تلوث البيئة Environmental Pollution
لقد خلق الله أدم واستخلفه في الأرض ليعمرها وهيأ له بيئة نظيفة خالية من التلوث ولكن أبناء أدم على مر العصور لوثوا البيئة المحيطة بهم عن قصد أو عن غير قصد فمنذ أن عرفوا النار استخدموها لأغراضهم مثل الطهي وصهر المعادن والإنارة والتدفئة وحرق الغابات وما إلى ذلك بدأت البيئة المحيطة بهم تتلوث ولكن هذا التلوث كان محدوداً لا يتعد المحيط الذي يعيشون فيه وسرعان ما تنقي البيئة ذاتها ومع التطور الصناعي و المدنية بدأ التلوث البيئي يشكل خطرا على صحة الإنسان وحياته. وفي حوالي 1960 بدأ الانتباه لظاهرة تلوث البيئة يأخذ طريقاً جدياً. وذلك لوجود أدلة تشير أن تلوث البيئة بدأ يأخذ شكلاً حرجاً يهدد جميع الكائنات على سطح الكره الأرضية.
علم البيئة وصحة البيئة Ecology, Environmental Health
حتى يمكن أن نفهم تلوث البيئة وماذا تعني مشاكل تلوث البيئة ينبغي أن نلقي نظرة على علم البيئة Ecology وهو العلم الذي يدرس الكائنات الحية وعلاقتها بالبيئة المحيطة بهم. وعلم البيئة علم قديم ولكنه لم يظهر للعيان إلا في القرن التاسع عشر وفي النصف الأخير من القرن العشرين حيث تطور بشكل سريع ومفاجئ.
علم البيئة يهتم بالعلاقة المعقدة بين الحياة و اللاحياة . مصطلح biosphere ( الغلاف الجوي ) يشير إلى العالم الحي ويتكون من عدة انظمه بيئية ecosystems . النظام البيئي ecosystem يوفر أو يهئ الظروف المناسبة للنباتات والحيوانات لتعيش, ويجدد العناصر اللازمة لإبقائهم أحياء ( التوازن البيئي ) وعلى هذا الأساس تتكون دورة الحياة من أربعة عناصر.
أولاً: يوجد ضوء الشمس, الماء, الأوكسجين, وثاني أكسيد الكربون والمركبات العضوية وبعض مركبات غذائية تحتاجها النباتات للنمو. ( العناصر غير الحية ) .(1/1)
ثانياً: النباتات سواء البرية أو المائية والتي بعملية التمثيل الضوئي تحول ثاني أكسيد الكربون والماء إلى كربوهيدرات التي تحتاجها النباتات نفسها أو كائنات حية أخرى في النظام البيئي وعلى هذا فإن النبات كائن منتج.
ثالثاً: المستهلك الذي يعتمد على المنتج ( النبات ) الحيوانات أكلة الأعشاب Herbivores ( مثل البقر والماعز ) هي مستهلك أولي لهذه النباتات لأنها تتغذى عليها بصفة رئيسية, الحيوانات أكلة اللحوم Carnivores ( مثل الإنسان و الحيوانات الأخرى أكلة اللحوم ) هي مستهلك ثانوي لأنها تأكل الحيوانات أكلة الأعشاب.
رابعاً: المحلل أو المكسر decomposer وهي كائنات حية مثل البكتريا والفطريات والحشرات وهي تحلل المنتجات الميتة إلى عناصرها الكيميائية و إعادتها للنظام البيئي ليتم إعادة استخدامها ثانية.
النظام البيئي يتكون من دورة حياة التي يتحول فيها فضلات الحيوانات إلى غذاء للتربة والبكتريا. والبكتريا تنتج مواد غذائية للنبات والحيوانات التي تستهلك النباتات.
وتجدر الإشارة إلى أن بعض الأنظمة البيئية تتكون من دورة حياة معقده ومتفرعة. هذا التعقيد يساعد على حفظ النظام البيئي في حالة كسر الدورة أو تغيبر مسارها تنشأ علاقة جديدة لتحافظ عليها.
ومن الجدير بالتذكير أن الحياة المدنية أصبحت تقطع أو تعيق دورة الحياة أنفة الذكر وهو ما يعرف بصناعة الإنسان المواد السامة وإلقاءها في دورة الحياة man-made toxic agents والتي سوف تلوث البيئة وتسممها ويرتد أثرها الضار عليه.
مثال ذلك استخراج الإنسان البترول من الأرض واستخدامه كوقود للسيارات والآلات الأخرى مخلفاً غازات كيميائية سامة أو ملوثة في الهواء وهو ما يعرف بتلوث الهواء.(1/2)
ومثال آخر استخدم الإنسان الزئبق لأغراض عديدة مثل صناعة الدهانات وبعض الصناعات الصيدلية ، وألقى الزئبق أو فضلاته في البيئة وتنتقل بعدة طرق إلى الهواء والماء والتربة محدثاً أضراراً جسيمة للإنسان عندما يتعرض لهذه البيئة الملوثة .
ويعتقد أن المشاكل البيئية هي خلاصة ثلاث تفاعلات أو تداخلات:-
1- الزيادة في استخدام المنتجات والتقنية التي تولد تلوثاً كثيراً.
2- سوء استخدام الموارد.
3- زيادة معدل النمو السكاني.
صحة البيئة:-
لقد عرفت علاقة الصحة بالبيئة من قديم الزمان عندما ربط الإنسان بين انتشار الأمراض والبيئة. في القرن السابع عشر اكتشفت الكائنات الدقيقة التي تسبب أمراضاً معدية وهذا قاد إلى تفعيل صحة البيئة لتحد من انتشار الأمراض مثل الكوليرا ، التيفوئيد ، الملاريا ، وأمراض معدية أخرى. هذا التفعيل في دور صحة البيئة مثل الإصحاح البيئي انعكس اليوم على هيئة برامج. مثل تأمين مياه شرب نقية، وبسترة الحليب أو اللبن، وتحضير الطعام بطرق صحية، وشبكات الصرف الصحي.
المواد الكيميائية التي تعتبر من خاصية المدنية الحديثة أصبحت مصدراً خطيراً لتلوث البيئة. ما يزيد على مليوني مادة كيميائية عرفت حتى اليوم وفي كل عام ما يزيد على ألف مادة كيميائية تكتشف بواسطة المصانع الكيميائية ومئات من هذه المواد الكيميائية تستخدم تجارياً. ولا يعرف معلومات كافية عن تأثير معظم هذه المواد الكيميائية على الصحة.(1/3)
يوجد قائمة بالأمراض التي يشك أو يعتقد في أنها نتيجة لوجود المواد الكيميائية في البيئة. وعلى ذلك مشاكل الرئة وانتفاخها emphysema لها علاقة بتلوث الهواء، التسمم بالرصاص له علاقة بالرصاص الموجود في الدهانات أو المضاف إلى البنزين، أمراض القلب وأول أكسيد الكربون، تلف الأعصاب الدائم والزئبق ، والكثير من الكيماويات التي من المحتمل لها علاقة بالسرطان . وهناك علاقة مثلاً بين نوع من سرطان الرئة mesothelioma وغبار الاسبستوس asbestos . نوع من سرطان الكبد وجد له علاقة بالعمال الذين يعملون في تحويل Vinyl chloride إلى Polyvinyl chloride ( مادة بلاستيكية لصناعة الملابس، وأغلفة الأطعمة، الألعاب، الدهانات، outo seatcovers ، وغيرها ) .
