الروضة الندية في تلخيص التامّلات القرآنية،للشيخ : صالح المغامسي
اعداد(بدر بن علي الأسمري)وفقه الله
(ملتقى أهل الحديث) http://www.ahlalhdeeth.com/vb/index.php?
ترجمة مختصرة للشيخ صالح المغامسي : الشيخ ممن يسكن المدينة النبوية،وهو كما سمعت موجها في اللغة العربية،وهو الآن أظن يدرّس في كلية المعلمين في المدينة،لكن هل هي الأسبق أم التوجيه.
وهو في اللغة ما شاء الله تبارك الله،صاحب دمعة غزيرة في دروسه،وقصص ومقولات رائعة.
حضر عنده ممن أعرفه الدورة الصيفية الماضية،التي هي الآن في الأشرطة،التأملات القرآنية في جامع الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ-رحمه الله-يقول هذا الأخ:أن المسجد يمتليء حتى الأبواب،والجامع معروف في المدينة في حجمه وسعته.
والشيخ نحسبه والله حسيبه ولا نزكّي على الله أحداً،أنه من العلماء العاملين،وهذا يظهر في كلامه وأسلوبه،ومنهجه الذي يدعو إلى ترك الناس في حالهم،وعدم تصنيف الناس،وهذا أهم شيء في المعلّم ألا يكون مصنفاً للناس في مجالسه،والشيخ-حفظه الله-يحذر من الجلوس في مجالس فيها التصنيفات في الناس وخاصة الدعاة والعلماء.......
أخوكم أبو عباد الشمالي.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي وزّع بين الخلق الهِبَات والمواهب..وأظهر في النابغين منهم العجائب والغرائب..وأكرم السالكين والمُجدِّين منهم بأعلى وأغلى الطلائِب والرغائب..أحمدُه وأشكره وأستغفره...وأسألُه أن يصلِّي ويسلِّم ويُبارك ويُنعِم ويُعظِم على حبيبه ومصطفاه سيّد الأوّلين والآخرين..وقرّة عيون المتقين..صاحب الشفاعة العُظمى..والمقام المحمود..والحوض المورود..صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين....
وبعد:
فهذا مقتطفات من المجموعة الثانية من التأمّلات القرآنية،وهي اثنا عشر شريطا،وهذه المجموعة لفضيلة الشيخ:صالح بن عوّاد المغامسي-حفظه الله-(1/1)
وهو ممن يسكن المدينة النبويّة،وهو-حفظه الله-صاحب علم وفير،نحسبه والله حسيبُه،وهو صاحب دمعة غزيرة،وله تقسيمات نافعة ومفيدة،وقد سلكَ طريقة قد فُقِدَت عند بعض من يدرّس،وهي الجمع بين العلم والوعظ،وله مقولات مؤثرة جميلة،ومقاطع في الشريط رائعة،وفوائد نفيسة،وقصص مثيرة معبّرة،
فأسأل الله العظيم أن يبارك في علمه وأن يوفقه ويسدّده....
وقد الروضة النديّة في تلخيص(عنونتُ لهذه الرسالة الصغيرة..ذات الفوائد العظيمة وطريقتي فيه أن كتبتُ الفوائد على طريقة نِقاط،وربما تكون(التأمّلات القرآنية فوائد كثيرة ذكرها الشيخ-حفظه الله-لم أكتبها،وقد كتبتها في أوراق ،فجعلتها في مذكرة للنفع والفائدة،وما هذا إلاّ جُهد المقِلّ..أسأل الله العظيم أن يُبارك في هذا الجُهد،وأن يجعل فيه النفع الوفير لكاتبه وقارئه...
كما أنِّي أشكر وأدعو بأطيب الدعوات..لأخي وحبيبي في الله:أبو عباد الذي قام بكتابة وطباعة هذه الروضة النديّة،فجزاه الله خير الجزاء وجعله في موازين حسناته..
وما المرء إلاّ بإخوانه كما تقبض الكفّ بالمِعْصَمِ
ولا خير في الكفّ مقطوعة ولا خير في الساعد الجزم
أسأل الله تعالى أن ينفع بها..إنه جواد كريم...
كتبه الفقير إلى عفو ربّه
بدر بن علي بن محمد الأسمري
أبو معاذ
القصيم- عنيزة
يوم يكون الناس( قال الله تعالى:( وهذا في ذكر خروج الناس يوم(كأنهم جراد منتشر(وقال في سورة أخرى:(كالفراش المبثوث القيامة،ولا يستقيم الجراد مع الفراش؛لأن الجراد منتظم والفراش يموج بعضه في بعض؟!
والجمع بين الآيتين:أن الناس عندما يخرجون أول الأمر كالفراش لا يعرفون (يوم يتّبعون الداعي(أين يذهبون،فإذا تقدّمهم إسرافيل،وهو الدّاعي قال الله: انتَظموا خلف إسرافيل،فتنقّلوا من حالة الفراش إلى حالة الجراد.
اختلف( العلماء في مسألة:ما الذي يُوزَن؟ولكنهم متفقون جملة أهل السنّة على أنه يوجد ميزان له كفّتان،أمّا الذي يُوزن على أقوال،أشهرها:(1/2)
ق1)أن الذي يُوزن هو العمل :"الطَّهور شطر الإيمان،والحمد(نفسه،والذين قالوا بهذا القول احتجّوا بقول النبي لله تملأ الميزان"الشاهد:الحمد لله تملأ الميزان.
:"اقرؤوا النهراوين(وقال البقرة وآل عمران،فإنهما يأتيان يوم القيامة غايتان أو غيايتان،أفرق من طير صوافّ تُحاجّان عن صاحبها"فهذا من أدلّة من قال إن الذي يُوزن العمل.
ق2)أن الذي كما عند الترمذي بسند صحيح:"إن الله(يُوزَن صحائف العمل،وهؤلاء احتجّوا بقوله سيخلّص رجلاً من أمّتي يوم القيامة على رؤوس الخلائق يُنشر له تسعة وتسعون سجلّ،كل سِجِلّ مدّ البصر،فيقول له ربّه:أتنكر ممّا رأيت شيء؟فيقول:لا يا ربّ،فيقول له الله:إن لك عندنا بطاقة فيه أشهد ألاّ إله إلاّ الله،وأشهد أن محمداً رسول الله،فيقول:يا ربّ ما تغني هذه البطاقة مع هذه السجلاّت؟!فتوضع البطاقة في كفّة،والسجلاّت في كفّة"
:"فطاشت السجلاّت،ورجّحت البطاقة". وعند زيادة عند(قال الترمذي:"ولا يثقل مع اسم الله شيء"فهذه أدلّة من قال إن الذي يُوزَن صحائف العمل.
كما في الصحيحين:"يُؤتى(ق3)أنه يُوزَن صاحب العمل،وهؤلاء احتجّوا بقوله بالرجل السمين يوم القيامة(والمقصود الكافر)فلا يَزِن عند الله جناح بعوضة،ثمّ ".(فلا نُقيم لهم يوم القيامة وزناً(قرأ-عليه الصلاة والسلام-:
وكذلك احتجّوا :"أتعجبون من دقّة(،فقال ( من رِجْلِ عبد الله بن مسعود (حينما ضحك الصحابة ساقَيْه،فَلَهُما أثقل في الميزان من جبل أُحد".
قال الحافظ ابن كثير-رحمه الله-:(ولا يَبعُد أن يوزن هذا تارة وهذا تارة وهذا تارة).
قال الشيخ-حفظه الله-:والأظهر والله أعلم أنه يُوزَن العمل وصاحبه وصحائف الأعمال جمعاً بين الأحاديث والآثار.
والذي يعني هنا هو أن يعتني الإنسان بالأعمال الصالحة،ويسعى فيما يُثقّل به الميزان،ومن أعظم ما يُثقّل به الميزان حُسن الخلق الذي تتعامل به مع الناس،(1/3)
فظاً ولا غليظاً(قال-عليه الصلاة والسلام-:"الدين المعاملة"ولم يكن في خطابه،فليس الدين مجرّد ركعات تُؤدّى في المساجد،وإن كانت الصلاة في الذروة الأعلى من الدين،ولكن الدين جملة المعاملة مع إخوانك المؤمنين،مع والديْك،مع جيرانك،مع عامّة المسلمين،تُؤْثِرُهم على نفسك،تقبل اعتذارهم،وتُقيل عثراتهم،وتقدّم ،وكما سُئِلت(الصورة المُثلى لما أمر الله به في كتابه،وما أمر به رسولنا ؟فقالت:"كان خُلُقُه القرآن"أي أنه يطبّق(عائشة-رضي الله عنها-كيف كان خُلُق النبي القرآن.
خلق الله جلّ وعلا أبانا آدم من قبضة قُبِضَت من الأرض،ولقد ورد( أن الله بعث مَلَكاً يقبض هذه القبضة،فلمّا جاء المَلَك ليقبضها،قالت له الأرض:أعوذ بالله منك،فرجع المَلَك إلى ربّه فقال له ربّه:ما صنعت؟وهو أعلم،قال:يا ربّ استجارت بك فأجرتُها،فبعث الله مَلَكاً آخر وهو أعلم،فلمّا جاء ليقبض قبضة من الأرض،قالت الأرض:أعوذ بالله منك،فرجع إلى ربّه،فسأله كما سأل الأوّل،فأجاب كما أجاب الأول،فبعث الله ملكاً آخر{وهذا الفرق في العلم}فلمّا جاء ليقبض من الأرض قبضته،قالت له الأرض:أعوذ بالله منك-كما قالت لأخويْه-فقال لها المَلَك:وأنا أعوذ بالله ألاّ أُنفذ أمره؛لأن الله أمرني أن أقبض قبضة،فقبض قبضة من الأرض مجتمعة مختلطة(لذلك تفاوَتَت طبائع الناس)فحملها إلى الله تعالى،ومن هذه القبضة الترابيّة خلق أبانا آدم،لكن هذه القبضة الترابيّة مُزِجَت مع ماء فأصبحت طين،ثمّ تُرِكَت خلقناكم من(مدّة،فأصبحت صلصال فخّار،وكلّها ذكرها الله جلّ وعلا في القرآن فذكر في القرآن المراحل الثلاثة(من صلصال كالفخّار(وقال(خلقناكم من طين(وقال(تراب التي مرَّ بها خلق أبينا آدم.
