الذهب الأبيض
حقيقته وأحكامه الشرعية
كتبه
عبدالرحمن بن فهد الودعان الدوسري
مشرف العلوم الشرعية بالإدارة العامة للمناهج
بوزارة التربية السعودية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، وصلى الله على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ، أما بعد(1):
فهذه وريقات جمعتها – بتوفيق من الله تعالى – في بيان حقيقة ما يسمى بالذهب الأبيض ليكون المتكلم في حكمه على بصيرة منه ، وذلك لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره .
وكان الداعي الرئيس لجمعه بيان الحكم الشرعي فيه، مع حث شيخنا العلامة عبدالله بن حسن بن قعود ـ عافاه الله وشفاه ـ على بحث المسألة، مع كثرة من سأل عنها؛ ولم أجد جوابا شافيا منبثقا من إدراك حقيقة المسؤول عنه؛ إذ قد اختلف فيه شيوخنا فبعضهم قال: ليس هو بذهب فلا يأخذ أحكامه، وبعضهم قال: إن كان ذهبا حقيقة فيأخذ أحكامه وإلا فلا ، وتردد فيه آخرون .
ولما كان سبب خلافهم عائدا إلى عدم معرفة حقيقته فليس هو خلافا في الحقيقة ، وإذا عُلمت حقيقته فلا ينبغي أن يكون فيه خلاف .
ولأجل بيان هذه الحقيقة كانت هذه الرسالة التي بين يديك، لك غنمها وعلى جامعها غرمها،اجتهدت في جمعها وتقريبها رجاء ما عند الله تعالى.
وإذا علمت تزايد استعمال الذهب الأبيض في السنوات الأخيرة ، وكثرة إقبال النساء على التحلي به كثرة ملفتة؛ تبين لك أهمية معرفة حقيقته وحكمه الشرعي.
وقد اعتمدت فيما جمعته – بعد توفيق الله تعالى – على مراجع معتمدة في الموضوع ، ثم على سؤال أهل الاختصاص من صاغة ونحوهم .
وقد سميت هذه الرسالة : (الذهب الأبيض، حقيقته، وأحكامه الشرعية)، ورتبتها على خمسة فصول:
الفصل الأول: حقيقة الذهب، ولونه الأصلي ، وهل يوجد ذهب أبيض؟
__________
(1) هكذا السنة كما هو ثابت في أحاديث كثيرة، وبعض المتقدمين وكثير من المتأخرين يقولون أو يكتبون: وبعد، والثابت في السنة أولى لمن أراد الاقتداء، والله أعلم.(1/1)
الفصل الثاني: ما ذكر في المراجع العلمية والمجلات عن حقيقة الذهب الأبيض.
الفصل الثالث: قول أهل الصناعة في ذلك.
الفصل الرابع :أحكام الذهب الأبيض.
الفصل الخامس:تنبيهات .
وفي ختام هذه المقدمة؛ أحمد الله تعالى الذي منَّ عليَّ بجمع هذه الرسالة وإتمامها، وأسأله ـ تعالى ـ أن يجعلها عملا مقبولا لديه؛ إذ كان الغرض منها بيان شيء من أحكام شريعته الكاملة، في مثل هذه النازلة الحادثة.
كما أسأله جل وعلا أن يعفو عني ما قد يكون فيها من الزلل - فهو أهل ذلك سبحانه- ، فإن كنت أصبت فمنه تعالى وحده، وإن كنت قد أخطأت فمن نفسي والشيطان ، والله ورسوله بريء منه ، وحسبي أني بذلت جهدي.
كما أتقدم بالشكر الجزيل لكل من قدم لي معلومة أو مشورة؛ وأخص منهم بالذكر جملة من زملائي في الإدارة العامة للمناهج منهم سعادة الأستاذ:عبدالعزيز المعمر المدير العام للمناهج بالإنابة سابقا، و أخوه الأستاذ محمد، والأستاذ خالد باكرمان المشرف بالإدارة العامة للمناهج سابقا، والأستاذان محمد البيشي و ثويني الثنيان، المشرفان بالإدارة العامة للمناهج، والأستاذ محمد العسيري الفني بوزارة التجارة، وكثيرا من الإخوة الصاغة أخص منهم بالذكر جارنا محمد العمري وابنه فهد العمري.
كما أشكر الأستاذ يوسف العطير شيخ الذهب في منطقة الرياض على تفضله بإجابة الأسئلة التي وجهتها إليه حول الذهب الأبيض، وكذا كل من قرأ الرسالة قبل إخراجها فأفادني أو شجعني على إخراجها وأخص منهم بالذكر: أخوي الشقيقين: الشيخ إبراهيم الودعان، والشيخ وليد الودعان بارك الله فيهما، و زميلي ورفيقي الشيخ الدكتور مبارك بن سليمان آل سليمان.(1/2)
كما أتقدم بالشكر أيضا للأستاذ سعود الديحان على المعلومات التي قدمها عن الذهب الأبيض باللغة الإنجليزية مع ترجمتها ، وكذا بعض طلابي الذين أعانوني في جمع الرسالة أو مراجعتها؛ وأخص منهم :أشبالي الكرام وفقهم الله تعالى، وعساف بن عمر العتيبي، وسند العتيبي، وفواز العتيبي،وأسأل الله تعالى أن يجازيهم عنا بأحسن الجزاء، وأن يغفر لنا ولوالدينا وأزواجنا وأولادنا، وشيوخنا وطلابنا، وجميع المسلمين .
وكان الانتهاء من كتابة أصل هذه الرسالة في يوم الثلاثاء 11 / محرم / 1420 من هجرة سيد المرسلين B ، ثم راجعتها وزدت عليها وأتممتها في يوم الأحد 19/ذي الحجة/1425 من هجرة سيد ولد آدم B، أسأل الله تعالى أن ينفع بها، ويدخرها لي يوم الدين.
وهذا أوان الشروع في المقصود بعد الاستعانة بالملك المعبود، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قاله بفمه وكتبه بيده الفقير إلى الله تعالى
عبد الرحمن بن فهد الودعان الدوسري
للمواصلة والمناصحة/0505240568
Awadan@gawab.com
الفصل الأول
حقيقة الذهب ولونه الأصلي، وهل يوجد ذهب أبيض؟(1/3)
الذهب في حقيقته فِلِزّ(1)أصفر اللون ، كما أنه يوصف بالحمرة أيضا بسبب ما يخالطه من النحاس غالبا ، هذا هو المعروف عند الناس، وفي كتب اللغة والمعادن وغيرها، وهذا مما لا يقع فيه استشكال ، وفيما يلي أنقل بعض ما قاله أهل العربية والغريب في لون الذهب، وبعض النصوص والآثار وكلام الأئمة في ذلك.
أولا: ما جاء في معاجم (2) العربية وكتب الغريب
جاء في المعجم الوسيط ، ومثله في المعجم الوجيز(3) : الذهب عنصر فلزي أصفر اللون .
__________
(1) قال في المخصص (3/12/25): الفِلَز والفِلِز النحاس الأبيض يجعل منه القدور .. والمشهور في الفلز أنه جميع جواهر الأرض كلها فلزات،وفي لسان العرب( 5 / 392):و الفلز النحاس الأبيض تجعل منه القدور العظام المفرغة والهاونات و الفلز و الفلز الحجارة وقيل:هو جميع جواهر الأرض من الذهب والفضة والنحاس وأشباهها وما يرمى من خبثها، وفي القاموس المحيط ( 1 / 669):الفلز بكسر الفاء واللام وشد الزاي وكهِجَفّ وعُتُلّ: نحاس أبيض تجعل منه القدور المفرغة، أو خبث الحديد، أو الحجارة، أو جواهر الأرض كلها، أو ما ينفيه الكير من كل ما يذاب منها. وانظر العين ( 4 / 57)،والنهاية في غريب الحديث ( 3 / 470).
(2) فائدة: كثر في عصرنا إطلاق كلمة القاموس على المعجم ، وهي تسمية غير صحيحة من حيث العربية، قال الأستاذ أحمد عبدالغفور عطار في كتابه قاموس الحج والعمرة ص 8 ـ 9 : القاموس لا يؤدي معنى المعجم في اللغة العربية؛ وإنما هو اسم معجم لغوي كبير ألفه إمام لغوي كبير(يريد القاموس المحيط للفيروز آبادي) ومن شهرته وكثرة تداوله صارت كلمة القاموس بمعنى المعجم لدى كثير من الناس، حتى عند كثير من مؤلفي المعجمات من المعاصرين، وصدرت معاجم كثيرة باسم القاموس. اهـ قال في القاموس: القاموس : البحر أو أبعد موضع فيه غورا، وقال: القومس معظم ماء البحر كالقاموس.
(3) كلاهما مادة (ذ. هـ.ب)(1/4)
وفي مقاييس اللغة(1) : يقال : كُمَيت مُذْهَب إذا علته حمرة إلى اصفرار .
وفي لسان العرب (2): ... أو هو من قولهم : فرس مُذْهَب إذا علت حمرته صفرة ... ويقال:كُمَيت مُذْهَب للذي تعلو حمرته صفرة.اهـ
وفي لسان العرب(3) :الحمرة من الألوان المتوسطة معروفة ، لون الأحمر يكون في الحيوان والثياب وغير ذلك مما يقبله وحكاه ابن الأعرابي في الماء .... والأحمر من الأبدان ما كان لونه الحمرة، الأزهري: في قولهم: أهلك النساء الأحمران، يعنون الذهب والزعفران، أي أهلكهن حب الحلى والطيب. الجوهري: أهلك الرجالَ الأحمران: اللحم والخمر. غيره: يقال للذهب والزعفران: الأصفران، وللماء واللبن: الأبيضان، وللتمر والماء الأسودان، وفي الحديث: أعطيت الكنزين الأحمر والأبيض، هي ما أفاء الله على أمته من كنوز الملوك، والأحمر: الذهب، والأبيض: الفضة، والذهب كنوز الروم ؛لأنه الغالب على نقودهم، وقيل: أراد العرب والعجم جمعهم الله على دينه وملته .
ابن سيده: الأحمران الذهب والزعفران، وقيل: الخمر واللحم، فإذا قلت: الأحامرة، ففيها الخلوق.
وقال الليث: هو اللحم والشراب والخلوق، قال الأعشى:
إن الأحامرة الثلاثة أهلكت ... ... مالي وكنت بها قديما مولعا
ثم أبدل بدل البيان فقال:
الخمر واللحم السمين وأطلي ... ... ... بالزعفران فلن أزال مولّعا
جعل قوله: وأطلي بالزعفران؛ كقوله: والزعفران ، وهذا الضرب كثير، ورواه بعضهم:
الخمر واللحم السمين أديمه والزعفران...
وقال أبو عبيدة:الأصفران: الذهب والزعفران ، وقال ابن الأعرابي: الأحمران النبيذ واللحم، وأنشد:
الأحمرين الراح والمحبَّرا
قال شمر: أراد الخمر والبرود .
__________
(1) مقاييس اللغة لابن فارس 2/362 مادة (ذ . هـ . ب)
(2) لسان العرب 1/153 مادة ( ذ. هـ . ب)
(3) لسان العرب 4 / 208-210 مادة:(ح. م. ر ).(1/5)
وفي لسان العرب أيضا(1) :والأصفران: الذهب والزعفران، وقيل: الورس والذهب، وأهلك النساء الأصفران: الذهب والزعفران ، ويقال: الورس والزعفران، و الصفراء الذهب للونها، .. وفي الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صالح أهل خيبر على الصفراء والبيضاء والحلقة(2)، الصفراء الذهب، والبيضاء الفضة، والحلقة الدروع، يقال ما لفلان صفراء ولا بيضاء.
وفي مختار الصحاح(3): الصفرة لون الأصفر، وقد اصفر الشيء و اصفار و صفره غيره تصفيرا، وأهلك النساء الأصفران: الذهب والزعفران، وقيل الورس والزعفران.
وفي النهاية في غريب الحديث(4): ومنه الحديث(5): أعطيت الكنزين الأحمر والأبيض، هي ما أفاء الله على أمته من كنوز الملوك؛ فالأحمر الذهب، والأبيض الفضة، والذهب كنوز الروم؛ لأنه الغالب على نقودهم، والفضة كنوز الأكاسرة؛ لأنها الغالب على نقودهم، وقيل: أراد العرب والعجم جمعهم الله على دينه وملته .
__________
(1) لسان العرب 4 / 460 مادة (ص. ف. ر).
(2) رواه أبو داود في كتاب الخراج والإمارة ، باب ما جاء في حكم أرض خيبر 3 / 157(3006)، وابن حبان 11 / 607 (5199)، والبيهقي 9/ 137 ، وفي الدلائل 4/229، قال الحافظ ( فتح الباري 7 / 479 ): أخرجه البيهقي بإسناد رجاله ثقات ، و سكت عنه المنذري، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط في تحقيق صحيح ابن حبان: إسناده صحيح، وقال الألباني:حسن الإسناد (صحيح سنن أبي داود2/584(2597)). وأصل الحديث في صحيح البخاري مختصرا برقم ( 2285) وفيه أطرافه، ومسلم مختصرا برقم (1551)، وليس فيهما موضع الشاهد.
(3) مختار الصحاح ص153 مادة:(ص ف ر).
(4) النهاية في غريب الحديث 1 / 438 (ح.م.ر)، وانظر :لسان العرب ( 7 / 125).
