الخمسين من طب سيد الأولين والآخرين
صلى الله عليه وسلم
(من صحيح الجامع الصغير)
أبو أحمد معتز أحمد عبد الفتاح
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم0
دونك خمسين حديثا صحيحا في الطب النبوي انتقيتها من الموسوعة الحديثية المصغرة(صحيح الجامع الصغير)وطريقتي أن اذكر الحديث وقد اذكر جزءا من شرحه وأقتصر على تحقيق الشيخ الألباني والشرح من فتح القدير للمناوى0
ولم أتوسع عندما ذكرت الحبة السوداء والعسل ونحوها بل أردت الإشارة فقط0وأحب أن أشير إلى أهمية اعتماد الأحاديث الصحيحة والشروح السنية التي تجمع بين الأدلة في هذا المجال وغيره وعدم اعتماد الفهم الخاطئ
(أن اى وصفة عشبية هي عن سيد البرية صلى الله عليه وسلم)
وفى الخاتمة ذكرت خمسة وعشرين حديثا لا تصح في الحجامة
وأحب ان أشير إلى الجهد الطيب في هذا المجال للدكتور عبد الباسط السيد في سلسلة الطب النبوي العلاجي وغيرها من الأشرطة السمعية والكتب لكن يؤخذ عليه ذكره الأحاديث غير الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم000000
الأحاديث:
الله الطبيب الشافي
1- الله الطبيب0
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 1252 في صحيح الجامع0
الشرح :
أي هو المداوي الحقيقي بالدواء الشافي من الداء وهذا قاله لوالد أبي رمثة حين رأى خاتم النبوة وكان ناتئاً فظنه سلعة تولدت من الفضلات فرّد المصطفى صلى اللّه عليه وسلم كلامه بإخراجه مدرجاً منه إلى غيره يعني ليس هذا علاجاً بل كلامك يفتقر إلى العلاج حيث سميت نفسك طبيباً ، واللّه هو الطبيب وإنما أنت رفيق ترفق بالمريض وتتلطف به وله فهو من الأسلوب الحكيم في فن البديع . وذلك لأن الطبيب هو العالم بحقيقة الدواء والداء والقادر على الصحة والشفاء وليس ذلك إلا اللّه 0
2ـ أنت رفيق و الله الطبيب 0
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 1481 في صحيح الجامع0
التداوى(1/1)
3ــ إن الله تعالى حيث خلق الداء خلق الدواء فتداووا 0
تحقيق الألباني
(حسن) انظر حديث رقم: 1754 في صحيح الجامع0
الشرح :
( إن اللّه تعالى حيث خلق الداء ) أي أوجده وقدره 0
( خلق الدواء فتداووا ) ندباً بكل طاهر حلال وكذا بغيره إن توقف البرء عليه ولم يجد غيره يقوم مقامه كما سبق والتداوي لا ينافي التوكل كما لا ينافيه دفع الجوع والعطش بالأكل والشرب وكذا تجنب المهلكات والدعاء بطلب العافية ودفع المضار وغير ذلك ودخل فيه الداء القاتل الذي اعترف حذاق الأطباء بأن لا دواء له وأقروا بالعجز عن مداواته .
4ـ إن الذي أنزل الداء أنزل الشفاء 0
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 1688 في صحيح الجامع0
5ـ إن الله تعالى لم ينزل داء إلا أنزل له دواء علمه من علمه و جهله من جهله إلا السام و هو الموت 0
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 1809 في صحيح الجامع0
الشرح :
فإذا شاء اللّه الشفاء يسر ذلك الدواء ، على مستعمله بواسطة أو دونها فيستعمله على وجهه وفي وقته فيبرأ ، وإذا أراد هلاكه أذهله عن دوائه وحجبه بمانع فهلك وكل ذلك بمشيئته وحكمه كما سبق في علمه 0
قال ابن حجر رحمه اللّه تعالى : ومما يدخل في قوله جهله من جهله ما يقع لبعضهم أنه يداوي من داء بدواء فيبرأ ثم يعتريه ذلك الداء بعينه فيداويه بذلك الدواء بعينه فلا ينجع وسببه الجهل بصفة من صفات الدواء فرب مرضين نشابها ويكون أحدهما مركباً لا ينجع فيه ما ينجع في غير المركب فيقع الخطأ وقد يكون متحداً لكن يريد اللّه أن لا ينجع وهنا تخضع رقاب الأطباء ولهذا قال :
إن الطبيب لذو عقل ومعرفة **** ما دام في أجل الإنسان تأخير
حتى إذا ما انقضت أيام مدته **** حار الطبيب وخانته العقاقير
( إلا السام ) بمهملة مخففاً ( وهو الموت ) فإنه لا دواء له والتقدير إلا داء الموت أي المرض الذي قدر على صاحبه الموت فيه(1/2)
قال ابن القيم : والحديث يعم أدواء القلب والروح والبدن وأدويتها وقد سمى النبي صلى اللّه عليه وسلم الجهل داء وجعل دواءه سؤال العلماء وفيه كالذي قبله الأمر بالتداوي ومشروعيته وقد تداوى المصطفى صلى اللّه عليه وسلم وأمر به صحبه لكن لم يتداووا بالأدوية المركبة بل المفردة وربما أضافوا للمنفرد ما يعاونه أو يكسر صورته قال ابن القيم : وهذا غالب طب الأمم على اختلاف أجناسها وإنما عني بالمركب الروم واليونان والأدوية من جنس الأغذية فمن غالب غذائه بالمفردات كالعرب فطبه بها فمن ثم أفرد المصطفى صلى اللّه تعالى عليه وآله وسلم اللبن بالذكر ومن غالب غذائه المركبات فطبه بالأدوية المركبة أنفع والتداوي لا ينافي التوكل .
6ـ لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله تعالى 0
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 5164 في صحيح الجامع0
7ــ الدواء من القدر و قد ينفع بإذن الله تعالى 0
تحقيق الألباني
(حسن) انظر حديث رقم: 3415 في صحيح الجامع0
الشرح :
( الدواء من القدر وقد ينفع ) في إزالة الداء أو تخفيفه
( بإذن اللّه ) الذي لا ينفع شيء ولا يضر إلا بإذنه وهذا قاله لما سئل هل ينفع الدواء من القدر؟ فهو الذي قدر الداء والدواء .
