الذين يحبهم الله تعالى
طبع بموافقة وزارة الإعلام تاريخ3/12/ 2007 رقم (97228)
إعداد
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان على يوم الدين .
أما بعد :
فإن الله تعالى قد ذكر في كتابه العزيز صفات الذين يحبهم ، وصفات الذين لا يحبهم ، كما قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (54) سورة المائدة
وقد ذكرت في هذا الكتاب صفات الذين يحبهم الله تعالى في القرآن والسنة كي نقتدي بهم ، ونحتذي حذوهم .
بقول الله تعالى : {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ} (165) سورة البقرة
وكذلك ذكرت صفات الذين لا يحبهم الله تعالى كذلك في القرآن والسنة كي نحذرهم ونبتعد عن صفاتهم .
فاللهُ تعالى لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ و لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ ولاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ و لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ.....
وقد قمت بشرح موجز للآيات القرآنية
وبتخريج الأحاديث النبوية من مصادرها ، والحكم عليها صحة وضعفاً بما يناسبها
أسأل الله تعالى أن ينفع به جامعه وقارئه وناشره في الدارين .
جمع وإعداد
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود
18 ذو القعدة 1428 هـ الموافق ل 27 /11/2007 م(1/1)
- - - - - - - - - - -
البابُ الأولُ
الذين يحبهم الله تعالى في القرآن الكريم
ُيحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
قال تعالى :{ وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195) [البقرة/195، 196] }
واستمروا- أيها المؤمنون- في إنفاق الأموال لنصرة دين الله تعالى، والجهاد في سبيله، ولا توقعوا أنفسكم في المهالك بترك الجهاد في سبيل الله، وعدم الإنفاق فيه، وأحسنوا في الإنفاق والطاعة، واجعلوا عملكم كله خالصًا لوجه الله تعالى. إن الله يحب أهل الإخلاص والإحسان.
==================
يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ
وقال تعالى : {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} (222) سورة البقرة
ويسألونك عن الحيض- وهو الدم الذي يسيل من أرحام النساء جِبِلَّة في أوقات مخصوصة-، قل لهم -أيها النبي-: هو أذى مستقذر يضر من يَقْرَبُه، فاجتنبوا جماع النساء مدة الحيض حتى ينقطع الدم، فإذا انقطع الدم، واغتسلن، فجامعوهن في الموضع الذي أحلَّه الله لكم، وهو القبل لا الدبر. إن الله يحب عباده المكثرين من الاستغفار والتوبة، ويحب عباده المتطهرين الذين يبتعدون عن الفواحش والأقذار.
===============
اتباعُ الرسول صلى الله عليه وسلم
وقال تعالى : {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } (31) سورة آل عمران(1/2)
قل -أيها الرسول-: إن كنتم تحبون الله حقا فاتبعوني وآمنوا بي ظاهرًا وباطنًا، يحببكم الله، ويمحُ ذنوبكم، فإنه غفور لذنوب عباده المؤمنين، رحيم بهم. وهذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله -تعالى- وليس متبعًا لنبيه محمد صلى الله عيه وسلم حق الاتباع، مطيعًا له في أمره ونهيه، فإنه كاذب في دعواه حتى يتابع الرسول صلى الله عليه وسلم حق الاتباع.
====================
يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ
وقال تعالى : {بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} (76) سورة آل عمران
ليس الأمر كما زعم هؤلاء الكاذبون، فإن المتقي حقاً هو من أوفى بما عاهد الله عليه من أداء الأمانة والإيمان به وبرسله والتزم هديه وشرعه، وخاف الله عز وجل فامتثل أمره وانتهى عما نهى عنه. والله يحب المتقين الذين يتقون الشرك والمعاصي.
===================
يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
وقال تعالى : {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)} [آل عمران/133-136]
وبادروا بطاعتكم لله ورسوله لاغتنام مغفرة عظيمة من ربكم وجنة واسعة، عرضها السموات والأرض، أعدها الله للمتقين.(1/3)
الذين ينفقون أموالهم في اليسر والعسر، والذين يمسكون ما في أنفسهم من الغيظ بالصبر، وإذا قَدَروا عَفَوا عمَّن ظلمهم. وهذا هو الإحسان الذي يحب الله أصحابه.
والذين إذا ارتكبوا ذنبًا كبيرًا أو ظلموا أنفسهم بارتكاب ما دونه، ذكروا وعد الله ووعيده فلجئوا إلى ربهم تائبين، يطلبون منه أن يغفر لهم ذنوبهم، وهم موقنون أنه لا يغفر الذنوب إلا الله، فهم لذلك لا يقيمون على معصية، وهم يعلمون أنهم إن تابوا تاب الله عليهم .
أولئك الموصوفون بتلك الصفات العظيمة جزاؤهم أن يستر الله ذنوبهم، ولهم جنات تجري من تحت أشجارها وقصورها المياه العذبة، خالدين فيها لا يخرجون منها أبدًا. ونِعْمَ أجر العاملين المغفرة والجنة.
وقال تعالى : { وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148) [آل عمران/146-148]}
كثير من الأنبياء السابقين قاتل معهم جموع كثيرة من أصحابهم، فما ضعفوا لِمَا نزل بهم من جروح أو قتل; لأن ذلك في سبيل ربهم، وما عَجَزوا، ولا خضعوا لعدوهم، إنما صبروا على ما أصابهم. والله يحب الصابرين.
وما كان قول هؤلاء الصابرين إلا أن قالوا: ربنا اغفر لنا ذنوبنا، وما وقع منا مِن تجاوزٍ في أمر ديننا، وثبِّت أقدامنا حتى لا نفرَّ من قتال عدونا، وانصرنا على مَن جحد وحدانيتك ونبوة أنبيائك.(1/4)
فأعطى الله أولئك الصابرين جزاءهم في الدنيا بالنصر على أعدائهم، وبالتمكين لهم في الأرض، وبالجزاء الحسن العظيم في الآخرة، وهو جنات النعيم. والله يحب كلَّ مَن أحسن عبادته لربه ومعاملته لخلقه.
وقال تعالى : {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (13) سورة المائدة
فبسبب نقض هؤلاء اليهود لعهودهم المؤكَّدة طردناهم من رحمتنا، وجعلنا قلوبهم غليظة لا تلين للإيمان، يبدلون كلام الله الذي أنزله على موسى، وهو التوراة، وتركوا نصيبًا مما ذُكِّروا به، فلم يعملوا به. ولا تزال -أيها الرسول- تجد من اليهود خيانةً وغَدرًا، فهم على منهاج أسلافهم إلا قليلا منهم، فاعف عن سوء معاملتهم لك، واصفح عنهم، فإن الله يحب مَن أحسن العفو والصفح إلى من أساء إليه.(وهكذا يجد أهل الزيغ سبيلا إلى مقاصدهم السيئة بتحريف كلام الله وتأويله على غير وجهه، فإن عجَزوا عن التحريف والتأويل تركوا ما لا يتفق مع أهوائهم مِن شرع الله الذي لا يثبت عليه إلا القليل ممن عصمه الله منهم).
وقال تعالى : {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } (93) سورة المائدة(1/5)
ليس على المؤمنين الذين شربوا الخمر قبل تحريمها إثم في ذلك، إذا تركوها واتقوا سخط الله وآمنوا به، وقدَّموا الأعمال الصالحة التي تدل على إيمانهم ورغبتهم في رضوان الله تعالى عنهم، ثم ازدادوا بذلك مراقبة لله عز وجل وإيمانا به، حتى أصبحوا مِن يقينهم يعبدونه، وكأنهم يرونه. وإن الله تعالى يحب الذين بلغوا درجة الإحسان حتى أصبح إيمانهم بالغيب كالمشاهدة.
=================
يُحِبُّ الصَّابِرِينَ
وقال تعالى : {وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} (146) سورة آل عمران .
كثير من الأنبياء السابقين قاتل معهم جموع كثيرة من أصحابهم، فما ضعفوا لِمَا نزل بهم من جروح أو قتل; لأن ذلك في سبيل ربهم، وما عَجَزوا، ولا خضعوا لعدوهم، إنما صبروا على ما أصابهم. والله يحب الصابرين.
=================
يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ
وقال تعالى : {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} (159) سورة آل عمران
فبرحمة من الله لك ولأصحابك -أيها النبي- منَّ الله عليك فكنت رفيقًا بهم، ولو كنت سيِّئ الخُلق قاسي القلب، لانْصَرَفَ أصحابك من حولك، فلا تؤاخذهم بما كان منهم في غزوة "أُحد"، واسأل الله -أيها النبي- أن يغفر لهم، وشاورهم في الأمور التي تحتاج إلى مشورة، فإذا عزمت على أمر من الأمور -بعد الاستشارة- فأَمْضِه معتمدًا على الله وحده، إن الله يحب المتوكلين عليه.
===================
يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ(1/6)
وقال تعالى : {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِن جَآؤُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُم أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (42) سورة المائدة
هؤلاء اليهود يجمعون بين استماع الكذب وأكل الحرام، فإن جاؤوك يتحاكمون إليك فاقض بينهم، أو اتركهم، فإن لم تحكم بينهم فلن يقدروا على أن يضروك بشيء، وإن حكمت فاحكم بينهم بالعدل. إن الله يحب العادلين.
--------------------
وقال تعالى : {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } (9) سورة الحجرات
وإن طائفتان من أهل الإيمان اقتتلوا فأصلحوا -أيها المؤمنون- بينهما بدعوتهما إلى الاحتكام إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والرضا بحكمهما، فإن اعتدت إحدى الطائفتين وأبت الإجابة إلى ذلك، فقاتلوها حتى ترجع إلى حكم الله ورسوله، فإن رجعت فأصلحوا بينهما بالإنصاف، واعدلوا في حكمكم بأن لا تتجاوزوا في أحكامكم حكم الله وحكم رسوله، إن الله يحب العادلين في أحكامهم القاضين بين خلقه بالقسط. وفي الآية إثبات صفة المحبة لله على الحقيقة، كما يليق بجلاله سبحانه.
---------------------
وقال تعالى : {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } (8) سورة الممتحنة(1/7)
لا ينهاكم الله -أيها المؤمنون- عن الذين لم يقاتلوكم من الكفار بسبب الدين، ولم يخرجوكم من دياركم أن تكرموهم بالخير، وتعدلوا فيهم بإحسانكم إليهم وبرِّكم بهم. إن الله يحب الذين يعدلون في أقوالهم وأفعالهم.
=================
أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ
وقال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (54) سورة المائدة
يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه من يرجع منكم عن دينه، ويستبدل به اليهودية أو النصرانية أو غير ذلك، فلن يضرُّوا الله شيئًا، وسوف يأتي الله بقوم خير منهم يُحِبُّهم ويحبونه، رحماء بالمؤمنين أشدَّاء على الكافرين، يجاهدون أعداء الله، ولا يخافون في ذات الله أحدًا. ذلك الإنعام مِن فضل الله يؤتيه من أراد، والله واسع الفضل، عليم بمن يستحقه من عباده.
===============
يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ(1/8)
وقال تعالى : { بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (1) فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ (2) وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3) إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ(4)} سورة التوبة
هذه براءة من الله ورسوله، وإعلان بالتخلي عن العهود التي كانت بين المسلمين والمشركين.
فسيروا -أيها المشركون- في الأرض مدَّة أربعة أشهر، تذهبون حيث شئتم آمنين من المؤمنين، واعلموا أنكم لن تُفْلِتوا من العقوبة، وأن الله مذل الكافرين ومورثهم العار في الدنيا، والنار في الآخرة. وهذه الآية لذوي العهود المطلقة غير المؤقتة، أو من له عهد دون أربعة أشهر، فيكمَّل له أربعة أشهر، أو مَن كان له عهد فنقضه.
وإعلام من الله ورسوله وإنذار إلى الناس يوم النحر أن الله بريء من المشركين، ورسوله بريء منهم كذلك. فإن رجعتم -أيها المشركون- إلى الحق وتركتم شرككم فهو خير لكم، وإن أعرضتم عن قَبول الحق وأبيتم الدخول في دين الله فاعلموا أنكم لن تُفْلِتوا من عذاب الله. وأنذر -أيها الرسول- هؤلاء المعرضين عن الإسلام عذاب الله الموجع.(1/9)
ويُستثنى من الحكم السابق المشركون الذين دخلوا معكم في عهد محدد بمدة، ولم يخونوا العهد، ولم يعاونوا عليكم أحدا من الأعداء، فأكملوا لهم عهدهم إلى نهايته المحدودة. إن الله يحب المتقين الذين أدَّوا ما أمروا به، واتقوا الشرك والخيانة، وغير ذلك من المعاصي.
