أَصْوَاتُ طَهَ فِي النَّبَإِ مِيقَاتْ أَثْبَتَهَا التَّنْزِيلُ فِي الأَحْكَامْ
وهاهنا – أيضا – ستة ألفاظ محذوفة أغفلها الناظم ، لأن ابن نجاح نصّ على حذفها ، وقد جمعنا هذه الألفاظ في بيتين من الرجز التام وهما قولنا :
وَاحِدَةٌ حَاجَجْتُمُ الأَيَامَى وَالْجَاهِلِيَّةُ وَنَادَيْنَاهْ
بِمَرْيَمٍ خَرَجْتُمْ جِهَادًا عَنِ النَّجَاحِ حَذْفُهَا سُقْنَاهْ ](1)
وقوله : (( يواري )) ، أراد قوله تعالى في المائدة : { فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ? كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ }(2)، وقوله تعالى في الأعراف : { يَابَنِي ءَادَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَ اتِكُمْ }(3).
وقوله : (( ميراث )) ، أراد قوله تعالى في آل عمران : { وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالارْضِ }(4)، وقوله تعالى في سور الحديد : { وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالارْضِ }(5).
[ وقوله : (( الأنعام )) سواء كان معرّفا أو منكّرا .
__________
(1) 10) ما بين المعقوفين ، مقدار خمسة عشر سطرا ، سقط من : " جـ " .
(2) 11) سورة المائدة ، من الآية 33 . وفي جـ : " قوله تعالى في سورة المائدة ..... " .
(3) 12) سورة الأعراف ، من الآية 25 .
(4) سورة آل عمران ، من الآية 180 .
(5) سورة الحديد ، من الآية 10 .
وفي جـ : " وقوله تعالى في سورة المائدة " ، والصواب أنها سورة الحديد ، كما أثبت من الأصل .(2/155)
مثال المعرّف : { وَالانْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ }(1)، وقوله : { وَإِنَّ لَكُمْ فِي الانْعَامِ لَعِبْرَةً نَّسْقِيكُم }(2)، وقوله : { مَتَاعًا لَّكُمْ وَلانْعَامِكُمْ }(3)، وقوله : { وَقَالُواْ مَا فِي بُطُونِ هَاذِهِ الانْعَامِ }(4)، وقوله تعالى في سورة النساء : { وَءَلاَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ ءَاذَانَ الاْنْعَامِ }(5)، وقوله : { ?ُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الاْنْعَامِ }(6).
ومثال المنكّر ، قوله تعالى : { وَقَالُواْ هَاذِهِ? أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ } ، وقوله : { وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لاَّ يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ }(7)](8).
__________
(1) سورة النحل ، من الآية 5 .
(2) سورة النحل ، من الآية 66 .
(3) سورة النازعات ، الآية 33 .
(4) سورة الأنعام ، من الآية 140 .
(5) سورة النساء ، من الآية 118 .
(6) سورة المائدة ، من الآية 2 .
(7) في ز : " { وَأَنْعَامٌ لاَّ يَذْكُرُونَ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهَا } " ، سورة الأنعام ، من الآية 139 .
(8) 10) ما بين المعقوفين ، مقدار سبعة أسطر ، سقط من : " جـ " .(2/156)
وقوله : (( الأنعام )) اعترض الناظم بذكر (( الأنعام )) وسكت عن قوله : { أَرْحَامُ } الاثنين في سورة الأنعام(1)، وقوله : { وَأُوْلُواْ الارْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ }(2)في سورة الأنفال ، لأن أبا داود ذكر الحذف والإثبات في لفظ الأرحام في هاتين السورتين ، واختار الإثبات فيه لأنه قال في التنزيل(3): ورسم الغازي بن قيس { أَرْحَامُ الاْنثَيَيْنِ } في سورة الأنعام ، { وَأُوْلُواْ الاْرْحَامِ } في التوبة بغير ألف ، ثم قال : والذي أختاره بألف ولا أمنع من حذف الألف في أرحام على قياس أنعام . وقوله في التنزيل : " وأولوا الأرحام في التوبة " ، يعني بها سورة الأنفال ، لأنها سورة واحدة عنده على هذا ، فذكر أبو داود في التنزيل في هذا اللفظ الإثبات والحذف واختار فيه الإثبات ، وكان من حقّ الناظم أن يذكر ذلك كما ذكره أبو داود ، لالتزامه أن يذكر كلما ذكروه .
أجيب عنه بأن قيل : إنما سكت الناظم عن حذف ألف الأرحام في هذين الموضعين ، لأن ابن نجاح ضعّفه في التنزيل(4)، وإن شئت استدراك هذا فتزيد هاهنا هذا البيت ، وهو قولنا :
وَرَجَّحَ التَّنْزِيلُ فِي الأَرْحَامِ الثَّبْتَ فِي الأَنْفَالِ وَالأَنْعَامِ
__________
(1) 11) في قوله تعالى : { أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ } ، سورة الأنعام ، من الآيتين 144 ، 145 .
(2) 12) سورة الأنفال ، من الآية 76 .
(3) 13) انظر مختصر التبيين ، 3 : 520 ، 521 .
(4) المرجع السابق .(2/157)
وأما غير هذين من لفظ الأرحام ، فهو ثابت باتفاق ، كقوله تعالى في سورة النساء : { وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَّآءَلُونَ بِهِ? وَالأَرْحَامَ }(1)، وقوله تعالى في سورة الرعد : { وَمَا تَغِيضُ الاْرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ }(2)، وقوله تعالى في سورة لقمان : { وَيَعْلَمُ مَا فِي الاْرْحَامِ }(3)، وقوله تعالى في سورة الأحزاب : { وَ?ُوْلُواْ الاْرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ }(4).
وقوله : )) مع أواري (( ، أراد قوله تعالى : { فَـ?ُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي }(5).
الإعراب : قوله : (( ربائب )) مفعول لم يسم فاعله ، تقديره : وروي ربائب ، يدلّ عليه ما قبله ، وما بعده جميعها معطوف على قوله : (( ربائب )) ، وقوله : (( مع أواري )) ظرف ومخفوض به ، والعامل فيه حال محذوفة ، تقديره : وروي ذلك [كائنا](6)مع أواري بالحذف . ثم قال :
[177] أَثَابَكُمْ أَثَابَهُمْ وَوَاسِعَةْ **** كَذَا الْمَوَالِي كَيْفَ جَاءَتْ تَابِعَةْ
كلّّ ما ذكر في هذا البيت ، فهو لأبي داود بالحذف .
وقوله : (( أثابكم )) ، أراد قوله تعالى في سورة آل عمران : { فَأَثَابَكُمْ غُمَّاً بِغَمٍّ }(7).
وقوله : (( أثابهم )) ، أراد قوله تعالى في المائدة : { فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُواْ }(8)وقوله تعالى في سورة الفتح : { وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا }(9).
__________
(1) سورة النساء ، من الآية 1 .
(2) سورة الرعد ، من الآية 9 .
(3) سورة لقمان ، من الآية 33 .
(4) سورة الأحزاب ، من الآية 6 .
(5) سورة المائدة ، من الآية 33 .
(6) ساقطة من : " جـ " .
(7) سورة آل عمران ، من الآية 153 .
(8) في ز : " { فَأَثَابَهُمُ اللّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ } " ، سورة المائدة ، من الآية 87 .
(9) 10) سورة الفتح ، من الآية 18 .(2/158)
وقوله : (( وواسعة )) ، كقوله تعالى : { أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللََّهِ وَاسِعَةً }(1)، وقوله : { إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ }(2)، [ وقوله : { وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ }(3)] .
وقوله : (( كذا الموالي كيف جاءت تابعة )) ، معناه : أن ألف { الْمَوَالِي } محذوف – أيضا – كالألفاظ المتقدّمة .
وقوله : (( كيف جاءت )) ، أي حذفت هذه الكلمة كيف جاءت ، سواء كانت معرّفة بالألف واللام ، أو معرّفة بالإضافة ، أو منكّرة .
مثال المعرّف : { وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَّرَا ـي }(4).
ومثال المضاف ، قوله تعالى : { فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ }(5).
ومثال المنكّر قوله تعالى : { وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ }(6)في النساء .
وقوله : (( تابعة )) ، أي هذه الكلمة التي هي { الْمَوَالِيَ } تابعة لما قبلها في الحذف لأبي داود .
__________
(1) سورة النساء ، من الآية 96 .
(2) سورة العنكبوت ، من الآية 56 .
(3) سورة الزمر ، من الآية 11 . وما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .
(4) سورة مريم ، من الآية 4 . وزاد في جـ ، ز : " قوله تعالى " .
(5) سورة الأحزاب ، من الآية 5 .
(6) سورة النساء ، من الآية 33 . وفي جـ : " قوله تعالى في النساء ......" .(2/159)
الإعراب : قوله : (( أثابكم أثابهم وواسعة )) معطوفات على قوله : (( مع أواري )) وقوله : (( كذا )) جار ومجرور في موضع خبر المبتدأ ، وهو الموالي ، تقديره : الموالي كذا ، وقوله : (( كيف )) سؤال عن حال ، وقوله : (( جاءت )) ماض وعلامة التأنيث ، وقوله : (( تابعة )) خبر مبتدأ مضمر ، تقديره : هي تابعة لما قبلها في الحكم ويصح أن يكون أثابكم مبتدأ وخبره كذا ، تقديره : أثابكم وما عطف عليه كذا ، أي مثل ما قبله في الحذف ، وقوله : (( الموالي )) مبتدأ وخبره (( تابعه )) ، تقديره : كلمة الموالي كيف ما جاءت تابعة لما قبلها في الحكم ، [ وقوله : (( كيف )) في موضع النصب على الحال من الفاعل بـ (( جاءت )) ، تقديره : على أيّ حال جاءت ](1). ثم قال :
[178] ثُمَّ أَحِبَّاؤُهُ ثُمَّ عَاقِبَةْ **** وَأَتُحَاجُونِي كَذَا وَصَاحِبَةْ
كلّ ما ذكر في هذا البيت محذوف لأبي داود .
وقوله : (( ثم أحباؤه )) ، أراد قوله تعالى : { نَحْنُ أَبْنَؤُاْ اللّهِ وَأَحِبَّآؤُهُ? }(2).
وقوله : (( ثم عاقبة )) ، يعني كان بالألف واللام ، أو كان مضافا .
مثاله بالألف واللام ، قوله تعالى : { وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }(3).
وقوله : { وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى }(4).
__________
(1) ما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .
(2) سورة المائدة ، من الآية 20 .
(3) سورة الأعراف ، من الآية 127 . وفي جـ : " ، كقوله { وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } " .
(4) سورة طه ، من الآية 131 .(2/160)
ومثال المضاف ، قوله تعالى : { وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الاْمُورِ }(1)، وقوله تعالى : { وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الاْمُورِ }(2)، وقوله تعالى : { فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ }(3)، وقوله : { ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَآءُواْ السُّوأَى }(4)، وقوله تعالى : { فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ? عَاقِبَةُ الدَّارِ }(5).
وقوله : (( أتحاجوني كذا )) ، أراد قوله تعالى في سورة الأنعام : { قَالَ أَتُحَآجُّونِي
فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَ ا نِ }(6).
واعتُرض الناظم هاهنا بذكره (( أتحاجوني )) ، وسكوته عن : { حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ? عِلمٌ }(7)في آل عمران ، لأن أبا داود قال في التنزيل(8): "حاججتم بغير ألف" .
ومن حقّ الناظم أن يذكره كما ذكره أبو داود ، فينبغي أن يزاد هاهنا هذا البيت ، وهو قولنا :
وَاحْذِفْ لَدَى التَّنْزِيلِ حَاجَجْتُمْ وَلاَ تُهْمِلْهُ إِذْ هُوِ بِنَصٍّ قَدْ جَلاَ
وقوله : (( وصاحبة )) ، كقوله تعالى في سورة الأنعام : { وَلَمْ تَكُن لَّهُ? صَاحِبَةٌ }(9)، وقوله في سورة الجن : { مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلاَ وَلَدًا }(10)، وقوله تعالى في سورة المعارج : { وَصَاحِبَتِهِ? وَأَخِيهِ }(11)، وقوله تعالى في سورة عبس : { وَصَاحِبَتِهِ? وَبَنِيهِ }(12).
__________
(1) سورة الحج ، من الآية 39 .
(2) سورة لقمان ، من الآية 21 .
(3) سورة الحشر ، من الآية 17 .
(4) سورة الروم ، من الآية 9 . وفي جـ : " وقوله تعالى .... " .
(5) سورة الأنعام ، من الآية 136 .
(6) سورة الأنعام ، من الآية 81 .
(7) سورة آل عمران ، من الآية 65 . وفي جـ : " في سورة آل عمران .
(8) مختصر التبيين ، 2 : 352 .
(9) 10) سورة الأنعام ، من الآية 102 .
(10) 11) سورة الجن ، من الآية 3 .
(11) 12) سورة المعارج ، الآية 12 .
(12) 13) سورة بس ، الآية 35 .(2/161)
وقوله : (( صاحبة )) أتى به منكّرا ليدخل تحته المعرّف والمضاف كما مثّلنا ذلك .
الإعراب : قوله : (( ثم أحباؤه ثم عاقبة )) معطوفات على ما قبلهما ، وقوله : ((أتحاجوني)) مبتدأ وخبره (( كذا )) ، وقوله : (( وصاحبة )) معطوف ، [ ويصح أن يكون (( أحباؤه )) مبتدأ وما بعده كله معطوفات عليه ، وقوله : (( كذا )) خبر المبتدأ ، أي مثل ذلك في الحذف ](1). ثم قال :
[179] جَهَالَةٌ مَعَ الْفَوَاحِشِ وَفِي **** حَرْفََيِ الإِبْكَارِ وَقُلْ فِي الْمُنصف
[180] عَدَاوَةٌ وَغَيْرُ الأُولَى وَارِدْ **** لاِبْنِ نَجَاحٍ وَمَعاً مَقَاعِدْ
قوله : (( جهالة ))(2)هو محذوف – أيضا – لأبي داود(3)، كقوله تعالى : { إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ }(4)، وقوله تعالى : { كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ? مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ? وَأَصْلَحَ فَإنَّهُ? غَفُورٌ رَّحِيمٌ }(5)، وغير ذلك .
وقوله : (( مع الفواحش )) ، أي هو محذوف – أيضا –(6)لأبي داود ، كقوله تعالى : { وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ }(7)في سورة الأنعام ، وقوله في سورة الأعراف : { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ }(8).
__________
(1) 14) ما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .
(2) في ز : " أي هو محذوف ... " .
(3) في جـ : " هو محذوف لأبي داود أيضا ... " .
(4) سورة النساء ، من الآية 17 .
(5) سورة الأنعام ، من الآية 55 .
(6) في جـ : " أي هو أيضا محذوف ... " .
(7) سورة الأنعام ، من الآية 152 .
(8) سورة الأعراف ، من الآية 31 .(2/162)
وقوله : (( وفي حرفي الإبكار ))(1)، وأراد الموضعين : أحدهما في سورة آل عمران : { وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ }(2)، والموضع الآخر في سورة غافر : { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ }(3).
وقوله : (( وقل في المنصف عداوة )) هذا من باب التضمين ، لأن قوله : (( وقل في المنصف )) فائدته فيما بعده ، وهو قوله : (( عداوة )) ، يعني أن ألف { عَدَاوَةً } حذفه صاحب المنصف مطلقا(4)، سواء كان معرّفا أو منكّرا .
مثال المعرّف ، قوله تعالى في سورة المائدة : { فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَآءَ الَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ }(5)، وقوله فيها – أيضا – : { وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَآءَ الَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ }(6)، وقوله فيها – أيضا – : { أَنْ يُّوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَآءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ }(7).
وقوله في سورة الممتحنة : { وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَآءُ اَبَََدًا }(8).
ومثال المنكّر ، قوله تعالى [في المائدة] : { لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً }(9).
__________
(1) بعدها في جـ ، ز : " أي كلمتي الإبكار " .
(2) سورة آل عمران ، من الآية 41 .
(3) 10) سورة غافر ، من الآية 55 .
(4) 11) قال ابن القاضي : " { الْعَدَاوَةُ } العمل بالإثبات والحذف أولى لنصّ المنصف " .
الخلاف والتشهير والاستحسان ، ورقة 6 .
(5) 12) سورة المائدة ، من الآية 15 .
(6) 13) سورة المائدة ، من الآية66 . وفي جـ : " وقوله : { إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُّوقِعَ بَيْنَكُمُ
الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَآءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ } " .
(7) 14) سورة المائدة ، من الآية 93 .
(8) سورة الممتحنة ، من الآية 4 .
(9) سورة المائدة ، من الآية 84 . وما بين المعقوفين سقط من : " جـ "(2/163)
وقوله : (( وقل في المنصف عداوة )) ، يعني أن صاحب المنصف أطلق من غير تفصيل في لفظ العداوة بالحذف ، وهذا من الألفاظ التي انفرد بها صاحب المنصف .
وقوله : (( وغير الأولى وارد لابن نجاح )) ، معناه : أن ابن نجاح حذف ألف العداوة إلا الكلمة الأولى فإنه سكت عنها ، فهي عنده ثابتة(1)، وأراد بالكلمة الأولى قوله تعالى في المائدة : { فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَآءَ الَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ } .
وقوله : (( ومع المقاعد )) ، أراد أن ألف مقاعد محذوف لأبي داود في الموضعين ولم يرد في القرآن إلا في موضعين :
أحدهما في آل عمران : { مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ }(2).
والثاني في سورة الجن : { مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ }(3).
__________
(1) وعليه عمل أهل المشرق في مصاحفهم ، ولم يتعرض له الداني ، فأخذ له بعضهم بالإثبات ، كما في
مصحف الجماهيرية . وأما ابن القاضي والمارغني فقد جعلا الحذف هو الأولى ، موافقة لنظائره .
انظر : دليل الحيران ، ص 98 ، الخلاف والتشهير ، ورقة 6 .
(2) سورة آل عمران ، من الآية 121 .
(3) سورة الجن ، من الآية 9 .(2/164)
الإعراب : قوله : (( جهالة )) معطوف على ما قبله ، أو تقول فاعل بفعل محذوف تقديره : وجاء جهالة ، وقوله : (( مع الفواحش )) ظرف ومخفوض به ، والعامل في الظرف [ حال محذوفة ، أي وجاء جهالة كائنا مع الفواحش](1)، وقوله : ((حرفي الإبكار)) جار ومجرور ومضاف إليه ، والعامل في الجار فعل محذوف ، تقديره : واحذف الألف في حرفي الإبكار(2)، أو تقول : جاء الحذف في حرفي الإبكار لابن نجاح ، وقوله : (( وقل )) فعل أمر ، وقوله : (( في المنصف عداوة )) يصح أن يكون (( عداوة )) مبتدأ وخبره في المجرور قبله ، ويتعلق الجار بالثبوت والاستقرار ، ويصح أن يكون (( عداوة )) فاعلا بفعل مضمر ، تقديره : وجاء عداوة في المنصف بالحذف ، فيتعلق الجار على هذا بذلك الفعل المحذوف ، وقوله : (( وغير )) مبتدأ ، وقوله : (( الأولى )) مضاف إليه ، وقوله : (( وارد )) خبر المبتدأ ، وقوله : (( لابن نجاح )) جار ومجرور ومضاف إليه ، والجار متعلّق بـ (( وارد )) ، وقوله : (( ومعا )) حال من قوله بعده : (( مقاعد )) ، وقوله : (( مقاعد )) فاعل بفعل مضمر ، تقديره : ورد مقاعد لابن نجاح بالحذف . ثم قال :
[181] ثُمَّ تَرَاضَيْتُمْ وَآثَارُهُمُ **** وَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ كُلُّهُمُ
قوله : (( ثم تراضيتم )) ، يعني أن قوله تعالى : { فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ? مِن? بَعْدِ الْفَرِيضَةِ }(3)في النساء محذوف لأبي داود .
وقوله : (( وآثارهم )) هذا – أيضا – محذوف لأبي داود ، وورد هذا الفظ في القرآن بفتح الراء وكسرها(4)، ولأجل ذلك روي هذا اللفظ براويتين روي بفتح الراء وكسرها على حسب وقوعه في القرآن ، لأن ابن نجاح حذفه مطلقا ، أعني سواء كان مفتوح الراء أو مكسور الراء .
__________
(1) ما بين المعقوفين في جـ : " فعل محذوف أي وجاء جهالة مع الفواحش " .
(2) زاد في جـ ، ز : " لابن نجاح " .
(3) سورة النساء ، من الآية 24 .
(4) في جـ : " وبكسرها " .(2/165)
مثال مفتوح الراء ، قوله تعالى في سورة يس : { وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُواْ وَءَاثَارَهُمْ }(1)
ومثال مكسور الراء ، قوله تعالى في سورة المائدة : { وَقَفَّيْنَا عَلَى ءَاثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ }(2)، وفي سورة الزخرف موضعان : { وَإِنَّا عَلَى ءَاثَارِهِم مُّهْتَدُونَ }(3)وقوله : { وَإِنَّا عَلَى ءَاثَارِهِم مُّقْتَدُونَ }(4)، وقوله في سورة الحديد : { ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى ءَاثَارِهِم بِرُسُلِنَا }(5).
وقوله : (( وهم على آثارهم كلهم )) ، يعني أن قوله تبارك وتعالى في سورة والصافات : { فَهُمْ عَلَى ءَاثَرِهِمْ يُهْرَعُونَ }(6)، اتفق الشيوخ كلهم على حذفه .
وقوله : (( وهم على آثارهم )) الواو عاطفة ليس بلفظ القرآن ، لأن هذا اللفظ هو في القرآن بالفاء لا بالواو ، فالواو إذاً هي حرف العطف من كلام الناظم(7).
وقوله : (( هم )) هو لفظ القرآن ، وهو قيْد لهذا اللفظ ، وقيّده بالمجاور ، وهو { هُمْ } احترازا من غيره من الألفاظ المتقدّمة وغيرها ، إذ لم يدخل هذا اللفظ الذي هو { هُمْ } إلا على هذا اللفظ الواقع في والصافات .
الإعراب : قوله : (( ثم تراضيتم وآثارهم )) معطوفان محكيان ، وقوله : (( وهم على آثارهم )) الواو حرف عطف ، وقوله : (( هم على آثارهم )) مفعول مقدّم ، وقوله : (( كلهم )) يصح أن يكون مبتدأ ، ويصح أن يكون فاعلا ، تقديره مبتدأ : وكلهم حذفوا هم على آثارهم ، وتقديره فاعلا : وحذف كلهم على آثارهم . ثم قال :
[182] كَذَا تَعَالَى عَاقَدَتْ وَالْخُلْفُ **** لَدَى أَرَيْتَ وَأَرَيْتُمْ عُرْفُ
__________
(1) سورة يس ، من الآية 11 .
(2) سورة المائدة ، من الآية 48 .
(3) سورة الزخرف ، من الآية 21
(4) سورة الزخرف ، من الآية 22 .
(5) سورة الحديد ، من الآية 26 .
(6) سورة الصافات ، الآية 70 .
(7) زاد في ز : " رحمه الله " .(2/166)
قوله : (( كذا تعالى عاقدت )) ، يعني أن الشيوخ اتفقوا على حذف الألف في هذين اللفظين :
أحدهما [قوله](1): (( تعالى )) سواء كان هذا اللفظ هكذا من غير زيادة في أوله ، كقوله : { خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالاْرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }(2)، وقوله : { وَأَنَّهُ? تَعَالَى جَدُّ رَبِّنََا }(3)، أو كان الواو في أوله ، كقوله : { وَخَرَّقُواْ لَهُ? بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ? وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ }(4)في سورة الأنعام ، وكقوله : { سُبْحَانَهُ? وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ }(5)، وقوله : { سُبْحَانَهُ? وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }(6)أو كان الفاء في أوله ، كقوله تعالى : { فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ }(7)، وغير ذلك .
ولا يدخل في ذلك { تَعَالَوْاْ } [بالواو في آخره ، كقوله : { قُلْ تَعَالَوْاْ }(8)، وقوله تعالى : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ }(9)] ، فهو ثابت .
ولا يدخل فيه – أيضا – : { فَتَعَالَيْنَ ?ُمَتِّعْكُنَّ وَ?ُسَرِّحْكُنَّ }(10)، فإنه ثابت .
اللفظ الثاني : (( عاقدت )) ، وأراد قوله تعالى في النساء : { وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ }(11).
وقوله : (( والخلف لدى أريت وأريتم عرف )) هذا حكم مطلق ، يعني أن هذين اللفظين ، وهما : { أَرَايْتَ } و { أَرَايْتُمْ } اختلف في حذف الألف فيهما .
__________
(1) ساقطة من : " جـ " .
(2) سورة النحل ، الآية 3 .
(3) سورة الجن ، من الآية 3 .
(4) سورة الأنعام ، من الآية 101 .
(5) سورة الإسراء ، من الآية 43 .
(6) سورة يونس ، من الآية 18 ، وغيرها .
(7) سورة طه ، من الآية 111 ، وغيرها .
(8) سورة الأنعام ، من الآية 152 .
(9) سورة النساء ، من الآية 60 . وما بين المعقوفين سقط من : " ز " .
(10) 10) سورة الأحزاب ، من الآية 28 .
(11) 11) سورة النساء ، من الآية 33 .(2/167)
وقوله : (( والخلف لدى أريت وأريتم عرف )) ، معناه : والخلف في { أَرَايْتَ } و { أَرَايْتُمْ } معروف غير منكور .
وقوله : (( أريت وأريتم )) ، يعني سواء كان بالكاف خاصّة ، نحو: { أَرَايْتَكَ }(1)أو بالميم خاصّة ، نحو : { أَرَايْتُمْ }(2)، أو بالكاف والميم ، نحو : { أَرَايْتَكُمْ }(3)أو بغير كاف ولا ميم ، نحو : { أَرَايْتَ }(4).
وفيه في السبع أربع قراءات(5):
أحدها : إسقاط الألف ، انفرد به الكسائي .
الثاني : تسهيل همزته بين بين قاله نافع .
الثالث : إبدال همزته ألفا قاله نافع – أيضا – .
الرابع : تحقيق همزته قاله الباقون . وجهان لنافع ووجهان لغيره .
واعترض قوله : (( والخلف لدى أريت وأريتم )) بأن ظاهره يقتضي أن الشيخين ذكرا الخلاف في هذين اللفظين ، وليس الأمر كذلك ، لأن أبا عمرو لم يذكر الخلاف بالإطلاق كما ذكره أبو داود ، ولم يذكر أبو عمرو الداني الخلاف مطلقا إلا في { أَرَايْتُمْ } بالميم ، وأما { أَرَايْتَ } ، فلم يذكر بالخلاف منه إلا الذي في سورة الماعون ، وهو قوله تعالى : { أَرََايْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ }(6)وسكت عن غيره .
__________
(1) 12) في قوله تعالى : { قَالَ أَرَاَيْتَكَ هَاذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ..... } ، سورة الإسراء ، من الآية 62 .
(2) 13) في مثل قوله تعالى : { قُلْ أَرَايْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ..... } ، سورة الأنعام ، من الآية 47 .
(3) 14) في مثل قوله تعالى : { قُلْ أَرَايْتُكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ.... } ، سورة الأنعام ، من الآية 41
(4) 15) في مثل قوله تعالى : { أَرَايْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ? هَوَا } ه ، سورة الفرقان ، من الآية 43 .
(5) انظر : التيسير ، ص 84 .
(6) سورة الماعون ، الآية 1 .(2/168)
ومن حقّ الناظم أن يقيّد { أَرَايْتَ } كما قيّده الحافظ في المقنع ، ذكره أبو عمرو في المقنع في آخر باب ما اختلفت فيه مصاحف أهل الأمصار [ بالإثبات والحذف ، لأنه قال في سورة أرأيت : في بعض المصاحف { أَرَايْتَ } بغير ألف ، وفي بعضها { أَرَايْتَ } بالألف ، وفي بعض المصاحف { أَرَايْتُمْ } بالألف ، وفي بعضها { أَرَايْتُمْ } بغير ألف في جميع القرآن(1). انتهى نصّه .
هذا نصّه في سورة أرأيت ، وهي سورة الماعون ](2).
ومثل هذا الاعتراض أورد على الشاطبي في العقيلة في قوله : وفي { أَرَايْتَ } الذي { أَرَايْتُمْ } اختلفوا(3)، لأنه يدخل عليه : { أَرَايْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْدًا }(4)في سورة العلق ، فكان حقّه أن يقيّده بسورة الماعون ، كما في المقنع ، لأنه نظم ما في المقنع . وزاد بعضهم بعد قول الناظم : (( عُرف )) ، هذا البيت إصلاحا :
لاِبْنِ نَجَاحٍ كَيْفَ جَا وَعَنْهُمَا تَحْتَ قُرَيْشٍ وَأَرَأَيْتُمْ كَيْفَمَا
الإعراب : قوله : (( كذا )) جار ومجرور متعلّق بالثبوت والاستقرار ، وقوله : (( تعالى )) مبتدأ وخبره في المجرور الذي قبله ، وقوله : (( عاقدت )) معطوف ، وقوله : (( والخلف )) مبتدأ وخبره (( عرف )) ، وقوله : (( أريت )) ظرف ومخفوض به ، والعامل فيه (( عرف )) ، أي معروف غير منكور ، وقوله : (( أرأيتم )) معطوف . ثم قال :
[183] وَجَاعِلُ اللَّيْلِ وَأُولَى فَالِقْ **** وَحَذْفُ حُسْبَاناً وَلَفْظِ خَالِقْ
[184] بِمُنْصِفٍ وَعَامِلٌ وَالإِنْسَانْ **** قَدْ ضُِّمنَا التَّنْزِيلِ قُلْ وَالْبُهْتَانْ
__________
(1) انظر المقنع ، ص 99 .
(2) ما بين المعقوفين مذكور في " جـ " باختلاف قليل في اللفظ بعد ذكر البيت المستدرك على الناظم ،
وزاد فيه : " ولا أدري من أين نقل الشارح المذكور ذلك " .
(3) انظر الوسيلة ، ص 246 .
(4) سورة العلق ، الآيتين 9 ، 10 .
وزاد في جـ : " { إِذَا صَلَّى } " .(2/169)
قوله : (( وجاعل الليل )) ، يعني أن الخلاف – أيضا – معروف في قوله تعالى في سورة الأنعام : { وَجَعِلَ الَّيْلِ سَكَنًا }(1)، وقرأه الكوفيون بغير ألف على أنه فعل ماض ، وقرأه الباقون بألف على أنه اسم فاعل(2)، وحذفه حذف اقتصار وإشارة .
وقوله : (( وجاعل الليل )) قيّده بالمجاور : احترازا من غيره ، كقوله تعالى : { وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ }(3)في آل عمران ،
وقوله تعالى في سورة فاطر : { جَاعِلِ الْمَلَكَةِ رُسُلاً }(4)، فإنه ثابت .
قوله : (( وجاعل الليل )) [هو](5)مما اختلف القراء في قراءته ، واختلف المصاحف في رسمه .
واعترض قوله : (( وجاعل الليل )) بسكوته عن مختار أبي داود ، لأنه اختار في التنزيل حذف الألف ، لأنه قال في التنزيل : " وأنا أستحب أن يكتب(6)ذلك بغير ألف موافقة لبعض المصاحف ، ولقراءة الكوفيين ذلك كذلك "(7).
__________
(1) سورة الأنعام ، من الآية 97 .
(2) انظر : المبسوط ، ص 172 ، النشر ، 2 : 260 ، إتحاف فضلاء البشر ، ص 270 .
(3) سورة آل عمران ، من الآية 54 .
(4) سورة فاطر ، من الآية 1 . وزاد في جـ : " { ?ُوْلَيا أَجْنِحَةٍ } " .
(5) ساقطة من : " جـ " .
(6) في جـ : " كتابة " .
(7) مختصر التبيين ، 3 : 506 .(2/170)
وقوله : (( وأولى فالق )) يعني أن الخلاف – أيضا – معروف في الكلمة الأولى من لفظ { فَلِقُ } ، وهو قوله تعالى في سورة الأنعام : { إِنَّ اللّهَ فَلِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى }(1)، وقيّده الناظم بالأولى احترازا من الثانية ، وهي قوله تعالى في سورة الأنعام [أيضا] : { فَالِقُ الإِصْبَاحِ }(2)، فإنه ثابت عند أبي عمرو الداني ، وأما أبو داود فقد ذكر الخلاف فيها كما ذكر في الأولى ، لأن الناظم قال بعد هذا : (( وجاء خلف فالق الإصباح عن الذي يعزى إلى نجاح )) .
وقوله : (( وحذف حسبانا )) هذا كلام مستأنف ، وهو متعلّق بما بعده ، وهو قوله : (( بمنصف )) يريد أن صاحب المنصف حذف ألف { حُسْبَانًا } ، أراد قوله تعالى في سورة الأنعام : { وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا }(3)، وقوله تعالى في سورة الكهف : { وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَآءِ }(4).
وقوله : (( حسبانا )) هذا اللفظ مقصود بعينه ، فهو مقيّد بمرتبة النصب ، ولا يدخل فيه قوله تعالى في سورة الرحمن : { الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ }(5)، فإنه ثابت .
وقوله : (( ولفظ خالق )) ، يعني : أن صاحب المنصف حذف ألف { خَالِقُ } – أيضا – ، سواء كان معرّفا بالألف واللام ، أو بالإضافة ، أو منكّرا .
مثال المعرّف بالألف واللام ، قوله تعالى : { الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ }(6).
ومثال المنكّر ، قوله تعالى : { هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ }(7).
ومثال المضاف : { خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ }(8).
__________
(1) سورة الأنعام ، من الآية 97 .
(2) سورة الأنعام ، من الآية 97 . و" أيضا " ساقطة من : " جـ " .
(3) 10) سورة الأنعام ، من الآية 97 .
(4) 11) سورة الكهف ، من الآية 39 .
(5) سورة الرحمن ، الآية 3 .
(6) سورة الحشر ، من الآية 24 .
(7) سورة فاطر ، من الآية 3 .
وزاد في جـ : " { يَرْزُقُكُمْ } " .
(8) سورة الأنعام ، من الآية 103 .(2/171)
وقوله : (( وحذف حسبانا ولفظ خالق )) هذان اللفظان مما انفرد ه به صاحب المنصف .
وقوله : (( وعامل والإنسان )) هذا كلام مستأنف – أيضا – مقطوع عما قبله ، وفائدته فيما بعده ، لأن هذا لم يذكره صاحب المنصف ، وإنما ذكره صاحب التنزيل
وقوله : (( وعامل والإنسان قد ضمنا التنزيل )) يعني أن هذين اللفظين – وهما لفظ عامل ولفظ الإنسان – قد أودعا التنزيل ، أي قد ذكرهما أبو داود في كتابه المسمى بالتنزيل بالحذف ، حيث جاء في القرآن .
مثال { عَامِلٌ } ، قوله تعالى في سورة هود : { إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَّأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ }(1)، وقوله تعالى في سورة الزمر : { إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَّأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ }(2).
واعتُرض قوله : (( وعامل )) : بأن ظاهره يقتضي أن لفظ : { عَامِلٌ } محذوف في التنزيل لأبي داود حيثما جاء ، وليس الأمر كذلك ، لأن الذي في سورة الأنعام قال فيه أبو داود في مختصر التنزيل بالإثبات ، لأنه قال في سورة الأنعام : " قوله تعالى : { إِنِّي عَامِلٌ } ثابت "(3)، وهو قوله : { فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ? عَاقِبَةُ الدَّارِ } .
وقوله : (( والإنسان )) ، أي ولفظ الإنسان محذوف في التنزيل مطلقا(4)، سواء كان معرّفا أو منكّرا .
__________
(1) سورة هود ، من الآية 93 .
(2) سورة الزمر ، من الآية 37 .
(3) مختصر التبيين ، 3 : 517 .
(4) المصدر نفسه ، 2 : 400 .(2/172)
مثال المعرّف ، قوله تعالى في سورة النساء : { وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا }(1)، وقوله تعالى : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلَلَةٍ مِّن طِينٍ }(2)، وقوله : { وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِن طِينٍ }(3)، وقوله : { هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ }(4)، وقوله : { وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ }(5).
ومثال المنكّر ، قوله تعالى : { وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَارَهُ? فِي عُنُقِهِ? }(6).
وقوله : (( والبهتان )) يعني : أن صاحب التنزيل حذف ألف البهتان ، كقوله تعالى في سورة النساء : { أَتَأْخُذُونَهُ? بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً }(7)، وقوله فيها – أيضا – : { وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا }(8)، وقوله تعالى : { هَاذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ }(9)في سورة النور ، وقوله تعالى في سورة الأحزاب : { وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُواْ فَقَدِ احْتَمَلُواْ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا }(10)، وقوله تعالى في سورة الممتحنة : { وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ? بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ }(11).
__________
(1) سورة النساء ، من الآية 28 .
(2) سورة المؤمنون ، الآية 12 .
(3) سورة السجدة ، من الآية 6 .
(4) سورة الإنسان ، من الآية 1 . وفي جـ : " وقوله تعالى ....." .
(5) سورة العصر ، الآيتين 1 ، 2 . وفي جـ : " وقوله تعالى ....." .
(6) سورة الإسراء ، من الآية 13 .
(7) سورة النساء ، من الآية 20 .
(8) سورة النساء ، من الآية 155 . وفي جـ : " وقوله أيضا فيها " .
(9) سورة النور ، من الآية 16 .
(10) 10) سورة الأحزاب ، الآية 58 .
(11) 11) سورة الممتحنة ، من الآية 12 ,(2/173)
وقوله : (( والبهتان )) هذا مما حذفه أبو داود من وزن ((فعلان)) ، وأما أبو عمرو فقد أثبته حيث ما وجد في القرآن(1)، كما سيأتي في قول الناظم(2): (( وذكر الداني وزن فعلان بألف ثابتة كالعدوان )) .
__________
(1) 12) انظر : المقنع ، ص 44 ، مختصر التبيين ، 2 : 397 .
(2) 13) تنبيه العطشان، ص 489 .(2/174)
الإعراب : قوله : (( وجاعل الليل وأولى فالق )) هذان اللفظان معطوفان على المخفوض في قوله قبله : (( والخلف لدى أريت وأريتم عرف )) ، وقوله : (( وجاعل الليل )) أتى به الناظم مرفوعا على الحكاية ، (( وحذف )) مبتدأ وخبره في قوله : (( بمنصف )) ، وقوله : (( حسبانا )) مضاف إليه وهو محكي ، وقوله : (( ولفظ )) معطوف على المخفوض وهو بكسر الظاء ، وقوله : (( بمنصف )) متعلّق بالثبوت والاستقرار ، لأنه خبر المبتدأ ، وقوله : (( وعامل )) مبتدأ وخبره في قوله : (( قد ضمنا التنزيل )) ، وقوله : (( والإنسان )) معطوف ، وقوله : (( قد )) حرف تحقيق ، وقوله : (( ضمنا )) فعل ماض مركب ، والمفعول الذي لم يسم فاعله : هو ألف التثنية المتصل به . وقوله : (( التنزيل )) مفعول ثان ، لأن (( ضمنا )) يتعدى إلى مفعولين ، و(( قل )) أمر ، وقوله : (( والبهتان )) يصح أن يكون فاعلا بفعل محذوف ، أي وجاء البهتان بالحذف لأبي داود ، ويصح أن يكون مفعولا بفعل محذوف ، أي واحذف البهتان لأبي داود ، ويصح أن يكون مبتدأ وخبره محذوف دلّ عليه ما قبله ، تقديره : والبهتان ضمن التنزيل – أيضا – بالحذف ، ويصح أن يكون معطوفا على ضمير التثنية ، وهو الألف في (( ضمنا )) ، وصحّ عطفه على الضمير المرفوع من غير تأكيد ، لأجل الفصل بينهما بـ (( قل )) ، لأن الفصل يقوم مقام التأكيد ، كقوله تعالى : { جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ ءَابَآ ِهِمْ }(1)، وقوله تعالى : { سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَآءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ ءَابَآؤُنَا }(2). ثم قال :
[185] وَجَاء خُلْفُ فَالِقُ الإِصْبَاحِ **** عَنِ الَّذِي يُعْزَى إِلَى نَجَاحِ
__________
(1) سورة الرعد ، من الآية 25 .
(2) سورة الأنعام ، من الآية 149 .(2/175)
ذُكر في هذا البيت : أن أبا داود ذكر الخلاف – أيضا – في قوله تعالى : { فَالِقُ الإِصْبَاحِ } ،ـكما ذكره – أيضا –(1)في : { فَلِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى } .
وقوله : (( يعزى إلى نجاح )) ، أي ينسب إلى نجاح وهو سليمان بن نجاح ، لأنه ينسب إلى أبيه ، تقول : عزوت إلى فلان ، إذا نسبته إليه .
الإعراب : (( وجاء )) ماض ، (( خلف )) فاعل ، (( فالق الإصباح )) مضاف إليه ، ولكن رفعه الناظم على الحكاية ، وقوله : (( عن الذي )) متعلّق بـ (( جاء )) ، وقوله : (( يعزى )) مضارع مركب ، (( إلى نجاح )) متعلّق بـ (( يعزى )) . ثم قال :
[186] وَاحْذِفْ سُكَارَى عَنْهُ قُلْ وَالْوِِلْدَانْ **** وَعَنْهُمَا فِي الْحَجِّ جَاءَ الْحَرْفَانْ
قوله : (( واحذف سكارى عنه )) ، يعني : أن أبا داود حذف ألف { سُكَارَى } حيث ما وجد في القرآن ، وورد في ثلاثة مواضع :
أحدها في سورة النساء : { لاَ تَقْرَبُواْ الصلاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى }(2).
والثاني والثالث في سورة الحج : { وَتَرَى النَّاسَ سُكَرَى وَمَا هُم بِسُكَرَى }(3).
وقوله : (( عنه )) الضمير عائد على ابن نجاح ، لأنه المتقدّم قبله آنفا في قوله : (( عن الذي يعزى إلى نجاح )) .
وقوله : (( قل والولدان )) ، أي واحذف عن ابن نجاح ألف { الْوِلْدَانِ } ، سواء كان معرّفا أو منكّرا .
مثال المعرّف ، قوله تعالى : { وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَآءِ وَالْوِلْدَانِ }(4)
ومثال المنكّر ، قوله تعالى : { يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ }(5).
__________
(1) في جـ : " كما ذكر أيضا " . ...
(2) سورة النساء ، من الآية 43 .
(3) سورة الحج ، من الآية 2 .
(4) سورة النساء ، من الآية 74 . وفي جـ : " { إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ ......... } " .
(5) سورة الواقعة ، الآية 19 .(2/176)
وقوله : (( وعنهما في الحج جاء الحرفان )) هذا راجع إلى اللفظ الأول ، وهو { سُكَارَى } وليس يرجع إلى { الْوِلْدَانِ } ، يعني : أن أبا عمرو الداني وافق أبا داود على حذف الألف في { سُكَارَى } في الموضعين في سورة الحج ، وهما قوله تعالى : { وَتَرَى النَّاسَ سُكَرَى وَمَا هُم بِسُكَرَى } ، وسكت أبو عمرو عن الذي في سورة النساء ، فهو عنده محمول على الإثبات لسكوته عنه ، وأما أبو داود فقد ذكر الثلاثة بالحذف(1)، وهذا اللفظ الذي هو { سُكَارَى } ، اختلف القراء فيه على ثلاثة مقارئ : قرئ بفتح السين وسكون الكاف على وزن : صرعى ، وقرئ – أيضا – بضم السين وسكون الكاف على وزن : حبلى ، وقرئ – أيضا – على وزن : فرادى(2). وحذفُ من قرأه بألف حذف إشارة .
الإعراب : (( واحذف )) أمر ، (( سكارى )) مفعول ، و (( عنه )) متعلّق بـ (( احذف )) ، وقوله : (( قل)) أمر ، وقوله : (( والولدان )) معطوف ، وقوله : (( وعنهما )) متعلّق بـ (( جاء )) بعده ، وقوله : (( في الحج )) متعلّق بـ (( جاء )) بعده – أيضا – ، وقوله : (( وجاء )) ماض ، وقوله : (( الحرفان )) فاعل بـ (( جاء )) ثم قال :
[187] وَعَنْهُ فِي رَضَاعَةِ النِّسَاءِ **** وَمُنْصِفٌ بِالْمَوْضِعَيْنِ جَاءِ
ذُكر في هذا البيت أن أبا داود حذف الألف في : (( رضاعة النساء )) ، وأراد قوله تعالى : { وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ }(3)وسكت عن الذي في البقرة ، وهو قوله تعالى : { لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُّتِمَّ الرَّضَاعَةَ }(4)، فهو عنده محمول على الإثبات ، لسكوته عنه .
__________
(1) انظر مختصر التبيين ، 2 : 402 .
(2) انظر : النشر ، 2 : 325 ، إتحاف ، ص 241 .
(3) سورة النساء ، من الآية 23 .
(4) سورة البقرة ، من الآية 231 .(2/177)
وقوله : (( عنه )) الضمير عائد على ابن نجاح ، وقوله : (( ومنصف بالموضعين جاء )) ، معناه : ذكر صاحب المنصف الموضعين بالحذف ، وهذا مما انفرد به صاحب المنصف ، أعني أنه انفرد بالذي في البقرة ، وأراد (( بالموضعين )) الذي في البقرة والذي في النساء(1).
واعترض الناظم بأن قيل : لأي شيء ذكر { الرَّضَاعَةَ } في هذه الترجمة ؟ مع أن محلّها ترجمة البقرة ، لأن هذا اللفظ واقع في البقرة ، وهذا خلاف عادته ، لأن عادة الناظم : أن يذكر كل ما وقع في الترجمة الأولى من الألفاظ ، وينسحب عليه الحكم حيث ما وجد(2)بعد ذلك إلى آخر القرآن وخالف عادته هاهنا .
أجيب عن هذا : بأن الناظم لم يعتمد في هذا على صاحب المنصف ، وإنما اعتمد على أبي داود ، فذكر الناظم هذا اللفظ في هذه الترجمة ، كما ذكره أبو داود فيها .
الإعراب : قوله : (( وعنه )) متعلّق بفعل محذوف ، تقديره : وجاء الحذف عنه ، وقوله : (( في رضاعة النساء )) متعلّق بـ (( جاء )) المذكور المقدّر ، وقوله : (( النساء )) مضاف إليه ، (( ومنصف )) مبتدأ وخبره (( جاء )) وهو اسم الفاعل ، وقوله : (( بالموضعين )) متعلّق بـ (( جاء )) بعده . ثم قال :
[188] وَعَالِمُ الْغَيْبِ لِكُلٍّ بِسَبَا **** وَلِسِوَى الدَّانِي سِوَاهُ نُسِِبَا
__________
(1) تقديم وتأخير في " جـ " ، " ز " .
(2) في جـ : " ورد " .(2/178)
قوله : (( وعالم الغيب )) ، أراد قوله تعالى في سورة سبأ : { قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَلِمُ الْغَيْبِ لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ }(1)محذوف الألف عند جميع الشيوخ وهذا معنى قوله : (( وعالم الغيب لكل بسبأ )) ، وهذا اللفظ قرأه نافع وابن عامر بألف قبل اللام مع رفع الميم على وزن (( فاعل )) ، وقرأه الأخوان بألف بعد اللام وخفض الميم على (( فعال )) ، وقرأه الباقون بالألف قبل اللام مع خفض الميم على وزن (( فاعل ))(2).
وقوله : (( ولسوى الداني سواه نسبا )) في هذا اللفظ تقديم وتأخير ، تقديره : وسواه نسب لسوى الداني ، معناه : ونُسب سوى لسوى الداني ، أي ونُسب حذف سوى الذي في سبأ لغير الداني ، يعني أن أبا عمرو لم يوافق الشيوخ إلا على الذي في سورة سبأ وأما غير الذي في سبأ ، فهو محذوف عند غير الداني ، كقوله تعالى في الأنعام : { عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ }(3)، وقوله تعالى في الرعد : { عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ }(4)، وقوله تعالى في سورة الجن : { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ? أَحَدًا إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ }(5)، وقوله تعالى في سورة الحشر : { عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَانُ الرَّحِيمُ }(6)، وغير ذلك .
__________
(1) سورة سبأ ، من الآية 3 .
(2) انظر : التيسير ، ص 146 ، المبسوط ، ص 303 . والأخَوان هما : حمزة والكسائي .
(3) سورة الأنعام ، الآية 74 .
(4) سورة الرعد ، الآية 10 .
(5) سورة الجن ، الآيتين 26 ، 27 .
(6) سورة الحشر ، من الآية 22 .(2/179)
واعتُرض [على](1)الناظم : بسكوته على ثلاثة ألفاظ ذكرها صاحب المنصف بالحذف ، وهي : { طَابَ }(2)و { نَاظِرَةٌ }(3)و { الْجَاهِلِيَّةِ }(4).
لأنه قال في المنصف(5):
وَالْجَاهِلِيَّةِ كَذَا فِصَالُهْ بِالْحَذْفِ إِنْ تَظَّاهَرَا مِثَالُهْ
ثُمَّ تَنَازَعْتُمْ كَذَا أَسَاطِيرْ ثُمَّ الْقَلاَئِدَ مَعَ الْقَنَاطِيرْ
ثُمَّ رَوَاسِيَ وَثُمَّ طَابَا وَمِثْلُهُ نَاظِرَةٌ كِتَابَا
وقد جمعت هذه الألفاظ الثلاثة في هذا البيت ، وهو قولنا :
وَمُنْصِفٌ نَاظِرَةٌ وَطَابَا وَالْجَاهِلِيَّةْ حَذْفَهَا أَصَابَا
وقولنا : والجاهلية ، هو بسكون هاء التأنيث ، وقولنا : أصابا ، أي أصاب صاحب المنصف حذف هذه الألفاظ في المصاحف .
الإعراب : (( وعالم الغيب )) مبتدأ ، وقوله : (( لكلّ )) متعلّق بمحذوف ، أي محذوف لكل ، وقوله : (( بسبأ )) [جار ومجرور ، وقوله : (( بسبأ )) متعلّق بصفة محذوفة ، تقديره : وعالم الغيب الواقع بسبأ](6)، أي في سبأ ، أو تقول متعلّق بحال محذوفة ، تقديره : وعالم الغيب واقعا بسبأ ، وقوله : (( ولسوى الداني )) جار ومجرور ومضاف إليه وتعلق الجار بـ (( نسبا )) ، وقوله : (( سواه )) مبتدأ والهاء مضاف إليه ، وخبر المبتدأ قوله : (( نسبا )) والألف في (( نسبا )) لإطلاق القافية .
ثم قال :
[189] مَا جَاءَ مِنْ أَعْرَافِهَا لِمَرْيَمَا **** عَنِ الْجَمِيعِ أَوْ لِبَعْضٍ رُسِمَا
__________
(1) ساقطة من : " ز " .
(2) في قوله تعالى : { فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَآءِ } ، سورة النساء ، من الآية 3 .
(3) في مثل قوله تعالى : { إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } ، سورة القيامة ، من الآية 22 .
(4) 10) في مثل قوله تعالى : { .... يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ .... } ، سورة آل عمران ، من الآية 154
(5) لم أقف على هذه الأبيات .
(6) ما بين المعقوفين سقط من : " ز " .(2/180)
هذا هو الجزء الثاني من الحذف المرتب ، وقوله : (( ما )) موصولة بمعنى الذي وهي مفعولة بفعل مضمر ، تقديره : أذكر الحذف الذي جاء من سورة الأعراف إلى سورة مريم .
وقوله : (( من أعرافها )) الضمير يعود على السُّوَر ، أي سور القرآن ، واللام في قوله : (( لمريما )) بمعنى إلى ، كقوله تعالى : { سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ }(1)، فابتداء الغاية سورة الأعراف ، وانتهاؤها سورة مريم ، فابتداء الغاية هاهنا داخل في المعنى و لا يدخل فيها انتهاء الغاية ، لأن الناظم تعرّض لما جاء من الحذف في سورة الأعراف ، ولم يتعرّض في هذه الترجمة لما جاء من الحذف في سورة مريم ، وإنما تعرّض لذلك في الجزء الثالث ، وهو قوله بعد هذا(2): (( وهاك ما من مريم لصاد )) البيت ، ويصح أن تكون (( ما )) خبر مبتدأ محذوف ، تقديره : هذا ما جاء .
وقوله : (( عن الجميع )) ، أي عن جميع أهل الرسم .
وقوله : (( أو لبعض رسما )) ، أي أو كتب بالحذف لبعض أهل الرسم دون البعض ، كأنه يقول : أذكر لك الحذف الذي اتفقوا عليه والذي اختلفوا فيه ، وهذه الترجمة تحتوي على ما فيها وعلى ما بعدها ، ولا تحتوى على ما قبلها .
وهذه قاعدة الحذف المرتب على الأجزاء الأربعة .
الإعراب : قوله : (( ما )) مفعول أو خبر مبتدأ مضمر كما تقدّم ، وقوله : (( من أعرافها )) متعلّق بـ (( جاء )) وكذلك قوله : (( لمريما )) ، والألف في آخر الشطرين لإطلاق القافية ، وقوله : (( عن الجميع )) متعلّق بـ (( رسما )) ، وقوله : (( أو )) حرف عطف ، وقوله : (( لبعض )) متعلّق بـ (( رسما )) – أيضا – ، وقوله : (( رسما )) في موضع الحال من الضمير في جاء ، تقديره : مرسوما عن جميعهم ، أو عن بعضهم ، واللام في قوله : (( لبعض )) بمعنى عن . ثم قال :
[190] وَالْحَذْفُ فِي التَّنْزِيلِ فِي بَيَاتَا **** وَفِي تُشَاقُّونِ وَفِي رُفَاتاَ
__________
(1) سورة الأعراف ، من الآية 56 .
(2) تنبيه العطشان ، ص 494 .(2/181)
بدأ الناظم في الباب بما أخر في الترجمة وهو من باب ردّ الأعجاز على الصدور كقوله تعالى : { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ } ، ثم قال : { فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ }(1).
كل ما ذكر في هذا البيت فهو خاصّ بأبي داود .
وقوله : (( والحذف في التنزيل في بياتا )) ، أي جاء الحذف في كتاب أبي داود(2)في هذه الألفاظ الثلاثة .
وقوله : (( وفي بياتا )) ورد في ثلاثة مواضع : موضعان في الأعراف ، أحدهما
قوله تعالى : { فَجَآءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَآ لُونَ }(3)، الثاني قوله : { أَفَأَمِنَ أَهْلُ
الْقُرَى أَنْ يَّأْتِيَهُم بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآ مُونَ }(4)، والثالث في سورة يونس - عليه السلام - : { قُلْ أَرَايْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ? بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا }(5).
وقوله : (( تشاقون )) ورد في موضع واحد ، وهو قوله تعالى في سورة النحل : { الَّذِينَ كُنتُمْ تُشَآقُّونِ فِيهِمْ }(6).
وقوله : (( رفاتا )) ورد في موضعين في سورة الإسراء ، وهما قوله تعالى فيها : { وَقَالُواْ أَا ذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا }(7)في الموضعين .
الإعراب : (( والحذف )) مبتدأ أو فاعل ، (( في التنزيل )) متعلّق بالثبوت والاستقرار أو بفعل مضمر ، وكذلك في (( بياتا )) وكذلك في (( تشاقون )) ، وكذلك في (( رفاتا )) . ثم قال :
[191] وَفِي تُخَاطِبْنِي وَفِي دَارِهِمْ **** وَفِي اسْتَقَامُوا بَاخِعٌ وَعَاصِمْ
__________
(1) سورة آل عمران ، من الآية 106 .