* أين أثبت الله حُسن خلق آدم؟
.(لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم(في سورة التين
* سميّت العور(سَوْءَة)لأن العاقل يسوءه أن تظهر عورته للناس.(1/4)
*إذا قال الله تعالى في يا أيها الذين(فهذا نداء علامة،وإذا قال:(يا بني آدم(أو(يا أيها الناس(القرآن: فهذا نداء كرامة.(آمنوا
* أول طريق للمعاصي نزعُ الحياء من قلب المؤمن.
إن( العرب تسمّي الجنّ خمسة أسماء:
1-الجنّ العادي (جنّي).
2-أما إذا كان مما يسكن البيوت (عمار).
3-إذا كان مما يتعرّض للصبيان (أرواح).
4-إذا كان فيه شيء من التمرّد (شيطان).
5-إذا زاد تمرّده يسمّونه (عفريت).
ذكر هذا الإمام عبد البرّ-رحمه الله-
قاعدة:{لا واجب مع العجز،ولا محرّم مع( الضرورة}.
مثال:الله جلّ وعلا جعل من واجبات الوضوء:غَسْل اليدين إلى المرفقَيْن،فلو أن أحد الناس من حادث قُطِعَت يدُه،فهذا لا يوجد عنده يده،فالواجب هنا الذي في الوضوء يسقط عنه؛لوجود العجز.
أُورِثتُموها بما( قال تعالى:( هذه الباء هل هي عِوَض أو سبب؟(كنتم تعملون
هي سببية؛لأن أعمالكم سبب في دخولكم الجنة،ولكن قال بعض العلماء كلاماً جميلاً:(إن المؤمنين ينجون من النار بعفو الله،ويدخلون الجنة برحمة الله، ويرثون غيرهم بأعمالهم الصالحة).
قال( طاووس بن كيسان لهشام بن عبد الملك،الخليفة الأموي المعروف،قال يا أمير المؤمنين:اذكر يوم الأذان!
قال:وما يوم الأذان؟!
فأذّن(قال:يوم أن يقول الله: فصعق هشام-رحمه الله-(مؤذّن بينهم أن لعنة الله على الظالمين
فقال طاووس بن كيسان:سبحان الله !!هذا ذُلّ الصفة،فكيف بذُلّ المعاينة؟!
أي أنك صُعِقت بمجرّد أن وصفتُ لك اليوم،فكيف إذا عاينته ورأيته بعينيك؟!
لا يوجد شيء يحتاجه( أهل النار في أول الأمر أكثر من احتياجهم إلى الماء؛لأنهم إذا استسقوا في يقطّع أمعاءهم.(ماءً حميماً(النار،يسقوْن
وقد أخذ العلماء من هذه الآية أن أفضل القُرُبات إلى الله(سقي الماء)وقد ثبت في الصحيح أن الله غفر لرجل سقى كلباً،فكيف بمن سقى مؤمناً يقول:
أشهد ألاّ إله إلاّ الله وأشهد أن محمداً رسول الله.(1/5)
* الآيات التي يتحدّث فيها الربّ جلّ وعلا عن ذاتِه العليّة هي أعظم آيات القرآن قَدْراً؛لأنها جمعت بين المجد من طريقين،كونها من الله،وكونها تتحدّث عنه.
الفرق بين الغنيمة والفيء:(
الغنيمة:هي ما كان بسعي وإيجاف خيلٍ وركاب.
الفيء:هو بغير سعي وإيجاف خيل وركاب.
قال( إما أن تكون يسألونك بالواو أي(ويسألونك)وإما أن تكون يسألونك بغير(يسألونك(تعالى: واو أي(يسألونك).
قال بعض العلماء:إن الفرق بينهم:أن يسألونك إذا لم تكن مقترنة بالواو يكون السؤال قد وقع من الصحابة،وأما إذا كانت مقترنة بالواو فإن الله يخبر به لعلمه جلّ وعلا أنه سيقع.
فهنا(يسألونك عن الأنفال....( قوله تعالى:( سؤال،ولكنه لم يأتِ الجواب إلاّ بعد أربعين آية،في الآية الواحدة والأربعين قال واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى(الله: الآية.(والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله....
ولماذا جاء الجواب بعد أربعين آية؟
.(قال الشيخ-حفظه الله-:هذا من تربية الله للصحابة
* من أخلص النية في النقد،سيُوَفّق في الطريقة السليمة التي ينقد بها.
* المؤمن كالفرس المعقود حبله في مكان ثابت مهما بعُد يعود إلى مكانه،كذلك(شبّهَهُ النبي المؤمن مهما نأَت به المعصية يفيء إلى ربّه ويرجع إلى مولاه ويجدّد التوبة.
-قال الإمام( حينما قتل الحجّاج سعيدَ بن جُبير-تلميذ ابن عباس ( أحمد بعد ذلك بسنين:(قتل الحجّاج سعيداً،وما من أحد من أهل الأرض إلاّ وهو
مفتقر إلى علم سعيد).
( يقول سعيد بن جبير-رحمه الله-:سألتُ ابن عباس ( عن سورة براءة،فقال:"هي الفاضحة،ما زال ينزل ومنهم..ومنهم..ومنهم..حتى خفنا ألاّ تدع
أحد منهم.
المُخاطَب هنا(فسيحوا في الأرض( قوله تعالى:( المشركون،وعلى ذاك..فإنه لا يجوز لأحد أن يُخرج النصّ من سياقه،ووضعِه في موضع غير موضعه،
وهذا(فسيحوا في الأرض(والبعض يقول:السياحة مباحة.قال تعالى: خطأ.(1/6)
فإذا انسلخ( هناك آية في القرآن تُسمّى آية السيف،وهي قوله تعالى:( .(الأشهر الحُرُم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم
يقول عثمان بن عفّان( :"ما أسَرَّ أحدٌ سَرِيرَة..إلاّ وأظهَرَها الله على قَسَمَات وجهه أو فَلَتات( لسانِه".
* نسمع كثيراً ما يُقال إنّ مِن فكّ الرّقاب وهو العتق أن يذهب الإنسان إلى السجن،وينظر فيمن كان عليه القَصَاص فيُعطي الورثَة مليوناً،والدّيَة مائة ألف،
هل هذا فكّ رقبة داخل في الزكاة؟
لا يدخل في الزكاة،وهذا عمل خير وهذا فضل صدقة،لكنه لا يدخل في الرقاب.
يقول النبي( :"وَدِدْتُ لو أنِّي رأيتُ إخواني"قالوا:يا رسول الله.أَلَسْنا إخوانك؟!قال:"بل( أنتم أصحابي،ولكن إخواني لم يأتوا بعد".
هذا داخل فيه كل من اتبع السابقين الأولّين من المهاجرين والأنصار،ومَن اتّبعهم بإحسان.
*قال الشيخ-حفظه ورِضوانٌ من الله(الله-:ولا يوجد نعمة أعظم من رضوان الله،قال الله تعالى في كتابه: والمعنى:ورضوانُ من الله أكبر من كلّ نعمة.(أكبر
والذين يؤذون( قال تعالى:( .....(رسولَ الله لهم عذابٌ أليم
سواءً كانت في حال الحياة أو بعد(أذيّة النبي موته،ولو بمقدار شعرة،مع اعتقاد ذلك:كفر مخرج من الملّة يُقْتَلُ صاحبه ولو تاب،يُقام عليه حدّ القتل،
ويُهْرَقُ دمُه،ولا يُقيمه إلاّ وليّ أمر في توبته،ومستند العلماء في هذا:(المسلمين،وأمره إلى الله
أنه كما أخرج أبو أن رجلاً أعمى كانت له جارية أم ولد،وأنجب منها(داود بسند صحيح من حديث ابن عباس طفلان كاللّؤلؤَتَيْن يحبّهما،وهذه
المرأة تحبّه رَغْمَ أنّه أعمى،وشفيقة به ،فينهاها هذا الأعمى(وتقدّم له كلّ حاجاته،إلاّ أنّها كانت تقع في رسول الله فلا تنتهِ،فوُجِدَت ذات مرّة مقتولة،
(قد بُقِرَ بطنُها،ولطّخَ دمُها الجدار،فقام خطيباً في الناس.قال:"أنشد الله رجلاً لي عليه حقّ ويعلم عن هذا الأمر شيء إلاّ أخبرنا به"فقام هذا الأعمى من(1/7)
آخر المسجد يقطع الصفوف،ويضطرب في مشيته حتى وصل ( وقال:يا رسول الله.أنا صاحبها،فتعجّب منه رسول (إلى النبي وقال:"وَلِمَ"؟!قال:إنها
كانت تقع فيك،فأنهاها فلا تنتهِ،وأزجرها فلا تنزجر،فالبارحة وقعت فيك،فنهيتها فلن تنتهي،فقمت إلى المِغْوَل(وهو السيف القصير)فأتيت حتى وصلت
إليها(وهو أعمى لا يراها حتى عَلِمَ أنه أصاب بطنها)فاتّكأ على المِغْوَل حتى بَقَرَ بطنها وقَتَلَها،فلمّا أتمَّ حديثه،قال :"اشهدوا بأن دمها هَدَر".(
،لكن على(ومن هنا أخذ العلماء أنه لا يجوز أذيّته ،فهو-عليه الصلاة(الناحية الأخرى لا يجوز للمسلم أن يغلو في تعظيمه والسلام-بشر،وليس له
من خصائص الألوهية ولا الربوبية شيء،وإن كان أفضل الخلق .(مقاماً وأعلاهم منزلة
قال العلاّمة السعدي-رحمه الله-:إن المعصية تؤثّر( في المكان كما تؤثّر فيه الطاعة.