------------------
وقال تعالى : {كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ } (7) سورة التوبة
لا ينبغي أن يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله، إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام في صلح (الحديبية) فما أقاموا على الوفاء بعهدكم فأقيموا لهم على مثل ذلك. إن الله يحب المتقين الموفِّين بعهودهم.
==============
يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ
وقال تعالى : {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107) لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108) أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (109) لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (110) }[التوبة/107-110](1/10)
والمنافقون الذين بنوا مسجدًا; مضارة للمؤمنين وكفرًا بالله وتفريقًا بين المؤمنين، ليصلي فيه بعضهم ويترك مسجد(قباء) الذي يصلي فيه المسلمون، فيختلف المسلمون ويتفرقوا بسبب ذلك، وانتظارا لمن حارب الله ورسوله من قبل -وهو أبو عامر الراهب الفاسق- ليكون مكانًا للكيد للمسلمين، وليحلفنَّ هؤلاء المنافقون أنهم ما أرادوا ببنائه إلا الخير والرفق بالمسلمين والتوسعة على الضعفاء العاجزين عن السير إلى مسجد(قباء)، والله يشهد إنهم لكاذبون فيما يحلفون عليه. وقد هُدِم المسجد وأُحرِق.
لا تقم -أيها النبي- للصلاة في ذلك المسجد أبدًا; فإن المسجد الذي أُسِّسَ على التقوى من أول يوم -وهو مسجد(قباء)- أولى أن تقوم فيه للصلاة، ففي هذا المسجد رجال يحبون أن يتطهروا بالماء من النجاسات والأقذار، كما يتطهرون بالتورع والاستغفار من الذنوب والمعاصي. والله يحب المتطهرين. وإذا كان مسجد(قباء) قد أُسِّسَ على التقوى من أول يوم، فمسجد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كذلك بطريق الأولى والأحرى.
لا يستوي مَن أسَّس بنيانه على تقوى الله وطاعته ومرضاته، ومن أسَّس بنيانه على طرف حفرة متداعية للسقوط، فبنى مسجدًا ضرارًا وكفرًا وتفريقًا بين المسلمين، فأدَّى به ذلك إلى السقوط في نار جهنم. والله لا يهدي القوم الظالمين المتجاوزين حدوده. لا يزال بنيان المنافقين الذي بنوه مضارَّة لمسجد(قباء) شكًا ونفاقًا ماكثًا في قلوبهم، إلى أن تتقطع قلوبهم بقتلهم أو موتهم، أو بندمهم غاية الندم، وتوبتهم إلى ربهم، وخوفهم منه غاية الخوف. والله عليم بما عليه هؤلاء المنافقون من الشك وما قصدوا في بنائهم، حكيم في تدبير أمور خلقه.
==================
يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا
قال تعالى :{ {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ} (4) سورة الصف(1/11)
إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفًا كأنهم بنيان متراص محكم لا ينفذ منه العدو. وفي الآية بيان فضل الجهاد والمجاهدين؛ لمحبة الله سبحانه لعباده المؤمنين إذا صفُّوا مواجهين لأعداء الله، يقاتلونهم في سبيله.
- - - - - - - - - - - - - -
الباب الثاني
الذين يحبهم الله تعالى في السنة النبوية
علي رضي الله عنه يحب الله ورسوله
عَنْ أَبِى حَازِمٍ قَالَ أَخْبَرَنِى سَهْلٌ - رضى الله عنه يَعْنِى ابْنَ سَعْدٍ - قَالَ قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ خَيْبَرَ « لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلاً يُفْتَحُ عَلَى يَدَيْهِ ، يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ » .
فَبَاتَ النَّاسُ لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَى فَغَدَوْا كُلُّهُمْ يَرْجُوهُ فَقَالَ « أَيْنَ عَلِىٌّ » . فَقِيلَ يَشْتَكِى عَيْنَيْهِ ، فَبَصَقَ فِى عَيْنَيْهِ وَدَعَا لَهُ ، فَبَرَأَ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ ، فَأَعْطَاهُ فَقَالَ أُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا . فَقَالَ « انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ ، فَوَاللَّهِ لأَنْ يَهْدِىَ اللَّهُ بِكَ رَجُلاً خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ »(1).
================
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنًا
__________
(1) - صحيح البخارى برقم (3009 )(1/12)
عَنْ نَافِعٍ قَالَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - . وَتَابَعَهُ أَبُو عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِى مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحْبِبْهُ . فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ، فَيُنَادِى جِبْرِيلُ فِى أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبُّوهُ . فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِى الأَرْضِ »(1).
=============
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِى الأَمْرِ كُلِّهِ
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - زَوْجَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَتْ دَخَلَ رَهْطٌ مِنَ الْيَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالُوا السَّامُ عَلَيْكُمْ . قَالَتْ عَائِشَةُ فَفَهِمْتُهَا فَقُلْتُ وَعَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ . قَالَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « مَهْلاً يَا عَائِشَةُ ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِى الأَمْرِ كُلِّهِ » . فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « قَدْ قُلْتُ وَعَلَيْكُمْ »(2).
و عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعْطِى عَلَيْهِ مَا لاَ يُعْطِى عَلَى الْعُنْفِ »(3).
__________
(1) - صحيح البخارى برقم (3209 ).
(2) - صحيح البخارى برقم (6024 )
(3) - سنن أبى داود برقم (4809 ) صحيح(1/13)
و عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ:"إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيَرْضَاهُ، وَيُعِينُ عَلَيْهِ مَا لا يُعِينُ عَلَى الْعُنْفِ".(1)
============
يُحِبُّ تَضَرُّعَ عَبْدِهِ إِلَيْهِ
__________
(1) - المعجم الكبير للطبراني - (ج 7 / ص 100) برقم (7350 ) صحيح(1/14)
عَنْ يَحْيَى بن أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو عُبَيْدَةَ بن عَبْدِ اللَّهِ بن مَسْعُودٍ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أُخْبِرُكَ عَنْ هَدْيِ عَبْدِ اللَّهِ بن مَسْعُودٍ فِي الصَّلاةِ وَفِعْلِهِ وَقَوْلِهِ فِيهَا، وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُعْطِيَ جَوَامِعَ الْكَلِمِ، كَانَ يُعَلِّمُنَا كَيْفَ نَقُولُ فِي الصَّلاةِ حِينَ نَقْعُدُ فِيهَا:التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، ثُمَّ يَسْأَلُ مَا بَدَا لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ، وَيَرْغَبُ إِلَيْهِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَمَغْفِرَتِهِ، كَلِمَاتٌ يَسِيرَةٌ لا يُطِيلُ بِهَا الْقُعُودَ، وَكَانَ يَقُولُ:أُحِبُّ أَنْ تَكُونَ مَسْأَلَتُكُمُ اللَّهَ حِينَ يَقْعُدُ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلاةِ وَيَقْضِي التَّحِيَّةَ، أَنْ يَقُولَ بَعْدَ ذَلِكَ: سُبْحَانَكَ لا إِلَهَ غَيْرُكَ، اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، وَأَصْلِحْ لِي عَمَلِي، إِنَّكَ تَغْفِرُ الذُّنُوبَ لِمَنْ تَشَاءُ، وَأَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، يَا غَفَّارُ اغْفِرْ لِي، يَا تَوَّابُ تُبْ عَلَيَّ، يَا رَحْمَانُ ارْحَمْنِي، يَا عَفُوُّ اعْفُ عَنِّي، يَا رَءُوفُ ارْأُفْ بِي، يَا رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكَرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ، وَطَوِّقْنِي حُسْنَ عِبَادَتِكَ، يَا رَبِّ أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ، يَا رَبِّ افْتَحْ لِي بِخَيْرٍ، وَاخْتِمْ لِي بِخَيْرٍ، وَآتِنِي شَوْقًا إِلَى لِقَائِكَ مِنْ غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، وَلا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، وَقِنِي السَّيِّئَاتِ، وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ فَقَدْ رَحِمْتَهُ،(1/15)
وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ، ثُمَّ مَا كَانَ مِنْ دُعَائِكُمْ فَلْيَكُنْ فِي تَضَرُّعٍ وَإِخْلاصٍ، فَإِنَّهُ يُحِبُّ تَضَرُّعَ عَبْدِهِ إِلَيْهِ.(1)
============
يُحبُّ السَّهلَ الطَّلقَ
عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إِنَّ اللهَ تَعَالى يُحبُّ السَّهلَ الطَّلقَ »(2).
=============
يُحبُّ الشَّابَّ التَّائبَ
عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إِنَّ اللهَ تَعَالى يُحبُّ الشَّابَّ التَّائبَ »(3).
==============
يُحبُّ المُؤمنَ المُتبذِّلَ
عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إِنَّ اللهَ تَعَالى يُحبُّ المُؤمنَ المُتبذِّلَ الذى لاَ يُبالِى مَالَبسَ »(4).
================
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعُطَاسَ
__________
(1) - المعجم الكبير للطبراني - (ج 8 / ص 378) برقم (9799 ) فيه أ بوعبيدة بن عبد الله لم يسمع من أبيه ولكنه كان من أعلم الناس بحديث أبيه أخذه عن أمه وعن أصحاب أبيه انظر التهذيب(3495) فالحديث حسن
(2) - مسند الشهاب القضاعي برقم (1008 )والشعب ( 8055 و 8056) مرسلاً وموصولاً المرسل أصح
(3) - التوبة لابن أبي الدنيا برقم (177 ) والإتحاف 8/506 والمقاصد الحسنة للسخاوي - (ج 1 / ص 190) برقم (241) حسن لغيره
(4) - الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي برقم (204 )والشعب ( 6175 و 6176 ) والترغيب 3/108 والإتحاف 9/352 وفيه انقطاع(1/16)
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - « إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعُطَاسَ ، وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ ، فَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ ، فَحَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ أَنْ يُشَمِّتَهُ ، وَأَمَّا التَّثَاوُبُ فَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ ، فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ ، فَإِذَا قَالَ هَا . ضَحِكَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ »(1).
===============
يُحِبُّ أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلاَدِكُمْ
عَنِ النُّعْمَانِ أَنَّ أُمَّهُ أَرَادَتْ بَشِيرًا أَبَاهُ عَلَى أَنْ يُعْطِىَ النُّعْمَانَ ابْنَهُ حَائِطًا مِنْ نَخْلٍ فَفَعَلَ فَقَالَ مَنْ أُشْهِدُ لَكِ فَقَالَتِ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-. فَأَتَى النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ لَهُ نَبِىُّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَلَكَ وَلَدٌ غَيْرُهُ ». قَالَ نَعَمْ. قَالَ « فَأَعْطَيْتَهُمْ كَمَا أَعْطَيْتَهُ ». قَالَ لاَ. قَالَ « لَيْسَ مِثْلِى يَشْهَدُ عَلَى مِثْلِ هَذَا إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلاَدِكُمْ كَمَا يُحِبُّ أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ أَنْفُسِكُمْ »(2).
===============
يُحِبُّ اللَّهُ لِلْعَامِلِ إِذَا عَمِلَ أَنْ يُحْسِنَ
__________
(1) - صحيح البخارى برقم (6223 )
(2) - سنن الدارقطنى 3/42 برقم (3007 )ود ( 3544) ون 6/262 وبنحوه خ 3/206 وم الهبات 13 حسن لغيره(1/17)
عَنْ عَاصِمِ بن كُلَيْبٍ الْجَرْمِيُّ، عَنْ أبِيهِ، أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ أَبِيهِ إِلَى جَنَازَةٍ شَهِدَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا غُلامٌ أَعْقِلُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"يُحِبُّ اللَّهُ لِلْعَامِلِ إِذَا عَمِلَ أَنْ يُحْسِنَ"(1).
===============
يُحِبُّ الْحَمْدَ
عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلاَ أُنْشِدُكَ مَحَامِدَ حَمِدْتُ بِهَا رَبِّى تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ « أَمَا إِنَّ رَبَّكَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ الْحَمْدَ »(2).