من تلك المليوني مادة كيميائية حوالي 6000 فحصت للسرطان وحوالي 1000 مادة كيميائية ثبت أنها تسبب أمراضاً في الحيوانات وفقط 200 مادة كيميائية التي ثبت أنها تسبب سرطان الإنسان. مما سبق يتضح أن العالم الصناعي أدخل مواد كيميائية كثيرة ووجدت طريقها إلى البيئة لتحدث التلوث الذي يضر بالإنسان.
مقدمة
تلوث الهواء:- Air Pollution
قبل الخوض في موضوع تلوث الهواء يجدر أن نلقي نظرة سريعة على الغلاف الجوي أو ما يسمى بالهواء وتتكون من عدة مئات من الكيلومترات فوق سطح الأرض ويتكون الغلاف الجوي من ثلاث طبقات:
1- التربوسفير Troposphere وهي الطبقة التي تحدث فيها معظم التغيرات الجوية وهي التي فوق سطح الأرض وتتركز أنشطة الإنسان أو الحياة فيها.
2- الاستراتوسفير Stratosphere وهي الطبقة التي فوق التربوسفير وتمتد من ارتفاع 20 إلى 80 كم ولا توجد تقلبات جوية في هذه الطبقة وبها طبقة الأوزون التي تحمي سطح الأرض من مخاطر الأشعة فوق البنفسجية.
3- الأيونوسفير Ionosphere وهي الطبقة التي فوق الاستراتوسفير وتمتد من ارتفاع 80 إلى 360 كم وتتميز هذه الطبقة بخفة غازاتها ويتركز فيها الهيدروجين والهليوم.(1/4)
إن الهواء الجوي الجاف النقي الغير ملوث يتكون من 78 % نيتروجين 21% أكسجين وحوالي 0.9% غاز أرجون والبقية عبارة عن تراكيز شحيحة من ثاني أكسيد الكربون والنيون و الهليوم والهيدروجين وغيرها بالإضافة إلى ذلك يحتوي على بخار الماء.
إن الهواء يحتفظ بمكوناته في الظروف الطبيعية وحسب دورة الحياة في النظام البيئي السابق ذكره فإن النبات مثلاً يأخذ ثاني أكسيد الكربون من الجو ويحتفظ بالكربون ويطلق الأوكسجين وتتنفس الكائنات الحية الأوكسجين وإذا زادت نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو فإن الفائض يذوب في البحار والمحيطات ويتفاعل مع أملاح الكالسيوم مكوناً كربونات الكالسيوم ( الأحجار الجيرية ) . وبذلك تحفظ الطبيعة ذاتها.
ما هو تلوث الهواء :-
تلوث الهواء هو وجود مواد في الهواء بتركيزات مختلفة تكون ضارة بصحة الإنسان أو الحيوان أو النبات أو التربة أو البيئة.
مصادر تلوث الهواء :
هناك مصدرين لتلوث الهواء :-
1-مصادر طبيعية. ... 2- مصادر غير طبيعية .
أولاً: مصادر طبيعية:-
وهذه لا دخل للإنسان بها أي أنه لم يتسبب في حدوثها ويصعب التحكم بها وهي تلك الغازات الناتجة من البراكين وحرائق الغابات والأتربة الناتجة من العواصف وهذه المصادر عادة تكون محدودة في مناطق معينة ومواسم معينة وأضرارها ليست جسيمة إذا ما قورنت بالأخرى. ومن الأمثلة لهذه الملوثات الطبيعية :
1- غازات ثاني أكسيد الكبريت ، فلوريد الإيدروجين ، وكلوريد الإيدروجين ، المتصاعدة من البراكين المضطربة .
2- أكاسيد النيتروجين الناتجة عن التفريغ الكهربي للسحب الرعدية.
3- كبريتيد الهيدروجين الناتج من انتزاع الغاز الطبيعي من جوف الأرض أو بسبب البراكين أو تواجد البكترية الكبريتية.
4- غاز الأوزون المتخلق ضوئياً في الهواء الجوي أو بسبب التفريغ الكهربي في السحب.
5- تساقط الأتربة المتخلفة عن الشهب والنيازك إلى طبقات الجو السطحية.(1/5)
6- الأملاح التي تنتشر في الهواء بفعل الرياح والعواصف وتلك التي تحملها المنخفضات والجيهات الجوية وتيارات الحمل الحرارية من التربات العارية.
7- حبيبات لقاح النباتات .
8- الفطريات والبكتريا والميكروبات المختلفة التي تنتشر في الهواء سواء أكان مصدرها التربة أو نتيجة لتعفن الحيوانات والطيور الميتة والفضلات الآدمية .
9- المواد ذات النشاط الإشعاعي كتلك الموجودة في بعض تربات وصخور القشرة الأرضية وكذلك الناتجة عن تأين بعض الغازات بفعل الأشعة الكونية.
ثانياً: المصادر الغير طبيعية:
وهي التي يحدثها أو يتسبب في حدوثها الإنسان وهي أخطر من السابقة وتثير القلق والاهتمام حيث أن مكوناتها أصبحت متعددة ومتنوعة وأحدثت خللاً في تركيبة الهواء الطبيعي وكذلك في التوازن البيئي. و بالإمكان تخفيض الضرر الناتج عنها ولهم تلك المصادر
1- استخدام الوقود في الصناعة.
2- وسائل النقل البرى والبحري والجوى.
3- النشاط الإشعاعي.
أثار تلوث الهواء:
تختلف تلوث الهواء من مكان لأخر حسب سرعة الرياح والظروف الجوية فمثلاً تتفاعل أكاسيد النيتروجين مع الهيدروكربونات في وجود ضوء الشمس تحت ظروف جوية خاصة غالباً ما تكون في فصل الصيف لتنتج مواد كيميائية سامة مثل رباعي الأستيل بيروكسين وغاز الأوزون. وتؤدي هذه مع بعض المكونات الأخرى إلى ما يعرف بالضباب الدخاني ( غالباً ما يكون لونه مائل للبني ) ويحدث الضباب الدخاني في المدن المزدحمة بالسيارات مثل لوس انجلوس ونيويورك ولندن ونيو مكسيكو وغيرها من اشهر هذه الفترات تلك التي حدثت في لندن عام 1952 وراح ضحيتها 4000 شخص.
وفي الدول النامية تعتبر مدينة سيوؤل , القاهرة , وبانكوك وبومباي وكراتشي وجاكرتا ومانيلا من أكثر المناطق الحضرية تلوثاً في العالم طبقاً لمسح حالة الهواء قبل عام 1990.
