السَّماع لأبي عَبْد الرحمن السُّلَمي
تحقيق : علي عقلة عرسَان(1/1)
قال الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي رحمة الله عليه: بلغني أكرمكم الله بمرضاته، أن بعض أهل العلم بناحيتكم أنكر على أهل التحقيق في السماع وقال: إن أحسن ما فيه أن يعده الإنسان لهواً (1) ثم يتوب عنه، ولو راجع هذا القائل (2) عقله ونظر في سنن النبي وآثار الصحابة والأئمة بعدهم وسير الصالحين من الأئمة لعلم (3) خطأ ما أطلقه في هذا القول،
إذ السماع على ضروب، والمستمعون على مراتب،
فسماع العوام على جد (4) اللهو طرب ومتابعة هوى النفس وهو مذموم، وهو الذي تجب عنه التوبة، وسماع المريدين والتابعين والزاهدين موعظة واتعاظ بما يستمعون من السماع، وزجر وتنبيه وتصفية من الكدورات التي تعيت عليهم من بقايا المخالفات، فحملهم السماع على الخوف والرجاء والإشفاق والزهد والصبر والرضا، وليس لهم أن يذموا السماع وإنما لهم أن يسمعوا في الوقت إذا رأوا في قلوبهم
قسوة ومن أنفسهم فترة، فترق بذلك قلوبهم وتنشط به إلى الطاعة نفوسهم.
وسماع أهل الحقائق والمعارف هو استرواح لهم إذا اشتد عليهم أحوالهم وغلب عليهم أوقاتهم، وخافوا العجز عن حمل ما يرد عليهم استروحوا (5) إلى حال السماع فربما خفف عنهم ما هم فيه، وربما زادهم وجداً ووجوداً، فإذا خفف عنهم استروحوا وسكنوا، وإذا زادهم وجدا صاحوا وانزعجوا، ولا يعرف ذلك إلا أهلها
ومن بلغه الله مبلغهم وأتاح له مقامهم ومرتبتهم، لأن الله تعالى يقول: (أنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسَالَتْ أودِيةٌ بقَدرِها) (6) وقال عز وجل: (قد عَلِمَ كُلُّ أناسٍ مَشرَبَهُم) (7).
ولكل واحد من هذه المقامات شرح وبسط ذكرناه مشبعاً في (مسألة السماع) وسنذكرها هنا ما لابد منه.(1/2)
واعلموا ـ علمكم الله الخير ـ أن الشيء الواحد قد يكون زيادة لقوم ونقصاناً لآخرين، كما قال الله تعالى: (هو الذي يُريكم البَرق خَوفاً وطَمَعاً) (8)
والبرق واحد يطمع فيه قوم ويخاف منه قوم كما قيل في التفسير طمعاً للمقيم وخوفاً للمسافر، فالشيء الواحد أخبر الله تعالى عنه أنه يطمع (9) من وجه ويخيف من وجه.
كذلك السماع إلى صوت واحد، يتلهى به قوم ويتعظ به قوم، وكذلك الشمس إذا طلعت على النبات أحرقت بعضه بحرها وزينت (10) بعضه (11) والشمس واحدة وحرها واحد، لكنها تؤثر في كل شيء على ما يليق بها من حالة وصفته، كذلك السماع إذا ورد على الأسرار ربما ترد (12) نفوساً إلى حظوظها من متابعة هواها، ورجوعها إلى ما يليق بطبائعها.
وربما تحمل نفوساً على الاتعاظ به ورؤية الزيادة فيه، وربما يغني نفوساً عن حظوظها ويردها إلى حظر (13) الحق فيها، لأن السماع شيء واحد، والتلوين في المستمعين.
كما سمعت محمد ابن الحسن المخرمي (14) يقول: "سمعت جعفراً الخلدي (15) يقول: سمعت الجنيد (16) يقول: السماع من حيث المستمع وذاك أن أجل ما سمع المستمع القرآن لأنه شفاء ورحمة وهدى وبيان، وأدون ما يسمعه الشعر، فقد يكون سماع القرآن عصي على مستمعيه وإن كان هو شفاء ورحمة ويكون الشعر حكمة في قلب مستمعيه وإن هو الغوي (17) في نفسه، ألا ترى الله تعالى: (والذين لا يؤمنون في آذانهم وَقرٌ وهو عليهم عَمىً) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ مِنَ الشِّعرِ حِكمة" (19) فعلمت بهذا صحة ما قاله الجنيد.(1/3)
وإن المتحقق في السماع يسمع من الباطل حقاً، وغير المتحقق فيه يسمع من الحق باطلاً كما ذكر عن بعض السلف أنه سمع قائلاً يقول: "يا سَعترى البري" فغشي عليه فقيل له في ذلك فقال كنت حاضر القلب فسمعت كأنه يقول: "الساعة تري بري".
وإنما يطلق السماع أو يباح لأهله ولمن أدب ظاهره قبل ذلك بالرياضيات (20) والمجاهدات وباطنه بالمراعاة، وعمر أوقاته بالتأدب بآداب السنن، ولم يبق له في نفسه حظ ولا عليه مطالبة من الكون وما فيه
كما سمعت جدي أبا عمرو إسماعيل بن نجيد (21) رحمة الله عليه يقول: "إنما يحل السماع لمن كان قلبه حياً ونفسه ميتاً (22) فأما من كان قلبه ميتاً ونفسه حياً (24) فلا يحل له السماع".
وسمعت أبا عثمان المغربي (25) يقول: "لا يحل السماع والخلوة إلا لعالم رباني".
وسألت الإمام أبا سهل محمد بن سليمان (26) رضي الله عنه عن السماع فقال: "يستحب ذلك لأهل الحقائق، ويباح ذلك لأهل الورع والنسك، ويكره ذلك لمن سمعه تطرباً".
وأصل هذا كله قول الله تعالى: (إنَّ في ذلك لَذكرى لِمَنْ كانَ لهُ قلب أو ألقى السَّمعَ وهُوَ شهيد) (27)، فحقيقة القلب لمن لا نفس له، مخالفة له في أحواله، وحقيقة إلقاء السمع لمن أصم نفسه عن جميع المخالفات فاستمع (28) السماع سمع بحق عن حق كحال (29) الشاهد ممن سمع من الخائفين آية من كتاب الله أو بيت شعر فزعجه ولم يؤثر في غيره من الحاضرين والمستمعين.