===============
يُحِبُّ الْمَدْحَ
__________
(1) - المعجم الكبير للطبراني - (ج 14 / ص 81) برقم (15778)والشعب ( 5315) والصحيحة ( 1113) وصحيح الجامع ( 1891 ) وطب 19/200 صحيح لغيره
(2) - مسند أحمد برقم (15991)صحيح(1/18)
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى بَكْرَةَ أَنَّ الأَسْوَدَ بْنَ سَرِيعٍ قَالَ َتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقُلْتُ َا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى قَدْ حَمِدْتُ رَبِّى تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِمَحَامِدَ وَمِدَحٍ وَإِيَّاكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَمَا إِنَّ رَبَّكَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُحِبُّ الْمَدْحَ هَاتِ مَا امْتَدَحْتَ بِهِ رَبَّكَ ». قَالَ َجَعَلْتُ أُنْشِدُهُ فَجَاءَ رَجُلٌ فَاسْتَأْذَنَ أَدْلَمُ أَصْلَعُ أَعْسَرُ أَيْسَرُ - قَالَ - فَاسْتَنْصَتَنِى لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. وَوَصَفَ لَنَا ابْنُ سَلَمَةَ كَيْفَ اسْتَنْصَتَهُ. قَالَ كَمَا صَنَعَ بِالْهِرِّ فَدَخَلَ الرَّجُلُ فَتَكَلَّمَ سَاعَةً ثُمَّ خَرَجَ ثُمَّ أَخَذْتُ أُنْشِدُهُ أَيْضاً ثُمَّ رَجَعَ بَعْدُ فَاسْتَنْصَتَنِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- - وَوَصَفَهُ أَيْضاً - فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ ذَا الَّذِى اسْتَنْصَتَّنِى لَهُ فَقَالَ :« هَذَا رَجُلٌ لاَ يُحِبُّ الْبَاطِلَ هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ »(1).
==============
يُحِبُّ الْوَتْرَ
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رِوَايَةً قَالَ : « لِلَّهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا ، مِائَةٌ إِلاَّ وَاحِدًا ، لاَ يَحْفَظُهَا أَحَدٌ إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَهْوَ وَتْرٌ يُحِبُّ الْوَتْرَ »(2).
و عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: الْوِتْرُ لَيْسَ بِحَتْمٍ كَصَلاَتِكُمُ الْمَكْتُوبَةِ وَلَكِنْ سَنَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَقَالَ « إِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ فَأَوْتِرُوا يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ »(3).
=============
يُحِبُّ الْجَمَالَ
__________
(1) - مسند أحمد برقم (15995)حسن -الأدلم : الأسود الطويل
(2) - صحيح البخارى برقم (6410 )
(3) - سنن الترمذى برقم (455 ) حديث حسن(1/19)
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :« لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِى قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ ». قَالَ رَجُلٌ إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً. قَالَ « إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ »(1).
==============
يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِىَّ الْغَنِىَّ الْخَفِىَّ
عن عَامِرَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ كَانَ سَعْدُ بْنُ أَبِى وَقَّاصٍ فِى إِبِلِهِ فَجَاءَهُ ابْنُهُ عُمَرُ فَلَمَّا رَآهُ سَعْدٌ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ هَذَا الرَّاكِبِ فَنَزَلَ فَقَالَ لَهُ أَنَزَلْتَ فِى إِبِلِكَ وَغَنَمِكَ وَتَرَكْتَ النَّاسَ يَتَنَازَعُونَ الْمُلْكَ بَيْنَهُمْ فَضَرَبَ سَعْدٌ فِى صَدْرِهِ فَقَالَ اسْكُتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِىَّ الْغَنِىَّ الْخَفِىَّ »(2).
===============
الغيرة والخيلاء اللذين يحبهما الله تعالى
__________
(1) - صحيح مسلم برقم (275 ) - البطر : التكبر على الحق فلا يقبله = الغمط : الاحتقار والاستهانة
(2) - صحيح مسلم برقم (7621 ) -الخفى : الخامل المنقطع إلى العبادة والاشتغال بأمور نفسه(1/20)
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ أَنَّ نَبِىَّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَقُولُ : « مِنَ الْغَيْرَةِ مَا يُحِبُّ اللَّهُ وَمِنْهَا مَا يُبْغِضُ اللَّهُ فَأَمَّا الَّتِى يُحِبُّهَا اللَّهُ فَالْغَيْرَةُ فِى الرِّيبَةِ وَأَمَّا الْغَيْرَةُ الَّتِى يُبْغِضُهَا اللَّهُ فَالْغَيْرَةُ فِى غَيْرِ رِيبَةٍ وَإِنَّ مِنَ الْخُيَلاَءِ مَا يُبْغِضُ اللَّهُ وَمِنْهَا مَا يُحِبُّ اللَّهُ فَأَمَّا الْخُيَلاَءُ الَّتِى يُحِبُّ اللَّهُ فَاخْتِيَالُ الرَّجُلِ نَفْسَهُ عِنْدَ الْقِتَالِ وَاخْتِيَالُهُ عِنْدَ الصَّدَقَةِ وَأَمَّا الَّتِى يُبْغِضُ اللَّهُ فَاخْتِيَالُهُ فِى الْبَغْىِ »(1).
=================
يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ
عَنْ يَعْلَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- رَأَى رَجُلاً يَغْتَسِلُ بِالْبَرَازِ بِلاَ إِزَارٍ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَيِىٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ فَإِذَا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ »(2).
===============
يُحِبُّ السَّتْرَ
__________
(1) - سنن أبى داود برقم (2661 )حسن
(2) - سنن أبى داود برقم (4014 )صحيح=براز : الفضاء الواسع من الأرض(1/21)
عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ قَالُوا يَا ابْنَ عَبَّاسٍ :كَيْفَ تَرَى فِى هَذِهِ الآيَةِ الَّتِى أُمِرْنَا فِيهَا بِمَا أُمِرْنَا وَلاَ يَعْمَلُ بِهَا أَحَدٌ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاَةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاَةِ الْعِشَاءِ ثَلاَثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلاَ عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ) قَرَأَ الْقَعْنَبِىُّ إِلَى (عَلِيمٌ حَكِيمٌ) قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِنَّ اللَّهَ حَلِيمٌ رَحِيمٌ بِالْمُؤْمِنِينَ يُحِبُّ السَّتْرَ وَكَانَ النَّاسُ لَيْسَ لِبُيُوتِهِمْ سُتُورٌ وَلاَ حِجَالٌ فَرُبَّمَا دَخَلَ الْخَادِمُ أَوِ الْوَلَدُ أَوْ يَتِيمَةُ الرَّجُلِ وَالرَّجُلُ عَلَى أَهْلِهِ فَأَمَرَهُمُ اللَّهُ بِالاِسْتِئْذَانِ فِى تِلْكَ الْعَوْرَاتِ فَجَاءَهُمُ اللَّهُ بِالسُّتُورِ وَالْخَيْرِ فَلَمْ أَرَ أَحَدًا يَعْمَلُ بِذَلِكَ بَعْدُ(1).
=================
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ سَمْحَ الْبَيْعِ...
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ سَمْحَ الْبَيْعِ سَمْحَ الشِّرَاءِ سَمْحَ الْقَضَاءِ »(2).
===============
يُحِبُّ كُلَّ قَلْبٍ حَزِينٍ
__________
(1) - سنن أبى داود برقم (5194 )حسن = الحجال : جمع الحجلة وهى بيت كالقبة يستر بالثياب تكون له أزرار كبار
(2) - سنن الترمذى برقم (1368 ) و المستدرك للحاكم برقم (2338)والصحيحة ( 889) وترغيب 2/563 وصحيح الجامع ( 1888 )صحيح.(1/22)
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ كُلَّ قَلْبٍ حَزِينٍ"(1).
==============
يُحِبُّ مَعَالِيَ الأُمُورِ
عَنْ حُسَيْنِ بن عَلِيٍّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ مَعَالِيَ الأُمُورِ وأَشْرَافَهَا ، وَيَكْرَهُ سَفَاسِفَهَا "(2).
=================
يُحِبُّ الصُّمْتَ عِنْدَ ثَلاثَ
__________
(1) - المستدرك للحاكم برقم (7884) و شعب الإيمان للبيهقي برقم (904 )
روى بإسنادين فى الشعب الثانى منها رجاله رجال الصحيح وقال عنه فى الشعب : وهذا إسناد أصح 1 هـ لكن فيه ضمرة بن حبيب هل سمع من أبى الدرداء علماً أنه مات سنة 130 هـ حسب ما ذكر ابن حبان وأبو الدرداء مات سنة 32 هـ وقال الحافظ فى التهذيب : روى عن شداد بن أوس وأبى أمامة الباهلى وعوف بن مالك وعبد الرحمن بن عمرو السلمى -- وغيرهم وهو ثقة باتفاق ، وذكر له البخارى أثراً من روايته عن أبى الدرداء -- ووصله ابن المبارك -- عن ضمرة بن حبيب عن أبى الدرداء التهذيب 4/459 - 460 ولم يذكروا عنه أنه أرسل عن أحد من الصحابة علماً أن من الرواة عن ضمرة هلال بن يساف وقد أدرك كثيراً من الصحابة الحسن بن على وما بعده ومات قبل ضمرة بكثير
فما المانع أن يكون ضمرة من المعمرين وقد سمع من أبى الدرداء فى الشام ؟! طالما أنه لم يتهم بتدليس أو إرسال فالحديث عندى حسن
ولم يطلع الألبانى على الطريق الثانى : معاوية بن صالح عن ضمرة ومن ثم فقد حكم على الحديث بالضعف الشديد فى ضعيفته ( 483) وضعفه فقط فى ضعيف الجامع ( 1723) !!
(2) - المعجم الكبير للطبراني - (ج 3 / ص 214) برقم (2826)والشهاب ( 1077) وصحيح الجامع ( 1890 ) والإتحاف 8/174 والصحيحة ( 1378)صحيح(1/23)
عَنْ زَيْدِ بن أَرْقَمَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ الصُّمْتَ عِنْدَ ثَلاثَ : عِنْدَ تِلاوَةِ الْقُرْآنِ وَعِنْدَ الزَّحْفِ وَعِنْدَ الْجِنَازَةِ "(1).
===============
يُحِبُّ الْمُحْتَرِفَ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ:"إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْتَرِفَ"(2).
==============
يُحِبُّ الشَّاكِرِينَ
__________
(1) - المعجم الكبير للطبراني - (ج 5 / ص 150) برقم (4987)حسن لغيره
(2) - المعجم الكبير للطبراني - (ج 10 / ص 447) برقم (13022 ) وإصلاح المال - (ج 1 / ص 211) برقم (205 ) عن أبي سعيد حسن لغيره(1/24)
عَنْ مُعَاذِ بن جَبَلٍ، قَالَ: أَقْبَلْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَلَمْ يَزَلْ قَائِمًا حَتَّى أَصْبَحَ، فَسَجَدَ سَجْدَةً ظَنَنْتُ أَنَّ نَفْسَهُ قُبِضَتْ فِيهَا، فَنَظَرَ إِلَيَّ، فَقَالَ:"يَا مُعَاذُ، رَأَيْتَ؟"فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَعَمْ، رَأَيْتُكَ سَجَدْتَ سَجْدَةً ظَنَنْتُ أَنَّ نَفْسَكَ قَدْ قُبِضَتْ، فَقَالَ:"تَدْرِي لِمَ ذَاكَ؟"، قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ:"إِنِّي صَلَّيْتُ مَا كَتَبَ لِي رَبِّي، وأَتَانِي رَبِّي، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَا أَفْعَلُ بِأُمَّتِكَ؟ قُلْتُ: رَبِّي أَنْتَ أَعْلَمُ، فَأَعَادَهَا عَلَيَّ ثَلاثًا أَوْ أَرْبَعًا، فَقَالَ لِي فِي آخِرِهَا: مَا أَفْعَلُ بِأُمَّتِكَ؟ قُلْتُ: أَنْتَ أَعْلَمُ يَا رَبِّ، قَالَ: إِنِّي لا أُحْزِنُكَ فِي أُمَّتِكَ، فَسَجَدَتُّ لِرَبِّي، وَرَبُّكَ شَاكِرٌ يُحِبُّ الشَّاكِرِينَ"(1)
===============
يُحِبُّ الطَّيِّبَ
__________
(1) - المعجم الكبير للطبراني - (ج 15 / ص 13) برقم (16625 ) وتعظيم قدر الصلاة لمحمد بن نصر المروزي برقم (211)وفيه انقطاع(1/25)
عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِى حَسَّانَ قَالَ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ فَنَظِّفُوا أُرَاهُ قَالَ أَفْنِيَتَكُمْ وَلاَ تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ. قَالَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِمُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ فَقَالَ حَدَّثَنِيهِ عَامِرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِى وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- مِثْلَهُ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ نَظِّفُوا أَفْنِيَتَكُمْ.(1)
===============
يُحِبَّ أَنْ يُرَى أَثَرُ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ
عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ يُحِبَّ أَنْ يُرَى أَثَرُ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ »(2).
و عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « كُلُوا وَاشْرَبُوا وَتَصَدَّقُوا وَالْبَسُوا فِى غَيْرِ مَخِيلَةٍ وَلاَ سَرَفَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُرَى نِعْمَتُهُ عَلَى عَبْدِهِ »(3)
================
يُحِبُّ الأَبْرَارَ الأَتْقِيَاءَ الأَخْفِيَاءَ
__________
(1) - سنن الترمذى - (3029)حسن لغيره وجامع الأصول 4/766 وحسنه وبنحوه الدولابى 2/16 والإتحاف 2/311 وعدى 5/292
(2) - سنن الترمذى برقم (3051 ) صحيح
(3) - مسند أحمد برقم (6879)صحيح. =المَخيلة : الكبر(1/26)
عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ خَرَجَ يَوْمًا إِلَى مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَوَجَدَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ قَاعِدًا عِنْدَ قَبْرِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- يَبْكِى فَقَالَ مَا يُبْكِيكَ قَالَ يُبْكِينِى شَىْءٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « إِنَّ يَسِيرَ الرِّيَاءِ شِرْكٌ وَإِنَّ مَنْ عَادَى لِلَّهِ وَلِيًّا فَقَدْ بَارَزَ اللَّهَ بِالْمُحَارَبَةِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الأَبْرَارَ الأَتْقِيَاءَ الأَخْفِيَاءَ الَّذِينَ إِذَا غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا وَإِنْ حَضَرُوا لَمْ يُدْعَوْا وَلَمْ يُعْرَفُوا قُلُوبُهُمْ مَصَابِيحُ الْهُدَى يَخْرُجُونَ مِنْ كُلِّ غَبْرَاءَ مُظْلِمَةٍ »(1).
=================
يُحِبُّ عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ الْفَقِيرَ الْمُتَعَفِّفَ
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ الْفَقِيرَ الْمُتَعَفِّفَ أَبَا الْعِيَالِ »(2).
===============
يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ "(3)
__________
(1) - سنن ابن ماجه برقم (4124 )حسن لغيره .= غبراء : المشكلة والبلية
(2) - سنن ابن ماجه برقم (4260 ) ضعيف
(3) - مجمع 4/98 والصحيحة ( 1113) ومطالب ( 1275) والشعب ( 5312 و 5313 و 5314 ) وصحيح الجامع ( 1880 ) صحيح لغيره(1/27)
وَعَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ أَبِيهِ إِلَى جِنَازَةٍ شَهِدَهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا غُلَامٌ أَعْقِلُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " يُحِبُّ اللَّهُ الْعَامِلَ إِذَا عَمِلَ أَنْ يُتْقِنَ " . رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ(1)
==============
يُحِبُّ إِغَاثَةَ اللَّهْفَانِ
عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : " الدَّالُّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ ، وَاللَّهُ يُحِبُّ إِغَاثَةَ اللَّهْفَانِ "(2)
================
يحب الهدي
عن الأسود بن هلال قال : قدمت المدينة بإبل لي فقلت لو دخلت المسجد قال فدخلت المسجد فإذا عمر بن الخطاب يخطب وهو يقول يا أهل المدينة حجوا وأهدوا فإن الله يحب الهدي قال فرجعت إلى إبلي فإذا كل رجل معتنق منها بعيرا قال وجاء عمر فنظر إليها فقال هذه إبل رجل مهاجر"(3)
================
يُحِبُّ الإِحْسَانَ
عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ ، قَالَ : حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اثْنَتَيْنِ ، قَالَ :" إِنَّ اللَّهَ مُحْسِنٌ يُحِبُّ الإِحْسَانَ إِلَى كُلِّ شَيْءٍ ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ ، وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ "(4)
==============
يُحِبُّ ثَلاَثَةً وَيُبْغِضُ ثَلاَثَةً
__________
(1) -المعجم الكبير للطبراني - (ج 14 / ص 81) برقم (15778 ) وفيه ضعف
(2) - مسند البزار 1-14 - (ج 7 / ص 208) برقم (7521) والحوائج 27 و28 والفيض ( 1863)حسن
(3) - مصنف عبد الرزاق مشكل - (ج 4 / ص 108) برقم (8165 )حسن موقوف
(4) - مصنف عبد الرزاق مشكل - (ج 4 / ص 180) برقم (8604) و مسلم برقم (5167 ) بلفظ مقارب صحيح(1/28)
عَنْ أَبِى ذَرٍّ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: « إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ ثَلاَثَةً وَيُبْغِضُ ثَلاَثَةً يُبْغِضُ الشَّيْخَ الزَّانِىَ وَالْفَقِيرَ الْمُخْتَالَ وَالْمُكْثِرَ الْبَخِيلَ وَيُحِبُّ ثَلاَثَةً رَجُلٌ كَانَ فِى كَتِيبَةٍ فَكَرَّ يَحْمِيهِمْ حَتَّى قُتِلَ أَوْ يَفْتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَرَجُلٌ كَانَ فِى قَوْمٍ فَأَدْلَجُوا فَنَزَلُوا مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ وَكَانَ النَّوْمُ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِمَّا يُعْدَلُ بِهِ فَنَامُوا وَقَامَ يَتْلُو آيَاتِى وَيَتَمَلَّقُنِى وَرَجُلٌ كَانَ فِى قَوْمٍ فَأَتَاهُمْ رَجُلٌ يَسْأَلُهُمْ بِقَرَابَةٍ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ فَبِخُلُوا عَنْهُ وَخَلَفَ بِأَعْقَابِهِمْ فَأَعْطَاهُ حَيْثُ لاَ يَرَاهُ إِلاَّ اللَّهُ وَمَنْ أَعْطَاهُ »(1).
و عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ بَلَغَنِى عَنْ أَبِى ذَرٍّ حَدِيثٌ فَكُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَلْقَاهُ فَلَقِيتُهُ فَقُلْتُ لَهُ يَا أَبَا ذَرٍّ بَلَغَنِى عَنْكَ حَدِيثٌ فَكُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَلْقَاكَ فَأَسْأَلَكَ عَنْهُ. فَقَالَ قَدْ لَقِيتَ فَاسْأَلْ. قَالَ قُلْتُ بَلَغَنِى أَنَّكَ تَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « ثَلاَثَةٌ يُحِبُّهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَثَلاَثَةٌ يُبْغِضُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ».
__________
(1) - مسند أحمد برقم (21964) صحيح(1/29)
قَالَ نَعَمْ فَمَا أَخَالُنِى أَكْذِبُ عَلَى خَلِيلِى مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- ثَلاَثاً يَقُولُهَا. قَالَ قُلْتُ مَنِ الثَّلاَثَةُ الَّذِينَ يُحِبُّهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ رَجُلٌ غَزَا فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَلَقِىَ الْعَدُوَّ مُجَاهِداً مُحْتَسِباً فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ وَأَنْتُمْ تَجِدُونَ فِى كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِى سَبِيلِهِ صَفًّا) وَرَجُلٌ لَهُ جَارٌ يُؤْذِيهِ فَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُ وَيَحْتَسِبُهُ حَتَّى يَكْفِيَهُ اللَّهُ إِيَّاهُ بِمَوْتٍ أَوْ حَيَاةٍ وَرَجُلٌ يَكُونُ مَعَ قَوْمٍ فَيَسِيرُونَ حَتَّى يَشُقَّ عَلَيْهِمُ الْكَرَى أَوِ النُّعَاسُ فَيَنْزِلُونَ فِى آخِرِ اللَّيْلِ فَيَقُومُ إِلَى وُضُوئِهِ وَصَلاَتِهِ. قَالَ قُلْتُ مَنِ الثَّلاَثَةُ الَّذِينَ يُبْغِضُهُمُ اللَّهُ قَالَ الْفَخُورُ الْمُخْتَالُ وَأَنْتُمْ تَجِدُونَ فِى كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ (إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) وَالْبَخِيلُ الْمَنَّانُ وَالتَّاجِرُ وَالبَيَّاعُ الْحَلاَّفُ. قَالَ قُلْتُ يَا أَبَا ذَرٍّ مَا الْمَالُ قَالَ فِرْقٌ لَنَا وَذَوْدٌ يَعْنِى بِالْفِرْقِ غَنَماً يَسِيرَةً. قَالَ قُلْتُ لَسْتُ عَنْ هَذَا أَسْأَلُ إِنَّمَا أَسْأَلُكَ عَنْ صَامِتِ الْمَالِ. قَالَ مَا أَصْبَحَ لاَ أَمْسَى وَمَا أَمْسَى لاَ أَصْبَحَ. قَالَ قُلْتُ يَا أَبَا ذَرٍّ مَا لَكَ وَلإِخْوَتِكَ قُرَيْشٍ قَالَ وَاللَّهِ لاَ أَسْأَلُهُمْ دُنْيَا وَلاَ أَسْتَفْتِيهِمْ عَنْ دِينِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَتَّى أَلْقَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ ثَلاَثاً يَقُولُهَا.(1)
__________
(1) - مسند أحمد برقم (22151)صحيح
الذود : من الإبل ما بين الثنتين إلى التسع وقيل ما بين الثلاث إلى العشر = الصامت : الذهب والفضة خلاف الناطق وهو الحيوان =الفِرق : القطعة من الغنم =الكرى : النعاس(1/30)
==============
يُحِبُّ مِنْ أَصْحَابِى أَرْبَعَةً
عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ مِنْ أَصْحَابِى أَرْبَعَةً أَخْبَرَنِى أَنَّهُ يُحِبُّهُمْ وَأَمَرَنِى أَنْ أُحِبَّهُمْ ». قَالُوا مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « إِنَّ عَلِيًّا مِنْهُمْ وَأَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِىُّ وَسَلْمَانُ الْفَارِسِىُّ وَالْمِقْدَادُ بْنُ الأَسْوَدِ الْكِنْدِىُّ »(1).
==================
يُحِبُّ الْعَفْوَ
عَنْ أَبِى الْمَاجِدِ التَّيْمِىِّ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ فَذَكَرَ الْقِصَّةَ وَأَنْشَأَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ إِنَّ أَوَّلَ رَجُلٍ قُطِعَ فِى الإِسْلاَمِ أَوْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ رَجُلٌ أُتِىَ بِهِ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذَا سَرَقَ. فَكَأَنَّمَا أُسِفَّ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- رَمَاداً فَقَالَ بَعْضُهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَىْ يَقُولُ مَا لَكَ فَقَالَ « وَمَا يَمْنَعُنِى وَأَنْتُمْ أَعْوَانُ الشَّيْطَانِ عَلَى صَاحِبِكُمْ وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَفْوٌّ يُحِبُّ الْعَفْوَ وَلاَ يَنْبَغِى لِوَالِى أَمْرٍ أَنْ يُؤْتَى بِحَدٍّ إِلاَّ أَقَامَهُ ». ثُمَّ قَرَأَ ( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(2)
==============
يُحِبُّ الْكَرَمَ
__________
(1) - مسند أحمد برقم (23670)حسن
(2) - مسند أحمد برقم (4057) حسن لغيره(1/31)
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :" إِنَّ اللَّهَ كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ ، وَمَعَالِيَ الأَخْلاقِ ، وَيُبْغِضُ سَفْسَافَهَا"(1)
==============
يُحِبُّ الْحَيِيَّ الْعَفِيفَ الْحَلِيمَ
عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : "إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْحَيِيَّ الْعَفِيفَ الْحَلِيمَ , وَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ السَّائِلَ الْمُلْحِفَ."(2)
=============
إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُه
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ يُحِبُ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ تُؤْتَى مَعْصِيَتُهُ ».(3)
عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ قَالَ : إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُقْبَلَ رُخَصُهُ كَمَا يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى عَزَائِمُهُ .(4)
وعَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ : إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ كَمَا يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى عَزَائِمُهُ(5).
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى مَيَاسِرُهُ كَمَا يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى عَزَائِمُهُ(6).