أضرار تلوث الهواء على الإنسان:-
((1/6)
1 ) غاز أول أكسيد الكربون ... ( 2 )غاز ثاني أكسيد الكربون ... ( 3 ) غاز كبريتيد الهيدروجين
( 4 ) غاز ثاني أكسيد الكبريت ... ( 5 ) غاز ثاني أكسيد النتروجين ... ( 6 ) الرصاص
( 7 ) مركبات الكلورو فلورو كربون ... ( 8 ) بعض الشوائب والمواد العالقة ... ( 9 ) الكائنات الدقيقة أو الميكروبات
( 1 ) غاز أول أكسيد الكربون :
هو غاز ليس له لون ولا رائحة ومصدرة عملية الاحتراق الغير كامل للوقود. ويصدر من عوادم السيارات ومن أحترق الفحم أو الحطب في المدافئ . وهو أخطر أنواع تلوث الهواء وأشدها سمية على الإنسان و الحيوان.يتحد أول أكسيد الكربون مع الهيموجلوبين مكوناً كربوكسي هيموجلوبين وبذلك يمنع الأكسجين من الاتحاد مع الهيموجلوبين وفي هذه الحالة يحرم الجسم من الحصول على الأوكسجين. وتعتمد سمية أول اوكسيد الكربون علي تركيزه في الهواء المستنشق فتركيز 0,01% من أول أكسيد الكربون يعادل 20% من كربوكسى هيموجلوبين ويؤدي إلى :
1- شعور بالتعب
2- صعوبة التنفس dyspnoea .
3- طنين في الأذن Noises in the ears
4- في حين تركيز 0.1% من أول أكسيد الكربون يعادل 50% من كربوكسي هيموجلوبين ويؤدي إلى :
1- ضعف في القوة , ارتخاء في عضلات الجسم وبذلك لا يستطيع المصاب المشي خارج المكان .
2- ضعف في السمع Impaired hearing
3- نقص في الروية Dimness of vision
4- غثيان وقيء .
5- انخفاض ضغط الدم .
6- انخفاض في الحرارة .
7- ازدياد النبض مع ضعف في إحساسه Rapid, weak pulse
8- أخيراً الإغماء والوفاة خلال ساعتين .
إذن النتيجة النهائية الوفاة لمن يتسمم بهذا الغاز ولذلك تتضح خطورته.
( 2 ) غاز ثاني أكسيد الكربون :
زيادته تؤدي إلى صعوبة في التنفس والشعور بالاحتقان مع تهيج للأغشية المخاطية والتهاب القصبات الهوائية وتهيج الحلق.(1/7)
يتكون غاز ثاني أكسيد الكربون من احتراق المواد العضوية كالورق والحطب والفحم وزيت البترول . ويعتبر غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج من الوقود من أهم الملوثات التي أدخلها الإنسان على الهواء. أن عملية الاتزان البيئي التي تذيب غاز ثاني أكسيد الكربون الزائد في مياه البحار والمحيطات مكوناً حمضياً ضعيفاً يعرف باسم حمض الكربونيك ويتفاعل مع بعض الرواسب مكوناً بيكربونات وكربونات الكالسيوم . وتساهم النباتات أيضاً في استخدام جزء كبير منه في عملية التمثيل الضوئي .
وتجدر الإشارة الى أن الإسراف في استخدام الوقود وقطع الغابات أو التقليل من الساحات الخضراء ساهم في ارتفاع نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو والذي قد يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض وهو ما يعرف بالاحتباس الحراري .
أضرار تلوث الهواء على الإنسان
---
( 3 ) غاز كبريتيد الهيدروجين :
هو غاز ذو رائحة تشبه البيض الفاسد ويتكون من تحلل المواد العضوية مثل مياه الصرف الصحي sewage . وهو غاز سام وقاتل ولا يختلف عن أول أكسيد الكربون أو سيانيد الهيدروجين حيث يتحد مع هيموجلوبين الدم محدثاً نقصاً في الأكسجين الذي يصل الى الأنسجة والأعضاء الأخرى من الجسم . وله التأثيرات التالية :
1- يؤثر هذا الغاز على الجهاز العصبي المركزي .
2- يثبط عملية الأكسدة الخمائرية مما يؤدي إلى حدوث اضطراب وصعوبة في التنفس .
3- يسبب خمول في القدرة على التفكير .
4- يهيج ويخشن الأغشية المخاطية للجهاز التنفسي وملتحمة العين.
( 4 ) غاز ثاني أكسيد الكبريت:
غاز ثاني أكسيد الكبريت هو غاز حمضي يعتبر من أخطر ملوثات الهواء فوق المدن والمنشآت الصناعية. ويتكون من احتراق أنواع الوقود كالفحم وزيت البترول وأيضاً بعض البراكين تطلق هذا الغاز .(1/8)
ويعتبر غاز ثاني أكسيد الكبريت أحد عناصر مكونات الأمطار على سطح الأرض فيلوث التربة والنباتات والأنهار والبحيرات والمجاري المائية, وبذلك يسبب إخلالا بالتوازن البيئي.
ويختلط بالضباب الدخاني فوق المدن محدثاً أضرار بالغة كما أشرنا إلى ذلك.
أضرار غاز ثاني أكسيد الكبريت:
1- يؤثر على الجهاز التنفسي للإنسان محدثاً الآم في الصدر .
2- التهاب القصبات الهوائية وضيق التنفس .
3- التركيز العالية تسبب تشنج الحبال الصوتية وقد تؤدي إلى تشنج مفاجئ واختناق .
4- التعرض الطويل للغاز يؤثر على حاسة التذوق والشم وإلى التصلب الرئوي .
5- يسبب تهيج العيون وكذلك الجلد .
6- يسبب الأمطار الحمضية .(1/9)
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
بحث حول
ملوثات الغلاف و الجوي
رئيس الفوج :
أعضاء الفوج:
...................................... ......................................
...................................... .......................................
تحت إشراف :
السنة الدراسية : 2007/2008
المقدمة
إن قضية التلوث ، تعتبر اليوم في مقدمة القضايا التي استحوذت على قسط وافر من اهتمامات الحكومات في العالم وشعوبها ، فالتلوث لا يعترف بالحدود السياسية للدول وبالاعتبارات الجغرافية ، الإقليمية أو المحلية وذلك لانتشارها السريع وتفاقمها المدمر نتيجة أنشطة التنمية الاقتصادية التي يقوم بها الإنسان مثل التصنيع المكثف المتنامي والاستخدام الجائر للموارد الطبيعية غير المتجددة ، الأمر الذي أدى إلى تلوث الهواء والماء والتربة أي إفساد النظام البيئي والحياة على الأرض بمعدل لم يستطع الإنسان عبر القرون أن يعالجه أو يقاومه أو يخفف منه .