والصوت واحد والقوم حضور ولكن إنما أزعجه زيادة حال كامن فيه فقده الآخرون
كما قال الصديق الأكبر رضي الله عنه لوفد اليمن مما أخبرناه عبد الله بن محمد(1/4)
بن علي (30) قال: يا محمد بن إسحاق الثقفي (31)، قال محمد بن الحرب (32) قال: نا يقعوب بن إسحق الحضرمي (33) قال: (نا) شعبة (34)، قال جدي أبو عمرو (35): قال: قدم ناس من اليمن على أبي بكر الصديق رضي الله عنه فقال: اقرؤوا عليهم القرآن، فجعلوا يقرؤون عليهم القرآن وهم يبكون، فقال أبو بكر: هكذا لنا حتى حيت القلوب،
ولم يكن ما أخبر الصديق عن نفسه قسوة قلبه، وإن كان أخرجه بلفظ القسوة موهناً لنفسه ومصغراً لحاله، وإنما ذلك حال تمكين واستقامة لأنه كان أعلى منهم حالاً ووقتاً، والقوم أثر فيهم السماع لضعف أحوالهم عن حمل موارد السماع فهم كانوا المريدين والصديق كان مراداً، وكل إنسان يؤثر فيه السماع
بقدر حاله ووقته ومعرفته ومحبته وشوقه، والسن
ألم تسمع ما قاله كثير عزة (36) في شعره:
لو يسمعون كما سمعت حديثها خروا لعزة ركعاً وسجودا
فقال: "لو يسمعون (37) كما سمعت" أي لو كان لهم بها من الوجد مالي لسمعوا مثل سماعي ولوجدوا بها وجدي، ولو سمعوا كذلك خروا لعزة ركعاً وسجوداً. ولما اختص هو منها بحال اختص بسماع: كذلك من كان له مع الله حال يسمع من السماع خلاف ما يسمع الفارغ اللاهي.
والمستمعون على ضروب: مستمع يسمع بحظه وظنه (38) ومستمع يسمع بحاله ووقته،
ومستمع يسمع بوجده ووجوده وتواجده، ومستمع يسمع له، ومستمع يسمع منه، على اختلاف الأحوال والفوايد والرواية. والله يختص برحمته من يشاء.(1/5)
ثم مع هذا محال أن يقال: أباح النبي صلى الله عليه وسلم اللهو والباطل بعد أن قال النبي صلى الله عليه وسلم "كل لهو الدنيا باطل إلا.." (39) الحديث، ومحال أن يقال إنه سمع لهواً أو أمر باتخاذ اللهو. وقد جاء في الأثر الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم إباحة سماع الشعر والغناء وليس ذلك عندي (40) والله أعلم، لأنه علم أن في أمته من يسمع منه حكمة ويكون له في ذلك السماع زيادة
برهان،
فمن ذلك ما حدثناه محمد بن يعقوب الأصم (41) قال: نا محمد بن عوف الطائي (42) قال، نا أبو المغيرة (43) عن الأوزاعي (44) عن الزهري (45) عن عروة (46) وأخبرنا أبو عمرو بن مطر (47) واللفظ له قال، نا الحباب بن محمد التستري (48) قال: نا أبو الأشعب (49) قال: نا محمد بن بكر البرساني (50) قال: نا شعبة (51) عن هشام بن عروة (52) عن أبيه عن عائشة أن أبا بكر الصديق
رضي الله عنه دخل عليها وعندها رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم فطر أو أضحى، وعندها قينتان تغنيان مما تقاذفت به الأنصار يوم بعاث فقال أبو بكر: مزمار الشيطان ـ مرتين ـ في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "دعنا يا أبا بكر فإن لكل قوم عيداً وعيدنا هنا اليوم _53)
وهذا الحديث صحيح عن النبي ونهيه أبا بكر عن زجرهن دليل على إباحته ذلك.
ومن ذلك أيضاً ما حدثناه محمد بن محمد بن يعقوب الحافظ (54) قال: نا محمد بن عبد الله بن يوسف الهروي (55) قال: نا سعيد بن محمد بن زريق الرسعني (56) قال: نا الأويسي عبد العزيز (57) قال: نا إبراهيم بن سعد(1/6)
(58) عن محمد بن إسحاق (59) عن عثمان بن عروة (60) عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم في أيام التشريق (61) وعندي اريتان لعبد الله بن سلام (62) تضربان بدفين لهما وتغنيان (63) فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم أمسكتا فتنحى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سرير في البيت فاضطجع وسجى (64) بثوبه فقلت: ليحلن اليوم الغناء أو ليحرمنه، قالت: فأشرت إليهما أن خذا، قالت: فأخذتا، فو الله ما لبثنا أن دخل أبو بكر وهو يقول: أمزامير الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فكشف رسول الله صلى
الله عليه وسلم رأسه وقال: "يا أبا بكر لكل قوم عيد وهذه أيام عيدنا" (65).
وهذا صحيح المخرج، وفي قول عائشة: ليحلن اليوم الغناء أو ليحرمنه، وترك النبي صلى الله عليه وسلم نهيهما عن ضرب الدف والغناء دليل واضح على تحليله وإباحته.
ومن ذلك أيضاً ما أخبرناه أحمد بن علي بن الحسن الرازي (66) قال: نا محمد بن يوسف الكديمي (67) قال: نا محمد بن عبيد العتبي (68) قال: نا أبي عن المسيب بن شريك (69) عن عبد الله بن عبد الوهاب بن عبيد بن أبي بكرة (70) عن أبيه عن أبي بكرة (71) قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده أعرابي ينشد الشعر فقلت: يا رسول الله أقرآن؟ فقال: "يا أبا بكرة في هذا مرة وفي هذا مرة".
وفي هذا دليل واضح على إباحة سماع الشعر.
ومن ذلك ما أخبرناه محمد بن داود (72) قال: نا سفيان (73) عن إبراهيم ابن ميسرة (74) عن عمرو بن الشريد (75) عن أبيه قال: أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي:" هل معك من شعر أمية بن أبي(1/7)
الصلت(76) قلت نعم. قال: هيه، فأنشدته فلم يزل يقول: هه حتى أنشدته مائة بيت (77)
وفي هذا الحديث دليل على إباحة اختيار المستمع والاقتراح على القوال والاقتضاء منه إلى أن يقضي ذلك وطره.
ومن ذلك ما وجدت في كتاب جدي نجيد بن يوسف السلمي بخطه أن عمر بن عبد الله بن رزين (78) جدهم قال: نا محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم (79) عن إسحاق بن سهل بن أبي حثمة (80) عن ابن عمر (81) عن عائشة رضي الله عنها قالت: كانت عندي جارية من الأنصار في حجري زوجتها، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يسمع غناء فقال: "يا عائشة ألا تغنون عليها فإن هذا الحي من الأنصار يحبون الغناء) (82)
وفي هذا الحديث دليل واضح على إباحة السماع (83) م لقول النبي صلى الله عليه وسلم "ألا تغنون عليها" وهذا حث لها على ذلك.