__________
(1) - المستدرك للحاكم برقم (152) ومصنف عبد الرزاق مشكل - (ج 8 / ص 435) برقم (20151) والسنن الكبرى للبيهقي وفي ذيله الجوهر النقي - (ج 10 / ص 191) برقم (21300) صحيح
(2) - مصنف ابن أبي شيبة مرقم ومشكل - (ج 9 / ص 81) برقم (25336) صحيح لغيره
(3) - مسند أحمد برقم ( 6004) صحيح
(4) - مصنف ابن أبي شيبة مرقم ومشكل - (ج 9 / ص 278) برقم (26463)صحيح
(5) - نفسه برقم (26464 ) صحيح
(6) - نفسه برقم (26465 ) صحيح(1/32)
وعَن سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : ذَكَرْته لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّجَّالِ قَالَ : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى مَيَاسِرُهُ كَمَا يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى عَزَائِمُهُ .(1)
عن عامر الشعبي قال : "إن الله يحب أن يعمل برخصه كما يحب أن يعمل بعزائمه "(2)
===============
جَوَادٌ يُحِبُّ الْجَوَادَ
عَن طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ كَرِيزٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إنَّ اللَّهَ جَوَادٌ يُحِبُّ الْجَوَادَ , وَيُحِبُّ مَعَالِيَ الأَخْلاَقِ وَيَكْرَهُ سِفْسَافَهَا.(3)
=============
يُحِبُّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ الْمُفَتَّنَ
عَنْ مُحَمَّدٍ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ الْمُفَتَّنَ التَّوَّابَ »(4).
====================
يحبُّ مَنْ تقرَّبَ إليهِ بالفرائضِ والنوافلِ
__________
(1) - نفسه برقم (26466 ) صحيح
(2) - مصنف عبد الرزاق مشكل - (ج 9 / ص 27) برقم (20570)صحيح مقطوع
(3) - مصنف ابن أبي شيبة مرقم ومشكل - (ج 9 / ص 309) برقم (26609) صحيح مرسل
(4) - حم 1/80 و 103 (615) والدولابى 2/62 والفضائل ( 1191) والحلية 3/178 -179 وبنحوه الشعب ( 7120 و 7121 و 7122) مرفوعاً وموقوفاً والإتحاف 8/595 حسن لغيره
وقد وهم الألبانى فحكم بوضعه فى ضعيفته ( 96) وخلط خلطاً عجيباً فِى ترجمة أبى عمرو البجلى وقارنه بالتعجيل بالتعجيل (1358) ثم أحكم بنفسك ، وفاته أن له طريقا آخر
المفتن : الممتحن يمتحنه الله بالذنب ثم يتوب(1/33)
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِى وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَىَّ عَبْدِى بِشَىْءٍ أَحَبَّ إِلَىَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِى يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِى يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الَّذِى يُبْصِرُ بِهِ ، وَيَدَهُ الَّتِى يَبْطُشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِى يَمْشِى بِهَا ، وَإِنْ سَأَلَنِى لأُعْطِيَنَّهُ ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِى لأُعِيذَنَّهُ ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَىْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِى عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ »(1)
__________
(1) - صحيح البخارى برقم (6502 ) 8/131 وهق 3/346 و10/219 والإتحاف 10/403 وصحيحة (1640) وسنة 5/19 وفتح 11/340و341 وتلخيص 3/117 وصفة 491 وصحيح الجامع ( 1782) والإحسان ( 347) وهـ ( 3989)صحيح
ومن أوهام الألبانى ( رحمه الله ) أنه قال فى هامش صحيح الجامع ( 1782) : كنت برهة من الزمن متوقفا فى صحة هذا الحديث ، ثم تتبعت طرقه ، فتبين لى أنه صحيح بمجموعها ، وقد صححه جمع ---اهـ
وهذا يدل على تسرعه فى الحكم على الأحاديث ، وعلى عدم اعتداده بأقوال أهل العلم السابقين واعتباره صحيح البخارى كغيره من كتب السنة .
وكانت حجته فى التوقف فى صحة هذا الحديث أن أحد رواته خالد بن مخلد قيل فيه أنه صاحب مناكير وقال الذهبى : هذا حديث غريب جداً لولا هيبة الجامع الصحيح لعدوه من منكرات خالد بن مخلد وذلك لغرابة لفظه -- الميزان 1/640
أقول : هذا الكلام مردود على الذهبى رحمه الله فليس هذا الحديث غريبا كما زعم !!
وخالد بن مخلد إذا كان له مناكير لا يعني أن يكون هذا الحديث منها أصلا ، لأن الإمام البخارى روى له ما لم ينكر عليه ، وقد ذكر ابن عدى في ترجمته ما أنكر عليه ولم يذكر هذا الحديث وقال : قد اعتبرت حديثه ما روى عنه من الكوفيين محمد بن عثمان بن كرامة ، ومن الغرباء أحمد بن سعيد الدارمى وعندى من حديثهما صدر صالح ، ولم أجد فى كتبه أنكر مما ذكرته ، فلعله توهما منه أو حملا على الحفظ وهو عندى إن شاء الله لا بأس به اهـ 3/36
وقد حدث عن خالد كبار أهل العلم منهم البخارى ومسلم وابن أبى شيبة وأبو داود فى مسند مالك والترمذى والنسائى وابن ماجه وراجع التهذيب 3/116-118 فهو ثقة له أفراد .
وقد اعتمد حديث الولي وقواه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه القيم الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ، وأفرده العلامة الشوكاني بكتاب ضخم تخريجاً وشرحاً فى كتابه القطر الجلى شرح حديث الولى
ورد كلام الذهبى وناقشه الحافظ ابن حجر فى الفتح 11/340-341 . فمن أسباب رد الحديث عدم فهمه ، والذي لا يكون متعمقا في أصول الفقه وأصول تفسير النصوص يقع فى مثل هذه الأخطاء الجسيمة ، بحجة أنها ليست موافقة لفهمه القاصر !!(1/34)
الباب الثالث
الذين لا يحبهم الله تعالى في القرآن الكريم
لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ
قال تعالى :{ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190)} [البقرة/190]
وقاتلوا -أيها المؤمنون- لنصرة دين الله الذين يقاتلونكم، ولا ترتكبوا المناهي من المُثْلة، والغُلول، وقَتْلِ من لا يحل قتله من النساء والصبيان والشيوخ، ومن في حكمهم. إن الله لا يحب الذين يجاوزون حدوده، فيستحلون ما حرَّم الله ورسوله.
--------------------
وقال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} (87) سورة المائدة
يا أيها الذين آمنوا لا تحرِّموا طيبات أحلَّها الله لكم من المطاعم والمشارب ونكاح النساء، فتضيقوا ما وسَّع الله عليكم، ولا تتجاوزوا حدود ما حرَّم الله. إن الله لا يحب المعتدين.
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي إِذَا أَصَبْتُ مِنَ اللَّحْمِ انْتَشَرَتُ لِلنِّسَاءِ فَأَخَذَتْنِي شَهْوَتِي فَحَرَّمْتُ عَلِيَّ اللَّحْمَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ , وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ , وَكُلُوا مِمَّا رِزْقَكُمِ اللَّهُ حَلالا طَيِّبًا"[المائدة آية 87](1).
-------------------
وقال تعالى : {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} (55) سورة الأعراف
__________
(1) - المعجم الكبير للطبراني - (ج 10 / ص 44) برقم (11812 ) وفيه لين(1/35)
ادعوا -أيها المؤمنون- ربكم متذللين له خفية وسرًّا، وليكن الدعاء بخشوع وبُعْدٍ عن الرياء. إن الله تعالى لا يحب المتجاوزين حدود شرعه، وأعظم التجاوز الشرك بالله، كدعاء غير الله من الأموات والأوثان، ونحو ذلك.
===============
لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ
وقال تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ} (205) سورة البقرة
وبعض الناس من المنافقين يعجبك -أيها الرسول- كلامه الفصيح الذي يريد به حظًّا من حظوظ الدنيا لا الآخرة، ويحلف مستشهدًا بالله على ما في قلبه من محبة الإسلام، وفي هذا غاية الجرأة على الله، وهو شديد العداوة والخصومة للإسلام والمسلمين.
وإذا خرج من عندك أيها الرسول، جَدَّ ونَشِط في الأرض ليفسد فيها، ويتلف زروع الناس، ويقتل ماشيتهم. والله لا يحب الفساد.
=============
لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ
وقال تعالى : {يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ} (276) سورة البقرة
يذهب الله الربا كله أو يحرم صاحبه بركة ماله، فلا ينتفع به، وينمي الصدقات ويكثرها، ويضاعف الأجر للمتصدقين، ويبارك لهم في أموالهم. والله لا يحب كل مُصِرٍّ على كفره، مُسْتَحِلٍّ أكل الربا، متمادٍ في الإثم والحرام ومعاصي الله
===============
لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ
وقال تعالى : {قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} (32) سورة آل عمران(1/36)
قل -أيها الرسول-: أطيعوا الله باتباع كتابه، وأطيعوا الرسول باتباع سنته في حياته وبعد مماته، فإن هم أعرضوا عنك، وأصروا على ما هم عليه مِن كفر وضلال، فليسوا أهلا لمحبة الله; فإن الله لا يحب الكافرين.
==============
لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ
وقال تعالى : {وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} (57) سورة آل عمران
وأما الذين آمنوا بالله ورسله وعملوا الأعمال الصالحة، فيعطيهم الله ثواب أعمالهم كاملا غير منقوص. والله لا يحب الظالمين بالشرك والكفر.
-----------------
وقال تعالى : {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} (140) سورة آل عمران
إن أصابتكم -أيها المؤمنون- جراح أو قتل في غزوة "أُحد" فحزنتم لذلك، فقد أصاب المشركين جراح وقتل مثل ذلك في غزوة "بدر". وتلك الأيام يُصَرِّفها الله بين الناس، نصر مرة وهزيمة أخرى، لما في ذلك من الحكمة، حتى يظهر ما علمه الله في الأزل ليميز الله المؤمن الصادق مِن غيره، ويُكْرِمَ أقوامًا منكم بالشهادة. والله لا يحب الذين ظلموا أنفسهم، وقعدوا عن القتال في سبيله.
----------------------
وقال تعالى : {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} (40) سورة الشورى
وجزاء سيئة المسيء عقوبته بسيئة مثلها من غير زيادة، فمن عفا عن المسيء، وترك عقابه، وأصلح الودَّ بينه وبين المعفو عنه ابتغاء وجه الله، فأَجْرُ عفوه ذلك على الله. إن الله لا يحب الظالمين الذين يبدؤون بالعدوان على الناس، ويسيئون إليهم.
================(1/37)
لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا
وقال تعالى : {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا} (36) سورة النساء
واعبدوا الله وانقادوا له وحده، ولا تجعلوا له شريكًا في الربوبية والعبادة، وأحسنوا إلى الوالدين، وأدُّوا حقوقهما، وحقوق الأقربين، واليتامى والمحتاجين، والجار القريب منكم والبعيد، والرفيق في السفر وفي الحضر، والمسافر المحتاج، والمماليك من فتيانكم وفتياتكم. إن الله تعالى لا يحب المتكبرين من عباده، المفتخرين على الناس.
----------------------
وقال تعالى : {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23)} [الحديد/22، 23]
ما أصابكم- أيها الناس- من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم من الأمراض والجوع والأسقام إلا هو مكتوب في اللوح المحفوظ من قبل أن تُخْلَق الخليقة. إن ذلك على الله تعالى يسير.
لكي لا تحزنوا على ما فاتكم من الدنيا، ولا تفرحوا بما آتاكم فرحَ بطر وأشر. والله لا يحب كل متكبر بما أوتي من الدنيا فخور به على غيره. هؤلاء المتكبرون هم الذين يبخلون بمالهم، ولا ينفقونه في سبيل الله، ويأمرون الناس بالبخل بتحسينه لهم. ومن يتولَّ عن طاعة الله لا يضر إلا نفسه، ولن يضر الله شيئًا، فإن الله هو الغني عن خلقه، الحميد الذي له كل وصف حسن كامل، وفعل جميل يستحق أن يحمد عليه.
================(1/38)
لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا
وقال تعالى : {وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا} (107) سورة النساء
ولا تدافع عن الذين يخونون أنفسهم بمعصية الله. إن الله -سبحانه- لا يحب مَن عَظُمَتْ خيانته، وكثر ذنبه.