(2) ولم يتعرض له أبو عمرو الداني .
انظر : مختصر التبيين ، 3 : 530 ، دليل الحيران ، ص 103 .
(3) سورة الأعراف ، من الآية 3 .
(4) سورة الأعراف ، الآية 96 .
(5) سورة يونس ، من الآية 50 .
(6) سورة النحل ، من الآية 27 .
(7) سورة الإسراء ، الآيتين : 49 ، 98 .(2/182)
كل ما ذكر في هذا البيت خاصّ بأبي داود – أيضا – .
وقوله : (( وفي تخاطبني )) إلى آخر البيت ، معناه : وجاء الحذف – أيضا – في التنزيل(1)في هذه الألفاظ الخمسة .
وقوله : (( تخاطبني )) ، أراد قوله تعالى : { وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ }(2)في سورة هود ، وفي سورة المؤمنين .
وقوله : (( دراهم )) هو متحد اللفظ ، ورد في موضع واحد في سورة يوسف - عليه السلام - { دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ }(3).
وقوله : (( استقاموا )) هو متحد اللفظ متعدّد المواضع ، وأراد قوله تعالى في سورة التوبة : { فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ }(4)، وقوله في سورة حم السجدة : { إِنَّ الَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُواْ } ، ومثله في سورة الأحقاف(5)، وقوله في سورة الجن : { وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُواْ عَلَى الطَّرِيقَةِ }(6).
وقوله : (( باخع )) ، أراد قوله تعالى في سورة الكهف : { فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ }(7)وقوله في سورة الشعراء : { لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ }(8).
__________
(1) انظر مختصر التبيين ، 3 : 684 .
(2) سورة هود ، من الآية 37 ، سورة المؤمنون ، من الأية 27 .
(3) سورة يوسف ، من الآية 20 .
(4) سورة التوبة ، من الآية 7 .
(5) سورة فصلت ، من الآية 29 ، سورة الأحقاف ، من الآية 12 .
(6) سورة الجن ، من الآية 16 .
(7) سورة الكهف ، من الآية 6 .
(8) سورة الشعراء ، الآية 2 .(2/183)
وقوله : (( وعاصم ))(1)، أراد قوله تعالى في سورة يونس : { مَّا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا ?ُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ الَّيْلِ مُظْلِمًا }(2)، وقوله تعالى في سورة هود : { لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ }(3)، وقوله في سورة غافر : { مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُّضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ? مِنْ هَادٍ }(4).
[ واعتُرض قوله : (( وعاصم )) : لأن كلام الناظم يقتضي أن لفظ { عَاصِمٍ } محذوف لأبي داود مطلقا ، مع أن أبا داود نصّ في التنزيل(5)أن قوله تعالى في سورة يونس - عليه السلام - : " { مَّا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ } بألف ثابت " .
وهذا من الألفاظ الخمسة الثابتة لابن نجاح ، وقد أغفلها الناظم – رحمه الله – .
قوله : (( وعاصم )) ، يريد في غير يونس ](6).
الإعراب : قوله : (( ولا تخاطبني )) إلى آخر البيت إعراب ، هذه المجرورات كلها مثل إعراب قوله قبله : (( في بياتا )) . ثم قال :
[192] وَيَتَوَارَى وَكَذَا أَوَّاهُ **** بِضَاعَةٌ وَصَاحِبَيْ حَرْفَاهُ
كلّ ما ذكر في هذا البيت ، فهو لأبي داود – أيضا – .
وقوله : (( ويتوارى )) هو متحد اللفظ ومتحد الموضع ، ولم يرد إلا في موضع واحد ، وهو قوله تعالى في سورة النحل : { يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ? }(7).
__________
(1) ذُكر في حاشية الأصل " م " هذا البيت : " وعاصم في يونس والأصوات * في طه والنبأ فيها ميقات " .
(2) سورة يونس ، من الآية 27 .
(3) سورة هود ، من الآية 43 .
(4) سورة غافر ، من الآية 33 .
(5) 10) مختصر التبيين ، 3 : 656 .
(6) 11) ما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .
(7) 12) سورة النحل ، من الآية 59 .(2/184)
وقوله : (( وكذا أواه )) ، أراد قوله تعالى في سورة التوبة : { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ }(1)، وقوله [تعالى] في سورة هود : { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ }(2).
وقوله : (( بضاعة )) ، أراد قوله تعالى في سورة يوسف - عليه السلام - : { وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً }(3)، وقوله فيها – أيضا – : { وَقَالَ لِفِتْيَتهِ اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ }(4)، وقوله فيها – أيضا – : { وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُواْ يَاأَبَانَا مَا نَبْغِي هَاذِهِ? بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا }(5)، وقوله فيها [ أيضا ] : { وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ
مُّزْجَاةٍ }(6).
وقوله : (( وصاحبي حرفاه )) ، أراد بالحرفين الكلمتين في سورة يوسف - عليه السلام - : { يَاصَاحِبَيِ السِّجْنِ ءَا ارْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ }(7)، وقوله : { يَاصَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا }(8).
الإعراب : قوله : (( ويتوارى )) معطوف على ما قبله ، وقوله : (( وكذا )) جار ومجرور في موضع خبر المبتدأ ، وقوله : (( أواه )) مبتدأ ، وقوله : (( بضاعة )) معطوف على المبتدأ الذي قبله ، وقوله : (( وصاحبي )) معطوف على (( أواه )) – أيضا – وقوله : (( حرفاه )) بدل من لفظ (( صاحبي )) والضمير في (( حرفاه )) عائد على لفظ (( صاحبي )) . ثم قال :
[193] أَسْمَائِهِ رُهْبَانَهُمْ مَوَازِينْ **** وَمُنْصِفٌ بِصَاحِبٍ يُضَاهُونْ
__________
(1) سورة التوبة ، من الآية 115 .
(2) سورة هود ، الآية 74 .
و" تعالى " ساقطة من : " جـ " .
(3) سورة يوسف ، من الآية 19 .
(4) سورة يوسف ، من الآية 62 .
(5) سورة يوسف ، من الآية 65 .
(6) سورة يوسف ، من الآية 88 .
(7) 10) سورة يوسف ، من الآية 39 .
وفي جـ ، ز : " في سورة الصديق - عليه السلام - " .
(8) 11) سورة يوسف ، من الآية 41 .(2/185)
قوله : (( أسمائه )) ، هذا محذوف لأبي داود ، وأراد قوله تعالى في سورة الأعراف : { وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآ ـهِ }(1).
وقوله : (( رهبانهم )) هذا – أيضا – لأبي داود ، وأراد قوله تعالى : { اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ }(2)، وهذا اللفظ مقصود بعينه ، لأنه مقيّد بالإضافة ، ولا يدخل فيه المنكّر ولا ذو الألف واللام .
مثال المنكّر ، قوله تعالى في سورة العقود : { قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا }(3).
ومثال المعرّف بالألف واللام ، قوله تعالى في سورة التوبة : { إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ }(4)، وهذان اللفظان ثابتان ، لأن المضاف لا يدخل تحته المنكّر ولا ذو الألف واللام ، [ وأما المنكّر فيدخل تحته المضاف وذو الألف واللام ](5).
وأما ذو الألف واللام فيدخل تحته – أيضا – المنكّر والمضاف .
فهذه ثلاثة أقسام : قسم خاص ، وقسمان عامان .
فالخاص : هو المضاف ، والعامان : هما المنكّر وذو الألف واللام .
وقوله : (( موازين )) ، هذا – أيضا – لأبي داود ، كقوله تعالى في سورة
الأعراف { فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ? فَـ?ُوْ لَكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ? فَـ?ُوْ لَكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم [بِمَا كَانُواْ بَِايَاتِنَا يِظْلِمُونَ] }(6)، وقوله تعالى في سورة الأنبياء : { وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ }(7)، وغير ذلك .
__________
(1) 12) سورة الأعراف ، من الآية 180 .
(2) 13) سورة التوبة ، من الآية 31 .
(3) سورة المائدة ، من الآية 84 .
(4) سورة التوبة ، من الآية 34 .
(5) ما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .
(6) سورة الأعراف ، الآيتين 7 ، 8 .
وما بين المعقوفين سقط من : " جـ " ، " ز " .
(7) سورة الأنبياء ، من الآية 47 .(2/186)
وقوله : (( ومنصف بصاحب يضاهون )) ، أي وحذف صاحب المنصف الألف في هذين اللفظين : لفظ (( صاحب )) ، ولفظ { يُضَاهُونَ } .
أما لفظ (( صاحب )) فهو محذوف لصاحب المنصف حيث ما جاء في القرآن ، سواء دخل عليه لام الجر أو ياء الجر أو لم يدخلا عليه(1)، نحو قوله تعالى : { قَالَ لَهُ? صَاحِبُهُ? وَهْوَ يُحَاوِرُهُ? }(2)، وقوله : { فَقَالَ لِصَاحِبِهِ? وَهْوَ يُحَاوِرُهُ? }(3)، وقوله : { مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ }(4)، وقوله : { وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ }(5)، وغير ذلك .
وقوله : (( ومنصف بصاحب )) الباء بمعنى في ، تقديره : وذكر صاحب المنصف الحذف في ألف صاحب ، نظير هذه العبارة قول الناظم أولا(6): (( ومقنع بآية للسائلين )) .
وأما لفظ { يُضَاهُونَ } ، فهو متحد اللفظ ، ولم يرد إلا في سورة التوبة في قوله تعالى : { يُضَاهُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ }(7).
وهذا مما انفرد به صاحب المنصف(8).
الإعراب : (( أسمائه رهبانهم موازين )) هي معطوفات على ما قبلها ، [ ويصح أن يكون (( أسمائه )) مبتدأ ، وقوله : (( رهبانهم موازين )) معطوفان عليه وخبر المبتدأ محذوف دلّ عليه ما قبله ، تقديره : كذا ](9)، وقوله : (( ومنصف )) فاعل بفعل مضمر ، أي وذكر منصف ، أي صاحب المنصف الحذف في صاحب ، وقوله : (( صاحب )) جار ومجرور والباء بمعنى في ، وتعلّق الجار بالفعل المذكور المقدّر ، وقوله : (( يضاهون )) معطوف على (( صاحب )) . ثم قال :
[
__________
(1) في جـ : " أو لم يدخل عليه شيء " .
(2) سورة الكهف ، من الآية 36 .
(3) سورة الكهف ، من الآية 33 .
(4) سورة الأعراف ، من الآية 184 .
(5) 10) سورة التكوير ، الآية 22 .
(6) 11) تنبيه العطشان ، ص 273 .
(7) سورة التوبة ، من الآية 30 .
(8) انظر التبيان ، ورقة 40 .
(9) ما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .(2/187)
194] وَلَمْ يَجِيءْ فِي سُوَرِ التَّنْزِيلِ **** إِلاَّ بِلاَمِ الْجَرِّ فِي التَّنْزِيلِ
هذا راجع إلى لفظ (( صاحب )) ، ولا يصح رجوعه إلى لفظ { يُضَاهُونَ } ، وإن كان أقرب المذكور ، لأن { يُضَاهُونَ } متحد اللفظ لم يجئ إلا في موضع واحد .
وقوله : (( ولم يجيء في سور التنزيل )) البيت ، يعني أن لفظ (( صاحب )) لم يجيء بالحذف في كتاب أبي داود في جميع سور القرآن إلا إذا كانت فيه لام الجر ، وذلك موضعان : في سورة التوبة : { إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ? لاَ تَحْزَنْ }(1)، والآخر في سورة الكهف : { فَقَالَ لِصَاحِبِهِ? وَهُوَ يُحَاوِرُهُ? أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً }(2)ولم يذكر أبو داود غير هذين الموضعين ، وإليهما أشار [الناظم](3)بقوله : (( إلا بلام الجر في التنزيل )) .
وأما صاحب المنصف ، فقد حذف ألف (( صاحب )) مطلقا ، سواء كان في أوله لام الجر أولا ، كقوله تعالى في الكهف : { قَالَ لَهُ? صَاحِبُهُ? وَهْوَ يُحَاوِرُهُ? أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ }(4)، وقوله في سورة الأعراف : { أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ }(5)، وغير ذلك .
وقوله : (( التنزيل )) في الشطرين من باب تجنيس الاشتقاق ، وهو اتفاق الألفاظ واختلاف المعاني ، لأن التنزيل الأول المراد به القرآن ، والتنزيل الثاني المراد به كتاب أبي داود .
__________
(1) سورة التوبة ، من الآية 40 .
(2) في ز : " { فَقَالَ لِصَاحِبِهِ? وَهُوَ يُحَاوِرُهُ? أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا } " ، سورة الكهف ، من الآية 33 .
(3) ساقطة من : " جـ " .
(4) سورة الكهف ، من الآية 36 .
(5) سورة الأعراف ، من الآية 184 .(2/188)
الإعراب : (( ولم يجئ )) جازم ومجزوم ، (( في سور التنزيل )) جار ومجرور ومضاف إليه تعلّق الجار بـ (( يجيء )) ، وقوله : (( إلا )) استثناء ، وقوله : (( بلام الجر )) جار ومجرور ومضاف إليه ، تعلّق الجار المجرور بالمحذوف ، تقديره : [إلا إن كان مصحوبا بلام الجر ، ففي الكلام حذف كان مع اسمها ، كقولهم : "أعط ولو درهما تُحمد" ، أي ولو كان المعطى درهما تحمد ، فحذف كان واسمها وأُبقى خبرها](1)، وقوله : (( في التنزيل )) متعلّق بقوله : (( يجيء )) أول البيت . ثم قال :
[195] وَفِيهِ أَيْضاً جَاءَ لَفْظُ كَاذِبْ **** مِيقَاتُ مَعْ مَشَارِقٍ مَغَارِبْ
[196] كُلاًّ وَقَدْ جَاءَ كَذَاكَ فِيهِمَا **** لَدَى الْمَعَارِجِ وَلَكِنْ عَنْهُمَا
كل ما ذكر هاهنا [ فهو لأبي داود ، ولم يحذف منه أبو عمرو إلا لفظي { الْمَشَرِقِ } و { الْمَغَرِبِ } في سورة المعارج ](2).
وقوله : (( وفيه )) الضمير عائد على التنزيل ، وهو كتاب أبي داود ، أي جاء في كتاب أبي داود لفظ { كَاذِبٌ } – أيضا – بالحذف حيث جاء في القرآن(3)، كقوله تعالى في سورة هود : { إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَّأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ }(4)، وقوله في سورة غافر : { وَإِنِّي لاَظُنُّهُ? كَاذِبًا }(5).
__________
(1) ما بين المعقوفين في جـ : " إلا مصحوبا بلام الجر " .
(2) ما بين المعقوفين سقط من جـ ، وفيه " لأبي داود " .
(3) انظر مختصر التبيين ، 3 : 699 ، 4 : 1072 .
(4) سورة هود ، من الآية 93 .
(5) سورة غافر ، من الآية 37 .(2/189)
وقوله : (( ميقات )) ، أراد قوله تعالى في سورة الأعراف : { فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ? }(1)وقوله فيها – أيضا – : { وَلَمَّا جَآءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا }(2)، وقوله في الشعراء : { فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ }(3)، وغير ذلك .
[ واعترض قوله : (( ميقات )) : لأنه يقتضي أنه محذوف مطلقا ، مع أن أبا داود نصّ في التنزيل على أن قوله تعالى في سورة النبأ : { إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا }(4)بألف ثابتة(5)، وهذا من الألفاظ الخمسة المحذوفة لأبي داود ، وقد أغفلها الناظم – رحمه الله – . فقوله : (( ميقات )) يريد إلا الذي في سورة النبأ ](6)
وقوله : (( مع مشارق ومغارب )) ، كقوله تعالى في سورة الأعراف : { مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا }(7)، وقوله تعالى في سورة المعارج : { فََلاَ ?ُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَرِقِ وَالْمَغَرِبِ }(8)، وقوله في سورة والصافات : { رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالاْرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ }(9).
__________
(1) سورة الأعراف ، من الآية 142 .
(2) سورة الأعراف ، من الآية 143 .
(3) سورة الشعراء ، الآية 37 .
(4) سورة النبأ ، الآية 17 .
(5) 10) طالعت مختصر التبيين ، ولم أجد فيما قرأت أن أبا داود نصّ على إثبات ألف : { مِيقَاتُ } ، بل أطلق
الحذف في سورة الأعراف ، حيث قال : " ميقات وكذا ميقاتنا بغير ألف " .
مختصر التبيين ، 3 : 570 ، دليل الحيران ، ص 105 .
(6) 11) ما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .
(7) سورة الأعراف ، من الآية 136 .
(8) سورة المعارج ، من الآية 40 .
(9) سورة الصافات ، الآية 5 .(2/190)
وقوله : (( كُلا ))(1)إلى لفظ { الْمَشَارِقِ } ولفظ { الْمَغَارِبِ } ، أي جميعا ، أي حذف أبو داود : ألف { الْمَشَارِقِ } وألف { الْمَغَارِبِ } جميعا من غير تفصيل ، بخلاف أبي عمرو الداني ، فإنه لم يحذف من لفظ { الْمَشَارِقِ } ، و { الْمَغَارِبِ } إلا الذي في سورة المعارج(2)، وإليه أشار الناظم بقوله : (( وقد جاء كذاك فيهما لدى المعارج ولكن عنهما )) .
وقوله : (( وقد جاء )) أي الحذف(3)كما جاء فيما تقدّم فيهما ، أي في لفظ { الْمَشَرِقِ } ، و { الْمَغَرِبِ } الواقعين في سورة المعارج ، وأراد قوله تعالى : { فَلاَ ?ُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَرِقِ وَالْمَغَرِبِ } .
وقوله : (( ولكن عنهما )) الضمير عائد على الشيخين على عادته في قوله : (( عنهما )) .
واعترض قوله : (( عنهما )) بالتكرار ، لأنه كرر أبا داود ، لأنه ذكر أولا : أن أبا داود حذف ألف { الْمَشَارِقِ } و { الْمَغَارِبِ } ، ثم كرّره بقوله : (( عنهما )) فما فائدة هذا التكرار ؟
أجيب عنه : بأنه كرّره وذكره مع أبي عمرو ، ليركّب عليه الألفاظ المذكورة بعد هذا البيت في قوله : (( وكاذب في زمر والكافر )) البيت ، لأن الشيخين اتفقا على الحذف في تلك الألفاظ ، فكرّره ليركّب عليه ما بعده .
__________
(1) في جـ ، ز : " كلا راجع إلى ....." . لعله هو الصواب .
(2) وهما من الحروف التي رواها أبو عمرو الداني بسنده عن قالون عن نافع بالحذف . انظر المقنع ، ص 14 .
(3) بعدها في جـ : " أي وقد جاء الحذف " .(2/191)
الإعراب : قوله : (( وفيه )) متعلّق بـ (( جاء )) بعده ، وقوله : (( أيضا )) مصدر ، وقوله : (( وجاء )) ماض ، وقوله : (( لفظ )) فاعل ، وقوله : (( كاذب )) مضاف إليه ، وقوله : (( ميقات )) معطوف وهو بضمة واحدة من غير تنوين لضرورة الوزن ، وقوله : (( مع )) ظرف والعامل فيه [حال محذوفة ، أي كائنا مع مشارق](1)، وقوله : (( مشارق )) مخفوض بالظرف ، وقوله : (( مغارب )) معطوف ، وقوله : (( كُلا )) حال من قوله : (( مشارق ومغارب )) ، وقوله : (( قد )) حرف تحقيق ، (( جاء )) ماض وقوله : (( كذاك )) جار ومجرور وكاف خطاب ، والجار في موضع نصب على الحال من الفاعل بـ (( جاء )) وهو الحذف ، تقديره : وقد جاء الحذف مثل ذاك ، والإشارة عائدة على الحذف المطلق لأبي داود في لفظ ((المشارق والمغارب)) ، وقوله : (( فيهما )) متعلّق بـ (( جاء )) ، وقوله : (( لدى المعارج )) ظرف ومخفوض به ، والعامل في الظرف (( جاء )) ولك أن تقول متعلّق بصفة محذوفة ، تقديره : في الموضعين الواقعين لدى المعارج ، أي في سور المعارج وهي سورة سال سائل ، وقوله : (( ولكن )) حرف استدراك ، [ واسم (( لكن )) هو الحذف ، تقديره : ولكن الحذف جاء عنهما ](2)، وقوله : (( عنهما )) متعلّق بـ (( جاء )) . ثم قال :
[197] وَكَاذِبٌ فِي زُمَرٍ وَالْكَافِرُ **** فِي الرَّعْدِ مَعْ مَسَاكِنٍ تَزَّاوَرُ
كلّ ما ذكر في هذا البيت ، فقد اتفق الشيخان على حذفه ، لأنه عطفه على قوله قبله : (( ولكن عنهما )) .
__________
(1) ما بين المعقوفين سقط من " جـ " ، وفيه : " جاء " .
(2) ما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .(2/192)
وقوله : (( وكاذب في زمر )) ، أراد قوله تعالى في سورة الزمر : { إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَذِبٌ كَفَّارٌ }(1)، وقيّده بالسورة احترازا من غيره فإن أبا عمرو الداني لم يحذف من لفظ { كَاذِبٌ } إلا الذي في سورة الزمر ، وأما أبو داود فقد حذفه مطلقا ، كما تقدّم في قوله قبل : (( وفيه أيضا جاء لفظ كاذب )) .
وقوله : (( والكافر في الرعد )) ، أراد قوله تعالى : { وَسَيَعْلَمُ الْكَفِرُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ }(2)، وفيه في السبع قراءتان بالجمع والإفراد(3): قرأه نافع وابن كثير وأبو عمرو بالإفراد ، وقرأه الباقون بالجمع . [ فالمحذوف منه على قراءة الإفراد : هو الألف الكائن قبل الفاء ، والمحذوف منه على قراءة الجمع : هو الألف الكائن بعد الفاء ، فإن هذا اللفظ مرسوم في المصاحف بغير ألف قبل الفاء وبعد الفاء ، فحذفه يحتمل القراءتين معا ](4).
وهذا اللفظ : مما اختلف القراء في قراءته واتفقت المصاحف على رسمه ، فحذفه حذف اقتصار .
وقوله : (( في الرعد )) قيّده بالسورة احترازا من غيره ، كقوله تعالى : { وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَالَيْتَنِي كُنتُ تُرَ بًا }(5).
وقوله : (( مع مساكن )) يريد بالمساكن هاهنا المساكن التي بمعنى المنازل ، وهو جمع مسكن . والمساكين(6)التي بمعنى الفقراء ، فقد تقدّم ذكره أولا في قوله(7): (( والحذف عنهم في المساكين أتى )) البيت .
__________
(1) سورة الزمر ، الآية 4 .
(2) سورة الرعد ، من الآية 43 .
(3) انظر : التيسير ، ص 109 ، غيث النفع ، ص 157 .
(4) ما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .
(5) سورة النبأ ، من الآية 40 .
(6) في جـ ، ز : " وأما المساكين .... " . لعله هو الصواب .
(7) تنبيه العطشان، ص 316 .(2/193)
وقوله : (( مع مساكن )) يعني(1): اتفق الشيخان على حذف ألف ((المساكن)) التي هي المنازل مطلقا ، مثاله قوله تعالى : { وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً }(2)، وقوله : { وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا }(3)، وقوله : { وَارْجِعُواْ إِلَى مَا ?ُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ }(4)، وقوله : { فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن? بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلاً }(5)، وقوله [تعالى] : { لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسَكِنِهِمْ ءَايَةٌ جَنَّتَانِ }(6)، وقوله : { وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ }(7)وهو محذوف باتفاق الشيخين حيث ما ورد في القرآن(8).
وقوله : (( تزاور )) ، أراد قوله تعالى في سورة الكهف : { تَّزَ وَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ }(9)، وفيه في السبع ثلاثة مقارئ(10): قرأه ابن عامر اليحصبي وأبو يعقوب الحضرمي(11)
__________
(1) في جـ : " يريد " .
(2) سورة التوبة ، من الآية 73 .
(3) سورة التوبة ، من الآية 24 .
(4) سورة الأنبياء ، من الآية 13 .
(5) سورة القصص ، من الآية 58 .
(6) سورة سبأ ، من الآية 15 . و" تعالى " ساقطة من : " جـ " ، " ز " ، وزاد في جـ : { عَنْ يَّمِينٍ وَشِمَالٍ } .
(7) سورة العنكبوت ، من الآية 38 .
(8) ذكره الداني بسنده فيما رواه عن نافع بالحذف ، وهو موضع سبأ ، وقال أبو داود : " واتفقت المصاحف على
الحذف فلم تختلف .
انظر : المقنع ، ص 13 ، 18 ، مختصر التبيين، 2 : 173
(9) سورة الكهف ، من الآية 17 .
(10) 10) انظر : التيسير ، ص 116 ، غيث النفع ، ص 172 .
(11) 11) هو يعقوب بن إسحاق بن زيد الحضرمي البصري ، وكنيته أبو محمد . أحد الأئمة العشرة ، وكان إماما ثقة
عالما صالحا . انتهت إليه رئاسة القراءة بعد أبي عمرو بن العلاء . توفي سنة 205 هـ .
انظر : غاية النهاية ، 2 : 386 ، رقم 3891 ، معرفة القراء ، ص 94 .(2/194)
بإسكان الزاي وتشديد الراء ، مثل : تحمرّ وتصفرّ ، وقرأه عاصم وحمزة الكسائي بتخفيف الزاي وتخفيف الراء ، وقرأه الباقون بتشديد الزاي وتخفيف الراء .
وهذا الحذف مما اتفق المصاحف على رسمه ، واختلف القراء في قراءته ، نحو : { مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ }(1)، فحذفه حذف إشارة .
الإعراب : وقوله : (( وكاذب )) فاعل بفعل مضمر ، تقديره : وجاء كاذب ، أي وجاء حذف ألف كاذب ، وقوله : (( في زمر )) متعلّق بـ (( جاء )) ، وقوله : (( والكافر )) معطوف ، (( في الرعد )) متعلّق بـ (( جاء )) ، وقوله : (( مع مساكن )) ظرف ومخفوض به ، والعامل في الظرف [ حال محذوفة ، أي وجاء كائنا مع مساكن ](2)، وصرّف الناظم (( مساكن )) لضرورة الوزن ، وقوله : (( تزاور )) معطوف . ثم قال :
[198] وَعَنْ أَبِي دَاوُدَ أَدْبَارُهُمُ **** ثُمَّ بِغَيْرِ الرَّعْدِ أَعْنَاقَهُمُ
هذا الذي ذكره في هذا البيت هو(3)لأبي داود .
__________
(1) 12) سورة الفاتحة ، الآية 3 .
(2) 13) ما بين المعقوفين سقط من " جـ " ، وفيه : " فعل محذوف أي وجاء كاذب مع مساكن " .
(3) في جـ : " فهو " .(2/195)
وقوله : (( وعن أبي داود أدبارهم )) ، يعني : أن { أَدْبَارَهُمْ } محذوف عن أبي داود ، كقوله تعالى في سورة الأنفال : { وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلَكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ }(1)، وقوله تعالى في سورة القتال : { إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّواْ عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن? بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ }(2)، وقوله [تعالى] فيها – أيضا – : { فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلَكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ذَالِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُواْ مَا أَسْخَطَ اللَّهَ }(3).
وقوله : (( أدبارهم )) لا يدخل فيه إلا ما كان بالهاء والميم ، ولا يدخل فيه غيره ، كقوله تعالى في سورة الأحزاب : { وَلَقَدْ كَانُواْ عَاهَدُواْ اللَّهَ مِن قَبْلُ لاَ يُوَلُّونَ الاْدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسُْولاً }(4)، وقوله في سورة الفتح : { وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوَلَّوُاْ الاْدْبَارَ ثُمَّ لاَ يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا }(5)، وقوله تعالى في سورة
الحشر : { وَلَن نَّصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الاْدْبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ }(6).
وقوله : (( أدبارهم )) هذا اللفظ مقصود بعينه ، لأنه مقيّد بالإضافة إلى الهاء والميم كما تقدّم في قوله(7): (( رهبانهم )) .
__________
(1) سورة الأنفال ، الآية 51 .
(2) سورة محمد ، الآية 26 .
(3) سورة محمد ، من الآيتين 28 ، 29 . و " تعالى " ساقطة من : " جـ " .
(4) سورة الأحزاب ، الآية 15 .
(5) سورة الفتح ، الآية 22 . وفي جـ : " وقوله تعالى .... " .
(6) سورة الحشر ، من الآية 12 .
(7) تنبيه العطشان ، ص 462 .(2/196)
وقوله : (( ثم بغير الرعد أعناقهم )) ، يعني : أن أبا داود حذف ألف { أَعْنَاقِهِمْ } حيث ما وجد في القرآن ، إلا الذي في سورة الرعد ، فهو ثابت الألف(1)، وهو قوله تعالى في الرعد : { وَ?ُوْ لَكَ الأَغْللُ فِي أَعْنَاقِهِمْ }(2)، وأما غير الذي وقع في سورة الرعد ، فهو محذوف لأبي داود ، كقوله تعالى في سورة الشعراء : { فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ }(3)، وقوله تعالى في سورة يس : { إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْللاً }(4)، وقوله تعالى في سورة المؤمن : { إِذِ الاْغْلَلُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَسِلُ }(5).
وقوله : (( أعناقهم )) هذا اللفظ – أيضا – مقصود بعينه ، لأن الناظم قيّده بالإضافة ولا يدخل فيه إلا ما كان هكذا بالهاء والميم ، ولا يدخل فيه غير ذلك ، كقوله تعالى : { فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الاْعْنَاقِ }(6)، وقوله تعالى : { فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالاْعْنَاقِ }(7)، لأنه ثابت الألف .
__________
(1) لم يتعرض له أبو عمرو الداني ، وسكت عنه أبو داود ، وعبّر عنه شراح المورد بأنه مستثنى لأبي داود ،
انظر : التبيان ، ورقة 41 ، دليل الحيران ، 107 ، سمير الطالبين ، ص 45 .
(2) 10) سورة الرعد ، من الآية 6 .
(3) 11) سورة الشعراء ، من الآية 3 .
(4) 12) سورة يس ، من الآية 7 . وزاد في جـ : " { فَهْيَ إِلَى الأَذْقَانِ } " .
(5) 13) في جـ ، ز : " { إِذِ الاْغْلَلُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَسِلُ يُسْحَبُونَ فِي الْحَمِيمِ } " ، سورة غافر ، الآية 71 .
(6) سورة الأنفال ، من الآية 12 .
(7) سورة ص ، من الآية 32 .(2/197)
الإعراب : قوله : (( وعن أبي داود )) متعلّق بمحذوف ، وقوله : (( أدبارهم )) إما فاعل بفعل مضمر ، تقديره : وجاء أدبارهم عن أبي داود ، وإما مبتدأ والخبر في المجرور قبله ، تقديره : وأدبارهم جاء عن أبي داود ، وقوله : (( ثم )) حرف عطف وقوله : (( بغير الرعد )) متعلّق بمحذوف ، وقوله : (( أعناقهم )) إعرابه كإعراب (( أدبارهم )) . ثم قال :
[199] وَالْمُنْصِفُ الأَدْبَارُ فِيهِ مُطْلَقَا **** وَفِيهِ أَعْنَاقُهُمْ قَدْ أَطْلَقَا
قوله(1): (( والمنصف الأدبار فيه مطلقا )) ، يعني : أن صاحب المنصف أطلق الحذف في { الاْدْبَارَ } ، كيف ما جاء في القرآن ، سواء كان معرّفا بالألف واللام أو بالإضافة . وهذا مما انفرد به صاحب المنصف .
وقوله : (( والمنصف الأدبار فيه مطلقا )) يندرج فيه ما تقدّم من الأمثلة ، ويندرج فيه – أيضا – قوله تعالى في سورة النساء : { فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا }(2)، وقوله تعالى في سورة آل عمران : { وَإِنْ يُّقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الاْدْبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ }(3)، ويندرج فيه – أيضا – قوله تعالى في المائدة : { وَلاَ تَرْتَدُّواْ عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ }(4)، وغير ذلك ، ولو كان قبل هذه الترجمة ؛ لأن صاحب المنصف أطلق الحذف في { الاْدْبَارَ } حيث ما جاء في القرآن .
واعتُرض الناظم في ذكر لفظ { الاْدْبَارَ } في ترجمة الأعراف ، وكان حقّه أن يذكره في ترجمة آل عمران ، لأن صاحب المنصف حذفه مطلقا ، وهذا خلاف عادة الناظم – رحمه الله – .
__________
(1) في جـ : " وقوله " .
(2) سورة النساء ، من الآية 46 .
(3) سورة آل عمران ، من الآية 111 .
(4) سورة المائدة ، من الآية 23 . وفي جـ : " في سورة المائدة ....." .(2/198)
أجيب عن هذا : بأنه إنما ذكره في ترجمة الأعراف اعتمادا على مذهب أبي داود لأن أبا داود لم يحذف من لفظ { الأَدْبَارَ } شيئا في ترجمة آل عمران ، ولم يعتبر الناظم هاهنا مذهب صاحب المنصف ، فلأجل هذا(1)ذكره في ترجمة الأعراف .
وقوله : (( وفيه أعناقهم قد أطلقا )) ، أي وفي المنصف – أيضا – { أَعْنَاقُهُمْ } بالإطلاق ، ففي هذا الشطر تقديم وتأخير ، تقديره : وأعناقهم قد أطلق في المنصف ، يعني أن صاحب المنصف أطلق – أيضا – الحذف في ألف { أَعْنَاقُهُمْ } بالإضافة ، ويعني بهذا الإطلاق دخول الذي في الرعد ، ولا يعني بهذا الإطلاق دخول غير المضاف بالهاء والميم ، لأن هذا اللفظ مقصود بعينه ، وهو ما كان هكذا مضاف إلى الهاء والميم ، لأن الناظم قيّده بالإضافة إلى الهاء والميم .
الإعراب : (( والمنصف )) مبتدأ ، وقوله : (( الأدبار )) مبتدأ ثان ، وقوله : (( مطلقا )) حال من (( الأدبار )) ، وقوله : (( فيه )) متعلّق بخبر المبتدأ الثاني ، تقديره : والمنصف الأدبار جاء فيه مطلقا ، ويصح أن يكون (( الأدبار )) فاعل بفعل مضمر ، تقديره : والمنصف جاء الأدبار فيه مطلقا ، والمبتدأ الثاني مع خبره خبر عن المبتدأ الأول ، وقوله : (( فيه )) متعلّق بـ (( أطلقا )) ، وقوله : (( أعناقهم )) مبتدأ وخبره في قوله : (( قد أطلقا )) ، تقديره وأعناقهم قد أطلق فيه ، ويصح أعناقهم أن يكون(2)فاعلا بفعل مضمر ، تقديره : وجاء أعناقهم قد أطلق فيه . ثم قال :
[200] وَعَنْهُمَا يَاءٌ بِأَيَّامٍ أُلِفْ **** مُخْتَلَفاً وَلَيْسَ بَعْدَهُ أََلِفْ
ذكر الناظم في هذا البيت : أن الشيخين ذكرا الخلاف في قوله تعالى : { وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ }(3)في سورة إبراهيم ، هل يكتب بياء واحدة ، أو يكتب بياءين ؟
__________
(1) في جـ : " فلأجل ذلك ..... " .
(2) تقديم وتأخير في : جـ ، ز .
(3) سورة إبراهيم ، من الآية 7 .(2/199)
وقوله : (( وعنهما بأيام ألف )) ، معناه : وياء كلمة { بِأَيَّامِ } أُلف ، أي وجد وعهد مختلفا عن الشيخين ، ففي بعض المصاحف بياء واحدة ، وفي بعضها بياءين من غير ألف(1).
وقوله : (( وليس بعده ألف )) ، يعني : إذا كتب بياءين ، فإن الألف محذوفة باتفاق والضمير في قوله : (( بعده )) يعود على الياء الثانية ، وليس بعد الياء الثانية ألف إذا كتب بياءين .
وقوله : (( وليس بعده ألف )) مفهومه : أنه إذا كتب بياء واحدة أن بعده ألف باتفاق فخرج من هذا : أنه إذا كتب بياءين ، فألفه محذوفة باتفاق . وإذا كتب بياء واحدة فألفه ثابتة باتفاق .
مثل : { أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِما كَانُواْ يَكْسِبُونَ }(2)في سورة الجاثية ، فإذا كتب بياء واحدة فليس فيه إلا وجه واحد ، وهو أن يكتب بياء واحدة وألف ثابت بعدها على اللفظ ، نحو : { أَيَّامَ اللَّهِ } .
وإذا كتب بياءين – وهو الوجه الأحسن – ، ففي علّة ذلك وجهان :
أحدهما : التنبيه على الأصل ، كـ { اللَّهْوِ }(3)واللعب(4)، لأنهما مرسومان بلامين .
__________
(1) ذكر أبو عمرو الداني أنه رآه بياءين في بعض مصاحف أهل المدينة والعراق ، وقال أبو داود : " كتبوه في
بعض المصاحف بياءين على الأصل ، من غير ألف بعدها وفي بعضها بياء واحدة ، وكلاهما حسن ،
والأول أختار" . انظر : المقنع ، ص 94 ، مختصر التبيين ، 3 : 746 .
(2) سورة الجاثية ، من الآية 13 .
(3) في قوله تعالى : { ... قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ.... } ، سورة الجمعة ، من الآية 11 .
(4) لا توجد في القرآن ، وأما في غيره ، مثل قول الشاعر : " ...... خدعت والله ليس الجد كاللعب " .(2/200)
الوجه الثاني : التنبيه على الإمالة ، [ فإذا كتب على مراد الإمالة فتلحق الألف الحمراء [ بعد الياءين ، وتجعل علامة الشد على الثانية وتعرى الياء الأولى ](1)، وإذا كتب على مراد الإمالة ، فتلحق الألف الحمراء على الثانية ، وتجعل علامة التشديد على الياء الأولى ، وتعرى الياء الثانية .
واعترض بسكوته عن مختار أبي داود ، وهو كتبه بياءين .
الإعراب : قوله : (( وعنهما )) متعلّق بـ (( مختلفا )) ، وقوله : (( ياء )) مبتدأ وخبره في قوله : (( ألف مختلفا )) ، وقوله : (( بأيام )) مضاف إليه ، وقوله : (( ألف )) ماض مركب والمفعول الذي لم يسم فاعله مضمر عائد على الياء ، وقوله : (( مختلفا )) حال من المفعول الذي لم يسم فاعله المستتر في (( ألف )) ، وقوله : (( مختلفا )) بعده مجرور محذوف مقدر ، تقديره : فيه ، وصح أن يكون قبله (( مختلفا )) اسم مصدر على حذف المضاف ، تقديره : ذا اختلاف ، وقوله : ((وليس)) ماض ، وقوله : ((بعده)) ظرف ومخفوض به ، والعامل فيه الثبوت والاستقرار ، وقوله : (( ألف )) اسم (( ليس )) . ثم قال :
[201] وَالْحَذْفُ فِي الأَنْفَالِ فِي الْمِيعَادِ **** وَعَنْ أَبِي دَاوُدَ فِي الأَشْهَادِ
__________
(1) ما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .(2/201)
قوله : (( والحذف في الأنفال )) هذا حكم مطلق ، والمراد به جميع أهل الرسم ، يعني : أن جميع الشيوخ اتفقوا على حذف الألف في { الْمِيعَدِ } الواقع في سورة الأنفال ، وهو قوله تعالى : { وَلَوْ تَوَاعَدتَّمْ لاَخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَدِ }(1)، وقيّده بالسورة احترازا من الواقع في غير الأنفال ، فإنه ثابت الألف ، كقوله تعالى في سورة آل عمران : { إِنَّ اللَّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ }(2)، [ وقوله في سورة الرعد : { إِنَّ اللَّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ وَلَقَدُ اسْتُهْزِئَ }(3)، وقوله في سورة الزمر : { وَعْدَ اللَّهِ لاَ يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ }(4)] .
وقوله : (( وعن أبي داود في الأشهاد )) ، يعني : أن أبا داود اختصّ بحذف ألف { الأشهاد } ، وأراد قوله تعالى : { وَيَقُولُ الأَشْهَادُ }(5)في سورة هود ، وقوله : { وَيَوْمَ يَقُومُ الاْشْهَادُ }(6)في سورة الطول .
الإعراب : (( واحذف )) مبتدأ أو فاعل ، وقوله : (( في الأنفال )) متعلّق بخبر المبتدأ ، أو بفعل مضمر ، وكذلك (( في الميعاد )) ، وقوله : (( وعن أبي داود )) متعلّق بالتقديرين المذكورين – أيضا – ، وكذلك (( في الأشهاد )) . ثم قال :
[202] وَبَاسِطٍ فِي الْكَهْفِ وَالرَّعْدِ مَعَا **** ثُمَّ بِهَا الْقَهَّارُ أَيْضاً وَقَعَا
__________
(1) سورة الأنفال ، من الآية 42 .
(2) سورة آل عمران ، من الآية 9 ، وغيرها .
(3) سورة الرعد ، من الآيتين 32 ، 33 .
(4) سورة الزمر ، الآية 19 . وما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .
(5) سورة هود ، من الآية 18 .
(6) سورة غافر ، من الآية 51 .(2/202)
كلّ ما ذكر في هذا البيت فهو لأبي داود ، يعني : أن أبا داود حذف الألف في { بَاسِطٌ } في الكهف والرعد ، وأراد قوله تعالى في سورة الكهف : { بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ }(1)، وقوله في الرعد : { إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَآءِ }(2).
واعتُرض تقييده هذا اللفظ بهاتين السورتين ، لأن لفظ { بَاسِطٌ } لم يرد في هذه الترجمة ولا فيما بعدها إلا في هاتين السورتين ، وأما قوله تعالى في سورة المائدة : { مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ }(3)، فلا يحتاج إلى الاحتراز منه ، لأنه فوق هذه الترجمة
أجيب عن هذا : بأنه ذكره للبيان .
وقوله : ((ثم بها القهار أيضا [وقعا](4)) ، يعني أن أبا داود حذف ألف { الْقَهَّارِ } الواقع في سورة الرعد ، وهو قوله تعالى : { وَهْوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ أَنزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً }(5).
وقوله : (( بها القهار )) الباء بمعنى في ، أي فيها ، أي في سورة الرعد ، وقيّده بالسورة احترازا مما وقع في غير سورة الرعد ، فإنه ثابت ، كقوله تعالى في سورة يوسف : { ءَا ارْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ }(6).
__________
(1) سورة الكهف ، من الآية 18 .
(2) سورة الرعد ، من الآية 15 .
(3) سورة المائدة ، من الآية 30 .
(4) ساقطة من : " جـ " ، " ز " .
(5) سورة الرعد ، من الآيتين : 18 ، 19 .
(6) سورة يوسف ، من الآية 39 .(2/203)
الإعراب : قوله : (( وباسط )) فاعل بفعل مضمر ، تقديره : وجاء باسط ، وقوله : (( في الكهف )) تعلق بـ (( جاء )) المقدّر ، وقوله : (( والرعد )) معطوف ، وقوله : ((معا)) حال بمعنى جميعا ، وقوله : (( ثم )) حرف عطف ، وقوله : (( بها )) متعلّق بـ (( وقعا )) آخر البيت ، وقوله : (( القهّار )) فاعل بـ (( وقعا )) ، ويصح أن يكون مبتدأ وخبره في قوله : (( وقعا )) ، وقوله : (( أيضا )) مصدر ، وقوله : (( وقعا )) ماض ، والألف [فيه](1)لإطلاق القافية . ثم قال :
[203] ثُمَّ سَرَابِيلَ مَعًا أَنْكَاثًا **** جِِدَالَنَا اسْطَاعُوا وَقُلْ أَثَاثاً
[204] لَوَاقِحٍ إِمَامِهِمْ أَذَانُ **** بِتَوْبَةٍ عَالِيَهَا الأَلْوَانُ
[205] غَضْبَانَ جَاوَزْنَا وَفِي صَلْصَالِ **** وَشُفَعَاؤُنَا لَهُنَّ تَالِ
كلّ ما ذكر في هذه الأبيات ، فهو لأبي داود .
وقوله : (( ثم سرابيل معا )) ، يعني : أن الموضعين في سورة النحل ، وهما قوله تعالى : { وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ }(2).
وقوله : (( سرابيل )) هذا اللفظ مقصود بعينه ، وهو مقيّد بالحركة وهي الفتحة ، ولا يدخل فيه : { سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ }(3)فإنه ثابت .
وقوله : (( أنكاثا )) أراد قوله تعالى في سورة النحل – أيضا – : { مِن? بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا }(4).
وقوله : (( جدالنا )) ، أراد قوله تعالى في سورة هود : { فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا }(5).
وقوله : (( اسطاعوا)) ، أراد قوله تعالى في سورة الكهف : { فَمَا اسْطَاعُواْ أَنْ يَّظْهَرُوهُ }(6).
__________
(1) ساقطة من : " جـ " .
(2) سورة النحل ، من الآية 81 .
(3) سورة إبراهيم ، من الآية 52 .
(4) سورة النحل ، من الآية 92 .
(5) سورة هود ، من الآية 32 .
(6) سورة الكهف ، من الآية 93 .(2/204)
وقوله : (( أثاثا )) أراد قوله تعالى في سورة النحل : { أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ }(1)وقوله تعالى في سورة مريم : { أَثَاثًا وَرِيًّا }(2).
وقوله : (( لواقح )) أراد قوله تعالى في سورة الحجر : { وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ }(3)وإنما صرفه لضرورة الوزن .
وقوله : (( إمامهم )) ، أراد قوله تعالى في سورة الإسراء : { يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ ?ُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ }(4).
قوله(5): (( إمامهم )) هذا اللفظ مقصود بعينه ، وهو مقيّد بالإضافة إلى الهاء والميم ، ولا يندرج فيه غيره ، كقوله تعالى : { لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ }(6)، وقوله : { وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ }(7)، وقوله تعالى : { إَمَامًا وَرَحْمَةً }(8)، وغير ذلك ، فإنه ثابت .
__________
(1) سورة النحل ، من الآية 80 .
(2) سورة مريم ، من الآية 73 .
(3) سورة الحجر ، من الآية 22 .
(4) 10) سورة الإسراء ، من الآية 71 .
(5) في جـ : " وقوله " .
(6) سورة الحجر ، من الآية 79 .
(7) سورة يس ، من الآية 11 .
(8) سورة هود ، من الآية 17 ، وغيرها .(2/205)
وقوله : (( أذان )) ، أراد قوله تعالى في سورة التوبة : { وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ }(1)وإنما قيّده بسورة التوبة ، مع أنه متحد الموضع : مخافة أن يدخل فيه غيره ، كقوله تعالى : { أَمْ لَهُمْ ءَاذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلُ ادْعُواْ شُرَكَآءَكُمْ }(2)في سورة الأعراف ، وقوله تعالى : { أَوْ ءَاذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الاْبْصَارُ }(3)في سورة الحج وغيرهما ، لأن هذا اللفظ الذي هو { أَذَانٌ } يتزن به النظم كان مقصورا أو ممدودا ، فلأجل هذا قيّده الناظم بالسورة ، فلو لم يقيّده بسورة التوبة ، لدخل الآذان الممدود الذي هو جمع : أذن ، بمعنى الجارحة ، كقوله تعالى : { أَمْ لَهُمْ ءَاذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا } وقوله : { وَفِي ءَاذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن? بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ }(4)، [وقوله : { جَعَلُواْ أَصَابِعَهُمْ فِي ءَاذَانِهِمْ }(5)في سورة نوح] .
وأما قوله تعالى : { يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي ءَاذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ }(6)في سورة البقرة ، وقوله تعالى : { فَلَيُبَتِّكُنَّ ءَاذَانَ الأَنْعَامِ }(7)في سورة النساء ، فلا يحتاج الناظم إلى الاحتراز منه ، لأنه خارج الترجمة ، لأنه فوق هذه الترجمة .
وقول الناظم : (( أذان بتوبة )) يريد { أَذَانٌ } المقصور بمعنى الإعلام ، ولا يريد آذان الممدود بمعنى الجارحة .
__________
(1) سورة التوبة ، من الآية 3 .
(2) سورة الأعراف ، من الآية 195 .
(3) سورة الحج ، من الآية 44 .
(4) سورة فصلت ، من الآية 4 .
(5) سورة نوح ، من الآية 7 . وما بين المعقوفين سقط من : " ز " .
(6) 10) سورة البقرة ، من الآية 18 .
(7) 11) سورة النساء ، من الآية 118 .(2/206)
وقوله : (( عاليها )) ، أراد قوله تعالى في سورة هود وفي سورة الحجر : { عَالِيَهَا سَافِلَهَا }(1).
وقوله : (( الألوان )) الألف واللام للعموم ، مثاله قوله تعالى في سورة النحل : { شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ? فِيهِ شِفَآءٌ لِّلنَّاسِ }(2)، وقوله في سورة فاطر : { مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا }(3).
وقوله فيها – [أيضا] – : { مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا }(4)، وقوله فيها – أيضا – : { مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ? }(5).
وقوله : (( غضبان )) ، أراد قوله تعالى في الأعراف وطه : { غَضْبَانَ أَسِفًا }(6)
وقوله : (( جاوزنا )) ، أراد قوله تعالى في الأعراف ويونس : { وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَآءِيلَ الْبَحْرَ }(7).
وقوله : (( وفي صلصال )) ، أراد قوله تعالى في سورة الحجر : { مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ }(8)في الثلاثة المواضع فيها ، وقوله تعالى في [سورة] الرحمن : { خَلَقَ الاْنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ }(9).
وقوله : (( وشفعاؤنا )) ، أراد قوله تعالى في سورة يونس : { وَيَقُولُونَ هؤلاء شُفَعَآؤُنَا عِندَ اللَّهِ }(10).
وقوله : (( لهن تال )) ، أي لفظ { شُفَعَآؤُنَا } تابع لهذه الألفاظ المذكورة في الحذف يقال : تلاه يتلوه ، إذا تبعه(11).
__________
(1) 12) سورة هود ، من الآية 81 ، وسورة الحجر ، من الآية 74 .
(2) 13) سورة النحل ، من الآية 69 .
(3) 14) سورة فاطر ، من الآية 27 .
(4) سورة فاطر ، من الآية 27 .
و" أيضا " ساقطة من : " جـ " .
(5) سورة فاطر ، من الآية 28 .
(6) سورة الأعراف ، من الآية 150 ، وسورة طه ، من الآية 84 .
(7) سورة الأعراف ، من الآية 138 ، وسورة يونس ، من الآية 90 .
(8) سورة الحجر ، من الآيات 26 ، 28 ، 33 .
(9) سورة الرحمن ، الآية 12 .
و" سورة " ساقطة من : " جـ " .
(10) سورة يونس ، من الآية 18 .
(11) في جـ : " إذا أتبعه " .(2/207)
قال تبارك وتعالى : { وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا }(1)، أي إذا تبع الشمس .
الإعراب : (( ثم )) حرف عطف ، وقوله : (( سرابيل )) معطوف ، وقوله : (( معا )) حال ، وقوله : (( أنكاثا )) وما بعده معطوفات ، وقوله : (( لواقح إمامهم أذان )) معطوفات – أيضا – ، وقوله : (( بتوبة )) متعلّق بصفة محذوفة ، تقديره : أذان الواقع بتوبة ، وقوله : (( عاليها الألوان )) معطوفان ، وقوله : (( غضبان جاوزنا )) معطوفان – أيضا – ، وقوله : (( وفي صلصال )) متعلّق بمحذوف ، تقديره : وجاء الحذف عن أبي داود في صلصال ، وقوله : (( شفعاؤنا )) مبتدأ وخبره (( تال )) ، وقوله : (( لهن )) متعلّق بـ (( تال )) . ثم قال :
[206] وَجَاءَ فِي الرَّعْدِ وَنَمْلٍ عَنْهُمَا **** وَنبَإٍ لَفْظُ تُرَاباً مِثْلَ مَا
[207] ثُمَّ تُصَاحِبْنِي وَفِي الأَعْرَافِ **** قَدْ جَاءَ طَائِفٌ عَلَى خِلاَفِ
كلّ ما ذُكر في هذين البيتين ، فهو منسوب للشيخين ، ذكر في البيت الأول من هذين البيتين : أن لفظ (( تراب )) محذوف للشيخين في ثلاثة مواضع :
أحدها في سورة الرعد وهو قوله تعالى : { أَا ذَا كُنَّا تُرَ بًا إِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ }(2)
والثاني في سورة النمل ، وهو قوله تعالى : { إِذَا كُنَّا تُرَ بًا وَءَابَآؤُنَا أَا نَّا لَمُخْرَجُونَ }(3).
__________
(1) سورة الشمس ، الآية 2 .
(2) سورة الرعد ، من الآية 5 .
(3) في جـ : " { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِذَا كُنَّا تُرَ بًا وَءَابَآؤُنَا أَا نَّا لَمُخْرَجُونَ } " ، سورة النمل ، الآية 69 .(2/208)
والثالث في سورة عم يتساءلون ، وهو قوله تعالى : { وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَالَيْتَنِي كُنتُ تُرَبًا }(1)، وأما غير هذه المواضع من لفظ التراب ، فهو ثابت الألف ، كقوله تعالى في سورة المؤمنين : { أا ذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ }(2)، وغير ذلك
وقوله : (( مثل ما )) ، أي مثل الألفاظ التي تقدّمت ، (( ما موصولة )) بمعنى الذي وحذف الناظم صلة الموصول للعلم بها .
وقوله : (( ثم تصاحبني )) ، أراد قوله تعالى في الكهف : { فَلا تُصَحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِي عُذْرًا }(3)، وقرئ في الشاد(4): ( فَلاَ تَصْحبني ) بفتح التاء وسكون الصاد وقرئ في الشاذ(5)– أيضا – : ( فلا تُصْحِبني ) بضم التاء وسكون الصاد وكسر الحاء ، وحذفه على القراءة المشهورة حذف اقتصار ، وعلى الشاذ حذف إشارة .
وقوله : (( في الأعراف قد جاء طائف على خلاف )) ، يعني : أن الشيخين ذكرا
الخلاف بالحذف والإثبات في { طَفٌ } الواقع في سورة الأعراف ، وهو قوله تعالى : { إِذَا مَسَّهُمْ طَفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ }(6)، وحذفه حذف إشارة واقتصار
لأنه قرئ في السبع بسكون الياء من غير ألف ، وبه قرأ ابن كثير والنحويان ، وقرأ الباقون بالألف(7)، وهو مما اختلفت المصاحف في رسمه واختلفت القرّاء في قراءته
__________
(1) سورة النبأ ، من الآية 40 .
(2) سورة المؤمنون ، من الآية 83
(3) سورة الكهف ، من الآية 75 .
(4) وهي قراءة ابن أبي عبلة . انظر مختصر في شواذ القرآن ، 84 .
(5) وهي قراءة الجحدري والنخعي ، وفي هذه الكلمة عدة قراءات شاذة .
انظر مختصر في شواذ القرآن ، ص 84 .
(6) سورة الأعراف ، من الآية 201 .