(5) رواه مسلم من حديث ثوبان - رضي الله عنه - 4 / 2215 (2889)في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض.(1/6)
وفيه: أهلكهن الأحمران(1) ،
__________
(1) رواه ابن حبان 13/307(5968)، والبيهقي في شعب الإيمان 5/160(6190) ، و 7/278(10300)،عن أبى هريرة - رضي الله عنه - مرفوعا بلفظ: ويل للنساء من الأحمرين الذهب والمعصفر، قال في فيض القدير(6/368): وفيه عباد بن عباد وثقه ابن معين، وقال ابن حبان يأتي بالمناكير فاستحق الترك، نقله الذهبي، ورواه أيضا أبو نعيم في الصحابة بهذا اللفظ لكنه قال: الزعفران بدل المعصفر، قال الحافظ العراقي: سنده ضعيف.اهـ،
وما قاله المناوي متعقب بأمور، منها: أن عباد المذكور في السند ليس هو الأرسوفي الذي نقل فيه الذهبي كلام ابن حبان إنما هو المهلبي، وهو ثقة روى له الجماعة، قال في التقريب ص290: ثقة ربما وهم، وهو الذي من شيوخه محمد بن عمرو ومن تلاميذه سريج بن يونس (واللذان هما في سلسلة إسناد الحديث)(انظر التهذيب 5/95- 96)، ولذا قال الألباني عن الحديث: إسناده جيد (الصحيحة (339))، وقال الأرناؤوط: إسناده حسن (هامش الإحسان 13/307) . ومنها: قوله ورواه أبو نعيم، وهذا يوهم أنه الخبر نفسه عن أبي هريرة وليس كذلك ، فالذي رواه أبو نعيم إنما هو حديث عزة الأشجعية ، وهو الذي إسناده ضعيف، كما أنه هو الذي حكم عليه العراقي بالضعف ، فقال: ولأبي نعيم في الصحابة من حديث عزة الأشجعية ويل للنساء.. وسنده ضعيف.اهـ(تخريج أحاديث إحياء علوم الدين استخراج الحداد 2/1009)
ورواه معمر( الجامع لمعمر مع مصنف عبدالرزاق 11/72 (19947)). عن رجل عن الحسن عن أبي هريرة موقوفا، وهذا إسناد ظاهر الضعف؛ لجهالة الراوي عن الحسن.
ورواه أحمد (المسند 5/259 (22286))ومن طريقه الخطيب في تاريخ بغداد 14/78 ، والطبراني في الكبير(8/255 (7864)، واختصره وليس فيه موضع الشاهد ، ورواه بسند آخر (8/281 (7923)) ، وهناد في الزهد 1/330(603)، ومن طريقه البيهقي في الزهد الكبير 2/185(445)، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 35/265 ، من حديث أبي أمامة - رضي الله عنه - مرفوعا في خبر طويل بلفظ: وأما النساء فألهاهن الأحمران الذهب والحرير. (إلا البيهقي فلفظه فأهلكهن)، قال الهيثمي (مجمع الزوائد 9/59، و 10/262) : رواه أحمد والطبراني بنحوه باختصار وفيهما(كذا ومُطَّرِح إنما هو في سند أحمد فقط) مُطَّرِح بن يزيد وعلي بن يزيد الألهاني وكلاهما مجمع على ضعفه .اهـ ، وفي سند هما أيضا:عبيد الله بن زحر، وهو متكلم فيه ضعفه كثيرون وقواه آخرون، وقال في التقريب ص371 : صدوق يخطئ . اهـ ، وبخاصة روايته عن علي بن يزيد ، قال ابن حبان:يروي الموضوعات عن الأثبات، فإذا روى عن علي بن يزيد أتى بالطامات، وإذا اجتمع في إسناد خبر عبيدالله بن زحر وعلي بن يزيد والقاسم بن عبدالرحمن لم يكن متن الحديث إلا مما عملته أيديهم (التهذيب 7/13)، وفي سند الطبراني الأول أيضا:محمد بن عبيدالله العرزمي وهو متروك (التقريب ص494) ، وفي سند الطبراني الثاني: صدقة بن عبدالله، قال في التقريب ص275 : ضعيف، (وانظر الضعيفة (5346))، والقول المسدد ص24.
ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (6/3402 (7773))في ترجمة عزة الأشجعية من طريق أشعث بن سوار عن منصور عن أبي حازم الأشجعي عن مولاته عزة قالت:سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ويلكن من الأحمرين الذهب والزعفران ، والأشعث ضعيف(التقريب ص113)، وذكره ابن عبدالبر في الاستيعاب (13/96 مع الإصابة ت/د. طه الزيني) في ترجمة عزة الأشجعية ، وقال:حديثها عند الأشعث بن سوار فذكره، وقال العراقي: ولأبي نعيم في الصحابة من حديث عزة الأشجعية ويل للنساء.. وسنده ضعيف.اهـ(تخريج أحاديث إحياء علوم الدين استخراج الحداد 2/1009).
ورواه شعبة عن منصور عن أبي حازم به موقوفا على أبي بكر - رضي الله عنه - ، وهو الصواب ، وإسناده صحيح ،خرجه مسدد في مسنده (المطالب العالية 3/21) و فيه : عروة، وصوابه عزة وهي الأشجعية صحابية ، كما في الإصابة والاستيعاب، ورواه البهقي في شعب الإيمان 7/365 (10597)، من طريق آخر عن شعبة به ، و فيه : نمرة، وصوابه عزة كما تقدم ولفظه (أهلكهن الأحمران الذهب والزعفران). وعزاه السيوطي في تأريخ الخلفاء (ص116)لأحمد في الزهد عن عزرة (كذا وصوابه عزة) عن أبي بكر موقوفا، ولم أجده في الزهد في زهد أبي بكر - رضي الله عنه - ، والله أعلم .
قال أبو نعيم (معرفة الصحابة 6/3402):رواه شعبة وشيبان وعمرو بن أبي قيس عن منصور موقوفا من قول أبي بكر، ورواه الثوري وغيره عن حصين عن أبي حازم عن عزة قالت: خطبنا أبو بكر، من قوله، ثم رواه من طريق موسى بن السائب عن أبي حازم عن أبي حازم عن عزة، قالت: حججنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل علينا أبو بكر وأنا في نسوة فقال:ويلكن من الأحمرين ، قلنا: وما الأحمران؟ قال: الذهب والزعفران.
والخلاصة: أن الحديث ثبت مرفوعا من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - ، وموقوفا من حديث أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - .(1/7)
يعني الذهب والزعفران، والضمير للنساء، أي: أهلكهن حب الحلى والطيب .
ويقال للَّحم والشراب أيضا: الأحمران ، وللذهب والزعفران: الأصفران، وللماء واللبن: الأبيضان، وللتمر والماء: الأسودان.اهـ
وقال الخطابي(1):في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : أنه صالح أهل خيبر على أن له الصفراء والبيضاء والحلقة، فإن كتموا شيئا فلا ذمة لهم... الصفراء الذهب، والبيضاء الفضة، ويقال: ما لفلان صفراء ولا بيضاء، والحلقة الدروع.
وقال في القاموس(2): الأصفران الزعفران والذهب... والصفراء الذهب..قال: والصُّفر... الذهب.
وفيه:والصفر الذهب، وبه فسر ابن سيده ما أنشده ابن الأعرابي:
لا تُعجِلاها أن تَجرَّ جرًّا ... ... تَحدُر صُفرًا وتعَلِّي بُرَّا
كأنه عنى به الدنانير لكونها صفرا . اهـ
وفي اللسان(3) على البيت:قال ابن سيده : الصفر هنا الذهب، فإما أن يكون عنى به الدنانير لأنها صفر .. .
وفي القاموس(4):الأحمر..الذهب، والزعفران.
ومنه قيل لمضر :مضر الحمراء، قال في القاموس(5):لأنه أُعطي الذهب من ميراث أبيه.
__________
(1) غريب الحديث 1 / 562-563 ، والحديث قد أسنده من طريق أبي داود ، وتقدم تخريجه قريبا.
(2) القاموس مادة (ص. ف. ر).
(3) اللسان مادة (ص. ف. ر).
(4) القاموس مادة (ح. م. ر).
(5) القاموس مادة (ح. م. ر).(1/8)
وفي كتاب العين(1): والكبريت الأحمر يقال: هو من الجوهر، ومعدِنه خلف بلاد التُّبَّت(2)، في وادي النمل الذي مر به سليمان بن داود عليهما السلام، ويقال :في كل شيء كبريت وهو يبسه ما خلا الذهب والفضة فإنه لا ينكسر، فإذا صُعّد الشيء ذهب كبريته ؛ صعد نقل من حال إلى حال ، والكبريت في قول رؤبة الذهب الأحمر، قال:
... ... هل ينجيني حلف سِختيت ... ... أو فضة أو ذهب كبريت.
قال في اللسان: قال ابن الأعرابي: ظن رؤبة أن الكبريت ذهب.
وفي المخصص(3) :الكبريت :الذهب الأحمر.
وقال إبراهيم الحربي(4) الأحمر ملك الشام والأبيض ملك فارس. قال: وإنما قال لملك فارس الكنز الأبيض لبياض ألوانهم، ولذلك قيل لهم بنو الأحرار يعنى البيض ؛ ولأن الغالب على كنوزهم وبيوت أموالهم الورق وهى بيض ، وقال في الشام الكنز الأحمر ؛ لأن الغالب على ألوانهم الحمرة ، وعلى كنوزهم وبيوت أموالهم الذهب وهو أحمر.
ومما قاله الحريري في مقاماته ( المقامة الدينارية ) (5) عن الدينار :
أكرم به أصفر راقت صفرته ... ... ... جواب آفاق ترامت سفرته
وقال أيضا :
تبا له من خادع مماذق ... ... ... ... أصفر ذي وجهين كالمنافق
يبدو بوصفين لعين الرامق ... ... ... زينة معشوق ولون عاشق
وخلاصة ما في كتب اللغة والغريب: أن لون الذهب الأصلي هو الأصفر، وقد يطلق عليه أنه أحمر في أحيان كثيرة، وما ذلك – والله أعلم - إلا لما يخالطه من النحاس في كثير من الأحيان سواء أكان نقدا أم حليا.
__________
(1) كتاب العين 5 /430، في باب الرباعي من الكاف (ك.ب.ر.ت)، و لسان العرب 2 / 76.
(2) قال في القاموس مادة (ت.ب.ت): تُبَّت كسكر، بلاد بالمشرق كبيرة ، وقيل في ضبطها غير ذلك (انظر شرح القاموس ، ومعجم البلدان 2/10)، وهي هضبة معروفة اليوم في بلاد الصين تسمى : تشينغهاي، وهي أكبر وأعلى هضبة في العالم، ويطلق عليها "سقف العالم.
(3) المخصص 3 /12/22.
(4) غريب الحديث للحربي 3/967ـ 968.
(5) مقامات الحريري ص34 ،36 .(1/9)
ثانيا: ما جاء في الموسوعات وكتب المعادن
قال في دائرة معارف القرن العشرين(1): الذهب جسم لماع رخو لونه أصفر.
وقال القزويني في عحائب المخلوقات(2):وهي لينة صفراء براقة حلوة الطعم طيبة الرائحة ثقيل رزين جداً، فصفرة لونها من ناريتها،ولينها من دهنيتها، وبريقها من صفاء لونها، ورزانتها من ترابيتها.
و سمى الهمداني كتابه في الذهب والفضة : كتاب الجوهرتين العتيقتين المائعتين الصفراء والبيضاء، كما هو موجود على نسخه المخطوطة كما في مقدمة المحقق.
وفيه(3):ويقال :وصيف كأنه الدينار المنقوش إذا كان أصفر.
وفيه أيضا(4):ويسمى أكرم العيدان من النبع وهو الشوحط: نضارا لمشابهته للون الذهب في الصفرة، وقال الروم:نحن بنو الأصفرين: أبينا والذهب، وقال ذو الرمة:
صفراء في دعج كحلاء في برج ... ... كأنها فضة قد مسها ذهب
ويقال(5): ماهو إلا الذهب الأحمر؛ إذا أخبروك عن نفاسة شيء.
وفيه أيضا(6):أنشد أعرابي:
نُطَوِّف في الآفاق نبغي لبابَها ... ... ولَلتِّبرةُ الحمراء أسنى وأنضر
وفيه أيضا(7):إن الحكماء لما حدسوا في تكون الذهب في الأرض وأنه أبيض أول مرة حتى تعمل فيه قوى البخارات فتحيله طبقة طبقة إلى غاية الاحمرار.
وفيه أيضا(8) : وكذلك قطع الذهب؛ منها الواضحة والمتلونة والحمراء القانية والصفراء الفاقعة.
__________
(1) دائرة معارف القرن العشرين، لمحمد فريد وجدي 4/135.
(2) عحائب المخلوقات للقزويني ص137، مطبوع مع حياة الحيوان للدميري ط الخامسة،مصطفى البابي الحلبي.
(3) كتاب الجوهرتين ص54.
(4) المرجع السابق ص55.
(5) المرجع السابق ص55 ، وأمثال الحديث لابن خلاد الرامهرمزي ص67 (ت/ أحمد عبدالفتاح تمام).
(6) المرجع السابق ص58.
(7) المرجع السابق ص176.
(8) المرجع السابق ص83.(1/10)
وفيه أيضا(1) : وسبائك الذهب الرديء وإن كانت تخرج من النار دهما هندوانية فإنه كيف ما رق تحلل ذلك السواد إلى الصفرة والبياض على قدر أخلاط ذلك الذهب ، والذهب الأحمر تخرج سبائكه من الإحماء صفرا فكيف رقت دخلته الحمرة حتى يبلغ منتهى إرقاقه وهو أشد ما كان حمرة.