8 ـ الدواء من القدر و هو ينفع من يشاء بما شاء 0
تحقيق الألباني
(حسن) انظر حديث رقم: 3416 في صحيح الجامع0
9ــ إن الله تعالى خلق الداء و الدواء فتداووا و لا تتداووا بحرام 0
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 1762 في صحيح الجامع0
10 ـ نهى عن الدواء الخبيث 0
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 6878 في صحيح الجامع0
الشرح :
أي السم أو النجس أو الخمر ولحم غير المأكول وروثه وبوله 0000
11ـ إنه ليس بدواء و لكنه داء - يعني الخمر - 0
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 2408 في صحيح الجامع0
ومن الشفاء
12ـ الشفاء في ثلاثة : شربة عسل و شرطة محجم و كية نار و أنهى أمتي عن الكي 0
تحقيق الألباني(1/3)
(صحيح) انظر حديث رقم: 3734 في صحيح الجامع0
الشرح :
( شربة عسل وشرطة محجم ) الشرطة ما يشرط به وقيل هو مفعلة من الشرط وهو الشق بالمحجم بكسر الميم وفي معناه الفصد وإنما خص الحجم لأنه في بلاد حارة والحجم فيها أنجح وأما غير الحارة فالفصد فيها أنجح 0
( وكية نار ) انتظم جملة ما يداوى به لأن الحجم يستفرغ الدم وهو أعظم الأخلاط والعسل يسهل الأخلاط البلغمية ويحفظ على المعجونان قوامها والكي يستعمل في الخلط الباغي الذي لا تنحسم مادته إلا به ولهذا وصفه ثم كرهه لكبر ألمه وعظم خطره كما قال ( وأنهى أمتي عن الكي ) لأن فيه تعذيباً فلا يرتكب إلا لضرورة ولهذا تقول العرب في أمثالها : آخر الطب الكي .
000فمن تلك القواعد أنه ، وإن احتمل الحصر هنا ، غير أنه لا يلزم إلا إذا أتى التصريح به كقوله تعالى { إنما الصدقات للفقراء والمساكين . . } أما مجرد ورود " ال " التعريف فلا يلزم منه الحصر؛ مثاله الحديث 3201 : البركة في نواصي الخيل . فمن الواضح فيه أن " التعريف " أتى للإعلام بأهمية شأن الخيل ، وأنه لم يقصد به حصر البركة بها كما هو معلوم ضرورة ونصا . أما " ضرورة " فلا حاجة لتبيينه لوضوحه ، وأما نصا فللحديث رقم 3202 : البركة في ثلاثة : في الجماعة ، والثريد ، والسحور . إذ ورد هذا الحديث كذلك بالتعريف ، وذكر فيه غير الخيل . ويماثل ذلك حديث البحث الحالي ، فقد ورد ذكر الشفاء أيضا في : ألبان البقر ، السنا والسنوت ، الحبة السوداء ، ماء زمزم ، السواك ، ألية الشاة الأعرابية ، ، الكمأة ، العجوة ، الكبش العربي ، غبار المدينة ، التلبينة ، أبوال الإبل ، الزيت ، ووردت بشأن العديد منها عبارة " شفاء من كل داء " .
13ـ ألبان البقر شفاء و سمنها دواء و لحومها داء 0
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 1233 في صحيح الجامع0
الشرح :(1/4)
( ألبان البقر شفاء ) من الأمراض السوداوية والغم والوسواس ويحفظ الصحة ويرطب البدن ويطلق البدن باعتدال وشربه بالعسل ينقي القروح الباطنة وينفع من كل سم ولدغ حية وعقرب وتفصيله في الطب ( وسمنها دواء )إذ هو ترياق السموم المشروبة كما في الموجز وغيره ( ولحومها داء ) مضرة بالبدن جالبة للسوداء . قال في الإرشاد : عسير الهضم يولد أخلاطاً غليظة 000000
قلت:لموضوع لحم البقر بحث آخر وانظر الشرح على الحديث التالى0000
14ـ إن في الحجم شفاء 0
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 2128 في صحيح الجامع0
الشرح :
( إن في الحجم شفاء ) أي من غالب الأمراض لغالب الناس في قطر مخصوص في زمن مخصوص هكذا فافهم كلام الرسول ولا عليك من ضعفاء العقول فإن هذا وأشباهه يخرج جواباً لسؤال معين يكون الحجم له من أنفع الأدوية ولا يلزم من ذلك الإطراد .
15ـ خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم فيه طعام من الطعم و شفاء من السقم و شر ماء على وجه الأرض ماء بوادي برهوت بقبة حضرموت كرجل الجراد من الهوام تصبح تتدفق و تمسي لا بلال بها 0
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 3322 في صحيح الجامع0
الشرح :
( خير ماء ) بالمد ( على وجه الأرض ماء ) ببئر ( زمزم فيه طعام من الطعم ) كذا في نسخة المصنف بخطه وفي رواية طعام طعم بالإضافة والضم أي طعام إشباع أو طعام شبع من إضافة الشيء إلى صفته والطعم بالضم الطعام ( وشفاء من السقم ) كذا في خطه وفي رواية شفاء سقم بالإضافة أي شفاء من الأمراض إذا شرب بنية صالحة رحمنية 0
( وشر ماء ) بالمد ( على وجه الأرض ماء ) بالمد ( بوادي برهوت ) أي ماء بئر بوادي برهوت بفتح الباء والبئر بئر عميقة بحضرموت لا يمكن نزول قعرها وقد تضم الباء وتسكن الراء وهي المشار إليها بآية { وبئر معطلة }0000
16ـ زمزم طعام طعم و شفاء سقم 0
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 3572 في صحيح الجامع0
الشرح :(1/5)
وهي كما قال المحب الطبري بئر في المسجد الحرام بينها وبين الكعبة ثمان وثلاثين ذراعاً سميت به لكثرة مائها أو لزمزمة جبريل وكلامه عندها أو لغير ذلك (طعام طعم ) أي فيها قوة الاغتذاء الأيام الكثيرة لكن مع الصدق كما وقع لأبي ذرّ بل كثر لحمه وزاد سمنه يقال هذا الطعام طعم أي يشبع من أكله ويجوز تخفيف طعم جمع طعام كأنه قال إنها طعام أطعمه كما يقال أصل أصلاً وشيد أشياد والمعنى أنه خير طعام وأجوده ذكره كله الزمخشري 0
( وشفاء سقم ) أي حسي أو معنوي مع قوة اليقين وكمال التصديق ولهذا سنّ لكل أحد شربه أن يقصد به نيل مطالبه الدنيوية والأخروية .
