كتاب
مشكل الصحيحين
المستخرج من مطالع الأنوار
للفقيه عياض السبتي
ومن كتاب مشارق الأنوار
للفقيه أبي إسحاق إبراهيم بن يوسف الحمزي المعروف بابن قرقول
عني بجمعه الفقيه أبومحمد عبد العزيز المعروف بالعصاري
الجزء الأول
تحقيق
الدكتور جميل عبد الله عويضة
1430هـ/2009م
/ بسم الله الرحمن الرحيم 2 أ
حرف الهمزة (1)
قوله : أتَسْخَرُ بي وأنت المَلِك ، قيل : الألف للاستفهام ، وعلى المقابلة كقوله : [للَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ] (2) ، وقيل للنفي بمعنى لا ، أي إنَّك لا تسخر بي ، ولا يليق بك السخرية ، كقوله : [أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا] (3) ، أي إنك لا تفعل ذلك ، ومثله : أَهَجَر ، وفي رواية أَيُهْجِرُ ، بمعنى يهذي ، أي إنه لم يُهْجِر ، ولا يصح أن يُهْجِر، وهو معصومٌ أن يقول ما لا حقيقة له، وأنه لا يقول في الصِّحة والمرض ، واليقظة والنوم ، والرضا والغضب إلاّ حقا 0
الهمزة مع الباء
أ ب د (4)
قوله : أوابِد كأوابد الوحش ، معناه نَوافِر وشَوارد ، يقال : أَبَدَت تأبُدُ وتأبَدُ إذا توحَّشَت 0
وقوله : بَل لِأَبَدِ أَبَدٍ ، ويروى لِأََبَدِ الأَبَدِ ، أي آخر الدهر ، والأَبد الدهر 0
أ ب ر :
وقوله : يَأْبِرُون النخل ، بكسر الباء ، وضمها مخففة ، ونخلٌ قد أُبِرَت ، وأَبَرَ نخلاً ، أي يُلَقِّحونَها (5) ، ويُذَ كِّرُونَها ، يقال فيه : أَبَرتُها بتخفيف الباء ، وقصر الهمزة ، وأَبَّرتُها بالتشديد 0
__________
(1) تم التحقيق على نسختين ، نسخة مكتبة كوبرلي باستنبول ، ورمزنا لها بالحرف [ أ ]، واتخذناها أساسا في التحقيق ، ونسخة مكتبة لاله لي باستنبول أيضا ، ورمزنا لها بالحرف [ب ] .
(2) البقرة 15
(3) الأعراف 155
(4) جاء ترتيب الحروف في هذا الكتاب على النحو التالي : أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز ط ظ ك ل م ن ص ض ع غ ف ق س ش هـ و ي .
(5) كتبت يلحقونها(1/1)
قوله : أَبَارِيْقُهُ عَدَدُ نُجُومِ السماء ، الإبريقُ بكسر الهمزة الكوزُ ، إذا كان له خُرطومٌ، فإن لم يكن فهو كُوبٌ ، وقيل :الأباريق ذوات الأَذان ، والعُرى والكوب ما لا أُذُن له ولا عُرْوة 0
أ ب ز :
قوله : كان لي أبْزَنٌ أتقَحَّمُ فيه ، يريد وهو صائم ، بفتح الألف ، وكسرها ، وسكون الباء بواحدة بعدها زايٌ مفتوحة ونون ، وهي كلمة فارسية ، وهو شِبه الحوض الصغير ، أو كالقِصْريّة الكبيرة من فَخَّار ونحوه ، وقيل كالفِسْقِيَّة ، وقيل حَجَرٌ منقورٌ كالحوض ، وأراد أنه شيء يَتبرَّدُ فيه وهو صائم ، يستعين بذلك على صومه من الحرِّ والعطش ، ولم يَرَ به بأساً ، وهو قول كافة العلماء ، وكَرِهَه بعضهم 0
أ ب ل :
قوله : إِبِلٌ مُؤَبَّلَةٌ ، أي مَرْعِيَّةٌ مُسَرَّحةٌ ، والآبِل الراعي للإبل ، وأَبَلَها يأبِلُها إذا سَرَّحها في الكَلاَء ، وأَبَلَتْ هي رَعَتْه ، قاله ثَعْلَبٌ ، وقال الهَروي : تأبَّلتِ الإبل ، اجتزأت بالرَّطْب عن الماء 0
أ ب ن :
قوله : ما كُنَّا نأْبُنُهُ بِرُقْيَةٍ ، بضم الباء ، أي نتَّهمه ونذكره ونصفه بذلك ، كما جاء في الرواية الأخرى نظُنُّه، وأكثر ما يستعمل في الشّرِّ، وقيل لا يقال إلاّ فيه ، وقيل وفي (1) الخير أيضا ، والحديث يدل عليه ، وفي الحديث الآخر : أَبَنُوا / أهلي , وأَبَنُوهم ، كلاهما 2 ب بتخفيف الباء والنون ، وهما مما تقدم ، أي ذكروهم بالسوء ، وقيل فيه التشديد ، وكلاهما صواب ، قال ثابت : أبَّنُوا أهلي ، التأبين : ذكر الشيء وتتبُّعه ، قال الشاعر (2) : " من الطويل "
فَرَفَّعَ أَصحابي المَطِيَّ وَأَبَّنوا هُنَيدَةَ....
قال ابن السكيت : أي ذَكَروها ، والتخفيف بمعناها ، ورُويَ أنَبُوا ، بتقديم النون .
__________
(1) في ب: وقيل في الخير ، بدون الواو .
(2) البيت للراعي النميري ، وتمامه : فَاشتاقَ العُيونُ اللَوامِحُ(1/2)
قولها : وكانت بنتَ أبيها ، معناه شبيهته في حِدة الخُلُق ، والعَجلة في الأمور .
قولها : حتى يأتيَ أبو منزلنا ، أي ربُّه وصاحبه 0
أ ب و
أ ب ي
قوله : إذا أَرادوا فِتنةً أَبَيْنَا ، أي تَوقَّرنا وثبتنا وأبينا الفِرار، كما قال العجاج : "من الرجز "
ثَبْتٌ إِذا ما صيحَ بِالقَومِ وَقِر
ورواه بعضهم : أتينا من الإتيان ، وكلاهما صحيح ، أي أتينا الداعي وأجبناهُ ، وأقدمنا على عدونا ، ولم يَرُعْنا صياحه ، وهذا أوجه ، لئلا يتكرر لفظ أتينا في الرَّجز عن قُربٍ ، وهو عيب عندهم 0
قوله في حديث أمّ عطية : فقالت بِأبِي ، وكانت إذا ذكرتْ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت : بِأَبِي ، قال ابن الأنباري : معناها بأبي هو ، فحُذِفَ لكثرة الاستعمال ، وفيها ثلاث لغات : بِأَبيَ على الأصل ، وبِيَبِي على تسهيل الهمزة ، وبَيْبَا ، كأنه جعله اسماً واحدا مثل غَضبَى وسَكرى ، وأنشدوا :
الاَ بَيْبَا من لستُ أعرفُ مثلَها
الهمزة مع التاء :
أ ت ر :
قوله : إتْرِبيٌّ بكسر الهمزة ، وسكون التاء ، وكسر الراء ، بعدها ياء بواحدة ، منسوب (1) إلى قرية بمصر 0
قوله : قُطِع في أُتْرُجَّة ، ومَثَلُ المؤمن كمثل الأُتْرُجَّة، بضم الهمزة ، وتشديد الجيم ، ويقال : أُتْرُنْجَة بزيادة نون ، وفيها لغة ثالثة بغير ألف تُرُنْجَةٌ ، حكاها أبو زيد ، واختُلِف في التي حُكِمَ في سَرِقَتِها بالقَطع ، فقال مالك : هي هذه التي تؤكل ، ولم تكن ذهباً ، ولو كانت ذهبا لم تُقوَّم ، وفي الحديث ذِكرُ قيمَتِها، وقيل : كانت من ذهب قدرَ الحِمَّصَة، يُجعلُ فيها الطيب.
أ ت ن :
أ ت ي :
قوله : وأرسلتُ الأَتَانَ تَرْتَعُ ، هي الأنثى من الحُمُر ، مفتوحة الهمزة ، جاء فيها :أَتَى وآتَى ، وأتَي وأتيتُ ، وأُتُوا ، وأَتَوْا ، وآتُوا ، مقصور وممدود ، فحيث ما جاء من الإتيان بمعنى المجيء فهو مقصور ، وإذا كان بمعنى الإعطاء ، فهو ممدود 0
__________
(1) في ب : ومنسوب .(1/3)
وقوله : في الهجرة أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مقصور الهمزة من الإتيان ، أي أدركنا / ووصل إلينا ، وفي النَّذْرِ ، فهو يُؤتِي عليه ما لم يكن يُؤتِي من قبلُ ، بضم 3 أ الياء ، أي يُعطى 0
وقوله : آتى النبي صلى الله عليه وسلم إليَّ حُلة سيراء ، هذا بِمدِّ الهمزة ، لأنه بمعنى أعطى ، وإليّ مُشدَّدٌ ، وفي رواية بعثَ بمعناه ، وطريق مِيثاء بكسر الميم ممدود وهمزة ، وقد تُسهَّل ، أي مَحجَّتُه كثيرة السلوك عليها ، مِفعال من الإتيان 0
الهمزة مع الثاء :
أ ث ر :
قوله : سَتَلْقَوْنَ بعدي أُثْرَة ، بضم الهمزة ، وسكون الثاء ، ويروى بفتحها ، ويقال أيضا بكسر الهمزة ، وسكون الثاء ، قال الأزهري : وهي الاستئثار ، أي يُستأثَرُ عليكم بأمور الدنيا ، ويُفضَّل عليكم ، ولا يُجعلُ لكم في الأمر نصيب، وقيل: الأُثْرَة الشِّدة ، والأول أظهر ، وسياق الحديث وسببه يشهد له ، وهو إيثارهم المهاجرين على أنفسهم ، فأجابهم عليه السلام بهذا ، وفي الحديث الآخر : فأَثَرَ الأنصارُ المهاجرين ، أي فضَّلُوهم ، وفي حديث محمد بن مَسْلَمة : فأَثَر الشَّابة عليها ، أي فضَّلها ، وفي حديث عمر : ذاكراً ولا أَثِراً ، أي حاكيا عن غيري ، وفي حديث أبي سفيان : لولا أن يأثُرُوا عليّ كَذِباً ، أي يحكوه عني ، ويُحدِّثُوا به ، أثَرْتُ الحديث ، مقصور الهمزة آثُرُه بالمد ، وضم الثاء إثْراً ، ساكنة الثاء : حدثت به 0
وقوله : فيظل أثَرُها كأثر المَحْل ، بفتحهما ، وبقية كل شيء أَثَرُه ، والأَثَر أيضا الأجل ، ومنه : مَن أحبَّ أن يُنسأ له (1) في أثَرِه ، أي يُؤخَّر في أجله ، وقولهم : وعفا الأَثَر : أي درسَ أثارُ الحجاج في الأرض ، وقيل : أثَرُ الدَّبر في ظهور الإبل من المحامل والأقْتاب ، وقيل : أثرُ الشّعث عن الحاج ونَصَبُ سَفَرِهم 0
أ ث ل:
__________
(1) له : غير موجودة في ب .(1/4)
قوله : من أَثْل الغابة ، بفتح الهمزة ، وسكون الثاء ، وهو شجر يشبه الطَّرفاء أعظم منه ، وقيل : هو الطرفاء 0
قوله : إنّه لأَوَّل مال تَأَثَّلتُهُ ، أي اتخذته أصلاً ، وأُثْلَة الشيء بضم الهمزة وسكون الثاء أصله ، ومِثله قوله : غيرَ مُتأثِّلٍ مالا 0
أ ث م :
قوله : وأخبر بها مُعاذ عند موته تأثُّماً ، أي تحرجا وخوفا من الإثم ، ومثله : فلما كان الإسلام تأثموا منه ، أي خافوا الإثم ، وفي الحالف يحلف بالطلاق ، ثم يأثَمُ ، أي يَحْنَث 0
وقوله : آثَمُ عند الله ، ممدود الهمزة ، أي أعظم إثْما ، وكرهتُ أن أُوثِمَكم ، أي أُدْخِل / عليكم الإثم بسبب ما يدخل عليكم من المشقة والحَرج ، فإنّ مع ذلك التَّسَخُط ، 3 ب وكراهة الطاعة ، كما جاء في الحديث الآخر : أُحْرِجَكُم ، وذكر الإثمد ، بكسر الهمزة ، وهو حجر يصنع منه الكُحل معلوم 0
الهمزة مع الجيم
أ ج ج :
قوله : نار تأجَّج ، بفتح التاء ، أي تشتعل ، أَجَّتِ النار أجيجا 0 ... ... ... ...
أ ج ر :
قوله : اللهم آجُرني في مُصيبتي ، بمد الهمزة ، وتسكينها ، وضم الجيم 0
وقوله : أجَرَهُ الله بالوجهين أيضا ، يقال : أجَرَه الله بالقصر ، يأجُرُه بالضم ، وآجَرهُ ، لغتان ، وأنكر الأصمعي المد ، وكذلك الإجارة للأجير أيضا ، فأمّا قوله : أَجَرْنا مَن أجَرْتِ يا أمَّ هانئ ، وأجرنا أبا بكر ، فليس من هذا ، هو من الجَوارِ، أجارَ يُجِير 0
... ...
أ ج ل :
قوله : أن تَقتل ولدَك أَجْلَ أن يأكل معك ، بفتح الهمزة ، وسكون الجيم ، وفي النهي عن المناجاة أجْلَ أن يُحزنَه ، مثله كله بمعنى من أجل ، أي بسبب ، وقيل فيه : إجْل بكسر الهمزة أيضا ، وهما صحيحان ، وجاء في حديث : أَجَلْ ، بفتح الجيم والهمزة ، وسكون اللام ، بمعنى نعَم ، وكذلك الأجَل الذي هو منتهى المدة .
وقوله : غدا مُؤجَّلون ، من الأجَل أيضا ، والغاية 0(1/5)
وقوله : إلى آخِر الأَجَل ، معناه إلى مستقر أرواحهما لهذا سدرة المنتهى ، ولهذا سجِّين ، جُعل المنتهى ، لعلوِّ هذا ، ونزول الآخر ، كغاية الأجل لما أُجِّل 0
أ ج م :
قوله : أُجُمُ حَسَّانَ ، وأُجُمُ بني ساعدة بضم الهمزة والجيم ، الأُجُم الحِصن ، وجمعه آجام بالفتح والمد ، وإجام بالكسر والقصر 0
أ ج ن :
قوله : ماءً آجِناً ، أي متغير الريح ، بمد الهمزة ، يُقال منه : أَجَنَ الماء ، وأَجِنَ بالفتح والكسر معا 0
الهمزة مع الحاء
أ ح د :
قوله : شُدُّوا الرِحال فإنه أَحَد الجِهادَين ، كذا رويناه بالحاء والدال 0
وقوله : إلى مائةٍ لا تَبْقَى على ظهر الأرض أحدٌ ، يفسره الحديث الآخر ، أي ممن هو حَيٌّ حينئذ 0
قوله : إحدى سَوْآتِك يا مِقداد ، ورُويَ أحَدُ، أي ضَحِكُكُ ، وما صنعتَ من أحدِ أفعالك السيِّئة.
الهمزة مع الخاء
أ خ خ :
في حديث أسماء ، فقال : إخْ إخْ يَحملُنِي خلفَه ، بكسر الهمزة ، وسكون الخاء ، كلمة تقال للجمل ليبرك 0
أ خ ذ :
قوله : تأخُذُ أُمَّتي أخذَ القرون قبلَها ، كذا ضبطه بعضهم ، وصحَّحه بكسر الهمزة وفتح الخاء ، جمع إخْذَةٍ ، مِثل كِسْرةٍ وكِسَرٍ ، وهكذا ذكره ثعلب ، قال : يقال ما أخَذَ إخْذَهُ ، أي ما اقتصد قصده ، وإخَذُ / القوم سبيلُهُم وطريقُهم ، وقال غيره : يُقال : أُحِبُّ بني فلان4أ ومَن أخذَ إخذَهُم ، وأَخَذَهم ، وأُخَذَهم ، وقيل معناه / الطريق ، وضبطه أكثرهم أََخْذَ ، بفتح الهمزة ، وسكون الخاء ، أي يسلكون سبيلهم ، ويتخلَّقون بخلُقهم ، ويفعلون أفعالهم ، ويتناولون من أمور الدنيا ما تناولوه ، كما قال : لتَسْلُكُنّ سَنَنَ مَن كان قبلكم ، وفي أهل الجنَّة أَخَذوا أخَذَاتِهم ، بفتح الهمزة ، معناه سلكوا طُرُقَهم ، وحلُّوا مَحالَّهم ، وحصَّلوا كرامة ربِّهم ، وحازوا ما أُعْطُوا منها 0(1/6)
قوله : يُؤخّذُ عن امْرأتِه ، مشدد الخاء ، أي يُحْبَسُ عنها ؛ حتى لا يصل إلى جِماعها ، والأُخْذَة بضم الهمزة رُقْيَة الساحِر 0
أ خ ر :
قوله : إنّ الأخِر زنا ، بقصر الهمزة ، وكسر الخاء ، وبعضهم يمدّ الهمزة ، وهو خطأ ، وكذا فتح الخاء ، ومعناه الأبعَدُ على الذم ، وقيل الأرذل ، والأدنى ، واللئيم ، والبائس ، والشقيُّ ، وكله بمعنىً ، كأنه يريد نفسه ، وقيل هي كناية يَكنِي بها الإنسان عن غيره إذا أخبر عنه بما يُستقبَح ، ومثله المسألة أخِرُ كسبِ الرجل ، أي أرذله ، وأدناه ، وإن كان الخطابي قد رواه بالمد ، وحَمَله على ظاهره ، وأَنّ معناه ما كنتم تقدِرون على معيشةِ ، فلا تسألوا ، والثاني على طريق الخبر ، أي إنَّ مَن سأل اعتادَ ذلك ، فلم يشتغل بغيره ، وقيل : الأخير بالياء الأبعد ، وبغير الياء الغائب ، ومنه في المُلاعنة وأَمَرَ أُنَيْساً أن يأتيَ امرأة الآخَر بالمد والفتح 0(1/7)
قوله : في البيت المعمُور في الملائكة إذا خرجوا لم يعودوا إليه آخِرَُ ، برفع الراء وفتحها ، ومعناه أنه آخر دخولِهم إيَّاه ، فكأنه قال : ذلك آخِرُ ما عليهم ، يقال : لقيتُهُ أخِرَياً وبأَخَرَةٍ بفتحهما ، ولقيته بأَخَرَةٍ بالفتح والكسر معا في الهمزة والخاء مفتوحة والضم أوجه ، وأمّا الفتح فمعناه الظَّرف ، ومعنى ما عليهم ، أي من دُخُولهِ ، وفي الحديث : آخِرَةِ الرَّحْلِ مَمدودٌ عُودٌ في مُؤَخَِّّرهِ ، وهو ضد قادمته، وفي بعض الأحاديث : مُؤخِرَةٍ ، بهمزة ساكنة ، وكسر الخاء ، وذكر أبو عبيدٍ أخِرَهُ ومُؤخِرَهُ ، بكسر الخاء كما تقدم ، وضبطه الأصيلي بخطه / مرةً بفتح الميم ، وسكون الواو ، وكسر الخاء ، ورواه بعضهم : مُؤَخَّرَةُ ، بضم الميم ، وفتح الهمزة، وتشديد الخاء مفتوحة ، وأنكره ابن قتيبة، وقال ثابت : مُؤخِّرة الرجل ومُقدِّمَتُه ، ويجوز/ قادِمَته ، وأَخِرَتُه ، وقال ابن أبي ليلى : لا يُقال 4ب مُقدِّمٌ ومُؤخِّرٌ بالكسر إلاّ في العين خاصة ، وغيره بالفتح 0
قوله : أنت المُقدِّم وأنت المُؤخِّر ، قيل معناه المُنزِل للأشياء منازلها ، يُقدِّم ما يشاء من مخلوقاته، ويُؤخِّر ويُقدِّم من يشاء من عباده بتوفيقه ، ويُؤخِّر من شاء بخذلانه 0
أ خ و :
قوله : شيَّبتني هود (1) وأخواتُها ، مفسَّراً في حديث آخر : هود ، والواقعة، والمرسلات ، وعمّ يتساءلون ، وإذا الشمس كُوِّرت ، سميت أخواتٍ لها ؛ لشبههن ما فيها من الإنذار ، وقيل : لأنهن مكياتٌ ، فهو كالميلاد للآخرة ، وقيل الذي شيَّبَه منها ما فيها من ذلك ، وقيل قوله في هود : [فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ] (2) 0
قوله : يَتأخَّى مُناخَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أي ينحو ، ويقصِد ، ويقال بالواو وهو الأصل 0
الهمزة مع الدال
أ ب د :
__________
(1) في ب : سورة هود .
(2) هود 112(1/8)
قوله : مَأْدَبِةٌ، بفتح الدال وضمها ، الطعام يصنع للقوم، ومنه : واتخذ مأدَبةً ، ومن الأدب ، بالفتح ، ومنه : القرآن مأدبَة الله ، أي أدَبُهُ ، وقيل : هي مثل الطعام ، أي دعوتُه ، وجعله الأصمعي في الطعام بالضم ، وفي الأدب بالفتح ، وحُكيَ عن الأحمر أنهما لغتان 0
قوله : إئتَدَبَ اللهُ لِمن خرجَ في سبيله ، كذا للقابسي ، بهمزة صورتها ياء ، ومعناه أجاب مَن دعاه ، من المأدُبَة ، يقول : أَدَبَ القومَ، مخففاً إذا دعاهم، وفي رواية الهروي : انتدب ، بالنون ، ومعناه قريب من الأول ، قيل : أجاب رغبته ، وقيل : سارع له برحمته ، ويقال : ندبتُ الرجلَ : دعوته ، وانتدب : أجاب ، وقيل معناه : تكفّل الله 0
أ د ر :
جاء في الحديث : الآدَر ، والأدْرَة ، كذا هو (1) ممدود الأول، مخفف الراء ، لصاحب العاهة ، وهي الأَدَرَة مقصورٌ بالفتح في الجميع ، وهو الصحيح في الاسم وقرأهُ أبو ذرٍّ بسكون الدال ، وفي الأدب أُدْرَةٌ بضم الهمزة ، وسكون الدال ، وفي العين أدَرُ ، وآدَرُ ، فالاسم الأُدْرَة 0
أ د م :
__________
(1) هو غير موجود في ب .(1/9)
قوله : فآدَمَتْهُ ، بمد الهمزة ، وتخفيف الدال ، ويقال أيضا بغير مد ، لغتان صحيحتان ، ثلاثي ورباعي ، ورواه القنازِعيُّ في الموطأ بتشديد الدال ، وله وجه في تكثيره الأدامَ ، وقد صححه بعضهم ، قال : والقصر والتخفيف أحسنُ الوجوه ، ومعناه جَعلَتُ له إداماً ، بكسر الهمزة ، وفي الحديث : نِعْمَ الإدامُ الخلُّ ، وجمعه أُدُمٌ ، ويقال للواحد / أيضا : 5أ أُدْمٌ ، بالسكون وضم الهمزة ، ويجمع أُدْمٌ ، ومنه في الروايات الأُخَر : نعم الأُدْمُ ، وفي حديث بَريرَة : فقُدِّم إليه أدْمٌ من أدْمِ البيت ، الوجه أن يكون ساكنا هنا (1) ، لأنها إنما أرادت الشيء الواحد لا الجمع ، ولا سيما في الأول ، وإن كان ضبطُ الشيوخ إنما هو بضم الدال فيهما ، وأمّا قوله : ليس بالأدَمِ ، وفي موسى آدَمُ ، وفي الملاعنة : ان جاءت به آدَمَ ، فبمد الهمزة ، وهو الشديد السمرة ، وجمعه أُدْمٌ بالسكون ، ومنه : من أُدْمِ الرجال ، ساكن الدال ، وجاء في الحديث ذِكْر الأدِيم والأدَم ، وهو الجِلْدُ ، بكسر الدال في الأول ، وفتحها في الثاني ، وجمعه أدَمٌ بفتحهما ، وفي حديث الخِطبة : فإنه أحرَى أن يُؤدَمَ بينكما ، أي توافقٌ وتَتَمكّنُ مَحَبَّتُكُما .
أ د ن :
قوله : مُودَنُ اليَدِ ، أي قصيرها ، وناقصها ، قال الهروي : مُؤدَن اليد ، ورويَ مَوْدُون ، من قولهم : وَدَنْتُ الشيء وأَوْدَنْتُهُ ، إذا نقصته وصغَّرته ، وقال ابن دريد : رجل مُوْدَن ، ومودُونٌ ، وودِينٌ : ناقص الخَلق 0
إ د و :
وفي الحديث : ذِكرُ الإداوَة ، بكسر الهمزة ، هي آنِية الماء ، كالمِطْهَرة 0
ا د ي :
قوله : رجلا مُؤْدِياً ، ساكن الهمزة ، مضموم الميم ، مخفف الياء : كامل الأدَاة ، وهي السلاح، ومنه : وعليه أداةُ الحرب، وأداة كل شيء آلَته، وما يَحتاج إليه، والإدُّ والأيد : القوة ، وقال النضر : المُودِي القادر على السَّفر ، وقيل : المتهيئُ المُعِدّ لذلك أداتَه.
__________
(1) هنا غير موجود في ب(1/10)
الهمزة مع الذال
أ ذ خ :
الإذخِرُ ، بكسر الهمزة والخاء ، بالذال المعجمة ، حشيشة معلومة ، طيبة الريح .
أ ذ ن :
قوله : ما أَذِن الله لشيء ما أذِن لنبي يتغنى بالقرآن ، هذا بكسر الذال ، وفي رواية كأَذَنِه بفتح الهمزة والذال ، ومعناه : ما استمع لشيء كاستماعه لهذا (1) ، وهو تعالى لا يشغله شأن عن شأنٍ ، وإنما هي استعارة للرضى ، والقبول لقراءته وعمله ، والثواب عليه ، وكذا إذا جاء أَذِنَ من الإذن بمعنى الإباحة ، فهو مثله في الفعل ، مقصور الهمزة ، مكسور الذال ، والاسم من هذا إذْنٌ ، وإن كان بمعنى الإعلام ، قيل فيه : آذَنَ ، ممدود الهمزة ، مفتوح الذال ، إيذانا 0
وقوله : إنّ الدنيا قد أَذَنَتْ بِصُرْمٍ ، أي أعلمت به ، وأشعرتْ بانقطاعٍ ومُباينةٍ ، ومنه : فآذِنونِي / فآذَنَ النبي صلى الله عليه وسلم بتوبة الله علينا ، كلُّه مخفف ، بمعنى أعلَمَ 5ب وكذلك : اضطجعَ حتى يُؤذَنَ بالصلاة فآذَنَه بالصلاة ، وإذا كان من الأذَان والصياح ، قيل فيه : أذَّنَ أذَاناً ، ومنه : فأذّنَ بالرحيل والحَج ، قال الله تعالى : [فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ] (2) 0
وقوله : يصلي ركعتين قبل الغَداة ، يعني الفجر ، كأنّ الأذانَ بأُذُنَيه (3) ، يريد تعجيله بهما ، والأذانُ هنا صلاة الصبح ، وقد فسّره في الحديث بنحوهذا ، فقال : قوله تستَرقوا من الحُمَهِ والأذَنِ ، الأَذَن : وجع الأُذَن 0
أ ذ ي :
قوله : لا يُورِدَنَّ مُمْرِضٌ على مُصِحٍّ فإنه أذىً ، ظاهره أن المُصح يتأذى بذلك ، إمّا لكراهية النفوس ، أو من أجل العدوَى ، وكراهية التعرُّض لذلك ، وقيل : معناه أنه يأثم ، قال أبو عبيدٍ : معنى الأذى عندي المأثَم ، فيَحتمِل أن يعود على فاعل ذلك لما يُدخِل على المُصح المنزولِ عليه ؛ لأنه عرّضَه لاعتقاد العدوى ، والتّطير ، فيأثَم بذلك 0
الهمزة مع الراء
أ ر ب :
__________
(1) لهذا غير موجود في ب
(2) الأعراف 44
(3) في ب : في أُذنيه .(1/11)
قوله : أرِبَ مالَهُ ، بكسر الراء ، وفتح الباء ، ويروى بضم الباء منوناً ، اسم فاعل ، مثل حَذِرٍ ورواه بعضهم أرَبُ ، بفتح الراء ، وضم الباء ، ورواه أبو ذرٍّ بفتح الجميع ، فمن كسر الراء ، وجعله فعلا ، فقيل : معناه احتاج ، قاله ابن الأعرابي ، أي احتاج ، فسأل من حاجته ، وقد يكون بمعنى تفطَّن لما سأل عنه ، وعَقَل ، يقال : أرَبَ إذا عَقَلَ ، فهو أريب إرباً وإرْبَةٌ ، وقيل: هو تعجب من حرصه، قالوا : ومعناه لله درُّه ، قاله ابن الأنباري ، أي فَعل فِعلَ العقلاء في سؤال ما جهله ، وقيل : هو دعاء عليه ، أي سقطتْ أرابُه ، وهي أعضاؤه ، واحدها إرْبٌ ، كما يقال : تَرِبَتْ يمينه ، وعَقْرَى حلْقَى (1) ،
__________
(1) يقال في شَتْم المرأة: حَلْقَى عَقْرَى، يريد مشئومة مؤذية. العين ( حلق )(1/12)
وليس المراد معنى الدعاء ، لكن على عادة العرب في استعمال هذه الألفاظ في دعم كلامها ، وإنما دعا عليه بهذا لمّا رآه يُزاحِم ويُدافِع غيره ، وقد جاء في حديث : أرِبْتَ عن يديك ، أي تقطعت أرابُك ، وسقطت ، فهذا يدل أنه بمعنى الدعاء عليه ، لفظ مستعمل عندهم ، ومَن قال أَرَبٌ ، بفتح الهمزة والراء وضم الباء ، فمعناه حاجة جاءت به ، قاله الأزهري : وتكون ما هنا زائدة ، وفي سائر الوجوه استفهامية ، ومَن قال بالكسر وضم الباء ، فمعناه رجل حاذِقٌ فَطِن ، سأل /عما يعنيه ، والإرْبُ والأَرَبُ والإرْبَة والمأرَبَة (1) الحاجة بفتح الراء ، 6 أ وضمها ، ولا وجه لقول أبي ذرِّ أَرَبَ (2) ، وفي الحديث الآخر : لا آرَبَ لي فيه ، أي لا حاجة، وقولها : أيّكُم أمْلَكُ لإرْبِهِ من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كذا عن كافتهم في هذه الأصول ، بكسر الهمزة ، وسكون الراء ، وفسّروه لحاجته، وقيل : لعقله ، وقيل : لعُضوِه ، قال أبو عبيد ، والخطابي : كذا يقوله أكثر الرواة ، والإرْبُ العُضوُ، وإنما هو لِأَرَبِه ، بفتح الهمزة والراء ، ولإرْبَته ، أي حاجته ، قالوا : والأَرَبُ أيضا الحاجة، قال الخطابي : والأول أظهر 0
وقوله : أعتقَ الله بكل إرْبٍ منه إرْباً من النار ، أي أعضاءَه 0
أ ر ث :
قوله : فإنكم على إرْثٍ من إرْثِ إبراهيم ، الإرث بكسر الهمزة الميراث ، وأصله الواو ، وِرْثٌ ، فقُلِبَتْ ألفاً لمكان الكسرة ، أي إنكم على بقية من شرعته وأمره القويم 0
أ ر ج :
قوله : والأُرْجُوان ، بضم الهمزة والجيم ، الصوف الأحمر ، وقال الفراء : الأرجوان الحُمرة ، وقال أبو عبيد : الشديد الحمرة 0
قوله : مَنعتْ مصر إرْدَبَّها ، بكسر الهمزة ، وفتح الدال ، وشدّ الباء ، وهو ثلاثة أمداءٍ (3) 0
أ ر ز :
__________
(1) والماربة : غير موجود في ب .
(2) أرب : غير موجود في ب .
(3) ربما كان الصواب : أمداد .(1/13)
قوله : إنّ الإيمان ليأرِز إلى المدينة كما تأرِزُ الحية إلى جُحرها ، كذا لأكثرهم بكسر الراء ، وقيده بعضهم بفتحها ، ومعناه ينضمُّ ويجتمع ويرجع ، كما جاء في الآخر : ليعودّنَّ كل إيمانٍ إلى المدينة 0
وقوله : كمثل الأَرْزَة ، بفتح الهمزة ، وسكون الراء ، هي إحدى شجر الأرز ، وهو الصنوبر ، ويقال له الأرزَن أيضا ، وقال أبو عبيدة : إنما هو الآرِزَة ، بالمد وكسر الراء ، على مثال فاعلة ، ومعناها النابتة في الأرض ، وأنكر هذا أبو عبيدة ، وقد جاء في حديثٍ كشجرة الأرْز مفسراً ، وجاء في الزكاة ذِكرُ الأُرُز، وفي حديث الغار فَرَق أُرْزٍ ، وفيه لغات : أُرُز ، بفتح الهمزة وضمها ، وضم الراء والهمزة ، وسكون الراء ، ورُزْنٌ ، بحذف الهمزة والنون ، ورُزٌّ ، بحذف الهمزة 0
أ ر ك :
قوله : تحت الأَرَاك مُعرِّسين ، الأراك شجر معلوم بمكة ، يريد : يستترون به ، ويخْتَبون حوله 0
وقوله : فدخل أرِيكة أمي ، قيل : هو السرير في الحَجلَة ، وقال الأزهري : كل ما اتُكئ عليه فهو أريكة ، والجمع أرائك ، والأول أشبه 0
/أ ر م : ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 6ب
قوله : جعلتُ عليه آرَاماً ، الآرام بفتح الهمزة ممدود ، هي الحجارة المجتمعة ، تُوضع علما ليُهتدى بها ، واحدها إرمٌ 0
أ ر ن ب :
قوله : وعلى أرنَبَتِه أَثَرُ الماء والطين ، أرنَبةُ الأنف طَرَفُه المَحدُود ، وحَدُّها من عظم المَأْرِن 0
أ ر ق :
قولها : أرِق النبي صلى الله عليه وسلم ، أي سَهِرَ ولم ينم ، يقال بفتح الهمزة ، وكسر الراء ، والاسم منه والمصدر الأَرَق بالفتح ، ومنه بات أرِقاً بالكسر ، اسم فاعل 0
وقوله : أرقْتُ الماء ، وجعل يُريق الماء ، وقد جاء بالهاء أيضا ، والأصل ( الواو) (1) ، وتُبدل أيضا هاء ، يقال : أرقتُ الماء ، بالفتح ، فأنا أُرِيقُه ، بضم الهمزة ، وهرقتُه ، فأنا أُهَريقُه ، بضم الهمزة ، وفتح الهاء ، وأهْرقتُ فأنا أهْرِيقُ ، بسكون الهاء فيهما 0
__________
(1) ما بين القوسين كلمة مطموسة(1/14)
وقوله : كأني أُريق الماء ، كناية عن البول وإخراجه 0
أ ر س :
وقوله : فإنّ عليك إثم الأَرِيْسيِّين ، بفتح الهمزة ، وكسر الراء مخففة ، وتشديد الياء بعد السين ، ورواه بعضهم مخفف اليائين معاً ، قال أبو عبيد : هذا هو المحفوظ ، ورواه بعضهم اليَريسين ، فمن قال الأريسين ، فقال في تفسيره هم أتباع عبد الله بن أريس ، رجل في الزمن الأول ، بعث الله نبيا فخالفه هو وأتباعه ، وأنكر ابن القزاز هذا التفسير ، ورواية مَن قال الأريسيين بفتح الياء وسكون الراء ، قيل هم الأرُوسِيون ، وهم نصارى ، أتباع عبد الله بن أَرُوس ، وهم الأَرُوسيَّة ، متمسكون بدين عيسى ، لا يقولون إنه ابنٌ ، قال أبو عبيد الهروي عن ثعلب : أَرِسَ يأْرَسُ أَرَساً ، والجمع أَرِيسون بالفتح والتخفيف ، وأرَس يُورس مثله ، صار أرِيساً بالكسر ، والجمع أُرِّيسون بضم الهمزة ، وهم الأَكَرَة ، وقيل الملوك الذين يخالفون أنبياءهم ، وقيل الخدم والأعوان ، وقيل اليهود والنصارى ، فسَّره في الحديث ، ومعناه أنّ عليك إثم رعاياك وأتباعك ممن صددتَ عن الإسلام ، واتَّبعكَ على كفرك ، كما قال تعالى : [يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ] (1) وكما جاء في بعض طرق هذا الحديث ( وإلا فلا تَحُلْ بين الفلاحين وبني الإسلام ) ، قال أبو عبيد : ليس الفلاحون هنا الزرّاع خاصة ، لكن جميع أهل المملكة ، لأن كلَّ من زرع فهو عند العرب فلاح ، تولى ذلك بنفسه / أو تُولِّيَ له ، ويدل على ما قلناه أيضا قوله في حديث 7أ آخر : ( فإن أبيْتَ فإنه يَهدِم الكُفُور ، ويَقتُل الإرِّيسِين ، وإني أجعلُ إثم ذلك في رقبتِك ) فهذا المعنى الذي يعضده القرآن ، وتفسره الأحاديث0
أ ر ك : ... ... ... ... ... ... ... ... ...
__________
(1) سبأ 31(1/15)
قوله : أرْكُوا هذين ، يعني أَخِّروهما ، وأَلزِموهما حالَهُما (1) حتى يصطلِحا ، يقال : أَرك (2) في عُنُقه كذا ، أي أَلْزِمُهُ إياه 0
أ ر ن :
قوله : في الذبائح أَعجِلْ وأَرِنْ ، مثل أَقِم ، وضبطه الأصلي بكسر النون ، بعدها ياء ، ومثله في كتاب مُسلم ، إلاّ أن الراء ساكنة ، وفي كتاب أبي داود أَرْن ، بسكون الراء ، ونونٍ مطلقة، اختُلف في توجيهه ومعناه، فقال الخطابي : صوابه أَرِن على وزن أَعْجِل ، وبمعناه ، وهو من النشاط ، أي خِفَّ وأَعجِلْ ؛ لئلا تموت الذبيحة خنقا ؛ لأن الذبح إذا كان بغير آلته من الشِّفار المحدودة ، خشي ذلك فيه ، وقد يكون أرِنْ على وزن أطِعْ ، أي أهلكها ذبحا ، من أرانَ القومُ ، إذا هلكت مواشيهم ، قال : ويكون أرْنِ على وزن أعْطِ ، بمعنى أدِم الحَزّ ، ولا تَفْتُر ، من رنوتُ إذا أدمتَ النظر 0
أ ر ي :
قوله : إنّ بعض النخَّاسين يُسمِّي آَرِيَّ خُراسان وسجستان ، بهمزة مفتوحة ممدودة ، وراء مكسورة وياء مشددة ، كذا صوابه، ووقع عند بعضهم أَرَي مثل دَعي، وليس بشيء ، وهو مربط الدابة، وقيل: معلفُها ، قاله الخليل ، وقال الأصمعي : هو حبلٌ يُدفن في الأرض ، ويبرز طرفه ، لتُشدّ به الدابة ، وأصله من الحبس والإقامة ، من قولهم : تأرَّى بالمكان إذا أقام به ، وقال ابن السكيت فيما تَضعه العامة غير موضعه قولهم للمعلَف : آرِيٌّ ، وإنما هو محبس الدابة ، وهي الأَواريّ ، والأواخِي ، واحدها أرِيّ وآخِيٌّ ، ومعنى ما أراد البخاري أنّ النخاسين كانوا يُسمون مرابط دوابهم بهذه الأسماء ، ليدلِّسوا على المشتري بقولهم كما جاء من خراسان وسجستان ، يعني مرابطها ، فيحرِص على ذلك المشتري ، ويظنها طَرِيّة الجَلَب 0
الهمزة مع الزاء
أ ز ر :
__________
(1) حالهما غير موجود في ب .
(2) الراء بالفتح والكسر والسكون ، كذا ضبطها المصنف .(1/16)
قوله : أُزْرَةُ المؤمن ، أكثر الشيوخ والرواة يضبطونه بضم الهمزة ، قالوا : والصواب كسرها ، لأن المراد بها هنا الهيئة كالقِعدة والجِلسة ، لا المرة الواحدة
قوله : نصراً مُؤزَّراً، يُهمز ويُسهّل ، أي بالغا قويا، ومنه [اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي] (1) أي قُوَّتي والأزرُ القوة 0
قوله : شِدَّ المِئْزر ، هو ما ائتزرَ به الرجل من أسفله ، وفيه تأويلان / أحدهما أنه كناية7ب عن البُعد عن النساء ، كما قال (2) : ... ... ... ...
قومٌ إذا حاربوا شدوا مآزرَهُمْ 00000ولوْ باتتْ بأطهارِ
والثاني كناية عن الشدة في العمل ، والاجتهاد في العبادة 0
قوله : الكبرياء رداؤه ، والعز إزاره ، مثل قوله في الآخر : رداء الكبرياء على وجهه ، هو من مجاز كلام العرب ، وبديع استعاراتها ، وهي تَكْنِي بالثوب عن الصفة اللازمة ، قالوا : فلان شعاره الزهد ، ولباسه التُّقَى (3) ، قال الله تعالى : [وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ] (4) ، فالمراد هنا صفاته اللازمة له ، المختصة به ، التي لا تليق بغيره ، كاختصاص الرداء والإزار بالجسد ، ولهذا قال : فمن نازعني فيهما قصمْتُه 0
الهمزة مع الطاء
أ ط ر (5) :
قوله : حتى يبدوَ الإطار ، بكسر الهمزة ، قال أبو عبيد : هو ما بين مَقََص الشارب وطرف الشّفةِ المحيط بالفم ، وكلُّ مُحيط إطار 0
قوله : فأَطرتُها بين نسائِي ، أي قطعتها وشققتها ، كما في الآخر ، فقسمتها ، وهو قول الخطابي ، معناه قسمتُها ، من قولهم : طيَّرتُ المال بين القوم ، فطار لفلان كذا ، ولفلان كذا 0
أ ط ط :
أ ط م :
__________
(1) طه 31
(2) بيت شعر من البسيط ، وقد نسب هذا البيت لكل من : ابن الوردي ، وابن نباتة ، والأخطل 0 وقد استشهد به المؤلف غير تام ، وهو على النحو التالي :
قومٌ إذا حاربوا شدوا مآزرَهُمْ دونَ النساءِ ولوْ باتتْ بأطهارِ
(3) في ب : التقوى
(4) الأعراف 26
(5) كتب : أ ط أ ، وليس صحيحا .(1/17)
قولها : وأَطيطُ ، بفتح الهمزة ، هو أصوات المحامِل عند كظّها ، في حديث ذِكر الأُطُم ، والآطامِ بالمد واحدٌ وجمع ، ويقال إطامٌ بالكسر ، هو ما ارتفع من البناء ، وهي الحصون أيضا ، وكان بلالٌ يؤذن على أُطُم ، أي بناء مرتفع ، وحتى توارت بآطام المدينة ، أي أبنيتها 0
الهمزة مع الكاف
أ ك ل :
قوله : لَعَنَ آكِلَ الربا ، بمد الهمزة ، اسم الفاعل ، يُصحِّحُه قوله بعده : ومُوكِلَهُ وقوله في اسم السَّحور : أُكلَةُ السَّحَرِ ، كذا في مسلم بضم الهمزة ، والوجه الفتح ، وفي حديث المملوك والسائل ذِكرُ الأُكلَةِ والأُكلَتَين ، ويرفَع الأُكلةَ لِفيه ، هذا بضم الهمزة ، إذا كانت بمعنى اللقْمةِ ، فإن كانت بمعنى المرة الواحدة مع الاستيفاء فبالفتح إلاّ أن لا تكون معناها ، فتكون مضموما بمعنى المأكول ، ومفتوحا اسم الفاعل ، قال الله تعالى : [تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ ] (1) 0
وقوله : إن الله ليَرضى عن عبده أن يأكل الأُكلةَ ؛ فيحمَدُه عليها ، بالضم اللقمة ، وبالفتح المرة من الأَكل ، كما ذكرنا ، ولا وجه هاهنا للضم 0
قوله : لا تَعقِرَنَّ شاة ولا بعيرا إلاّ لِمأكُلَة، بضم الكاف ، أي / لتأكلوه 0 ... ... ... 8 أ
قوله : إلاّ آكِلَةُ الخَضِرِ ، هي الراعية لِغَضّ النبات وناعمه 0
قوله : أُمِرتُ بقريةٍ تأكل القُرى ، أي بالهجرة إلى قرية تفتَتِحُ القُرى ، وتأكل فَيْئَها ، والقُرى المدن ، يقال : أكلنا بني فلان ، أي ظهرنا عليهم ، وفي حديث الزكاة النهي عن الأَكولة بفتح الهمزة ، قيل : الكثيرة الأكل ، وقيل : المعلوفة ، وقيل المسمَّنه للأكل 0
أ ك م :
قوله : عند أكَمَة ، وعلى الآكام ، ورؤوس الجبال ، بفتح الهمزة ممدود ، جمع أكَمَةٍ ، ويقال بالكسر والقصر ، قال مالك : هي الجبال الصّغار ، وقال غيره : هي ما اجتمع من التُّراب أكبر من الكُدْيَة ، ويجمع أيضا أَكَم وأُكُم ، بالفتح والضم 0
__________
(1) إبراهيم 25(1/18)
قوله : على إكافٍ بكسر الهمزة ، هي البَرذعَة (1) ونحوها لذوات الحافر، ويقال: وِكاف بالواو.
قوله : لو غيرُ أكّارٍ قتلني ، بفتح الهمزة ، وتشديد الكاف ، هو الحفَّار والحرَّاث ، والجمع أَكَرَة ، وأكّارون ، والأُكْرَة بضم الهمزة ، وسكون الكاف حُفرة تُحفر إلى جانب الغدير ، لَُصفُوَ فيها الماءُ ، وأراد بهذا الأنصار ؛ لشُغلهم بعمارة الأرض والنَّخل 0
الهمزة مع اللام
أ ل ل :
قوله : تَرِبَتْ يداك وأُلَّتْ ، على وزن غُلًّتْ ، وقال بعضهم صوابه أُلِلْتْ على وزن طُعِنْتْ ، ومعناه طُعِنْتْ بالآلة ، وهي الحربة ، على معنى أدعية العرب المعتادة في دعم كلامهم الذي لا تُريد وقوعه ، قال ويجوز أُلَّت كما رُوي عن بعض لغات العرب من بكر بن وائل ممن لا يرى التضعيف في الفعل إذا اتصل به ضمير الرفع ، تقول : رِدْتَ ، بمعنى رُدِدْتَ ، ومنه قولهم : ما له إلٌّ وَعِلٌّ ، وكان أبو بكر بن النَّقُور يقول : هو (2) حرفٌ صُحِّف ، وإنما الكلام تَرِبَت يداك ، قالت (3) قال القاضي وقد رويناه من طريق العُذْرِي باللام فيه تِربَت يداك ، وألّتْ عائشة ، ولا يصح هنا تكرار 0
أ ل ن :
قالت : وذَكر الأَلَنْجُوج ، بفتح الهمزة واللام ، وسكون النون ، هو (4) العود الهندي الذي يُتبخَّرُ به ، ويقال له أيضا : اليَلَنْجُوج ، والأَلَنْجَج والْيَلَنْجَج 0
أ ل ف :
قوله : اقرأوا القرآن ما ائْتلَفَتْ عليه قلوبُكم ، أي ما اجتمعتْ ، ولم تختلفوا فيه ، نَهَى عن الاختلاف فيه ، وأمرَ بالقيام عند ذلك ، قيل : لعله في حروفٍ أو معانٍ لا يسوغ فيها ، ويَحتمِل أنَّ هذا كان في زمنه ، وهو بين أظهرهم ، فيَجِبُ / سؤاله ؛ لكشفِ اللَّبْسِ 0 8ب
__________
(1) في أ : هو بالبرذعة ، وما أثبتناه من ب .
(2) في ب : هي
(3) في النسختين أ ، ب : قالت : وربما كان الصواب : قلت .
(4) في ب : هي(1/19)
قوله : ألِفْتَنا نعمل بكل شرٍّ ، أي وجدتَنا ، ومنه : [مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا] (1) ،وقال : ما وجدنا عليه آباءنا بمعنىً 0
وقوله : في الدَّابَّة، ترجِعُ إلى مأْلَفِها ، أي موضِعها الذي ألِفَتْه 0
أ ل و :
قوله : لا آلو بهم ، بمد الهمزة ، أي لا أترك ، وقيل : لا أقصِّر ، وتأتي بمعنى لا أستطيع ، ويقال أيضا : ألوك ، غير ممدود 0
قوله : أل حَاميم ، قال الفراء : نسب السور كلها إلى حاميم التي في أوَّلِها ، كما يقال : آل النبي ، وقد يكون الآل هنا هي سورة حم نفسها ، كما قيل في قوله : من مزامير آل داود نفسه ، والألُ يقع على ذات الشيء ، وعلى ما يضاف إليه ، وقيل الوجهان في آل محمد ، إنهم أمته ، وقيل نفسه في الصلاة عليه ، وقيل قرابته ، وهو المراد في حديث الصدقة ، وذكر أبو عُبيدٍ أنّ حم من أسماء الله عزَّ وجل (2) .
وقوله : إنّ الأُلَى قد بَغَوا علينا ، بقصر الهمزة المضمومة ، ومعناه الذين ، ولا واحد له من لفظه ، وأُلُو كرامته ، بمعنى ذويه ، وهؤلاء بمعنى أُلاء ، يُمد ويُقصر ، وها للتنبيه 0
قوله : ومجامِرُهم الأَلُوَّةُ، ويَستجمِر بالأَلُوَّة، يقال بفتح الهمزة ، وضمها ، واللام مضمومة ، قال الأصمعي : هو العود الذي يُتبخَّر به ، فارسية عُرِّبَت ، قال الأزهري : ويقال فيه بكسر اللام وبضمها 0
أ ل ي :
قوله (3) : سابِغُ الأَلْيَتَيْن، بفتح الهمزة، الألْيَة لَحمة المُؤخر من الحيوان معلومة، وهي من ابن آدم المَقْعَدَة ، وجمعها أَلَياتٌ ، بفتح اللام 0
وقوله : آلَيْتُ أقولُها ، وتألَّى ألاّ يفْعَل خيرا ، أي حلف والألِيَّة اليمين ، يقال : آليتُ وأتَّلَيْت وتألّيْتُ ، ألِيّةً وأَلُوّةً ، وأُلُوَّة ، وإلُوَّة (4) ، ولم يعرف الأصمعي إلاّ الفتح 0
الهمزة مع الميم
أ م د :
__________
(1) البقرة 170
(2) في ب : من أسماء الله تعالى .
(3) قوله : غير موجود في ب .
(4) إلوّة : ساقطة من ب .(1/20)
قوله : أمَدُها ثَنِيّّةُ الوَداع ، كذا هو بفتح الميم ، أي غايتها 0
أ م ر :
قوله : لقد أمِرَ أمْرُ ابن أبي كبشة ، بكسر الميم ، وقصر الهمزة ، وفتحها في الأول ، ومعناها عَظُم وزاد ، يقال : أمِر القومُ : إذا كثُروا ، ومنه قوله تعالى : [لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا ] (1) أي عظيما ، يُتعجَّب منه 0
قوله : إذا هلك أميرٌ تأمَّرتُم آخر ، مشدد الميم ، مقصور الهمزة ، أي تشاورتم فيه من الإئتمار ، ومثله : أنا في أمرٍ أتأمَّرُه ، أي أشاوِر نفسي فيه ، وفي فضائل أسامة : وأمَّر عليهم أسامة ، مشدد الميم ، أي قدَّمه عليهم أميرا / مِن الإمارة ، وفيه : فطعَن الناس9أ في إمرتِهِ ، فقال : إنْ تطعنوا في إمرتِه ، فقد طعنتم في إمرة أبيه ، وإنْ كان خليقا للإمرة ، وفي حديث عمر : فإنْ أصابتِ الإمرة سعداً ، أي الإمارة ، ومنه : فأخذها خالدٌ من غير إمرة ، وفي إمرةِ عثمان ، وفي كتاب البخاري : إمارتُه ، وهما بمعنىً ، أي وِلايتُه ، وسلطَنته ، كله بكسر الهمزة ، وكذا ذكره ثعلب وغيره ، وأمّا بفتحها فالعلامة ، يقال : هذه أَمَارة بيني وبينك ، وأمَّا الأَمْرَة بالفتح فالفَعلَة الواحدة من الأمْر ، ومنه قولهم : عليك أَمْرَة مُطاعةٌ بالفتح لا غير 0
أم ل :
قوله : وهذا أمَلُه ، بفتح الميم ، وهو ما يُحدِّث به الإنسان نفسه مما لا يدركه من أمور الدنيا ، ويبلغه ، ويحرِص عليه 0
أ م م :
قوله : في ولد الملاعنة ، فكان يُدعَى ابنَ أُمِّهِ ، بضم الهمزة ، وكسر الميم مشددة ، وفي الأخرى إلى أُمِّهِ ، أي يُدعى بأمّه؛ لانقطاع نسبه من أبيه، فيقال : ابن فلانة 0
قوله : عبد شمسٍ وهاشم والمطّلب إخوةٌ لِأُمٍّ ، معناه أشِقّاء ، ويدل عليه قوله بعده : وكان نوفل أخاهم لأبيهم ، وفي حديث عيسى : وإمامُكم منكم ، قيل : خليفتُكم ، وقيل المراد القرآن 0
__________
(1) الكهف 71(1/21)
وقوله : يَؤمُّون هذا البيت ، أي يقصدونه ، ومثله فانطلقت أتأَمَّمُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أي أقصده ، ومثله : فتَيمَّمْتُ بها التَّنُّورَ ، وفي رواية فتأممت ، وكلاهما بمعنى ، سهّل الهمزة في إحداهما ، وحققها في الأخرى ، أي قصدتُ ، قال تعالى : [فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا] (1) ، وأمُّ الكتاب سورة الحمد ، وأُمّة النبي أتباعه ، والأُمَّة القَرنُ من الناس ، وللأمة معانٍ كثيرة في اللسان ، والمَامُومَة هي الجراح التي بلغت إلى صِفاق الدماغ ، وهي جلدة رقيقة تُغَشِّيْه، وهي الآمَّة أيضا، ممدودة مشددة ، وتلك الجُليدة هي أمُّ الدِّماغ، وأمّ الرأس، وبها سُمِّيَتْ الجِراحَةُ .
قوله : تلك صلاة النبي لا أمَّ لك ، هي كلمة تُدعِّمُ بها العرب كلامها ، لا تُريد بها الذم ، بل عند إنكار أمرٍ أو تعظيمه 0
وقوله : فقلتُ وا ثُكْلَ أُمِّيَهْ ، كذا للعذري ، والهاء للسكت والوقف ، ولغيره أُمِّيَاه .
قوله : إنّا أُمَّةٌ أُمِّيَّة ، الأُمي الذي لا يقرأ ولا يكتب ، قيل : نُسب بصفته تلك إلى أمّه ، إذ هي صفة النساء ، وشأنهن غالبا ، فكأنه مِثلَها 0
أ م ن :
قوله : آمين، بمد الهمزة ، وتُقصر بتخفيف / الميم ، وحكَى بعضهم تشديدها، وأنكره 9ب الأكثر ، وأنكر ثعلب القصر أيضا في غير ضرورة الشعر ، وصححه يعقوب ، والنون مفتوحة ، مثل ليتَ ، ولعلَّ ، ويقال في فعله أمَّنَ الرجل، مشدد الميم ، تأمينا ، واختُلف في معناها ، فقيل : المعنى كذلك تكون ، وقيل : هو اسم من أسماء الله تعالى (2) ، وقيل : هو أمين بقصر الألف ، فدخلت عليها ألف النداء ، كأنه قال: يا الله استجب دُعاءنا ، وقيل : هي درجة في الجنة تَجِبُ لقائل ذلك، وقيل : طابَعُ الله على عباده يَدفَعُ به الآفات 0
__________
(1) النساء 43 ، المائدة 6
(2) تعالى : غير موجود في ب(1/22)
وقوله : إذا أمَّنَ الإمام فأمِّنوا ، قيل معناه إذا قال آمين ، وقيل إذا دعا بقوله :[ اهْدِنَا الصِّرَاطَ] (1) إلى آخر السورة ، ويُسمى كل واحد من الداعي والمؤمِّن داعيا ، قال الله تعالى : [قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا] (2) وكان أحدهما داعيا ، والآخر مؤمِّنا ، وقيل معناه إذا بلغ موضع التأمين 0
وقوله : من وافق تأمينُه تأمينَ الملائكة ، قيل في موافقة القول ، قالت الملائكة : آمين ، وقيل : في الصفة من الخَشية والإخلاص ، وقيل : هو أن يكون دعاؤه لعامة المؤمنين كالملائكة ، وقيل : مَن استُجيبَ له كما للملائكة0
وقوله للحبشة : أَمْناً بني أًرمدة ، بسكون الميم نصبا على المصدر ، أي أَمِنْتُم أَمْناً ، وروي آمِناً ، بالمد وكسر الميم ، على وزن فاعل ، وصفا للمكان ، أو الحال نصبا على المفعول ، أي صادفتم أَمْناً ، يريد زمناً أو أمراً أَمِناً ، أو نزلتم بلدا أَمِنا ، ومعناه أنتم أَمِنون في الوجهين والروايتين 0
وقوله : في المدينة حرم آمِنٌ ، بكسر الميم ، أي من العدوِّ أَنْ يغزوه ، كما قال : لن تغزوكم قريشٌ بعد اليوم ، أو مُِن الدجال والطاعون ، كما جاء أو صيدها بتحريمه ، ورُوي بإسْكانها ، أي ذاتَ أمْنٍ ، كرجل عَدْلٍ ، وُصِفَ بالمصدر 0
قوله : لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، الحديث ، قيل : من عذاب الله ، أو مصدِّق حقيقة التصديق ، كما قيل لا إيمان لمن لا أمانة له ، وقيل معناه النهي ، أي لا يفعل ذلك وهو مؤمن 0
أ ن ب :
قوله : ما زالوا يؤنِّبوني ، بفتح الهمزة ، وتشديد النون مكسورة ، أي يوبِّخوني ، والتأنيب العيْبُ واللَّوم 0
__________
(1) الفاتحة 6
(2) يونس 89(1/23)
قوله : وأَيْتوني بانبجانيته ، بفتح الهمزة وكسرها ، وكذلك كسر الباء ، وتخفيف الياء آخراً وشدّها معاً ، وروي بالفتح / والتخفيف ، وبفتح الباء وكسرها معا ، ذكرها ثعلب 10 أ وقال : يقال ذلك لكل ما كَثُف والتُفَّ به ، وقال غيره : إذا كان الكساء ذا علَمين فهو الخَميصة ، وإن لم يكن له علم فهو أَنْبجانية ، وقال ابن قتيبة ، وذكره عن الأصمعي أنه مَنْبِجانِيٌّ ، منسوب إلى مَنْبِج ، ولا يقال : انبجاني، وفُتحت الياء في النسب؛ لخروجه مخرج مَنظراني ، ومخبراني ، قالوا وهي أكسية تُصنع بحلب ، ثم تُحمل إلى جسر منبج ، قال الباجي : وما قاله ثعلب أظهر ، لأن النسب إلى منبج منبِجيٌّ ، قال القاضي : النسب مسموع فيه تغيير البناء كثيرٌ ، فلا ينكر على أئمة هذا الشأن ، لكن الحديث المتفق فيه على نقل هذه اللفظة يصحح ما أنكره 0
أ ن ت :
قوله : في خبر إبليس في قوله لرسوله : نَعم أنت ، قيل : هو من المحذوف الذي يدل عليه الكلام ، أي أنت الذي جئت بالطَّامَّة ، وقيل معناه : نعم أنت الذي أغنيت عني ، وفعلت رغبتي ، وأنت الحَظيُّ عندي ، المقدَّم المعوَّل عليه من رُسلي وخلائِفي ، والمحمودُ ، أو أنت الشهم الجَزْل ، وشِبْهُ هذا ، ويدل عليه قوله آخر الحديث : فيُدنيه إليه ، ويلتزِمُه 0
أ ن ث :
قوله في الزوجين : أَنَّثا بإذن الله ، أي أَنْسلا أُنثى ، وكذلك في الآخر : أذْكرا وأَنَّثا ، أي جاءا بذكر وأنثى 0
أ ن ن :
قوله (1) : يَئِنُّ أنين الصبيِّ ، أي يصوِّت صوتا ضعيفا مثل صوْتِه ، والأنين الصوت الضعيف ، كصوت الصبي والمريض 0
__________
(1) قوله : غير موجود في ب .(1/24)
قوله : وأنّى بأرضك السلام ، أي من أين ، ومثله : أنّى عَلِقَها ، أي من أين أخذها ، وأنّى تأتي بمعني أين وكيف ، ومنه قوله : نُورا أنّى أراه ، أي كيف أراه وقد حَجَب بَصري النورُ، وكذا لا أحمِل من غضب الله شيئا وأنّى أستطيعه ، كذا صوابه بتشديد النون ، أي كيف ، ورواه أكثرهم : وأنا مخففة ، وله وجه على طريق التقرير ، أي أنا لا أستطيعه ، وتأتي بمعنى متى ، فأمّا أنا المخففة فهي اسم المتكلم عن نفسه ، وأصله أنْ بغير ألف ، قال الزبيدي : فإذا وقفت زدت ألفا للسكوت ، قال الله تعالى:[ إِنِّي أَنَا رَبُّكَ] (1) التلاوة بغير ألف 0
أ ن ف :
في حديث ابن عمر: قول القدرية : إنّ الأمر أُنُف بضم الهمزة والنون، أي مُستأنف مبتدأ ، لم يَسبق به سابقُ قَدَرٍ ولا عِلمٍ ، وهو مذهب غلاة القدرية ، وبعض الرافضة ، وأما الجارحة فبفتح الهمزة وسكون النون ، وأنْفُ كلِّ شيء طرفه ومبتدأه 0
/ وقوله : آنِفاً ، بمد الهمزة ، وكسر النون ، أي قريبا ، وقيل : في أول وقتٍ كنّا10ب فيه ، وقيل : الساعة ، وكله بمعنى الاستئناف والقرب 0
أ ن ق :
قوله : في آل حاميم ،أتأنَّق فيهنَّ ، أي أتتبع محاسنَهُن ، ومنظرٌ أنيق مُعجبٌ ، والأنَق بفتح النون والهمزة الإعجاب 0
وقوله : فأعجبتني وآنقتْني ، بمد الهمزة ، ورواه بعضهم أينقتني ، وإنما هي (2) صورة ألفِ المد التي بعد الهمزة ، وضبطه الأصيلي أتَّقْتَنِي من التَّوْقِ ، أي شَوّقْتَني ، والأول بمعنى أعجبتني ، وهو أليق بالمعنى ، وفي الرَّضاع ما لك تَنوَّق في قريش ، وتَدَعُنا أي تبالغ في الاختبار ، وأصله من هذا ، والنِّيقَة الخَيار ، كذا رواية هذا الحرف عند أكثرهم ، وعند بعضهم تَتُوقُ بالتاء ، أي تُحِب من التَّوْقِ ، وهو الشَّوْق 0
أ ن س :
__________
(1) طه 12
(2) في ب: هو(1/25)
قوله : اسْتأنِسُ يا رسولَ الله ، بضم آخره ، وقطع الهمزة ، على طريق الاستفهام ، والاستبدال ، أي أنبسط وأتكلم بما عندي ، أو أستعلِم ما عندك من خبر أزواجك ، وقد قيل في قوله: [حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا] (1) أي تستعلِموا أيؤذنُ لكم أم لا، وفي الحديث ذِكر الحُمُر الإنسية ، قال البخاري : كان ابن أبي أويس يقولها بفتح الألف والنون ، وأكثر روايات الشيوخ بكسر الهمزة ، وسكون النون ، وكلاهما صحيح ، والأَنَسُ بالفتح الناس 0
أ ن ى :
قوله : الحِلْم والأَناةُ ، بفتح الهمزة والقصر ، أي التثبت وترك العجلة ، والتأني المُكْثُ والإبطاء ، يقال : آنيْت ممدود وأنّيْت مشدد وتأنّيتُ 0
وقوله : الذي لا يُعجَّل شيءٌ إناهُ وقدَّره ، بكسر الهمزة والقصر، أي وقته ، قال الله تعالى [غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ] (2) أي وقت نُضجه، فإذا فتحت قصرت آخره ، قلت : الأنا ، مقصور مفتوح الأول ، وقد اختلف الشيوخ في ضبط هذه الكلمة 0
قوله : ألم يأنِ للرجل أن يعرف منزلَه ، معناه يحين ، ويأتي وقته ، يقال أنَى ، يأنِي ، وآنَ يئينُ كله بمعنىً 0
وقوله : يقوم به آناء الليل وآناء النهار ، أي أوقاتهما ، ممدود الأول والآخر، واحدها أنىً ، مفتوح الهمزة ، مقصور منون ، وإنىً بكسر الهمزة ، ومثله وإنْيٌ مثل قِدْرٍ 0
قوله : مَئِنَّةٌ من فقه الرجل ، بقصر الألف ، ونون مشددة ، وآخره تاء منونة، قال الأصمعي معناه مَخْلَقَة ، ومَجْدَرَة ، وعلامة كأنه على فقهه ومُحقِّق له 0
الهمزة مع الصاد
أ ص ب :
وذكر حديث الاصبع ، / وفيه لغات عشر ، كسر الهمزة مع كسر الباء وضمها وفتحها11أ ، وكذلك مع فتح الهمزة وضمها ، والعاشرة أصبُوع مع ضمها.