وقضية التلوث ليست وليدة اليوم ولم تظهر على حين غرة ، بل أن التلوث كان ملازماً للإنسان منذ الخليقة ، وأي نشاط بشري جديد حدث ويحدث في تجمعات كبيرة لا بد أن ينتج عنه تلوث إضافي . وحين ظهر الإنسان على ظهر الأرض وحتى القرن الرابع عشر كان التلوث ظاهرة محلية ، فحرائق الغابات وثورات البراكين ، وهبوب العواصف كانت محصورة في أماكن صغيرة حتى تم اكتشاف استخدام الفحم في نهاية القرن الرابع عشر الميلادي وعرف ما له من طاقة حرارية عالية ، لكنه أصبح بعد مصدراً مزعجاً للروائح الكبريتية الكريهة والدخان والسناج مما أدى إلى قيام الاحتجاجات الشعبية المتكررة في بريطانيا مطالبة بتنظيم استخدام الفحم وتقنيته ، فصدرت بعد ذلك بفترة طويلة التشريعات التي تمنع حرق بعض أنواع الفحم التني تحتوي على نسب عالية من المواد الكبريتية .(1/1)
لكن المعاناة الكبرى للتلوث بدأت تظهر منذ العقد الثاني للقرن العشرين وزادت أهوالها بنهاية الحرب العالمية الثانية إثر قيام الصناعات الضخمة الكثيرة واختراق باطن الأرض للبحث عن الوقود والمعادن بمعدل سريع جداً فاق ما شهده العالم منذ مئات السنين ، وذلك في محاولة الإنسان لتحسين مستواه المعيشي . ولكنه – أي الإنسان – لم يتوقف عند ذلك ، بل أندفع دون تريث أو تبصر يرمي بنفاياته البشرية والصناعية السامة والنفطية والغازية الناتجة عن آليات النقل ومداخن عشرات آلاف المصانع . أدى ذلك إلى انتشار النفايات السامة والسحب السوداء في كل مكان . أصبحت البحيرات والأنهار تموت وتكون غير صالحة للاستخدام الآدمي ، وغابات ومزارع تهطل عليها أمطاراً حمضية فتجف أشجارها وتتلف ثمارها يصاحب ذلك زيادة في حرارة الأرض ، تصحر وفيضانات ، وتأكل طبقة الأوزون مما أدى إلى اضطراب في الغلاف بين الإنسان وبيئته ، فظهرت آثار التلوث الناجم على المكونات الحية للنظام البيئي ، ابتداءً من البكتيريا وانتهاءً بالإنسان الذي بدأ يعاني من أمراض لم يعهدها من قبل ، إضافة إلى تفاقم انتشار أمراض كثيرة مثل الكوليرا والتيفود والملاريا وأمراض القلب والحساسية والسرطان .
والملاحظة أنه كلما زادت معدلات النمو الصناعي والأنشطة المختلفة للإنسان كلما زاد الإقبال على المواد الخام الأولية وبالتالي زاد التلوث وظهرت آثاره بارزة وواضحة.
مفهوم التلوث
يعرف ا لتلوث بانه إطلاق عناصر أو مركبات كيميائية سائلة أو صلبة أو غازية الى محيط البيئة ( الهواء والماء والتربة ) مما يقلل من نقائها ، أو بمعنى آخر فان التلوث يعني عدم قدرة الإنسان على التحكم في النفايات المختلفة وعدم تصريفها بطريقة سليمة مما يؤدي الى تراكمها في محيط البيئة وبالتالي تلويثها .
1-2- المحيط الهوائي(1/2)
الهواء عبارة عن مخلوط من عدة غازات أهمها الأكسجين بنسبة 20% والنتروجين بنسبة 78% من وزن الهواء بالاضافه الى غازات أخرى توجد بنسب اقل مثل ثاني أكسيد الكربون بنسبة 0.04 % وبعض الغازات الخاملة مثل الهليوم والنيون والأرجوان (1) .
1-3- طبقات الغلاف الجوي
يمكن تقسيم طبقات الغلاف الجوي إلى أربع طبقات :
1- طبقة التروبو سفير: - وهي الطبقة السفلى من الغلاف الجوي والتي نعيش فيها وتمتد من سطح الأرض الى إرتفاع 12 كم تقريبا ، وتحتوي على 75% من كتلة الهواء الجوي ، ومكوناتها الغازية ، غاز النتروجين (78.08%) والأكسجين (20.95%) وكذلك غاز ثاني أكسيد الكربون ( 0.0325%) ومزيج من الغازات الأخرى بنسب بسيطة ، وتقع فيها كل التقلبات المناخية المألوفة من رياح وأمطار وعواصف وغيوم المؤثرة على الحياة .
2- طبقة الستراتوسفير :- وهي الطبقة الثانية من طبقات الغلاف الجوي وتمتد من إرتفاع 12 كم حتى 50 كم فوق سطح البحر وهي أدفا من طبقة التروبوسفير وتحتوي على معظم غاز الأوزون (91%) بين أرتفاع 22-30 كم وتبلغ أقصى كثافة للأوزون عند أرتفاع 22 كم ، لذا فأنه يطلق عليها طبقة الأوزون .
3- طبقة الميزو سفير :- وهذه هي الطبقة الثالثة من طبقات الغلاف الجوي ، وتمتد من سقف الستراتوسفير أي من 50 وحتى ارتفاع 80 كم . ومكوناتها الغازية (الهيليوم والهيدروجين ) وهي شديدة التخلخل وخفيفة وتتناقص درجات الحرارة حتى تصل 120-130م تحت الصفر .
4- طبقة الثرموسفير:- وتعرف هذه بالطبقة الحرارية وترتفع من ارتفاع 80كم حتى 500كم . وتتكون مكوناتها الغازية من الأوكسجين ( الذري و الغازي ) والنتروجين والهيليوم ولاتحتوي على بخار الماء أو الأوزون، ولكنها تحتوي على الكترونات حرة أو أيونات ( تعرف أيضا بالطبقة المتأينة ) نتيجة للتفاعلات الكيموضوئية التي تحدث فيها وترتفع درجة الحرارة في هذه المنطقة الى حوالي 1000 درجة مئوية (2) .
تاريخ تلوث الهواء(1/3)
ترجع بداية التلوث بسبب النشاط البشرى إلى اكتشاف الإنسان لمصادر الطاقة وأولها هي بدء استخدام الخشب للوقود. ثم ازدادت ظاهرة تلوث هواء المدن بالذات عندما بدأ الفحم محل الخشب كمادة رئسيه للوقود .حتى أن الملك أدوارد الأول ملك انجلترا أصدر في 1273 أول قانون يهدف الى مقاومة التلوث عن طريق وضع قيود على حرق الفحم ، وفي سنة 1306 أصدرت حكومة انجلترا قانونا آخر لمقاومة التلوث وبمقتضاه حظر حرق الفحم أثناء انعقاد جلسات البرلمان .