الإيمان إمّا أن يكون: 1-اضطراري. 2-أو( اختياري.
أما الإيمان الاضطراري فلا يقبله الله أبداً،والإيمان الاضطراري له حالتان:
يوم يأتي بعض آيات ربك لا(الأولى:عامة.وهي طلوع الشمس من مغربها،والدليل .(ينفع نفساً إيمانها
آمنتُ أنه(الثانية:إذا حقّ العذاب ونزل،مثل ما قال فرعون: فهذا لا(لا إله إلاّ الذي آمَنَتْ به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين يُقبَل.
إن الله أمر نبيّه أن يحلف ثلاث مرّات في القرآن:(
-أوّل مرّة ويستنبئونك أحقّ هو قل إي وربّي إنه لحقّ وما أنتم(في سورة يونس،قال تعالى: .(بمعجزين
-الثانية في سورة سبأ.
زَعَمَ(-الثالثة في سورة التغابن،قال تعالى: .(الذين كفروا أن لّن يُبعَثُوا قل بلى وربِّي لتبعثنّ
قال( اختلف العلماء في معنى(وبشّر الذين آمنوا أن لهم قَدَمَ صِدقٍ عند ربّهم(تعالى: على أقوال:(قدم صدقٍ عند ربهم(قوله
ق1)قالوا المقصود به الجنّة،أي المكان أو وهذا يظهر أنه(وقل ربِّ أدخلني مُدخل صدق(المقام أو المدخل،وحجّة هؤلاء بعيد.(1/8)
ق2)قالوا:إن المقصود بها شفيع قبلهم،وهو الذي يجعل المؤمنين يتكئون على ،واحتجوا بما جاء في(شيء قبل أن يصلوا إلى ربّهم،وقالوا:إن المقصود به شفاعة النبي قال:"أنا فَرَطُكُم على الحوض"أي سابقكم، وبعضهم أبعد قليلاً وهو قول(السنّة أنه ()وجه الدلالة عنده:أن وفاة النبي (الحسن البصري،قال:(إن قدم الصدق وفاة النبي مصيبة،وصبر المؤمنين على هذه المصيبة هي قدم صدق عند الربّ،فهذا القول الثاني وتفرّع عنه قول الحسن البصري.
ق3)أن قدم الصدق،المعنى:ما كَتَبَ الله في إن الذين(القِدَم(في الأَزَل)أن هؤلاء كتب الله لهم الجنة من قبل،وحجّة هؤلاء وهو قول قويّ جداً.(سَبَقَت لهم مِنّا الحسنى أولئك عنها مُبْعَدُون
ق4)أن المقصود بقدم الصدق:هو العمل الصالح،وهذا هو قول مقاتل بن سليمان،أحد أعظم المفسّرين،واختاره الإمام الطبري-رحمه الله-وحجة هؤلاء:
أنه جاء في كلام العرب أن العرب تُكَنِّي عن النعمة باليد،وتُكَنِّي عن الثناء باللسان،وتُكَنِّي عن السعي بالقَدَم،وهذا الذي يظهر والله أعلم.
مسألة تقع في رمضان سنوياً:(
وهو بقوله في الدعاء مثلاً:{لا يعِزّ مَن عادَيت،ولا(أن الإمام إذا أثنى على الله يذِلّ مَن والَيْت}أو يقول:{ربّنا وجهُك أكرم الوجوه}أو نحوها في الدعاء من الثناء،فيقول مَن خَلْفَه:{سبحانك}.
وهذا القول لا يوجد أي دليل عليه؛لأن الثناء على الله نوع من الدعاء،وإذا دعا الإمام فإن موقف المأموم واحد من اثنين:
( أ ) إمّا أن يسكت. ( ب ) أو يؤَمِّن.
والدليل على أن الدعاء يأتي بمعنى الثناء في .(دعواهم فيها سبحانك اللهمّ(قوله:(1/9)
ثبت عند النسائي بعدة طُرُق،وعند أحمد:أن سعد بن أبي وقّاص مَرَّ على عثمان بن عفّان،فلمّا مَرَّ سلّم،فلمّا سلّم نظر إليه عثمان فقال:يا أمير المؤمنين.هل حدث في الإسلام(ومَلَى عينيه منه،فذهب سعد إلى عمر شيء؟!قال:لا،ولماذا تسأل؟!قال:إنني مرَرْت على عثمان فسلّمت عليه،فَمَلَى عينيه مِنِّي ولم يردّ السلام،فبعث عمر إلى عثمان،وقال له:ما منعَكَ أن تردّ السلام على أخيك؟! فقال:يا عمر..ما سلّمَ أبداً،فحلف سعد أنه سلّم،وأنّه رآه،وحَلَفَ عثمان أنه لم يَرَ سعد،وأنّه لم يدري أن سعداً سلّم عليه(لا يمكن أن يكون أحدهما كاذب)فحلف وقال:أستغفر الله وأتوب إليه،ثمّ قال:(الاثنين،ثمّ تراجَعَ عثمان
تذكّرتُ الآن(فيه دليل على أنك لا تَعْجَل على الناس)لكنَّنِي كنتُ أُفكّر في مسألة إذا يقول:"سأدلّكم على دعوة"ثم سكت،فكمّل(تذكّرتها تصيبني غشاوة،قال:إنّني سمعت النبي سعد،قال سعد:فجاء أعرابي فشَغَلَه،فمضى قبل أن يخبرنا بها،فأسرعت وراءَه،( أي سعد)فلمّا أراد أن يدخل الدار ضرب سعد بِقَدَمِه بقوّة(وهذا من الأدب)حتى أشعره أن ثم قال:"مَه"(وهذا(أحداً خلْفَه،فلمّا فعل سعد هذا الْتَفَتَ النبي للاستفهام)فقال سعد:يا رسول الله:إنك أردت أن تقول لنا دعوة،فجاء لك :"نعم.دعوة أخي ذي النون{لا إله إلاّ أنت سبحانك إنِّي(الأعرابي،فشغَلَك،فقال النبي كنت من الظالمين}ما دعا بها مسلم في كرب إلاّ استجاب الله له".وهنا دليل على أن قال:"دعوة أخي ذي النون"فقال:"دعوة".(الثناء يُقال له دعاء؛لأن النبي
* الحمد لله الذي جعل حمدَه أوًل آية في كتاب رحمته[الفاتحة]وآخر دعاء لأهل جنّتِه،أي .(أن الحمد لله ربّ العالمين(
*فائدة دنيوية:لا تؤمِّل في الناس خيراً أكثر من اللازم،فقد تُحْسِن إلى إنسان فلا يُكافِئُك على إحسانك،فلا تتعجّب.
*إن من دلائل أهل الإيمان أن لهم مع الله طريقين،وكلّ طريق لهم فيه مطيّة:(1/10)
فطريق الابتلاء مطيّتهم فيه الصبر،وطريق النعماء مطيّتهم فيه الشكر والحمد
؟(والذاريات(* ما معنى قوله
تذروه(أي الرياح،ويؤيّده قوله تعالى: .(الرياح
المقصود بها عند جماهير(فالمقسّمات أمراً(قوله:( العلماء:الملائكة.لكنّهم يقولون:ليس المقصود جميع الملائكة،وإنما المقصود أربعة منهم،وهم:
جبريل،للوحي والحرب.
وميكال،للرحمة والغيث والرياح.
وملك الموت،لقبض الأرواح.
وإسرافيل،للنفخ في الصور.
* المحسنين أخذوا الأمرَ بتنفيذه،والنهيَ باجتنابه،والمصائبَ بالصبر،والنعماءَ بالشكر. وهو القول الثاني في .أي حال لهم في الدنيا(آخذين ما آتاهم ربهم(قوله:
قال العلماء-رحمهم( إنما كان ينتظر ساعات(سوف أستغفر لكم ربِّي(الله-:(إن يعقوب لمّا قال لبنيه: السَّحَر؛لأنها أقرب.
وكان طاووس بن كيسان من التابعين-رحمه الله-كان لا ينام السحر وقد ذهب ليزور أحداً ليسأله عن مسألة في السَّحَر،فلمّا طرق الباب ردّت عليه الجارية أو الغلام،فقال:إن مولاي نائم. فقال:(سبحان الله..ما ظننت أنّ مؤمناً ينام السَّحَر).
* إذا أراد الإنسان أن يُفسّر القرآن،فلا بدّ أن يجمع الآيات كاملة،ولا يأخذ الآيات مُجَزّأة؛لأنه لن يفهم؛لأنه كلّه كلام الله،فليس بعضه أولى من بعض.