__________
(1) النور 27
(2) الأحزاب 53(1/26)
وقوله : يضع السموات على إصبع ، والأرضين على إصبع ، هي صفة سمعية ، لا يقال فيها أكثر من ذلك ، وهو مذهب الأشعري ، وقد يَحتمِل أن يكون إصبعاً من أصابع ملائكته ، أو خلقا من خلقه سمّاه إصبعا ، وقيل هو كناية عن القدرة ، وقد يكون المراد ضرب المثل من أنه لا تَعبَ عليه (1) ، ولا لُغُوب في إظهار المخلوقات ذلك اليوم ، وأنه في حقنا كمن يَخِفُّ عليه ما يَحمل بإصبعه ، كما قال تعالى : [وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ] (2) ، وأما قوله في الآخر : يأخذُ الله سماواتهِ وأرَضِيهِ بيدية ، ويقول : أنا الملِك ، ويقبض أصابعَه ويبسطها ، ففاعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، وبقية الحديث يَدل عليه 0
أ ص ل :
قوله : إنِ اسْتأصَلت قومَك ، أي قتلْتَ جماعتَهم ، فلم تُبق لهم أصلاً 0
الهمزة مع الضاد
أ ض ي :
قوله : عند أضاةِ بني غِفار ، بفتح الهمزة مقصور ، هو مستنقعُ الماء كالغُدُر ، وجمعه أضىً ، مقصور مفتوح ، وإضاءٌ مكسور ممدود 0
الهمزة مع الفاء
أ ف ك :
الإفك الكذِب ، يقال منه أفَك وأفِك ، مثل نَجَس ونَجِس 0
قوله في غير حديثٍ : أُفِّ لك ، وأُفٍّ لك ، وما قال لي أُفٍّ ، يُستعمل جوابا لما يُسخر منه ، ولكل ما يُستقذر ، ويُعبِّرُ بنفيه للنفي عما غَلُظ من الكلام ، وأصله وسخ الأُذن ، يقال له الأفُّ ، ولوسخ الظُّفر التفُّ ، قالوا : وهما بمعنىً ، والتفُّ أيضا الحقير ، وفيه عَشْرُ لغات : ضمّ الهمزة مع سكون الفاء وضمها وكسرها بتنوينٍ في الجمع ، وبغير تنوين ، وأَفَّةً بفتح الهمزة والفاء مشددة، وفتح التاء منونٌ آخره ، وأُفٌّ بضم الهمزة ، وتشديد الفاء مقصور ، وإفَّ بكسر الهمزة ، وفتح الفاء مشدد 0
أ ف ق :
__________
(1) عليه : غير موجود في ب .
(2) سورة ق ، 38(1/27)
في حديث المتظاهِرَيْن : وعنده أَفِيقٌ بفتح الهمزة ، وكسر الفاء ، هو الجلد لم يتمَّ دِباغه ، وهو بمعنى الرواية الأخرى ، وعنده أَهَبَةٌ ، وذَكَرَ الأُفُقَ ، بضم الهمزة والفاء ، وجمعه آفاق ، وهي نواحي السموات والأرض 0
/ الهمزة مع القاف ... ... ... ... ... ... ... ... 11ب
أ ق ط :
في زكاة الفطر ذِكرُ الأَقِِط ، بفتح الهمزة ، وكسر القاف ، وهو جُبْنُ اللَّبن المستخرج زُبْدُهُ ، هذه اللغة المشهورة ، ويقال : بسكون القاف ، وهي لغة تميم .
الهمزة مع السين
أ س ت :
ذكر في حديثِ الاستَبْرَق، وفسره بما غَلُظ من الديباج ، وهو اسم عجميٌّ، تكلمت به العرب.
أ س د :
قولها : إذا خرج أَسِدَ ، بفتح الهمزة ، أي هو كالأَسد 0
قوله : أُسِّد الأمر إلى غير أهله ، أي أُسنِد إليهم ، وقُلِّدُوه ، وأكثر الروايات هنا وُسِّد ، أُسِّدَ ووُسِّد بمعنىً ، قال القاضي: هو من الوِسادة ، ويقال بالهمز والواو ، إسادة ووِسادة معاً 0
أ س ر :
قوله : بأسرِهم ، أي جميعهم 0
أ س ط :
قوله : أمثال الأُسطُوان ، بضم الهمزة والطاء، أي السواري، واحدها أُسطوانة ، ومنه الصلاة إلى الأُسطُوانة ، وبين الأُسطوانتين ، وقال الداودي : الأُسطُوان الصف الذي بين السواري ، وبه فسّر قوله : صلّى بين الأسطوانتين ، ليس بين السواري 0
أ س ك :
في الحديث ذِكرُ الأُسْْكُرْكَة، بضم الهمزة والكاف الأولى، وسكون السين والراء، وآخره تاء ، هو شراب الذرة ، ويقال : السُّكُرْكَة أيضا ، مشدد السين ، بغير همزة قبلها ، وفيه أُسْكُفَّة الباب ، بضم الهمزة ، وسكون السين ، وضم الكاف وتشديد الفاء ، وهي عتبته السفلى ، ويقال : أُسْكُوفَة ، بزيادة واو ، وتخفيف الفاء 0
أ س ي :
قوله : يأْتَسِي بمن كان قبله ، أي يقتدي ، والأُسوَة القُدوة ، يقال بكسر الهمزة وضمها 0
الهمزة مع الشين
أ ش أ : ... ... ... ... ... ... ... ... ...(1/28)
قوله : انطلِق إلى هاتين الأشاءتَيْن ، بفتح الهمزة ممدود ، الآشاءة ممدود مهموز ، النخيل الصغار ، واحدها أشاءة 0
قوله : إني لأرى أوشابا ، أي أخلاطا ، ويقال فيه أوباشاً (1) ، وهما بمعنى 0
أ ش ر :
قوله : اتخذها أَشَراً وبَطَراً ، وهما بمعنى ، أي مبالغة في البطر ، وهو المرح ، وترك شكر النعمة 0
قوله : الواشِرة والمؤتَشِرة ، هي التي تنشر أسنانها، وأسنانَ غيرها، وتُفَلِّجُها ، وتُحدِّد أطرافها ، والمؤتَشِرة التي تفعل ذلك أيضا ، والمستوشِرة التي تسأل أن يُفعَل بها ذلك ، يقال هذا بالهمز والواو ، وجاء في الحديث ذِكر المِنشار بالنون ، والهمز أيضا، وكذلك / 12أ في حديث الدجال ، يُؤشَر بالمِيشار ، وهو الآلة المعروفة ، يقال بالهمز والياء ، والفعل منهما أشَّرْتُ ووَشَرْتُ أشراً ووشراً 0
أ ش ف :
وقوله : بإشْفَى ، بكسر الهمزة مقصور ، هو المِثقب الذي يُخرز به ، والهمزة زائدة ، كذا عند بعضهم ، وهو الصواب ، وعند بعضهم بالشِّفاء ، وبعضهم فتح الهمزة ومدَّه ، وهو خطأ 0
الهمزة مع الهاء
جاء في الحديث ذكرُ الإهَاب وإلاّ أَهَبَةً ثلاثةً : بفتح الجميع مقصور ، وإلاّ أُهُباً بضم الهمزة والهاء ، وهما صحيحان ، جمع إهَاب ، ولم يُجز ابن دريد غير أَهَبٍ بالفتح ، وأَهَبَةٍ مثله ، قال ابن شُميل : ولا يقال إهَابٌ إلاّ لجلد ما يؤكل لحمه 0
أ هـ ب :
قوله : ليتأهَّبوا أُهبَة عدوِّهم ، أي يستعِدُّوا لذلك ما يحتاجون إليه 0
أ هـ ل :
قوله : وإهَالَةٌ سَنِخة ، بكسر الهمزة ، وهو كل ما يؤتدم به من الأدْهان ، قاله أبو زيد ، وقال الخليل : الإهالة الأَلْيَة تقطَع ثم تُذاب 0
قولها : ما كان على وجه الأرض أهل خبَاء أحبُّ إليَّ أنْ يَذِلُّوا من أهل خبائك ، الظاهر أنها أرادت بالأهل هنا النبي صلى الله عليه وسلم ، فكنَّتْ عنه بهذا ؛ لِقُبح المُخاطبَةِ 0
__________
(1) في ب : أوشبا .(1/29)
قوله : ليس بكِ على أهلك هوانٌ ، يريد بالأهل نفسه ، أي ليس يلحقكِ منِّي أمرٌ تظنين به هوانَكِ عليَّ ، وفيها ذِكر الأهل والألِ والآلُ ، يُطلق (1) على ذات الشيء ، وقيل ذلك في قوله : اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد ، ويكون أيضا أهل بيته الأدْنَين 0
وقوله : مَن آلُ محمدٍ ، قال : ابن عباسٍ وعقيلٌ وجعفرٌ وعليٌّ ، ويكون أتباعَ الرجل ، وأهلَ بيته ، وأما أهل الرجل فأهل بيته 0
الهمزة مع الواو
أ و ب :
قوله : حتى آبَتِ الشمس ، معناه غابت 0
وقوله : صلاة الأوَّابين ، قيل : الأوَّاب المطيع ، وقيل: المُسبِّح، وقيل الفقيه
قوله : آيبُون ، أي راجعون 0
أ و ل ى :
قوله : أوْلَى له وأولَى ، والذي نفسي بيده ، هي كلمة تقولها العرب عند المعتَبَة بمعنى كيف لا ، وقيل : معناها التهديد والوعيد ، وقيل : دنوت من الهَلَكة فاحذر.
قوله : صليتُ معه صلاة الأُولى ثم خرج إلى أهله ، فاستقبله وِلدان المدينة ، هي هاهنا صلاة الصبح ؛ لأنها أول صلاة النهار، وكما جاء في الآخر : كان إذا صلّى الغداة / 12ب استقبله خدَم المدينة بآنيتِهم 0 الحديث 0
وقوله : صلاة الأُولى ، من إضافة الشيء إلى نفسه على مذهب الكوفيين ، وقد تكون مضافة إلى أوَّل ساعات النهار ، وقد تكون صلاة الظهر ، وهو اسمها المعروف ، وفي الحديث : فيها التي تدعونها الأُولى ، وسمِّيت بذلك لأنها أول صلاة صلاّها جبريل بالنبي عليهما السلام .
في حديث أبي بكر وأضيافه : بسم الله الأُولى من الشيطان ، قيل : اللُّقمة الأولى التي حنَّثَ فيها نفسه ، حتى حلف لا يأكل، أي أحللْتُ بها يميني، وحنَّثْتُ بها نفسي ، وأرضيت بها أضيافي إرغاما للشيطان ، الذي كان سبب غضبي ويميني ، وقيل : الحالة الأُولى التي غضب فيها ، وأقسم أن لا يأكل ، كانت من الشيطان وإغوائه ، ويشهد له قوله في آخر الحديث : إنما كان ذلك من الشيطان ، يعني يمينه 0
__________
(1) كتب : ينطلِق ، وما أثبتناه من ب .(1/30)
قولها : وأَمْرُنا أَمرُ العرب ، الأَوَّلُ بفتح الهمزة ، وضم اللام ، نعت للأمر ، قيل : وهو وجه الكلام ، وروي الأُوَلِ بكسر اللام ، وضم الهمزة ، وفتح الواو مخففة وصفا للعرب ، تُريد أنهم بعدُ لم يتخلّقوا بأخلاق العجم ،وأهل الحواضر .
أ و م :
قوله : فأومأتْ برأسها ، أي أشارت، والاسم الإيماء، ويقال : وَمَاء مثل قتل، والاسم وِماء.
أ و ن :
قوله : هذا أوانُ انقطاع أبْهَري ، أي حين وجَدْتُه ، ووقتُه ، والأوان الزمان والوقت، مفتوح الهمزة ، وضبَطْنا في النون هنا بالوجهين، الفتح على الظرف ، والضم على خبر المبتدأ 0
أ و ق :
جاء في غير حديث ذِكرُ الأُوقِيَّة والأوَاقِيّ ، واحدُها مضموم الهمزة ، مشددة الياء في الواحد والجميع ، مثل أُضحيّة ، وأضاحيّ ، وكراسيّ ، وهو المعروف في كلام العرب ، وكثير من الرواة يقول في الجمع : أواقٍ ، مثل أضاحٍ ، وخطّأ هذا الخطابي، وجوزه ثابت، مثل أثافٍ ، وحكى الجَبّانِيُّ في الواحد وَقيّة ، قال : ويُجمع وقايا ، مثل ضحية وضحايا ، وبعضهم يمد ألف آواقٍ ، وهو خطأ 0
أ و هـ :
قوله : أَوَّهْ عينُ الرِّبا ، رويناه بالقصر ، وتشديد الواو ، وسكون الهاء ، وقد تمد الهمزة ، قالوا ولا تُمد إلاّ لبُعد الصوت ، وقيل بسكون الواو ، وكسر الهاء ، وكله بمعنى التَّذكُّر والتّحزُّن / ومنه [إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ] (1) أي كثير التأوه شَفقا وخوفا ، وقيل : 13 أ دعاء ، وأنشد البخاري (2) : " من الوافر "
تَأَوَّهُ أهَّةَ الرَجُلِ الحَزينِ
مشدّدة (3) الهاء ، وروي بمد الهمزة ، وكلاهما صواب ، أي توجُّعَ الرجلِ الحزين 0
أ و ي :
__________
(1) التوبة 114
(2) للمثقب العبدي ، والبيت كما ورد في ديوانه : إِذا ما قُمتُ أَرحَلُها بِلَيلٍ تَأَوَّهُ آهَةَ الرَجُلِ الحَزينِ
(3) في ب : شدد الهاء ...(1/31)
قوله : أمّا أحَدُهما فأَوَى إلى الله فآواهُ الله ، الأشهر قصر الألف من الأولى ، ومدّها في الثانية المُعَدَّاة ، وفي كلٍّ عند أهل اللغة الوجهان ، ثلاثيا كان أو رباعيا مُعدىً ، أو غير مُعدىً ، لكن المد في المُعدَّى أشهر ، والقصر في غير المُعدَّى أعرف ، كله بمعنى الانضمام ومنه : إذا أَويْتَ إلى فراشك ، وأَواهُم المبيت إلى غارٍ ، والحمد لله الذي أطعمنا وكفانا وأَوانا ، المد عند أكثرهم ، وكم ممَّن لا مُؤْوِيَ له ، وخير تُؤْوُه إليَّ ، ومعنى أواهُ الله ، ظاهره أنه لمّا انضمَّ إلى المجلس ، وقصدَه ، جعل الله له فيه مكانا وفُسْحةً ، وقيل : قرَّبَه إلى نبيه ، ويَحتمِل أنْ يؤويه يوم القيامة إلى ظل عرشه 0
وقوله : ومأْوَى الحيَّات والهوامِّ ، أي أماكنها التي تنضم إليها ، وقيل معنى الحمد للذي أوانا ، أي رحِمنا ، وعطف علينا ، وكم ممَّن لا مُؤْوِيَ ، أي لا راحم له ، ولا عاطف عليه ، وعلى المعنى الأول الذي ضمَّ شملنا ، وجعل لنا مواطن ومساكن تأوي إليها ، وكم ممَّن لا موطِن له ، ولا مسكَن ، ولا مَن يُنعِمُ عليه بذلك ، فهو ضائع مُهمَل ، والمأوى المسكَن ، بفتح الواو مقصور ، وكل شيء يُؤوَى إليه فهو مأوى إلاّ مأوِي الإبل ، فإنه بكسر الواو خاصة ، ولم يأت مَفْعِل بكسر العين في الصحيح من مصادر الثلاثيات من الأفعال وأسمائها فيما مستقبله يَفْعَل بالفتح إلاّ مَكْبِرَة من الكِبْر ، ومَحْمِدَة من الحَمْد ، وفي المعتل غير الصحيح مَعْصِيَة ومأوِي الإبل ، هذه الأربعة ، وسِواها مفعَل بالفتح في الصحيح ، وكثيرٍ من المعتل مما عين فعله ياء ، وقد حُكيَ في جميع ذلك الفتح 0
الهمزة مع الياء
أ ي د :
قوله : اللهم أَيِّدهُ بروح القُدُس ، أي قَوِّهِ ، والأَيْدُ القوة ، ومنه : إنّ الله يؤيِّد هذا الدين بالرجل الفاجر ، أي يشدّه ويقويه 0
أ ي م :(1/32)
قوله : تأيَّمَتْ حفصة / والأَيِّمُ أحقُّ بنفسها ، بفتح الهمزة ، وكسر الياء مشددة ، هي13ب التي مات عنها زوجها ، أو طلقها ، وقد أَيِمَتْ المرأة تَئيِمُ ، مثل سارت تسير، قال الحربي : وبعضهم يقول : تأْيَمُ ، مثل تسمع ، وقد يقال ذلك للرجال أيضا إذا لم يكن لهم نساء ، وأكثر ما تستعمل في النساء ، ولذلك لم يقل أَيِّمَةٌ بالهاء ، كقولهم امرأة طالق ، وقد حكى أبو عبيدة فيهنّ أيِّمَةٌ ، وقد تُستعمل الأيِّم في كل مَن لا زوج له ، وإن كان نُكراً 0
قوله : أيم كذا ، كذا ضبطه الأصيلي ، وعند ابن أبي صُفرَةَ بفتح الميم ، وسكون الياء ، مفتوح الهمزة ، وهما لغتان : أَيِّمٌ بالتشديد وكسر الياء ، وأيَمَ بالتخفيف مفتوح الياء قاله الخطابي ، وكله استفهام ، قال الحربي : هي أيْ وما صِلةٌ ، قال الله تعالى : [أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ] (1) ، وقال : [أَيًّا مَا تَدْعُوا] (2) ومنه في الحديث الآخر : أيّمَ هذا ، وفي رواية : أيُّهُم ، وهما بمعنىً 0
قوله : وأَيْمُ الله ، يقال بقطع الألف ووصلها، وهو حَلِفٌ ، قال الهروي: كقولهم : يمين الله ، ثم تُجمعُ اليمين أيْمُناً ، قالوا : وأيمُن الله، ثم كثُر في كلامهم ، فحذفوا النون، فقالوا : أيْمُ الله ، وقالوا : مُ الله ، ومِ الله ، ومَ الله ، ومُنُ الله ، وأَيمُنُ الله ، وأيْمُ الله ، وكل ذلك قيل ، وسبب هذا الاشتقاق ما لم يجعَل بعضهم الألف اصلية ، وجعلها زائدة ، وجعل بعضهم هذه الكلمة كلها عوضا من واو القسم ، كأنه يقول : والله لأفعلنَّ 0
أ ي ض :
قوله في الكسوف : فانصرفَ وقد آضَتِ الشمس ، ممدود الهمزة ، مثل مالت ، أي رجعت لحالها الأولى ، وفي حديث هند : وأيضاً واللهِ ، مُنوَّنُ الضاد ، أي ستزيدُ بصيرتُكِ وتعودينَ إلى خيرٍ من هذا وأفضل ، ومثله في حديث ابن الأشرف : وأيضا ، أي تزيد في الزهد في صحبته ، وترجع إلى ما كنتَ عليه 0
أ ي س :
__________
(1) القصص 28
(2) الإسراء 110(1/33)
قوله : وأيِس من جَمَلِه ، ويئِس من راحِلته ، يقال : أيِس، ويئس ، وجاءا معا في الحديث ، وهو من المقلوب 0
أ ي هـ :
قوله : إيهاً ، بكسر الهمزة ، كلمة تصديق وارتضاء ، وإيهٍ ، مكسورة منوَّنة ، استزادة من حديث لا يَعرفه ، وإيْهِ غير منوَّنة استزادة من حديث يعرفه ، وقال يعقوب : يقال للرجل إذا استزدته من عمل أو حديث :إيهِ ، فإن وصلت قلت : إيهٍ حدِّثْنا ، فتنوِّن / وقال ثابت : 14 أ ويقال أيضا : إيهاً عنَّا ، أي كُفّ عنَّا ، ووَيْهاً إذا أغريته أو زجرته ، ووَاهاً إذا تعجَّبت ، وقال الليث : إيْهِ كلمة استزادة واستنطاق، وقد تُنوَّن، وإيْهَا كلمة زجرٍ ، وقد تنون ، فيقال إيْهاً 0
قوله : آيةُ المنافق ثلاث، أي علامته ، وآيات الساعة أشراطها ، وآيات الأنبياء معجزاتهم ، وآية القرآن سُمِّيت لأنها علامة على تمام الكلام ، أو لأنها جماعةٌ من كلمات القرآن ، والآية الجماعة أيضا 0
قوله : فإيَّايَ لا يأتي أحدٌ يحمل كذا ، معناه احذروا واجتنبوا ، وفي حديث كعب ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كلامنا أيّتُها الثلاثة ، وكُنَّا خُلِّفنا أيُّها الثلاثة ، هذا عند سيبويه على الاختصاص ، وحُكيَ عن العرب : اللهم اغفر لنا أيَّتُها العصابة ، وإنَّا أيَّتُها الأمَّة ، قال أبو عبيدة : وتكون بمعنى الذي ، كقولهم : علمتُ أيُّهُم في الدار ، أي الذي في الدار ، فكأنه قال : الذين هم الثلاثة ، أو الأمة في الحديث الآخر 0
وقوله : إي واللهِ ، معناه نَعم والله 0
أسماء المواضع والبُقَع من الأرض في هذا الحرف
الأَبْواء : بفتح الهمزة وَباء بواحدة ساكنة ممدودة ، قرية من عمل الفُرُع ،بينها وبين الجُحْفَة مما يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلا ، وإنما سميت بذلك للوباء الذي بها ، وهذا لا يصح إلاّ على القلب ، وبها توفيت أم النبي صلى الله عليه وسلم 0(1/34)
الأَبطَح : يضاف إلى مكة ومِنى ، وهو واحد ، وهو إلى منى أقرب ، وهو المُحَصِّب ، وهو خَيْفُ بني كِنانة ، وكل مسيل للماء فيه دِقاق الحصى فهو أبطح ، قاله الخليل ، وقال ابن دريد : الأبطح والبطحاء : الرمل المنبسط على وجه الأرض ، وقال أبو زيد : الأبطح أثَرُ المسيل ضيِّقا كان أو واسعاً (1) 0
الأُثايَة : بضم الهمزة ، وبعدها ثاء مثلثة ، وبعد الألف ياء باثنتين ، من أسفل موضع بطريق الجُحفة ، بينه وبين المدينة ستة وسبعون ميلا، ورواه بعض الشيوخ بكسر الهمزة ، وبعضهم قاله : الأُثاثَة بالمثلثة فيهما ، وبعضهم بالنون في الآخرة ، والمشهور الأول 0
أُجُمُ بني ساعدة : حِصنها ، بضم الهمزة والجيم 0
أُحُد : بضم أوله وثانيه ، جبل بالمدينة معروف 0
الأَخْشَبان :/ بالخاء والشين المعجمتين ، وبعدهما باء بواحدة ، مضاف مرةً في 14 ب الحديث إلى مكة ، ومرة إلى مِنىً ، وهما جبلا مكة ، أحدُهما أبو قُبَيْس، والآخر الجبل الأحمر المشرف على قُعَيْقِعَان، ويسميان الجَبْجَبان أيضا، وقال ابن وهب : الأخشبان اللذان تحت العقبة بمِنىً فوق المسجد 0 ... ... ...
أَذْرُح : بفتح الهمزة ، وسكون الذال المعجمة ، وراء مضمومة ، وحاء مهملة ، مدينة من أداني الشام ، تِلقاء الشَّراهِ ، وقال ابن وضاح : هي فلسطين ، ووقع في كتاب مُسلم أنّ بينها وبين جَرباء المذكورة معها في حديث الحوض ثلاثة أيام .
أَذْرَبيجان : بفتح الهمزة مقصور ، ومدّها بعضهم ، وبكسر الباء وبفتحها ، وحكى فيه ابن مكي : أَذَرْبَيْجان ، بفتح الذال ، وسكون الراء ، قال : والنسب إليه أَذرَبِي ، وآذَرْبِيّ على غير قياس، وعن المهلب: إذرِيبجَان بكسر الراء ، وتقديم الياء على الباء ، وكسر الهمزة 0
الأَراك : المذكور في حديث الحج ، قيل هو من نَمِرَة ، وهو أراك يُستظل به بعرفة ، وقيل : هو من مواقف عرفة من جهة الشام ، ونَمِرَة من جهة اليمن 0
__________
(1) في ب : ضيّقا أو واسعا ، بدون كان .(1/35)
أَرَوَان : بئر بالمدينة ، ويقال : ذَرْوان ، ويقال : ذُو أَرْوَان 0
أَلْمَلَم : من المواقيت ، وقيل فيه يَلَمْلَم ، جبل من جبال تهامة على الثلاثين ميلا من مكة ، والياء فيه بدلٌ من الهمزة ، وليست الهمزة فيه مزيدة 0
أَصْبَهان : بفتح الهمزة ، وقيَّدها البكري بكسرها ، وأهل خُراسان يقولونها بالفاء 0
أَضاةُ بني غِفار : موضع بالمدينة 0
الأَفْراق : بفتح الهمزة ، وضبطه بعضهم بالكسر ، كأنه جمع فَرقٍ ، اسم مالٍ من أموال المدينة ، وحائطٍ من حوائطها 0
الأَسْواف : بفتح أوله ، وسين مهملة ، وهو من حرم المدينة بناحية البقيع ، وهو صدقة زيد بن ثابت 0
إهاب : بكسر الهمزة ، وآخره باء بواحدة ، موضع بقرب المدينة 0
الأَهْواز : بفتح أوله وإسكان ثانيه ، بعده واو وألف وزاي ، بلد يجمع كُوَراً 0
الأَشْطاط : بفتح أوله ، وإسكان ثانيه ، بعده طاء مهملة ، وألف وطاء أخرى ، هو تِلقاء الحُديبية 0
إيْلياء : بكسر أوله ممدود ، بيت المقدس ، قيل : معناه بيت الله ، وحُكي فيه القصر ، ولغة ثالثة إلْياء بحذف الياء الأولى ، وسكون اللام 0
أَيْلَة : بفتح الهمزة ، مدينة معروفة ، وقيل : هي شُعْبَة من رَضْوَى جبل يتبع غير المدينة المذكورة 0
الأَعماق : / بفتح الهمزة 0 ... ... ... ... ... ... ... ... 15أ
ذات أنواط : شجرة أنواطٍ خضراء ، كانت الجاهلية تأتيها كل سنة وتعظِّمها ، وتعلِّق بها أسلحتها ، وتذبح عندها قريبا من مكة ، وذُكر أنهم كانوا إذا حجُّوا وضعوا عليها أرديتهم ، ودخلوا بغير أردية ؛ تعظيما لها 0
إرْمِيْنِيَة : بكسر أوله ، وإسكان ثانيه ، بعده ميم مكسورة وياء ، ونون مكسورة ، بلد معروف ، يضم كُوَرا كثيرة ، سميت بذلك لكون الأرمن فيها ، وقيل بأرْمُون بن لمطا بن يُومِن بن يافث بن نوح عليه السلام 0(1/36)
إسافُ ونائِلة : اسما صنمين كانا بمكة ، وذكر محمد بن إسحاق أنهما كانا من جرهم رجلاً وامرأة ، اسم الرجل إسَاف بن بَنا ، والمرأة نائلة بنت سهل، زنيا بالكعبة، فمُسخا حجرين ، فلما قَدُم الأمرُ أمَر عَمرو بن لُحَيٍّ بعبادتهما ، ثم حوّلَهما قُصيٌّ فجعل أحدَهما بلَصْق الكعبة ، والآخر بزمزم ، وقيل بل جعلهُما جميعا موضع زمزم ، وكان يُنحَر عندهما ، وكانت الجاهلية تَمَسَّح بهما ، فلمَّا افتتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة أخرجهما 0
حرف الباء
الباء مع الهمزة
ب أ ب :
قوله : يابُو بُوسُ مَنْ أبوك ؟ ، هو اسم الرضيع من أي نوع كان ، وقيل هو اسم ولد الناقة خاصة ، ثم يستعمل في غيرها ، وقيل : هو عربي ، وقيل : ليس بعربي ، ولكنه عُرِّب ، وقيل هو اسمٌ علَمٌ له ، والصحيح الأول ، وقد رُوي من طريقٍ غيرِ ثابتٍ أنه ناداه في بطن أمه قبل أن يخرج ، فيُسَمّى ، أو يُعلَم ذكرٌ هو أو أنثى، وفي الصحيح مَن أبوك يا غلام، وهذا يدل على تفسيره بأنه الغلام ، يعني الصغير ، وأنه كان مولودا ، وأنه ليس بعَلَمٍ 0
ب أ ة :
قوله : من استطاع منكم الباءَةَ ، يقال باءٌ ، وباءة ، وباهٌ ، وباهَةٌ ، وهي هاهنا النكاح ، ويُسمى به الجِماع ، وأصله أنّ مَن تزوّج تبوَّأ منزلا ، فعلى هذا أصله الواو 0
ب أ ر :
قوله : لم يَبْتَئِر ، وفي رواية لم يبتَهِر ويبتئِر ، وفي أخرى ما ابْتأرَ بالهمز هكذا في مسلم ، وفسره لم يدَّخر ، وفي رواية بالميم 0
قوله : البئر جُبَار ، يُهمز ولا يهمز ، والأصل الهمز، والجمع بِئار وأَبآر ، وآبار ، قيل : أريد به البئر القديمة ، وقيل : ما حفره الإنسان ، حيث يجوز له ، فما هلك فيها فهو هدَرٌ ، واشتقاقه من بأَرْتُ إذا حَفَرْتُ ، والبؤرة الحُفرة 0
ب أ س :
/ قوله : لا يبأس ، ولا يبأسُون ، كله من البأساء ، وهي الشدة ، أي لا تصيبهم 15 ب(1/37)
شدة في الحال ، ولا في النفس (1) ، وهو البؤس (2) ، والبأس 0
وقوله : هل رأيتَ بُؤسًا قط ، ويُروى بؤسَى ، والتنوين أكثر ، وهو المصدر 0
وقوله : أَذهِبِ البأس ، أي شدة المرض ، والبأس أيضا الحرب ، ومنه : كنّا إذا احمَرّ البأس، وألاّ يجعلَ بأسَهم بينهم ، ومنه : لكن البائس سعد بن خَوْلة، ويا بُوس ابن سُميّةَ (3) ، وبُوسُهُ ما يلقاه من شدة حاله ، كما قد كان ، ومنه : عسى الغُوير أبؤسا (4) ، أي عساه يُحدِث بؤساً ، وهو مثلٌ يُضرب لما يُتّقى من بواطن الأمور الخفية .
ب أ ق :
قوله : من لا يأمَنُ جارُه بوائقَه ، هي الغوائل والمضارُّ 0
الباء مع الباء
__________
(1) في ب : الأنفس
(2) وردت البؤس مكررة ، وهو من خطأ الناسخ .
(3) في ب : اسم سمية .
(4) عسى الغوير ابؤساً: تصغير الغار وجمع البأس، وانتصاب أبؤسا على أنه خبر عسى جاء على أصل التقدير، وأصله أن قوماً أخذتهم السماء ففزعوا إلى جبل فيه غار فقالوا: ندخل هذا الغار، فقال أحدهم: عسى أن يكون في الغار بأس، فدخلوا وأقام الواحد، فانهار عليهم الجبل، وجاء الرجل فحدث الحى فقالوا: هذا كان ابوساً لا بأساً واحدً، وقد تمثلت به الزباء حين اطلعت من صرحها على الجمال التى كانت عليها الصناديق، يضرب في التهمة ووقوع الشر. الزمخشري ـ المستقصى في أمثال العرب 2/161(1/38)
قال أهل العربية : لم يلتق حرفان من جنس واحد في لسان العربية ، إلاّ أنه وقع في البخاري من قول عُمر : لولا أنْ أترُك آخِر الناس ببّاناً ، وفسره ابن مهدي شيئا واحدا ، وقال غيره معناه الجمع، أي جماعة ، ولا أحسبه من كلام العرب ، وقال الضَّرير : ليس فيه ببّان ، والصحيح بيّان ، الثانية ياء مثناة من أسفل ، أي لولا أنْ أُسَوِّيَ بينهم ، حتى لا يكون لأحدٍ على أحدٍ فضل ، ويقال لمن لا يُعْرَف من الناس : هَيّان بن بيَّان ، وهي ابنُ بَيٍّ ، وردَّ الأزهري قوله ، وقال : هي لغة يمنية صحيحة ، لم تفشُ في كلام معَدٍ ، وكذلك صححها صاحب العين ، وقال : ومما ضوعفت حروفه على بيان واحد، أي طريقة واحدة، وقال الطبري : هو المُعدِم الذي لا شيء له، أي مُتساوين في الفقر ، واختُلِف في وزنه ، فقيل : فعّال ، على أنّ النون أصلية ، وقيل : فَعلان ، على أنها زائدة 0
الباء مع التاء
ب ت ع : ... ... ... ...
البِتْع بكسر الباء بلا خلاف ، وإسكان التاء في المشهور ، وذكر بعض أهل اللغة فتحَها ، وهو شراب العسل 0
ب ت ت :
في باب تحريم الخمر ، والنهي عنها 0 البَتَّةَ ، أي قطعاً وفصلاً من غير عِلةٍ ؛ لأنهم تأولوا أنه حرّمها لأنها لم تُخَمَّس ، أو لأنها قُسِمَتْ بغير إذنه ، أو لئلا يفنى الظّهر ، فجاء في هذا الحديث تحريمُها من غير عِلة ، وذلك معنى قولهم في طلاق البتّة ، أي القطع للعِصمة ، وأبِتُّوا طلاقَ هؤلاء النساء، / أي اقطعوا العمل به ، يعني نكاح المُتعة ، أو عِصمة 16 أ ما بينكم وبينهنَّ 0
ب ي ت
قوله : لا صيام لِمن لم يُبَيِّت الصيام ، أي لمن لم يبيّته ، ويقطع نيَّتَه عليه 0
وقوله : اقتُلوا الأبْتَر ، وفَسَّرها هنا بأنه الأفعى ، وقيل صنف من الحيات أزرق مقطوع الذنب ، لا تنظر إليه حامل إلاّ أسقطتْ .
ب ت ي(1/39)
وفي حديث جابر في الأقراص ، فوضعتُهنَّ على بِتِيٍّ ، على وزن قِسِيّ ، وهو طبق أو مائدة من خُوصٍ ، وفي رواية على بَتِيّ ، والبتُّ كِساء غليظ من وبر أو صوف 0
الباء مع الثاء
ب ث ث :
قوله : بُثُّوا ، أي فَرِّقوا ، وقولها : لا أبُثُّ خبرَه ، أي لا أُظهره وأنشره ، ولا تبثُّ حديثنا ، أي لا تُشِيعُه ، ومنه : وبثَّها فيكم ، أي نشرها وأذاعها ، ويقال : بثثتُ الحديث وأبثثتُه ، وقولها : ولا يُولِج الكفَّ فَيعلمَ البَثّ ، أصله الحُزن ، ومنه [إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي] (1) ، والبثُّ الذي أرادت داء أو عيب كانت تسترُه وتُخْفيه ، ويُحْزِنُها الاطّلاعُ عليه ، وكان لا يتعرّض له تكرُّما ، وقيل : بل أرادتْ أنه لا يجامِعها ، ولا يُضاجِعها ، مع أنه كان إذا رقد التَفَّ ، والبثُّ هاهنا حبُّها إيّاه ، وشدّة حاجتها إليه، وقيل : أرادت أنه لا يتفقّد مصالحها ، ولا ينظر في أمورها ، يقال : فلان لا يُدخِل يَده في هذا الأمر 0
ب ث ق :
قوله : فانبثقَ الماء ، أي انفجر ، يقال منه بَثْقٌ لِموضع انفجار الماء 0
الباء مع الجيم
ب ج ح :
قولها : بَجَّحَني فَبَجَّحْتُ ، أي فرّحني ففرِحتُ ، وقيل : عظّمني فعظُمتُ عند نفسي ، قال ابن الأنباري : وحُكي بَجَحني أيضا بالتخفيف 0
ب ج ر :
قولها : وبُجرَهُ ، هي عروقٌ مُنعقِدةٌ في البطن 0
ب ج ل :
قوله : فقطعوا أَبجَلَه ، الأبجلان عرقان في اليد ، وهما عرقا الأكحل من لدن المنكِب إلى الكفِّ ، والأكحل ما بدا منه من مرابِط الذراع إلى العَضُد 0
ب ج س :
وقوله : فانبَجَستْ منه ، أي انقبضتْ عنه ، وتأخَّرتْ 0
الباء مع الحاء
ب ح ر :
__________
(1) يوسف 86(1/40)
قوله : أهل البُحَيْرَة ، يعني أهل المدينة ، والبحيرة الأرض والبلد ، قال ابن سِراجٍ : ويقال: البُحيرة والبِحار القُرى ، وفي تفسير[ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ] (1) أي/ القُرى 16 ب والأمصار، وقيل : البحر نفسه ، وكتبَ له ببحرِهم وبلادهم وأرضهم ، قال الطبري : كل قريةٍ لها نهرٌ جارٍ ، أو ماءٌ ناقع ، فالعرب تسميها بحرا 0
وقوله : وإنْ وجدناه لَبحرا ، أي كثير العدو ، واسع الجَري ، والبَحِيرة سُميت بذلك ؛ لأنهم بَحروا أُذُنها ، أي شقُّوها بنصفين ، وهي الناقة التي نتجتْ خمسة أبطنٍ ، آخرُها ذَكَر ، شقُّوا أذنها ، ولم تُذبح ، ولم تُركب ، ولم تُمنع كلأً ، ولا ماء ، وقيل بل إذا ولدت خمسة أبطنٍ آخرها ذكر أكله الرجال خاصة ، فإن كانت أنثى بحروا أذنها ، فإن نتجتْ مَيتةً اشترك فيها النساء والرجال ، وقيل : بل تكون حراما على النساء، فإن ماتت جاز لهن أكلها، وقيل البَحيرة بنتُ السائبة ، تُشَقُّ أذنها وتُترك مع أمها ، لا يُنتفع بها 0
ب ح ت :
قوله : خَضبَ عُمر بالحنَّاء بَحْتاً ، أي خالصا وَحده 0
ب ح ث :
قوله : بحث بِعَقِبِه ، أي حفر التراب ، واستخرجه 0
ب ح ح :
قولها : فأخذتْهُ بَحَّةٌ ، البَحَحُ غِلَظٌ وخشونة تمنع الجَهار 0
الباء مع الخاء
ب خ خ :
قوله : بَخْ بَخْ ، يقال بالإسكان ، والكسر مع التنوين والتخفيف ، وبالكسر دون تنوين ، وبالضم مع التنوين والتشديد أيضا ، وقال الخطابي : الاختيار إذا كُرِّرت تنوين الأُولَى وتسكين الثانية، قال الخليل : يقال ذلك للشيء إذا رَضيَهُ ، ويقال لتعظيم الأمر ، فمن سكَّن شبهه بهل وبل ، ومن كسر ونوّن ، أجراها مجرى صَهْ ومَهْ ، شبَّهها بالأصوات 0
__________
(1) الروم 41(1/41)
قوله : كأسْنِمَة البُخْت ، بالخاء المعجمة ، هي إبل غِلاظ ، ذوات سنامين ، ومعناه أنهنّ يُعظمن رؤوسهنّ بالخُمُر والعمائم حتى تشبه أسنمة البخت ، وقيل : يَطمَحْنَ إلى الرجال ، لا يغضُضن من أبصارهن ، ولا يُنكسْنَ رؤوسهنَّ 0
الباء مع الدال
ب د ا
باب كيف بَدْءُ الوحي : رُوي بالهمزة من الابتداء ، وبغيره من الظهور ، قال أبو مروان : والهمز أحسن ؛ لأنه جمع المعنيين ، وأحاديث الباب تدل عليه ؛ لأنه بيّن فيه كيف يأتيه المَلَك ، ويظهر له ، وكيف كان ابتداء أمره ، وأوَّل ما ابتُدئ به منه ، وقال غيره : الظهور فيه أحسن ؛ لأنه أعَمُّ 0
قوله : باتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم مَبدأه ، بفتح الميم ، وضمها ، أي ابتداء / خروجه ، وشروعه في سفره 0 ... ... ... ... ... ... ... 17أ
وقوله : وعُدتُم من حيث بدأتُُم ، أي إلى ما سبقَ علمُ الله به فيكم ، والمُبدئ المُعيد من أسمائه تعالى؛ لأنه ابتدأ خلق المخلوقات ، ويُعيدها بعد فنائها ، يقال : بدأ وأبدأ 0
قولها في السواك : فأَبَدَّهُ بصرُه ، أي أمدَّه ، وقيل : طوَّله 0
وقولها : فكدت أُبادِيه ، أي أُسابقه الكلام ، وأَبْتَدِؤهُ مثل أُبادِره 0
ب د د :
قوله : وبدّدَ بين أصابعه ، أي فرّق 0
قوله : لا بُدّ ، أي لا انفكاك ، ولا افتراق دونه ، أي هو لازم 0
ب د ر :
قوله : ترجُفُ بوادِره ، جمع بادِرة ، وهي اللَّحمة بين المنكِب والعُنُق ، وفي الآخر فؤاده 0
قوله : بادرني عبدي .
وقول عائشة : وبدرْتُه بالكلام 0
وقوله : تَبدُرُ يمين أحدِهم شهادتَه ، فإن عَجِلَتْ منه بادِرة ، يعني البُصاق في المسجد ، كله من المسابقة 0
قوله : وبدَرَ الطَّرفُ نباتُه ، أي سبق رجْعَ العين ، وصَرْفَ نَظرِها إلى حركة حِسِّها 0
ب د ن :(1/42)
قولها (1) : فلما بَدُنَ، ورُوي بَدَّنَ ، وأنكر ابن دريد وغيره ضم الدال ، لأن معناه عظُم بدنه ، وكثر لحمه ، قالوا ولم تكن هذه صفته ، والصواب بدَّن ، أي أسنَّ أو ثَقُل من السِّن ، وفي حديث عائشة ما يُصحح الروايتين ، وذلك قولها : فلمَّا أسنَّ ، وأخذ اللحمَ ، وروي عنها: فلمَّا كَبِر ، وفي حديث آخر (2) : وكان معتدل الخَلْق وبدُنَ آخرَ زمانه، وفي وصف عليّ إياه : بادِناً مُتماسِكا ، أي عظيم البَدَن مُشتُّدهُ ، غيرُ مهزول اللحم ، ولا ضعيف البِنية ، وفيه ذِكرُ البَدَنة والبُدْن ، وهذا الاسم يختص بالإبل ؛ لِعِظم أبدانها وأجسامها .
ب د ع :
قوله : أُبْدِعَ بي (3) ، بضم الهمزة ، قال بعضهم : هكذا استُعملتْ هذه اللفظة فيمن وقفتْ دابّتُه وأعيَتْ كَلالاً .
قوله : نعمتْ البدعةهذه ، كلّ ما أُحدِث بعد النبي صلى الله عليه وسلم فهو بِدعة ؛ لأنّ البدعة ما لم يُسنَّ ، فما وافق أصل السنة بقياسٍ عليها فهومحمود ، وما خالف أصل السنن فهو ضلالة ، ومنه قوله : كلّ بدعة ضلالة .
ب د و :
قوله : أذِنَ لنا في البدو ، وأتى رجل من أهل البدو، وذِكرُ البادية كلها غير مهموز ؛ لأنه من بدا الرجل يبدو إذا خرج إلى البادية ؛ فنزل بها ، والاسم البَِداوة بفتح الباء وكسرها ، هذا هو المشهور ، وقد حُكي بدأ بالهمز ، يبدأ ، وهو قليل .
قولها : ثم بَدا (4) لأبي بكر فبنى مسجدا.
وقول عثمان : بدا لي أن لا أتزوجَ / ثم بدا لإبراهيم ، أي ظهر . ... ... 17 ب
وقوله : خرجتُ بفرس لطلحة أُبَدِّيهِ إلى البادية ، أُبرِزهُ إلى موضع الكلأ ، ورواه الكافة بالنون أُنَديه ، ومعنى التندية أنْ تُورد الماشية الماء ؛ فتُسقَى قليلا ، ثم تُرسل في المرعى ، ثم تُردُّ إلى الماء ؛ فتُسقى قليلا ثم تُردُّ إلى المرعى .
الباء مع الذال
ب ذ و
__________
(1) في ب: قوله .
(2) آخر : غير موجود في ب .
(3) بي : غير موجود في ب .
(4) في ب : قوله بدا .(1/43)
قوله : كانت تَبْذوعلى أهلها ، أي تَفْحَشُ في القول ، بذا يبذو بِذاً ، كذا قيده القُتَيبي ،وقال الهروي : بكسر الباء ، ومُباذاة وبِذاةً فهو بَذِيٌّ .
ب ذ خ :
قوله : بَذْخاً ، أي أَشَراً وبطَراً وكِبْراً ، يقال بَذَخ بَذَخا إذا تطاول فخرا ، وبَذَخ الجبل علا .
ب ذ ل :
قوله : مُبتَذِلة : أي لابسةً بذلَةَ ثيابِها ، وهو ما يُمتهن فيه من الكِسوة ، أي غير متزينة ، ولا متصنعة للزوج ، ولا مُهتَبِلَةٍ بنفسها 0
قوله : والمُتباذِلين فِيَّ ، من البَذْل ، وهو العطاء من غير عِوَضٍ 0
ب ذ ق :
قوله : سبقَ محمدٌ الباذَقَ ، بفتح الذال المعجمة ، وهو الطِّلاء المطبوخ من عصير العنب ، وكان أول مَن عمله وسمّاه بنو أميّة ، لِيَنْقُلوه عن اسم الخمر ، وكل مُسكر ، فهو خمر ؛ لأن الاسم لا ينقُله عن معناه الموجود فيه 0
الباء مع الراء
ب ر أ :
قوله : بَرَئوا ، أي صَحُّوا ، مهموز ، يقال : برأتُ من المرض ، وبَرِئتُ منه ، قال ابن دريد : يُهمز ولا يُهمز، وفي الحديث : أصبح بحمد الله بارِئاً، قال ثابت : هذا على لغة أهل الحجاز ، يقولون : بَرَأتُ من المرض ، وتيم تقول : بَرِئتُ بالكسر ، ورُوي بَرُوا بالضم ، وبُرِي بغير همز ، على لغة مَن تركه تسهيلا ، وأمّا مِن الدِّين فبَرِيَ بالكسر لا غير ، ومنه أنا بَرِئ من الصالِقة ، وأنا أبرَأُ إلى الله أن يكون لي منكم خليل 0
وقوله : يا خيرَ البَرِئَة ، مهموز على الأصل ، ولا يهمز على الأغلب ، وهب فعيلة بمعنى مفعولة ، والبارئ الخالق ، ويقال إنّ البريَّة أحدُ الأشياء التي تركت العرب همزها ، وكان أصلها الهمز ، ويقال : بَرَيتُ العود إذا قطعْتَه وأصلحته ، لكن اختصتْ هذه اللفظة بخلْقِ الحيوان في عرف الاستعمال ، ومنه : [مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ] (1) وذَرأ وبَرأ كرّره مع خَلَقَ للتأكيد ، وساغ لمّا اختلف اللفظ 0
ب ر ج :
__________
(1) الفلق 2(1/44)
قوله : وغسْل البراجِم ، هي العُقَد المشنّجَةُ الجلدِ من ظهر الأصابع ، وهي مفاصلها ، قال أبو عبيدٍ : البراجم والرواجِب جميعا مفاصل الأصابع كلها ، وفي كتاب العين / 18 أ الراجِبَة والبُرجُمَة من السُّلامَى 0
ب ر ح :
قوله : إلاّ أن يكون كُفرا بَرَاحاً ، أي بيانا لا تأويل له ، ولا خَفاء به ، ومَن رواه بَواحاً بالواو فهو من باح بالشيء إذا أظهره ، أي ظاهرا مُعلنا به ، لا عن ظنّ ، ولا اتّهام 0
قوله : برَّحتْ بنا ، أي كشفتْ أمرنا وأظهرته 0
وقوله : لقينا منه البَرْح ، يعني المشقَّة الشديدة ، برَّح به إذا شقَّ عليه 0
قوله : فما بَرِحَ ، ولم يَبْرَحْ ، أي لم يزل ، والبارحَة منه ، أي الليلة الزائلة الذاهبة ، والبُرَحاء شِدّة الكرب ، وشدّة الحُمّى .
ب ر د :
وقوله في الحُمَّى : ابْرُدوها بالماء ، بضم الراء مع الوصل ، ويقال : بكسرها والقطع
وقوله : أبرِدُوا بالصلاة ، أي أخِّروها عن وقت الهاجرة إلى حين بَرْد النهار ، وأبْرَدْتُ كذا ، إذا فعلتَه حينئذ 0
قوله : مَن صلّى البردين ، قيل الصبح والعصر ، والأبردان الغداة والعشي ، وهما العصران أيضا ، سُمِّيا بالبردين لبرد هوائهما ، بخلاف ما بينهما من النهار ، والبريد أربعة فراسخ ، والفَرسَخ ثلاثة أميال ، والبريد أيضا الرسول المستعجِل ، ودوابّ البريد دوابّ تُعدُّ لهؤلاء الرُّسل ، أبردتُ له بريداً ، ومنه قوله : إذا أبردتُم إليّ بريدا فاجعلوه حسن الوجه حسن الاسم، ومنه دارُ البريد ، والبريد أيضا الطريق ، وهو عربي وافق أعجميا ، ومنه الحديث : على بريد الرُّوَيثَةِ ، البُردة ، كساء مُخطط ، ويُجمع على بُرُد ، وقيل : هي الشَّملة ، والبُردُ من غير هذا : ثوب من عَصْب اليمن ووشيه ، وجمعه بُرود بزيادة واو 0(1/45)
قوله : اغْسِلْه بماء ثلجٍ وبَرَدٍ ، أراد المبالغة ، لأنه ماء صافٍ ، لم تستعمله الأيدي ، ولم يمتزج لجمودته ، وفي الحديث : وماء البارد ، يريد وماء الوقت البارد ، لأن فيه يكون الماء باردا ، أو من إضافة الشيء إلى نفسه ، كمسجد الجامع ، وحبّ الحصيد ، ويَحتمِل أن يريد بالبارد الذي يُستراح به ؛ لإزالة الخطايا ، كأنه يُطفئ حرَّها من قوله : [لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا] (1) أي راحةً على وجهٍ ، ومنه أتبرَّدُ أي أستريحُ ، وقد يكون وصْفُه بذلك لأنّ به يُمدحُ الشراب واللَّبن ، ويُذمّ بالحرارة ، كما وُصِف شراب جهنم 0
قوله : وإنّ عملَنا كلَّه بَرَدَ لنا ، أي ثبت وخلَصَ ، يقال : ما بَرَد في يده منه شيء ، أي ما ثبت ، والبُرْدِي بضم الباء ، وإسكان الراء ، نوع من التمر جيّد ، وكذلك البَرْنِي بفتح الباء ، ضرب طيّب منه ، ينسب إلى قرية باليمامة ، وقيل هو/ نوع من التمر يُلقَّب به 0 18 ب
ب ر ذ :
والبَرَاذين خيل غير عِرابٍ ، ولا عِتاقٍ ، سمِّيت بذلك من البَرْذَنة ، وهي الثّقالَة ، يقال بَرْذَنَ الرجل إذا ثَقُل 0
قوله : مُفْتَرِشا بَرْذَعة ، يعني الحِلْس الذي يُجعَل تحت الرجل ، وجاء في غير هذا الحديث : بَرْذَعة رَحْلِه 0
ب ر ر :
قوله : أتَبرََّرُ بها ، تبرّرْت بالعبادة ، طلبت بها البِرَّ ، والبِرُّ الطاعة ، وإنّ الصدق يهدي إلى البِر ، البِرُّ اسم جامع للخير ، وقيل : البِر الجنّة في قوله تعالى : [لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ] (2) ، وحجٌّ مبرور ، يعني خالصا ، لا يخالطه مأثم 0
قوله : صدقَ وبَرّ ، تأكيدا أي صدق في قوله ، وبَرّ في فعله ، ومِن أَبَرِّ البِرّ، وبِرّ الوالدين ، كله من الصِّلة وفعل الخير والتوسّع فيه 0
__________
(1) النبأ 24
(2) آل عمران 92(1/46)
وقوله : البِرَّ تُرِدْنَ بهذا ، أي طلب البرّ ، وخالص العمل به ، تظنونَ هذا ، وفي صفته عليه السلام في شِعر حسان : بَرٌّ تَقِيٌّ (1) ، أي خالص من المأثم ، ويكون أيضا هاهنا الكثير المعروف والإحسان ، يقال : رجل بَرّ وبارٌّ ، إذا كان كثير النفع والخير والمعروف والبِرّ بوالديه ، ومن أسمائه تعالى : البَرُّ خالق البِرّ ، وقيل عطوف على خلقه ، مُحسنٌ إليهم 0
وقوله : لو أقسم على الله لأبَرَّه ، أي أمضى يمينه على البِرّ ، وصدَّقها ، وقضى بما خرجتْ عليه ، ولا يُحَنِّثه ، يقال : أبْرَرْتُ باليمين إذا لم تخالِفْها ، وأمضيتِها على ما خرجتْ عليه ، وقيل : معناه لو دعا اللهَ لأجابه ، ويقال في هذا أيضا : بررْتُ القَسمَ ، وبَرّ وبَرَرْتَ في كلامك ، وأبررْتَ ، والبَرُّ أيضا البَراحُ من الأرض ضد الكِنّ 0
ب ر ز :
وقوله : إذا أراد البَراز ، بفتح الباء ، كناية عن قضاء الحاجة ، وأصل البَراز المُتّسِع من الأرض ، ثم سُمي الحَدثُ بَرَازاً ، ومنه قوله : تبرَّزْتُ ، وتبرَّزَ ، والتَّبَرُّز 0
وقولها : لَأُبْرِزَ قَبْرُهُ ، أي كُشِف وأُظهِر0
ب ر ك :
وقولها : كثيرات المبارِك ، أي محبوسة في أكثر أوقاتها للنحر ، قليلاً ما تسرح ، وكثيرا ما تبرك ، وقيل : محبوسةٌ للحلب للأضياف ، فتقام لذلك ثم تبرك ، فيتكرر بروكها ، ويقال : كثيرة في مباركها لما ينتابُه من الضيفان ، قليلة في أعدادها إذا سُرِّحتْ للرَّعي 0
__________
(1) لم أجد هذا في المطبوع من شعر حسان ، إنما وجدته للبوصيري في قوله :
أمينٌ صادِقٌ بَرٌّ تَقِيٌّ عليمٌ ماجِدٌ هادٌ وَهُوبُ(1/47)
قوله : فبرَّكَ في خيلِ أحْمَسَ ، أي دعا بالبركة ، وهي النماء والزيادة ، ويكون البروك بمعنى الثبوتِ واللُّزوم ، وقيل في تبارك /إنه من البقاء والدوام ، وقيل من الجلال 19أ والعظمة ، وقيل تقدّس ، ومنع المحققون أن يُتأوَّل في وصفه بمعنى الزيادة ؛ لأنها تُنبِئ (1) عن النقصان ، وقيل باسمه تُنال البركة والزيادة 0
قوله : بارِكْ لنا في مدينتنا ، أي أكْثر الخير فيها وأدِمه لنا من العمل الصالح ، والعيش الحسن ، والرزق الدّارِّ 0
قوله : فإن في السَّحور بركة ، أي زيادة في الأكل المُباح للصائم ، وفي القوة على الصوم ، وفي الحياة ، لأن النوم موت ، أو زيادة في الخير والعمل ؛ لأن مَن قام للسَّحور ذكر الله ، وربما صلّى ، وجدَّد نِيَّة لصومه بالأكل لِسَحوره 0
وقوله : إنّ من الشَّجر ما بركته كبركة المُسلم ، يعني في دوام عمله واتصاله ، وزيادة خيره 0
ب ر ن :
البَرنامَج : مفتوح الباء والميم، ويقال بكسر الميم ، والفتح أكثر، كلمة فارسية ، وهو زمَامُ تَسْميةِ متاعِ التّجارِ ، يكتبون فيه الأعداد والصفات والأثمان 0
والبُرنُس : بضم الباء والنون ، كل ثوب له رأس ، يلتزِقُ به دُرَّاعَةً كانت أو منظراً ، يلبَسُه العُبّاد وأهل الخير 0
ب ر ض :
قوله : يتبرَّضُه الناس تبرُّضا ، أي يتتبَّعونه قليلا قليلا ، يعني الماء الذي وجدوه ببئر الحُديبيَة ، والبَرْض جمع القليل بعد القليل 0
ب ر ق :
وبارِقة السُّيوف : لمعانُها ، وتُجمع بوارِق ، ويمكن أن يراد ببارقة السيوف أنفسَها ، وأضافَها إلى نفسها ، وبَرَّاق الثنايا : شديد بياضها ، والبُراق : مركب الأنبياء ، يَحتمِل أن يُسمَّى بُراقاً من البرق ، لسرعة سيره ، أو لكونه أبْرَق ، وهو الأبيض ، كما جاء في الحديث ، والبَرْقاء الشاة البيضاء التي فيها طاقاتُ صوفٍ سُود ، والأباريق : جمع إبريق ، وهو كوب له عُروة 0
ب ر س :
__________
(1) كتب : تُبنى ، وما أثبتناه من ب، وهو الصواب .(1/48)
والمُومُ البرسَام : وهو مرض معروف ، وورمٌ في الدِّماغ يتغير منه عقل الإنسان ، ويهذي به ، وقيل فيه : سِرسام 0
ب ر هـ :
قوله : الصَّدقة بُرهان ، أي حجة ودليل على صحة إيمان صاحبها ؛ لطيب نَفْسه بإخراجِها ، وأصل البرهان الوضوح ، يقال : هذا برهان هذا الأمر ، أي وضُوحه ، وهو مصدر كالقرآن والعُدوان 0
ب ر ي :
قوله : كنت أبْري النَّبْل ، ويبرِي نَبْلاً ، أي ينحتُها ، ويقوِّمُها بحديدة ، يقال : بَرى بَرْيا وكذلك القلم ، والفاعل بَرَّاء 0
قوله : لا يستبرِئ مِن / بَوله ، ويُروى لا يستتِر ، ومعنى يستبرئ يَستنفض ، 19 ب ويستقصي ، كما يُبْرأ من الدَّين والمرض 0
الباء مع الزاي
بزغت الشمس : بدا طلوعُها 0
الباء مع الطاء
ب ط أ :
قوله : مَن بَطَّأ به عمله ، أي أخّره وثقّله عن أن يكون من السابقين في الآخرة ، أو عن رتبة الناجين بعمله السيئ ، أو بتفريطه في العمل الصالح ، لم ينفعه في الآخرة نسبه 0
ب ط ح :
قوله : بُطِحَ لها ، أي أُلقِي وبُسط على وجهه 0
قوله : كَوْمَةً بَطحاء ، أي مُتّسعة ، منونة ، ورُوي على الإضافة ، وروي من بطحاء ، وهذا يُؤكد الإضافة 0
ب ط ر :
قوله : مَنْ جَرّ إزاره بَطرا ، بفتح الطاء ، ويجوز كسرها على المصدر ، أو على الحال ، أصل البَطر الطغيان عند النعمة والعافية ، ومنه : لولا أن تَبْطَروا ، أي تَطْغَوْا ، وبطرُ الحق جَحدُه ، وجعله باطلا ، وتكبُّرٌ عليه ، والبطارقة قُواد ملوك الروم ، وخواص دولتهم ، وأهل الرأي والمشورة ، وقيل : المُختال المتعاظم المزهو ، ولا يقال ذلك إلاّ للنساء 0
ب ط ل :
قوله : بطل مجرّب أي شجاع ، بَطُلَ بضم الطاء بطَالة وبُطولة إذا شَجَع 0
ب ط ن :
قوله : والمَبْطون شهيد ، هو صاحب الاسْتِطلاق ، وبُطِنَ الرَّجل على ما لم يسم فاعله ، صار مبطونا 0
وقوله : أبْطُنٌ من بني أسد ، البطن دون القبيلة ، والفَخِذ دون البطن ، وقيل : الفصائل ، ثم الأفخاذ 0(1/49)
قوله : بِطانتان ، بِطانة الرجل دُخلاؤه ومَن يختص به 0
قوله : امرأة ماتت في بَطْنٍ ، قيل : من نفاسٍ ، وقيل من داء بطنها 0
ب ط ش :
قوله : وإذا موسى باطِش بساقِ العرش ، يعني التناول والأخذ الشديد بسرعة وقوة ، وفي مستقبله لغتان الكسر في الطاء ، والضم ، وبَطَشَتْها يداه عَمِلَتْها كَسْباً 0
قوله : ومِثل ذلك بَطَلُ ويُطَلُ بالوجهين ، ورجّح الخطابي رواية الياء من طُلَّ دَمُهُ ، وطَلَّ وأَطلَّ ، وطللتُهُ ، كل ذلك إذا لم تطلب به ، وأكثر الروايات بَطَلَ بباء بواحدة ، يقال : بطل الشيء بُطلاُ وبطلاناً ذهب 0
الباء مع الظاء ... ... ... ... ... ... ... ...
ب ظ ر ... ... ... ... ... ... ... ...