وقد كتب جون إيفيلين في سنة 1661 أول كتاب عن التلوث وفيه أرجع السبب في تكوين الدخان الضبابي Smog فوق لندن إلى حرق الفحم في مصانع بكميات أكثر من اللازم ، وفي سنة 1873 بدأت المقالات تنتشر في المجلات لتحذر من الغبار العضوي الذي كان قد بدأ يلوث المدن الأمريكية . ويشكل التلوث الهوائي في الوقت الحاضر مشكلة في كل العالم وتقدر كميات الملوثات التي تطلق الى الجو بنحو 200 مليون طن سنويا ، ويقدر أن هذه الكمية ستتضاعف في سنة 2000 لتصل الى أكثر من 400 مليون طن . ويقدر أن الأمريكيين يطلقون في الهواء حوالي 150 مليون طن من الملوثات سنويا وهو ما يعادل 3/2 ملوثات العالم .وربما يكون معظم التلوث الهوائي الأمريكي موجودا في مدن الولايات المتحدة ولكن نفس هذه المشكلة موجودة في دول أخرى.
ولا يزال التلوث يتزايد بسرعة على مستوى العالم. ففي جنوب أفريقيا أغلقت صناعات كثيرة بلغت تكاليفها ملايين الدولارات نتيجة لشكوى السكان من انعدام النوم والغثيان والقيء بسبب الدخان الذي تطلقه هذه المصانع. وقد اشتهرت مدينة كوبي اليابانية باسم المدينة المدخنة بسبب شدة تلوث هوائها . وقد تبين من الدراسة عينات من هواء جزر هواي آن كميات الملوثات بها تتزايد وأنها قد تكون أتيه في الأصل من أماكن تبعد عن هذه الجزر بآلاف الميال مثل اليابان (3) .
1-5- تعريف التلوث الهوائي(1/4)
يتلوث الهواء عندما تتواجد فيه مادة غريبة أو يحدث تغير هام في نسب المواد المكونة له يترتب عليها حدوث نتائج ضارة(2) .
1-6- مصادر التلوث الهوائي :
تنقسم مصادر التلوث الهوائي إلى :
1-6-1- مصادر طبيعية: وهي المصادر التي لا يكون للإنسان أي دخل فيها
مثل حدوث العواصف و تطاير الرمال والأتربة ، حرائق الغابات ، رذاذ البحر ، التحلل العضوي للنبات أو الحيوان ،البراكين .
1-6-2- مصادر غير طبيعية: وهي مصادر لها دخل بسبب النشاط البشري و تنقسم إلى قسمين :-
أ ) مصادر متحركة :- تشمل وسائل النقل المختلفه مثل السيارات والمركبات والطائرات والسفن وغيرها . حيث تطلق هذه الوسائل في الهواء المحيط العديد من الغازات والمواد الضاره بصحة الانسان والبيئه مثل اول اكسيد الكربون ، وأكاسيد النتروجين ، واكاسيد الكبريت ، واكاسيد وكلوريدات وبروميدات الرصاص ، وبعض الهيدروكربونات كالمثيان والايثان والايثلين وغيرها . .(1/5)
ب) مصادر ثابتة :- وتشمل المنشآت الصناعية المختلفة مثل محطات توليد الطاقة الكهربائية ، ومنشآت صناعة النفط والغاز الطبيعي ، ومصانع الاسمنت والسماد والأصباغ والمعادن كالذهب والالمنيوم والحديد وغيرها ، ومدافن النفايات العضوية وغير العضوية ، ومحارق النفايات وخاصة النفايات الطبية والنفايات الخطرة ، ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي ، والكسارات والمحاجر ، واعمال الهدم والبناء وغيرها. فعلى سبيل المثال لا الحصر ... تؤدي صناعة النفط الى تلوث الهواء بأكاسيد الكبريت والنتروجين والنشادر (الامونيا) واول اكسيد الكربون وكبريتد الهيدروجين. وتطلق صناعة الالمنيوم والاسمده الفوسفاتيه غاز فلورالهيدروجين وغيره من مركبات الفلور. وتنبعث بعض الغازات كالميثان واكاسيد الكربون والنشادر وكبريتد الهيدروجين من النفايات العضويه في مرادم النفايات. وتنطلق السيليكات والغبار والاتربه (العوالق الجويه) في الهواء المحيط بمصانع الاسمنت والمحاجر والكسارات وأعمال الهدم والبناء. وتنبعث اكاسيد الحديد في المناطق التي توجد فيها صناعة الحديد والصلب. كما تنطلق بعض المواد والمركبات العضويه الطياره في الهواء المحيط بمصانع الاصباغ ومستودعات البترول(4) .
1-7- تقسيم الملوثات
تنقسم ملوثات الهواء إلى قسمين :هما الملوثات الغازية والجسيمات العالقة
أولا : الملوثات الغازية :
وتشمل هذه الملوثات ، غازات الكربون ( أول وثاني أكسيد الكربون ) ، الأكاسيد النتروجينية ، والهيدروكربونات ، وأكاسيد الكبريت ، والأوزون .
1- أول أكسيد الكربون ( CO ) :
يعتبر أول أكسيد ألكربون غاز عديم اللون والطعم والرائحة وهو من اشد الغازات الملوثة للهواء سميه .
أ) مصادر غاز أول أكسيد الكربون:
ينتج غاز أول اكسيد الكربون بشكل خاص في المدن الكبيرة المزدحمة بوسائل النقل وكذلك من مصافي تكرير البترول ومصانع الورق والحديد والصلب وغيرها من عمليات الإحتراق غير الكامل :(1/6)
2C + O2 ? 2CO
ب ) تأثير غاز أول أكسيد الكربون :
عندما يتنفس الإنسان الهواء الملوث بغاز أول أكسيد الكربون فإنه يتحد مع هيموجلوبين كرات الدم الحمراء حيث يحل محل الأكسجين مكونا مركب الكربوكسي هيموجلوبين Car boxy hemoglobin ، حيث ينتج عن ذلك إقلال نسبة الهيموجلوبين الموجودة في الدم واللازم لنقل الأكسجين اللازم لعملية التنفس .
2- أكاسيد النتروجين ( NOx ) :
تتكون اكاسيد النتروجين باتحاد الأكسجين مع النتروجين وهي تشمل أكسيد النتريك وهو غاز بني محمر وله رائحة نفاذة وذو أثر سام . وهذه الاكاسيد تحدث تلوثا للهواء عندما تتكون نتيجة احتراق الوقود مثل الفحم أو الجازولين والسولار آو الديزل والمازوت والمحتوية على نسبة صغيرة من المركبات العضوية النتروجينية بالإضافة إلى تكونها خلال بعض العمليات الكيماوية داخل المصانع .
أ) مصادر غازات الأكاسيد النتروجينية :
أن تأثير البكتيريا على مركبات النتروجين الموجودة في التربة وهذا من أهم المصادر الطبيعية ، ويرجع ضرر هذه الاكاسيد في تكوين الدخان الضبابي حيث تعمل على تحفيز تكوين غاز الأوزون O3 الضارة بالإنسان والحيوان .
ب) الآثار الضارة للاكاسيد النتروجينية :
إن التعرض للتركيزات العالية من هذه الاكاسيد يؤدى الى إصابة الإنسان بتلف الرئتين،
كما أن التعرض للتركيزات الأقل من هذه الغازات يصيب الإنسان بالتهاب العيون والزور والرئتين .كما تساهم اكاسيد النتروجين في تكوين الأمطار الحامضة(5) .