هنا سارة ذكرت سببين(فأقبلت....فقالت عجوز عقيم( في قوله تعالى:( وهذا بعلي(لمنع الحمل،وهما:أنها عجوز،وأنها عقيم،ولكن هناك سبب ثالث في سورة هود الآية.(شيخاً...
(فتكون الأسباب التي منعت الحمل من سارة زوجة إبراهيم ثلاثة:أنها عجوز-وأنها عقيم-أو أن بَعْلَهَا شيخاً.
من هو الذبيح الذي( بذبحه؟(فداه الله بالكبش قبل أن يقوم إبراهيم
في المسألة خلاف كبير.
ق1)وجمهور العلماء على أنه إسحاق،ولهم أدلّة،وأشهر من قال بذلك ابن جرير،وهو المرويّ الثابت عن ابن مسعود،والرواية الصحيحة عن ابن عبّاس،وهو قول عمر بن الخطّاب.
ق2)ابن كثير قال:إنه إسماعيل،وقال به أيضاً العلاّمة الشنقيطي.(1/11)
ولكلّ قول أدلّة قويّة.
ق3)قال الزجّاج-رحمه الله-: الله أعلم أيهما هو الذبيح؛لكثرة الخلاف فيه.
والراجح:الله أعلم به .(عند الشيخ).
* ما المقصود بالطور؟الطور في الأصل هو الجبل الذي فيه نبت وشجر.
على قول:أنه الجبل الذي كلّم الله عنده موسى.أل في (الطور)هي للعهد الذهني؛لأنه مستقر في الأذهان،ولو قلنا أل هنا للجنس فيشمل كلّ جبل عليه نبْت وشجر.
قال العلماء( في البيت المعمور:أنه في السماء وهو موازٍ على الكعبة،لو سقط منه شيء سقطَ منه على الكعبة،والعلماء منهم من يقول:أن البيت المعمور هي الكعبة؛لأنها تعمر بالطائفين والعبّاد والراكعين والساجدين.
لكن في هذا السياق في الآية(يرجّح الشيخ)بأن البيت المعمور بهذا النصّ قد وردَ في السنّة،قال-علية الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح في قضيّة الإسراء والمعراج:"فإذا برجل قد أسند ظهره إلى البيت المعمور"يقصد خليل الله إبراهيم،فلمّا ورد في السنّة أن البيت المعمور هو بيت في السماء السابعة،وجاء في أثر آخر:أنه يدخل هذا البيت كل يوم سبعون ألف ملك يسبحون الله لا يعودون إليه إلى يوم القيامة.
قال الشيخ-حفظه الله-:إن الأرجح أن يكون المقصود بالبيت المعمور هنا هو البيت الذي في السماء السابعة،وهناك قول آخر أنه البيت(الكعبة).
وكلا القولين وجيه.
قام الليل( الربيع بن خثيم ( أم حَسِبَ الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا(كلّه،فيقرأ فيه .(الصالحات سواء محياهُم ومماتهم ساء ما يحكمون
( وثبت في حديث صحيح عن النبي ( إن تعذّبهم فإنهم عبادُك وإن تغفر لهم(أنه قام ليلةً يقرأ آية واحدة من كتاب الله: يقرأها حتى قام الليل بها إلى أن طلع(ما زال نبيّنا (فإنّك أنتَ العزيز الحكيم الفجر.(1/12)
لا بدّ أن يملأَ القلوب؛لأنه من أعظم وسائل الأمن(*الخوف من الله وأمّا من خاف مقام ربّه ونهى النفس(وقال:(ولمن خاف مقام ربّه جنّتان(يوم القيامة .(ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد(الآيات،و قال:(عن الهوى.....
* الدعاء من إنا كنّا من قبل(أرجى الأعمال عند الله،قال تعالى بعد ذكر أنه وقاهم عذاب السموم: .(ندعوه إنه هو البَرّ الرحيم
وكانت عائشة-رضي الله عنها-تتأوّل القرآن،فتدعو فتقول:"اللهم قنا برحمتك عذاب السموم..إنّك أنت البَرّ الرحيم".
فائدة:كلّ( أم يقولون شاعر نتربّص به ريبَ(كلمة(ريب)وردت في القرآن بمعنى الشكّ ،إلاّ في آية: فإنّه معناها:{حوادث الدهر}.(المَنون
هناك فرق بين (العقل وبين( الذهن):
الذهن:الشيء الذي تفهم به.
العقل:الشيء الذي تتصرّف من خلاله.
قول العامّة:هذا(ذهين)أي:ذكي،فطين،فيستطيع أن يُجري عملية سرقة دون أن يكتشفه أحد،فهذا يدلّ على ذكاءه،ولا يدلّ على عقله؛لأنّه لو كان عاقلاً لم يعصِ الله،ولم يسرق.
قال:"من تعارّ من الليل(أي أُوقِظَ إمّا( روى البخاري في صحيحه:أنه ( بصوت أو غيره)فقال:لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له،له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كلّ شيء قدير.الله أكبر،وسبحان الله،والحمد لله،ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله،ثم قال:اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له،فإذا توضّأ وصلّى قُبِلَت صلاته".
الضلالة :هي عدم العلم بالشيء،أي عن الجهل. والغواية :ناجمة عن ترك العمل بالعلم.
* إن حاجة الناس إلى الوحي أعظم من حاجتهم إلى النجوم،كما أن النجوم زينة في السماء،فإن كلام الله جلّ وعلا زينة في القلوب،ونور وزينة في الأرض.
* دلّت السنة والقرآن على أن الذي ينزِلُ بالوحي على الأنبياء كلّهم بنَعْت مَن رأى وهو جبريل في أيّام الوحي(،ولذلك لمّا أخبر الله النبي (هو:جبريل الأولى،أخبر ورقة بن نوفل،عرف ورقة أنه جبريل،وقال:هذا الناموس الذي ينزل على موسى.(1/13)
أي ذو خِلْقة(ذو مِرَّة.... (...شديد القوى( أنه ( جبريل ( وصف الله ( حسنة تامّة،وجاء نعْت آخر لجبريل في سورة أخرى
ذي قوّة عند(إنه لقول رسول كريم( .(مُطاعٍ ثَمَّ أمين(ذي العرش مكين
من قواعد العلم:(أن القرآن لا يعرف( بالمعاجم،وإنما يعرف أول الأمر بأساليب العرب في كلامها)،وكان العلاّمة الشنقيطي(صاحب أضواء البيان)لمّا قدّم إلى هذه البلاد من بلاد شنقيط مَرَّ على السودان،وكان الأخوة في السودان يسمعون عن علمه،وهو رجل كان يُقال له(أمير المؤمنين)
في المعقول والمنقول...فمرَّ على السودان في طريقه للحجاز للحجّ قبل أن يَمُنّ الله عليه بسُكْنَى هذه البلاد والإقامة فيها،فلمّا مرّ عليهم أقاموا له عشاء،ثم سألوه من جملة الأسئلة قالوا:ما هو آخر كتاب قرأت؟فقال:(آخر كتاب قرأته"ديوان عمر بن أبي ربيعة")فتعجّب الناس؛لأن عمر بن أبي ربيعة شاعر غزل،فكيف رجل إمام في تفسير القرآن يقرأ كتاب في الغَزَل؟!فلمّا ارتجّ المجلس وأصابهم حَنَق،قال لهم-رحمه الله-:(أقرأه لأعرف به أسلوب العرب،فأفهمُ بأسلوب العرب كلام ربِّي) لأن عمر بن أبي ربيعة شاعر عاش في صدر الإسلام في عهد آخر الخلفاء الراشدين وعصر بني أُميّة،وهو مِمَّن يُسْتَشْهَد بقوله.
(عند سدرة المنتهى( قوله:( السدر هنا هو شجر النبق،والقرآن فيه إشارة بسيطة يُفهم منها أن السدر ليس بشجر عظيم وأبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتَيْ أُكُلٍ(في الدنيا،قال الله جلّ وعلا عن قوم سبأ: فقال بعض العلماء:إن هذا يدلّ على أن السدر ليس شجراً(خمطٍ وأثلٍ وشيء من سدر قليل ذا بال في الدنيا،لكن هذا القول محجوجٌ أويمكن ردّه بما روى أبو داود في السنن بسند قال:"من قطع سِدرة صوّبَ الله في رأسه النار يوم القيامة"هو رواية(صحيح أن النبي أبو داود في السنن،وصحّحه الإمام الألباني-رحمه الله-في صحيح الجامع.
((1/14)
في الإسراء والمعراج،فإنه لم يلتفت يمنة وميسرَة بل يرى ما أراه(حينما رقى النبي ما زاغ البصر وما(الله،وأقام بصره حيث أقامه الله،ولذلك أثنى الله عليه بقوله: ،وينبغي للإنسان إذا ذَهَبَ إلى( وعلى ذلك فإنّه يُستفاد من هذا أدب النبي (طغَى إنسان آخر في داره،فإنه لا يجلس إلاّ مكان ما أجلسه صاحب الدار ولا يلتفت يمنَة وميْسَرَة،ويلتزم بالأدب.
الإسراء والمعراج يجب أن لا تفهمه منفكاً،بل افهمه( بالحدث الذي قبله:
إلى الطائف فردّه أهل الطائف،فلمّا(كان بعد رحلة الطائف خرج (ردّه أهل الطائف رجع إلى مكّة،فلمّا رجع إلى مكّة منعته قريش من أن يدخلها،فدخلها في جوار المُطْعِم بن عديّ،كان كافراً ومات على الكفر،وكان للمُطعِم أبناء فتقلّدوا مكّة في جوار المُطعِم وطاف بالبيت يحرسه أبناء المُطْعِم،بعد هذه(سيوفهم،ودخل الحادثة أكرمه الله برحلة الإسراء والمعراج:قارِن ما بين رحلة الطائف وتوابعها،ورحلة الإسراء والمعراج وتوابعها......