وانظره أيضا في الصفحات:60، 83، 84، 85 ،86، 89، 98، 99، 103، 112، 116، 161،163، 164، 167، 168، 169، 176، 178، 179، 181، 182، 200.
وفي كتاب الجماهر للبيروني(2):قيل لديوجانس:لِمَ اصْفَرَّ الذهب؟! قال:لكثرة أعدائه، فهو يفرق منهم!
وفيه: قال أبو إسحاق الصابئ:
صُليت بنار الهم فازددت صفرة ... ... كذا الذهب الإبريز يصفو على السبك
وفيه: قيل : إن الزاهد في الذهب الأحمر أكرم من الذهب الأحمر.
وقال الأستاذ محمد حسين جودي في كتابه ( علوم الذهب وصياغة المجوهرات ): ومن المعروف أن كل فلز من الفلزات المكونة لسبيكة الذهب كالنحاس والفضة والبلاديوم والبلاتين والخارصين وغيرها لها تأثير واضح في لون السبيكة وصلادتها ودرجة انصهارها ، فالذهب يعطي اللون الأصفر ويقاوم ضد تأكسد السبيكة، ويعطيها قابلية لتحمل السحب، ويزيد من كثافتها النوعية، ويسهل مع النحاس المعالجة الحرارية.
أما النحاس يعطي السبيكة اللون الأحمر ، ويزيد من قوتها وصلادتها. اهـ(3)
وقال أيضا :وكلما زادت نسبة النحاس الأحمر يعطي للذهب احمرارا .اهـ(4)
__________
(1) المرجع السابق ص99، وانظر في وصفه بالحمرة أيضا : معدن النوادر لعلاء بن الحسين البيهقي ص43،45.
(2) الجماهر في معرفة الجواهر لأبي الريحان البيروني ص232،233.
(3) علوم الذهب وصياغة المجوهرات . ص 46 _ 47 . الطبعة الأولى 1997 م . والصَّلد : الصُّلب الأملس( القاموس مادة: ص. ل. د).
(4) علوم الذهب وصياغة المجوهرات . ص 41 . الطبعة الأولى 1997 م .(1/11)
وقال الأستاذ الدكتور ممدوح عبد الغفور حسن في كتابه (مملكة المعادن ) : ويتميز الذهب النقي بلون أصفر خاص (1)... وقال: فقليل من النحاس يضفي عليه احمرار (2) في اللون.اهـ(3)
وفي كتاب المعادن والصخور عن الذهب(4):اللون الأصفر الفاتح مميز له، ويصبح اللون أصفر باهت إذا وجدت به شوائب من الفضة.
وقال الدكتور محمد عز الدين حلمي(5): اللون أصفر ذهبي فاقع أو فاتح تبعا لكمية الفضة المختلطة مع المعدن.
وجاء في النشرة الإعلامية الصادرة عن وزارة البترول والثروة المعدنية بالمملكة العربية السعودية – وكالة الوزارة للثروة المعدنية ، في تاريخ 22/3/1410 عن المعادن في المملكة في الكلام على(الذهب) ما نصه(6):
معلومة:... ويمكن التحكم في درجة احمرار الذهب وذلك برفع أو خفض نسبة النحاس المضافة. اهـ
ثالثا:ما جاء في ذلك من النصوص والآثار
وقد ورد في بعض الأحاديث والآثار وصف الذهب بالأحمر؛ والأصفر منها:
__________
(1) مملكة المعادن ص49 . الشركة العربية للنشر والتوزيع . القاهرة 1997 م .
(2) كذا وصوابه : احمرارا .
(3) مملكة المعادن ص 56. الشركة العربية للنشر والتوزيع . القاهرة 1997 م .
(4) المعادن والصخور للدكتورين: أحمد البصيلي ، ومظفر محمود ص99،،ط دار الكتب ، جامعة الموصل، العراق، وزارة التعليم العالي.
(5) في كتابه علم المعادن ص250 ، نشر مكتبة الإنجلو المصرية.
(6) قد أفادني بها الأخوان الكريمان: محمد البيشي و ثويني الثنيان، المشرفان بإدارة المناهج ؛ فجزاهما الله خيرا .(1/12)
ما في الصحيحين(1) من حديث عائشة رضي الله عنها في قصة الإفك، قالت: ولقد جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيتي فسأل عني خادمتي، فقالت:لا والله ما علمت عليها عيبا؛ إلا أنها كانت ترقد حتى تدخل الشاة فتأكل خميرها أو عجينها، فانتهرها بعض أصحابه، فقال: اصدقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أسقطوا لها به، فقالت: سبحان الله، والله ما علمت عليها إلا ما يعلم الصائغ على تبر الذهب الأحمر.
وفي صحيح البخاري (2) عن أبي وائل قال: جئت إلى شيبة (وفي لفظ): جلست مع شيبة على الكرسي في الكعبة، فقال: لقد جلس هذا المجلس عمر - رضي الله عنه - فقال: لقد هممت أن لا أدع فيها صفراء ولا بيضاء إلا قسمته، قلت: إن صاحبيك لم يفعلا. قال: هما المرآن أقتدي بهما.
وروى الطيالسي(3) عن جماعة عن ثابت عن أنس، وعن شيخ سمعه من النضر بن أنس ، وقد دخل حديث بعضهم في بعض قال:
__________
(1) رواه البخاري في كتاب التفسير، باب (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة..)، (الفتح 8/488)، رقم ( 4757)، والرواية عنده في هذا الموضع معلقة والخبر مسند عنده في مواضع بغير هذا اللفظ، ورواه مسلم في كتاب التوبة، باب في حديث الإفك، وقبول توبة القاذف 4/2138 رقم (2770).
(2) رواه البخاري في كتاب الحج، باب كسوة الكعبة (الفتح 3/456) رقم (1594).
(3) مسند الطيالسي ص273 رقم (2056)، ومن طريقه رواه البيهقي 4/65 (6922)، والحديث أصله في صحيح مسلم في كتاب فضائل الصحابة - رضي الله عنهم - باب من فضائل أبي طلحة الأنصاري - رضي الله عنه - 4/1909، رقم (2144)من حديث سليمان بن المغيرة (شيخ الطيالسي فيه) عن ثابت قصة الوفاة دون ما قبلها من قصة التزويج ، وأخرجه البخاري أيضا برقم (1301 )من حديث إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس مختصرا، وأخرجه أيضا برقم (5470).(1/13)
قال مالك أبو أنس لامرأته أم سليم وهي أم أنس: إن هذا الرجل يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - يحرم الخمر، فانطلق حتى أتى الشام فهلك هناك، فجاء أبو طلحة فخطب أم سليم فكلمها في ذلك، فقالت: يا أبا طلحة ما مثلك يرد: ولكنك امرؤ كافر: وأنا امرأة مسلمة :لا يصلح لي أن أتزوجك.
فقال: ما ذاك دهرك.
قالت: وما دهري؟ قال: الصفراء والبيضاء.
قالت: فإني لا أريد صفراء ولا بيضاء، أريد منك الإسلام .
قال: فمن لي بذلك؟
قالت: لك بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
فانطلق أبو طلحة يريد النبي - صلى الله عليه وسلم - ورسول الله جالس في أصحابه، فلما رآه قال:
جاءكم أبو طلحة، غرة الإسلام بين عينيه.
فأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما قالت أم سليم، فتزوجها على ذلك.
قال ثابت:فما بلغنا أن مهرا كان أعظم منها، أنها رضيت الإسلام مهرا فتزوجها، وكانت امرأة مليحة العينين فيها صغر، فكانت معه حتى ولد له بني، وكان يحبه أبو طلحة حبا شديدا ومرض الصبي وتواضع أبو طلحة لمرضه أو تضعضع له، فانطلق أبو طلحة الى النبي - صلى الله عليه وسلم - ومات الصبي، فقالت أم سليم: لا ينعين الى أبي طلحة أحد ابنه حتى أكون أنا الذي أنعاه له.
فهيأت الصبي ووضعته وجاء أبو طلحة من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى دخل عليها فقال: كيف ابني؟
فقالت: يا أبا طلحة ما كان منذ اشتكى أسكن منه الساعة.
قال: فلله الحمد، فأتته بعشائه فأصاب منه، ثم قامت فتطيبت وتعرضت له فأصاب منها.
فلما علمت أنه طعم وأصاب منها، قالت: يا أبا طلحة، أرأيت لو أن قوما أعاروا قوما عارية لهم، فسألوهم إياها، أكان لهم أن يمنعوهم؟
فقال: لا، قالت: فإن الله عز وجل كان أعارك ابنك عارية، ثم قبضه إليه فاحتسب واصبر. فغضب، ثم قال: تركتني حتى إذا وقعت بما وقعت به نعيت إلي ابني.(1/14)
ثم غدا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بارك الله لكما في غابر ليلتكما.
فثقلت من ذلك الحمل، وكانت أم سليم تسافر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - تخرج معه إذا خرج وتدخل معه إذا دخل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ولدت فأتوني بالصبي.
فأخذها الطلق ليلة قربهم من المدينة، فقالت: اللهم إني كنت أدخل إذا دخل نبيك، وأخرج إذا خرج نبيك ، وقد حضر هذا الأمر.
فولدت غلاما، وقالت لابنها أنس: انطلق بالصبي الى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فأخذ أنس الصبي وانطلق به الى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يسم إبلا أو غنما، فلما نظر إليه، قال لأنس: أولدت بنت ملحان؟ قال: نعم.
فألقى ما في يده ، فتناول الصبي، وقال: ائتوني بتمرات عجوة، فأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - التمر، فجعل يحنك الصبي، وجعل الصبي يتلمظ، فقال: انظروا الى حب الأنصار التمر .
فحنكه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وسماه: عبد الله.
قال: ثابت وكان يعد من خيار المسلمين.(1/15)
وروى الحميدي (1) عن زر بن حبيش قال: سألت عائشة - رضي الله عنه - عن ميراث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: أعن ميراث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسأل؟! ما ترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صفراء ولا بيضاء، ولا شاة ولا بعيرا، ولا عبدا ولا أمة، ولا ذهبا ولا فضة(2).
__________
(1) مسند الحميدي 1/132(271)عن سفيان عن مسعر عن عاصم بن بهدلة عن زر به، وأخرجه بهذا اللفظ أيضا أبو الشيخ بن حيان في طبقات المحدثين باصبهان 2/272 عن شعبة عن مسعر به، ورواه أحمد 6/136، 185،187 ، و الطيالسي ص219 (1565)، و إسحاق بن راهويه في مسنده 3/928 (1623)، والترمذي في الشمائل المحمدية ص319 (388)، وابن حبان14/283 (6368) ، 14/572 (6606)، من طرق عن زر به بلفظ : دينارا ولا درهما، و رواه مسلم في صحيحه 3/1256 (1635) من طريق الأعمش عن أبي وائل عن مسروق عن عائشة بلفظ: ما ترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دينارا ولا درهما ولا شاة ولا بعيرا ولا أوصى بشيء، وأخرجه أيضا من هذا الطريق بهذا اللفظ الإمام أحمد 6/44 (24222)، وأبو داود 3/112 (2863)، والنسائي في الكبرى 4/101 (6448) (6449)، والصغرى 6/240 (3621) (3622)، وابن ماجه 2/900 (2695)، وغيرهم.
(2) الصفراء والبيضاء هي الذهب والفضة، ولعلها - رضي الله عنه - لما عطفت اقتضى ذلك تأكيدا أو مغايرة ، فيكون المقصود بالصفراء والبيضاء النقد المضروب من الذهب والفضة كما هو غالب الإطلاق، وكما في الروايات الأخرى دينارا ولا درهما، والذهب والفضة أرادت بها التبر غير المضروب والله أعلم .(1/16)
وروى الدارقطني(1) من طريق إسحاق الأزرق عن سفيان عن أبي إسحاق عن عمرو بن الحارث بن المصطلق قال: لم يترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صفراء ولا بيضاء؛ إلا أرضا جعلها صدقة وبغلته البيضاء.
روى الإمام أحمد في فضائل الصحابة(2): عن علي بن ربيعة الوالبي عن علي بن أبي طالب - صلى الله عليه وسلم - قال: جاءه ابن التياح(3) فقال: يا أمير المؤمنين، امتلأ بيت مال المسلمين من صفراء وبيضاء.
قال: الله أكبر، قال: فقام متوكيا على بن التياح حتى قام على بيت مال المسلمين، فقال:
__________
(1) سنن الدارقطني 4/185 أول كتاب الأحباس، وأصل الحديث في صحيح البخاري في أول كتاب الوصايا رقم (2739)، وفي المغازي رقم (4461)عن أبي إسحاق به نحوه، ولفظه في موضع الشاهد:درهما ولا دينارا.
(2) فضائل الصحابة 1/ 531 ـ 532 (884)، و قال محققه وصي الله عباس:إسناده حسن ، وفي رواية له (886) عن مجمع التيمي: أن عليا كان يأمر ببيت المال فيكنس، ثم ينضح، ثم يصلي ، رجاء أن يشهد له يوم القيامة انه لم يحبس فيه المال عن المسلمين، ومن طريقه رواه أبو نعيم في الحلية 1/80-81 ، ورواه أيضا ابن أبي شيبة 6/458 (32900)، وأبو عبيد في كتاب الأموال ص285 (675) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 42/478، بمعناه من طريق آخر، ولفظ أبي عبيد: يا حمراء ويا بيضاء احمري وابيضي وغري غيري.
(3) هو عامر بن التياح مؤذن علي - رضي الله عنه - (عن هامش فضائل الصحابة).(1/17)
هذا جناي وخياره فيه ... ... وكل جان يده الى فيه(1)
يا ابن التياح، علي بأشياخ الكوفة.
