، ويُضْمَرُ لِما سواه ، وقد يشْتَغِلُ العامل بضمير المعمول ، فيُنوى عاملٌ له من لفظ المذكور أو معناه ، والمنادى ، ويظهر / نصبه في المضاف وشبهه ، ويُبنى على ضم في مفردٍ علمٍ ، أو نكرة مقصودة10 ، وحروفه: ءَ ، آ ، أَ ، أَيْ ، يا ، هيا ، وأيا ، وفي مُستغاثٍ يالَزيدٍ لِعمروٍ ، وفي مندوبٍ وازيداهُ ، وا غلامَ جعفراهُ ، وفي ترخيمٍ يا جعفُ فاطِمُ بِنِيَّتِهِ وَبِلا ، ويُشَبَّهُ باسم فاعلٍ مُتعدٍ وَصْفٌ لازمٌ فينصِبُ السَّبَبَيْن ، والحال وهو وصفٌ يُبيِّنُ هيئةَ صاحبه ، وشرطُهُ تنكيرٌ ، ومُوَافِقَهُ في هذه ، واشتقاقه ، وتفريق صاحبه غالبا ، والتمييز وصفٌ يُبيِّن ذات صاحبه ، ونقلَه عن فاعل أو مفعول / والمفعول معه اسم يقع بعد واو مع ، ولا يتقدم على 11 عامله ، والمفعول له اسم هو سبب عامله ، وقد يُجر بلام ، والاستثناء اخراج ثان من حكم أول ، فإن يكن تاما موجبا نُصِب ، وإن كان بغير وسوى جُرَّ بإضافةٍ ، وإنْ بليسَ نُصِب ، أو خلا ، أو عدا ، أو حاشا نُصِب ، أو جُرَّ ، وإنْ فُرِّغ أُتْبِع .
... المجرورات : إمَّا بحرف وهو : مِن ، إلى ، عن ، على ، في ، حاشا ، خلا ، عدا ، رُبَّ ، متى ، لعلَّ ، كي ، باء ، لام ، كاف ، حتّى ، مذ ، منذ ، هاءٌ ، همزة ٌ ، مُنْ ، مُ ، وأوٌ ، لولا ، وحروف قسمٍ باء ، وتاء ، وأو .(1/4)
... والتوابع :/ النعت هو مشتق ، أو مؤول به ، ويجب موافقة متبوعه من كل12 وجهٍ ، التأكيد بالنفس والعين ، وبأكتع ، وأَبصع ، وأجمع ، مع راجعٍ موافقٍ ، البدل ، بدل كل من كل ، أو بعض من كل ، أو اشتمالٍ ، وعامله منويٌّ ، العطف إمَّا لبيان ، ويكون بأشهر ، وعطف نسقٍ ، ويكون في مفرد على مثله ، أو جملةٍ على مثلها ، بواو وفاء وثم وحتىّ ، فتشترك مطلقاً على تفصيلٍ ، ومن حروفه : أو ، وأم ، وبل ، ولكن ْ .
... فائدة : تثبت التاء في عدد مذكر ، وتسقط من مؤنث إن ذُكِرا بعدُ وإلاّ أو كان المعدود زمنا جاز .
... أخرى: الوقف على اسم / مؤنث بالتاء ، وإبدالها هاء ، كما تكتب بها مطلقا 13 وعلى الاسم الصحيح المرفوع آخره بالسكون ، وبالروم ، وبالإشمام ، وعلى المجرور بالسكون وبالروم ، وعلى المنصوب غير المنون بالسكون ، وعلى المنون بإبدال تنوينه ألفاً في الفصيح ، وعلى المقصور بالألف مطلقا ، وعلى المنقوص غير المنصوب بحذف الياء في الأفْصح ، فإن صاحبَ ألْ وُقِفَ عليه بالياء في الأفصح إلاّ في اسم فاعلٍ من أَرى ، والله أعلم ، والحمد لله وحده ، وصلى الله على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .(1/5)