بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، أعز عباده المتقين، ورفع العلماء العاملين، فأعلى قدرهم، وأمضى ذكرهم، فهم أحياء إلى يوم الدين، ويوم القيامة يحشرهم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وإمام المتقين، محمد صلى الله عليه وسلم بعثه رب العالمين على فترة من الرسل فهدانا به من ضلالة وبصرنا من عمى، وعلمنا من جهل، فكان العلم ميراثه، والعلماء ورثته، فحفظوا سنته، وأشاعوا هديه، ودونوا تاريخه وسيرته صلى الله عليه وسلم. وبعد.....
فلقد شهد القاصي والداني بأن تراث أمتنا الإسلامية من أعظم التراث العلمي الذي عرفته الإنسانية كماً وكيفاً، حيث شمل كافة العلوم والآداب والفنون واتسم بالأصالة، والتقدم، والموضوعية، وجمع بين الاقتباس والابتكار، وبين أمانة الأخذ وأدب النقد والرد. كل ذلك في إطار أسلوب علمي رصين، وعرض رائع متين، وثقافة موسوعية تأخذ الألباب. ولعل تراثنا التاريخي خير مثال على ذلك فقد كانت كتب السيرة والمغازي والأنساب، والتراجم والرجال، والتاريخ العام والمحلى، وغيرها أكثر من أن تحصى. ولو قدر الله لجميعها البقاء لبلغت من الكثرة والتنوع ما تفنى الأعمار دون استيعابها. وإذا كان مؤرخونا القدامى قد بذلوا أعمارهم ليتركوا لنا هذا التراث العظيم فإن أقل واجب علينا نحوهم هو أن نرفع ذكرهم، وننشر علمهم، ونظهر جهدهم، ونبحث مناهجهم، لنربط حاضرنا بماضينا، ونحافظ على هويتنا الثقافية في عالم يموج بالثقافات المختلفة، ولنستعيد الثقة بحضارتنا في وقت شاعت فيه الانهزامية أمام الحضارة الغربية المتقدمة حالياً. وانطلاقاً من هذه المقدمة، ثم من إرشاد من أساتذتي بقسم التاريخ والحضارة – حفظهم الله تعالى – اتجهت إلى ارتياد البحث في مجال مناهج المؤرخين القدامى، فاستعنت بالله ثم بهم، واخترت موضوع:
"المطهر المقدسي ومنهجه التاريخي
في كتاب البدء والتاريخ"(1/1)
وكان من أهم أسباب اختياري لهذا الموضوع:-
1. الغموض المحيط بشخصية وحياة المقدسي، حيث أغفلت ذكره مصادر التراجم والرجال. فأحببت أن أبذل جهداً متواضعاً بالبحث في مصادرنا التاريخية الأخرى حتى أميط اللثام عن حياة مؤرخنا الكبير انطلاقاً مما ذكرته في المقدمة السالفة.
2. لم يأخذ كتاب البدء والتاريخ حقه اللائق به والواجب له عند المؤرخين القدامى ولا الباحثين المحدثين، مع أنه لا يقل أهمية عن كثير من المصادر التي ألفت في عصره وما قبله. عمق ثقافة المقدسي، وتنوع المادة العلمية في الكتاب، وتعدد اتجاهات الكتابة التاريخية جعل كتاب البدء والتاريخ في أمس الحاجة لدراسته، وبيان منهجه.
3. ريادة المقدسي، حيث إنه صاحب أقدم محاولة جادة لربط التاريخ بالفلسفة. وهذا يدل على تميزه، فحق له أن يدرس كتابه، ويعرف منهجه.
أهم مصادر ومراجع البحث(1/2)
ولقد اعتمدت في إعداد هذا البحث على الله عز وجل، ثم على عدد من المصادر والمراجع، والتي يمكن أن نقسمها إلى قسمين: القسم الأول: مصادر مباشرة، وهي التي نهلت منها مباشرة، وأهمها: كتاب الكامل في التاريخ، لابن الأثير:علي بن محمد الجزري (ت630 هـ) الذي يعد من أهم كتب التاريخ العام حيث تناول صاحبه تاريخ بدء الخلق، ثم تاريخ الأنبياء والأمم قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ثم السيرة النبوية فتاريخ الدولة الأموية والعباسية حتى عصر المؤلف، وكانت الدول المستقلة من أهم الموضوعات التي عالجها في تأريخه للدولة العباسية لذا استفدت منه في الاطلاع على المشهد السياسي العام لدول الإسلام ثم بتفصيل أكثر عن أحوال سجستان وبست. وساعدني في ذلك أيضاً بعض المراجع الفارسية مثل كتاب روضة الصفا في سيرة الأنبياء والملوك والخلفا، لمحمد بن خاوند شاة، وكتاب تاريخ إيران بعد الإسلام، لعباس إقبال، وكتاب تاريخ سيستان، لمؤلف مجهول. وهذا الأخير يعد أكثر المصادر والمراجع تفصيلاً لأحوال منطقة سجستان السياسية.