إمْصَصْ بَظْرَ اللات ، بفتح الصاد ، كلمة تستعمل في السبّ ، وكثيرا ما يُضيفون ذلك إلى الأم 0
الباء مع الكاف
/ب ك ر : ... ... ... ... ... ... ... ... ... 20 أ
قوله : كأنها بَكْرَة ، هي الفتِيَّة من الإبل ، تُشبَّه بها الجارية التامة الخَلْق الطويلةالعُنق ، وأما التي يُستَقى بها فتفتح كافها ، وتُسكَّن 0
ب ك م :
قوله : العُراةُ الصُّمُّ البُكْمُ ، يعني رَعَاع الناس ، وجَهَلتَهم ، لأنهم لم يَنْتَفِعوا بالسمع ، ولا بالنُّطق ، فكأنهم صم بكم ، ويَحتمِل لا ينطقون في المشاهد والجماعات ، ولا يُشاوَرون لجهلهم ، وخُمولهم ، وضعفِهم ، وسوء حالهم 0
ب ك ع :
قوله : تَبْكَعُنِي بها ، البكعُ التبكيت وهو الاستقبال في الوجه بما يَكره 0
الباء مع اللام
قوله : بَلَّحوا عليّ ، أي عَجَزوا ، يقال : بلّح الفرس إذا وقف إعياءً ، وتخفيف اللام لغة ، قال الأعشى :
واشْتكى الأوْصالَ منهُ وبَلَحْ (1)
وبَلَّح النخل ، صار بلحاً ، وذلك قبل أن يحْمرّ ، أو يصفرّ 0
ب ل د :
قوله : أليست البلْدةَ ، يريد مكة ، أي بلدنا ، وقيل : هو اسم لها ، وقيل : هو من أسماء مِنى 0
ب ل ل :
__________
(1) ورد هذا البيت في ديوانه / الموسوعة الشعرية :
وَإِذا حُمِّلَ عِبئاً بَعضُهُم فَاِشتَكى الأَوصالَ مِنهُ وَأَنَح(1/50)
قوله : سأَبُلُّها ببلالِها ، بكسر الباء ، وبفتحها من بَلَّهُ يبُلّه ، أي سأَصِلُها قَطيعتَها ، شُبِّهَت بالحرارة تُطْفأ بالبَرد ، ومنه : بُلُوا أرحامكم ، أي صِلوها 0
قوله : حِلّ وبِلّ ، أي مُباح بلغة حِمير ، وقيل : اتِّباع على مذهب مَن أجاز الاتِّباع بالواو ، وقيل : شفاء من قولهم : بَلَّ مِن مرضه ، كما قال : فيها شِفاء سُقمٍ 0
ب ل و :
قوله : ما أبلَى مِنَّا أحد ، أي ما أغنى وأنكأَ .
وقول كعب : ما علمت أحدا أبلاهُ الله في صِدق الحديث أحسنَ مما أبْلانِي ، أي أنعم عليه ، ومنه : [وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ] (1) أي نعمة ، والبلاء في الخير والشر ، لأن أصله الاختبار ، وأكثر ما يُستعمل في الخير مقيدا ، وأمّا في الشر فقد يُطلق ، قال الله تعالى : [بَلَاءً حَسَنًا] (2) ، وقال ابن قتيبة : أَبلاه الله بَلاء حسنا ، وبَلاه يبلُوه أيضا ، أصابه بشرٍّ ، وقال صاحب الأفعال : بلاه الله بالخير والشر بَلاءً 0
وقوله : بَلَوْتُ أي جرَّبْتُ 0 ... ... ... ... ... ...
وقوله : بعثتك لأبتليكَ ، وأبتَلي بك ، لما يلقاه من الأذى ، ويَلقون مِن القتل والجَلاء إذا كذَّبوك 0
ب ل ع :
قوله : لو قطعتُم هذا البُلعوم ، بضم الباء، وهو مجرى الطعام في الحَلق، وهو المريئ. وقوله : بَلْهُ ما أَطلعتُكم عليه ، معناه دّعْ / عنك ، كأنه إضراب عما ذكر ؛ لاستحقاره20ب في جنب ما لم يَذكُر ، وقيل معناه كيف ما أَطلعتُكم عليه 0
الياء مع النون
ب ن و :
كثير ما يتكرر بنتٌ وابنةٌ ، والتاء في بنتٍ للإلحاق ، وليست للتأنيث ، والتاء في ابنةٍ للتأنيث ، وأما ابن فمن ذوات الواو، لقولهم البُنُوة ، وابناويّ في النسب إلى الأبناء باليمن ، وقيل هي من ذوات الياء ، تَبَيَّنْتُ فلانا .
وقولها : كنتُ ألعبُ بالبناتِ ، تعني اللُّعَبَ شِبه الجواري ، تلعب بها الصبايا 0
__________
(1) البقرة 49 ، الأعراف 141 ، إبراهيم 6 .
(2) الأنفال 17(1/51)
قوله : الخَذْفُ والبُنْدُقَة ، وهي رمي الصيد بالحجر الصغير وشبهه إذا كان بين إصبعين ، فهو خَذْفٌ ، وإن كان بعصاً مجوّفة يُنفَخ فيها ، فهو صيد البندقة ، وهي غالبا تُصنع من طين مطبوخ ، وغير مطبوخ 0
ب ن ي :
قوله : وبنى بها وهو مُحرِمٌ ، يقال بنى على أهله ، وبأهله ، وأنكر يعقوب بنى بها ، ونسبه إلى العامة ، وأصله أنهم كانوا إذا أراد أحدهم الدخول على أهله ، رفع قُبّةً أو بناءً يُحلاّن فيه 0
الباء مع الصاد
ب ص ر :
في صفة الخوارج : فلا تَرى بصيرةً ، يعني الدّّم ، كما جاء سبقَ الفَرْث والدم ، وأصل البصيرة الدم يَستدير على الأرض ، وبه سُمِّي التُرس بَصيرةً ؛ لاستدارته ، أبصرتُ الشيء رأيته ، وبَصُرْتُ به ، وبَصُرَ عيني ، بضم الصاد، إذا نظر إليه بعد مانعٍ له، والاسم البَصَر ، وبه سميت العين، ويجمع أَبْصاراً، وأَبصَر واستبصَر من البصيرة ، وهو المستيقن للشيء ، المعتقدُ لِصحته ، ومنه قوله : ومنهم المُستبصرُ أي الداخل في أمره عن قصدٍ واستبانةٍ 0
ب ص ص :
قوله : والعين تَبُصّ من البصيص وهو البريق واللَّمعان لِخروج الماء القليل ، وروي بالمعجمة ، وهو القَطْر والسَّيلان القليل ، وقيل : هو الرشح ، يقال منه : بضَّ وضَبّ وهو من المقلوب 0
الباء مع الضاد
ب ض ع :
البُضع : بضم الباء الفَرْج ، ومنه : استأمِروا النساء في أبضاعهن 0
وقوله : وفي بُضع أحدكم صدقةٌ ، كناية عن الجماع ، والبَضْع والمُباضعة اسمان / 21أ للجماع، ومنه نكاح الاستبْضاع ، واستبضِعي من فلان إذا طُلِب ذلك منه ، والبِضاعة قطعة من المال تبضعُ للتجارة ، أي تُقطع من جُملته ، ومنه الباضِعة من الشِّجاع ، وهي التي خَرقَتْ في اللَّحم ، أي قطعتهُ 0(1/52)
وقوله : إنما فاطمة بَضعَةٌ مِنِّي ، بفتح الباء لا غير ، أي قطعة ، وبِضعا وخمسين سورة ، وكل بضْعٍ في العدد فهو بالكسر مؤنثا كان أومذكرا ، وقد تُفتح الباء أيضا ، وهو ما بين ثلاثة إلى عشرة ، وما بين اثني عشر إلى عشرين ، ولا يقال في أحدَ عشرَ ، ولا يقال في اثني عشر ، وقال ابن قتيبة : من ثلاثٍ إلى تسعٍ ، وهو الأشْبه 0
الباء مع العين
ب ع ث :
فبعثنا البعيرَ ، أي أقمناه ، وكذلك بعثوا رواحِلَهم 0
قوله : فابتعثاني ، أي أيقظاني من نومي ، يقال : بعثتُه من نومه فابتَعثَ 0
وقوله : يا آدم ابعثْ بعثَ النار ، اسم المبعوث إليها بالمصدر 0
وقوله : حتى تنبعِثَ به راحلتُه ، أي تنهض قائمةً من مبركِها 0
ب ع ر :
وقوله : ترمي بالبَعَرة على رأس الحول ، تريد بذلك أن الذي لَقِيَتْ في تلك السنة من الشَّعثِ والبَذاذَة ، وسوء الحال ، وضيق المَسكَن ، أهون عليها من تلك البَعَرة ، وقيل بل ذلك علامة إحلالِها 0
قوله : أبْعِرَة مِن الصدقة ، جمع بَعير ، وتقع على الذكر والأنثى
ب ع د :
قولها : دار البُعَداء ، سمَّتهم بُعداء لبعدهم في النسب من أنساب العرب 0
قوله : إني لأراكم من بَعدي ، تفسيره في الآخَر من وراء ظهري ، وهي من خصائصه 0
قوله : أنْ تلِد الأَمَة بعلَها ، وتأويله تأويل الرواية الأُخرى ربّها ، والبعل الرَّبُّ ، ومنه قيل : بعل المرأة لمالِك عصمتها ، ومنه : [أَتَدْعُونَ بَعْلًا] (1) أي إلهاً وربّاً مع الله ، وقيل : هو صنم مخصوص ، ومعنى الحديث أنْ يَكثُر أولاد السَّراري، فيكون ولدُها بمنزلة ربّها في الحسب ، وقيل : يَقِلّ التَّحفُّظ ، وتُباع أمهات الأولاد ، حتى قد يملكها ابنُها وهو لا يعلم أنها أمُّه على ظاهر لفظ البَعل ، يتزوَّجها ابنُها وهو لا يعلم 0
/ الباء مع الغين ... ... ... ... ... ... ... ... 21ب
ب غ ض :
__________
(1) الصافات 125(1/53)
قولها : البَغيضُ النافع ، تعني التَّلْبين ، ومعنى الحديث أنّ المريض يكره الغِذاء والدواء مع أنه نافع له في إقامة رَمقه ، وتقوية نفسه 0
ب غ ي :
قوله : ومهرُ البَغيّ ، بتشديد الياء ، وهي الزانية ، والبغاء الزنا ، ومهرُها ما تُعطاه على الزنا 0
قوله : أبْغني أحجاراً ، وأبغِنا رُسُلاً ، وأبغنِي حَبِيباً ، أي اطلُبْ ، ويقال : أعنِّي على طلب ذلك ، وأصل البِغاء الطلبُ ، ومنه البَغِيُّ ؛ لأنها تطلب الفساد ، وقال ابن قتيبة : البِغاء الطلب والزنا، وابغ لي اطلُبْ لي، و ابغني أعنِّي على الطلب ، ومنه [يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ] (1) قال الخطابي : وأكثر ما يأتي في الشر ، ومنه : الفِئة الباغية ، من البغي ، وهو الظلم ، وأصله الحسد ، والبغيُ الفساد والاستطالة والكِبرُ ، إنَّ الأُولَى قد بَغَوْا علينا ، أي استطالوا علينا ، وظلمونا 0
الباء مع القاف
ب ق ر :
قولها : بقرْتُ بها بطنه ، وبَقَرَ خواصرهُما ، البَقْر الشّقّ الواسع ، وأصله التوسّع ، تبقَّر في الشيء توسَّع ، ومنه هؤلاء الذين يبقرون بيوتَنا ، أي ينقُبونها (2) ، فأخذ خشبة فبقرها ، أي شقّها بالحفْر ، كما في الأخرى ، فنقرها ، بالنون ، والمعنى متقارب 0
ب ق ع :
قوله : بُقْعُ الذُّرَى ، أي بيِض الأعالِي ، وهو جمع أبْقَع ، وروي غُرذُ الذُّرى ، والغراب الأبقع فيه بياض بسواد ، ولا يقال أبلَق إلاّ في الخيل ، وفي ثوبه بُقَع الماء ، أي مواضعه ، الواحدة بُقْعة بضم الباء وفتحها ، ويجمع أيضا على بِقاع .
قوله : أبقَى لِثوبك ، كذا الرواية ، ومنهم من يقوله بالنون 0
ب ق ي :
قوله : فما يَبقي من دَرَنه ، كذا الرواية بالباء ، وعند بعضهم بالياء والنون روايتان ، والأُولى أوجه ، وفي حديث الصِّراط ، فمنهم المُوبق بعمله ، وعند بعضهم بالثاء مثلثة 0
الباء مع السين
ب س ط :
__________
(1) التوبة 47
(2) كتب : ينقبوها ، وما أثبتناه من ب.(1/54)
بيده القَبض والبسط ، ويبسُط يده لمُسيء النهار ، عبارةٌ عن سَعة رِزقه ، ورحمته ، وقَبضُهُ تقتيرُه وتضييقُه ، وحرمانه من أراد بحكمته ، ويقال : قابِض الأرواح بالموت ، وباسطُها بالحياة ، وقيل قابِض الصدقات / من الأغنياء ، وباسط الرزق للفقراء ، 22 أ وقيل : مُضيِّق القلوب ، ومُوسِعها ، أو مُوحِشها بالقبض ، ومؤنِسها بالبسط 0
وقوله في فاطمة : يَبْسُطُني ما يَبْسُطُها ويقبضُني ما يقبِضُها ، أي يسرني ما يسرّها ، ويسوؤني ما يسوؤها ، وفي صفته عليه السلام بَسْط الكفَّين ولِأَكثرهم سَبْط ، وكلاهما صحيح ؛ لأنه رُوي شَثْن الكفين ، أي غليظُهما ، وهذا يدل على سَعتهما وكِبَرهما ، ورُوي سائلُ الأطراف، وهذا موافق لمعنى سبط .
وقولها : انبسَط له، أي هشّ ، وأظهر له البِشرَ 0
ب س ر :
قوله : كانت بواسيرُ، هي تَوَرُّمٌ في السُّفل ، داء معروف بالباء ، وروي بالنون ، إلاّ أنه لا يسمى ناسورا إلاّ إذا جرى ، وتفتحت أفواه عروقه من داخل المَخرج .
ب س س :
قوله : فيأتي قوم يَبِسُّون ، بفتح الياء وضمّها ، والبسّ السير ، بَسَسْتُ الناقة ، وأَبْسَسْتُها ، أبَسّ وأبُسّ سقتها، ويقال في زجر الإبل : بِس بِس ، بكسر السين ، بتنوين وغير تنوين ، وبإسكانها ، وبَسَسْتُها أيضا إذا دعوتَها لِتَحلِب ، فهم على هذا يدعون غيرَهم إلى الرحيل إلى الخِصْب ، وقال الداودي : يُبِسون يزجرون دوابهم ، فتُفَتِّتُ ما تطأ ، ومنه : [وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا] (1) أي فُتِّتَتْ 0
الباء مع الشين
ب ش ق :
في البخاري بَشقَ المسافر ، بفتح الشين وكسرها ، قيل : ذلَّ ، وقيل : ضعُف ، وقيل : حُبِس 0
ب ش ش :
قوله : حيْن يخالط بشاشَتُه القلوبَ ، يعني أُنْسَه ولُطفه ، وروي بشاشَة القلوب .
الباء مع الهاء
بَهْ بَهْ، قال ابن السكيت : بمعنى بَخْ بَخْ ، ومعناها تعظيم الأمر وتفخيمه، وقد تكون للزجر 0
ب هـ ت :
__________
(1) الواقعة 5(1/55)
قوله : فقد بَهَتَه ، بتخفيف التاء ، ومَن شَدَّها فقد أخطأ ، ومعناه قلتَ فيه البُهتانَ ، وهو الباطل 0
قوله : إنّ اليهود قومٌ بُهُتٌ بضم الباء والهاء ، أي يواجهوني بالباطل إنْ يعلموا إسلامي بَهتوني ، أي قابلوني ، وواجهوني من الباطل بما يُحَيِّرُني 0
ب هـ ج :
قوله : ورَأى بهجتَها ، أي حُسنها ، أبهجني الشيء إبهاجا ، وبهجني بَهَجا ، أعجبني ، والأول أفصح 0
ب هـ ر :
قوله : حتى ابْهارَّ الليل ، أي انتصف ، وبُهرة كل شيء وسَطُه ، ويقال : طلعت نجومُه فأضاء (1) 0
قوله: هذا أوان انقطاع أَبهَري ، الأَبهر عِرق يكتنِف الصُّلْب ، والقلبُ متصلٌ به ، فإذا انقطع فلا حياة / لصاحبه ، ويقال : إنهما أبهران ، وكأنَّ أصله من البُهر ، وهي الوَسَط ، 22 ب ومن البُهْر وهو الغَلبة ، ورجل شديد الأَبهَر أي الظهر ، فسُميا بذلك لشدِّهما للظهر ، وغلبَتِهما 0
ب هـ ي :
قوله : إنّ الله يباهي بهم الملائكة ، أي يفاخر بهم ، ويُظهر فضلهم ، وحُسن عملهم 0
قوله : يباهون بها ، من البهاء ، ورجل بهِيٌّ ، حسن المظهر والهيئة ، أي يُظهرونَها مُفاخرةً ، فصارت مباهاةً 0
ب هـ م :
قوله بُهيْمةٌ لنا ، تصغير بَهيمة ، وهي الصغيرة من أولاد المَعز ، وجمعها بَهْمٌ ، ومنه إذا تطاول رِعاء البَهْم ، أي الشاء ، كما جاء في الآخر بلفظ الشاء ، وأصله كلما استَبهم عن الكلام ، وبابٌ مُبهمٌ مسدود 0
ب هـ ش :
قوله : ما بهشْتُ له بقضية ، أي ما مددت يدِي إليها ، ولا تناولتُها إلاّ دافِعاً ، يقال : بَهَشتُ إليه ، مددت يدي إليه ؛ لتناوله ، وقيل : معناه ما قاتلتُ بها ، ولا دافعتُ ، يقال : بَهش القوم بعضهم إلى بعض ، إذا ترامَوا للقتال 0
قوله : في خيل دُهم ٍبُهْمٍ ، قيل : سود ، وقيل : كل لونٍ لا شِيَة فيه فهو بهيمٌ أحمر كان ، أو أبيض ، أو أسود 0
الباء مع الواو
ب و أ :
__________
(1) في ب : طلعت الشمس نجومه فأضاء .(1/56)
فلْيتبَوأْ مقعدَه من النار ، أي فلينزل منزله منها ، قيل هو على طريق الدُّعاء عليه ، أي بوَّأه الله ذلك ، وخرج مخرج الأمر ، وقيل : هو على الخبر ، وأنه استحَقَّ لذلك واستوجبه 0
قوله : فقد باء بها أحدُهُما ، أي رجع 0
وقوله : فباءت على نفسها ، وأبُوء بذنبي إليك ، معنى ذلك كله أعْتَرِف ،وكأنه مِن الأصل المتقدم في الرجوع ، أي رجعتُ إلى الإقرار بعد الإنكار ، أو السكوتِ ، أو يكون من اللزوم، أي الزَمْ ، وأَلزَمَتْ ذلك لنفسها ، وقال الخطابي : باء فلان بذنبه احتمله كَرْها ، ولم يستطع دفعه 0
قوله : لا يُباليهم الله بالةً ، وبالاً ، وبِلىً ، مقصور مكسور ، ولا يُلْقِي لها بالاً ، وما كنتُ لأُباليها ، وما بالَيْتُ، وما تُبالِه ، ولم أُبَلْ بالأمر ، ولم أُبالِه ، فمن قال : لم أُبَلْ ، حذف على غير قياس ، لأن اللام متحركة ، وأدخله صاحب العين في باب (1) المعتل ، وقال سيبويه في باله كأنها بالية كعافية ، يريد فحُذِفت الياء ، ونُقِلَت حركتها إلى اللام، والبالُ الاكتراث والاهتمام بالشيء، والبال أيضا الحال ، وما بالُ الناس ، وفلان رَخِيُّ البال ، وقيل : المعيشة ، أي حسَنُها ، وكله راجع إلى الحال ، ومنه : [وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ] (2) ، والبال أيضا الفِكر، ومنه : قام ببالي/ وقيل : الهَمُّ 0 ... ... ... ... ... 23 أ
__________
(1) باب : زيادة من ب .
(2) محمد 2(1/57)
وقوله : بالَ الشيطان في أُذنه ، ذكر الطحاوي أنها استعارة ، عبّر بها عن طَوعِه له، وعن فِعله به أقبحَ ما يُفعل بالنُّوَّام، ومَن يُذَلُّ ويُقهَر، وقال الحربي : بالَ هاهنا بمعنى ظهر عليه ، وسَخِرَ به ، وقال غيره ، يقال لمن استخفّ بإنسان وخدعه بالَ في أُذنه ، ومنه : [اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ] (1) ، وقيل : يجوز أن يكون معناه أخذ بسمعه عن سَماع : هلْ مِن داعٍ ، هل من مستغفرٍ ، هل من تائبٍ ، وشغله له بالوسوسة ، وتزيينه النومَ كالبول في أُذنه ؛ لأنه نَجِسٌ خبيثٌ مُخبِثٌ ، وأفعاله كذلك ، قال القاضي : ومنه قولهم : تفلَ في أُذن فُلانٍ ، ونفث فيها ، إذا ناجاه ، فلا يبعُد أن يكون حقيقة ، ويقصِد بذلك إذلاله ، وتمامَ طاعته ، وتأتِّى ما يُريد منه لمّا أطاعه بترك الصلاة ، والفعِل لما مكّنه الله منه ، ولم يمنعْه مانع من البول في أُذنه حتى استغرق في نومه ، وبلغ منه مراده ، وقد يكون ذلك كناية عن ضرب النوم عليه ، واستعار ذلك له ، وخصَّه بالأذن ؛ لأنها حاسة الانتباه ، وسَماع ما يكون من أصوات الدُّعاةِ إلى الخير ، كما قال تعالى : [فَضَرَبْنَا عَلَى آَذَانِهِمْ] (2) فخصّ الأُذن بالضَّرب 0
/ ب و ع :
قوله : تقرَّبْتُ منه باعا ، وفي رواية بوعا ، والبوع والباع طول ذراعَي الإنسان وعَضُدَيه ، وعَرْض صدره، وذلك أربعة أذرع ، قال الباجي: وذلك من الدواب قَدرُ خطوتِها في المشي ، وهو ما بين قوائمها ، وذلك ذراعان ، والبوع أيضا مصدر باعَ يبوع بَوْعاً ، إذا بسط باعه ، ومدّ في سيره ، والمراد به سرعة قَبول توبة العبد، وتَيْسير طاعته ، وتقويتُه عليها ، وتمامُ هدايته ، وتوفيقه له ، والله أعلم 0
ب و ح :
قوله : كُفراً بَوَاحاً ، أي ظاهرا 0
الباء مع الياء
ب ي ت :
__________
(1) المجادلة 19
(2) الكهف 11(1/58)
قوله : ما بين بيتي ومِنبري ، قيل : المراد به القبر ، كما في الآخَر : بين قبري ومِنبري ، والبيت يأتي في اللغة بمعنى القبر ، وكذلك قوله : فإنه لِبُيوتنا 0
قوله : في أهل الدار يُبَيِّتُون وإنّا نُصيبُ في البيات من ذراريِّ المشركين ، هو أنْ يُوقع بهم ليلا ، وهو المراد بالبيات ، ومنه : [لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ] (1) ، [يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا] (2) 0
وقوله : فباتوا يفعلون ذلك ، كله كناية عمّا يُصنع في الليل ، وعكسُه ظَلْتُ في فعل/23ب النهار .
وقولها : فيصبحُ مع قريش كبائتٍ ، أي كمثل بائتٍ معهم ، لم يغب عنهم 0
قوله : لَبَيتٌ بِرُكبَةٍ، قيل : أراد به المسكَن ، لصحة بلاد الحجاز ، ووباء الشام ، ورُكبَة من بلاد الطائف ، وقيل : أراد بالبيت هنا أهله من العرب ، قال بعض اللغويين : البَيْتَةُ مِن العرب الذي يَجمع شرف القبيلة ، وهو بيْتُها أيضا 0
قوله : أُبيحتْ خضراءُ قريش ، أي انتُهِبَتْ ، وتمّ هلاكها ، والإباحة كالنَّهب ، وما لا يُردّ عنه مُريده ، ومنه مباح الشرع ، ما لم يمنع منه مانع شرعٍ ، ويتركه لمن أراد فعله ، أو تركه ، وخضراؤهم سوادُهم ، وجماعتهم 0
ب ي د :
قوله : بَيْدَ أنهم ، أي غير، وقيل : إلاّ، وقيل: على ، وقد تأتي بمعنى من أجل ، ومنه قوله : بيْدَ أني من قريش ، وفيه لغة أخرى بالميم ، والبيداء المفازة والقفْر ، وكل صحراء بيداء ، وجمعها بِيْدٌ ، وهو من بادّ الشيء يبيد ، كأنها تُبيد سالكَها ، ومنه : أُبيدتْ خضراءُ قريش ، أي أُهلكت ، والبيدَرُ لأهل اليمن كالأنْدَر للطعام ، يُجمع فيه التمر إذا جُدَّ ، ويسمى الجَرين 0
ب ي ن :
__________
(1) النمل 49
(2) الأعراف 97 ، وقد جاء في أ ، ب : أتاهم بأسنا بياتا .(1/59)
قوله : إنّ من البيان لسحرا ، قيل مقصده الذم ؛ لأنه يصرِف الحقَّ إلى صورة الباطل ، وبالعكس ، كالسحر الذي يقلبُ الأعيان ، وسِياق الحديث وسببه يشهدُ له ، وقيل : مدح وثناء ، شبّهه بالسحر لصرف القلوب به ومنه ، يقال : السحر الحلال ، والبيان الفَهم ، وذكاء القلب مع اللسان ، والبيان أيضا الظهور بأن لي كذا ظهر ، وتبيَّن بَيْنا وبيانا 0
قوله : فأَبِنِ القدحَ ، أي أبعدْه ، مِن بان عنه إذا فارقه، وبَعُدَ عنه ، والبيْن الوصل ، ومنه : [لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ] (1) 0
وقوله : بيْنا أنا ، وبينما أنا ، هو من البين الذي هو الوصل ، أي أنا مُتّصل بفعل كذا ، والتَّبيُّن التَّثَبُّت ، والطويل البائن ، المُفرط طولا ، الذي بان عن قدود الطِّوال ، وبعُد عن شَبَههم ، وفارقهم ، وقد يكون من الظهور ، أي ظهر بشذوذ طوله عليهم 0
ب ي ض :
قوله : بيضاء نقيَّة ، وارتفعت وابْيأَضَّتْ ، أي صَفَتْ ، ابْيَضَّ وابياضّ وابيأَضّ ، بالهمز ، وكذلك في الحمرة والصفرة ، وفي البيوع ما تزهو ، قال : تَحمأرّ وتصفأرّ ، وقيل: لا يقال ذلك إلاّ في لون بيْنَ لونين كالصُّهبة والشّهبة والرُّبْدة ، ويقال : اشْهابّ واصهأبّ وارْبأدّ ، وأما الخالص فإنما يقال فيه : اسودّ وابيَضّ واحْمَرّ ، إذا أردتَ استقرارَه / وتَمَكُّنَه 24أ فإن أردتَ تغيُّره واستحالتَه ، قلتَ : افعالَّ 0
قوله : ويستبيحُ بيضتَهم ، أي جماعتهم وأصلَهم ، وأصلُه من بيضة الطائر ؛ لأنها أصله ، والبيضة العِزُّ والمُلْك 0
قوله : يَسرِق البيضة فتُقطع يده ، قيل : هو على ظاهره ، وهو مذهب من يُقطع في كل مسروق ، وقيل : المراد بيضة الحديد ، وقيل : مَثَلٌ وإخبارٌ عن حال مَن اعتاد السَّرِقة ، ولو الشيء التافه ، فإنّ ذلك يجرٌّ إلى سرقة ما له بال 0
__________
(1) الأنعام 94(1/60)
قوله : وأُعطيتُ الكنزين الأبيض والأحمر ، قيل : الفضة والذهب ، وقيل : مُلك كسرى وقيصر ؛ لقوله : وَلَتُنْفَقَنَّ كنوزُهُما في سبيل الله ، ولقوله : تفتتحون قصر المدائن الأبيض ، وفي الشام قصورُها الحُمر ، وفي حديث سعد البيضاء بالسُّلْتِ (1) ، جاء في حديث سفيان أنها الشعير ، وقال الداودي: الأبيض من القمح ، وقال الخطابي : هو الرّطب من السُّلْتِ ، كأنه من باب الرطب باليابس من جنسه ، ويشهد لصحته قول الداودي قول مالك في الموطأ : الحنطة كلها البيضاء والسمراء والشعير، فجعلها غيرَ الشعير ، وهي المحمولة ، وهي حِنطة 0
قوله : رأى رجلامُبَيِّضاً ، بفتح الباء ، وكسر الياء ، أي لابسَ بياضٍ ، قال ثعلب : يقال نِعمَ المُبيَّضة والمُسوَّدة ، وقد روي : مُبْيَضّاً، وهو أَوجه (2) ؛ لأنه مصدر لا صفة 0
ب ي ع :
قوله : ولا على صاحب بَيْعَةٍ ، بفتح الباء ، وقيّدها بعضهم بالكسر ، وقال : هي حالةٌ من البيع ، كالرِّكْبة والقِعدة ، وفي الحديث : كان يصلي في البِيْعَة ، وهي كنيسة أهل الكتاب ، وقيل : البِيْعْة لليهود ، والكنائس للنصارى ، والصلوات للصابئين كالمساجد للمسلمين 0
قوله : فبائعٌ نفسه ، يعني مشترٍ ، أي يشتري نفسه من ربه ؛ فيُعتقُها ،ومَن باعها أهلكها ، ويَحتمِل أن يريد مَن باعها من الله أعتقها منه ، ومَن باعها من غيره أَوْبَقها 0
قوله : لا يبيعُ بعضكم على بيع بعض ، على لفظ الخبر ، وقد يأتي على لفظ النهي ، وكلاهما صحيح ، والبيع هاهنا السَّوْم ، وذلك بعد التَّراكن ، وقد جاء لا يَسُمْ ، والمراد يشتَرِ، أي يَسُمْ ليشتريَ ، فسمى السَّوم شراء وبيعاً ، وقد يقال باع إذا اشترى ، ويَحتمل أن يكون ذلك أيضا / في البائع إذا رَكَن إليه المشتري ، فيَعرِضُ عليه أيضا آخَرُ 24 ب سلعتَه ، ويقول : أنا أَبيعُكَها بدون ثمن تلك ، ومعنى النهي واحد 0
__________
(1) السلت : شعير لا قشر له ، العين ( سلت )
(2) في ب : وهو الأوجه .(1/61)
وقوله : البَيِّعان بالخَيار ، وسَمي البائع والمشتري بَيْعَيْن 0
قوله : أيّكم بايعتُ فأما الآن فلا أبايعُ إلاّ فلانا وفلاناً (1) ، قال أبو عبيدٍ : هو من البيع والشراء ؛ لقلّة الأمانة 0
قوله في الأرض : لا تبيعوها ، أي لا تؤاجِروها ، مثل نهيه عن كِرَاء المزارع ، ومنه الحديث : نهى عن بيع الأرض ، أي عن كِرائها 0 ... ...
قوله : فُوا ببَيْعة الأول ، يعني في مبايعة الأمراء، وأصله من البيع؛ لأنهم كانوا إذا بايعوه ، وعقدوا عهده ، وحلفوا له ، جعلوا أيديهم في يده توكيداً ، كالبائع والمشتري 0
أسماء البقاع :
بكة : هي مكة ، على أن الباء تبدل منها ، وقيل : بكة بطن مكة ، وقيل : موضع البَنِيَّةِ ، وقيل : البيت والمسجد ، ومكة ما وراء ه 0
بَرْكُ الغَماد : بفتح الباء لأكثرهم ، وبعضهم يكسرها ، وهو موضع في أقاصي هجر 0
بقيعُ الغَرْقد : مدفَن أهل المدينة 0
بُطْحان : بضم الباء ، وإسكان الطاء ، يرويه المحدِّثون ، وحكى أهل العربية : فتح الباء ، وكسر الطاء ، وهو وادٍ بالمدينة 0
وبطحاء مكة ، وكذلك بطحاء ذي الحُلَيْفَة : والأبطح والبطحاء موضع متسع ، والبطحاء رَحْبَة مُرتفعة نحو الذراع ، بناها عمر خارج المسجد بالمدينة 0
بِيْرُ حاءٍ : رواية الأندلسيين والمغاربة بضم الراء في الرفع ، وفتحها في النصب ، وكسرها في الجر على الإضافة أبداً إلى حاءٍ ، على لفظ الحاء من حرف المعجم ، وأنكر أبو زيد الضم والإعراب في الراء ، وقال: إنما هي بفتح الراء في كل حال، وقال الصُّوريّ : إنما هو بفتح الباء والراء ، قال القاضي : وعلى الأول ضَبَطْتُ هذا الحرف عن ابن أبي جعفر ، وبكسر الباء وفتح الراء والقصر ضبطناه في الموطأ عن ابن عَتَّاب وغيره ، وبضم الراء وفتحها معاً قيّده الأصيلي ، وهو موضع بقرب المسجد ، وقد رواه مسلم من طريق حمَّاد بَرِّيحاء.
__________
(1) في ب : إلا فلانا .(1/62)
البَيداء : هي الشّرَفُ الذي أمام ذي الحُليفة من طريق مكة ، وهي أقرب إلى مكة من ذي الحُليفة ، وفي الحديث : يُخسَفُ بهم بالبيداء بين المسجدين ، وهي أرض ملساء / 25أ تُسمى البيداء ، وكل مسافةٍ لا شيء فيها كذلك ، وجمعها بِيْدٌ .
بُصْرَى : بضم الباء ، وهي مدينة حَوْرَان ، قاله البكريُّ، وقال ابن مكي : هي مدينة قَيْسارِيَّة 0
البَصْرة : سميت بالبُصر والبَصر ، والبُصْر هو الكذَّان ، كان بها عند اختطاطها ، واحدها بَصرة وبِصرة ، بالفتح والكسر ، وقيل : البُصْر الطين العَلِك ، وقيل : الطينة الحمراء ، وقال صاحب جامع اللغة : والبَصْر والبِصر والبُصْر حجارة الأرض الغليظة ، والنسب إليها بالفتح 0
بَيْسان : بالشّام ، وأخرى ببلاد الحجاز 0
بُزاخَة : موضع بالبحرين ، وقال الأصمعي : ماء لطيء ، وقال الشينانيُّ : ماء لبني أسد 0
بَلْدَح : وادٍ قِبَل مكة من جهة الغرب 0
بُؤَاط : بضم الباء ، وبفتحها ، والأول أعرف جبل من جبال جُهَيْنَة 0
بُعاث : بضم أوله وعين مهملة ، هو المشهور فيه ، وعن الخليل بالمعجمة ، وبالوجهين قيّده الأصيلي ، وآخره ثاء مثلثة ، وهو موضع من المدينة على ليلتين 0
البَلاط : بفتح الباء ، موضعٌ مُبَلّطٌ بين المسجد والسوق بالمدينة 0
البُوَيْرَة : موضع من بلاد بني النضير 0
بُضاعة : بضم الأول ، دار لبني ساعدة ، وهي ماء معلوم ، فيها أفتى النبي صلى الله عليه وسلم بأن الماء طَهور مالم يتغيَّر ، وبها مالٌ من أموالِ أهل المدينة (1) 0
بِئْر جَمَلٍ : موضع بالمدينة فيه مال من أموالها (2) .
بئر أريس : بئرٌ بالمدينة
وبئرُ رُوْمَة : أيضا بها
بئر جَسْم : موضع مالٍ من أموال أهل المدينة 0
بئر معونة : بين مكة وعُسفان في أرض لهُذيل ، حيث قُتِل القرّاء .
__________
(1) في ب : وبها مال من أموالها .
(2) هذه الفقرة غير موجودة في ب.(1/63)
بطن مُحَسِّر : بكسر السين، هو وادٍ بالمدينة ، وجاء في مسلم أنه من مِنىً ، وفي الحديث : والمزدلفة كلها موقف ، وارتفِعوا عن بطن مُحَسّر ، قال ابن أبي نجيح : ما صَبَّ من محسر في المزدلفة فهو منها ، وما صبَّ منه في مِنىً فهو منها ، وهذا هو الصواب 0
بطن عُرَنَة : بضم العين والراء ، وقال ابن دريد : بفتح الراء ، وهو بطن وادي عرفة ، ويقال : إن حائط مسجد عرفة القبليّ على حدّهِ، لو سقط ما سقط إلاّ فيه ، وهو من الحرم ، وقال / ابن حبيب : بطن وادي عُرَنة ، وهو بطن الوادي الذي فيه المسجد , ورأى 25ب أصبَغُ المسجدَ من بطن عُرنه ، وأنه لا يُجزي الوقوف فيه ، ولم يره مَالِكٌ 0
البحرين : بلفظ التثنية ، بلاد معروفٌ باليمن ، وهو عملٌ فيه مُدن هو قاعدتها 0
بُحيرة طبرية : معروفة بالشام ، طولها عشرة أميال ، ولزمتها الياء ، وإنما هي تصغير بَحْرة ، لا بحرٍ ؛ لأن تصغيره بُحَيْرٌ .
بئر مَغالَة : قرية من قرى الأنصار ، وهو أيضا بنو جَديلة ، قال الزبير بن بكار : كل ما كان من المدينة عن يمينك إذا وقفت آخِر البَلاط مستقبلَ النبي صلى الله عليه وسلم فهو بئر مَغالة ، والجهة الأخرى هو جَديلة ، وهي بئر مَعونة ، وهم مِن الأوس0
حرف التاء مع الهمزة
ت أ د :
قوله : فَلْيَتَّئِد ، أي يتأنَّ ولا يعجل ، وقول عمر لعلي والعباس : تَئِدُكم ، كذا للقابسيِّ ، وعن أبي ذرٍ : تِئدِكُم بكسر التاء ، وعند بعض الرواة تَئِدُكُم برفع الدال ، وصوابه تَئِدُكُم من التُّؤَدَة ، والتاء من تَئدُكُم مُسهَّلة من همزة ، والياء مبدلة من واو ، لأنها في الأصل وَأدَه ، ومَن رواه اتَّئِدا خِطاب لعلي وعباس ، ومن رواه اتئدوا ، فهوا خطاب للجماعة ، ومن رواه اتِّئدْ فهو خطاب لآخِرِهِم نُطقاً 0
التاء مع الباء (1)
ت ب ب :
تبّاً لة : أي خَساراً 0
ت ب ر :
__________
(1) كتب العنوان : التاء مع الباء بعد قوله : التاء مع الهمزة ، والمكان الصحيح لهذا العنوان هنا .(1/64)
قوله : شيءٌ من تِبرٍ كان عندنا ، هو الذهب قبل عمله ، وقيل : كل جوهرِ معدنٍ قبل أن يُعمل 0
ت ب ع :
تَبِعَ واتَّبَعَ واحدٌ ، وقيل : اتَّبَع لَحِقَ ، وقيل : سار خلفه ، واتَّبَعَه : حذا حذوه ، قال الهروي: ولا يجوز اتْبَعْناك بمعنى اتَّبَعْناك، يقال : ما زلتُ أَتْبَعُهُ حتى بلغته ، أي لحقته ، وقال الحربي: تَبِعْتُه إذا لم أخفْ فَوْتَه، واتَّبَعْتُهُ إذا خِفتُ أن يفوتني ، واتَّبعته أدركته ، وقال أبو مروان : تَبِعْتُه إذا كنت إثْره أدركْتُه أم لا 0
وقوله : إذا أُتْبِعَ أَحدُكم على مَلِيٍّ فليتْبَع ، كذا الرواية : إذا أُحِيلَ على مَلِيٍّ فليَحْتَل ، ورواه بعضهم فَلْيَتَّبِعْ (1) ، وهو الوجه ، وقيل بل الوجه إسكانها، يقال من ذلك: تَبِعْتُ الرجل بحقِّي أَتْبَعْتُه تَبَاعَةً إذا طَلَبْتَهُ به فأَنا لَه تَبيعٌ ، قال الله تعالى : [ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا] (2) 0
ومِن ثلاثين بقرةً تَبِيْعٌ (3) ، وهو المقطوع عن أُمِّه / فهو يتبعها ، ويَقْوَى على ذلك ، 26 أ وهو الذي دخل في الثانية ، وقيل في الثالثة 0
قوله : فلا تَباعَةَ له (4) في مال غَريمه ، أي لا حقَّ يتبَعُه، ويقال أيضا : تَبِعَة وتَبَعة 0
قوله : فأتْبَعَه النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً ، أي وجَّهَه في إثْره 0
قوله : وكنتُ تبيعا لطلحة ، أي خَديما له في الطلاق الثلاث ، فلما كان عمر تتابع الناس في الطلاق ، وفي رواية تتابَع ، وهما بمعنىً ، وبعضهم يفرق فيجعل الياء للشر ، والباء بواحدة للخير 0
التاء مع الجيم
ت ج هـ :
__________
(1) كذا الرواية : إذا أُحِيلَ على مَلِيٍّ فليَحْتَل ، ورواه بعضهم فَلْيَتَّبِعْ : هذه الجملة غير موجودة في ب .
(2) الإسراء 69
(3) في الزكاء يوخذ من الثلاثين بقرة تبيع .
(4) له : غير موجود في ب .(1/65)
قوله : وعمر تُجاهَه ، ويقال : تِجاهَه ، بكسر التاء ، أي حِذاءه من تِلقاء وجهه مُستقبلا له (1) ، ويقال : وِجَاهه بكسر الواو 0
التاء مع الحاء
ت ح ت :
قوله : فأخرجهما من تحتٍ ، فغسلهما ، كذا ضبطناه بالتنوين والكسر 0
قوله : يُتْحِفونه ، أي يُوجِّهون إليه ويُخصُّونه بها ، والتُّحَف طُرَف الفاكهة ، واحدها تُحفة ، ومنه : فما تُحفَتُهم ، أي ما الذي يُهدى إليهم ويُخصُّون به ، ويُلاطَفون 0
التاء مع الراء :
ت ر ب :
قوله : رَجُل تَرِبٌ ، أي فقير ، يعني معاوية ، كما قال فيه صُعلوك 0
قوله : تَرِبَتْ يداك ، قيل : استغْنَتْ ، وأنكره أهل اللغة ، إذ لا يقال في الغِنى إلاّ أَتْرَبَتُ ، وقيل : ضَعُف عقلكِ أتجهلين مثل هذا ، وقيل : افتقرتْ يداكِ من العِلم ، وقيل: لله درُّك ، وقيل : امتلأَتْ تُراباً، ومنه : تَرِبَ جبينُك ، وأصله القتيل يُقتل ، فيقع على جنبه ؛ فيتترَّبُ ، ثم يُستعمل استعمال هذه الألفاظ، والأصح فيه وفي مثله أنه دعاء يُدعم به الكلام ويُوصل ؛ تهويلاً للأمر ، مثل : انجُ لا أبَالك ، وثَكِلته أمه ، وويل أمّهِ ، وحَلْقَى عَقْرَى ، وأُلَّ ، وغُلَّ ، لا يراد وقوع شيء من ذلك ، وإن كان أصله الدعاء ، لكنهم أخرجوه عن أصله إلى التأكيد تارة ، وإلى التعجب والاستحسان تارة ، وإلى التعظيم والإنكار تارة 0
قوله : خلق الله التُّرِبَة يوم السبت ، يعني الأرض، وكذلك جاء مفسراً في غير كتاب مسلم 0
ت ر ج :
قوله : فدعا بتَرْجُمانِه بفتح التاء ، وضم الجيم ، وضبطه / بعضهم بضمهما ، وهو 26 ب المُفسِّر لغة بلغة ، ومنه : لا بدّ للحاكم من مترجِمين ، أي لا بدّ له ممن يترجم له ، عمَّن يتكلم بغير لسانه ، وذلك يتكرّر ؛ فيتكرر المترجمون ، وعند بعضهم مُترجِمَين بالتثنية ،
واختُلِف هل هو من باب الخبر ؛ فيُقتصَر فيه على واحد ، أو من باب الشهادة ، فلا بدّ من اثنين 0
ت ر هـ :
__________
(1) له : غير موجود في ب .(1/66)
والتُّرَّهات : الأباطيل ، واحدها تُرَّهَة بضم التاء ، وفتح الراء من التُّرَّهات التي هي بُنيَّات الطُّرق المتشعبة منها ، وقيل : بل هي من الوَرَهِ الذي هو الحُمُق ، التاء مبدلة من واو 0
ت ر ق :
التَّرْقُوَّة : بفتح التاء ، وضم القاف، كل واحد من العظمين اللذين بين ثُغرة النحر، والعاتِق ، ومنه : لا يُجاوِز تراقيهم ، وإلى تراقيْهما 0
قوله : وإنها التَّرياق أول البْكرة ، التَّرياق ، ويقال : دِرياق ، ودِرَّاق ، وطِرَّاق حكاها أبو حنيفة ، وهو مأخوذ من اسم الحيوان اللاَّدِغ والناهش ، واللاّسع ، واسمه في لغة اليونانيين تِرْيُوق ، ودِرْيُوق 0
ت ر س :
قوله : سحابة مثل التُرسِ ظاهِرُهُ ، أنها كانت بقدْرهِ ، قال ثابت : إنما أراد مستديرةً ، وهي أحمَدُ السحاب 0
قوله : يُطالع تَرِكَتَه ، أي ولده ، وأمَّ ولدِه المتروكِين بالمكان القَفْر
التاء مع الكاف
ت ك ي :
قوله : مُتَّكِئٌ على رِمال سريرٍ ، أي مُضطجع ، بدليل قوله : قد أثّر رِمالُ السرير في جنبه ، والتاء فيه مبدلة من واو ، قال الخطابي : وكل مُعتَمِد على شيء متمكّنٍ منه ، فهو مُتَّكِئٌ عليه 0
التاء مع اللام
ت ل د :
قوله : من تلادي ، أي من قديم ما أخذتُ من القرآن ، تشبيها بتِلاد المال ، وهو قديمه 0
ت ل ك :
قوله : فتلك بتلك ، قيل : معناه فتلك الحالة من صَلاتكم وأعمالكم لا تَتِمُّ لكم إلاَ باتّباعه، وقيل : تلك السَّبْقَة التي سَبَقكم بها الإمام بقدْر المُكث بعده في حركاته، وقيل : هو راجع إلى قوله : وإذا قال سمع الله لمن حمِده ، فقولوا : ربنا ولك الحمد ، وإذا قال : ولا الضّالين ، / فقولوا : آمين 0 ... ... ... ... ... ... ... ... 27 أ
ت ل ل :
قوله : فتلَّه في يده ، أي د!فعه إليه ، وبَرِئ منه 0
قوله : حتى رأينا فَيْءَ التُلول ، جمع تَلٍّ ، وهو المرتفع من الأرض كالرُّبا 0
ت ل و :(1/67)
قوله : ولا تليتَ ، قيل معناه تلوت ، يعني القرآن ، أي لم تدْرِِ ، ولم تَتْلُ ، أي لم تنتفع بدرايتِك ، ولا تِلاوتك ، كما قال تعالى : [فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى] (1) ، أي لمْ ، قاله أبو الحسن ، وقيل : معناه لا اتَّبَعْتَ ما تدري ، وقيل : هو دعمٌ للكلام على عادة العرب في أَدْعيتها ، وأصل هذه الكلمة الواو ، قُلِبت ياء لِيُتْبَع بها دريت ، قال ابن الأنباري ، ويجوز أن تكون اتلَيْتَ ، أي لا دريتَ ولا استطعت أن تدري ، يقال : ما أتْلُوهُ ، أي ما أستطيعه ، وقال الفراء مثله إلاّ أنه فسّره ولا قصَّرتْ ، أي لا دريت ولا قصّرت في طلب الدراية ، فيكون ينبغي لك من قولهم : ما ألَوت أي ما قصّرت 0
ت ل ع :
التَّلْعة : هي الأرض المرتفعة التي يتردَّد فيها 0
التاء مع الميم
ت م م :
قوله : أعوذ بكلمات الله التامة ، والدعوة التامة ، ولعنة الله التامة ، قيل : معناه الكاملة ، ومعنى كمال الكلمات أنها التي لا يدخُلها نقص وعيْب ، كما يدخل كلام الناس ، وقيل : النافعة ، الكاملة ، الشافية مما يُتعوّذ منه ، والدعوة التامة كلمات الأَذان ؛ لأنها (2) دعاء إلى طاعة الله وعبادته ، وفلاحٍ في الآخرة دائمٍ ، وثوابٍ كاملٍ، وغير دعوة الأذان من الدعوات لأمور الدنيا ناقصة مُكدّرة مَعيبة ، وكمال اللعنة الموجِبة للبُعد من الرحمة والعذاب السَّرمد ، وقد تكون التامة في الدعوة ، واللعنة بمعنى الواجبة الحاقّة اللازمة بالشّرع ، وفي الكلمات من الأوامر والنواهي والأخبار ، كما قال [وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ] (3) الآية 0
__________
(1) القيامة 31
(2) لأنها : زيادة من ب .
(3) الأنعام 115 ، والآية بتمامها : [ وََتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ] .(1/68)
قوله : قال ولدْتُ ولدا تاما، ورُوي تِماما ، وهي بمعنى تمام أَمد الحمل وكماله ، ويقال بفتح التاء وكسرها ، ومنه قول أسماء : وأنا مُتِمٌّ ، أي كملَتْ مُدة حملي ، ويقال : ليس كل شيء يقال فيه تمام بفتح التاء إلاّ ليلُ التِّمام ، فهو بالكسر لا غير ، وهي أطول الليالي ، وقيل ليلة كمال القَمر 0
قوله : فيه تَمتَمةٌ ، هي تَحيُّر اللسان ، وتردده / إلى لفظ كأنه التاء والميم ، واسم 27 ب الرجل تَمتَام ، وقال ابن دريد : هي ثِقَل النطق بالتاء 0
التاء مع العين
ت ع س :
قوله : تَعِس عبد الدينار ، أي هلك ، وقيل عثَر ، وقيل : سقط على وجهه خاصةً ، وقيل : لزمه الشّر ، قال الزمخشري : تَعَس بفتح العين ، وروي بكسرها ، وليس بالقوي 0
قوله : يَتَتَعْتَعُ فَمُه ، أي يتردَّد في تلاوته عيّاً ، وأصله الحركة 0
قوله : يلعنُ ناعُوسَ البحر ، ويروى بالقاف ، ويُروى قاموس، وهو الذي يعرفه أهل اللغة ، قال أبو عبيد: قاموس البحر وسطُه، وفي الجمهرة لُجَّتُه ، وفي العين قَعِره الأقصى ، وقال ابن سِراجٍ : قاعوس البحر صحيحٌ ؛ كأنه من القَعْس ، وهو دخول الظَّهر لِعُمقه ، أي يلعن عمقه ولُجتَه الدَّاخِلة (1) 0
التاء مع الفاء
ت ف ث :
قوله : وإلقاء التَّفث ، فسّره مالك بأنه حلاقُ الشَّعر ، ولُبْس الثياب وشِبهه 0
ت ف ل :
__________
(1) في ب: وهو دخول الظهر وتعمقه ولجته الداخلة .(1/69)
قوله : ثم تَتْفِل بكسر الفاء ، والتَّفْل بسكونها ، وفتح التاء ، وفي أهل الجنة : لا يَتْفِلون ، كلّه (1) من البُصاق ، والنَّفخِ بالبصاق القليل ، والنفث مثله إلاّ أنه ريحٌ بغير بُصاق ، وقيل : هما بمعنىً ، وعليه يدلّ قوله غي التيمم ، وتفَلَ فيهما ، إذ ليس بموضع بصاق ، وقيل : بعكس ما تقدم فيهما ، والتَّفَلُ بفتح التاء والفاء : البُصاق نفسه ، وكذلك الريح الكريهة ، ومنه : ولْيَخْرُجْنَ وهنّ تَفِلاتٌ ، أي غير مُتطيبات ؛ لئلا يُحركن الرجال بطيبهنَّ ، وكذلك في غَسْل الجمعة : ولهم تَفَلٌ ، أي رائحة كريهة 0
ت ف هـ
قوله : وكان تافِهاً ، أي حقيراً يسيرا 0
التاء مع القاف ... ... ... ... ... ... ... ...
ت ق ي :
تَقِيَّةٌ ، وتُقىً وتََقوى ، كل ذلك الحذر ، والتاء مبدلة من واو (2) 0
قوله : كنَّا إذا احمرّ البأس اتّقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، أي نجعله أَمامَنا ، ويكون هو قُدَّامَنا لشجاعته وإقدامه ، حتى كأنه وِقاية لنا ، أو كشيءٍ نَتَّقى به ، ونتحصن ، ولم يُرِد أنهم كانوا يفعلون ذلك ، ولكن لمّا كان هو يتقدم من عند نفسه ، كان كمن قُصِد ذلك به 0
قوله : مَن حلف على يمين فرأى أَتْقى لله منها ، أي أبرَّ عنده / وأولى إذ يُعَبّر عن 28 أ التقوى بطاعة الله 0
التاء مع الواو
ت و ر :
تكرر التَّوْر في الأحاديث ، وهو مثل القِدْر مِن الحجارة 0
ت و و :
قوله : الاستجْمارُ تَوٌّ : أي وِتْرٌ لا شفعٌ 0
قوله : فقد تَوِيَ ، بكسر الواو، أي هَلك، ويَتْوَى في المضارع ، ويقال : يَتْوِي ، وهي لغة طيء ، والمصدر تَوىً مقصورة ، ومنه : ذاك الذي لا تَوَى عليه ، وقال الخليل : تَوَى يَتْوِي تَوىً فقد مالَه 0
التاء مع الياء
ت ي هـ :
قوله : يتِيه ، أي يتحيّر ، والتِيْه من الأرض ما لا عَلَم فيه يُهتدى به 0
قوله : فتاهتْ سفينته : أي جرت على غير استقامة ولا منهَج 0
__________
(1) في ب : كلها .
(2) من واو : غير موجود في ب .(1/70)
قوله : تِيْكُم ، في إشارة المؤنث ، مثل ذلكم للمذكر 0
أسماء المواضع :
تَبَالَة : موضع من بلاد اليمن ، وأرض دَوْس 0
تَبُوك : من أدنى الشام ، سميت بذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم وجدهم يَبُكُّون فيها بقِدْحٍ ، أي يحركونها بإدخال القِدح فيها ، فقال : ما لكم تَبُكُّونَها ، فسميت بذلك ، يقال : بَكَّ الحجارة يَبُوكُها إذا حرّكها 0
التَّنْعِيْم : من الحِلِّ ، بين مكة وسَرِف ، على فرسخين من مكة ، وقيل على أربعة أميال ، وسميت بذلك لأن جبلاً على يمينها يقال له نَعيم ، وآخر عن شمالها يقال له ناعم ، والوادي نَعْمَان 0
تِعْهِِن : عين ماء سُميَ به الموضع ، على ثلاثة أميال من السُّقْياء موضع بطريق مكة ، بكسر الأول والثالث ، كذا ضبطناه عن الشيوخ ، وكذا قيده البكري، وعن بعضهم بفتح أوله، وكسر ثالثه، وإسكان العَيْن في كلا الوجهين 0
تِهامة : كل ما نزل عن نجد من بلاد الحجاز ، وسميت بذلك ؛ لتغيّر هوائها ، ومكة من تهامة تُعَدُّ 0
....... (1) : مدينة من بلاد فارس ، بضم الأول ، وفتح الثالث ، وقيَّده بعضهم أيضا بفتح أوله ، من أمهات القرى على البحر ، وهي من بلاد طيء ، ومنها يُخرج إلى الشام 0
حرف الثاء المثلثة
ث أ ب :
قوله : إذا تثاءب أحدُكُم ، والاسم الثُّوباء ، ويُسهَّل فيقال : تثاوَب ، قال ثابت : / 28 ب صوابه تثأّب مشددة الهمزة ، ولا يُقال : تثاءَبَ ، قال ابن دريد : أصله من ثِيبَ فهو مَثُوبٌ إذا كَسِل واسترخى 0
قوله : كأمثال الثآليل ، واحدها ثؤلول ، وهي حُبوب تعلو ظاهِر الجسم 0
الثاء مع الباء
ث ب ج :
قوله : ثَبَجََ هذا البحر ، ثَبَجُ كل شيء وسَطُه ، ويقال : ظهره ، وجاء في الرواية الأخرى : ظَهْرَ هذا البحر ، والثَّبَجُ أيضا ما بين الكتفين 0
__________
(1) اسم المدينة غير مكتوب ، وقد بيّض له المصنف ، وفي النسخة ب كتب تعد مدينة ... فيظن أن اسم المدينة تعد ، في حين أن كلمة تعد فعل يعني أنّ مكة تُعَدّ من تهامة .(1/71)
ث ب ت :
قوله : وثَبِّتِ الأقدامَ إنْ لا قيْنا ، يقال : فلان ثابتٌ في الحرب ، وثَبْتٌ وثَبيْتٌ أي مِقدام ، مطمئن النفس ، ومنه [وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ] (1) ، أي طمأنينة 0
قوله في الصيد : فأَثْبَتُّهُ ، أي أصبت مقاتِلَه .
قولها : وكانت امرأة ثِبْطَة بالكسر والإسكان ، أي ثقيلة ، وروي بطيئة 0
قوله : فسألوني عن أشياء لم أُثْبِتْها ولم يُثْبِتْ كيف منازلُهم ، أي لم أتحقق ذلك 0
قولها : كان إذا عمِلَ عملاً أَثْبَتَهُ ، أي دام عليه 0
الثاء مع الجيم
ث ج ج :
قوله : فَثَجَّتْ فبالَتْ ، كذا قُيِّد عن الشيوخ ، وقيل صوابه فَشَجَتْ ، بشين مخففة ، وكذا ذكره الهروي ، ومعناه تفاحجَّتْ ، أي فتحت فخذيها لِتَبُول 0
قوله : الحَجُّ العَجُّ والثَّجُّ ، أي الصّبُّ ، يعني إراقة الدماء ، ومنه إنما أَثُجُّهُ ثَجّاً ، يعني الدم 0
الثاء مع الخاء
ث خ ن :
قولها : حتى أثْخنتُها ، أي بالغت في جوابها ، وأكثرت عليها ؛ فأثقلتُها ، وروي : أَنْحَيْتُ عليها ، ومعناه قصدتُ واعتمدتُ ، وفي الأفعال أَنْحَيْتُ عليه أقبلْتُ 0
الثاء مع الدال
ث د ي :
قوله : إنّ إبراهيم مات في الثَّدي ، أي أَمَدِ رَضاعِه 0
قوله : مُثْدَنُ اليَد ، وروي مثدون اليد ، وفي كتاب مسلم : ذو الثُّدَيَّة ، كذا يرويه عامة المُحدثين ، تصغير ثَدْي ، ويروى : ذو اليُدَيّة ، تصغير يد ، وهو الوجه الذي يدل عليه مُخدَجُ اليد ، وإحدى يديه مثل البَضْعَة تَدَرْدَرُ ، في حديث المُتصدِّق والبخيل من لدن ثَدييْها ، ويروى ثُدِيِّهما ، وهو / الصواب ، وفي حديث أيوب : قد اضطُرَّتْ أيْديهما إلى 29 أ ثديَيْهما 0
الثاء مع الراء
ث ر ب :
قوله : ولا يُثَرِّبُ عليها أ أي لا يُعيِّرُها ، ولا يُوبِّخُها 0
ث ر ي :
__________
(1) البقرة 265(1/72)
قوله : فأمر به فثُرِيَ ، أي نُدِيَ بالماء ولُيِّن حتى يصير كالثرى ، ومنه : ثرَّيناه وأكلناه ، وقولها : نَعَماً ثَرِيّاً ، وهو مُذكّر مفرد ، وصفتْ به النَّعَم ؛ لأن النَّعم قد تُذكَّر ، أو حملا على اللفظ ، وتقديره جمع نَعَمٍ ، يقال : أَثرَتِ الأرض إذا كان تُرابُها كثيرا ، وأَثْرَى بنو فلان : كَثُرتْ أموالُهم إثراءً ، والاسم الثَّراةُ والثروة ، المال الواسع 0
الثاء مع الكاف
ث ك ل :
قوله : ثَكِلَتكَ أُمُّك ، ويا ثُكْلُ أمِّيَه ، وثَكِلْتُ بُنيتي ، كله بمعنى الفقد ، يقال : ثَكِلْتُ وأَثكلتُ 0
الثاء مع اللام
ث ل ث :
قوله : بين كلِّ أذانَيْنِ صلاة ٌ ثلاثاً لمن شاء ، أي قال ذلك ثلاث مراتٍ ، ثم قدَّم وأخَّر ، تفسِّرُه الرواية الأخرى ، قالها مرتين ، ثم قال في الثالثة لمن شاء 0
قوله : إذا كان يومُ الثالث ، يُحملُ ، على إضافة الشيء إلى نفسه ، أو بمعنى يوم الوقت الثالث من اجتماعِهما 0
ث ل ط :
قوله : ثَلَطَتْ وبالَتْ ، أي سَلَحَتْ ، والثَّلْطُ الرجيع الخفيف 0
ث ل ت :
والثَّلَّة بفتح الثاء القطعة العظيمة من الغَنَم ، وبضمها من الناس 0
ث ل غ :
وقوله : يُثلَغُ رأسي ، أي يُنشَر ويُشْدَخ ويُفْضَخ ، ومنه إذاً يثلغُوا رأسي ، ومن رواه بالمهملة فقد صحَّف 0
ث ل م :
قوله : في ثَلْمَةٍ ، هو الموضع المتهدِّم ، وثَلْمَةُ الإناء : المتكسِّر من حاشيته 0
الثاء مع الميم
ث م د :
قوله : على ثَمَدٍ ، يعني القليل من الماء ، وقيل : هو ما يظهر من الماء في الشتاء، ويذهب في الصيف ، قال بعضهم : ولا يكون إلاّ فيما غَلُظ من الأرض 0
ث م ر :
قوله : بسَوْطٍ لم تُقطعْ ثَمَرَتُه ، أي طَرَفه ، وكذلك ثمَرةُ اللِّسان / ومعناه لم يُركبْ به29ب فيلين طَرَفُه 0
قوله : فأعطاه صفْقةَ يمينه ، وثَمَرة قلْبه ، أي صِدْقَ نِيّته وخالصتَها ، كما أن الثمرة هي فائدة الشجرة 0
وقوله : فثَمَّرْتُ أجْرَه ، أي كثّرْتُه ونمَّيْتُه 0
ث م ل :(1/73)
قوله : إنّ حمزة ثَمِلٌ ، أي سكران ، أي (1) قد أخذ منه الشراب 0
قوله : ثِمَالَ اليتامى ، أي مُطعِمُهُم ، وقيل : غِناهم ، ويكون ظِلُّهم ، والثَّمَل الظِّلّ .
ث م م :
قوله : كنّا أهل ثُمِّهِ ورُمِّهِ ، يروى بضم الثاء والراء ، قال أبو عبيدٍ : والوجه عندي الفتح ، والثّمُ إصلاح الشيء وإحكامه ، قال غيره : والثُّم الرُّمُ ، ويقال : هما الخير والشر 0
ث م ن :
قوله : ثامِنوني بحائِطكم ، أي اذكروا لي ثَمَنَه ، وبايعونِي فيه 0
قوله : وتُدبِر بثمانٍ ، يعني أطراف العُكن الأربَعِ التي تكون في بطنها ، تظهر ثمانيةً في جنبيها ، وقال ثمانٍ ، ولم يقل ثمانية ، والأطراف مُذكّرة ، لأنه لم يَذْكُرها ، كما يقال : هذا الثوب سبعٌ في ثمانٍ ، يريد سبعةَ أذرعٍ في ثمانية ، فلمّا لم يَذْكُر الأشبار أنّث لتأنيث الأذرع التي قبلها 0
الثاء مع النون
ث ن ي : ... ... ... ... ... ... ... ... ...