3- الهيدروكربونات ( HC ) :
تعرف الهيدروكربونات على أنها عبارة عن مركبات غازية اليفاتية سريعة التبخر مثل الميثان أو غير مشبعة مثل الايثلين أو الاسيتلين أو مركبات سائلة أو صلبة مستقرة مثل البنزين أو بنزوبايرين .(1/7)
أ) مصادر الهيدركربونات :- الأحتراق الكامل وغير الكامل للوقود وخاصة في وسائل النقل عندما يكون الإحتراق رديئا ومحرك السيارة غير سليم . كما تتكون الهيدروكربونات من الصناعات المختلفة والمواقد والأفران واستخدامات الانسان المنزلية .
ب) الآثار الضارة للهيدروكربونات:
تعتبر الهيدروكربونات مواد سامه تسبب أمراضا خطيرة مثل تلف الكلى والكبد والتحجر الرئوي والتهابات الجهاز التنفسي ويزداد خطر هذه المركبات بما تنتجه من مشتقات ثانوية نتيجة تعرضها وتفاعلها مع أكاسيد النتروجين في وجود ضوء الشمس لتتكون مركبات يطلق عليها مركبات الضباب الأسود مثل الالدهيدات ونيترات بيروكسي اسيتل والتي بدورها تسبب أذى شديد للإنسان والحيوان والنبات .
كما تتفاعل بعض الهيدروكربونات عند تصاعدها الى طبقات الجو العليا مع غاز الأوزون لتشكل جذورا كربونية حرة أو طليقة تتميز بفاعلية كبيرة يمكنها ذلك من التفاعل مع كثير من الغازات والمركبات الأخرى مكونة ما يعرف بظاهرة الضباب الدخاني(2) .
4- اكاسيد الكبريت (SOX ) :
توجد اكاسيد الكبريت في الهواء على هيئة ثاني أكسيد الكبريت (SO2 ) ، وثالث أكسيد الكبريت (SO3 ) ، وتتميز اكاسيد الكبريت برائحتها النفاذة وخواصها التأكلية .
4-1- ثاني أكسيد الكبريت :
يتميز هذا الغاز برائحته النفاذة وخواصه التآكلية، وهو من اخطر ملوثات الهواء غير قابل للاشتعال عديم اللون .
أ) مصادر غاز ثاني أكسيد الكبريت :
ينتج هذا الغاز من مصادر طبيعية مثل البراكين، وينابيع المياه الكبريتية، وتحلل المواد العضوية الكبريتية وكذلك من مصادر صناعية، وذلك عند احتراق الوقود مثل
الفحم والبترول وكذلك مصانع تكرير البترول.
ب) الآثار الضارة لثاني أكسيد الكبريت :(1/8)
يؤدى تعرض إستنشاق غاز ثاني أكسيد الكبريت إلى الإصابة بالكثير من الأمراض التنفسية والتي لها تأثير ضار على الصحة العامة مثل السعال، والربو، والالتهابات الشعبية بالإضافة إلى ضيق التنفس. يتحد هذا الغاز بأكسجين الهواء منتجا غاز ثالث أكسيد الكبريت والذي عند ذوبانه في بخار الماء الموجود في الهواء يعطى حامضا قويا ويبقى معلقا به على هيئه رذاذ والذي يتساقط بعد ذلك على سطح الأرض مع الأمطار مكونا أمطارا حمضية، مما يؤدى إلى تلوث التربة الزراعية ومياه الأنهار والبحيرات وبالتالي الأضرار كافة الكائنات الحية(5) .
3- الأوزون ( O3 ) :
غاز سام ذو رائحة خانقة ، ويتكون الجزيء منه من ثلاث ذرات من الاكسجين .
أ) مصادره :
يتكون نتيجة تفاعل أكاسيد النتروجين مع الهيدروكربونات في وجود أشعة الشمس وهو أحد مكونات الضباب الدخاني.
ب) الآثار الضارة لغاز الأوزون :
يعتبر غاز الأوزون من أخطر الملوثات المؤكسدة حيث إن استنشاق غاز الأوزون يؤدي الى تهيج وحساسية الأغشية المخاطية ،والجهاز التنفسي.ويسبب السعال ، وقد يحدث تورمات خبيثة في الرئتين .
كما يؤثر الأوزون في النباتات فيسبب تبقع الأوراق وبرقشتها ويظهر هذا التأثير على نباتات العنب والبرسيم والقمح والبطاطس وغيرها(1) .
ثانيا - الجسيمات العالقة :
وهى مجموعة من المواد الترابية والرملية والغبار والدخان والدقائق الغازية والشابورة (mist) والايروسول (aerosols) والرماد البركاني والجسيمات الحية العالقة في الهواء مثل الميكروبات والجراثيم وكذلك الغبار المعدني الذي يحتوي على دقائق فحمية وحجرية وخزفية وألياف(2) .
ومن الأمثلة على التلوث بالجسيمات العالقة مايلي :
1- الجزئيات :
ويستخدم مصطلح الجزئيات ليعني أي مادة منتشرة سواء كانت صلبة أو سائلة.وتشمل الجزئيات الاتية :-
1- 1 - الايروزول. Areosol :(1/9)
وهو عبارة عن جزئيات صلبة أو سائلة تستطيع ان تبقى معلقة في الهواء نظرا لصغر حجمها .
1 - 2 - الغبار .
وهو مواد دقيقة صلبةومنها:
أ) غبار الاسبستوز Asbestose:
وهي عبارة عن سليكات وهي توثر علي الرئتين وذلك في حالة دخوله إلى الصدر تليفات في الرئة
ب) غبار يسبب الإصابة بالحساسية :
مثل ذلك حبوب اللقاح والبكتيريا والفطريات والميكروبات والنشارة والروائح الكريهة
1- 3 - الدخان :
وهو دقائق صلبة ، وتتكون عندما تتكاثف الأبخرة أو عند حدوث تفاعلات كيميائية .
1 – 4 - الضباب :
وهو جزيئات سائلة يصل قطرها إلى مائة ميكرون .
1 – 5 - الهباب (السخام) :
وهو جزيئات كربون متناهية الدقة تتجمع مع بعضها بصورة سلاسل طويلة(6) .
تأثير الجسيمات العالقة:
التأثير على الجلد والعيون.
التأثير على الجهاز التنفسي، مثل التهاب الشعب الهوائيه والانتفاخ الرئوي وامراض الحساسيه والربو وغيرها.
الاصابه بالتليف الرئوي "مرض السيليكوز" الناجم عن استنشاق الغبار الصادر من مصانع الاسمنت.
الاصابه بمرض الصفري (اسبيستوز) الناجم عن غبار الاسبستوس.
الاصابه بسرطان الرئه والكبد نتيجة تلوث الهواء بدخان المصانع والسجائر وما تحمله من شوائب وابخره ضاره(4).
2- الرصاص
وهو من الجزئيات الخطرة على حياة الكائنات الحية نظرا لسميتها ويعتبر الرصاص مثالا لهذا النوع من التلوث.