وقد استقصيت في هذا الباب في مسألة السماع وأخرجت نيفاً وثلاثين حديثاً مسنداً عن النبي صلى الله عليه وسلم في إباحة سماع الشعر والغناء، وذكرت في هذه الفصول منها ما فيه كفاية لمن نظر إليه بعين الحق،
ثم بعد هذا فقد علم الكل صلابة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقلة إغضائه على باطل، وهو مع هذا كله أمر رباح بن المغترف (84) أن يغني له ولأصحابه
مما أخبرنا عنه أبو الحسن محمد بن محمد بن يعقوب الحافظ قال: نا عبد الله بن عتاب الزفتي (85) قال، نا هشام بن عمار (86) قال سعيد بن يحيى (87) قال: نا محمد بن عمرو (88) عن يحيى بن عبد الرحمن (89) قال: خرجنا مع(1/8)
عمر بن الخطاب في الحج الأكبر حتى إذا كنا بالروحاء (90) كلم القوم رباح بن المغترف وكان حسن الصوت بغناء الأعراب فقالوا: أسمعنا وقصر عنا الطريق. فقال: إني أفرق من عمر، فكلم القوم عمر أنا كلمنا رباحاً ليسمعنا ويقصر عنا المسير فأبى إلا أن تأذن له: فقال: يا رباح أسمعهم وقصر عنهم المسير فإذا أسحرت فارفع، وخذ لهم في شعر ضرار بن الخطاب (91) فرفع عقيرته يتغنى وهم محرمون.
ثم بعد هذا قد أباحه الأئمة وصدر (92) الأمة وعلماؤها
فمن ذلك ما أخبرناه محمد بن جعفر بن محمد بن مطر (93) قال: نا محمد بن أحمد بن الحسن بن سلامة
الدينوري (94) قال: نا أحمد بن منصور الرمادي (95) قال يحيى بن بكير (96) قال: أخبرني عبد الرحمن بن الغنم (97) قال: أتينا معاوية بن صالح (98) لنسأله فسمعنا صوت القيان من منزله. والغناء قال فقلنا له، فقال: جوار اشتريتهن لعبد الرحمن بن معاوية (99) أعلمهن. ومنه (100) ما أخبر به شافع بن محمد بن أبي عوانة (101) قال: نا جدي أبو عوانة (102) قال: نا محمد بن سليمان البصري
(103) قال: نا إبراهيم بن حميد (104) عن جرير (105) عن مغيرة (106) قال: كان المنهال بن عمر (107) حسن الصوت وكان له لحن يقال له وزن سبعة.
وأخبرنا محمد بن العباس الضبي (108) قال: نا أحمد بن محمد بن ياسين (109) قال: نا أحمد بن محمد بن الحسين بن أبي حمزة (110) قال: نا جعفر الطيالسي (111) قال: نا يحيى بن معين (112) قال: نا الفضل بن حبيب السراج (113) قال: نا يحيى بن اسماعيل بن سالم (114) قال: قدم لحارثة (115) من هراة صناجة وكان يزور أبي، فدعا جاريته وكانت تصنج وتغني،(1/9)
ومع الشعبي (116) قضيب، فجعل يقول معها ويضرب به ويقول:
وشاهدنا الحلي والياسميـ ـن والمسمعات بأصواتها
فقال أبي: هل ترى بهذا بأساً؟ قال الشعبي: اطلع ابن عمر على قوم عندهم غناء فسألوه عن ذلك فقال: لا بأس به ما لم يكن معه شراب وألا خمر فيه.
وسمعت الإمام أبا سهل محمد بن سليمان (117) يقول سمعت أبا محمد الدرستوي (118) يقول بلغني عن مصعب بن عبد الله الزبيري (119) قال: حضرت مجلس مالك بن أنس (120) وسأله مصعب عن السماع فقال مالك: أدركت أهل العلم ببلدتنا هذه لا ينكرون ذلك ولا يقعدون عنه، وما قعد عنه ولا أنكره إلا غبي أو جاهل أو ناسك عراقي غليظ الطبع.
وسمعت الإمام أبا سهل يقول: سمعنا أبا محمد الدرستوري يقول، ويذكر مصعب الزبيري قال: بلغني أن مالك بن أنس سمع رجلاً في الأجرة وهو يغني ويقول:
ما بال قومك يا رباب خزراً كأنهم غضاب
فقال له مالك لقد أسأت الأداء ومنعت القائلة قال: فسأله الرجل عن طريقته فقال: تريد أن تقول أخذتها عن مالك بن أنس، وقعد وعلمه وقال: لولا الشغل بالفقه لأسمعتكم منه علماً.
وسمعت عبد الله بن محمد بن علي (121) يقول: سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة (122) يقول: سمعت يونس بن عبد الأعلى (123) يقول: سألت الشافعي عن إباحة أهل المدينة السماع فقال الشافعي: ولا أعلم أحداً من علماء الحجاز كره السماع إلا ما كان منه في الأوصاف. فأما الحداء وذكر الأطلال والمرابع وتحسين الأصوات بألحان الشعر فمباح.(1/10)
فهذا طرف مما قاله الأئمة فيه بعد أن استقصيت ذلك في مسألة السماع. وفي هذا كفاية في هذا الموضع، ثم تذكر بعد هذا ما قال فيه أئمة العارفين المتحققين والعارفين بموارد الأمور ومصادرها
فمن ذلك ما سمعت عبد الواحد بن بكر (124) يقول: سمعت محمد بن أحمد الزبيري (125) يقول: السماع حقائق بين الله تعالى وبين العبد، فإذا ورد في السماع وارد شاكل حاله تحركت الحقائق التي بينه وبين الله، فأوردت مع تحريكها الوجود، وهو ذوق القلب من ذلك النوع الذي العبد مراد
به ومخصوص.
سمعت الإمام أبا سهل محمد بن سليمان رحمه الله وسئل عن السماع فقال: المستمع بين استتار وتجل، فالاستتتار يورث التلهيب، والتجلي يورث التبريد، والاستتار يتولد منه حركات المريدين وهو محل الضعف والعجز، والتجلي يتولد منه سكون الواصلين هو محل الاستقامة والتمكين، فكذلك محل الحضرة ليس فيها (126) إلا الذبول تحت موارد إلهية. قال الله تعالى: ( فَلمّا حضَرُوهُ قَالُوا انصتوا) (127).
وسمعت عبد الواحد بن علي (128) يقول: في السماع مناظر وأخطار لا يحوزها إلا العلماء الربانيون الفانون عن نفوسهم وحظوظهم الراسخون في علم الغيوب، المشاهدون حقائق الأقدار بمجاريها على الأكوان لها وعليها فناء وبقاء وقبضاً وجمعاً وتفرقة.
سمعت أبا علي بكر محمد بن عبد الله الرازي (129) يقول: سمعت أبا محمد الجريري
(130) يقول: سمعت الجنيد يقول: السماع بين للمسلم المسلم وكشف للمؤمن، وتلويح
للمتيقن، ونزهة للعارف، وكل له مكانة.(1/11)
سمعت أبا عثمان الحيري (131) يقول: إذا تحقق العبد بالله غار عليه الحق فلا يسمع إلا منه، وأسقط عنه بآل الفصل الزعيم الوصل وإن كان لا وصل ولا فصل في الحقيقة.