كما استعنت بكتاب سير أعلام النبلاء، للإمام الذهبي: محمد بن أحمد بن عثمان (ت748هـ) في التعرف على أشهر أعلام القرن الرابع الهجري حيث رتب الذهبي أعلامه حسب العصور وليس على حروف المعجم، فكان الجزء الخامس عشر والسادس عشر من الكتاب ذا أهمية كبرى في هذا الصدد، أما عن أحوال العلوم نفسها فكان كتاب الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري، لآدم متز من أهم المراجع التي استفدت منها لما تميز به من تخصص في الموضوع مع حسن العرض وتتبع للظواهر الثقافية التي انتشرت في القرن الرابع، كما تميز أيضاً: بذكر أمثلة من مواقف العلماء وآراءهم.(1/3)
وفي مجال التاريخ والمؤرخون كان قصب السبق لكتاب التاريخ العربي والمؤرخون، لشاكر مصطفى الذي يعد أضخم كتاب تناول حركة التأريخ العربي ورصد تطورات الكتابة فيه، وعدد مجالاتها. وواكب ذلك رصد رائع للمؤرخين مع ذكر لأوطانهم وثقافاتهم ومؤلفاتهم ومناهجهم في الكتابة التاريخية.
وأما عن حياة المقدسي ومنهجه التاريخي فلقد استفدت من كتاب علم التاريخ عند المسلمين، لفرانز روزنتال في التعرف على الملامح العامة لمنهج المقدسي الفكري والتاريخي، واستفدت من تقييمه لمحاولة المقدسي في المزج بين التاريخ والفلسفة. وكذلك استفدت مما كتبه زتنبرج في مقدمة كتاب "غرر أخبار ملوك الفرس وسيرهم" لأبي منصور الثعالبي Preface, Histoire Des Rois Des Perses في التأكد من نسبة كتاب البدء والتاريخ للمقدسي وليس لأبي زيد البلخي (ت322هـ) ومعه أيضًا ما كتبه كلمان هيار في كتابه تاريخ الأدب العربي Huart, Litter ature arabeالذي رجع فيه عن قوله بنسبة الكتاب للبلخي بعد أن صرح بذلك في مقدمة نشرته لكتاب البدء والتاريخPreface, kitap el-bed wet-tarikh .(1/4)
القسم الثاني: مصادر غير مباشرة. ويشمل المراجع التي لم أستفد منها معلومات مباشرة إلا قليلاً، لكنها أفادتني في التعرف على كيفية دراسة منهج المقدسي في كتاب البدء والتاريخ. وأهم تلك المراجع كتاب دراسات نقدية في المصادر التاريخية، لمحمد كمال الدين عز الدين علي. الذي تناول المنهج التاريخي لعددٍ كبيرٍ من المصادر التاريخية في فروع التاريخ المختلفة، وقد استفدت منه في دراسة منهج العرض عند المقدسي، وكذلك منهج النقد وتقييم منهجية المقدسي. وجاء كتاب ابن حزم الأندلسي وجهوده في البحث التاريخي والحضاري، لعبد الحليم عويس. ليساعدني في دراسة اتجاهات الكتابة التاريخية عند المقدسي، وكيفية تأثير المنهج الفكري العام على الفكر التاريخي. وفي مجال المصادر وكيفية دراستها كان كتاب ابن أعثم الكوفي ومنهجه التاريخي في كتاب الفتوح، لمحمد جبر أبو سعده. خير معين لي في ذلك حيث استفدت منه في تقسيم المصادر إلى مباشرة وغير مباشرة، كما استفدت منه في كتابة ترجمة المقدسي حيث تشابهت في بعض الملامح مع ترجمة ابن أعثم. كما استفدت من رسالة: ابن كثير ومنهجه في الكتابة التاريخية، لعبد الفتاح عبد العزيز رسلان.- وهي رسالة دكتوراه غير منشورة بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر بالقاهرة – في دراسة مصادر المقدسي. ثم جاءت مقالة: المؤرخ ابن مسكويه وكتابه تجارب الأمم، لمليحة رحمة الله. لأستفيد منها في دراسة المجال الحضاري ضمن اتجاهات الكتابة التاريخية.