17-شفاء عرق النسا ألية شاة أعرابية تذاب ثم تجزأ ثلاثة أجزاء ثم تشرب على الريق كل يوم جزء 0
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 3713 في صحيح الجامع0
الشرح :
( شفاء عرق النسا ) كالعصا عرق يخرج من الورك فيستبطن الفخذ والأفصح النسا لا عرق النساء ذكره في النهاية وتعقبه ابن القيم بأن العرق أعم فهو من إضافة العام إلى الخاص سمي به لأن ألمه ينسى سواه ( ألية شاة أعرابية ) في رواية كبش عربي أسود ليس بالعظيم ولا بالصغير 0
تذاب ثم تجزأ ثلاثة أجزاء ثم يشرب على الريق كل يوم جزء ) قال أنس : وصفته لثلاثمائة نفس كلهم يعافى وهذا خطاب لأهل الحجاز ونحوهم فإن هذا العلاج ينفعهم إذ المرض يحدث من يبس وقد يحصل من مادّة غليظة لزجة وفي الألية إنضاج وتليين والمرض يحتاجها وخص الشاة الأعرابية لقلة فضولها ولطف جوهرها وطيب مرعاها .(1/6)
ملاحظة : مرض " عرق النسا " الوارد هنا غير مرادف تماما لتشخيص معين في الطب الحديث ، ويصعب تعيينه بيقين لمن أراد الاستفادة من هذا الحديث . وأقرب ما يوجد له هو أحد أوجاع المفاصل الذي ينتج عنه انضغاط عصب يسمى " عرق الأنسر " . وفي بعض حالات هذا المرض ، قد توجد في نوع معين من الأدهان مواد تساعد الجسم على ترميم الضرر ، وقد تكون إحدى تلك الحالات هي المرض الذي عناه أبو هريرة والمناوي . دار الحديث ]
18ـ عليكم بالسنا و السنوت فإن فيهما شفاء من كل داء إلا السام و هو الموت0
تحقيق الألباني
(حسن) انظر حديث رقم: 4067 في صحيح الجامع0
الشرح :
( عليكم بالسنا ) بالمد والقصر معروف ومنافعه لا تحصى ( والسنوت ) السبت أو العسل أو رغوة السمن أو حب كالكمون وليس به أو الكمون الكرماني أو الرازنانج أو التمر أو العسل الذي في زقاق السمن أقوال نقلها في الهدى وصوب آخرها ( فإن فيهما شفاء من كل داء إلا السأم ) بالمهملة بغير همز ( وهو الموت ) وفيه أن الموت داء من جملة الأدواء قال الشاعر : *وكنه الموت ليس له دواء* وطريق استعمال ذلك أن يخلط السنا مدقوقاً بالعسل المخالط للسمن ثم يلعق فيكون أصلح من استعماله مفرداً لما في العسل والسمن من إصلاح السنا وإعانته على الإسهال .
19ـ العجوة من الجنة و فيها شفاء من السم و الكمأة من المن و ماؤها شفاء للعين 0
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 4126 في صحيح الجامع0
الشرح :
( وفيها شفاء من السم ) ظاهره خصوصية عجوة المدينة وقيل أراد العموم
( والكمأة من المن وماؤها شفاء للعين)أي الماء الذي تنبت فيه وهو مطر الربيع وإن كان أراد ماء الكمأة نفسها فالمراد بللها أو نداؤها الذي يخلص إلى المرود منها إذا غرز فيها واكتحل به فإنه ينفع العين الذي غلب عليها اليبس الشديد000
20ـ في عجوة العالية أول البكرة على ريق النفس شفاء من كل سحر أو سم 0
تحقيق الألباني(1/7)
(صحيح) انظر حديث رقم: 4262 في صحيح الجامع0
الشرح :
( في عجوة العالية ) العجوة تمر بضرب إلى سواد والعالية الحوائط والقرى التي في الجهة العليا للمدينة مما يلي نجد ( أول البكرة ) بضم فسكون نصب على الظرفية ( على ريق النفس ) أي بزاق الإنسان نفسه ( شفاء من كل سحر أو سم ) لخاصية فيه أو لدعاء النبي صلى اللّه تعالى عليه وعلى آله وسلم له أو لغير ذلك وهل تناوله أول الليل كتناوله أول النهار حتى يندفع عنه ضرر السحر والسم إلى الصباح احتمالان وظاهر الإطلاق المواظبة على ذلك قال الخطابي : كون العجوة ينفع من السحر والسم إنما هو ببركة دعوة المصطفى صلى اللّه عليه وسلم لتمر المدينة لا لخاصية في التمر وقال ابن التين : يحتمل أن المراد نخل خاص لا يعرف الآن أو هو خاص بزمنه .
21- إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه فإن في أحد جناحيه داء و في الآخر شفاء 0
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 837 في صحيح الجامع0
الشرح :
( إذا وقع ) أي سقط ( الذباب ) بذال معجمة ، واحده ذبابة ( في شراب أحدكم ) ماءاً أو غيره من المائعات ، وفي رواية ابن ماجه : إذا وقع في الطعام ، وفي أخرى : وقع في إناء أحدكم ، والإناء يكون فيه كل مأكول ومشروب 0
( فليغمسه ) وفي رواية فليمقله زاد الطبراني : كله وفيه دفع توهم المجاز في الاكتفاء بغمس بعضه . والأمر إرشادي لمقابلة الداء بالدواء ( ثم لينزعه ) وفي رواية البخاري : لينزعه -بزيادة فوقية قبل الزاي - وفي الطبراني : ثم ليطرحه 0
( فإن في إحدى ) بكسر الهمزة وسكون الحاء ( جناحيه )
( داء ) أي قوة سمية يدل عليها الورم . والحكة العارضة عند لدغه وهي بمنزلة سلاحه فإذا سقط في شيء تلقاه بها . قال الزركشي : وداء منصوب اسم إن ( وفي الأخرى ) بضم الهمزة 0(1/8)
( شفاء ) حقيقة فأمر الشارع بمقابلة السمية بما في جناحه الأخر من الشفاء؟ ولا بعد في حكمة الله أن يجعلهما في جزء الحيوان الواحد كالعقرب بإبرتها السم ويداوي منه بجزء منها ، فلا ضرورة للعدول عن الحقيقة هنا وجعله مجازاً ، كما وقع للبعض 00000
قال التوربشتي : ووجدنا لكون أحد جناحي الذباب داء والآخر دواء فيما أقامه الله لنا من عجائب خلقه وبدائع فطرته شواهد ونظائر ، منها النحلة يخرج من بطنها شراب نافع وبث في إبرتها السم الناقع . والعقرب تهيج الداء بإبرتها ، ويتداوى من ذلك بجرمها . وأما اتفاؤه بالجناح الذي فيه هذا الداء على ما ورد في رواية فإنه تعالى ألهم الحيوان بطبعه ما هو أعجب منه . فلينظر المتعجب من ذلك إلى النملة كيف تسعى لجمع القوت وتصون الحب على المدى وتجفف الحب إذا أثر فيه الندى ثم تقطع الحب لئلا ينبت وتترك الكزبرة بحالها لكونها لا تنبت وهي صحيحة . فتبارك الله . وفيه أن الماء القليل والمائع لا ينجس بوقوع مالا نفس له سائلة فيه ، إذ غمسه يفضي لموته . فلو نجسه لم يأمر به ، لكن شرطه ألا يغير ولا يطرح 0