فهذه أطراف مما قالت الحكماء فيه من وصف السماع والمستمع: وسنذكر بعد هذا ما السماع وما يجب على المستمع من آدابه.
فمن ذلك ما قيل: إن السماع تجرع الأشرار الصافية لما يرد عليها من فوائد الحق وزوائده.
وقيل: السماع تجارب المريدين، وبيان المتحققين، وتهييج شوق المحبين، وتسلية أفئدة الصادقين، وهتك أستار المبطلين.
وقيل: السماع ميزان الرجال ومرآة الأبطال.
وقيل: السماع ما تقهرك بداهته لا ما تريغه على نفسك بالعلل.
وقيل: السماع تطلب مفقود أو تحقق موجود.
وقيل: ما سمعت فهو منة وما أسمعت فهو بركة.
ومن آداب السماع ألا يقعد على السماع إلا مع أهله ومن يكون لك زيادة في مجالسته، وترك الإنكار على من تحرك في المجلس أو تواجد ـ عرفت مقصودة في حركته ووجوده أم لا ـ، وترك الاقتراح على القوال، وترك التقليد في السماع،
وأكيس المستمعين من ميز بين وجده ووجوده وتواجده، ولا يجري فيه مجرى العادات والطباع. ومن العارفين والطباع. ومن العارفين بالسماع من قدم حال من يؤثر فيه
السماع ويحركه، ومنهم من قدم حال الساكنين والمتمكنين، ومنهم من قال: إن من
الواردات ما يوجب السكون فالسكون فيه أفضل ومنها ما يوجب الحركة فالحركة فيه(1/12)
أتم، ومنهم من قدم صاحب المكان على المتمكن، ومنهم من قدم المتمكن على صاحب
المكان. ولكل واحدة من هذه العبارات شرح يطول ذكره بيناه في كتاب (شرح
الأحوال). وقد ذكرت في هذه الفصول ما فيه غنية للناظر إذا ساعده التوفيق
وكرمه الحق والتحقيق والله تعالى ولي بلوغنا إلى محل المتحققين في الأحوال
بمنة وسعة رحمته. ن (آمين) (132).
آخر جزو السماع، وقد تم بحمد الله ومنّه وحسن توفيقه وفرغ منه وقت الضحى يوم
الاثنين الخامس من جمادى الأولى من سنة ثلاث وستين وخمسماية.
كتبه محمد بن أبي المحاسن بن أبي الفتح بن أبي شجاع الكرماني المكتني بأبي العلا.
الحمد لله رب العالمين وصلواته على نبيه محمد وآله أجمعين.(1/13)
الحواشي:
(1) في الأصل: "لهو".
(2) اعتمد الناسخ تليين الهمزة دون تحقيقها حيث تقرره قواعد التليين، وقد اعتمدنا في رسمنا تحقيق الهمزة حيث ترد في هذا النص جرياً على قواعد التحقيق الدارجة في أيامنا، وسوف لا نشير إلى ما يرد من ذلك في هذا النص.
(3 ) في الأصل: "العلم" ولا يقوم المعنى.
(4) كذا الأصل بأعجام الجيم، وجد الأمر، حقيقته وصريحه (اللسان: 3 / 113)
ولعلها يا لهملة، ويكون معناها التعريف والتحديد.
(5) الأصل: استروخوا" بإعجام الخاء.
(6) سورة الرعد، الآية: 17.
(7) البقرة، الآية: 60 والأعراف، الآية، 160.
(8) الآية: 12 من سورة الرعد.
(9) في الأصل: "يطمع من خوف وجه" ولعلها طفرة قلم.
(10) لعلها أيضاً: "ربت" من "رب": أي أصلح، أو (رببت): تعهدت وأصلحت.
(11) الأصل: "بعضها" سهو.
(12) الأصل: "تود" ولا يقوم بها المعنى.
(13) الحظر: حظار، وهو ما يعمل للإبل من شجر ليقيها البرد، وكذلك كل ما حال بينك وبين شيء فهو حظار، والجمع حظر، ككتاب وكتب، وقد تفتح الحاء في المفرد.
(14) هو محمد بن الحسن بن سعيد بن الخشاب، أبو العباس المخرمي الصوفي، صاحب حكايات، نزل بنيسابور وحج إلى مكة وتوفي فيها عام 361 للهجرة. (طبقات الصوفية للسلمي ص: 29 الحاشية).(1/14)
(15) في الأصل: "الخالدي" تصحيف صوابه ما أثبتناه من طبقات السلمي وفيه باختصار: "هو جعفر بن محمد بن نصير، أبو محمد، الخواص، بغدادي المنشأ والمولد، صحب الجنيد والنوري وسمنون والجريري من المتصوفة، وكان المرجع إليه في علوم القوم وكتبهم وحكاياتهم وسيرهم. توفي عام 348 للهجرة في بغداد وقبره بالشونيزية" (طبقات السلمي ص: 434).
(16) الجنيد بن محمد، أبو القاسم، الخزاز، أصله من نهاوند، ومولده ومنشؤه في العراق. من أئمة الصوفية توفي عام 279 للهجرة ودفن بالشونيزية في بغداد (وفيات الأعيان ـ ابن خلكان ـ والوافي بالوفيات ـ الصلاح الصفدي ـ وطبقات السلمي.
(17) كذا الأصل، درسها فيه: "ألغوا" ولعلها: "وإن كان هو لغوا في نفسه".
(18) فصلت، الآية: 44.
(19) أخرجه البخاري: آدب: 90، وسنن أبي دواد: أدب: 87، والترمذي: أدب: 69،
وابن ماجة: أدب 41.
(20) الأصل: "بالدنيا ضاق" تصحيف.
(21) هو إسماعيل بن نجيد السلمي، أبو عمرو، جد أبي عبد الرحمن السلمي لأمه، وكان من شيوخه، صحب أبا عثمان الحيري، ولقي الجنيد، سمع الحديث ورواه، توفي عام 366 للهجرة، (طبقات الشعراني: 1 / 103).
(22) كذا الأصل، ولعله يريد بالنفس: الجسد والشخص، فذكَّر. وفي رسالة القشيري ج: 4 ص 132 من حاشية مصطفى العروسي: "وقيل لا يصلح السماع إلا لمن كانت له نفس ميتة وقلب حي، فنفسه ذبحت بسيوف المجاهدة وقلبه حي بنور الموافقة.
(23) في الأصل: "ميت".
(24) الأصل: "حي".(1/15)
(25) هو سعيد بن سلام أو سالم أو سلماً الصوفي، من ناحية القيروان، صحب أبا علي بن الكاتب والزجاجي، توفي عام 373 للهجرة (الوافي: 6 / 15 ص 225، وشذرات الذهب: 3 / 8).
(26) محمد بن سليمان بن محمد بن هارون الحنفي ـ من بني حنيفة ـ أبو سهل، الصعلوكي، فقيه شافعي، من العلماء بالأدب والتفسير، ولد بأصبهان عام 296 هـ وتوفي بنيسابور سنة 369 هـ (أعلام الزركلي).