أ) مصادره :
ينتج الرصاص مع عواد السيارة على شكل جزئيات أو أغبرة دقيقة محملة بأملاح الرصاص المختلفة مثل اكاسيد وكلوريدات وبروميدات الرصاص التي تتحول في الجو إلى كربونات الرصاص(6) .
ب)الآثار الضارة للرصاص :
يسبب الصداع والضعف العام، وقد يؤدي الى الغيبوبه والى حدوث تشنجات عصبيه قد تنتهي بالوفاة.
يؤدي الى خلل في افراز حامض البوليك، والى تراكمه في المفاصل والكلي.
يقلل من صنع الهيموجلوبين في الجسم، كما انه يترسب في انسجة العظام ويحل محل الكالسيوم.(1/10)
يؤدي إلى القلق الليلي والأحلام المزعجة والاضطرابات النفسية .
يسبب أمراض التخلف العقلي وشلل المخ خاصة عن الاطفال .
تراكم الرصاص في اغشية الاجنه قد يؤدي الى التشوه الخلقي لدى المواليد الجدد . . كما أنه قد يتسبب في اجهاض الحوامل(4) .
- الملوثات الغازية ألثانويه :
في ضوء الشمس قد تشكل الهيدروكربونات والنتروجين مركبات اكثر تعقيدا ومن أكثرها شيوعا مركب نترات البيروكسيل (PAN) وهو مركب يسبب الحساسية.
وتشمل هذه الملوثات الأتي :
1- المؤكسدات الضوء كيميائية .
وتحدث من سلسلة من العمليات الجوية التي تثيرها أشعة الشمس فعندما تتراكم المواد العضوية النشطة وأكاسيد النتروجين في الجو وتتعرض للأشعة فوق البنفسجية تتكون منها مركبات جديدة تشمل الأوزون ونترات البيروكسيل وتساعد الجزئيات الصلبة على الإسراع في العمليات الكيميائية وتعمل على تقليل الرؤية وعلى تآكل المعادن وزيادة حدة أمراض الجهاز التنفسي .
2- الدخان الضبابي الفوتوكيميائي :
تشمل المكونات الأساسية للدخان الضبابي الضوء كيميائي ثاني أكسيد النتروجين والمواد الهيدروكربونية غير المحترقة احتراقا كاملا في عوادم الآليات وعندما يمتص ثاني أكسيد النتروجين ) (NO2 الطاقة من أشعة الشمس فانه ينقسم إلى
أكسيد النتريت وألاكسجين النووي (O) أما الأكسجين العادي فيكون اكسجنيا مجزء يتكون منه الأوزون (O3) الذي يثير الحساسية في العين (3) .
تتفاعل الهيدروكربونات بوجود الأوزون وأشعة الشمس والذي ينتج عنها تكون الدخان الضوءكيميائي.
طبقة الأوزون هي جزء من الغلاف الجوى الذي يحيط بالكرة الأرضية. تعتمد فاعليتها على التوازن الصحي للمواد الكيميائية ولكن أمام طموحات الإنسان التي تصل إلى حد الدمار جعل من هذه المواد الكيميائية مادة تساعد على إتلاف بل وتدمير طبقة الأوزون.(1/11)
وهكذا نجد أن وجود أكاسيد النتروجين ولو بكميات قليلة تحول الأوزون إلى أكسجين دون أن تستنفد ، أي أن أول أكسيد النتروجين يلعب دور الوسيط في تحويل الأوزون إلى أكسجين.
2- زيادة استخدام المخصبات الآزوتية (النتروجينية ) في الزراعة .
3-أنطلاق أيونات الكلور والفلور النشطة في الهواء الجوي والتي تتصاعد إلى نطاق التراتوسفير وتتفاعل مع الأوزون في وجود محفزات وتفككه إلى الأكسجين .
5) آثار تآكل طبقة الاوزون على البيئه :
يؤدي انخفاض 1% في طبقة الاوزون الى زيادة الاشعه فوق البنفسجيه التي تصل الى سطح الارض بنسبة 2%. وقد اثبتت الدراسات ان التعرض لمزيد من الاشعه فوق البنفسجيه يؤدي الى إحداث خلل في جهاز المناعة في جسم الانسان مما يزيد من حدوث واشتداد الاصابه بالامراض المعديه المختلفه كما يمكن ان تؤدي الزياده في مستويات الاشعه فوق البنفسجيه الى زيادةالاضرار التي تلحق بالعيون ولا سيما الاصابه بالمياه البيضاء . وقد يؤدي هذا الى زيادة عدد الاشخاص المصابين بالعمى بنحو 100000 شخص في السنه على مستوى العالم . وبالاضافه الى ذلك يتوقع ان يؤدي كل انخفاض بنسبة 1% في الاوزون الى ارتفاع في حالات الاصابه بسرطان الجلد يقدر بحوالي 3%
( اي زياده تقدر ب 50000 حاله كل عام على مستوى العالم ).
من جهه اخرى اثبتت التجارب المعمليه ان الزياده في مستويات الاشعه فوق البنفسجيه لها تأثيرات ضاره على عدد كبير من النباتات و من بينها بعض المحاصيل مثل الخضراوات وفول الصويا و القطن . وقد ينطوي هذا على آثار خطيره لانتاج الاغذيه في المناطق التي تعاني بالفعل نقصا في مواردها الغذائيه(5) .
6) ماذا نتوقع من ارتفاع درجة الحرارة .(1/12)
أن آثار درجة الحرارة لن تكون متساوية ، فمثلا قد ترتفع درجة الحرارة بمقدار درجة مئوية واحدة عند خط الاستواء و 12 درجة مئوية في القطبين، ومن ثم ستكون هناك فروق إقليمية كبيرة في كيفية تأثر الناس والنظم البيئية بارتفاع درجة الحرارة وارتفاع مستوي سطح البحر، وبالرغم من صعوبة التنبؤ الدقيق بآثار ارتفاع درجة الحرارة وارتفاع مستوى سطح البحر في منطقة محددة ، يمكننا أن نتوقع أن ما يلي سوف يحدث في مكان ما :
سيؤدى ارتفاع مستوى سطح البحر إلى غمر مساحات كبيرة من السهول الساحلية التي تعتبر من افضل الأرضي الزراعية في العالم وقد تجتاح الفيضانات بعض المدن، كما قد تختفي بعض الجزر .
قد تنمو الغابات في مناطق ألا سكا وشمال سيبيريا ويصبح رعى الماشية ممكنا ومتاحا في اصقاع التندرة الأوراسية والأمريكية .
ستصبح الزراعة في المناطق الجافة أكثر صعوبة وستتضاءل موارد المياه وستزيد درجة الحرارة المرتفعة من الطلبات على مياه الري .
ستتسبب تغيرات درجة الحرارة السريعة في القضاء على كثير من الغابات، كما ستجد بعض الأنواع أنها في بيئة غير بيئتها حيث لا يتوافر الوقت الكافي للتكيف ، إذا أن الكائنات الحية يمكن لها أن تتكيف إلى تغير قدره 0,1 درجة مئوية خلال العقد الواحد ، وهذا سيؤدى إلى اضطراب نظم البيئية وربما إلى الأبد .