( والأمر للندب كما ذكره في شرح الحديث 5941 . وقد أثبت ذلك الطب الحديث بدون أدنى شك ، و اختصاره أن في إحدى جناحيه نوع من الجراثيم ، وفي الآخر مضادات حيوية antibiotics . و سمعت في دار الحديث النبوي الشريف بدمشق الأستاذ الشيخ رفيق السباعي رحمه الله يروي قصة أحد المسلمين في ألمانيا ، سأله أستاذه في علم الكيمياء عن وجود هذا الحديث فقال نعم . فقال أستاذه أن الأمر سهل وأنه يمكن التأكد من صحة الحديث علميا . و بعد التجارب اكتشف الأستاذ صحة الحديث فأرسل لجامعة الأزهر بمصر للتأكد من ورود الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم 0 و عندما أتاه الخبر منهم بالإيجاب أعلن إسلامه . عرفان الرباط 0 دار الحديث )
الحبة السوداء
22ـ الحبة السوداء فيها شفاء من كل داء إلا الموت 0
تحقيق الألباني(1/9)
(صحيح) انظر حديث رقم: 3168 في صحيح الجامع0
الشرح :
قيل : هذا من العام المراد به الخاص والمراد كل داء يحدث من الرطوبة والبرودة والبلغم لأنها حارة يابسة .
23ــ عليكم بهذه الحبة السوداء فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام و هو الموت 0
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 4083 في صحيح الجامع0
الشرح :
( عليكم بهذه الحبة ) وفي رواية للبخاري الحبيبة مصغراً
( السوداء فإن فيها شفاء من كل داء ) يحدث من الرطوبة إذ ليس في شيء من النبات ما يجمع جميع الأمور التي تقابل جميع الطبائع في معالجة الأدواء بمقابلها إلا هي ، وأخذ من أحاديث أخر أن معنى كونها شفاء من كل داء أنها لا تستعمل في كل داء صرفاً بل ربما استعملت مفردة وربما استعملت مركبة وربما استعملت مسحوقة وغير مسحوقة أكلاً وشرباً وسعوطاً وضماداً وغير ذلك وقيل قوله من كل داء تقديره يقبل العلاج بها فإنها إنما تنفع من الأمراض الباردة لا الحارة إلا بالعرض 0000
24- في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام 0
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 4247 في صحيح الجامع0
الشرح :
( في الحبة ) في رواية لمسلم إن في الحبة ( السوداء ) وهي الشونيز كما في صحيح مسلم
( شفاء من كل داء ) بالمد ( إلا السام ) والسام الموت 0
0000 وفيه أن الموت داء من جملة الأدواء ، والشونيز كثير المنافع ، وقوله من كل داء من قبيل { تدمر كل شيء بأمر ربها } أي كل شيء يقبل التدمير وفي رواية لمسلم ما من داء إلا في الحبة السوداء منه شفاء إلا السام قال الخطابي : هذا من العموم الذي أريد به الخصوص ولا يجمع في طبع شيء من النبات كالشجر جميع القوى التي تقابل الطبائع كلها في معالجة الأدواء على اختلافها وتباين طبائعها وإنما أراد أنه شفاء من كل داء يحدث من كل ورطوبة وبرودة وبلغم لأنه حار يابس فيشفي ما يقابله لأن الدواء بالمضاد والفداء بالمشاكل000
العسل
25ـ كان يحب الحلواء و العسل 0(1/10)
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 4919 في صحيح الجامع0
الشرح :
( كان يحب الحلواء ) المراد هنا كما قال النووي : كل حلو وإن لم تدخله صنعة وقد تطلق على الفاكهة ( و ) عطف عليه ( العسل ) عطف خاص على عام تنبيهاً على شرفه وعموم خواصه وقد تنعقد الحلواء من السكر فيتفارقان وحبه لذلك لم يكن للتشهي وشدة نزوع النفس له وتأنق الصنعة في اتخاذها كفعل أهل الترفه المترفين الآن بل معناه أنه إذا قدم له نال منه نيلاً صالحاً فيعلم منه أنه أعجبه وفيه حل اتخاذ الحلاوات والطيبات من الرزق وأنه لا ينافي الزهد ورد على من كره من الحلوى ما كان مصنوعاً 0
قال ابن العربي : والحلاوة محبوبة لملاءمتها للنفس والبدن ويختلف الناس في أنواع المحبوب منها كان ابن عمر يتصدق بالسكر ويقول إنه تعالى يقول { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون } وإني أحبه .
26- إن كان في شيء من أدويتكم خير ففى شرطة محجم أو شربة من عسل أو لذعة بنار توافق داء و ما أحب أن أكتوي 0
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 1431 في صحيح الجامع0
الشرح :
000وقال القرطبي : إنما خص المذكورات لأنها أغلب أدويتهم وأنفع لهم من غيرها بحكم العادة ولا يلزم كونها كذلك في حق غيرهم ممن يخالفهم في البلد والعادة والهوى والمشاهدة قاضية باختلاف العلاج والأدوية باختلاف البلاد والعادة ( وما أحب أنا أن أكتوي ) لشدة ألم الكي فإنه يزيد على ألم المرض فلا يفعل إلا عند عدم قيام غيره مقامه ولأنه يشبه التعذيب بعذاب اللّه انتهى 0
27ـ ثلاث إن كان في شيء شفاء فشرطة محجم أو شربة عسل أو كية تصيب ألما و أنا أكره الكي و لا أحبه 0
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 3026 في صحيح الجامع0
28- الشفاء في ثلاثة : شربة عسل و شرطة محجم و كية نار و أنهى أمتي عن الكي 0
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 3734 في صحيح الجامع0
زيت الزيتون(1/11)
29-ائتدموا من هذه الشجرة - يعني الزيت - و من عرض عليه طيب فليصب منه 0
تحقيق الألباني
( حسن ) انظر حديث رقم : 19 في صحيح الجامع 0
الشرح :
( ائتدموا من ) عصارة ( هذه الشجرة ) شجرة الزيتونة لما تقرر من عموم منافعها وقوله
( يعني الزيت ) مدرج من بعض رواته بياناً لما وقعت الإشارة عليه .