(27) سورة (ق) الآية: 37.
(28) الأصل: "فاسمع" ولعله تصحيف.
(29) الأصل: "كما الشاهد".
(30) أبو محمد عبد الله علي اللخمي، الثقة الحجة، سمع عمر بن لبابة، وأسلم بن عبد العزيز وطبقتهما، ومنه جماعة من الأقران، توفي عام 378 للهجرة (الشذرات: 3 / 94).
(31) هو أبو العباس السراج النيسابوري محمد بن (إسحاق بن إبراهيم ابن عبد الله، مولى ثقيف، ولد عام 218 هـ، روى عنه البخاري ومسلم وغيرهما واتفقوا على صدقه، توفي عام 313 للهجرة، (الوافي للصفدي: 6 / 2 / 187).
(32) محمد بن حرب بن خربان الواسطي، أبو عبد الله، النشائي وقيل النشاستجي، روى عنه البخاري ومسلم وأبو داود، وقال أبو حاتم: صدوق، توفي سنة 255 هـ (الوافي: 6 / 2 / 328).
(33) المقرئ المشهور توفي بالبصرة عام 205 للهجرة (غاية النهاية: 2 / 320).
(34) هو شعبة بن الحجاج بن الورد مولى الأشاقر / أبو بسطام من أعلام الرواة واسطي الأصل بصري الدار توفي بالبصرة عام / 160 هـ.(تاريخ بغداد: 9 / 255 وانظر الزركلي).(1/16)
(35) هو جد أبي عبد الرحمن السلمي، انظر فيما سبق.
(36) هو كثير بن عبد الرحمن بن عامر الخزاعي، أبو صخر شاعر متيم مشهور من أهل المدينة وقد توفي بها عام 105 هـ. (الأغاني: 8 / 25، وطبقات ابن سلام: 121 وسير أعلام النبلاء، للذهبي، تحقيق شعيب الأرناؤوط: ج 5 ص: 152).
والبيت هو السادس من مقطعة في ديوانه ص 441 ـ 442، صنعة الدكتور إحسان عباس ـ
بيروت ـ دار الثقافة.
(37) الأصل: "تسمعون" تصحيف.
(38) أصل الكلمة غير واضح تماماً ولعل ما أثبته هو الأقرب لحسن قراءتها.
(39) الحديث غير تام في الأصل، وبعد: "إلا" منه كلمة غير بينه. وجاء نص الحديث في سنن الدارمي: 2 / 205: "كل شيء، يلهو به الرجل باطل إلا رمي، الرجل بقوسه وتأديبه فرسه وملاعبة أهله فإنهن من الحق".
ونحوه في مسند الإمام أحمد: 4 / 144 وسنن الترمذي: 3 / 7.
وفي العقد لابن عبد ربه: 1 / 189: "كل لهو المؤمن باطل إلا في ثلاث" وأكمل الحديث.
(40) الكلمة غير بينة في الأصل.
(41) هو محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان أبو العباس الأموي مولاهم النيسابوري الأصم حدث في الإسلام ستاً وسبعين سنة ولم يختلف في صدقه وصحة سماعاته. توفي في شهر ربيع الآخر سنة ست وأربعين وثلاث مئة. "عن الوافي للصفدي 6 / 5 ص 223.
(42) في الأصل: محمود، ولعله سهو، وهو محمد بن عوف ابن سفيان أبو جعفر الطائي الحافظ محدث حمص روى عن أبي المغيرة عبد القدوس وسمع محمد بن يوسف الفريابي وطبقته وكان من أئمة الحديث توفي سنة 272. تهذيب(1/17)
الكمال في أسماء الرجال ج 3 ص 1254. وشذرات الذهب ج 2 ص 163.
(43) أبو المغيرة في كتب رجال الحديث أكثر من عشرة أشخاص كناهم أبو المغيرة والمقصود هنا عبد القدوس ابن الحجاج الخولاني أبو المغيرة الحمصي روى عن مرير بن عثمان وصفوان بن عمر والمسعودي وعبد الله بن سالم الأشعري والأوزاعي وعنه البخاري. قال العجلي والدار قطني: ثقة. وقال النسائي: ليس به بأس. قال البخاري: مات سنة 212 وصلى عليه أحمد بن حنبل. تهذيب التهذيب ج 6 ص 360 وشذرات الذهب ج 2 ص 28.
(44) هو أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد الأوزاعي إمام أهل الشام كان يسكن بيروت ولد في بعلبك سنة 88 هـ ونشأ بالبقاع وتوفي عام 157 هـ في بيروت. انظر وفيات الأعيان جـ 3 ص 127.
(45) هو أبو بكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب بن عبد الله "بن الحارث بن زهرة الزهري أحد الفقهاء والمحدثين والأعلام التابعين بالمدينة. توفي في 17 رمضان سنة 124 هـ عن 73 سنة دفن بقرية نعف من أعمال الحجاز وفيات الأعيان ج 4 ص 177.
(46) هو أبو عبد الله عروة بن الزبير بن العوام أحد الفقهاء السبعة بالمدينة وروى عنه ابن شهاب الزهري. ولد عام 22 هـ. وتوفي في قرية فرع من ناحية الربزة سنة 94هـ انظر وفيات الأعيان جـ 3 ص 255 ـ 258.
(47) أبو عمرو محمد بن جعفر بن محمد بن مطر النيسابوري شيخ السنة روى عن أبي عمر أحمد بن المبارك، ومحمد بن أيوب الرازي وطبقتهما توفي وله 95 سنة في عام 360 شذرات الذهب ج 3 ص 31.
(48) الحباب بن محمد التستري أبو علي روى عنه الطبري ـ الأكمال ج 2 ص 142.
(49) أبو الأشعث: أحمد بن المقدام البصري العجلي روى عن بشر بن(1/18)
المفضل وحماد بن زيد ويزيد بن زريع معتمر ابن سليمان وطائفته وعنه البخاري والترمذي والنسائي وابن ماجه. قال أبو حاتم: صالح الحديث، محله الصدق. مات في صفر سنة 253. تهذيب التهذيب ج 1 ص 81، وشذرات الذهب ج 2 ص 127.
(50) هو محمد بن بكر البرساني البصري الأردي روى له الجماعة ووثقه ابن معين
وابن سعد توفي سنة 203 هـ الوافي 6 / 2 ص 259.
(51) سبقت ترجمته، انظرها.
(52) هو أبو المنذر هشام بن عروة بن الزبير بن العوام، أحد تابعي المدينة
المكثرين من الحديث من أكابر العلماء. ولد سنة 61 هـ وتفي ببغداد سنة 146.
وفيات الأعيان جـ6 ص 80.
(53) أخرجه بنحوه البخاري: (باب في العيدين 2 / 17 بولاق) وابن ماجة: (كتاب
النكاح: 1 / 612) والنسائي: 3 / 195.