قوله : فأضعها في ثُنَّتِه ، هي ما بين السُرَّة والعانة ، والثُنْيا في البيع كل ما استثني مما لا يصح استثناؤه من مجهول وشبهه من كيلِ صُبْرَةٍ باعها ، والثُنْيا الاستثناء ، وعُرْفُه عند الفقهاء أنه اشتراط البائع على المشتري ؛ لأنه أولَى بالمبيع متى أراد بيعَه 0
قوله : وأنْدَرَ ثَنِيَّتَه ، أي أسقطها ، وللإنسان أربع ثنايا ، ثِنتان من فوق ، وثِنتان من أسفل ، والثَّنِيّة في غير هذا ، الطريق في الجبل ، ومنه ثَنِيّة الوَداع ، وثنيّة هَرْشَى ، والثنيّة أيضا على سبيلٍ من رأس الجبل ، والثَّنِيّ من الأنعام كل ما سقط أول أسنانه التي وُلِد بها ، وهي ثناياه 0
__________
(1) أي : غير موجود في ب .(1/74)
قوله : وأُتِيتُ السبعَ المثانيَ ، هي أمّ القرآن ؛ لأنها تُثنّى في كل ركعة ، وقيل هي ما بين المِئين والمُفصَّل ، وقيل : السبع من المثاني ، ومنه : [وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي] (1) أي من القرآن كلِّه الذي هو مثاني ؛ لأن الأنباء تُثنى فيه ، أي تُعاد وتُكرّر 0
وقوله في حديث سَلمة : يَكُن لهم بَدءُ الفُجور وثِناه / بالكسر 0 ... ... ... ... 30أ
الثاء مع العين
ث ع ب :
قوله : ثَعْباً ، أي مُفَجَّراً ، وكذلك يَثْعَبُ دما ، ومثاعيب جمع مَثْعَب ، وهو مسيل مياهِها 0
ث ع ر :
قوله : كأنهم الثَّعارير ، وهي الشَّعارير أيضا بالشين ، هي رؤوس الطراثيث تكون بِيْضاً ، شُبِّهوا بها ، والطُّرثوث نبات كالقطن مستطيل ، وقيل : الثعارير الأَقِط ما دام رطبا ، وقيل : صَدَف الجوهر، ويَعْضُد هذا قوله في الحديث الآخر : كأنهم اللُّؤلؤ 0
الثاء مع الغين
ث غ ب :
قوله : كالثَّغْب ، يعني ما بقي من الدُّنيا ، وهو ما يبقى من الماء المستنقع من المطر ، وهو ماءٌ صافٍ ، يُستنقع في صخرة ، ويُجمع على ثِغابٍ وأَثغاب وثَغَباتٍ 0
ث غ ر :
قوله : ثُغْرَة نَحْرِه ، بضم الثاء ، هي التي بين الترقوتين ، حيث يُنحر البعير ، والثَّغرة الثُلمة تُهدم من حائط وشبهه ، وأصل الثّغر الهدم ، وأثغَرَ الصبيّ إذا سقطت أسنانه ، فإذا نبتت، قيل: اثَّغَر ، ويقال : إثَّغَرَ واتَّغَر أيضا بمعنى واحد ، رُدّت الثاء إلى لفظ التاء للإدغام فيها لكونها أصلا في الكلمة ، كما قالوا اتَّأر ، وادّكَر ، واضّجَع 0
ث غ م :
قوله : كأن رأسه ثَغامَة ، أو كالثّغامة ، هو نبت أبيض الزَّهر والثَّمر ، يُشبّه به بياض الشيب 0
الثاء مع الفاء
ث ف ر :
__________
(1) الحجر 87(1/75)
قوله : استثفَرَتْ بثوبٍ ، وتستثفر ، أي تَشُدّ ثوبا على فرجها ، من ثَفَر الدَّابّة ، بفتح الثاء ، وهو ما يكون تحت ذنبها ، يُغطي حياها ، وَُحتمِل أن يكون مأخوذا من الثَّفْر، بسكون الفاء ، وهو الفرْج ، فاستُعير لغيره ، والأول أظهر ؛ لقوله في غير هذه الكتب : تَلَحَّمي بثوب 0
ث ف ل :
قوله : على جملٍ ثَفالٍ ، بفتح الثاء ، هو الثقيل الذي لا ينبعث إلاّ كَرهاً 0
قولها : فتضربُ رجْلِي ثَفِنَةَ الراحِلة ، هي ما ولِي الأرض من كل ذي أربعٍ إذا برك ، والمراد به هاهنا فخِذُها 0
الثاء مع القاف
ث ق ب :
/ قوله : إلى ثُقْبَةٍ مثل التَّنُّور ، ويروى نَقَبٍ بالنون ، وفتح القاف ، وهما بمعنىً ، وهو الطريق 0
قوله : شكا إليه ثَقَلَ الأرض ، أي وباءها ووخَمها 0
وقوله : على ثَقَلِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقرَنَه بالثقل بفتح الثاء والقاف ، وهو متاع المسافر وحَشَمُه ، وأصله من الثِّقْل 0
وقوله : لمّا ثَقُل رسول الله ، أي اشتدّ وجعُه 0
قوله : أُوصيكم بالثقلين، وفسَّره بكتاب الله وأهل بيته ، سُميا بذلك لعظم قدرِهما ، وقيل : لشدة الأخذ بهما 0
قوله : إلاّ الثَّقلَيْن ، فسَّرهما في الحديث بالإنس والجن ، سُميا بذلك ؛ لتثقيليهما بالعقل والتمييز .
قولها : وهو غلام ثَقِفٌ لَقِنٌ ، بكسر القاف وسكونها فيهما ، أي فَطِنٌ ، مُدركٌ لحاجته بسرعةٍ ، ولَقِنٌ حافظ0
الثاء مع الواو
ث و ب :
قوله : إذا ثُوِّب بالصلاة ، التثويب يقع على النداء والإقامة ؛ لأن أصله الدُّعاء إلى الشيء ثوَّب به ، أي دعا ، والأذان والإقامة دعاءان ، وقيل سُميت الإقامة تثويبا ؛ لأنه عَوْد للنداء ، من ثاب إلى كذا ، عاد إليه ، ومنه الثواب ، وهو ما يعود على العامل من جزاء عمله 0(1/76)
قوله : فثاب في البيت رِجال ، أي اجتمعوا ، قال صاحب العين : المَثابة مجتمع الناس بعد افتراقهم ، ومنه سُمي البيت مثابة ، أي مُجتمعا ، وقيل : معاذاً ، ومنه : ثابوا ذات ليلة، وثابَ الناس إليه، وثابتْ إلينا أجسامُنا ، كل ثائبٍ راجع ، أي رجعتْ أجسامنا إلى حالها الأوَّل ، وثاب اجتمع ، وثاب الناس جاؤوا مُتتالِيْن بعضُهم إثر بعض ، وفي الحديث : الثَّيِّب والثَّيِّبَة إذا زَنيا ، هو من الرجال المتزوج الواطئ ، ومن النساء المتزوجة الموطوءَة 0
ث و ر :
قوله : ثَوْرُ الشَّفَق ، أي ثورانه ، وانتشار حمرته ، ثار الشيء يثور ثوْراً وثوَراناً 0
قوله : حتى تَفُورَ ، أو تَثورَ ، أي نتشر في أعضائه ، وتسري في جسمه 0
قوله : فثار ابن صيَّادٍ ، أي ثاب من نومه ، وقام من مضجعه ، ومنه وثار المسلمون إلى السلاح ، وثار الحيَّان ، وحتى كادوا يتثاورون / كل ذلك بمعنى الانتهاض والقيام 31 أ وأثرْت الصيدَ أنهضته ، وكَرِهْتُ أنْ أُثير على الناس شرّاً ، أي أُهيِّجُه وأُحرِّكه ، تُثير النقع ، تُهِيج الغبار بحوافرها ، ورجل ثائِر الرأس ، منتشِرُ الشَّعرمُنْتَفِشُه قائمُه ، وثار سحاب ، أي تناشَر وارتفع .
وقوله : أَثارَهُ ، أي أقامَه ، والأصل في هذا كله واحد 0
قوله : كلابس ثوبَي زُورٍ ، وقيل : هو لابس ثيابِ الزُّهاد مُرآةً ، وأقلُّ لباسِهم ثوبان، وقيل هو القميص يُجعل له كمَّيْن بغير بدَنٍ ليُرى أنّ عليه ثوبين ، وقيل : كانوا إذا أرادوا تزوير شهادةٍ عمدوا إلى رجلٍ ظاهرِ السَّمتِ ، حسَن المنظر ، فكسَوْه ثوبين نَبِيلَيْن وأتَوا به إلى الحاكم فيشهد ، فَيَقبلُ شهادتَه ؛ لأجل ثوبَيْه ، ولمّا كان المُتَشبِّع بما لم يُعطَه يَكذبُ على نفسه من وجهين بأنه أُعطيَ ما لم يُعط ، وأخذ ما لم يأخُذ ، شبَّهه في تمثيله بلابس ثوبين ، وقيل بل كمَن قال الزور مرتين 0 ... ... ... ... ... ... ... ...(1/77)
قوله : إنما أَتوضَّأ من أَثْوارِ أقِطٍ ، جمع ثَورٍ ، وهي القطعة من الأقِط ؛ لأن الشيء إذا قُطِع من الشيء ثار عنه وزال 0
قوله : حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيراً من مائة دينارٍ ، لا يَحتمل أن تكون عبارة عن جُملَتِهِ لاحتياجهم إليه للحراثة والانتفاع به ؛ لفناءِ الحيوان وهلاكِه ، ويَحتمل أن يُريد نفس الرأس للأكل لشدة المسغبة (1) التي هم فيها 0
ث و ي :
قوله : ولا يَحِلُُّّ له أن يَثْويَ عنده، أي يُقيم ، وهما لغتان : ثوَى يثوِي ، وثَوِيَ يَثْوَى 0
أسماء المواضع :
ثَبير : جبل المزدلفة على يسار الذاهب إلى مِنى 0
ثَمْغ : بإسكان الميم وفتحها ، مال عمر المُحبَّس 0
ثَنِيَّة الوَداع : وسُميت ثنية الوداع ؛ لأنه موضع توديع المسافرين من المدينة إلى مكة ، وقيل : لأن النبي عليه السلام ودَّع بها بعض مَن خلَّفه على المدينة في آخر خَرَجاتِه .
وثنيَّة المُِرار : بضم الميم وكسرها ، وهي تُجاه أُحُد 0
ثور : جبل بمكة ، فيه الغار الذي ذُكر في القرآن/ ووقع في الصحيح : المدينة حرَمٌ 31 ب ما بين عَيْر إلى ثَوْر ، قال بعضهم : ليس بالمدينة ، ولا على مقربة منها جبلٌ يسمى بواحد من هذين الاسمين ، ولذلك ترك بعضهم موضع ثورٍ أبيضَ لِيَبِيْنَ الوهم ، ورواه بعضهم : من عَير إلى كذا ، وإن صحت هذه الرواية ، فيكون معناها حرمُ المدينة مُقَدَّرٌ في المسافة بما بين عَيْرٍ وثَوْرٍ إذا كانا موجودين بمكة ، أو غيرِها ، وإلاّ فهو وهمٌ 0
حرف الجيم مع الهمزة
ج أ ش :
قوله : فسكن جأشُه ، قال أبو عبيدٍ : الجأش القلب ، وقيل ثُبوتُ القلب عند الأمر المَهُول يَنزلُ 0
ج أ ن :
قوله : كأنما أخرجها من جُؤنَةِ عطَّارٍ، مهموز ومسهّل، وهو سَفَطٌ مُغَشّىً بجلد ، يَجعل فيه العطار طِيبه 0
ج أ ر :
__________
(1) في ب : المسبغة(1/78)
قوله : بَقَرةٌ لها جُؤارٌ ، أي صوت ، وروي خُوار ، والمعنى واحد إلاّ أنه بالخاء يُستعمل في الشَّاء والظِّباء ، وبالجيم للبقر والناس ، ومنه [ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ] (1) أي تَضِجُّون ، وفي حديث موسى : وله جُؤار إلى الله تعالى ، أي صوتٌ عالٍ 0
الجيم مع الباء
ج ب ب :
قوله : فاجْتبَّ أسنمتَهُما ، وجبَّ ، وقد جُبّ ، واجتُبِبَ ، كل ذلك جاء ، وهو بمعنى القطع ، والاستئصال 0
قوله : في جُبِّ طلعَةٍ ذكَرٍ ، ويروى في جُفِّ ، وهو كُمُّ الطَّلع وغشاؤه الذي يَتشقَّق عنه 0
قوله : إنه لَمجبوبٌ ، أي مُستأصَلُ قطعِ الذَّكَر 0
ج ب ر :
قوله : المَعْدِن جُبَارٌ ، أي هَدَرٌ ، لا طَلَبَ فيه ولا قَوَد ولا دِية ، وأصله أن العرب تُسمي السَّيْل جُباراً لهذا 0
ج ذ ب :
قوله : فجَذبَه بردائه جَبْذةً شديدة ، مقلوب جَذب ، وقيل : هما لغتان 0
قوله : وجَبْرِيائي ، أي عظمتي وسُلطاني وقَهري 0
قوله : حتى يضعَ الجبَّارُ فيها قدمَه، أي أحدُ الجبابرة الذين خلقهم الله لها ، وكانت تنتظره ، وقيل : هو الله سبحانه ، وقَدَمُهُ قومٌ ، قدَّمَهم لها، وتقدَّم في سابق عِلمِه أنه سَيِخلُقُهم لها ، كما جاء أن الله يُنشيء للنار خَلْقاً / فيُلقَون فيها ، وقيل معناه : يقهرُها بقدرَتِه حتى 32 أ تسكنَ ، يُقال : وَطِئنا بني فلان بأقدامنا إذا قهرناهم ذُلاً ، والجبَّار من أسمائه تعالى المُصلِح مِن جَبَرْتُ العَظمَ ، وجَبَر عِباده أي رزقهم ، وقيل بمعنى قهرهم ، والفعل منه أَجْبَرَ ، ولم يأتِ فعَّال من أَفْعَل إلاّ هذا ، ويقال : جبَّار بيّن الجبروت والجَبْريّة والجُبُورة 0
ج ب ن :
__________
(1) النحل 53 ، والذي جاء في الأصل المخطوط في كل من أ، ب : ثم إليه تجأرون .(1/79)
قوله : الجُبْنُ والجرأة غرائز ، بإسكان الباء ، وهو ضد الشجاعة ، وأمَّا المأكول فيقال بضم الجيم ، وشدّ النون ، وبسكون الباء ، ويُخفَّف أيضا كالأول ، وهو أفصح ، وقيل بالتشديد والضم أفصح 0
ج ب ي :
قوله في وطءِ النساء : مُجَبِيَّة ، أي بارِكَةٌ كالرَّاكعة 0
قوله : لا يُجبَى لهم قَفِيزٌ ولا درهم ، جَبَيْتُ الخراج وجَبَوتُه جمعتُه 0
قوله : فقعدَ على جَبا الرَّكِيَّة ، الرَّكِيَّة البئر ، وجَباها حَوْل فِيها 0
الجيم مع الثاء
ج ث م :
قوله : نهى عن المُجَثَّمَة ، وهي كل حيوان يُحبَس ليُرمَى ، وهي المصبورَة ، والجُثُوم الانتصاب على الرُّكَب 0
ج ث و :
قوله : أنا أول من يَجثو بين يدي الرحمن ، أي يقوم على ركبتيه 0
قوله : يصيرون جُثاءً كلُّ أُمَّة تتبَعُ نبيَّها 0
وقوله : جَثوةٌ من تُرابٍ ، هو التراب المجموع المرتفع ، يقال : جَثْوة وجُثوة ، وأصله كل شيء مجتمع 0
الجيم مع الحاء
ج ح ح :
قوله : فإذا امرأة مُجِحٌّ إلى حامل مُقْرِبَةٌ ، قاله أبو عبيد 0
ج ح ش :
قوله : فجُحِشَ شِقُّه ، أي خُدش ، وقال الخليل : هو كالخدش أو أكبر 0
ج ح م :
قوله : فأجْحَم القوم ، كذا وقع ، أي تأخّروا ، ويقال بتقديم الحاء ، لغتان 0
ج ح ر :
قوله : لا يُلدغ المؤمن من جُحْر واحد مرتين ، أي لا يُخدع من باب واحد ، ووجهٍ واحد مرة بعد أخرى ، قيل : في أمور دُنياه ، وقيل : وفي أمور آخرته ، لأن المؤمن الكيِّس الحاذق الفَطِن لا يُؤتَى عليه من باب واحد مِرارا ، وقاله النبي صلى الله عليه وسلم في قصّة أبي / عَزَّة الشاعر ، حيث طلب منه أن يَمُنّ عليه ثانية على مثل الشرط الأول 32 ب فلم يفعل ، وتمثَّل بهذا المَثل ، وأمر بقتله 0
ج ح ف :
قوله : وأجْحفَ بهم الدهر ، أي استأصَلهم ، ومنه سيْل الجُحاف ، ومنه سميت الجُحْفَة 0
الجيم مع الدال
ج د ب :
قوله : إحداهما جَدِبَةٌ وجَدْبَةٌ أيضا ، أي لا نبات بها (1) 0
ج د ح :
__________
(1) في ب : فيها .(1/80)
قوله : اجدَحْ لنا ، أي حرِّك السَّويقَ بالماء لِنُفطِر عليه، والمِجْدَحُ ما يُحرَّك به كالمِخوَض 0
ج د د :
قولها : كان إذا دخل العَشْر جدّ وشدّ المِئْزَر ، أي اجتهد في العمل ، وشمَّر للعبادة ، وكفَّ عن النساء 0
قوله : وأصحاب الجَدِّ محبوسون ، هم أصحاب الحظوظ الدُّنياوية من المال والجاهِ ، وَُحتمِل أن يُريد الملوك المُعظمين ، من قوله تعالى : [جَدُّ رَبِّنَا] (1) أي سلطانُه وعظمته (2) 0
قوله : ولا ينفعُ ذا الجَدّ منك ، المشهور فتح الجيم ، وبالوجهين رويناه ، أي البَخْت والحظ والعظمة والسلطان ، أو الغِنى والمال، كقوله : [لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ] (3) ، وعلى رواية الكسر، أي حِرْصُه في أمور دنياه ، فيما لم يُكتب له من الرزق 0
قوله : هذا جَدُّكم الذي تنتظِرون ، أي صاحب سلطانِكم ، أو سعدِكم ، ودولتِكم 0
قوله : فلما استمرَّ بالناس الجِدُّ، أي الحرص والانكماش ، وجَدَّ نخله يجُدُّه جَدّاً ، أي قطع ثمرتَه ، وهو الجَدَاد ، وجادَّ عشرين وَسْقاً ، أي ما يُجَدُّ منه هذا القَدر ، والجادُّ هنا بمعنى المجدود، وفي رواية ابن سلاّمٍ فإذا جَوَادُّ مَنْهَجٍ ، جمع جادّةٍ ، وهي أوسع الطرق ، وأُمُّها التي يُسلك عليها 0
ج د ل :
قوله : لقد اوتيت جَدَلاً ، أي حُجَّة ومُدافعة في الخِصام ، وبلاغةً في ذلك ، وفي سورة تبارك [تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا] (4) أي تُدافع وتُخاصم ملَكَي القَبْر ، وجاء في معناه أثَرٌ ، ويَحتمِل أنّ المجادَلة هنا الشفاعة والشهادةُ 0
قوله : بينه وبين الجِدار ، يعني الحائط ، ويُروى الجَدْر ، وهما سواء 0
قوله : وذلك أجْدَر ، أي أوْلى وأحَق ، وجدير بكذا ، أي حقيق 0
ج د ع :
__________
(1) الجن 3
(2) في ب : أي علا سلطانه وعظمته .
(3) الشعراء 88
(4) النحل 111 ، وليس في تبارك تجادل عن صاحبها .(1/81)
قوله : في الأنف إذا أُوعِبَ جَدْعاً ، أي اسْتُؤْصِل قطعا ، ومنه : وإن كان عبداً مُجَدَّع الأَطراف ، أي / مُقطَّعُها ، وهل تُحِسُّ فيها جَدعاء أي مقطوعة الأُذن 0 ... ... 33أ
قوله : وجِيء بأبي يوم أُحُد مُجدَّعا ، أي مقطوع الأنف والأُذنين 0
الجيم مع الذال
ج ذ ر :
قوله : في جَذْرِ قلوب الرجال ، بفتح الجيم وكسرها ، وهو الأصل من كل شيء من الحِساب والنَّسَب والشَّجَر وغيرِها 0
ج ذ ل :
قوله : مَرَّ بجِذْلِ شجرة بكسر الجيم ، وفتحها أيضا ، أي بأصلها القائم 0
قوله : أنا جُذَيَلُها المُحَكِّك ، تصغير جَذْلٍ ، وهو عود يُنصَبُ للجرباء من الإبل تَحتَكُّ به ، وقيل : يُنصَبُ في المِربَد ؛ فتحتكُّ به ، فتطرح ما عليها من قُرادٍ وغيره مما يؤذيها عند الاحتكاك ، فتستشفي به ، كالتمرُّغ للدابّة ، يعني أنّه ممن يستشفي برأيه ، وصغَّرَه تصغير التَّرحُّم ، وقيل معناه أنا صاحب رِهانٍ ، والمُحَكِّك المُعاود لها ، كما قال (1) :
جَذْلُ دهَانٍ في ذِراعَيْهِ جَرَب
ضربه مثلا لفخره ، وصغّره للمدح ، أو للتقريب ، كما قيل : أُخي وبُني 0
وقوله : يا ليتني فيها جَذَعاً ، نصبٌ على الحال ، والخبر مضمر ، أي فأنصره وأُعينه ، ورُوي بالرفع خبر ليت ، وقيل معناه : يا ليتني أُدرك أمرَكَ فأكونَ أول من يقوم بنصركَ كالجَذَع الذي هو أول أسنان البهائم ، والأول أبْين ، أي شاباً قويا كالجَذَع من الدواب ، حتى أُبالغ في نصرك ، وقول القائل للرَّجَز يدلُّ عليه ، وهو قوله (2) :
أَخُبُّ فيها وَأَضَع
__________
(1) من الرجز ، ذكره اليوسي في زهر الأكم في الأمثال والحكم / الموسوعة الشعرية دون عزو ، وقال : في ذراعيه حدب .
(2) من مجزوء الرجز ، وهو لدريد بن الصمة ، وقبله : يا لَيتَني فيها جَذَع
ديوانه / الموسوعة الشعرية(1/82)
ومنه الجَذَع من الضأْن ، وعندي جَذَعة ، قيل : هو ابن سنة ، وقيل : ستة أشهرٍ ، وقيل : ثمانيةٌ ، وقيل : عشرةٌ ، وهو لا يُجزئ إلاّ من الضأن ، لا من المَعَز ، قال الحربي : لأنه من الضأن يَنزو ويُلقِح ، ولا ينزو إذا كان من المَعَز ، فلا يُجزئُ حتى يكون ثَنِيّاً 0
ج ذ و :
قوله : كمثل الأرْزَة المُجذيَة ، أي المنتصبة الثابتة ، يقال : جَذَى وأجْذَى إذا انتصب قائما 0
ج ذ ي :
قوله : فقاموا إلى جُذيعَةٍ ، كذا عند بعضهم ، وعند الكافة جُزيعَةٍ بالزاي ، أي قطعة من غنمٍ / ويدل عليه قوله (1) في آخر : إلى غُنيْمةٍ 0 ... ... ... ... ... 33ب
الجيم والراء
ج ر أ :
قوله : وقومُه جُرَآءُ عليه ، على وزن عُلماء ، جمع جَرِيء ، أي جُسراء مستطيلون غيرُ هائبين له ، ومثله إنك لَجَرِئٌ ، وإنِّي إذاً لَجَرِئٌ (2) ، وعجبْتُ بَعْدُ من جُرأتي ، وما الذي جرّأ صاحبَك على الدَّماء ، كله مهموز من الجُرأة ، وهي الجسارة ، وضدّها الجُبْن 0
ج ر ب :
قوله : وملأنا جُرُبَنَا، جمع جِرابٍ ، وهو وِعاء من جلدٍ كالمِزْوَد، وبفتح الجيم ذكره القزاز ، وبالكسر ذكره الخليل وغيره 0
ج ر ج ر :
قوله : إنما يُجَرْجِرُ في بطنه نار جهنم ، بضم الراء وفتحها ، فمن نصب جعل الجَرْجَرة بمعنى الصَّبِّ ، والجرجرة الصوت المتردد في الحلق ، وجَرْجَر الفَحل إذا ردَّد صوتَه في حلقه 0
ج ر ت :
قوله : فاجترَّت ، أي ردَّت جِرَّتها من جوفها ، ومضغتها ، ومنه (3) قوله : تَمضَغ بِجرَّتها ، أي تُخرج بما في كرشها مما رَعَتْ فتردُّه للمضغ 0
ج ر ي :
__________
(1) قوله : زيادة من ب .
(2) وإني إذا لجرئ ، غير موجود في ب .
(3) ومنه : غير موجود في ب .(1/83)
قوله : هَلم جَرّاً ، منون ، قال ابن الأنباري : معناه سيروا وتمهلوا في سيركم ، وهو من الجِرّ ، وهو ترك النَّعَم ترعى في سيرها ، وانتصب جراً على المصدر ، أي جُرُوا جَرّاً ، أو على الحال ، أو على التمييز ، قال القاضي : فمعناه هنا أنّ الخُلفاء ساروا بذلك ، لم ينقطع عملُهم به ، بل ثبتوا عليه ، وكذلك فيما دُوِّمَ عليه من الأعمال 0
ج ر د :
قوله : أخذ جَريدة رَطْبة ، يعني سَعَف النَّخل ، وأغصانه التي يخرج فيها خُوصُها 0
ج ر ذ :
قولهم : إنَ بلادنَا كثيرةُ الجِرْذان ، بذال معجمة ، جمع جُرْذٍ ، وهو الفأر 0
قوله : بجريرة حُلفائك ، وهي الجِناية ، أي بما جَرّ حُلفاؤك عليك من تَبَاعَة 0
ج رّ :
قوله : إنما تركها من جرَّايَ ، أي من أجلي وسببي ، وتُمدّ وتُقصر ، فيقال : من جراك ، ومن جرائك 0
قوله : سُئل عن نبيذ الجَرِّ ، أي الجِرَار الضَّارِيَة ، وهي أواني الخزف 0
ج ر م :
قوله : لا جَرَم ، أي لا نُكْرَ ولا نكيرَ بل حقٌّ واجب ، وقيل : لا محالة ، ولا بُدّ 0
ج ر س :
قوله : جَرَسَتْ نَخْلُهُ العُرْفُطَ ، أي رعتْ وأكلتْ ، وناقةٌ مُجرَّسَةٌ / بفتح الراء مشددة 34أ أي مُجرَّبة في الركوب ، مُذلَّلة في السَّير ، والجَرَس الجُلجُل ، وأصله صوت مُتدارِك ، ويقال للصوت جَرْس ، وجَرَس ، وكذا قيّدنا قوله : ولا تصحبُ الملائكةُ رُفقةً فيها جَرْس ، بإسكان الراء ، واختار ابن الأنباري الفتح إذا لم يتقدّمُه حِسٌّ ، فإن تقدمه فالكسر ، وقال : هذا كلام فصحاء العرب 0
ج ر ع :
والجَرْعَةُ ، بفتح الجيم ، وسكون الراء الشَّربَة الواحدة من المشروب 0
ج ر ي :
قوله : فأرْسلوا جَرِيّاً أو جَرِيَّيْن ، قال الخليل : هو الرسول ، لأنه يجري في حوائجك ، وقال أبو عبيدٍ : هو الوكيل 0
قوله : فجرت الأقلام مع الجِريَة وعالَ قلَمُ زكرياء بالجِرْيَة ، وأمسك الله جِرْيَة الماء ، كله بكسر الجيم ، يريد جَري الماء إلى أسفل 0(1/84)
قوله : أو صدقةٍ جاريةٍ ، أي يجري نفعها ويدوم أجرها 0
ج ر و :
قوله : جِرْوُ قِثَّاءٍ صِغارُه ، وقيل : الطويل منه ، وقيل : الواحد منه 0
الجيم مع الزاء
ج ز ي :
قوله : ما أَجْزَأَ مِنّا أحدٌ كما أجزأ فلان ، أي ما كفى وأغنى ، يقال : أجزأنِي الشيء كفاني ، وهذا الشيء يجزئ عن هذا ، مهموز وغير مهموز في لغة ، قال صاحب الأفعال : أجزأ الشيء كفى ، واجتزأتُ به أي اكتفيتُ به ، وأجزأ عنك كفَى ، وجزيتُك غيرُ مهموز كافيْتُك بفعلك ، وجزى عني قضى ، وأجزيتُ عنك قُمْتُ ، وجزاء الصّيد ما يقوم مقامه ، وينوب منابه في الكفّارة ويكون قضاءَه 0
وقوله : لن تَجزيَ عن أحدٍ بعدك ، أي لن تنوبَ ، ولا تقضِي ما يجبُ عليك من الضَّحِيّة ، غير مهموز ، وجزاه الله خيرا أثابه ، وجزيت فلانا وجازيته على فعله، قال الهروي : وإن أردت معنى الكفاية قلتَ : جَزى عني وأجزأ ، وإلى هذا ذهب بعضهم إلى أنّ جزى وأجزى بمعنى كفى وقضى ، وقال : أجزيتُ قضيتُ ، وجزيتُ كفيتُ ، وفي الحائض : أتَجْزي إحدانا صلاتَها ، أي تقضيها ، كما في الآخر : أتقضي 0
وقوله : ويَجزي من ذلك ركعتان ، أي تنوبُ وتقضي 0
ج ز ر :
والجزور ما يُجزرُ ويُنحر من الإبل / خاصة، وجمعه جُزرٌ ، ويُجمع جَزائِر أيضا ، 34 ب والجَزرَة من سائر الأنعام الإبل وغيرها ، وقيل : إنه مختص بالغنم 0
ج ز ل :
وقوله : فيقطعُه جَزلَتين ، أي قطعتين ، وحكاه ابن دريد بكسر الجيم ، وقِلادةٌ من جَزَع لا غير ، وهو خَرَز ملوَّن ، وكان عند بعض شيوخنا بفتح الزاي ، وسكونها ، وأمَّا (1) الجَِِزْع فمُنقَطِعُ الوادي، بفتح الجيم وكسرها ، وسكون الزاي، ومنه في حديث الحج : حتى جَزَعَه ، يعني مُحَسِّراً ، أي قطعه بالمرور ، والجَزَع الفزع ، ومنه : كأنه يَجْزِعُه ، أي يُزيل جَزعَه ، كما يقال : مرَّضْتُه إذا عاينْتَ إزالةَ مرضِه 0
__________
(1) وأما : غير موجود في ب .(1/85)
وقوله : قاموا إلى غُنيمة فتجزَّعوها ، أو قال : فتوزَّعوها ، أي قسَّموها 0
ج ز ي :
قوله : بئس ما جزيْتِيها ، بإثبات الياء بعد التاء ، وهي لغة ، ومثله : جُزْتِيْهِ 0
ج ز ل :
قوله : فقالت امرأة منهم جَزْلَةٌ ، أي عاقلةٌ 0
الجيم مع اللام
ج ل ب : ... ... ... ... ... ... ... ... ...
قوله : نهى عن تلقّي الجَلَب ، أي ما يُجْلَب من البوادي إلى القُرى من الطعام ، وغيره 0
وقوله : لا جَنَبَ ولا جَلَبَ ، فسّره مالك بأنه في السِّباق ، قال : والجَلَبُ أن يتخلَّف الرّجُل في السِّباق ، فيحرِّكَ وراءه الشيء يستجلبُ به ليسبق بذلك ، وقال أبو عبيدٍ : هو عندي في السِّباق أنْ يَتْبَعَ الرجُلُ فرسَهُ فيزجُرَهُ ، ويجلُبَ عليه ذلك معونةً للفرس على الجَرْي ، ويكون في الصَّدَقة أن يَنْزِل المُصَدِّق موضِعا ، وتُجلبَ إليه أموال الناس ليُصَدِّقَها ، فنُهيَ عن ذلك ، وأُمر أن يُصَدِّق كلَّ قومٍ بموضعهم ، وعلى مائهم 0
ج ل ب ب :
وذَكر في الحديث الجِلبابَ، قال ابن شُميل: هو ثوبٌ أقصر من الخِمار وأعرضُ ، وهو المِقْنَعَة ، تُغطِّي به المرأة رأسها ، وقال غيره هو ثوب واسع دون الرِّداء تُغطي به المرأة ظهرَها ، وقيل : هو الخمار ، وقيل : كالمُلاءة والمِلْحَفَة 0
وقوله : لِتُلْبِسْها أختُها من جلبابها ، حَمَلَهُ بعضهم على المواساة ، وأنه واحدٌ ، وقيل : المراد به الجِنس ، أي لِتُعِرْها من جلاببها ، أو يكون على طريق المبالغة في الحضِّ على الخروج اثنتان في جِلباب 0(1/86)
قوله : ألاّ يُجلُبَّانِ السلاح ، كذا طبطناه ، ورواه بعضهم جُلْبَانُ بإسكان اللام /قال 35 أ الحربي : يريد جُفُونَ السيوف ، وقال غيره : هو شِبه جِرابٍ من أَدَمٍ ، يوضع فيه السيف مغموداً ، أو يطرحُ فيه الراكب سَوْطه ، ويُعلِّقُه في آخِرةِ الرحل ، وهذا هو القِراب ، مثلُ قوله في الحديث الآخر: القِرابُ (1) وما فيه ، أرادوا أن لا يَدخُلوها عليهم بسلاحٍ دُخولَ المُحارب القاهر من الرِّماح وشِبهِها 0
قوله : جَلَبَةُ خَصْمٍ ، أي أصواتُهم 0
ج ل ح :
قوله : ليس فيها جَلحاءُ ، هي التي لا قَرْنَ لها 0
ج ل د :
قوله : هم من جلدتِنا ، أي من جنسنا وجِيلِنا ، والأجلاد الأشخاص ، وقد يكون المراد به الجِلْد ، أي بِيْضٌ 0
قوله : أيُّما رجلٍ جَلَدُّه ، بشد الدال ، قال أبو الزِناد : هي لغة أبي هريرة في إدغام التاء في الدال 0
قوله : وكنتُ أَشَبَّ القومِ وأجلَدَهم ، أي أقواهم وأشدَّهم ، والجَلَد بالفتح الشِّدة والقوة ورجُلٌ جَلْدٌ ساكِنُ اللام ، وجليدٌ بيّنُ الجَلَد والجَلادة ، ومَجْلُودٌ 0
قوله : في جَلَدٍ من الأرض ، أي غليظ صُلْبٍ 0
ج ل ف :
قوله : إنك لَجِلْفٌ جافٍ ، قال في العين : هما سواء ، وقال ثابت : الجِلْف الأعرابي الجافي في أخلاقه 0
ج ل م :
قوله : بالجَلَمَيْن (2) ، يعني المِقصَّيْن ، هكذا يُقال مُثنىً 0
قوله : بجلاميد الحَرَّة ، وهي حجارتُها العِظام ، واحِدُها جُلمودٌ ، وجَلمَد 0
ج ل س :
قوله : لَأَن يجلسَ أحدُكم على جَمْرَةٍ فتحرقُ ثيابَه ، خيرٌ له من أن يجلس على قبرٍ ، قيل : هو على ظاهره ؛ لأنه من الاستهانة بها ، وهي موضِعُ موعظة واعتبار ، وقيل : كناية عن الحَدَث عليها 0
قوله : في مجلِس الأنصار ، قد تُسمى الجماعة مجلِسا ؛ لأنهم أهلُه ، كما قال (3) :
__________
(1) القراب : غير موجود في ب .
(2) كتبت في ب : بالجملين
(3) البيت من الكامل ، وهوعجز بيت للمهلهل بن ربيعة ، وصدره : نُبِّئتُ أَنَّ النارَ بَعدَكَ أوقِدَت
ديوانه / الموسوعة الشعرية(1/87)
وَاِستَبَّ بَعدَكَ يا كُلَيبُ المَجلِسُ
ج ل ي :
قوله : حتى تجلَّتِ الشمس ، أي ظهرت 0
وقولها : حتى تجلاّنِي الغَشْيُ ، أي غشيني ، وغطَّاني ، وأصله : تجلَّلَني ، وجُلُّ الشيء وجِلالُه ما غُطِّي به ، فيكون تجلّى وتجلَّل بمعنىً ، كما يقال : تمطّى وتظنّى ، وأصل ذلك : تمطّط ، وتظنّن 0
وقوله : فيتجلَّى لهم ، هو ظهورة للأبصارِ ، بِكشْفِ الحُجُبِ التي / منعتها رؤْيَته ، 35ب وفي الحديث : كُحْلُ الجِلاء ، بكسر الجيم والمد ، ويقال : بالفتح والقصر ، وهو كُحلٌ يجلو البصرَ ، وقيل : هو الإثْمد 0
وقوله : إنَّ رجلا استشاره في الجَلاء ، بفتح الجيم بالمد لا غير في لغة أهل الحجاز ، وهو الانتقال من المدينة 0
قوله في قتل أمية : فتجلَّلُوه بالسيوف ، وروي بالخاء ، وهو أظهر (1) .
قوله : فهو يَتَجَلْجَلُ ، كذا للكافة ، ورواه بعضهم بالخاء ، والأول أصح (2) ، والتَّجلجُل في الأرض الدخول فيها مع حركةٍ واضطراب ، قاله الخليل ، وقال الأصمعي : هو الذهاب بالشيء والمجئ به ، وأصله التردد ، ومنه : تَجَلجَل في كلامه ، وتَلجلج إذا تردد ، قال القاضي : ورويناه في غير الكتابين بحائين مهملتين 0
ج ل ل :
قوله : إذْخِرٌ وجَليلٌ ، الجليل الثُّمام 0
قوله : اغْفِرْ لي ذنبي كلّه ، دِقَّه وجِلَّه ، أي صغيره وعظيمه ، وجِلال البُدْن وأجِلَّتُها ، ثيابٌ تُجلَّل بها ، وتُكساها 0
قوله : جَوالُّ القُرَى الجَلاّلَة ، هي التي تأكل العَذِرَات من الحيوان ، وأصل الجِلَّة البَعَر ، ثُمَّ استُعِير لرجيع الإنسان 0
الجيم مع الميم
ج م ح :
فجمَحَ موسى في إثره ، أي أسرع ، فرَس جَموحٌ سريع ، وهو مَدْحٌ ، وفرسٌ جموحٌ إذا كان لا يثنيه لِجام ، بل يَركب رأسه في جَرْيه ونفوذه ، ودابّة جموح إذا كانت تميل في أحد شقَّيها ، وهو ذمّ 0
ج م د :
__________
(1) في ب: والأول أصح .
(2) هذه الفقرة ، إلى قوله وروي بالخاء غير موجودة في ب .(1/88)
قوله : يُصلِّي على الجَمْد ، بسكون الميم ، وعند بعضهم بفتحها ، والصواب الأول ، وهو الماء الجامد من شدة البرد ، وذكَرَ الصلاة على الثلج والجمدِ ، والجَمْدُ بفتح الجيم وضمها ، مع سكون الميم ، الأرض الصُّلْبَة 0
ج م ر :
قوله : مَن استجْمَر فليوتِر ، هو التَّمسُّح بالجِمار ، وهي الحجارة الصِّغار ، وقيل : بل لأنه يُطَيِّبُ الريحَ كالاستجمار بالبَخُور مأخوذ مِن الجَمْر ، وأما قوله : يستجمر بالألُوَّة (1) ، فهو البخور لا غير 0
وقوله : مَجامِرُهم الألُوَّة ، أي الآلة التي يَتبخَّرُ فيها ، فسُمي بها البَخُور 0
قوله : أُتِيَ بجُمَّارٍ ، يعني الكَثَرَ ، وهو رَخْصُ طلعِ النخل ، وما يؤكل من غُِلْفِه
قوله : فقدوا جاماً من فضّة / هو إناء يُشربُ به ، وهو عربي ، وقيل : جمع جامةٍ 36أ.
ج م ز :
قوله : جَمَز ، أي عدا ووثب مُسرعا ، وليس بالشديد من العدو ، والجَمَزى ضربٌ من السير كأنه قفزٌ ، ويقال : جَمَز وأجْمز 0
ج م ل :
قوله : فجملُوها ، وفي رواية فأجملُوها ، يعني الشحومَ ، أي أذابُوها 0
قوله : إنّ الله جميل ، أي مُجْمِلٌ مُحْسِن ، وقيل : ذو النور والبهجة ، أي خالِقُهما 0
قوله : فأجْمِلوا في الطلب ، بقطع الهمزة ، أي أحسِنوا فيه بأنْ تأتوه من وجهه .
ج م ن :
قوله : كأنَّ عَرَقَه الجُمان ، وتحدَّر منه جُمانٌ كاللؤلؤ ، حُبوب مُدحرجَة أمثال اللؤلؤ ، تُصنع من الفضة وغيرها ، قال ابن دريد : وقد سمَّوا الدُّرّ جُماناً 0
ج م ع :
__________
(1) الأَلُوَّة والأُلُوَّة، بفتح الهمزة وضمها والتشديد، لغتان: العُودُ الذي يُتَبَخَّر به، فارسي معرَّبٌ، والجمع أَلاوِيَة، دخلت الهاء للإشعار بالعجمة . اللسان ( الا ) .(1/89)
قوله : المرأة تموت بجمُعٍ ، بضم الميم ، وروي بالفتح والكسر ، معناه تموت بحملٍ قد اجتمع خلْقُه في بطنها ، وقيل : بنفاسٍ ، وقيل : تموت بِكْراً لم تُعْتَضّ ، وقيل : صغيرة لم تَحِض ، وقال : شهيدٌ بلفظ المُذكّر ، والذَّكر والأنثى فيه سواء 0
قوله : بَهيمةً جمعاءَ ، أي مجتمعَة الخَلْق ، لا عاهة بها ولا نقص ، والجَمع من التَّمر ما لا يُعرَف له اسم 0
قوله : حدَّثنا وهو جَميعٌ ، أي مُجتمِع العقل والحفظ في كُهولته قبل تَشَيُّخِه ووهْيِ جسمه، واختلال ذُكرِه ، وتفرُّق ذهنه ، وكذلك قول عمر : وأمركُم جميعٌ ، أي متّفِق ، غير مختلفٍ ، وقوله : وجامعوهنّ في البيوت ، أي خالطوهنّ ولا تعتزلوهنّ اعتزال اليهود ، ولا تطَؤهُنّ ، وفي صفة خاتم النبوة جُمْعٌ عليه خِيلاتٌ ، الجُمع بضم الجيم وكسرها الكفُّ إذا جُمِع، يقال: ضربَهُ بجُمْعه وجِمْعه ، وجوامِع الكَلِم ، قيل : القرآن ؛ لإيجازِه ، وكان يتكلم بجوامع الكَلِم ، أي بالموجز من القرآن 0
وقوله :إلاّ هذه الآية الجامِعة ، من هذا المعنى ؛ لكونها مختصَرة اللفظ ، عامةَ المضمون 0
وقوله : سهم جَمْعٍ ، أي جماعَةٍ ، وقيل : جَمعَ له سهمان من الأجْر ، وقيل : سهم جيْشٍ ، وقيل : سهم من شَهِد جمْعا ، وهي المزدَلِفة ، وأيامُ جمْعٍ ، أيامُ مِنىً ، ويوم الجَمع ، يوم القيامة 0
/ قوله : ويوم الجُمعة ، بضم الميم ، وسكونها ، مشتق من اجتماع الناس للصلاة 36 ب وقيل : لاجتماع الخِلْقة فيه وكمالها ، وعنه عليه السلام : لاجتماع آدم وحواء في الأرض 0
وقوله : الصلاة جامِعة ، أي ذات جماعةٍ جامعةٍ للناس 0
وقوله : مَن فارق الجماعة ، ظاهِرهُ سوادُ الناس فيما اجتمعوا عليه في الإمَارة ، وقيل : هم العلماء ، وهو أصحُّ 0(1/90)
وقوله : فأجْمَعْتُ صِدْقَهُ ، أي عَزمت عليه واعتقدتُه، وقيلَ : جَمعَ أمرَه بعد أنْ كان مُتفرِّقا ، ومِنه المُسافِر إذا أجْمَعَ مُكثاً ، والصائِم إذا أجْمع الصيامَ ، أي عزمَ عليه ونواه .
وقولها : مُستجمِعاً ضاحِكاً ، معناه مُقْبِلا بكُلِّه على الضَّحِك 0
ج م م :
قوله في الحُديبية : وقد جَمُّوا ، أي استراحوا مِن جَهْد الحَرْب ، وكذلك : وهم جامُّون ، أي مستريحون ، وأصله الجمع والكثرة ، ومنه الجَمُّ الغفير ، [وَيُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا] (1) 0
وقوله : مَجَمَّةٌ لفؤاد المريض ، بفتح الجيم وكسرها ، مع فتح الميم فإنْ ضممت الميم، كسرت الجيم لا غير ، وفي آخر : تَجُمُّ فؤادَ الحزين ، أي تُريحُه ، وقيل : تجمعُه 0
قوله : كان عظيم الجُمَّة ، ووفَى لي جُمَيْمَةً ، هي أكبر من الوَفْرَة ، وذلك إذا سقطت على المنكِبين ، والوفرة إلى شحمة الأُذن ، واللِّمَة بينهما ، تُلِمُّ بالمنكِبين .
الجيم مع النون
ج ن ب :
قوله : لا جَنَبَ ، هو أن يُجْنَبَ مع الفرس الذي يُسابِق به فرسٌ آخر ، أي يُقاد بغير راكب ، حتى إذا دنا راكبُ الفرس السَّابِق من الغاية تحوّل عليه إلى هذا المجنوب ليسبِق به لِجامِه ، هذا تأويل مالك ، وتأوّله غيره في الزكاة ، وهو أنْ يَجْنُبَ ، أي يَبْعُد صاحب الماشية عن موضِع الساعي فرارا من الزكاة 0
قوله : إذا مرّ بجنَبَات أمّ سُليم ، أي نواحيها ، واحدُها جَنْبَة ، ومنه : على جَنَبَتَي الصَّراط ، أي ناحيتيه 0
قوله : وصاحب ذاتِ الجَنْب، قيل السِّلُّ، وفي البارع الذي يطول مرضه، وقيل : هي الدَُّبَيْلة ، وهي قَرْحَة تَثْقُب البطن 0
قوله : بتمرٍ جَنيبٍ / قيل : هو الكِبَيسُ ، وقيل : كل تمر ليس بمختلط ، خلاف الجَمْع 37أ .
__________
(1) الفجر 20 ، قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ( تحبون ) بالتاء ، وقرأها أبو عمرو كلها بالباء . السبعة في القراءات ، ص 685(1/91)
قوله : أجْنَبْنا ، الجنابة معلومة ، وهي مأخوذة من البُعد ؛ لاجتناب مواضع الصلاة ، وقراءة القرآن ، ومسِّ (1) المصحف ، وقيل : لمفارقة النُطفَة ، ورجُلٌ جُنُبٌ ، وامرأة جُنُب ، ورجال جُنُب ، ومنه : [وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ] (2) 0
وقوله : من اغتسل غُسل الجنابة ، أي صِفَتُه في الإسباغ والكمال 0
قوله : على المُجَنَّبَة اليُمنى ، هي الكتيبة التي تأخذ جانب الطريق الأيمن ، وهما مُجنَّبتان : ميمنة وميسرة بجانبي الطريق ، والقلب بينهما 0
ج ن ح :
قوله : إذا اسْتَجْنحَ الليلُ (3) ، أو قال : جُنْحَ الليل ، كذا لكافتهم ، وعند بعضهم : أو كان جنحُ الليل ، يقال : بضم الجيم وكسرها ، قيل : حين تغيب الشمس ، والجُناح الإثم ، وجَناح الإنسان عضُدُه وإبْطه ، وجنّح في سجوده ، وتجنَّح ، رفع عَضُدَيْه عن إبطيه وذراعيه عن الأرض ، وفرَّج ما بين يديه 0
ج ن ب ذ : ... ... ... ... ... ... ... ... ...
قوله : فإذا فيها جنابذُ اللؤلؤ ، فسَّره بالقِباب ، واحدها جُنْبُذة بالضم ، والجُنبُذة ما ارتفع من البناء 0
ج ن د :
قوله : أُمراء الأجناد ، يعني أَجناد الشام ، وكان عمر يقْسمها على أربعة أُمراء ، مع كل أمير رُبعٌ ، ثم جمعها آخِرا على معاوية 0والجُنْدب بفتح الدال وضمها ، مع ضم الجيم ، وبكسر الجيم أيضا مع فتح الدال وكسرها ، وجمعُه جنادِب، وهو يشبه الجَراد ، وقيل : هو الجراد نفسه ، وقيل : صرَّار الليل ، وقيل : بل صرّار الليل يقال له الجُدْجُد ، وهو شِبه جرادٍ ، وليس به 0
قوله : الأرواح جنودٌ مجنّدةٌ ، أي جُموعٌ مُجمَّعة ، وقيل : أجناس مختلفة 0
ج ن ز :
والجنازة بكسرالجيم وفتحها اسم للميّت والسرير ، وقيل : للميّت بالفتح ، وللسرير بالكسر ، وقيل بالعكس 0
ج ن ن :
__________
(1) كتب : ومِن المصحف ، وما أثبتناه من ب .
(2) النساء 43
(3) الليل غير موجود في ب .(1/92)
وقوله : كُنَّ له جُنَّةً من النار ، أي سِتراً ، والإمام جُنَّة ، أي سِتر لمن خَلْفه في الصلاة من النسيان والسهو ، والجُنَّة الدرع ، عليه جُنَّتان من حديد ، أي دِرعان على رواية النون، والجِنَّان عوامرُ البيوت، يَتَمثَّلُ حيَّة رقيقة ، وقيل مَسخُ الجِنِّ ، والمِجَنّ الترس ، والمَجَانّ المُطرقة ، بفتح الميم ، وشدّ النون ، جمع مِجَنّ ، ووزنه / مَفاعِل ، وحكى ابن 37 ب سِراج أنّ ابن الأفْلِيلي كان يقوله بكسر الميم ، قال : وهو خطأ ، وإنما هو مِثل مَحمِل ومحامل، الميم فيه زائدة مفتوحة في الجَمع ، وقد رواه بعض رواة البخاري بكسر الميم 0
وقوله : يَجِنُّ بَنانُهُ ، أي يُغَطِّي ويستُر ، ومنه سُميَ الجِنّ والجِنَّة لاستتارهم عن الناس ، وجَنَّ الليل ، وجنَّ عليه الليل ، وجنَّه وأجنَّه إذا أظلم عليه فستره ، والجَنَّة منه ؛ لأن شجرها يستُر أرضها وداخلها ، والجَنين ما يستتر في بطن أمه ، فإن خرج حيّاً فهو ولد ، وإنْ خرج مَيتا فهو سِقْطٌ ، لكنْ جاء في الحديث الاسم عليه بعد خروجه ؛ استصحابا لما قَبْلُ 0
الجيم مع الصاد
ج ص ص : ... ... ... ... ... ... ... ...
قوله : نهى عن تَجْصيص القبور ، وهو بناؤها بالجصِّ ، وهو النُّورَة ، ويروى تقصيص ، والقَصَّة هي الجصُّ 0
الجيم مع العين
ج ع د :
قوله : وليس بالجَعْد القَطَط ، هو ضد السَّبِط ، وهو الذي فيه عِزَّة ورجوع ، ليس باللَّيِّن في استرساله ، فإذا وُصِف بالقَطَط كان الشديد الجُعُودة ، كشعور السُّودان 0
وقوله : على ناقة جَعْدَةٍ ، أي مجتمعة الخَلْق ، شديدة الأسْر 0(1/93)
وقوله : إنْ جاءت به أسودَ جَعْداً مِثله، ويحتمِل أن يُريد جُعودة الشَّعر ، وكذا : أكحل جعداً ، قال الهروي : الجعْد في صفة الرجال يكون مدحاً ، وهو إذا وُصِف به الشَّعر ؛ لأنه من صفة العرب ، كما أنّ السُّبُوطة من صفة العجم ، وكذلك إذا أُريد به اجتماع الخَلْق ، وشدّة الأسر ، ويكون ذمّاً إذا وصف به القصير المُتردد والبخيل ، كما يقال : هو جعد الكف والبَنان ، وفي صفة موسى طُوالاً جعْدا ، يَحتمِل أن يكون من صفة شَعره؛ لأنه قال آدَمُ ، والأُدمة غالبا مُلازمة للجُعُودة ، ويَحتمِل أن يريد به شدّة الخَلْق ؛ لأنه وصفه بأنه ضربٌ من الرجال ، وجاء في صفة عيسى مَرَّةً جَعْد ، وهو هنا شدة الخَلق ، إذ قد وصفه في الحديث بأنه سبطُ الشَّعر 0
ج ع ر :
والجُعْرود : / رديءُ التمر 0 ... ... ... ... ... ... ... 38 ب
قوله : كان يَسِمُ في الجاعِرتين ، هما رَقْمَتان يكتنفان ذنب الحمار 0
ج ع ل :
والجعائل في الجهاد ، جمع جُعْلة ، وهو ما يجعله القاعد للخارج عنه من أهل ديوانه ، يقال منه : أجعلْتُ له جُعْلاً ، وجعلت له ، ثُلاثيّا ورُباعيّا ، والاسم الجَعالة والجِعال 0
قوله : فجعل يفعل كذا ، لفظٌ يتكرر في الحديث ، وتأتي جعل لمعانٍ كثيرة بمعنى عمِلَ وهيّأ وصيّر وخلق وحكَم وبيّن وشرع وابتدأ ، وأكثَرُ أضرُبِها بمعنى صيّر ، ومصدرها جَعْلاً 0
ج ع ظ ر :
قوله : كلّ جَعْظِريٍّ ، فُسّر في الحديث بأنه الغليظ الفظ ، وهو الجَعْظار والجعظارة ، وقيل : هو الذي لا يُسَرِّحُ رأسه ، وقيل هو الذي يتمدَّح ويتنفَّح بما ليس عنده ، وفيه قِصَرٌ 0
ج ع ف :
وقوله : يكون انْجِعافُها مرةً واحدة ، أي انقلاعُها 0
الجيم مع الفاء
ج ف ل :
قوله : كاد (1) يَنْجَفِلُ ، أي يسقُط 0
وقوله : جُفال الشَّعر ، أي كثيره 0
ج ف ن :
__________
(1) في ب: كان .(1/94)
قوله : يا جَفْنَةَ الرَّكب ، أي يا هؤلاء الركب أَحضروا جَفْنَتَكُم ، وهي أعظم قِصاع الأطعمة ، ومثلها جَفْن السَّيف والعين ، كله بفتح الجيم 0
ج ف ف :
فرَس مُجَفَّفٌ ، أي عليه تِجفافٌ ، بكسر التاء ، وهو ثوب كالجُل يلبَسه الفرس ، يقيه السلاح 0
قوله : يُجافي عَضُديه ، أي يُباعدُهما ، ومنه يُجافي جنْبه عن فِراشه ، وأصله من الجَفاء ، وهو التباعد ، وقيل : من الارتفاع 0
قوله : فيما جفَّتْ به الأقلام ، أي نفذَت به المقادير ، وكُتب في اللوح ، كُنِيَ به عن الفَراغ من الكائنات وإمضائها ؛ تمثيلا بما عهدناه مما كتبناه وفرغنا منه ، يعني القلم جافاً لا مِداد فيه ، وكتاب الله لوحه وقلمه ومِداده من علم غيبه ، نؤمن به ولا نُكيِّفُه
ج ف ر :0
وفي الحديث ذكر الجَفْرَة ، وهي من ولد الغنم ما مضى عليه أربعة أشهر ، وقوي على الرعي ، والذَّكر جَفْرٌ ، ويقال ذلك في الغلام إذا قوي ، وقيل : الجَفْر الجَذَع من ولد الضأن ، وفي حديث جابر : فخرج ابنٌ له جفْرٌ ، قيل : هو كما تقدم ، وقيل : هو الذي قارب إلى البلوغ 0
/ الجيم مع السين ... ... ... ... ... ... ... ... 38ب
ج س ر :
قوله : على جسْر جهنم ، بفتح الجيم وكسرها ، وهو هاهنا الصراط ، وأصله القَنْطرة يُعبر عليها 0
ج س س :
قوله : لا تجسّسوا ولا تحسّسوا ، قال الحربي : هما بمعنىً واحد ، وهو البحث عن بواطن الأمور ، وقيل : بالجيم إذا طلب ذلك لغيره ، وبالحاء إذا طَلب ذلك لنفسه ، وقيل : بالجيم في الشرّ خاصة ، وبالحاء في الشرّ والخير جميعاً ، وفي البخاري ذكر الجاسُوس ، وهو الباحث عن الخير من قِبل العدو ، وذكر الجَسَّاسَة بفتح الجيم ، هو من هذا ، وهي دابّة وصَفها في الحديث ، تتجسَّس الأخبار للدَّجَّال 0
الجيم مع الشين
ج ش أ :
قوله : إنما هو جُشاء ورَشْحٌ ، يعني أنّ فُضول طعامِهم يخرجُ في الحُشاء ، وهو تَنَفُّس المِعاء والعَرَق 0
ج ش ر :(1/95)
قوله : ومنّأ مَن هو في جَشْرِهِ ، الجَشْرُ المال يخرُجُ به أربابه يرعَى في مكان يُمسك فيه ، وأصله التباعد ، قال الأصمعي : مالٌ جَشْرٌ ، إذا كان لا يأوي إلى أهله ، وقال أبو عبيدٍ : الجَشْر الذين يبيتون مكانَهم ، ولا يرجعون إلى بيوتهم 0
ج ش ش :
قوله : فعمِدْتُ إلى شَعير فجَشَشْتُه ، أي طحنته جَشِيشا أي غليظا 0
ج ش م :
قوله : لتَجَشَّمتُ لِقاءه ، أي تكلفتُ ما فيه من مشقَّة 0
ج ش ع :
قوله : فجشعنا ، بالجيم ، من الجَشْع ، وهو الرَّوع والفزَع ، وروي بالخاء من الخشوع ، وهو السكون خوفا وفزعا ، وفي الحديث : فبكى مُعاذ خَشَعاً لفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أي جزَعا 0
الجيم مع الهاء
ج هـ د :
قوله : حتى بلغ مني الجَهد ، بفتح الجيم ، وقال بعضهم بضمها 0
قوله : ما ظننتُ أنَّ الجَهد بلغ بك هذا ، وأصابهم قحط وجَهد البلاء 0
قوله : وجَهِدَ العِيالُ ، وجَهِدتُ أن أجد مَركبا ، وأجْهَدْ عليّ جَهدَك ، أي ابلُغْ أقصى ما تقدرُ عليه 0
وقوله : فكان أولَ النهار جاهدا على رسول الله ، أي مُبالغا في طلبه وأَذاه ، وكله راجع إلى معنى الشدة في الحال ، والمبالغة في / تكلّف المشقة ، وبلوغ غاية الجَد ، وعن ابن39أ عمر : جَهْدُ البلاء ، قِلّة المال ، وكثرة العيال ، وجاء مرفوعا الصَّبر ، قال ابن (1) عرفة الجُهد بضم الجيم ، الوُسع والطاقة ، وبالفتح المبالغة والغاية ، ومنه : اجْهَدْ عليّ جَهْدَك ، وقال ابن دريد : هما لغتان فصيحتان ، بلغ الجل جَهْدَه ، وجُهْده 0
ج هـ ر :
قوله : كلُّ أُمتي مُعافى إلاّ المُجاهرون ، أي المُعلِنون الذين يستهزئون بإظهار الذنوب 0
ج هـ ز :
__________
(1) ابن : غير موجود في ب.(1/96)
قوله : إنّي لأُجهِّزُ جيشي ، جهَّزتُ القوم ، أي هيأتُ لهم ما يُصلحهم في سفرهم : غزوٍ أو حجٍّ أو تجارة ، أو غير ذلك مما يحتاجون إليه ، ومنه : قد كنتَ قضيتَ جهازك ، أي فرغتَ من النظر فيه ، والإعدادِ له ، والجَهاز بفتح الجيم هو اسم للشيء المُعَدّ ، ومنهم مَن أجاز كسر الجيم ، ومنهم من منعه 0 وفي الحديث : فأمر بجَهازه ، يعني رحْلَه ، ومَتاع سفره من فراش وغيره 0
ج هـ ش :
قوله : فجَهِش الناس نحوه ، أي استقبلوه متهيِّئين للبُكاء ، مُستعدين له ، وقيل : فزعين لائذين به ، وفيه لغتان : جَهِشتُ وأَجهشْتُ 0
ج هـ ل :
قوله في الصائم : ولا يجهلْ ، أي لا يقُل قولَ أهل الجهل من رَفَث الكلام وسَفَهه ، أو لا يجفوه (1) على أحد ، ويشتِمه ، يقال : جَهِل عليه ، إذا جَفاه 0
قوله : فَمِيتَةٌ جاهلية ، أي على صفة حال الجاهلية من أنهم لا يطيعون الإمام ، ولا يدينون بما يجب من ذلك 0
وقوله : إنك امرؤٌ فيك جاهلية ، ونذرْتُ ليلةً في الجاهلية ، وكانت تصومه في الجاهلية، كلّه كناية عما كانت العرب عليه قبل الإسلام من الجهل بالله ورسوله ، وشرائع الدين ، والتمسُّك بعبادة غيره ، والمفاخرة بالأنساب ، والكبرياء والجبروت إلى سائر ما أذهبه الله عزّ وجلّ وأسقطه عندما شَرَعه من الدين وأَبابَه من العِلم 0
ج هـ م :
قوله : تجَهَّموه ، أي استقبلوه بما يكره، ووَجْهٌ جَهْمٌ كريهُ المنظر غليظ 0
الجيم مع الواو
ج و ق :
قوله : وهو مُجَوِّفٌ عليه بجحفَةٍ ، أي مُتَرِّسٌ ، والجَوفُ الجَحفَة والتُّرس / ورواه 39ب بعضهم بالباء من الجَوْبَة ، والأول الصواب 0
ج و ب :
__________
(1) في ب: ولا يجفو .(1/97)
قوله : فانجابتْ عن المدينة ، أي انقطعتْ وانكشفت كالثَّوب الخَلَِق إذا تقطَّع ، وقيل : انقبضتْ وتقلَّصتْ من جَبَوت الخَراج وغيره إذا جمعته وقبضته ، وقيل : انفرجت عن المدينة مُستديرةً حولَها ، فصارت منها في مِثل الجَوْبَة ، وهي الفَجْوة من البيوت ، والفجوة المكان المرتفع ، وقيل : صارت حولها كجَيْب القميص برأس لابسه وهو طَوقه الذي يَخرج منه الرأٍس 0
قوله : من لؤلؤةٍ واحدةٍ مُجَوَّفةٍ، أي خالية الدَّاخل غير مُصْمَتَةٍ ، وروي بالنون ، والمعنى واحد ، وبالباء أي قُطِع رأسُها بالثَّقْب ، فتفرَّغ وخلا ، من قولهم جُبْتُ الشيء ، إذا قطعتَه ، والمِجْوَب آلة من حديد يُقَطّ بها الأدَمُ قطّاً مُستديرا 0
ج و د :
قوله : ولم يأت أحدٌ إلاّ حدَّث بالجَوْد ، بفتح الجيم ، يعني المطر الغزير 0
قوله : سَيْرَ الجَواد المُضمِر المُجيد ، أي صاحب الفرس المُضمِر لفرسه الذي قد استجاده ، أي اتّخذه جوادا، وهو الذي يجود بجريه، ومَن رواه المضمَّر بالفتح ، أراد الفرس ، ويكون المُجِيد صفة للفرس؛ لأنها الذي تلِد الجياد من الخيل، وفي رواية : الراكبُ الجوادِ المُضمَّر ، فالجواد مفعول ، والمُضمَّر صفة له 0
قوله : وأصابَتْه جائِحة ، أي مُصيبةٌ اجتاحتْ مالَه ، أي استأصلته ، ومنه جائحة الثِّمارِ ، ومنه : اجتاح أصلَه ، استأصلَه بهلاكه 0
قوله : وهو يجود بنفسه ، أي يَسُوقُ للموت 0
قوله : أجْوَدَ بالخير من الريح المُرسلة ، وأجودَ ما يكون في رمضان ، كله من الجود ، وهو الكرم ، ورجُل جواد سخي مِعطاء ، وأجوَدَ أكثرُ جودا ، وأغزرُ عطاءً 0
ج و ر :
في المواقيت : هو جَوْرٌ عن طريقنا ، أي مائلٌ مُنحرِف ، ومنه : [وَمِنْهَا جَائِرٌ] (1) ومنه الجَوْر في الحُكم وغيره 0
__________
(1) النحل 9(1/98)
قولها : يُصغي إليّ رأسَه وهو مُجاوِرٌ ، ويُجاوِر بغار حِراء ، كله بمعنى المُلازمة والاعتكاف ، والجُِوار في خبر أبي بكر وغيره ، هو الذِّمام والعهد ، والتأمين ، بضم الجيم وكسرها ، ومنه : [وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ] (1) / أي مُجيرٌ مُؤمِّن ، يقال لكل واحد من المُجير40 أ والمُستجير جارٌ .