قال ابن العربي وللشجر قسمان طيب ومبارك فالطيب النخلة والمبارك الزيتون ومن بركة شجر الزيتون إنارتها بدهنها وهي تكشف به الأسرار للأبصار وتقلب البواطن ظواهر ولذلك ضربه الله مثلاً ( ومن عرض عليه) أن أظهر وقدم إليه 0
( طيب ) بكسر فسكون أي شيء من طيب كمسك وعنبر وغالية أي قدم إليه في نحو ضيافة أو وليمة أو هدية فلا يردّه كما يأتي في خبر ، وإذا قبله
( فليصب ) أي فليتطيب يقال أصاب بغيته نالها 00000
( منه ) ندباً فإن المنة فيه قليلة وهو غذاء الروح التي هي مطية القوى والقوى تتضاعف وتزيد به كما تزيد بالغذاء والسرور ومعاشرة الأحبة وحدوث الأمور المحبوبة وغيبة من تسر غيبته ويثقل على الروح مشهده ولهذا كان من أحب الأشياء إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم وله تأثير كبير في حفظ الصحة ودفع كثير من الأسقام وأسبابها بسبب قوة الطبيعة .
30- كلوا الزيت و ادهنوا به فإنه من شجرة مباركة 0
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 4498 في صحيح الجامع0
الشرح :
( كلوا الزيت وادهنوا به ) قال بعضهم : مثال هذا الأمر للإباحة والندب لمن قدر على استعماله ووافق مزاجه ( فإنه طيب مبارك ) أي كثير الخير والنفع والأمر فيه وفيما قبله إرشادي كما مر قال ابن القيم : الدهن في البلاد الحارة كالحجاز من أسباب حفظ الصحة وإصلاح البدن وهو كالضروري لهم وأما في البلاد الباردة فضارّ وكثرة دهن الرأس به فيها خطر بالبصر .
31 ـ ائتدموا بالزيت و ادهنوا به فإنه يخرج من شجرة مباركة 0
تحقيق الألباني
( حسن ) انظر حديث رقم : 18 فى صحيح الجامع 0
الشرح :(1/12)
( ائتدموا بالزيت ) إرشاداً وندباً أي كلوا الخبز ( بالزيت ) المعتصر من الزيتون والباء للإلصاق أو الاستعانة أو المصاحبة والإدام بالكسر والأدم بضم فسكون ما يؤتدم به 0
وقال المطرزي : مدار التركيب على الموافقة والملائمة وهو يعم المائع وغيره ( وادهنوا به ) أي اطلوا به بدنكم بشراً وشعراً . قال في الصحاح وغيره : ادّهن على وزن افتعل تطلي بالدهن
( فإنه يخرج ) أي يتفصل ويظهر والخروج في الأصل الانفصال من المحيط إلى الخارج ويلزمه الظهور والمراد هنا أنه يعصر ( من شجرة ) أي من ثمرة شجرة ( مباركة ) لكثرة ما فيها من القوى النافعة أو لأنها لا تكاد تنبت إلا في شريف البقاع التي بورك فيها ويلزم من بركتها بركة ما يخرج منها والبركة ثبوت الخير الإلهي في الشيء ، ولما كان الخير الإلهي يصدر من حيث لا يحس ولا يدرك قيل لكل ما يشاهد فيه زيادة هو مبارك وفيه بركة . ذكره الراغب ، قال الغزالي : والزيت يختص من سائر الادهان بخاصية زيادة الإشراق مع قلة الدخان . واعلم أن المخصوص المخاطب بهذا الحديث أهل قطر مخصوص وهو الحجاز ونحوه 00
الحجامة
32ــ أخبرني جبريل أن الحجم أنفع ما تداوى به الناس 0
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 218 في صحيح الجامع0
33- إن في الحجم شفاء 0
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 2128 في صحيح الجامع0
الشرح :
أي من غالب الأمراض لغالب الناس في قطر مخصوص في زمن مخصوص هكذا فافهم كلام الرسول ولا عليك من ضعفاء العقول فإن هذا وأشباهه يخرج جواباً لسؤال معين يكون الحجم له من أنفع الأدوية ولا يلزم من ذلك الإطراد .
34ــ في الحجم شفاء 0
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 4248 في صحيح الجامع0
الشرح :(1/13)
لاستفراغه أعظم الأخلاط وهو الدم وهو في البلاد الحارة أنجح من الفصد قال الموفق البغدادي : الحجامة نتقي سطح البدن أكثر من الفصد والفصد لأعماق البدن والحجامة للصبيان في البلاد الحارة أولى من الفصد وآمن غائلة وقد يغني عن كثير من الأدية ولهذا وردت الأحاديث بذكره دون الفصد لأن العرب ما كانت تعرف إلا الحجامة غالباً وقال ابن القيم : التحقيق أن الحجامة والفصد مختلفان اختلاف الأزمان والمكان والمزاج فالحجامة في الزمان الحار والمكان الحار أولى والفصد بعكسه 0
35- الشفاء في ثلاثة:شربة عسل وشرطة محجم و كية نار وأنهى أمتي عن الكي
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 3734 في صحيح الجامع0
36ـ من احتجم لسبع عشرة من الشهر و تسع عشرة و إحدى و عشرين كان له شفاء من كل داء 0
تحقيق الألباني
(حسن) انظر حديث رقم: 5968 في صحيح الجامع0
الشرح :
أي من كل داء سببه غلبة الدم وهذا الخبر وما اكتنفه وما أشبهه موافق لما أجمع عليه الأطباء أن الحجامة في النصف الثاني وما يليه من الربع الثالث من الشهر أنفع من أوله وآخرة ، قال ابن القيم : ومحل اختيار هذه الأوقات لها ما إذا كانت للاحتياط والتحرز عن الأذى وحفظ الصحة ، أما في مداواة الأمراض فحيث احتيج إليها وجب فعلها أيّ وقت كان .