(54) هو أبو الحسن الحجاجي المحدث محمد بن محمد بن يعقوب من ولد الحجاج بن
الجراح أحد الحفاظ الثقات ـ توفي سنة 360 هـ. انظر الوافي بالوفيات للصفدي 6
/ ص 128.
(55) هو محمد أبو عبد الله بن يوسف بشر الهروي الحافظ غندر عن أعيان الشافعية
والرحالين في الحديث. سمع الربيع بن سليمان والعباس بن الوليد البيروني
وطبقتهما ومنه الطبراني والزبير بن عبد الواحد وهو ثقة ثبت. توفي سنة(1/19)
330.
شذرات الذهب ج 2 ص 328.
(56) في الأنساب للسمعاني إسحاق بن رزيق الرسعني مات سنة 259 وربما كان هذا
عم سعيد بن محمد بن رزيق الرسعني نسبة إلى بلدة من ديار بكر يقال لها رأس
عين.
(57) عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى بن عمر الأويسي القرشي روى عن إبراهيم
بن سعد قال فيه الدار قطني: حجة. التهذيب ج 6 ص 345 ـ 346.
(58) إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري نزيل بغداد روى عنه محمد بن إسحاق. (تهذيب التهذيب ج 1 ص 121.
(59) هو محمد بن إسحاق المحدث الثقة وصاحب المغازي والسيرة توفي ببغداد عام 151 هـ انظر (وفيات الأعيان جـ 4ص 276.
(60) عثمان بن عروة بن الزبير بن العوام الأسدي المدني روى عن أبيه وقد روى
عنه أخوه هشام بن عروة ومحمد بن إسحاق.
(61) أيام التشريق: ثلاثة أيام بعد يوم النحر، لأن لحم الأضاحي يشرق فيها
للشمس أي يشرره (اللسان 10 / 176).
(62) صحابي مشهور كان اسمه الحصين فسماه النبي صلى الله عليه وسلم لما أسلم
عبد الله. يروى أنه من ذرية يوسف عليه السلام (الإصابة في تمييز الصحابة
للعسقلاني ج 2 ص 312 ـ 313).
(63) في الأصل: "بضربات.. ويغنيان".
(64) في الأصل: "وسجا".(1/20)
(65) الأصل: "وهذا ليام...". تصحيف إخراج الحديث بنحوه النسائي: 3 / 196 ـ 197.
(66) أحمد بن علي بن الحسين بن إسحاق بن عتبة الرازي ثم المصري المحدث. سمع مقدام بن داود الرعيني وطبقته. مات سنة 357، شذارت الذهب ج 3 ص 22.
(67) كذا الأصل ولم أعثر على محمد بن يوسف الكديمي ولعله يريد محمد بن يونس
الكديمي وهو من الحفاظ البصريين واتهم بوضع الأحاديث ولد سنة 183 هـ وتوفي
سنة 286 هـ وربما كان الناسخ خطأ النسخ فكتب يوسف بدلاً من يونس / انظر
الوافي الصفدي 6 / 5 / ص 291.
(68) محمد بن عبيد الله بن عمرو بن معاوية العتبي كنيته أبو عبد الرحمن
العتبي الأخباري من أهل البصرة حدث عن أبيه وسفيان بن عينية. روى عنه أبو
حاتم السجستاني وأبو الفضل الرياشي. توفي عام 228. الأنساب ج 8 ص 380. شذرات
ج 2 ص 65.
(69) المسيب بن شريك أبو سعيد التميمي الشقري الكوفي سمع هشام بن عروة. روى
عنه علي بن إسحاق الحنظلي والليث بن سعد وإسماعيل بن عيسى العطار ويحيى ابن
معين مختلف في تعديله. أثنى عليه أحمد بن حنبل وكانت ولادته بخراسان ونشأ(1/21)
بالكوفة ومات ببغداد سنة 186 هـ الأنساب ج 7 ص 363 ولسان الميزان ج 6 ص 38
وميزان الاعتدال ج 4 ص 114.
(70) وقعت على ترجمة لعبيد بن أبي بكرة في الإعلام للزركلي ولم أجد شيئاً عن عبد الوهاب أو عبد الله الأول وعبيد الله هو تابعي ثقة من أهل البصرة كان أميراً لسجستان وعاش بين 14 ـ 79 هـ / انظر الأعلام جـ 4 ص 191.
(71) هو نفيع بن الحارث بن كلدة الثقفي، أسلم يوم حصار الطائف، كان ورعاً وله قصة معروفة مع المغيرة ابن شعبة أيام عمر بن الخطاب.. انظر وفيات الأعيان جـ 6 ص 363.
(72) ربما كان أبا محمد عبد الله بن محمد بن داود كوفي الأصل. قال ابن سعد: كان ثقة عابداً ناسكاً مات في شوال سنة 213 روى عن سفيان الثوري. تهذيب التهذيب ج 5 ص 200. هذا وتسلسل التحديث الزمني مقبول وأغلب الظن أن الناسخ أسقط (أبو).
(73) هو سفيان بن سعيد بن الثوري الكوفي أبو عبد الله محدث فقيه (97 ـ 161 هـ) توفي بالبصرة، عرف بورعه الشديد / انظر الوافي ووفيات الأعيان معجم المؤلفين جـ4 ص 234.
(74) إبراهيم بن ميسرة الطائفي نزيل مكة روى عن أنس ووهب ابن عبد الله وله صحبة وطاوس وسعيد بن جبير وعمرو بن الشريد وغيرهم. قال أحمد ويحيى والعجلي والنسائي: ثقة. وقال ابن سعد: مات في خلافة مروان بن محمد قريباً من سنة 132 وذكره ابن حيان في الثقات. التهذيب ج 1 ص 172. وقد ذكره صاحب تهذيب التهذيب إن لإبراهيم صحبة والصحيح إنه تابعي انظر الإصابة ج 1 ص 16 ولا يناسب ذلك تاريخ وفاته.
(75) عمرو بن الشريد بن سويد الثقفي أبو الوليد الطائفي تابعي ثقة.(1/22)
التهذيب ج 8 ص 48.
(76) شاعر جاهلي أدرك الإسلام ولم يسلم مات بعد فتح حنين انظر الوافي الصفدي 6 / ص 395.
(77) أخرجه بنحوه مسلم في صحيحه (كتاب الشعر: 7 / 48 قسطنطينية، وأخرجه مختصراً أحمد في مسنده: 4 / 388، 389، وابن ماجة مختصراً في سننه: باب الشعر: 2 / 1236).
(78) عمر بن عبد الله بن رزين بن محمد بن برد السلمي أبو العباس النيسابوري
توفي سنة 203 سمع من ابن إسحاق ذكره ابن حيان في الثقات. تهذيب التهذيب ج 7 ص 468.
(79) هو أبو أمية بن إبراهيم البغدادي ثم الواسطي الحافظ، وثقة أبو داود وغيره. توفي سنة 173 هـ انظر الوافي للصفدي 6 / 1 ص 335.