================
لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ
وقال تعالى : {لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا} (148) سورة النساء
لا يُحِبُّ الله أن يَجهر أحدٌ بقول السوء، لكن يُباح للمظلوم أن يَذكُر ظالمه بما فيه من السوء; ليبيِّن مَظْلمته. وكان الله سميعًا لما تجهرون به، عليمًا بما تخفون من ذلك.
=============
لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ
وقال تعالى : {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} (64) سورة المائدة(1/39)
يُطلع الله نَبِيَّه على شيء من مآثم اليهود -وكان مما يُسرُّونه فيما بينهم- أنهم قالوا: يد الله محبوسة عن فعل الخيرات، بَخِلَ علينا بالرزق والتوسعة، وذلك حين لحقهم جَدْب وقحط. غُلَّتْ أيديهم، أي: حبست أيديهم هم عن فِعْلِ الخيرات، وطردهم الله من رحمته بسبب قولهم. وليس الأمر كما يفترونه على ربهم، بل يداه مبسوطتان لا حَجْرَ عليه، ولا مانع يمنعه من الإنفاق، فإنه الجواد الكريم، ينفق على مقتضى الحكمة وما فيه مصلحة العباد. وفي الآية إثبات لصفة اليدين لله سبحانه وتعالى كما يليق به من غير تشبيه ولا تكييف. لكنهم سوف يزدادون طغيانًا وكفرًا بسبب حقدهم وحسدهم; لأن الله قد اصطفاك بالرسالة. ويخبر تعالى أن طوائف اليهود سيظلون إلى يوم القيامة يعادي بعضهم بعضًا، وينفر بعضهم من بعض، كلما تآمروا على الكيد للمسلمين بإثارة الفتن وإشعال نار الحرب ردَّ الله كيدهم، وفرَّق شملهم، ولا يزال اليهود يعملون بمعاصي الله مما ينشأ عنها الفساد والاضطراب في الأرض. والله تعالى لا يحب المفسدين.
------------------
وقال تعالى : {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} (77) سورة القصص
والتمس فيما أتاك الله من الأموال ثواب الدار الآخرة، بالعمل فيها بطاعة الله في الدنيا، ولا تترك حظك من الدنيا، بأن تتمتع فيها بالحلال دون إسراف، وأحسن إلى الناس بالصدقة، كما أحسن الله إليك بهذه الأموال الكثيرة، ولا تلتمس ما حرَّم الله عليك من البغي على قومك، إن الله لا يحب المفسدين.
=================
لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ(1/40)
وقال تعالى : {وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (141) سورة الأنعام
والله سبحانه وتعالى هو الذي أوجد لكم بساتين: منها ما هو مرفوع عن الأرض كالأعناب، ومنها ما هو غير مرفوع، ولكنه قائم على سوقه كالنخل والزرع، متنوعًا طعمه، والزيتون والرمان متشابهًا منظره، ومختلفًا ثمره وطعمه. كلوا -أيها الناس- مِن ثمره إذا أثمر، وأعطوا زكاته المفروضة عليكم يوم حصاده وقطافه، ولا تتجاوزوا حدود الاعتدال في إخراج المال وأكل الطعام وغير ذلك. إنه تعالى لا يحب المتجاوزين حدوده بإنفاق المال في غير وجهه.
---------------------
وقال تعالى : {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (31) سورة الأعراف
يا بني آدم كونوا عند أداء كل صلاة على حالة من الزينة المشروعة من ثياب ساترة لعوراتكم ونظافة وطهارة ونحو ذلك، وكلوا واشربوا من طيبات ما رزقكم الله، ولا تتجاوزوا حدود الاعتدال في ذلك. إن الله لا يحب المتجاوزين المسرفين في الطعام والشراب وغير ذلك.
=================
لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ
وقال تعالى : {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ } (58) سورة الأنفال
وإن خفت -أيها الرسول- من قومٍ خيانة ظهرت بوادرها فألق إليهم عهدهم، كي يكون الطرفان مستويين في العلم بأنه لا عهد بعد اليوم. إن الله لا يحب الخائنين في عهودهم الناقضين للعهد والميثاق.(1/41)
وعَنْ سَلْمَانَ أَنَّهُ انْتَهَى إِلَى حِصْنٍ أَوْ مَدِينَةٍ فَقَالَ لأَصْحَابِهِ دَعُونِى أَدْعُوهُمْ كَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَدْعُوهُمْ فَقَالَ إِنَّمَا كُنْتُ رَجُلاً مِنْكُمْ فَهَدَانِى اللَّهُ لِلإِسْلاَمِ فَإِنْ أَسْلَمْتُمْ فَلَكُمْ مَا لَنَا وَعَلَيْكُمْ مَا عَلَيْنَا وَإِنْ أَنْتُمْ أَبَيْتُمْ فَأَدُّوا الْجِزْيَةَ وَأَنْتُمْ صَاغِرُونَ فَإِنْ أَبَيْتُمْ نَابَذْنَاكُمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْخَائِنِينَ يَفْعَلُ ذَلِكَ بِهِمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الرَّابِعُ غَدَا النَّاسُ إِلَيْهَا فَفَتَحُوهَا.(1)
====================
لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ
وقال تعالى :{ إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (22) لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ (23)} [النحل/22، 23]
إلهكم المستحق وحده للعبادة هو الله الإله الواحد، فالذين لا يؤمنون بالبعث قلوبهم جاحدة وحدانيته سبحانه; لعدم خوفهم من عقابه، فهم متكبرون عن قبول الحق، وعبادة الله وحده.
حقًا أنَّ الله يعلم ما يخفونه مِن عقائد وأقوال وأفعال، وما يظهرونه منها، وسيجازيهم على ذلك، إنه عز وجل لا يحب المستكبرين عن عبادته والانقياد له، وسيجازيهم على ذلك.
================
لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ
وقال تعالى :{ {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} (38) سورة الحج
إن الله تعالى يدفع عن المؤمنين عدوان الكفار، وكيد الأشرار; لأنه عز وجل لا يحب كل خوَّان لأمانة ربه، جحود لنعمته.
==================
__________
(1) - مسند أحمد برقم (24447) وفيه انقطاع(1/42)
لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ
وقال تعالى : {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ } (76) سورة القصص
إن قارون كان من قوم موسى -عليه الصلاة والسلام- فتجاوز حدَّه في الكِبْر والتجبر عليهم، وآتينا قارون من كنوز الأموال شيئًا عظيمًا، حتى إنَّ مفاتحه لَيثقل حملها على العدد الكثير من الأقوياء، إذ قال له قومه: لا تبطر فرحًا بما أنت فيه من المال، إن الله لا يحب مِن خلقه البَطِرين الذين لا يشكرون لله تعالى ما أعطاهم.
================
لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ
وقال تعالى :{ مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (44) لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ(45)} سورة الروم
من كفر فعليه عقوبة كفره، وهي خلوده في النار، ومن آمن وعمل صالحًا فلأنفسهم يهيئون منازل الجنة; بسبب تمسكهم بطاعة ربهم.
ليجزي الله الذين آمنوا بالله ورسوله وعملوا الصالحات من فضله وإحسانه. إنه لا يحب الكافرين لسخطه وغضبه عليهم.
=================
لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ
وقال تعالى : {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} (18) سورة لقمان
ولا تُمِلْ وجهك عن الناس إذا كلَّمتهم أو كلموك؛ احتقارًا منك لهم واستكبارًا عليهم، ولا تمش في الأرض بين الناس مختالا متبخترًا، إن الله لا يحب كل متكبر متباه في نفسه وهيئته وقوله.
- - - - - - - - - - - - -
الباب الرابع
الذين لا يحبهم الله تعالى في السنة النبوية
لاَ يُحِبُّ الْفُحْشَ وَالتَّفَحُّشَ(1/43)
عن الأَعْمَشَ بِهَذَا الإِسْنَادِ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ فَفَطِنَتْ بِهِمْ عَائِشَةُ فَسَبَّتْهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَهْ يَا عَائِشَةُ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْفُحْشَ وَالتَّفَحُّشَ ». وَزَادَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ (وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ) إِلَى آخِرِ الآيَةِ(1).
-------------------
إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْفُحْشَ وَلاَ التَّفَحُّشَ
__________
(1) - صحيح مسلم برقم (5787 )(1/44)
عَنْ قَيْسِ بْنِ بِشْرٍ التَّغْلِبِىِّ قَالَ أَخْبَرَنِى أَبِى - وَكَانَ جَلِيسًا لأَبِى الدَّرْدَاءِ - قَالَ كَانَ بِدِمَشْقَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- يُقَالُ لَهُ ابْنُ الْحَنْظَلِيَّةِ وَكَانَ رَجُلاً مُتَوَحِّدًا قَلَّمَا يُجَالِسُ النَّاسَ إِنَّمَا هُوَ صَلاَةٌ فَإِذَا فَرَغَ فَإِنَّمَا هُوَ تَسْبِيحٌ وَتَكْبِيرٌ حَتَّى يَأْتِىَ أَهْلَهُ فَمَرَّ بِنَا وَنَحْنُ عِنْدَ أَبِى الدَّرْدَاءِ فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ كَلِمَةً تَنْفَعُنَا وَلاَ تَضُرُّكَ قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- سَرِيَّةً فَقَدِمَتْ فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَجَلَسَ فِى الْمَجْلِسِ الَّذِى يَجْلِسُ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ لِرَجُلٍ إِلَى جَنْبِهِ لَوْ رَأَيْتَنَا حِينَ الْتَقَيْنَا نَحْنُ وَالْعَدُوُّ فَحَمَلَ فُلاَنٌ فَطَعَنَ فَقَالَ خُذْهَا مِنِّى وَأَنَا الْغُلاَمُ الْغِفَارِىُّ كَيْفَ تَرَى فِى قَوْلِهِ قَالَ مَا أُرَاهُ إِلاَّ قَدْ بَطَلَ أَجْرُهُ فَسَمِعَ بِذَلِكَ آخَرُ فَقَالَ مَا أَرَى بِذَلِكَ بَأْسًا فَتَنَازَعَا حَتَّى سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ « سُبْحَانَ اللَّهِ لاَ بَأْسَ أَنْ يُؤْجَرَ وَيُحْمَدَ ». فَرَأَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ سُرَّ بِذَلِكَ وَجَعَلَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَيْهِ وَيَقُولُ أَنْتَ سَمِعْتَ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَيَقُولُ نَعَمْ. فَمَا زَالَ يُعِيدُ عَلَيْهِ حَتَّى إِنِّى لأَقُولُ لَيَبْرُكَنَّ عَلَى رُكْبَتَيْهِ.(1/45)
قَالَ فَمَرَّ بِنَا يَوْمًا آخَرَ فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ كَلِمَةً تَنْفَعُنَا وَلاَ تَضُرُّكَ قَالَ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « الْمُنْفِقُ عَلَى الْخَيْلِ كَالْبَاسِطِ يَدَهُ بِالصَّدَقَةِ لاَ يَقْبِضُهَا ». ثُمَّ مَرَّ بِنَا يَوْمًا آخَرَ فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ كَلِمَةً تَنْفَعُنَا وَلاَ تَضُرُّكَ. قَالَ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « نِعْمَ الرَّجُلُ خُرَيْمٌ الأَسَدِىُّ لَوْلاَ طُولُ جُمَّتِهِ وَإِسْبَالُ إِزَارِهِ ». فَبَلَغَ ذَلِكَ خُرَيْمًا فَعَجِلَ فَأَخَذَ شَفْرَةً فَقَطَعَ بِهَا جُمَّتَهُ إِلَى أُذُنَيْهِ وَرَفَعَ إِزَارَهُ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ. ثُمَّ مَرَّ بِنَا يَوْمًا آخَرَ فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ كَلِمَةً تَنْفَعُنَا وَلاَ تَضُرُّكَ فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « إِنَّكُمْ قَادِمُونَ عَلَى إِخْوَانِكُمْ فَأَصْلِحُوا رِحَالَكُمْ وَأَصْلِحُوا لِبَاسَكُمْ حَتَّى تَكُونُوا كَأَنَّكُمْ شَامَةٌ فِى النَّاسِ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْفُحْشَ وَلاَ التَّفَحُّشَ ».(1)
-----------------
__________
(1) - سنن أبى داود برقم (4091 )حسن =الجمة : الشعر النازل على المنكبين(1/46)
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِى قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ : « الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَإِيَّاكُمْ وَالْفُحْشَ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْفُحْشَ وَلاَ التَّفَحُشَ وَإِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ فَإِنَّ الشُّحَّ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ أَمَرَهُمْ بِالْقَطِيعَةِ فَقَطَعُوا وَأَمَرَهُمْ بِالْبُخْلِ فَبَخِلُوا وَأَمَرَهُمْ بِالْفُجُورِ فَفَجَرُوا ». قَالَ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَىُّ الإِسْلاَمِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : « أَنْ يَسْلَمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِكَ وَيَدِكَ ».