37ـ لا يفطر من قاء و لا من احتلم و لا من احتجم 0
تحقيق الألباني
(حسن) انظر حديث رقم: 7742 في صحيح الجامع0
38- كان إذا اشتكى أحد رأسه قال : اذهب فاحتجم و إذا اشتكى رجله قال : اذهب فاخضبها بالحناء 0
تحقيق الألباني
(حسن) انظر حديث رقم: 4671 في صحيح الجامع0
الشرح :
( كان إذا اشتكى أحدٌ رأسه ) أي وجع رأسه ( قال ) له
( اذهب فاحتجم ) فإن للحجامة أثراً بيناً في شفاء بعض أنواع الصداع فلا يجعل كلام النبوة الخاص الجزئي كلياً عاماً ولا الكلي العام جزئياً خاصاً وقس على ذلك ( وإذا اشتكى رجله ) أي وجع رجله ( قال ) له(1/14)
( اذهب فاخضبها بالحناء ) لأنه بارد يابس محلل نافع من حرق النار والورم الحارّ وللعصب إذا ضمد به ويفعل في الجراحات فعل دم الأخوين ، فلعل المراد هنا إذا اشتكى ألم رجله من إحدى هذه لعلل
39 ـ ثمن الكلب خبيث و مهر البغي خبيث و كسب الحجام خبيث 0
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 3077 في صحيح الجامع0
الشرح :
( ثمن الكلب خبيث ) فيبطل بيعه عند الشافعي وأخذ ثمنه أكل له بالباطل أو رديء دنيء فيصح بيعه عند الحنفية قالوا الخبيث كما يستعمل في الحرام يستعمل في الرديء الدنيء
(ومهر البغي) أجرة الزانية فعيل من البغاء وهو صفة لمؤنث ولذلك سقطت التاء
( خبيث ) أي حرام إجماعاً لأن بذل العوض في الزنا ذريعة إلى التوصل إليه فيكون في التحريم مثله
( وكسب الحجام خبيث ) أي مكروه لدناءته ولا يحرم لأن النبي صلى اللّه عليه وسلم أعطاه أجره ولو كان حراماً لم يعطه قال الخطابي : قد يجمع الكلام بين القرائن في اللفظ ويفرق بينهما في المعنى بالأغراض والمقاصد قال القاضي : الخبيث في الأصل ما يكره لرداءته وخسته ويستعمل للحرام من حيث كرهه الشارع واسترداه كما يستعمل الطيب للحلال قال تعالى : { ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب } أي الحرام بالحلال والرديء من المال قال سبحانه وتعالى : { ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون } أي الدنيء من المال ولما كان مهر الزانية وهو ما تأخذه عوضاً عن الزنا حرام كان الخبيث المسند إليه بمعنى الحرام وكسب الحجام لما لم يكن حراماً لأنه عليه الصلاة والسلام احتجم وأعطى الحجام أجرته كان المراد من المسند إليه المعنى الثاني وأما الأول فمبني على صحة بيع الكلب فمن صححه كالحنفية فسره بالدناءة ومن لم يصححه كأصحابنا فسره بأنه حرام 0
40 ـ شر الكسب مهر البغي و ثمن الكلب و كسب الحجام 0
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 3707 في صحيح الجامع0
الشرح :
(شر الكسب مهر البغي)أي ما تأخذه على الزنا سماه مهراً توسعاً(1/15)
(وثمن الكلب) غير المعلم عند الحنفية وكذا المعلم عند الشافعية واختَلَفَ فيه قولُ مالك 0 ( وكسب الحجام ) حراً أو عبداً فالأولان حرامان والثالث مكروه قال القرطبي : لفظ شر من باب تعميم المشترك في مسمياته أو من استعمالها في القدر المشترك بين الحرام والمكروه .
41- أمثل ما تداويتم به الحجامة و القسط البحري 0
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 1365 في صحيح الجامع0
الشرح :
( أمثل ما تداويتم به ) أي أنفعه وأفضله (الحجامة) لمن احتمل ذلك سناً ولاق به قطراً ومرضاً
( والقسط ) بضم القاف بخور معروف وهو فارسي معرب ( البحري ) بالنسبة لمن يليق به ذلك ويختلف باختلاف البلدان والأزمان والأشخاص فهذا جواب وقع لسؤال سال فأجيب بما يلائم حاله واحترز بالبحري وهو مكي أبيض عن الهندي وغيره وهو أسود والأول هو الأجود قال بعض الأطباء : القسط ثلاثة أنواع مكي وهو عربي أبيض وشامي وهندي وهو أسود وأجودها الأبيض وهو حار في الثالثة يابس في الثانية ينفع للرعشة واسترخاء العصب وعرق النسا ويلين الطبع ويخرج حب القرع ويجلو الكلف لطوفاً بعسل وينفع نهش الهوام والهندي أشد حرارة ولا ينافي تقييده هنا بالبحري وصفه للأسود وهو الهندي في خبر آخر لأنه كان يذكر لكل إنسان ما يوافق فحيث وصف الهندي كان الدواء يحتاج لمعالجته بما تشتد حرارته أو البحري كان دون ذلك .