(80) إسحاق بن سهل بن أبي حثمة. روى عن أبيه عن عائشة وروى عنه محمد بن إسحاق بعد في المدنيين. كتاب الجرح والتعديل (قسم 1 ص 223).
(81) هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما. ولد سنة11
هـ وتوفي سنة 73 هـ انظر وفيات الأعيان جـ 3 ص 28 ـ 31.
(82) أخرجه بنحوه ابن ماجة: 1 / 612، وأحمد في مسنده: 3 / 391.
(83) في الأصل: "السمع".
(84) رباح بن المغترف. ويقول الطبري رباح بن عمر المغترف هكذا في أسد الغابة
ج 2 ص 126 وضبطه ابن ماكولا في موضعين من الإكمال ج 4 ص 7 وج 7 ص 318 بالغين
المعجمة وهو الأصح.(1/23)
(85) عبد الله بن عتاب الزفتي أبو العباس محدث دمشق توفي عن 96 سنة عام 320
هـ روى عن هشام بن عمار بن حماد وخلق. قال أبو أحمد الحاكم: رأيناه مثبتاً
شذرات الذهب ج 2 ص 285 والأنساب ج 6 ص 290.
(86) هشام بن عمار بن نصير السلمي أبو الوليد بن ميسرة، مقرئ محدث 153 ـ 245
هـ توفي بدمشق. ميزان الاعتدال: 3 / 255.
(87) سعيد بن يحيى بن صالح اللخمي أبو يحيى الكوفي المعروف بسعدان سكن دمشق
روى عن أبيه وإسمعيل بن أبي خالد وهشام بن عروة وعن محمد بن عمرو بن علقمة
قال أبو حاتم محله الصدق. وقال ابن حيان: ثقة مأمون مستيتم في الحديث تهذيب
التهذيب ج 4 ص 98.
(88) محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي المدني روى عن أبي سلمة وطائفة
وكان حسن الحديث كثير العلم مشهوراً أخرج له البخاري مقروناً بآخر توفي سنة
145 "شذرات الذهب ج 1 ص 217.
(89) يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعه اللخمي أبو محمد ويقال أبو بكر(1/24)
المدني روى عن أبيه وأسامة بن زيد وحسان بن ثابت بعضهم يقول عنه سمعت عمر
وإنما هو عن أبيه سمع عمر وكان ثقة كثير الحديث ولد في خلافة عثمان ومات سنة
104 وفيها أرخه غير واحد تهذيب التهذيب ج 11 ص 249.
(90) الروحاء: وهي من عمل الفرع والفرع كالكورة قريبة من المدينة فيها عدة
قرى ومنابر ومساجد لرسول الله صلى الله عليه وسلم. (ياقوت: الروحاء).
(91) ضرار بن الخطاب بن مرادس القرشي شاعر وفارس وصحابي من القادة استشهد في
وقعة أجنادين عام 13 هـ الأعلام الزركلي ج 3 ص 215.
(92) كذا الأصل.
(93) سبقت ترجمته. انظره.
(94) محمد بن أحمد بن الحسن حدث عن علي بن محمد الأزرق عن محمد بن عبدك،
طبقات الصوفية السلمي طبعة 1953 ص 107 ـ 108.
(95) هو الحافظ أبو بكر الرمادي أحمد بن منصور بن سيار أحد الثقات المشاهير
كتب وصنف المسند وكان له حفظ ومعرفة روى عنه ابن ماجة وتوفي سنة خمس وستين
ومائتين وولادته عام 182 هـ عن الوافي للصفدي 6 / 8 / ص 192.
(96) يحيى بن بكير واسمه نسر الأسدي القيسي أبو زكريا الكرماني كوفي الأصل
سكن بغداد مات سنة 208 أو 209 وثقة ابن معين. شذرات ج 2 ص 22(1/25)
تهذيب التهذيب ج
11 ص 190.
(97) يحيى بن الرحمن بن الغنم ربما كان عبد الرحمن بن مهدي ابن حسان بن عبد
الرحمن العنبري قال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث توفي سنة 198 تهذيب التهذيب
ج 6 / ص 279.
(98) هو معاوية بن صالح بن جدير الحضرمي الحمصي، قاض من أعلام رجال الحديث
نشأ بحمص وخرج منها إلى الأندلس، (توفي عام 158 هـ / انظر الإعلام. ج 7 ص
261).
(99) عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الرحمن الداخل الذي أسس الدولة الأموية.
(100) في الأصل "منها".
(101) روى ابنه محمد بن أبي عوانة أبو مصعب عن والده وشافع هذا هو ابن محمد حفيد أبي عوانة.
(102) هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد النيسابوري ثم الإسفراييني الحافظ صاحب الصحيح المخرج على كتاب مسلم بن الحجاج وهو من الثقات توفي عام 316 هـ ودفن باسفرايين / عن وفيات الأعيان ج 6 ص 393.
(103) في الأصل "المصري" وهو محمد بن سليمان بن هشام ابن سليمان بن طلحة
اليشكري بصري الأصل روى عن ابن علية وعبد الله بن نمير وعبيدة بن حميدة(1/26)
وأبي
معاوية. روى عنه ابن ماجة وابن خزيعة وأبو عوانة. توفي بالكرخ 265. تهذيب
التهذيب ج 3 ص 202.
(104) هو إبراهيم بن حميد الرؤاسي، الكوفي، ثقة. روى البخاري ومسلم والترمذي
والنسائي وتوفي سنة ثمان وسبعين ومائة / عن الوافي بالوفيات للصفدي 6 / 5 /
344.
(105) جرير بن عبد الحميد بن قرط الضبي أبو عبد الله الرازي القاضي ولد بقرية
من قرى الأصبهان ونشأ
بالكوفة ونزل الري. روى عن عبد الملك بن عميرة وعمارة بن القعقاع ومغيرة بن
مقسم ثقة متفق عليه ولد سنة 107. وتوفي سنة 188. تهذيب التهذيب ج 2 ص 75.
(106) مغيرة بن مقسم الضبي قيل إنه ولد أعمى. روى عن أبيه وعن أبي وائل. روى
عنه هيثم وجرير وابن فضيل وأبو عوانة. قال النسائي: المغيرة ثقة وفي كتاب
جرير عن مغيرة عن إبراهيم مائة سماع مختلف في وفاته وهي على الأغلب سنة 136
وفيها أرخه ابن سعد. تهذيب التهذيب ج 10 ص 270.
(107) المنهال بن عمر روى عن أنس بن مالك. تهذيب التهذيب ج 10 ص 319.(1/27)
(108) محمد العباس بن أحمد بن عصم أبو عبد الله بن أبي ذهل الضبي ويعرف
بالعصمي من أهل عراة ورد نيسابور فسمع بها وكذلك بغداد سنة عشر وثلاثمائة ثم
وردها بعد ذلك دفعات وكان العصمي ثبتاً جليلاً من ذي الأقدار العالية وله
أفضال بينة على الصالحين والفقهاء المستورين.