(7) انظر : غيث النفع ، ص 122 ،(2/209)
قوله : (( وفي الأعراف قد جاء طائف على خلاف )) قيّده بالأعراف احترازا من الذي في سورة ن والقلم ، فإنه ثابت من غير خلاف ، وهو قوله تعالى : { فَطَافَ عَلَيْهَا طَا فٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَآ مُونَ }(1).
واعتُرض قوله : (( وفي الأعراف قد جاء طائف على خلاف )) بأن ظاهره يقتضي أن الخلاف والإثبات متساويان عند الشيخين ، وليس الأمر كذلك ، لأن أبا داود رجّح حذف الألف ، لأنه قال في التنزيل : " ، واستحب كتابته من غير ألف "(2).
الإعراب : (( وجاء )) ماض ، (( في الرعد )) متعلّق بـ (( جاء )) – أيضا – [ (( ونمل )) معطوف عنهما متعلّق بـ (( جاء )) ](3)، (( ونبإ )) معطوف ، (( لفظ )) فاعل ، (( تراب )) مضاف إليه ، وقوله : (( مثل )) حال ، وقوله : (( ما )) مضاف إليه وقوله : (( ثم )) حرف عطف ، (( تصاحبني )) معطوف ، (( وفي الأعراف )) متعلّق بـ (( جاء )) بعده ، وقوله : (( طائف )) فاعل ، وقوله : (( على خلاف )) متعلّق بـ (( جاء )) . ثم قال :
[208] وَمُقْنِعٌ قُرْءَاناً أُولَى يُوسُفِ **** وَزُخْرُفٍ وَلِسُلَيْمَانَ احْذِفِ
__________
(1) 10) سورة القلم ، الآية 19 .
(2) مختصر التبيين ، 3 : 592 .
(3) ما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .(2/210)
قوله : (( ومقنع قرءانا )) ، يعني أن صاحب المقنع ذكر الخلاف في { قُرْءَ نًا } في الموضعين ، وهما الأول في سورة يوسف ، وهو قوله تعالى : { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْءَ نًا عَرَبِيًّا }(1)، والأول في سورة الزخرف – أيضا – ، وهو قوله تعالى : { إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْءَ نًا عَرَبِيًّا }(2)، وقيّده بالمرتبة الأولى في السورتين ،[ احترازا مما وقع في هاتين السورتين ](3)وغيرهما من لفظ القرآن(4).
وقوله : (( ولسليمان احذف )) ، معناه : واحذف لسليمان هذين الموضعين من غير خلاف فيهما عنده . وأما غير هذين الموضعين من لفظ القرآن ، فهو ثابت عنده كأبي عمرو ، وزاد اللبيب في شرح العقيلة موضعا ثالثا بالحذف(5)، وهو قوله تعالى في سورة الزمر : { قُرْءَانًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ }(6)، ولم أره لأحد غيره(7).
الإعراب : قوله : (( ومقنع )) فاعل بفعل مضمر أي وحذف مقنع ، وقوله : (( قرءانا )) مفعول ، وقوله : (( أولى )) بدل ، وقوله : (( يوسف )) مضاف إليه ، وقوله (( وزخرف )) معطوف ، وقوله : (( ولسليمان )) متعلّق بـ (( احذف )) ، وقوله : (( احذف )) أمر . ثم قال :
[209] وَالنُّونُ مِنْ نُنْجِي فِي الأَنْبِيَاءِ **** كُلٌّ وَفِي الصِّدِّيقِ لِلإخْفَاءِ
__________
(1) سورة يوسف ، من الآية 2 .
(2) سورة الزخرف ، من الآية 2 .
(3) ما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .
(4) كقوله تعالى : { وَكَذَالِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ.... } ، سورة طه ، من الآية 110 .
(5) ونسبه لحَكَم بن عمران الأندلسي . ثم قال : " ولم يذكره أحد غيره " . الدرة الصقيلة ، ص 380 .
(6) سورة الزمر ، من الآية 27 .
(7) قال أبو عمرو الداني : " ورأيت أنا هذين الموضعين في مصاحف أهل العراق ، وغيرها بالألف " .
انظر : المقنع ، ص 19 ، الوسيلة ، ص 288 ، سمير الطالبين ، ص 29 .(2/211)
ذكر الناظم في هذا البيت : أن جميع أهل الرسم متفقون على حذف النون الساكنة في : { نُـ?ـجِي } في موضعين ، في سورة الأنبياء وفي سورة يوسف [ أراد قوله تعالى في سورة الأنبياء ] : { وَكَذَلِكَ نُـ?ـجِي الْمُؤْمِنِينَ }(1)، وقوله في سورة يوسف : { فَنُـ?ـجِيَ مَن نَّشَآءُ }(2).
وقوله : (( للإخفاء )) علّة حذف هذه النون ، أي إنما حذفت هذه النون لأجل قراءة هذه النون بالإخفاء ، فلما أخفيت في القراءة بالإخفاء أخفيت – أيضا – في الرسم بالحذف ، حملا للخط على اللفظ ، هذا معنى قوله : (( للإخفاء )) .
واعلم أن العلّة الموجبة لحذف النون من : (( ننجي)) في الموضعين فيها ثلاثة أقوال [ غير القول الذي ذكر الناظم ](3):
أحدها : قياسا للإخفاء على الإدغام .
والقول الثاني : قياسا للنون الساكنة على التنوين .
والقول الثالث : الإشارة على القراءة الأخرى في هذين الموضعين .
__________
(1) سورة يونس ، من الآية 103 . وما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .
(2) سورة يوسف ، من الآية 110 .
(3) ما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .(2/212)
ومعنى قولنا في القول الأول قياسا للإخفاء على الإدغام : لأن النون تقرأ بالإخفاء في : { نُـ?ـجِي } ووجه قياس الإخفاء على الإدغام واشتراكهما في معنى الاستتار : لأنك إذا أدغمت الحرف فقد سترته ، وإذا أخفيته فقد سترته – أيضا – ، وإن افترق المدغم والمخفي ، في التشديد في المدغم وعدم التشديد في المخفي ، فحذفت هذه النون المخفاة من الرسم ، كما حذفت النون المدغمة من الرسم في قوله تعالى : { عَمَّ يَتَسَآءَُونَ }(1)و { مِمَّ خُلِقَ }(2)، [وقوله : { مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ }(3)، وقوله : { مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ }(4)، وقوله : { مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ }(5)، وقوله : { مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ }(6)] وغير ذلك(7).
ومعنى قولنا في القول الثاني : قياسا للنون الساكنة على التنوين ، لأن النون الساكنة مشاركة للتنوين في المخرج لأنهما يخرجان من الخيشوم فحذفت صورة النون الساكنة في : { نُـ?ـجِي } في هذين الموضعين ، كما تحذف صورة التنوين(8)من الرسم .
والمراد بصورة التنوين المحذوفة هو الصورة الأصلية التي هي صورة النون الملفوظ به ، وأما الصورة التي هي كالحركة في الخط ، فهي ثابتة .
__________
(1) سورة النبأ ، الآية 1 .
(2) سورة الطارق ، من الآية 5 .
(3) سورة الأنعام ، من الآية 22 ، وغيرها .
(4) سورة الزمر ، من الآية 31 .
(5) سورة البقرة ، من الآية 113 .
(6) سورة فصلت ، من الآية 32 .
(7) 10) بعدها في جـ : " وإلى ذلك أشار الناظم بقوله : (( للإخفاء )) " .
(8) في جـ : " التنزيل " ، وهو تصحيف .(2/213)
ومعنى قولنا في القول الثالث : إشارة إلى القراءة الأخرى في هذين الموضعين(1)قرئ بتشديد الجيم وسقوط النون(2)، فحذف النون على قراءة إثبات النون إشارة إلى قراءة حذف النون .
واختلف في هذا الفعل على قراءة التشديد على ثلاثة أقوال :
قيل : فعل مضارع أصله : (( ننجي )) بسكون النون الثانية ، ثم أدغمت النون الساكنة في الجيم ، ولكن هذا القول بعيد ، لأن النون لا تدغم في الجيم وإنما تخفى .
وقيل : فعل مضارع أصله : (( ننجي )) بفتح النون الثانية حذفت تخفيفا للالتقاء
المثلين ، [ ومنه قوله تعالى : { وَنُزِّلَ الْمَلَكَةُ تَنزِيلاً }(3)على القراءة بضم اللام ونصب { الْمَلَكَةُ } ، لأن أصله : وننزل ، بنونين النون الأولى مضمومة ، والنون الثانية مفتوحة ، ثم حذفت النون الثانية تخفيفا للالتقاء المثلين ](4).
وقيل : فعل ماض مركب ، وتقديره : نجي النجاء ، ولكن هذا بعيد من وجهين : أحدهما : تسكين آخر الفعل الماضي ، والثاني أن المصدر لا يقدّر في الفعل المركب إلا عند عدم المفعول ، والمفعول هاهنا(5)موجود ، وهو قوله : { الْمُؤْمِنِينَ } الذي في سورة الأنبياء ، [ وقوله : { مَن نَّشَآءُ } في سورة يوسف ](6).
واعتُرض الناظم في هذا البيت من وجهين :
أحدهما : أنه ذكر هاهنا حذف النون في أثناء حذف الألف ، ومن ترتيب التأليف أن يؤخّره حتى يفرغ من حذف الألف فيذكره في فصله .
أجيب عنه : بأنه فعل ذلك اقتداء بالشيوخ قبله .
__________
(1) بعدها في جـ : " لأن ننجي في هذين الموضعين " .
(2) انظر : التيسير ، ص 106 ، غيث النفع ، ص 153 . وفي جـ : " وإسقاط " .
(3) سورة الفرقان ، من الآية 25 .
(4) ما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .
(5) في جـ : " هنا " .
(6) ما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .(2/214)
الوجه الثاني : أن الناظم ذكر هاهنا موضعين تحذف فيهما النون الساكنة ، وسكت عن موضعين آخرين ، وهما : قوله تعالى : { لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ }(1)[في سورة يونس] ، وقوله تعالى : { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا }(2)في سورة غافر .
فإن أبا عمرو الداني ذكر هذين الموضعين في المقنع وفي المحكم ، وذكر فيهما الخلاف في حذف النون الساكنة وإثباتها ، وكذلك أبو داود ذكرهما في التنزيل
بالخلاف(3)– أيضا – ، ومن حقّ الناظم أن يذكر هذين الموضعين كما ذكرهما الأشياخ ، لأن الناظم التزم أن يذكر كل ما ذكروه ، وهذه المواضع الأربعة : اثنان متفق على حذف النون فيهما ، وهما الأولان وهما : { نُـ?ـجِي } في الموضعين ، واثنان مختلف في حذف النون فيهما ، وهما الموضعان الآخران ، وهما : { لِنَنظُرَ } و { لَنَنصُرُ } ، فذكر الناظم المتفق عليه ، وسكت عن المختلف فيه .
وأما علّة حذف النون في هذين الموضعين الآخرين ، ففيهما ثلاثة أقوال :
أحدها : للإخفاء ، كما قال الناظم في علّة حذف النون في الموضعين الأولين ، أعني : { نُـ?ـجِي } في الموضعين .
والقول الثاني : أن علّة حذف النون فيهما حمل الإخفاء على الإدغام ، لاشتراكهما في معنى الاستتار .
والقول الثالث : أن علّة حذف النون فيهما حمل النون الساكنة على التنوين ، لاشتراكهما في مخرجهما ، وهو الخيشوم كما تقدّم .
__________
(1) سورة يونس ، من الآية 14 . وما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .
(2) سورة غافر ، من الآية 51 .
(3) روى أبو عمرو الداني بسنده عن أبي عبيد : { فَنُـ?ـجِي مَن نَّشَآءُ } ، و { نُـ?ـجِي الْمُؤْمِنِينَ } ، بنون واحدة
قال : " ثم اجتمعت عليها المصاحف في الأمصار كلها فلا نعلمها اختلفت " ، ثم قال : " ورأيت فيه الحرفين
الذي في يونس والذي في يوسف بنونين .
انظر : المقنع ، ص 91 ، مختصر التبيين ، 3 : 650 .(2/215)
قال أبو عمرو : " إذا نقطت هذه المواضع ، ألحقت النون الساكنة التي هي ياء الكلمة بالحمراء ، وأعريتها من علامة السكون ، وأعريت ما بعدها من علامة التشديد كما تقدّم في نقط المخفي " .
الإعراب : (( والنون )) مفعول مقدّم وفاعله قوله : (( كل )) ، تقديره : وحذف كل النون ، وقوله : (( من ننجي )) متعلّق بحذف المقدّر ، وقوله : (( في الأنبياء )) متعلّق بصفة محذوفة ، تقديرها الكائن في الأنبياء ، وقوله : ((في الصديق)) كذلك – أيضا – ، وقوله : (( للإخفاء )) متعلّق بحذف المقدّر . ثم قال :
[210] ثُمَّ الْخَبَائِثَ وَخُلْفُ زَاكِيَةْ **** وَعَنْ أَبِي دَاوُدَ حَذْفُ غَاشِيَةْ
قوله : (( ثم الخبائث )) ، يعني أن ألف { الْخَبَثَ } محذوف لجميع أهل الرسم ، لأنه عطفه على قوله : (( والنون من ننجي في الأنبياء كل )) ، وأراد قوله
تعالى في سورة الأعراف : { وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَثَ }(1)، وقوله [تعالى] في
سورة الأنبياء : { وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ الْخَبَثَ }(2).
وقوله : (( خلف زاكية )) هذا حكم مطلق لجميعهم ، يعني أن الشيوخ كلهم ذكروا الخلاف في ألف { زَ كِيَةً } ، وأراد قوله تعالى في سورة الكهف : { أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَ كِيَةً }(3)، وفيه في السبع قراءتان مشهورتان : قرأة الكوفيون وابن عامر بغير ألف مع تشديد الياء ، وقرأه الباقون بالألف مع تخفيف الياء(4). وهذا الحرف : مما اختلفت المصاحف في رسمه ، واختلفت القراء في قراءته ، وحذفه حذف إشارة .
__________
(1) سورة الأعراف ، من الآية 157 .
(2) سورة الأنبياء ، من الآية 73 .
و" تعالى " ساقطة من : " جـ " .
(3) سورة الكهف ، من الآية 73 .
(4) انظر : غيث النفع ، ص 175 ، التيسير ، ص 118 .(2/216)
وقوله : (( زاكية )) اعتُرض الناظم بسكوته عن مختار أبي داود في هذا اللفظ ، لأنه اختار رسمه بحذف الألف ، لأنه قال في التنزيل(1): كتبوا زاكية في بعض المصاحف بحذف الألف ، وهو الذي أختار ، لروايتنا ذلك عن نافع بن أبي نعيم المدني .
وقوله : (( وعن أبي داود حذف غاشية )) ، يريد سواء كان معرّفا أو منكّرا .
مثال المعرّف ، قوله تعالى : { هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ }(2).
ومثال المنكّر ، قوله تعالى في سورة يوسف : { أَفَأَمِنُواْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللَّهِ }(3).
الإعراب : قوله : (( ثم )) حرف عطف ، وقوله : (( الخبائث )) معطوف على النون في قوله : (( والنون من ننجي )) ، وقوله : (( وخلف )) فاعل بفعل مضمر ، تقديره : وجاء خلف زاكية ، ويصح أن يكون مبتدأ وخبره محذوف ، تقديره : وخلف زاكية جاء عن جميعهم ، وقوله : (( وعن أبي داود )) متعلّق بفعل محذوف ، وقوله : (( حذف )) إما فاعل بفعل محذوف ، تقديره : وجاء حذف غاشية ، فيكون الجار على هذا متعلّق بهذا الفعل المحذوف ، ويصح أن يكون قوله : (( حذف )) مبتدأ وخبره محذوف ، تقديره : وحذف غاشية جاء عن أبي داود ، فيكون الجار على هذا متعلّقا بهذا الخبر المحذوف . ثم قال :
[211] يَسْتَأْخِرُونَ غَابَ أَوْ إِنْ حَضَرَا **** بِغَيْرِ الأَعْرَافِ وَكُلٌّ ذُكِرَا
[212] بِمُنْصِفٍ وَعَنْهُمَا فِي سَاحِرٍ **** فِي النُّكْرِ غَيْرَ الذَّارِيَاتِ الآخِرِ
[213] وَقِيلَ بِالإِثْبَاتِ كُلٌّ يُعْرَفُ **** وَعَنْ سُلَيْمَانَ أَتَى الْمُعَرَّفُ
قوله : (( يستأخرون )) يعني : أن ألف { يَسْتَأْخِرُونَ } محذوفة لأبي داود ، لأنه عطفه على قوله : (( وعن أبي داود حذف غاشية )) ، ثم قال : (( يستأخرون )) .
__________
(1) انظر مختصر التبيين ، 3 : 814 .
(2) سورة الغاشية ، الآية 1 .
(3) سورة يوسف ، من الآية 107 .(2/217)
وقوله : (( غاب أو إن حضرا )) ، معناه : سواء غاب المخاطب بهذا اللفظ ، أو حضر المخاطب به .
مثاله إذا كان المخاطب غائبا : قوله تعالى : { فَإِذَا جَا أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ }(1).
ومثاله ما إذا كان المخاطب به حاضرا : قوله تعالى : { قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ لاَّ تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلاَ تَسْتَقْدِمُونَ }(2).
وقوله : (( غاب أو إن حضرا )) ، أي سواء كان بالياء أو بالتاء .
وقوله : (( بغير الأعراف )) ، يعني أن أبا داود حذف هذا اللفظ حيث ما وجد في القرآن إلا الذي في سورة الأعراف فإنه ثابت ، وهو قوله تعالى : { فَإِذَا جَا أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ }(3).
وقوله : (( وكل ذكر بمنصف )) هذا من باب التضمين ، أي وجميع ألفاظ { يَسْتَأْخِرُونَ } ، و { تَسْتَأْخِرُون } بالياء والتاء محذوفة في المنصف ، لا فرق بين الأعراف وغيرها ، كقوله في النحل : { فَإِذَا جَا أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } ، وقوله في يونس : { إِذَا جَا أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ }(4)، وفي الحجر : { مَا تَسْبِقُ مِنْ ?ُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ }(5)
__________
(1) سورة النحل ، من الآية 61 .
(2) سورة سبأ ، الآية 30 .
(3) سورة الأعراف ، من الآية 32 .
(4) سورة يونس ، من الآية 49 .
(5) سورة الحجر ، الآية 5 .(2/218)
وقوله : (( وعنهما في ساحر في النكر غير الذاريات الآخر )) ، يعني : أن الشيخين اتفقا على حذف ألف { سَاحِرٍ } المنكر حيث ما ورد في القرآن ، كقوله تعالى في سورة الأعراف : { يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ }(1)، وقوله تعالى في سورة صاد : { وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَاذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ }(2)، وغير ذلك .
وقوله : (( في النكر )) ضدّ المعرف ، معناه : إذا كان منكّرا كما مثلناه ، احترازا من المعرّف فإنه ثابت ، كقوله تعالى : { وَقَالُواْ يَاأَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ }(3)، وقوله : { وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُ }(4).
وقوله : (( غير الذاريات الآخر )) ، يعني : أن الشيخين استثنيا من لفظ { سَاحِرٍ } المنكر اللفظ الآخِر من سورة والذريات فإنه ثابت عندهما ، وهو قوله تعالى : { إِلاَّ قَالُواْ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ أَتَوَاصَوْاْ بِهِ? }(5).
وقوله : (( الآخر )) احترازا من الأول في سورة والذاريات فإنه محذوف عندهما ، وهو قوله تعالى: { فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ? وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ }(6).
وقوله : (( وقيل بالإثبات كل يعرف )) ، معناه : كل لفظ من لفظ { سَاحِرٍ } المنكر معروف بالإثبات ، لا فرق بين الذي في سورة والذاريات وغيره ، وهذا الخلاف ذكره الشيخان كما ذكره الناظم ، إلا أن أبا عمرو(7)نسب هذا الخلاف إلى نافع .
__________
(1) سورة الأعراف ، الآية 111 .
(2) سورة ص ، من الآية 3 .
(3) سورة الزخرف ، من الآية 48 .
(4) سورة طه ، من الآية 68 .
(5) 10) سورة الذاريات ، من الآية 52 .
و انظر : المقنع ، ص 93 ، 94 ، مختصر التبيين 3 : 465 ، الوسيلة ص 289 .
(6) سورة الذريات ، الآية 39 . وزاد في جـ : " { فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ? } " .
(7) انظر المقنع ، ص 93 ، 94 .(2/219)
وأما أبو داود فقد نسب هذا الخلاف إلى المصاحف ، لأنه قال في التنزيل : لفظ { سَاحِرٍ } في جميع القرآن في بعض المصاحف الألف ، وفي بعضها بغير الألف(1). فنسب أبو داود الخلاف هاهنا للمصاحف ، ولم يستثن أبو داود من هذا الخلاف ، إلا الآخر في سورة والذرايات ، لأنه لم يذكر فيه إلا الإثبات لا غير .
وأما أبو عمرو فقد نسبه إلى نافع ، لأنه قال في المقنع(2): [كل ما في القرآن من { سَاحِرٍ } فهي مرسومة بغير ألف إلا قوله تعالى في آخر والذاريات : { سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ أَتَوَاصَوْاْ بِهِ? } ، فإن الألف فيه مرسومة ، ثم قال بعد هذا الكلام ](3): حدثنا فلان عن فلان عن عيسى(4)، قال كل ما في القرآن من { سَاحِرٍ } ، فالألف ثابتة في الكتاب قبل الحاء إلا موضعا واحدا ، فإن الألف فيه ثابتة بعد الحاء ، وهو قوله تعالى في الشعراء : { يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ }(5).
وإلى هذا أشار الشاطبي في العقيلة ، فقال(6):
وَسَاحِرٌ غَيْرُ أُخْرَى الذَّارِيَاتِ بَدَا وَالْكلُّ ذُو أَلِفٍ عَنْ نَافِعٍ سُطِّرَا
[ واختلف القراء في ثلاثة ألفاظ من لفظ { سَاحِرٍ } :
أحدهما قوله تعالى في سورة طه : { إِنَّمَا صَنَعُواْ كَيْدُ سَاحِرٍ }(7)قرأه حمزة والكسائي بكسر السين وإسقاط الألف ، وقرأه الباقون بفتح السين وإثبات الألف(8)، فحذفه على هذا حذف اقتصار وإشارة .
__________
(1) انظر مختصر التبيين ، 3 : 558 ، 559 .
(2) انظر المقنع ، ص 93 ، 94 .
(3) ما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .
(4) في جـ ، ز : " عن عيسى عن نافع" .
(5) سورة الشعراء ، الآية 36 .
(6) انظر تلخيص الفوائد ، ص 51 .
(7) سورة طه ، من الآية 68 .
(8) 10) وافق حمزة والكسائي من العشرة خلف . انظر : المبسوط ، ص 249 ، النشر ، 2 : 321 .(2/220)
اللفظ الثاني والثالث ، قوله تعالى في الأعراف : { يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ } ، وقوله تعالى في سورة يونس : { ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ }(1)قرأهما – أيضا – حمزة والكسائي على وزن : (( فعّال )) كالذي في الشعراء ، وقرأهما الباقون على وزن : ((فاعل ))(2)] .
وقوله : (( وعن سليمان أتى المعرف )) ، معناه : جاء لفظ { السَّاحِرَُُ } بالألف واللام عن أبي داود بالإثبات ، لأنه عطفه على الإثبات في قوله : (( وقيل بالإثبات كل يعرف )) ، ثم قال : (( وعن سليمان أتى المعرف )) [يعني](3)بالإثبات ، كقوله تعالى : { يَاأَيُّهَ السَّاحِرَُُ } ، وقوله : { وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُ } .
وسكت أبو عمرو الداني عن المعرّف .
واعتُرض قوله : (( وعن سليمان أتى المعرف )) بأن قيل : لماذا ذكر هاهنا الإثبات مع أنه لم يتعرض في هذا الكتاب إلا للمحذوف دون المثبت ، لأن كل ما لم يذكر بالحذف فهو ثابت .
أجيب عنه : بأنه ذكره لذكر أبي داود ذلك ، فذكره كما ذكره أبو داود ، لالتزامه أن يذكر كل ما ذكروه .
__________
(1) 11) سورة يونس ، من الآية 79 .
(2) وافق حمزة والكسائي من العشرة خلف .
انظر : إتحاف فضلاء البشر ، ص 287 ، البدور الزاهرة ، ص 148 .
وما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .
(3) ساقطة من : " جـ " .(2/221)
الإعراب : قوله : (( يستأخرون )) معطوف ، وقوله : (( غاب )) ماض ، (( أو )) حرف عطف ، (( إن )) حرف شرط ، وقوله : (( حضرا )) ماض والألف فيه ألف الصلة لإطلاق القافية ، وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله ، تقديره : أو إن حضر أو غاب ، وقوله : (( بغير الأعراف )) جار ومجرور ومضاف إليه والباء بمعنى في ، والجار متعلّق بصفة محذوفة أو بحال محذوفة ، تقديره : يستأخرون الواقع أو واقعا في غير الأعراف ، وقوله : (( كل )) مبتدأ ، وقوله : (( ذكرا )) ماض والألف فيه لإطلاق القافية ، وقوله : (( بمنصف )) متعلّق بـ (( ذكرا )) ، وقوله : (( وعنهما )) متعلّق بفعل محذوف ، تقديره : وجاء الحذف عنهما ، وقوله : (( في ساحر )) متعلّق بجاء – أيضا – ، وقوله : (( في النكر )) متعلّق بجاء – أيضا – ، وقوله : (( غير )) استثناء ، ويجوز في (( غير )) النصب على الاستثناء والخفض على البدل ، وقوله : (( الذاريات )) مضاف إليه ، وقوله : (( الآخر )) بدل من (( الذاريات )) بدل الاشتمال ، لأن سورة الذاريات مشتملة على هذا الحرف ، وقوله : (( وقيل )) ماض مركّب ، وقوله : (( بالإثبات )) متعلّق بـ (( يعرف )) ، وقوله : (( كل )) مبتدأ وخبره (( يعرف )) ، وقوله : (( وعن سليمان )) متعلّق بـ (( أتى )) ، وقوله : (( أتى )) ماض ، وقوله : (( المعرّف )) فاعل . ثم قال :
[214] وَعَنْهُ فِي لَسَاحِرَانِ الْحَذْفُ **** وَعَنْهُمَا فِي سَاحِرَانِ الْخُلْفُ
ذكر الناظم في هذا البيت لفظين : أحدهما { لَسَاحِرَ انِ } باللام ، والآخر { سَاحِرَ انِ } من غير لام .(2/222)
وقوله : (( وعنه )) الضمير عائد على أبي داود ، لأنه قال قبله : (( وعن سليمان أتى المعرف )) ، ثم قال : (( وعنه في لساحران الحذف )) ، يعني : أن أبا داود ذكر حذف الألف في قوله تعالى في سورة طه : { إِنَّ هَاذَانِ لَسَاحِرَانِ }(1)، وهذه الألف المرادة هاهنا هي الأولى بين السين والحاء ، وأما الألف الثانية ، فقد تقدّم حكمها حيث ذكر الناظم ألف التثنية في قوله أولا(2): (( مع المثنى وهو في غير الطرف كرجلان يحكمان واختلف )) إلى آخر البيتين هنالك .
[ وقوله : (( وعنهما في ساحران الخلف )) ، يعني : أن الشيخين ذكرا معا الخلاف في { سَاحِرَانِ } من غير لام ، وأما { لَسَاحِرَانِ } باللام ، فلم يتعرض له أبو عمرو الداني ](3).
وقوله : (( وعنهما في ساحران الخلف )) ، أراد قوله تعالى في سورة القصص : { قَالُواْ سَاحِرَانِ تَظَهَرَا }(4)، وفيه في السبع قراءتان مشهورتان(5): قرئ { قَالُواْ سِحْرَ انِ تَظَهَرَا } وهي قراءة الكوفيين على وزن : (( فِعلان )) بكسر السين وسكون الحاء ، وقرئ للباقين { سَاحِرَانِ } على وزن : (( فاعلان )) ، وحذف هذا اللفظ حذف إشارة إلى رواية ، وهو مما اختلف القراء في قراءته واختلف المصاحف في رسمه .
الأعراب : قوله : (( وعنه )) متعلّق بالثبوت والاستقرار ، (( والحذف )) مبتدأ ، أو تقول متعلّق بفعل محذوف ، تقديره : جاء الحذف عنه ، فيكون (( الحذف )) فاعلا على هذا ، وقوله : (( لساحران )) هو مثل المجرور الذي قبله ، وكذلك المجروران في الشطر الآخر . ثم قال :
[215] وَعَنْهُ حَذْفُ حَاشَ مَعْ تِبْيَانَا **** مَعَايشٍ أَضْغَاثُ مَعْ أَكْنَانَا
__________
(1) سورة طه ، من الآية 62 .
(2) تنبيه العطشان ، ص 356 .
(3) ما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .
(4) سورة القصص ، من الآية 48 .
(5) انظر : التيسير ، ص 139 ، غيث النفع ، ص 216 .(2/223)
قوله : (( وعنه حذف حاش )) ، يعني : أن أبا داود حذف ألف { حَاشَ } ، أراد قوله تعالى : { حَاشَ لِلَّهِ }(1)في الموضعين في سورة يوسف .
وقوله : (( حذف حاش )) ، أراد الألف الأولى التي قبل الشين ، وأما الألف الآخر التي بعد الشين ، فهي محذوفة باتفاق في جميع المصاحف ، ولم يثبتها في اللفظ إلا
أبو عمرو بن العلا(2)، وأما الألف الأولى فهي ثابتة في اللفظ عند جميع القراء . وهذه اللفظة قليلة الدور ، قليلة الحروف ، كثيرة الحذف ؛ لأنها حذف منها حرفان وبقي منها حرفان ، ولولا مجيئها في المصاحف بالحذف لكان القياس فيها الإثبات ، لقلّة دورها وقلّة حروفها .
وقوله : (( مع تبيانا )) ، أراد قوله تعالى في سورة النحل : { تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ }(3)
وقوله : (( معايش )) صرفه للوزن ، أراد قوله تعالى : { وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ }(4)في الأعراف والحجر .
وقوله : (( أضغاث )) ، أراد قوله تعالى في سورة يوسف : { قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ }(5)، وقوله في سورة الأنبياء : { قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ }(6).
وقوله : (( مع أكنانا )) ، أراد قوله تعالى في سورة النحل : { وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا }(7).
__________
(1) سورة يوسف ، من الآية 31 ، وغيرها .
(2) انظر : النشر ، 2 : 295 ، المبسوط ، ص 209 .
(3) سورة النحل ، من الآية 89 .
(4) سورة الأعراف ، من الآية 9 ، وسورة الحجر ، من الآية 20 .
(5) سورة يوسف ، من الآية 44 .
(6) سورة الأنبياء ، من الآية 5 .
(7) سورة النحل ، من الآية 81 .(2/224)
الإعراب : (( وعنه )) متعلّق بـ (( جاء )) ، تقديره : وجاء عنه ، وقوله : ((حذف)) فاعل بفعل مضمر ، وقوله : (( حاش )) مضاف إليه ، وقوله : (( مع )) ظرف والعامل فيه محذوف ، أي جاء حذف حاش مع تبيانا ، وقوله: (( تبيانا )) مخفوض بالظرف (( معايش )) معطوف ، وصرفه للضرورة ، وقوله : (( أضغاث )) معطوف ، وقوله : (( مع أكنانا )) ظرف ومخفوض به ، والعامل في الظرف محذوف ، أي وجاء حذف هذا [كائنا](1)مع هذا . ثم قال :
[216] كَذَا رَوَاسِيَ وَالاِسْتِئْذَانُ **** فِعْلُ الْمُرَاوَدَةِ وَالْبُنْيَانُ
كلّ ما ذكر في هذا البيت ، فهو لأبي داود بالحذف .
وقوله : (( كذا رواسي )) ، يعني : أن ألف { رَوَاسِيَ } حيث ما وجد(2)محذوف ، كما حذف الألف في الألفاظ المتقدّمة .
مثاله قوله تعالى في الرعد : { رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا }(3)، وغير ذلك .
وقوله : (( والاستئذان )) هذا من المصادر التي ذكرها الناظم ، ومراده ما تصرّف منها ، فقوله : (( والاستئذان )) ، يريد الفعل المتصرف من هذا المصدر [ الذي هو الاستئذان ](4)، وأما لفظ المصدر فلم يقع في القرآن ، والمراد هنا فعله لا نفسه .
مثاله قوله تعالى : { اسْتَأْذَنَكَ ?ُوْلُواْ الطَّوْلِ مِنْهُمْ }(5)، وقوله تعالى : { لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ }(6)، وقوله : { فَلْيَسْتَأْذِنُواْ كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ }(7).
وقوله : (( فعل المراودة )) هذا – أيضا – من المصادر التي ذكرها الناظم ، ومراده ما تصرّف منها .
__________
(1) ساقطة من : " جـ " .
(2) في جـ : " أن ألف رواسي حيث ما ورد " .
(3) سورة الرعد ، من الآية 3 . وفي جـ ، ز : " { وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا } " .
(4) ما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .
(5) سورة التوبة ، من الآية 87 .
(6) سورة النور ، من الآية 56 .
(7) سورة النور ، من الآية 57 .(2/225)
مثاله قوله تعالى : { وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ? }(1)، وقوله : { إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ? }(2)، وقوله : { وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ? }(3).
وقوله : (( فعل المراودة )) لم يحترز به من الاسم ، إذ لم يقع الاسم في القرآن .
[ وقوله : (( والبنيان )) ، سواء كان معرّفا أو منكّرا .
مثال المعرّف ، قوله تعالى : { لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْاْ رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ }(4)، وقوله : { فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ }(5).
ومثال المنكّر ، قوله تعالى : { فَقَالُواْ ابْنُواْ عَلَيْهِم بُنْيَانًا رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ }(6)، وقوله تعالى : { قَالُواْ ابْنُواْ لَهُ? بُنْيَانًا }(7)] .
وقوله : (( والبنيان )) هذا مما حذفه أبو داود من وزن: (( فُعلان )) ، لأن أبا داود لم يحذف من هذا الوزن إلا ألفاظ معلومة .
وأما أبو عمرو فلم يحذف منه شيئا ، بل أثبته كله ، كما نصّه الناظم في البيت الذي يلي هذا البيت .
الإعراب : قوله : (( كذا )) خبر المبتدأ الذي بعده ، وقوله : (( رواسي )) مبتدأ ، وما بعده معطوفات عليه . ثم قال :
[217] وَذَكَرَ الدَّانِي وَزْنَ فُعْلاَنْ **** بِأَلِفٍ ثَابِتَةٍ كَالْعُدْوَانْ
لمّا ذكر الناظم – رحمه الله – لفظ (( البنيان )) بالحذف لأبي داود ، وهو وزن : ((فعلان)) ، أراد أن يبيّن حكم هذا الوزن لأبي عمرو الداني – أيضا – ، فقال : (( وذكر الداني وزن فعلان بألف ثابتة كالعدوان )) .
__________
(1) سورة يوسف ، من الآية 23 .
(2) سورة يوسف ، من الآية 51 .
(3) سورة القمر ، من الآية 37 .
(4) سورة التوبة ، من الآية 111 .
(5) سورة النحل ، من الآية 26 .
(6) 10) سورة الكهف ، من الآية 21 .
(7) 11) سورة الصافات ، من الآية 97 .
وما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .(2/226)
وقوله : (( كالعدوان )) هذا مثال هذا الوزن ، ومثاله : { عُدْوَانَ }(1)، و { كُفْرَانَ }(2)، و((طغيان))(3)، و((خسران))(4)، و((قربان))(5)، و { بُنْيَانٌ }(6).
وقوله : (( وذكر الداني وزن فعلان بألف ثابتة )) اعترض هذا البيت باعتراضين : أحدهما من جهة التناقض ، والثاني من جهة النقل .
__________
(1) كقوله تعالى : { .... تَظَّهَرُونَ عَلَيْهِم بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ..... } ، سورة البقرة ، من الآية 84 .
(2) في قوله تعالى : { ..... فَلاَ كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ?...... } ، سورة الأنبياء ، من الآية 93 .
(3) في مثل قوله تعالى : { .... وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } ، سورة البقرة ، من الآية 14 .
(4) كقوله تعالى : { .... ذَالِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ } ، سورة الحج ، من الآية 11 .
(5) كقوله تعالى : { ..... حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ..... } ، سورة آل عمران ، من الآية 183 .
(6) في مثل قوله تعالى : { أَفَمَنْ ?ُسَّسَ بُنْيَانَهُ? عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ ....... } ، سورة التوبة ، من الآية 110 .(2/227)
أما الاعتراض من جهة التناقض ، فبيانه : أن قوله هاهنا : (( وزن فعلان بألف ثابتة )) ، يقتتضي أن أبا عمرو لم يحذف شيئا من هذا الوزن ، وهذا مناقض لـ { سُبْحَانَ }(1)، و { قُرْءَانٌ }(2)و { سُلْطَانٌ }(3)المذكورة بالحذف لأبي عمرو ، وغيره في قول الناظم أولا(4): (( ولفظ سبحان جميعا حذفا )) ، وقوله(5): (( ومقنع قرءانا أولى يوسف وزخرف ولسليمان احذف )) ، [ وقوله : (( وعنهما مرغما وسلطان ))(6)] وظاهر قوله : (( وذكر الداني وزن فعلان )) : أن لفظ { سُبْحَانَ } و { قُرْءَانٌ } و { سُلْطَانٌ } ثابت لأبي عمرو ، لأنه وزن : (( فعلان )) ، وظاهر قوله أولا أنهما محذوفان . وهذا تناقض .
أجيب عن هذا بان قيل : لفظ { سُبْحَانَ } و { قُرْءَانٌ } و { سُلْطَانٌ } خرج بدليله .
فقوله : (( وذكر الداني وزن فعلان بألف ثابتة كالعدوان )) ، يريد إلا { سُبْحَانَ } و { قُرْءَانٌ } و { سُلْطَانٌ } بدليل ما تقدّم .
وأما الاعتراض من جهة النقل ، فبيانه : أن قوله : (( وذكر الداني وزن فعلان بألف ثابتة )) يقتضي أن أبا عمرو لم يذكر من الأوزان بالإثبات إلا هذا الوزن ، وليس الأمر كذلك ، لأن أبا عمرو ذكر في المقنع الإثبات في ستة أوزان(7)، وهي : ((فُعلان)) ، و((فِعلان)) ، و((فعّال)) ، و((فاعل)) ، و((فَعَال)) ، و((فَِعَال)) .
__________
(1) في مثل قوله تعالى : { قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا...... } ، سورة البقرة ، من الآية 31 .
(2) في مثل قوله تعالى : { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْءَ نًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } ، سورة يوسف ، الآية 2 .
(3) في مثل قوله تعالى : { ..... مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ? سُلْطَانًا...... } ، سورة آل عمران ، من الآية 151 .
(4) 10) تنبيه العطشان ، ص 418 .
(5) 11) تنبيه العطشان ، ص 478 .
(6) 12) ما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .
(7) 13) انظر المقنع ، ص 44 .(2/228)
ومثال : (( فُعلان )) بضم الفاء : { عُدْوَانَ } ، و { كُفْرَانَ } ، و(( طغيان )) ، و((خسران)) ، و((قربان)) ، و { بُنْيَانٌ } .
ومثال : (( فِعلان )) بكسر الفاء : { صِنْوَانٍ }(1)و { قِنْوَانٍ }(2).
ومثال : (( فعّال )) بالتشديد : { خَوَّانٍ }(3)و { خَتَّارٍ }(4)و { صَبَّارٍ }(5)و { جَبَّارٍ }(6)و { كَفَّارٍ }(7).
__________
(1) في قوله تعالى : { .... صِنْوَانٌ وَغَيْرِ صِنْوَانٍ..... } ، سورة الرعد ، من الآية 4 .
(2) في قوله تعالى : { ...... قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ..... } ، سورة الأنعام ، من الآية 100 .
(3) في قوله تعالى : { ..... إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا } ، سورة النساء ، من الآية 106 .
(4) في قوله تعالى : { ...... وَمَا يَجْحَدُ بِايَاتِنَا إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ } ، سورة لقمان ، من الآية 31 .
(5) كقوله تعالى : { ..... إِنَّ فِي ذَلِكَ ءَلاَيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } ، سورة إبراهيم ، من الآية 7 .
(6) في قوله تعالى : { ..... وَاتَّبَعُواْ أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ } ، سورة هود ، من الآية 58 .
(7) في مثل قوله تعالى : { ..... وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ } ، سورة البقرة ، من الآية 275 .(2/229)
ومثال : ((فاعل)) بالألف: { كَاتِبٌ }(1)و { شَاهِدٌ }(2)و((طارد))(3)و { مَارِدٍ }(4)و { ثَاقِبٌ }(5){ وَسَارِبٌ }(6). وقد نبّه الناظم على هذين الوزنين ، وهما : ((فعّال)) و ((فاعل)) بقوله بعد : (( ووزن فعال وفاعل ثبت في مقنع إلا التي تقدّمت )) .
__________
(1) في مثل قوله تعالى : { .... وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ..... } ، سورة البقرة ، من الآية 281 .
(2) في مثل قوله تعالى : { ..... وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ..... } ، سورة هود ، من الآية 17 .
(3) 10) في مثل قوله تعالى : { ...... وَمَا أَنَاْ بِطَارِدِ الَّذِينَ ءَامَنُواْ....... } ، سورة هود ، من الآية 29 .
(4) 11) في قوله تعالى : { وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ } ، سورة الصافات ، الآية 7 .
(5) 12) في قوله تعالى : { ..... فَأَتْبَعَهُ? شِهَابٌ ثَاقِبٌ } ، سورة الصافات ، من الآية 10 .
(6) 13) في قوله تعالى : { ..... وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِالَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ } ، سورة الرعد ، من الآية 11 .(2/230)
ومثال : (( فَعَال )) بفتح الفاء وفتح العين المخففة : { عَذَابٌ }(1)و { شَرَابٌ }(2)و { سَحَابٌ }(3)و((سراب))(4)و { جَوَابَ }(5)و((صواب))(6).
__________
(1) 14) في مثل قوله تعالى : { ..... وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ } ، سورة البقرة ، من الآية 6 .
(2) 15) في قوله تعالى : { ...... لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ ..... } ، سورة الأنعام ، من الآية 70 .
(3) 16) كقوله تعالى : { .... مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ? مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ? سَحَابٌ...... } ، سورة النور ، من الآية 39 .
(4) 17) في مثل قوله تعالى : { وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ.... } ، سورة النور ، من الآية 38 .
(5) 18) في مثل قوله تعالى : { وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ? ..... } ، سورة الأعراف ، من الآية 81 .
(6) 19) في قوله تعالى : { .... إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَانُ وَقَالَ صَوَابًا } ، سورة النبأ ، من الآية 38 .(2/231)
ومثال : (( فعال )) بكسر الفاء وفتح العين المخففة : { حِسَابٍ }(1)و { عِقَابِ }(2)و { شِهَابٌ }(3)و { حِجَابٌ }(4)و { ثِيَابُ }(5)و { رِكَابٍ }(6).
فهذه ستة أوزان ذكرها الحافظ أبو عمرو في المقنع بالإثبات ، ذكر الناظم منها ثلاثة ، وسكت عن ثلاثة ، وظاهر كلام الناظم : أن أبا عمرو الداني لم يذكر بالإثبات من هذه الأوزان إلا ما ذكر الناظم ، وليس الأمر كذلك ، بل ذكر الستة الأوزان بالإثبات .
أجيب عن هذا بأن قيل : قول الناظم هاهنا : (( وذكر الداني وزن فعلان )) ، وقوله – أيضا – : (( ووزن فعال وفاعل ثبت )) لا يقتضي الحصر(7).
فقول الناظم : (( وذكر الداني وزن فعلان )) ، وقوله : (( ووزن فعال وفاعل ثبت )) يريد وكذلك ثلاثة أوزان أخرى ذكرها – أيضا – بالإثبات .
وأجيب عن هذا – أيضا – بأن قيل : لما كان ما سكت عنه الناظم من هذه الأوزان لا يضرّ ، فلم يحتج إلى ذكره ، لأن كل ما سكت عنه يُحمل على الإثبات وإن لم يذكره بالإثبات .
__________
(1) 20) في مثل قوله تعالى : { ..... وَاللّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ } ، سورة البقرة ، من الآية 200 .
(2) 21) في مثل قوله تعالى : { ..... وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } ، سورة البقرة ، من الآية 195 .
(3) 22) في قوله تعالى : { ..... فَأَتْبَعَهُ? شِهَابٌ مُّبِينٌ } ، سورة الحجر ، من الآية 18 .
(4) 23) في مثل قوله تعالى : { وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ.... } ، سورة الأعراف ، من الآية 45 .
(5) 24) في مثل قوله تعالى : { .... فَالَّذِينَ كَفَرُواْ قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ..... } ، سورة الحج ، من الآية 19 .
(6) 25) في قوله تعالى : { ..... فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلاَ رِكَابٍ..... } ، سورة الحشر ، من الآية 6 .
(7) في جـ : " الصحر " . قال الناسخ : " انظر ظننت التصحيف عنا إلا أنه في الأصل كما رسمت " .(2/232)
الإعراب : (( وذكر )) ماض ، (( الداني )) فاعل ، (( وزن )) مفعول ، (( فعلان )) مضاف إليه ، وقوله : (( بألف )) متعلّق بـ (( ذكر )) ، وقوله : (( ثابتة )) نعت ، وقوله : (( كالعدوان )) جار ومجرور متعلّق بمحذوف ، لأنه خبر مبتدأ محذوف ، تقديره : مثاله كالعدوان . ثم قال :
[218] وَلِيُوَاطِئُوا بِخُلْفٍ قَدْ رُسِمْ **** لاِبْنِ نَجَاحٍ عَنْ عَطَاءٍ وَحَكَمْ
ذكر في هذا البيت أن ابن نجاح ذكر الخلاف في قوله تعالى في سورة التوبة : { لِّيُوَاطُِواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللََّهُ }(1)، ونسب ابن نجاح الخلاف فيها إلى هذين الشيخين(2)، وهما : عطاء بن يزيد الخرساني(3)وحكم بن عمران الأندلسي القرطبي(4).
الإعراب : قوله : (( وليواطئوا )) الواو حرف عطف ، وقوله : (( ليواطئوا )) مبتدأ محكي ، وقوله : (( بخلف )) متعلّق بـ (( رسم )) ، [وقوله : (( قد )) حرف تحقيق ، وقوله : (( رسم )) ماض مركب في موضع خبر المبتدأ ، تقديره : وليواطئوا قد رسم بخلف ، وقوله : (( لابن نجاح )) متعلّق بـ (( رسم )) ](5)، وقوله : (( عن عطاء )) متعلّق بـ (( رسم )) ، وقوله : (( وحكم )) معطوف . ثم قال :
[219] وَعَنْهُ أَيْضاً عَنْ عَطَاءٍ أُمْلِي **** حَذْفُ أَذَاقَهَا بِنَصِّ النَّحْلِ
__________
(1) سورة التوبة ، من الآية 37 .
(2) انظر مختصر التبيين ، 3 : 622 .
(3) عطاء بن يزيد بن أبي مسلم الخرساني . وصفه الذهبي بكثرة الإرسال . توفي سنة 135 هـ .
ميزان الاعتدال في نقد الرجال ، لمحمد الذهبي ، تحقيق : علي معوض ، وأحمد عبد الموجود ، 3 : 73 ،
ط1 ، در الكتب العلمية ، بيروت ، 1995 م .
(4) لم أجد له ترجمة ، ولكن ورد ذكره في كتاب المحكم للداني أكثر من مرّة ، كما أن الخراز ذكره في بعض
المواضع . انظر : المحكم ، ص 9 ، 87 ، تنبيه العطشان ، ص 533 .
(5) ما بين المعقوفين ، سقط من : " ز " .(2/233)
الضمير في قوله : (( عنه )) يعود على ابن نجاح المتقدّم قبله ، ولأن عادة الناظم في هذه اللفظة التي هي : (( عنه )) أن يعود ضميرها على ابن نجاح ، وفي هذا البيت تقديم وتأخير ، تقديره : وأملي حذف أذاقها بنصّ النحل عنه – أيضا – عن عطاء .
ومعنى قوله : (( أملي )) أذكر ، أي وأذكر أيها المخاطب حذف ألف قوله تعالى في سورة النحل : { فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ [وَالْخَوْفِ] }(1)عن أبي داود(2)عن عطاء بن يزيد الخرساني ، لأن ابن نجاح نسب هذا الخلاف – أيضا – إلى عطاء بن يزيد الخرساني ، [ وفي بعض النسخ : (( أملي ))(3)بضم الهمزة على أنه فعل ماض مركب لما لم يسم فاعله ، وهو قوله : (( حذف أذاقها )) ، تقديره : على هذه النسخة ، وذكر حذف أذاقها بنصّ النحل عن ابن نجاح عن عطاء بن يزيد الخرساني ](4).
الإعراب : قوله : (( وعنه )) متعلّق بـ (( أملي )) ، وكذلك قوله : (( عن عطاء )) وقوله : (( أيضا )) مصدر ، وقوله : (( حذف )) مفعول ، وقوله : (( أذاقها )) مضاف إليه ، وقوله : (( بنصّ النحل )) متعلّق [ بحال محذوفة ، تقديره : أذاقها كائنا بنصّ النحل ](5). ثم قال :
[220] وَهَاكَ مَا مِنْ مَرْيَمٍ لِصَادِ **** عَلَى اطِّرَادِ وَبِلاَ اطِّرَادِ
هذا هو الجزء الثالث من الحذف المرتب . فقوله : (( وهاك )) ، معناه : خذ وتناول وهو اسم فعل الأمر ، وهذا اللفظ يقال ممدودا ومقصورا ، فإذا كان ممدودا ، فيجوز في همزته ثلاثة أوجه : الفتح والكسر والتسكين .
__________
(1) سورة النحل ، من الآية 112 .
و " الخوف " ساقطة من : " جـ " .
(2) في جـ ، ز : " عن ابن نجاح أيضا " .
(3) كما في النسخ الموجودة لدي ، والمتن المطبوع ، ص 22 .
(4) ما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .
(5) ما بين المعقوفين في جـ : " بصفة محذوفة ، تقدير الصفة : أذاقها الكائن بنص النحل ،
تقدير الحال : كائنا بنص النحل " .(2/234)
فقوله : (( وهاك )) ، معناه : خذ وتناول أيها المخاطب الحذف الذي جاء من سورة مريم – عليها السلام – إلى سورة ؤ ، فـ (( من )) في قوله : (( من مريم )) لابتداء الغاية ، وانتهاء الغاية قوله : (( لصاد )) ، واللام في قوله : (( لصاد )) بمعنى إلى ، أي إلى سورة صاد .
وابتداء الغاية هاهنا مندرج في المعنى ، بخلاف انتهائها فلا يندرج في المعنى ، كما تقدّم في الترجمتين المتقدمين قبل هذه .
وقوله : (( على اطراد وبلا اطراد )) ، معناه : على اتفاق أو على اختلاف ، لأن الاطراد هو الاتفاق ، فالمطرد : هو ما اتفق حكمه ، وغير المطرد : ما اختلف حكمه
وقوله : (( وبلا [اطراد](1)) الواو بمعنى مع ، كأنه يقول : [ أذكر لك الحذف الذي جاء في هذه الترجمة ، سواء جاء على اتفاق ، أو جاء على اختلاف ، ويصح أن تكون الواو للجمع على أصلها ، تقديره : ](2)أذكر لك الحذف الذي جاء على اتفاق ، والحذف الذي على اختلاف من سورة مريم إلى سورة صاد ، وهذه الترجمة – أيضا – تحتوي على ما فيها وعلى ما بعدها ، ولا تحتوي على ما قبلها ، [ كما تقدّم لنا في الترجمتين المتقدتين قبلها ](3).
__________
(1) ساقطة من : جـ ، ز.
(2) ما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .
(3) ما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .(2/235)
الإعراب : قوله : (( وهاك )) اسم فعل أمر ، وقوله : (( ما )) مفعول موصولة ، وقوله : (( من مريم )) جار ومجرور متعلّق بمحذوف ، تقديره : وهاك الذي استقر وثبت من مريم ، وصرف مريم(1)لضرورة الوزن ، وقوله : (( لصاد )) متعلّق بالمحذوف المذكور ، وقوله : (( على اطراد )) متعلّق [ بحال محذوفة من الضمير المستتر في الفعل المحذوف المذكور ](2)، وقوله : (( بلا اطراد )) متعلّق [ بحال من ضمير الفعل المحذوف المذكور أيضاً ](3)، [ تقديره : وهاك الحذف الذي استقر من مريم لصاد كائناً على اطراد وكائنا بلا اطراد ](4). ثم قال :
[221] تَسّّاقَطِ احْذِفْ سَامِرًا وَبَاعِدْ **** وَعَنْ أَبِي دَاوُدَ وَالْقَوَاعِدْ
قوله : (( تساقط احذف سامرا وباعد )) هذا الذي ذكر في الشطر الأول من هذا البيت هو حكم مطلق لجميع أهل الرسم ، أي واحذف لجميع أهل الرسم ألف هذه الألفاظ الثلاثة .
وقوله (( تساقط )) ، أراد قوله تعالى في سورة مريم { تَسَّقَطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا }(5)
وفي هذا اللفظ في السبع ثلاث مقارئ(6)كلها بالألف في اللفظ :
أحدها : { تََسَّقَطْ } بفتح التاء وتشديد السين وفتح القاف ، وهى قراءة نافع .
الثاني : { تََسَقََطْ } بفتح التاء والسين الخفيفة وفتح القاف ، وهي قراءة حمزة .
__________
(1) في جـ : " من مريم " .
(2) ما بين المعقوفين سقط من " جـ " ، وفيه : " بالمحذوف المذكور أيضا " .
(3) ما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .
(4) ما بين المعقوفين سقط من " جـ " ، وفيه : " متعلّق بالحذف المذكور أيضا " .
(5) سورة مريم ، من الآية 24 .
(6) وفي جـ : " ثلاثة قراءات " بدل " مقارئ " . ونسب الشارح قراءة { تَسَّقَطْ } بفتح التاء وتشديد السين
وفتح القاف إلى نافع ، مع أنها لجميع القراء السبعة ، عدا حمزة وحفص عن عاصم .
انظر : التيسير ، ص 121 ، غيث النفع ، ص 178 .(2/236)
الثالث : { تُسََقِطْ } بضم التاء وتخفيف السين وكسر القاف ، وهي قراءة حفص [عن عاصم](1). فهذه ثلاث قراءات مشهورات في [السبع] .
وقرئ خارج السبع : بقراءتين أخريين(2)كلتاهما بالياء ، إحدى هاتين القراءتين الشاذتين : (يَسَّاقََطْ) بالياء المفتوحة وتشديد السين وفتح القاف .
والقراءة الثانية من هاتين القراءتين الشاذتين : (يُسَاقِطْ) بالياء المضمومة ، وفتح السين المخففة وكسر القاف .
فهذه خمس قراءات : ثلاث في السبع ، وقراءتان خارج السبع .
[ قال بعض الشرّاح(3): رسم هذا اللفظ بغير ألف على القراءات الشاذة ، لأنه قرئ في الشاذ : (تَسْقُطُ) بغير ألف . انتهى . ولم أر من قرأه بغير ألف لا في المشهور ولا في الشاذ . انظر تحصيل المهدوي(4)] .