وبرغم ما أفادتني تلك المصادر والمراجع إلا أنها لم تدفع بعض الصعوبات التي واجهت إعداد البحث، وأهمها أمران:
الأول: قلة المعلومات عن المقدسي وحياته، حيث خلت المصادر القديمة من أي ذكر لحياة المقدسي أو حتى اسمه كاملاً، ولقد أدى ذلك إلى وقوع أخطاء في نسبة الكتاب إليه، وبعض أخطاء أخرى في التأريخ لحياته.(1/5)
الثاني: عدم خروج كتاب البدء والتاريخ في طبعة محققة موثقة، وعدم استطاعة الوقوف على مخطوطات الكتاب. أما الطبعة المتداولة فلم تخرج إلا على مخطوطة واحدة، وبها كثير من الأخطاء الإملائية والنحوية. ومع ذلك اجتهد الباحث في وضع ترجمة مفيدة للمقدسي، وتصحيح بعض الأخطاء التي وقع فيها بعض من كتب عن المقدسي.
خطة البحث
ينقسم البحث إلى مقدمة، وبابين وخمسة فصول، وخاتمة، إلى جانب ثبت المصادر والمراجع، وفهرس الموضوعات.
فأما المقدمة: فأقدم فيها للبحث ذاكراً أهميته، وأسباب اختياره، وأهم المصادر والمراجع التي اعتمدت عليها، وأهم الصعوبات التي واجهتها في إعداده، ثم أهم موضوعات البحث.
الباب الأول: المقدسي وكتابه البدء والتاريخ. وينقسم إلى فصلين: الفصل الأول: عصر المقدسي وحياته وثقافته, وينقسم إلى: عصر المقدسي، حياة المقدسي، ثقافة المقدسي.
ويتناول عصر المقدسي: أولاً: الحياة السياسية. وفيه موجز عنها مع إلقاء مزيد من الضوء على إقليم سجستان باعتباره إقليم المقدسي. ثانياً: الحياة العلمية. وفيه موجز عنها في القرن الرابع الهجري، يشمل العوامل السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والعلمية التي ساعدت على ازدهارها. كما يلقى الضوء على أحوال العلوم وأشهر العلماء في فروع العلوم المختلفة مثل: العقيدة والفرق، والفلسفة ومقارنة الأديان، والتصوف، والقراءات، والتفسير، والحديث، والفقه، وعلوم العربية وآدابها، والجغرافيا، والعلوم الأخرى. ثالثاً: التاريخ والمؤرخون وقد ميزت علم التاريخ بمزيد من التفصيل باعتباره الوعاء العلمي الذي ينتمي إليه الكتاب، وفيه تلخيص لتطور علم التاريخ في القرن الرابع الهجري، وأسباب ومظاهر ذلك التطور، والتعريف بأهم المؤرخين، وأحوالهم، وثقافتهم، والمؤلفات التاريخية بأنواعها.(1/6)
وأتناول في حياة المقدسي: أولاً توضيح لابد منه. يشمل بيان بالمصادر التي ذكرت المقدسي، وتوضيح كيفية الترجمة للمقدسي في ظل ندرة المصادر التي ذكرته. ثانياً: اسم المقدسي ونسبته وكنيته. ويتناول أقوال الباحثين في ذلك مع ذكر الراحج والمرجوح منها، وأدلة ذلك. ثالثاً: مولد المقدسي ونشأته وموطنه. وفيه ذكر لدلائل مولد المقدسي أوائل القرن الرابع الهجري، وأن موطنه كان بسجستان. رابعاً: العلاقة بين المقدسي وإخوان الصفا. وفيه بيان قول من زعم أن المقدسي ينتمي لتلك الجماعة، والرد عليه. خامساً: رحلات المقدسي. سادساً: شيوخ المقدسي. سابعاً: تلاميذ المقدسي. ثامناً: مؤلفات المقدسي.ويشمل المؤلفات التي وصلت إلينا المخطوط منها والمطبوع، وكذلك المؤلفات التي لم تصل إلينا. تاسعاً: صفات المقدسي الشخصية. مثل: التواضع، وحب البحث والتنقيب، والميل إلى المزاح. عاشراً: وفاة المقدسي وعمره. ويتناول أقوال الباحثين في ذلك، مع بيان الراجح منها.