ولد أبو عبد الله سنة أربع وتسعين ومائتين ومات لسبع بقين من صفر سنة ثمان
وسبعين وثلاثمائة ودفن بهراة تاريخ بغداد ج 3 ص 119 ـ 121. طبقات الصوفية ص
130 ـ 131 الحاشية.
(109) هو أبو إسحاق أحمد بن محمد بن ياسين الهروي توفي سنة 334 هـ مؤرخ له
تاريخ هراة وكان من علماء الحديث وبضعف / عن الأعلام للزركلي جـ 1 ص 207.
(110) لعله أحمد بن محمد بن حسين السقطي عن يحيى بن معين. ذكروا أنه وضع
حديثاً على يحيى ميزان الاعتدال ج 1 ص 135.
(111) أبو الفضل جعفر بن محمد بن أبي عثمان الطيالسي البغدادي سمع عفان
وطبقته وكان ثقة متحرياً إلى الغاية في التحديث توفي سنة 282.. "شذرات الذهب"
ج 2 ص 178.(1/28)
(112) هو يحيى بن معين بن عون بن زياد بن بسطام بن عبد الرحمن الغطفاني (158
ـ 233 هـ) محدث حافظ مؤرخ حدث عن أحمد بن حنبل والبخاري ومسلم توفي بالمدينة.
عن معجم المؤلفين ج 13 ص 232.
(113) الفضل بن حبيب السراج مولى الأزد روى عن عبد الله ابن العلاء الدمشقي
وروى عنه داود بن عمرو البغدادي. كتاب الجرح والتعديل ج 3 قسم 2 ص 60.
(114) يحيى بن إسماعيل بن سالم الأسدي روى عن الشعبي وأبيه إسماعيل بن سالم.
روى عنه أبو داود الطيالسي وشببة بن سوار وسعيد بن سليمان. الجرح والتعديل ج
4 قسم 2 ص 126.
(115) حارثة بن مضرب العبدي الكوفي روى عن علي وعمر وعنه أبو إسحاق. وثقة أبو
يحيى. وقال أحمد: حسن الحديث، ميزان الاعتدال ج1 ص 446 تهذيب التهذيب جـ 2 ص
166.
(116) الشعبي هو عامر بن شراحيل بن عبد وقيل عامر بن عبد الله بن شراحيل
الشعبي الحميري أبو عمرو الكوفي من شعب همذان وقيل ابن عبد ذي كبار روى عن
علي وسعد بن أبي وقاص وأبي هريرة وروى عنه فضيل بن عمر مات سنة(1/29)
109 وهو ثقة.
تهذيب التهذيب ج 5 ص 68. هذا وللشعبي ترجمة واسعة في تاريخ دمشق لابن عساكر ـ
مجلد عاصم وما بعده ص 138 ـ 247.
(117) تقدمت ترجمته، انظرها.
(118) أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستوية بن المزربان الفارسي الفسوي
النحوي كان عالماً فاضلاً أخذ الأدب عن ابن قتيبة والمبرد وأخذ عنه جماعة من
الأفاضل كالدار قطني وغيره وكانت ولادته سنة 258 وتوفي سنة 347، ببغداد وكان
أبوه من كبار المحدثين وأعيانهم. وفيات الأعيان ج 1 ص 315.
(119) هو مصعب بن عبد الله بن ثابت بن عبد الله بن الزبير العوام أبو عبد
الله ( 156 ـ 236 هـ) محدث ونسابة توفي ببغداد / عن معجم المؤلفين ج 12 ص
291.
(120) هو مالك بن أنس بن مالك الأصبحي الحميري (93 ـ 179 هـ) أبو عبد الله
إمام دار الهجرة وأحد الأئمة الأربعة.
(121) تقدمت ترجمته، انظرها.
(122) هو محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة بن صالح بن بكر أبو بكر
النيسابوري روى عنه البخاري ومسلم في غير صحيح. توفي بنيسابور سنة 311 هـ.
انظر الوافي للصفدي 6 / 2 ص 196 والمنتظم ج 6 ص 185.
(123) هو أبو موسى يونس بن عبد الأعلى بن موسى بن مسيرة بن حفص بن حيان(1/30)
الصدفي المصري الفقيه الشافعي، محدث جليل (170 ـ 264 هـ) انظر وفيات الأعيان
جـ 7 ص 251.
(124) عبد الواحد بن بكر هو أبو الفرج الورثاني روى عن الحسن بن إبراهيم
الدلمغاني وعن القناد. دخل جرجان سنة 365 وسمع وحدث بها. توفي بالحجاز سنة
372. تاريخ جرجان ص 21.
(125) لعله القاضي أبا محمد بن أحمد الزبري من أهل دمشق كان مكثراً من الحديث
ولم يكن موثوقاً به مات في سنة 329 هذا والتحديث الزمني المناسب وأغلب الظن
إن النسبة الناسخ الأنساب ج 6 ص 242.
(126) في الأصل: منها وفي رسالة القشيري: وذلك صفة الحضرة، الناسخ.
(127) سورة الأحقاف الآية 29.
(128) هو عبد الواحد بن علي بن برهان الأسدي أبو القاسم / له ترجمة في
الأنباه 2 / 213 ورد في وفيات الأعيان ج 4 ص 332.
(129) محمد بن عبد الله الرازي الواعظ هو محمد بن / عبد الله بن عبد / العزيز
بن شادان الصوفي الواعظ والد المحدث أبي مسعود أحمد محمد البجلي الرازي. روى
عن يوسف بن الحسين الرازي وابن عقدة وطائفة وهو صاحب مناكير وغرائب ولاسيما
في حكايات الصوفية، قاله في العبر وقال في المغني: طعن فيه الحاكم. ولأبي عبد(1/31)
الرحمن السلمي عنه عجائب وتوفي سنة 376 شذرات الذهب ج 3 ص 87.
(130) هو أبو محمد أحمد بن محمد بن الحسين الجريري من كبار أصحاب الجنيد وصحب
سهل بن عبد الله التستري خلف الجنيد في تمام الحال وصحة العلم توفي سنة 311
طبقات الصوفية للسلمي ص 259 وحلة الأولياء ج 1 ص 347 ـ 349.
(131) أبو عثمان سعيد بن إسماعيل بن سعيد بن منصور الحيري النيسابوري صحب
يحيى بن معاذ الرازي وشاه ابن شجاع الكرماني أصله من الري ثم رحل إلى نيسابور
وهو معاصر للجنيد. توفي سنة 298 والنص نيسابور وهو معاصر للجنيد. توفي سنة
298 والنص يشير إلى أن أبا محمد الجريري يذكر سماعه عن الجنيد وعن أبي عثمان.
طبقات الصوفية للسلمي ص 107.
(132) في الأصل نون وقد وضعت الكلمة المختصرة المقصودة آمين بين قوسين لأنها
إضافة مستنتجة.(1/32)