وقوله : (( سامرا )) ، أراد قوله تعالى في سورة المؤمنين : { سَمِرًا تَهْجُرُونَ }(5)
وقرئ في الشاذ خارج السبع(6): { سُمَّرًا } بضم السين وتشديد الميم(7)، فيحتمل حذفه الاختصار ويحتمل الإشارة .
__________
(1) ساقطة من : " جـ " .
(2) القراءة الأولى هي لابن أبي عازب ، والقراءة الثانية لأبي حيوة . وذكر ابن خالويه : أن في هذا الحرف تسع
قراءات . انظر مختصر في شواذ القرءان ، ص 87 .
(3) منهم ابن آجطّا : " ورسم هذا اللفظ بغير ألف على القراءة الشاذة ، قرئ : { تَسْقُطُ } ، ولعلها كانت مشهورة
في زمان رسم المصاحف " . وقد تعرّض المهدوي لذكر القراءات المشهورة والشاذة لهذا اللفظ ، ولم يذكر
هذه القراءة .
انظر : التبيان ، ورقة 44 ، التحصيل للمهدوي ، لوحة 18 ، 19 .
(4) ما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .
(5) سورة المؤمنون ، من الآية 68 .
(6) في جـ : " خارجا عن السبع " .
(7) وهي قراءة ابن محيصن . انظر مختصر في شواذ القرآن ، ص 100 .(2/237)
وقوله : (( وباعد )) ، أراد قوله تعالى في سورة سبأ : { بَعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا }(1)، وفي هذا اللفظ في السبع قراءتان مشهورتان(2)، وهما بفعل أمر :
إحداهما : { بَعِدْ } بالألف وكسر العين الخفيفة . والقراءة الأخرى(3){ بَعِّدْ } بغير ألف وتشديد العين ، وهي قراءة ابن كثير وأبو عمرو .
وقرئ هذا اللفظ خارج السبع بقراءات شاذة(4)، وهي كلها بفعل ماض :
إحداها : (بَاعَدَ) ، والثانية : (بَعَّدَ) بالتشديد ، الثالثة : (بَعُدَ) فتح الباء وضم العين . وحذف هذا اللفظ حذف إشارة .
__________
(1) سورة سبأ ، من الآية 19 .
(2) انظر : غيث النفع ، ص 231 ، التيسير ، ص 147 .
(3) في جـ ، ز : " الثانية " .
(4) القراءة الأولى : ليحي بن يعمر ، والثانية : لابن عباس ، والقراءة الثالثة : لليماني .
انظر : مختصر في شواذ القرآن ، ص 122 ، المحتسب ، 2 : 189 .(2/238)
وقوله : (( وعن أبي داود والقواعد )) ، يعني : أن أبا داود اختصّ بحذف ألف : { وَالْقَوَاعِدُ } ، وأرد قوله تعالى في سورة النور : { وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَآءِ ا لَّتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا }(1)، ووقع هذا اللفظ في القرآن في ثلاثة مواضع : في البقرة : { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ }(2)، وفي النحل : { فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ }(3)، وفي سورة النور : { وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَآءِ ا لَّتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا } ولا يريد الناظم بقوله : (( والقواعد )) إلا الذي في سورة النور(4)، ولا يدخل فيه الذي في سورة البقرة والنحل ، لأن هذه الترجمة تحتوي على ما فيها وعلى ما بعدها ولا تحتوي على ما قبلها ، وليس في هذه الترجمة ولا فيما بعدها { الْقَوَاعِدَ } إلا في سورة النور .
قال بعضهم : سمع الناظم(5)من يقول : الواو قيْد لهذه الكلمة احترازا مما في سورة البقرة والنحل ، وأظن – والله أعلم – : أن هذا الذي قال لا يحتاج إليه ، لأن الترجمة تخصّ ما فيها وما بعدها ، ولا يدخل فيها ما قبلها لأنه خارج عنها .
الإعراب : قوله : (( تساقط )) مفعول مقدّم ، وقوله : (( احذف )) أمر ، وقوله : (( سامرا وباعد )) معطوفان ، وقوله : (( وعن أبي داود )) متعلّق بـ (( احذف )) ، وقوله : (( والقواعد )) مفعول ، تقديره : واحذف ألف القواعد عن أبي داود ، ويصح أن يكون فاعلا بفعل مضمر، تقديره : وجاء والقواعد عن أبي داود بالحذف . ثم قال :
[222] ثُمَّ فَوَاكِهُ وَفِي أَعْمَامِكُمْ **** وَجَاءَ فِي الأَحْزَابِ فِي أَفْوَاهِكُمْ
__________
(1) سورة النور ، من الآية 58 .
(2) سورة البقرة ، من الآية 126 .
(3) سورة النحل ، من الآية 26 .
(4) في جـ : " إلا في سورة النور ..... " .
(5) في جـ : " وسمع من يقول ..... " .(2/239)
كلّ ما ذكر في هذا البيت ، فهو محذوف لأبي داود ، لأنه عطفه على قوله : (( وعن أبي داود والقواعد )) .
وقوله : (( ثم فواكه )) ، مثاله قوله تعالى في سورة المؤمنين : { لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ }(1)، وقوله في سورة والمرسلات : { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَلٍ وَعُيُونٍ وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ }(2).
وقوله : (( وفي أعمامكم )) ، أراد قوله تعالى في سورة النور : { أَوْ بِيُوتِ أَعْمَامِكُمْ }(3).
وقوله : (( وجاء في الأحزاب في أفواهكم )) ، أراد قوله تعالى في سورة الأحزاب : { ذَالِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ }(4)، وقيّده بالسورة احترازا من قوله [تعالى](5)في سورة النور : { وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ? عِلْمٌ }(6)، فإنه ثابت .
الإعراب : (( ثم فواكه )) معطوف على قوله : (( والقواعد )) ، تقديره : واحذف فواكه ، أو جاء فواكه على التقديرين المذكورين في قوله : (( والقواعد )) ، وقوله : (( وفي أعمامكم )) متعلّق بـ (( احذف )) ، أي واحذف الألف في أعمامكم ، وقوله : (( وجاء )) ماض ، وقوله : (( في الأحزاب )) متعلّق بـ (( جاء )) ، وكذلك في أفواهكم ثم قال :
[223] أَصْنَامَكُمْ كَذَا مَعَ الأَطْفَالِ **** أَمْثَالٍ امْتَازُوا مَعَ الأَخْوَالِ
كلّ ما ذكر في هذا البيت ، [فهو](7)بالحذف لأبي داود .
__________
(1) سورة المؤمنون ، من الآية 19 .
(2) سورة المرسلت ، الآيتين 41 ، 42 .
(3) سورة النور ، من الآية 59 .
(4) سورة الأحزاب ، من الآية 4 .
(5) ساقطة من : " ز " .
(6) سورة النور ، من الآية 15.
(7) ساقطة من : " جـ " .(2/240)
وقوله : (( أصنامكم كذا )) ، أراد قوله تعالى في سورة الأنبياء : { وَتَاللَّهِ لاَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم }(1)، وهذا اللفظ مقصود لا يحذف منه إلا ما كان هكذا بالكاف والميم ولا يدخل فيه قوله تعالى : { قَالُواْ نَعْبُدُ أَصْنَامًا }(2)ولا غيره ، كما تقدّم لنا في قوله : (( رهبانهم )) ، لأنه مقصود بعينه ، فهو مقيّد بالإضافة .
وقوله : (( مع الأطفال )) ، أراد قوله تعالى في سورة النور : { وَإِذَا بَلَغَ الاْطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ }(3).
وقوله : (( أمثال )) ، سواء كان معرّفا بالإضافة أو بالألف واللام .
مثاله(4)مضافا : { ثُمَّ لاََ يَكُونُواْ أَمْثَالَكُم }(5)، وقوله : { وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلاً }(6).
__________
(1) سورة الأنبياء ، من الآية 57 .
(2) سورة الشعراء ، من الآية 71 .
(3) سورة النور ، من الآية 57 .
(4) في جـ : قدم أمثلة المعرف بالألف واللام على أمثلة المضاف .
(5) سورة محمد ، من الآية 39 .
(6) سورة الإنسان ، من الآية 28 .(2/241)
ومثال المعرّف بالألف واللام ، قوله تعالى في سورة النور : { وَيَضْرِبُ اللَّهُ الاْمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }(1)، وقوله تعالى : { وَتِلْكَ الاْمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ }(2)في العنكبوت(3)، ولا يندرج في هذا اللفظ إلا ما كان في هذا النصف(4)وأما ما كان [منه](5)في النصف الأول في القرآن ، فلا يندرج فيه لأنه ثابت ، لأنه خارج عن ترجمته ، كقوله تعالى في سورة إبراهيم - عليه السلام - : { وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }(6)، لأن أبا داود لم يذكر في التنزيل بالحذف إلا ما كان في هذا النصف الآخر ، وأما ما كان في النصف الأول ، فلم يتعرض له ، فيحمل عنده على الإثبات .
وقوله : (( امتازوا )) ، أراد قوله تعالى في سورة يس : { وَامْتَازُواْ الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ }(7).
وقوله : (( مع الأخوال )) المعيّة تقتضي التشريك(8)بالحذف ، وأراد قوله تعالى في سورة النور : { أَوْ بِيُوتِ أَخْوَالِكُمْ }(9).
الإعراب : (( أصنامكم )) مبتدأ ، ولكن نصبه الناظم على الحكاية ، وقوله : (( كذا )) جار ومجرور متعلّق بمحذوف ، لأنه خبر المبتدأ ، (( مع )) ظرف ، (( الأطفال )) مخفوض بالظرف ، وقوله : (( أمثال )) معطوف على (( أصنامكم )) ، وقوله : (( وامتازوا )) معطوف – أيضا – ، (( مع الأخوال )) ظرف ومخفوض به ، والعامل في الظرف هو خبر المبتدأ . ثم قال :
[224] شَاخِصَةٌ خَامِسَةٌ مَقَامِعْ **** إِكْرَاهِهنَّ شَاطِىءٍ صَوَامِعْ
__________
(1) سورة النور ، من الآية 35 .
(2) سورة العنكبوت ، من الآية 43 .
(3) زاد في جـ ، ز : " والحشر " .
(4) زاد في جـ : " الآخر " .
(5) ساقطة من : " جـ " .
(6) 10) سورة إبراهيم ، من الآية 27 .
(7) 11) سورة يس ، الآية 58 .
(8) 12) زاد في جـ ، ز : " في الحكم " .
(9) 13) سورة النور ، من الآية 59 .(2/242)
كلّ ما ذكر في هذا البيت ، فهو محذوف(1)لأبي داود .
وقوله : (( شاخصة )) ، أراد قوله تعالى في سورة الأنبياء : { شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُواْ }(2).
وقوله : (( خامسة )) ، أراد قوله تعالى في الموضعين في سورة النور : { وَالْخَامِسَةُ أَن لَّعْنَتُ اللَّهِ عَلَيْهِ }(3)، { وَالْخَامِسَةَ أَنْ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهَا }(4).
وقوله : (( مقامع )) أراد قوله تعالى في سورة الحج : { وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ }(5)
وقوله : (( إكراههن )) ، أراد قوله تعالى في سورة النور : { وَمَنْ يُّكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن? بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }(6).
وقوله : (( شاطئٍ )) ، أراد قوله تعالى في سورة القصص : { مِن شَاطِى الْوَادِ الاْيْمَنِ }(7).
وقوله : (( صوامع )) ، أراد قوله تعالى في سورة الحج : { لَّهُدِمَتْ صَوَامِعُ }(8).
الإعراب : قوله : (( شاخصة )) إلى آخر البيت كلها معطوفات على قوله : (( أصنامكم )) [ والتنوين في قوله : (( شاطئٍ )) لضرورة الوزن ](9). ثم قال :
[225] أَصْوَاتٌ اسْتَأْجِرْهُ وَاسْتَأْجَرْتَا **** وَمُنصِفٌ كَادَتْ مَتَى رَسَمْتَا
كلّ ما في الشطر الأول من هذا البيت لأبي داود .
وقوله : (( أصوات )) أتى به منكّرا ، ليندرج تحته المعرّف ، إما بالألف واللام وإما بالإضافة .
__________
(1) في جـ : " فهو بالحذف لأبي داود " .
(2) سورة الأنبياء ، من الآية 96 .
(3) في جـ ، ز : " { وَالْخَامِسَةُ أَن لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِين } " ، سورة النور ، من الآية 7 .
(4) سورة النور ، من الآية 9 .
(5) سورة الحج ، من الآية 19 .
(6) سورة النور ، من الآية 33 .
(7) سورة القصص ، من الآية 30 .
(8) سورة الحج ، من الآية 38 . وزاد في جـ : " { وَبِيَعٌ } " .
(9) ما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .(2/243)
مثاله بالألف واللام قوله تعالى في سورة طه : { وَخَشَعَت الاْصْوَاتُ لِلرَّحْمَانِ }(1)وقوله تعالى في سورة لقمان : { إِنَّ أَنكَرَ الاْصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ }(2).
ومثاله بالإضافة ، قوله تعالى في سورة الحجرات : { لاَ تَرْفَعُواْ أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيءِ }(3).
[ واعترض قوله : (( أصوات )) : لأنه يقتضي حذفه مطلقا ، مع أن قوله تعالى : { وَخَشَعَت الاْصْوَاتُ لِلرَّحْمَانِ } نصّ ابن نجاح على إثباته(4)، وهذا من الألفاظ الخمسة الثابتة في التنزيل ، وقد أغفلها الناظم – [رحمه الله](5)– .
فقوله : (( أصوات )) يريد إلا الذي في سورة طه فإنه ثابت ](6).
وقوله : (( استأجره واستأجرتا )) ، أراد الكلمتين في سورة القصص : { يَاأَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الاْمِينُ }(7).
وقوله : (( ومنصف )) ، أي وحذف صاحب المنصف الألف في { كَادَتْ } ، وأراد قوله تعالى في سورة القصص : { إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ? }(8).
وقوله : (( كادت )) التاء قيْد له ، احترازا من غيره ، كقوله تعالى في سورة الفرقان : { إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ ءَالِهَتِنَا }(9)، فإنه ثابت باتفاق .
__________
(1) 10) سورة طه ، من الآية 105 .
(2) 11) سورة لقمان ، من الآية 18 .
(3) سورة الحجرات ، من الآية 2 .
(4) الذي نصّ على حذفه موضع لقمان ، وسكت عن موضع طه ، فأخذ له ابن القاضي ، والمارغني ، ثم الشيخ
الضباع بالإثبات .
انظر : مختصر التبيين ، 4 : 993 ، الخلاف والتشهير والاستحسان ، ورقة 8 ، دليل الحيران ، ص 120
سمير الطالبين ، ص 46 .
(5) ما بين المعقوفين سقط ، : " جـ " .
(6) ما بين المعقوفين، مقدار أربعة أسطر ، سقط من : " جـ " .
(7) سورة القصص ، من الآية 26 .
(8) سورة القصص ، من الآية 9 .
(9) سورة الفرقان ، من الآية 42 .(2/244)
وقوله : (( متى رسمتا )) ، معناه : متى كتبت هذا اللفظ ، فاكتبه بغير ألف كما في المنصف ، وإن شئت فاكتبه بالألف كما في غيره ، والألف في قوله : (( استأجرتا )) و(( ورسمتا )) لإطلاق القافية .
وقوله : (( متى رسمتا )) حذف منه جواب الشرط ، وتقديره : كما قدّمنا .
الإعراب : قوله : (( أصوات استأجره واستأجرتا )) هي معطوفات على (( أصنامكم )) – أيضا – ، وقوله : (( ومنصف )) فاعل بفعل محذوف ، تقديره : وحذف منصف ، أي صاحب المنصف ، وقوله : (( كادت )) مفعول ، وقوله : (( متى )) ظرف فيه معنى الشرط ، والعامل في (( متى )) هو جوابها المحذوف ، [تقديره : متى رسمته فارسمه بغير ألف لصاحب المنصف](1)، (( رسمتا )) ماض وفاعل والألف للإطلاق . ثم قال :
[226] وَابْنُ نَجَاحٍ شَاهِدًا إِنْ نُصِبَا **** يَا سَامِرِيَّ وَتَمَاثِيلَ سَبَا
كلّ ما ذكر في هذا البيت لأبي داود .
وقوله : (( شاهدا إن نصبا )) ، يعني : أن أبا داود حذف(2){ شَاهِدًا } بشرط أن يكون منصوبا ، كقوله تعالى : { إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا }(3)، وقوله : { رَسُولاً شَاهِدًا عَلَيْكُمْ }(4).
وقوله : (( إن نصبا )) قيّده بمرتبة النصب احترازا من المرفوع والمخفوض فإنهما ثابتان ، كـ[ قوله تعالى : { وَشِهدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا }(5)] ، وقوله تعالى : { وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن? بَنِي إِسْرَآءِيلَ عَلَى مِثْلِهِ? }(6)، وقوله تعالى : { وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ }(7).
__________
(1) ما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .
(2) في جـ : " حذف ألف شاهدا " .
(3) سورة الأحزاب ، من الآية 45 ، وغيرها .
(4) سورة المزمل ، من الآية 15 .
(5) سورة يوسف ، من الآية 26 .
وما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .
(6) سورة الأحقاف ، من الآية 9 .
(7) سورة البروج ، الآية 3 .(2/245)
وقوله : (( يا سامري )) ، أراد قوله تعالى في سورة طه : { قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَاسَامِرِيُّ }(1)، أراد الألف التي بعد السين ، وأما الألف التي قبلها فقد تقدّمت في قوله(2): (( وما أتى تنبيها أو نداء )) البيت .
وقوله : (( يا سامري )) قيّده بحرف النداء ، احترازا من قوله تعالى : { وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ }(3)، وقوله تعالى : { فَكَذَالِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ }(4)فإنه ثابت الألف .
وقوله : (( وتماثيل سبا )) ، أراد قوله تعالى : { يَعْمَلُونَ لَهُ? مَا يَشَآءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ }(5)، وقيّده بسورة سبأ ، احترازا من قوله تعالى في سورة الأنبياء : { مَا هَاذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ }(6)، فإنه ثابت الألف .
الإعراب : (( وابن نجاح )) فاعل ، تقديره : وحذف ابن نجاح ، وقوله : (( شاهدا )) مفعول (( إن )) حرف شرط (( نصبا )) ماض مركب ، والألف لإطلاق القافية ، وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله ، تقديره : إن نصبا حذفه ابن نجاح ، وقوله : (( يا سامري وتماثيل )) معطوفان ، وقوله : (( سبا )) مضاف إليه . ثم قال :
[227] مُغَاضِبًا وَالْعَاكِفُ الْمُعَرَّفَا **** وَعَنْهُ الأَوْثَانُ جَمِيعًا حُذِفَا
كلّ ما ذكر في هذا البيت لأبي داود(7)– أيضا – .
قوله : (( مغاضبا )) ، أراد قوله تعالى في سورة الأنبياء – عليهم السلام – : { وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا }(8).
وقوله : (( العاكف [المعرّفا] )) ، أراد قوله تعالى في سورة الحج : { سَوَآءٌ الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ }(9).
__________
(1) سورة طه ، الآية 93 .
(2) تنبيه العطشان ، ص 415 .
(3) سورة طه ، من الآية 83 .
(4) 10) سورة طه ، من الآية 86 .
(5) 11) سورة سبأ ، من الآية 13 .
(6) 12) سورة الأنبياء ، من الآية 52 .
(7) في جـ : " لابن نجاح " .
(8) سورة الأنبياء ، من الآية 86 .
(9) سورة الحج ، من الآية 23 .
و" المعرفا " سقطت من : " جـ " ، " ز " .(2/246)
وقوله : (( المعرّفا )) قيّده بمرتبة التعريف احترازا من المنكر ، وهو قوله تعالى : { ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا }(1)، فإنه ثابت .
[وقوله](2): (( وعنه الأوثان جميعا حذفا )) ، يعني : أن ابن نجاح حذف ألف { الاْوْثَانِ } جميعا ، سواء كان معرّفا أو منكّرا .
مثال المعرّف ، قوله تعالى في سورة الحج : { فَاجْتَنِبُواْ الرِّجْسَ مِنَ الاْوْثَانِ }(3)
ومثال المنكّر ، قوله تعالى في سورة العنكبوت : { إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا }(4)، وبعده – أيضا – : { أَوْثَانًا مَّوَدَّةً بَيْنَكُمْ فِي الْحياةِ الدُّنْيَا }(5)، والألف في آخر الشطرين لإطلاق القافية .
الإعراب : قوله : (( مغاضبا )) معطوف على قوله:(( شاهدا )) ، وقوله : (( العاكف )) معطوف – أيضا – محكي ، وقوله : (( المعرّفا )) نعت منصوب ، وقوله : (( وعنه )) متعلّق بـ (( حذف )) في آخر الشطر ، وقوله : (( الأوثان )) مبتدأ وخبره في قوله : (( حذفا )) ، وقوله : (( جميعا )) حال ، و (( حذفا )) ماض مركب . ثم قال :
[228] ثُمَّ مَحَارِيبَ وَبِاضْطِرَابِ **** فِي أَدْعِيَائِهِمْ لَدَى الأَحْزَابِ
كلّ ما ذكر في هذا البيت لأبي داود .
وقوله : (( ثم محاريب )) ، أي حذف ابن نجاح – أيضا – ألف { مَّحَارِيبَ } ، أراد قوله تعالى في سورة سبأ : { يَعْمَلُونَ لَهُ? مَا يَشَآءُ مِن مَّحَارِيبَ } .
وقوله : (( وباضطراب في أدعيائهم )) ، يعني أن ابن نجاح ذكر الخلاف في قوله
تعالى في سورة الأحزاب : { لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيآ هِمْ إِذَا قَضَوْاْ مِنْهُنَّ وَطَرًا }(6).
__________
(1) سورة طه ، من الآية 95 .
(2) ساقطة من : " جـ " .
(3) سورة الحج ، من الآية 28 .
(4) سورة العنكبوت ، من الآية 16 .
(5) سورة العنكبوت ، من الآية 24 .
(6) سورة الأحزاب ، من الآية 37 .(2/247)
وقوله : (( لدى الأحزاب )) تنصيص ، وليس بتخصيص ، أي ليس بتقييد ، وإنما هو للتأكيد ، إذ لم يقع في القرآن إلا في سورة الأحزاب .
واعترض قوله : (( وباضطراب في أدعيائهم )) : لكونه لم يذكر مختار أبي داود في هذا اللفظ ، لأنه اختار فيه الإثبات ، لأنه قال في التنزيل(1): وكتبوا في بعض المصاحف أدعياءهم بألف وفي بعضها بغير الألف ، والأول أختار ، ولا أمنع من الثاني .
الإعراب : قوله : (( محاريب )) معطوف على (( الأوثان )) لكنه محكي ، وقوله : (( وباضطراب )) متعلّق [ بحال محذوفة ، تقديره : وجاء الألف في أدعيائهم مصحوبا باضطراب ، وقوله : (( في أدعيائهم )) متعلّق بـ (( جاء )) ، وقوله : (( لدى الأحزاب )) ظرف ومخفوض بالظرف ، والعامل في الظرف حال محذوفة من (( أدعيائهم )) ، تقديره : كائنا لدى الأحزاب ](2). ثم قال :
[229] فَاكِهَةٍ وَاحْذِفْ لَهُ أَسَاءُوا **** وَيَتَخَافَتُونَ لاَ امْتِرَاءُ
__________
(1) انظر مختصر التبيين ، 4 : 1003 .
(2) ما بين المعقوفين سقط من جـ ، وفيه : " فعل محذوف تقديره :
وجاء الألف ، في أدعيائهم متعلّق به – أيضا – وكذلك لدى الأحزاب " .(2/248)
قوله : (( فاكهة )) ، يعني : أن أبا داود ذكر الخلاف في ألف { فاكهة } ، لأن قوله : (( فاكهة )) أتى به بعد قوله : (( وباضطراب في أدعيائهم لدى الأحزاب )) ، ثم قال : (( فاكهة )) ، يعني بالخلاف – أيضا – في قوله تعالى في سورة يس : { لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ }(1)، وقوله في سورة الزخرف : { لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِّنْهَا تَأْكُلُونَ }(2)، وقوله تعالى في الدخان : { يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ ءَامِنِينَ }(3)، وقوله تعالى [في الواقعة] : { وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لاَّ مَقْطُوعَةٍ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ }(4).
والظاهر – والله أعلم – : أن المشهور فيه الحذف ، لأن أبا داود ذكر فيه الحذف عن جميع مصاحف أهل المدينة وبعض مصاحف أهل الأمصار(5).
وقوله : (( واحذف له أساءوا )) ، أي واحذف لابن نجاح من غير خلاف ألف { أَسَآءُواْ } في الموضعين ، وهو قوله تعالى في سورة الروم : { أَسَآءُواْ السُّوأَى أَن كَذَّبُواْ [بَِايَاتِ اللَّهِ] }(6)،
__________
(1) سورة يس ، الآية 56 .
(2) سورة الزخرف ، الآية 73 .
(3) سورة الدخان ، الآية 52 .
(4) سورة الواقعة ، الآيتين 34 ، 35 .
وفي الواقعة ساقطة من : " جـ " .
(5) حيث قال : " { فَاكِهُونَ } كتبوه في مصاحف أهل المدينة ، وفي بعض مصاحف سائر الأمصار بغير ألف ،
ومثله : { فَاكِهَةٌ } .
انظر مختصر التبيين ، 4 : 1027 .
وهناك تعليق في حاشية النسخة " ز " يقول فيه : " قوله (( فاكهة )) قال الشيخ أبو الحسن : " هذا أيضا مما
لا يحمل على ظاهره لأن أبا داود لم يذكر الخلاف إلا في يس ولم يذكر الخلاف فيما عداه مما بعده ، بل نصّ
عليها كلها بالحذف ، ولهذا أُصلح هذا البيت :
فاكهة واحذف سوى يس * له أساءوا ويتخافتون " .
(6) سورة الروم ، من الآية 9 .
وما بين المعقوفين سقط من : " ز " .(2/249)
وقوله في سورة والنجم : { أَسَآءُواْ بِمَا عَمِلُواْ }(1)وليس في القرآن غيرهما .
وقوله : (( ويتخافتون )) ، أراد الموضعين – أيضا – ، وهما قوله تعالى في سورة طه : { يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ عَشْرًا }(2)، وقوله في سورة ن والقلم : { فَانطَلَقُواْ وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ }(3)، وليس في القرآن غيرهما .
وقوله : (( لا امتراء )) ، أي لا شكّ ، لأن الامتراء هو الشكّ ، وهو مصدر ((امترأ يمترئ امتراء)) ، إذا شكّ ، ومنه قوله تعالى : { فَلاَ تَمْتَرُنَّ بِهَا }(4)، وقوله : { ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ }(5)، وأصله : ((تمتريون)) ، فاستثقلت الضمة على الياء فنقلت إلى الراء قبلها ، ثم حذف الياء للالتقاء الساكنين .
وقوله : (( امتراء )) ، معناه : لا شك في حذف هذين اللفظين لأبي داود .
الإعراب : قوله : (( فاكهة )) فاعل بفعل مضمر ، تقديره : وجاء فاكهة باضطراب ، ويصح فيه الخفض على العطف على (( أدعيائهم )) ، وقوله : (( واحذف )) أمر ، وقوله : (( له )) متعلّق بـ (( احذف )) ، وقوله : (( أساءوا )) مفعول (( ويتخافتون )) معطوف ، وقوله : (( لا امتراء )) ((لا)) نفي وتبرئة ، (( امتراء )) اسم مبني معها ، ولكن ضَمّهُ الناظم للقافية ، وهو مبتدأ وخبره محذوف ، تقديره : لا امتراء فيه . ثم قال :
[230] وَفَاسْتَغَاثَهُ كَذَاكَ رُسِمَا **** عَنْهُ كَذَا عِبَادَتِهْ بِمَرْيَمَا
كلّ ما ذكر في هذا البيت لأبي داود – أيضا – .
وقوله : (( وفاستغاثه )) ، أراد قوله تعالى في سورة القصص : { فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ? عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ? }(6).
__________
(1) سورة النجم ، من الآية 30 .
(2) سورة طه ، الآية 101 .
(3) سورة القلم ، الآية 23 .
(4) سورة الزخرف ، من الآية 61 .
(5) سورة الأنعام ، من الآية 3 .
(6) سورة القصص ، من الآية 14 .(2/250)
وقوله : (( كذاك رسما )) ، أي كتب بالحذف كما كتب ما قبله بالحذف لأبي داود .
وقوله : (( عنه )) ، أي عن أبي داود .
وقوله : (( كذا عبادته بمريم )) ، أراد قوله تعالى : { فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ? }(1)وقيّده بسورة مريم ، احترازا من قوله تعالى في سورة الأنبياء : { لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ? وَلاَ يَسْتَحْسِرُونَ }(2)، لأنه ثابت .
وقول الناظم : (( عبادته بمريم )) لا يدخل فيه قوله في مريم : { كَلاَّ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ }(3)، فإنه ثابت ، لأن الناظم قيّده بالإضافة المخصوصة إلى الهاء وحدها والألف في آخر الشطرين لإطلاق القافية .
الإعراب : (( وفاستغاثه ))(4)مبتدأ وخبره فيما بعده ، وقوله : (( كذاك )) جار ومجرور ، وحرف الخطاب ، وكاف التشبيه في موضع نصب نعت لمصدر محذوف تقديره : رسم رسما كذاك ، وقوله : (( رسما )) ماض مركب ، وقوله : (( عنه )) متعلّق بـ (( رسما )) ، وقوله : (( كذا )) جار ومجرور في موضع خبر المبتدأ الذي بعده ، وقوله : (( عبادته )) مبتدأ ، وسكّنه الناظم لضرورة الوزن ، وقوله : (( بمريما )) متعلّق بصفة محذوفة ، [ أو بحال محذوفة ](5)، تقدير الصفة : الواقع بمريم ، وتقدير الحال : واقعا بمريم . ثم قال :
[231] وَعَنْ أَبِي عَمْرٍو فِصَالُ لُقْمَانْ **** وَعَنْ أَبِي دَاوُدَ جَاءَ الْحَرْفَانْ
__________
(1) سورة مريم ، من الآية 64 .
(2) سورة الأنبياء ، من الآية 19 .
(3) سورة مريم ، من الآية 82 .
(4) في جـ : " وقوله فاستغاثه ...... " .
(5) ما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .(2/251)
ذكر الناظم في هذا البيت : أن أبا عمرو الداني حذف ألف : (( فصال )) الواقع في سورة لقمان ، وأراد قوله تعالى [فيها] : { وَفِصَلُهُ? فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ }(1)، وقيّده بالسورة احترازا من الذي في سورة الأحقاف ، فإنه ثابت عند أبي عمرو الداني ، وذكر الناظم في الشطر الآخر من هذا البيت : أن أبا داود حذف الحرفين معا ، يعني الذي في سورة لقمان المذكور ، والذي في سورة الأحقاف ، وهو قوله تعالى : { وَحَمْلُهُ?وَفِصَالُهُ?ثَلَثُونَ شَهْرًا }(2)، وهذان الحرفان ليس فيهما في السبع إلا قراءتهما بالألف ، ووقع خارج السبع قراءتهما بغير ألف مع فتح الفاء وتسكين الصاد(3)هكذا : { وَفَصْلُهُ? } ، فيحتمل حذف الاقتصار ويحتمل الإشارة
الإعراب : وقوله : (( وعن أبي عمرو )) متعلّق بالثبوت والاستقرار ، وقوله : (( فصال )) مبتدأ وخبره في المجرور قبله ، ويصح أن يكون (( فصال )) فاعلا بفعل مضمر ، تقديره : وجاء فصال لقمان بالحذف عن أبي عمرو ، فيكون المجرور على هذا متعلّق بجاء المحذوف ، وقوله : (( لقمان )) مضاف إليه ، وقوله : (( وعن أبي داود )) متعلّق بـ (( جاء )) الذي بعده ، وقوله : (( وجاء الحرفان )) فعل وفاعل .
ثم قال :
[232] وَلاَ تَخَافُ دَرَكًا يُدَافِعْ **** الْحَذْفُ عَنْهُمَا بِخُلْفٍ وَاقِعْ
__________
(1) سورة لقمان ، من الآية 13 . وفيها ساقطة من : " جـ " .
(2) سورة الأحقاف ، من الآية 14 .
(3) وهي قراءة الجحدري ، والتي في سورة ا؟لأحقاف ، قراءة الحسن والجحدري .
انظر مختصر في شواذ القرآن ، ص 117 ، 140 .(2/252)
ذكر الناظم في هذا البيت : أن الشيخين أبا عمرو [الداني](1)وأبا داود اتفقا على ذكر الخلاف بالحذف والإثبات في حرفين ، أحد الحرفين قوله تعالى في سورة طه : { لاَ تَخَفُ دَرَكًا وَلاَ تَخْشَى }(2)، والحرف الثاني [ قوله تعالى] في سورة الحج : { إِنَّ اللَّهَ يُدَ فِعُ عَنِ الَّذِينَ ءَامَنُواْ }(3).
وقوله : (( دركا )) ليس بقيد ، لأنه متحد اللفظ ، وإنما ذكره لبيان موضعه ، ويحتمل أنه أتى به للتقييد مخافة تصحيف التاء بالياء ، فيدخل عليه غيره ، كقوله تعالى : { إِِنِّي لاَ يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ }(4)، وقوله : { فلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا }(5)، وغير ذلك .
وقوله : (( ولا تخاف دركا يدافع )) في كل واحد من هذين الحرفين في السبع قراءتان مشهورتان : أما الحرف الأول ، وهو قوله تعالى : { لاَ تَخَفُ دَرَكًا وَلاَ تَخْشَى } ، فقرأه حمزة بغير الألف على الجزم ، وقرأه الباقون بألف على الرفع(6)
أما قراءة الرفع ، وهي قراءة الجماعة ما عدا حمزة ، فتحتمل في الإعراب ثلاثة أوجه(7): الوجه الأول : أن يكون { لاَّ تَخَفُ } حالا من المخاطب ، تقديره : فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا غير خائف دركا ممن خلفك ولا خاش .
الوجه الثاني : أن يكون صفة للطريق ، لأنه معطوف على صفة الطريق التي هي { يَبَسًا } ، ولكن في الكلام حذف الضمير الرابط بين الصفة والموصوف ، تقديره : لا تخاف فيه دركا ولا تخشى ، أي طريقا غير مخوف فيه .
__________
(1) ساقطة من : " جـ " ، " ز " .
(2) سورة طه ، من الآية 76 .
(3) سورة الحج ، من الآية 36 . وما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .
(4) سورة النمل ، من الآية 10 .
(5) سورة الشمس ، الآية 16 .
(6) انظر : المبسوط ، ص 249 ، النشر ، 2 : 321 ، البدور الزاهرة ، ص 204 .
(7) انظر قلائد الفكر في توجيه القراءات العشر ، للأستاذين : قاسم الداجوني ، محمد قمحاوي ، ص 87 .(2/253)
الوجه الثالث : أن يكون منقطعا خبر المبتدأ محذوف ، تقديره : وأنت لا تخاف دركا ولا تخشى .
وأما قراءة الجزم – وهي قراءة حمزة – ، فتحمل في الإعراب وجهين :
الوجه الأول : أن يكون { لاَ تَخَفْ } مجزوما على النهي .
الوجه الثاني : أن يكون مجزوما على جواب الأمر ، تقديره : أن تضرب لهم طريقا في البحر لا تخْف .
وأما إعراب قوله : { لاَ تَخْشَى } على قراءة حمزة بجزم : { لاَ تَخَفْ } فيحتمل ثلاثة أوجه : الوجه الأول : أن يكون منقطعا خبر المبتدأ محذوف ، تقديره : ولا أنت تخشى غرقا .
الوجه الثاني : أن يكون مجزوما على تقدير حذف الحركة من الألف ، كما يقدّر حذف الحركة من الياء والواو(1)، قاله الفراء(2)، ومنه قول الشاعر(3):
أَلَمْ يَأْتِيكَ وَالأَنْبَاءُ تَنْمِي بِمَا لاَقَتْ لَبُونُ بَنِي زِيَادِ
فأثبت الياء مع الجازم في قوله : يأتيك ، لأنه قدّر الضمة في الياء ، ثم حذفها كما تحذف من الحرف الصحيح ، ومنه قول الشاعر(4)– أيضا – :
هَجَوْتَ زَبَّانَ ثُمَّ جِئْتَ مُعْتَذِرًا مِنْ هَجْوِ زَبَّانَ لَمْ تَهْجُو وَلَمْ تَدَعِ
__________
(1) في جـ : " الواو والياء " .
(2) انظر معاني القرآن للفراء ، 2 : 187 . وانظر ترجمته في غاية النهاية ، 2 : 371 ، بغية الوعاة ، 2 : 333
(3) البيت من الوافر ، وهو لقيس بن زهير العبسي ، وهو من شواهد : الخوارزمي في شرح المفصل ، 4 : 424
والبطليوسي في الاقتضاب ، ص 259 ، والفراء في معاني القرآن ، 2 : 188 .
(4) هذا البيت من البسيط ، لأبي عمرو بن العلا ، وهو من شواهد : الخوارزمي في المفصل ، 4 : 425 ،
والأنباري في الإنصاف ، 1 : 24 ، وورد بلا عزو في معاني القرآن للفراء ، 2 : 188 .(2/254)
فأثبت الواو مع الجازم في قوله : لم تهجوا ، لأنه قدّر الضمة في الواو ، ثم حذفها كما تحذف من الحرف الصحيح ، ومنه قول الشاعر(1)– أيضا – :
وَتَضْحَكُ مِنِّي شَيْخَةٌ عَبْشَمِيَّةٌ كَأَنْ لَمْ تَرَى قََبْلِي أَسِيرًا يَمَانِيَا
فأثبت الألف مع الجازم في قوله : لم ترى ، لأنه قدّر الضمة في الألف ، ثم حذفها كما تحذف من الحرف الصحيح ، ومنه قول الشاعر(2)– أيضا – :
إِذَا الْعَجُوزُ غَضِبَتْ فَطَلِّقْ وَلاَ تَرْضَاهَا وَلاَ تُمَلِّقْ
فأثبت الألف – أيضا – مع الجازم ، وهو النهي في قوله : (( ولا ترضاها )) لأنه قدّر
الضمة في الألف ثم حذفها كما تحذف من الحرف الصحيح . هذا كلّه جار على لغة من لا يستثقل الضمة في الياء والواو ، فيقول : زيد يرميُ ويغزوُ بضم الياء والواو ،
فيجري حرف العلّة مجرى حرف الضمة ، فيحذف حركته للجازم ، ويثبت حرف العلّة ، كما يثبت حرف الصحة .
الوجه الثالث : أن يكون الألف مجزوما ولكن أشبعت فتحة الشين ، فتولّدت منها الألف ، فتكون هذه الألف على هذا الوجه الثالث : ألف الإشباع والتطويل في الألف ، كقوله تعالى : { الظُّنُونَا }(3)و { الرَّسُولاَ }(4)، { السَّبِيلاَ }(5)في سورة الأحزاب ، زيدت هذه الألف في هذه الألفاظ الثلاثة ، لتتعادل رءس الآي وتتشاكل ، لأن رءوس الآي مشبّهة بالقوافي .
__________
(1) البيت من الطويل ، لعبد يغوث الحارثي ، وهو من شواهد الخوارزمي في شرح المفصل ، 4 : 428 .
(2) هذا البيت لرؤبة ، وهو من شواهد الخوارزمي في المفصل ، 4 : 427 .
(3) في قوله تعالى : { ...... وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا } ، سورة الأحزاب ، من الآية 10 .
(4) في قوله تعالى : { ..... يَالَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولاَ } ، سورة الأحزاب ، من الآية 66 .
(5) في قوله تعالى : { ..... فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاَ } ، سورة الأحزاب ، من الآية 67 .(2/255)
وأما الحرف الثاني ، وهو قوله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ يُدَ فِعُ عَنِ الَّذِينَ ءَامَنُواْ }(1)في الحج ، ففيه قراءتان مشهورتان في السبع(2): قرأه ابن كثير وأبو عمرو بغير ألف مع فتح الياء وسكون الدال وفتح الفاء ، وقرأه الباقون بالألف وضم الياء وكسر الفاء وهذان اللفظان المذكوران في هذا البيت : مما اختلفت المصاحف في رسمه واختلف القراء في قراءته ، وحذفهما حذف إشارة ورواية .
الإعراب : قوله : (( ولا تخاف دركا )) مبتدأ ، وقوله : (( يدافع )) معطوف ، وقوله : (( الحذف )) مبتدأ ثان ، وقوله : (( عنهما )) متعلّق بـ (( واقع )) وخبره (( واقع )) وقوله : (( الخلف )) جار ومجرور متعلّق بحال محذوفة ، تقديره : مصحوبا بخلف ، وذو الحال هو الضمير المستتر في (( واقع )) والمبتدأ الثاني وخبره في موضع رفع خبر للأول ، ولكن حذف الضمير الرابط بين المبتدأ الأول وخبره ، تقدير الكلام : ولا تخاف دركا يدافع الحذف واقع عنهما فيهما بخلف ، وقولنا فيهما ، أي في اللفظين ، وهما لا تخاف ويدافع ، وقوله : (( يدافع )) و (( واقع )) يجوز فيهما الإطلاق والسكون ، ولكن إطلاق القافية أحسن من تقييدها ، إلا إذا تعذّر الوزن فيرجع إلى تقييدها . ثم قال :
[233] فَنَاظِرَةٌ ثُمَّ مَعًا بِهَدِي **** فِيهَا سِرَاجًا وَبِنَصِّ صَادِ
[234] وَظُلَّةٌ لَيْكَهْ وَفِي بِقَادِرٍ **** فِي الأَوَّلَيْنِ الْحَذْفُ مَعَ تُصَاعِرْ
قوله : (( فناظرة )) ، يعني أن الشيخين – أيضا – ذكرا الخلاف(3)في قوله تعالى : { فَنَظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ }(4)في سورة النمل ، لأن هذا معطوف على المختلف فيه عن الشيخين ، وهما قوله : (( ولا تخاف دركا يدافع )) البيت .
__________
(1) سورة الحج ، من الآية 36 .
(2) انظر : التيسير ، ص 128 ، غيث النفع ، ص 192 .
(3) في جـ : " يعني : أن الشيخين ذكرا الخلاف أيضا " .
(4) سورة النمل ، من الآية 36 .(2/256)
وقوله : (( فناظرة )) هذا اللفظ مما يقيّد بالحرف ، لأن الفاء قيْد له ، احترازا من غيره ، كقوله تعالى : { إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ }(1)، فإنه ثابت .
وقوله : (( معا بهادي )) ، يعني أن الشيخين ذكرا الخلاف في ألف { بِهَدِي } في الموضعين ، أعني سورة النمل وسورة الروم ، وهو قوله تعالى : { وَمَا أَنتَ بِهَدِي الْعُمْيِ عَن ضَلَلَتِهِمْ }(2)في النمل والروم .
واختلف القراء في هذا اللفظ(3): فقرأه حمزة بغير ألف في الموضعين على أنه فعل مضارع ، أعني قرأه بتاء مفتوحة وتكسين الهاء وكسر الدال وياء ثابتة في الوقف ونصب العمي ، وقرأ ه الباقون على أنه اسم فاعل وخفض العمي ، مع إثبات الياء وقفا في سورة النمل ، وبغير ياء وقفا في سورة الروم ، اتباعا للمرسوم .
قال أبو داود – رحمه الله – : " ليس للقياس طريق في كتاب الله - عز وجل - ، وإنما هو سماع وتلقين ، لقوله - صلى الله عليه وسلم - : " اقرءوا كما علمتم "(4)، فلا يجوز لأحد أن يقرأ إلا بما أقرئ "(5). فحذفه حذف إشارة .
__________
(1) سورة القيامة ، الآية 22 .
(2) سورة النمل ، من الآية 83 ، وسورة الروم ، من الآية 52 .
(3) وفي حرف الروم ، فوقف حمزة والكسائي بخلاف عنهما ، ويعقوب بالياء ، والباقون بحذفها .
انظر : النشر ، 2 : 339 ، إتحاف ، ص 431 ، 432 ، المبسوط ، ص 281 ، البدور ، ص 236 .
(4) جزء من حديث رواه الإمام أحمد في المسند مطولا عن عاصم عن ابن مسعود ، ولفظه : " إن رسول الله
صلى عليه الله وسلم يأمركم أن يقرأ كل رجل منكم كما علم" ، وأخرجه الطبري بلفظ : "اقرءوا كما علمتم" .
المسند ، 1 : 105 ، حديث 832 ، صحيح ابن حبان ، 3 : 21 ، جامع البيان ، 12 : 181 .
(5) مختصر التبيين ، 4 : 958 ، 959 .(2/257)
وقوله : (( بهادي )) هذا اللفظ مما قُيّد بالحرف ، لأنه قُيّد بالباء احترازا من غيره ، كقوله تعالى في سورة الحج : { وَمَنْ يُّضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ? مِنْ هَادٍ }(1).
وقوله : (( فيها سراجا )) ، يعني أن الشيخين ذكرا الخلاف [أيضا] في قوله تعالى في سورة الفرقان : { فِيهَا سِرَ جًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا }(2)، وفي هذا اللفظ في السبع قراءتان مشهورتان(3): قرأه الأخوان بغير ألف مع ضم السين والراء على الجمع ، وقرأه الباقون بالألف مع كسر السين وفتح الراء على الإفراد . وهذا اللفظ – أيضا – مما اختلفت المصاحف في رسمه واختلف القراء في قراءته ، فحذفه حذف إشارة واقتصار .
وقوله : (( فيها سراجا )) قيّده الناظم بالمجاور ، وهو قوله : (( فيها )) احترازا مما وقع في غير سورة الفرقان ، فإنه ثابت من غير خلاف ، وهو قوله تعالى في سورة الأحزاب : { وَسِرَاجًا مُّنِيرًا }(4)، وقوله في سورة نوح : { وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا }(5)، وقوله تعالى في سورة النبأ : { وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا }(6).
وقوله : (( وبنصّ صاد )) هذا كلام مستأنف مقطوع عما قبله ، لأن حكمه مخالف لحكم ما قبله ، لأن حكم ما قبله الخلاف ، وحكم هذا الحذف من غير خلاف ، كما نصّ عليه أبو عمرو في المقنع(7)
__________
(1) سورة الزمر ، من الآية 22 .
(2) سورة الفرقان ، من الآية 61 . وأيضا سقطت من : " جـ " .
(3) انظر : غيث النفع ، ص 203 ، التيسير ، ص 133 .
(4) سورة الأحزاب ، من الآية 46 .
(5) 10) سورة نوح ، من الآية 16 .
(6) 11) سورة النبأ ، الآية 13 .
(7) قال أبو عمرو الداني : " { أَصْحَابُ لَيْكَةَ } في الشعراء وص بلام من غير ألف قبلها ولا بعدها ، وفي
الحجر وق : { أصحب الأيكة } بالألف واللام" . وقال : "ثم اجتمعت عليها مصاحف أهل الأمصار كلها" .
انظر : المقنع ، ص 21 ، 91 .(2/258)
وأبو داود في التنزيل(1).
وقوله : (( وبنصّ صاد )) متعلّق بما بعده ، وهو من باب التضمين ، يعني : أن { لَيْكَةَ } الواقع في سورة صاد وفي سورة الشعراء(2)محذوف الألف باتفاق الشيوخ ، لأن هذا حكم مطلق ، والمراد به جميع أهل الرسم ، وقيّده الناظم بسورة صاد وسورة الظلّة ، وهي الشعراء : احترازا مما وقع في سورة الحجر وسورة ق(3)، فإنه ثابت الألفين ألف قبل اللام وألف بعدها باتفاق المصاحف والقراء على هذين الّذيْن في الحجر وقاف ، وأما اللذان في سورة الشعراء وسورة صاد ، فاتفقت المصاحف على حذف الألفين فيهما ألف قبل اللام وألف بعدها ، كما قال الشاطبي في العقيلة حيث قال(4):
وَلَيْكَةُ الأَلِفَانِ الْحَذْفُ نَالَهُمَا فِي صَادِ وَالشُّعَرَاءِ طَيِّبًا شَجَرَا
وأما القراء ، فقد اختلفوا في هذين الحرفين الذيْن في الشعراء وسورة صاد : فقرأهما نافع وابن كثير وابن عامر(5){ لَيْكَةَ } بفتح التاء من غير ألف ولا تنوين ، لأنه غير مصروف للتأنيث والعجمة وهو اسم للبلدة ، وقرأهما الباقون الأيكة بالألف واللام وخفض التاء ، كالموضعين الذيْن في الحجر وفي ق .
فأما { الأَيْكَةِ } بالألف واللام ، فلا خلاف بين القراء والنحاة أن أصله ))أيكة(( على وزن : (( فعلة )) ، فهمزته أصلية في موضع فاء الفعل ، وهو اسم لموضع فيه شجر ودَوْم(6)ملْتفّ . ...
وأما { لَيْكَةَ } بغير ألف ، فاختلف فيه على قولين :
__________
(1) قال أبو داود : " ليكة كتبوه في جميع المصاحف بلام وياء بعدها " .
انظر مختصر التنزيل ، 3: 764 .
(2) في الآية 176 من سورة الشعراء ، والآية 12 من سورة ص .
(3) في الآية 78 من سورة الحجر ، والآية 14 من سورة ق .
(4) انظر الوسيلة ، ص 321 .
(5) وافقهم من العشرة أبو جعفر .
انظر : النشر ، 2 : 336 ، المبسوط ، ص 275 .
(6) الدوم : "شجر المقل والنبق ، وضخام الشجر" . القاموس المحيط ، ص 1000 ، " دوم " .(2/259)
فقيل : اسم أعجمي وهو اسم بلدة موضوع هكذا اللام أصلية .
وقيل : اسم عربي أصله ((الأيكة)) المتقدّم ، ثم نقلت حركة الهمزة إلى اللام فحذفت الهمزة بعد نقل حركتها ، ثم حذفت همزة الوصل حين تحركت اللام ، فصار ((ليكة)) كما يقال : "لحمر" "لبيض" في الأحمر والأبيض . وهذا القول ضعيف ، وذلك أنه لو كان منقولا من ((الأيكة)) بالألف واللام كما تقدّم لكان منصرفا ، لأن ما لا ينصرف إذا دخل عليه الألف واللام انصرف .
وقوله : (( وفي بقادر في الأولين الحذف )) ، يعني : أن الحذف جاء بالاتفاق في ألف { بِقَدِرٍ } في الموضعين الأولين من هذا اللفظ ، وهما الذي في سورة يس والذي في سورة الأحقاف ، وهو قوله تعالى : { أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالاْرْضَ بِقَدِرٍ عَلَى أَنْ يَّخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى [وَهْوَ الْخَلَّقُ الْعَلِيمُ] }(1)في سورة يس ، وقوله : { بِقَدِرٍ عَلَى أَنْ يُُّحْـ?ـيَ الْمَوْتَى }(2)في سورة الأحقاف .
وقوله : (( في الأولين )) قيّدهما بالمرتبتين الأوّليين ، احترازا من الذي في سورة القيامة ، وهو قوله تعالى : { أَلَيْسَ ذَالِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُّحْـ?ـيَ الْمَوْتَى }(3)، فإنه ثابت عند غير أبي داود(4)،
__________
(1) سورة يس ،الآية 80 . وما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .
(2) سورة الأحقاف ، من الآية 32 . وفي جميع النسخ الموجودة لدي : { أَلَيْسَ ذَالِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْـ?ـيَ
الْمَوْتَى } ، والصواب ما أثبت ، لأن هذه الآية في سورة القيامة .
(3) سورة القيامة ، الآية 39 .
(4) روى أبو عمرو الداني الحذف في الموضعين الأولين ، وسكت عن موضع القيامة ، وذكر ابن الجزري :
أن ألف هذا الموضع ثابتة في كثير من المصاحف .
انظر : المقنع ، ص 13 ، النشر ، 2 : 355 .(2/260)
وقد قرئ اللفظ الذي في سورة يس : بغير ألف على أنه فعل مستقبل ، وبه قرأ يعقوب الحضرمي(1).
وقوله : (( مع تصاعر )) ، يعني أن الألف محذوف باتفاق في قوله تعالى في سورة لقمان : { وَلاَ تُصَعِرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ }(2)، وهذا اللفظ اختلف فيه القراء(3): قرأه ابن كثير وابن عامر وعاصم بغير ألف مع تشديد العين ، وروي في الشاذ(4)بغير ألف مع تسكين الصاد . وحذفه(5)حذف إشارة .
واعتُرض قوله : (( وبنصّ صاد وظلة ليكة )) : بأن ظاهره يقتضي الخلاف في حذف الألف في { لَيْكَةَ } في الموضعين ، لأنه أتى به بعد المختلف فيه ، وليس الأمر كذلك ، لأن حذف الألف في { لَيْكَةَ } في هذين الموضعين متفق عليه .
قال بعضهم : يقدّر في الكلام حذف مضاف ، تقديره : وحذف ليكة بنصّ صاد وظلة . وهذا الجواب لا نسلمه ، لأن هذا المحذوف ليس في الكلام ما يدلّ عليه ، وإنما يؤخذ من خارج الكتاب ، والذي يدلّ عليه الكلام هو الخلاف خاصّة(6).
وقد أجبنا عن هذا الاعتراض : بأن قوله : (( و بنصّ صاد وظلة ليكة )) في موضع خبر المبتدأ الذي هو قوله آخر الكلام المحذوف (( مع تصاعر )) ، ومعناه : الحذف ثابت أو مستقر في { لَيْكَةَ } في الموضعين وفي { بِقَدِرٍ } في الأولين ، كما سيأتي في الإعراب .
__________
(1) انظر : المبسوط ، ص 314 . وفي النشر ، 2 : 355 ، برواية رويس .
(2) سورة لقمان ، من الآية 17 .
(3) انظر : إتحاف فضلاء البشر ، ص 448 ، البدور الزاهرة ، ص 249 .
(4) وهي قراءة الجحدري . انظر مختصر في شواذ القرآن ، ص 118 .
(5) في جـ ، ز : " فحذفه " .
(6) 10) زاد في جـ ، ز : " كما تقدّم " .(2/261)
الإعراب : قوله : (( فناظرة )) معطوف على ما قبله وكذلك قوله : (( بهادي )) وكذلك قوله : (( فيها سراجا )) ، [ ويصح أن يكون (( فناظرة )) مبتدأ ، وقوله : (( بهادي )) ، وقوله : (( فيها سراجا )) معطوفان على المبتدأ وخبره محذوف دلّ عليه ما قبله ، تقديره : وقع الخلاف فيها للشيخين ](1)، وقوله : (( بنص صاد )) جار ومجرور ومضاف إليه ، والعامل في المجرور هو الثبوت والاستقرار على أنه خبر المبتدأ الذي هو (( الحذف )) ، وتقدير الكلام : والحذف ثابت أو مستقر في { لَيْكَةَ } بنص صاد وظلة ، وقوله : (( وظلة )) معطوف ، وقوله : (( وليكة )) بدل من (( نصّ صاد )) ، (( وظلة )) بدل اشتمال ، لأن (( نصّ صاد وظلة )) مشتمل على هذا اللفظ ، وقوله : (( وفي بقادر )) جار ومجرور متعلّق – أيضا – بالثبوت والاستقرار الذي تعلق به قوله : ((بنصّ صاد وظلة)) وهو خبر بعد خبر ، تقديره : والحذف – أيضا – ثابت أو مستقر في بقادر ، وقوله : (( في الأولين )) جار ومجرور متعلّق بالثبوت والاستقرار الذي تعلق به المجروران قبله ، وقوله : (( في الأولين )) هذه الجملة هي بدل من الجملة التي قبلها ، بدل البعض من الكل ، كقوله تعالى : { قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ? لِلَّذِينَ ا سْتُضْعِفُواْ لِمَنْ ءَامَنَ مِنْهُمْ }(2)، وقوله : (( الحذف )) مبتدأ كما تقدّم ، ويصح أن يكون قوله : (( الحذف )) فاعل بفعل محذوف ، تقديره : وجاء الحذف في ليكة في الموضعين وفي بقادر في الأولين ، وقوله : ((مع تصاعر)) ظرف ومخفوض به والعامل في الظرف [محذوف ، أي كائنة مع تصاعر ](3). ثم قال :
[235] وَحَيْثُمَا بِقَادِرٍ بِالْبَاءِ **** جَاءَ لاِبْنِ نَجَاحٍ بِاسْتِيفَاءِ
__________
(1) ما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .
(2) سورة الأعراف ، من الآية 74 .
(3) ما بين المعقوفين سقط من " جـ " ، وفيه : " هو العامل في المجروران قبله " .(2/262)
معنى هذا البيت : أن ابن نجاح أطلق الكلام بالحذف في لفظ { بِقَدِرٍ } المقيّد بالباء حيث ما جاء في القرآن ، لا فرق بين الأولين المذكورين الذيْن وافقه على حذفهما أبو عمرو ، ولا غيرهما ، فيندرج الذي في سورة القيامة عند ابن نجاح ، فهو محذوف عنده ، وهو ثابت عند أبي عمرو الداني .
وقوله : (( بقادر )) الباء قيْد لهذا اللفظ احترازا من غيره ، كقوله تعالى : { إِنَّهُ? عَلَى رَجْعِهِ? لَقَادِرٌ }(1)، فإنه ثابت باتفاق .
وقوله : (( جاء باستيفاء )) ، أي جاء ابن نجاح باستيفاء هذا اللفظ بالحذف حيث جاء في القرآن ، ويحتمل أن يكون معناه : جاء هذا اللفظ باستيفاء مواضعه [بالحذف](2)حيث جاء في القرآن .
وقوله : (( باستيفاء )) الاستيفاء : هو الاستيعاب والاستكمال ، يقال : استوفيته أي استوعبته واستكملته .
الإعراب : قوله : (( وحيثما )) ظرف ، و (( ما )) زائدة ، وقوله : (( بقادر )) مبتدأ محكي وخبره (( جاء باستيفاء )) ، وقوله : (( بالباء )) جار ومجرور متعلّق بحال محذوفة ، [ أي جاء مصحوبا باستيفاء ، تقديره على هذا : ولفظ بقادر مصحوبا بالباء جاء لابن نجاح مصحوبا باستيفاء مواضعه بالحذف حيثما وقع ، وقوله : (( حيثما )) هي شرطية لاقترانها بـ (( ما )) والعامل فيها وجوابها محذوفان ، تقديرهما حيث ما وقع فاحذفه ](3)،
__________
(1) سورة الطارق ، الآية 8 .
(2) ساقطة من : " جـ " .
(3) ما بين المعقوفين سقط من " جـ " ، وفيه : " تقديره مصحوبا بالباء ، وقوله (( لابن نجاح )) متعلّق بجاء ،
وقوله (( باستيفاء )) متعلّق بجاء " .(2/263)
هذا الإعراب المذكور إنما هو إذا جعلنا(1)الفاعل بـ (( جاء )) هو لفظ (( بقادر )) ، وأما إذا جعلنا الفاعل بـ (( جاء )) ابن نجاح ، ففي الكلام حذف فعل أمر هو العامل(2)في المجرور في قوله : (( لابن نجاح )) ، ويكون قوله : (( بقادر )) مفعولا محكيا ، تقديره : والحذف لابن نجاح بقادر بالباء حيثما وقع ، وقوله : (( جاء باستيفاء )) على هذا التقدير : جملة في موضع الحال من ابن نجاح ، أي في حال كون ابن نجاح جاء باستيفاء مواضع هذا اللفظ بالحذف ، ويصح أ ن تكون هذه الجملة مستقلة بنفسها . ثم قال :
[236] كَذَا حَرَامُ الأَنْبِيَاءِ عَنْهُمَا **** وَهَلْ يُجَازَى وَمِهَادًا حَيْثُمَا
[237] وَلَمْ يَجِئْ مِهَادًا أَعْنِي الأَوَّلاَ **** لاِبْنِ نَجَاحٍ إِذْ سِوَاهُ نُقِلاَ
قوله : (( كذا حرام الأنبياء عنهما )) ، معناه : اتفق الشيخان أبو عمرو وأبو داود على حذف الألف في قوله تعالى في سورة الأنبياء – عليهم السلام – : { وَحَرَ مٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا }(3)، وفيها في السبع قراءتان مشهورتان(4): قرأه أبو بكر وحمزة والكسائي { وَحِرْمٌ } بكسر الحاء وسكون الراء ، وقرأه الباقون وحرام بالألف وفتح الراء . فمن قرأه بغير ألف ، فذلك حقيقة رسمه ، ومن قرأه بألف ، قدّر حذف الألف تخفيفا وإشارة ، وهذا مما اختلف فيه القراء واتفقت فيه المصاحف .
وقوله : (( وحرام الأنبياء )) قيّده بسورة الأنبياء احترازا من غيره ، كقوله تعالى في سورة الحج : { وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ }(5).
__________
(1) زاد في جـ : " فيما " .
(2) زاد في جـ : " هو العامل في الظرف الذي هو (( حيثما )) " .
(3) سورة الأنبياء ، من الآية 94 .
(4) انظر : التيسير ، ص 126 ، غيث النفع ، ص 190 .
(5) سورة الحج ، من الآية 23 .
وزاد في جـ ، ز مثالا آخر ، وهو قوله تعالى : " { لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَآءَ اللَّهُ ءَامِنِينَ } " ،
سورة الفتح ، من الآية 27 .(2/264)
وقوله : (( وهل يجازى )) ، يعني أن الشيخين اتفقا – أيضا(1)– على حذف الألف في قوله تعالى : { وَهَلْ يُجَزَى إِلاَّ الْكَفُورُ }(2)في سورة سبأ ، وفيه في السبع قراءتان مشهورتان(3)، كلتاهما بالألف : قرأه حفص والأخوان بالنون المضمومة وفتح الجيم وألف بعدها وكسر الراء ، وقرأه الباقون بالياء المضمومة وفتح الجيم وألف بعدها وفتح الزاي ، وقرئ خارج السبع(4): { يُجْزَى إِلاَّ الْكَفُورُ } بضم الياء وسكون الجيم على أنه فعل مستقبل مركب ما لم يسم فاعله ، فيحتمل حذفه الاختصار ويحتمل الإشارة .
وقوله : (( وهل يجازى )) قيّده الناظم بـ { هَلْ } مع أنه متحد الموضع : للبيان والإعلام بموضعه في القرآن .
__________
(1) في جـ : " أيضا اتفقا ... " .
(2) سورة سبأ ، من الآية 17 .
(3) انظر : غيث النفع ، ص 231 ، التيسير ، ص 147 .
(4) وهي قراءة مسلم بن جندب .
انظر مختصر في شواذ القرآن ، ص 122 .(2/265)
وقوله : (( ومهادا حيثما )) ، يعني أن الشيخين – أيضا – اتفقا(1)على حذف الألف في { مِهَدًا } حيثما وقع هذا اللفظ في القرآن ، واستثنى منه الناظم لأبي داود اللفظ الأول منه في القرآن ، فإنه محمول عند أبي داود على الإثبات ، وهو قوله تعالى في سورة طه : { لاَّ يَضِلُّ رَبِّي وَلاَ يَنسَى الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الاْرْضَ مِهَدًا }(2)، هذا هو اللفظ الأول منه ، وأما غير هذا اللفظ في سورة طه فهو محذوف عند الشيخين ، كقوله تعالى في سورة الزخرف : { الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الاْرْضَ مِهَدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }(3)، وقوله تعالى في سورة النبأ : { أَلَمْ نَجْعَلِ الاْرْضَ مِهَدًا وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا }(4)، [ وهذا اللفظ واقع في القرآن في هذه المواضع الثلاثة : أما الذي في سورة طه وسورة الزخرف ، ففيهما قراءتان مشهورتان في السبع(5): قرئ { مِهَدًا } بكسر الميم وألف بعد الهاء ، وقرئ { مَهْدًا } بفتح الميم وسكون الهاء ، فمعناه على قراءة الألف : لما يمهد و يفترش ، كالبساط ، ومعناه على قراءة إسكان الهاء : مصدر كالفرش والبسْط .
وأما اللفظ الذي في سورة النبأ ، فليس فيه في السبع إلا الألف ، وقرئ خارج السبع(6)بغير ألف ](7).
__________
(1) في جـ ، ز : " اتفقا أيضا " .
(2) سورة طه ، من الآيتين 51 ، 52 .
(3) سورة الزخرف ، الآية 9 .
(4) سورة النبأ ، الآيتين 6 ، 7 .
(5) انظر : التيسير ، ص 123 ، غيث النفع ، ص 181 .
(6) 10) وهي قراءة مجاهد وعيسى الهمداني .
انظر مختصر في شواذ القرآن ، ص 168 .
(7) 11) ما بين المعقوفين ، مقدار ستة أسطر ، سقط من : " جـ " .(2/266)
وقوله : (( مهادا)) يريد { مِهَدًا } بالنصب ، هذا مما قيده بالمرتبة ، لأنه قيّده بمرتبة النصب ولا يدخل فيه المرفوع ، كقوله تعالى في سورة صاد : { فَبِئْسَ الْمِهَادُ هَاذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَاقٌ }(1).
وقوله : (( ولم يجئ مهادا أعني الأولا لابن نجاح إذ سواه نقلا )) وفي بعضها(2): (( وسواه نقلا )) يعني : أن اللفظ الأول في القرآن من لفظ { مِهَدًا } المنصوب المنوّن لم يذكره ابن نجاح بل سكت عنه ، وهو عنده ثابت ، وهو قوله تعالى في سورة طه : { الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الاْرْضَ مِهَدًا } .
وقوله : (( وسواه نقلا )) ، أي وسوى هذا اللفظ الأول نقله ابن نجاح بالحذف كأبي عمرو ، والألف في قوله : (( الأولا )) ، وفي قوله : (( نقلا )) لإطلاق القافية .
[ قوله : (( مهادا )) هذا اللفظ مقصود بعينه ، ولا يدخل فيه الذي في صاد ، وهو قوله تعالى : { فَبِئْسَ الْمِهَادُ هَاذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَاقٌ } ، ونظير هذا اللفظ في كونه لفظا مقصودا بعينه { نَكَالاً } المذكور في قوله(3): ((نكالا الطاغوت ثم الإخوان)) ، لأن { نَكَالاً } لفظ مقصود بعينه ، فلا يدخل فيه قوله تعالى : { نَكَالَ اءَلاْخِرَةِ وَالاْولَى }(4)، لأن الناظم قيّد { نَكَالاً } بالحرف ، وهو التنوين ](5).
__________
(1) سورة ص ، الآيتين : 55 ، 56 .
(2) انظر التبيان ، ورقة 47 .
(3) تنبيه العطشان، ص 343 .
(4) سورة النازعات ، الآية 25 .
(5) ما بين المعقوفين ، مقدار خمسة أسطر ، سقط من : " جـ " .(2/267)
الإعراب : [قوله](1): (( كذا )) جار ومجرور في موضع الرفع خبر المبتدأ الذي بعده ، وقوله : (( حرام الأنبياء )) مبتدأ ومضاف إليه ، أي وحرام الأنبياء كذا ، أي مثل ذا ، والعامل في الجار هو الثبوت والاستقرار وهو محذوف ، لأنه خبر لذي خبر ، تقديره : وحرام الأنبياء ثابت أو مستقر كذا ، وقوله : (( عنهما )) متعلّق بما تعلّق به (( كذا )) ، وقوله : (( وهل يجازى )) معطوف ، وقوله : (( مهادا )) معطوف ، وقوله : (( حيثما )) ظرف ، و (( ما )) زائدة ، والعامل في الظرف محذوف ، [ أي حيثما جاء فاحذفه ، فقولنا جاء هو العامل في (( حيث )) ، لأن (( حيث )) هاهنا شرطية لاقترانها بـ (( ما )) ، وقولنا فاحذفه هو جوابها ](2)، وقوله : (( ولم يجيء )) جازم ومجزوم ، وقوله : (( مهادا )) فاعل محكي ، وقوله : (( أعني )) فعل مضارع ، وقوله : (( الأولا)) مفعول ، وقوله : (( لابن نجاح )) متعلّق بـ (( يجيء )) ، وقوله : (( وسواه )) مبتدأ ومضاف إليه ، وقوله : (( نقلا )) فعل ماض في موضع خبر المبتدأ والضمير الرابط بين المبتدأ والخبر محذوف ، أي نقله ، ويصح أن يكون قوله : (( وسواه )) مفعولا بقوله : (( نقلا )) ، أي ونقل ابن نجاح سواه . ثم قال :
[238] وَعَنْهُمَا فِي فَارِغًا وَادَّارَكَا **** وَفِي جُذَاذًا قَدْ أَتَتْ كَذَلِكَا
كلّ ما ذكر في هذا البيت محذوف(3)للشيخين .
وقوله : (( فارغا )) ، أراد قوله تعالى في سورة القصص : { وَأَصْبَحَ فُؤَادُ ?ُمِّ مُوسَى فَرِغًا }(4).
__________
(1) ساقطة من : " جـ " ، " ز " .
(2) ما بين المعقوفين سقط من " جـ " ، وفيه : " أي محذوف حيثما جاء " .
(3) في جـ : " فهو محذوف " .
(4) سورة القصص ، من الآية 9 .(2/268)
وقوله : (( واداركا )) ، أراد قوله تعالى في سورة النمل : { بَلِ ادَّ رَكَ عِلْمُهُمْ فِي اءَلاْخِرَةِ }(1)، وفيه في السبع قراءتان مشهورتان : قراءة الإخوان وحمزة والكسائي(2): { أَدْرَك } بقطع الهمزة وسكون الدال من غير ألف بعدها ، وقرأه الباقون بالألف ووصل الهمزة وتشديد الدال . وهو مما اختلف القراء في قراءته واتفقت المصاحف على(3)رسمه ، وحذفه حذف إشارة .
وقوله : (( وفي جذاذا قد أتت كذلك )) ، يعني : أن الألف جاءت عن الشيخين – أيضا – بالحذف في { جُذَ ذًا } ، وأراد قوله تعالى في سورة الأنبياء [عليهم السلام] : { فَجَعَلَهُمْ جُذَ ذًا إِلاَّ كَبِيرًا لَّهُمْ }(4).
__________
(1) سورة النمل ، من الآية 68 .
(2) هكذا في جميع النسخ الموجودة لدي ، والصواب أن ابن كثير وأبو عمرو البصري قرءا بقطع همزة أدرك
وإسكان الدال ، والباقون بوصل الألف وتشديد الدال وألف بعدها . وفي هذا يقول الشاطبي :
وشدد وصل وامدد بل ادارك الذي * ذكا قبله يذكرون له حلا
أي قرأ نافع وابن عامر والكوفيون { بَلِ ادَّ رَكَ } بوصل الهمزة وتشديد الدال وألف بعدها ، وقرأ الباقون
وهما ابن كثير وأبو عمرو بهمزة واحدة مقطوعة وسكون الدال بلا ألف .
انظر : التيسير ، ص 137 ، غيث النفع ، ص 213 ، شرح الشاطبية للضباع ، ص 262 .
(3) في ز : " في رسمه "
(4) سورة الأنبياء ، من الآية 58 .
و" عليهم السلام " سقطت من : " جـ " ، " ز " .(2/269)
الإعراب : (( وعنهما ))(1)متعلّق بمحذوف ، أي وجاء عنهما الحذف ، وقوله : (( في فارغا )) متعلّق بجاء المحذوف ، وقوله : (( واداركا )) معطوف ، وقوله : (( في جذاذا )) متعلّق بـ (( أتت )) ، وقوله : (( كذلك )) جار ومجرور ، والكاف للخطاب والعامل في المجرورات وكاف التشبيه في موضع نصب على الحال [ أي في حال كونه مثل ذلك ، ويصح أن يكون في موضع النصب على أنه نعت لمصدر محذوف ](2)، أي إتيانا مثل ذلك ، والألف في آخر الشطرين لإطلاق القافية . ثم قال :
[239] وَََأََيُُّهَََ الزُُّخْْرُفِ وَالرَّحْمَنِ **** وَالنُّورِ جَاءَ فِيهَا بَعْدَ الثَّانِي
وفي بعض النسخ : (( والنور فيها جاء ))(3)يعني : أن الشيخين اتفقا – أيضا – على حذف الألف بعد الهاء من كلمة : { أَيُّهَ } في ثلاثة مواضع :
أحدها قوله تعالى في سورة الزخرف : { يَاأَيُّهَ السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ }(4).
والثاني في سورة الرحمن : { أَيُّهَ الثَّقَلَنِ }(5).
والثالث في سورة النور : { أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }(6).
وقوله : (( جاء بعد الثاني )) يريد اللفظ الثالث من لفظ { أَيُّهَ } في سورة النور ، لأن اللفظ الذي بعد اللفظ الثاني هو اللفظ الثالث ، وإنما قيّده في سورة النور باللفظ الثالث ، احترازا من الأول والثاني والرابع .
فالأول قوله تعالى : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَتَّبِعُواْ خُطْوَ اتِ الشَّيْطَانِ }(7).
__________
(1) في جـ : " قوله وعنهما " .
(2) ما بين المعقوفين سقط من " جـ " ، وفيه : " أو على انه نعت لمصدر محذوف " .
(3) كما في : " جـ " .
(4) سورة الزخرف ، من الآية 48 .
(5) سورة الرحمن ، من الآية 29 . وفي جـ : " في سورة الرحمن أيضا ... " .
(6) سورة النور ، من الآية 31 .
(7) سورة النور ، من الآية 21 .(2/270)
والثاني قوله تعالى : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بِيُوتًا غَيْرَ بِيُوتِكُمْ }(1).
والثالث هو قوله تعالى : { أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } ، وهذا هو الذي أراده الناظم بقوله : (( جاء بعد الثاني )) ، وهو المحذوف دون غيره .
واللفظ الرابع قوله تعالى : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ }(2)وكل ما في القرآن من لفظ { أَيُّهَا } ، فهو ثابت الألف بعد الهاء إلا هذه المواضع الثلاثة ، فإن الألف فيها محذوفة باتفاق ، وفي هذه المواضع الثلاثة في السبع قراءتان مشهورتان(3): قرأه ابن عامر بضم الهاء ، وقرأه الباقون بفتح الهاء .
واختلفوا – أيضا – في الوقف عليها : فوقف النحويان ، وهما : أبو عمرو والكسائي عليها بالألف ، ووقف الباقون بغير ألف اتباعا لرسمها .
والعلّة في حذف الألف من { أَيُّهَ } في هذه المواضع الثلاثة ثلاثة أوجه :
أحدها : حملا للخط على اللفظ ، لأن الألف في هذه المواضع المذكورة حذف في اللفظ للالتقاء الساكنين ، فحذف – أيضا – في الخط حملا للخط على اللفظ .
والوجه الثاني : اكتفاء بالفتحة عن الألف كما يكتفى بالكسرة عن الياء في : { يُؤْتِ
اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا }(4)، و { الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ }(5)، كما سيأتي في حذف الياء(6).
__________
(1) سورة النور ، من الآية 27 .
(2) سورة النور ، من الآية 56 .
(3) انظر : التيسير ، ص 131 ، غيث النفع ، ص 199 .
(4) سورة النساء ، من الآية 145 .
(5) 10) سورة الرعد ، من الآية 10 .
(6) 11) في قول الناظم : " ، فاللام يؤت الله ثم المتعال .......... " متن مورد الظمآن ، ص 25 .(2/271)
وكما يكتفى بالضمة عن الواو ، نحو: { سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ }(1){ وَيَدْعُ الإِنسَانُ }(2)كما سيأتي في حذف الواو(3).
والوجه الثالث: إشارة إلى قراءة أخرى ، وهي قراءة ابن عامر بضم الهاء في الثلاثة المواضع وهذه القراءة – أعني ضم الهاء في هذه المواضع الثلاثة – هي أيضا لغة بعض العرب ، لأن بعض العرب يضم الهاء من { أَيُّهَ } حيث كان ، حكاها الفراء والأصمعي(4)وغيرهما من اللغويين ، وحكى الأصمعي عن بعض العرب أنهم يقولون : يأيه الرجل يأيه الإنسان ، يأيه القوم بضم الهاء ، وحكى الأصمعي – أيضا – : أنه سمع أعرابيا بسوق عكاظ(5)، وهو يضرب صدره ، وهو ينشد هذا البيت :
يَأَيُّه َالصَّبُّ اللَّجُوجُ النَّفْسِ أَضْنَاكَ حُبُّ الْغَانِجَاتِ اللَّعْسِ
وفي بعضها :
يَأَيُّه َالصَّبُّ اللَّجُوجُ النَّفْسِ أُقْصُرْ عَنِ الْبِيضِ الْحِسَانِ اللَّعْسِ(6)
وقد نبّه صاحب المنصف على هذا في كتاب المنصف فقال فيه(7):
وَحَذْفُهَا هُنَا بُعَيْدَ الْهَاءِ عَلَى سَبِيلِ اللَّفْظِ فِي الأَدَاءِ
__________
(1) سورة العلق ، الآية 19 .
(2) سورة الإسراء ، من الآية 11 .
(3) في باب حذف الواوات في قول الناظم : ويدع الإنسان ويوم يدع ** في سورة القمر مع سندع " .
(4) هو عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع بن عدنان الباهلي أبو سعيد الأصمعي البصري
اللغوي . أحد أئمة اللغة والغريب والأخبار روى عن نافع بن أبي نعيم ، وأبي عمرو بن العلاء . من مؤلفاته :
"غريب القرآن" ، "الأمثال" ، "الاشتقاق" ، "كتاب النوادر" . توفي سنة 215 هـ .
انظر بغية الوعاة ، 2 : 112 ، 113 .
(5) سبق التعريف بهذا السوق في ص 103 .
(6) هذا البيت نسبه ابن الأنباري للفراء ، ، وفيه : " أفق " بدل : " أقصر " .
إيضاح الوقف والابتداء ، تحقيق محي الدين رمضان ،1 : 278 ، دمشق 1971 م .
(7) لم أقف على هذا الكتاب .(2/272)
لأِنَّهَا فِي الدَّرْجِ دَأْبًا تَذْهَبُ لِلسَّاكِنَيْنِ وَلِذَا لاَ تُكْتَبُ
وَمَعَ ذَلِكَ قَرَأَ ابْنُ عَامِرْ بِضَمِّهَا دَرَجًا وَقَالَ الشَّاعِرْ
يَأَيُّه َالصَّبُّ اللَّجُوجُ النَّفْسِ أُقْصُرْ عَنِ الْبِيضِ الْحِسَانِ اللَّعْسِ
فَضَمَّهَا شَاعِرُ ذَاكَ الْوَقْتِ وَكَانَ فِي النَّظْمِ قَرِينَ السِّتِّ
الإعراب : وقوله : (( وأيه )) مفعول بفعل مضمر ، تقديره : واحذف عن الشيخين أيه ، وقوله : (( الزخرف )) مضاف إليه ، وقوله : (( والرحمن )) معطوف ، وقوله : (( والنور )) معطوف ، وقوله : (( فيها )) متعلّق بـ (( جاء )) الذي بعده ، وقوله : (( بعد الثاني )) ظرف ومخفوض به ، والعامل في الظرف (( جاء )) ، [ ويصح أن يكون قوله : (( أيه الزخرف )) مبتدأ وخبره محذوف ، تقديره : وأيه الزخرف وكذا جاء بالحذف ، ويصح – أيضا – أن يكون فاعلا بفعل محذوف(1): وجاء أيه الزخرف وكذا بالحذف ](2). ثم قال :
[240] وَرَسْمُ الأُولَى اخْتِيرَ فِي جَاءَانَا **** وَفِي تَرَاءَا عَكْسُ هَذَا بَانَا
ذكر الناظم – رحمه الله – في هذا البيت لفظين : أحدهما { جَآءَ نَا } في سورة الزخرف ، وهو قوله تعالى : { حَتَّى إِذَا جَآءَ نَا }(3)، واللفظ الثاني : { تَرَ ءَا الْجَمْعَانِ }(4)في سورة الشعراء ، وإنما ذكر هنا { جَآءَ نَا } وإن كان خارجا عن هذه الترجمة ، لأنه في الترجمة التي بعد هذه ، لأنه نظير { تَرَ ءَا } في كون كل واحد منهما اجتمع فيه ألفان بينهما همزة ، فجمع الناظم بين اللفظين ؛ لكي تجتمع له النظائر .
__________
(1) بعدها في ز : " تقديره " .
(2) ما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .
(3) سورة الزخرف ، من الآية 37 .
(4) سورة الشعراء ، من الآية 61 .(2/273)
وقوله : (( ورسم الأولى اختير في جاءانا )) ، يعني : أن الوجه المستحسن في { جَآءَ نَا } هو إثبات الألف الأولى وحذف الثانية ، وهو معنى قوله : (( ورسم الأولى اختير في جاءانا )) .
وقوله : (( اختير )) يؤخذ منه أن فيه وجها آخر غير مختار ، وهو إثبات الألف الثانية ، وحذف الألف الأولى .
وقوله : (( وفي تراءا عكس هذا بانا )) ، يعني : أن الوجه المختار في { تَرَ ءَا الْجَمْعَانِ } هو عكس الوجه المختار في { جَآءَ نَا } وأراد أن الوجه المستحسن في { تَرَ ءَا } هو إثبات الألف الثانية وحذف الألف الأولى .
وقوله : (( بانا )) ، معناه : ظهر . يقال : بان الشيء يبين ، إذا ظهر وتبيّن ، والألف في: (( بانا )) لإطلاق القافية .
وقوله : (( عكس هذا بانا )) يؤخذ منه : أن فيه وجها آخر غير ظاهر أو غير مختار ، وهو إثبات الألف الأولى وحذف الألف الثانية .
واعلم أن هذين اللفظين في كل واحد منهما خمسة مطالب ، وهي :
ما أصله؟ ، وما حكمه؟ ، وما المحذوف منه؟ ، وما علّة حذفه؟ ، وما كيفية رسمه؟
فهذه خمسة مطالب مجملة في كل واحد من اللفظين .
أما { جَآءَ نَا } ، ففيه خمسة مطالب كما قلنا .
أما أصله ، فأصله : (( جيأ )) على وزن : (( فعل )) تحرّك حرف العلّة وانفتح ما قبله فقلبت ألفا ، فصار : (( جاء )) ، ثم لحقه ألف التثنية ، فصار : (( جاءا )) ، ثم لحقته نون الضمير فصار (( جاءنا )) ، نظير : (( شاء )) فإن أصله : (( شيأ )) تحرّك حرف العلّة وانفتح ما قبله فقلت ألفا ، فصار : (( شاء )) .(2/274)
وأما حكمه : فحكمه أن يكتب بألف واحدة باتفاق أهل الرسم ، وإنما الخلاف في تعيين المحذوف من الألفين كما سيأتي . وإنما لا يكتب بألفين ؛ لئلا يجتمع في الكلمة ألفان متواليان ، لأن الهمزة بينهما ليس بحاجز حصين لبعدها وخفائها ، ولأنها لا صورة لها ، وكان الأصل في هذا اللفظ أن يكتب بثلاثة ألفات : الأولى المنقلبة عن الياء التي هي عين الكلمة ، والألف الثانية التي هي صورة الهمزة ، والألف الثالثة التي هي ألف التثنية .
وإنما قلنا الأصل في هذه الهمزة أن ترسم ألفا : لأن الهمزة إذا وقعت وسطا ترسم من جنس حركتها ، فلو رسمت هاهنا ، لرسمت بالألف فيجتمع في الكلمة ألفان متواليان ، [ أعني الألف الذي هو صورة الهمزة ، والألف الذي قبل الهمزة ، والألف الذي بعد الهمزة ](1)، لأن هذا اللفظ لابد أن يكتب بإحدى الألفين : [ إما الألف الذي قبل الهمزة ، وإما الألف الذي بعد الهمزة ](2). فلذلك سقطت صورة الهمزة هاهنا باتفاق أهل الرسم ، لأن تصوير الهمزة إذا كان يؤدي إلى اجتماع صورتين متواليتين فإنها لا تصور بصورة ، وقد نبّه الناظم على هذا في باب الهمز في قوله(3): (( وما يؤدي لاجتماع صورتين فالحذف عن كل بذلك دون مين )) ، كما سيأتي بيانه إن شاء الله(4).
وأما المحذوف منه ، ففيه وجهان :
أحدهما : أن المحذوف منه الألف الأولى الذي قبل الهمزة .
والوجه الثاني : أن المحذوف منه الألف الثاني الذي بعد الهمزة .
وهذان الوجهان أشار إليهما الناظم بقوله : (( ورسم الأولى اختير في جاءانا )) ، لأن كلامه يدلّ على الوجهين المختار وغير المختار . والوجه المختار في { جَآءَ نَا } هو حذف الثاني وإثبات الأول ، وغير المختار : حذف الأول وإثبات الثاني .
__________
(1) ما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .
(2) ما بين المعقوفين سقط من : جـ " .
(3) في جـ : " بقوله " .
(4) انظر دليل الحيران ، ص 176 . وفي جـ : " إن شاء الله تعالى " .(2/275)
وأما علّة حذفه ، فأما علّة حذف الألف الثاني ، وهو الوجه المختار ، ففيه أربعة أوجه(1):
الأول : أن الألف الثانية زائدة ، والألف الأولى أصلية ، لأنها منقلبة عن عين الفعل كما تقدّم في أصله ، والزائد أولى بالحذف من الأصلي .
الوجه الثاني : أن الثقل إنما وقع بالألف الثانية دون الأولى ، فحذف ما وقع به الثقل أولى مما لم يقع به [ثقل](2).
الوجه الثالث : أن [الألف](3)الأولى هي عين الفعل قد أعلت بالقلب ، لأنها منقلبة عن ياء ، فلو أعلت بالحذف – أيضا – للحق عين الفعل إعلالان : قلب ثم حذف ، وذلك إجحاف بالحرف .
الوجه الرابع : أن في حذف الألف الثانية إشارة إلى القراءة الأخرى ، وهي قراءة الإفراد ؛ لأن هذا اللفظ قرئ بالتثنية والإفراد ، وهما قراءتان مشهورتان في السبع(4)
فإن كان هذا اللفظ مرسوما على قراءة الإفراد ، فذلك حقيقة رسمه ، وإن كان مرسوما على قراءة التثنية ، فقد حذف منه ألف واحدة تخفيفا وإشارة .
وأما علّة حذف الأول ، وهو الوجه الذي هو غير مختار ، ففيه وجهان(5):
الأول : أن الألفين هما ساكنان قد التقيا ، وحكم الساكنان إذا التقيا ، أن يحذف الأول منهما إذا لم يوجد سبيل إلى تحريك أحدهما .
الوجه الثاني : أن الألف الثانية جيء بها لمعنى لا بد من تأديته ، وهو التثنية ، فإذا حذفت الألف الثانية ، اختلّ المعنى الذي من أجله جيء بها إليه .
وأما كيفية رسمه(6): فإذا رسمته على الوجه المختار ، وهو إثبات الألف الأولى وحذف الثانية جعلت الألف نقطة بالصفراء ، وحركتها عليها نقطة بالحمراء بعد الألف السوداء ، وجعلت بعد الهمزة ألفا بالحمراء ، ولا بدّ من إلحاقها .
__________
(1) انظر المحكم ، ص 163 .
(2) ساقطة من : " جـ " .
(3) ساقطة من : " جـ " .
(4) انظر : التيسير ، ص 159 ، غيث النفع ، ص 257 .
(5) انظر المحكم ، ص 162 .
(6) انظر المصدر نفسه ، ص 163 .(2/276)
وإذا رسمته على الوجه الآخر ، وهو حذف الألف الأولى وإثبات الثانية : جعلت الهمزة نقطة بالصفراء ، وحركتها عليها نقطة بالحمراء قبل الألف السوداء ، وجعلت قبل الهمزة ألفا بالحمراء . هذا ما تعلّق بـ { جَآءَ نَا } .
وأما { تَرَ ءَا الْجَمْعَانِ } ، ففيه خمسة مطالب – أيضا – وهي :
ما أصله؟ ، وما حكمه؟ ، وما المحذوف منه؟ ، وما علّة حذفه؟ ، وما كيفية رسمه؟
وأما(1)أصله : فهو تَرَاءَيَ على وزن : (( تفاعَل )) ، نحو : تضارب وتقاتل وتشاتم [وتخاصم وتحاكم](2)، فتقول : تحرك حرف العلّة وانفتح ما قبله ، فقلبت ألفا فصار { تَرَ ءَا } .
وأما حكمه : فحكمه أن يكتب بألف واحدة باتفاق أهل الرسم ، وإنما الخلاف في تعيين المحذوف من الألفين كما سيأتي ، وإنما يكتب بألف واحدة ولا يكتب بألفين ؛ لئلا يجتمع في الكلمة ألفان متواليان ، لأن الهمزة بينهما ليست بحاجز حصين ، لبُعدها وخفائها ، ولأنها لا صورة لها ، وكان الأصل في هذا اللفظ أن يكتب بثلاث ألفات : الألف الأولى هي زائدة لبناء تفاعل ، والألف الثانية التي هي صورة الهمزة التي هي عين الفعل ، والألف الثالثة التي هي منقلبة عن الياء التي هي منقلبة عن لام الفعل ، ولكن سقطت الألف التي هي صورة الهمزة هاهنا [باتفاق](3)؛ لئلا يجتمع في الكلمة صورتان متواليتان ، وهما ألفان [ أعني الألف الذي هو صورة الهمزة والألف الذي قبل الهمزة ، والألف الذي بعد الهمزة ](4)، لأن هذه الكلمة لابدّ أن تكتب بإحدى الألفين : إما الألف الذي قبل الهمزة ، وإما الثاني الذي بعد الهمزة على الوجهين المذكورين المختار وغير المختار .
وأما المحذوف منه ، ففيه وجهان :
__________
(1) في جـ : " فأما " ، وفي ز : " أما " .
(2) ما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .
(3) ساقطة من : " جـ " .
(4) ما بين المعقوفين سقط من " جـ " ، وفيه : " هاهنا " .(2/277)
أحدهما : أن المحذوف منه الألف الأولى التي قبل الهمزة(1).
الوجه الثاني : أن المحذوف منه الألف الثانية التي بعد الهمزة(2).
وهذان الوجهان أشار إليهما الناظم بقوله : (( وفي تراءا عكس هذا بانا )) ، لأن كلامه يدلّ على المختار وغير المختار ، وهو حذف الثاني وإثبات الأول .
وأما علّة حذف الأول ، وهو الوجه المختار ، ففيه ثلاثة(3)أوجه :
الوجه الأول : أن الألف الأولى زائدة والثانية أصلية ، والزائد أولى بالحذف من الأصلي .
الوجه الثاني : أن الألفين هما ساكنان قد التقيا ، وحكم الساكنين إذا التقيا : أن يحذف الأول منهما ، إذا لم يوجد سبيل لتحريك أحدهما .
الوجه الثالث : أن الألف الثانية التي هي لام الفعل أعلّت بالقلب ، لأنها منقلبة عن ياء ، فلو أعلت بالحذف – أيضا – للحق لام الفعل إعلالان : قلب ، ثم حذف . وذلك إجحاف بالحرف .
[ فإن قلت(4): لماذا لم تكتب الألف الثانية في { تَرَ ءَا الْجَمْعَانِ } بالياء ؟ مع أن أصلها الياء كما تقدّم .
__________
(1) وهو المختار عند أبي عمرو الداني ، حيث قال : " وهذا المذهب عندي في ذلك أوجه وهو الذي أختار ،
وبه أنقط " ، وقال أيضا : " وهو أقيس عندي " ولم يوافق أبو داود أبا عمرو ، واختار الوجه الثاني .
انظر : المقنع ، ص 25 ، المحكم ، ص 159 ، مختصر التبيين ، 4 : 926 ، 927 .
وفي جـ : " الألف الأول الذي قبل الهمزة " .
(2) في جـ : " الألف الثاني الذي بعد الهمزة " .
(3) في جـ : " أربعة أوجه " .
(4) في ز " قيل " .(2/278)
قلنا : إنما لم تكتب بالياء اتفاقا ](1)للفرق بين الماضي والمستقبل في : { تَرَ ءَا الْجَمْعَانِ } { وَتَرَى الشَّمْسَ }(2)وشبهه ، لأن { تَرَ ءَا الْجَمْعَانِ } فعل ماض ، { وَتَرَى الشَّمْسَ } وشبهه ، نحو : { وَتَرَى النَّاسَ }(3)، { وَتَرَى الاْرْضَ }(4)، فعل مستقبل ، فلو كتب الألف الثانية في { تَرَ ءَا الْجَمْعَانِ } بالياء ، لالتبس الماضي بالمضارع ، ولا يُدرى أهو ماض أو مضارع .
[ فإن قلت : هذا الالتباس إنما يعرض فيما إذا حذفت الألف الأولى ، وأما إذا ثبتت الألف الأولى فلا التباس ، لسقوط الالتباس بثبوت الألف ، فلم لم تكتب { تَرَ ءَا الْجَمْعَانِ } بالياء إذا ثبتت الألف الأولى ؟
قلنا : إنما لم تكتب بالياء مع عدم الالتباس ، حملا لعدم الالتباس على محل الالتباس ، فحملت إحدى الحالتين على الأخرى ، ليجري اللفظ على نسق واحد ](5).
وأما علّة حذف الألف الثانية ، وهو الوجه الذي هو غير المختار ، ففيه – أيضا – أربعة أوجه :
الأول : أن الثقل إنما وقع بالألف الثانية دون الأولى ، لأن بها وقع التكرار ، وحذف ما وقع به الثقل أولى من حذف ما لم يقع به .
الوجه الثاني : أن الألف الثانية وقعت في الطرف ، وحذف ما وقع في الطرف أولى من غيره ؛ لأن الأطراف محل التغيير .
__________
(1) ما بين المعقوفين سقط من " جـ " ، وفيه : " الوجه الرابع : أن إثبات الألف الثانية " .
(2) سورة الكهف ، من الآية 17 .
(3) سورة الحج ، من الآية 2 .
(4) سورة الكهف ، من الآية 46 ، وغيرها .
(5) ما بين المعقوفين سقط من " جـ " ، وفيه : " فلأجل هذا ثبتت الألف الثانية وحذفت الأولى " .(2/279)
الوجه الثالث : أن الألف الثانية محذوفة في اللفظ وفي الوصل فتحذف – أيضا – في الخط ، حملا للخط على اللفظ ، كما فعلوا ذلك في : { أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ } ، { وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ } ، { وَيَدْعُ الإِنسَانُ }(1)، وشبه ذلك مما حذفت فيه الألف أو الواو أو الياء ، حملا للخط على اللفظ ، واكتفاء بالحركات قبل هذه الأحرف عنها .
الوجه الرابع : أن الألف الأولى جيء بها لمعنى لابد من تأديته ، وهو بناء ((تفاعل)) الذي هو مخصوص بفعل اثنين فأكثر ، فلو حذفت الألف الأولى ، لاختلّ هذا المعنى الذي من أجله جيء بالألف إليه .
وأما كيفية رسمه : فإذا رسمت { تَرَ ءَا الْجَمْعَانِ } على الوجه المختار ، وهو إثبات الألف الثاني وحذف الأولى(2): جعلت الهمزة نقطة بالصفراء وحركتها عليها نقطة بالحمراء قبل الألف السوداء ، وجعلت قبل الهمزة ألفا بالحمراء ، على ثبوتها في اللفظ ، وإن شئت جعلت في موضعها مَطَّةً(3).
قال أبو عمرو في المقنع(4): " ورسمها أحسن من حيث رسمها السلف الصالح في نحو : { الْعَالَمِينَ } ، و { الْفَاسِقِينَ } ، و { الْكَافِرِينَ }(5)، وشبهه .
وإذا رسمته على الوجه الآخر ، وهو إثبات الألف الأولى وحذف الثانية : جعلت الهمزة نقطة بالصفراء وحركتها عليها نقطة بالحمراء بعد الألف السوداء ، وجعلت بعد الهمزة ألفا بالحمراء : دلالة على أن بعد الهمزة ألفا ثابتة في حال الانفصال ، ساقط في حال الاتصال .
__________
(1) سبق تخريج هذه الأمثلة في ص 517 .
(2) في جـ : " وحذف الألف الأولى " .
(3) أي جعلت في موضعه مدّ . قال الفيروزأبادي : " مطّه : مدّه " .
القاموس المحيط ، مادة " مطط " ، ص 619 ، وانظر كيفية رسم { تَرَءَا } في المحكم ، ص 161 .
(4) وجدت هذا القول في المحكم ، ص 161 ، 162 .
(5) سبق تخريج هذه الأمثلة في ص 231 .(2/280)
الإعراب : قوله : (( ورسم الأولى )) مبتدأ ومضاف إليه ، وقوله : (( اختير )) ماض مركب في موضع خبر المبتدأ ، وقوله : (( في جاءانا )) جار ومجرور متعلّق بـ (( رسم )) أو (( اختير )) ، وقوله : (( وفي تراءا )) جار ومجرور متعلّق بـ (( بانا )) وقوله : (( وعكس )) مبتدأ وخبره (( بانا )) ، وقوله : (( هذا )) مضاف إليه ، تقديره : وعكس هذا بان في تراءا . ثم قال :
[241] الْقَوْلُ فِي الْمَرْسُومِ مِنْ صَادٍ إِلَى **** مُخْتَتَمِ الْقُرْءَانِ حَيْثُ كَمُلاَ
هذا هو الجزء الرابع من الحذف المرتب ، وهو الجزء الباقي من حذف الألف ، وهو من سورة صاد إلى آخر القرآن .
وقوله : (( القول في المرسوم من صاد )) إلى آخر البيت ، معناه : هذا القول موضوع ، [أو مؤلف](1)، أو مصنف ، في الحذف المرسوم في مصحف عثمان بن عفان - رضي الله عنه - من سورة صاد إلى آخر القرآن(2).
وقوله : (( المرسوم )) الألف واللام فيه موصولة بمعنى الذي ، لأنها في اسم مفعول ، أي في الحذف الذي رسم في المصحف .
وقوله : (( من صاد )) (( من )) هاهنا لابتداء الغاية ، ونهاية الغاية آخر القرآن ، وابتداء الغاية هاهنا مندرج في المعنى .
وقوله : (( إلى مختتم القرآن )) المختتم هاهنا : هو اسم مكان ، بدليل قوله : (( حيث كملا )) ، لأن (( حيث )) ظرف .
قوله : (( إلى مختتم القرآن )) ، أي إلى مكان ختم القرآن ، وهو آخره .
وقوله : (( حيث كملا )) ، بيان لقوله : (( مختتم القرآن )) ، أي وهو حيث كمال القرآن ، أي ومعنى مختتم القرآن هو حيث كملا ، أي هو الموضع الذي كمل فيه القرآن وهو آخره ، والألف في (( كملا )) لإطلاق القافية .
__________
(1) ما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .
(2) في جـ : " إلى آخره " .(2/281)
وقوله : (( كملا )) يصح في الميم منه الفتح والضم ، وهما وجهان معروفان . وهذه الترجمة تحتوي على ما فيها ، ولا تحتوي على ما قبلها ، لخروجه عنها ، كما تقدّم لنا في التراجم الثلاثة التي قبلها .
الإعراب : قوله : (( القول )) يصح أن يكون مبتدأ وخبره محذوف ، تقديره : هذا القول ثابت أو مستقر أو موضوع أو مؤلف أو مصنف ، ويصح أن يكون خبر المبتدأ محذوف ، تقديره : هذا بيان القول وهذا شرح القول ، فيكون في الكلام على هذا [حذف](1)شيئين : المبتدأ والمضاف ، قوله : (( في المرسوم )) جار ومجرور متعلّق بالثبوت والاستقرار على إعراب (( القول )) بالمبتدأ وهو متعلّق بالقول على إعراب (( القول )) بخبر المبتدأ ، وقوله : (( من صاد )) متعلّق بـ (( المرسوم )) ، وقوله : (( من صاد )) يصح فيه الانصراف وعدم الانصراف ، لأن كل اسم علم لمؤنث على ثلاثة أحرف ساكن الوسط ، يجوز فيه الانصراف وعدمه ، نحو : "هند" و" دعد"
وقوله : (( من صاد )) يجوز في ضبط هذا الدال أربعة أوجه ، وقد قرئ بها(2)كلها قوله تعالى : { صَ وَالْقُرْءَانِ } : أحدها سكون الدال ، ولكن لا يجوز إسكان الدال هاهنا في هذا البيت ؛ لئلا يلتقي ساكنان في حشو الرَّجَز .
الثاني : كسر الدال لالتقاء الساكنين ، وقيل هو أمر من صاد يصادي ، أي صادِ القرآن بعلمك يا محمد(3).
الثالث : فتح الدال على أنه مفعول ، أي أتى صاد ، ولم يصرفه هذا للتأنيث والعلمية ، لأنه اسم للسورة ، وقيل : فتح للساكنين ، وقيل : منصوب بإسقاط حرف الجر على القسم ، كقول سيبويه(4): الله لأفعلن كذا .
__________
(1) ساقطة من : " جـ " .
(2) قرأ الحسن وابن أبي إسحاق بكسر الدال ، وقرأ الحسن أيضا بضم الدال ، وقرأ عيسى بن عمر بنصب الدال
وقرأ الباقون بسكون الدال . انظر مختصر في شواذ القرآن ، ص 129 .
(3) زاد في جـ : " أي قابله يا محمد " . وفي ز : " بعملك يا محمد " .
(4) تقدمت ترجمته في ص 96 .(2/282)
الرابع : الكسر والتنوين على الانصراف على إضمار حرف القسم ، كقولك : "الله لأفعلن كذا" ، لكثرة الحذف في باب القسم ، وقيل : إنما نوّن على التشبيه بالأصوات التي تنون فرقا بين المعرفة والنكرة ، نحو : صهْ وصهٍ ، وإيهْ وإيهٍ ، وقوله : (( إلى مختتم القرآن )) متعلّق بـ (( المرسوم )) ، وقوله : (( القرآن )) مضاف إليه ، وقوله : (( حيث )) ظرف مكان وهو بدل من (( مختتم )) والعامل فيه (( المرسوم )) ، وقوله : (( كملا )) ماض . ثم قال :
[242] وَاحْذِفْ مَصَابِيحَ مَعًا وَإِدْبَارْ **** لاِبْنِ نَجَاحٍ خَاشِعًا وَالْغَفَّارْ
ذكر الناظم في هذا البيت : أربعة ألفاظ كلها لابن نجاح .
وقوله : (( واحذف مصابيح معا )) ، أراد الموضعين ، وهما قوله تعالى في سورة فصلت : { وَزَيَّنَّا السَّمَآءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا }(1)، وقوله تعالى في سورة الملك : { وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَآءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ }(2).
وقوله : (( وإدبار )) ، أراد قوله تعالى في سورة ق : { وَإِدْبَارَ السُّجُودِ وَاسْتَمِعْ }(3)، وقوله في سورة والطور : { وَإِدْبَارَ النُّجُومِ }(4).
وقوله : (( خاشعا )) ، أراد قوله تعالى في سورة الحشر : { لَّرَأَيْتَهُ?خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا }(5)، ولا يدخل فيه قوله تعالى في سورة القمر : { خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ }(6)
وإن كانت فيه قراءة بالألف على وزن ((فاعلا)) ، وهي قراءة حمزة والكسائي
__________
(1) سورة فصلت ، من الآية 11 .
(2) سورة الملك ، من الآية 5 .
(3) سورة ق ، من الآيتين 40 ، 41 .
(4) سورة الطور ، من الآية 47 . وفي جـ : " وقوله تعالى ......" .
(5) سورة الحشر ، من الآية 21 .
(6) سورة القمر ، من الآية 7 .(2/283)
وأبي عمرو بن العلا(1)، وإنما قلنا لا يدخل فيه ، لأن قراءة الألف هنا ليست بقراءة نافع ، كما نبّه عليه في الصدر في قوله(2): (( وفق قراءة أبي رويم )) ، ولم يتعرض الناظم إلا لما قرأه نافع بالألف خاص .
وقوله : (( والغفار )) ، أراد قوله تعالى في سورة صاد: { رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالاْرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ }(3)، وقوله تعالى في سورة الزمر : { أَلاَ هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ }(4)[ وقوله في سورة غافر : { وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ }(5)] .
وقوله : (( الغفار )) ، أراد المعرف بالألف واللام خاصة احترازا من قوله تعالى في سورة نوح : { إِنَّهُ? كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَآءَ }(6)، فإنه ثابت ، فالألف واللام قيْد لهذا اللفظ ، وهذا مما قيّد بالحرف .
الإعراب : قوله : (( واحذف )) فعل أمر ، وقوله : (( مصابيح )) مفعول ، وقوله : (( معا )) حال ، أي جميعا ، وقوله : (( وإدبار )) معطوف ، وقوله : (( لابن نجاح )) متعلّق بـ (( احذف )) ، وقوله : (( خاشعا والغفار )) معطوفان . ثم قال :
[243] كِذَّابًا الأَخِيرَ قُلْ وَعَنْهُمَا **** أَسَاوِرَةْ أَثَارَةٍ قُلْ مِثْلَ مَا
__________
(1) انظر : التيسير ، ص 167 ، غيث النفع ، ص 274 .
(2) تنبيه العطشان ، ص 181 .
(3) سورة ص ، الآية 65 .
(4) سورة الزمر ، من الآيتين : 6 ، 7 .
(5) سورة غافر ، من الآية 42 . وما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .
(6) سورة نوح ، من الآيتين : 10 ، 11 .(2/284)
قوله : (( كذابا الأخير )) ، أراد ابن نجاح حذف ألف { كِذَّ بًا } الأخير ، وأراد قوله تعالى في سورة النبأ : { لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلاَ كِذَّ بًا }(1)، وقيّده بالأخير احترازا من الأول ، وهو قوله تعالى في سورة النبأ – أيضا – : { وَكَذَّبُواْ بَِايَاتِنَا كِذَّابًا }(2).
وقوله : (( كذابا الأخير )) محذوف لأبي داود من غير خلاف ، بخلاف أبي عمرو الداني ، فإنه ذكر فيه الخلاف ، كما سيأتي في قول الناظم بعد [في قوله](3): (( كذا ولا كذابا أيضا يرسم بمقنع )) .
واعترض قول الناظم : (( كذابا الأخير )) : بأنه خطأ من جهة النقل لأن ابن نجاح لم يتعرض لذكر { كِذَّابًا } مطلقا لا الأول ولا الأخير في التنزيل ، ولا في مختصر التبيين ، فيا عجبا للناظم من أين نقله(4)؟!
وقوله : (( وعنهما أساورة )) سكّن الناظم (( أساورة )) لضرورة الوزن ، يعني : أن الشيخين اتفقا على حذف ألف { أَسَوِرَةٌ } ، وأراد وقوله تعالى في سورة الزخرف : { فَلَوْلاَ ?ُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسَوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ }(5)وفي هذا اللفظ في السبع قراءتان مشهورتان(6): قرأه حفص عن عاصم بغير ألف وسكون السين على وزن : ((أفعلة)) نحو حمار وأحمرة ، وقرأه الباقون بألف وفتح السين على وزن : ((أفاعلة)) مفرده إسوار ، [بكسر الهمزة](7)، لأنه يقال : "سوار المرأة" بكسر السين وضمها ويقال : "إسوار المرأة" .
__________
(1) سورة النبأ ، الآية 35 .
(2) سورة النبأ ، الآية 28 .
(3) ما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .
(4) 10) ذكر ابن آجطا أنه طالعا نسخا من التنزيل ومن مختصر التنزيل ، فلم يجد نصًّا لذلك لا بحذف ولا بإثبات ،
فنبّه الناظمَ على ذلك ، فوعده بالبحث والنظر فيه ، فلم يراجعه حتى توفي رحمه الله . انظر التبيان ، ص 49
(5) سورة الزخرف ، من الآية 53 .
(6) انظر : التيسير ، ص 159 ، غيث النفع ، ص 257 .
(7) ما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .(2/285)
وقوله : (( أساورة )) الهاء قيْد لهذا اللفظ ، احترازا من قوله تعالى في سورة الإنسان : { وَحُلُّواْ أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ }(1)، وأما قوله تعالى: { يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ } في الكهف والحج وفاطر(2)، فإنه قبل هذه الترجمة ، فلا مدخل له في هذه الترجمة .
وقوله : (( أثارة )) أتى به مخفوضا على الحكاية ، وأراد قوله تعالى في سورة الأحقاف : { أَوْ أَثَرَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }(3)وقرئ خارج السبع(4): بغير ألف بفتح الهمزة والتاء والراء ، ويحتمل حذفه أن يكون اختصار أولا ، عبرة بالقراءة الشاذة ، ويحتمل حذفه أن يكون(5)إشارة إلى القراءة الشاذة ، لأنها كانت مشهورة(6).
__________
(1) سورة الإنسان ، من الآية 21 .
(2) سورة الكهف ، من الآية 31 ، سورة الحج ، من الآية 21 ، سورة فاطر ، من الآية 33 .
(3) سورة الأحقاف ، من الآية 3 .
(4) وهي قراءة علي - رضي الله عنه - والسلمي والحسن .
انظر مختصر في شواذ القرآن ، ص 140 .
(5) في جـ ، ز : " ويحتمل أن يكون حذفه ....... " .
(6) زاد في جـ : " في ذلك الزمان " .(2/286)
الإعراب : قوله : (( كذابا )) معطوف على المنصوب وهو قوله قبله : (( واحذف مصابيح )) ، وقوله : (( الأخير )) نعت المنصوب ، وقوله : (( قل )) أمر ، وقوله : (( وعنهما )) جار ومجرور متعلّق بفعل مضمر ، أي وجاء عنهما ، وقوله : (( أساورة )) فاعل ، تقديره : وجاء أساورة ، أو تقول مفعول ، تقديره : واحذف أساورة ، وهو مسكّن لضرورة الوزن ، وقوله : (( أثارة )) معطوف محكي ، وقوله : (( قل )) أمر ، وقوله : (( مثل ما )) منصوب على الحال ، تقديره : واحذف حالة كونه مثل ما تقدّم ، ويصحّ أن يكون نعتا لمصدر محذوف ، تقديره : واحذفه حذفا مثل ما تقدّم ، ويصح أن يكون مرفوعا ، فيكون خبر المبتدأ محذوف ، أي هما مثل ما تقدّم ، وقوله : (( ما )) موصولة بمعنى الذي ، وحذفت صلة الموصول هنا للعلم بها ، ويحتمل أن يكون بمعنى التي ، أي مثل الألفاظ التي تقدّمت . ثم قال :
[244] وَأَنْ تَدَارَكَهْ وَفِي عِبَادِي **** ثُمَّ لَهُ عِبَادَنَا بِصَادِ
وفي بعض النسخ(1): (( وأن تداركه في عبادي )) بضم الهاء وإسقاط الواو قبل ((في عبادي)) ، وهما بمعنى واحد .