قال: فنودي في الناس، فأعطى جميع ما في بيت المسلمين، وهو يقول: يا صفراء يا بيضاء غري غيري، ها وها ، وهو يقول: يا صفراء يا بيضاء غري غيري، ها وها، حتى ما بقي فيه دينار ولا درهم، ثم أمر بنضحه ، وصلى فيه ركعتين.
قال ابن الأثير(2): يريد الذهب والفضة.
وروى الإمام أحمد (3) من طريق ثابت عن أنس بن مالك، أنه ذكر دعاء النبي B له، ثم قال: يا ثابت، ما أملك صفراء ولا بيضاء إلا خاتمي.
__________
(1) قال ابن قتيبة: وقوله هذا جناي وخياره فيه، مثل ضربه، أصله لعمرو ابن عدي ابن أخت جَذيمة الأبرش، وكان يجني الكمأة بين يدي جَذيمة مع أتراب له، فكان أترابه إذا وجدوا خيارا الكمأة أكلوها، وإذا وجدها عمرو جعلها في كمه أو في حجره، وأتى بها خاله، وهو يقول هذا القول، وأراد علي - رضي الله عنه - أنه لم يتلطخ من ذلك المال بشيء، ولم يصبه (غريب الحديث لأبي محمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري 1/347).
(2) النهاية في غريب الحديث 3 / 37.
(3) مسند أحمد 3/248 ، وفي رواية لأحمد عن حميد عن أنس 3/108: وذكر انه لا يملك ذهبا ولا فضة غير خاتمه ، قال الحافظ: يعني أن ماله كان من غير النقدين.( فتح الباري 4/229)شرح الحديث رقم (1982)، في كتاب الصوم، باب من زار قوما فلم يفطر عندهم. وأصل الحديث في قصة الدعاء لأنس D في الصحيحين ، صحيح البخاري (الفتح 4/228) رقم (1982)، وصحيح مسلم 4/1928 (2480)، (2481)، وليس فيهما موضع الشاهد.(1/18)
وروى الإمام أحمد(1)من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أمية، أنها سألت عائشة عن هذه الآية: (إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله) (2) ،وعن هذه الآية: ( من يعمل سوءا يجز به) (3)؟
__________
(1) رواه أحمد 6/218 ، والترمذي 5/221 (2991)، وقال: هذا حديث حسن غريب من حديث عائشة لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة، والطيالسي ص221، ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان 7/152(9809)، ورواه ابن أبي الدنيا في المرض والكفارات ص93ـ 94 (101)، ولفظه:الذهب الأحمر، ورواه الطبري في تفسير الآية 123 من سورة النساء، 4/294، كلهم من طريق حماد بن سلمة عن علي به، وسنده ضعيف، علي بن زيد ضعيف (التقريب ص401)، وأمية هي أم محمد امرأة والد علي بن زيد، وقيل : اسمها أمينة، ترجمها في التهذيب (12/402)و تهذيب الكمال (35/132) وغيرهما ، ولم يُذكر فيها جرح ولا تعديل، ولم يُذكر لها راو غير ربيبها علي بن زيد، وقال الذهبي:تفرد عنها علي بن زيد بن جدعان(ميزان الاعتدال 4/604)، وفي اللسان(7/534): أم محمد زوجة زيد بن جدعان، عن أبيها، لا يعرفان. اهـ فهي على هذا مجهولة، ولهذا قال الهيثمي في مجمع الزوائد(7/12): وأمينة لم أعرفها، ومع هذا قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حديث عائشة لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة، ولعله إنما حسن متنه لأن له شواهد ومتابعات أخرى في معناه، ولذلك قال الحافظ في الأمالي المطلقة ص80 : هذا حديث حسن. اهـ والشاهد من سياقه هنا إنما جاء في هذه الرواية الضعيفة ، والضبن بضاد معجمة مكسورة ثم باء موحدة ساكنة ثم نون هو ما بين الإبط والكشح وقد أضبنت الشيء إذا جعلته في ضبنك فأمسكته(عن الترغيب والترهيب 4/150).
(2) الآية 284 من سورة البقرة.
(3) الآية 123 من سورة النساء.(1/19)
فقالت: ما سألني عنهما أحد منذ سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنهما ، فقال: يا عائشة هذه متابعة الله عز وجل العبد بما يصيبه من الحمة والنكبة والشوكة،حتى البضاعة يضعها في كمه فيفقدها فيفزع لها فيجدها في ضِبْنِه،حتى إن المؤمن ليخرج من ذنوبه كما يخرج التبر الأحمر من الكير.
وعن عامر الشعبي عن بن عباس - رضي الله عنه - قال(1): دخلت على عمر حين طعن فقلت: أبشر بالجنة يا أمير المؤمنين، أسلمت حين كفر الناس وجاهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين خذله الناس، وقبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عنك راض، ولم يختلف في خلافتك اثنان، وقتلت شهيدا.
فقال: أعد علي. فأعدت عليه. فقال: والذي لا إله غيره، لو أن لي ما على الأرض من صفراء وبيضاء لافتديت به من هول المطلع.
وفي لفظ ابن حبان وغيره ، فقال: المغرور من غررتموه، لو أن ما على ظهرها من بيضاء وصفراء لافتديت به من هول المطلع.
وروى ابن سعد(2)عن عمرو بن أبي عمرو قال: سمعت القاسم بن محمد يحدث أن عائشة كانت تلبس الأحمرين المذهب والمعصفر وهي محرمة.
وفي رواية له قال:سألت القاسم بن محمد، قلت: إن ناسا يزعمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الأحمرين العصفر والذهب.
فقال: كذبوا والله، لقد رأيت عائشة تلبس المعصفرات، وتلبس خواتم الذهب .
__________
(1) رواه ابن أبي شيبة 7/100 (34494)، وابن حبان 15/314 (6891)، والحاكم في مستدركه 3/92 ، والبيهقي في إثبات عذاب القبر ص131، والاعتقاد 1/363،وشعب الإيمان 4/227 (4872) ، وابن شبة في أخبار المدينة 2/88 رقم (1605)،، والخطيب في تاريخ بغداد 7/324، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 44/428 ، 429، 430 ، من طرق عن داود بن أبي هند عن الشعبي به.
(2) الطبقات الكبرى 8/70.(1/20)
وروى ابن أبي شيبة وغيره(1)عن الحسن قال: كتب زياد إلى الحكم بن عمرو الغفاري وهو على خراسان: أن أمير المؤمنين كتب أن يصطفي له البيضاء والصفراء، فلا تقسم بين الناس ذهبا ولا فضة.
فكتب إليه: بلغني كتابك تذكر أن أمير المؤمنين كتب أن يصطفي له البيضاء والصفراء، وأني وجدت كتاب الله قبل كتاب أمير المؤمنين ، وأنه والله لو أن السماوات والأرض كانتا رتقا على عبد ثم اتقى الله جعل الله له مخرجا، والسلام عليكم.
ثم قال للناس: اغدوا على مالكم، فغدوا، فقسمه بينهم.
رابعا: ما جاء في ذلك عن بعض الأئمة والفقهاء
ومما جاء من ذلك في كلام العلماء على سبيل المثال لا على وجه الاستقصاء:
قال أبو وائل (2): لما احتضر مسروق بن الأجدع قال أموت على أمر لم يسنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا أبو بكر ولا عمر، أما إني لست أدع صفراء ولا بيضاء إلا ما في سيفي هذا، فبيعوه وكفنوني به.
__________
(1) رواه ابن أبي شيبة 6/201(30660)، وذكره ابن كثير في أحداث سنة خمس وأربعين (البداية والنهاية 8/29)، قال:وفى هذه السنة غزا الحكم بن عمرو نائب زياد على خراسان جبل الأسل عن أمر زياد فقتل منهم خلقا كثيرا وغنم أموالا جمة، فكتب إليه زياد: إن أمير المؤمنين قد جاء كتابه أن يصطفى له كل صفراء أو بيضاء يعنى الذهب والفضة يجمع كله من هذه الغنيمة لبيت المال.
فكتب الحكم بن عمرو إن كتاب الله مقدم على كتاب امير المؤمنين وإنه والله لو كانت السموات والأرض على عدو فاتقى الله يجعل له مخرجا ثم نادى فى الناس أن اغدوا على قسم غنيمتكم فقسمها بينهم وخالف زيادا فيما كتب إليه عن معاوية وعزل الخمس كما أمر الله ورسوله ثم قال الحكم إن كان لى عندك خير فاقبضنى إليك فمات بمرو من خراسان - رضي الله عنه - .
(2) الطبقات الكبرى لابن سعد 6/83، تاريخ مدينة دمشق 57/436، ولفظ الخبر له.(1/21)
وفي المدونة(1) : قلت: ويجوز التبر الأحمر الإبريز الهرقلي الجيد، بالذهب الأصفر ذهب العمل(2)؛ واحد من هذا بواحد من هذا وفضل؟
قال مالك : لا يصلح إلا مثلا بمثل.
قلت: فلو اشترى دنانير منقوشة مضروبة ذهبا إبريزا أحمرا جيدا، بتبر ذهب أصفر للعمل وزنا بوزن؟
قال: قال مالك: ذلك جائز .
قلت: فإن أصاب في الدنانير ما لا تجوز عينه في السوق، وذهبه جيد أحمر، أينتقض الصرف بينهما أم لا؟
قال: لم أسمع من مالك فيه شيئا، ولا أرى أن ينتقض الصرف بينهما، ولا أرى له أن يرد لما دخل الدنانير من نقصان العين؛ لأن ذهبه مثل الذهب التي أعطى وأفضل، فليس له أن يرجع بشيء؛ إلا أن يصيب ذهب الدنانير ذهبا مغشوشا؛ فينتقض من الذهب بوزن الدنانير التي أصابها دون ذهبه، ولا ينتقض الصرف كله.
وفي المدونة أيضا(3) : قلت: أرأيت لو أني صارفت رجلا دنانير سكية مضروبة ذهبا أصفر بذهب تبر مكسور إبريز أحمر وزنا بوزن؟
قال: لا بأس بذلك .
قلت: فلو كانت دنانيري ذهبا أصفر كلها سكية مضروبة، فبعتها منه بذهب تبر إبريز أحمر، ومعها دنانير ذهب أصفر سكية مضروبة نصفها تبر ونصفها سكية مثل سكة الدنانير الأخرى؟ قال: إذا كانت السكتان نفاقهما عند الناس سواء، التي مع الإبريز التبر ، والتي ليس معها شيء فهو جائز، كان التبر أرفع من الدنانير أو دون الدنانير.
وروى الطحاوي(4) من طريق طعمة بن عمرو قال : رأيت صفرة الذهب بين ثنايا أو قال بين ثنيتي موسى بن طلحة.
وقال ابن عبدالبر(5): فالفضة السوداء والبيضاء والذهب الأحمر والأصفر كل ذلك لا يجوز بيع بعضه ببعض إلا مثلا بمثل وزنا بوزن سواء بسواء .
__________
(1) المدونة الكبرى 8/438 .
(2) كذا فيه ، والمعنى الذهب المصنع، والعبارة فيها شيء، والله علم.
(3) المدونة الكبرى 8/439 ـ 440 .
(4) شرح معاني الآثار 4 / 258 .
(5) التمهيد 2 / 243.(1/22)
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى(1):الذهب كله أحمر.
وقال الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع(2): ولا يعرف للذهب لون غير الصفرة.
وقال شيخنا د.إبراهيم بن محمد الصبيحي:ومن المعلوم أن لون الذهب ما بين الحمرة والصفرة. (3)
خامسا: ما جاء في ذلك من اللطائف
عن عطاء بن مسلم الحلبي قال(4): كان الأعمش إذا غضب على أصحاب الحديث قال: لا أحدثكم ولا كرامة، ولا تستأهلونه ولا يرى عليكم أثره.
فلا يزالون به حتى يرضى، فيقول: نعم وكرامة، وكم أنتم في الناس، والله لأنتم أعز من الذهب الأحمر.
قال علي بن خَشْرَم(5): سئل بشر بن الحارث عن أحمد بن حنبل بعد المحنة؟
قال: ابن حنبل أُدخل الكير فخرج ذهبا أحمر.
وفي رواية: سمعت بشر بن الحارث رحمه الله، وسئل عن أحمد بن حنبل؟ فقال: أنا أُسأل عن أحمد رحمة الله عليه؟! إن ابن حنبل أُدخل الكير فخرج ذهبا أحمر.
وفي معجم البلدان(6): وقال أهل السير: لما قدم تبع المدينة وكان منزله بقباء واحتفر البئر التي يقال لها بئر الملك، وبه سميت فاحتوى ماءها فدخلت عليه امرأة من بني زريق يقال لها فاكهة، فشكا إليها وباء بئره.
فانطلقت واستقت له من ماء رومة، ثم جاءته به فشربه فأعجبه، فقال لها: زيدي، فكانت تصير إليه مقامه بالماء من رومة، فلما ارتحل، قال لها: يا فاكهة ما معنا من الصفراء ولا البيضاء شيء، ولكن ما تركنا من أزوادنا ومتاعنا فهو لك.
فلما سار نقلت جميع ذلك، فيقال: إنها وأولادها أكثر بني زريق مالا ،حتى جاء الإسلام .
__________
(1) مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين 11/101 في باب الآنية.
(2) مجموع فتاوى وبحوث الشيخ عبدالله المنيع 1/316.
(3) فقه زكاة الحلي ص 102. ط الأولى 1412هـ .
(4) شرف أصحاب الحديث ص136.