وهكذا نكاد نسلم بأننا نغير من الأرض بطرق قد تصبح تهديدا لحياة الحيوانات والنبات، بما في ذلك أنفسنا(6) .
3- طرق التخلص من الملوثات الهوائية
توجد عدة طرق للتخلص من الملوثات الهوائية ومنها آلاتي.
1) التخلص من غاز ثاني أكسيد الكبريت
توجد عدة طرق يمكن إتباعها في المواقع الصناعية للتخلص من غاز ( SO2) أهمها
أ- طريقة الجير الحي
وفي هذه الطريقة يضخ غاز ( SO2 ) إلى أفران تحتوي على جير حي مكونة كبريتات وكبريتيد الكالسيوم ثم يوجه الهواء إلى أبراج غسيل للتخلص من الدقائق العالقة .
ب– طريقة الادمصاص(1/13)
وفي هذه الطريقة توجه الغازات الملوثة إلى أبراج ادمصاص تكون أسطحها الخارجية مغطاة بطبقة من الكربون النشط حيث يتم ادمصاص الغاز الكبريتي ثم يتساقط رذاذ مائي يحول الغاز إلى حمض ضعيف ( H2SO3).
جـ – طريقة الأكسدة .
وفي هذه الطريقة يوجه الهواء الملوث بغاز ( SO2) إلى مفاعلات بها عوامل حفارة تعمل على تحويل ( SO2) إلى غاز ( SO3) ثم يوجه هذا الغاز الناتج إلى أبراج امتصاص ثم يتساقط يحول ( SO3) إلى ( H2SO4) الذي يمكن استخدمه أو بيعه .
2) التخلص من أكاسيد النتروجين
من الطرق المتبعة والممكنة اختزال أكاسيد النتروجين بالغاز الطبيعي ( CH4) حيث تتحول إلى غازات غير ضارة مثل النتروجين وبخار الماء و CO2. كما يمكن تمرير الهواء الملوث إلى برج يحتوي على هيدروكسيد الماغنسيوم . ( Mg(OH)2 ) حيث يترسب نتريت الماغنسيوم ويخرج الهواء نظيفا من أعلى البرج . وهذه الطرق مثالية وتحتاج إلى أموال طائلة .
3) طرق التخلص من الجسيمات العالقة
للتخلص من الدقائق و الجسيمات العالقة تستخدم العديد من الأجهزة والمرشحات اعتمادا على نوعية الدقائق وأحجامها وكثافتها وتراكيزها وخواصها الطبيعية (مثل الذوبان ...)والكيميائية ( سميتها ، قابليتها للصدأ والتآكل...) ومعدل سريانها ، وكذلك بناء على ضغط الهواء وحرارة الجو .وللتخلص من الجسيمات العالقة يتم إستخدام إحدى المرشحات التالية :-
مرشحات تعمل بطريقة اللزج : وهي عبارة عن ألياف مصنعة تلتصق بها جزئيات الغبار .
المرشحات الجافة : حيث تكون ألياف هذه المرشحات ناعمة جدا وتعمل بكفاءة اكبر .
المرشحات الإلكترونية : وتعمل هذه المرشحات على ترسيب الجزئيات .
المرسبات الالكتروستاتية : وتستخدم هذه قوة كهربائية عالية (80 ألف فولت ) لجذب الدقائق المشحونة إليها ( قطرها اكثر من 0.005 ميكرو متر ) .(1/14)
المرسبات المبللة : ويدخل الماء من فتحات ضيقة على شكل رذاذ يعمل على ترسيب الدقائق في الهواء عندما يكون قطر الجسيمات أكبر من 0.05ميكرومتر(2) .
4) التحكم في تلوث الهواء : يجب على الجهات المعنية اتخاذ الاجراءات الوقائيه اللازمه للمحافظه على سلامة الهواء ونقائه وخلوه من الملوثات الضاره بصحة الانسان والبيئه . وتشمل هذه الاجراءات ما يلي :
سن القوانين والتشريعات والمواصفات التي تحد من تلوث الهواء والبيئه الخارجية والداخلية، مثال ذلك القانون الاتحادي لحماية البيئه وتنميتها، وقانون الوقايه من الاشعاع ، والمواصفات الخاصه بالجازولين (البنزين) الخالي من الرصاص، والتشريعات والمواصفات الخاصه بالنظافه العامه والاداره السليمه للنفايات ، وبجودة ونوعية الهواء في البيئه الخارجيه والهواء الداخلي، وبتقييم الأثر البيئي للمشاريع والمنشآت الصناعيه والزراعيه والتجاريه وغيرها، وبالحدود المسموح بها من الانبعاثات الغازيه وغير الغازيه (الغبار والاتربه والابخره وغيرها) .
التخطيط العمراني والبيئي السليم للمدن والقرى ، بما في ذلك انشاء شبكات للصرف الصحي ، وشق الطرق الواسعه لتفادي الاختناقات المروريه ، وتخصيص مناطق صناعيه بعيده عن المناطق السكنيه .
رصد ملوثات الهواء المختلفة مثل ، وثاني اكسيد الكبريت، واكاسيد النتروجين، والهيدروكربونات الكليه، واول اكسيد الكربون، وغاز الميثان، والهيدروكربونات غير الميثانيه ، وغاز الاوزون، والأمونيا ، الأحماض والمذيبات العضوية. والرصاص، وكذلك مثل العوالق الجوية والرصاص والرياح (سرعة واتجاه)، والحراره والرطوبه وغيرها .
الرقابة على المنشآت الصناعيه والزراعية وأية مصادر أخرى للتلوث، والزام تلك المنشآت والمصادر باتباع أساليب ونظم الانتاج النظيف وبعدم السماح بتسرب ملوثات الهواء للبيئه المحيطه بما يتعدى الحدود المسموح بها .(1/15)
الرقابه على المواد المستنزفه لطبقة الاوزون مثل الايروسولات والكلوروفلوروكربون ، واكاسيد النتروجين وغيرها .
التخلص السليم من النفايات الصلبه والسائله ، وبالتالي الحد من الانبعاثات الغازيه الضاره التي قد تنجم عن دفن النفايات او حرقها او معالجتها واعادة تدويرها.
التقليل من استخدام مبيدات الافات في الاغراض الزراعيه وفي مكافحة الحشرات والقوارض في المناطق السكنيه ، واستخدام بدائل اقل ضررا" على الصحه العامه والبيئه .
التوسع في زراعة الحدائق والمتنزهات والاشجار والشجيرات والمسطحات الخضراء داخل المدن وخارجها لما لها من دور هام في تنقية الهواء من الملوثات العالقه به، وفي تحسين وتجميل البيئه والوسط المحيط.
9. نشر الوعي البيئي لدى افراد المجتمع وحثهم على التعاون مع البلديات وغيرها من الجهات الحكوميه وغير الحكومية المعنيه من اجل المحافظة على سلامة الهواء ونقائه . . فالهواء النقي يعني بيئه سليمه، والبيئه السليمه تعني صحه سليمه لنا ولأجيالنا القادمه(4)(1/16)