ذكر الناظم في هذا البيت ، ثلاثة ألفاظ بالحذف : لفظين في الشطر الأول اتفق على الحذف فيهما أبو عمرو وأبو داود ، لأن الناظم عطفه على قوله قبله : (( قل وعنهما أساورة أثارة قل مثل ما )) ، وذكر في الشطر الآخر لفظا واحدا لأبي داود بالحذف .
وقوله : (( وأن تداركه )) ، أراد قوله تعالى في سورة ن والقلم : { لَوْلاَ أَن تَدَ رَكَهُ?نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ? لَنُبِذَ بِالْعَرَآءِ }(2).
وقوله : (( وأن تداركه )) هذا الحرف الذي هو (( أن )) ليس بقيد في هذا اللفظ ، لأنه متحد ، وإنما هو للبيان .
وقوله : (( وفي عبادي )) ، أراد قوله تعالى في سورة والفجر : { فَادْخُلِي فِي عِبَدِي }(3).
__________
(1) كما في : " جـ " .
(2) سورة القلم ، من الآية 49 .
(3) سورة الفجر ، من الآية 32 .(2/287)
وقوله : (( في )) قيْد لهذا اللفظ ، احترازا من غيره ، كقوله تعالى : { يَعِبَادِي لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ [وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ] }(1)، وغير ذلك .
وقرئ هذا اللفظ خارج السبع : (عَبْدِي) بالإفراد(2)، فيحتمل أن يكون حذفه اختصارا ، أو يحتمل أن يكون حذفه إشارة إلى القراءة الشاذة ، لأنها قد كانت مشهورة في ذلك الزمان .
وقوله : (( ثم له عبادنا بصاد )) الضمير في قوله : (( له )) يعود على ابن نجاح ، أي احذف لابن نجاح ألف { عِبَادَنَا } الواقع في سورة صاد ، أراد قوله تعالى : { وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ }(3)، وقرأه ابن كثير بالإفراد من غير ألف ، وقرأه الباقون بالجمع(4).
فهو مما اختلف القراء في قراءته ، واختلفت المصاحف في رسمه ، وحذفه حذف اقتصار وإشارة .
وقوله : (( بصاد )) قيّده بالسورة ، احترازا من قوله تعالى في سورة الشورى : { وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ? مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا }(5).
واعترض الضمير المجرور باللام في قوله : (( له )) : بأنه ليس في الكلام ما يدلّ على إعادته على ابن نجاح دون أبي عمرو ، لتقدّم الشيخين معا ، فإعادة هذا الضمير على ابن نجاح دون غيره ، ترجيح من غير مرجّح .
__________
(1) سورة الزخرف ، الآية 68 .
وما بين المعقوفين سقط من : " جـ " ، " ز " .
(2) وهي قراءة ابن عباس وعكرمة والضحاك وأبي بن كعب .
انظر : المحتسب ، 2 : 360 ، مختصر في شواذ القرآن ، ص 174 .
(3) سورة ص ، من الآية 44 .
(4) انظر : التيسير ، ص 152 ، غيث النفع ، ص 241 .
(5) سورة الشورى ، من الآية 49 .(2/288)
أجيب عنه : بأن الناظم اعتمد في هذا على منصوص أبي داود في التنزيل ، ونصه في التنزيل(1): " { وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ } بغير ألف بين الباء والدال ، لقراءة ابن كثير كذلك مع فتح العين وإسكان الدال على التوحيد ، وقرأه الباقون بالألف على الجمع " [انتهى](2).
الإعراب : قوله : (( وأن تداركه )) معطوف على ما قبله ، تقديره : وجاء – أيضا – عن الشيخين أن تداركه ، وقوله : (( وفي عبادي )) معطوف ، قوله : (( ثم )) حرف عطف ، وقوله : (( له )) جار ومجرور متعلّق بفعل محذوف ، تقديره : واحذف لابن نجاح ، وقوله : (( عبادنا )) مفعول بفعل مضمر ، أي واحذف عبادنا ، أو تقول فاعل بفعل مضمر ، تقديره : وجاء لابن نجاح عبادنا ، فيتعلق (( له )) بهذا الفعل على هذا التقدير ، وقوله : (( بصاد )) جار ومجرور ، والباء بمعنى في ، أي في صاد ، وهو متعلّق(3)بحال محذوفة ، أي واقعا بصاد . ثم قال :
[245] أَضْغَانُ أَلْوَاحٍ وَفِي لَوَاقِعْ **** وَعَنْهُمَا الْخِلاَفُ فِي مَوَاقِعْ
ذكر الناظم في الشطر الأول من هذا البيت : ثلاثة ألفاظ كلها بالحذف لأبي داود ، لأنه عطفها على قوله(4): (( ثم عبادنا بصاد )) .
وقوله : (( أضغان )) ، أراد قوله تعالى في سورة القتال : { أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّنْ يُّخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ }(5)، وقوله تعالى في هذه السورة – أيضا – : { وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ }(6).
وقوله : (( ألواح )) ، أراد قوله تعالى في سورة القمر : { وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ }(7).
__________
(1) مختصر التبيين ، 4 : 1052 . وانفرد بحذفه أبو داود .
(2) ساقطة من : " جـ " .
(3) زاد في جـ : " بصفة محذوفة ، أي الواقع بصاد ، أو تقول متعلّق " .
(4) زاد في جـ ، ز : " قبله " .
(5) سورة محمد ، الآية 30 .
(6) سورة محمد ، من الآية 38 .
(7) سورة القمر ، الآية 13 .(2/289)
ولا يدخل فيه مثل قوله تعالى في سورة [الأعراف ] : { وَأَلْقَى الألْوَاحَ }(1)، وقوله – أيضا – : { وَكَتَبْنَا لَهُ? فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ }(2)، وقوله فيها – أيضا – : { وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ }(3)فإنه ثابت ، لأنه فوق هذه الترجمة .
وقوله : (( وفي لواقع )) ، أراد قوله تعالى في سورة والذاريات : { وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ }(4)، وقوله تعالى في والطور : { إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ }(5)، وقوله تعالى في سورة والمرسلت : { إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ }(6)، وحيث جاء هذا اللفظ ، فإنه محذوف لأبي داود إذا كان هكذا باللام .
وقوله : (( لواقع )) اللام قيْد لهذا اللفظ ، احترازا من الذي لا لام فيه فإنه ثابت ، كقوله تعالى في سورة الشورى : { وَهْوَ وَاقِعٌ بِهِمْ }(7)، وقوله تعالى : { سَالَ سَآ لٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ }(8)، وشبه ذلك .
وقوله : (( وعنهما الخلاف في مواقع )) ، أي اختلف الشيخان في ألف ((مواقع)) ، أراد قوله تعالى : { فَلاَ ?ُقْسِمُ بِمَوَ قِعِ النُّجُومِ }(9)في سورة الواقعة ، وفي هذا اللفظ في السبع قراءتان مشهورتان(10): قرأه الأخوان بغير ألف وسكون الواو ، وقرأه الباقون بالألف ، فهو مما اختُلف في قراءته ورسمه .
__________
(1) سورة الأعراف ، من الآية 150 . و"الأعراف" ساقطة من : " جـ " .
(2) سورة الأعراف ، من الآية 145 .
وفي جـ : " وقوله فيها أيضا " .
(3) سورة الأعراف ، من الآية
(4) سورة الذاريات ، الآية 6 .
(5) سورة الطور ، الآية 6 .
(6) سورة المرسلت ، الآية 7 .
(7) سورة الشورى ، من الآية 20 .
(8) سورة المعارج ، الآية 1 .
(9) سورة الواقعة ، الآية 78 .
(10) 10) انظر : غيث النفع ، ص 279 ، التيسير ، ص 168 .(2/290)
الإعراب : قوله : (( أضغان )) معطوف على ما قبله ، أي وجاء عنه أضغان ، أي حذف ألف أضغان ، وقوله : (( ألواح )) معطوف ، وقوله : (( وفي لواقع )) جار ومجرور متعلّق بفعل مضمر ، أي وجاء الحذف عنه في لواقع ، وقوله : (( وعنهما الخلاف )) مبتدأ وخبره في المجرور قبله ، ويصح أن يكون فاعلا بفعل مضمر تعلق به الجار قبله ، تقديره : وجاء الخلاف عنهما ، وقوله : (( في مواقع )) متعلّق بالثبوت والاستقرار على جعل (( الخلاف )) مبتدأ ، ومتعلّق الفعل بمحذوف على جعل (( الخلاف )) فاعلا بفعل مضمر . ثم قال :
[246] كَذَا وَلاَ كِذَّابًا أَيْضًا يُرْسَمُ **** بِمُقْنِعٍ وَعَنْهُمَا عَالِيهِمُ
[247] بِالْحَذْفِ مَعْ خِتَامُهُ كَبَائِرْ **** وَابْنُ نَجَاحٍ وَاعِيَةْ بَصَائِرْ
قوله : (( كذا ولا كذابا أيضا يرسم )) ذكر الناظم في هذا الشطر : أن أبا عمرو الداني ذكر الخلاف في قوله تعالى في سورة النبأ : { لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلاَ كِذَّ بًا }(1)؛ لأنه عطفه على المختلف فيه ، وهو قوله قبله : (( وعنهما الخلاف في مواقع )) .
قوله : (( ولا كذابا أيضا يرسم بمقنع )) ، أي { وَلاَ كِذَّ بًا } مكتوب ومرسوم في المقنع بالخلاف(2)، وقرأه الكسائي بتخفيف الدال مع الألف(3)، وهذا هو الأخير الذي ذكره في البيت قبل هذا البيت ، لأنه محذوف لأبي داود ، وذكره هاهنا بالخلاف لأبي عمرو الداني .
__________
(1) سورة النبأ ، الآية 35 .
(2) ذكر في حاشية النسخة الأصل أبياتا عن الخلاف في لفظ كذابا وغيرها ، وهي :
ورجح الإثبات عن إثبات * في كاتبا روضات والجنات
ربا كلاهما كذا ءالهتنا * يواطئوا سبحان قلت أنا
أفاتخذتم أدعياء ريحان * كذابا الأخير والمرجان
(3) انظر : المبسوط ، 393 ، النشر ، 2 : 397 .(2/291)
وقوله : (( وعنهما عاليهم بالحذف )) هذا من باب التضمين ، لأن معنى هذا في أول البيت الثاني ، وهو قوله : (( بالحذف )) ، يعني : أن الشيخين اتفقا على حذف الألف في قوله تعالى : { عَلِيهِمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ }(1)في سورة الإنسان ، وفيه في السبع قراءتان مشهورتان : بإسكان الياء وفتحها مع الألف في القراءتين معا ، وقرئ في الشاذ خارج السبع : { عَلَيْهُمْ } بغير ألف(2)، فيحتمل أن يكون حذفه اختصارا ، ويحتمل أن يكون إشارة إلى القراءة الشاذة .
[ وقوله : (( مع ختامه )) ، يعني : أن الشيخين اتفقا على حذف ألف { خِتَمُهُ? } ، وأراد قوله تعالى في سورة ويل للمطففين : { خِتَمُهُ? مِسْكٌ }(3)، وفيه في السبع قراءتان مشهورتان(4): قرأه الكسائي { خَاتِمُهُ? } بفتح الخاء وكسر التاء ، وقرأه الباقون بكسر الخاء وفتح التاء . فحذف منه الألف قبل التاء على قراءة الكسائي ، وحذف منه الألف بعد التاء على قراءة الجماعة ، فهو مما اتفقت المصاحف على حذفه واختلفت القراء في قراءته ، ولكن ثبتت الألف في القراءتين معا ، وإنما الخلاف هل الألف قبل التاء أوهي بعد التاء، وقرئ في الشاذ ختمه بغير ألف ، فيحتمل حذفه الاختصار ويحتمل الإشارة ](5)كما تقدّم في نظائره .
وقوله : (( كبائر )) ، يعني : أن الشيخين اتفقا على حذف ألف { كَبَرَ } وأراد
__________
(1) سورة الإنسان ، من الآية 21 . وقرأ نافع وحمزة بإسكان الياء وكسر الهاء ، وقرأ الباقون بفتح الياء وضم
الهاء . انظر : غيث النفع ، ص 298 ، التيسير ، ص 177 .
(2) وهي قراءة مجاهد وابن سيرين . انظر مختصر ، ص 166 .
(3) سورة المطففين ، من الآية 26 .
(4) انظر : التيسير ، ص 179 ، غيث النفع ، 303 .
(5) ما بين المعقوفين ، مقدار سبعة أسطر ، سقطت من : " جـ " .(2/292)
قوله تعالى في سورة الشورى : { وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُواْ هُمْ يَغْفِرُونَ }(1)، وقوله تعالى في سورة والنجم : { الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ }(2).
قوله : (( وابن نجاح واعية بصائر )) ، يعني : أن ابن نجاح حذف ألف { وَاعِيَةٌ } وأراد قوله تعالى : { وَتَعِيَهَا ?ُذْنٌ وَاعِيَةٌ }(3)في سورة الحاقة وليس في القرآن غيره
وقوله : (( بصائر )) ، يعني : أن ابن نجاح حذف ألف { بَصَآ رَ } ، وأراد قوله
تعالى في سورة الجاثية : { هَذَا بَصَآ رُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمِ يُوقِنُونَ }(4)، ولا يدخل فيه ما قبل هذه الترجمة ، لأن الترجمة قيْد له ، فما وقع قبل هذه الترجمة(5)
فهو ثابت ، كقوله تعالى في سورة الأعراف : { هَاذَا بَصَآ رُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }(6)، وقوله تعالى في سورة القصص : { بَصَآ رَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }(7).
__________
(1) سورة الشورى ، الآية 34 .
(2) سورة النجم ، من الآية 31 .
(3) سورة الحاقة ، من الآية 11 .
(4) سورة الجاثية ، الآية 19 .
(5) وهي ترجمة : " وهاك ما من مريم لصاد * على اطراد وبلا طراد " .
(6) سورة الأعراف ، من الآية 203 .
(7) سورة القصص ، من الآية 43 .(2/293)
الإعراب : قوله : (( كذا )) جار ومجرور وهو في موضع نصب على الحال ، أو يكون نعتا لمصدر محذوف ، تقديره : رسما كذا ، أي مثل ذا ، وقوله : (( ولا كذابا )) مبتدأ وخبره في (( يرسم )) ، وقوله : (( أيضا )) مصدر ، وقوله : (( مقنع )) متعلّق بـ (( يرسم )) ، تقديره : ولا كذابا يرسم(1)في المقنع – أيضا – مختلف فيه ، وقوله : (( وعنهما )) متعلّق بفعل محذوف تقديره : وجاء عنهما ، وقوله : (( عاليهم )) فاعل بجاء ، ويصح أن يكون (( عاليهم )) مبتدأ ، ويتعلق (( عنهما )) بالثبوت والاستقرار ، لأنه خبر مبتدأ ، وقوله : (( بالحذف )) متعلّق بجاء على التقدير الأول ، ومتعلّق بالثبوت والاستقرار على التقدير الثاني ، وقوله : (( مع )) ظرف والعامل في الظرف [ حال محذوفة ، أي كائنا مع ختامه ](2)، وقوله : (( ختامه )) مخفوض بالظرف محكي ، وقوله : (( كبائر )) معطوف على (( ختامه )) ، وقوله : (( وابن نجاح )) فاعل بفعل محذوف ، أي وَحَذف ابن نجاح أو نقل ابن نجاح ، وقوله : (( واعية )) مفعول ، وقوله : (( بصائر )) معطوف . ثم قال :
[248] كَذَا الْمُنَاجَاةُ لَهُ قَدْ وَقَعَتْ **** وَخُلْفُ رَيْحَانُ لَهُ فِي وَقَعَتْ
وقوله : (( كذا المناجاة له قد وقعت )) ، يعني : أن ألفاظ المناجاة وقعت لابن
نجاح بالحذف ، كما وقع له بالحذف { وَاعِيَةٌ } و { بَصَآ رُ } .
__________
(1) في جـ ، ز : " مرسوم " .
(2) ما بين المعقوفين سقط من " جـ " ، وفيه : " هو العامل في عنهما " .(2/294)
وقوله : (( المناجاة )) هذا اللفظ من المصادر التي ذكرها الناظم ، ومراده ما تصرّف منها ، فقوله : (( المناجاة )) يريد ما تصرّف من هذا المصدر ، وأما هذا المصدر فلم يقع في القرآن ، كقوله : (( الاستئذان )) في قوله أولا(1): (( كذا رواسي والاستئذان )) يعني : ما تصرّف من الاستئذان ، وأما الاستئذان فلم يوجد في القرآن كذلك ، وقوله هاهنا : (( المناجاة )) يريد ما تصرّف منه ، كقوله تعالى : { وَيَتَنَاجَوْنَ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ }(2)وقوله تعالى : { إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلاَ تَتَنَاجَوْاْ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْاْ بِالْبِرِّ والتَّقْوَى }(3)، وقوله تعالى : { إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ }(4)، [ واختلف القراء في لفظ واحد منها ، وهو قوله تعالى : { وَيَتَنَاجَوْنَ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ } ، قرأه الجماعة بالألف ، وقرأه حمزة بغير ألف(5)، وأصله عنده : ((يتنجِيُون)) على وزن : (( يفتعلون )) نقلت ضمة الياء إلى الجيم ، فحذفت الياء للالتقاء الساكنين ](6).
وقوله : (( وخلف ريحان له في وقعت )) ، يعني : أن ابن نجاح ذكر الخلاف في قوله تعالى : { فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ }(7)في سورة الواقعة ، وقيّده الناظم بقوله : (( له في وقعت )) وهي سورة إذا وقعت ، احترازا من قوله تعالى في سورة الرحمن : { وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ }(8)، فإنه ثابت من غير خلاف .
__________
(1) تنبيه العطشان ، ص487 .
(2) سورة المجادلة ، من الآية 8 .
(3) سورة المجادلة ، من الآية 9 .
(4) سورة المجادلة ، من الآية 12 .
(5) هكذا : { وَيَنْجُونَ بِالإِثْمِ .. } ووافقه من العشرة رويس . انظر : النشر ، 2 : 385 ، المبسوط ، ص 364 .
(6) ما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .
(7) سورة الواقعة ، الآية 92 .
(8) سورة الرحمن ، الآية 10 .(2/295)
واعتُرض قوله : (( وخلف ريحان له في وقعت )) : بأنه سكت عن مختار أبي داود في هذا اللفظ ، لأنه اختار فيه الإثبات ، لأنه قال في التنزيل بعد ذكر الخلاف : "واختياري الألف مثل الذي في الرحمن "(1)، ومن حقّ الناظم أن يذكر ذلك ، لالتزامه أن يذكر كل ما ذكروه .
الإعراب : (( كذا )) جار ومجرور متعلّق بـ (( وقعت )) وهو في موضع نصب على الحال من الفاعل بـ (( وقعت )) ، أو يكون نعتا لمصدر محذوف ، أي وقوعا كذا وقوله : (( المناجاة )) مبتدأ وخبره فيما بعده ، (( له )) متعلّق بـ (( وقعت )) ، و (( قد )) حرف تحقيق ، وقوله : (( وقعت )) ماض وعلامة التأنيث ، وقوله : (( وخلف )) مبتدأ ، و (( ريحان )) مضاف إليه محكي ، وقوله : (( له )) جار ومجرور متعلّق بالثبوت والاستقرار ، لأنه خبر المبتدأ ، تقديره : وخلف ريحان ثابت أو مستقر ، أي لابن نجاح ، وقوله : (( في وقعت )) جار ومجرور متعلّق [ بحال محذوفة من قوله : (( ريحان )) ، تقديره : وخلف ريحان كائنا في وقعت ثابت أو مستقرلابن نجاح ](2). ثم قال :
[249] وَمثْلَهُ الْمُرْجَانُ عَنْهُ قَدْ رُسِمْ **** عَنِ الْخُرَسَانِي عَطَاءٍ وَحَكَمْ
يعني أن ألف ((المرجان)) في قوله تعالى : { يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ }(3)مرسوم عن أبي داود بالخلاف ، ونسب أبو داود هذا الخلاف إلى هذين الإمامين ، وهما عطاء بن يزيد الخرساني ، وحكم بن عمران الأندلسي القرطبي(4).
__________
(1) مختصر التبيين ، 4 : 1184 .
(2) ما بين المعقوفين سقط من " جـ " ، وفيه : " بما تعلق به له " .
(3) سورة الرحمن ، الآية 20 .
(4) سبق التعريف بهذين العلمين في ص 491 .(2/296)
الإعراب : قوله : (( ومثله )) مبتدأ وخبره : (( المرجان )) ، أو تقول (( المرجان )) مبتدأ ، (( ومثله )) خبره ، وقوله : (( عنه )) متعلّق بـ (( رسم )) ، وقوله : (( عن الخرساني )) متعلّق بـ (( رسم )) – أيضا – ، وقوله : (( عطاء )) بدل من الخرساني ، وقوله : (( وحكم )) معطوف على (( الخرساني )) . ثم قال :
[250] وَعَنْهُ فِي أَقْوَاتِهَا قَدْ حُذِفَا **** كَذَا النَّوَاصِي عَنْهُ أَيْضًا عُرِِفَا
ذكر في الشطر الأول من هذا البيت أن الألف قد حذف عن ابن نجاح في { أَقْوَاتَهَا } أراد قوله تعالى في سورة فصلت : { وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا }(1)، وذكر في الشطر الثاني – أيضا – عن ابن نجاح أن الحذف – أيضا – عرف له في ألف ((النواصي)) ، وأراد قوله تعالى في سورة الرحمن : { فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالاْقْدَامِ }(2)والألف في قوله : (( حذفا )) و (( عرفا )) لإطلاق القافية .
الإعراب : قوله : (( وعنه )) متعلّق بـ (( حذفا )) ، وقوله : (( في أقواتها )) كذلك ، وقوله : (( في أقواتها )) محكي ، وقوله : (( كذا )) جار ومجرور في موضع نصب على الحال من الضمير المستكن(3)في : (( عرفا )) ، أو يكون نعتا لمصدر محذوف أي عرف عرفا كذا ، وقوله : (( النواصي )) مبتدأ وخبره فيما بعده ، وقوله : (( عنه )) متعلّق بـ (( عرفا )) ، وقوله : (( أيضا )) مصدر . ثم قال :
[251] وَمَا أَتَى فِي الذِّكْرِ مِنْ خَاشِعَةٍ **** مَعَ تُمَارُونَهُ مَعْ كَاذِبَةٍ
[252] فِي سُورَةِ الْعَلَقِ قُلْ وَالْمُنْصِفُ **** أَطْلَقَهَا وَابْنُ نَجَاحٍ يَحْذِفُ
[253] أَهَانَنِ الأَلْقَابِ مَعْ تَفَاوُتْ **** ثُمَّ يَنَابِيعَ حُطَامًا قَانِتْ
__________
(1) سورة فصلت ، من الآية 9 .
(2) سورة الرحمن ، من الآية 40 .
(3) في جـ : " المستتر " .(2/297)
قوله : (( وما أتى في الذكر من خاشعة )) ، الذكر المراد به هاهنا : القرآن ، لأن الذكر من أسماء القرآن ، ومنه قوله تعالى : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ? لَحَفِظُونَ }(1)، وقوله تعالى : { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ }(2)
وقوله : (( وما أتى في الذكر من خاشعة )) ، أي في القرآن من { خَاشِعَةٍ } ، هذا معطوف على قوله قبله : (( كذا النواصي عنه أيضا عرفا )) ، ثم قال : (( وما أتى في الذكر من خاشعة )) ، يعني : أن كل ما جاء في القرآن من { خَاشِعَةٍ } فهو معروف – أيضا – بالحذف لابن نجاح ، مثل قوله تعالى في [سورة](3)حم السجدة : { وَمِنْ ءَايَاتِهِ? أَنَّكَ تَرَى الاْرْضَ خَاشِعَةً }(4)، وقوله تعالى في ن والقلم : { خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ }(5)، وقوله تعالى في سورة المعارج : { خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ }(6)،
وقوله تعالى في سورة الغاشية : { وُجُوهٌ يَوْمَذٍ خَاشِعَةٌ }(7).
وقوله : (( مع تمارونه )) ، يعني أن ابن نجاح حذف ألف ((تمارونه)) ، وأراد قوله تعالى في سورة والنجم : { أَفَتُمَارُونَهُ? }(8)، وفيه في السبع قراءتان مشهورتان(9): قرأه الأخوان بغير ألف مع فتح التاء وسكون الميم ، وقرأه الباقون بالألف مع ضم التاء وفتح الميم .
وهذا(10)مما اختلف فيه قراءة ورسما ، وحذفه حذف إشارة .
__________
(1) سورة الحجر ، الآية 9 .
(2) سورة النحل ، من الآية 44 .
(3) ساقطة من : " جـ " ، " ز ".
(4) سورة فصلت ، من الآية 38 .
(5) سورة القلم ، من الآية 43 .
(6) سورة المعارج ، من الآية 44 .
(7) سورة الغاشية ، الآية 2 .
(8) سورة النجم ، من الآية 12 .
(9) انظر : التيسير ، ص 166 ، غيث النفع ، ص 272 .
(10) 10) في جـ : " فهو " .(2/298)
وقوله : (( مع كاذبة )) هذا من باب التضمين ، لأن معناه فيما بعده ، وهو قوله في سورة العلق(1): { نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ } ، يعني : أن ابن نجاح حذف ألف { كَاذِبَة } في سورة العلق ، وقيّده بالسورة احترازا مما وقع في سورة الواقعة
فإنه ثابت ، وهو قوله تعالى : { لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ }(2).
وقوله : (( قل والمنصف أطلقه )) ، يعني : أن صاحب المنصف أطلق لفظ { كَاذِبَة } بالحذف ، فحذف ما [وقع](3)في العلق ، وما وقع في الواقعة عنده .
وهذا مما انفرد به صاحب المنصف .
وقوله : (( وابن نجاح يحذف [أهانن](4)) ، أراد قوله تعالى في سورة والفجر : { فَيَقُولُ رَبِّيَ أَهَانَنِ? }(5).
وقوله : (( الألقاب )) ، أراد قوله تعالى في سورة الحجرات : { وَلاَ تَنَابَزُواْ بِالاْلْقَابِ }(6).
وقوله : (( مع تفاوت )) ، أراد قوله تعالى في سورة الملك : { مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَانِ مِن تَفَاوُتٍ }(7)، وفيه في السبع قراءتان مشهورتان(8): قرأه الأخوان بغير ألف وتشديد الواو ، وقرأه الباقون بالألف وتخفيف الواو ، وحذفه حذف إشارة .
وقوله : (( ثم ينابيع )) ، أراد قوله تعالى في سورة الزمر : { فَسَلَكَهُ? يَنَابِيعَ فِي الاْرْضِ }(9).
__________
(1) 11) سورة العلق ، من الآية 17 . و بعدها في جـ ، ز : " وأراد قوله تعالى في سورة العلق " .
(2) سورة الواقعة ، الآيتين 2 ، 3 .
(3) ساقطة من : " جـ " .
(4) ما بين المعقوفين سقط من " جـ " ، وفيه : " إلى آخر البيت يعني أن ابن نجاح يحذف هذه الستة " .
(5) سورة الفجر ، الآية 6 .
(6) سورة الحجرات ، من الآية 11 .
(7) سورة الملك ، من الآية 3 .
(8) انظر : غيث النفع ، ص 288 ، التيسير ، ص 172 .
(9) سورة الزمر ، من الآية 20 .(2/299)
وقوله : (( حطاما )) ، أراد قوله تعالى في سورة الزمر : { ثُمَّ يَجْعَلُهُ? حُطَامًا }(1)
وقوله : (( قانت )) ، أراد قوله تعالى في سورة الزمر : { أَمَنْ هُوَ قَانِتٌ ءَانَآء الَّيْلِ } ، ولا يدخل فيه ما قبل هذه الترجمة ، كقوله تعالى في سورة النحل : { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ ?ُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ }(2)، فإنه ثابت .
الإعراب : قوله : (( وما )) موصولة بمعنى الذي ، أي والذي أتى [ وهي معطوفة وقوله : (( أتى )) فعل ماض ، قوله : (( في الذكر )) متعلّق بـ(( أتى )) ](3)، وقوله : (( من خاشعة )) متعلّق بـ (( أتى )) – أيضا – ، وقوله : (( مع تمارونه )) ظرف ومخفوض به وكذلك (( مع كاذبة )) ، والعامل في الظرفين [ حال محذوفة ، أي كائنا مع ](4)، وقوله : (( في سورة العلق )) متعلّق بحال محذوفة ، أي كاذبة كائنا في سورة العلق ، وقوله : (( قل )) فعل أمر ، وقوله : (( والمنصف )) مبتدأ وخبره : (( أطلقه )) ، وقوله : (( أطلقه )) ماض ومفعول ، وقوله : (( وابن نجاح )) مبتدأ وخبره : (( يحذف )) ، وقوله : (( أهانن )) مفعول ، وقوله : (( الألقاب )) معطوف محكي ، [ وقوله : (( مع تفاوت )) ظرف ومخفوض بالظرف ، والعامل في الظرف محذوف ، أي كائنا مع تفاوت ، وقوله : (( ينابيع )) ](5)وما بعده معطوفات ثم قال :
[254] وَوَزْنُ فَعَّالٍ وَفَاعِلٍ ثَبَتَ **** فِي مُقْنِعٍ إِلاَّ الَّذِي تَقَدَّمَتْ
__________
(1) سورة الزمر ، من الآية 20 .
(2) 10) سورة النحل ، من الآية 120 .
(3) 11) ما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .
(4) 12) ما بين المعقوفين سقط من " جـ " ، وفيه : " أتى " .
(5) ما بين المعقوفين سقط من : " جـ " .(2/300)
لمّا ذكر الناظم – رحمه الله – { قَانِتًا } هاهنا ، وهو وزن : (( فاعل )) ، وذكر – أيضا – أول هذه الترجمة { خَاشِعًا } ، وهو وزن : (( فاعل )) – أيضا – ، وذكر معه – أيضا – { الْغَفَّارُ } ، وهو وزن : (( فعّال )) ، ونسب الحذف فيها كلها لأبي داود ، أراد أن ينبّه على أن أبا عمرو لم يحذف من هذين الوزنين إلا ما تقدّم .
وقوله : (( ووزن فعال وفاعل ثبت )) .
مثال(1)(( فعّال )) : { خَوَّانٍ } و { خَتَّارٍ } و { كَفَّارٍ } و { جَبَّارٍ } و { سَحَّارٍ } وغير ذلك .
ومثال(2)(( فاعل )) : { شَاهِدٌ } و((طارد)) و { مَّارِدٍ } و((سارب)) و { ثَاقِبٌ } ، { وَظَالِمٌ } وغير ذلك .
وقوله : (( ووزن فعّال وفاعل ثبت )) البيت ، يعني : أن أبا عمرو الداني صرّح بإثبات الألف في وزن : (( فعّال )) ووزن : (( فاعل )) إلا ما تقدّم لأبي عمرو بالحذف إما وفاقا وإما خلافا ، وهي عشرون لفظا(3):
الأول والثاني والثالث : { صَالِحُ } و { خَالِدٌ } و { مَلِكَ } نبّه عليه بقوله(4): (( وصالح وخالد ومالك )) .
والرابع : لفظ { الْبِاطِلَ } في الموضعين ، نبّه عليه بقوله(5): (( وضمن الداني منه المقنعا وباطل من قبل ما كانوا معا )) .
والخامس : لفظ { الْخَلَّقُ } ، ونبّه عليه بقوله(6): (( وفي غلامين وفي الخلاق )) .
__________
(1) تقدّم تخريج هذه الأمثلة في ص 490 .
(2) تقدّم – أيضا – تخريج هذه الأمثلة في ص 490 .
(3) في حاشية ز : " وقد جمعها بعضهم ، فقال بعد قوله : ووزن فعال وفاعل ثبت :
وهي صالح وخالد خالق * ومالك عالم كاتب فالق * وباطل وكاذب سحر وكافر * جاعل طائر وبالغ قادر
طائف فارغا بهادي سامرا * عاليهم في العدّ عشرون ترى * وأثبتت في الغير كنحو سارب خوان ختار *
ونحو كفار جبار * بارد ظلام بارد * ثاقب شارب وشبه شاهد " انتهى .
(4) تنبيه العطشان ، ص 334 .
(5) تنبيه العطشان ، ص 353 .
(6) تنبيه العطشان ، ص 400 .(2/301)
والسادس : لفظ { كَاتِبٌ } ، نبّه عليه بالخلاف في قوله(1): (( وكاتبا وهو الأخير عنهما )) البيت .
والسابع : لفظ { طَارٍ } ، نبّه عليه بقوله(2): [ (( ومثله في الموضعين طائرا)) ] إلى آخره .
والثامن : { بَلِغَ الْكَعْبَةِ } ، نبّه عليه بقوله(3): (( وبالغ الكعبة قل والأنبياء )) .
والتاسع والعاشر : { جَعِلُ الَّيْلِ } و { فَلِقُ الْحَبِّ } نبّه عليهما بالخلاف في قوله(4): (( وجاعل اليل وأولى فالق )) .
والحادي عشر : { عَلِمُ الْغَيْبِ } ، نبّه عليه بقوله(5): (( وعالم الغيب لكل بسبا ))
والثاني عشر والثالث عشر : { كَذِبٌ } في الزمر ، و { الْكَفِرُ } في الرعد ، نبّه عليهما بقوله(6): (( وكاذب في زمر والكافر في الرعد )) .
والرابع عشر : { طَفٌ } في الأعراف ، نبّه عليه بالخلاف في قوله(7): (( وفي الأعراف قد جاء طائف على خلاف )) .
والخامس عشر : لفظ { سَاحِرٍ } ، نبّه عليه بقوله(8): (( وعنهما في ساحر في النكر )) .
والسادس عشر : { سَمِرًا تُهْجِرُونَ } ، نبّه عليه بقوله(9): (( تساقط احذف سامرا وباعد )) .
والسابع عشر : لفظ { بِهَدِي } في الموضعين ، نبّه عليه بالخلاف في قوله(10): (( فناظرة ثم معا بهادي )) .
والثامن عشر : لفظ { بِقَدِرٍ } في الأولين ، نبّه عليه بقوله(11): (( وفي بقادر في الأولين الحذف مع تصاعر )) .
التاسع عشر : لفظ { فَرِغًا } ، نبّه عليه بقوله(12): (( وعنهما في فارغا واداركا ))
__________
(1) تنبيه العطشان ، ص 419 .
(2) ما بين المعقوفين سقط من : " جـ" .
(3) تنبيه العطشان ، ص 439 .
(4) تنبيه العطشان ، ص 452 .
(5) تنبيه العطشان ، ص 457 .
(6) تنبيه العطشان ، ص 467 .
(7) تنبيه العطشان ، ص 477 .
(8) تنبيه العطشان ، ص 482 .
(9) تنبيه العطشان ، ص 494 .
(10) تنبيه العطشان ، ص 507 .
(11) 10) تنبيه العطشان ، ص 507 .
(12) 11) تنبيه العطشان ، ص 515 .(2/302)
والموفي عشرين : لفظ { عَلِيهِمْ } ، نبّه عليه بقوله(1): (( وعنهما عاليهم بالحذف )) .
فهذه عشرون لفظا ، وإلى هذه الألفاظ أشار الناظم بقوله : (( إلا التي تقدّمت )) ، أي الألفاظ التي تقدّمت لأبي عمرو الداني بالحذف أو بالخلاف ، وهي مفترقة في التراجم الخمسة : بعضها في ترجمة البقرة ، وبعضها في ترجمة آل عمران إلى الأعراف ، وبعضها في ترجمة : (( ما جاء من أعرافها لمريم )) ، وبعضها في ترجمة : (( وهاك ما من مريم لصاد )) ، وبعضها في ترجمة : (( من صاد إلى مختتم القرآن )) .
قال بعض الشرّاح(2)، قول الناظم : (( إلا التي تقدّمت )) ، يعني إلا الألفاظ التي تقدّمت في غير هذه الترجمة ، وظاهر كلامه أنه لم يقع شيء من هذه الألفاظ في هذه الترجمة ، وهذا منه وَهْم ، لأن الناظم – رحمه الله – ذكر في هذه الترجمة { عَلِيهِمْ } بالحذف لأبي عمرو ، ووزنه : (( فاعل )) .
وقول الناظم: (( ووزن فعّال وفاعل ثبت ))(3)اعترض الناظم هاهنا بثلاثة اعتراضات :
__________
(1) 12) تنبيه العطشان ، ص 530 .
(2) قال ابن آجطا عند شرحه لقول الناظم ( ....... في مقنع إلا التي تقدمت ) : " أخبر الناظم أن أبا عمرو الداني
لم يحذف من هذين الوزنين إلا ما تقدم في غير هذه الترجمة " .
وقد جمع المغراوي الكلمات التي تقدمت ، بقوله :
وحذف فاعل عن الداني أتى * في عشرة واثنين والباقي أثبتا
وكاذبا في زمر والكافر * في الرعد باخع معا وطائر
إلا بيابس وعالم سبا * وسامرا وفارغا كذا كتبا
وفي بقادر معا غير الأخير * وخامسة جاءت بخلف فاختبر
وكـ اتبا وطائف الأعراف * وفالق الحب على خلاف
وجاعل الليل وساحر سوى * آخر ذارياتها كذا روى
التبيان ، ورقة 50 ، تقييد طرر على مورد الظمآن ، لوحة 55 .
(3) زاد في جـ : " البيت " .(2/303)
الاعتراض الأول : أن يقال لماذا ذكر الناظم أن وزن : (( فعّال )) و (( فاعل )) ثبت ؟ مع أن هذا إخبار بالمعلوم ، لأن كل ما سكت عنه يحمل على الإثبات ، فلا يحتاج الناظم هاهنا إلى ذكر الإثبات في هذين الوزنين .
أجيب عن هذا الاعتراض : بأن الناظم تبع في هذا أبا عمرو الداني ، لأنه ذكر هذه الأوزان في المقنع بالإثبات(1).
الاعتراض الثاني : لماذا فرّق الناظم بين هذه الأوزان التي ذكرها لأبي عمرو الداني بالإثبات ، لأنه ذكر هاهنا وزنين وهما (( فعّال )) و (( فاعل )) ، وذكر وزن (( فعلان )) في قوله قبل هذا(2): (( وذكر الداني وزن فعلان بألف ثابتة كالعدوان )) .
وصوابه : أن يجمع بينهما من غير تفريق .
الاعتراض الثالث : لماذا لم يذكر الناظم جميع(3)التي ذكرها أبو عمرو الداني في المقنع بالإثبات ؟ لأنه ذكر ستة أوزان في المقنع بالإثبات ، وهي : (( فعلان )) و (( فُِعلان )) بضم الفاء وكسرها ، و (( فَعال )) و (( فِعال )) بفتح الفاء وكسرها و ((فعّال)) و (( فاعل )) .
فهذه ستة أوزان : كلها ثابتة إلا ما استثنى منها ، ذكر الناظم من هذه الأوزان الستة ثلاثة أوزان ، وسكت عن ثلاثة ، وكان حقّه أن يذكرها كلها ، كما ذكرها أبو عمرو في المقنع ، للالتزامه أن يذكر كل ما ذكروه .
وقد نبّهنا على هذه الأوزان أولا في قول الناظم : (( وذكر الداني وزن فعلان )) البيت ، فانظرها هنالك . وهذه الأوزان قد وقع الاستثناء من كل واحد منها ، فانظره فيما تقدم(4).
وقد ذكرنا هذه الأوزان الستة في هذين البيتين ، [وهما قولنا](5):
وَأَثْبَتَ الدَّانِي فَعاَلاً وفِعَالْ فُعْلاَنَ وَفِعْلاَنَ فاعِلاً وَفَعَّالْ
__________
(1) انظر المقنع ، ص 44 .
(2) تنبيه العطشان ، ص 489 .
(3) زاد في جـ ، ز : " الأوزان " . ولعله هو الصواب .
(4) تنبيه العطشان ، ص 491 .
(5) وما بين المعقوفين سقط من : " ز " .(2/304)
إلاَّ الَّتِي تَقَدَّمَتْ فِي الْكُلِّ مِنْ هَذِهِ السِّتَّةِ فَافْهَمْ قَوْلِي
قوله : (( وزن فعال وفاعل )) هذان الوزنان المذكوران هاهنا ، هما من الأوزان الستة التي أثبتها أبو عمرو الداني في المقنع ، وقد بيّناها في قول الناظم [أولا](1): ((وذكر الداني وزن فعلان بألف ثابتة كالعدوان)) ، فانظرها هنالك .
الإعراب : قوله : (( ووزن )) مبتدأ وخبره (( ثبت )) ، وقوله : (( فعال )) مضاف إليه ، وقوله : (( وفاعل )) معطوف ، وقوله : (( ثبت )) ماض ، وقوله : (( في مقنع )) متعلّق بـ (( ثبت )) ، وقوله : (( إلا )) حرف استثناء ، وقوله : (( التي )) مستثنى موصول ، وقوله : (( تقدّمت )) ماض وعلامة . ثم قال(2):
الفهارس العامة
فهرس الآيات القرآنية
سورة الفاتحة
رقم الآية الصفحة
1...................................... ... 225- 408
3...................................... ... 468
4...................................... ... 344
5...................................... ... 77- 268
6...................................... ... 268
7...................................... ... 236
سورة البقرة
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
1...................................... ... 109- 305 ... 37.............................................. ... 77
2...............................................407 ... 38..............................................321
4...............................................407 ... 39.................... 325- 327- 344- 414
6.................. ... 193- 306- 351- 490 ... 40.....................................324- 344
__________
(1) ساقطة من : " جـ " .