فَقَامَ ذَاكَ أَوْ آخَرُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَىُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ قَالَ : « أَنْ تَهْجُرَ مَا كَرِهَ رَبُّكَ وَالْهِجْرَةُ هِجْرَتَانِ هِجْرَةُ الْحَاضِرِ وَالْبَادِى فَهِجْرَةُ الْبَادِى أَنْ يُجِيبَ إِذَا دُعِىَ وَيُطِيعَ إِذَا أُمِرَ وَالْحَاضِرُ أَعْظَمُهُمَا بَلِيَّةً وَأَفْضَلُهُمَا أَجْراً »(1).
-------------
__________
(1) - مسند أحمد برقم (6643) صحيح(1/47)
عَنْ أَبِى سَبْرَةَ قَالَ كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ يَسْأَلُ عَنِ الْحَوْضِ حَوْضِ مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- وَكَانَ يُكَذِّبُ بِهِ بَعْدَ مَا سَأَلَ أَبَا بَرْزَةَ وَالْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ وَعَائِذَ بْنَ عَمْرٍو وَرَجُلاً آخَرَ وَكَانَ يُكَذِّبُ بِهِ فَقَالَ أَبُو سَبْرَةَ أَنَا أُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ فِيهِ شِفَاءُ هَذَا إِنَّ أَبَاكَ بَعَثَ مَعِى بِمَالٍ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَلَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو فَحَدَّثَنِى بِمَا سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَأَمْلَى عَلَىَّ فَكَتَبْتُ بِيَدِى فَلَمْ أَزِدْ حَرْفاً وَلَمْ أَنْقُصْ حَرْفاً حَدَّثَنِى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْفُحْشَ - أَوْ يَبْغَضُ الْفَاحِشَ - وَالْمُتَفَحِّشَ ». قَالَ « وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَظْهَرَ الْفُحْشُ وَالتَّفَاحُشُ وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ وَسُوءُ الْمُجَاوَرَةِ وَحَتَّى يُؤْتَمَنَ الْخَائِنُ وَيُخَوَّنَ الأَمِينُ ». وَقَالَ « أَلاَ إِنَّ مَوْعِدَكُمْ حَوْضِى عَرْضُهُ وَطُولُهُ وَاحِدٌ وَهُو كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ وَمَكَّةَ وَهُوَ مَسِيرَةُ شَهْرٍ فِيهِ مِثْلُ النُّجُومِ أَبَارِيقُ شَرَابُهُ أَشَدُّ بَيَاضاً مِنَ الْفِضَّةِ مَنْ شَرِبَ مِنْهُ مَشْرَباً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَ أَبَداً ». فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ مَا سَمِعْتُ فِى الْحَوْضِ حَدِيثاً أَثْبَتَ مِنْ هَذَا. فَصَدَّقَ بِهِ وَأَخَذَ الصَّحِيفَةَ فَحَبَسَهَا عِنْدَهُ .(1)
===============
يُبْغِضُ الْبَلِيغَ مِنَ الرِّجَالِ
__________
(1) - مسند أحمد برقم (6670){2/163} صحيح(1/48)
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ ابْنُ عَمْرٍو - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبْغِضُ الْبَلِيغَ مِنَ الرِّجَالِ الَّذِى يَتَخَلَّلُ بِلِسَانِهِ تَخَلُّلَ الْبَاقِرَةِ بِلِسَانِهَا ».(1)
================
يُبغضُ السائلَ المُلحفَ
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إِنَّ اللهَ تَعَالى يُبغضُ السائلَ المُلحفَ"(2)
===============
لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْغَنِيَّ الظَّلُومَ
عَنْ عَلِيٍّ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ : " لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْغَنِيَّ الظَّلُومَ ، وَلَا الشَّيْخَ الْجَهُولَ ، وَلَا الْفَقِيرَ الْمُخْتَالَ " . رَوَاهُ الْبَزَّارُ ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ الْغَنِيَّ الظَّلُومَ ، وَالشَّيْخَ الْجَهُولَ ، وَالْعَائِلَ الْمُخْتَالَ " .(3)
================
يَبْغَضُ الْفَاحِشَ الْبَذِىءَ
__________
(1) - سنن أبى داوود بر قم (5007 )ت ( 2853) وحم 2/165 و 187 ومجمع 8/116 والصحيحة ( 880) والإتحاف 7/477 وش 9/15 وصحيح الجامع ( 1875 ) صحيح
(2) - الإتحاف 4/31 والصحيحة ( 1320) وصحيح الجامع ( 1876 ) وأصفهان 1/78 صحيح
(3) - المجمع 4/131 والترغيب 2/610 والمعجم الأوسط للطبراني - (ج 12 / ص 194) برقم (5616 ) وفيه ضعف
العائل المختال : الفقير المتكبر ، الشيخ الجهول : الذى يتصابى(1/49)
عَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :« إِنَّ أَثْقَلَ شَىْءٍ فِى الْمِيزَانِ خُلُقٌ حَسَنٌ ، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْغَضُ الْفَاحِشَ الْبَذِىءَ »(1)
================
لاَ يُحِبُّ الْفَاحِشَ الْمُتَفَحِّشَ
عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها أَنَّ رَجُلاً اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ ». فَلَمَّا دَخَلَ انْبَسَطَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَكَلَّمَهُ فَلَمَّا خَرَجَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمَّا اسْتَأْذَنَ قُلْتَ « بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ ». فَلَمَّا دَخَلَ انْبَسَطْتَ إِلَيْهِ. فَقَالَ « يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْفَاحِشَ الْمُتَفَحِّشَ »(2).
===============
يَبْغَضُ كُلَّ جَعْظَرِىٍّ جَوَّاظٍ
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« إِنَّ اللَّهَ يَبْغَضُ كُلَّ جَعْظَرِىٍّ جَوَّاظٍ سَخَّابٍ فِى الأَسْوَاقِ جِيفَةٌ بِاللَّيْلِ حِمَارٌ بِالنَّهَارِ عَالِمٌ بِالدُّنْيَا جَاهِلٌ بِالآخِرَةِ ».(3)
===============
يُبغضُ كُلَّ عَالمٍ بالدُّنيَا
__________
(1) - مسند الحميدى برقم (419) والمعجم الكبير للطبراني - (ج 1 / ص 172) برقم (408) صحيح. =البذىء : الفاحش من الرجال
(2) - سنن أبى داود برقم (4794 ) و حم 2/199 وحميدى ( 1159) وحب ( 1974) وخط 13/92 والإتحاف 7/481 و 8/31 وصحيح الجامع ( 1877 ) صحيح
(3) - السنن الكبرى للبيهقي وفي ذيله الجوهر النقي - (ج 10 / ص 194) برقم (21325)وحب ( 1975) والصحيحة ( 195) وترغيب 1/446 وصحيح الجامع ( 1878 )صحيح
الجعظرى : الغليظ المتكبر ، الجواظ : الجموع المنوع للخير ، جيفة بالليل : كثير النوم
حمار بالنهار : فى الدأب وراء الدنيا(1/50)
عن أبى هريرة رفعه "إِنَّ اللهَ تَعَالى يُبغضُ كُلَّ عَالمٍ بالدُّنيَا ، جَاهلٍ بالآخرةِ "( ك ) في تاريخه(1)
===============
لاَ يُحِبُّ اللَّهُ الْعُقُوقَ
عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ أُرَاهُ عَنْ جَدِّهِ قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ الْعَقِيقَةِ فَقَالَ « لاَ يُحِبُّ اللَّهُ الْعُقُوقَ ». كَأَنَّهُ كَرِهَ الاِسْمَ وَقَالَ « مَنْ وُلِدَ لَهُ وَلَدٌ فَأَحَبَّ أَنْ يَنْسُكَ عَنْهُ فَلْيَنْسُكْ عَنِ الْغُلاَمِ شَاتَانِ مُكَافِئَتَانِ وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ ». وَسُئِلَ عَنِ الْفَرَعِ قَالَ « وَالْفَرَعُ حَقٌّ وَأَنْ تَتْرُكُوهُ حَتَّى يَكُونَ بَكْرًا شُغْزُبًّا ابْنَ مَخَاضٍ أَوِ ابْنَ لَبُونٍ فَتُعْطِيَهُ أَرْمَلَةً أَوْ تَحْمِلَ عَلَيْهِ فِى سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذْبَحَهُ فَيَلْزَقَ لَحْمُهُ بِوَبَرِهِ وَتُكْفِئَ إِنَاءَكَ وَتُوَلِّهَ نَاقَتَكَ »(2)
==============
إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ
__________
(1) - الصحيحة ( 195) وصحيح الجامع ( 1879 ) صحيح
(2) - سنن أبى داود برقم (2844) صحيح.
الشغزب : الغليظ = الفرع : أول نتاج الإبل والغنم وكانوا يذبحونه فى الجاهلية وصدر الإسلام ثم نسخ =ابن لبون : ما أتى عليه سنتان ودخل فى الثالثة فصارت أمه لبونا بوضع الحمل =ابن مخاض : ما دخل فى السنة الثانية لأن أمه قد لحقت بالمخاض أى الحوامل(1/51)
عَنْ أَبِى جُرَىٍّ جَابِرِ بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ رَأَيْتُ رَجُلاً يَصْدُرُ النَّاسُ عَنْ رَأْيِهِ لاَ يَقُولُ شَيْئًا إِلاَّ صَدَرُوا عَنْهُ قُلْتُ مَنْ هَذَا قَالُوا هَذَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. قُلْتُ عَلَيْكَ السَّلاَمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَرَّتَيْنِ.قَالَ « لاَ تَقُلْ عَلَيْكَ السَّلاَمُ. فَإِنَّ عَلَيْكَ السَّلاَمُ تَحِيَّةُ الْمَيِّتِ قُلِ السَّلاَمُ عَلَيْكَ ». قَالَ قُلْتُ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « أَنَا رَسُولُ اللَّهِ الَّذِى إِذَا أَصَابَكَ ضُرٌّ فَدَعَوْتَهُ كَشَفَهُ عَنْكَ وَإِنْ أَصَابَكَ عَامُ سَنَةٍ فَدَعَوْتَهُ أَنْبَتَهَا لَكَ وَإِذَا كُنْتَ بِأَرْضٍ قَفْرَاءَ أَوْ فَلاَةٍ فَضَلَّتْ رَاحِلَتُكَ فَدَعَوْتَهُ رَدَّهَا عَلَيْكَ ». قُلْتُ اعْهَدْ إِلَىَّ. قَالَ « لاَ تَسُبَّنَّ أَحَدًا ». قَالَ فَمَا سَبَبْتُ بَعْدَهُ حُرًّا وَلاَ عَبْدًا وَلاَ بَعِيرًا وَلاَ شَاةً. قَالَ « وَلاَ تَحْقِرَنَّ شَيْئًا مِنَ الْمَعْرُوفِ وَأَنْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ وَأَنْتَ مُنْبَسِطٌ إِلَيْهِ وَجْهُكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنَ الْمَعْرُوفِ وَارْفَعْ إِزَارَكَ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ فَإِنْ أَبَيْتَ فَإِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الإِزَارِ فَإِنَّهَا مِنَ الْمَخِيلَةِ وَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ وَإِنِ امْرُؤٌ شَتَمَكَ وَعَيَّرَكَ بِمَا يَعْلَمُ فِيكَ فَلاَ تُعَيِّرْهُ بِمَا تَعْلَمُ فِيهِ فَإِنَّمَا وَبَالُ ذَلِكَ عَلَيْهِ »(1).