(5) تاريخ مدينة دمشق 5/286- 287، ومناقب أحمد لابن الجوزي ص117.
(6) معجم البلدان 1 / 300 (رومة).(1/23)
وفي تأريخ بغداد(1) عن عبد الله بن أبي سهل قال: لما بنى المأمون على بوران بنت الحسن بن سهل وانحدر إليهم إلى ناحية واسط فرش له يوم البناء حصير من ذهب مسفوف، ونثر عليه جوهر كثير فجعل بياض الدر يشرق على صفرة الذهب وما مسه أحد، فوجه الحسن الى المأمون هذا نثار يجب أن يلقط.
فقال المأمون لمن حوله من بنات الخلفاء: شرِّفن أبا محمد، فمدت كل واحدة منهن يدها فأخذت درة، وبقي باقي الدر يلوح على الحصير الذهب.
فقال المأمون: قاتل الله أبا نواس، لقد شبه بشيء ما رآه قط، فأحسن في وصف الخمر والحباب الذي فوقها فقال:
... كأن صغرى وكبرى من فواقعها ... ... حصباء در على أرض من الذهب
فكيف لو رأى هذا معاينة. وكان أبو نواس في هذا الوقت قد مات.
والخلاصة: أن الذهب في أصله أصفر اللون ، ولا يوجد ذهب أبيض في أصله، لكن قد يضاف إليه مواد تغير لون الذهب الأصفر، فيكون أبيض، أو أحمر، أو غير ذلك، بحسب المادة التي يخلط بها؛ وإنما كثر وصفه بالحمرة لأن الغالب أنه كان يخلط بشيء من النحاس ، وسيأتي لذلك مزيد بيان في الفصل التالي إن شاء الله تعالى.
أما ما يوجد في الأسواق الآن ويسمى بالذهب الأبيض، فهو ذهب أصفر حقيقي، خلط ببعض المواد، أضْفَتْ إليه هذا اللون، لكنها لم تخرجه عن حقيقته، إلا إنه بخلطها معه لم يعد الذهب صافيا نقيا وهو المعروف الآن بعيار 24 ، بل أصبح مشوبا بغيره مما ينقص مقدار الذهب إلى عيارات أخرى 21 أو 18 أو غيرها، بحسب مقدار النوع الآخر الذي خلط به الذهب. وسنذكر بمشيئة الله تعالى في الفصل التالي ما يبين حقيقة ما يسمى بالذهب الأبيض.
الفصل الثاني
ما ذُكر في المراجع العلمية والمجلات عن حقيقة الذهب الأبيض
__________
(1) تاريخ بغداد 7 / 320.(1/24)
لما كان الواجب على الفقيه إذا أراد التعرف على حقائق الأمور التي لم يسبق له معرفتها؛ الرجوع إلى أهلها المختصّين بها، كان لزاما علينا في هذا البحث أن نرجع إلى أقوال المختصّين بالمعادن، والصاغة؛ للتعرف على حقيقة الذهب الأبيض؛ وما أحسن ما قاله العلامة ابن القيم في مثل هذا في كتابه الفريد إعلام الموقعين(1)حيث قال:
اختلف الفقهاء في جواز بيع المغيبات في الأرض من البصل والثوم والجزر واللفت والفجل والقلقاس ونحوها على قولين أحدهما المنع من بيعه كذلك لأنه مجهول غير مشاهد والورق لا يدل على باطنه بخلاف ظاهر الصبرة ، وعند أصحاب هذا القول لا يباع حتى يقلع.
والقول الثاني يجوز بيعه كذلك على ما جرت به عادة أصحاب الحقول، وهذا قول أهل المدينة، وهو أحد الوجهين في مذهب الإمام أحمد اختاره شيخنا، وهو الصواب المقطوع به، فإن في المنع من بيع ذلك حتى يقلع أعظم الضرر والحرج والمشقة، مع ما فيه من الفساد الذي لا تأتي به شريعة، فإنه إن قلعه كله في وقت واحد تعرض للتلف والفساد، وإن قيل كلما أردت بيع شيء منه فاقلعه كان فيه من الحرج والعسر ما هو معلوم، وإن قيل اتركه في الأرض حتى يفسد ولاتبعه فيها فهذا لا تأتي به شريعة.
وبالجمله فالمُفتون بهذا القول لو بُلوا بذلك في حقولهم أو ما هو وقف عليهم ونحو ذلك لم يمكنهم إلا بيعه في الأرض ولابد، أو أتلافه وعدم الانتفاع به.
__________
(1) إعلام الموقعين عن رب العالمين 4 /4- 5 .(1/25)
وقول القائل إن هذا غرر ومجهول، فهذا ليس حظ الفقيه ولا هو من شأنه، وإنما هذا من شأن أهل الخبرة بذلك فإن عدوه قمارا أو غررا فهم أعلم بذلك، وإنما حظ الفقيه يَحل كذا لأن الله أباحه، ويَحرم كذا لأن الله حرمه، وقال الله وقال رسوله وقال الصحابة، وأما أن يرى هذا خطرا وقمارأ أو غررا فليس من شأنه بل أربابه أخبر بهذا منه، والمرجع إليهم فيه، كما يرجع إليهم في كون هذا الوصف عيبا أم لا ، وكون هذا البيع مربحا أم لا ، وكون هذه السلعة نافقة في وقت كذا وبلد كذا ونحو ذلك من الأوصاف الحسية والأمور العرفية؛ فالفقهاء بالنسبة إليهم فيها مثلهم بالنسبة إلى ما في الأحكام الشرعية.اهـ كلامه رحمه الله.
ولقد تضافرت أقوال المختصّين بالذهب على أن الذهب الأبيض ذهب حقيقي أضيفت له بعض المواد التي صبغته باللون الأبيض لكنها لم تخرجه عن حقيقته، وأنا أنقل لك ما وقفت عليه من أقوالهم في هذا:
قال الأستاذ الدكتور ممدوح عبد الغفور حسن في كتابه (مملكة المعادن ) : والذهب النقي ليس صلدا بدرجة كافية تصلح لصناعة المجوهرات ، ولكنه يخلط بالنحاس أو الفضة أو النيكل أو البلاتين لزيادة صلادته ، وفي نفس الوقت إكسابه ألوانا مميزة ، فقليل من النحاس يضفي عليه احمرار (1) في اللون ، أما الفضة فإنها تضفي عليه مسحة من البياض ، أما زيادة نسبة البلاتين إلى 25 % أو النيكل إلى 15 % فإنها تعطي سبيكة تسمى ( الذهب الأبيض ).اهـ(2)
__________
(1) كذا وصوابه : احمرارا .
(2) مملكة المعادن ص 56 . الشركة العربية للنشر والتوزيع . القاهرة 1997 م .(1/26)
وقال الدكتور صلاح يحياوي في كتابه(الذهب): وهناك ما يعرف بالذهب الأبيض وهو خليطة من : ذهب وبالاديوم بنسبة 6 أجزاء من الذهب بعيار 21 قيراطا إلى جزء واحد من البالاديوم ، فينتج ذهب أبيض بعيار 18 قيراطا . وهذا النوع من الذهب الأبيض لين نسبيا ، ويخشى معه من ضياع قطع الماس أوفصوص الأحجار الكريمة المرصعة فيه ، لذلك يفضل عليه الذهب الأبيض بعيار 12 قيراطا والذي يزيد قيمة عن الذهب الأبيض بعيار 18 قيراطا ؛ وذلك لارتفاع قيمة البالاديوم .(1)
وقال الأستاذ محمد حسين جودي في كتابه ( علوم الذهب وصياغة المجوهرات ): ومن المعروف أن كل فلز من الفلزات المكونة لسبيكة الذهب كالنحاس والفضة والبلاديوم والبلاتين والخارصين وغيرها لها تأثير واضح في لون السبيكة وصلادتها ودرجة انصهارها ، فالذهب يعطي اللون الأصفر ويقاوم ضد تأكسد السبيكة ويعطيها قابلية لتحمل السحب ويزيد من كثافتها النوعية ويسهل مع النحاس المعالجة الحرارية .
أما النحاس يعطي السبيكة اللون الأحمر ، ويزيد من قوتها وصلادتها . وأما الفضة تقلل من درجة انصهارها وتعطيها اللون الأبيض . وأما البلاتين يزيد من مقاومة السبيكة للتأكسد ومن كل التأثيرات الخارجية الأخرى . وأما البلاديوم فيعطيها اللون الأبيض . وأما الخارصين يعتبر عاملا مختزلا منقيا للمعادن المصهورة من الأوكسجين ويتحد مع الأكاسيد الموجودة ليزيد من قوة الذهب على السبك أو الانصباب ، ويعمل على تقليل درجة انصهار السبيكة .
وفلزات مثل الفضة والبلاديوم والبلاتين تعطي اللون الأبيض ، وهناك نوعين من الذهب الأبيض :
__________
(1) الذهب . مؤسسة الرسالة .الطبعة الأولى 1400 هـ ص80.(1/27)
النوع الأول : الباهض الثمن تتكون سبائكه من الذهب الأصفر والبلاتين والبلاديوم بنسب عالية ، ومثل هذه السبائك تعتبر سبائك ذهبية ثمينة لاتستهلك تحت تأثير المؤثرات الخارجية ولا تتأكسد مطلقا ، وهي أكثر مقاومة من سبائك الذهب الأخرى ، ولهذا السبب يكون الإقبال عليها من الناس شديدا وخاصة الأثرياء منهم .
النوع الثاني : تتكون سبائكه من الذهب بنسبة قليلة جدا ، والبلاديوم والفضة بنسبة عالية . ومثل هذه السبائك لاتعتبر سبائك ذهبية حقيقية ، وتستهلك بسرعة وغير مقاومة للتأثيرات الخارجية ، وهي أخف وزنا وأقل مرونة من سبيكة النوع الأول .
قال : ومن هذا يتضح لنا جليا بأن الفلزات المكونة لسبائك الذهب لها دور كبير في تغيير لون الذهب الأصفر ... ... . اهـ(1)
وقال أ.س.مارفونين أستاذ المينرالوجيه بجامعة موسكو في كتابه ( الذهب : مضامينه - اكتشافاته – الهجمات عليه ) : تنتج خلائط الذهب مع معادن أخرى أنماطا متنوعة تستعمل في الحلي الذهبية المتعددة الألوان . وهكذا فالذهب من عيار 75% ( أي خليطة تحوي 75%ذهب و25%من معادن أخرى ) أو الذهب عيار 18 قيراطا ( أي 18 جزءا من ذهب من أصل 24 في الخليطة ) يمكن أن يكون أصفر عند نسبة 16%فضة و9% نحاس ، وأخضر عندما تكون نسبة 25% فضة ، وورديا عند تساوي نسبتي الفضة والنحاس ، وأبيض عند احتوائه على النيكل والتوتياء والنحاس ، كما أن أشابة من ذهب وبالاديوم تسمى : ( الذهب الأبيض ) ، وهي كثيرة الانتشار حاليا .اهـ(2)
__________
(1) علوم الذهب وصياغة المجوهرات . ص 46 _ 47 . الطبعة الأولى 1997 م .
(2) الذهب :مضامينه – اكتشافاته –الهجمات عليه . ترجمة ميشيل خوري .دار الفاضل .دمشق . 1991 م .(1/28)
وفي الموسوعة العربية العالمية(1) تحت مادة ( الذهب ) : يسبك الذهب مع معادن أخرى مثل النحاس والفضة لصنع العديد من أنواع المجوهرات ، فالذهب الأبيض المصنوع من الذهب المسبوك مع معادن أخرى مثل : البلاتين أوالبلاديوم أو الفضة يستخدم كثيرا كإطار للأحجار الكريمة في الخواتم والأطواق . اهـ
وفي النشرة الإعلامية الصادرة عن وزارة البترول والثروة المعدنية بالمملكة العربية السعودية – وكالة الوزارة للثروة المعدنية ، في تاريخ 22/3/1410 عن المعادن في المملكة ( الذهب )(2):
معلومة : الذهب الأبيض هو عبارة عن خليط من الذهب مع 12% بلاديوم ، أو15% نيكل ، ويمكن أن يميل لون الذهب إلى اللون الوردي بخلطه مع 5% فضة و20%نحاس ، أما اللون المائل إلى الأخضر فينتج من خلط 75% ذهب ، مع 25% فضة ، أومع زنك + كادميوم . ويكون اللون مائلا إلى الأزرق إذا خلط الذهب بقليل من الحديد ، أما إذا خلط الذهب مع 20% ألمنيوم فإن اللون الناتج يكون أرجوانيا . ويمكن التحكم في درجة احمرار الذهب وذلك برفع أو خفض نسبة النحاس المضافة . اهـ
وجاء في المذكرة التي أفادني بها الأخ الفاضل الأستاذ محمد عسيري الفني بوزارة التجارة(3) (مختبر الجودة والمعايرة والمقاييس المركزي بالرياض – قسم المعادن النفيسة ) ما يلي:
أنواع الذهب بالنسبة لألوانه :
1. الذهب الأحمر : وذلك بإضافة النحاس النقي إلى الذهب النقي .
2. الذهب الوردي : وذلك بإضافة فضة نقية ونحاس نقي إلى الذهب النقي .
__________
(1) الموسوعة العربية العالمية 10/667.
(2) قد أفادني بها الأخوان الكريمان محمد البيشي و ثويني الثنيان المشرفان بإدارة المناهج؛ فجزاهما الله خيرا .