وقولها : وغَيْظُ جارَتِها ، وقول عمر : إنْ كانت جارتُك هي أوضأُ منك ، يعني الضَّرَّة ، فعدلوا عن الضَّرَّة إلى الجارة ، وسميت الزوجة أيضا جارة من الجِوار، الذي هو دُنوُّ المسكَن ، ومنه : لا تحقِرنّ جارةٌ لجارتها ، هذه من دنو المسكَن ، ومنه الوَصاةُ بالجار ، وقد يكون الجار الشريك ، ومنه : الجار أحقّ بصَقَبِه ، في قولنا ، وأمّا أهل العراق فهو عندهم من قرب المسكن إن لم يكن شريكاً 0 ... ...
ج و ز :
قوله : جائزتُه يومَه وليلتَه، قيل : ما يجوز به، ويكفيه في سفره في يوم وليلة ، يستقبلها بعد ضيافته، والجائزة العطية ، والجائزة ما يجوز به المسافر ، وقيل : جائزته تُحفتُه ، والمبالغة في مكارمته ، وفي باقي الثلاثة ما حضَرَه ، وقيل جائزته يومٌ وليلةٌ حقُّه إذا جاز به ، وثلاثةٌ إذا قصَده 0
قوله : وأَتَجاوَزُ عن المُعسِر ، أي أسامحه ، وأُسهِّل عليه ، وأتجاوز في السِّكة والنَّقْد ، ويروى أَتجوَّزُ، كله بمعنى أُسامح وأُسهِّل، وآخُذُ ما أعطيتُ ، ومنه وكان من خُلُقِي الجَواز ، أي المُسامحة 0
وقوله : مَنْ أَمَّ قوماَ فليتجوَّز ، أي فليُخفِّفْ ، كذا جاء مُفسرا في حديثٍ آخر 0
قوله : حتى أَجاز الوادي ، وفي رواية : جاز ، وهما لغتان ، وقال الأصمعي : جاز فيه ، وأجاز ، قطعَه ، ومنه : فأكون أولَ من يُجيزُ ، أي أولَ من يقطعُ مَسافة الصّراط 0
قوله في أبي جَنْدَلٍ : أجِزْهُ لي ، بالزاي ، ويروى بالراء من الجُوار ، والأول من إجازَة الطريق و خُفارَتِه ، وفي حديث ابن الدَّغِنَ : كنَّا قد أجزْنا بالزاي والراء0
ج و ظ :
__________
(1) الأنفال 48(1/99)
قوله : جَعْظَرِي جوَّاظ ، قيل : الجَمُوع المَنُوع ، وقيل : الكثير اللحم المختال في مِشيته ، وقيل : الغليظ الرقبة والجسم ، وقيل : الذي لا يستقيم على أمر ، وفي صفة أهل النار : كلّ جَظٍّ جَعْظٍ ، يقال : جَظٌّ وجَوَّاظٌ ، وجَعْظٌ وجَعْظَريٌّ بمعنىً 0
ج و ل :
قوله : ثم جالتِ الفرس ، أي نَفَرت عن مكانها ، وكانت للمسلمين جوْلَة (1) ، أي نُفورٌ وانكشافٌ ، وزوالٌ عن مقامِهم ، ومنه : فاجتالَتْهم عن دينهم، أي استخَفَّتهم ، فذهبت بهم ، وساقتهم إلى ما تُريد منهم 0
قوله : فأجَلْتُ القِداح ، إجالتُها تحريكها ونقلها من موضع إلى غيره 0
ج و ع :
قوله : إنما الرّضاعَة من المجاعَة ، أي الذي يرضعُ لجوعِه وصِغَره ، لا الذي استغنى عن ذلك بالطعام 0
ج و ف :
قوله : كأنها جمَلٌ أجْوَف ، أي عظيم البطن 0
ج و ي :
قوله : اجْتَوَوُا المدينة، أي استوْبَؤُها ، واستوخمُوها، ومعناه كرهُوها لمرض أصابهم فيها ، وفرَّق بعضهم بين الاجتواء والاستئْبال ، فجعل الاجتواء كراهةَ الموضِع ، وإن وافق ، والاستئبال إذا لم يوافق ، وإن أحبَّه 0
وقوله : فلما رأوْه أجوفَ، أي ذا جوف ، ويَحتمِل أنْ يُريد أنه وجده فارغَ الداخِل ، والأجوف كلّ شيء له جوف ، وجوف كل شيء قعْرُه وداخِله 0
الجيم مع الياء
ج ي ب :
قوله : مُجتابِي النِّمار ، مُفتعلينَ ، من لفظ الجَيْب في الثوب ، والاجتياب تقدير موضع دخول رأس الإنسان من الثوب ، ويُسمى ذلك الموضع المُقَدَّر جيباً ، فجاء هؤلاء القوم وقد فتحوا في نِمارهم جُيوباً أدخلوا فيها (2) رؤوسهم فلبسُوها ، يَصِفُ سوء حالهم ، وفسّره الخطابي بأنهم قطَعوا النِّمار قِطعاً وشقّوها أُزُراً لحاجتهم 0
ج ي ش :
__________
(1) جولة : غير موجود في ب .
(2) فيها : غير موجود في ب .(1/100)
قوله : يجيش ، أي يفور ، وجاشت الرَّكِيّة ، وكذلك القِدر غَلَتْ وفارت ، وكذلك الحُزْن والهَمُّ والنفس والمَعِدة للقيء ، وكان الأصمعي يفرّق بين جاشت ، وجشأت ، فيقول : جاشت فارتْ ، وجشأت ارتفعت 0
أسماء المواضع :
جَمْع : هي المزدلفة ، وهو المَشْعَر ، وسميت جَمْعا بجمع العِشَّاءَين فيها 0
جَمْرَة : موضع رمي الجِمار 0
الجِعْرَانة : أهل الحديث يشددونه ، وأهل الأدب يخففونه ، وكلاهما صواب ، وهي ما بين الطائف ومكة ، وإلى مكة أقرب 0
جَرْبا : مقصور ، من بلاد الشام ، وجاءت في البخاري ممدودة 0
الجُحْفَة : قرية جامعة على طريق المدينة من مكة ، وهي / مَهْيَعَة وسُمِّيَتْ (1) بالجُحفة 41 أ لأنَّ السيل أجحفَها ، وحمل أهلَها ، وهي على ستة أميال من البحر ، وعلى ثماني مراحل من المدينة 0
جُوَاثا : بواو مخففة ، ومنهم من يهمزها ، وهي مدينة بالبحرين 0
الجُرُف : على ثلاثة أميال من المدينة إلى جهة الشام ، وبها مالٌ لعمر ، ولأهل المدينة 0
بئر جُشَم ، بئر جُبَيْل : تصغير جبل ، جاء ذكره في البخاري الذي بالسُّوق ، وهو سَلعٌ ، وفي رواية ، وهو بسَلْعٍ 0
جَيْحان : ويقال : جَيْحون ، نهر مدينة بلْخ من خراسان 0
جُمْدان : بالميم والدال ، وهو منزل من منازل أسلم (2) ، بين قُدَيْد وعَسْفان 0
جَوَّانِيّة : أرضُ عَمَلِ المدينة من جهة الفُرُع ، بشد الواو وتخفيفها 0
ذات الجيش : على بريد من المدينة 0
الجابِية : من أرض الشام 0
الجزيرة : هي المعروفة بجزيرة ابن عُمر من ناحية المَوْصل 0
الجار : ساحل المدينة ، قرية كثيرة البنيان والقصور على ساحل البحر ، تَرفأ إليه السفن 0
الجبَّانة والجبّان : موضع القُبور 0
جَبَل الخَمْر : فسره في الحديث بجبل بيت المقدس 0
__________
(1) وسميت : غير موجود في ب .
(2) في ب: وهومنزل لسلم ، وفي معجم ما استعجم 2/ 391 : من منازل بني سُليم ، وفي إحدى نسخة أسلم .(1/101)
جزيرة العرب : اسم لبلاد العرب ، سُميت بذلك لإحاطة البحار والأنهار بها : بحر الحبشة ، وبحر فارس ، ودجلة والفرات ، قال مالك جزيرة العرب هي الحجاز واليمن واليمامة ، وما لم يبلغه مُلك فارس والروم 0
الجَرَعَة : موضع بطريق الكوفة ، على طريق الحِيرة ، بفتح الجيم والراء والعين ، وبعضهم يسكن الراء ، وأصل الجَرَعَة المكان الذي فيه سُهولة ورمل ، وإليه يُضاف يوم الجَرَعة 0
حرف الحاء
ح ب ب :
قوله : إذا أحبَّ اللهُ العبد ، ولأُعطِينَّ الراية رجلا يُحبّ الله ورسولَه ، كل ما جاء من محبة الله لعبده ، محمول على إرادته به الخير ، وهدايته إياه ، وتوفيقه له ، ومحبّة العبد له ، ترجع إلى طاعته ، وإيثار أمره على هواه ، وأما التي بمعنى الميل إلى المحبوب ، فالبارئ سبحانه مُنزه عنها ، لا يَميل ، ولا يُمال إليه ، ومحبّة الرسول والملائكة ، قد تكون على ظاهرها من الميل / اللائق بالخلق، وتكون من الملائكة بمعنى الاستغفار ، وحُسن 41 ب الذكر ، والثناء الجميل ، وكذلك من البشر التعظيم لهم ، والذِّكر الجميل ، ومن الرسول لأُمته إرادتُه هداهم ونجاتهم ، والدعاء لهم والشفاعة ، ومحبتهم له طاعتهم إياه والصلاة عليه ، والثناء ، وتقديم أمره ، وقبول قوله 0
قوله : كما تَنْبُتُ الحِبَّة في حَميل السَّيل ، بكسر الحاء، قال الفراء : هي بُزور البَقل ، وقيل : حّبُّ الرياحين ، وقيل : نبت ينبت في الحشيش صغير 0
قوله : أسامة حِبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يعني مَحبُوبَه 0
قوله : فأصبْتُ حبَّتَه ، على هذه الرواية يعني حَبَّة قلبه 0
ح ب ر :(1/102)
كعب الأحبار : جمعُ حَبْرٍ بالفتح والكسر ، وبعضهم يُنكر الكسر ، والحِبْر : الذي يُكتب به بالكسر ، قيل : وبه سُمِّي كعب ، حكاه أبو عبيدٍ ؛ لأنه كان صاحب كتاب ، وقال غيره : كعب الأحبار كعب العلماء ، واحدهم حَبْر ، وحَبْر العرب ابن عباس ، والبُرْد المُحَبَّر المُزَيَّن الملوَّن ، ومنه حُلَّة حِِبَرةٍ ، وبُرْد حِبَرة ، وهو عصْبُ اليمن 0
ح ب ط :
قوله : فقد حَبِطَ عمله ، أي بَطل ، وحَبَطَت الدّابة ، إذا أكلت المرعى حتى ماتت ، ومنه ما يقتُل حَبَطا أو يُلِم 0
قوله : حبذا يوم الذّمار ، أي ما أحبَّه لأهله 0
ح ب ل :
قوله : حَبَلُ حَبَلَةٍ ، بفتح الباء فيهما ، وقيل : في الأول بسكون الباء ، والفتح أبين فيهما، وهو مصدرحَبِلَتْ تَحبل حَبَلاً ، وهو اسم للجنين أيضا ، ومنه قوله : يُسقِطان الحَبَل ، وبيْع حَبَل الحَبَلة ، فُسّر في الحديث بأنه البيع إلى أنْ تُنتِج الناقة ، ثم يُنتَج نِتاجها ، وكان من بيوع الجاهلية ، وقيل : شراء نِتاج النتاج ، وقيل : هو بيع العِنب قبل طِيْبه ، والحَبْلَة الكَرْمَة ، قاله ثعلب 0
قوله : ما لنا طعام إلاّ ورق الحُبْلَة ، بضم الحاء ، وسكون الباء ، وهو السَّمُر 0
قوله : كلما أتى حَبْلا من الحِبال ، هو ما طال من الرِّمال وضَخُم ، ويقال : الحِبال دون الجِبال ، وجعل حَبْلَ المُشاة بين يديه ، يعني مجتمعهم ، تشبيها بالأول ، وقيل : حيث تسلك الرَّجَّالَة 0
قوله : على حبْل عاتِقه، هو ما بين العُنُق والمَنكِب، وقال ابن دريد : حَبْلا العاتِق عَصَبَتاه 0
قوله : تعتصموا بحبل الله ، قال ابن مسعود : حبل الله كتابه ، أي اتباع القرآن ، وترك الفرقة / ومنه قوله عليه السلام : كتاب الله هو حبل الله وقيل : عهده الذي يَلزم 42 أ اتِّباعه ، وقيل أمانُه ، وقيل نوره الذي هَدَى به 0
قوله : يَسْرِق الحَبْل ، قيل : هو على ظاهره ، وقيل : حبلُ السفينة 0
ح ب س :(1/103)
وقوله : إلاَ مَنْ حبسَه القرآن ، فسّره في الحديث مَن وجب عليه الخلود 0
قوله : وأصحاب الجَدِّ محبوسون ، أي ممنوعون من دخول الجنة ، موقوفون للحساب ، أو حتى يدخلها الفقراء ، بدليل قوله : وأمَّا أصحاب النار فقد أمر بهم إلى النار ، أي مَنْ استحق النار منهم بكفره ومعصيته، وبقي غيرُهم للحساب ، أو للتأخير عن منزلة الفقراء 0
قوله : احتبس أدْراعه، أي وقَفها، واللغة الفُصحى (1) أَحْبَسَ، ويقال : حَبَّس مخففا ومُشددا 0
ح ب ق :
قوله : عِذْق ابنِ حُبَيْق ، هو لون من التمر رديء 0
ح ب ش :
قوله : فصُّهُ حبشي ، أي حجر من بلاد الحبش أسود ، أوعلى ألوان الحبشة 0
قوله : جمعوا لك الأحابيش ، هم حلفاء قريش ، وهم الهُون ابنُ خُزيمة ، وبنو الحارث ابن عبد مَناه ، وبنو المصطلق من خُزاعة ، تحالفوا تحت جبل يقال له حُبْشيٌّ ، وقيل : هو اسم وادٍ بأسفل مكة ، وقيل : سُمُّوا بذلك لتحبُّشهم ، وهو التجمع ، والحَبَاشة الجماعة 0
ح ب و :
قوله : ولو حَبْواً ، فسّره في الحديث زَحفاً ، قال ابن دريد : الزحف المشي على الاست مع الاشراف بالصدر ، وقال الحربي : حبا الصبِيُّ ، مشى على يديه ، والاحتباء : أن ينصب ساقيه ، ويَرُدَّ عليهما ثوبه ، أو يعقدَ يديه على ركبتيه ، معتمدا على ذلك ، والاسم الحُبْوَةُ بالضم والكسر ، والحُبْيَة أيضا 0
قوله : فأخذْتُ بحُبْوةِ ردائه ، أي مجتمع ثوبه الذي يَحتبي به ، ومُلتقى طرفيه في صدره 0
الحاء مع التاء
ح ت ت :
قوله : تَحُتُّه بظفرها ، الحَتُّ القَشر والإزالة بالحك والتقليع ، وحُتَّتْ خطاياه ، أي سقطت ، وكذلك لا يَنحاتُ ورقُها ، ورأى نُخامَةً فَحَتَّها 0
ح ت ف :
__________
(1) كتبت الفصحاء في أ ، ب .(1/104)
قوله : مات حتف أنفه، أي على فراشه ، قاله أبو عبيدٍ ، كأنّ حتْفه أماته بانقطاع التنفّس ، ومنه : إنّ الجبان حتفُه من فوقه / أي من السماء مكتوب في اللوح، لا من الأرض 42ب ومن الله لا من الخلق ، فما باله يجبُن ويَفرّ ، حيث لا يجوز له الفِرار ، فضرره ونفعه وموته وحياته من الله بقدرته التي لا تُرَدُّ ، وحُكمه الذي لا يُتعقَّب ، وعلى ما سبق من علمه الذي لا يتغير ، وقيل الجبان شديد الذُّعر والفزَع ، كأنه يخشى الحتف يقع عليه من فوقه ، كقوله تعالى : [يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ] (1) 0
الحاء مع الثاء
ح ث ث :
قولها : أَحَثَّ الجَهاز ، أي أسرَعه وأَعجَله ، ويأكل منه أكلا حثيثا ، أي سريعا عَجِلا ، يَحثُّ على الصَّدقة ، أي يُحرِّض ، ويحمِل عليها مستعجلا ذلك ، وكذلك كل ما تصرَّف من ذلك 0
ح ث ل :
قوله : في حُثالةٍ كحُثالة التمر ، حُثالة كل شيء رذالُه ، وكذلك الحُفالة 0
ح ث و :
قوله : فحثا ، وحثَوْا ، ويحثو ، ويحثِي ، وأحثُ ، كله بمعنى أغْرِف ، قال ابن الأنباري ، وأعلى اللغتين حثا يحثي ، ويقال : حَفَن ، وحثَن 0
قوله : فتقاولتا حتى استحثَتَا ، كأنّ كل واحدة حَثَتْ في وجه الأخرى التراب ، ويُروى حتى استَخَبَتا ، من السَّخَب ، وهو ارتفاع الأصوات ، واختلاط الكلام ، بالسين والصاد 0
الحاء مع الجيم
ح ج ب :
قوله : حِجابُه النور .
وقوله : فيرفع الحجاب ، أصله السترالحائل بين الرائي والمرئي ، فلا يراه ، وهو هاهنا راجع إلى منع الأبصار من إدراكه بالرؤية (2) ، فقام ذلك المانع مقام الستر الحائل ، فعبّر عنه به ، إذ هو المُتقدّس عن الجهة والنهاية والقَدْر والحدِّ ، المُنزَّه عن أن يُحيط به شيء ، أو يحول دونه حجاب 0
قوله في دعوة المظلوم : ليس بينها وبين الله حجاب ، معناه أنها مسموعة مقبولة غير مردودة 0
__________
(1) المنافقون 4
(2) في ب : بالرؤية له .(1/105)
قوله : حاجبُ الشمس ، هو جُزؤها الأعلى من قرصِها ، وحواجبُها نواحيها ، وقيل : سمي بذلك ؛ لأنه أول ما يبدو منها ، كحاجب الإنسان ، وعلى هذا يختصّ الحاجب بالحرف الأعلى البادي أولاً، ولا يُسمّى جميع نواحيها حواجب 0
ح ج ج :
قوله : فحجّ آدمُ موسى أي ظهرت حُجَّتُه عليه 0
وقوله : ذو الحَجَّة ، بالفتح/ وأجاز بعضهم الكسر 0 ... ... ... ... 42ب
قوله : فأنا حَجيجُه ، أي مُحاجُّه ومناظره ، وحَجاج العين بالفتح والكسر ، العَظم المُستدير بها 0
ح ج ر :
وقولها : فانْخنَثَ في حَجْرِي ، وأجلستُه في حَجْري ، بفتح الحاء وكسرها ، وهو الثوب والحِضْن ، فإذا أريد به المصدر فالفتح لا غير ، وإن أريد به الاسم ، فالكسر لا غير ، وكذلك الفعل ، ومثله حِجْر ثمود ، وهي مَدائنُها 0
وقوله : ربيبتي في حَجْري ، وما كان مثله فالفتح لا غير ، ومعناه الحَضانة والتربية ، وحِجر الكعبة ، بالكسر لا غير ، وفي الحديث : ما بُنِيَتْ له الحُجَرُ ، جمع حُجرَةٍ ، وهي البيوت في كل موضع حُجِرَ عليه بالحجارة (1) ، فهو حُجْرةٌ ، والحِجار الحائط ، ومنه احتجَر حُجرةً لحفصة ، افتعل من الحَجْر ، وتحْتَجِرُه بالليل 0
قوله : فجلس حَجْرَةً، أي ناحيةً غير بعيدةٍ ، وكذلك يطوفُ حَجْرةً بالفتح لا غير ، وفي حديث سعد : فتحجَّر كَلْمُه ، أي يبِس فصار كالحَجَر 0
وقوله : بعدما حُجِر ، الحَجْرُ ، بتخفيف الجيم ، وقد روي بشدها ، أي شُبِر ومُنِع0
وقوله : وعصبَ بطنه على حَجَر ، كانوا يفعلون ذلك تدعيما لقناة الظهر ، ويشدُّون على الحَجر ثوباً ، وذلك عند شدّة الجوع ، وخَواء المعدة ، فيجدون لذلك قوة ما ، وقيل : ذلك استعارة ، وعبارة عن شدة الحال ، والأول أظهر0
ح ج ل :
قوله : فحَجَل ، أي قفز على رجلٍ واحدة سرورا وفَرحا ، ورفع الأُخرى كالرَّاقص ، ومنه : يَحْجُل في قيودِه ، بضم الجيم 0
ح ج ن :
__________
(1) في ب : بالحجار .(1/106)
قوله : صاحِبُ المِحْجَن ، بكسر الميم ، هو عصاً مُعوجَّة الرأس كالمخطَف ، ومنه : يَحْجُنُه بِمحْجَنِه ، اشتُقَ من الفعل بها ، فمعنى يحجُنُه يحبِسُه، يحجُنُها ، أي بطرف العصاة مِحْجَناً ، كما يقال : أنسأه بمِنسأته 0
قوله : غُرّاً مُحَجَّلين ، أي بيض الوجوه واليَدين والرجلين من نور الوضوء ، كالفَرَس الأغرِّ الذي في وجهه بياض ، والمُحجََّل الذي في قوائمه بياض 0
ح ج م :
قوله : أعلقَ فيه مِحْجَماً ، هي الآلة التي يجتمع فيه دمُ الحِجامة حين ابتعاثه بالمصّ من الجسم 0
ح ج ز :
قوله : فما احتجزوا حتى قتلوه ، بالزاي ، أي لم ينفصلوا عنه ، ولا بانوا منه 0
قوله : وأنا آخُذُ بِحُجََزِكُم ، بفتح الجيم ، جمع حُجْزَةٍ ، وهي مَعقِد / السراويل 43 ب ومنه : فأخرَجَتْه من حُجْزَتِها ، ولبعضهم : حُزَّتِها ، على الإدغام ، وهي لغة العامة ، ومنهم مَن تأخذه النار إلى حُجْزَتِه ، أي معقِد إزاره ، كما روي إلى حَقْوَيه ، أي خَصْرَيْه وهُناك يُعقَد الحَقْوُ ، وهو المئزر ، سُمّي حَقْواً ، باسم الموضع المختص به 0
الحاء مع الدال
ح د أ :
جاء فيها ذِكرُ الحِدأة ، بالكسر، وجاء الحِداء ، وهو جمع حِدَأةٍ ، أو مُذكَّرْها ، وجاء الحُدَيَّا ، على وزن الحُمَيَّا ، قال ثابت : وصواب تصغيرها الحُديْئة ، كالتُّميرة ، وإن شئت ألقيت الهمزة على الياء وشددتهما ، فقلت : حُدَيَّة ، على مثال عُليَّة ، وإن شئت قلت حُدَيَّا 0
ح د ث :
قوله : امرأتِي الحُدثاء ، أي الحديثَة العهد بكونها لي زوجا 0
قوله : مُحدَّثون ، بفتح الدال ، قيل : تُكَلمهم الملائكة ، كما جاء مُكلَّمون ، وقال البخاري : يجري على ألسنتهم الصواب ، وقيل : مُلهَمون ، وهو الإصابة من غير نُبوَّة ، وقيل : يصيبون إذا ظنُّوا وحدسوا ، كأنّه يُحدَّث بالشيء 0
قوله : حَدَث به عَيْبٌ ، بفتح الدال ، ما لم يُقرَنْ بِقَدُم ، فبضم الدال ، يقال : أخذني ما قَدُم وما حَدُث 0(1/107)
قوله : لولا حِدْثان قومِك بالكفر، بكسر الحاء ، أي قرب عهدهم به، وهو مصدر كالوِجدان 0
وقوله : حُدَّاثُ الأسنان ، أي شباب ، جمع حديث السِّن ، أو حَدَث السِّن ، والحديث من كل شيء القريب الوجود 0
قوله : وفي الحُجْرَة حُدَّاث ، أي قوم يتحدَّثون 0
قوله : ما لم يُحْدِث ، فسّره أبو هريرة ومالك بحَدَث الوضوء، وابن أبي أوفى بحدث الإثم 0
قوله : مَن أحدث حدثا ، أو آوى مُحدِثاً ، الحَدَث هنا الإثم ، وقيل : عامٌّ في الجنايات ، والحَدَث في الدين 0
ح د د :
قوله : تُحِدُّ على ميتٍ ، بضم التاء ، وكسر الحاء وفتحها مع الضم ، يقال : حَدَّتْ وأحدَّتْ حدَّاً وإحْدادا ، إذا امتنعتْ من الزينة والطيب ، وأصله المنع ، وإنما مُنِعت من ذلك ؛ لأنه يدعو إلى النكاح ، فمُنع منه ؛ ليكون الامتناع منه زجرا عن النكاح ، لمّا كان الزوج معدوما لا يُحامي عن نسبه ، ولا يزجُر عن زوجه ، بخلاف ذلك في المُعتدّة من الطلاق ، التي زوجها حيّ يُحامي عن نَسبه ، / ويتحفظه على مطلقته ، فاستغنى بوجوده عن 44أ زاجر آخر . وفي عمر كان حديدا، وأُدَارِئُ رئِي منه بعض الحِدَّة ، وما عدا سَوْرَةً من حِدَّةٍ ، كله من شدة الغضب ، وحِدَّة الخُلُق 0
قوله : وتستَحِدُّ المُغيبَة ، الاستحداد حلق العانَة بالحديد 0
قوله : أرى حدَّهم كليلاً ، أي عُدَّتهم عادتْ ضعيفة .
وقول عليّ : أنا الذي سمتني أمي حَيدرة ، اسم من أسماء الأسد ؛ لِغلظ رقبته ، وقوة ساعده ، قيل : إنها سمته بهذا اللفظ (1) تعنيه ، وقيل : باسم جدِّ أبيها أسد بن هاشم ، فكنّى عنه بحيدرة ، وكان أبوه غائبا ، فلما قدِم سماه عليا ، وزعم قوم أنها كانت تُرَقِّصه بذلك لكبر بطنه ، وهذا ضعيف 0
ح د ق :
__________
(1) في ب : الاسم .(1/108)
قوله : كنّأ إذا احمرَّت الحَدَق ، يعني غضبا ؛ لِحضور الحرب ، جمْعُ حَدَقة ، وهي ما اسودّ من العين ، وهي المُقلة عُبِّر بها عن جملة العين ، والحدائق جمع حديقة ، قال الخليل : هي كل أرض ذات شجر ، أحدَق بها حاجز ، ثم سميت البساتين حدائق ، والحديقة أيضا القطعة من النخل 0
ح د و :
وفيها ذكر الحادي ، والحُداء ، سَوْق الإبل ، وأصله من حدا يحدو إذا اتّبعَ الشيء ، ثم قيل حدا إذا غنَّى غِناء تشتاق ب الإبل 0
الحاء مع الذال
ح ذ و :
قوله : ولَّتْ حذَّاء مُدبرة ، أي سريعةً خفيفةً 0
قوله: معها (1) حِذاؤها ، الحِذاء النعل ، استعارة لأخفاف الإبل ، وقوَّتها على السير ، وقطع المسافة البعيدة ، كما أنّ بالحذاء يَقطعُ المسافر المسافات 0
ح ذ ي :
وقوله : الشجاع منَّا الذي يُحاذيه ، أي يُدانيه ، وأصل المحاذاة المقابلة ، ومنه : حِذاء منكبيه ، وحذو أُذنيه ، وحاذوا بالمناكب ، أي قابلوا بعضها ببعض 0
ح ذ ف : ... ... ... ... ... ... ... ... ...
قوله : حَذَفه بالسيف ، وحذفه بالعصا ، أي رمى به إلى جانب ، والحذف الرمي إلى ناحية الجانب 0
وقوله : أَحْذِفُ في الأُخرتين ، أي أنقُص من طُولهما ، عن طول الأوليين 0
قوله : فيُحْذَين من الغنيمة ، أي يُعطين حَذَوتُه ، وأحذوتُه أعطيته ، والاسم الحُذْيا ، والحُذوة ، والحِذوة 0
/ الحاء مع الراء ... ... ... ... ... ... ... ... 44ب
ح ر ب :
قوله : تركناهم محروبين ، أي مسلوبين ، حُرِب الرجل : سُلِب ماله ، فهو حَريب ، ومحروب ، ويكون أيضا أصابهم الحَرب ، وهو الهلاك ، وبه سميت الحرب 0
قوله : تُركز له الحَرْبَة ، هي الرمح العريض النَّصل ، وجمعه حِراب 0
ح ر ج :
قوله : حتى يُحرِجَه ، أي يُضيّق صدرَه ، وقيل : يُؤثِمُه ، ومعناه أنْ يُعرِّضَه للإثم ، حتى يتكلم بما لا يجوز من سيء القول فيأثم 0
__________
(1) في ب: معه .(1/109)
قوله: حدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حَرج ، أي ذلك مُباح، غير مُضيَّقٍ عليكم فيه ، لأن العجائب كانت فيهم كثيرة ، وقيل : لا حرج عليكم في ترك التحدث عنهم ، بخلاف التحدث عنِّي بما يلزم تبليغُه 0
قوله في الحيات : حَرِّجوا عليها ثلاثا ، تأوَّله مالك أن يقال ذلك ثلاث مرّات أُحَرِّج عليكَ ألاّ تبدو لنا ، ولا تُرَوِّعَنا .
ح ر ر :
قوله : الحَرُور ، بفتح الحاء ، وهو الحرّ الشديد ، واستِعارُهُ يكون في الليل والنهار ، وأما السَّموم فلا يكون إلاّ نهارا مع الشمس، وقال الأصمعي : الحَرور السَّموم 0
قوله : استحرَّ القتل ، أي كثُر واشتد 0
وقوله : ويُستحِلُّ الحِرُ ، مخفف الراء ، اسم لفرج المرأة 0
وقولها : أَحَرُوريّة أنتِ ، منسوبة إلى خوارج حَروراء ، قرية تعاقدوا بها على رأيهم 0
قوله : وَلِّ حارَّها ، أي شِدّتها ومشقتها مَنْ تولَّى قارَّها ، أي خيرها ودَعَتَها 0
قوله : جلامِيد الحَرَّة ، وحرَّة المدينة ، وشِراج الحرَّة ، كل أرض ذات حجارة سودٍ ، يقال لها حَرَّة ، وذلك لشدّة حرّها ، ووهج الشمس فيها ، وحُرّ وجهها صفحتُه ، وما رقّ من بشَرته ، وحُرُّ كل شيء أفضله ، وأرفعه قدرا 0
ح ر ز :
قوله : لِأُحْرِزَه ، أي لِأَمنعَه منه ، وأُخلِّصَه 0 ... ... ... ...
ح ر ق :
قوله : الحَرِق شهيد ، هو المُحترق بالنار ، وروي : الحريق بالياء ، كالجريح 0
قوله : في الضَّالة حَرَقُ النارِ ، قال ثعلب : يعني لهبَها ، أي أنها تُقصِي بأخذها إلى ذلك 0
ح ر م :
وقوله : المدينة حرامٌ ما بين كذا إلى كذا ، أي مُحرّمة ممنوعة من قطعِ شجرٍ ، وصيد حيوان ٍ 0
قوله : فهي حرامٌ بحُرمة الله ، أي بتحريمه ، وقيل : الحُرمة الحقّ ، أي بالحقّ المانع من تحليلها 0
/ وقوله : أما علمتَ أنّ الصورة مُحرَّمة ، أي مُحرَّمةُ الضَّرْب ، أو ذات حُرمة . ... 45 أ(1/110)
وقوله تعالى : إني حرّمت الظلم على نفسي ، أي تقدَّست منه ، وتعاليت عنه ، فهو مُحال في حقِّه، إذ لا يصادفُ لغيره مِلكاً ، ولا لأحد عليه أمر ، فكأن الظلم في حقه (1) كالشيء المُحرّم الممنوع على غيره، إذ لا يُتصوَّر في حقه ، ولا يُمكن فَرْضُه 0
قولها : أُطَيِّبُ رسول الله صلى الله عليه وسلم لِحِلِّه ولِحُِرمه ، بضم الحاء وكسرها ، والضم أكثر 0
ح ر ف :
قوله : إنّ حِرْفتي ، أي كسبي ، ويَحترِف للمسلمين ، أي يكسب لهم ما ينفعهم .
وقوله في النساء : لا يُؤتَيْن إلاّ على حرفٍٍ ، أي جَنْبٍ ، لا مُستلقية ولا مُجَبِيَة 0
ح ر ق (2) :
وقوله : فيذهب حُراقُه إلى ما فيه من حَرَق النار وأثرِها 0
قوله : فإذا رجلٌ قد أَحْرَق المسلمين ، أي أثخن فيهم ، كأنه عمِل فيهم ما تعمله النار 0
ح ر ش :
قوله : مُحَرِّشا على فاطمة ، أي مُغريا ، ومثله ولكن في التحريش بينهم ، أي حمل بعضهم على بعض بالإغراء والتّسلّط 0
ح ر س :
قوله : حَرِيْسَة جبلٍ ، هي ما في المرعى من المواشي ، فعيلة بمعنى مفعولة ، أي فإنها وإن حُرِستْ في الجبل ، فلا قطعَ فيها ، قال أبو عبيدة : وهي التي تُحرَس ، أي تُسرق من الجبل ، يقال : حَرَس يحرِس ، واحترَس يحترِس إذا سَرق 0
ح ر ي :
قوله : لا تَحرَّوْا بصلاتكم ، التحري التطلّب للصواب ، والمُتحري قاصد طريق الصواب ، والحَرَى الناحية ، وفلان حَرِيٌّ بكذا ، أي حقيق به ، وما أحراه بكذا ، أي ما أحقّه، وحريٌ أن لا يكون كذا ، على مثال عغَنِيٍّ ، وفلان أحرى بالصواب ، أي أقْرَبُه إليه ، وأدناه منه 0
الحاء مع الزاي
ح ز ب :
قوله : وهزم الأحزاب وحده ، الأحزاب الجموع المُتحزِّبة من قبائل شتى 0
__________
(1) إذ لا يصادفُ لغيره مِلكاً ، ولا لأحد عليه أمر ، فكأن الظلم في حقه : غير موجود في ب.
(2) يلا حظ أنه كرر : ح ر ق(1/111)
قوله : مَن نام عن حِزبه ، أصل الحزب النوبة في ورود الماء ، وسمي ما يجعله الإنسان لنفسه في وقت ما من قراءة أو صلاة أو ذِكْرٍ حِزْبا ، تشبيها بذلك .
قوله : كان إذا حَزبه أمرٌ ، أي نابه ، وألَمَّ به 0
/ ح ر ب : ... ... ... ... ... ... ... ... ... 45 ب
وقولها : وطَفِقَت حَمنة تحارب لها ، وتحارب أي تتعصب لها ، وتسعى سعيَ جماعتها الذين يتحزَّبون لها ، وتُظهِر أنّها منهم 0
ح ز ر :
قوله : إياك وحَزَراتِ المُسلمين ، هي جياد أموالهم ، الواحدة حَزْرَة ، ويقال أيضا حَرَّزاتٌ ، بتأخير الزاي ، والأول أكثر ، وهو مشتق من حَرَزتُ الشيء إذا قدَّرته ، وكان صاحبها يحزِرُها ، أي يحفظها ، ويمنعها ، وحَزَرْتُهم ، وحزرنا قراءة رسول الله ، أي قدَّرنا ذلك 0
ح ر ز :
قوله : لم أُرِد إلاّ لأُحْرِز عقلكَ ، أي اختبَارَه ومعرفة مِقداره 0
قوله : فحَرِّز عبادي إلى الطور ، أي اجعل الطُور موضع حِرزهم ، وجِهةَ امتناعهم ، وروي فحوِّزنا بالواو ، أي نجِّ عبادي إلى الطور ليمتنعوا فيه من يأجوج ومأجوج 0
ح ز ز :
وقوله : يحتزُ من كَتِف شاة ، وحزَّ له حَزَّة ، أي يقطع ، والحُزَّة القطعة ، وقد يُستعمل الحزّ في القطع من غير إبانة، كالفَرْض يُفرَض في العُود ونحوه، ويُستعمل في القطع مع الإبانة ، وهذا الحديث نَصٌّ فيه ؛ لأنه قال : فإن كان حاضرا أعطاه وإلاّ خَبَّأَ له 0
ح ز م :
قوله : وقد حزَم على بطنه ، بتخفيف الزاي، أي شدّ عليه حِزاما 0
ح ز ي :
قوله : وكان هرقل حَزَّاءً ، وهو الحازي أيضا ، ومعناه المُتكهن ، يقال : حَزَى يحزي ، ويحزو ، وفسّره بأنه الذي ينظر في النجوم 0
ح ز ن :(1/112)
قوله : أعوذ بك من الهمّ والحُزْن ، قيل : هما بمعنى واحد ، وهو تحسُّر القلب ، وشَغْلُه بالفكر والتأسُّف على ما فات من الدنيا ، وقيل : الحُزْن على ما فات، والهمّ علىما هو آتٍ ، فاستعاذ من ذلك كله ؛ لأن مقامه أسنى ، ومنزلتَه في التّوكل أعلى من أنْ يُحْزِنَه ، أو يُهِمَّه شيء من أمور الدنيا ، يقال : حَزَنَني وأَحزنني ، لُغتان 0
الحاء مع الطاء
ح ط ط :
قوله : حُطَّتْ خطاياه ، أُسقِطتْ وأُزيلتْ ؛ لأنه كان حاملا لها ، فحُطَّ حِملها كما تَحُطُّ الدّابّة حِملها 0 ... ... ... ... ... ...
قوله : فحَطَّتْ إلى الشابّ ، أي مالت إليه ، ونزلت بقلبها نحوه .
في حديث سُراقة : فحَطْطتُ بزُجِّه الأرض ، أي رفعت أسفله ، وخفضتُ أعلاه لئلا يظهر بريقه لمن بَعُد منه / فيُنذرَ به ، ويكشِفَ أمره ، وروي بالخاء المعجمة ، أي خفض 46أ أعلاه ؛ فأمسكه بيده وجرَّ زُجَّه على الأرض ؛ فحطّها به ، غير قاصدٍ لذلك ، لكن لئلا يظهر الرُّمح إنْ رفع زُجَّهُ ونصَبَه 0
ح ط م :
قولها : قبلَ حَطْمَةِ الناس ، أي زحمتهم ؛ حتى يَكسِر بعضهم بعضا ، ورآى جهنم يَحْطِم بعضها بعضا ، أي يأكل ، وبذلك سميتْ الحُطَمة ؛ لأنها تأكل كل شيء ، وشرُّ الرِّعاء الحُطمة ، أي العنيف في رعيَّته ، يُلقِي بعضَها على بعض ؛ حتى يحطمها ، وسوَّاق حَطِم ، كذلك يُعنِّف في سوقه ، والحطيم منه ؛ لانحطام الناس عنده ، وتزاحمهم عليه للدعاء ، وهي ما بين الركن والباب ، وقيل : بل كان يَحْطِم الكاذب في حَلْفِه ، وقال الهروي : الحطيم حَجْرُ مكة ، المخرَجُ منها .
وقول عائشة : بعد ما حَطمَ الناس وحطموه ، كأنه حُطِم بما يحمل من أثقالهم ، فصيّروه شيخا محطوما 0
ح ط و :
قوله : فحَطأنِي حَطْأةً ، فسّره مسلم : قَفَدَني قفْدة ، ومعناه ضرب مؤخِّر رأسه بباطن كفه ، وقيل : هو الصفع في القفا ، وقيل : فوق الرأس ، وقال ابن الأعرابي : حطاني حَطْوة بغير همز، أي دفعني، وأصل الحَطو التحريك للشيء 0(1/113)
الحاء مع الظاء
ح ظ ر :
قوله : لم يحظُر المبيع ، من الحظر ، وهو المنع والتحريم ، ويُخفف ويُثقل ، ومثله : والصلاة محظورة حتى تستقِلّ الشمس ، أي ممنوعة ، ومثله : وسَدُّ الحِظار ، بالسين والشين ، وهو ما يُحْظر به البستان من حائط وسياجٍ وزَرْبٍ ونحوه، وقيل : هو حائط الحظير ، أي يُصنع للماء كالصهريج ، وقيل كالساقية ، وهي الضَّفيرة أيضا ، ومثله : حِظار الغنم وحظيرتُها 0
ح ظ ظ :
قوله : فأعطوا الإبل حظَّها من الأرض ، يعني من الرعي والكلأ 0
قولها : وقلَّ ما كانت امرأة حَظِئَةٌ عند رَجُلٍ أي مكينة المنزلة ، والحَظْوة بالفتح والضم المنزلة ، وروي وضِيئة أي حَسنة نظيفة جميلة 0
الحاء مع الكاف
/ ح ك ر : ... ... ... ... ... ... ... ... ... 46ب
نهى عن الحُكرَة ، هي إمساك الطعام عن البيع مع الاستغناء عنه عند حاجة الناس إليه انتظارا للغلاء فيه 0
ح ك م :
قوله : وبك حاكمتُ ، يعني مَن نازعني في الدين ، وخاصمني في إبطاله ، أي لا أرضى إلاّ بحكمك ، مثل قوله [أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا] (1) 0
قوله : الحكمة يمانية، هي ما مَنعَ من الجهل، والحاكم المانع من الظلم ، ومنه : إنّ من الشعر لحكمةً ، وروي لحُكما ، أي ما يمنع من الجهل ، وقيل : الحكمة الإصابة في القول من غير نُبُوَّةٍ ، ومنه : اللهم علِّمه الحكمة ، وقيل : هي الفقه في الدين والعِلم ، وقيل : الخَشْيَة ، وقيل : الفهم عن الله ، وهذا كله يصح في قوله الحكمة يمانية ، ولا سيما مع قوله الفقه يمانٍ ، وقيل : الحكمة النُبُوَّة ، وقيل هذا كله في تفسير [يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ] (2) قيل الفقه ، وقيل إشارة العقل والحُكم مَن قَبِلَها ، وقال بها وعمل بها في أمر دينه ودنياه ، فهو الحكيم والحاكم والمُحكِم ، وأموره كلها مُحكَمة ؛ لأنها صادرة عن إشارة العقل وتدبيره ، وهو الحاكم والمصيب الذي لا يُخطئ ما دام محفوظا من الله تعالى 0
الحاء مع اللام
__________
(1) الأنعام 114
(2) البقرة 269(1/114)
ح ل أ :
قوله : فَحَلأْتُهم عنه ، أي طردتُهم ، وقد تُسهّل همزته 0
ح ل ب :
قوله : فأرسلت إليه ميمونه بحِلابٍ ، هو إناء مملوءٌ قَدْرُ حَلْبة ناقة ، وهو المِحْلَبُ أيضا ، ومنه في حديث الغار : فأُتي بالحِلاب ، وقيل : بالمحلوب 0
قوله : إياكَ والحَلوب ، يعني الشاة التي لها لبن ، نَهى عن ذبحها 0
قوله : ومِن حقِّها حلْبُها على الماء ، بإسكان اللام ، اسم الفعل ، وقيل بالفتح ، وهو الذي حكاه النحاة في قولهم : اُحْلُبْ حَلَباً لك شَطْرُه ، وقد يكون الحَلَبُ المحلوب 0
قوله : فتحلَّبَ ثَديُها، أي سال حَلَبُه، ومنه سُمّي الحليب لتحلُّبِه، وتحلَّب فوه ، سال لُعابه 0
وقوله : ومن حقِّها أن تُحلَب على الماء ، فإنما ذلك لما يحضُرُه من المساكين ، ومَن لا لبن له 0
ح ل ج :
قوله : تحلَّجَ في نفسك منه شيءٌ وروي بالمعجمة ، وأنكرها /الأصمعي ، وحكى47أ عنه الهروي الوجهين ، ومعناه تردَّد في نفسك من ذلك استرابَة 0
ح ل ل :
قوله : حَلْ حَلْ ، زجرٌ للناقة إذا ترددت عن النهوض ، أو عن الانبعاث إذا برَكتْ 0
قوله : حَلَّ من إحرامه ، وأَحلّ ، وكذلك إذا خرج من الحرَم ليدخل الحِلّ ، ومنه حديث أُمّ حبيبة : لم يُعجِّل شيئا قبل حَلِّه ، بفتح الحاء ضبطناه ، وحَلَّ بالمكان يَحِلُّ حُلولا نزل به ، وأَحَلَّ إحْلالاً خرج من الشهر الحرام ، أو من ميثاق عليه ، وحَلَّت المرأة من عِدَّتها تَحِلُّ حِلاًّ ، بالكسر ، صارت حَلالا للنكاح ، ورجُل حِلٌّ وحَلالٌ ، وعكسه حِرْم وحَرام 0
قوله : وأُحِلُّ عليكم رِضواني ، أي أُنزلُه بكم 0
وقوله لمّا أتى المدينة : هذا المَحِلُّ ، بكسر الحاء وفتحها ، وهو موضع الحلول ، وفي الصدقة بلغتْ ، يعني مَحِلّها ، أي موضعها ، ومنه : [ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ] (1) 0
__________
(1) الحج 33(1/115)
وقوله : اسْتَحلُّوا العقوبة ، أي استوجبوا أن تَحِلَّ بهم ، وحلّتْ له شفاعتي ، أي غشيتْهُ ، ونزلت به ، وقيل : وجبت له وحقَّتْ ، وفي حديث عيسى : فلا يَحِلُّ لكافر يجِدُ ريح نفسه إلاّ مات ، معناه حقٌّ واجبٌ واقعٌ ، كقوله [وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ] (1) وقيل معناه لا يُمكن 0
قوله : أن تُزاني حليلة جارِك ، أي زوجته ، وهو أيضا حليلُها ؛ لأنهما يَحلان في موضع واحد ، وتُسمى الجارية أيضا حليلة من الحُلول في المنزل ، وحُلّة سِيراء ، على الإضافة ، ورواه بعضهم بالتنوين على الصفة ، والسِِّيراء الحرير الصافي ، فمعناه حُلَّةُ حريرٍ ، وقيل : الوَشي ، وقيل : نبتٌ ذو ألوان وتَخطيطٍ ، شُبِّهت به بعض الثياب ، وأمّا الحُلَّة فثوبان غير لَفِقَيْن رِداء وإزارٌ ، سُمِّيا بذلك لأن كل واحد منهما يَحلُّ على الآخر 0
قوله : ثم ترك ضَمِّي وتَحَلَّل ، أي لمّا تَحَلَّلَتْ قوَّتُه ترك ضمَّه ، وتحلل تفعَّل من الحَلّ ، أي حلَّ نفسه مني ، وانفصل عني ، كما قال ثم أدركَه الموت فأرسلني 0
قوله في اليمين :إلاّ تَحَلّلْتُها، أي اكتسبتُ حِلّها عنكَ بالكفارة ، من قوله : [تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ] (2) 0
وقوله : إلاّ تَحِلّة القسم ، أي تحلِيلها ، قيل : هو قوله : [فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ] (3) / إلى 47 ب قوله : [وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا] (4) وهو الجواز على الصّراط ، أو عليها ، وهي جامدة كالإهالة 0
ح ل م :
__________
(1) الأنبياء 95
(2) التحريم 2
(3) مريم 68
(4) مريم 71 ، والآيات بتمامها : [فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا (68) ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا (69) ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا (70) وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا] .(1/116)
قوله : يُكره للمُحرم أن يَنزِع حَلَمةً عن بعيره ، هي كبير القَراد ، وحَلَمة ثدْيه ، هي رأس الثدي الذي يَمَصُّه الرضيع 0
قولها: كان يصبح جُنُبا من جِماع غير احتلام ، وليس فيه إثبات أنه كان يحتلِم ، وقد نفاه بعض الناس عنه ؛ لأنه من الشيطان ، ولأنه لم يُرْوَ فيه أثر ، وقد يَحتمِل جوازه عليه ، ولا يكون من الشيطان ، بل (1) من الطبع البشري عند اجتماع الماء ، والبُعد عن النساء ، والحُلُم بضم اللام وسكونها رؤيا النوم ، والفعل منه حَلَم بفتح اللام ، والمُحتلم والحالم سواء ، وهو البالغ من الاحتلام 0
وقوله : في أحلام السِّباع ، أي عقولَها ، والحِلم العقل ، وأيضا الصَّبر ، وضده الطيش والسَّفه ، وأيضا الصَّفح ، والحِلم في صفاته تعالى الصَّفح مع القدرة ، وفِعله حَلُم ، بضم اللام 0
ح ل ف :
والحَلِف والمُحالفة الموالاة والمُناصحة ، ومنه : تحالفتْ قريشٌ وكِنانة على بني هاشم ، أي حلَفَ يعضهم لبعض على عداوتهم ، وصاروا يدا واحدة عليهم 0
وقوله : لا حِلْف في الإسلام ، أي على ما كان في الجاهلية من الانتصار به والتوارُث ، وأصل الحِلْف من الحَلِف ، التي هي اليمين ، كانوا يتقاسمون عند عقدِه على التزامه ، والواحد حليف ، والجمع حُلفاء ، وأحلافٌ ، والحليفان أسدٌ وغطفان ، ويقال في القَسم : حِلْف وحَلْفٌ ، لغتان ، وواحده حِلْفَة 0
وقوله : اليمين على نِيّة المُستحلِف ، بكسر اللام ، وهو طالب اليمين 0
ح ل ق :
__________
(1) بل : غير موجود في ب .(1/117)
قوله : عَقْرَى حَلْقَى ، مقصور غير منون ، ومنهم من يُنوِّن ، وهو الذي صوَّبَه أبو عبيدٍ ، وهي على هذا مصدر ، أي عقرها الله وحلَقَها ، أي أهلكها ، وأصابها بوجع في حَلْقها ، وقال الأصمعي : هي كلمة تقولها العرب عند التعجب ، عقرى حلقى خَمْشَى ، أي يعقِرُ النساءُ منه خدودَهُن بالخَمْش ، ويحلِقن رؤوسهن لِمُصابِهن على أزواجهن ، ومن التعجب ما جاء في حديث الصبي الذي تكلّم ، فقالت أمه : أَعَقْرَى إذ كان هذا منه ، وهو الكلام في المهدعجباً / لِندوره 0 ... ... ... ... ... ... ... ... 48 أ
قوله : فترَدَّى من حالقٍ ، هو الجبل المُنيف ، والحَلْقَة بفتح الحاء، وجزم اللام حَلْقَة القوم ، وكذلك حَلْقة الحديد ، والجمعُ حِلَق ، مثل بَدْرَة وبِدَر ، قاله الخطابي وذكرها غير واحد بالفتح ، وفي الصحيح : الحَلَق في المسجد ، وحَلَقُ أصحاب محمد ، وحلَّق بإصبعه السَّبّابة والتي تليها ، أي جمع طرفيهما ، فحكى بهما الحَلْقة 0
وقوله في البغضَة : هي الحالِقَة ، أي المُهلِكة المُستأصِلة للدين كحَلق الشَّعَر ، يقال : تحالق القوم ، قتل بعضهم بعضا ، وقيل : المراد به قطيعة الرَّحِم 0
ح ل س :
قوله : تَلْبس شرَّ أحلاسها ، أي أدنى ثيابِها ، وأصله من الحِلس ، وهو كساء أو لِبْد يُجعل على ظهر البعير تحت القَتَب يُلازمه ، ومنه يقال : فلان حِلْس بيته ، أي مُلازمه ، ونحن أحلاس الخيل ، أي المُلازمون لظهورها ، ومنه : ولحوقُها بالقِلاص وأحلاسِها ، أي رُكُوبها إياها 0
ح ل و :
وحُلوان الكاهن ، ما يأخذه رِشوة على تكهُّنه ، والحُلوان أيضا الشيء الحُلو وحُلُوان 0
وقوله : وكان يُحبُّ الحَلواء ممدود ، وهو كلّ حُلوٍ يؤكل .
وفي حديث الخضر : على حُلاوة قفاه بضم الحاء وفتحها ، والفتح أكثر ، ويقال : على حلاواء أيضا ممدود مفتوح الأول ، وحُلْوى مضموم الأول مقصور 0
ح ل ي :
والحَلْيُ والحُلِيُّ ،والحِلِيُّ ما تتحلَّى به المرأة وتتزين 0
الحاء مع الميم
ح م و :(1/118)
قوله : الحَمُو الموت ، بضم الميم ، ثم بواو ساكنة دون همزٍ ، كذا جاءت الرواية ، قال أبو عليّ : الحمُو أبو الزوج (1) ، وقال أبو عبيدٍ : يقال هذا حَمٌ، والمرأة حَماةٌ، لا غير ، ومعنى قوله الحمو الموت : كما يقال الأسد الموت ، أي في لقائه الموت ، أو مثل الموت ، لما فيه من الضرر المؤدي إليه ، وكذا الخَلوة بالحَمو ، وقيل معناه فليَمُتْ ولا يفعلُه 0
قوله : كأنَّه حَميِتٌ ، هو زِق السَّمْن خاصة ، يُشبَّه به الرجل الجسيم 0
قوله : لا رُقْيَة إلاّ من حُمَةٍ ، بتخفيف الميم ، أي لدغة ذي حُمَةٍ ، كالعقرب وشبهها 0
قوله : ثم قامت تُحمْحَم ، الحمحمة أول الصهيل ، وابتداؤه 0
ح م د :
قوله : سبحانك اللهم وبحمدك / قيل : وبحمدك أبدأ ، وقيل : بحمدك سبحانك ، 48 ب والحمد الرِّضا ، حَمِدْتُ الشيء رضيته 0
وقوله : لواء الحمد بيدي ، يَحتمِل أن يكون على ظاهره ، ويحتمل أن يريد به انفراده يوم القيامة بالحمد ، وشُهرتَه على رؤوس الخلائق ، والعرب تضع اللواء موضع الشهرة ، وهو أصل ما وضِع له ، وهو عليه السلام يبعثُه الله المقام المحمود الذي يحمده فيه جميع الخلق بتعجيل الحساب ، والإراحة من طول الوقوف ، ويلجئون فيه إليه ، ولا أحدٌ يدّعيه ، ولا يُشاركه فيه ، وقد سماه الله محمدا وأحمدَ ومحمودا ، وذلك مبالغة في حمده 0
ح م ر :
قوله : واحْمرّ الشجر ، أي يَبس ، وذهبت خضرته ، والحُمرة في هذا وشبهه الشدة والالتهاب ، ومنه حَمَارَّةُ القيظ ، والموت الأحمر ، واحمرّت الأحداق 0
__________
(1) جاء في الحاشية : قال الشيخ الإمام تقس الدين أبو محمد عبد الغني في كتاب العمدة في الأحكام : المنقول عن نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام في آخر كتاب النكاح ، ولمسلمٍ عن أبي الطاهر عن ابن وهب قال : سمعت الليث يقول : الحمو أخو الزوج وما أشبهه من أقارب الزوج ، ابن العم ونحوه .(1/119)
قوله : بُعثتُ إلى الأحمر والأسود ، قيل : إلى العرب وهم السُّود ، وإلى العجم وهم الحُمر ، إذ الغالب على ألوانهم ذلك ، وقيل : إلى الإنس والجن 0
قوله : حمراءُ الشِّدقين ، وصَفَتْها بالدَّرَد ، وهو سقوط الأسنان من الكِبَر ، فلم يبق إلاّ حُمْرة اللِِثَات 0
وقوله : أُعطيتْ الكنزين الأبيض والأحمر ، قيل : كنوز كسرى وقيصر من الذهب والفضة ، وفتحُ بلادهما ؛ لأن الغالب على أموال كسرى الدراهم ، وعلى أموال قيصر الذهب ، ويدلّ عليه قوله : مَنَعتِ العراق درهمها وقفيزها ، ومنعت الشام مُدْيَها ودينارها ، ومنعت مصر إردبّها ودينارها ، وعلى هذا عمل الفقهاء في تقويم الدِّيات 0
قوله : نهى عن بيع الثمار حتى تحمارَّ ، قال أهل اللغة : يقال احمرّ واحمّارّ بمعنى ، وقيل : احمرّ فيما ثبتتْ حُمرتُه ، واحمارّ فيما لا تثبتُ ، كالخجل كذلك اسودّ واصفرّ 0
قوله : حُمْرُ النَّعَم ، يعني الإبل ، وحُمُرها أفضلها عند العرب 0
ح م ل :
قوله : فكنّا نُحامل على ظهورها ، أي نحمل لغيرنا .
قول عمر : فأين الحمالُ ، أي الحَمل ، يريد منفعة الحِمل ، وكفايتَه 0
وقوله: أو رجل تحمَّل بحَمَالة ، يعني تحمُّل الدِّيَة بين القوم ، تقع بينهم الحرب ؛ فيُصلح بينهم ، والحَمالة الضَّمان ، والحميل الضامن ، وحميل السيل ما احتمله من طين وغُثاء ، بمعنى محمول 0
قوله : هذا الحِمال / لا حمالَ خيبر ، أي هذا المحمول من اللَّبِن آثر عند الله وأطهر وأبقى ذُخراً ، وأدوم منفعة ، لا حِمل خيبر من التمر والزبيب والطعام المحمول منها الذي يَتغبَّط به حاملوه ، والذي كنا من قبل نحمله ونُغْبَط به ، وقد روي : هذا الجِمال لا حِمال خيبر ، وله وجه ، والأول أظهر 0
ح م م :
قوله : يُصاب الرجل في حامِّته ، أي قرابته ، ومَن يُهِمه أمره ، مأخوذ من الماء الحميم ، وهو الحار ، ومنه : وتوضأ بالحميم ، وهو أيضا الماء البارد ، من الأضداد 0(1/120)
وقوله : تُحَمِّمُهُما ، أي تسوِّد وجوههما من الحُمَم ، وهو الفَحم ، ومنه حتى إذا صاروا حُمَماً ، وحتى إذا صِرتُ حُمَما 0
ح م ص :
والحِمِّصُ ، بكسر الميم مشددة 0
ح م ن :
والحِمْنان : جمع حَمنانة ، وهي صغار الحَلَم 0
ح م ق :
قوله : أرأيت إنْ عجزوا واستحمق ، أي فَعلَ فِعلَ الحمقى ، وأُحْمُوقَةٌ الفعلة الواحدة من فِعل الحُمُق 0
ح م س :
والحُمْس : قريش ومَن ولَدَت من غيرها ، وقيل : وأحلافها ؛ سموا بذلك لتحمّسِهم في دِينهم ، أي تشدُّدهم ، والحماسة والتحميس الشدة ، وقيل : لشجاعتهم 0
ح م ش :
وقوله : حَمْشُ الساقين ، أي رقيقهما 0
ح م ي :
قوله : كالراعي حول الحِمى، ألا إنّ حِمى الله محارمه ، الحِمى المكان الممنوع من الرَّعْي ، يقال : حَمَيْتُ الحِمى منعتُه ، فإذا امتنعتَ منه قلتَ حَمِيْتُه بكسر الميم ، ومنه: قد حَمَيتُ الماء ، القومَ ، والرجل يقاتل حَمِيَّة ، أي أنَفاً وغضبا ، ويقال : حَمِيَ أنْفُه 0
وقوله : فحَمِيَ مَعْقِل ، من ذلك أيضا ، أي أَنِف وغَضِب 0
وقوله : فحَمِيَ الوَحْيُ ، أي قوي واشتد ، كما قال : وتتابع ، وحمي الوطيس ، اشتدت الحرب وسَعِرَتْ ، كما يقال : حَمِيَ التَّنور ، إذا اشتد حرّه ، ضربَه مثلا لاستعار الحرب 0
وقوله : وقِدْر القوم حاميةٌ تفور ، يريد عِزّةَ جانبهم ، وشِدة شوكتِهم 0
وقوله : ظَهرُ المؤمن حِمىً ، أي ممنوع بالشرع 0
وقولها : أَحمِي سمعي وبصري ، مأخوذ من ذلك ، أي امنعهما من المأثم والكذب عليهما ، أنْ أقول سَمِعَ ما لم يسمع ، ورأى ما لم يَر 0
الحاء مع النون
ح ن ت :
قوله : / نهى عن الحَنْتَم ، قال الحربي : هي جِرارٌ مُزفَّتة ، وقيل : جرار مُضَرَّاةٌ 49ب بالخمر ، وقيل : جرار تُعمل من طين قد عُجِن بشََعَر ودم ، وهو قول عطاء ، منهي عنها لنجاستها 0
قوله : كأنها نُقاعَةُ الحِنَّاء ، ممدود ، وقيل : جمع حنَّاةٍ ، يقال : حنأتُ رأسي بالحِنَّاء ، فهو مُحَنأ مهموز 0(1/121)
ح ن ث :
قوله : لم يبلغوا الحِنْث، أي الإثم، أي ماتوا قبل بلوغهم سِنَّ التكليف، فتُكتبُ عليهم الآثام 0
قوله : فيتَحنَّثُ فيه ، وهو التعبد ، والتبرُّر ، ومعناه يطرح الإثم عن نفسه ، يفعلُ ما يُخرجهُ عنه من البِرّ ، ومنه قول حكيم : أشياءَ كنتُ أتحنَّثُ بها ، وفي رواية أتبرّر بها ، أي أطلب البِرَّ ، وأطرح الإثم .
وقول عائشة : ولا أتحنَّثُ إليَّ نذري، أي أكسِب الحِنْثَ، وهو الذَّنْب ، وهذا بعكس ما تقدم 0
ح ن ذ :
أُتيَ بضبٍّ محنوذ ، أي مشوي ، كما جاء بضبين مشويَّيْن ، قيل : على الحجارة المُحمَاة بالنار ، وقيل : هو الشِّواء المغموم ، وقيل : الذي لم يُبالَغ في نُضجه 0
ح ن ج ر :
والحناجر جمع حَنْجرة ، وهي طرَف المريء ، مما يلي الفم ، وهو الحُلقوم والبُلعوم 0
ح ن ط :
الحَنُوط بفتح الحاء ، ما يُطيَّبُ به الميّت من طيبٍ يُخلَط ، وهو الحِناط كما قالت أسماء : ولا تَذَرُ على كَفَنِي حِناطا ، وحنَّط ابناً لسعيدٍ ، بشدّ النون أي طيّبَه بالحَنُوط 0
ح ن ك :
وكان يُحنِّك أولاد الأنصار، وحنّكه بتمرة بشدّ النون وتخفيفها، حكاهما الهروي ، ومعناه أنه مَضَغَها ، وجعلها في فيّ الصبي ، وحنّك بها حنكه بسبَّابته حتى تحللتْ في حلقه ، والحَنَك داخل الفم 0
ح ن ن :
قوله : فحنَّ الجِذع ، اشتاق ، والحنين ترجيع الناقة صوتَها إثر ولدها 0
ح ن ف :
والحنيفيَّة السمحة ، أي الملة المستقيمة ، والحَنَف الاستقامة ، والحنيف المستقيم ، وقيل : المائل إلى الاستقامة من كل دِيْنٍ ، والحنيف المائل من شيء إلى شيء 0
وقوله : خلقتُ عبادي حُنفاء ، مثل قوله : كل مولود يولد على الفِطرة ، أي خلقتُهم مستقيمين ، ومائلين لقَبول الهداية 0
ح ن و :(1/122)
قوله : وأحناهُ على ولد ، أي أشفَقه ، مِنْ (1) حنا يحنو ، وحَنِي يحنى ، وحنَّ يَحِنّ ، وهو العطف والاشتياق / والميل ، ومعناه أحنا من ثَمَّةَ ، ومنه قول أبي سفيان : عندي 50أ أحسن نساء العرب ، وأَجْمَلُه ، ومنه في صفته عليه السلام : أحسَنُ الناس وجها ، وأحسنُه خُلقا ، يريدون أحسنهم ، ولا يتكلمون به (2) ، وإنما كلامهم أحسنُه ، ومعناه عند النحويين كما تقدم : أحسنَ من ثمَّةَ ، وحنى رأسه في الركوع أماله ، ولم يحْنِ أحدٌ منّا ظهرَه 0
وقوله : يا حنَّان ، أي يا رحيم ، وقيل : هو المُقبل على مَن أعرض عنه ، لا يُخلّي أحداً من عطفه 0
قوله : حنين العِشار ، هو صوتٌ ضعيف تُرجِّعه في صدرها رحمةً لأولادها 0
الحاء مع الصاد
ح ص ب :
قوله : التحصيب والمُحصَّب والحَصْبَةُ ، هو المبيت بالمُحصَّب من مكة ، وهو خَيْفُ بني كنانة ، وهو الأبطح ، وليس من سُنن الحج 0
وقوله : فحصَبَها ، أي رماها بالحصْباء لينبِّهها به ، وكذلك حصَبَه عُمَر ، وحصَبَ الباب 0
قوله : أصابتها الحَصْبَة ، بسكون الصاد وفتحها وكسرها ، داء معروف ، وحصباء الجِمار ، ممدود ، وهي الحصى 0
ح ص ر :
قوله : تُعرَض الفِتن على القلوب عَرْضَ الحصير عُوداً عوداً ، أي تُحيط بالقلوب قيل : تُعرض عليها واحدة واحدة ، كما تُعرض المُبقِيَة لِشُطْب الحصير ، وهو ما يُنسجُ منه من لحاء القضبان على النَّساجة ، وتَناولُها لها عودا بعد آخر .