__________
(1) - سنن أبى داود برقم (4086 ) صحيح(1/52)
وعَنْ أَبِى تَمِيمَةَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَوْ قَالَ شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ َنْتَ رَسُولُ اللَّهِ أَوْ قَالَ أَنْتَ مُحَمَّدٌ فَقَالَ « نَعَمْ ». قَالَ فَإِلاَمَ تَدْعُو قَالَ « أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَحْدَهُ مَنْ إِذَا كَانَ بِكَ ضُرٌّ فَدَعَوْتَهُ كَشَفَهُ عَنْكَ وَمَنْ إِذَا أَصَابَكَ عَامُ سَنَةٍ فَدَعَوْتَهُ أَنْبَتَ لَكَ وَمَنْ إِذَا كُنْتَ فِى أَرْضٍ قَفْرٍ فَأَضْلَلْتَ فَدَعَوْتَهُ رَدَّ عَلَيْكَ ». قَالَ َأَسْلَمَ الرَّجُلُ ثُمَّ قَالَ أَوْصِنِى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ « لاَ تَسُبَّنَّ شَيْئاً ». أَوْ قَالَ « أَحَداً » شَكَّ الْحَكَمُ. قَالَ َمَا سَبَبْتُ بَعِيراً وَلاَ شَاةً مُنْذُ أَوْصَانِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « وَلاَ تَزْهَدْ فِى الْمَعْرُوفِ وَلَوْ مُنْبَسِطٌ وَجْهُكَ إِلَى أَخِيكَ وَأَنْتَ تُكَلِّمُهُ وَأَفْرِغْ مِنْ دَلْوِكَ فِى إِنَاءِ الْمُسْتَسْقِى وَاتَّزِرْ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ فَإِنْ أَبَيْتَ فَإِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الإِزَارِ فَإِنَّهَا مِنَ الْمَخِيلَةِ وَاللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لاَ يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ »(1).
===============
لاَ يُحِبُّ الْمُسْبِلِينَ
عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « يَا سُفْيَانَ بْنَ سَهْلٍ لاَ تُسْبِلْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُسْبِلِينَ »(2).
================
لا يُحِبُّ هَذَا وَصَوْتَهُ
__________
(1) - مسند أحمد برقم (17068)صحيح
(2) - سنن ابن ماجه برقم (3705 ) صحيح(1/53)
عَنْ وَاثِلَةَ بن الأَسْقَعِ، قَالَ:كُنْتُ فِي أَصْحَابِ الصُّفَّةِ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا مِنَّا إِنْسَانٌ عَلَيْهِ ثَوْبٌ تَامٌّ، وَأَخَذَ الْعَرَقُ فِي جُلُودِنَا طَرَفًا مِنَ الْغُبَارِ وَالْوَسَخِ، إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: لِيُبَشِّرَ فُقَرَاءَ الْمُهَاجِرِينَ، إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ عَلَيْهِ شَارَةٌ حَسَنَةٌ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَتَكَلَّمُ بِكَلامٍ إِلا كَلَّفَتْهُ نَفْسُهُ يَأْتِي بِكَلامٍ يَعْلُو كَلامَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ هَذَا وَصَوْتَهُ، يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ لِلنَّاسِ لَيَّ الْبَقَرَةِ لِسَانَهَا بِالْمَرْعَى، كَذَلِكَ يَلْوِي اللَّهُ أَلْسِنَتَهُمْ وَوُجُوهَهُمْ فِي النَّارِ .(1)
================
لاَ يُحِبُّ كُلَّ ذَوَّاقٍ مِنْ الرِّجَالِ
__________
(1) - الطبراني برقم (17635 )حسن(1/54)
عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ : تَزَوَّجَ رَجُلٌ وَامْرَأَةٌ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَطَلَّقَهَا فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : طَلَّقْتهَا ؟ قَالَ : نَعَمْ , قَالَ : مِنْ بَأْسٍ ؟ قَالَ : لاَ يَا رَسُولَ اللهِ , ثُمَّ تَزَوَّجَ أُخْرَى ثُمَّ طَلَّقَهَا فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : طَلَّقْتهَا ؟ قَالَ : نَعَمْ , قَالَ : مِنْ بَأْسٍ ؟ قَالَ : لاَ يَا رَسُولَ اللهِ , ثُمَّ تَزَوَّجَ أُخْرَى ثُمَّ طَلَّقَهَا فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : أَطَلَّقْتَهَا ؟ قَالَ : نَعَمْ , قَالَ : مِنْ بَأْسٍ ؟ قَالَ : لاَ يَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الثَّالِثَةِ :" إنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ ذَوَّاقٍ مِنْ الرِّجَالِ وَلاَ كُلَّ ذَوَّاقَةٍ مِنْ النِّسَاءِ".(1)
===================
لاَ يُحِبُّ الذَّوَّاقِينَ وَلاَ الذَّوَّاقَاتِ
عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" لاَ تُطَلِّقُوا النِّسَاءَ إِلاَّ مِنْ رِيبَةٍ ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لاَ يُحِبُّ الذَّوَّاقِينَ وَلاَ الذَّوَّاقَاتِ"(2)
================
يُحِبُّ لَيُسْمَعَ تَضَرُّعُهُ
__________
(1) - مصنف ابن أبي شيبة مرقم ومشكل - (ج 7 / ص 50) برقم (19188) وفيه ضعف
(2) - مسند الشاميين 360 - (ج 3 / ص 267) برقم (2230) و مسند البزار 1-14 - (ج 4 / ص 433) برقم (3064-3066) حسن
الذَّوَّاقين والذَّوَّاقَات :يعني السَّريعي النِّكاح السَّريعِي الطَّلاق "النهاية في غريب الأثر - (ج 2 / ص 428) ولسان العرب - (ج 10 / ص 111)(1/55)
عَنْ عَمْرِو بن مُرَّةَ , قَالَ:"إِنَّ مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ اللَّهَ لَيُبْتَلَى الْعَبْدُ وَهُوَ يُحِبُّ، لَيُسْمَعَ تَضَرُّعُهُ"(1)
أهم المصادر
1. صحيح البخارى
2. صحيح مسلم
3. سنن أبى داود
4. المعجم الكبير للطبراني
5. مسند الشهاب القضاعي
6. شعب الإيمان للبيهقي
7. التوبة لابن أبي الدنيا
8. سنن أبي داود
9. سنن الترمذى
10. سنن النسائي
11. صحيح الجامع الصغير
12. سلسلة الأحاديث الصحيحة
13. مسند أحمد
14. إتحاف السادة المتقين للزبيدي
15. الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي
16. الترغيب والترهيب للمنذري
17. سنن الدارقطنى
18. سنن ابن ماجه
19. المستدرك للحاكم
20. تهذيب التهذيب لابن حجر
21. سلسلة الأحاديث الضعيفة
22. ضعيف الجامع الصغير
23. مسند الشهاب
24. إصلاح المال
25. عظيم قدر الصلاة لمحمد بن نصر المروزي
26. جامع الأصول
27. الكنى للدولابى
28. الكامل لابن عدي
29. مجمع الزوائد
30. المطالب العالية لابن حجر
31. مسند البزار
32. فيض القدير شرح الجامع الصغير
33. مصنف عبد الرزاق
34. السنن الكبرى للبيهقي وفي ذيله الجوهر النقي
35. مصنف ابن أبي شيبة مرقم ومشكل
36. مسند الحميدي
37. المعجم الأوسط للطبراني
38. مسند الشاميين
الفهرس العام
البابُ الأولُ ... 5
الذين يحبهم الله تعالى في القرآن الكريم ... 5
ُيحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ... 5
يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ... 5
اتباعُ الرسول صلى الله عليه وسلم ... 7
يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ... 8
يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ... 8
يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ... 14
__________
(1) - المعجم الكبير للطبراني - (ج 20 / ص 245) برقم (1737) والإتحاف 5/38 و9/277 و524 و650 والشعب (9786) وهناد (405) وطس 1245و1246) ابن مسعود والجعد (79) كردوس والأولياء (39) وفر(970) وحل4/180 والإصابة (9491) كردوس وبنحوه (9780 و9782 و9783 و9784 و9785 و9787 و9788 و9789) حسن لغيره(1/56)
يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ... 15
يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ... 16
أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ... 19
يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ... 20
يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ... 24
يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا ... 27
الباب الثاني ... 29
الذين يحبهم الله تعالى في السنة النبوية ... 29
علي رضي الله عنه يحب الله ورسوله ... 29
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنًا ... 30
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِى الأَمْرِ كُلِّهِ ... 31
يُحِبُّ تَضَرُّعَ عَبْدِهِ إِلَيْهِ ... 32
يُحبُّ السَّهلَ الطَّلقَ ... 35
يُحبُّ الشَّابَّ التَّائبَ ... 35
يُحبُّ المُؤمنَ المُتبذِّلَ ... 36
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعُطَاسَ ... 36
يُحِبُّ أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلاَدِكُمْ ... 37
يُحِبُّ اللَّهُ لِلْعَامِلِ إِذَا عَمِلَ أَنْ يُحْسِنَ ... 38
يُحِبُّ الْحَمْدَ ... 39
يُحِبُّ الْمَدْحَ ... 39
يُحِبُّ الْوَتْرَ ... 40
يُحِبُّ الْجَمَالَ ... 41
يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِىَّ الْغَنِىَّ الْخَفِىَّ ... 42
الغيرة والخيلاء اللذين يحبهما الله تعالى ... 43
يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ ... 44
يُحِبُّ السَّتْرَ ... 44
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ سَمْحَ الْبَيْعِ... ... 46
يُحِبُّ كُلَّ قَلْبٍ حَزِينٍ ... 46
يُحِبُّ مَعَالِيَ الأُمُورِ ... 48
يُحِبُّ الصُّمْتَ عِنْدَ ثَلاثَ ... 48
يُحِبُّ الْمُحْتَرِفَ ... 49
يُحِبُّ الشَّاكِرِينَ ... 49
يُحِبُّ الطَّيِّبَ ... 51
يُحِبَّ أَنْ يُرَى أَثَرُ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ ... 52
يُحِبُّ الأَبْرَارَ الأَتْقِيَاءَ الأَخْفِيَاءَ ... 53
يُحِبُّ عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ الْفَقِيرَ الْمُتَعَفِّفَ ... 54
يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ ... 54
يُحِبُّ إِغَاثَةَ اللَّهْفَانِ ... 55
يحب الهدي ... 56
يُحِبُّ الإِحْسَانَ ... 57
يُحِبُّ ثَلاَثَةً وَيُبْغِضُ ثَلاَثَةً ... 57
يُحِبُّ مِنْ أَصْحَابِى أَرْبَعَةً ... 61
يُحِبُّ الْعَفْوَ ... 61
يُحِبُّ الْكَرَمَ ... 63
يُحِبُّ الْحَيِيَّ الْعَفِيفَ الْحَلِيمَ ... 63(1/57)
إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُه ... 64
جَوَادٌ يُحِبُّ الْجَوَادَ ... 66
يُحِبُّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ الْمُفَتَّنَ ... 66
يحبُّ مَنْ تقرَّبَ إليهِ بالفرائضِ والنوافلِ ... 67
الباب الثالث ... 70
الذين لا يحبهم الله تعالى في القرآن الكريم ... 70
لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ... 70
لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ ... 73
لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ... 74
لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ... 75
لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ... 75
لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا ... 78
لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا ... 80
لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ ... 81
لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ... 81
لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ... 84
لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ ... 86
لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ ... 88
لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ... 89
لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ... 90
لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ... 91
لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ... 91
الباب الرابع ... 93
الذين لا يحبهم الله تعالى في السنة النبوية ... 93
لاَ يُحِبُّ الْفُحْشَ وَالتَّفَحُّشَ ... 93
إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْفُحْشَ وَلاَ التَّفَحُّشَ ... 93
يُبْغِضُ الْبَلِيغَ مِنَ الرِّجَالِ ... 99
يُبغضُ السائلَ المُلحفَ ... 100
لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْغَنِيَّ الظَّلُومَ ... 100
يَبْغَضُ الْفَاحِشَ الْبَذِىءَ ... 101
لاَ يُحِبُّ الْفَاحِشَ الْمُتَفَحِّشَ ... 102
يَبْغَضُ كُلَّ جَعْظَرِىٍّ جَوَّاظٍ ... 102
يُبغضُ كُلَّ عَالمٍ بالدُّنيَا ... 103
لاَ يُحِبُّ اللَّهُ الْعُقُوقَ ... 104
إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ ... 105
لاَ يُحِبُّ الْمُسْبِلِينَ ... 108
لا يُحِبُّ هَذَا وَصَوْتَهُ ... 109
لاَ يُحِبُّ كُلَّ ذَوَّاقٍ مِنْ الرِّجَالِ ... 110
لاَ يُحِبُّ الذَّوَّاقِينَ وَلاَ الذَّوَّاقَاتِ ... 111
يُحِبُّ لَيُسْمَعَ تَضَرُّعُهُ ... 112
أهم المصادر ... 113(1/58)