42ـ خير يوم تحتجمون فيه سبع عشرة و تسع عشرة و إحدى و عشرين و ما مررت بملإ من الملائكة ليلة أسري بي إلا قالوا : عليك بالحجامة يا محمد 0
تحقيق الألباني
(حسن) انظر حديث رقم: 3332 في صحيح الجامع0
الشرح :
( وما مررت بملأ ) أي جماعة ( من الملائكة ليلة أسري بي ) إلى السماء ( إلا قالوا عليك بالحجامة يا محمد ) أي الزمها وأمر أمتك بها كما في خبر آخر وذلك دلالة على عظيم فضلها وبركة نفعه 0
43 -ما مررت ليلة أسري بي بملأ من الملائكة إلا كلهم يقول لي:عليك يا محمد بالحجامة 0(1/16)
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 5672 في صحيح الجامع0
اللبن
44ـ إذا أكل أحدكم طعاما فليقل : اللهم بارك لنا فيه و أبدلنا خيرا منه و إذا شرب لبنا فليقل : اللهم بارك لنا فيه و زدنا منه فإنه ليس شيء يجزي من الطعام و الشراب إلا اللبن 0
تحقيق الألباني
(حسن) انظر حديث رقم: 381 في صحيح الجامع0
الشرح :
( إذا أكل أحدكم ) أي أراد أن يأكل ويحتمل جعله على ظاهره
( طعاماً ) غير لبن ( فليقل ) ندباً ( اللهم بارك لنا فيه )من البركة وهي زيادة الخير ودوامه ( وأبدلنا ) بفتح الهمزة
( خيراً ) اسم تفضيل وأصله أخير فلا يراد أنها ليست على وزن أفعل
( منه ) من طعام الجنة أو أعم فيشمل خير الدارين ويؤيده أن النكرة في سياق الدعاء تعم وإن كانت للإثبات
( وإذا شرب ) أي تناول ( لبنا ) ولو غير حليب وعبر بالشرب لأنه الغالب
( فليقل) ندباً ( اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه ) ولا يقل خيراً منه لأنه ليس في الأطعمة خير منه ( فإنه ليس بشيء يجزئ ) بضم أوله أي يكفي يقال جزأت الإبل بالرطب عن الماء اكتفت
( من الطعام والشراب إلا اللبن ) يعني لا يكفي في دفع العطش والجوع معاً شيء واحد إلا هو لأنه وإن كان بسيطاً في الحس لكنه مركب من أصل الخلقة تركيباً طبيعياً من جواهر ثلاث جبنية وسمنية ومائية فالجبنية باردة رطبة مغذية للبدن والسمنية معتدلة في الحرارة والرطوبة ملائمة للبدن الإنساني الصحيح كثيرة المنافع والمائية حارة رطبة مطلقة للطبيعة مرطبة للبدن فلذلك لا يجزئ من الطعام غيره وهو أفضل من العسل على ما عليه السبكي وألف فيه لكن عكس بعضهم وجمع ابن رسلان بأن الأفضل من جهة التغذي والري اللبن والعسل أفضل من حيث عموم المنافع والحلاوة وقضية الحديث أيضاً أن اللبن أفضل من اللحم ويعارضه الخبر الآتي أفضل طعام أهل الدنيا والآخرة اللحم 0
45- إذا شربتم اللبن فتمضمضوا منه فإن له دسما 0
تحقيق الألباني(1/17)
(صحيح) انظر حديث رقم: 628 في صحيح الجامع0
الشرح :
( إذا شربتم اللبن ) أي فرغتم من شربه ( فتمضمضوا ) إرشاداً أو ندباً بالماء ( منه ) أي من أثره وفضلته ، وعلل ذلك بقوله
( فإن له دسماً ) وقيس باللبن المضمضة من ذي دسم بل أخذ من مضمضته صلى الله عليه وسلم من السويق ندبها في غير ما له دسم أيضاً إذا كان يعلق منه شيء بين الأسنان أو نواحي الفم ، وذكر بعض الأطباء أن بقايا اللبن يضر باللثة والأسنان،وللمضمضة عند الأكل وشرب غير الماء فوائد دينية منها سلامة الأسنان من الحفر ونحوه إذ بقايا المأكول يورثه ،وسلامة الفم من البخر وغير ذلك000
46- ثلاث لا ترد : الوسائد و الدهن و اللبن 0
تحقيق الألباني
(حسن) انظر حديث رقم: 3046 في صحيح الجامع0
الشرح :
( ثلاث لا ترد ) أي لا ينبغي ردها ( الوسائد ) جمع وسادة المخدة
( والدهن ) قال الترمذي : يعني بالدهن الطيب
( واللبن ) قال الطيبي : يريد أن يكرم الضيف بالطيب والوسادة واللبن ولا يردها فإنها هدية قليلة المنة فلا ينبغي ردها .
الحناء
47- إن أحسن ما غيرتم به هذا الشيب : الحناء و الكتم 0
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 1546 في صحيح الجامع0
الشرح :
( إن أحسن ما غيرتم به هذا الشيب ) وهو بياض الشعر( الحناء)بكسر فتشديد فمد
( والكتم ) بالتحريك نبت يخلط بالوسمة ويختضب به ذكره في الصحاح ورقه كورق الزيتون وله ثمرة قدر الفلفل وليس هو ورق النيل كما وهم ولا يشكل بالنهي عن الخضاب بالسواد لأن الكتم إنما يسوّد منفرداً فإذا ضم للحناء صير الشعر بين أحمر وأسود والمنهي عنه الأسود البحت وقيل الواو بمعنى أو على التخيير والتعاقب لا الجمع وهنا أجوبة مدخولة فاحذرها .
48- سيد ريحان أهل الجنة الحناء 0
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 3677 في صحيح الجامع0
49- كان لا يصيبه قرحة و لا شوكة إلا وضع عليها الحناء 0
تحقيق الألباني
(حسن) انظر حديث رقم: 4860 في صحيح الجامع0
الشرح :(1/18)
(كان لا يصيبه قرحة)بالضم والفتح(ولا شوكة إلا وضع عليها الحناء)لما مر أنها قابضة يابسة تبرد فهي في غاية المناسبة للقروح والجروح وهذا من طبه الحسن0
القسط البحرى
50ـ خير ما تداويتم به الحجامة و القسط البحري و لا تعذبوا صبيانكم بالغمز من العذرة 0
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 3324 في صحيح الجامع0
الشرح :
( خير ما تداويتم به الحجامة ) سيما في البلاد الحارة
( والقسط البحري ) وهو الأبيض فإنه يقطع البلغم وينفع الكبد والمعدة وحمى الربع والورد والسموم وغيرها وفي رواية بدل البحري الهندي وهو الأسود وهو يقرب منه لكن أيبس ولا تعارض لأنه وصف لكل ما يلائمه فحيث وصف الهندي كان الاحتجاج في المعالجة إلى دواء شديد الحرارة وحيث وصف البحري كان دون ذلك في الحرارة لأن الهندي أشد حرارة وقد ذكر الأطباء من منافع القسط أنه يدر الطمث والبول ويقتل دود الأمعاء ويدفع السم وحمى الربع والورد ويسخن المعدة ويحرك الباءة ويذهب الكلف 0
( ولا تعذبوا صبيانكم بالغمز من العذرة ) بضم المهملة وسكون المعجمة وجع في الحلق يعترى الصبيان غالباً وقيل قرحة تخرج بين الأذن والحلق سميت به لأنها تخرج عند طلوع العذراء كوكب تحت الشعرى وطلوعها يكون في الحر والمعنى عالجوا العذرة بالقسط ولا تعذبوهم بالغمز وذلك أن مادة العذرة دم يغلب عليه بلغم وفي القسط تخفيف للرطوبة والأدوية الحارة قد تنفع في الأمراض الحارة بالعرض .