قوله : في المُحْصَرِ ، والحَصَرُ ، والإحْصار ، ولمّأ حُصِر،وأُحْصِر، قال القاضي إسماعيل : الظاهر أنّ الإحصارَ بالمرض ، والحَصْر بالعدو ، وأصل الإحصار المنع ، والحَصور المَمنوع من النساء إمّا عِلّة ، وإمّا طبعا ، بمعنى محصور
ح ص د :
__________
(1) من : غير موجود في ب .
(2) به : غير موجود في ب.(1/123)
وقوله : حتى تستَحْصِد ، أي تنقلع من أصلها ، كما جاء في الآخر : حتى تنْجَعِف بمَرَّةٍ من الحَصْد ، وهو الاستئصال ، وروي : حتى تُسْتَحْصَد ، لِما لم يسم فاعله ، والأوَّل أوجه ، وكذلك في الزَّرع إذا استحصد ، أي آنَ حصادُه 0
قوله : فحصدوهم حصدا ، أي قتلوهم واستأصلوهم ، كما يُحصد الزرع ، يقال: حصدَه بالسيف إذا قتله 0
ح ص ل :
قوله : بذُهَيْبَة لم تُحصَّل من تُرابها ، أي لم تُخلَّص / وأصل حصل ثبت ، يقال : ما 50ب حصل في يدي منه شيء ، أي ما ثبت ، وحصَّلْتُ الأمر حققتُه وأثبتّه 0
ح ص ن :
قوله : حَصَان ، بفتح الحاء ، أي عفيفة ، وأصل الإحصان المنع ، فلذلك يأتي بمعنى العِفَّة والنكاح والإسلام والحريّة ؛ لأن كل واحدة من هذه الخِصال تمنع الإنسان من الفاحشة ، يقال : أحصَن فهو مُحصِن ، وأُحصِن فهو مُحْصَن ، والمرأة مُحصِنة ومُحصَنَة ، وكل هذا في القرآن والحديث ، وفي حديث عُمر وإلى جانبه حِصان ، بكسر الحاء (1) ، وهو الفرس 0
ح ص ص :
قوله : وله حُصاصٌ ، أي ضُراط ، قيل شِدَّة عَدْوٍ 0
قوله : حصَّتْ كلَّ شيء ، أي اجتاحته واستأصلته ، يقال : حصَّ رَحِمَه إذا قطعها ، وحصّت البيضة رأسه حلقتْهُ 0
ح ص ا :
وبيع الحصاة ، كانا يتساومان ومعهما رجُلٌ بيده حصاة ، فإذا طرح الحصاة وجب البيع ، وقيل : بل كانوا يرمون بالحصاة ، فحيث ما وقعت من الأعيان كان هو المبيع ، وقيل : بل إلى منتهى الحصاة ، وكله غَرَرٌ 0
قوله: لا تُحصِي فيُحصي اللهُ عليك، أي لا تتكلفي معرفة قدْرِ إنفاقك ، وفي آخر : لا توعِي ولا توكي ، كله كناية عن الإمساك والتقتير ، والإحصاء للشيء معرفتُه قدْرا ، ووزنا ، أو عدًا (2) 0
قوله : أَكُلَّ القرآن أَحصيتَ ، أي حفِظتَ 0
__________
(1) كتبت الجيم خطأ
(2) في ب : أو عدداً .(1/124)
قوله : لا أُحصي ثناء عليك ، أي لا أعرف قدْرَه ، ولا أُطيقه ، ولا أبلغُ واجبه عليّ ، ولا غايته ، وقيل : لا أُحصي نِعَمك وإحسانك ، والثناء بها عليك ، وإن اجتهدت في ذلك 0
وقوله : مَن أحصاها دخل الجنة ، أي مَن عمِل بها ، وأحاط معرِفةً بروايتها ومعانيها ، وقيل : أطاق العمل بها ، والطَّاعةَ بمقتضى كل اسم منها ، [عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ] (1) أي لن تُطيقوه ، وقيل : حَفِظ القرآن ، فأحصاها بحفظه 0
قوله : استقيموا ولن تُحْصوا ، أي الزموا طريق الاستقامة ، وقارِبوا وسدِّدوا ، ولا تَغْلوا ؛ فإنكم لا تُطيقون جميعَ أعمال البرِّ ، كقوله : دِينُ اللهِ بين المُقْصِر والغالي ، وقيل : لن تُطيقوا الاستقامة في جميع الأعمال ، وقيل : لن تُحصوا ما لكم فيها من الثواب العظيم 0
الحاء مع الضاد
ح ض ر :
قوله : إنّ الكافرَ إذا حُضِر ، وحَضََر أبا طالبٍ الموتُ ، وما تصرّف منه بمعنى حان موته ، ومنه [حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ] (2) 0
قوله : قِراءة الليل محضورَة ، أي تحضرها الملائكة، كما جاء في الآخر: مشهودة ، وقال : يتعاقبون فيكم ، وقال تعالى : [إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا] (3) .
وقوله : إنّ هذه الحُشوش (4) مُحتضَرَة ، أي تحضُرها الشياطين لأنها مساكِنُها ، ولهذا كان يتعوذ عند دخولها من الخُبْث والخبائث.
وقولها : فأحضَر فأحضرتُ ، أي عدا بجَرْيٍ فعدوتُ ، والحَضْرُ الجَري والعدو، ومنه : فخرجت أُحضِر ، أُسْرِع 0
قولها : حضرَه النِّداء للصلاة، أي عندها، وكذلك : ما من امْرئ يَحضره صلاة يحين وقتها ، وحضرتِ الصلاة حانت ، وحُكي حَضِرتْ بكسر الضاد 0
قولها : دفَّ ناسٌ حضْرَة الأضحى بإسكان الضاد ، وقيَّده بعضهم بفتحها ، قال يعقوب : كلمتُه بحَضْرة فُلان وحَضَرَتِه 0
ح ض ض : ... ... ... ... ... ... ... ...
__________
(1) المزمل 20
(2) النساء 18
(3) الإإسراء 78
(4) الحشوش : الكنف ومواضع قضاء الحاجة 0 اللسان ( حشش )(1/125)
قوله : ويحضُّ بعضهم بعضا، أي يحملهم على ذلك ، ويؤكّد عليهم فيه .
قوله : يَطْعُنُ في حِضْنِه ، أي جنبه ، وقيل خاصِرته 0
ح ض ن :
قوله : إن تَحْضِنونا عن هذا الأمر ، أي تُخرِجونا في ناحية عنه ، وتستبِدُون به علينا ، قال ابن دريد : أَحْضَنْتُ الرجُلَ عن كذا ، إذا نحَّيْتَه عنه ، واستبدَدْت به ، وقال الهروي : حضَنْتُ ثلاثيٌّ 0
الحاء والفاء
ح ف ز :
قوله : وقد حَفَزَه النَّفَسُ ، كدَّه واستعجله واستوفزه 0
قوله : أُتي بتمر فجعل يأكلُه مُحتفِزا ، أي عجِلاً غير متمكن في جلوسه ، كأنه مُتهيئ للنهوض 0
ح ف ض :
قوله : فأَحْفَضَ الأنصاري ، أي أغضبه 0
قوله : وتبقَى حُفالةٌ كحُفالة التّمر ، وهي الحُثالة أيضا ، وهي بقيَّته الردّيَّة في أكمامه وقشوره التي تبقى بعد رفعه ، فلا يُلتفتُ إليها 0
ح ف ظ :
قوله : مَن حفِظها ، وحافظ عليها حَفِظ دينه، حفِظها رعاها، وأقام حدودها ، وحافظ عليها ، داوم على أوقاتها ، وقيل هما بمعنىً كرره للتأكيد 0
/ ح ف ل : ... ... ... ... ... ... ... ... ... 51ب
قوله : نهى عن بيع المُحفّلة، وهي التي حُفِل اللَّبن في ضَرعِها، وهي المُصرَّاة ، ورأى شاة حافِلاً ، أي ذات لبَنٍ مُجتمع في ضرعها ، قد امتلأ منه 0
ح ف ش :
قوله : هلاّ جلس في حِفْشِ أُمّه ، هو الدُّرْج ، وجمعه أحفاش ، شبّه به بيتَ أُمّه في صغره به ، وقيل البيت الصغيرُ الخَرِب ، ومنه : دخلَتْ حِفْشا لها 0
ح ف ف :
قوله : حَفُّوا حوله بالسلاح ، ويحفُّونهم بأجنحتهم ، وحَفَّتْ بهم الملائكة ، أي أحدقوا بهم ، وصاروا أَحِفَّتَهم ، أي جوانبهم 0
ح ف ي :
قوله : لأستحفِيَنَّ عن ذلك ، أي لأبالِغن في السؤال عنه 0
وقوله : أَحْفَوه في المسألة ، أي أكثروا وألَحُّوا 0
قوله : وهي في مَحْفّتها ، بفتح الميم والكسر ، هي شبه الهودج إلاّ أنها لا قبّة عليها ، وأَحْفا شاربَه ، رباعيٌّ ، وحكى ابن الأنباري : حُفُّوا الشوارب ، وقد روي جُزُّوا 0(1/126)
وقوله في الحَجَر: كان النبي صلى الله عليه وسلم بك حَفِيّا ، أي باراً ، ومنه : [إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا] (1) ، أي بارّاً وَصُولا 0
وقوله : احصُدوهم حصْدا ، وأَحفَى بيده على الأخرى ، أي أشار إلى استئصال القطع ، والمبالغة في العمل ، مثل ما يفعل حاصِد الزرع ، ورواه بعضهم : وأكْفى بيده ، أي أَمال ، وهما بمعنىً 0
ح ف ن :
قوله : لِتَحْفِنْ على رأسها ، الحَفْنَة أخذُ ملء اليد من المحفون ، وفي حديث زمزم : فجعلَتْ تحفِنُ مثله ، وفي رواية : تَغْرِفُ ، ولأكثرهم تَحْفِرُ ، إلاّ الأصيلي فعنده بالنون ، أي تجمع التراب بيدها، وهو الصحيح ، يدل عليه قوله : تغرِف ، كما في الآخر : تُحَوِّض له ، أي تجعل له حوضا ، ثم بعده قال : وجعلتْ تغرِف في سقائها ، وبدليل قوله : لو تَرَكَتْه كان عَيْنا مَعِينا 0
ح ف ر :
قوله : فاحْتَفَرتُ كما يحتفِر الثعلب ، بالراء للكافة ، وبالزاي للسمرقندي ، وهو أصوَب ، ومعناه تَضامَمْتُ واجتمعْتُ حتى وَسِعَتْ من مدخل الجدول ، ومقصَد الحديث يدل عليه 0
قوله : تلك الكلمة يحفظها الجِنِّيُّ كذا لهم من الحفظ ، وللقابسي : يَخْطَفُها ، وفي كتاب التوحيد : يَخْطَفُها ، لكافتهم وهو المذكور في غير هذا الموضع ، وهو الصواب ، ومنه [إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ ] (2) ، وفي الوقْف مَن حفر بئرَ / رُومَة فلَه الجنة فحفرتُها ، كذا لهم52أ في البخاري ، وهو وهم ، وصوابه : من يشتري فاشتريتُها ، ولم يحفرها هو 0
ح ف ا :
قوله : إذا رأيت الحفاة العُراة رؤوسَ الناس ، جمع حافٍ ، كذا لكافة الرواة ، وعند ابن الحذَّاء : العُراة الحَفَدَةَ ، يعني الخَدَمة ، كما قال فيه : رعاءِ الشاة 0
قوله : إن الله يحب العبد النَّقي الحَفِيَّ بالمهملة عند العذري ، ولغيره بالمعجمة ، وهو الصواب ، ولكلٍّ وجه 0
الحاء مع القاف
ح ق ب :
__________
(1) مريم 47
(2) الصافات 10(1/127)
قوله : وأحقَبَها خَلْفَه ، أي أردفها في مكان الحقيبة ، ورواه بعضهم : وأعقَبها خلفه 0
وقولها : نحن خِفافُ الحقائب ، جمع حقيبة ، وهو ما يُشدّ في مؤخَّر الرَّحل ، يرفع الرجل فيها متاعه ، ومنه : احتقبَ خيرا وشرّاً ، كأنه رفعه في حقيبته لوقت حاجة 0
قوله : فانتزع طَلَقاً من حَقَبه ، وهو حَبْل يُشدّ وراء البعير ، وضبطه بعضهم بالسكون 0
ح ق ل :
قوله : نهى عن المُحاقَلَة وكِراءِ الأرض بالحِنطة وبجزءٍ مما يخرج منها ، وقيل : بيع الزرع قبل طِيبه ، وبيعه مع سنبله بالبُرِّ ، وهو من الحقْل ، وهو الفدَّان ، ومنه : تَحْقِلُ عليّ أَربِعاءٍ لها (1) ، أي تزرع ، والمَحاقل المَزارع ، وقيل : الحقل الزَّرْع ما دام أخضر،وقيل: بيع الزرع بالحِنطة كيلاً كالمُزابنة في الثمار 0
ح ق ن :
قولها : بين حاقِنَتِي ، الحاقنة ما سَفُل من البطن ، والذَّاقِنة ما علا ، وقيل : الحاقنة ما فيه الطعام ، وقيل : ما بين التِّرقوتين من الصدر ، وقيل : الحاقنتان الهَبْطتان اللتان بين الترقوتين ، بين الصدر وحبل العاتق ، وقال أبو عبيدٍ : الحواقِن ما تحقِنُ الطعامَ في البطن ، والذواقن أسفلُ من ذلك 0
ح ق ق :
والحِقَّة من الإبل بنت ثلاثٍ وقد دخلت في الرابع (2) ، سميتْ به لاستحقاقها الحملَ والركوب ، وقيل : لأنها استحقت الحَمل من العام المُقبل ، والذَّكر حِقّ 0
قوله : حقُّ المسلم على المسلم، حَقَّ الشيءُ وَجَب، وأيضا ثَبَتَ ، وأيضا صَدَقَ ، أي واجبٌ لأحدهما على / الآخر كذا 0 ... ... ... ... ... ... ... 52 ب
__________
(1) لها : غير موجود في ب .
(2) في ب : في الرابعة .(1/128)
وقوله : لا يظلمُه ولا يحقِره بحاء مهملة وقافٍ ، أي لا يستحقره ويُذلّه ، ويستكبر عليه ، ورواه العُذري : ولا يُخفٍرُهُ من الإخفار ، وهو نقض العهد ، وتركُ الوفاء ، وهو راجع إلى غدْره، والفتك به ، وإلى خيانته وغِشِّه وخديعته ، كل ذلك داخل في إخفار المسلم ؛ لأنها كلها حقوق الاسلام المأخوذة عليهم في ابتداء عَقده ، وأعطوا الطريق حقّه ، أي واجبه ، ما حق مسلمٍ له شيء يوصي فيه ، أي ما واجبٌ عليه إلاّ كذا ، ويكون بمعنى الحزم ، وحُسن الظن ، ولا يبلغ العبد حقيقة الإيمان ، أي مَحْضَه وخالِصه 0
قوله : مَن رآني فقد رأى الحقَّ، أي رؤيا صادقة ، ليست بضِغْثٍ، وقيل : فقد رآني حقيقة ، أي رآني ذاتي غير مُشبَّهةٍ 0
قوله : أميناً حقّ أمين ٍ ، أي صِدقاً ، وقيل : هو من الوجوب ؛ لأن مَن وجبتْ له هذه الصفة استوجب الوصف بها 0
قوله : فجاء رجلان يحْتقّان ، أي يتطالبان حقا ، ويتنازعانه 0
وقوله : ويحتقُونَها إلى شَرَق الموتى، أي يُضيِّقون وقتها إلى ذلك الوقت، يقال : هو في حاقٍ من كذا ، أي في ضيق 0
قوله : أتدري ما حق العباد على الله ، أي حقُّهم الذي وعدهم به ، ومِن صفة وعده أن يكون واجب الإنجاز ، فهو حقٌّ بوعْد الحق ، لا أنهم يستحقون ذلك بعملٍ عقْلاً 0
قولها : ولا تَفُضَّنَّ الخاتَم إلاّ بحقه ، أي بواجبه في الشرع الذي كانوا عليه 0
قوله : ويستظلُّون بقحفِها ، يعني الرُّمانة ، أي بقعْر قشرها ، والقِحف أعلا جمجمة الرأس
ح ق ف :
قوله : وإذا ظبي حاقِفٌ ، أي مُنْحَنٍ ، وقيل : واقفٌ رأسه بين يديه ، وأصله من الانعطاف والاستدارة ، ومنه : احقوقف الهلال والرَّمل 0
قولها : فأعطانا حَقْوَةً ، فسَّرَتْهُ بالإزار ، وأصله مَشدُّ الإزار مِن الخاصرتين ، وقيل : طرفا الوَرِكين ، ثم سمي به الإزار ، وجمعه حَقٌّ وأحقاء 0(1/129)
قولها في الرَّحم : أخذَتْ بحَقْوَى الرحمن ، قد قلنا إنّ الحَقْوَ مَشَدُّ الإزار ، وهو من آكد ما يُحتزم به ، ويُستجار ؛ لأنه مما يُخاصِم عنه / الإنسان ، ويَدْفَع حتى يقال : نمنعه ما53أ نمنعُ أُزُرَنا ، وهي الأَحْقاء، وكأن المُستجير لمّا أخذ بثوب المُستجار به، أو بطرف إزاره ، لا يُسلِمهُ بحال ، فاستُعير ذلك مجازا للرَّحِم ، واستعاذتها بالله من القطيعة ، لما في ذلك من المُبالغة ، والتأكيد والتقريب للعقول بالمثال المحسوس المُعتاد بينهم 0
قوله : ومنهم مَن تأخذه النار إلى حَقْوَيْهِ ، أي خاصرتيه 0
الحاء والسين
ح س ب :
حسبي الله ، وحسبك ، وحسبنا كتاب الله ، أي كافينا ، وحسبُه قراءة الإمام ، وشهد عندي رجلان حسبك بهما ، أي كافِيَتُك شهادتُهما، طلبَ سواهُما فيما تريده ، ويوم الحساب يوم المسألة ، ولا نَحسُبُ ، مِن الحساب الذي هو جمع الأعداد ، بضم السين متى كان من الحساب ، وأما احتساب الأجر ، والحِسبة في الصبر ، ويَحْتَسبون آثارهم ، وفي الولد يموت فيحتَسِبُهم، وأَحْتَسِبُ خُطاي ، فالاسم منه الحِسبان ، بكسر الحاء ، والاحتساب المصدر ، وكله بمعنى ادَّخار أجر ذلك العمل ، وأنْ يحتسبَه العامل في حسناته ، وأما إذا كان بمعنى الظن فهو بكسر السين في الماضي والمستقبل ، وبفتحها أيضا في المستقبل لغة أخرى ، وهي مُتكررة في الحديث ، ولا ينحصر هذا الأصل 0
ح س ر :
قوله : حَسَرَ عن فَخِذه ، أي كشف ، وانحَسَرَ الغضب عن وجهه ، ويروى : تَحسَّر ، وأحسِرُ خِماري، والحاسِر المُتكشّف في الحرب بلا دِرْع، وخرجوا حُسَّرا ، وبعث أبا عبيدة على الحُسَّر ، ويَحسِر الفرات ، أي ينضُب وينكشِف 0
قوله : دعوتُ فلم يُستَجَبْ لي ، فيستَحْسِر عند ذلك ، ويَدَعُ الدعاءَ ، ومنه : [وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ] (1) ، أي لا ينقَطِعون ، يقال : حسَرَ وانحسر واستحسر إذا أعْيا، والاسم حاسر 0
ح س م :
__________
(1) الأنبياء 19(1/130)
قوله : ولم يحسِمْهم ، أي لم يقطع سيلانَ دمائهم بالكَيِّ ، وفي حديث سعد : فحسمه بمِشْقَصٍ ، أي كواه 0
ح س ن :
قوله : خيركم مَحَاسِنُكم قضاء ، جمع مَحسنٍ ، بفتح الميم والسين ، ويَحتمل أن يكون سمّاهم بالصفة أي ذو المحاسن، وأما أحاسِنُكم ، فجمع أحْسَنَ ، وذكرَ الإحسان في العمل ، فسّره بالإجادة ، والإتيان به على أحسنِ / وجوهه وأتمِّها 0 ... ... ... 53 ب
قوله : أحْسَنَ الناسِ وجها، وأحسنَه خُلُقا ، يذهب إلى معنى أَحْسَنَ مَن يوجد ، أو مَن وجِد ، أو مَن هناك ونحوه ، وهذا من أفصح الكلام عندهم ، ومنه في نساء قريش : أحناه على ولد ، وأرعاه لزوج 0
قوله : حَسَنِ الصوت يتغنى بالقرآن ، قال ابن الأنباري معناه : حسَّنَ صوته بالقرآن ، وقيل مُتَحَزِّن الصوت ، وقيل : ما يظهر عليه من الخشوع 0
قوله : كان إذا صلّى جلس في مُصلاّه حتى تطلُع الشمس حَسَناً ، أي طلوعا حَسناً ، يعني بيّنا ، كذا لكافتهم ، وعند ابن الطبري : حِينا أي زمنا ، كأنه يريد مدّة جلوسه ، والأول أظهر 0
ح س س :
قوله : هل تُحِسُّ فيها من جَدعاء ، أي تُبصِر وترى ، ويجوز تَحُسُّ ، يقال : حَسَسْتُ وأَحسستُ ، وهو أكثرُ ، ومنه : وما أُحِسُّ منها بقَطْرَةٍ ، من الإحساس بالشيء ، وهو الوجود له ، والعِلم به من ناحيةِ الحِسّ الموجود في الحيّ 0
وقولها : كنتُ أَحُسُّ فرسه ، أي أَحُكُّهُ وأُزيل عنه ما يتعلق به من تُراب وغيره .
ح س د :
قوله : لا حسدَ إلاَ في أَثنين ، أي لا حسد جائز ، غير مذموم ، وهو مشتق من الحَسْدَل ، وهو القراد المُطوَّق لما يعلَق به 0
الحاء مع الشين
ح ش د :
قوله : احشُدوا فحشدوا ، الحَشْد الجمع ، وبالرأي مثله إلاّ أنه مع سَوقٍ 0
وقوله في نار عدن : تطرد الناس إلى محشرهم ، يريد موقفهم ، ومجمعَهم 0(1/131)
قوله : يُحشَر الناس على ثلاث طرائق ، وتَحْشُرُ بقيَّتَهم النار ، وهذا الحشر هو في الدنيا قبل قيام الساعة ، وهو أحد أشراطها ، كأنه بمعنى الجمع، والسَّوق، ومن أسمائه الحاشر ، وفسَّره بأنه تُحشرُ الناس على قدميه ، معناه على عهده وذمَّته ، إذ ليس بينه وبين الحشر نبي 0
قوله : يُحْشرُ الناس أمامي ، أي يجتمعون إليّ يوم القيامة ، وقيل : بعدي ، أي ليس وراءه إلاّ القيامة ، و حشرات الأرض هوامُّها ، وقيل : صِغار حيوانها كالضِّباب واليرابيع ، وحشرجة الصدر تردُّد النفس فيه عند الموت 0
ح ش ش :
قوله : فَحَشَّ ولدها ، بفتح الحاء ، وضبطه بعضهم بضمها ، والفتح أصوب، يقال : حشّ هو واحتشت أمّه ، إذا تبيَّن ابنها في بطنها 0
قوله : يَحُشّ لدابته ، أي يجمع لها الحشيش 0
وقوله : وعنده نار يحُشُّها ، أي يُلهبها ، يقال : حشّها واحتشّها ، يقال : مِحَشُ نارٍ ، ومِحَشُ حربٍ ، والمِحَشُّ عود يُحرّك به النار لتتقد وتلتهب 0
وقوله : تأكل من حشيش الأرض ، وهو اليابس من نباتها ، ومثله : لا يُختَلى حشيشها 0
ح ش ف :
قوله في التمر الحِشفِ : هو رديُه ، وما يبس منه قبل نُضجه ، مما لا طعم له
قوله : فوجدتُ احداهنَّ حَشفةً ، واحِدة الحَشَف ، وقيل معناه : صُلبَة ، وهذا إنما يصح على تسكين الشين 0
وقوله : قطعَ حَشَفَتَه ، هي رأس الذَكَر 0
ح ش ي :
قوله : فأتيتُه في حَشٍ ، وهو البستان ، وبه سمي الخلاء حَشّاً ؛ لأنهم كانوا يقضون حوائجهم في البساتين ، يستترون بمُجتمع النخل 0
قوله : ما لكِ حَشْياً رابيَةً ، أي أصاب البُهرُ وهو الرَّبْوُ حشاك ، والحشا مفتوح الأول مقصور ، هو البُهْر نفسه ، يقال : امرأة حَشْيا ، وحشْيَة ، وحَشٍ 0(1/132)
قوله : ولا يتحاشُ مِن مؤمنِها ، ويروى : يتحاشى ، أي لا يَسْتَحْيِى ولا يُبالي ، ويقال : حاشَ لله ، وحاشا لله، أي معاذَ الله ، وهو من حاشيتُ فلانا ، وحَشَيْتُه ، إذا نَحَّيْتُه ، قال ابن الأنباري : معناه في كلام العرب : اعْزِلْ فلانا ونَحِّه ، قال : ويقال : حاشَ لفلان ، وحاشي فلانا ، وحواشي أموالهم ، صغارُها وأدانيها ، وهو حَشْوُها أيضا 0
وقوله : فبها حاشيتاها ، حاشيتا الثوب طرفاه ، وقد تكون الحاشية العَلَم ، أو تكون عبارة عن جِدَّتِها ، وإنّ حاشيتها التي سُبيتْ لم تنفَصِل منها بعدُ لجِدتها ، أو تكون من المقلوب ، كما في الآخر ، منسوج في حاشيتها ، أي لها عَلَم ، وهي صفة البُردة والشَّمْلَة 0
الحاء مع الواو
ح و ب :
قوله : تَحوَّبوا ، معناه خافوا الحُوبَ ، وهو الإثم 0
ح و ج :
قولها : فإن كانت له / حاجة إلى أهله ، يعني الجِماع ، وكذلك : أتى أهله فقضى 54ب حاجته ، يعني الحدث 0
قوله : فحادَتْ به ناقتُه ، يعني مالتْ عن الطريق ، ونفرتْ 0
ح و ر :
وقوله : إنّ لكل نبي حواريَّ وحواريِّ الزبير ، قال الجَيّانيُّ : ردَّهُ عليَّ ابن سِراج بفتح الياء مثل مُصرخيَّ ، قال : وهو منسوب إلى حَوارَى مُخفف ، فأما حواريَّ مُشدد فيقال في إضافة حوارِي بكسر الياء ، ومعناه الناصر ، وقيل : الخالص ، وقيل : الحواريون المجاهدون ، وقيل : الذين يَصْلُحون للخلافة بعده ، وقيل : الأَخِلاء ، هذا كله في أصحاب رسول الله ، وقيل : في أصحاب عيسى إنهم كانوا قصَّارين ، لأنهم يُبيِّضون الثياب ، والحَور البياض ، وقيل : صَيَّادين ، فيصِحّ في الزبير لصحبته للنبي عليه السلام ، واختصاصه ، ونُصرته ، وإخلاصه ، ومُخاللتِه 0(1/133)
قوله : أعوذ بك من الحَوْر بعد الكَوْر ، بالراء رواه العُذري ، وابن الحذَّاء ، وللباقين : الكَوْن بالنون ، ومعناه : النقصان بعد الزيادة ، وقيل : من الشذوذ بعد الجماعة ، أو من الفساد بعد الصلاح ، أو من القلة بعد الكثرة ، كأنه من كار عِمامته إذا لفَّها على رأسه ؛ فاجتمعت ، وحارَها إذا نقضها ؛ فافترقتْ ، ووهَّم بعضُهم رواية النون ، وقيل معناها رجع إلى الفساد والنقص ، أي بعد أن كان على خير مما رجع إليه 0
قوله : مَن دعا رجلا بالكُفر وليس كذلك إلاّ حارتْ عليه ، أي رجع عليه إثم ذلك0
وقوله : حتى يَرجعَ إليكما انْبأكُما بحَوار ما بعثتُما ، أي بجوابه ، يقال : كلمتُه فما ردَّ عليَّ حَوارا ، أي جواباً ، وقيل : بالخيبة والإخفاق 0
ح و ل :
قوله : لا مَحالَة ولا حَوْل ، ولحَول الحركة ، أي لا حركة ولا استطاعة (1) 0
قوله : بك أحُول ، أي أتحرَّك ، وبك أصول ، أحمِل على عدوِّي ، وقال ابن الأنباري : المَحالة والحَول الحيلة ، يقال : ما له حَول ، ولا مَحالة ، ولا حِيلة ، ولا احتيال 0
وقوله : أحالَ وله ضُراط ، أي أدبر هاربا ، كقوله في أهل خيبر : وأحالوا على الحِصن ، أي أقبلوا إليه هاربين / قال أبو عبيدٍ : أحال الرجل إلى مكان كذا : تحوَّل إليه 0 55أ
قوله: فاستحالتْ غَرْبا ، أي تحوَّلَتْ دلواً عظيمة ، وتبدَّلَت من الصِغَر إلى الكِبَر ، وفي الحديث : فجعلوا يضحكون ، ويُحيل بعضهم على بعض ، أي يميل ، ويحيل عليه من كثرة الضحك، وفي كتاب مسلم يميل بدلا من يحيل، والحَوالة معلومة ، وهي (2) من تحويل مَن له عليك دَيْن إلى غريم لك عنده دَيْن، وهي مُستثناة من الدَّيْن بالدَّيْن، اللهم حوالينا ولا علينا ، أي أنزله حَوالَيِ المدينة ، حيث مواضع النبات ، لا فيها ، ولا في غيرها من المباني والمساكن ، يقال : هم حولَه وحولَيْهِ وحَوالَيْه وحَوالَهُ 0
ح و ض :
__________
(1) ولا استطاعة : غير موجود في ب .
(2) في ب : وهو(1/134)
قوله : حِياض الإبل ، جمع حوض ، حيث يستقر الماء ويجتمع ، تشربُ فيه الإبل ، فجعلتْ تُحوِّضُهُ ، أي تحفر له كالحوض ؛ لِيستقرّ (1) فيه ولا يسيل 0
ح و ش :
قوله : فلما رأى حُوشَ القوم وهيئتَهم ، أي انقباضهم ، من قولهم : فلان حُوشِيٌ لا يُخالط الناس ، وأصله من الحُوشِ بلادِ الجانّ 0
قوله : فكان يُحَوِّي لها وراءه ، أي يجعلُ لها (2) حََوِيّةً ، وهي محشوة بليف ، تُدار حول سنام الراحلة ، مَركَب من مراكب النساء 0 ... ... ... ... ...
الحاء مع الياء
ح ي د :
قوله : فحادت ، أي مالت عند نفارِها عن سَنن طريقها ، ومنه : فحاد عنه ، أي مال إلى جهةٍ 0
ح ي ر :
قوله : يَحارُ فيها الطَّرْف ، أي يتحير ، ولا يهتدي سبيلا لنظره ؛ لفرْط حُسنِها 0
ح ي ك :
قوله : ما حاك في الصَّدر ، قال الجُريريُّ ، هو ما يقع في خَلَدك ، ولا يَنشرح له صدرك، وخِفْتَ الإثم فيه .
ح ي ل :
حِيالُ الشيء مقابله ، وحِيال أُذنيه ، وحِيال مُصلّى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، من ذوات الواو، انقلبت ياء من أجل الكسرة ؛ لأنه مِن حَوْل الشيءِ جانِبه 0
ح ي ن :
قوله : يتحيّنون الصلاة ، هو (3) من تطلُّب الحِين وتحرِّيْه ، وهو الوقت الساعة فما فوقها ، قاله ابن عرفة ، والصحيح أنه اسم لما يقع فيه من الحركات كالوقت لا يُعرف قدْره في نفسه ، لكن بما يقع فيه 0
ح ي ص :
وقوله : حاصُوا ، أي نفروا / وكرُّوا راجعين ، ومنه : فحاص المسلمون حَيْصَةً ، أي 55ب جالوا مُنهزمين 0
ح ي س :
قوله : حاسوا حَيْساً ، أي صنعوا مما جمعوا حَيْساً ، وهو خَلْط الأقِط بالسَّمن والتمر ، وقال بعضهم : وربّما جُعِلَت فيه خميرة 0
ح ي ف :
قوله : أنْ يحيِفَ الله عليكِ ورسولُه ، أي خِفْتِ أن يجور عليكِ ، ويميل عن الحق فيكِ .
ح ي ش :
وحائشُ النَّخل مجتمَعُه 0
ح ي ض :
__________
(1) كتب : يستقرُ ، وما أثبتناه من ب .
(2) وراءه ، أي يجعلُ لها : غير موجود في ب .
(3) هو : غير موجود في ب .(1/135)
قولها : ثوبُ حِيضَتي ، بكسر الحاء ، وهي الحالة التي هي عليها 0
وقوله : إنّ حَيْضَتَكِ ليست في يدِكِ ، بفتح الحاء ، كذا (1) ضبطه الرواة والفقهاء ، وقال الخطابي : صوابه بالكسر كالقِعْدَة ، يريد حالة الحَيض ، وأما الفتح فالمرَّة الواحدة ، والأظهر الأول ؛ لأنه إنما نفى عن يدها الدّم ، الذي هو الحيض المُستقذَر، وأما حُكمه وحاله الذي تتصف به المرأة فلازمٌ ؛ لجُملتها وأبعاضها ، وإنما تأتي الفِعلة في هيئات الأفعال لا الأحكام والأقوال .
جاء في بعض روايات مسلم : وأنا حائضة ، والمعروف المشهور حائض ؛ لاختصاص المرأة به ، فلم يُحتج إلى تعريفه ، أو على النِسبة ، أي ذات حيضٍ ، وقد جاء طامثة ، وكما قال : ريح عاصِفة .
ح ي ي :
ونَهَر الحياة ، ونَهَر الحيوان ، وماء الحياة ، كله من هذا الذي يحيا به الناس عند خروجهم من النار ، والتحيات لله جمع تَحيّة ، أي جميع التحيّات التي كان الملوك يُحيَّون بها لله وحده ، وقيل : هي المُلك ، وقيل : البقاء ، وقيل من قوله : [وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ] (2) ، ورَدّ هذا القول أهل العربية 0
قوله : الحياءُ من الإيمان ؛ لأنه يمنع مما يَمنع منه .
والشمس حَيَّة ، أي مُسخِّنة ، لم تذهب حياتها ، التي هي حرُّها ، وقيل : حيَّة اللون ، أي لم يستحِل لونها ونورها ، قالوا : والشمس توصف بالحياة ما دامت قائمة الأعراض من الحرارة والضوء ، فإذا كان مع الغروب لم توصف بذلك 0
قوله : أحْيَيْنا يومنا وليلتنا ، أي أسْرَيْنا 0
__________
(1) كذا : زيادة من ب .
(2) الأنعام 162(1/136)
قوله : حيَّ على كذا ، أي هلمّ وأقبل ، وعلى ذِكْر عُمر : إذا ذُكِر الصالحون فحيَّ هلاً بعُمرَ ، يقال : حيَّ علَى / كذا ، وحيَّ هلاً ، وعلى كذا ، وإلى كذا ، وهي هل منصوبة مخففة مشبّهة بصَهْ ومَهْ ، وبخمسةَ عشرَ ، وهل بالسكون لكثرة الحركات ، وشِبهُها وَيْحْ وحَيَّ هَلْ بسكون اللام ، وقال أبو عبيدٍ : معنى قوله فحيَّ هلاً بعمر أَدْعُ عُمر، وقيل : معنى حيَّ هلمّ ، وقيل : حيَّ هلاً أسرع ، جُعِل كلمة واحدة ، وقيل : هلاً اسْكُنْ ، وحَيَّ أسرِع عند ذكره ، واسكنْ حتى ينقضي 0
وقوله : إنّ سَيِّد الحيِّ ، وسمعت الحيَّ يتحدثون ، الحَيُّ اسم منزل القبيلة ، ثم سميت القبيلة به ؛ لأن بعضهم يَحيا ببعض 0
وقوله : فاستحيا فاستحيا الله منه ، أي أثابه عليه ، فسمّى جزاءه باسمه من باب المُقابلة والموازنة 0
قوله في أبي لهبٍ : رأيته بِشَرِِّ حَيْبَةٍ ، ومعناه سوءُ الحال 0
قوله : اقْدُمْ حيْزوم ، كذا للكافة ، ورواه العُذري بالنون 0
قوله في الخوارج : يخرجون على حين فُرقةٍ ، كذا للكافة ، وعند السمرقندي والجُرجاني على خير فِرقةٍ ، وهما صحيحان ، خرجوا في حين افتراق بين عليّ ومعاوية ، وعلى خيرِ فرقةٍ ، وهم الصَّدر الأول من الصحابة ، أو عليٌّ ومَن معه ، وهو الذي قاتلهم، وتُرَجَّحُ هذه المقالة بقوله : تقتلُهم أدنى الطائفتين إلى الحق 0
ح ي ل :
قوله : فحالت مني لَفْتَةٌ ، أي تحوّلت عن النظر إلى ما كنتَ تنظرُ إليه من قبل ، وهذه رواية الصّدَفي ، ولغيره : حانتْ ، أي وقعتْ واتفقتْ مني نظرة ٌ والتفاتةٌ صادَفَتْ حِينها 0
أسماء المواضع
الحِجر : حِجر الكعبة ، وهو ما تركت قريش من بنائه على ما أسّس إبراهيم عند الوضع ؛ ليُعلمَ أنه من الكعبة 0
الحِجْر : بلاد ثمود ، بين الحجاز والشام 0
الحَجَر الأسود : يقال : إنه المُراد بقوله : إني لأعرِف حجرا كان يُسلِّم عليّ 0(1/137)
أحجار الزيت : موضع بالمدينة قريب من الزوراء ، وهو موضع الاستسقاء 0
حِراء : يُمدّ ويُقصر ، ويؤنّث ويُذكّر ، ويُصرف ولا يُصرف ، وهو جبل على ثلاثة أميال من مكة 0
الحَزْوّرَة : بفتح الحاء وسكون الزاي وتخفيف الواو ، قال الدار قطني : / هكذا صوابه56ب والمحدِّثون يفتحون الزاي ، ويشددون الواو ، وهو تصحيف ، وكانت بسوق مكة ، وقد دخلت في المسجد لمّا زِيد فيه ، وقد ضبطناه بالوجهين على ابن سِراج ، قال أبو عبيدٍ : الحَزْوَرَة الرابية 0
الحِجاز : ما بين نجد والسَّراة ، سميت بذلك لأنها حُجِزتْ بالجواري الخُنَّس ، وقيل : المدينة نصفها تِهامي ، ونصفها حجازي ، وحكى ابن أبي شيبة أنها حجازية ، وقال ابن الكلبي : حدود الحجاز ما بين جبلي طئٍ إلى طريق العراق لمن يريد مكة ، سمي حجازا لأنه حجز ما بين تِهامة ونجد ، وقيل : ما بين نجد والسَّراة ، وقيل: بين نجد واليمامة، قال الحربي: وتبوك وفلسطين من الحجاز 0
الحَفْياء : تُمدّ وتُقصر ، قال سفيان : بينها إلى ثنيَّة الوداع خمسة أميال أو ستة 0
الحُدَيبيَة : بتخفيف الياء ، وعامة الفقهاء والمُحدِّثين يشدّدونها ، سُمِّيت ببئر هناك ، عند مسجد الشجرة ، وبينها وبين المدينة تسعُ مراحل ، قيل : هي من الحرم ، وقيل : بعضها من الحِلِّ 0
الحُلَيْفَة : على ستة أميال وقيل سبعة من المدينة 0
الحَجُون : بفتح الحاء ، الجبل المُشرِف عند المُحصَّب حِذاء مسجد العقبة ، وهو مقبرة أهل مكة 0
الحِيْرَة : مدينة النعمان ، معروفة ، من بلاد العراق ، وثَمّ حِيرة أخرى بخراسان ، وليست المذكورة في الحديث 0
حُنَيْن : وادٍ قريبٌ من الطائف ، بينه وبين مكة بضعة عشر ميلا 0
الحتمَة : صُخَيرات بأسفل مكة عند دار عمر بن الخطاب 0
الحَرَّة ، ويوم الحرَّة : وهما لابتاها وجانباها ، وأمَّا حَرَّة النار المذكورة في حديث عُمر فهي من بلاد بني سُليم ، بناحية خيبر 0(1/138)
حَرَّة الرَّبَذَة : بفتح الباء ، ضبطناه في مسلم ، وضبطها بعضهم بإسكانها ، وهي على ثلاثة أميال من المدينة 0
حَضْرَمَوْت : من بلاد اليمن ، بفتح الميم ، وهُذيل تقولها بضم الميم 0
حِمْص : من الشام مشهورة ، سُمِّيت باسم رجل من العماليق ، وقيل : من عماليق عامِلَة 0
حرف الخاء مع الباء
/ خ ب أ : ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 57أ
المُخْبّأة : البِكر المصونة ؛ لأنها تُخْبأ في غالب العادة من الريح والشمس ، فتبقى ناضرة الجسم غضّتَهُ 0
قوله : خَبَأتْ لك خَبْأً، وعند الأصيلي خَبْياً، وعند غيره خِبِياً، وهو كل شيء غائب مستور ٍ ، وخَبءُ السموات والأرض الغيب ، وخَبءُ الأرض النبات 0
وقوله : ابتغُوا الرزق في خبايا الأرض ، يعني الزرع ، وقيل المعادن ، الواحد خِبِيَّةٌ ، وخَبِيَّةٌ ، واختبأتُ استترتُ عن عينه ، واختبأتُ دعوتي ادّخرتها مُؤخِّرا لها غير مُقدِّم ، ولا مُظهرٍ 0
قول هِندٍ : أهلُ خِباءٍ أحبُّ إليّ من أهل خِبائك ، هو من خَبَأتُ ؛ لأنه يُخْبَأُ به ويُستر ، والخِباء بيت من بيوت الأعرب ، ومُستعمل في غيرها من منازلهم ومساكنهم ، كما يستعملُها هنا ، وكقوله : أين خِباءُ فاطمة ، وهو بالمدينة ، يريد حُجرتَها ، قال أبو عبيدٍ : الخِباء من وَبَرٍ أوصوف ، ولا يكون من شَعَر ، وأَخبيَة المُصحف أغشيتُه التي يُستر بها وخَبَّ ثلاثا أسرعَ ، والاسم الخَبَبُ ، وهو ضرب من العدو ، وهو أول الإسراع مثل الرَّمَل 0
خ ب ن :
والخُبْنَة : ما كان من غير طَيِّب الكسب ، وقيل : هي هنا الريبة والفجور 0
وقوله : أعوذ بك من الخَبيث المُخبث ، أي الخبيث في نفسه، والخبيث النجس ، ومنه : يدافع الأخبثين ،والخبيث الرديئ من كل شيء ، ومنه : [وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ] (1) ، والشجرة الخبيثة ، يعني الثوم ، والمُخبث الذي يعلِّم الناس الخُبث، ويحملهم عليه ، وقيل : الذي يصحب الخُبثاء 0
__________
(1) البقرة 267(1/139)
وقوله : أعوذ بك من الخُبث ، بإسكان الباء ، وغلَّط الخطابي مَن سكَّن الباء ، وقال : إنما هو الخُبُث بضم الباء جمع خبيث، والخبائث جمع خبيثة، استعاذ بالله تعالى من مردة الجن ، ذكورهم وإناثهم ، وقال أبو عبيدٍ : هو الشّر ، وقيل : الكفر ، والخبائث الشياطين ، وقيل : الشيطان والمعاصي، وقيل : ذكور الجن وإناثهم، وقيل : استعاذ من الخبث الذي هو الكفر ، ومن الخبائث التي هي الأخلاق الخبيثة 0
وقوله : إذا كثُرَ الخَبَث ، يعني الزنا، وقيل : أولاده ، وفي حديثٍ : ويكثُر الزنا ، ويبقَى خُبْثُها ، أي رديئها ، وخَبَثُ الحديد رديئه الذي/ تُخرجه النارُ عن خالصه ، وأخْبَثُ اسمٍ عند الله وأردؤه وأرذله ، يعني صاحبَه، وإلاّ أصبحَ خبيثَ النَفَس ، ولا يقولَنّ أحدُكم : خبُثَتْ نفسي ، هو تغيُّرها وكسلُها ، وقِلّة نشاطها ، أو غشيُها وسوءُ خُلْقِها 0
خ ب ر :
والمُخابرة : المُزارعة على الجُزء، والخُبْر بالضم هو النصيب ، وجاء في مسلم : نهى عن الخَبْر بالفتح ، كذا قيدناه من طريق الطبري ، وعند ابن عيسى بالضم ، وعند غيرهما بكسرها ، وبالفتح هو في العين ، والخِبار ، والخَبْراء الأرض الليِّنة ، وقيل سميت خيبر ؛ لمعاملة النبي صلى الله عليه وسلم إياهم على الجُزء من ثمارها ، فقيل : خابرهم ، ثم تنازعوا فنُهوا عنها ، هذا قول ابن الأعرابي وغيره يأباه ، ويقول : إنها لفظة مستعملة ، وقال عمر : ما أُريد أنْ أَخْبُرَهُما ، ويروى أختبِرهما ، كناية عن الوَطْءِ 0
خ ت ل :
قوله : وهو يَخْتِلُ أنْ يسمع من ابن صيَّادٍ، وفي حديث المُطَّلِع مِن شِقِّ الباب ، كأني أنظر إليه يَخْتِلُه ، أي يَغْتفِلُه ويراوغه ؛ ليسمع حديثه ، ويفهم زمزمته ، ولِيَطْعُنَ عينَ المُطّلِع ، ختلْتُ الصَّيدَ إذا خادعتُه ؛ لتغتفله 0(1/140)
قوله : فاختالتْهم عن دينهم ، وروي بالجيم ، وهو الصواب ، ومعناه وهو أوضح ، استخفوهم ، وذهبوا بهم ، وجالوا معهم ، وساقوهم إلى ما أرادوه منهم ، ومعنى الأول حبَسَتْهم عن دينهم، وصَدتهم عنه ، وتعاهَدَتْهُم ولازَمَتْهم في ذلك 0
خ ت ر :
قوله : ما خَتَر قومٌ العهد ، أي غدروا ونقضوا ، والخَتْر أسْوَءُ الغدر 0
خ ت م :
قوله : وأنا خاتَم النبيين ، بفتح التاء وكسرها ، وهو من أسمائه ، قال ثعلب : الذي خُتِم به الأنبياء ، وهو أيضا أحسنهم خَلْقاً وخُلُقا 0
وقوله : أُعطيَ جوامع الكَلِم بخواتِمه، وعند العُذري أُعطيَ جوامع الكلم خواتِمه ، بمعنى جَمْعِ المعاني الكثيرة في الألفاظ القليلة ، والختم عليها بضمها في تلك الكلمات ، كما يُختَم على ما في الكتاب 0
قوله : أو لَيَخْتِمَنَّ الله على قلوبهم ، هو أنْ يخلُق في قلوبهم ضِدّ الهدى ، ويَصرفَ عنهم لُطفه ، ويمنعهم توفيقه ، وقيل : هو طَبْعُه عليها حتى لا تعِي خبراً 0
قولها : لا تَفُضَّ الخاتَم ، تَعني / عُذرتَها ، أي لا تستبحها إلاّ بحق الشّرع 0 ... 58أ
خ ت ن :
قوله : ختَنَةَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ، الأَخْتانُ من قِبَل المرأة ، والأَحماء من قِبَل الزوج ، والأَصهار تعمّ ذلك 0
الخاء مع الدال
خ د ج :
قوله : فهي خِداج ، أي ذات خِداج ، وهو النقص ، وقيل : بمعنى مُخْدَجَة ، أحلَّ المصدر محلّ الفعل ، أي ناقِصة ، ومُخدَج اليَد ، أي ناقصها 0
خ د د :
قوله : أمر بالأُخدود فخدَّتْ ، هي شقوق الأرض ، واحدها خَد 0
وقوله : فَخَدَّتْ ، يرجع إلى جماعةِ ما حُفِر منها ، وجمعها أخاديد ، كأنه قال : فَخُدَّتْ الأخاديد ، أو فخُدَّتْ الأرض 0
خ د ر :
والخُدور:السُّتور ، تكونُ للأبكار في ناحية البيت ، الواحد خِدْر ، ويقال: سريرٌ على سرير ، وقيل : الخِدر البيت نفسه 0
خ د ل :(1/141)
قوله : إنْ جاءت به خَدْلا ، كذا للكافة ، وعند الأصيلي بكسر الدال ، وهو الممتلئ ، وخَدْلُ الساقين عظيمهما ، وفي حديثٍ خَدَلّجَ ، وهما سواء 0
خ د م :
وقوله : كنت أرى خَدَمَ سُؤْقِهما ، أي خلاخيلَهما ، الواحدة خَدَمَة ، وقد يُسمى موضعها خَدَمَة ، وجمعها خِدام ، وقد جاء : وبدَتْ خلاخِلُهنّ 0
خ د ع :
قوله : الحرب خَدْعة ، وضبطها الأصيلي بالضم ، وقال أبو ذرٍّ : الفتح لغة النبي صلى الله عليه وسلم ، وحكى يونس الوجهين ، وثالثاً ضم الخاء وفتح الدَّال ، ولغة رابعة بفتحهما ، فالخَدْعة بمعنى أنّ أمرها ينقضي بخَدْعة واحدة يُخدَع بها المخدوع ؛ فتزِلَّ قدمه ، ولا يجد لها تلافيا ، ولا إقالة ، فكأنه نَبَّه على أخذ الحذر في مثل ذلك، ومن ضم الخاء وسكن الدال فمعناه أنها تُخدَع، يعني أهلها ، ومباشِرَها ، ومن ضم الخاء وفتح الدال نسب الفعل إليها ، أي تَخدع هي مَن اطمأن إليها ، ومن فتحهما جميعا كان جَمْع خادعٍ ، يعني أنّ أهلها بهذه الصفة ، وأنهم يَخدعون ، فلا يُطمأن إليهم ، كأنه قال : أهل الحربِ خَدَعَة ، ثم حذف ، وأصل الخَدْع إظهار أمر ، وإضمار خلافه ، ويقال : خَدَع أفسَد ، فكأن الخادع يُفسد تدبير المخدوع ، ويفِلّ رأيه 0
الخاء مع الذال
/خ ذ ل : ... ... ... ... ... ... ... ... ... 58 ب
قوله : ولا يَخْذُلُه ، أي لا يُخلِّي بينه وبين مَن يظلمُه ، كأنه لمّا تأخّر به عن نَصره ، وأسلَمه لظالمه كان خاذلاً له ، يقال : خَذَلَتِ الظبية إذا تأخّرت عن القطيع وانفردت 0
خ ذ ف :
والخَذْف : الرمي بحصىً أو نوىً بين سبّابتيه ، وبين الإبهام والسبّابة ، ومنه : فخَذَفَه بحصاةٍ ، وللقابسي بالمهملة ، والأول أصوب 0
الخاء مع الراء
خ ر أ :
قوله : حتى الخِراء ، هي هيئة جِلْسَة المُتَخَلِّي لقضاء الحاجة ، أو صفة التنظيف منه 0
خ ر ب :(1/142)
قوله : ولا فارّاً بخُرْبَة ، بضم الخاء ، ضبطه الأصيلي ، وغيره بالفتح قال الخليل : الخُربة بالضم الفساد في الدين ، وهو الخارب ، وهو المُضمِر الفساد في الأرض ، ولا يكاد يُستعمل إلاّ في سارق الإبل ، وقال غيره : هي بالفتح السَّرِقَة ، وقيل : العَيْب ، وأما الخِرابة فهي سَرِقة الإبل خاصة ، وبالحاء المهملة في كل شيء 0
وقوله : في موضِع المسجد ، وكان فيه خَرِبٌ ، بكسر الراء ، وفتح الخاء ، وبفتح الراء وكسر الخاء ، وكلاهما صحيح 0
خ ر ج :
قوله : الخَراج بالضَّمان ، هو الغلّة ، وقد يقع على مال الفيئ، ويقال (1) : الخَرْج على الرأس ، والخراج على الأرض ، والخراج أيضا الغلة ، وكل ما يُخارَج به ، وقيل : الخراج الاسم ، والخَرْج المصدر 0
خ ر ط :
اخترط سيفه ، سلّه 0
خ ر ص :
وخَرْصُ الثمار حَزْرُها ، وتقدير ثمرها ، ولا يمكن ذلك إلاّ عند طيبها ، والخِرْص بالكسر اسم الشيء المُقدّر ، وبالفتح اسم الفعل ، وقيل : هما لغتان في الشيء المخروص ، وأما المصدر فبالفتح ، والمستقبل بالضم والكسر في الراء ، وأما من الكذِب فالخَرْص بالفتح ، يقال : خَرَصَ يَخْرِص ويَخْرُص واخترص [وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ] (2) ، و [قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ] (3) ، والخُرص بالضم حِلْيَة تكون في الأُذن ، وفي البارع هو القُرْط تكون فيه حَبَّة واحدة 0
وقوله : وبه خُرَاج ، هو القَرْحَة في الجسد 0
خ ر ف :
قوله : ابتَعتُ به مَخْرِفا ، بكسر الراء ، وفتح الميم ، وهو حائط النخل ، يُسمّى البستان ، / تكون فيه فاكهةٌ ، مَخْرِفا ، وهو الخُرْفَة ، ومنهم من يقول بفتح الراء كمسجَد بفتح59أ الجيم لموضع السجود 0
وقوله : أربعين خريفا ، يعني سنة ، وهو أيضا اسم الفصل من فصول السنة ، وهو وقت اختراف الثمار 0
خ ر ق :
__________
(1) في ب : وقد يقال .
(2) الأنعام 116 ، يونس 66
(3) الذاريات 10(1/143)
وقوله : أو تَصْنعُ لأخْرَقَ ، يعني الذي لا يُحسِن العمل ، وقيل : الذي لا رِفْقَ له ، ولا سياسة عنده ، والخَرقاء من النساء كذلك 0
وقوله : ليس منّا مَن خرَّقَ ، كقوله : أنا بريئ من الشّاقة ، وهي التي تُخرِّق ثيابها ، وتشقّها عند المُصيبة 0
الخاء مع الزاي
خ ز ل : ... ... ... ... ... ... ... ... ...
قوله : تَخْتزِلونا عن أصلنا ، أي تُنَحُّونا وتعزلونا ، وتختزلونا عن الأمر، أي تقطعونا عنه ، وتزيلوه عنا 0
خ ز م :
قوله : بخزامةٍ في أنفه ، أي حَلْقة من شَعَر ، تُجعل في أنف البعير، يُقاد به إذا كان صعبا ؛ ليُراض به 0
خ ز ن :
قوله : لم يَخْنَز اللحم ، أي لم يتغيّر ، يقال خَنِزَ يَخْنَزُ ، وخَزِن يَخْزَن 0
قوله : اوتيت خزائن الأرض ، يعني فتحَ بلادها ، وخزائنَ أموالها 0
خ ز ي :
قوله : غيرَ خزايا ، أي غير مُذَلِّين ، ولا مُهانين ، ولا مفضوحين بوطءِ البلاد ، وقتل الأنفس ، وسبيِ النساء 0
قوله في حديث الرجم : نُسَوِّد وجوهَهما ، ونَخزيهما ، أي نَفضحهما ، كما في الآخر بلفظ الفضيحة 0
وقوله : ولا تُخْزِني ، أي لا تفضحني ، وقد يكون بمعنى الهلاك ، والوقوع في بليّة ، يقال من ذلك : خَزِي يخزَى ، ومن الأول أخْزى يُخزِي ، وفي شارب الخمر : أخزاه الله ، أي أهلكه ، ومن رواه خزاه ، فمعناه قهره 0
الخاء مع الطاء
خ ط أ :
قوله لأبي بكر : أخطأت بعضا وأصبت بعضا ، قيل: هو من الخطأ ، الذي هو ضد الصواب ، وقيل غي عبارتِها ، وقيل : في تقدُّمه عليه ، وقيل : من الخطأ الذي هو بمعنى الترك ، من قولهم أخطأ السهم الرَّميَّة ، إذا حاد عنها، أي تَرَكْتَ فيها ما لم تُفَسِّرْه 0
قوله : يخْطِر بسيفه , بكسر الطاء ، أي يهزه ، ومنه ريح خطَّارة 0
قوله : / إلاّ رجلٌ يُخاطِر بنفسه وماله ، أي يُلقيهما في الهلاك 0 ... ... 59ب
خ ط ر :(1/144)
قوله : حتى يخْطِر بين المرء ونفسه ، بكسر الطاء ، ضبطناه وسمعناه من أكثر الرواة بضمها ، والكسر هو الوجه ، يعني يوسوِس ، ومنه رمحٌ خطّارٌ ، أي ذو اضطراب ، والفحل يخطر بذنبه إذا حرّكه ؛ فضرب به فخِذيه، وأمّا بضم الطاء فمن السُّلوك والمرور ، أي يدنو منه ، فيمرّ بين نفسه وبينه ؛ فيذهِله عمّا هو فيه 0
خ ط ط :
قوله : لا يسألوني خُطَّة ، أي قضية وأمراً 0
قوله : كان نبيٌّ من الأنبياء يَخُطُّ ، فسَّروه بخط الرَّمل للحِساب ، ومعرفة ما يدل عليه 0
وقوله : تَخُطّ رجلاه في الأرض ، أي ضَعُفَتْ قوّته حتى كان يجرّها غير معتمدٍ عليها 0
قولها : خَطيّاً ، أي رُمحا ، من الخَطّ ، وهو موضع بناحية البحرين ، تُجلب إليه الرماح من الهند ، وقيل : بل انكسرت مرة فيه سفينة فيها رماح ، وقيل : الخَطّ ساحل البحر 0
خ ط م :
قوله : على جملٍ مخطُوم بخُلبَةٍ ، أي له خِطام ، يُشدّ على رأسه كالزِّمام ، والخُلبة الليف ، أي له خِطام من حبل من ليفِ النخل 0
قوله : قد خُطِم أنفه ، وشُقَّ وجهه ، أي وقعت الضَّربة في موضع الخِطام من البعير ، وهي سِمة مثل الكيِّ على الأنف والخدين من البعير 0
خ ط ي :
قوله : فجعلتُ منه خَطيفة ، يعني عصيدةً نت دقيق بلبنٍ ، وقيل : هي في الكثافة دون العصيدة ، وخُطوات الشيطان جمع خُطوة ، وهي أثاره ومسالِكه ، وأصله نقل القَدَم في المشي ، ثم استُعير في الاتّباع على رأي ودين ومذهب ، كأنه اتّبع مناقِل قدميه 0
قوله : سمعت غطيطَه أو خطيطه على الشَّكل، والصواب غطيطُه ، وهو تردُّد صوت النائم ، ولا معنى للخطيطة هاهنا 0
الخاء مع اللام
خ ل أ :(1/145)
قوله : ما خَلأتْ القصواء، لمّا توقَّفتْ عن المشي وقَهْقرتْ، ظنُّوا أنَّ ذلك خلاء في خُلُقِها ، وهو الحِران للفرس وغيره ، فقال : ما خلأتْ / وإنما حبسها الله سبحانه كما حبس 60 أ الفيل عن مكة إبقاء على أهلها ، يقال : خلأتِ الناقة ، وللبعير خلأَ يخلأُ إذا برك ، فلم يكد ينهض ، هذا قول أبي زيد ، وزعم الأصمعي أن الخَلاء في النوق خاصة 0
خ ل ب :
قوله : إنْ كان خَلَبها ، أي خَدعها ، ومنه : لا خِلابَة 0
خ ل ج :
قوله : خالَجَنِيها ، يعني السُّورة ، أي نازعني قراءَتها ، فقرأ معي ، يَدلُّ عليه : مالي أُنازع القرآن ، والمُخالَجة المُنازعة للشيء لكي يَنزِعه كلُّ واحد منهما عن صاحبه ، والخَلْج الجَذْب ، وكأنه جاذبه قراءتها 0
وقوله : فَلَيُختَلَجَنَّ دوني ، أي يُجتَذَبون ويُقتطَعون عنّي 0
خ ل ط :
قوله في غَسْل الجنابة : إذا خالَطَ ، أي جامَع والخِلاط الجِماع ؛لاختلاط الفرجين فيه 0
قوله : ما كان من خليطين ، هما اللذان خلطا ما شيتهما في المرعى والسقي والمبيت ؛ طلبا للرفق في ذلك ، لا حِيلة في حَطّ الزكاة 0
قوله في الاشتراط في الحج : لا يَخلِطُه شيء ، أي مُفرِدا غير قارن ولا مُتمتع ، ونهيُه عن شُرب الخليطين ، هما النوعان من النبيذ يُخلطان عند الشُّرب ، أو التمر والزبيب يُخلطان عند الانتباذ ، وخصَّه بعض العلماء بالانتباذ أولاً ، دون الخلط عند الشُّرب ، فأباح الخَلط عند الشُّرب 0(1/146)
قوله : لو كنت مُتّخذا خليلاً ، الخُلَّة المودّة والصّداقة على الاختصاص دون مُشاركة ، ومعنى هذا : لو كنت مُتّخذا من الخَلْق خليلا أنقطِعُ إلى محبته وصداقته على التعيين والخصوص ؛ لكان أبا بكر ، ولكن له خُلَّة الإسلام ، وأُخُوَّتُه السابقة في أهله بحق شمول الدين ، ومَن جعل الخليل مشتقا من الخَلَّة وهي الحاجة والفقر ، فيكون المعنى : لو كنت أتَّخِذ من الخلق خليلا أفتقِرُ إليه وأعتمده في أموري ؛ لكان أبا بكر ، لكن الذي ألجأُ إليه وأعتمد في أموري عليه هو الله سبحانه ، وسُمّي إبراهيم خليلاً لأنه تخلَّق بخلال حسنة ، اختص بها ، وقيل : الخُلَّة الاختصاص / وقيل : من التَّخَلُّل ، أي أنّ الحُبّ تخلَّل 60 ب قلبه ، وغلب على نفسه ، والخُلَّة والخِلّ أيضا الصديق 0
وقوله : ألا إني أبرأُ إلى كل خليلٍ من خَلِّهِ ، والخَلّ بالفتح الخُلَّة ، قاله الحربي ، وفلان كريم الخَلّ والخُلَّة والمُخالَّة ، أي الصحبة ، وكان عند بعض شيوخنا بالكسر ، وما أظنُّ قرأناه على جميعهم إلاّ كذلك 0
قوله : أربعُ خِلالٍ ، أي خصال ، والخَلَّة بالفتح الخَصْلَة 0
قوله : يتخلَّلُون الشجر ، أي يسيرون خلالها ، أي بينها ووسطها ، ومنه : أرى الفتن خِلال بيوتكم ، واحدها خَلَلٌ ، وأصله الفُرْجة بين الشيئين 0
خ ل ص :
قوله : خَلَصْتُ لمُستوىً ، أي بلغتُه وعلوتُه ، كما في الآخر : حتى ظهرتُ ، ومنه : لسنا نخلُصُ إليك فلو أعلمُ أني أخلُصُ إليه ، كله بمعنى الوصول وفي البارع : خلَصَ فلان إلى فُلان ، أي وصل إليه ، وخَلَصَ أيضا سَلِم ونجا ، ومعنى قولِ هِرقل : أنّى أَخْلُص إليه ، أي أَسلَمُ في وصولي إليه من الأعداء 0
خ ل ف :
قوله : لَخُلُوف فم الصائم ، بضم الخاء ، وهو ما يَخلُفُ لعدم الطعام من ريحٍ كريهة ، لِخُلوِّ المعدة ، وأكثر المُحدّثين يروونه بفتح الخاء ، وهو عند أهل العربية خطأ ، وبالوجهين ضبطه القابسي .(1/147)
وفي حديث جابر : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لِيُخَلفََكُم ، أي يتْرُكَكُم خلْفَه ويتقدَّمَكم، وقيل : يتخلّفُ عنكم ، وقيل : يُخلِفكُم موعِدَكُم (1) 0
قولها : ونفرنا خُلُوفٌ ، أي غُيَّبٌ ، يقال : حَيّ’ خُلُوف (2) إذا غاب رجالهم ، وبقي نساؤهم 0
قوله : أو خَلِفات ، هي النوق الحوامل ، الواحدة خَلِفَة ، وقد جاء مفَسَّرا ، في بطونها أولادها ، وهي خَلِفَة إلى أن يمضي نصفُ أمد حملِها ، فتكون عُشَراء ، والخُلوف أيضا المُخلَّفون عن الغزو ، والمِخْلاف في اليمن كالرُّستاق والإقليم والكُورة 0
قوله : فإنه لا يدري ما خَلَفَه عليه ، يعني فِراشه ، أي صار فيه بعده من الهوامّ
قوله : وتَخْلُفُ من بعدهم خُلوفٌ ، جمع خَلَفٍ ، ومنه : وأخلُفُه في صاغيته ، وما من رجلٍ يخلُفُ رجلا من المجاهدين في أهله ، ومَن / خَلَف الخارجَ ، وإنَّ الدجال قد خَلَفهم61أ في ذرياتهم ، والخَلَف ما صار عِوضا عن غيره ، ويقال ذلك في الخير والشرّ ، ويقال : خَلَفُ صِدقٍ ، وخَلْفٌ ، فأمّا بسكون اللام فلا يقال إلاّ في الشرّ ، ومنه : [فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ ] (3) وحكى الحربي وبعض أهل اللغة السكون والفتح في الوجهين، وجمعه خُلُوفٌ، ومنه: وتَخلُفُ من بعدهم خُلُوف ، ومنه سمي الخليفة ، لأنه يَخْلف غيره ، ويقوم مقامه ، وقيل أيضا في الآية : الخَلْف كل من يجيء بعدُ ، وكلُّ قَرْن خَلْفٌ بالإسكان 0
وقوله : إذا وعَد أخلَف ، أي لم يَفِ إخلافاً ، والاسم منه الخُلْف، بالضم ، وتُضمّ اللام (4) وتُخفف.