في رحلة الطائف:ذهب إلى الطائف البُراق.(مشياً على الأقدام. وفي رحلة الإسراء والمعراج:رَكِبَ
في رحلة الطائف:كان معه زيد بن حارثة،أحد مواليه. وفي رحلة الإسراء والمعراج:كان معه جبريل .(
في رحلة الطائف:صدّه أهل الطائف. وفي رحلة الإسراء والمعراج:استقبله الأنبياء في بيت المقدس.
في رحلة الطائف:وهو راجع،ردّه أهل مكّة. وفي رحلة الإسراء والمعراج:استقبلته الملائكة في السماء.
في رحلة الطائف:رجع يطوف باليت،معه حراسه. وفي رحلة الإسراء والمعراج:رأى البيت المعمور في أمن وكرامة وعزّ من الله.
عند ربّه،فلمّا صبر على(فانظر الفرق بين الحالتين حتى تعلم مكانة النبي الأُولى من أجل الله عوّضه الله بالثانية إكراماً له-صلوات الله وسلامه عليه-.
قيل للشافعي-رحمه الله-:أَيُّهم أفضل للرجل،يُمَكَّن أم( يُبْتَلى؟
قال:سبحان الله..لن يُمَكَّن حتى يُبْتَلى.(1/15)
في هذه الرحلة في( لبن وخمر،وجاء في بعض الروايات العسل،فاختار اللبن(الإسراء والمعراج قُدِّم له فنودِي:هُدِيت واخترت الفطرة،وهُدِيَت أمتك.
- اللبن الذي يأخذه الجنين من بطن أمه هو الغذاء الوحيد الذي لا تدخل فيه صنعة بني آدم،فليس لبنِي آدم فضل في اللبن الذي يخرج من ثدي المرأة،ولا الذي يخرج من ضَرْع الشاة أو من ذوات الحليب.
قصة الغرانيق:وهي قصة باطلة،وقد ذكرها بعض المفسِّرين،والمفسّرون( نقلاً غير صحيح،وهم يزعمون الذين ينقلون القصة، وهي:أن النبي(ينقلون عن ابن عباس أن الشيطان أَلْبَسَ على(ومناةَ الثالثة الأخرى(أفرأيتم اللات والعزّى( حينما قرأ:( ،فألقى في قلبه أن يقول بعد الآية:(تلك الغرانيق العُلَى*وإن شفاعتهنّ(النبي اعترف بشفاعة(لتُرْتَجَى)(تلك أي الأصنام،والغرانيق هي الطيور)يزعمون أن النبي آلِهَتِهِم.
لم يقلْها،وإنما(-وقيل في هذه القصّة المزعومة المكذوبة:إن النبي فقال:( تلك الغرانيق العُلَى*وإن شفاعتهنّ لتُرْتَجَى)فظنّ(الشيطان قلّد النبي المؤمنون والكافرون أن النبي هو الذي قالها،فلمّا سجد سجدوا فرحاً.
-ويزعمون فقال:"اقرأ عليَّ ما( إلى النبي (كذلك:أنه لمّا جاء المساء جاء جبريل ومناةَ الثالثة(أفرأيتم اللات والعزّى( قرأها{(أقرأتك".فيقولون:إن النبي تلك الغرانيق العلى*وإن شفاعتهن لتُرتجى}قال الشيخ-حفظه الله-:[والله إن(الأخرى المجنون لا يصدق بهذا]ثم إنه غضب جبريل فقال:"ما هكذا أقرأتك إيّاها".
فأنزل وما أرسلنا من قبلك من(الله جلّ وعلا على قولهم قوله تعالى في سورة الحجّ آية(52): رسول ولا نبي إلاّ إذا تمنّى ألقى الشيطان في أُمنِيّتِه فينسخ الله ما يُلقي لتفتري(وقول الله في الإسراء:(الشيطان ثمّ يُحْكِمُ الله آياته والله عليم حكيم هذه هي قصة الغرانيق.(علينا غيره وإذاً لاتخذوك خليلاً(1/16)
الكلام في هذه القصة من( حيث المتن ومن حيث السند:هذه القصة وردت في أكثر كتب التفسير،لكن علماء الأمّة من -ورحمهم وجزاهم عن السنة خيراً-ردُّوا هذه القصة شكلاً وموضوعاً كما(أهل السنة يقول المعاصرون،وردُّوها سنداً ومتناً،اللهمّ إلاّ من كان من الحافظ ابن حجر-رحمه (الله تعالى-فهو يقول:إنها من المرسَل المقبول،لكنه لا يقول-رحمه الله-أن النبي )وهو(قالها،لكن يصحّح سنداً مرسلاً،يقول:( إن الشيطان قالها في سَكَتَات ِ النبي أيضاً يقول:إن القصة من حيث السند المرسل بهذه الطريقة يُحتجّ بها،وقد عاتب العلماء كثيراً الحافظَ ابن حجر-رحمه الله-على قوله هذا،وأمّا علماء الأمّة قاطبة فقد إنه ليس(ردُّوها متناً وسنداً،وهي لا يمكن أن تصحّ شرعاً؛لأن الله يقول عن إبليس: فإذا كان إبليس بنصّ القرآن ليس له(له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربّهم يتوكلون ،فكيف يتسلّط على سيّد(سلطان على أهل الإيمان،فمَن أشرف أهل الإيمان؟هو نبيّنا ،ويعجز على أن يتسلّط على غيره؟!(الأوّلين والآخرين
ثم كيف يُصَدّقُ الوحي إذا قلنا فيقلّدُ أمره؟!وممّن اجتهد من(:إنه أي الشيطان قابل لأن يدخل في سكتات النبي العلماء،وألَّفَ فيها رسالة جامعة نافعة،هو العلاّمة الألباني-رحمه الله تعالى-في .( نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق (رسالة أسماها:
وكذلك العلامة الشنقيطي-رحمه الله-في أضواء البيان ذكرها في سورة الحج وفنّدَها تفنيداً جيداً،وكذلك الشوكاني-رحمه الله-وأبو بكر بن العربي،والقرطبي،
وغيرهم من أئمة المسلمين-رحمهم الله-سَلَفاً وخَلَفاً.
(عشرة):(* أعمام النبي
(أدرك منهم بعثة النبي أربعة،أسلم منهم اثنان وكفر اثنان.
الذين كفرا هم:أبو طالب-أبو لهب،واختلفت حالهم:
فأبو لهب كان شديد العداوة مع كفره،وأبو طالب كان شديد النصرة مع له.(كفره،وكلاهما في النار،إلاّ أن أبا طالب يُخفّف عنه؛لشفاعة النبي
وأما المسلمان من أعمامه،هم:العبّاس-وحمزة.
((1/17)
وحمزة أفضل من العبّاس،وقد سمّاه النبي كما رواه الطبراني بسند صحيح سمّاه:"سيّد الشهداء".
* في يوم القيامة.........تبقى شفاعة أرحم الراحمين جلّ جلاله،فيقول جلّ وعلا:"شفع النبيون،وشفعت الملائكة،وشفع المؤمنون،فبقيت شفاعة أرحم الراحمين ،فيضع قبضته في النار جلّ وعلا،فيُخرِج منها أقواماً قد حرقوا بالنار حتى عادوا حِمَماً لم يعملوا خيراً قطّ،ثم توضع على رقابهم الخواتيم،ويدخلون الجنّة،فيقال:هؤلاء عتقاء الرحمن أدخلهم الجنة من غير عمل عملوه،ولا خير قدّموه". رواه الشيخان في صحيحيهما .(من حديث أبي سعيد الخدري
قال الشيخ-حفظه الله-:(وإن رباً هذه سعة رحمته؛لأَهلٌ لِأن تُرجى رحمتُه...اللهم إن لم نكن أهلاً لِأن ترحمنا،فإن رحمتك أهلٌ لِأن تَسَعَنا).
كما في الصحيحين:"لا تقوم الساعة حتى تخرج( قال ( نار من أرض الحجاز تضيء لها أعناق الإبل بِبُصرى".
وبُصْرى هي الآن محافظة حُوران في سوريا،غير بعيدة عن دمشق.
قد وقعت عام 654هـ(والنار التي أخبر النبي في أواسط القرن السابع،خرجت من المدينة المنورة من جهة الحرَّة الشرقية عند حرَّة بني قريظة،وقد رآها من كان في مدينة حُوران في سوريا،ووقع صدق ما أخبر به النبي .(
# وقد ذكر العلماء كما ذكر ذلك ابن كثير في البداية والنهاية،وذكر ذلك غيره:أن كثيراً من طلبة العلم في ذلك الوقت ممن هم في القرى النائية حول المدينة كانوا يكتبون،ويحرِّرون الكتب ويقرؤون على ضوء تلك النار،وقد سبقها رَجَفَات وزلزلة شديدة.
قال بعض من شهد تلك النار:(أن ارتفاعها في أوّل ظهورها كان كعلوّ ثلاث منارات)ولا يُعرَف كيف كانت المنارات في ذلك الوقت،ولكنها لاشكّ أن فيها شيء من الارتفاع.(1/18)
وفي آية(يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر( قال تعالى:( وهذا يوم القيامة،فشبّههم الله مرَّة(يوم يكون الناس كالفراش المبثوث(القارعة: بالجراد، ومرّة بالفراش، والجراد والفراش هل هما متفقان أم ضدّان؟ بل ضدّان،الجراد منتظم،وأمّا الفراش طائش يموج بعضه في بعض.