(3) كان الذي أرشدني للاتصال بالوزارة ونسق لذلك الأخ الكريم الأستاذ عبدالعزيز المعمر المدير العام للمناهج بالإنابة سابقا، و أخوه الأستاذ محمد؛ فجزاهما الله خيرا.(1/29)
3. الذهب الأصفر : وذلك بإضافة فضة نقية ونحاس أصفر إلى الذهب النقي .
4. الذهب الأخضر : وذلك بإضافة فضة نقية وقليل من الزنك إلى الذهب الخام .
5. الذهب الأزرق : وذلك بإضافة الحديد إلى الذهب النقي .
6. الذهب الأبيض : وذلك بإضافة النيكل والزنك إلى الذهب النقي . أما بالنسبة للذهب الأبيض عيار 18 فيضاف بلاديوم وفضة إلى الذهب النقي . اهـ
وفي مجلة ( تكنلوجيا الذهب ) (1)العدد رقم (8) نوفمبر 1992م ص2 عرض إجمالي لأوراق العمل المقدمة في ندوة سنتافي حول تقنية تصنيع الحلي ، بقلم مارك قرمويد ، وكان من ضمن هذه الأوراق ورقة بعنوان ( فكرة عامة عن سبائك الذهب الأبيض ) بقلم جريج نورماندو من شركة امبيريال اسميلتنق آند ريفايننق المحدودة – كندا ، وقد جاء في عرضها مايلي :
بعد المقدمة التي تناولت التطور التاريخي لأنواع الذهب الأبيض كبديل لاستخدام البلاتين في الحلي أدلى المتحدث باستعراض شامل تماما لأنواع الذهب الأبيض ، ... وقد شمل الحديث كذلك مناقشة نظامي سبيكتي ذهب أبيض تجاريتين بالتفصيل :
وأولهما : نظام : الذهب – النيكل – النحاس – الزنك (الذهب الأبيض ذي النيكل ) ، وقد أبرزت مزاياه كالتالي : أنها رخيصة نسبيا ، يمكن صبها تغليفيا (بالبوتقة الجبسية ) ، ... كما أنها مناسبة للطلاء بالروديوم . وأماعيوبها فتتمثل في صلابة مفرطة ... ولون رديء مقارنة بلون البلاتين في السبائك عيار 10 ، و 14 قيراط .... .
وثانيهما : هو نظام : سبيكة الذهب – الفضة – البالاديوم ( أنواع الذهب الأبيض ذي البالاديوم ) وهي ذات لون ممتاز يشابه البلاتين وذات صلابة متدنية ... وهي ذات مقاومة للتآكل تفوق ما لأنواع الذهب الأبيض ذي النيكل بكثير جدا ... كما أن وجود البالاديوم يجعل السبائك أغلى ثمنا .
__________
(1) قد أفادني بها الأخ الأستاذ خالد با كرمان المشرف بإدارة المناهج سابقا؛ فجزاه الله خيرا .(1/30)
وقد نوقش كذلك عدد من أنظمة السبائك البديلة حيث يمكن إضافة عناصر أخرى كالحديد والكوبالت والإنديوم والكروم كعوامل تبييض ثانوية ، غير أنه قد وجد في غالبية السبائك أن هذه الإضافات تعوق قابلية الشغل أكثر وأكثر . اهـ
وفي استراحة مجلة المجتمع الكويتية العدد (1345 ) في تاريخ 27 /ذو الحجة / 1419 ص 64 تحت عنوان : ماذا تعرف عن الذهب ؟ بقلم ملوي عمر – كندا ، ما يلي : إذا أردنا أن نعطي بعض الألوان في الذهب يجب أن نمزج مثلا :
? ذهب أحمر أو وردي = ذهب إبريز + الفضة + النحاس .
? ذهب أصفر = ذهب إبريز + الفضة + النحاس .
? ذهب أربد = ذهب إبريز + النيكل + النحاس + خارصين .
? ذهب بنفسجي =ذهب إبريز +اليمنيو .
? ذهب أخضر =الفضة + النحاس .
? ذهب أبيض = ذهب إبريز + النيكل + خارصين . اهـ
وفي مجلة ( أضواء على البحرين ) العدد (؟) ص7 تحت عنوان : معلومات عامة عن الذهب جاء ما يلي :
ماذا عن الذهب الملون ؟ هل هو ذهب حقيقي ؟
بكل تأكيد . يمكن أيضا استخدام المعادن التي تضاف إلى الذهب لتقويته في تغيير لونه لإضفاء اللون الوردي حسب أحدث صيحات الموضة ، أو المائل إلى الأبيض أو تغيير درجة اللون الأصفر الطبيعي بجعله فاتحا أو داكنا ، وهو بجميع ألوانه ذهب حقيقي . اهـ
والخلاصة:أن الذهب في أصله أصفر اللون ، ولا يوجد ذهب أبيض في أصله، لكن قد يضاف إليه مواد تغير لونه إلى البياض ، وهذه المواد منوعة ؛ فمنها: الفضة، و البلاديوم، والبلاتين، والنيكل.
الفصل الثالث
قول أهل الصناعة في ذلك
وزيادة في التثبت فقد توجهت بالسؤال إلى أهل الصناعة عن حقيقة الذهب الأبيض، فكان ممن توجهت إليهم بالسؤال (1): جماعة من الصاغة أصحاب محلات المجوهرات ، وبعض مصانع الذهب في مدينة الرياض ، وبعض الفنيين بوزارة التجارة .
__________
(1) وقد أعانني في ذلك بعض إخواني وزملائي وطلابي؛ فجزاهم الله خيرا.(1/31)
ويمكن إجمال النتيجة التي توصلت إليها من مجموع كلامهم فيما يلي :
1. يتفق الجميع على أن ما يسمى بالذهب الأبيض هو ذهب حقيقي .
2. الذهب الأبيض منه ما هو ذهب أصفر خلط ببعض المواد بنسب قليلة، أكسبته اللون الأبيض ، ويمكن إعادة الذهب إلى لونه الأصفر بعملية الصهر(1).
ومنه ما هو ذهب أصفر طلي بمادة جعلت ظاهره باللون الأبيض .
3. هناك معدِن نفيس هو البلاتين تصنع منه أنواع من الحلي، قد يطلق عليه بعض الناس – من غير الصاغة – اسم: الذهب الأبيض ، وهي تسمية خاطئة، قد يكون سببها أن البلاتين ذو لون أبيض ، كما إنه يشارك الذهب في نفاسته ، إلا إنه في الوقت الحاضر أغلى منه ثمنا لندرته(2).
4. أكثر ما يوجد في السوق السعودي من الذهب الأبيض هو من عيار 18 ، ويوجد أيضا من عيار 21 لكن بنسبة أقل.
وقال شيخ الذهب في منطقة الرياض الأستاذ يوسف العطير ـ وفقه الله تعالى ـ في رسالة جوابية كتبها إلي(3) : نفيدكم بأن الذهب الأبيض هو الذهب المعروف الأصفر ، وما يجعله أبيض هي مادة تضاف عليه عند السبك من البلاديوم ومعدن آخر ، وأحيانا يطلى الأصفر ببعض المواد المركبة وتطبخ في إناء ثم تغمس فيها الحلي الصفراء وتكون بيضاء.اهـ
الفصل الرابع
أحكام الذهب الأبيض
__________
(1) وقد أراني الأستاذ محمد العسيري الفني بوزارة التجارة الذهب الأبيض في المعمل بعد صهره وقد عاد ذهبا أصفر خالصا فجزاه الله خيرا .
(2) ينظر في البلاتين: الموسوعة العربية العالمية 5/42، وفيها: ويوجد الخام الذي يسمى أيضا البلاتين الطبيعي في حواشي الرمل الحامل للذهب ، ويسميه المنقبون: الذهب الأبيض اهـ وهذا يدل أن لهذه التسمية أصلا في الجملة، والله أعلم .
(3) انظر نص السؤال والرسالة الجوابية في الملحق، وكان الذي نقل الرسالة وأتى إلي بالجواب تلميذنا الموفق عساف بن عمر العتيبي وفقه الله.(1/32)
إذا تبين لك ما تقدم؛ وهو أن ما يسمى بالذهب الأبيض ذهب حقيقي؛ فيترتب على ذلك أن تكون له أحكام الذهب المعتاد في جميع أبوابه ومسائله؛ كالذهب الأصفر سواء بسواء، فتجب فيه الزكاة ، ويحرم فيه الربا ، ويحرم لبسه على الرجال، وغير ذلك من الأحكام مما لا حاجة لي بذكرها في هذه الرسالة التي كان الغرض منها بيان حقيقة الذهب الأبيض التي أشكلت على كثير من الناس.
وأوجه دخول الذهب الأبيض في الأحكام المذكورة ما يلي:
الوجه الأول:عموم النصوص الشرعية مثل قوله تعالى: (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم)(1)، وقوله تعالى:( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة) (2).
وقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - :(الذهب بالذهب ربا إلا هاء وهاء) (3)،وقوله:(الذهب بالذهب وزنا بوزن)(4)، وعن البراء بن عازب وزيد بن أرقم - رضي الله عنه - قالا:( نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيع الذهب بالورق دينا) (5).
فهذه النصوص ـ وغيرها ـ نصوص عامة يدخل فيه كل ما يسمى ذهبا على الحقيقة؛ وقد بينا فيما سبق أن الذهب الأبيض ذهب على الحقيقة.
__________
(1) الآية 34 من سورة التوبة .
(2) الآية 14 من سورة آل عمران .
(3) رواه البخاري في كتاب البيوع ،باب بيع الشعير بالشعير، رقم (2174)، ورواه مسلم 3/1209 في كتاب المساقاة ، باب:الصرف وبيع الذهب بالورق نقدا، رقم ( 1586) عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - .
(4) رواه مسلم 3/1212 في كتاب المساقاة ، باب:الصرف وبيع الذهب بالورق نقدا رقم (1588)، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - .
(5) رواه البخاري في كتاب البيوع ، باب بيع الورق بالذهب نسيئة، رقم (2180، 2181 )، ورواه مسلم بمعناه 3/1212 ، في كتاب المساقاة ،باب النهي عن بيع الورق بالذهب دينا، رقم ( 1589) .(1/33)
وهذا الوجه كاف في إثبات صحة ما نقول، ولكن نزيد ذلك بيانا في الأوجه التالية؛ ليتضح الحق لكل ذي عينين.
الوجه الثاني:أن هذا مقتضى اللغة، فالذهب الأبيض داخل في مسمى الذهب في اللغة من وجوه متعددة؛ منها: أنه ذهب حقيقي كما تقدم، ومنها: أن أهل العربية ذكروا(1) أن الذهب يكون أحمر ، وهو إنما يكون كذلك بخلطه بالنحاس ، ولم يخرجه هذا عن كونه ذهبا، فهكذا إذا خلط به غير النحاس بنسبة لا تسلبه حقيقته.
الوجه الثالث:أن الذهب الذي كان يستعمل في الأزمنة السابقة ويتداوله الناس حليا أو نقدا لم يكن يخلو غالبا من خلطه بمواد أخرى، بل إن الحلي لايكاد يصاغ إلا مخلوطا بالنحاس غالبا(2)؛ جاء في الموسوعة العربية العالمية(3) تحت مادة ( الذهب ) :ولا بد من خلط الذهب بفلز آخر إذا أردنا صنع جسم صلب منه؛ كقطعة مجوهرات مثلا... وهكذا فإن الذهب عيار 24 قيراطا هو الذهب النقي ، وذهب عيار 18 قيراطا يتكون من 18 جزءا من الذهب و6 أجزاء من فلز آخر. وفيها أيضا: يسبك الذهب مع معادن أخرى مثل النحاس والفضة لصنع العديد من أنواع المجوهرات.
وفي دائرة المعارف للبستاني(4):ويتصلب الذهب بالفضة أو النحاس فيصير أوفق للنقود والحلي والآنية.
__________
(1) تقدم النقل عنهم في الفصل الأول .
(2) وذلك ليسهل طرقه وتصنيعه وتكييفه كما أفادني غير واحد من أهل الذهب ، وانظر كتاب الجوهرتين ص96، 182.
(3) الموسوعة العربية العالمية 10/663، 667 ، .
(4) دائرة المعارف للبستاني 8/382.(1/34)
وقال الدكتور صلاح يحياوي في كتابه(الذهب)(1): ولما كان الذهب في حالته النقية معدنا في منتهى الليونة لذلك فهو يخلط دائما مع النحاس أو الفضة لما يلائم استخدامه ، ويلجأ إلى الأمر نفسه عند سك النقود الذهبية... ويعتبر الذهب الصرف الذهب ذا الـ 24 قيراطا(100% )، إلا أن الحد الذي يمكن بلوغه لا يتعدى 22 قيراطا (92%)، وقد جرت العادة أن يتراوح عيار الذهب المستخدم للحلي بين 10 و 22 قيراطا، وإن كان العيار الشائع بصورة عامة 18 قيراطا (75%).
وقال الأستاذ الدكتور ممدوح عبد الغفور حسن في كتابه (مملكة المعادن )(2): والذهب النقي ليس صلدا بدرجة كافية تصلح لصناعة المجوهرات ، ولكنه يخلط بالنحاس أو الفضة أو النيكل أو البلاتين لزيادة صلادته، وفي الوقت نفسه إكسابه ألوانا مميزة.