__________
(1) في ب: موعده .
(2) أي غُيَّبٌ ، يقال : حَيّ’ خُلُوف : غير موجود في ب .
(3) الأعراف 169 ، مريم 59
(4) في ب : الألف .(1/148)
وقوله في حديث السقيفة : فخالَف عنّا عليّ والزبير ، بمعنى تخلّف ، وكذلك قوله في الأنصار : خالفونا ولم يكن بعدُ ذِكرُ أَحَدٍ ، ولا اتّفاقٌ فيُعدُّ خلافاً إلاّ أنْ يقال : إن خالفونا في طلب الأمر لأنفسهم، فيكون من الخِلاف، و يكون ما ذُكر عن عليّ والزبير ما آل إليه الأمر ، أو لتوقُّفِهما ، أو يكون عنَّا بمعنى علينا 0
وقوله : ثم أُخالِف إلى رجال ، أي آتيهم من خَلفِهم ، أو أُخالف بمعنى أتخلَّف عن الصلاة لمعاقبتهم 0
قوله : أو لَيُخالِفَنَّ الله بين وجوههم ، أي يحوِّلها إلى الأدبار ، وقيل : يغيّر صورها ، كما قال : أنْ يحوِّل الله وجهه وجه حمار 0
خ ل ق :
قوله : أَبْلِي أَخْلُفِي ، بالفاء ، وروي بالقاف من إخلاف الثوب ، ومعنى الأول أن يكتب خَلَفَه بعد بِلاه ، يقال : خَلَفَه الله لك ، وأَخْلَفَه رباعيّ ، وهو المشهور0
قوله : إنْ كان لَخليقا للإمارة ، أي حقيقٌ وجدير 0
وقوله : لا خَلاقَ لهم ، أي لا نصيب من الخير 0
قوله : بُردان له قد خَلُقا ، بفتح اللام وضمها وكسرها ، أي بَلِيا وتمزَّقا ، يقال أخْلَقا أيضا 0
قولها : كان خُلُقه القرآن ، الخُلُق الطبع والدين والمروءة 0
خ ل س :
قوله : اختِلاس يختلِسُه الشيطان، هو أخذ الشيء بسرعة ، واختطاف على سبيل المُخاتَلة 0
خ ل و :
قوله : لا يُختَلَى خلاها ، مقصور ، ومدّه بعضهم ، وهو خطأ ، وهو / العُشْب الرَّطب 61ب وفي حديث : لا يُختلى شوكها ، الاختلاء القطع فعل مشتقٌ من الخلا ، والمِخْلاة وعاء تَخْتَلي فيها الدّابة ، ثم سُمّي كل ما تُعْلَف فيه مما يُعلَّق في رأسها مِخلاة ، ومن الرواة من يمد الخلاء ، وهو وهم ، وإنما الخلاء الموضع الخالي ، وأيضا المصدر ، وقد قيل القولان في قول عائشة : حُبِّب إليه الخلاء ، أي الموضع الخالي ، وقيل : أن يخلُوَ 0(1/149)
قوله : لا يخلو عليهما أحدٌ إلاّ لم يوافِقا ، يعني الماء واللحم ، وقال المُطَرز : أخْلى الرجل على اللّبن إذا لم يشرب سواه ، وفي البارع خلا ثُلاثي 0
قولها : لستُ لك بمُخْلِيةٍ ، أي بمنفرِدة ، يقال : اخلِ أمرَكَ ، واخلُ به ، أي انفرد به . وقول جابر في زوجته : وخلا بيتُها ، أي ذهب منها بعض شبابها ، ومضى من عمرها ما جرَّبتْ به الأمور ، ورواه بعضهم بالمد فصحّف 0
وقوله : إذا أتى المكان الذي يتخلَّى فيه لحاجته ، أي ينفرد ، ومنه : يتخلَّى في طُرُق المسلمين .
وقولهم : خلا ، كذا قال النحاس ، هو لفظ وُضع موضع المصدر ، معناه خِلْوٌ من زيدٍ ، قال غيره : يقال : ما في الدار أحدٌ خلا زيدٌٍ بالرفع والنصب والجر ، فإن أدخلتَ ما (1) نصبت لا غير ؛ لأنه قد ميّز الفِعل 0
الخاء مع الميم
خ م ر :
قوله : لا تُخَمِّروا رأسه ، أي لا تُغطوه ، وخمِّروا آنيتكم غطُّوها ، ومنه خِمار المرأة 0
وقوله : كان يمسحُ على الخُفَّين والخِمار ، يريد العِمامة لتخميرها الرأس ، والخُمرَة كالحصير الصغير من سَعَف النخل تُضْفَرُ بالسُّيور ، وهي على قدر ما يوضع عليه الوجه والأنف ، وسُمّيت بذلك لسترها الوجه والكفين ، فإن كبُرت عن ذلك فهي حصير ، والخمير العجين المُختمِر ، وكل مُسْكرٍ خَمْر ، سُمِّيت بذلك لسترها العقل ، ولِمُخامرتها إياه ، أي مخالطتها 0
قوله : جبَل الخَمَر ، بفتح الخاء والميم ، هو الشجر المُلْتف ، وهوجبل بيت المقدس 0
خ م ل :
قولها : الخميلة هي كِساء ذات خَمَلٍ ، وهي كالقطيفة ، وقيل : هي هي 0
خ م م :
وفي المُساقاة : وخَمّ العَيْن ، بفتح / الخاء وشد الميم ، أي كنْسُها وتنقيتُها 0 62 أ
خ م ص :
قوله : تُوضَعُ في أخمص قدميه جَمْرتان، هو المُتجافي من باطنها عن الأرض ، فلا يَمَسُّه ، وأصله من الضُّمور 0
__________
(1) في ب: من ، وهو خطأ .(1/150)
قوله : رأيت به خَمَصاً ، أي ضُمورا في بطنه من الجوع ، ويُعبَّر بالخَمَص عن الجوع ، والمَخمصة شدة المجاعة ، ومنه : أصابتنا مَخمصة شديدة 0
خ م س :
قول يهود : محمدٌ والخميس ، أي الجيش ، سمِّي خميسا لقسمته على خمسة أقسام : قلب وميمنة وميسرة ومقدّمة وساقة ، والعرب تقول للخَمْس خميس ، وللنِّصف نصيف ، وللعَشْر عشير ، وفي سينهِ ضبطان ، الرفع على العطف ، وهو أكثر ، والنصب على المفعول معه ، أي مع الخميس 0
خ م ش :
قوله : إلاّ جاءت في وجهه خُموشٌ ، أو حُدُوشٌ ، هما بمعنى 0
الخاء والنون
خ ن ث :
قول عائشة : فانْخَنَثَ في حَجْري ، أي مال وانثنى عند موته ، وخروج روحه صلى الله عليه وسلم ، ومنه : نهى عن اختناثِ الأسْقِيَة ، وفي رواية : خِناث ، هو أنْ تُثنِيَ أفواهها إلى خارج ليُشربَ منها ، كذلك ومنه سمِّيَ المُخنَّث، لانعطافه وتخلُّقِه في ذلك بخُلُق النساء ، ومنه : لا يُصلَّى خلف المُخنَّث إلاّ من ضرورة ، وهو الذي ذاك في خُلُقه ، فأما من تشبَّه به وقصدَه فهو فاسق ملعون .
خ ن ج :
قوله : وبيدها خَنْجَر ، بفتح الخاء والجيم ، نوع من السكاكين ، وضبطه بعضهم بكسر الخاء 0
خ ن ز :
قوله : لم يَخنِز اللحم ، أي لم يُنْتِِن ، يقال منه خنَز وخَنِز بالفتح والكسر يَخنِز ويخنَز بهما أيضا ، ومثله خَزَن ، وصَلَّ وأصلَّ وخَمَّ ونَتُن بالضم واأنتَن 0
خ ن ن :
قوله : ولهم خَنِين ، أي بُكاء بصوت فيه غُنَّة .
خ ن ص :
قوله : في خِنْصِره ، بكسر الصاد ، هي الإصبعُ الصُغرى من اليدين ، قال أبو حاتم : وكذلك الرجلين ، وقال أبو عليّ : هي الإصبع الوسطى 0
خ ن ع :(1/151)
قوله : إنّ أخْنَعَ اسمٍ ، جاء مُفسرا في مُسلم ، قال : أوضع ، ومعناه : إنّ أذلّ أصحاب هذه الأسماء عند الله ، وأشدها صَغارا مَن / تَسمّى ملِك الأملاك ، والخانع الذليل الخاضع 62ب وقد يكون بمعنى أقبح وأفجر ، كما قال في الأخرى : أخبث ، وفي روايةٍ أخنى ، ومعناها قريب من نحو هذا التفسير ، أي أفجر وأفحش ، والخَنا الفُحش ، كما قال في اللفظ الآخر : وأخبثَها ، ويكون بمعنى أهلكَ لصاحِبها ، يقال : أخنى عليه الدهر ، أي أهلكه ، واختُلِف في تفسيره ، فجاء في الحديث : هو مِثل شاهنشاه ، هذا قول سفيان بن عُيينة ، وقيل : معناه أن يتسمى بأسماء الله ، الذي هو ملك الأملاك كالعزيز والجبار والرحمن 0
خ ن ق :
قوله : فخنقَه خنقا شديدا ، وضبطه بعضهم بسكون النون ، ويقالان معاً 0
قوله : يؤخِّرون الصلاة يَخنقونَها ، أي يُضيقون وقتها بكثرة التأخير ، يقال : هم في خِناق من كذا ، أي ضيقٍ 0
خ ن س :
قوله : وخَنَس إبهامَه ، أي قبضها ، ومنه : فإذا ذُكِر الله خَنَس ، أي انقبض ورجع 0
الخاء مع الصاد
خ ص ب :
قوله : إحداهما خَصْبَة ، بفتح الصاد وسكونها ، أي ذات خصب وكلآءٍ 0
خ ص ر :
قوله : نهى عن الاختصار في الصلاة ، وعن الخَصْر، بفتح الخاء ، وعن الصلاة مُختصِراً ، بكسر الصاد ، قيل : هو وضع اليد على الخصر في الصلاة ، وقيل : هو أن لا يُتِم ركوعها وسجودها ، كأنه يختصِرُها ، ويحذِفُها ، وقيل : هو أن يُصلّي وبيده عصاً يتوكأ عليها ، مأخوذ من المِخْصَرَة ، وهي عود أو غيرُها ، يُمسكُها الإنسان بيده ، وقيل : هو أن يقرأ فيها من آخر السورة آية أو آيتين ، ولا يُتم السُّورة في فرضِه 0
خ ص م :
قوله : الألَدُّ الخَصِم ، بكسر الصاد ، أي الكثير الخصام 0(1/152)
قوله : ما يُسَدّ منه من خُصْمٍ، بضم الخاء ، وسكون الصاد ، أي ناحيةٍ وطرفٍ ، وأصله خُصْم القِرْبَة ، وهو طرفها ، ومنه استعاره هنا ، مع ذكر التَّفَجُّر ، كما يتفجّر الماء من نواحي القِربة إذا انشقّت ، وخُصْم كل شيء طَرَفَه ، استعاره هنا للفتنة 0
خ ص ص :
قوله : بادِروا بالأعمال سِتا ، وذَكر خُوَيصَة أحدِكم ، يعني نفسه ، هو تصغير خاصة ، وكذا قولها : إنّ لي / خُويّصة ، أي خاصة ، ومعناها أمر يختص بي 0 ... ... 63 أ
قوله : خَصاصة ، أي سوءُ حال وحاجة 0
خ ص ف :
قوله : أخْصِف نعلي ، ويخصِف نعله، هو خرزُها طاقة على أخرى، وأصله الضم والجمع 0
قوله : حَصِيرٌ أو خَصَفَةٌ ، بفتح الخاء والصاد ، والمِخصف جَلالُ التمر ، وهي أوعية من الخُوص ، يُدَّخَر فيها 0
الخاء مع الضاد :
خ ض ب :
قوله : فأُتي بمِخْضَبٍ ، وأجلسوني في مِخضَبٍ ، وضعوا لي ماءً في المِخضَبِ ، هو مثل الإجَّانَةِ ، وهي القِصْرِيَّة ، تُغسل فيها الثياب ، وهي المِرْكَن 0
خ ض ر :
قوله : عن بيع المخاضَرة ، قال أبو عبيدٍ : هو بيع الثَّمَرة خضراء ، قبل بَدْوِ صلاحها0(1/153)
قوله : إلاّ آكِلَة الخَضِر ، بكسر الضاد ، وعند العُذري الخَضِرة بزيادة تاء ، وعند الطبري الخُضْر بضم الخاء ، وسكون الضاد ، وكذلك قوله إنَّ هذا المالَ خَضِرَةٌ حُلوة بفتح الخاء وكسر الضاد (1) ، كذا وقع للأصيلي ، بزيادة التاء ، وروي خَضِرٌ حلوٌ بغير تاء ، الخَضِر بكسر الضاد من النبات الرَّخْصُ الغَضُّ ، وقال الأزهري (2) : الخَضِر هنا ضرب من الجَنْبَة ، وهو ما له أصل غائص في الأرض ، والماشية تشتهيه ، وتُكثر منه ؛ لأنه تبقى فيه خُضْرَة ورطوبة بعد يُبْس البقول وهيجِها ، واحدتُه خضِرة ، وكذلك قوله : في المال خَضِرٌ حُلوٌ ، أي ناعم مُشتهىً ، شبَّهه بالمراعي الشَّهية للأنعام ، وعلى رواية خضِرة، فعلى معنى تأنيث المُشبَّه كما تقدم ، أي كالخضِرة ، وقال ثابت : معناه : أنّ المال شهوة شهية إلى الأنام كالبقلة الخضِرة للأنعام، أو تكون على الوصف على التذكير، بمعنى فائدة المعنى، كأنه قال : الحياة به ، والعِيشة فيه خضِرة ، أي ناعمة مُشتهاة ، وأما مَن روى إلاّ أكِلة الخَضِر ، فصحيح المعنى ، أي (3) النبات الأخضر الناعم ، وإن كانت الأولى أعرف 0
__________
(1) وكذلك قوله إنَّ هذا المالَ خَضِرَةٌ حُلوة بفتح الخاء وكسر الضاد : غير موجود في ب .
(2) الخضِرُ-في هذا الموضع-: ضرب من الجنبة، واحدته: خضرة، والْجْنبةُ-من الكلأ-: ماله أصل غامضٌ في الأرض مثل النَّصيِّ والصَّليَّان والحْلَمة والعَرْفج والشيح، وليس الخضر من أحرار البقول التي تهيج في الصيف، والبقول يقال لها: الخضارة والخضراء. تهذيب اللغة ( خضر )
(3) كتب : أنَّ ، وما أثبتناه من ب ، لأنه أنسب .(1/154)
قوله : أُبيحت خضْراء قريش ، ومعناه جماعتهم وأشخاصهم وحالهم ، والعرب تُكنِّي عن الخُضْرة بالسَّواد ، وعن السَّواد بالخُضرة ، وعن الأشخاص بالسَّواد ، ومنه سواد العراق ، أي المعمور منها بالشجر / والأصمعي يقول : إنما تقول العرب : غضراؤهم ، 63 ب بالغين المعجمة ، أي خيرهم ، والغَضارة الناعم .
وفي حديث الخَضِر أنه جلس على فَرْوة بيضاء فإذا هي تهتزُّ تحته خَضِراً ، كذا لبعض الرواة ، أي نباتا أخضر غضاً ، وفي رواية خَضْراء، وكلاهما صحيح ، والفَروة الأرض التي لا نبات فيها ، وقيل : الحشيش اليابس 0
وقوله : ورأى رَفْرَفاً أخْضَرَ ، وفي روايةٍ خَضِراً، أي أَخْضَرَ، والعرب تقول : أخْضَرُ خَضِرٌ ، كما تقول: أَعْوَرُ عَوِرٌ ، وفي قبر المؤمن ، ويملأُه عليه خُضْراً ، أي نِعَماً غَضَّةً ناعمةً ، وأصله من خُضْرة الشَّجر .
وقوله : ومرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتيبته الخضراء ، يقال : كتيبة خضْراء إذا علاها الحديد ، وخُضرتُه سواده 0
خ ض ع :
قوله : في الملائكة خِضْعاناً لِقوله ، أي ذليلة ، رواه بكسر الخاء ، ويروى بضم الخاء ، وكذا ضبطه الأصيلي ، ويكون بمعنى الأول ، وهما مصدرا خَضَع كالكُفران والوُجدان ، وقد يكونان جميعا صفة للملائكة ، وحالا منهم ، وجوّز بعضهم فيه الفتح ، والخُضوع الرضى بالذلّ ، وخضع لازم ومتعدٍ ، يقال خضعه فخضَع 0
الخاء مع الفاء
خ ف ت :
قوله : حتى (1) خَفَتَ ، وقد خَفَتَ حتى صار مثل الفْرخ ، ولا تُخافِتْ ، خَفَتَ سكن ، وخَفَتَ ضَعُفَ ، وخَفَتَ مات ، وخافَتَ إذا أسَرّ كلامه، ولم يرفع صوته 0
خ ف ر :
__________
(1) حتى : غير موجود في ب .(1/155)
قوله : بغير خَفيرٍ ، ومَن أَخْفَر مسلما ، ولا تُخْفِروا الله في ذمته ، بضم التاء ، أخفرتُ الرجل ، لم تَفِ بذمته ، وغَدَرْتَه ، وخفَرْتُه أجَرْتُهُ (1) ، والخفير المُجير ، والخُفارة بالضم والخُفْرَة ، والخَفَرُ الذِّمّة والعهد 0
خ ف ض :
قوله : يَخْفِضُ القِسط ويرفَعُه ، قيل : هو كناية عن تقدير الرزق ، والقِسط هنا الرزق ، أي يُوَسِّعه ويُقتِّرُه ، وقد جاء في البخاري في روايةٍ : وبيده الميزان يَخفِضُ ويرفع ، والمراد به هنا الأقدار على وجه المجاز في الكلام ، قال عليه السلام : الموازين بيد الله يرفع قوما ويضعُ قوما 0
وقوله : فلم يزل يُخَفِّضُهم ، بفتح الخاء حتى سكتوا ، أي يُسَكِتُهم 0
/ وقوله في الدجال : فخفَّض فيه ورفع ، يريد ـ والله أعلم ـ صوتَه ، وكثرة ما تكلّم64أ فيه ، وفي أمره ، ويَحتمِل أنه خفَّض في أمره ، كما قال : هو أهون على الله من ذلك ، ورفع من شأن فتنته ، وعظَّم أمرها 0
خ ف ف :
قوله : ولم يُضيِّع منهنَّ شيئا استخفافا بحقهنَّ ، أي استهانة 0
قوله : حتى ألْقَوْا ثمانين بُردة يَستخفون بذلك ، أي يَخِفُّون للهرب ، ويزيلون ثِقَلَها عنهم 0
خ ف ق :
قوله : ما من غازية تُخْفِقُ ، معناه لا تَغْنَمُ ، وتَخِيبُ 0
وقوله : حتى يسمع خفقَ نِعالهم ، وهو صوت ضربها الأرض ، ولا يُستعمل إلاّ بالضرب بالشيء العريض ، ومنه سُمِّيت الدِّرَّة مَخْفَقَةً والخافقان منتهى الأرض والسماء ، وقيل : المشرق والمغرب 0
خ ف ي :
قوله : والمُختفِي ، ومات الاختفاء ، وهو النبََّّاش ، ويروى النِّبَاش ، فسّره بما ذكر ، وهو الصواب ، قالوا : الاختفاء هنا الإظهار والاستخراج ، من خَفَيْتُ الشيء أظهرته ، وأًخفيته سترته ، وقيل : هما بمعنى في الوجهين من الأضداد .
__________
(1) في ب : وخفرته ثلاثي أجرته .(1/156)
قوله : كأني خُفاء ، قيل : كِساء يُغطّى به الرُّطب ، وقيل : كل غطاء ما كان ، ومعناه كأنه ثوب مطروح ، وفي رواية ابن ماهان (1) : جُفاء بالجيم ، وهو وهمٌ 0
الخاء مع السين :
خ س أ :
قوله : فرددتُه خاسِئاً ، أي ذليلا صاغرا 0
قوله : اخسأ فلن تعدوَ قَدرَك ، كلمة زجر للبعد والصَّغار 0
خ س ف :
قوله : خَسَفِت الشمس ، بفتح الخاء والسين ، وقال بعضهم : بضم الخاء على ما لم يُسمَّ فاعله ، يقال : خَسَف القمر ، وكَسَفت الشمسُ ، وقيل هما بمعنى ، وقال الليث : الخسوف في الكل ، والكسوف في البعض ، وقيل : الكسوف تغيرهما، والخسوف تغيُّبهما في السواد ، وبكلٍ جاءت الآثار ، وأصل الخسوف المغيب، ومنه خَسْفُ الأرض، وأصل الكسوف التغيُّر ، والذي تدلُّ عليه الأحاديث أنهما سواء فيهما 0
الخاء مع الشين
/خ ش ش : ... ... ... ... ... ... ... ... ... 64ب
قوله : فانقادتْ كالبعير المخْشوشِ ، هو الذي جُعل في أنفه خِشاش ، بكسر الخاء ، وهو عود يُربط عليه حبل يُذَلّلُ به لينقاد ، وفي حديث الهرة : تأكل من خَشاش الأرض ، بفتح الخاء وبكسرها ، أي هوامُّها ، وحُكي فيه الضم 0
خ ش ع :
قوله : على وجهِه أثر خُشوع ، هو أثر الخوف والسكون والخضوع لله ، وأصله النظر إلى الأرض ، وخفض الصوت 0
خ ش ف :
قوله : خَشْفَ نعليكَ ، وسمعتُ خَشْفَةً ، بفتح الخاء ، وسكون الشين ، هو الصوت ليس بالشديد ، وقال الأصمعي : هو الصوت الواحد ، وبتحريك الشين الحركة 0
الخاء مع الواو
خ و ل :
قوله : إخوانكم خَوَلُكم ، بفتح الواو ، أي خدمكم وعبيدكم الذين يتخوَّلون أُموركم ، أي يُصلحونها ، وأدِيمٌ خَوْلاني ، بسكون الواو ، منسوب إلى خَولان من اليمن .
قوله : يتخوَّلُنا بالموعظة ، أي يتعهدنا ، والخائل المُتعاهد للشيء ، المُصلح له .
خ و ن :
__________
(1) في ب : هامان .(1/157)
قوله : ما أكلَ على خُِوانٍ قط ، يقال بضم الخاء وكسرها ، وإخوانٍ أيضا ، وهي المائدة المُعدَّة للطعام ، وبهذا فُسِّر قوله في الحديث الآخر : أُكِلَ على مائدةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُريد ما يَصنع عليه طعامه ؛ صِيانة من الأرض مِن سُفْرةٍ ومنديل وشبهها ، لا الموائد المُعدّة لهذا الذي تُسمّى خِوانا من خشب وشبههٍ ، ولا يُقال للخِوان مائدة إلاّ إذا كان عليه طعام .
قوله : إذا أؤْتُمِن خان ، أصل الخيانة النقص ، أي ينقُصُ ما يؤتمن عليه ، وما كان لنبي أن يكون له خائنةُ الأعيُن ، أي خِيانةً ، كما قال : [ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ ] (1) ، يأتي مصدرا كقولهم عافاه الله عافية .
قوله : يَتخوَّنُهم ، قيل : يطلب غفلتهم ، وقيل : يَطّلِع منهم على خيانة .
خ و ض :
قوله : إنَّ رجالا يتخوَّضون في مال الله ، بالضاد المُعجمة ، أي يخلِطون فيه ، ويُلبِّسون في أمرهِ ، ويكون أيضا بمعنى الدُّخْلَةِ ، والتّلبُّس به ، والإكثار مِن جمعه ، مِن خُضتُ الماء ، إذا مشَيْت فيه ، ودَخَلْتَه .
خ و ف :
قوله : / غيرَ الدّجال أخْوفُني عليكم ، كذا بنون في آخره ، وضم الفاء ، كذا قيّده 65 أ الجيّاني وغيره ، وقيدناه عن أبي بحرٍ بكسر الفاء بغير نون ، ومعناهما واحد ، أي أخْوَفُ مني ، لغةٌ مسموعة ، وهو اختصار في المبالغة .
خ و ي :
قوله : كان إذا سجد خوَّى ، أي جافى بطنَه عن الأرض ، وخِواءُ الفرسِ ممدود ما بين يديه ورجليه ، والخَوا المكان الخالي .
الخاء مع الياء
خ ي ب :
قولها : خيبةً لك ، ويا خيبةَ الدّهر ، الخيبة الحرمان ، ومنه : خابوا وخسِروا ، وأنتَ خيّبْتَنا وأخرجتنا من الجَنة ، أي حرمتنا ، وخِبْتَ وخسرتَ ، بفتح التاءين ، وضمَِّهما ، وخاب يخيبُ خيبةً ، وخاب يخوبُ خَوْبَةً ، وقال الهروي : الخَوْبَة الفقر ، والخَيْبَة الحِرمان 0
خ ي ر :
__________
(1) غافر 19(1/158)
قوله : أنا بين خِيَرَتين ، بكسر الخاء ، وفتح الياء ، كذا قال الأصمعي، وأنكر سكون الياء ، وقال غيره بالسكون ، مثل رِيْبة 0
قوله : خَيْر دُور الأنصار ، أي فضْلُ بعضها على بعض ، في غزوة الرجيع أنّ عامر بن الطفيل خَيْرَ في ثلاثٍ بفتح الخاء وضمُّها خطأ ، وقلبٌ للمعنى 0
قوله : الخيلُ معقود في نواصيها الخَيْر ، فسّره في الحديث الأجْرُ والمَغنَم ، فسَمّى المال خيراً ومثله : إن ترك خيرا ، [وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ] (1) .
قوله : أعطِه جَمَلا خيَارا ، أي مُختارا جيّدا ، يقال : جَمَلٌ خَيارٌ ، وناقةٌ خِيارٌ 0
خ ي ط :
ذَكر في الغُلول الخِياط بكسر الخاء والتخفيف ، والمِخيَط بكسر الميم ، وفي رواية الخائط والمخيط ، والخائط الخَيْط ، وكذا في رواية ابن بُكير أدُّوا الخَيْط والمَخِيَط ، قال الباجيُّ : تكون الإبرة وتكون الخيط ، قال الهروي : هو وإنْ كان يقال فيهما ، فهو هنا الخيط لِذكره معه المَخِيطَ ، وهي الإبرة 0
خ ي ل :
وذكر المُختال ، والخُيَلاء بضم الخاء ، وفتح الياء ممدود ، والمَخْيلَة بفتح الميم ، وكله من الاختيال ، وهو التَّكبُّر ، واستحقار الناس ، رجل مُختال ، وخالٌ وخائلٌ ، ويقال : الخِيْلاء بكسر الخاء ، والخال أيضا الخُيَلاء .
وأما قولها : / فإذا رأى مَخِيْلة بفتح الميم ، فهي السَّحابة ، تُخيلُ فيها المطر ، 65 ب وقيل : المُخِيلة بالضم ، السماء المُغيَّمة ، تخيل المطرَ ، فهي مُخِيلَة ، فإذا أرادوا السحابة نفسها قالوا : مَخِيْلَة بالفتح 0
قوله : عليه خِيلانٌ ، بكسر الخاء ، جمع خال ، وهي النُّقط التي تكون في الجسد سودٌ ، وهي الشَّامات 0
خ ي م :
قوله : كمثل خامةِ الزَّرع ، وهي أوّل ما ينبت على ساق واحدٍ، وهي غضَّة رطبةٌ ، وقيل : ضعيفة 0
فصل في أسماء المواضع :
خَيْف بني كنانة : هو المُحَصَّب 0
__________
(1) العاديات 8(1/159)
الخَرَّار : بفتح الخاء ، ورائين مهملتين ، أولاهما مشددة، موضع بالمدينة ، وقيل : بخيبر ، وقيل : ماء بالمدينة ، وقيل : وادٍ من أوديتها 0
خُوزٌ وَكرْمان : على هذه الرواية بالراء ، قيل : هي من أرض فارس 0
روضة خاخٍ : بخائين معجمتين ، موضع بحمراء الأسد من المدينة ، كذا هو الصحيح ، وذكر البخاري من رواية أبي عَوانة خاج ، وهو وهمٌ 0
ذو الخَلَصَة : بفتح الخاء واللام والصاد المهملة ، ويقال : بضم الخاء ويقال أيضا بضم الخاء واللام ، ويقال بفتح الخاء ، وسكون اللام ، وهو بيت صنم ببلاد دَوْسٍ ، وهو الكعبة اليمانية ، وقيل : ذو الخَلَصَة : اسم الصَّنم 0
خُمٌّ : بضم الخاء ، وشدّ الميم ، ماء بين مكة والمدينة ، على ثلاثة أميال من الجُحْفَة ، وخُمُ هي الغَيْضَة التي هناك، وبها غدير مشهور ، شَهِرتْ به ، فيقال : غَدير خُمٍّ 0
حرف الدال مع الهمزة
د أ ب :
قوله : فكان دأْبي ودأبهم ، أي حالي اللازمة ، وعادتي ، والدأب الملازمة للشيء ، والاعتناء به ، وقيل : الدأب مثل الشأن والأمر 0
الدال مع الباء
د ب ب :
قوله : يُحِبُّ الدُّبا ، بضم الدال ، وشد الباء مع الفتح ممدود ، ويقصر أيضا ، وهو القَرْع الذي يؤكل ، وهو جمع ، واحدته دُباءةٌ 0
وقوله : ونهى عن الدُّباء ، مثله ، وهو القرع ، إذا نُسِح قِشْره ، كانوا ينتبذون فيه ، وربما دفنوه 0
د ب ر :
قوله : أَعتَق غُلاما عَن دُبُرٍ ، بضمها ، أي بَعَدَ / موتهِ ، وهو المُدبََّرُ 0 ... ... 66أ
وقوله لِمُسيلِمة : ولَئن أدبَرْتَ ليَعْقِرَنَّك الله ، أي تركتَ الحقَّ ، وأعرضتَ عنه ، كما يُولِي المُعرضُ دُبُرَه عن الشيء 0
قوله : يعيشُ حتى يَدْبِرَنا ، بكسر الباء ، وضمها ، وسكون الدال ، أي يتقدّمه أصحابه، ويبقى بعدهم ، دَبَرَه ،يَدًبِرَهُ ، ويدبُرُه إذا بقي بعده ، ومنه : [وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ] (1) 0
__________
(1) المدثر 33(1/160)
قوله : لا تدابروا ، بمعنى قوله : : لا تقاطعوا ، ولا تباغضوا ؛ لأنهم إذا فعلوا ذلك أدبروا وأعرض كل واحد منهما عن صاحبه ، وولاه دُبُره ، تقول : لا توله دبُرَك استثقالا ، بل ابْسُط له وجهك ، وقيل : لا تقاطعه للأبد ، من قولهم : قطع الله دابره 0
قوله : كالظُّلَّة من الدَّبْر بفتح الدال، وسكون الباء ، جماعة النحل، وقيل : جماعة الزنابير ، كالظُّلة يعني كالسحابة منها لكثرتها 0
قوله : وأُهلِكتْ عادٌ بالدَّبور ، بفتح الدال ، هي الريح الغربية ، قيل : ما جاء منها من وسَط المَغرِب إلى مطلَِع الشمس ، وقيل : مغرب بين المغربين 0
قوله : رأى من الناس إدباراً ، أي إبايَةً عن الحق ، وإعراضا عما جاء به 0
قوله : يقول في دُبُر كل صلاة ، قال الهروي : الدَّبر بالفتح في الدال ، وسكون الباء ، وبضمها آخرُ أوقات الشيء ، وفي كتاب اليواقيت : المعروف في مثل هذا دَبْرٌ ، بالفتح وسكون الباء ، ومنه قولهم :جَعَلتُه دَبْر أُذني ، أي خلفي ، وأما الجارحة فبالضم ، وكذلك أيضا دَابِر الشيء آخره ، ودِبار بكسر الدال جمع دُبْر ودُبُر ، ومنه : لا يأتون الصلاة إلاّ دِبارا ، ويُروى دُبْراً ودُبُراً ، أي آخر أوقاتها 0
قوله : وبَراء الدَّبَر بفتح الدال والباء ، أي دَبَرُ الإبل التي حجّ الناس عليها ؛ لأن أهل الجاهلية كانت لا ترى العُمرة في أشهر الحُرُم 0(1/161)
قوله : فيجعلُ الله الدَّبْرَة عليهم ، بسكون الباء بواحدة ، وعند العُذري الدَّائرة ، وهما بمعنىً ، قال الأزهري : الدَّبَرة الدَّوْلَة على الأعداء ، يقال : لِمن الدَّبْرَة ، أي الدَّوْلَة ، وعلى مَن الدَّبْرَة ، أي الهزيمة ، وقال ابن عرفة : الدائرة الحادثة تدور بين / الناس من 66 ب حوادث الدهر ، في البخاري : كانت الكلاب تُقْبِل وتُدبِر في المسجد ، فلم يكونوا يَرُشُون شيئا من ذلك ، كذا لكافتهم ، وعند النَّسفي : تبول وتُقبل ، وفي غير الصحيح : تبول وتُقبل وتُدْبِر ، قال الخطابي : أي تبول خارجا منه ، ثم تُقبل وتُدبر فيه إثْر ذلك 0
الدال مع الثاء
د ث ر :
قوله : دَثِّروني ، أي غطُّوني بالثياب 0
قوله : ذهب أهل الدُّثور بالأُجور ، بضم الدال ، جمع دَثْرٍ ، بفتحها ، وهو المال الكثير ، يقال : مالٌ دَثْرٌ ، وأموال دَثْرٌ ، لايُثنى ، ولا يُجمع ، والدُّثور أيضا الدُّروس ، يقال : دَثَر أثره ، وعفا ، ودثَر بمعنىً 0
الدال والجيم
د ج ج :
قوله : مُدجَّجٌ ، أي كامل السلاح والشَّكَة 0
د ج ل :
قوله : المسيح الدَّجال ، قيل : معناه الكذاب ، وقيل : المُمَوِّه بباطله وسِحرِه ، الملبِّس به ، والدَّجَل طليُ البعير بالقَطِران ، وقيل : سمي بذلك لضربه نواحي الأرض ، وقطعه لها ، دَجَلَ الرجل بالتخفيف والتثقيل إذا فعل ذلك ، وقيل : هو من التغطية، أي يُغطِّي الأرض بجموعه ، ومنه سمِّيتْ دِجلة بتغطيتها ما فاضتْ عليه 0
د ج ن :
قولها : فيأتي الدَّاجِن ، هي ما يألف البيتَ من الحيوان ، ومنه : إنّ عندي داجنا 0(1/162)
قوله : فيَقُرُّها في أُذُنِ وليِّه قَرََّ الدّجاجة ، لم تختلف الرواية في كتاب مسلم ، هكذا ، واختلفتْ في البخاري ، فرواه بعضهم الزُّجاجة بالزاي المضمومة ، فمن رواه بالدال ، شبَّه إلقاء الشيطان ما يَسترقه من السمع في أُذن وليّه بقرّ الدجاجة ، وهو صوتها لصواحبها، وقيل : يقُرُّه يُسارُّه بها، ومن رواها بالزاي ، فقيل : يُلقيها ويُودِعُها في أُذن وليه كما يُقَرُّ الشيء في القارورة والزجاجة ، وقيل : يقُرُّها بصوتٍ وحسِّ كحسِّ الزجاجة إذا حرَّكتها على الصَّفا ، أو غيره ، واللغة الفصيحة في الدَّجاج والدَّجاجة الفتح ، وقد كسرها بعضهم 0
/ الدال مع الحاء ... ... ... ... ... ... ... ... 67 أ
د ح ر :
قوله : ما رُؤي الشيطان يوما هو أصغر ، ولا أدحر ، ولا أحقر، ولا أغيظ منه في يوم عرفة ، معنى أدْحَر أبعد عن الخير ، ومنه : [فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا] (1) أي مُبعداً 0
د ح ض :
قوله : حين دحَضَت الشمس ، بضاد معجمة ، معناه زالت عن كبد السماء ، قال يعقوب : وذلك ما بين الظهر والعشاء 0
قوله في الصّراط : دَحْضٌ مَزَلَّة ، بفتح الميم ، هما بمعنى ، أي تدْحض فيه القدم وتزِل وتَزْلَق، والدَّحض بفتح الدال، وسكون الحاء الزَّلَق، والدّحض أيضا الماء يكون منه الزَّلَق 0
د ح و (2) :
قوله : فدحا السيل فيه ، أي بسَط ، والدّحْوُ البَسْط ، ومنه [وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا] (3) 0
الدال مع الخاء
د خ خ :
__________
(1) الإسراء 29، وقد كتب : فتقعد ملوما مدحورا، والصواب ما أثبتناه، أمَّا الآيات التي ورد فيها مدحورا فهي :
ـ [ قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا ] . الأعراف 18
ـ [ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا ] . الإسراء 18
ـ [فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا ] . الإسراء 39
(2) كتبت : د ح ا في النسختين .
(3) النازعات 30(1/163)
قوله في حديث ابن صيَّاد: خبأْتُ لك خِبأً ، قال: الدُّخُّ ، بضم الدال مشدد بخاءٍ ، قيل : هي لغة في الدُخان ، ويقال : بفتح الدال أيضا ، وقيل : أراد يقول : الدُخان فزجره النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم يستطع تَمامه ، وقيل : هو نبت موجود بين النخيل ، ورجّح هذا الخطابي ، وقيل : لا معنى للدُّخان هنا ، إذ ليس مما يُخْبَأ ، إلاّ أن يريد بخبَّأتُ أضمرت ، قال القاضي : بل الأصح والأليق بالمعنى هنا (1) الدُخان ، وأنه عليه السلام كما رُوي أضمَر له [يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ] (2) فلم يهتدِ من الآية إلاّ لهذين الحرفين من كلمة ناقصة ، لم يتمَّها على عادة الكهّان من اختطاف أوليائهم من الشياطين بعض الكلمة عند استراق السمع ، أو من هاجس النفس وإلقائها إليهم ، ولهذا قال له : اخْسَأ فلن تعدوَ قدْرَك ، أي إبْعَد كاهنا مُتخرِّصا، فلن تعدوَ قدْر إدراك الكهان مما لا يصل إلى حقيقته الإيضاح والبيان 0
د خ ل :
في حديث العائن يَغسِل داخِلَةَ إزارِه ، هو طرفه الذي يلي جسده ، وقيل : كنّى بداخلةِ الإزار عن موضعه من الجسد ، فقيل : يريد مذاكيره ، وقيل : وَرِكَيه .
وقوله : فلْينفضه بداخِلةِ إزاره ، أي / طرفه 0 ... ... ... ... ... 67 ب
د خ ن :
قوله : هُدْنَةٌ على دَخْنٍٍ ، وفيه دَخَنٌ ، بفتح الدال والخاء ، أي غير صافية ، ولا خالصة ، وأصله من كُدورة اللون في الدَّابة وغيرها ، وأنْ يكون غير خالص اللون ، وأصله من الدُخان ، والدَّخْن أيضا الدُخان 0
الدال مع الراء
د ر أ :
قوله : فلْيدرأه ما استطاع ، أي يدفعه ، درأته بالهمز دفعته، وداريْته لايَنْتُه، وأصله الهمز ، ودَرَيْتُه بغير ألفٍ خَدعتُه 0
قوله : كما تَرَوْن الكوكب الدُّرِيَّ منه ؛ لاندفاعه وخروجه عند طلوعه ، ومَن لم يهمز نسبَه إلى الدُّرِّ لتورُّدِه 0
د ر ب :
__________
(1) هنا : غير موجود في ب .
(2) الدخان 10(1/164)
قوله : ناقةٌ مُدَرّيَة ، أي ذلولة ، وقد دُرِّبَت على السير والركوب ، وعُوِّدته 0
د ر ج :
فأرصَدَ الله على مَدْرَجَتِه مَلَكاً ، أي على قارعة طريقه 0
د ر ر :
قوله : كالبَضْعَة تَدَرْدَرُ ، أي تَرَجْرج ، يجيء ويذهب بعضُها في بعض 0
د ر ك :
قوله : تعوَّذوا بالله من دَرَك الشقاء ، وإلاّ كان دَرَكا لحاجته ، كله بفتح الراء ، الدَّرَك بالفتح اسم من الإدراك ، كاللَّحَق من اللّحاق ، وبعضهم ضبطه في الحديثين بالإسكان ، والمعروف الأول ، وأما الوجهان ففي المُنزل ، كقوله : [فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ] (1) قُرئ بالوجهين 0
د ر م ك :
قوله في صفة الجَنّة: دَرمَكةٌ بيضاء مِسكٌ خالصٌ، أي أنها في البياض كالدَّرْمَك ، وهو الحُوَّارَى لُباب البُرّ ، وفي الطيب كالمِسك 0
د ر ن :
قوله : يبقى من دَرَنه ، بفتح الدال والراء وَسَخُه 0
قوله : وعَلَّقَتْ عليه دُرْنوكا ، هو ضرب من الثياب ، له خَملٌ قصير كخَمل المناديل 0
د ر ع :
قوله : ظاهَرَ بين دِرعين ، أي عاونَ بينهما في التَّحصُّن ، فلبس واحدا على آخر ، والدِّرع مؤنثة ، وقيل مذكر ، وكذلك درع المرأة ، وهو قميصها 0
وقولها : دِرعٌ قِطْرٌ ، بكسر القاف ، هو ضرب من البرود 0
د ر س :
قوله : حتى أتى بيت المِدْراس ، هو البيت الذي يقرأ فيه أهل الكتاب كتبَهم ، درسْتُ الكتابَ قرأتُه 0
قوله : فوضَعَ مِدْراسُها ، أي الذي يَدرُسُها ، يعني آية الرجم ، كذا جاء هنا مُفسّرا ، سُمِّي به للمبالغة / كما قيل : رجل مِعطاء ، وعند أبي ذرٍّ مُدارِسُها ، وهو بمعناه ، أي 68 أ الذي يُدارِسُها الناس 0
د ر ي :
قوله : بيده مَِِدْرىً (2) يَحُكُّ به رأسه ، ويُروى يُرجِّل ، وهو مثل المُشط ، أعوادٌ مجموعة مُحدَّدَةٌ، وقال ابن كَيْسان: هو عودٌ تُدخِلُه المرأة في شَعرها ؛ لتضربَ به بعضَه إلى بعض 0
الدال مع اللام :
د ل ج :
__________
(1) النساء 145
(2) في ب: مذرى(1/165)
قوله : عليكم بالدُّلْجَة، بضم الدال ، وسكون اللام ، ويقال : بفتح الدال وبضمها ، وبفتح اللام أيضا ، وكذلك قوله : فأَدَِّلَجوا ، وفادَّلَج ، واختلف أرباب اللغة في هذا ، وفي الإدّلاج ، هل يُستعمل ذلك كله في الليل ، فقيل يستعمل ذلك في سير الليل كلِّه ، وأنّ الدُّلْجَة والدَّلَجَة سواء ، وأنهما لغتان ، وأكثرهم يقول : ادَّلَجَ بتشديد الدال ، سار آخر الليل ، وبتخفيفها سار الليل كلّه ، يقال : ساروا دُلْجَة من الليل ، أي ساعة ، والدَّلَج بفتح اللام والإدِّلاج بسكون الدال ، والدَّلْجَة بفتح الدال سير الليل كله ، والادِّلاج بتشديد الدال ، والدُّلْجَة بضم الدال سير آخره 0
د ل ك :
قول ابن عمر : دُلوك الشمس ، ميلُها ، وجاء في غير الموطأ عنه مُفسّرا زوالُها ، وروي عن ابن مسعود وعليٍّ وابن عباس : دُلوكُها غروبها ، والوجهان في اللغة معروفان 0
د ل ق :
قوله : فتَنْدَلِق أقتاب بطنه ، أي تخرج أمعاؤه 0
د ل ل :
قوله : هَدْيا ودَلاً ، أي حُسنَ سَمتٍ وشمائل وحديثٍ وحركةٍ 0
قوله : ودَلُّ الطريق صدقة ، أي دِلالة وهداية مَن لا يعرِفه عليه 0
قوله : أدَلُّ بمنزله ، أي أخبرُ به ، ولفلان على فُلانٍ دَلٌّ ، أي اجتراء لمنزلته منه 0
د ل ع :
قوله : قد أدْلَع لسانَه من العطش ، وفي حديث حسان : وقد أدْلَعَ لسانه ، أي أخرجه من شَفَتِه ؛ فاسترخى ، ويقال : دَلَعَ أيضا 0
الدال مع الميم
د م ث :
قوله : أتى دَمَثاً من الأرض ، بفتح الدال والميم ، هو السهل منها المترمِّل ، والدَّمِث في صفته عليه السلام هو السهل الخُلُق ، ليس بالجافي 0
/ د م ن : ... ... ... ... ... ... ... ... ... 68ب(1/166)
قوله : وأصابَ الثَّمرَ الدُّمان (1) ، كذا رويناه بضم الدال ، وتخفيف الميم ، وضبطه بعضهم بفتح الدال ، ورواها بعضهم بالكسر 0
د م س :
قوله : كأنما خرج من دِيْماسٍ ، قيل : هو السَّرَب ، وقيل : الكِنُّ ، وقيل : الحمَّام .
د م و :
قولها : كأنه صوت دمٍ ، أي صوت طالبِ دمٍ ، أو سافِكُه 0
قوله : وإن تقتُلْ تَقتل ذا دَمٍ يُشتفى بقتْلِه ، ويُدرِك قاتِلُه به ثأرَه ، فاختصر اقتصارا على
مفهوم كلامه فيه .
الدال مع النون
د ن أ :
__________
(1) الدَّمان: عَفَن النخلة وسوادُها، وقيل: هو أَن يُنسِغَ النخل عن عَفَن وسواد. الأَصمعي: إذا أَنْسَغَت النخلة عن عفن وسواد قيل قد أَصابه الدَّمَان، بالفتح. وقال ابن أَبي الزِّناد: هو الأَدَمانُ. وقال شمر: الصحيح إذا انْشَقَّت النخلةُ عن عفن لا أَنْسَغَت، قال: والإِنْساغ أَن تُقْطَع الشجرةُ ثم تَنْبت بعد ذلك. وفي الحديث: كانوا يَتَبايَعُون الثِّمَار قبل أَن يَبْدُو صَلاحُها، فإِذا جاء التقاضي قالوا أَصاب الثمرَ الدَّمانُ؛ هو بالفتح وتخفيف الميم فساد الثمر وعفَنُه قبل إدراكه حتى يسودّ، من الدِّمْن وهو السرقين. ويقال: إذا أَطلعت النخلة عن عَفَن وسواد قيل أَصابها الدَّمانُ، ويقال: الدَّمال أَيضاً، باللام وفتح الدال بمعناه؛ ابن الأَثير: كذا قيده الجوهري وغيره بالفتح، قال: والذي جاء في غريب الخطّابي بالضم، قال: وكأَنه أَشبه لأَن ما كان من الأَدواء والعاهات فهو بالضم كالسُّعال والنُّحاز والزُّكام. وقد جاء في هذا الحديث: القُشام والمُراض، وهما من آفات الثمرة، ولا خلاف في ضمِّهما، وقيل: هما لغتان، قال الخطابي: ويروى الدَّمار، بالراء، قال: ولا معنى له. والدَّمان: الرَّماد. اللسان ( دمن )(1/167)
قوله : علامَ نُعطي الدَّنِيَّةَ في دِينِنا ، أي الخَصْلَة المذمومة الحقيرة ، يقال منه : دنا الرجل ، ودَنُوَ ، وخَبُثَ مثله ، ولَؤمَ ، والدناءة الحقارة ، وقد تُسَهّل فيقال : الدَّنِية ، وبالوجهين رُويا في الحديث ، وبالهمز قيّده الأصيلي ، والدَّنِيُّ من الرجال اللَّئيم ، وبالهمز الحقير ، وقد يكون الخسيس والضعيف ، يقال منه دَنَأ ودَنُؤَ 0
قوله : الجَمْرةُ الدِّنيا ، بكسر الدال ، وضمها ، أي القريبة الدُّنو إلى منىً ، وسميت الحياة الدنيا ؛ لدنوِّها من أهلها ، أو لدنوِّها وبُعد الآخرة عنها ، إذ لم تَجئ بعدُ ، وسميت الدُّنيا أيضا لقربها من ساكني الأرض 0
الدال مع العين
ف د ع ؟
قوله في الشيطان : فدَعَتُّه ، بتخفيف الدال ، وتشديد التاء ، كذا رويناه بالدال المهملة في حديث ابن أبي شيبة ، أي دفَعْتُه دفعاً شديدا ، ولغيره بالمعجمة ، أي غمزته غمزا شديدا ، يقال : دَعَتَه يَدْعَتُه ، والدَّعتُ الدَّفع العنيف بالذال ، ويقال هو بالمعجمة التمريغ 0
د ع ج :
قوله : كان أَدْعَج العينين ، هو شِدة سواد سوادِها 0
د ع ر :
قوله : فأين دُعَّار طيء ، بضم الدال ، وتشديد العين ، أي فُسَّقها وشِرارُها ، والدَّاعر الدنيُّ الفاسق السَّارق 0
د ع م :
قوله : فدَعَمْتُه ، أي رفَدْتُه وأقمته لئلا يسقط 0
قوله في الأطفال : دَعاميص الجنَّة ، واحدها دُعْموص ، وهي دويبة تكون في الماء 0
د ع ع :
قوله : في الماء لا يُدَعُّو ، بفتح الدال ، أي / لا يُدفعون 0 ... ... ... ... 69أ
د ع و :
قوله : كنّا مع النبي صلى الله عليه وسلم في دَعوةٍ ، بالفتح هي الطعام المدعوّ إليه ، وفي النَّسَب بالكسر إلاّ عند الرّباب فإنهم يقلِبون 0
قوله : تداعى له سائر الجسد ، أي استجاب له ، كأنه يدعو بعضه بعضا ، وتداعى البناء إذا تهيأ للسقوط .(1/168)
وفي حديث أبي طلحة : ادْعِي خابزةً ، ومعناه : ادعُ لي ، وكذا جاء في رواية بعضهم : مَن يَدْعُني فأستجيبَ له ، مَن يسألُني فأُعطِيَهُ فرّق بعضهم بين الدُّعاء والسؤال ، فقال : الدَّاعي المُضطر ، والسائل المُختار ، قال الله تعالى : [أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ] (1) فللسائل الإثابة ، وللداعي الإجابة 0
قوله : مَن ترك دَيْناً أو ضَيْعَةً فادعوني فأنا وَلِيُّه ، قيل : معناه استعينوا بي في أمره ، وأصل الدعاء الاستعانة ، قال الله تعالى : [وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ] (2) قيل : استعينوا بهم 0
وقوله : وذكَر يوسفَ لأَجَبْتُ الدَّاعي ، أي الذي دعاه إلى الخروج من السجن ، لا المرأة التي دعته إلى ما دعته 0
الدال مع الغين
د غ ر :
قوله : علامَ تَدْغَرْنَ أولادَكُنَّ ، الدَّغْر بفتح الدال ، وسكون الغين غمز الحَلْق من العُذرة ، وهو وَجَع يهيج في الحَلْق ، يسمى سُقوط اللهاة 0
د غ ل :
قوله : يتخذْنَه دَغَلا ، بفتح الدال والغين ، أي خِداعا وسببا للفساد ، وأصل الدَّغل الشَّجر المُلتف 0
الدال مع الفاء
د ف ف :
قوله : دفَّ ناسٌ ، ومن أجل الدَّافة التي دَفَّتْ ، ودَفَتْ دافَّةٌ من قومك ، كله بتشديد الفاء ، وهو السير ليس بالشديد في جماعة 0
قوله : سمِعْتُ دَفَّ نعليك ، بالفتح ، أي صوت مشيك 0
قوله : ما بين الدَّفتين ، يعني دفّتي المُصحف ، ما يضُمّه من جانبيه 0
قوله : تجيءُ فتنةٌ فيُرقِّق بعضها بعضا ، كذا رواية الكافة بالراء وقافين ، وعند الطبري : فيُدَقِّق ، وكلاهما له معنى ، أمّا هذه فبمعنى تَدفَعُ / وتَصُبُّ ، والدَّقَقُ والدَّفعُ 69 ب والصَّبُّ بمعنى ، أي تأتي شيئا بعد شيء ، وأمّا على الأولى فبمعنى تُضْعِف وتُوهي ، كأن الثاني من الفِتَن لعِظَم مَوقِعِه يُضَعِّفُ أمر الفتنة الأولى ويُوهِيه 0
الدال مع القاف :
د ق ل :
__________
(1) النمل 62
(2) البقرة 23(1/169)
قوله : ما يجِدُ من الدَّقَلِ ما يملأُ بطنَه ، بفتح الدال والقاف ، هو ثمر الدَّوم ، وهو يشبه النخل ، وله حبٌّ كثير فيه نوىً كثير ، عليه لحمةٌ عَفِصَةٌ تؤكل رَطْبَةً ، فإذا يبستْ صارتْ شِبهَ اللِّيف 0 ... ... ... ... ...
قوله : دِقَّهُ و جِلُّهُ ، أي دقيقه وجليله 0
قوله : فانْدَقَّتْ عُنُقُه ، أي انكسرت ، والدَّقُّ الكَسْر 0
الدال مع السين
د س ر :
قوله : دَسَرَه البحرُ ، أي دفعه ، والدَّسْر الدَّفع 0
قوله : في دَسكرة له ، بفتح الدال والكاف ، هو بناء شبه القصر ، حوله بيوت ، وجمعه دساكر 0
د س م :
قوله : وعليه عِصابَةٌ دَسْماءُ ، بسكون السين ممدودة ، وفي رواية دَسِمَةٍ ، بكسر السين ، قيل : لونها لون الدَّسَم كالزيت وشبهِه ، وقيل : سوداء ، وقد رُويت كذلك ، ويقال في تأويل هذا إنه من دَسَم الزَّيْت ، كما جاء : كأنّ ثوبه ثوبُ زَيّاتٍ ممّا يُكثِر القِناعَ ، يريد مما يُطيِّب رأسه ؛ فيعلَقُ بثوبه ما في شَعره من الطيب ، وعليه تتوجه رواية دَسِمة ، وقال بعضهم : إنه على ظاهره ، وأنّه لِما نالها من العَرقِ ، وما يكون من المرض 0
الدال مع الهاء
د هـ د :
قوله : فيَتَدَهْدَهُ الحَجَرُ ، وفي رواية فيتدَهْداء ، أي يتدحرج أمامه 0
د هـ ر :
قوله : لا تسبُّوا الدهر فإنّ الله هو الدَّهر، الدَّهر مُدّة الدنيا ، وقيل : مفعولاتُ الله ، ومعناه : فإني مُصرِّف الدهر ، ومُوجِد أحداثِه ، قال بعضهم : وقد يقع الدهر على بعض الزمان ، يقال : أتى عليَ كذا / دهرٌ ، أي مُدَّة ، كأنّه تكثير طول المَقام ، ولهذا اختُلِف فيمن 70 أ حلفَ لا يُكلِّمُ أخاه دهراً ، أو الدهر ، هل هو متأبَّد أم لا ؟ وأمّا على الرواية الأخرى : فإني أنا الدهر ، وروي بالرفع والنصب، واختيار الأكثر النصب على الظرف، وعلى الاختصاص ، وأما الرفع فعلى التأويل الأول 0
د هـ م :(1/170)
قوله : مَن أراد أهل المدينة بدَهْمٍ أو سوءٍ ، أي بأمر عظيم ، وقيل : بشرٍّ وغائلة ، والدَّهم أيضا الجمع الكثير ، والدُّهَيْمُ والدُّهيماء من أسماء الدَّواهي 0
د هـ ن :
قوله : المُدْهِنُ في حدود الله بسكون الدَّال ، أي المُصانِع والمُلاين فيها ، وهو المُداهِن أيضا ، والإدْهان اللِّيْن .
د هـ ق :
وذكَرَ الدِّهقان بكسر الدال ، ويقال بضمها أيضا ، فارسيٌّ مُعَرَّب ، وهم زُعماء فلاحي العجم ، ورؤساء الأقاليم ، سُمُّوا بذلك ؛ لترفههم ، وسَعة عيشهم ، من الدَّهقنة ، وهي تليين الطعام 0
قوله : فَدَهَتْ أُمُّ إسماعيل ، بفتح الدال والهاء ، ولا يُقال بضم الدال ، أي ذَهِلَتْ ، وذَهَبَ وَهْمُها 0
الدال مع الواو
د و أ
قولها : كل داء له دواء ، أي كل عيب مُفترِق في الناس مُجتَمِع فيه ، والداء ممدود ، والعيب والمرض 0
وقوله : لكل داء دواء ، ممدودان ، ويقال : دَوَاء بفتح الدال وكسرها صحيحان ، وكذلك أَنزل الدواء ألذي أَنزل الأدواء ، جمع داء 0
د و ح :
قوله : تحت دوحَةٍ عظيمة ، بفتح الدال ، وهي الشجرة العظيمة 0
د و ر :
قوله : ألا أُخبرُكُم بخير دور الأنصار، وخيَّر دورَ الأنصار، ولم تبقَ دارٌ إلاّ بُني بها مسجد ، الدار هنا العشائر تجنمع في مَحَلَّةٍ ، فتُسمّى المحَلَّة داراً 0
وقولها : مِن دَارَة الكُفر نجَّت ، أي داره ، يقال دار الرجل ودارته ، ومنه دَارَة جُلجُل (1) ، والمراد بدَارة الكفر ، حيث يجتمع أهله ، ومنه أهل الدار يُبَيَّتون ، أي المحلَّة المُجتمعة من القوم ، وقيل : يقال دار القوم ، فإذا أردت أهله ، قلت : دارةٌ0
__________
(1) ورد دارة جلجل في قول امرئ القيس :
... ... أَلا رُبَّ يَومٍ لَكَ مِنهُنَّ صالِحٌ وَلا سِيَّما يَومٍ بِدارَةِ جُلجُلِ(1/171)
قوله : إنّ الزمان قد استدار كهيئته يومَ خلق الله السموات والأرض ، أي دارَ حتى وافق وقتَ الحج في ذي / الحجة من أجل ما كانت العرب تُغُيّره من السنين ، وتَقْلِبُ 70 ب أسماء بعضها ، وتزيد شهرا في كل أربعة أشهر ؛ ليتّفِقَ الأزمان 0
قوله : السلام عليكم دارَ قومٍ مؤمنين ، الرواية فيه بالنصب على الاختصاص ، أو على النداء المضاف ، والأول أفصح وأصح ، ويصح الخفض على البدل من الضمير ، ويكون المراد بالدار على هذين الوجهين الأخيرَيْن الجماعة ، وأهلَ دارٍ 0
د و ك :
قوله : يَدوكون ، بفتح الياء ، وضم الدال ، أي يَخوضون ، وضبطه الأصيلي ، وبعض رواة مسلم بضم الياء وفتح الدال ، وكسر الواو مشددة ، وهو بمعناه
د و م :
قوله : ما كان عَمَلُه دِيْمَةً ، أي دائما مُتّصلاً ، والدِّيمة المطر الدائم في سكونٍ ، ونهى عن البول في الماء الدائم ، أي الذي لا يجري ، الراكد الساكن ، قال ابن الأنباري : وهذا من حروف الأضداد ، يقال للساكن دائم ، وللزائد دائم 0
د و ن :
قوله : ولا يجمعُهم ديوانٌ حافظٌ، هو الكتاب الذي تُكتب فيه أسماء أهل الجيش والمجاهدين ، كما في الأخرى : كتابٌ حافِظٌ ، ولم يكن ثَمَّ ديوان أوَّلُ ، وأوَّلُ مَن كتبه عمر 0
قوله : ليس فيما دونَ خمسةِ أوسُقٍ صدقة ، وليس فيما دون خمسِ ذَودٍ صدقة دون هنا عند كافة العلماء بمعنى أقل ، وشذَّ بعضهم فقال : معناه غيرُ ، وفي حديث الخُلْع ، أجاز الخُلْعَ دون عِقاص رأسها ، معناه بكل شيء ، حتى بعقاص رأسها ، كأنه قال : بعقاص رأسها وغيره 0
د و ف :
قوله : يَدوفون فيه من القُطَيْعاء ، وأدوفُ به طِيبي ، معناه الخَلْط ، يقال : دُفْتُ أدوفُ دَوْفا، ويقال بالذال المعجمة 0
د و ي :(1/172)
قوله : في أرضٍ دَوِّيَّة ، بفتح الدال ، وتشديد الواو والياء ، وفي رواية دَاويَة بألف ، وكلاهما صحيح ، هي القفر الخلاء من الأرض ، منسوبة إلى الدَّوِّ ، وهو القفر ، وقال أبو عبيدٍ : أرض دَوِيَة ، مخفف الواو ، أي ذات أدواء 0
قوله : يُسمعُ دَوِيُّ صوته ، بفتح الدال ، وكسر الواو ، وجاء في كتاب البخاري بضم الدال ، والصواب فتحها ، وهو شدّة الصوت ، وبُعْدُه / في الهواء ، مأخوذ من دَوِيّ الرعد 71 أ
قوله : وأي داء أدوى من البُخل ، أي أقبح ، كذا يرويه المُحدِّثون غيرَ مهموزٍ ، والصواب بالهمز ؛ لأنه من الداء ، والفعل منه دَاءَ يَداءُ ، مثل نام ينام ، فهو داءٌ مثل جارٍ ، وأمّا غير المهموز فمن دَوِيَ الرجل ، إذا كان به مرض في جوفه ، مثل سَمِعَ ، فهو دَوٍ ودَوِيٌّ ، وقال الأصمعي : أَدَى الرجل يَدِي ، إذا صار في جوفه داء ، وبالوجهين : الهمز والتسهيل قيدناه على أبي الحسين0
أسماء المواضع :
دَوْمِيْن : بفتح الدال ، وسكون الواو بعدها ، وكسر الميم ، وآخره نون ، ذكره مسلم في قصر الصلاة : أتى أرضا يقال لها دومين ، كذا ضبطه الطبري ، وضبطه غيره بضم الدال ، وكسر الميم ، وبعضهم بضم الدال ، وفتح الميم ، وهي قرية على ثمانية عشر ميلاً من حمص بالشام 0
دابَق : بفتح الباء ، اسم موضع (1) .