والجمع بين الآيتين:أن الناس أول ما يخرجون، يخرجون كالفراش طائشون لا يعلمون أين يذهبون يموج بعضهم في بعض،فإذا تكلّم إسرافيل ونادى،تركوا هذا الموج وانتظّموا وتبعوا الداعي الذي هو إسرافيل،فتنقلوا من .(يومئذٍ يتبعون الداعي لا عِوَج له(حالة كالفراش إلى حالة كالجراد،
يقول( بعض المؤرِّخين:أنه لمّا نزلت السفينة على أرض الجودي،أي سفينة نوح(وهذا لا يلزم التصديق به،ولكن هذا من العلم الذي يُسْتأنس به)لمّا هبطت السفينة أراد أن يتأكد من السفينة أرسل حمامة تخبره هل الأرض حيّة أو ميّتة؟فذهبت الحمامة،ورجعت ومعها غصن زيتون؛لِتُثبِت له أن الحياة تدُبُّ في الأرض،فلذلك جميع الأُمم الآن اليهود والنصارى وغيرهم يجعلون من الحمامة وغُصن الزيتون رمزاً للسلام.
(وسواء صحّ هذا الخبر أم لم يصح،هذا لا يتعلّق به كفر ولا إيمان ولا جنة ولا نار)
قال( هذا اليوم النّحس كان(إنّا أرسلنا عليهم ريحاً صرْصراً في يوم نحسٍ مستمر(تعالى: يوم أربعاء،سمّاه الله هنا مستمر،لكنه لم يذكر في القمر مدة الاستمرار،وذكر سخّرها عليهم سبع ليالٍ وثمانية أيّام(استمراره في سورة الحاقة،قال: .(حسوماً
الأنبياء العرب هم أربعة:(
1-صالح إلى قوم ثمود.
2-شُعيب إلى قوم مدْيَن.
3-هود إلى عاد.
للناس كافّة.(4-محمد
هناك( كذّاب أشِر،وهناك كذّاب طبيعي:
الكذّاب الطبيعي هو:الذي يكذب ليفرّ من مُعظِلة.
الكذّاب الأَشِر هو:الذي يكذب لينشد أمراً عظيماً ليترفّع على الناس.
الآية،وهو قُدار بن سالف،وقال عنه النبي(فنادَوا صاحبهم....( قوله:( :"إنه أشقى الأولين" والحديث صحيح.((1/19)
هنا سؤال:هل كان عقْرُه للناقة برضاً منهم فهنا أسند(فكذّبوه فعقروها....(والأقوى منها:(فنادوا(أو لا ؟نعم برضى منهم؛لقوله: فنادوا(الفعل للجماعة،ولم يسنده للفرد،وقال في سورة القمر إن الذي عَقَرَها واحد: والجمع بين الآيتين:أنه عقرها برضا منهم.(صاحبهم
استحضار الآيات عند( تفسير القرآن مهم جداً،انظر إلى الحجّاج بن يوسف على طغيانه كان يقدر على استحضار القرآن،جاءته امرأة ذات يوم قالت له:أيها الأمير اعفُ عن ولدي،فإنه بريء،ثم قالت:والذي حذف كلاّ من النصف الأعلى،فمكث دقيقتين أو ثلاث يستحضر القرآن،ثم قال:أطلقوا ابنها.
أين حذف كلاّ من النصف الأعلى؟
القرآن ثلاثون جزءاً،فليس في الخمسة عشر جزءاً الأُوَل كلّه حرف(كلا)،والجزء السادس عشر يبدأ بسورة الكهف،ثم الآيات،ثم(كلاّ سنكتب ما يقول....(...أم اتّخذ عند الرحمن عهدا(بعدها سورة مريم: تأتي(كلاّ)كثيرة في الأجزاء الأخيرة من القرآن.
غالباً ما( فائدة:الله ( يعذّب بجنس العمل:
كيف(أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي(- فرعون قال: مات فرعون؟مات غرقاً في الأنهار التي يزعم أنه يملكها.
- وقوم لوط مع الشرك بالله،جاءوا بالفاحشة العظيمة وهي إتيان الذكران من العالمين،وإتيان الذكران قلبٌ في العذاب بجنس المعصية،فقلب عليهم الديار.(للفطرة،فعاملهم الله
( مسألة:أن الغيب الذي أخبر الله عنه،ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
1 ) غيب يتعلّق بالأمم السابقة،مثل:إخباره عن الأقوام،وأهل الكهف،ويوسف وغيره.
2 ) غيب أخبر عنه في بدر وقوعها.(سيُهزم الجمع ويولّون الدُّبُر(ووقع في حياته،مثل:إخباره بأنه:
3 ) غيب أخبر عنه ووقعَ بعد وفاته،مثل:إخباره عن فتح بيت المقدس،وهلاك كِسرى وهلاك قيصر وغيرها.(1/20)
كان رجل من الصالحين يُقال له حاتم يسكن خرسان،كلّما عزم على( الحج خاف على بناته من بعدِه،فقالت له ابنته الكُبرى:يا أبتي..إنما الرازق الله، فحُجّ.فعزَم على الحجّ وترك الصغار في عُهدة أختهم الكُبرى،فَرَعَتْهُم،فلمّا أمسى الليل إذا هم يتضاغون عند قدميْها يسألونها الطعام،ولم يكن في البيت شيء،فبينما هم على تلك الحال،وإذ بأمير يدخل القرية،ويسألهم الماء،ويطرق الباب ومعه حَشَمُهُ وخَدَمُه وماله،ولكن لا ماء معه(والماء يوجد في بيوت الأغنياء كما يوجد في بيوت الفقراء)فلمّا سألهم الماء أخرجوا له جَرّة ماء كانت عندهم،فلمّا شربها جَالَ بطرفِه في البيت،فعرف رِقّةَ حالهم ومسكنتهم وفقرهم،فلمّا أَهَمَّ بالخروج أخرج لهم صُرّة فيها مئات الدنانير،فقالت المرأة العارفة بربّها:هذا مخلوق نظر إلينا فاستغنينا،فكيف بنظر أرحم الراحمين إلينا؟!
كما روى( صحّ عنه ( خرج على الصحابة،فقرأ عليهم سورة الرحمن من( أن النبي (الترمذي من حديث جابر :"لقد قرأتها على إخوانكم من(أوّلها إلى آخرها،فلمّا قضى سكتوا، فقال النبي الجنّ،فكانوا أحسن مردوداً منكم"قالوا:وما ذاك يا رسول الله؟قال:"إنني لمّا قرأتها قال الجنّ:لا نكذّب بأيٍ(فبأيّ آلاء ربكما تكذّبان(على الجنّ كنتُ كلّما تَلَوْتُ من نِعَمِ ربنا،فلربنا الحمد". وهذا الحديث حسّنه الألباني-رحمه الله-في صحيح الجامع.
والمقصود منه:فيه(دلالة على أدب الجنّ مع ربّهم تبارك وتعالى).
#إذاً من السنة أن الإنسان إذا تُلِيَت عليه هذه السورة في غير القرآن أن يقول:(لا نكذّب بأيٍ من آلاءِ ربنا،فلربنا الحمد)أو يقول ما يقرب من هذه العبارة.
(* قال فيما صحّ عنه:"ألِظَّوا بيا ذا الجلال والإكرام". أي الزموا وأكثِروا في الدعاء من قول:يا ذا الجلال والإكرام.
* الدنيا لا تطيب إلاّ بذكر الله،ولا تطيب الآخرة إلاّ بعفو الله،ولا تطيب الجنّة إلاّ برؤية وجه الله.
((1/21)
* سؤال الله من أعظم ما منّ الله به عليك،حتى جاء في الحديث:"أن الله يوحِي إلى جبريل: يا جبريل أخِّر حاجة عبدي،فإنّي أُحِبّ أن أسمع صوته".
قال الشيخ-حفظه الله-:ومَن ذلك السعيد الذي يُحبّ الربّ جلّ وعلا أن يسمع دعاءَه وخشوعَه وتضرّعَه ومسكَنَتَه بين يَدَيّ ربّه جلّ وعلا؟!!
فيومئذٍ لا يُسْألُ( مسألة فيها إشكال: قال تعالى:( ولا يُسألُ عن ذنوبهم(وقال تعالى في سورة أخرى:(عن ذنبه إنسٌ ولا جانٌّ فلنسألنّ(فنفَى هنا السؤال وأثبت الله السؤال في مواطن أُخر،قال جلّ وعلا:(المجرمون وقِفوهم إنهم(وقال جلّ وعلا:(الذين أُرسِلَ إليهم ولنسألنَّ المُرْسَلِين .(وإذا الموءودة سُئِلت(وقال:(مسئولون
والجواب عن هذا:قال بعض العلماء:إن القيامة مواطن يُسأل فيها،ومواطن لا يُسأل فيها،وهذا وإن قال به بعض العلماء الأجِلاّء،(إلاّ أنه في ظنّ الشيخ بعيد).