(2) انتهى القسم الأول من هذا الكتاب ، ويليه القسم الثاني ، من أول " باب حذف الياء في القرآن الكريم إلى
نهاية المخطوط " ، الذي يقوم بتحقيقه أحد زملائي .(2/305)
7..............................................376 ... 41.....................................164- 353
8 ... 318- 407 ... 45.....................................292- 400
9................................................426 ... 47............................................ 351
12..............................................399 ... 50.............................................363
14 ... 337- 489 ... 53.......................................86- 325
15..............................................351 ... 54.............................................312
18 ... 231- 313- 343- 376- 475 ... 56.................................... 391- 393
20..............................................414 ... 60.............................................364
19..............................................203 ... 61.................................... 282- 293
21.............................140- 311- 361 ... 62.............................................347
22..............................................369 ... 63........................................... .231
23..............................................306 ... 64.....................................239- 281
24.............234- 252- 305- 389- 413 ... 65.............................................343
25..............................................231 ... 69.............................................387
26..............................................231 ... 70.....................................324- 403
27.............................172- 272- 337 ... 71....................................317- 376
28..................................... 372- 407 ... 73....................................353- 372(2/306)
30..............................................413 ... 79............................................379
32..............................................414 ... 80....................................349- 407
33..............................................402 ... 81............................................321
34.....................................231- 355 ... 82...................341- 342- 347- 365
35.....................................311- 355 ... 83............................................314
84.................... 220- 310- 314- 321 ... 186.........................345- 363- 403
....................... .. 349- 388- 489 ... 187..........................................348
90..............................................61 ... 188.........................315- 349- 369
92.............................................347 ... 190................................ 385- 389
97.............................................332 ... 192.........................349- 385- 389
........................ 376- 398- 490 ... 193.................................233- 260
98............................................231 ... 195.........................288- 289- 306
99.............................................350 ... 196.........................241- 313- 434
100...........................................420 ... 197.........................................372
101..........................236- 314- 330 ... 198.........................................353
..................................331- 333 ... 200.................................306- 490
103..........................................306 ... 201.................................255- 374(2/307)
106......................................... 72 ... 208.................................391- 393
110..................................343- 416 ... 209.........................................374
113..................................363- 479 ... 215.........................................313
114..........................................352 ... 216.........................................352
116..................................160- 255 ... 217.........................................351
117..........................................389 ... 218................................ 344- 393
118..........................................78 ... 220.........................................279
120..........................................394 ... 221.................................370- 400
122..........................................351 ... 223.........................................348
123..................................127- 333 ... 225.........................................398
126..................................333- 495 ... 227.........................................355
127..........................................353 ... 230.........................................345
128..........................................277 ... 231.........................349- 356- 456
132......................................... 333 ... 234.........................................311
135..........................................138 ... 236.........................................345
139..........................................352 ... 238.........................................311(2/308)
142..........................................88 ... 241.........................314- 393- 399
151...................................70- 372 ... 243.................................422- 426
153.........................................337 ... 244.........................................314
154................231- 293- 345- 348 ... 245.........................................329
155.........................................345 ... 246.........................................333
157.........................................342 ... 247.........................292- 329- 400
158.................................240- 405 ... 249.................................326- 329
162.........................................403 ... 252.................................231- 351
163................241- 301- 306- 338 ... 255.................................233- 260
165.........................................391 ... 256.........................................343
166.........................................299 ... 257.........................................370
170.........................................361 ... 258.........................................367
176................236- 316- 350- 399 ... 260.........................................422
178.................................313- 414 ... 263...................................75- 346
183.........................................316 ... 264.........................................259
265.........................................367 ... 280............................................133
266....................................290- 292 ... 281...........................351- 420- 490(2/309)
273....................................290- 395 ... 282...........................317- 351- 352
275............................................490 ... ......................................371- 419
278...........................................370 ... 283............................................ ... 72
279............................................142 ... 285...........................................406
سورة آل عمران
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
7................................215- 388- 390 ... 114...........................................439
9.................................................472 ... 117..................................340- 346
10...............................................400 ... 121...........................................448
13......................................234- 386 ... 122...........................................355
14......................................296- 432 ... 130..................................426- 429
15..............................................427 ... 133..................................181- 440
17......................................231- 293 ... 134..........................................285
19..............................................78 ... 144....................................70- 432
21..............................................181 ... 149..........................................432
26.............................230- 336- 407 ... 151..........................................427
33..............................................333 ... 153..........................................444(2/310)
37..............................................325 ... 154..........................................413
40.............................100- 394- 403 ... 159.........................376- 389- 440
41..............................................447 ... 162..........................................427
48..............................................435 ... 164...........................75- 326- 328
51.....................................238- 325 ... 166..........................................346
54..............................................452 ... 167.........................386- 390- 426
57..............................................273 ... 169..........................................337
65......................................413- 446 ... 176..........................................439
67..............................................375 ... 180..........................................443
78..............................................238 ... 182.........................................393
95.............................214- 375- 428 ... 183..........................................489
103............................................344 ... 184..........................................182
106....................................304- 459 ... 191..................................353- 438
111............................................470 ... 195..........................................386
113...........................................361
سورة النساء
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
1................................98- 287- 361 ... ............................................260
.....................................(2/311)
364- 444 ... 71............................................345
3..............................348- 398- 438 ... 72............................................346
2..............................................348 ... 74............................................455
4..............................................301 ... 75............................................318
7..............................................365 ... 78............................................346
12............................................412 ... 89............................................386
13............................................305 ... 90............................................400
17............................................447 ... 91............................................356
15............................................402 ... 92............................................335
19............................................435 ... 96...........................288- 289- 445
20............................................454 ... 99............................................427
21............................................323 ... 100..................................144- 212
22............................................435 ... 102..........................................438
23...........................233- 256- 258 ... 106..........................................433
...........................412- 442- 456 ... 108..........................................434
24............................................449 ... 116..................................318- 438(2/312)
25............................................233 ... 118..................................443- 475
26............................................78 ... 127..........................................426
28............................................454 ... 134..........................................279
30............................................349 ... 141..........................................318
32............................................374 ... 145..........................................516
33....................................445- 450 ... 146..........................................70
34............................................279 ... 152.........................................312
35............................................393 ... 153.........................................347
36...................................348- 376 ... 154.........................................389
40............................................421 ... 155.........................................454
43...........................289- 400- 455 ... 161.........................................136
46............................................470 ... 162.........................................322
56............................................364 ... 164.........................................81
58............................................433 ... 173.........................................343
60....................................231- 450 ... 175.........................................133
61............................................341
67............................................268
سورة المائدة(2/313)
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
2................................................443 ... ..............................................81
3................................................349 ... 54..............................................439
5................................................233 ... 56......................................352- 396
9................................................279 ... 64..............................................439
14..............................................440 ... 66.....................337- 354- 358- 447
15......................................321- 447 ... 69..............................................262
18..............................................394 ... 71.............................136- 282- 293
20..............................................445 ... 84......................................448- 463
21..............................................66 ... 87..............................................444
22..............................................162 ... 91.............................316- 348- 442
23..............................................470 ... 93..............................................447
24..............................................278 ... 97.....................316- 355- 439- 442
30..............................................473 ... 99..............................................438
33............................ 414- 442- 444 ... 108............................................355
35..............................................399 ... 109............................................355(2/314)
40..............................................343 ... 110............................................348
43......................................294- 439 ... 111............................................393
44......................................278- 279 ... 112............................................435
46..............................................238 ... 113............................................238
47..............................................442 ... 116............................................230
48..............................................449
سورة الأنعام
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
5................................................361 ... ................................................460
7................................................277 ... 51.......................................379- 404
10...............................66- 230- 394 ... 59...............................................379
14......................................397- 480 ... 73.......................................277- 397
15.....................................277- 371 ... 75...............................................277
18..............................................476 ... 79...............................................484
21..............................................277 ... 87......................................296- 357
24..............................................376 ... 90...............................................476
25..............................................77 ... 91......................................379- 404(2/315)
27.............................193- 442- 461 ... 92..............................................277
28..............................................344 ... 94..............................................374
38..............................................370 ... 103............................................479
49..............................................483
سورة الأعراف
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
3........................................236- 460 ... 130.....................................413- 436
7................................................463 ... 134.....................................288- 293
8................................................463 ... 136.............................................466
9.......................................322- 487 ... 141.............................................322
15.............................................268 ... 142....................244- 363- 398- 465
18.............................................355 ... 143.............................................465
19.....................................269- 355 ... 145............................135- 370- 529
20.............................................355 ... 146............................................277
21.....................................269- 355 ... 150...................193- 194- 476- 529
22.............................................355 ... 151............................................92
23.............................................355 ... 154............................................529
25.....................................269- 442 ... 155............................................299(2/316)
31.............................................447 ... 157............................................481
32.............................................483 ... 160............................................391
42.............................................63 ... 138......................................73- 476
45.............................................490 ... 139............................................353
47.............................................321 ... 161............................................239
54.............................................428 ... 163............................................374
56.....................................339- 459 ... 165............................................323
61.............................................262 ... 166............................................281
74.....................................184- 511 ... 167............................................321
76....................288- 335- 371- 414 ... 178............................................77
79.............................................435 ... 180....................................376- 462
85.....................................161- 162 ... 184....................................463- 464
87.............................................414 ... 193............................................88
88.............................................299 ... 194............................................234
96.............................................460 ... 195............................................475
111...........................................483 ... 201....................................220- 477(2/317)
123...........................................399 ... 203............................................531
127...................................124- 445
سورة الأنفال
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
12...............................................470 ... 50................................................231
17...............................................362 ... 51........................................194- 469
26...............................................162 ... 55................................................322
32......................................230- 371 ... 63................................................302
35...............................................361 ... 65................................................116
39...............................................385 ... 66................................................160
40...............................................406 ... 67................................................403
سورة التوبة
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
3........................................167- 475 ... .............................................. ... 350
4........................................350- 390 ... 82.............................................. ... 399
7................................................461 ... 84.............................................. ... 299
18..............................................363 ... 85.............................................. ... 93
20..............................................236 ... 87.............................................. ... 488(2/318)
21..............................................427 ... 100............................233- 243- 260
24.....................................316- 468 ... ....................................300- 363
30..............................................464 ... 101.............................................306
31.....................................194- 462 ... 102.............................................324
32..............................................426 ... 103.............................................294
33..............................................78 ... 104.......................................93- 243
34..............................................463 ... 107.............................................241
36..............................................153 ... 109.............................................234
37..............................................491 ... 111.............................................488
40..............................................464 ... 113............................236- 241- 243
47..............................................135 ... .......................284- 299- 300
49..............................................371 ... 115............................................462
69......................................324- 348 ... 119............................................398
73......................................316- 468 ... 126.............................................133
سورة يونس
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
5..............................................361 ... .............................................. ... 460(2/319)
7..............................................277 ... 51.......................................379- 404
10.............................66- 230- 394 ... 59.............................................. ... 379
14....................................397- 480 ... 73.......................................277- 397
15...................................277- 371 ... 75.............................................. ... 277
18...........................................476 ... 79.............................................. ... 484
21...........................................277 ... 87.......................................296- 357
24...........................................376 ... 90.............................................. ... 476
25...........................................77 ... 91.......................................379- 404
27..........................193- 442- 461 ... 92.............................................. ... 277
28...........................................344 ... 94.............................................. ... 374
38...........................................370 ... 103.............................................479
49...........................................483
سورة هود
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
13..............................................370 ... .......................................288- 335
16..............................................353 ... 68.............................................. ... 404
17......................................475- 490 ... 74.............................................. ... 462
18..............................................473 ... 77.............................................. ... 266(2/320)
20..............................................421 ... 78.............................................. ... 266
29..............................................490 ... 80.............................................. ... 414
32.............................370- 414- 433 ... 81.......................................138- 475
.....................................434- 474 ... 86.............................................. ... 394
37.............................................460 ... 87.............................................. ... 243
41.....................................228- 382 ... 88...........................................7- 393
43.............................................461 ... 93.......................................453- 465
46.............................................324 ... 118.............................................80
49.............................................84 ... 122.............................................63
53....................................290- 414
سورة يوسف
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
2......................................478- 489 ... .............................................. ... 487
5..............................................414 ... 45.............................................. ... 224
6..............................................305 ... 46.............................................. ... 262
7..............................................273 ... 50.......................................371- 374
16............................................361 ... 51.......................................403- 488(2/321)
19............................................462 ... 52.........................................77- 252
20............................................460 ... 59.............................................. ... 371
23............................................488 ... 62.............................................. ... 462
25............................................355 ... 65.............................................. ... 462
26............................................500 ... 67.............................................. ... 414
29...........................239- 281- 293 ... 82..............................222- 305- 374
31....................................323- 486 ... 84.......................................358- 414
32............................................305 ... 85.............................................. ... 376
36............................................84 ... 88.............................................. ... 462
37............................................305 ... 91.............................................. ... 281
39....................................462- 473 ... 93.............................................. ... 369
40............................................361 ... 97.............................................. ... 281
41............................................462 ... 107..............................................482
43............................................261 ... 110..............................................479
سورة الرعد
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
1..............................................308 ... ...............................364- 389- 473(2/322)
3..............................................487 ... 19.......................................361- 473
4......................................301- 490 ... 22.............................................. ... 347
5..............................................477 ... 25...............................367- 394- 455
6......................................194- 469 ... 32.............................................. ... 472
7.............................240- 260- 301 ... 33.............................................. ... 472
9..............................................444 ... 34.............................................. ... 390
10...........................457- 516- 525 ... 37.............................................. ... 308
11............................................490 ... 39.............................................. ... 308
12...................................206- 300 ... 40.......................................214- 308
14...........................................313 ... 41.............................................. ... 403
15...................................439- 473 ... 43.............................................. ... 467
16...........................................412 ... 44.............................................. ... 308
17...........................................381
سورة إبراهيم
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
5..............................................138 ... .............................................. ... 412
7..............................................471 ... 35.............................................. ... 356(2/323)
9..............................................66 ... 44.............................................. ... 353
13...........................................370 ... 52.......................................195- 474
21...........................................338 ... 54.............................................. ... 403
27...........................................497
سورة الحجر
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
1..............................................307 ... .............................................. ... 315
2..............................................184 ... 46.............................................. ... 241
4..............................................307 ... 47.............................................. ... 344
5..............................................483 ... 49.............................................. ... 84
6..............................................193 ... 71.............................................. ... 266
9......................................240- 534 ... 74.............................................. ... 475
20............................................487 ... 78.............................................. ... 509
22....................................337- 474 ... 79.......................................128- 475
26............................................476 ... 86.............................................. ... 401
28............................................476 ... 87.......................................217- 322
33............................................476 ... 94.............................................. ... 207
42...................................283- 489
سورة النحل(2/324)
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
1..............................................61 ... .............................................. ... 461
3..............................................450 ... 61.............................................. ... 483
5..............................................443 ... 66.............................................. ... 443
7......................................288- 293 ... 69.......................................475- 490
21............................................337 ... 71.............................................. ... 290
26....................................488- 495 ... 80.............................................. ... 474
27............................................460 ... 81.................................82- 474- 487
32............................................394 ... 89.............................................. ... 487
34............................................346 ... 90.............................................. ... 341
36......................................76- 86 ... 92.............................................. ... 474
43............................................373 ... 99.............................................. ... 427
44............................................534 ... 100.............................................427
48............................................273 ... 112.............................................492
51............................................403 ... 120.....................................224- 535
53............................................67 ... 125.............................................434(2/325)
57....................................256- 265
سورة الإسراء
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
1........................................429- 489 ... ..............................................450
5................................................314 ... 71......................................127- 474
11..............................................517 ... 73..............................................376
13.....................................436- 454 ... 76..............................................372
15............................................81 ... 77..............................................78
23......................................359- 409 ... 93..............................................418
25..............................................279 ... 94..............................................77
35..............................................138 ... 98.............................................460
42..............................................376 ... 104...........................................323
43..............................................450 ... 109...........................................63
44..............................................72 ... 110...........................................69
49..............................................460
سورة الكهف
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
1..........................................69- 307 ... 18..............................................473
6........................................193- 461 ... 21..............................................488(2/326)
13..............................................322 ... 22..............................................361
16..............................................370 ... 27..............................................307
17......................................468- 521 ... 28..............................................358
30..............................................291 ... 73......................................403- 482
31.............................138- 291- 526 ... 75..............................................477
32..............................................410 ... 76..............................................381
33......................................463- 464 ... 78..............................................316
36......................................463- 464 ... 79......................................358- 403
37..............................................400 ... 81..............................................401
39..............................................452 ... 83..............................................322
44..............................................337 ... 90..............................................329
46..............................................521 ... 93.............................313- 345- 474
52..............................................290 ... 99..............................................349
56..............................................358 ... 100............................................324
64..............................................322
سورة مريم
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة(2/327)
4................................................445 ... ..............................................428
7................................................394 ... 64.......................................72- 504
9................................................398 ... 72.............................................277
11..............................................322 ... 73.............................................474
19..............................................403 ... 78.............................................379
24..............................................494 ... 82.............................................504
27.....................................258- 414 ... 93.............................................172
سورة طه
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
17..............................................296 ... ..............................................476
46..............................................355 ... 86..............................................500
49..............................................77 ... 91..............................................414
51.............................................513 ... 92...............................11- 384- 415
52.............................................513 ... 93..............................................500
62.....................................413- 486 ... 95..............................................501
63.............................................371 ... 101............................................503
68.....................................483- 484 ... 105...................................442- 498(2/328)
70.............................135- 303- 399 ... 110...........................................478
76.............................................505 ... 131...................................370- 446
78.............................................363 ... 133...........................................81
83.............................................500
سورة الأنبياء
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
3..............................................395 ... ..............................................374
5..............................................487 ... 73..............................................481
13....................................316- 468 ... 78..............................................322
16............................................240 ... 80.............................243- 335- 340
17....................................376- 381 ... 81..............................................243
19............................................504 ... 86......................................418- 501
32............................................277 ... 87..............................................322
36............................................413 ... 89..............................................439
37............................................135 ... 92..............................................171
47....................................240- 463 ... 93......................................272- 489
52............................................500 ... 94..............................................512
55....................................240- 405 ... 95..............................................329(2/329)
57............................................496 ... 96..............................................498
58............................................515 ... 97..............................................300
61............................................370 ... 111............................................181
سورة الحج
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
2........................................455- 521 ... ......................................197- 501
4................................................407 ... 36.............................490- 505- 507
10.....................................354- 358 ... 37..............................................386
17.............................................321 ... 38..............................................498
19.............................................498 ... 39..............................................446
21.............................................526 ... 44..............................................475
23.....................................501- 512 ... 50..............................................85
24.............................................236 ... 51..............................................441
26.............................................255 ... 65..............................................433
27.............................................372 ... 76..............................................352
سورة المؤمنون
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
6..............................................193 ... 19..............................................496(2/330)
7..............................................284 ... 20..............................................241
7..............................................284 ... 22..............................................351
9..............................................243 ... 30......................................273- 277
12...........................122- 140- 411 ... 35..............................................365
..................................412- 454 ... 44........................................76- 203
14...................................365- 428 ... 47..............................................285
57..............................................440 ... 55..............................................140
62..............................................439 ... 105..............................................300
68..............................................494 ... 114..............................................236
75..............................................300 ... 117..............................................450
83......................................365- 477 ... 118..............................................343
سورة النور
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
4.......................................244- 431 ... ..............................................498
7...............................................498 ... 34..............................................238
9..............................................498 ... 35.............................138- 428- 497
15............................................496 ... 38..............................................490(2/331)
16............................................454 ... 39..............................................490
19............................................435 ... 56.............................233- 279- 398
21............................................516 ... ....................................488- 516
26....................................233- 238 ... 57.....................................488- 497
27............................................516 ... 58.....................................301- 495
31............................................516 ... 59............................428- 496- 497
سورة الفرقان
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
1................................................428 ... ..............................................337
10..............................................428 ... 52..............................................352
23..............................................361 ... 61......................................428- 508
25......................................391- 480 ... 63..............................................394
28..............................................396 ... 64..............................................438
30..............................................414 ... 68..............................................270
41..............................................413 ... 69..............................................421
42..............................................499 ... 70......................................294- 336
43.....................................403- 450
سورة الشعراء
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة(2/332)
2..............................................461 ... 71..............................................496
3..............................................469 ... 91..............................................283
9..............................................371 ... 94..............................................283
14............................................370 ... 120............................................285
30............................................370 ... 130............................................278
36............................................484 ... 154............................................370
37............................................465 ... 166............................................284
49....................................135- 399 ... 168............................................285
61............................................518 ... 176............................................509
سورة النمل
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
1................................................308 ... ..............................................413
10..............................................505 ... 49..............................................436
15..............................................355 ... 54..............................................243
19..............................................365 ... 61...........................62- 66- 69- 379
21..............................................135 ... 65..............................................339
28..............................................308 ... 68..............................................515(2/333)
29...............................83- 209- 308 ... 69..............................................477
30.....................................228- 382 ... 83..............................................508
31.....................................369- 382 ... 89......................................273- 292
36.............................................507 ... 90..............................................372
سورة القصص
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
6...............................................290 ... ..............................................531
7...............................................331 ... 48..............................388- 389- 486
9.......................................499- 515 ... 49..............................................370
10..............................................145 ... 55.....................................349- 393
14..............................................504 ... 56..............................................77
22..............................................224 ... 57..............................................77
26..............................................499 ... 58......................................316- 468
27......................................413- 431 ... 61..............................................400
28..............................................389 ... 66..............................................195
30......................................427- 498 ... 68..............................................207
32.....................................305- 355 ... 76..............................................331
سورة العنكبوت(2/334)
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
16..............................................501 ... ...............................................497
18..............................................316 ... 46......................................403- 433
24..............................................501 ... 48......................................113- 376
27..............................................435 ... 50......................................273- 276
29..............................................371 ... 56..............................................445
38..............................................468 ... 66..............................................372
سورة الروم
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
3................................................104 ... ... 339
6................................................390 ... 47 ... 339
9........................................446- 503 ... 52 ... 508
39..............................................450 ... 56 ... 399
سورة لقمان
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
11......................................322- 333 ... ..............................................259
12..............................................376 ... 19..............................................390
13.......................70- 356- 365- 504 ... 21......................................446- 498
16..............................................370 ... 32..............................................349
17..............................................510 ... 33..............................................444
سورة السجدة
رقم الآية الصفحة
6.............................................. ... 454(2/335)
12.............................................. ... 289
26.............................................. ... 77
سورة الأحزاب
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
4........................................402- 496 ... .............................237- 243- 252
5................................................445 ... 37.....................................376- 502
6................................................444 ... 40.............................................83
10..............................................507 ... 44......................................209- 394
15......................................350- 469 ... 45..............................................500
20..............................................285 ... 46..............................................508
22..............................................347 ... 50..............................................85
23..............................................350 ... 56..............................................95
26..............................................390 ... 58..............................................454
28..............................................450 ... 66.............................323- 404- 507
30.....................................413- 421 ... 67......................................404- 507
33..............................................323 ... 72..............................................351
35.............................231- 233- 236
سورة سبأ
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
3..............................................457 ... ..............................................513(2/336)
6..............................................268 ... 18..............................................390
7..............................................379 ... 19.............................143- 490- 495
8..............................................379 ... 23..............................................143
11............................................372 ... 30..............................................483
13.....................66- 263- 490- 500 ... 37......................................233- 260
15............................................468
سورة فاطر
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
1..............................398- 438- 452 ... ..............................................476
3..............................................453 ... 33..............................................526
8..............................................300 ... 34..............................................63
9..............................................339 ... 39..............................................397
22............................................337 ... 40..............................................270
27....................................475- 476
سورة يس
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
7................................................469 ... ..............................................259
11.............................128- 449- 475 ... 54..............................................271
18..............................................437 ... 56..............................................502
34..............................................143 ... 58..............................................497(2/337)
35.....................................193- 364 ... 66..............................................313
43.............................................311 ... 80..............................................510
سورة الصافات
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
1........................................237- 251 ... ..............................................449
5................................................466 ... 97..............................................488
7................................................490 ... 113............................................429
10..............................................490 ... 114............................................75
11......................................393- 396 ... 123...........................................324
18..............................................274 ... 130...........................................324
32.............................283- 322- 406 ... 149...........................................266
36..............................................290 ... 153...................................266- 379
38......................................290- 291 ... 159...........................................418
66......................................239- 281 ... 179...........................................418
سورة ص
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
3................................................483 ... ..............................................257
9................................................391 ... 49..............................................315(2/338)
12..............................................509 ... 54..............................................285
19......................................102- 322 ... 55..............................................514
22..............................................170 ... 56..............................................514
27..............................................306 ... 58.............................289- 292- 293
28..............................................429 ... 62..............................................379
35.....................................340- 361 ... 65..............................................525
38..............................................75 ... 74.....................................285- 379
44..............................................527
سورة الزمر
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
4................................................467 ... ..............................................479
6................................................525 ... 32..............................................115
7...............................398- 431- 525 ... 35......................................181- 342
11..............................................445 ... 37..............................................453
14..............................................489 ... 41..............................................351
19..............................................472 ... 43..............................................230
20..............................................535 ... 48..............................................294(2/339)
21......................................375- 440 ... 53..............................................414
22.....................217- 389- 420- 508 ... 64..............................................300
27..............................................478 ... 70..............................................394
28..............................................299 ... 72..............................................236
سورة غافر
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
7.................................................364 ... ......................................473- 480
14..............................206- 395- 401 ... 53..............................................77
17.............................154- 202- 274 ... 55..............................................447
29..............................................390 ... 60..............................................273
33..............................................461 ... 64..............................................428
36..............................................391 ... 71......................................398- 469
37......................................391- 465 ... 74..............................................305
42..............................................525 ... 84..............................................328
سورة فصلت
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
4................................................475 ... ......................................358- 405
9...............................259- 429- 533 ... 29..............................................461(2/340)
10..............................................371 ... 32..............................................479
11...............................11- 274- 524 ... 38..............................................534
12..............................................312 ... 43..............................................139
15.....................................255- 263 ... 45.............................288- 336- 393
16.......................................77- 312
سورة الشورى
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
5................................................214 ... ..............................................531
9................................................327 ... 46..............................................438
20.............................194- 269- 529 ... 47..............................................438
21..............................................207 ... 49......................................268- 528
23..............................................294 ... 50..............................................268
30.......................................99- 338
سورة الزخرف
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
2................................................478 ... 53..............................................526
9................................................513 ... 61..............................................503
15..............................................266 ... 67..............................................404
18..............................................438 ... 68..............................................527(2/341)
21.....................................224- 449 ... 73..............................................502
22.............................128- 148- 449 ... 77..............................................335
33.............................................315 ... 83..............................................400
37.....................................359- 518 ... 85..............................................428
38..............................................295 ... 138............................................161
48.....................................483- 516
سورة الدخان
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
2................................................428 ... ..............................................271
14......................................288- 289 ... 52..............................................502
25..............................................209 ... 106............................................406
سورة الجاثية
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
4................................................339 ... 22..............................................351
13..............................................471 ... 24..............................................371
19..............................................531
سورة الأحقاف
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
3...............................109- 371- 526 ... ..............................244- 398- 505
9................................................500 ... 25..............................................306
12..............................................461 ... 32..............................................510
سورة محمد(2/342)
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
4................................................361 ... ..............................................469
5................................................387 ... 29..............................................469
16..............................................305 ... 30..............................................528
20..............................................372 ... 38..............................................528
26..............................................469 ... 39..............................................497
سورة الفتح
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
4................................................347 ... 18..............................................444
6................................................236 ... 22..............................................469
10..............................................350 ... 27..............................................512
15..............................................305
سورة الحجرات
رقم الآية الصفحة
2.............................................. ... 499
4.............................................. ... 233- 260
11.............................................. ... 535
سورة ق
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
9.......................................175- 429 ... 19..............................................143
10..............................................263 ... 40..............................................524
14..............................................509 ... 45..............................................490
سورة الذاريات
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة(2/343)
1......................................251- 301 ... ..............................................340
2..............................................240 ... 44..............................................312
6..............................................529 ... 45..............................................313
10............................................279 ... 47..............................................135
11............................................285 ... 52..............................................483
20............................................273 ... 53.............................270- 285- 286
سورة الطور
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
6................................................529 ... ..............................................286
16..............................................271 ... 37......................................233- 265
21..............................................433 ... 47..............................................524
سورة النجم
رقم الآية الصفحة
12.............................................. ... 534
19.............................................. ... 402
30.............................................. ... 503
31.............................................. ... 352- 531
سورة القمر
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
5..............................................432 ... 13......................................194- 528
7..............................................524 ... 37..............................................488
8..............................................146
سورة الرحمن
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة(2/344)
2..............................................306 ... .............................358- 405- 516
3..............................................453 ... 40..............................................533
8..............................................128 ... 49.....................................355- 358
10............................................532 ... 59..............................................341
12............................................476 ... 63..............................................355
20............................................533 ... 65......................................355- 358
22......................................99- 296 ... 77..............................................428
سورة الواقعة
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
2..............................................535 ... ..............................................361
3..............................................535 ... 54..............................................236
19............................................456 ... 78..............................................529
27............................................394 ... 92..............................................532
31............................................143 ... 98......................................148- 174
34............................................502 ... 99..............................................383
35............................................502
سورة الحديد
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
3..............................................72 ... ..............................................346(2/345)
10..........................................443 ... 24..............................................76
11...........................................422 ... 26..............................147- 427- 449
13...................................208- 390 ... 28..............................................137
17.....................................88- 422
سورة المجادلة
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
1..............................................433 ... ..........................................61- 532
2.....................................258- 402 ... 9..............................................532
3.............................................355 ... 12..............................................532
سورة الحشر
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
3..............................................404 ... ..............................................524
6..............................................490 ... 22..............................................457
7..............................................376 ... 23.............................306- 394- 404
12............................................469 ... 24..............................................453
17....................................336- 446
سورة الممتحنة
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
1..............................................352 ... ..............................................390
2..............................................361 ... 12............................................454
4..............................................448
سورة الصف
رقم الآية الصفحة
4.............................................. ... 489(2/346)
14.............................................. ... 263- 390
سورة الجمعة
رقم الآية الصفحة
3.............................................. ... 241
8.............................................. ... 290- 400
11.............................................. ... 351
سورة المنافقون
رقم الآية الصفحة
6.............................................. ... 379
سورة التغابن
رقم الآية الصفحة
17.............................................. ... 422
سورة الطلاق
رقم الآية الصفحة
2.............................................. ... 439
3.............................................. ... 244- 402
5.............................................. ... 244- 370
سورة التحريم
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
3..............................................84 ... .......................................395- 402
4.............................288- 388- 389 ... 10.....................................336- 355
5.....................233- 234- 237- 297
سورة الملك
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
1..............................................428 ... ..............................................204
3..............................................535 ... 19.....................................88- 237
5..............................................524
سورة القلم
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
1..............................................109 ... ..............................................283
6..............................................135 ... 39..............................................432
10............................................395 ... 40..............................................374(2/347)
16............................................383 ... 43..............................................534
19....................................220- 477 ... 49..............................................527
23............................................503
سورة الحاقة
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
6..............................................431 ... ..............................................243
11............................................531 ... 37.............................239- 281- 293
18............................................416 ... 52..............................................383
19............................................400
سورة المعارج
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
1........................................194- 529 ... ......................................236- 352
12..............................................446 ... 40..............................................466
32..............................................284 ... 44..............................................534
سورة نوح
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
7........................................343- 475 ... ..............................................508
10......................................193- 525 ... 26..............................................239
11..............................................525 ... 30..............................................365
سورة الجن
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
3.......................................446- 450 ... ..............................................363
9.......................................408- 448 ... 26..............................................457(2/348)
16.............................................461 ... 27..............................................457
سورة المزمل
رقم الآية الصفحة
15.............................................. ... 500
20.............................................. ... 134
سورة المدثر
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
3..............................................342 ... ..............................................146
4..............................................342 ... 10............................................146
5..............................................342 ... 12............................................257
6........................................75- 342 ... 48............................................351
7..............................................342
سورة القيامة
رقم الآية الصفحة
3.............................................. ... 368
22.............................................. ... 507
39.............................................. ... 510
سورة الإنسان
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
1..............................................454 ... ..............................................197
4.....................................398- 412 ... 28..............................................497
21...........................490- 526- 530 ... 31..............................................199
سورة المرسلات
رقم الآية الصفحة
1.............................................. ... 240- 251
26.............................................. ... 361
33.............................................. ... 240
سورة النبأ
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة(2/349)
1..............................................479 ... 26..............................................361
6..............................................513 ... 28..............................................525
7..............................................513 ... 35.............................270- 525- 530
13............................................508 ... 36..........................................361
17....................................442- 465 ... 40.....................................467- 477
23............................................240
سورة النازعات
رقم الآية الصفحة
1.............................................. ... 251- 301
4.............................................. ... 252
25.............................................. ... 194- 343- 514
33.............................................. ... 443
سورة عبس
رقم الآية الصفحة
11.............................................. ... 272
24.............................................. ... 140
سورة التكوير
رقم الآية الصفحة
22.............................................. ... 463
سورة الانفطار
رقم الآية الصفحة
10.............................................. ... 272
سورة المطففين
رقم الآية الصفحة
16.............................................. ... 289- 292- 293
26.............................................. ... 530
31.............................................. ... 271
سورة الانشقاق
رقم الآية الصفحة
6.............................................. ... 400
سورة البروج
رقم الآية الصفحة
3.............................................. ... 500
سورة الطارق
رقم الآية الصفحة
5.............................................. ... 479(2/350)
8.............................................. ... 511
13.............................................. ... 102
14.............................................. ... 102
سورة الأعلى
رقم الآية الصفحة
5.............................................. ... 361
سورة الغاشية
رقم الآية الصفحة
1.............................................. ... 482
2.............................................. ... 534
سورة الفجر
رقم الآية الصفحة
6.............................................. ... 535
21.............................................. ... 259
32.............................................. ... 527
سورة البلد
رقم الآية الصفحة
2.............................................. ... 273- 278- 299
سورة الشمس
رقم الآية الصفحة
2.............................................. ... 476
16.............................................. ... 505
سورة الليل
رقم الآية الصفحة
12.............................................. ... 375
13.............................................. ... 375
سورة الضحى
رقم الآية الصفحة
4.............................................. ... 375
11.............................................. ... 66
سورة التين
رقم الآية الصفحة
5.............................................. ... 299
سورة العلق
رقم الآية الصفحة ... رقم الآية الصفحة
1..............................................383 ... ..............................................451
3..............................................109 ... 17............................................534
4..............................................109 ... 18............................................108
5..............................................133 ... 19...........................................517
سورة القدر(2/351)
رقم الآية الصفحة
4.............................................. ... 206
سورة البينة
رقم الآية الصفحة
6.............................................. ... 86
سورة العاديات
رقم الآية الصفحة
1.............................................. ... 252- 301
سورة القارعة
رقم الآية الصفحة
4.............................................. ... 142
8.............................................. ... 215
سورة التكاثر
رقم الآية الصفحة
3.............................................. ... 149
4.............................................. ... 149
5............................................. ... 148- 149- 174
7.............................................. ... 174
سورة العصر
رقم الآية الصفحة
1.............................................. ... 454
2.............................................. ... 454
سورة قريش
رقم الآية الصفحة
1................................................. ... 404
سورة الماعون
رقم الآية الصفحة
1................................................. ... 451
2................................................. ... 305
3................................................. ... 160
سورة الكوثر
رقم الآية الصفحة
3................................................. ... 64
سورة الكافرون
رقم الآية الصفحة
6................................................. ... 170
سورة المسد
رقم الآية الصفحة
1................................................. ... 355
سورة الإخلاص
رقم الآية الصفحة
1................................................. ... 154
2................................................. ... 154
سورة الفلق
رقم الآية الصفحة
4................................................ ... 252
فهرس القراءات القرآنية
الكلمة ... السورة ... الصفحة
يخادعون ... البقرة
أسارى ... البقرة
تفدوهم ... البقرة(2/352)
ميكائل ... البقرة
وقاتلوهم ... البقرة
ولا تقاتلوهم ... البقرة
يقاتلوكم ... البقرة
دفاع ... البقرة ، الحج
فرهن ... البقرة
يقتلون ... آل عمران
سارعوا ... آل عمران
رسالته ... المائدة
أرأيت ... الأنعام
طائف ... الأعراف
الكافر ... الرعد
تزاور ... الكهف
زكية ... الكهف
تساقط ... مريم ... - 495
مهادا ... طه
لا تخاف ... طه
وحرام ... الأنبياء
قل رب ... الأنبياء
يدافع ... الحج
أيه ... النور ، الزخرف ، الرحمن
سراجا ... الفرقان
ادارك ... النمل
ساحران ... القصص
فصاله ... لقمان ، الزخرف
يجازى ... سبأ
باعد ... سبأ
بينات منه ... فاطر
عبده ... الزمر
جاءنا ... الزخرف
أساورة ... الزخرف
أثارة ... الأحقاف
الصاعقة ... الذاريات
أفتمارونه ... النجم
بمواقع ... الواقعة
تفاوت ... الملك
عاليهم ... الإنسان
ختامه ... المطففين
فاكهين ... المطففين
عبادي ... الفجر
البريئة ... البينة
فهرس الأحاديث النبوية الشريفة
الحديث الصفحة
احثوا التراب في وجوه المداحين ... ... 68
إذا دعي أحدكم إلى وليمة فليجب ... ... 93
أساس الكتب القرآن ، وأساس القرآن فاتحة الكتاب ... 219
استعمل يدك ... ... 109
استعن على حفظك بيمينك ... ... 109
أصحابي كالملح للطعام ... ... .............................. 157
أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ... ... 155- 157
أعطيت السبع الطوال مكان التوراة ... ... 218
أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ... ... 134
أفلا أكون عبدا شكورا ... ... 67- 70
اقتدوا باللذين من بعد أبي بكر وعمر ... ... 153
اقرءوا كما علمتم ... ... 508
اقرأ السورة على هيئتها ... ... 136
أكرموا القرآن ولا تكتبوه في حجر ولا مدر ... 114
التمسوها في العشر الأواخر ... ... 208
أم القرآن هي الشفاء من كل داء إلا السام ... .........................................................219
أمرت أن أسجد على سبعة آراب ... ... 141
أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ... 72
إن الشيطان يهرب من عمر فجا بعد فج ... ... 116- 155
إن الله تعالى جعل أبا بكر خليفتي على دين الله ... 116
إن الله لينطق بالحق على لسان عمر ... ... 116
إن لكل شيء دعامة ... ... 106
أنا أكرم الأولين والآخرين ... ... 87
أنا أول الناس خروجا إذا بعثوا ... ... 87(2/353)
أنتم شهداء الله في أرضه ... ... 68
إني تأتيني كتب من الملوك ... ... 118
أولى الناس بالله وأولاهم بما عنده ... ... 63
أنت عتيق من النار ... ... 115
بعثت إلى الأحمر والأسود ... ... 76
التحدث بالنعمة شكر ... ... 66
رأيت في المنام أن في يدي سوارين من ذهب ... 123
زينوا القرآن بأصواتكم ... ... 100
علي مني كهارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ... 156
عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ ... 78
فذلكم الرباط فذلكم الرباط فذلكم الرباط ... ... 149
قال الله تعالى " جعلت القرآن سبع أسباع ... ... 216
قال الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ... 217
قال الله تعالى يا ابن آدم أنزلت عليك سبعا ... ... 216
قيدوا العلم بالكتابة ... ... 109
كان عليه السلام يسير العنق فإذا وجد فجوة نصّ ... 153
كرامة الكتاب ختمه ... ... 83
كل أمر ذي بال لم يبدأ فيه بالحمد فهو أقطع ... 64
كل ركعة أو كل صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج ... 64
لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا هاء وهاء ... ... 417
لا تقام الساعة حتى لا يقال في الأرض لا إله إلا الله ... 72
لا تمحو كلام الله باللسان ولكن بالماء ... ... 114
لا تمحوا كلام الله بالأقدام ... ... 114
لاتؤذوني في أصحابي ... ... 157
لأعلمنك سورة ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الفرقان مثلها ... 218
للطاعم الشاكر ما للصائم الصابر ... ... 70
لو وضعت فاتحة الكتاب في كفّة الميزان ... ... 216
ما اكتسب المرء مثل عقل يهدي صاحبه إلى هدى ويرده عن ردى ... 106
ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل ... ... 215
ما طلعت شمس ولا غربت على أحد بعدي أفضل من أبي بكر ... 116- 155
ما من أحد أحب من الله في المدحة ... ... 62
مثلي ومثل الأنبياء قبلي...... ... ... 83
من أحب أن يقرأ القرآن غضّا كما أنزل فليقرأه قراءة ابن أم عبد ... 134
من بدأ بالثناء قبل الدعاء استجيب له ... ... 63
من جاءه الإعذار فلا حظ له في الاعتذار ... ... 81
من سرّه أن يحيى حياتي و يموت مماتي ... ... 156
من قتل قتيلا فله سلبه ... ... 295
من قرأ القرآن وتلف له لقي الله عز وجل أجذم ... 64(2/354)
من قرأ فاتحة الكتاب فكأنما قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ... 215
من قرأ فاتحة الكتاب فكأنما قرأ ثلثي القرآن ... 215
من كنت مولاه فعلي مولاه ... ... 156
نحن معاشر الأنبياء لا نورث ... ... 97
نزل القرآن على سبعة أحرف ... ... 128- 132- 137- 141
النعمة وحشية فقيدوها بالشكر ... ... 71
يبعث يوم القيامة أمة وحده ... ... 103- 225
ينادي مناد يوم القيامة ... ... 71
يوشك أن تضرب أكباد الإبل في طلب العلم ... 159
فهرس الأعلام
( أ )
آدم عليه السلام : ... 70- 72- 83- 87- 90- 112- 214 .
إبراهيم عليه السلام :127 .
ابن أبي زيد القيرواني ... : 67- 68- 90- 101- 105- 147 .
أبي بن كعب : 122- 135- 218 .
أحمد بن حنبل : 72- 158 .
الأخفش : 95- 373 .
إدريس عليه السلام : 112- 325 .
أبو إسحاق العطار : 257- 325 .
أسلم بن سدرة : 113 .
إسماعيل بن أحمد : 65 .
الأسود العنسي : 122- 123 .
أبو الأسود الدؤلي : 165- 166- 167 .
أشهب : 160- 161-162 .
الأصمعي : 517 .
الأعشى : 94 .
امرؤ القيس : 91- 106- 154 .
أنس : 134 .
( ب )
البخاري : 159 .
البراء بن مالك : 119 .
ابن بري : 105- 283 .
أبو بكر الباقلاني : 106 .
أبو بكر الزبيدي : 90
أبو بكر الصديق : ... 107- 114- 115- 117- 118- 119- 120- 127- 128- 146-
152- 154- 155- 289 .
أبو بكر اللبيب : 173- 478 .
بلال : 136 .
( ت )
تبع بن تبان : 125 .
( ج )
جعفر بن أبي طالب : 96 .
( ح )
أبو الحسن الأشعري : 107 .
الحسن البصري : 106 .
حسان بن ثابت : 80 .
الحسن بن علي بن أبي طالب : 134 .
الحسن بن قاسم المرادي : 185- 258 .
أبو الحسن السخاوي : 415 .
أبو الحسن اللخمي : 108 .
أبو الحسن المرادي : 185- 187 .
حسين بن علي الرجراجي الشوشاوي : 60 .
حفص ... : 271- 272- 332- 386- 494- 513- 526 .
حفصة بنت عمر : ... 120- 121- 130- 132 .
حكم بن عمران : 491- 533 .
حمزة الزيات : ... 98- 287- 310- 317- 318- 321- 385- 410- 441- 468-(2/355)
484- 485- 494- 505- 506- 508- 512- 515- 524- 532 .
حمزة بن عبد المطلب : 96- 119- 182 .
أبو حنيفة : 75- 119- 122- 158 .
( خ )
خالد بن الوليد : 119- 125 .
الخليل بن أحمد : ... 166- 167- 237- 326- 330- 373- 377 .
( د )
داود عليه السلام : 102 .
أبو داود : ... 177- 178- 179- 181- 185- 186- 200- 201- 203- 235- 250-
253- 254- 261- 262- 263- 264- 265- 268- 269- 274- 278-
279- 280- 281- 282- 283- 285- 286- 287- 288- 291- 293-
296- 297- 302- 306- 307- 311- 312- 313- 314- 315- 320-
323- 326- 328- 334- 335- 336- 337- 338- 339- 340- 342-
343- 344- 345- 347- 348- 349- 350- 351- 352- 353- 356-
357- 358- 364- 365- 367- 368- 369- 381- 388- 391- 392-
393- 395- 396- 397- 401- 403- 404- 405- 406- 407- 408-
409- 419- 420- 421- 422- 423- 424- 426- 429- 430- 432-
433- 434- 435- 437- 440- 441- 442- 443- 444- 445- 446-
447- 448- 449- 451- 452- 453- 454- 455- 456- 457- 459-
460- 461- 462- 463- 464- 465- 466- 467- 469- 470- 472-
473- 474- 476- 478- 481- 482- 483- 484- 485- 486- 487-
488- 489- 491- 492- 495- 496- 497- 498- 499- 500- 501-
502- 503- 504- 505- 508- 509- 510- 511- 512- 513- 514-
525- 527- 528- 529- 530- 531- 532- 533- 534- 536 .
( ذ )
ذو القرنين : 111 .
( ر )
ربيعة بن أبي عبد الرحمن : 169 .
( ز )
زرقاء اليمامة : 125- 126 .
أبو زكريا بن معطي : 384 .
زيد بن الخطاب : 119 .
زيد بن ثابت : ... 80- 117- 118- 120- 130 .
زيد بن عمرو بن نفيل : 225 .
( س )
ابن سبع : 103 .
سجاح : 122- 124- 125 .
سحبان وايل : 102 .
سعيد بن المسيب : 99 .
ابن السّكّيت : 125 .
السلطان بن مجاهد : 174 .
سيبويه : ... 96- 237- 257- 330- 373- 377- 378- 411- 524 .
ابن السيد البطليوسي : 92- 93- 97 .
سيف الدين : 65 .
( ش )(2/356)
الشافعي : 69- 108- 158- 159 .
شعبة : 115- 271- 512 .
( ع )
عائشة : 136- 151- 170 .
عاصم ... : 166- 167- 193- 196- 272- 310- 317- 318- 329- 468- 494-
510- 526 .
أبو العاصي : 415 .
ابن عامر : ... 115- 159- 182- 262- 271- 310- 317- 318- 366- 386- 457-
468- 482- 509- 510- 516- 517 .
ابن عباس: 87- 109- 139 .
العباس : 96- 182 .
أبو العباس المهدوي : 319- 410 .
ابن عبد ربه : 92- 93 .
عبد الرحمن بن الحارث : 130 .
عبد السلام سحنون : 110- 113 .
عبد الله بن أبي سراح : 122 .
عبد الله بن الزبير : 130- 441 .
عبد الله بن المبارك : 171 .
عبد الله بن عمر : 110- 169 .
عبد الله بن مسعود : ... 78- 116- 134- 141- 169 .
أبو عبد الله القيسي : ... 167- 168- 169- 357 .
أبو عبيد القاسم بن سلام : ... 80- 114- 142- 157 .
أبو عبيدة : 218 .
عبد المطلب : 89- 97- 156 .
عثمان بن عفان : ... 107- 115- 117- 120- 127- 128- 129- 130- 132- 133-
134- 135- 145- 146- 147- 148- 149- 150- 151- 155-
156- 171- 173- 326- 333- 523 .
عروة بن الزبير : 113 .
ابن عصفور : 180- 258 .
عطاء بن يزيد الخرساني : ... 75- 361- 491- 492- 533 .
عطارد بن حاجبة : 124 .
عقيل بن عبد المطلب : 96 .
علي بن أبي طالب : 155- 156- 215 .
أبو علي الدينوري : 97 .
أبو علي ناصر الدين : 65 .
عمر بن الخطاب : ... 114- 116- 120- 127- 132- 154- 155- 289 .
أبو عمر بن عبد البر : ... 122- 173- 176- 179 .
أبو عمرو البصري : ... 142- 182- 310- 318- 332- 363- 495- 516- 525 .
أبو عمرو الداني : ... 107- 121- 131- 132- 137- 160- 165- 166- 168- 169-
173- 175- 177- 179- 181- 183- 186- 200- 202- 232-
235- 237- 240- 242- 243- 245- 249- 250- 252- 253-
254- 261- 269- 270- 274- 275- 278- 279- 280- 285-
286- 287- 294- 306- 307- 312- 314- 318- 319- 320-
323- 324- 334- 336- 337- 338- 340- 350- 353- 354-(2/357)
356- 358- 359- 360- 362- 365- 368- 382- 384- 388-
398- 399- 400- 402- 405- 406- 407- 409- 413- 419-
420- 421- 422- 426- 429- 430- 431- 432- 433- 437-
438- 439- 440- 442- 451- 452- 454- 456- 457- 458-
465- 466- 467- 481- 484- 485- 486- 487- 488- 489-
491- 504- 505- 509- 511- 512- 522- 525- 527- 528-
530- 536- 537- 538- 539 .
أبو عمرو بن الحاجب : 107- 139- 411 .
عياض : 91 .
عيسى عليه السلام : 84- 103- 484 .
( ف )
أبو الفتح ابن جني : ... 105- 258- 259- 290- 342- 417 .
الفراء: 506- 517 .
الفرزدق : 91 .
ابن فورك : 107 .
( ق )
أبو القاسم الزجاجي : 172 .
أبو القاسم الزمخشري : 66 .
أبو القاسم الشاطبي : ... 64- 133- 135- 176- 177- 181- 182- 202- 451-
484- 509 .
قتادة : 168 .
ابن قتيبة : ... 112- 134- 135- 136- 140- 142 .
القرافي : 92 .
قس بن ساعدة : 103- 225 .
( ك )
ابن كثير : ... 271- 273- 310- 317- 318- 374- 381- 467- 477- 495- 507-
509- 510- 527- 528 .
الكسائي : ... 96- 97- 271- 310- 312- 317- 318- 374- 385- 410- 441-
451- 468- 484- 485- 512- 515- 516- 524- 530 .
كعب الأحبار : 112 .
( م )
مالك بن أنس : ... 119- 158- 159- 160- 161- 162- 163- 164- 165- 169-
170- 183- 184 .
محمد بن أبي العاص النفزي : 177 .
محمد بن أحمد بن هشام : 175 .
محمد بن جرير الطبري : 65 .
محمد بن عبد الله المهدي : 183 .
محمد بن عيسى الأصبهاني : 270 .
محمد بن عيسى المغامي : 186- 187 .
محمد بن محمد الخراز : 60 .
مرامر بن مرة : 112- 113 .
مسلم : 159 .
مسيلمة الكذاب : ... 118- 119- 122- 123- 124- 125- 127- 146 .
مكي بن أبي طالب : 186- 257- 258 .
أبو موسى الجزولي : 257- 325 .
( ن )
نافع : ... 60- 181- 182- 183- 184- 220- 262- 271- 284- 310- 316- 317-
318- 332- 365- 386- 451- 457- 467- 482- 484- 494- 509- 525(2/358)
النابغة : 101- 126- 129- 210 .
( هـ )
هشام بن حكيم : 132 .
هشام بن عبد الرحمن : 179- 302 .
هود عليه السلام : 112 .
( و )
أبو الوليد الباجي : 173- 179
( ي )
أبو يعقوب الحضرمي : 468- 510 .
فهرس الأشعار
صدر البيت ... القافية ... البحر ... القائل ... الصفحة
( أ )
يلوم اللائمون. ... يبرأ بالدواء ... الوافر ... ذو القرنين
( ب )
من يكتبالكتاب ... لها أب ... الطويل ... ـ
أفادتكم النعماء ... المحجبا ... الطويل ... ـ
فاليوم قربت ... من عجب ... البسيط ... عمروبن يكرب ... -287
يامن يرىالعلم ... الجد كاللعب ... البسيط ... ابن عبد البر
تعلم قوام الخط ... في كل مكتب ... الطويل ... ـ
( ت )
العلم صيد ... الموثقة ... الكامل ... سحنون
ليت الحمام ... مائة ... البسيط ... زرقاء اليمامة
حلفت بالسبع ... قد أميت ... البسيط ... أبو عبيدة
من كان ذا بتّ ... مشتي ... الرجز ... رؤبة بن العجاج
مالي لا أبكي ... قيلاتي ... الرجز ... ـ
( د )
ألم تر أن الله ... أعلى وأمجد ... ـ ... حسان بن ثابت
احكم كحكم ... وارد الثمد ... البسيط ... النابغة
أفد الترحل ... وكأن قد ... الكامل ... النابغة
ألهنا بدار ... وشام على اليد ... الطويل ... ـ
وَلِهْتُ إليكم ... كراما مماجدا ... الطويل ... ـ
سبحانه ثم ... والجمد ... البسيط ... أمية بن الصلت
ألم يأتيك والأنباء ... بني زياد ... الوافر ... قيس بن زهير
( ذ )
ردت عليه ... في التأذ ... البسيط ... النابغة
صدر البيت ... القافية ... البحر ... القائل ... الصفحة
( ر )
عَطاءذي العرش ... يرجى وينتظر ... البسيط ... أبو حنيفة
فلست بمحمود ... الحباتر ... الطويل ... موسى بن جابر
ونحن قتلنا الأسد ... على لذة خمرا ... الطويل ... ـ
إني أرى شجرا ... الأشجار والبشر ... البسيط ... زرقاء اليمامة
فلما دنوت ... وثوبا أجر ... متقارب ... امرؤ القيس
( ز )
وماتوا رجالي ... بهم مستفزا ... متقارب ... الخنساء ... 354
( س )
يأيه الصب ... اللعس ... البسيط ... الفراء
( ع )
إن الصنيعة ... المهيع ... الكامل ... حسان بن ثابت ... 80
تقول بنتي ... والوجعا ... البسيط ... الأعشى
إذا وضَعَ ... ارتفاعا ... الوافر ... المقاسي العائذي
ترى الثور ... الشمس أجمع ... الطويل ... ـ
وخير أمورالدين ... البدائع ... الطويل ... مالك
وإذا اصطنعت ... أو دع ... البسيط ... حسان بن ثابت
هجوت زبّان ... ولم تدع ... البسيط ... عمرو بن العلاء
((2/359)
ف )
ومن قبلِ نادى ... العواطف ... الطويل ... ـ
فأدوهم إذاألجموا ... ألا فا ... الرجز ... ـ
قلنا لها قفي ... قاف ... الرجز ... الفراء ... 227
( ق )
علمي معي ... وصندوق ... البسيط ... الشافعي
إذ العجوز ... ولا تملق ... الرجز ... رؤبة
( ك )
أنا الفارس ... حقيقة آلكا ... الطويل ... خفاف بن ندبة ... 97
وانصر على آل ... آلك ... الكامل ... عبد المطلب
صدر البيت ... القافية ... البحر ... القائل ... الصفحة
( ل )
فلو أن ما أسعى ... من المال ... الطويل ... امرؤ القيس
فألقيتُه غير ... إلا قليلا ... المتقارب ... أبو الأسودالدؤلي
وجِيدٍ كجيدِ ... ولا بمعطل ... الطويل ... امرؤ القيس
ولا تبادروا في ... جعال ... الكامل ... سيبويه
( م )
فما زلت في ... الأم ... ـ ... أوس المزني
وقابلها الريح ... وارتسم ... المتقارب ... الأعشى
ألا يا سنا ... علي كريم ... الوافر ... محمد بن سلمة
تبدوا كواكب ... إظلام ... البسيط ... النابغة
كيف صبر ... النسيم ... الخفيف ... ابن بقىالقرطبي
فساغ لي ... بالماء الحميم ... الوافر ... يزيد بن الصعق
كم نعمة ... كم وكم ... الرجز ... ـ
وما عليك ... يا اللهما ... الرجز ... ـ
كيف أصبحتَ ... فؤاد الكريم ... الخفيف ... ـ
( ن )
قفا نبك ... أزمان ... الطويل ... امرؤ القيس ... 106
أضحت نبيتنا ... ذكرانا ... البسيط ... عطارد
أجل ما قدم ... وفي علن ... البسيط ... ـ
كأن سيوفنا ... لاعبينا ... الوافر ... عمرو بن كلثوم
لاه ربي ... ويرانا ... الكامل ... ـ
لتسمعن وشيكًا ... عثمانا ... البسيط ... حسان بن ثابت
وأتى صواحبها ... وجفانا ... الكامل ... ـ
( هـ )
وما زال باني ... وهادمه ... الطويل ... الفرزدق
لقد علم الحي ... خطيبها ... الطويل ... سحبان بن وائل
إذا لم يكن عون ... اجتهاده ... الطويل ... النميري
ألقى الصحيفة ... ألقاها ... الكامل ... ابن مروان
( ي )
وتضحك مني ... يمانيا ... الطويل ... ـ
فهرس الكتب الواردة في المتن
الأرجوزة المنبهة ، لأبي عمرو الداني : ... 121- 131- 132- 237 .
الاستذكار في مذهب علماء الأمصار ، لابن عبد البر : 122 .
الأصول ، لابن الحاجب : 107- 139 .
الاقتضاب في شرح آداب الكتاب ... ، لابن السيد البطليوسي : 92- 93 .
تاج اللغة ، للجوهري : 65 .
تأويل مشكل القرآن ، لابن قتيبة : ... 134- 135- 140- 142 .(2/360)
التبيين لهجاء التنزيل ، لأبي داود سليمان بن نجاح : 178- 179- 185- 235- 236-
253- 261- 262- 263- 268- 273- 275- 281- 296- 306- 309- 311-
320- 335- 339- 342- 344- 348- 352- 353- 357- 367- 368- 381-
388- 389- 390- 393- 404- 405- 408- 409- 422- 426- 437- 440-
442- 443- 444- 446- 452- 453- 454- 460- 461- 464- 465- 478-
481- 482- 484- 497- 499- 502- 509- 525- 528- 532 .
التحصيل من التفصيل ، لأبي العباس المهدوي : 319- 494 .
التعريف في اختلاف الرواة عن نافع ، لأبي عمرو الداني : 183 .
التمهيد ، لابن عبد البر : 176 .
الدرة الصقيلة في شرح أبيات العقيلة ، لأبي بكر اللبيب : 173- 340 .
رسالة أبي زيد القيرواني : ... 36- 67- 68- 90- 101- 105- 147 .
سر صناعة الإعراب ، لابن جني : ... 259- 290- 342- 417 .
شرح الألفية ، للمرادي : 258 .
شرح الجمل ، لابن عبد ربه : 92- 274 .
شرح الحصرية ، للخراز : 61 .
شرح الدرر اللوامع ، للخراز : 61 .
شرح الفصيح ، لابن هشام : 175 .
شرح المفصل ، لابن الحاجب : 411 .
شرح المقدمة الجزولية ، لأبي إسحاق العطار : 257- 325 .
الشفا في شرف المصطفى ، لابن سبع : 103 .
صحيح البخاري : 176 .
صحيح مسلم : 176 .
عقيلة أتراب القصائد في أسنى المقاصد لأبي القاسم الشاطبي : 133- 135- 176- 178-
179- 185- 202- 203- 309- 311- 323- 387- 421- 423- 424- 451-
478- 484- 509 .
عمدة البيان ، للخراز : 61 .
الغريبين ، لأبي عبيد الهروي : 142 .
فضائل القرآن ، لأبي عبيد بن سلام : 114 .
القبس في شرح موطأ مالك بن أنس ، لأبي بكر بن العربي : 218 .
الكشف ، لأبي العاصي : 415 .
كنز اليواقيت : 113 .
المحكم في نقط المصاحف ، لأبي عمرو الداني : 137- 160- 165- 168- 242- 296- 481 .
مختصر العين ، للزبيدي : 90 .
مشكل الإعراب ، لأبي محمد مكي : ... 257- 258 .(2/361)
المقنع في معرفة مرسوم مصاحف أهل الأمصار ، لأبي عمرو الداني : 166- 172- 173-
174- 175- 176- 177- 179- 185- 202- 232- 235- 239- 240- 243-
245- 249- 252- 255- 269- 270- 273- 274- 275- 306- 309- 311-
318- 320- 324- 335- 336- 338- 353- 354- 358- 360- 362- 387-
397- 400- 401- 405- 409- 413- 419- 420- 421- 423- 428- 430-
431- 451- 478- 481- 484- 489- 491- 509- 522- 530- 531- 538-
539 .
المنصف ، لأبي الحسن المرادي البلنسي : 184- 185- 186- 187- 278- 309-311-
323- 340- 341- 342- 357- 368- 369- 391- 396- 397- 401- 447-
448- 452- 453- 456- 457- 458- 463- 464- 470- 471- 483- 499-
517- 535 .
إصلاح المنطق ، لأبي علي الدينوري : 97 .
الموطأ ، للإمام مالك : 176 .
الميمونة الفريدة ، لأبي عبد الله القيسي : ... 167- 357 .
هجاء المصاحف ، لمحمد الأصبهاني : 270 .
فهرس الأماكن والبلدان
أذربيجان : 129 .
أرمينية : 129 .
الأندلس : 60- 173- 179- 185- 302 .
البحرين : 133 .
بلنسية : 179- 185 .
حديقة الموت : 119 .
دانية : 173- 174 .
شاطبة : 176 .
الشام : 129- 133 .
صنعاء : 122- 123 .
العراق : 129- 252- 270 .
عرفات : 241 .
فاس : 60 .
الكوفة : 97- 133- 273- 299 .
المدينة المنورة : ... 133- 158- 159- 252- 503 .
مكة المكرمة : 78- 133- 214 .
اليمامة ... : 120, 122, 123, 125, 146, 147 .
اليمن : 125- 133- 146 .
فهرس المصادر والمراجع
أولا : المصادر والمراجع المخطوطة :
*التبيان في شرح مورد الظمآن ، لابن آجطا ، مخطوط محفوظ في الخزانة الحسنية ، برقم 4702 .
*التحصيل من التفصيل لمعاني التنزيل ، لأبي العباس المهدوي ، مخطوط في الخزانة العامة بالرباط، رقم"89 ق"
*تقييد طرر على مورد الظمآن ، لأبي العباس أحمد بن جماعة المغراوي التلمساني ، مخطوط محفوظ في الخزانة الحسنية ، رقم "4497" .(2/362)
*الخلاف والتشهير والاستحسان وما أغفله مورد الظمآن ، لأبي زيد عبد الرحمن بن القاضي ، مخطوط في مركز جهاد الليبيين ، رقم "122" .
*الدرر الحسان في اختصار كتاب التبيان في شرح مورد الظمآن لمحمد بن خليفة الصنهاجي ، مخطوط في مركز جهاد الليبيين ، رقم "64" .
*شرح الدرر اللوامع في قراءة الإمام نافع ، للشيخ عبد الرحمن الفاسي ، مخطوط في مركز جهاد الليبيين ، رقم "69" .
*طبقات الحضيكي ، مخطوط محفوظ في الخزانة العامة بالرباط ، رقم "1753" .
*فتح المنان المروي بمورد الظمآن ، مخطوط محفوظ في جامعة قاريونس ، برقم "313" .
*كشف الغمام عن ضبط مرسوم الإمام ، لأبي بكر الحسن بن علي المنبهي الشهير بالشبّاني ، مخطوط محفوظ في الخزانة الحسنية ، تحت رقم "2142" .
*مختصر العين ، لمحمد حسن الزبيدي ، مخطوط في الخزانة العامة بالرباط ، رقم "3922" .
*المشكاة والنبراس شرح كتاب الكراس للجزولي ، لأبي إسحاق العطار ، مخطوط في الخزانة العامة بالرباط ، رقم "354" .
*الميمونة الفريدة ، لأبي عبد الله القيسي ، مخطوط بالخزانة الحسنية ، رقم "4558" .
ثانيا : المصادر والمراجع المطبوعة :
* القرآن الكريم (( مصحف الجماهيرية ، طرابلس ، ليبيا )) .
*آداب المعلمين ، لمحمد بن سحنون ، تحقيق حسن حسني عبد الوهاب ، مراجعة وتعليق محمد العروسي
ط2 ، دار الكتب الشرقية ، تونس ، 1972 م .
*إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر ، للدمياطي ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 2001 م .
*الإحكام في أصول الأحكام ، لابن حزم ، ط1 ، دار الحديث ، القاهرة .
*أحكام القرآن ، لابن العربي راجع أصوله وخرّج أحاديثه وعلق عليه محمد عبد القادر عطا دار الكتب العلمية ، ييروت ، طبعة 1996 م .(2/363)
*إحياء علوم الدين ، للإمام أبي حامد الغزالي ، وبذيله كتاب المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الأحياء من الأخبار ، للعلامة زين الدين عبد الرحيم العراقي ، الدار اللبنانية .
*الإتقان ، للسيوطي ، وبهامشه إعجاز القرآن لأبي بكر الباقلاني ، عالم الكتب ، بيروت .
*الأرجوزة المنبهة على أسماء القراء والرواة وأصول القراءات وعقد الديانات بالتجويد والدلالات ، لأبي عمرو الداني ، تحقيق محمد الجزائري ، ط1 ، دار المغني ، الرياض .
*الإرشاد في معرفة علماء الحديث ، للخليل بن عبد الله القزويني ، تحقيق محمد سعيد إدريس ط1 ، مكتبة الرشد ، الرياض .
*إرشاد المريد إلى قصد القصيد ( الشاطبية ) ، للشيخ علي محمد الضباع .
*الأزهية في علم الحروف ، لعلي بن محمد الهروي ، تحقيق عبد المعين الملّوحي ، ط2 ، مطبوعات مجْمع اللغات بدمشق ، 1993 م .
*الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار وعلماء الأقطار فيما تضمنه الموطأ من معاني وآثار وشرح ذلك كله بالإيجاز والاختصار ، للإمام الحافظ أبي عمرو يوسف بن عبد البر ، وثق أصوله وخرج نصوصه ورقمها وقنن مسائله ووضع فهارسه : عبد المعطي أمين ، دار قتيبة للطباعة والنشر دمشق – بيروت .
*الاستقصا لأخبار دول المغرب ، لأبي العباس أحمد بن خالد الناصري ، تحقيق جعفر الناصري و محمد الناصري ، ط1 ، دار الكتاب الدار البيضاء ، 1997 م .
*أسرار العربية لأبي سعيد الأنباري ، تحقيق وتعليق بركات يوسف هبود ، ط1 ، دار الأرقم للطباعة والنشر ، بيروت ، 1999 م .
*أسفي وما إليه قديما وحديثا ، لمحمد الكانوني العبدي ، تحقيق علال ركوك وآخرون ، تقديم محمد بنشريفة ، مشورات جمعية البحث والتوثيق والنشر ، 2005 م .
*أسواق العرب في الجاهلية والإسلام ، لسعيد الأفغاني ، ط2 ، دار الكتاب الإسلامي ، القاهرة ، 1993م
*الاشتقاق ، لابن دريد ، تحقيق عبد السلام هارون ، طبعة الخانجي ، القاهرة .(2/364)
*الإصابة في تمييز الصحابة ، لابن حجر العسقلاني ، وبهامشه كتاب الاستيعاب في معرفة الأصحاب ، لابن عبد البر ، ط1 ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، 1328 هـ .
*إصلاح المنطق ، لابن السكيت ، تحقيق احمد محمد شاكر ، وعبد السلام هارون ، ط4 ، دار المعارف ، القاهرة ، 1949 م .
*الأعلام ( قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين ) لخير الدين الزركلي ، ط11 ، دار العلم للملايين ، بيروت ، 1995م .
*الأغاني ، لأبي الفرج لأصفهاني ، تحقيق سمير جابر ،ط2 ، دار الفكر ، بيروت .
*الاقتضاب في شرح أدب الكتاب لابن السيد البطليوسي ، طبعة 1987 م .
*الأمالي ، لأبي علي القالي ، طبعة دار الآفاق الجديدة ، 1980 م .
*الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين ، لكمال الدين أبي البركات عبد الرحمن بن الأنباري ، ومعه كتاب الانتصاف من الإنصاف لمحمد عبد الحميد دار إحياء التراث العربي .
*الإيضاح في شرح المفصل ، لابن الحاجب ، تحقيق موسى العليلي ، وزارة الأوقاف والشؤون الدينية العراق
*إيضاح الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل ، لأبي بكر محمد بن القاسم الأنباري ، تحقيق محي الدين رمضان ، دمشق ، 1971 م .
*البداية والنهاية لابن كثير ، ط4 ، منشورات مكتبة المعارف ، بيروت ، 1982م .
*بغية الوعاة في طبقات اللغوين والنحاة ، للسيوطي ، تحقيق محمد أبو الفضل ، ط2 ، دار الفكر ، 1979م
*تاج اللغة ، تحقيق أحمد عبد الغفور عطار ، ط4 ، دار العلم للملايين ، بيروت ، 1987 م
*تاريخ الخلفاء ، لعبد الرحمن السيوطي تحقيق محمد عبد المجيد ، ط1 ، مطبعة السعادة ، مصر ، 1995م .
*تاريخ بغداد ، لأبي بكر الخطيب ، دار الكتب العلمية ، بيروت .
*تاريخ الطبري ، ط1 ، دار الكتب العلمية بيروت .(2/365)
*تاريخ القراءات والقراء في المشرق والمغرب ، للدكتور محمد مختار ولد اباه ، منشورات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ، طبعة 2001 م .
*تاريخ قضاة الأندلس ، لابن الحسن النباهي الأندلسي ، ضبط وشرح وتقديم الدكتورة مريم طويل ، ط1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1995 م .