ويتناول ثقافة المقدسي. أولاً: عقيدة المقدسي. وفيه بيان بأهم آراء المقدسي العقدية، وموقفه من الصحابة والتشيع. ثانياً: فكر المقدسي. وفيه بيان للفكر الفلسفي عند المقدسي، ودلائل ذلك في كتاب البدء والتاريخ. ثالثاً: العلوم التي برز فيها المقدسي. مثل: التفسير، والحديث، والأدب، والجغرافيا، والتنجيم. رابعاً: آراء المقدسي التربوية. وفيه ذكر لآراء المقدسي في تحصيل العلم وكيفيته، وبيان موقفه من المتعالمين.(1/7)
الفصل الثاني: كتاب البدء والتاريخ وقيمته العلمية. ويتناول أولاً: ملامح عن كتاب البدء والتاريخ. وفيه بيان اسم الكتاب، ووقت تأليف الكتاب، ومؤلف الكتاب والتحقيق أنه للمقدسي. وفيه عرض للأقوال التي نسبت الكتاب لأبي زيد البلخي، وللمقدسي، مع ذكر أدلة كل قول، ثم ترجيح نسبة الكتاب للمقدسي، وبيان أدلة ذلك. وسبب تأليف الكتاب ولمن ألفه؟ ويتناول سبب تأليف الكتاب، ومحاولة التعرف على من أمر المقدسي بتأليفه. والغرض من تأليف الكتاب وصفته وشرطه. ومحتويات الكتاب وترتيب مواده. ومخطوطات الكتاب وطبعاته وترجماته. وفيه بيان بمواضع وصفة المخطوطات، ومميزات وعيوب طبعات الكتاب. وناشر الكتاب وهل نشر الكتب كله؟ وفيه ترجمة مختصرة لناشر الكتاب" كلمان هيار "، وبيان ترجيح أنه نشر كل الكتاب.
ثانياً: القيمة العلمية لكتاب البدء والتاريخ. وفيه: رؤية المقدسي لقيمة كتابه. ودلائل القيمة العلمية للكتاب. ومن أهم تلك الدلائل: تجنب المقدسي أخطاءً وقع فيها بعض من قبله، وموسوعية المعارف التاريخية بالكتاب، مع ثراءه بالمعلومات والمصادر، وأهميته كمصدر لتاريخ الفلسفة والعقائد والفرق، ومحاولة المقدسي الربط بين التاريخ والفلسفة، وريادته في ذكر نهاية العالم وأحداث القيامة. كما يتناول قيمة الكتاب في كشف حال الباطنية. وذلك لأنه بين كثيراً من أقوالهم، وأحوالهم، وأهدافهم، وتتبع أصل تلك الفرقة، وبدأ ظهورها، وأهم خططها. ثم بيان عيوب الكتاب وأسباب عدم شهرته.وأهم تلك الأسباب: الجهل بشخصية المقدسي ومكانته العلمية، والجهل بمؤلف الكتاب، وقلة مخطوطات الكتاب وعدم انتشارها، وعدم خروج الكتاب محققاً تحقيقاً علمياً. أما عن العيوب التي أثرت علي قيمة الكتاب واشتهاره فأهمها: المقدمة الفلسفية والاستطرادات الكلامية، وسوء ترتيب بعض فصول الكتاب.(1/8)
الباب الثاني: منهج المقدسي التاريخي في كتابه البدء والتاريخ. ويشمل ثلاثة فصول الفصل الأول: مصادر المقدسي. وفيه أولاً: المصادر المباشرة وطرق الإسناد إليها. ويتناول مصادر المشاهدة والمشافهة.وتشمل مصادر غير مسندة، ومصادر مسندة. وكذلك الكتب والمؤلفات غير التاريخية. وتشمل كتب الديانات، وكتب التفسير، والأحاديث والآثار، والفلسفة، واللغة والأدب، والجغرافيا. ثم الكتب التاريخية. وقد قسمتها إلى مصادر أساسية، وثانوية. ثانياً: المصادر غير المباشرة وطرق الإسناد إليها. وفيه بيان بالمصادر غير التاريخية. ثم المصادر التاريخية. ثالثاً: منهج النقل من المصادر واختيارها. ويشمل منهج المقدسي في النقل من المصادر وطرقه في الإسناد إليها، وتحديد بداية النص ونهايته، وطرق النقل من المصادر. ثم منهج المقدسي اختيار المصادر. وبيان أنه قام على اختيار التخصص التأليفي للمصدر، والمصدر الأقدم.