والصواب أن يُقال:إن السؤال قسمان:قسم أثبته الله،وقسم نفاه الله،فالقسم الذي أثبته الله:هو سؤال التقريع والتوبيخ،أي يُسأل الناس:لِمَ فعلتم هذا ؟
فيومئذٍ لا يُسْألُ عن ذنبه(أما السؤال المنفي: فهذا سؤال الاستعلام والاستفهام،أي لا يُسأل الناس هل فعلتم أم لم(إنسٌ ولا جانٌّ .(أحصاه الله ونَسوه(تفعلوا؛لأن الله أعلم بما فعل الناس من أنفسهم
إذاً تحرّر من هذا أن هناك سؤال منفي وسؤال مثبت،وقد يأتي على إذا الإشكال إشكال آخر،أن يُقال:إذا كان السؤال المُثبَت هو سؤال التقريع والتوبيخ، فكيف يُسأَل المُرسَلون،وكيف تُسأَل الموءودة؟!
والجواب عن هذا أن يُقال:إن سؤال الموءودة تقريع وتوبيخ لقاتلها،وسؤال الرسل تقريع وتوبيخ لأممِهِم الذين كذّبوا بهم.
أفضلُ وأعظم خصلة في المرأة أن يكون طرفُها(قاصرات الطرف( قوله:( مقصوراً على زوجها،ولا تتشوّف إلى غيرِه من الرجال؛ولأن الرجال يحبون هذه الخصلة، جعلها الله أوّلَ نعت للحور العين.(1/22)
تبارك:هو فعل(تبارك اسم ربّك...( قوله:( جامد لا يتعرّف،لا يأتي منه مضارع ولا يأتي منه أمر،وأعظم ما فيه أنه لا يُقال لغير الله،لا يُقال لأحد غير اللهِ تبارك كائناً من كان،وهذا من الأفعال الخاصّة بالتعامل والنعت للربّ العظيم جلّ جلاله.
لماذا يُسمّى الجنّ بهذا الاسم؟
لاستتارِهِم،أي أنّهم لا يُرَوْن بالعين.
ويسمّى الطفل في بطن أمّه عندما لا يُرى،يسمّى(جنين).
وجنّة عدن لم نَرَها،تسمّى(جنّة).
وقال الله عن خليله إبراهيم: فلمّا جنّ عليه الليل رأى كوكباً أي أظلم عليه الليل ولم يعُد يرى.
أيهما( أقدم خلقاً:الجنّ أم الإنس؟
والجانّ خلقناه من قبل(الجنّ بنصّ القرآن،قال تعالى: .(من نار السموم
اختلف العلماء في قضيّة أصل الجنّ ؟(
الأكثر وعليه الجمهور،واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-على أن الجنّ من نسل الشيطان،والإنس من نسل آدم.
واختُلِف في إبليس هل هو من الملائكة أو من الجنّ ؟
(القرآن صراحة يدلّ على أنه من الجنّ،قال تعالى: لاّ إبليس كان من الجنّ ففسقَ عن أمر ربّه... الآية.
الذين قالوا:أنه من الملائكة..كيف يخرّجون قول الله جلّ وعلا: إلاّ إبليس كان من الجنّ... كيف يردّون على هذا ؟
أي كان من الملائكة،وكما سبق أن(كان من الجنّ(قالوا:قوله: الجنّ بمعنى الاستتار.
ونقول هنا:أين الدليل على أن كلمة الجنّ تُطلق على الملائكة ؟
قال تعالى: وجعلوا بينه وبين الجِنّةِ نسباً ولقد (علِمَتِ الجِنّة إنهم لمحضرون الجِنّة هنا:الملائكة.(1/23)
قصّة تربِّي( الطلاّب: أبو حنيفة-رحمه الله-كان له تلاميذ،فكان كلّ فترة يُعطي لأحد التلاميذ إذناً ليُدرّس،وكان له تلميذ من أنجب طلاّبه يُسمّى أبو يوسف،وهو فيما بعد قاضي القُضاة،وأبو يوسف كان يجلس في الحلقة وكان أفضل ممّن يأذن لهم أبو حنيفة،فكان يتعجّب كيف أن الإمام يأذن لغيره أن يدرّس ولا يأذن له؟!وفي ذات يوم مرِض أبو يوسف،فزاره أبو حنيفة في بيته،وفي مرضه الشديد،فغلَب الظنّ عند أبي حنيفة أنّ أبا يوسف سيموت،فلمّا خرج قال أبو حنيفة لطلاّبه:(لئِن مات أبو يوسف..ليفقدنّ العلمُ أحد رجالاتِه،والله لقد كنتُ أعُدُّه للناس من بعدي).رجع الطلاّب يَجْرُون(جِبِلّة)فقالوا لأبي يوسف:أن الإمام قال كذا وكذا وكذا،وبعدها طاب أبو يوسف،فلمّا طاب أبو يوسف جلس أبو حنيفة في الحلقة فقال:(ما فعل الله بأبي يوسف؟) قالوا:يا أبا حنيفة لقد بَرِء،فقال:(أين هو؟)فقالوا:فتحَ حلقة.((1/24)
وهنا فتح حلقة؛لأن الإمام قال:إنا نعدّه للناس من بعدي)هنا أراد أبو حنيفة أن يُؤدِّبه،ويُبيّن له العلم،فقال أبو حنيفة لرجل:(اذهب لأبي يوسف،وقل له:إن رجلاً أخذ ثوبه وأعطاه الغسّال ليغسل له،فلمّا رجع ليأخذ الثوب أنكَرَ الغسّال أنه أخذ ثوباً، ولم يكن عند صاحب الثوب دليل،ثم بعد فترة الغسّال تاب ،فأراد أن يردّ الثوب لصاحبه،فأبو حنيفة يقول:(إن الرجل ردّ الثوب مغسولاً لصاحبه،فهل له أجرة أو ليس له أجرة؟)وقال للطالب الذي بعثه،قال:(إن قال لك أبو يوسف له أجرة،فقل له:أخطأت،وإن قال:ليس له أجرة،فقل له:أخطأت)فخرج الرجل وجلس في حلقة أبو يوسف،وبعدما انتهى الدرس بدأت الأسئلة،قام ورفع يده وقال السؤال،فتفكّر أبو يوسف-رحمه الله-قليلاً ثم قال:ليس له أُجرة،فقال الرجل:خطأ،فتفكّر أُخرى فقال:نعم له أجرة،فقال الطالب:خطأ،ثم رجع وخرج من الحلقة،فلمّا خرج فَطِنَ أبو يوسف أن الذي بعث هذا أبو حنيفة،فرجع أبو يوسف وجلس في حلقة أبو حنيفة،ولمّا بدأ الدرس قال أبو حنيفة:(يا أبا يوسف أعادتك إلَيْنَا مسألة الغسّال،(هنا انظر فقهَ أبو حنيفة)قال له:(كان ينبغي لك أن تسأل مَن سألَك،كان ينبغي أن تسأل إن كان الغسّال سرق الثوب قبل أن يغسله،فليس له أجرة؛لأنّه عندما غسَلَه..غَسَلَهُ لنفسه،وإن كان غسل الثوب ثم بعد غسله نظر إليه فأعجبه،فنوى سرقته فله أجره؛لأنه غسله لصاحب الثوب)ثمّ قال-رحمه الله-:(شابٌ لا يُحسِن مسألة في الإجارة يريد أن يجلس ليُعلّم المسلمين!! )
(ثم قال له مثل لا يَحسُن قوله في المسجد تأديباً له-رحمه الله-).
* لو جاء سائل وقال:ما اسم هذا المسجد؟
نقول:مسجد كذا وكذا.
وأن المساجد لله فلا(فيقول:كيف أن الله يقول: وأنت تقول:مسجد فلان بن فلان؟!(تدعو...
الجواب أن يُقال:أن المساجد تُضاف لله تشريفاً،وتُضاف لغيره تعريفاً.
أين الدليل من السنّة على أن المساجد تُضاف لغير الله؟(1/25)
قوله :"مسجدي هذا" ، "من أتى مسجد قباء" ، وفي الصحيح:"أنه أجرى الخيل من ثنيّة الوداع إلى مسجد بني زُريق".
وقد ذكروا أن( هارون الرشيد الخليفة العبّاسي المعروف غضب يوماً على أحد حرسِه أو خدمِه،غضِب على رجل،فأقسم بالله أنّ امرأته طالق إن بات هذا الرجل في ملكه، وخلافة هارون الرشيد كانت خلافة عامرة،أين يذهب هذا الرجل؟كلّ البلادِ بلادٌ إسلامية تَبَعٌ لهارون الرشيد،فسأَلَ أحدَ العلماء:أين يبيت هذا وأنا قد حلفتُ أنه ما يبيت الليلة في مُلكِي،وأنا أملِك من المشرق إلى المغرب؟فأشار العالم أن يبيت في المسجد؛لأن الله يقول: (وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحداً
قال تعالى:( (وأنّه تعالى جَدُّ ربِّنا ما اتخذ صاحبة ولا ولداً الجدّ هنا بمعنى الجلال والعَظَمَة،وهو أحد معانيها،ومِن معاني الجدّ كذلك:الحظّ والغِنى،ومنه قوله :"ولا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ " أي لا ينفع ذا الحظّ العظيم منك الحظّ.(
( موعظة :
إنه لا نعمة أعظم من الهداية،ولا موقف أَخْوَف من الوقوف بين يدي الربّ تبارك وتعالى،ولا مُنصرَف أعظم من الانصراف بين يدي الله،فريق في الجنّة وفريق
في السعير،ولا زحام أمتع من الزحام على أبواب الجنّة،ولا نعِيم تقرّ به العين أعظم من نعيم الجنّة،ولا عطاء أعظم من رؤية وجه الله تبارك وتعالى،وهذه كلّها
إن(تتحقَّق إذا رحمكَ الله جلّ وعلا،ويسَّر لك الأمر،وتحقيق هذه الرحمة: وأعظم درجات الإحسان أن تعظّم الله جلّ وعلا في قلبك(رحمة الله قريبٌ من المحسنين تعظيماً جليلاً،ولا تجعل مع الله نداً كائناً مَن كان،ومعلومٌ أنّ مثلك لن يدعُوَ غير الله فيما نحسب،لكن قد يتعلّق قلبه بأحد تعلّقاً يُوازي تعلّقه بالله.