ويقول الدكتور زكريا هميمي(3):والمعروف بالطبع أن الذهب لا يستعمل نقيا بسبب لينه، فإن قيل ذهب عياره 24 قيراطا عرفنا من ذلك أنه خالص، وإن قيل 18 قيراطا عرفنا أن به من الذهب الخالص ثلاثة أرباع وزنه، والربع من فضة أو نحاس أو غير ذلك اهـ وتقدم ما قاله الأستاذ محمد حسين جودي في كتابه ( علوم الذهب وصياغة المجوهرات ): وهناك نوعين من الذهب الأبيض :
النوع الأول : الباهض الثمن تتكون سبائكه من الذهب الأصفر والبلاتين والبلاديوم بنسب عالية ، ومثل هذه السبائك تعتبر سبائك ذهبية ثمينة لاتستهلك تحت تأثير المؤثرات الخارجية ولا تتأكسد مطلقا ، وهي أكثر مقاومة من سبائك الذهب الأخرى ، ولهذا السبب يكون الإقبال عليها من الناس شديدا وخاصة الأثرياء منهم .
__________
(1) الذهب . مؤسسة الرسالة .الطبعة الأولى 1400 هـ ص78.
(2) مملكة المعادن ص56 . الشركة العربية للنشر والتوزيع . القاهرة 1997 م .
(3) في كتابه: أمير المعادن: الذهب ص248 ، ط دار هبة النيل .(1/35)
النوع الثاني : تتكون سبائكه من الذهب بنسبة قليلة جدا ، والبلاديوم والفضة بنسبة عالية، ومثل هذه السبائك لاتعتبر سبائك ذهبية حقيقية ، وتستهلك بسرعة وغير مقاومة للتأثيرات الخارجية ، وهي أخف وزنا وأقل مرونة من سبيكة النوع الأول .
وهذه المواد التي تخلط به تؤثر فيه و تغير من لونه شيئا قليلا أو كثيرا ، لكنها لا تخرجه عن حقيقته ما لم تغلب عليه(1) فلم تؤثر على أحكامه الشرعية، والفقهاء رحمهم الله تعالى تكلموا في أحكام الذهب المغشوش وبينوا أنه يأخذ أحكام الذهب في الجملة بقدر خلوصه من الغش(2) ، ومعلوم أن كل مادة خلط بها الذهب تؤثر في لونه قليلا أو كثيرا، وهذا لم يخرجه عن كونه ذهبا يأخذ أحكام الذهب؛ بقدر خلوصه من الغش.
__________
(1) مع ملاحظة أن الذهب له قيمته ولو كان أقل من المخلوط به كما في عيار 10 ونحوه، كما تقدم في كلام الدكتور اليحياوي، وذلك لأن الذهب يحتفظ بخصائصه ويقبل التحول بمجرد صهره ، و قال الأستاذ محمد حسين جودي في كتابه ( علوم الذهب وصياغة المجوهرات ص38): وتعتبر المصوغات الذهبية من عيار 24/23/22/21/20/19/18/17/16/15/14/13/12/ قيراطا ذات عيار عال، وأما المصوغات الذهبية ذات العيار الواطئ هي تلك القطع المعدنية المصنوعة التي تحتوي على أقل من 12 قيراطا من الذهب النقي. اهـ، وتحرير مثل هذا من حيث الأحكام الشرعية ليس هذا موضعه، وإنما يقرره علماء الشريعة وفقهاء الملة.
(2) انظر على سبيل المثال لا الحصر فكلامهم فيه كثير منتشر: الإنصاف 3/132- 133 ، وكشاف القناع 2/230- 231 ، وشرح منتهى الإرادات 1/428- 430 ، ومطالب أولي النهى 2/85- 87 في الكلام على زكاة المغشوش ، و شرح فتح القدير 2/213- 214 ، البحر الرائق 2/245، والمجموع 6/19 ، وغيرها.(1/36)
الوجه الرابع:أنه في العرف الصحيح يعتبره أهل الصنعة(1) ذهبا حقيقة، ويبينون ذلك ويبيعونه على هذا، ويصنفونه من الحلي الذهبية، وله عيارات معروفة، تتراوح من 18 قيراطا و21 قيراطا ، وهذا معناه أن الذهب هو الغالب عليه ، فكيف يقال بعد هذا: إنه ليس بذهب ولا يأخذ أحكامه؟!
كما أن عندهم من الحلي الذهبية ألوان عديدة مختلفة ؛ كالذهب الأزرق والأحمر والأخضر والوردي ، فالأبيض واحد منها ، فهل ترى كل هذه الأنواع من الذهب المتلون خارجة عن كونها ذهبا؟!
الوجه الخامس:أن العبرة بالحقائق، وهذا الذهب الأبيض إذا صهر عاد ذهبا أصفر نقيا،وهذا قد رأيته في معمل وزارة التجارة عيانا،وهو أمر معروف عند أهل الصنعة ، وتغيير اللون ببعض الإضافات لا يغير الحقائق.
الوجه السادس:أن الشرع لم يعلق الأحكام باللون ، إنما علقها بالذهب الحقيقي، وهذا الذهب الأبيض قد أثبتنا فيما مضى أنه ذهب على الحقيقة، فعروض لون آخر بسبب الخلط لا يغير من الحقيقة شيئا؛ كما لو صبغ الذهب باللون الأبيض أو غيره من الألوان فصار ظاهره الأبيض ،ولو أزيل الظاهر بأي مزيل عاد الذهب الأصفر بلونه المعروف، فهل مثل هذا التلوين (الصبغ) يسلب الذهب حقيقته وأحكامه؟
الوجه السابع:أن بعض من تكلم عن الذهب من المتقدمين ذكر أنه في بعض أطواره يكون أبيض(2)، ولم يخرجه لون البياض عن كونه ذهبا، أو يغير حقيقته.
الوجه الثامن:أن البياض الذي ظهر إنما هو لون عارض، يخفي وراءه اللون الحقيقي، لكن لغلبة المادة الأخرى على الذهب ـ مع قلتها ـ وقابلية الذهب السريعة للتلون صارت هي الظاهرة، أو اللون الناتج عن الخلط هو الظاهر، ولذلك بعملية الصهر يعود الذهب إلى طبيعته.
وبهذه الأوجه يجزم المتأمل بما قلناه، والله أعلم.
الفصل الخامس
تنبيهات
التنبيه الأول:
__________
(1) تقدم النقل عنهم في الفصلين الثاني والثالث .
(2) انظر التنبيه الأول الآتي .(1/37)
ورد في بعض الكتب المتقدمة ما يوحي بوجود شيء مما يسمى بالذهب الأبيض لكن لم أر ما يفيد حقيقته أو تركيبته بوضوح ، وأنا أنقل ما رأيت إتماما للفائدة.
قال ياقوت في معجم البلدان (شيز) نقلا عن مسعر بن المهلهل:... وأما ذهبها فهو ثلاثة أنواع نوع منه يعرف بالقومسي، وهو تراب يصب عليه الماء فيغسل، ويبقى تبرا كالذر، ويجمع بالزيبق، وهو أحمر خلوقي ثقيل نقي صبغ ممتنع على النار لين يمتد، ونوع آخر يقال له السهرقي، يوجد قطعا من الحبة إلى عشرة مثاقيل صبغ صلب رزين إلا أن فيه يبسا قليلا، ونوع آخر يقال له السحاندي، أبيض رخو رزين، أحمر المحك، يصبغ بالزاج. (1)
وقال عقب هذا النقل وغيره : قال عبيد الله الفقير إليه مؤلف هذا الكتاب: هذا كله عن أبي دلف مسعر بن المهلهل الشاعر، وأنا بريء من عهدة صحته؛ فإنه كان يحكى عنه الشريد والكذب، وإنما نقلته على ما وجدته، والله أعلم .(2)
وقال في الجوهرتين(3):إن الحكماء لما حدسوا في تكون الذهب في الأرض وأنه أبيض أول مرة حتى تعمل فيه قوى البخارات فتحيله طبقة طبقة إلى غاية الاحمرار.. .
التنبيه الثاني:
ذهب بعض شيوخنا وغيرهم، وبعض طلبةِ العلم إلى أن ما يسمى بالذهب الأبيض ليس ذهبا حقيقيا، بل هو شيء آخر لا يأخذ أحكام الذهب المعروفة، وقالوا: تسميته بالذهب غير حقيقية، بل هو كما يسمى البترول بالذهب الأسود تجوّزًا من باب التشبيه ، أو كما يسمى الحرير الصناعي بالحرير وليس كذلك ؛ ورتبوا على هذا أنه لا يأخذ أحكامه الشرعية؛ وبما تقدم يعلم أن هذا الكلام لا حقيقة له ، وأن الذهب الأبيض ذهب حقيقي فيأخذ أحكامه ؛ والله أعلم.
التنبيه الثالث:
__________
(1) معجم البلدان 3 / 383.
(2) معجم البلدان 3 / 384.
(2) كتاب الجوهرتين ص176.
(3) كتاب الجوهرتين ص176 ، وانظره أيضا ص84، 85 ، 168.(1/38)
قال شيخنا د.إبراهيم الصبيحي:يلاحظ على بعض الفتاوى عدم تفريقها بين الذهب الخالص من غيره عند تحديد النصاب، وذلك أن الذهب الموجود بأيدي الناس اليوم ليس كله ذهبا خالصا بل هو مختلف العيارات ؛ فالجنيه السعودي مثلا عيار 22.
والحلي له عدة عيارات فمنه عيار 21، 18، 16، ولا شك أن قلة العيارات تعني: كثرة المواد المضافة من غير الذهب، وهي لا يصح أن تعتبر من جملة نصاب الذهب ، فينبغي مراعاة فصلها عند تحديد نصابه ؛ لأن الذهب الخالص هو عيار 24 ، فعلى هذا فإن نصاب الذهب على مختلف أنواعه هو النتائج للعمليات الحسابية التالية:
1. السبيكة الذهبية عيار (24): 85×24÷24= 85 جراما
2. الجنيه السعودي عيار (22): 85×24÷22= 72,92 جراما
3. الحلي عيار (21): 85×24÷21= 14,97 جراما
4. الحلي عيار (18):85×24÷18= 33,113 جراما
5. الحلي عيار (16): 85×24÷16= 5,127 جراما
وإن كان الذهب على غير هذه العيارات المذكورة ؛ فيمكن معرفة الذهب الخالص بسلوك هذه الطريقة الحسابية، والله الموفق.اهـ (1)
وكلامه وفقه الله تعالى إنما هو في تحديد النصاب، ويصلح أيضا لمن يخرج زكاة الحلي منها، أما من كان يخرج زكاة الحلي بالقيمة؛ كما هو حال أكثر الناس اليوم فلا يحتاج إلى هذا؛ لأن القيمة تختلف باختلاف العيار،والله الموفق.
لكن يشكل على هذا - عند غير التجار - أنه قد ترتفع القيمة بسبب المعدِن الآخر أكثر ، مع أنه غير معتبر به في الزكاة، إذ الواجب النظر لا في قيمة البيع، بل في قيمة الوزن الواجب إخراجه فهو الذي يجب أن يقوَّم (عند غير التجار)، لكن المعروف أن التجار إذا ذهبت تقوِّم الحلي عندهم ؛ فإنهم إنما يقوِّمون الذهب بغض النظر عما خالطه؛ لأنهم لا يستفيدون من غير الذهب من الأخلاط والله أعلم.
هذا ما تيسر لي جمعه ، سائلا الله عز وجل أن ينفعني به، و شيوخي، وإخواني، وجميع المسلمين .
__________
(1) فقه زكاة الحلي ص 24. ط الأولى 1412هـ .(1/39)
وإن تجد عيبا فسد الخللا ... ... جل من لا عيب فيه وعلا
والله أعلم، ومنه التوفيق ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
ملحق:
بعض الفتاوى الصادرة عن الذهب الأبيض(1)
فتوى للعلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى(2)
سئل رحمه الله:عن حكم لبس الساعة المطلية بالذهب الأبيض
فأجاب:الساعة المطلية بالذهب للنساء لا بأس بها وأما الرجال فحرام لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - حرم الذهب على ذكور أمته.
وأما قول السائل: الذهب الأبيض فلا نعلم أن هناك ذهبا أبيض، الذهب كله أحمر، لكن إن كان قصده بالذهب الأبيض الفضة فإن الفضة ليست من الذهب، ويجوز منها مالا يجوز من الذهب كالخاتم ونحوه.
فتوى للشيخ عبدالله بن سليمان المنيع(3)
سئل وفقه الله:هل يجوز للرجل المسلم أن يلبس خاتما من الذهب الأبيض ؟ أم ذلك حرام عليه شأنه شأن الذهب الأحمر؟
فأجاب: الحمد لله، لقد حرم الله تحلي الرجال بالذهب مطلقا حتى لو كان خاتما، وأباحه تعالى للنساء لحاجتهن إلى التجمل والتزين لرجالهن ، وقد جاء عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تعليل التحريم بأن فيه كسر قلوب الفقراء، وتذكيرهم بعوزهم وحاجتهم وعجزهم عن الأخذ بذلك، ولا يعرف للذهب لون غير الصفرة، فإذا كان هناك معدن يسمى اصطلاحا: الذهب الأبيض ؛ كالبلاتين ونحوها ؛ فلا يظهر لي إلحاق هذا النوع بالذهب المحرم على الرجال التحلي به، ولو ترك الرجل التحلي بهذا النوع اتقاء للشبهة؛ لكان في ذلك استبراء للدين والعرض، والله أعلم.
__________
(1) هذا ما وقفت عليه مكتوبا، فمن وقف على غيره فليفدنا به شكر الله له، ويلحظ في الأولى والثانية أنهما لم تتبينا حقيقة الذهب الأبيض.
(2) عن فتاوى زينة المرأة جمع الشيخ أشرف عبد المقصود ص19، وهو عن مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين 4/101.