*تأويل مختلف الحديث في الرّد على أعداء أهل الحديث ، للإمام ابن قتيبة الدينوري ، عالم الكتب .
*تأويل مشكل القرآن ، لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري ، علّق عليه ووضع حواشيه إبراهيم شمس ، ط1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 2002 م .
*تحبير التيسير ، لابن الجزري ، ط1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1983 م .
*تراجم المؤلفين التونسيين ، لمحمد محفوظ ، ط1 ، دار الغرب الإسلامي ، بيروت ، لبنان 1985م
*التعريف في اختلاف الرواة عن نافع ، لأبي عمرو الداني ، تحقيق التهامي الراجي ، مطبوعات وزارة الأوقاف المغربية ، مطبعة فضالة المحمدية ، 1982 م .
*التعليقة على كتاب سيبويه ، لأبي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار ، تحقيق وتعليق عوض بن حمد الفوزي ، مطبعة الأمانة ، القاهرة .
*تفسير ابن كثير ، دار الفكر ، بيروت ، 1401 هـ .
*تقريب النشر في القراءات العشر ، لابن الجزري ، وضع حواشيه عبد الله محمد الخليلي ، ط1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 2002 م .
*تلخيص التحبير ، لابن حجر العسقلاني ، تحقييق عبد الله هشام المدني ، نشر المدينة المنورة 1964 م .
*التمهيد ، لابن عبد البر ، تحقيق : مصطفى بن أحمد العلوي , ومحمد عبد الكبير البكر ، وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية ، المغرب .
*تهذيب إصلاح المنطق ، للخطيب التبريزي ، تحقيق فخر الدين قباوة ، ط1 ، دار الآفاق الجديدة بيروت ، 1983 م .
*توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك ، للمرادي ، شرح وتقديم عبد الرحمن سليمان ، دار الفكر العربي ، القاهرة ، 2001 م .(2/366)
*التيسير في القراءات السبع ، لأبي عمرو الداني ، عني بتصحيحه أتويرتزل ، ط1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت 1996 م .
*الثقات ، لمحمد بن حبان البستي ، تحقيق السيد شرف الدين أحمد، ط1 ، دار الفكر ، بيروت .
*الثمر الداني في تقريب المعاني شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني ، جمع : صالح الأزهري ، ط1 المكتبة العصرية ، بيروت ، 2000 م .
*جامع البيان في تفسير القرآن ، لمحمد بن جرير الطبري ، دار الفكر ، بيروت .
*جامع بيان العلم وفضله وما ينبغي له في روايته وحمله ، قدم له عبد الكريم الخطيب ، ط2 ، دار الكتب الإسلامية ، القاهرة .
*الجامع لأحكام القرآن ، للقرطبي ، تحقيق أحمد البردوني ، ط2 ، دار الشعب ، القاهرة .
*جذوة الاقتباس في ذكر من حل من الأعلام مدينة فاس ، لأحمد بن القاضي المكناسي ، دار المنصور ، الرباط ، 1973 م .
*جمهرة أشعار العرب ، لأبي زيد محمد القرشي ، شرحه وضبطه وقدم له علي فاعور ، ط2 دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1992 م .
*حروف المعاني ، لأحمد شامي ، ط1 ، مؤسسة عزالدين للطباعة والنشر ، بيروت ، 1992 م .
*الحلل في إصلاح الجمل ، لأبي عبد الله السيد البطليوسي ، تحقيق سعيد عبد الكريم ، دار الطليعة للطباعة والنشر ، بيروت .
*حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ، لأبي نعيم الأصبهاني ، ط4 ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، 1405 هـ
*خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب ، لعبد القادر البغدادي ، تحقيق عبد السلام هارون ، ط1 مكتبة الخانجي ، القاهرة ، 1986 م .
*الخصائص ، لابن جني ، تحقيق عبد الحميد هنداوي ، ط1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 2001 م
*خلال جزولة ، لمحمد المختار السوسي ، تطوان ، المغرب ، د . ت .
*درة الحجال في غرة أسماء الرجال ، لأبي العباس المكناسي ، تحقيق مصطفى عبد القادر ، ص 432 ، ط1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 2002 م .(2/367)
*دليل الحيران على مورد الظمآن ، لإبراهيم بن أحمد المارغني ، المطبعة العمومية ، تونس .
*الديباج المذهب في معرفة أعيان المذهب ، لابن فرحون ، دراسة وتحقيق مأمون الجنان ، ط1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1996 م .
*ديوان أبي الأسود الدؤلي ، صنعة أبي سعيد السكري ، تحقيق محمد حسن آل ياسين ، ط1 بيروت ، 1982 م .
*ديوان جميل بُثينة ، شرح أشرف أحمد عَدوة ، ط1 ، عالم الكتب ، بيروت ، 1996 م .
*ديوان حسان بن ثابت ، تحقيق : بدر الدين حاضري ، ومحمد حمامي ، ط2 دار الشرق العربي بيروت ، 1998 م .
*ديوان الشافعي ، صححه وقدم له الدكتور إحسان عباس ، ط1 ، دار صادر ، بيروت ، 1996م
*ديوان الفرزدق ، دار صادر للطباعة والنشر بيروت .
*ديوان عمرو بن كلثوم ، وضعه علي أبو زيد ، ط1 ، دار سعد الدين ، دمشق ، 1991 م .
*ديوان النابغة ، المكتبة الثقافية ، بيروت .
*الرائد في تجويد القرآن ، لمحمد سالم محيسن ، ط2 ، دار محيسن للطباعة والنشر ،2002م.
*رجراجة وتاريخ المغرب ، لمحمد سعيد الرجراجي ، ط1 ، منشورات جمعية البحث والتوثيق والنشر .
*سبل السلام ، لمحمد بن إسماعيل الصنعاني تحقيق محمد عبد العزيز الخولي ، ط4 ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت .
*سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس ، للشيخ محمد بن إدريس الكتاني ، تحقيق عبد الله الكتاني وآخرون ، دار الثقافة ، الدار البيضاء ، 2004 م .
*سنن ابن ماجه ، دار الفكر العربي ، بيروت .
*سنن أبي داود ، تحقيق محمد عبد المجيد ، دار العلم للملايين .
*سنن الترمذي ، تحقيق أحمد شاكر وآخرون ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت .
*سنن الدارمي ، تحقيق فواز أحمد وخالد السبع ، ط1 ، دار الكتاب العربي ، بيروت .
*سوس العالمة ، للعلامة محمد المختار السوسي ، مطبعة فضالة المحمدية ، 1960 م .(2/368)
*سير أعلام النبلاء ، لمحمد بن أحمد الذهبي ، تحقيق شعيب الأرناؤوط ، محمد نعيم ، ط9 مؤسسة الرسالة ، بيروت .
*سيرة ابن هشام ، تحقيق وضبط وشرح مصطفى السقا وآخرون ، دار إحياء التراث العربي بيروت
*شاعرات العرب في الجاهلية والإسلام ، لبشير يموت ، تحقيق وتنقيح وشرح : عبد القادر محمد مايو ، ط1 ، دار العربي ، حلب ، 1998 م .
*شجرة النور الزكية في طبقات المالكية ، لمحمد بن محمد مخلوف خرّج حواشيه وعلق عليه عبد المجيد خيالي ، ط1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 2003 م .
*شذرات الذهب ، لعبد الحي العكري ، دار الكتب العلمية بيروت ، د. ت .
*شرح ابن عقيل ، مكتبة دار التراث ، القاهرة ، 1998م .
*شرح تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد ، لجمال الدين محمد بن عبد الله الأندلسي ، تحقيق
محمد عبد القادر عطا ، وطارق فتحي السيد ، ط1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 2001م
*شرح تلخيص الفوائد وتقريب المتباعد على عقيلة أتراب القصائد ، لابن القاصح ، راجعه وعلق عليه الشيخ عبد الفتاح القاضي ، مطبعة مصطفى الحلبي وأولاده ، مصر. د. ت .
*شرح ديوان الفرزدق ، لحجر عاصي ، ط1 ، دار الفكر العربي ، بيروت ، 1994 م .
*شرح الزرقاني ، ط1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت .
*شرح العضد ، للقاضي عد الرحمن الإيجي على مختصر المنتهى الأصولي لابن الحاجب ، ضبطه ووضع حواشيه فادي نصيف ، وطارق يحي ، ،ط1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 2000 م
*شرح الفصيح ، لابن هشام اللخمي ، دراسة وتحقيق مهدي عبيد جاسم ، ط1 ، وزارة الثقافة والإعلام ، بغداد ، 1988م .
*شرح المفصل في صنعة الإعراب ، للقاسم الخوارزمي ، تحقيق عبد الرحمن العثيمين ، ط1 مكتبة العبيكان ، الرياض ، 2000 م .
*شعب الإيمان ، لأبي بكر أحمد البيهقي ، تحقيق محمد السعيد زغلول ، ط1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1410 هـ .(2/369)
*الشعر والشعراء ، لابن قتيبة ، تحقيق أحمد محمد شاكر ، ط3 ، دار الحديث ، القاهرة ، 2001 م .
*الشفاء بتعريف حقوق المصطفى ، للقاضي عياض ، طبعة دار الفكر بيروت ، د . ت .
*صحيح ابن حبان ، تحقيق شعيب الأرنؤوط ، مؤسسة الرسالة ، بيروت 1993م .
*صحيح البخاري ، تخريج وضبط وتنسيق الحواشي صدقي العطار ، ط1 ، دار الفكر ، بيروت ، 2003م
*صحيح مسلم ، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت .
*صفوة الصفوة ، لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي ، تحقيق محمود فاخوري ، محمد رواس
قلعه ، ط2 ، دار المعرفة ، بيروت ، 1979م .
*الصناعتين : الكتابة والشعر ، لأبي هلال العسكري ، تحقيق البجاوي ، وأبو الفضل ، المكتبة العصرية ، صيدا ، 1986م .
*ضرائر الشعر ، لابن عصفور ، ط1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1999 م .
طبقات الشافعية الكبرى ، لأبي نصر عبد الوهاب السبكي ، تحقيق : عبد الفتاح محمد الحلو ، محمود محمد الطناحي ، ط2 ، الجيزة ، 1992 م .
*الطبقات الكبرى ، لمحمد بن سعيد الزهري ، دار صادر ، بيروت .
*الطراز في شرح ضبط الخراز ، للتنسي تحقيق أحمد شرشال مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف المدينة المنورة 1420 هـ .
*عروض وإيقاع الشعر العربي ، لمحمد علي سلطان ، ط2 ، دار العصماء ، دمشق ، 2003 م .
*علل الدار قطني ، تحقيق محفوظ الرحمن السلفي ، ط1 ، دار طيبة ، الرياض ، 1985م .
*غاية النهاية في طبقات القراء ، لابن الجزري ، دار الكتب العلمية ، ط3 ، سنة 1982م
*الغريبين في القرآن والحديث ، لأبي عبيد الهروي ، تحقيق ودراسة أحمد فريد المزيدي ، ط1 ، المكتبة العصرية ، صيدا ، بيروت ، 1999 م .
*غيث النفع في القراءات السبع ، لعلي الصفاقسي ، ضبط وتصحيح محمد شاهين ، ط1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1999م .(2/370)
*فتح الباري بشرح صحيح البخاري ، لأحمد بن حجر العسقلاني ، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ، ومحب الدين الخطيب ، دار المعرفة ، بيروت ، 1379 هـ .
*الفردوس بمأثور الخطاب ، الديلمي الهمذاني ، السعيد بن بسيوني زغلول ، ط1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1986م .
*فضائل القرآن ، لابن حجر العسقلاني ، شرح وتقديم السيد الجميلي ، ط1 ، منشورات دار ومكتبة الهلال ، بيروت ، 1986 م .
*فضائل القرآن ، لأبي عبيد القاسم بن سلام ، تحقيق مروان العطية ، وآخرون ، ط2 ، دار ابن كثير للطباعة ، دمشق – بيروت ، 1999 م .
*الفهرست للنديم ، تحقيق محمد أحمد ، المقالة السادسة ، المكتبة التوفيقية .
*فهرس الخزانة الحسينية بالقصر الملكي ، تصنف محمد الخطابي ، ط1 ، الرباط ، 1987م
*فهرس خزانة القرويين ، لمحمد العابد الفاسي ، ط1 ، 1983 م .
*فهرس المخطوطات بمركز جهاد الليبيين ، إعداد إبراهيم الشريف ، ط1 ، طرابلس ، ليبيا ، 1989م
*فهرس مخطوطات دار الكتب الناصرية بتمكروت ، وزارة الشؤون والأوقاف الإسلامية ، المملكة المغربية ، طبعة 1985 م .
*فهرس المخطوطات العربية في المكتبة الوطنية بالجزائر وتونس ، لهلال ناجي ، ط1 ، عالم الكتب بيروت ، 1999 م .
*فهرس مخطوطات مكتبة عبد الله كنون ، لعبد الصمد العشاب ، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المملكة المغربية ، طبعة 1996 م .
*الفوائد الجميلة على الآيات الجليلة ، لأبي علي حسين الرجراجي الشوشاوي ، تحقيق إدريس عزوزي ، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ، المغرب ، 1989م .
*في تاريخ القرآن وعلومه ، لمحمد الدسوقي ، ط1 ، المنشأة العامة للنشر والتوزيع ، طرابلس ليبيا 1983م
*فيض القدير ، للمناوي ، المكتبة التجارية الكبرى ، مصر ، 1365هـ .
*القاموس المحيط ، للفيروزآبادي ، ضبط وتوثيق يوسف البقاعي ، إشراف مكتب البحوث والدراسات طبعة 2005م ، دار الفكر ، بيروت .(2/371)
*قبائل المغرب ، لعبد الوهاب منصور ، المطبعة الملكية ، الرباط ، 1968م .
*القبس في شرح موطأ بن أنس ، للقاضي أبي بكر محمد بن العربي ، تحقيق أيمن نصر الأزهري وعلاء إبراهيم الأزهري ، ط1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1998م .
*القراءات والقراء بالمغرب ، لسعيد إعراب ، ط1 ، دار الغرب الإسلامي ، 1990 م .
*قراءة الإمام نافع عند المغاربة من رواية أبي سعيد ورش – مقوماتها البنائية ومدارسها الأدائية إلى نهاية القرن العاشر الهجري، لعبد الهادي احميتو، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، المملكة المغربية، 2003م
*قلائد الفكر في توجيه القراءات العشر ، للأستاذين : قاسم أحمد الداجوني ، محمد الصادق قمحاوي .
*الكتاب ، لسيبويه علق عليه ووضع حواشيه : إميل بديع يعقوب ، ط1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت 1999م .
*الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التنزيل ، لأبي القاسم محمود الزمخشري تحقيق : عادل عبد الموجود ، وعلي معوض ، ط1 ، مكتبة العبيكان ، الرياض 1998م .
*كشف الخفاء ، لإسماعيل العجلوني ، تحقيق أحمد القلاش ، ط4 ، مؤسسة الرسالة ، بيروت
*كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون ، لحاجي خليفة ، دار الكتب العلمية بيروت .
*الكنز في القراءات العشر ، لعبد الله بن عبد الله الواسطي ، تحقيق هناء الحمصي ، 128 ، ط1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1998 م .
*لسان العرب ، لابن منظور ، ط1 ، دار صادر ، بيروت .
*المبسوط في القراءات العشر ، لأبي بكر أحمد بن الحسين الأصفهاني ، تحقيق سبيع حمزة حاكمي ، ط2 ، دار القبلة للثقافة الإسلامية ، جدة ، 1988م .
*متن مورد الظمآن في رسم القرآن ، للعلامة محمد بن محمد الخراز ، حققه وضبطه وعلق عليه محمد الصادق قمحاوي .
*مجمع البيان في تفسير القرآن ، لأبي علي الطبرسي ، وضع حواشيه وخرّج آياته وشواهده
إبراهيم شمس الدين ، ط1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1997م .(2/372)
*مجمع الزوائد ، لعلي الهيثمي ، دار الريان للتراث ، دار الكتاب العربي ، مدينة النشر ، القاهرة , بيروت .
*المحتسب في تبيين وجوه القراءات والإيضاح عنها ، لأبي الفتح عثمان بن جني ، تحقيق : علي ناصف ، عبد الفتح شلبي ، القاهرة ، 1999 م
*المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ، للقاضي ابن عطية الأندلسي ، تحقيق عبد السلام عبد الشافي ، ط1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 2001 م, 11
*المحكم في نقط المصاحف ، لأبي عمرو الداني ، تحقيق عزة حسن ، ط2 ، دار الفكر .
*مختصر التبيين في هجاء مصاحف التنزيل ، لأبي داود سليمان بن نجاح ، تحقيق أحمد شرشال ، ط2002 ، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ، بالتعاون مع مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالرياض .
*مختار الصحاح للرازي ، تحقيق محمود خاطر ، مكتبة لبنان ، بيروت ، 1995م
*مختصر في شواذ القرآن من كتاب البديع ، لابن خالويه ، عالم الكتب ، بيروت .
*المدخل والتمهيد في علم القراءات والتجويد ، لعبد الفتاح إسماعيل شلبي ، ط2 ، مكتبة وهبة ، القاهرة .
*المستدرك على الصحيحين ، للنيسابوري ، تحقيق مصطفى عبد القادر عطا ، دار الكتب العلمية ، بيروت .
*المستطرف في كل فن مستظرف ، لأبي الفتح محمد بن أحمد الأبشيهي ، حققه وقدم له سعد محمد ، مكتبة
الصفا ، القاهرة ، 2005م .
*مسند الإمام أحمد ، مؤسسة قرطبة ، مصر .
*مسند البزار ، تحقيق محفوظ الرحمن زين الله ، ط1 ، مؤسسة علوم القرآن ، بيروت ، 1409 هـ
*مسند الحارث ، تحقيق حسين الباكري ، ط1 ، مركز خدمة السنة والسيرة النبوية ، المدينة المنورة ، 1992م .
*مشكل إعراب القرآن ، لمكي بن أبي طالب القيسي ، تحقيق ياسين محمد السوّاس ، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق ، 1974م .
*المصاحف ، لابن أبي داود السجستاني ، ص 20 ، مؤسسة قرطبة للنشر والتوزيع ، القاهرة
*المعارف ، لابن قتيبة ، ط2 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 2003م .(2/373)
*معاني القرآن ، للفراء ، تحقيق ومراجعة محمد على النجار ، دار السرور .
*المعتصر من المختصر ، ليوسف بن موسى الحنفي ، عالم الكتب ، بيروت .
*معجم الأدباء ، لياقوت الحموي ، ط1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1991م .
*المعجم الأوسط ، تحقيق : طارق بن محمد ، وعبد المحسن الحسيني ، دار الحرمين ، القاهرة .
*معجم البلدان ، لياقوت الحموي ، دار الفكر ، بيروت .
*المعجم الكبير ، للطبراني ، تحقيق حمدي السلفي ، ط2 ، مكتبة العلوم والحكم ، الموصل ، 1983م .
*معجم المؤلفين ، لعمرو رضا كحالة ، اعتنى به وجمعه مكتب تحقيق التراث ، ط1 ، مؤسسة الرسالة ، 1993م .
*معجم المحدثين والمفسرين والقراء بالمغرب الأقصى ، لعبد العزيز بن عبد الله ، طبعة 1972م .
*معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار ، لأبي عبد الله محمد بن أحمد الذهبي ، تحقيق أبي عبد الله محمد حسن الشافعي ، ط1 ، دار الكتب العلمية بيروت ، 1997م .
*المعسول ، لمحمد مختار السوسي ، مكتبة الطالب ، الرباط ، 1960م .
*المغرب عبر التاريخ – عرض لأحداث المغرب وتطوراته في الميادين السياسية والدينية والاجتماعية والعمرانية والفكرية منذ ما قبل الإسلام إلى العصر الحاضر – لإبراهيم حركات ط2 ، دار الرشاد الحديثة – الدار البيضاء – المغرب ، 1984م .
*المفردات في غريب القرآن ، للراغب الأصفهاني ، ضبطه وراجعه محمد عيتاني ، دار المعرفة ، بيروت .
*المفصل في علم العربية ، شرح محمد بدر الدين النعماني الحلبي ، دار الجيل بيروت .
*المقنع في معرفة مرسوم أهل الأمصار مع كتاب النقط ، تحقيق محمد أحمد دهمان ، مكتبة النجاح ، طرابلس
*مناهل العرفان في علوم القرآن ، للزرقاني ، ط3 ، دار إحياء الكتب العربية ، مصر .
*منهج السالك إلى ألفية ابن مالك ( شرح الأشموني ) ، حققه وشرح شواهده ووثق آراءه وعرّف بالنحاة ووضع فهارسه عبد الحميد السيد عبد الحميد ، المكتبة الأزهرية للتراث ، القاهرة .(2/374)
*الموسوعة المغربية للأعلام البشرية والحضارية ، لعبد العزيز بن عبد الله ، مطبوعات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية .
*موسوعة مشاهير رجال المغرب ، لعبد الله كنون ، ط2 ، دار الكتاب اللبناني ، 1994م .
*الموطأ ، للإمام مالك ، ومعه كتاب المبطأ برجال الموطأ ، للإمام السيوطي، قدم لهما وراجعهما ونسقهما فاروق سعد ، ط3 ، دار الآفاق الجديدة ، بيروت ، 1983م .
*الميسر في القراءات الأربع عشرة ، لمحمد فهد خاروف ، مراجعة محمد كريم راجح ، ط3 ، 2001 م ، دار ابن كثير ، دمشق .
*النبوغ المغربي في الأدب العربي ، لعبد الله كنون ، ط3 ، دار الكتاب اللبناني ، بيروت .
*النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة ، لجمال الدين أبي المحاسن يوسف بن تغرى ، دار النشر المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر ، مصر .
*النجوم الطوالع على الدرر اللوامع في أصل مقرأ نافع ، للمارغني ، دار الطباعة الحديثة ، الدار البيضاء .
*النشر في القراءات العشر ، لابن الجزري ، أشرف على تصحيحه ومراجعته علي محمد الضباع ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع .
*نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب ، لأحمد المقري التلمساني ، شرح وضبط وتعليق د . مريم قاسم طويل ، د . يوسف علي طويل ، ط1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1995م
*نهاية القول المفيد في علم تجويد القرآن المجيد ، للشيخ محمد مكي الجريسي ، تدقيق
أحمد علي حسن ، مراجعة الشيخ محمد علي الضباع ، ط1 ، 2001 ، مكتبة الآداب ، القاهرة .
*نيل الابتهاج بتطريز الديباج ، لأحمد باب التنبكتي ، عناية وتقديم عبد الحميد الهرامة ، ط2 منشورات دار الكاتب ، طرابلس ، 2000م .
*هدية العارفين في أسماء المؤلفين وآثار المصنفين من كشف الظنون ، لإسماعيل باشا البغدادي ، دار الكتب العلمية ، بيروت .
*همع الهوامع في شرح جمع الجوامع ، للسيوطي ، تحقيق عبد العال سالم مكرم ، طبعة 2001م ، عالم الكتب القاهرة .(2/375)
*الوساطة للجرجاني ، تحقيق محمد البجاوي ، ومحمد أبو الفضل إبراهيم ، المطبعة العصرية صيدا .
*الوسيلة إلى كشف العقيلة ، للسخاوي ، تحقيق وتقديم مولاي محمد الطاهري ، ط2 ، مكتبة الرشد ، 2003م .
*وصف أفريقيا ، للحسن بن محمد الوزان الفاسي ، ترجمه عن الفرنسية محمد حجي ، محمد الأخضر ط2 ، دار الغرب الإسلامي ، بيروت ، 1983م .
*وفيات الأعيان ، لشمس الدين أحمد بن خلكان ، تحقيق إحسان عباس ، دار الثقافة بيروت ، طبعة 1968م
ثالثا : الرسائل العلمية :
*الدرة الصقيلة في شرح أبيات العقيلة ، لأبي بكر اللبيب ، تقديم وتحقيق عبد العلي زعلول ، جامعة محمد الخامس ، كلية الآداب والعلوم الإنسانية ، الرباط ، 1991- 1992 م .
رابعا : المجلات :
*مجلة الإحياء ، العدد العاشر ، سنة 1997 م ، مطبعة المعارف ، الرباط .
فهرس الموضوعات
الموضوع الصفحة
المقدمة ... . ... ... ... ... ... ... ... ... ... 3
أولا : قسم الدراسة . ... ... ... ... ... ... ... ... 9 – 58
تمهيد : ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 9 – 15
تعريف الرسم العثماني . ... ... ... ... ... ... ... ... 9
نشأة الرسم العثماني . ... ... ... ... ... ... ... ... 9
عدد المصاحف التي نسخها الخليفة عثمان بن عفان . ... ... ... ... 10
مصادر التأليف في الرسم العثماني : ... ... ... ... ... ... 11 – 15
أ – المصاحف . ... ... ... ... ... ... ... ... ... 11
ب – الرواية . ... ... ... ... ... ... ... ... ... 12
جـ – الكتب المؤلفة في علم الرسم . ... ... ... ... ... ... 13
الفصل الأول : المصنف والمتن : ... ... ... ... ... ... 16– 26
المبحث الأول : المصنف : ... ... ... ... ... ... ... 16 – 21
أ – عصره . ... ... ... ... ... ... ... ... ... 17
ب – حياته : ... ... ... ... ... ... ... ... ... 18
اسمه ونسبه . ... ... ... ... ... ... ... ... ... 18
نشأته وتعلمه . ... ... ... ... ... ... ... ... ... 18
شيوخه وتلاميذه . ... ... ... ... ... ... ... ... 18
مكانته العلمية وثناء العلماء عليه . ... ... ... ... ... ... 19
آثاره العلمية . ... ... ... ... ... ... ... ... ... 20
وفاته . ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 21
المبحث الثاني : المتن : ... ... ... ... ... ... ... ... 22 – 26
أ – التعريف بمورد الظمآن . ... ... ... ... ... ... ... 22
ب – منهجه واصطلاحاته . ... ... ... ... ... ... ... 23
جـ – أهم شروح المورد . ... ... ... ... ... ... ... 25
الفصل الثاني : عصر الشارح وحياته : ... ... ... ... ... 27 – 38
المبحث الأول : عصر الشارح . ... ... ... ... ... ... ... 28(2/376)
المبحث الثاني : حياته : ... ... ... ... ... ... ... ... 31 – 38
اسمه ونسبه . ... ... ... ... ... ... ... ... ... 31
نشأته وتعلمه . ... ... ... ... ... ... ... ... ... 32
شيوخه وتلاميذه . ... ... ... ... ... ... ... ... 33
مكانته العلمية وثناء العلماء عليه . ... ... ... ... ... ... 34
آثاره العلمية . ... ... ... ... ... ... ... ... ... 35
وفاته . ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 38
الفصل الثالث : دراسة الشرح " تنبيه العطشان على مورد الظمآن " ... 39 – 58
المبحث الأول : دراسة الكتاب : ... ... ... ... ... ... ... 40 – 47
أ – نسبته لمؤلفه . ... ... ... ... ... ... ... ... 40
ب – منهجه وأسلوبه . ... ... ... ... ... ... ... ... 40
جـ – مصادر الكتاب . ... ... ... ... ... ... ... ... 44
د – القيمة العلمية للكتاب . ... ... ... ... ... ... ... 47
المبحث الثاني : وصف النسخ الخطية : ... ... ... ... ... ... 48 – 58
أ – وصف النسخ الخطية وأماكن وجودها . ... ... ... ... ... 48
ب – نماذج من النسخ المخطوطة . ... ... ... ... ... ... 52
ثانيا : قسم التحقيق . ... ... ... ... ... ... ... ... 60 – 540
مقدمة المؤلف ... . ... ... ... ... ... ... ... ... 60
الصحابة هم أول من جمع الرسم القرآن . ... ... ... ... ... ... 107
حكم الكتابة . ... ... ... ... ... ... ... ... ... 108
الأصل في الكتابة . ... ... ... ... ... ... ... ... 109
الذي بدأ بالكتابة عامة وبالخط العربي خاصة ... ... ... ... ... 112
حكم كتابة القرآن في الحجر والمدر . ... ... ... ... ... ... 114
جمع أبي بكر الصديق القرآن الكريم بإشارة من عمر . ... ... ... ... 115
سبب جمع أبي بكر للقرآن الكريم . ... 120
مسيلمة الكذاب وادعاؤه النبوة . ... 123
زرقاء اليمامة وحدّة بصرها . ... 126
غزوة تبع بن تبان لمدينة اليمامة . ... 126
جمع عثمان - رضي الله عنه - للقرآن الكريم ، ومن تولى جمعه من الصحابة . ... 128
سبب جمع عثمان - رضي الله عنه - للقرآن الكريم . ... 130
ما فعل عثمان - رضي الله عنه - بالصحائف حين نسخ منها المصاحف؟ ... 132
عدد النسخ التي جمع فيها عثمان - رضي الله عنه - القرآن الكريم . ... 133
هل ترتيب القرآن في المصحف بالوحي أو بالاجتهاد؟ ... 133
أول وآخر ما نزل من القرآن . ... 134
سبب إسقاط عبد الله بن مسعود الفاتحة والمعوذتين . ... 135
سبب إثبات أبي بن كعب القنوت في مصحفه . ... 135
معنى قول عثمان - رضي الله عنه - : " في المصحف لحن ستقيمه العرب بألسنتها . ... 136(2/377)
معنى قول عائشة : " في المصحف أحرف هي خطأ من الكاتب . ... 136
سبب الاختلاف في المصاحف بالحذف والإثبات . ... 137
عدم جواز جمع قراءات شتى في كلمة واحدة . ... 137
الحكمة في نزول القرآن باللغة العربية دون غيرها من اللغات . ... 138
هل في القرآن شيء من ألفاظ العجم ؟ ... 138
نزول القرآن بلغات عديدة من لغات العرب . ... 140
سبب نزول القرآن على سبعة أحرف . ... 140
وجوب اتباع ما رسمه عثمان - رضي الله عنه - في مصحفه . ... 147
الأحاديث الواردة في الاقتداء بالصحابة . ... 151
حضّ مالك على اتباع الصحابة . ... 158
سؤال الرجل لمالك عن حكم نقط المصاحف . ... 160
لماذا لم ينقط أبو بكر وعثمان القرآن ؟ ... 165
من الذي بدأ بنقط المصحف ؟ ... 165
من الذي بدأ بتشكيل المصحف ؟ ... 167
حكم النقط النقط والشكل في المصحف . ... 168
من الذي بدأ بالتخميس والتعشير ؟ وما حكمهما ؟ ... 168
الكتب التي اعتمد عليها الناظم في كتابه . ... 173
كيفية سرده لمسائل هذا الفن . ... 190
قواعد هذا الكتاب . ... 191
سبب تسمية هذا النظم بمورد الظمآن . ... 203 ...
حذف الألف في سورة الفاتحة . ... ... ... ... ... ... ... 211 –304
باب الحذف . ... ... 211
أسماء فاتحة الكتاب . ... 214
الحروف التي تحذف عند أهل الرسم . ... 220
أقسام الحذف عند أهل الرسم . ... 221
حذف ألف { الرحمن } . ... 223
حذف الألف من لفظ الجلالة { الله } ، { اللهم } . ... 226
سبب حذف الألف من أسماء الله تعالى . ... 228
حذف الألف من جمع المذكر السالم . ... 230
حذف الألف من جمع المؤنث السالم . ... 233
المستثنى من الحذف من الجمع السالم . ... 234
الهمز والنبر هل هما مترادفان أم متباينان ؟ ... 238
الاعتراضات على قول الناظم : " ما لم يكن شدد أو إن نبرا " . ... 239
استدراك الشارح على قول الناظم : " ما لم يكن شدد أو إن نبرا " . ... 243
أقسام جمع المذكر السالم . ... 244
حكم المشدد والمهموز في المذكر . ... 247
حكم المشدد والمهموز في المؤنث . ... 249
حكم المؤنث الذي اجتمع فيه ألفان . ... 250(2/378)
الاعتراضات على قول الناظم : " وجاء في الحرفين ...... " . ... 252
استدراك الشارح على قول الناظم : " وجاء في الحرفين ....... " . ... 255
أقسام جمع المؤنث السالم . ... 256
الألفاظ التي يتوهّم أنها جمع تكسير وهي جمع سلامة . ... 257
ما انفرد به أبو داود عن أبي عمرو بالإثبات . ... 262
ما حذف من لفظ { البنت } لأبي داود . ... 266
الخلف في لفظ { الصراط } ، { سوءت } . ... 269
اتفاق الشيخين على إثبات لفظي : { روضات } ، { الجنات } . ... 270
اختلاف المصاحف في : { بينت منه } ، { فكهون } . ... 271
اختلاف القراء في قوله تعالى : { فكهون } . ... 273
الخلف في { ءايت للسائلين } لأبي عمرو . ... 274 ...
إثبات الألف لأبي داود في قوله تعالى : { سيدخلون جهنم دخرين } . ... 274
إثبات الألف بعد الواو في قوله تعالى : { فقضهن سبع سموات .... } . ... 275
المستثنى من لفظ { ءايتنا } بالإثبات . ... 278
حكم وزن " فعّالون " ، " فعّالين " للشيخين . ... 279
الاعتراض على قول الناظم : " ..... بغير أولى يوسف وخاسئين " . ... 282
حكم الجمع المنقوص للشيخين . ... 283
سبب تسميته بهذا الاسم . ... 285
عدد ألفاظه في القرءان الكريم . ... 285
حكم الجمع الذي حذفت نونه للشيخين . ... 289
عدد ألفاظه في القرآن الكريم . ... 290
الاعتراض على قول الناظم : " وما حذفت منه النونا " . ... ... ... ... 291
استدراك الشارح على قول الناظم : " وما حذت منه النونا " . ... 294
اتفاق أهل الرسم على إثبات ألف { السيئات } . ... 295
التكرار ليس بشرط في حذف ألف الجمع السالم . ... 298
حذف الألف في سورة البقرة . ... ... ... ... ... ... ... 304 –424
اتفاق أهل الرسم على حذف ألف : { ذلك } ، { الأنهر } . ... 305
حذف ألف { راعنا } ، { الأبصار } لابن نجاح . ... 307
الألفاظ التي نصّ عليها علماء الرسم بالإثبات . ... 307
المستثنى بالإثبات للشيخين من لفظ { الكتب } . ... 308
إطلاق الحذف في لفظ : { تفدوهم } ، { يتمى } ، { دفع } . ... 311
حذف ألف : { فراشا } ، { متاع } لأبي داود . ... 312(2/379)
اختلاف الشيخين في لفظ { الصاعقة } . ... 313
حذف ألف : { الصواعق } ، { استطاعوا } ، { الألباب } ، { ديار } لأبي داود . 314
الخلف عند أهل الرسم في لفظ { مساكين } ثاني العقود . ... 317
اتفاق أهل الرسم على حذف الألفاظ : { ادرأتم } ، { رهن } ، { يخدعون }
{ الشيطن } ، { الشيطين } . ... 318
اتفاق الشيخين على حذف ألف : { أصحب } ، { أسرى } ، { القيمة } ،
{ النصرى } . ... 321
حذف الألف الواقعة وسطا بعد نون الضمير . ... 323
حذف الألف من أسماء الأعاجم . 324
أقسام الأسماء الأعجمية . ... 334
اختصاص أبي داود بحذف ألف : { طغيان } ، { أموات } . ... 337
لفظ { الرياح } وما فيه من خلاف بين الشيخين . ... 338
انفراد صاحب المنصف بحذف لفظ { الإحسان } ، { شعائر } . ... 340
حذف ألف : { أصابعهم } ، { البرهان } ، { نكالا } ، { الطاغوت }
{ الإخوان } لأبي داود . ... 342
حذف ألف : { إياي } ، { حافظوا } ، { باشروهن } ، { تراضوا } ،
{ تباشروهن } لأبي داود . ... 343
حذف ألف : { أصابتهم } ، { أصابتكم } ، { أصابكم } لأبي داود . ... 344
حذف ألف : { ميثاق } ، { الأيمان } ، { الأموال } ، { العدوان } لأبي داود . ... 346
حذف ألف : { مواقيت } ، { أحاطت } ، { والدة } لأبي داود . ... 348
حذف ألف : { عهدوا } في البقرة ، { عهد } في الفتح لأبي عمرو . ... 351
حذف ما تصرف من لفظ المعاهدة لأبي داود . ... 351
حذف ألف : { تجارة } ، { أمانته } ، { منافع } ، { غشاوة } ، { شفاعة }
{ واسع } لأبي داود . ... 351
حذف ألف : { شهادة } ، { غافل } ، { مناسككم } ، { الباطل } لأبي داود . ... 352
حذف فعل الجهاد لأبي داود . ... 352
الألفاظ المستدركة على الناظم بالحذف لأبي داود . ... 354
اتفاق الشيخين على حذف موضعين من لفظ { الباطل } . 353
حذف ألف المثنى الواقع في وسط الكلمة . ... 354
حذف الألف المبدلة من التنوين . ... 361
حذف ألف { واعدنا } لجميع أهل الرسم . ... 364(2/380)
حذف ألف { المساجد } لجميع أهل الرسم . 364
حذف ألف { واحد } لأبي داود . ... 365
حذف ألف { الأزواج } حيث ما وقع لأبي داود . 365
حذف ألف { الوالدين } لأبي داود . ... 366
اتفاق الشيخين على حذف الموضعين الأولين من لفظ { العظام }
في سورة المؤمنون . ... ... ... ... ... ... ... ... 367
حذف ألف { العظام } لأبي داود غير الموضع الأول في البقرة وموضع القيامة . ... 368
حذف ألف { الأعناب } لأبي داود غير الموضعين الأولين في القرآن . 368
المواضع التي تحذف فيها صورة همزة الوصل . 371
كيفية رسمها . ... 373
فائدتها . ... 373
العلة في حذف ألف الوصل في الأمر من السؤال . ... ... ... ... ... 374
العلة في حذف ألف الوصل في { لتخذت } . ... ... ... ... ... 381
أقوال النحاة في علة حذف ألف الوصل في الخط من { بسم الله } . ... 385
ألفاظ { القتال } المتفق على حذفها عند أهل الرسم . ... 387
اتفاق الشيخين على حذف ألف { تشابه } في موضعه الأول . ... 389
اتفاق الشيخين على حذف ألف : { تظهرون } ، { تظهرا } . ... 389
إطلاق الحذف لأبي داود في جميع ألفاظ القتال وألفاظ التشابه وألفاظ الظهار . ... 389
انفراد صاحب المنصف بحذف ألف : { الأسباب } ، { الغمام } . ... 392
حذف الألف المعانق للام لأبي داود . ... 393
{ فلانا } ، { لائم } ، { لازب } بالإثبات للشيخين . ... 397
مذهب أبي عمرو في حذف الألف المعانق للام . ... 398
الاعتراضات الواردة على الناظم في باب الحذف . ... 405
إثبات ألف { اءلان } لجميع أهل الرسم . ... 409
الخلف لجميع أهل الرسم في { كلاهما } . ... 410
اختلاف النحاة في أصل ألف " كِلا " . ... 411
حكم حذف الألف بين اللامين . ... 413
حكم حذف الألف من هاء التنبيه وياء النداء . ... 414
العلة في حذفهما . ... 415
حكم الهاء في قوله تعالى : { هاؤم } ، { هاتوا } . ... 417
حكم الألف في لفظ { سبحن } . ... 419
حكم الألف في لفظ { كاتبا } . ... 420
حكم الألف في أفعال المضاعفة للشيخين . 421
حكم الألف في : { ضعفا } ، { وأضعافا } للشيخين . ... 427(2/381)
حذف الألف من سورة آل عمران إلى الأعراف . ... ... ... ... ... 426 –459
حذف : { يصالحا } ، { أفواههم } ، { رضوان } لأبي داود . ... 427
حكم ألف : { مرغما } ، { سلطن } للشيخين . ... 428
حكم ما تصرف من لفظ البركة للشيخين . ... 428
حذف لفظ الثمانية للشيخين . ... ... ... ... ... ... ... 432
حذف لفظ : { القناطير } ، { أعقابكم } ، { بالغة } ، { أساطير }
لأبي داود دون أبي عمرو . ... ... ... ... ... ... ... 433
حذف الفعل من النزاع أو التنازع أو الجدال لأبي داود دون أبي عمرو . ... ... 434
اتفاق الشيخين على حذف لفظ : { أكابر } . ... ... ... ... ... 436
إطلاق الحذف لأبي داود في لفظ : { طائر } . ... ... ... ... ... 437
اتفاق الشيخين على حذف لفظ : { إناثا } ، { ورباع } في النساء . ... ... ... 439
لفظ : { قياما } في العقود محذوف باتفاق الشيخين . ... ... ... ... 439
حذف لفظ : { بالغ الكعبة } ، { يسارعون } في الأنبياء ، باتفاق الشيخين . ... ... 440
إطلاق الحذف في الألفاظ الستة لأبي داود ، وتقييدها لأبي عمرو . ... ... ... 441
اتفاق الشيخين على حذف لفظ : { قاسية } في العقود والزمر ، وإثبات
موضع الحج باتفاق المصاحف . ... ... ... ... ... ... ... 442
حذف لفظ : { فرادى } لأبي داود دون أبي عمرو . ... ... ... ... 442
حذف لفظ : { ربائب } ، { كفارة } ، { يواري } ، { ميراث } ،
{ الأنعام } ، { أوراي } ... . ... ... ... ... ... ... ... 443
حذف الألفاظ : { أثابكم } ، أثابكم } ، { واسعة } ، { الموالي }
لأبي داود دون أبي عمرو . ... ... ... ... ... ... ... 445
حذف لفظ : { أحباؤه } ، { عاقبة } ، { أتحاجونني } ، { صاحبة } ،
لأبي داود دون أبي عمرو . ... ... ... ... ... ... ... 446
حذف لفظ : { جهالة } ، { الفواحش } ، { الإبكار } لأبي داود دون أبي عمرو . ... 448
إطلاق الحذف في لفظ { عداوة } لصاحب المنصف . ... ... ... ... 448
حذف ألف { تراضيتم } لأبي داود دون أبي عمرو . ... ... ... ... 450
اتفاق شيوخ الرسم على حذف { آثارهم } في موضع الصافات . ... ... ... 450
اتفاق الشيوخ على حذف ألف : { تعالى } ، { عقدت } . ... ... ... ... 451
الخلف بين الشيخين في : { أرأيت } ، { أرأيتم } ... . ... ... ... ... 451(2/382)
الخلاف لأبي داود في : { جاعل اليل } ، { فالق الحب } ... . ... ... ... 453
انفراد صاحب المنصف بحذف ألف { حسبانا } المنصوب ، { خالق } . ... ... 453
حذف ألف : { عامل } ، { الإنسان } ، حيث ما جاء في القرآن لأبي داود ... . ... 454
حذف ألف : { بهتان } لأبي داود حيث ما ورد في القرآن ، وإثباته لأبي عمرو . ... 455
اتفاق الشيخين على حذف لفظي { سكاري } في الحج ،
واختلافهما في موضع النساء . ... ... ... ... ... ... ... 456
حذف لفظ { الولدان } ، كيف ما جاء في القرآن ، لأبي داود . ... ... ... 457
حذف ألف { الرضاعة } في النساء لأبي داود ، وأطلق الحذف
في الموضعين صاحب المنصف ... . ... ... ... ... ... ... 457
اتفاق جميع الشيوخ على حذف لفظ { عالم } في سبأ . ... ... ... ... 458
الاعتراض على الناظم لسكوته على مواضع ذكرها صاحب المنصف . ... ... 458
حذف الألف من سورة الأعراف إلى سورة مريم ... . ... ... ... ... 460 –493
حذف الألفاظ : { بياتا } ، { تشاقون } ، { رفاتا } لصاحب التنزيل . ... ... 461
حذف الألف في : { تخاطبني } ، { دراهم } ، { استقاموا } ،
{ باخع } ، { عاصم } ، لأبي داود . ... ... ... ... ... ... 461
حذف الألفاظ : { يتوارى } ، { أواه } ، { بضاعة } ، { صاحبي } لأبي داود . ... 462
حذف لفظ { رهبانهم } المقيد بالإضافة لأبي داود ... . ... ... ... ... 463
حذف ألف : { أسمائه } ، { موازين } لأبي داود دون أبي عمرو ... . ... ... 463
انفراد صاحب المنصف بحذف : { صاحب } ، { يضاهون } . ... ... ... 464
حذف أبو داود للفظ { صاحب } المجرور باللام ... . ... ... ... ... 465
إطلاق الحذف لأبي داود في الألفاظ : { كاذب } ، { ميقات } ، { مشارق } . ... 466
اتفاق الشيخين على حذف : { المشارق والمغارب } في سورة المعارج . ... ... 467
اتفاق الشيخين على حذف ألف : { كاذب } في الزمر ، { الكافر } في الرعد ،
{ مساكن } ، { تزاور } ... . ... ... ... ... ... ... ... 468
حذف لفظ { أدبارهم } المضاف إلى الهاء والميم لأبي داود . ... ... ... 470
حذف لفظ { أعناقهم } المقيد بالإضافة باستثناء موضع الرعد لأبي داود . ... ... 470
الخلف للشيخين في لفظ { بأيام الله } . ... ... ... ... ... ... 471(2/383)
حذف لفظ { الميعاد } في الأنفال لجميع أهل الرسم . ... ... ... ... 472
اختصاص أبي داود بحذف لفظ { الأشهاد } . ... ... ... ... ... 473
حذف لفظ : { باسط } في الكهف والرعد ، { القهار } في الرعد لأبي داود . ... 474
حذف الألفاظ : { سرابيل } ، { أنكاثا } في النحل ، { جدالنا } ، { اسطاعوا } ،
{ أثاثا } ، { لواقح } ، { إمامهم } لأبي داود دون أبي عمرو . ... ... ... 475
حذف الألفاظ : { أذان } ، { عاليها } ، { الألوان } لأبي داود . ... ... ... 476
حذف الألفاظ : { غضبان } ، { جاوزنا } ، { صلصال } ، { شفعاؤنا }
لأبي داود دون أبي عمرو . ... ... ... ... ... ... ... 477
اتفاق الشيخين على حذف : { ترابا } في الرعد والنمل والنبأ . ... ... ... 478
حذف ألف : { تصاحبني } ، { طائف } في الأعراف ، للشيخين . ... ... ... 478
الخلاف لأبي عمرو في { قرءانا } في سورة يوسف والزخرف ،
وإطلاق الحذف لصاحب التنزيل . ... ... ... ... ... ... 479
انفراد الشاطبي بحذف { قرءانا } في الزمر . ... ... ... ... ... 479
اتفاق جميع أهل الرسم على حذف النون من { ننجي } في الموضعين . ... ... 480
علة حذف النون من لفظ { ننجي } . ... ... ... ... ... ... 480
اتفاق جميع أهل الرسم على حذف ألف { الخبائث } . ... ... ... ... 482
اختلاف شيوخ الرسم في حذف ألف { زاكية } . ... ... ... ... ... 483
إطلاق الحذف لأبي داود في لفظ { غاشية } . ... ... ... ... ... 483
حذف لفظ { يستأخرون } بالياء أو بالتاء لأبي داود باستثناء موضع الأعراف ،
وإطلاق الحذف لصاحب المنصف . ... ... ... ... ... ... 484
اتفاق الشيخين على حذف لفظ { ساحر } المنكر ، باستثناء الموضع
الأخير من سورة الذاريات . ... ... ... ... ... ... ... 484
حذف الألف الأول من { لساحران } لأبي داود . ... ... ... ... ... 487
الخلف للشيخين في { ساحران } . ... ... ... ... ... ... 487
حذف الألفاظ : { حاش } ، { تبيانا } ، { معايش } ، { أضغاث } ،
{ أكنانا } لأبي داود . ... ... ... ... ... ... ... ... 488
حذف لفظ { رواسي } حيث ما وجد في القرآن لأبي داود . ... ... ... 488
حذف ما تصرف من فعل الاستئذان وفعل المراودة لأبي داود . ... ... ... 487
إطلاق الحذف في لفظ الـ { بنيان } لأبي داود . ... ... ... ... ... 489(2/384)
حكم وزن ((فُعْلان)) لأبي عمرو الداني . ... ... ... ... ... ... 490
الأوزان التي ذكرها أبو عمرو في المقنع . ... ... ... ... ... 490
الخلف لابن نجاح في ألف { ليواطوا } . ... ... ... ... ... ... 492
الخلف لأبي داود في حذف { فأذاقها } . ... ... ... ... ... ... 493
حذف الألف من سورة مريم إلى سورة ص . ... ... ... ... 494 – 523
إطلاق الحذف لجميع أهل الرسم في الألفاظ : { تساقط } ، { سامرا } ، { باعد } ... 495
اختصاص أبي داود بحذف لفظ { والقواعد } في سورة النور . ... ... ... 496
حذف الألفاظ : { فواكه } ، { أعمامكم } ، لأبي داود . ... ... ... ... 497
حذف لفظ { أفواهكم } في سورة الأحزاب لأبي داود . ... ... ... ... 497
حذف لفظ { أصنامكم } المضاف إلى الكاف والميم لأبي داود . ... ... ... 497
حذف الألفاظ : { الأطفال } ، { أمثال } ، { امتازوا } ، ((الأخوال)) لأبي داود . ... 498
حذف الألفاظ : { شاخصة } ، { خامسة } ، { مقامع } ، { إكراههن } ،
{ شاطئ } ، { صوامع } لأبي داود . ... ... ... ... ... ... 499
حذف الألفاظ : { أصوات } ، { استأجره } ، } استأجرت } لأبي داود . ... ... 499
حذف لفظ { كادت } لصاحب المنصف . ... ... ... ... ... ... 500
حذف { شاهدا } المنصوب ، و { تماثيل } في سورة سبأ ، لابن نجاح . ... ... 501
حذف { يا سامري } المقيد بحرف النداء لابن نجاح . ... ... ... ... 500
حذف لفظ : { مغاضبا } ، و { العاكف } المعرف بالألف واللام لأبي داود . ... 501
إطلاق الحذف لابن نجاح في لفظ { الأوثان } . ... ... ... ... ... 501
حذف الألف في { محاريب } لابن نجاح . ... ... ... ... ... 501
الخلف لابن نجاح في : { أدعيائهم } في سورة الأحزاب ، { فاكهة } . ... ... 502
إطلاق الحذف لأبي داود في : { أساءواْ } ، { يتخافتون } . ... ... ... 503
حذف : { فاستغاثه } ، { عبادته } في سورة مريم لأبي داود . ... ... ... 504
اتفاق الشيخين على حذف { فصاله } في سورة لقمان . ... ... ... ... 504
الخلف للشيخين في : { لا تخاف } في سورة طه ، { يدافع } . ... ... ... 505
الخلف للشيخين في : { فناظرة } ، { بهادي } في الموضعين ، { فيها سراجا } . ... 507(2/385)
إطلاق الحذف لجميع الشيوخ في { ليكة } الواقع في سورة الشعراء وسورة صاد . ... 509
الاختلاف في معنى { ليكة } . ... ... ... ... ... ... ... 509
الشيوخ على حذف الموضعين الأولين من { بقادر } . ... ... ... ... 510
الاتفاق على حذف ألف { تصاعر } . ... ... ... ... ... ... 510
إطلاق الحذف لأبي داود في { بقادر } . ... ... ... ... ... ... 511
اتفاق الشيخين على حذف : { حرام } في الأنبياء ، { هل يجزى } في سبأ . ... 512
اتفاق الشيخين على حذف { مهادا } ، باستثناء الموضع الأول لأبي داود . ... ... 513
حذف الألفاظ : { فارغا } ، { ادارك } ، { جذاذا } للشيخين . ... ... ... 515
اتفاق الشيخين على حذف ألف { أيه } في سورة الزخرف وسورة الرحمن
والموضع الثالث من سورة النور ... . ... ... ... ... ... ... 516
العلة في حذف الألف من { أيه } . ... ... ... ... ... ... 516
المختار في رسم : { جاءانا } ، { تراءا } . ... ... ... ... ... 518
علة حذف الألف الأولى ، وعلة حذف الألف الثانية من { جاءانا } . ... ... 519
كيفية رسم : { جاءانا } ، { تراءا } . ... ... ... ... ... ... 520
علة حذف الألف الأولى ، وعلة حذف الألف الثانية من { تراءا } . ... ... ... 521
حذف الألف من سورة صاد إلى آخر القرآن . ... ... ... ... ... 523 –539
حذف الألفاظ : { مصابيح } ، { إدبار } ، { خاشعا } لأبي داود . ... ... ... 524
حذف ألف { الغفار } المعرف بالألف واللام لأبي داود . ... ... ... ... 525
الاعتراض على حذف { ولا كذابا } الأخير ، لأبي داود . ... ... ... ... 525
اتفاق الشيخين على حذف { أساورة } ، { أثارة } ... . ... ... ... ... 526
حذف الألف في : { أن تداركه } ، { في عبادي } للشيخين . ... ... ... 527
حذف لفظ { عبادنا } الواقع في سورة صاد لابن نجاح . ... ... ... ... 527
حذف الألفاظ : { أضغان } ، { ألواح } في سورة القمر ، { لواقع } لأبي داود . ... 528
الخلف للشيخين في ألف { مواقع } . ... ... ... ... ... ... 529
الخلف لأبي عمرو في ألف { ولا كذابا } . ... ... ... ... ... 530
اتفاق الشيخين على حذف : { عاليهم } ، { ختامه } ، { كبائر } في غير النساء . ... 530
حذف ألف : { واعية } ، { بصائر } لابن نجاح . ... ... ... ... ... 531
حذف ما تصرف من لفظ المناجاة لابن نجاح . ... ... ... ... ... 532(2/386)
الخلف لابن نجاح في { وريحان } في الواقعة . ... ... ... ... ... 532
الخلف لابن نجاح في ألف { المرجان } . ... ... ... ... ... ... 532
حذف ألف : { أقواتها } ، { بالنواصي } لأبي داود . ... ... ... ... 533
حذف لفظ : { خاشعة } حيث ما وجد في القرآن ، { أفتمارونه } لأبي داود . ... 534
إطلاق الحذف لصاحب المنصف في لفظ { كاذبة } . ... ... ... ... 535
حذف الألفاظ : { أهانن } ، { الألقاب } ، { تفاوت } ، { ينابيع } ،
{ حطاما } ، { قانت } لأبي داود . ... ... ... ... ... ... 535
حذف الألفاظ التي على وزن (( فعّال )) ، ((فاعل)) لأبي عمرو . ... ... ... 536
حصر الألفاظ المستثنات بالحذف من وزن : (( فعّال )) ، ((فاعل)) لأبي عمرو . ... 536
الاعتراض على قول الناظم : ((ووزن فعّال وفاعل ثبت)) . ... ... ... 538
الفهارس العامة للكتاب : ... ... ... ... ... ... ... ... 540-606
فهرس الآيات القرآنية . ... ... ... ... ... ... ... ... 541
القراءات القرآنية . ... ... ... ... ... ... ... ... 570
فهرس الأحاديث النبوية الشريفة . ... ... ... ... ... ... 572
فهرس الأعلام . ... ... ... ... ... ... ... ... 574
فهرس الأشعار . ... ... ... ... ... ... ... ... ... 580
فهرس الكتب الواردة في النص . ... ... ... ... ... ... ... 583
فهرس البلدان والأماكن . ... ... ... ... ... ... ... ... 585
فهرس المصادر والمراجع . ... ... ... ... ... ... ... 586
فهرس الموضوعات . ... ... ... ... ... ... ... ... 598
...
... ...(2/387)