والعلماء يقولون :(إن قلب المؤمن ينبغي أن يكون كالكعبة،فالكعبة لا تُعَلَّق فيها صُوَرٌ ولا أزلام،وكذلك قلب المؤمن ينبغي ألاّ يكون فيه إلاّ الله،أو ما كان داخلاً في محبّة الربّ تبارك وتعالى).(1/26)
وإن حفظَ البصر من النظر إلى المحرّمات من أعظم ما يمكن أن تُصْرَف به القلوب إلى طاعة الله؛لأن البصر إذا أدْمَنَ النظر-عياذاً بالله-تعلّق بالصوَر،وقد يُفتَن بها إن كانت وجوه رجال أو وجوه نساء.
ومن التعلّق:حبّ الإنسان للشهرة والظهور.
ومن التعلّق:حبّ الإنسان للمال.
ومن التعلّق:حبّ الإنسان للانتقام.
ومن التعلّق حبّ الإنسان للشهَوات والسّهر وما أشبه ذلك.
وهذه كلّها صوارف تصرف القلب عن الربّ تبارك وتعالى،ومما يثبُت به قلبك على طريق الله:ألاّ يكون في قلبك غلٌّ ولا حقد على مؤمن كائناً مَن كان
والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربّنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا( بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاًّ للذين آمنوا ربّنا إنّك رءوف رحيم ومَن أخطأ من علماء الأمّة-غفر الله لنا ولهم-فالتَمِس لهم العذر،ولسْتَ ملزماً بأخذ قوله،يُرَدُّ عليه القول ويبقى له إيمانه بربّه تبارك وتعالى.
وأنت في طلب هو(العلم لا تشتغِل بالناس،ولا تشتغِل بقول فلان،ولا جماعة فلان،ولا حزب فلان فنحن مسلمون فقط،ولا نريد اسماً زائداً على هذا الاسم بعد(سمّاكم المسلمين من قبل أن سمّانا الله- جلّ وعلا- مسلمين،وكفى به فخراً،وقد أنكر النبي على المهاجرين والأنصار لمّا قال أحدهم:يا للمهاجرين،وقال الآخر:يا للأنصار،قال-عليه الصلاة والسلام:"أَبِدَعوةِ الجاهلية وأنا بين أظهركم" مع أن والسابقون الأوّلون من المهاجرين(المهاجرين والأنصار اسمان قرآنيّان،قال الله: .(والأنصار(1/27)
كما أن من سلامة الصدر،قال-عليه الصلاة والسلام-:"ثلاث لا يَغُلّ عليهنّ قلب مسلم-وذكر منهنّ-لزوم جماعة المسلمين والنصح لهم" ونحن في بلاد-ولله الحمد-آمنة مستقرّة مطمئنة مباركة......وليكن في قلبك الحبّ للحكّام والعلماء والدعاة والأمراء والجيران والأهل والوالدين،كما كان نبيّنا في حياته مع أصحابه ...فبما رحمة من الله لِنْتَ لهم ولو كنت والكمال عزيز.(فظّاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك
كما أنه ينبغي عليك أن تسعى أيّها الأخ المبارك:في تزكية نفسك..اجعل لنفسك حظّاً من الليل تقوم فيه بين يدَي ربّك جلّ وعلا،تتلو القرآن وتسمعه وتقرأه، وتسجد لله،وتتوسّل إلى الله بأسمائه الحُسنى وصفاته العُلى،ليكُنْ بينك وبين الله أعمال في السرائر لا يعلم عنها أحد كائناً مَن كان،تجعلها ذُخْراً لك بين يدَي ربّ العالمين جلّ جلاله،ويتأكّد هذا الأمر على الشباب أكثر من غيرِهم،ولا تنشغل عن العلم بأي شيء آخر،اسهرْ ليلَك في تدوين المسائل،وقراءة القرآن، وحفظ المتون،ولا تشغلها بزيد أفضل وزيد أقلّ،وفلان أحبّه وفلان أبغضه،اشغل نفسك بطاعة الله،أَكْثِر مِن الاستغفار،قال الله فأعظم ما يجلبُ الرحمة:كثرة استغفار(لولا تستغفرون الله لعلّكم تُرحَمون(تعالى: الله،ومن الرحمة أن تُوَفَّق لطلب العلم،والبلوغ فيه،ونفع الناس بعد ذلك،كذلك كُن حريصاً على بِرّ والدَيْك،فلا يُنَالُ خيراً من عند الله بأعظم بعد الصلاة والشهادتين بأعظم من برّ الوالدين،ولن يُدرك عاقّ من الله جلّ وعلا خير؛لأنه فِطرَة..مَن وصّاك الله به،فجعلته وراء ظهرك لن يمكن أن يعطيك الله خيراً إمّا يبلُغنّ عندك الكِبرَ(وقال:(وبالوالدين إحساناً(أمامك،والله جلّ وعلا يقول: وإنّ برّك بأمّك أو برّك(أحدهما أو كلاهما فلا تقلّ لهما أُفٍ ولا تنهرهما.... بأبيك خير لك من ألف محاضرة تحضرها؛لأن ذلك أمر أَوْجَبَه الله،المهمّ أن تحتَسِبَ الصنيع عند الله جلّ وعلا.(1/28)
وممّ يقرّبك من الله تبارك وتعالى زلفاً:كثرة ذكره جلّ وعلا"سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم"كلمتان حبيبتان إلى الرحمن ثقيلتان في الميزان خفيفتان على اللسان.
ومن أعظم ما يحبّه الربّ تبارك وتعالى هذا وجملة أيها الأخ المبارك،ويعينك على السير إلى طريق الله:
لا تَشْمَت بأحد كائناً مَن كان،فإن القلوب بين يدي الله يقلّبها كيف يشاء،اسألِ الله الثبات على الهداية:"يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك"وانظر رحمة الله عليك،كم في هذه الساعة مَن الآن في هذا الصيف واقف على الشواطئ من العُراة وغيرهم ينظر ميمنة وميسرة يُمْلأ قلبه بسخط الله جلّ وعلا وغضبِه؟!كم في هذه اللحظة من هو عاكف في زاوية يتناول مخدِّراً،أو يشمّ مسكراً،أو يشرب ما حرّم الله جلّ وعلا؟!كم في هذه اللحظة مَن هو في بارات الشرق وحانات الغرب يزني؟!وكم في هذه اللحظة مَن هو واقف أمام الشاشات أو مع ساحات الإنترنِت يفعل المعاصي ما الله به عليم؟!هل تعتقد أن الله الحَكَمُ العَدل يساوي بينهم وبين مَن ترك كلّ شيء وقَدِمَ إلى بيتٍ من بيوته يلتمسُ علماً وأجراً من الله وفضلاً من الرحمة؟!المهمّ هو:الصبر..الصبر..الصبر حتى تبلغ الجنّة،وطريق الجنّة عالي صعب،يحتاج إلى جُهد..يحتاج إلى تواصي بالحق..يحتاج إلى صدق..(1/29)
يحتاج إلى سلامة الصدر، فلا تتكلّم في أحد،وأحسِن الظنّ بالمسلمين،وانشغِل بذنوبك عن ذنوب الناس حتى تلقى الله-جلّ وعلا-وقد غفر ذنبك،وقبِلَ توبتك،وردّ عليك أمرك وأعانك وأدخلَكَ جنّتَك،أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ثمّ أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسِه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير جنّات عدن يدخلونها يُحَلَّوْن فيها من أساورَ من ذهبٍ ولؤلؤاً ولباسُهُم فيها حريرٌ وقالوا الحمد لله الذي أذهَبَ عنّا الحَزَنَ إنّ ربنا لغفورٌ شَكُورٌ الّذي أحلّنا دارَ المُقامةِ من فضلِه لا يمسُّنا فيها نَصَبٌ ولا يمَسُّنا فيها لُغُوبٌ .(
اللهم إنّا نسألك رضوانك والجنّة..ونعوذ بك ربّنا من سخَطِكَ والنّار..اللهم اختم لنا بخير واجعل مآلنا إلى خير
وعافنا اللهمّ من شرور أنفسنا..وسيئات أعمالنا..سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون
وسلام على المرسَلِين..والحمد لله ربّ العالمين.....
وفي الختام
أسأل الله أن يجعَلَنا ممّن يتدبّر آياته..ويعمل بأحكامه..وأسأل الله
أن يرزقنا علماً نافعاً..ورزقاً طيّباً..وعملاً متقبّلا
انتهى هذا العمل في يوم الأحد
22/ربيع(3)الأوّل/1426هـ
بعد صلاة العشاء
9:41 م
والحمد لله على انتهائي كما حمدتُ الله في ابتدائي
ثمّ الصلاة والسلام أبداً تغشى الرسول المصطفى محمّداً
كتبه الفقير إلى عفو ربّه
بدر بن علي بن محمّد الأسمري
أبو معاذ
القصيم-عنيزة
اللهم اجعله خالصاً لوجهك الكريم(1/30)