(3) مجموع فتاوى وبحوث الشيخ عبدالله المنيع 1/316.(1/40)
فتوى للشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى (1)
سئل رحمه الله:هل يجوز لبس الذهب الأبيض؟
فأجاب: الذهب الأبيض نوعان:
النوع الأول: هو البلاتين فهذا لا شيء فيه؛ لأنه لم يات نص في الشرع يحرم المعادن الثمينة غير الذهب والفضة، فالبلاتين يدخل تحت قاعدة: الأصل في الأشياء الإباحة.
النوع الثاني:هو الذهب الأحمر صب عليه بعض المواد الكيماوية حتى تحول لونه إلى ما يشبه لون البلاتين، فهذا تجري عليه أحكام الذهب.
ثبَت المراجع
أولا:كتب التفسير والفقه
1. إعلام الموقعين عن رب العالمين للإمام شمس الدين محمد بن أبي بكر الزرعي المشهور بابن قيم الجوزية ، ط الثانية، دار الفكر- بيروت لبنان، تحقيق محمد محيي الدين عبدالحميد.
2. تفسير الطبري،المسمى جامع البيان في تأويل القرآن ، لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى 1412 هـ ـ 1992م.
3. الدر المنثور في التفسير بالمأثور للحافظ جلال الدين عبدالرحمن السيوطي، ط الأولى 1403هـ- 1983م ، دار الفكر.
4. فقه زكاة الحلي للدكتور إبراهيم بن محمد الصبيحي، ط الأولى 1412هـ.
5. مجموع فتاوى وبحوث الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع ، ط الأولى 1420هـ- 1999م، دار العاصمة، الرياض، إشراف سعد السعدان.
6. مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن صالح العثيمين، جمع وترتيب فهد بن ناصر السليمان،دار الثريا للنشر.
7. المدونة الكبرى لسحنون بن سعيد التنوخي، دار صادر ، مصورة عن الطبعة الأولى المطبوعة بمطبعة السعادة- مصر .
ثانيا:كتب الحديث
__________
(1) عن الفتاوى الأماراتية المنسوبة للشيخ، مفرغة من بعض الأشرطة مكتوبة بخط اليد ص68، توزيع مركز الصديق للنسخ والتصوير ببريدة.(1/41)
8. صحيح البخاري للإمام أبي عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري، مع فتح الباري للحافظ أحمد بن حجر العسقلاني ، دار المعرفة – بيروت لبنان ، تصحيح العلامة عبدالعزيز بن باز، ترقيم محمد فؤاد عبدالباقي، تصحيح محب الدين الخطيب.
9. صحيح مسلم ، للإمام مسلم بن الحجج النيسابوري ، تحقيق محمد فؤاد عبدالباقي
10. مسند أحمد، للإمام أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، المكتب الإسلامي، ط الخامسة 1405هـ- 1985م
11. سنن أبي داود، للإمام أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني ، دار إحياء التراث العربي – بيروت - لبنان، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد.
12. سنن الترمذي ، للإمام أبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي، دار إحياء التراث العربي – بيروت - لبنان، تحقيق أحمد شاكر، و تكملة محمد فؤاد عبدالباقي.
13. سنن النسائي، للإمام أبي عبدالرحمن أحمد بن شعيب النسائي ، دار البشائر– بيروت - لبنان، تحقيق عبدالفتاح أبو غدة.
14. السنن الكبرى للنسائي، للإمام أبي عبدالرحمن أحمد بن شعيب النسائي ،ط الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان ، تحقيق عبد الغفار البنداري وسيد كسروي.
15. سنن ابن ماجه، للإمام أبي عبدالله محمد بن يزيد القزويني، المكتبة العلمية – بيروت - لبنان، تحقيق محمد فؤاد عبدالباقي.
16. صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان المسمى بالإحسان،مؤسسة الرسالة، تحقيق شعيب الأرناؤوط، ط الثانية 1414هـ - 1993م .
17. المستدرك على الصحيحين للحافظ أبي عبدالله محمد بن عبدالله الحاكم النيسابوري، دار الكتاب العربي- بيروت .
18. سنن الدارقطني، للإمام علي بن عمر الدارقطني، عالم الكتب – بيروت .
19. السنن الكبرى للبيهقي، للإمام أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، دار المعرفة– بيروت – لبنان.
20. المعجم الكبير للإمام أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ، ط الثانية ، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي.(1/42)
21. مسند الطيالسي، لأبي داود سليمان بن داود الطيالسي، دار المعرفة – بيروت – لبنان.
22. شرح معاني الآثار، للإمام أبي جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي، ط الثانية 1407هـ- 1987م دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان.
23. المرض والكفارات لابن أبي الدنيا، الدار السلفية ، الطبعة الأولى 1411هـ ـ 1991م ، ت/عبدالوكيل الندوي.
24. الأمالي المطلقة للحافظ أحمد بن حجر العسقلاني ، ط الأولى 1416هـ- 1995م ، المكتب الإسلامي، تحقيق حمدي بن عبدالمجيد السلفي.
25. الترغيب والترهيب، للحافظ عبدالعظيم بن عبدالقوي المنذري، ط الأولى ، دار الكتب العلمية، بيروت ، تحقيق إبراهيم شمس الدين .
26. مختصر سنن أبي داود للحافظ عبدالعظيم بن عبدالقوي المنذري، دار المعرفة – بيروت – لبنان، ط 1400هـ- 1980م، تحقيق أحمد شاكر ومحمد حامد الفقي.
27. الشمائل المحمدية للترمذي ، دار العلم للطباعة والنشر،الطبعة الأولى 1403هـ ، 1983م، ت/محمد عفيف الزعبي.
28. المسند لعبدالله بن الزبير الحميدي ، عالم الكتب ـ بيروت ، ت/حبيب الرحمن الأعظمي .
29. المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية؛ لابن حجر ، ( ت/غنيم غنيم ، وياسر محمد ، دار الوطن ، ط الأولى 1418هـ
30. شعب الإيمان للبيهقي، للإمام أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، ط الأولى 1410هـ - 1990م ، دار الكتب العلمية– بيروت – لبنان، تحقيق أبي هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول.
31. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي، ط الثالثة 1402هـ- 1982م، دار الكتاب العربي– بيروت – لبنان.
32. تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر العسقلاني ، ت/ محمد عوامة ، ط. الثالثة 1411هـ ، 1991م، دار الرشيد – حلب.
33. تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر العسقلاني، ط. الأولى ، دائرة المعارف بحيدر آباد الدكن بالهند.
34. أمثال الحديث لابن خلاد الرامهرمزي ، ت/ أحمد عبدالفتاح تمام.(1/43)
35. التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد للحافظ أبي عمر يوسف بن عبدالله بن عبدالبر القرطبي.
ثالثا:كتب المعادن
36. كتاب الجوهرتين العتيقتين المائعتين الصفراء والبيضاء ، للحسن بن أحمد الهمداني، ت/حمد الجاسر، ط.الأولى ، الرياض 1408هـ ، 1987م .
37. معدن النوادر في معرفة الجواهر ، لعلاء بن الحسين البيهقي ، ط الأولى 1405هـ- 1985م ، مكتبة دار العروبة – الكويت ، تحقيق محمد عيسى صالحية.
38. الجماهر في معرفة الجواهر لأبي الريحان محمد بن أحمد البيروني، عالم الكتب – بيروت .
39. مملكة المعادن، للأستاذ الدكتور ممدوح عبد الغفور حسن . الشركة العربية للنشر والتوزيع . القاهرة 1997 م .
40. المعادن والصخور للدكتورين: أحمد البصيلي ، ومظفر محمود ،ط دار الكتب ، جامعة الموصل، العراق، وزارة التعليم العالي.
41. علم المعادن ، للدكتور محمد عز الدين حلمي ، نشر مكتبة الإنجلو المصرية.
42. الذهب . للدكتور صلاح يحياوي، مؤسسة الرسالة .الطبعة الأولى 1400 هـ .
43. علوم الذهب وصياغة المجوهرات للأستاذ محمد حسين جودي. الطبعة الأولى 1997 م .
44. الذهب :مضامينه – اكتشافاته –الهجمات عليه، . أ . س.مارفونين أستاذ المينرالوجيه بجامعة موسكو، ترجمة ميشيل خوري .دار الفاضل.دمشق . 1991 م .
45. أمير المعادن: الذهب للدكتور زكريا هميمي ، ط دار هبة النيل .
رابعا:كتب اللغة والغريب
46. المخصص لأبي الحسن علي بن إسماعيل النحوي الأندلسي المعروف بابن سيده، دار إحياء التراث العربي، لبنان.
47. لسان العرب لأبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم المعروف بابن منظور دار إحياء التراث العربي، ومؤسسسة التأريخ العربي ، لبنان.
48. العين للخليل بن أحمد الفراهيدي، ت/د.مهدي المخزومي، ود.إبراهيم السامرائي ، منشورات وزارة الثقافة والإعلام، الجمهورية العراقية ، 1982م(1/44)
49. النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري ، المكتبة الإسلامية، ت/طاهر الزاوي، ومحمود الطناحي.
50. مقاييس اللغة لأبي الحسين أحمد بن فارس، دار الفكر 1399هـ- 1979م، تحقيق عبدالسلام هارون.
51. القاموس المحيط لمجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي، دار الفكر، تحقيق يوسف البقاعي .
52. غريب الحديث للإمام أبي سليمان حمد بن محمد الخطابي، جامعة أم القرى ، دار الفكر 1402، تحقيق عبدالكريم العزباوي.
53. غريب الحديث لإبراهيم بن إسحاق الحربي ، ت: د. سليمان العايد ، جامعة أم القرى، ط. الأولى 1405 هـ ـ 1985م .
54. غريب الحديث لأبي محمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري ، ط. الأولى ، دار الكتب العلمية – بيروت .
55. المعجم الوسيط ، دار الفكر ، مجمع اللغة العربية - مصر
56. المعجم الوجيز مجمع اللغة العربية - مصر
خامسا:الموسوعات ونحوها
57. دائرة معارف القرن العشرين، لمحمد فريد وجدي، دار المعرفة ، ط الثالثة، بيروت- لبنان .
58. الموسوعة العربية العالمية، ط الثانية 1419هـ- 1999م، مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.
59. دائرة المعارف للمعلم بطرس البستاني ، دار المعرفة – بيروت- لبنان.
سادسا:كتب التأريخ و التراجم
60. أخبار المدينة النبوية لأبي زيد عمر بن شبة البصري، دار العليان، بريدة، تصحيح عبدالعزيز المشيقح.
61. الإصابة في تمييز الصحابة للحافظ أبي الفضل أحمد بن حجر العسقلاني، مكتبة ابن تيمية، تحقيق طه محمد الزيني.
62. البداية والنهاية للحافظ أبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير، دار الكتب العلمية، بيروت.
63. تاريخ بغداد للحافظ أبي بكر أحمد بن علي المعروف بالخطيب البغدادي، دار الكتب العلمية، بيروت.
64. تاريخ مدينة دمشق لأبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله المشهور بابن عساكر، دار الفكر – بيروت، تحقيق عمر بن غرامة.(1/45)
65. الطبقات الكبرى لأبي عبدالله محمد بن سعد بن منيع البصري الزهري، دار صادر، بيروت.
66. معرفة الصحابة لأبي نعيم أحمد بن عبدالله الأصبهاني ، ت/عادل العزازي، ط. الأولى 1419 هـ ، دار الوطن.
67. معجم البلدان لشهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي، دار صادر ودار بيروت، بيروت.
68. مناقب الإمام أحمد بن حنبل للإمام أبي الفرج عبدالرحمن بن الجوزي ، ط الثانية، خانجي وحمدان- بيروت.
سابعا:كتب منوعة
69. عحائب المخلوقات وغرائب الموجودات لزكريا بن محمد القزويني ، مطبوع مع حياة الحيوان للدميري ط الخامسة 1401هـ- 1980م،مصطفى البابي الحلبي.
70. مقامات الحريري المسمى بالمقامات الأدبية، لأبي محمد القاسم بن علي الحريري البصري، ط الأولى 1413هـ- 1992م ، دار الكتب العلمية- بيروت.
فهرس الموضوعات
المقدمة ................... ... 4
الفصل الأول: حقيقة الذهب، ولونه الأصلي ، وهل يوجد ذهب أبيض....................... ... 6
أولا: ما جاء في معاجم العربية وكتب الغريب................................................. ... 6
ثانيا: ما جاء في الموسوعات وكتب المعادن ................................................... ... 10
ثالثا:ما جاء في ذلك من النصوص والآثار.................................................... ... 12
رابعا: ما جاء في ذلك عن بعض الأئمة والفقهاء ............................................ ... 16
خامسا: ما جاء في ذلك من اللطائف........................................................ ... 18
الفصل الثاني: ما ذكر في المراجع العلمية والمجلات عن الذهب الأبيض................... ... 20
الفصل الثالث: قول أهل الصناعة في ذلك................................................ ... 25
الفصل الرابع :أحكام الذهب الأبيض...................................................... ... 26(1/46)
الفصل الخامس:تنبيهات.............................................................. ... 30
التنبيه الأول: ما ورد في بعض الكتب المتقدمة من ذكر للذهب الأبيض ................. ... 30
التنبيه الثاني:ظن بعض العلماء أن الذهب الأبيض كالذهب الأسود .................... ... 30
التنبيه الثالث:نصاب الذهب الأبيض وغيره ............................................... ... 31
ملحق ببعض الفتاوى....................................................................... ... 32
ثبَت المراجع............................................................................... ... 34
فهرس الموضوعات ......................................................................... ... 39(1/47)