الفصل الثاني: منهج العرض واتجاهات الكتابة التاريخية عند المقدسي.
ويشمل أولاً: منهج العرض عند المقدسي. ويتناول اللغة والأسلوب.وفيه إلقاء الضوء على لغة المقدسي وأسلوبه اللغوي، ومنهجه في بدء وختم مسائل الكتاب وبعض الجمل التعبيرية كالجمل الدعائية، والاعتراضية، وجمل مخاطبة القارئ، وبيان منهجه في الاختصار والإحالات والإطالة. ثم بيان منهج المقدسي في عرض المادة الأدبية. والتي تشمل الأبيات الشعرية، والخطب، والأمثال والحكم. ثم بيان منهجه في عرض المادة التاريخية. وتوضيح المنهج التاريخي العام للمقدسي، وطرقه في التأريخ، وبعض معالم عرضه للمادة التاريخية، مثل: الاهتمام بذكر الوثائق، وتتبع بعض الأحداث حتى عصره، واهتمامه بذكر الأوائل، والغرائب.(1/9)
ثانياً: اتجاهات الكتابة التاريخية عند المقدسي ومنهجه في كل منها. ويتناول تاريخ الأنبياء، وتاريخ الأمم قبل الإسلام، والسيرة النبوية، وتاريخ الخلفاء، والتراجم، والأنساب، والأديان والفرق، والتاريخ الحضاري، ويشمل الجانب: الديني، والثقافي، والإداري، والاقتصادي، والاجتماعي، والعمراني.
الفصل الثالث: منهج النقد ومعالم الفكر التاريخي عند المقدسي وتقييم منهجه. ويشمل، أولاً منهج النقد عند المقدسي. وفيه بيان مجالات النقد ومنهج المقدسي في كل منها. ويشمل نقد المصادر، والروايات والأخبار، والآراء والأقوال، والحوادث، والأمم والفرق والطوائف، والأشخاص. ثم بيان منهج المقدسي في الروايات والأقوال المتعارضة. وفيه بيان طرقه في الترجيح، أو التوفيق، أو التوقف. ثم أسس النقد عند المقدسي.ويتناول القواعد والأسس التي عمل بها المقدسي في نقده سواء في قبول الروايات، أم ردها. أو غير ذلك.
ثانياً: معالم فكر المقدسي التاريخي ويشمل مفهوم التاريخ عند المقدسي، وبيان مدرسته التاريخية، والعلاقة الفكرية بينه وبين ابن خلدون، وتقييم محاولته في الربط بين التاريخ والفلسفة، مع ذكر أهم آرائه التاريخية والحضارية.
ثالثاً: تقييم منهج المقدسي وفيه بيان بأهم مآثر وإيجابيات منهج المقدسي، وكذلك ما عليه من مآخذ.
الخاتمة: وتشمل أهم نتائج البحث.
ثبت المصادر والمراجع.
فهرس موضوعات البحث.
وفي ختام هذه المقدمة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم.
" من لم يشكر الناس لم يشكر الله"
لذا يجدر بي أن أقدم خالص الشكر والتقدير والعرفان لأستاذي الجليل العالم المحقق الأستاذ الدكتور/ محمد الشيخ عبد الوهاب فضل. الذي كان لي أباً ومعلماً وناصحاً، وبذل لي من علمه ووقته ما يعجز لساني وجوارحي عن وصفه وشكره، وحسبي أن أدعو الله سبحانه وتعالى مخلصاً أن يجعل جهده معي رفعاً لدرجاته في الدنيا والآخرة.(1/10)
كما أتقدم بخالص الشكر والتقدير والعرفان لأستاذي العزيز والعالم الجليل والمؤرخ الموسوعي الأستاذ الدكتور/ عبد المقصود عبد الحميد باشا. الذي كانت نصائحه وتوجيهاته خير معين لي في إتمام هذا البحث، فأسأل الله العلي القدير أن يجعل ذلك في ميزان حسناته وأن يرزقه خيري الدنيا والآخرة.
كما أتوجه بالشكر والتقدير لجميع أساتذتي بقسم التاريخ والحضارة بالكلية.
كما أتوجه بالشكر للأستاذ طارق ريه الذي قام على ترجمة النصوص الفرنسية. وللأستاذين/ حسام الدين إبراهيم ريه ومحمد رزق رميح على ما بذلاه من جهد في كتابة وإخراج هذا البحث.
وأخيراً....أدعو الله العلي القدير أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه.(1/11)