أحاديث لا تصح في الحجامة
من كتاب(ضعيف الجامع الصغير)
1 ـ من احتجم يوم الأربعاء أو يوم السبت فرأى في جسده وضحا فلا يلومن إلا نفسه0
تحقيق الألباني
(ضعيف) انظر حديث رقم: 2924 في ضعيف الجامع0
2ـ من احتجم يوم الثلاثاء لسبع عشرة من الشهر كان دواء لداء سنة 0
تحقيق الألباني
(ضعيف) انظر حديث رقم: 2924 في ضعيف الجامع0
3 ـ من احتجم يوم الخميس فمرض فيه مات فيه 0
تحقيق الألباني
(ضعيف) انظر حديث رقم: 2924 في ضعيف الجامع0(1/19)
4 ـ احتجموا لخمس عشرة أو لسبع عشرة أو لتسع عشرة أو إحدى و عشرين لا يتبيغ بكم الدم فيقتلكم 0
تحقيق الألباني
(ضعيف) انظر حديث رقم: 2924 في ضعيف الجامع.0
5 ـ نعم العبد الحجام يذهب بالدم و يخف الصلب و يجلو عن البصر 0
تحقيق الألباني
(ضعيف) انظر حديث رقم: 3244 في ضعيف الجامع0
6 ـ حلق القفا من غير حجامة مجوسية 0
تحقيق الألباني
(ضعيف) انظر حديث رقم: 2740 في ضعيف الجامع0
7 ـ إني وهبت لخالتي غلاما و أنا أرجو أن يبارك الله لها فيه فقلت لها : لا تسلميه حجاما و لا صائغا و لا قصابا 0
تحقيق الألباني
(ضعيف) انظر حديث رقم: 2098 في ضعيف الجامع.0
8 ـ العرب للعرب أكفاء و الموالي أكفاء للموالي إلا حائك أوحجام 0
تحقيق الألباني
(موضوع) انظر حديث رقم: 3857 في ضعيف الجامع0
9 ــ إذا اشتد الحر فاستعينوا بالحجامة لا يتبيغ الدم بأحدكم فيقتله 0
تحقيق الألباني
(موضوع) انظر حديث رقم: 367 في ضعيف الجامع0
10 ـ استعينوا على شدة الحر بالحجامة فإن الدم ربما يتبيغ بالرجل 0
تحقيق الألباني
(موضوع) انظر حديث رقم: 820 في ضعيف الجامع0
11- عليكم بالحجامة في جوزة القمحدوة فإنها دواء من اثنين و سبعين داء و خمسة أدواء : من الجنون و الجذام و البرص و وجع الأضراس0
تحقيق الألباني
(ضعيف) انظر حديث رقم: 3758 في ضعيف الجامع0
12 ـ إن خير ما تداويتم به اللدود و السعوط و الحجامة و المشي و خير ما اكتحلتم به الإثمد فإنه يجلوا البصر و ينبت الشعر 0
تحقيق الألباني
(ضعيف) انظر حديث رقم: 1855 في ضعيف الجامع0
13 ـ ثلاث لا يفطرن الصائم : الحجامة و القيء و الاحتلام 0
تحقيق الألباني
(ضعيف) انظر حديث رقم: 2567 في ضعيف الجامع0
14 ـ الحجامة تكره في أول الهلال و لا يرجى نفعها حتى ينقص الهلال 0
تحقيق الألباني
(ضعيف) انظر حديث رقم: 2754 في ضعيف الجامع0(1/20)
15- الحجامة في الرأس شفاء من سبع إذا ما نوى صاحبها:من الجنون و الصداع و الجذام و البرص و النعاس و وجع الضرس و ظلمة يجدها في عينيه 0
تحقيق الألباني
(موضوع) انظر حديث رقم: 2756 في ضعيف الجامع0
16- الحجامة في الرأس من الجنون و الجذام و البرص و الأضراس و النعاس0
تحقيق الألباني
(ضعيف جدا) انظر حديث رقم: 2757 في ضعيف الجامع0
17-الحجامة في الرأس هي المغيثة أمرني بها جبريل حين أكلت طعام اليهودية0
تحقيق الألباني
(ضعيف جدا) انظر حديث رقم: 2757 في ضعيف الجامع0
18 ـ الحجامة يوم الأحد شفاء 0
تحقيق الألباني
(ضعيف جدا) انظر حديث رقم: 2757 في ضعيف الجامع0
19ـ الحجامة يوم الثلاثاء لسبع عشرة من الشهر دواء لداء سنة 0
تحقيق الألباني
(ضعيف جدا) انظر حديث رقم: 2757 في ضعيف الجامع0
20 ـ خمس من سنن المرسلين : الحياء و الحلم و الحجامة و التعطر و 0
تحقيق الألباني
(ضعيف جدا) انظر حديث رقم: 2757 في ضعيف الجامع0
21 ـ خير الدواء اللدود و السعوط و المشي و الحجامة و العلق 0
تحقيق الألباني
(ضعيف جدا) انظر حديث رقم: 2757 في ضعيف الجامع0
22 ـ قطع العرق مسقمة و الحجامة خير منه 0
تحقيق الألباني
(ضعيف جدا) انظر حديث رقم: 2757 في ضعيف الجامع0
23 ـ إن في الجمعة ساعة لا يحتجم فيها أحد إلا مات 0
تحقيق الألباني
(موضوع) انظر حديث رقم: 1888 في ضعيف الجامع0
24 ـ ما أصاب الحجام فاعلفوه الناضح 0
تحقيق الألباني
(ضعيف) انظر حديث رقم: 3244 في ضعيف الجامع0
25 ـ نهى عن كسب الحجام 0
تحقيق الألباني
(ضعيف) انظر حديث رقم: 3244 في ضعيف الجامع0
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين0
تعريف مبسط بـ كتاب (صحيح الجامع الصغير وزيادته)
ألف الحافظ السيوطى كتاب (الجامع الصغير من حديث البشير النذير)
ثم ألف (الزيادة على الجامع الصغير)(1/21)
ثم ضم الشيخ يوسف النبهانى( الزيادة على الجامع الصغير)الى(الجامع الصغير من حديث البشير النذير)وسماه ( الفتح الكبير في ضم الزيادة الى الجامع الصغير)
شرح الشيخ المناوى(الجامع الصغير من حديث البشير النذير)
ثم حقق الالبانى ( الفتح الكبير في ضم الزيادة الى الجامع الصغير)
وصنف(صحيح الجامع الصغير وزيادته)أورد فيه8202حديث صحيح
(ضعيف الجامع الصغير وزيادته)أورد فيه6452حديث بين الضعيف إلى الموضوع فيكون المجموع النهائي لهذه الموسوعة 14654 حديث
(بتصرف من (صحيح الجامع الصغير وزيادته) للشيخ الألبانى رحمه الله)
ahmdmotaz@hotmail.com
إعداد: أبو أحمد معتز أحمد عبد الفتاح(1/22)