دِمَشْق : بكسر الدال ، وفتح الميم .
دار نخلةٍ : موضع سوق المدينة 0
دار القضاء : هي دار مروان ، وكانت لِعمرَ ، فسمِّيت بذلك ؛ لأنها بيعتْ في قَضاء دَيْنِه 0
__________
(1) بفتح الباء اسم موضع : غير موجود في ب .
ودَابِق: بكسر الباءِ وقد روي بفتحها وآخره قاف. قرية قرب حلب من أعمال عَزَاز بينها وبين حلب أربعة فراسخ عندها مرج معشب نزة كان ينزله بنو مروان إذا غزا الصائفة إلى ثغرمصيصة وبه قبر سليمان بن عبد الملك بن مروان . معجم البلدان ( باب الدال والألف )(1/173)
دُومَة الجندل : بضم الدال وفتحها بالوجهن قيدناه ، وأنكر ابن دريد الفتح ، وهي من بلاد الشام ، قرب تَبوك 0
حرف الذال مع الهمزة
ذ أ م :
قولها لليهود : عليكم السَّام والذَّام ، قيل أصله الهمز ، وهو العيب ، أو الحُقرِيَّةُ والصَّغار 0
الذال مع الباء
ذ ب ب :
قوله : فجعلتُ ذُبابةَ سيفي بين ثدييه ، بضم الذال ، وتخفيف الباء ، هو طرف السيف ، وهو حُسامُه وظُبَتُه ، وأما الذُّبابة والذُّباب ، بضم الذال فواحد الذُّباب ، وبعضهم يجعله واحدا ، ومنهم مَن يجعله جمعا ، ولكلٍ شاهد من كلام العرب ، والذي يدل عليه في الحديث / أنه واحد ، قوله : فامقلُوه وإحدَي جناحيْه 0 ... ... ... ... ... 71ب
وقوله : كان يَذُبّ عنك ، أي يدفع ويمنع ، وأصله الطرد 0
ذ ب ح :
قوله : ذَبحَ الخَمْرَ النِّينان (1) والشمسُ ، يروى بفتح الباء ، ونصب الحاء ، وفتح راء الخَمر على المفعول ، ويروى بسكون الباء ، ورفع الحاء على الابتداء ، وإضافة ما بعده إليه ، يريد طُهْرُها ، واستباحة استعمالها وحِلِّها صُنعُها مُربّىً بالحوت المطروح فيها وطبخها بالشمس ، فيكون ذلك كالذكاة للحيوان ، وفيه اختلاف بين العلماء ، وهذا على مذهب مَن يُجيز تخليلها 0
قوله : مَن كان له ذِبْحٌ ، بكسر الذال ، أي كبشٌ يذبَحُه .
وقوله : وأَحْسِِنوا الذَّبْح بالفتح ، أي الفعل من الإجهاز على البهيمة ، وترك تَعذيبها 0
وقوله : مِن الذُّبَحَة ، بضم الذال ، وفتح الباء ، داء كالخُنَّاق ، يأخذ في الحلْق ؛ فيقتل صاحبه 0
قوله : وكل شيء في البحر مذبوح ، أي ذَكِيّ لا يحتاج إلى ذَبْحٍ 0
ذ ب ذ :
قوله : بُرْدةٌ لها ذَباذِب ، وهو ما ضُعِّفَتْ ، أي شملةٌ لها أطراف ، وهي الذَّلاذِل أيضا باللام ، وذباذب الثوب أسافله ، سميت بذلك لاضطرابها وحركتها ، ومنه : [مُذَبْذَبِينَ ] (2) أي مُضطربين ، لا يبقون على حالةٍ 0
الذال مع الراء
ذ ر أ :
__________
(1) النينان : جمع نون ، وهو الحوت .
(2) النساء 143(1/174)
قوله : مِن شرِّ ما خلق وذرأ وبَرأ ، كله بمعنى 0
وقوله : لا تقتلوا ذُرِّيَّةً ، ونهى عن قتل الذراري ، وأنّ الدجال قد خلفهم في ذراريهم ، كله عِيالاتُهم من النساء والصبيان ، وكذلك الذُّرِّية ، وهم النَّسل ، لكنه ينطلق أحيانا على النساء والصبيان ، وإنْ كان الكلّ ذُرِّيَّة ، وأصله الهمز من الذرء ، وهو الخلْق ، قال ابن دُريد : ذرأ الله الخلق ذَرْواً ، وهذا مما تركت العرب الهمز فيه ، قال الزبيدي : أصله من النَّثْر من ذَرَّ ، وقال غيره : أصله من الذُّرِّ فُعِيَّلة ، لأن الله خلقهم أولا مثال الذَّر ، وهو النمل ، فعلى هذا لا أصل له في الهمز 0
ذ ر هـ :
ذكر الذَّرَّة ، ووزن ذَرَّةٍ ، ومثقالَ ذرَّةٍ ، في غير / موضع ، الذَّرُّ هو النمل الصغير ، 72أ وذكر بعضهم أنّ الذّرّ الهباء الذي يظهر في شعاع الشمس مثل رؤوس الإبَر ، وعن ابن عباس : إذا وضعتَ كفك على التراب ، ثم نفضتها ، فما سقط من التراب فهو ذَرَّة ، وحُكي أنّ الذرة جزء من أربعة أجزاء من خردلة ، وقيل : جزء من ألف وأربعة وعشرين جزءاً من شعيرة 0
ذ ر ع :
قوله : موتا ذريعا ، أي فاشيا كثيرا ، ويأكل منه أكلا ذريعا ، أي عجلاً مُسرعا ، ومنه ذَرَعَهُ القئُ ، كما قال في الأخرى : أكلاً حثيثا ، وقد يقال : ذريع بمعنى كثير ، من قولهم : فرسٌ ذريعٌ ، إذا كان كثير المشي 0
قوله : أخشى أن يكون ذريعةً إلى الرياء ، أي سببا إليه 0
قوله : وإنّ عينيه لتذرفان ، أي تصبّان دمعهما ، يقال : ذرَفَتْ عينه الدَّمع ، تذرِفُه ذَرْفا وذُروفا وتَذْرافا وتذريفا وتَذْرِفَةً ، وقيل : الذَّرْف دمع بغير بكاء 0
ذ ر ي :
قوله : غُرُّ الذُّرى ، بضم الذال ، أي بيض الأعالي ، يريد أسنمتها 0
ذ ر و :
وقوله : على ذِروَة الجبل ، أي أعلاه ، بكسر الذال ، ويقال بالضم أيضا ، ومثله فليأخُذْ بذِروة سنامه ، أي أعلا جزء منه ، وذِروة كل شيء أعلاه 0(1/175)
وقوله : وأطولها ذُرىً ، بالضم ، منه ، أي أسمنُها 0
وقوله : وذُرُّونِي في البحر، أي فرِّقوني فيه مُقابل الريح ؛ لتنتثر أجزاء رماده ، وتَتَبَدَّد ، يقال : ذَرَيْتُ الشيء وذروتُه ذَرْياً وذرواً ، وأَذريْتُ أيضا رباعي ، وذرَّيْته مُشددا إذا بدّدته وفرّقته 0
الذال مع الكاف
ذ ك ر :
قوله : ما حلفْتُ بها ذاكِرا ولا آثِرا، قال أبو عبيدٍ : ليس من الذِّكر ضدّ النسيان ، وإنما معناه قائلا له كقولك : ذكرتُ لفلان حديثَ كذا ، أي قلتُه له ، كأنه يقول : لم أفعل ذلك من قِبَل نفسي ، ولا حاكيا عن غيري 0
وقوله : إذا ذكرَني في ملأٍ ذكرتُه في ملأٍ خيرٍ منهم، يَحتمل كونه على ظاهره؛ تشريفا له ، أو بالثناء عليه ، والرحمة والغفران والقَبول 0
/ قوله : فإن الله تعالى يقول : أقم الصلاة لذكري ، والذكر جاء في الحديث والقرآن 72 ب لمعان : الطاعة ، وذِكر اللسان ، وذكر القلب ، والأخبار ، والحِفظ ، والعِظة ، والشّرف ، والوحي ، والقرآن ، والتوراة ، واللوح المحفوظ ، والتَّفكُّر ، والصلوات ، وصلاة واحدة ، والتوبة ، والغيب ، والخُطْبَة 0
قوله في الميراث : فَلِأَوْلَى عَصَبَةٍ ذَكَرِ ، وفي الزكاة : ابن لبون ذَكَر ، قيل : قوله ذَكر بمعنى التأكيد ، وقيل : احتراز من الخُنثى ، وقيل : تنبيه على فائدة نقص الذكورية في الزكاة مع ارتفاع سنّ ابن اللبون ؛ ليَرى مُعادَلَته لبنت مخاض ؛ لنقص تلك في السنِّ ، ورفعَها في الأنوثة ، وفي المواريث ، على معنى اختصاص الرجال بالتعصيب بالذكورية ، وقيل : لأن الولد يقع على الذكر والأنثى ، فعيَّنَه بالذكَر ؛ لزوال الالتباس ، ولأن ابن يقال لبعض الحيوانات : ذكوره وإناثه ، كابن آوى ، وابن قِتْرَة ، وابن عِرس ، فرفعَ الإشكال بذكرِ الذكورية 0
ذ ل ل :(1/176)
قوله : كم عِذق مُذلّل ، أي مُذَلٍّ ، كما قال : [وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا] (1) وذلك لطيبها وامتلائها ونَعْمتها ، وقيل في قوله : [ وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا ] أي أُصْلِحَتْ وقُوِيَت، وقيل : أُمْكِنت فلا تمتنع ، ومثله : والنخلة قد ذُلِّلتْ مُطوَّقة بثمرها ، والاسم منه الذّلل ، وأصله اللِّين ؛ لأنه من ثِقله بثمره لانَ وتدلّى ، وهو بالكسر ضدّ الشدة ، وبالضم ضدّ العِزّ 0
قوله : ناقة مُذلَّلة ، أي لِيْنَةٌ سهلة 0
ذ ل ف :
قوله : ذُلْفُ الأُنوف ، بضم الذال ، وسكون اللام ، والاسم الذَّلَف بفتح اللام ، والرجُل أَذْلَف والمرأة ذَلْفاء ، ممدود ، قيل : معناه صِغارُها ، وقيل : فُطْسُها ، وبهذا اللفظ جاء في الآخر: فُطْس الأُنوف ، وقيل : قِصَر الأنف ، وتأخُّر أرنبته ، وقيل : هو أن يكون طرفه إلى الغلظ أميل منه إلى الحلاوة ، وفيه تطامن في أرنبته ، وقد رواه بعضهم بدالٍ مهملة ، وكذلك رويناه عن التميمي بالوجهين ، والمعروف بالمعجمة 0
ذ ل ق :
قوله : فلما أَذْلَقَتْهُ الحِجارة ، أي بلغتْ منه الجَهد ، وقيل : عضَّتْه وأَوجعته وأوهنته 0
قوله في الحجر : فانْذَلَق ، أي / تحدَّد ورقَّ ، وسِنانٌ مُذْلَق ، أي مُحدَّد 0 ... ... 73أ
الذال مع الميم :
ذ م ر :
قوله : تصَخَّبَ عليه وتَذَمَّر ، بفتح التاء والذال ، وشدّ الميم ، أي تغيّظ وتلوَّم ، قال الأصمعي : إذا جَعل الرجل يتكلم ويتغضَّبُ أثناء ذلك قيل لفعله تَذَمُّراً 0
قوله : حبذا يومَ الذِّمار ، بكسر الذال ، وحامي الذمار ، والذِّمار ما يجب على المرء حفظه وحمايته ، ومعنى حبذا يوم الذمار ، أي ما أَوفَقَه لِحُماتِه ، وأحبّه لأهله ، وأصل الكلمة أنّ حَبَّ اسم ، وذا فاعله ، فاستعملتا معا حتى صارتا كالكلمة الواحدة ، وارتفع ما بعده به على الفاعل 0
ذ م م :
__________
(1) الإنسان 14 .(1/177)
قوله : ما يُذهِبُ عنّي مَذِمَّة الرَّضاع ، رويناه بالفتح ، والكسر ، والكسر أشهر، والذي صوَّبه الخطابي ، وهو من الذّمام ، أي ما يُزيلُ عنِّي حقَّ ذمامِها من المُكافأة عليه ، وقيل : معناه ما يزيل مؤنته واحتمال مشقته ، وبالفتح إنما يكون من الذّم ، كأنه يقول : ما يُذهِبُ عنّي لومَ المُرضِعة وذمَّها من ترك مكافأتِها ، قال أبو زيد : مَذِمّة بالكسر من الذِّمام 0
قوله : ويسعى بذمتهم أدناهم ، وذمّة الله ورسوله ، وذمّتك ، أي ضمان الله ، وضمان رسوله ، وضمانك ، يقال : ذِمام وذِمَّة بالكسر ، وذَمامة بالفتح ، ومَذِمَّة بالكسر ، وقيل : الذِّمة الأمان ، وأيضا العهد 0
وقوله : فأصابَتْه من صاحبه ذَمامة بالفتح ، قيل : استحياء ، وقيل : من الذِّمام ، ومِثلُه في خبر ابن صيّادٍ : فأخذتني منه ذمامَة ، والأشبه أن تكون الذّمامة هنا من المَذمّة ، التي هي بمعنى الذم ، قال صاحب العين : ذَمَمْتُه ذَمامةً ، ويشهد له قول خَضْرٍ : [هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ] (1) وما كان من كلام ابن صياد لِلآخر في لومه على اعتقاده فيه 0
قوله : دَعوها ذَمِيمَةً ، أي مذمومة 0
الذال مع النون
ذ ن ب :
قوله : ذَنوبا من ماءٍ ، بفتح الذال ، هو الدّلو مُلِئ ماءً 0
وقوله : جئتُك / بأمر ما له رأس ولا ذنب ، مَثَلُ للأمر المُشكل الذي لا يُدري مِن حيث73ب يُؤتى 0
وقوله في وَفْد بُزَاخَةَ : وتُتْرَكون أقواما تتّبِعون أذناب الإبل ، أي (2) رَعِيَّةً أَعْواناً 0
الذال مع العين
ذ ع ر :
قوله : ما ذعَرْتُها ، أي ما أفزعتُها ، والذُّعر الفَزع ، ومنه لقد رأى هذا ذُعْرا 0
وقوله : فذُعِر موسى منه ذَعْرَةً ، بفتح الذال ، أي فَزِع 0
الذال مع الفاء
ذ ف ر :
__________
(1) الكهف 78
(2) أي : غير موجود في ب .(1/178)
قوله : مِسْكٌ أَذْفَر ، الذَّفَر بفتح الذال ، والفاء كل ريح ذكية ، أو غير ذكية ، من طيبٍ أو نَتْنٍ ، فأما الدَّفْر بالمهملة ، وسكون الفاء ، فهو النَّتْن لا غير ، ومنه أُمّ دَفْرٍ كُنية الدنيا 0
الذال مع الهاء
ذ هـ ب :
قوله : كأنَّ وجْهَه مُذْهَبةٌ ، أي فِضة مُذهَّبة بالذَّهب ، كما قال الشاعر (1) :
مِنْ فضةٌ قَدْ مسَّها ذهبُ
يعني حُسْنَ وجههِ، وسُرورَه وإشراقَ ماءِ السرور فيه ، وقيل : شبَّهَه بالمُذهَب من الجلود ، وجمعه مذاهب ، وهي شيء كانت تصنعه العرب من جلود ، تَجعَلُ فيه خطوطا مُذْهَبَةً ، يرى بعضها إثر بعض ، وفيها يقول الشاعر (2) :
أَتَعرِفُ رَسماً كَاِلطِّرَاز المُذَهَّبِ
الذال مع الواو
ذ و ب :
قوله في أهل المدينة : أَذابَه الله كما يَذوب المِلْح في الماء، وفي الدجال : ذابَ ، ولو تَركَه لانْذاب ، أي انحلّ وسال 0
وقوله : أبعَدَ المَذْهَبَ ، هو موضع قضاء الحاجة ، يقال له المَذْهْب ، والغائط ، والبَراز ، والخلاء ، والمَرفق ، والمِرحاض 0
وقوله : ليس بالطويل الذَّاهِب ، أي المُفرط فيه ، كما في الأخرى : البائن 0
ذ و د :
قوله : خَمس ذَوْدٍ ، الذَّود من الإبل ما بين الاثنين إلى التسع ، هذا قول أبي عبيد، وإنّ ذلك يختصّ بالإناث ، وقال الأصمعي : هو ما بين / الثلاث إلى العشر ، قال غير 74 أ واحدٍ : ومقتضى لفظ الأحاديث إنطلاقه على الواحد ، وليس فيها دليل على ما قالوه ، وإنما هو لفظ للجمع ، كما قالوا : ثلاثة رهطٍ ، ونَفَرٍ ، ونِسوةٍ ، ولم يقولوه لواحد ، ولا تكلموا بواحدٍ منها 0
__________
(1) لابن الوردي ، من البسيط ، ديوانه / الموسوعة الشعرية ، ورواية البيت :
بيضُ الثلوجِ اكتستْ من وصفِكُمْ ذهباً كأنها فضةٌ قَدْ مسَّها ذهبُ
(2) لقيس بن الخطيم ، من الطويل ، ديوانه / الموسوعة الشعرية ، ورواية البيت :
أَتَعرِفُ رَسماً كَاِطِّرادِ المَذاهِبِ لَعَمرَةَ وَحشاً غَيرَ مَوقِفِ راكِبِ(1/179)
وقوله : فَلَيُذَادَنَّ رِجال عن حوضي ، أي ليُطردنّ ، وكذا رواه اكثر الرواة (1) ، بلام التحقيق والتأكيد ، ورَوى يحيى ومُطرِّف وابن نافع : فلا يُذَادَنَّ ، بلا التي هي للنهي ، وكلاهما صحيح ، والثانية أفصح ، أي فلا تفعلوا فعلا يوجب ذلك ، كما قال في الغُلول : فلا أُلْفِيَنَّ أحدَكم على رقبته بعير ، ومثله : لا أُلْفِيَنَّك تأتي القوم فتُحدِّثَهُم فتُمِلَّهُم ، أي لا تفعل ذلك ، فأجِدُك كذلك ، ولا يجوز هاهنا قصر اللام ؛ لأن الخبر هاهنا لا يصح ، والحديثان قَبْلُ يصح فيهما الخبر والنهي 0
قوله : ذو بَطْنِ بنتِ خارجة ، أي صاحبُ بطنها ، يريد الحمل الذي فيه 0
وقوله لعليّ : وإنك ذو قرنيْها ، أي صاحب قرنيها ، يريد الجنة ، أي طَرَفيها ، وقيل : ذو قَرْنَي هذه الأمة ، كذي القرنين في أمَّته ، ودُعائه لهم ، وإنه فيما ذُكر ضُرِب على قَرْنَي رأسه ، وقيل : فارسُها وكبشُها ، وقيل : أنك مضروبُ هذه الأمَّة بقَرْنَيْ رأسك 0
الذال مع الياء
ذ ي خ :
قوله : فإذا هو بذيخٍ مُلْتَطِخ ، بكسر الذال ، وآخره خاء معجمة ، وهو ذَكَر الضِّباع ، ومعناه مُلْتَطِخٌ بالطين ، أو برجيعه ، كما قيل في الآخَر : أَمْدَرَ ، أي متلوِّث بالمَدَر 0
أسماء الأماكن :
ذاتُ الرِّقاع : بكسر الراء ، قيل اسم شجرة هناك ، سميت بها الغزوة ، وقيل بل اسم جبل بنجد، من أرض غطفان، فيه بياض وحُمرة وسواد ، يقال لها الرِّقاع ، فسميت الغزوة به ، وقيل : بل لأن أقدامهم نَقِبَتْ فلفُّوا عليها الخِرَق ، والأصح أنه اسم موضع ، بدليل قوله في / حديثٍ : حتى إذا كُنّا بذات الرِّقاع 0 ... ... ... ... ... ... 74ب
ذو قَرَدٍ : بفتح القاف والراء ، ماء على نحو يومٍ من المدينة ، مما يلي بلاد غطفان 0
ذَرْوان وذو أَرْوان : بئر في بني زُرَيْقٍ 0
ذات النُّصُب : بضم النون والصاد ، بينها وبين المدينة أربعة بُردٍ ، قاله مالك 0
__________
(1) في ب: وكذا رواه الأكثر .(1/180)
ذات العُشَيْرَة : بضم العين المهملة ، وفتح الشين المعجمة ، كذا ذكرها ابن إسحاق ، وهي من أرض بني مُدْلجٍ 0
ذو المَجاز : بالجيم والزاي ، سوق من أسواق الجاهلية ، قرب مكة 0
ذو طَوَى : بفتح الطاء والواو مقصور ، وكسرَ الطاء بعضهم ، وبعضهم يقوله بالضم ، والفتح الصواب ، وهو وادٍ بمكة ، قال الأصمعي : هو مقصور ، والذي في طريق الطائف ممدود ، وقال ثابت : ذو طَوى ممدود ، وأمّا الذي في القرآن (1) فيُضم ويُكسر ، لغتان ، وهو مقصور أيضا ، اسم وادٍ 0
ذات لَظا : من بلاد بني سُليم ، ومن منازل جُهينة بجهة خيبر 0
ذات عِرْق : مُهَلُّ أهل العراق 0
حرف الراء مع الهمزة
ر أ س :
قوله : وكأنَّ نخلَها رؤوسُ الشياطين ، قيل : هو نبت معروف ، وقيل : تنبيهٌ على كراهتها وقبيح منظرها ، والعرب تسمي كل مستقبح ومُستبشع بالشياطين كما قال (2) :
كَأَنيابِ أَغوالِ
قوله : ورأس الكُفر قِبَل المشرق ، كناية عن مُعظمه ، أو إشارة إلى مُعيّنٍ مخصوص ، وإمَّا الدَّجال ، أو غيره من رؤساء الضلال ، أو إشارة إلى إبليس ؛ لأن الشمس تطلُع بين قرني الشيطان على أحد التأويلات 0
قوله : كَرِيهُ المِرآةِ ، ممدود الهمزة ، فسّره في الآخر : كريه المنظر 0
وقوله : ينظر في المِرآة ، بكسر الميم 0
قوله : أرأيتَك ، معناه الاستخبار والاستفهام ، أي أستخبِرك على كذا ، وهو بفتح التاء في المذكر والمؤنث والواحد والجمع 0
الراء مع الباء
ر ب ب :
__________
(1) يعني قوله تعالى : [إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ] طه 12 ، وقوله تعالى : [إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ] النازعات 16
(2) لامرئ القيس ، من الطويل ، ديوانه / الموسوعة الشعرية ، والبيت بتمامه :
أَيَقتُلُني وَالمَشرَفِيُّ مُضاجِعي وَمَسنونَةٌ زُرقٌ كَأَنيابِ أَغوالِ(1/181)
قوله : / ولا مُستغنىً عنه رِبَّنا ، بالفتح لأكثر الرواة على النداء ، والضمير في عنه 75 أ للطعام ، ورواه الأصيلي بالضم على القطع ، وخبر المبتدأ ، أويكون الضمير في عنه لله تعالى ، وأصل الرّبّ المالِك، وربّ العالمين مالكهم ، وقيل : القائم بأمورهم ، والمُصلح لها ، ومنه في الحديث : أن رَبُوني بضم الباء ، وفتحها هنا خطأ ، وروي بفتحها .
وقوله : ولَأنْ يُربَّني بنو عمي خيرٌ من أنيُربَّني غيرهم ، معناه يملِكني ، ويدبِّر أمري ، ويصيروا لِي أربابا ، أي سادة وملوكا ، وفي حديث سلمان : تداوَله بِضعةٌ وعشرون من رَبٍّ إلى ربّ ، أي من مالك إلى مالِك حين سُبي وبيعَ ، والرَّبَّانيون العلماء ، سمّوا لقيامهم بالكتب والعِلم 0
قوله : لو لَم تكُن رَبيبتي ، هو اسم ابن المرأة من غير الزوج ، فعيل بمعنى مفعول ، لأن الزوج يَرُبُّه ، ويقوم بأمره ، وهل لك عليه مِن نِعمةٍ تَرُبُها ، أي تقوم عليها ، وتسعى في صلاحِها ، وتَصِلُها 0
قوله : كأنها رَبابَةٌ بيضاء ، أي سَحابةٌ ، في الزكاة : ولا تأخذ الرُّبا بالضم ، وشد الباء مقصور ، هي الشاة الحديثة العهد بالنتاج ، وهو رِبابُها بالكسر ، وجمعها رُبابٌ بالضم ، وقيل : هي التي تُرَبّي ولدَها ، وقيل : لا يقال ذلك في النَّعجة ، ويقال في البقرة والشاة 0
ر ب د :
قوله : إن المسجدَ كان مَرْبَداً للتمر ، ومرْبدٌ النّعَم ، أي موضعٌ تُحْبَس فيه الإبل والغنم ، ومِربد البصرة سوق الإبل الذي تُحبس فيه للبيع ، وقد يكون أيضا للتمر ، يُيَبَّسُ فيه إذا جُدّ، مثل الجرين ، وأصله من الإقامة واللزوم ، رَبَد بالمكان إذا أقام 0
قوله : ارْبَدَّ وجهُه ، وجعل يَرْبَدُ ، والاخَر : أسوَدُ مُربادّاً ، وفي رواية مُرْبَئدّاً بالهمز ، الرُّبدَة لون بين البياض والسواد ، والغُبرَة مثل لون الرماد ، ومنه قيل للنعام رُبْدٌ ؛ لأنه لونُها ، والهمز لغة في هذا الباب ارْبَأدّ واحْمَأرَّ 0
ر ب ض :(1/182)
قوله : كرَبْضَة العَنْز ، كذا ضبطناه على أبي بحر ، بفتح الراء ، وحكاه ابن دريد بكسرها ، وكذا قيده القاضي التميمي، وهو الصواب / ومعناه كهيئته إذا ربَض ، أي ثنى قوائمه75ب وبرك بالأرض ، ومَرابض الغنم إقامَتُها فِي .
ر ب ع :
قوله في الشُّفعَة : في أرضٍ أو رَبعٍْ ، قال الأصمعي : الرَّبع الدار بعينها حيث كانت ، والمَربَع المنزل ، وفي رواية أو رَبْعةٍ ، بزيادة هاء ، كما قالوا دار ودَارة ، ومنزل ومنزِلَة ، وفي صفته عليه السلام كان رَبْعَةً بسكون الباء وفتحها ، وفتح الراء هو الرجل بين الرجلين في قدِّه وقامته ، والمذكر والمؤنث ، والواحد والجمع فيه سواء ، وفي حديث : كان أطولَ من المربوع ، وفي آخر : ليس بالطويل البائن 0
وقوله : ارْبَعوا على أنفسكم ، واربَعي على نفسكِ ، بفتح الباء ، أي الزمي أمرك وشأنك ، وانتظري ما تُريدين ولا تعجلي 0
قوله : في حائطٍ ربيعٌ ، وعلى أَربِعاءٍ لها ، وما ينبُتُ على الأربِعاء ، وعلى الرَّبيع ، بفتح الراء ، وهو الجدوَل ، وجمعه أرْبِعاء ممدود بكسر الباء ، وفتح الهمزة ، ويقال أيضا : رِبعان ، وأما اليوم فيقال مثل الأول ، وحُكي فتح الباء وضمها ، وكلها ممدود ، وجمعه أَرْبِعَاوَات 0
وقوله : أميرُ رُبُعٍ من تلك الأرباع ، يعني قِسمة الشام ، وإنما كانت أجنادا أربعة .
وقوله : إنَّ ما يُنبِتُ الربيع ، هو هاهنا الفصل الأول من فصول الزمان ، وأول دفء الهواجر، وخروج الشتاء ، وإخراج الأرض نباتها ، وهذا عند بعض العرب ، وأكثرِ الناس ، ومنهم من يجعل الربيع الخريف ، وهو الفصل الذي تُدرِك فيه الثمار ، ويسمى هذا الأول الصيف ، ثم يسمى الذي بعده القيظ ، وذكر أبو عبيدٍ أن العرب تجعل السنة ستة أزمنة : فأولها الخريف ، وهو أول ما يبدأ المطر، ثم الوَسمي ، وهو أول الربيع عند دخول الشتاء ، ثم الشتاء ، ثم الربيع ، ثم الصيف ، ثم الحَميم 0(1/183)
وقوله : جَمَلاً رَباعِيا ، مخفّف الياء ، مفتوح الراء ، وفي حديث آخر رباعٌ هو الذي سقطت رَباعِيَتاه من أول أسنانه ، ورَباع للذكر ، ورَباعِيَة للأنثى ، فإذا نَصَبْتَ الذَّكر قلتَ رَباعيا ، وذلك في السنة السابعة 0
وقوله : وكُسِرَتْ / رباعِيَته ، هي السِّنُّ التي بعد الثَّنيّة ، وهي أربعٌ مُحيطاتٌ بالثنايا 76 أ اثنتان من فوق ، واثنتان من أسفل 0
ر ب ط :
قوله : فربطتُ عليه شَرَفا أو شَرَفَيْن ، أستبقي نفسي ، أي حبست عليه قليلا لِأُرَوِّحَ نفسي ، ولا يقطعَ البُهْرُ ، وطول الجري نَفَسي ، والشَّرَف ما ارتفع من الأرض 0
ر ب و :
ذكَر الرِّبا في البيع : وهو من الزيادة فيه (1) ، التي لا تبيحها الشريعة من زيادة في المال الذي لا يجوز فيه التفاضل ، أو زيادة نفعٍ فيه بالتأخير ، مما لا يجوز فيه التأخير ، أو زيادة نفعٍ في السَّلف وشبهه ، وهو مقصورٌ 0
قوله : إلاّ رَبا مكانَها ، أي ارتفع وزاد من الطعام ، وانتفخ أكثر مما أُخِذَ وأكلَ منه 0
وقوله : فَرَبا الرجل رَبْوَةً شديدةً بالفتح ، أي ذُعِرَ مما سَمِع منه 0
وقوله : مالكِ حَشْيا رابيةً ، هي التي أصابها الرَّبْوُ ، وهو البُهْرُ ، وانتفختْ رِئتها وحشاها ، وعلا نفسُها يعترِي ذلك من شدة المشي والجري ، وتناوبِ المشقة ، والثِّقل ، قال الخليل : رَبا الرجل أصابه نَفَسٌ في جوفه ، ومنه سُميت الرُّبوة بالضم لارتفاعها 0
الراء مع التاء
ر ت ج :
قوله : حتى يُرْتَجَ ، أي يُغلَقَ ، والرِّتاج الباب 0
ر ت ل :
ترتيل القرآن ، هو في تلاوته وبيان قرآنه ، وثَغْرٌ رَتِلٌ إذا كان غير مترصِصٍ ، بل كالمُفَلَّج المُتباين بَعضه من بعض 0
ر ت ع :
قوله : أَرسلتُ الأتان ترتَع ، أي تأكل وتَنْشَط ، وتتَّسِع في رعيها مُرسَلة ، أو تمرَح 0
الراء مع الثاء
ر ث ث :
قوله : رثّ الهيئة ، أي قليل المتاع ، خَلَقُه ، ورثيتُ الثياب خلقُها وردِيئُها 0
الراء مع الجيم
ر ج أ :
__________
(1) في ب : وفيه .(1/184)
قوله : وأرجأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا ، أي أخّره 0
وقوله : والطعامُ مُرْجأٌ ، أي مُؤخّر ، يهمز ولا يهمز 0
قوله : سألتُ أبا وائلٍ المُرجِئة ، هم أضداد لمذهب الخوارج / والمعتزلة ،الخوارج 76ب تُكفِّر بالذنوب ، والمعتزلة تُفسِّق بها، وكلهم يوجب بها الخلود، والمُرجئة تقول : لا تضرُّ الذنوب مع الإيمان ، لكن غلاتهم تقول : يكفي في ذلك التصديق بالقلب وحده ، ومنهم مَن يقول : التصديق بالقلب والإقرار باللسان 0
ر ج ب :
قوله : ورَجَبْ مُضر ، لأنها كانت لا تُغيِّر تحريمه ، وكانت ربيعة تُغيِّره 0
ر ج ج :
قوله : حتى يرتجَ الرَّجُّ ، والارتجاج كثرة الحركة والاضطراب0
ر ج ح :
قولها (1) : وأنا على أُرجُوحَةٍ ، بضم الهمزة ، وبعد الواو حاء مهملة ، هي خشبة تضعُ وسْطها الصبيانُ على تلّ تراب أو رمل ، ثم يجلس غُلامان على طرفيها، ويتراجحان فيهما ، فيميلُ أحدُهما بالآخر ، وقد جاء في آخر : وأنا أُرْجَحُ بين عَذْقَين، على ما لم يسم فاعله 0
ر ج ز :
قوله : الطاعون رِجْزٌ أُُرسِلَ على مَن كان قبلكم ، أي عذاب ، وجاء ذكر الرَّجَز ، بفتح الجيم والراء ، وجعل يرتجز ، أي يقول الرَّجَز ، وهو ضرب من الكلام القصير الفصُول تامّ، واختُلف هل هو من ضروب الشعر ، أو من ضروب السجع ، وليس بشعر ، فقال الخليل : الذي ليس بشعر منه ضربان : المشطور والمنهوك 0
ر ج ل :
قوله : رَجِل الشَّعر ، بكسر الجيم ، هو الذي فيه تكسُّر ، يسير بخلاف السَّبط 0
وقوله : ورَجَّلٌ شَعَرَهُ ، وأُرَجِّلُ رأسَه ، أي مشَطَه وأرسله ، ويقال شَعَرٌ رَجِلٌ ، بكسر الجيم وفتحها وضمها ، ثلاث لغات ، إذا كان بيّن السُّبوطة والجُعودة ، وقال الجوهري : التّرجيل بَلُّ الشَّعر ، ثم يُمْشَط 0
وقوله : المُترجِّلات من النساء ، هنّ المُتشبِّهات بالرجال 0
وقوله : فما ترجَّل النهار ، أي ما ارتفع 0
__________
(1) في ب : قوله .(1/185)
قوله : كما يَغلي المِرجَل ، هو القِدْر ، وقيل : مِن نُحاس 0
وقوله : كأنّها رِجْلٌ من جرادٍ ، هي الجماعة منها ، بكسر الراء ، وسكون الجيم 0
قوله : مَن تكفّل ما بين رِجْليه ، كناية عن الفرج 0
ر ج م:
قوله : من الشيطان الرجيم ، قيل : الملعون ، وقيل : المرجوم بالكواكب 0
ر ج ف :
قوله : يَرجُفُ فؤاده ، رَجفَ بهم / الجبل ، كله الاضطراب ، وقوة الحركة ، والزلزلة77أ والمُرجِفون هم الذين يخوضون في أُمور الفِتَن، ويُشيعون أمرَ العَدُوِّ ، ورجفَتْ المدينة ثلاث رَجَفَات ، أي تحرّكَ مَن فيها من الكفار والمنافقين ؛ لقدوم الدجال ، ويخوض بعضهم في بعض 0
ر ج س :
قوله في الرَّوثة : إنها رِجْس ، وفي الأخرى : رِكْس ، وهما بمعنىً ، أي قَذَرٌ ، وفي الشيطان : الرِّجْس ، وفي الخمر : رجس من عمل الشيطان ، وهو اسم لكل ما استُقذر ، وقد جاء الرِّجْس بمعنى المأثم والكُفر والشّك ، نحو قوله تعالى : [فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ] (1) [إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ] (2) وتجيء بمعنى العذاب ، أو العمل الذي يُوجِبُهُ ، ومنه : [وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ] (3) وقيل : بمعنى اللّعنة في الدنيا ، والعذاب في الآخرة 0
ر ج و :
__________
(1) التوبة 125
(2) الأحزاب 33
(3) يونس 100(1/186)
قوله : إلاّ رَجاء أن أكون من أهلها ، ممدود، قال في الجمهرة: فعلت رَجاء كذا ، ورَجاءَة كذا ، وهو بمعنى ظنّي فيه وأملي ، ويكون بمعنى الخوف ، ومنه : إنا نرجو أن نلقى العدوَ غداً ، أي نخاف ، قال تعالى : [فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ] (1) أي يخافه ، يقال في الأمل : رجوت ورجيت ، بالواو والياء ، وفي الخوف بالواو لا غير ، وقال بعضهم : لكن اذا استعملته العرب مفردا في الخوف أَلزمته لأحرف النفي قبله ، ولم تستعمله مفردا إلاّ في الأمل والطمع ، وهذا الحديث يردُّ قول هذا ، فقد استعملَتْهُ بغير لا 0 ... ... ...
الراء مع الحاء
ر ح ب :
قوله : مرحباً ، مُنون ، كلمة تقال عند المسرة للقادم ، ومعناها صادفتَ رُحبا أي سَعة ، نصبٌ على المفعول ، وقيل على المصدر، أي رحَّب الله بك مرحبا ، وُضِع موضع الترحيب ، وهو مذهب الفراء ، وفي الحديث : رحّبَ بها ، وقال : مرحبا يابْنَتي، ومكانٌ رَحْبٌ واسعٌ ، وجمعه رِحاب ورُحْب أيضا 0
ر ح ر ح :
قوله : فأُتِي بقَدَح رَحْراحٍ ، أي واسع ، قال ابن دريد : ويقال : رَحْرَحٌ ، قال : وهو القريب القَعر ، القصير الجوانب 0
ر ح ل :
قوله : لا تكاد تجد فيها راحِلة ، هي الناقة النَّجيبَة / الكاملة الخَلْق ، الحسنة المنظر ، المُدرَّبة على الركوب والسير والحمل ، وذلك لا يكون إلاّ مع التدريب والتأديب مع خَلْقها وخُلُقها ، ومثلها في الإبل قليل ، كذلك النجيب في الناس ، وقد يسمى الجمل أيضا راحلة ، والهاء هنا للمبالغة وقيل : سميت بذلك لأنها تُرحَّل ، كعيشة راضية ، أي مرضية 0
__________
(1) الكهف 110(1/187)
وقوله : إلى رَحْلِه ورِحالهم ، والصلاة في الرِّحال ، أي المنازل والمساكن ، والرَّحْل أيضا الراحِلة ، وجمعُها رِحال ، ومنه : حجّ الأبرار على الرِّحال ، ورَحلْتُ البعير مخفف ، شددتُ عليه الرَّحل ، وفي أشراط الساعة : نارٌ تَرْحَلُ الناس ، بفتح التاء والحاء ، وضبطناه في الغريبين بضم التاء ، وكسر الحاء ، وتشديدها، وبالوجه الأول أيضا، ومعناه تُزْعِج وتُشخِص ، كما قال في الأخرى : تسوقُ الناس 0
وقوله في بيع الحيوان بعضه ببعض : في البَعيرين ليس بينهما تفاضل في نَجابة ، ولا رِحْلَة ، بكسر الراء (1) ، وحكى أبو عبيد فيه الضم ، قال : يقال بعير ذو رُحْلة ، إذا كان شديداً قويا ، وناقة ذات رُحْلَةٍ عن الأصمعي ، وعن الأزهري : الرُّحْلَة جَودَة المشي 0
ر ح م :
قوله : وأنا نبيُّ الرَّحمة ، وفي رواية المَرحمة ؛ لأن به رُحِم الناس ، كما قال تعالى : [وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ] (2) وقد يكون لعطفه وإحسانه لهم ، كما قال : [بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ] (3) 0 ... ... ... ... ...
قوله : جعل الله الرُّحمة مائة جزء ، كذا رويناه بضم الراء ، ومعناه العطف والمَرحمة 0
قوله : الرَّحِم معلقة بالعرش ، يقال : رَحِمٌ ، ورُحْمَى ، ورُحْمٌ ، اعلم أنه ما جاء من ذِكر الرَّحِم في مثل هذا ، كقوله : قامتْ الرَّحِم فقالتْ : هذا مَقام العائذ بك ، أنه على وجهِ ضرب المَثل ، والاستعارة ، ومجاز كلام العرب ، فإن الرَّحم ليست بجسم ، وإنما هي معنى من المعاني ، وهي النَّسَب والاتصال ، والمعاني لا يَصِح منها القيام ، ولا الكلام ، ولكنه تقريب لفهم عظيم حقّها ، ووجوب صلة المُتّصفين بها ، وعظيم إثْم قاطِعها 0
ر ح ض :
قوله : يَمْسحُ الرُّحَضاء ، بضم الراء ، وفتح الحاء ، وضاد معجمة وممدودة ، هو عَرَق الحُمَّى 0
__________
(1) في ب : بكسر الحاء .
(2) الأنبياء 107
(3) التوبة 128(1/188)
قوله : / فوجدنا مراحيض قد بُنيت ، هي بيوت الغائط ، وأصله من الرَّحيض، وهو 78 أ الغَسْل 0
الراء مع الخاء
ر خ أ :
قوله : إنّ منزلي مُتراخٍ ، أي بعيد ، وفي حديث أسماء قوله : اسْتَرخي عنّي ، أي تأخّري وتباعدي 0
الراء مع الدال :
ر د أ :
قوله : رِدءُ الإسلام ، أي عونُهم ، ومنه : [رِدْءًا يُصَدِّقُنِي] (1) 0
قولها : عُكومُها رَدَاحٌ ، بفتح الراء والدال ، أي ثقيلة ممتلئة ، والعكوم الأَعْدال المُشتملة على الأطعمة والمتاع ، واحدها عُكم ، تصفُها بكثرة المال والخير ، وقد تُريد بذلك كَفَلَها، شبّهتها بالعكوم لامتلائها وكِبَرِها وسِمَنِها، وجاءت برداح ، بلفظ الواحد على خبر مبتدأ محذوف ، كأنها قالت : كلُّ عُكمٍ منها رَدَاحٌ ، لأن العكوم جمع ، ولا يوصف بالمفرد ، ولا يُخبر عنه ، أو يكون رداح مصدرا كالذهاب والطلاق ، فيكون وصفا للعكوم ، أو على طريق النِّسبَة ، كقوله : [السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ] (2) أي ذات انفطار ، أو ردَّتْه على العكوم ، وأرادتْ بذلك الكَفَل حملا على المعنى ، كما قال : ثلاث شخوصٍ ، لمَّا كُنَّ نساء ، والشخص مذكر.
ر د د :
قوله في حديث الملاحم : ويكون ذلكم القتال ، رَدّةٌ شديدة ، بفتح الراء ، أي عَطفةٌ 0
... ... ...
قوله : رُدُّوا السائل ولوبظلفٍ مُحْرَق ، أي أعطوه ، ولم يُرِد رَدَّ الحِرمان ، وكأنه أراد كافِئوه لسؤاله ، كقوله : ردُّوا السلام 0
ر د ع :
قوله : المُزعفر التي تَردَع الجِلْد ، بفتح التاء والدال ، وبضم التاء وكسر الدال ، أي التي كَثُر فيها الزعفران ، حتى تنفُضَه على جلد مَن لَبِسها ، وفتح التاء أوجه ، وبضمها تُبقي أثراً ، وبه رَدْعٌ من زعفران ، بفتح الراء ، وسكون الدال 0
ر ز ع :
__________
(1) القصص 34
(2) المزمل 18(1/189)
قوله : في يوم ذي رَزْعٍ ، بسكون الزاء وفتحها ، أي طين كثير ، وعند العُذري بغين معجمة ، وعند الأصيلي والسمرقندي رَزَع بزايٍ مفتوحة ، وكله بمعنى صحيح متقارب ، يقال : رَزْعٌ ورَدْع ورَزَْعٌ ، فهو بالدال / الطين الكثير ، وبالزاي الماء الذي يَبُلُّ وجه78ب الأرض 0
ر ز ق :
الرزق ، المذكور في القرآن (1) ما منحه الله من حلالٍ أوحرام عند أهل السنة ، وغيرهم يخصه بالحلال ، واللغة لا تقتضيه 0
وقوله : في الجزيَة مع أرزاق المسلمين ، جمع رِزق ، يريد به أقواتَ مَن عندهم من المسلمين ، كما جرت به عادة أهل الكتاب 0
قوله : اكْسُها رازِقيَّيْن ، هي ثياب من الكتان طِوالٌ بيضٌ 0
ر د ف :
قوله : كنتُ رَدِفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بفتح الراء ، وكسر الدال ، كذا قيدناه من طريق الطبري ، وبكسر الراء وإسكان الدال عن غيره ، ورَدِفَ الفَضْلَ رسولُ الله ، وأردفَه ، ورَدِفْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ، ورَدِفَني رسولُ الله ، وأَرْدَفَني، وهو الرِّدْف والرَّديف، يقال ردَفَه يَرْدُفه ، إذا ركبَ خلفَه ، بكسر الدال في الماضي ، وفتحها في المستقبل ، والرِّدْف العَجُز ، ومنه أُخِذ، يقال : أَرْدَفْتُهُ أُرْدِفُهُ ، وقيل فيه : رَدَفْتُه ، وأما رواية الطبري فإن صحّت فاسم الفاعل (2) ، مثل حَذِرَ وفَرِقَ 0
وقوله في الحجّ : ثم أَرْدَفَه بفُلانٍ ، أي وجَّهَه خَلْفَه ، يقال : أَردَفْتُ الرجل بغيره ، إذا بعثته بعده ، ويقال فيه : رَدِفْتُه ، وأَردفْته ، مثل لحقته وألحقته ، بمعنىً واحد في كل هذا ، وقال أبو عبيدٍ : رَدَفْتُه بالفتح ، وكل شيء جاء بعدك فهو رِدْفُك ، وقد ردِفْته بالكسر إذا تَبِعتَه ، والرِّدف والرَّديف واحد 0
ر د ي :
__________
(1) في القرآن : غير مذكور في ب .
(2) في ب : فاعل .(1/190)
قوله : تَرَدَّى علينا من قَدُومٍ ، أي نزل علينا من عُلوٍ إلى سُفْل ، ومنه : فأتردَّى من حالقٍ ، أي أُلقي نفسي ، وذِكرُ الرداء في غير حديث ، وهو ما كان على أعلى الجَسَد ، والإزار أسفله ، ومنه : صَفْرُ ردائها ، ومِلءُ كسائها ، أي إنها مهفهفة الأعلى ، فارغةُ ما اشتمل عليه الرِّداءُ ؛ لارتفاع صدرها ونهديها ، واندماج خصريها ، عبلة الأسفل 0
وقوله : رداء الكبرياء على وجهه ، والعِزُّ إزاره ، والكبرياء رداؤه ، استعارة ومجاز ، أي أنها صفاته اللازمة له ، كملازمة هذه الثياب لابسَها 0
قوله : فأرْدَوْا فرساً أو فرسين ، روي / بالدال المهملة ، وبالمعجمة ، وكلاهما 79 أ متقارب ، فبالمعجمة خَلَّفوهما لضعفهما ، والرَّديُّ الضعيف من كل شيء ، وبالمهملة أهلكوهما ، وأتعبوهما حتى تركوهما، وأَرْدَتْ الخيلُ الفارس أَسْقَطَتْه
الراء مع الزاي
قوله في حديث الهجرة : فلم يرْزأنِي شيئا ، وفي حديث المرأة : ما رَزِينا من مائكِ شيئا ، بكسر الزاي ، ولن أَرزاكِ ، ولا يرزَأُهُ أحدٌ ، معناه النقص ، رَزَأْتُه ورَزَيْتُه إذا نقصْتَه ، ولا أرزأُ بعدك (1) أحداً ، أي أخذ منه شيئا .
ر ز ن :
قوله : حَصان رَزان ، بفتح الراء ، عاقلة ، ومُلازمةٌ بيتها من الرَّزانة ، وهي الثبات والوقار، وقلة الحركة، ولا يقال رزان إلاّ في المرأة ، وإنْ كان في ثِقَل جسمها قلتَ رَزينة 0
الراء مع الطاء
ر ط ب :
قوله : تتلقَّاها مِن فيه رطْبةً ، بسكون الطاء ، وفتح الراء ، يريد لأول نزولها ، يعني والمُرسلات كالشيء الرَّطْب الذي لم يجفّ ، ويروى : رَطْبا ، يرجع إلى لسانه ، كأنَّ لسانه لم يجفّ بها بعد 0
__________
(1) أحدٌ ، معناه النقص ، رَزَأْتُه ورَزَيْتُه إذا نقصْتَه ، ولا أرزأُ بعدك : سقط من ب .(1/191)
وقوله : في كلِّ كبدٍ رَطْبَةٍ أجرٌ ، ومعنى رطْبة حيَّة ؛ لأنّ الميت إذا مات جفّتْ جوارحه ، والحيُّ يحتاج إلى ترطيب كبده من العطش ، إذ فيها الحرارة الموجبة له ، وفي الخوارج : يتلون كتاب الله رطبا ، قيل : سهلا 0
وقوله : فانتهى إلى قبرٍ رطْبٍ ، أي قريب الدَّفن ، ترجِعُ رطوبتُه إمّا للمدفون فيه ، أو لتُرابه 0
قوله : قدَّمَتْ إليه طعاما ورُطَبةً ، كذا للسمرقندي ، واحِدَةُ الرُّطَب ، وعند غيره ووطِيئة ، بكسر الطاء وهمزة ، وأولها واو ، وفي كتاب ابن عيسى وغيره عن ابن ماهان (1) : ووطْبةً، بسكون الطاء ، بعدها باء بواحدة، والصواب من هذا كله : ووطِيئةً ، بالهمز ، ممدودة ، قال ابن دريد : هو التمر ، يُستخرج نواه ، ويُعجن باللبن ، وقال ثابت : الوطيئة طعام للعرب من تمر ، أراه كالحَيْس ونحوه0
ر ط م :
قوله : فارتَطَمَتْ يدُ فرسه ، أصله الحبْس ، والدخول في أمرٍ يُنْشَبُ فيه ، ومعناه هنا ساخَتْ / قوائمها في الأرض ، كما في الرواية الأخرى 0 ... ... ... ... 79ب
ر ط ن :
قوله : فرَطنَ بالحبشيّة ، الرََِّطانة بكسر الراء وفتحها هي الكلام بلسان العجم وكلامهم 0
الراء مع الكاف
ر ك ب :
قوله : في رَكْبٍ، ورِكابُنا ، جمع راكِبٍ ، والرَّكْبُ يختص بالإبل ، والرِّكاب الإبل ، وتجمع ركايب ، وهي أيضا الرَّكُوب بالفتح ورَكوبَة ، وجمعها رُكُبٌ بضمها ، لكل ما يُركَبُ منها ، قال يعقوب : الرَّكْبُ أصحاب الإبل العشرة فما فوقها ، والرُّكوب أكثر منهم ، والرَّكَبَة بفتح الكاف والباء أقلُّ من الرَّكْب 0
وقوله في حديث مُعاذ : ورَكِبَني عمر فهو على أَثري ، أي اتَّبَعني ، وفي حديث أبي ذرٍّ : فركبني الليل ، أي غَشيَني 0
ر ك د :
قوله : الماء الرَّاكِد ، أي الساكن ، الذي لا يجري 0
__________
(1) في ب : هامان .(1/192)
وقوله : وأَرْْكَدُ في الأُولَيَيْن ، يريد في الصلاة ، أي أسكن ، وأُقِلُّ الحركة ، يريد بذلك تطويلَهما ، كما قال في الآخر : أَمُدُّ في الأُولَيَيْن 0
ر ك ز :
قوله : وفي الرَّكاز الخُمس ، هو عند الحجازيين من الفقهاء واللغويين الكنوز ، وعند أهل العراق المعادن ؛ لأنها تَركز في الأرض ، أي تثبت 0
وقوله : يَركُزُ بعودٍ ، بضم الكاف ، أي تُثبتُه في الأرض 0
وقوله : ورَكزَ العَنَزة ، ونَرْكُزَ الراية ، تَغرِزُها في الأرض 0
قوله : في مِرْكَنٍ لها ، بكسر الميم ، هو كالإجَّانة ، وقال الخليل : شِبْه تَوْرٍ من آدم ، يُستعمل للماء ، وقال غيره : شِبه حوضٍ من صُفْرٍ أو فَخَّارٍ ، وهو المِخضَبُ أيضا 0
قوله : فيقال لأركانه انطِقي ، أي جوارحه ، وأركان كل شيء نواحيه ، ورحم الله لوطا ، لقد كان يأوي إلى ركنٍ شديدٍ ، يعني الله تعالى ، تَرحَّم عليه لسَهْوِه في قوله : [أَوْ آَوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ] (1) يريد عشيرةً ، ونسي توكله على ربه ، والركن يُعبّر به عما يُعتدّ به ، ويُعتمد عليه ، والركن الناحية من الجبل 0
ر ك س :
قوله : إنها رِكْسٌ ، أي نَجسٌ ، ومعناه رجيع ؛ لأنها رُكِسَتْ ، أي رُدَّتْ بعد أنْ اُكِلَتْ طعاما كما تقدم في معنى الرجيع 0
ر ك أ :
قوله : أُرْْكُوا هذين حتى يصطلحا ، بضم الهمزة ، وسكون الراء ، أي أَخِّروهما / 80 أ وهو بمعنى الرواية الثانية أَنظِروا ، يقال : ركاه يركوه إذا أَخَّرَه ، ويقال : أركاه أيضا رباعي 0
الراء مع الميم
ر م د :
__________
(1) هود 80(1/193)
قولها : عظيم الرَّماد ، أي كثير الأضياف ، والطَّبخ لهم ، وهو التعبير عن الشيء بأحد لواحقه ، كما قال : [كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ] (1) وعبّر به عن الحدَث ، وعام الرمادة معلوم ، سمي بذلك لشدّة جوعٍٍ كان فيه ، كأنه قيل : عام الهَلكة ، من قولهم : رَمِدَتْ الغنم إذا ماتت ، ورَمِدوا هلَكوا ، والاسم منه الرَّمْد ، ساكن الميم ، وقيل سمي بذلك لأن الأرض صارت كالرماد من القحط 0
ر م ك :
قوله : على جملٍ أرمَك ، هو لون بين السواد والحُمرة، وقيل : الرُّمْكة لون الرماد، ويقال : أربَكَ بالباء ، والميم أشهر 0
ر م ل :
قوله : على رِمال حصيرٍ ، بكسر الراء ، وتخفيف الميم ، وعلى رَمْل حصيرٍ ، وقد أثّر الرِّمال في جنْبه ، وعلى سريرٍ مَرْمولٍ ، ومُرَمَّل ، يريد بكل هذا المنسوج من السَّعَف بالحِبال ، ويقال فيه : رَمَلْتُ وأرْمَلْتُ ، ورِمالُه ورَمْلُه ظَفرُه ونسجُه ، وذِكرُ الرَّملِ في الطواف ، بفتح الراء في الاسم والفعل ، وجاء في رواية بعضهم : ساكنة الميم على المصدر ، والرَّمَلُ وثْبٌ في المشي ، ليس بالشديد ، مع هزّ المنكبين 0
قوله : أَرْمَلوا في الغزو ، أي نَفِدَ زادهم ، والساعي على الأرملة ، وجمعها أرامِل ، وهم المساكين ، ورجُلٌ أرمَلْ ، قال ثابت : امرأة أرملة ، ونساء أرامِل ، ونسوة أَرمَلَةٌ ، ورجال أرمَلَةٌ وأرامِل ، وقيل : لا يقال إلاّ في النساء 0
ر م م : ... ... ... ... ... ... ... ... ...
قوله : كُنا أَهلَ ثُمِّهِ ورُمِّهِ، أي القيام به وإصلاحه، وفي الهرّة : تُرَمِّمُ ، ويقال : بفتح التاء والميم ، وبضم التاء ، وكسر الميم ، ورواه بعضهم : تُرَمْرِمُ ، وكلاهما بمعنىً ، وأصله تأكل من المَرَمَّةِ ، بفتح الميم وكسرها ، وأصلها في ذوات الأظلاف ، والرَّميمُ عشبُ الرَّبيع ؛ لأنه يُرَمُّ بالمَرَمَّة 0
وقوله : نهى عن الاستنجاء بالرِّمَة ، وهي العظم البالي ، بكسر الراء ، وشدّ الميم ، وهو الرميم أيضا 0
__________
(1) المائدة 75(1/194)
وقوله : فأرَمُّوا ورُهِبوا / أي سكتوا بفتح الهمزة والراء ، وتشديد الميم ، وفي 80ب الحديث الآخر : فأّرَمَّ القوم، مثلُه كأنهم أطبقوا شِفاههم، وهي المَرمَّة من بهائم الحيوان 0
قوله : فدفعه إليهم برُمَّته ، ولْيُعْطَ برُمَّته ، أي الحبل الذي رُبط به ، هذا أصله ثم استُعمِل فيمن دُفع للقَودِ ، والرُّمَّة بالضم قطعة الحبل 0
قوله : ليس وراء الله مَرمَى ، أي نِهاية ينتهي إليها الطَّلَب والرَّغبة ، وأصله من الرَّمي بالسِّهام 0
ر م ص :
قوله : كادت عيناها تَرْمُصان ، بالصاد المهملة ، وفتح التاء ، وبفتح الميم وضمها ، أي أصابها الرَّمَص ، بفتح الميم ، وهو اجتماع القَذَى في مآقي العين وأهدابها .
ر م ض :
قوله : حتى تَرْمَضَ الفِصالُ لحرّ الشمس ، بفتح التاء والميم ، وضادٍ معجمة ، هو احتراق أخفافها بالرَّمضاء عند ارتفاع النهار ، واستحرار الشمس ، والرَّمضاء ممدود الرَّملُ إذا استحرَّ بالشمس ، ومنه قوله : ويقيك من الرَّمضاء ، يقال منه : رَمِضَتْ تَرمَضُ ، وسمي رمضان من شدة الحرّ لموافقته حين التسمية زمنَه ، وقيل : بل لحرّ جوف الصائم فيه ورَمَضه، وقيل : بل كان أبدا عندهم في الحر ؛ لنَسئهم الشهور ، وتقهقُرهم الأزمنة ، وزيادتهم شهرا في كل أربع مِن السنين ، حتى لا تنتقل الشهور من معاني أسمائها 0
ر م ق :
قوله : فجعل يَرمُقني ، أي يُتْبِع إليّ النظر 0
وقوله : بآخِر رَمق ، وبه رمق ، هو بقية الحياة 0
ر م ي :
قوله : من الرَّمِيَّة ، بتشديد الياء ، هي الطريدة من الصيد 0
قوله : أخاف عليه الرَّماء، ممدود مفتوح الراء ، كذا قاله الكسائي، فسّره في الحديث الرِّبا ، وقال بعضهم بالقصر مفتوح ، وكسره بعضهم وقصرة0
قوله في حديث الدجال : فيقطعه جَزْلَتَيْن رَمْيَة الغَرضِ ، قيل : يجعل بين الجزلتين قدْر رَمية الغَرض ، وعندي أنّ معناه فيصيبُه إصابة رَمي الغَرَض ، لأن قبلَه فيضربه بالسيف ، فاختصر الكلام 0(1/195)
قوله : مِرْماتين حَسنتين ، يروى بفتح الميم وكسرها ، قال أبو عبيدٍ : هو ما بين ظِلفي الشاة من اللحم، فعلى هذا الميم أصلية ، وقيل : هو السهم ، الذي يُرمى، بكسر الميم، فالميم هنا زائدة ، وقيل : هو سهم / يُلعبُ به في كوم تراب ، فمن رمى به فثبت في81أ الكوم غلب ، وقيل : المِرماتان اللتان يَرمِي بهما الرجل فيُحرز سَبْقَه ، فمن فسّرهما بالسهمين لم يكن فيهما غير الكسر ، وهو أشبه ، لقوله : حَسنتين 0
الراء مع النون
ر ن ا :
قوله : فأقبلت امرأته برَنَّة ، بفتح الراء ، وهو الصوت عند البكاء ، وسببه أنه الذي فيه ترجيع ، ومثله القلقلة واللقلقة ، يقال منه : أَرنَّتْ فهي مُرِنَّة ، ولا يقال : رَنَتْ 0
الراء مع الصاد
ر ص د :
قوله : فأَرصَدَ اللهُ على مَدْرَجَتِه مَلَكا ، أي أعدَّه له 0
وقوله : إلاّ ديناراً أًرصُدُهُ لدَيْنٍ ، أي أُعدُّه ، بضم الصاد ، وفتح الهمزة ، وقيل في هذا أيضا أُرصِدُه رباعي ، يقال منه رصدَ وأَرصدَ ، قال صاحب الأفعال : رَصدْته وأرصدْته بالخير والشر، وقال غيره : رصدْت رَقَبْتُ، وأرصدْت أعددتُ ، قال الله تعالى : [وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ] (1) وقال : [شِهَابًا رَصَدًا] (2) 0
ر ص ص :
قوله : تراصُّوا في الصلاة ، أي تضامّوا بعضكم إلى بعض ، قال الله تعالى : [كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ ] (3) 0
ر ص ف :
قوله : ينظر في رِصافه ، بكسر الراء ، هي العَقبَة التي تُلْوى على مداخل السَّهم 0
الراء مع الضاد :
قوله : أَمَرْتُ فيهم برَضْخٍ ، بسكون الضاد وفتح الراء ، وخاء معجمة هي العَطِيَّة ، وقيل : العطيَّة القليلة 0
وقوله : أَنْفِقي وأرضِخي بمعناه 0
قوله : فرضَخ رأسَها بين حجرين ، أي شدَخ 0
ر ض م :
__________
(1) التوبة 107
(2) الجن 9
(3) الصف 4(1/196)
قوله : وعلى القبور رَضَمٌ من حجارة ، بفتح الراء والضاد ، هي الحجارة المجتمعة ، جمع رَضَمَة ، بفتحهما أيضا ، ويروى رَضْم بسكون الضاد ، قال أبو عبيدٍ : الرَّضام صُخور عِظام ، واحدها رَضَمَة 0
ر ض ع :
قوله : واليومُ يوم الرُّضَّع ، أي يوم هلاك اللِّئام ، يقال : لئيم راضِع ، إذا كان يرضع اللَّبن من أَخلاف إبله ، ولا يحلُب لئلا يُسمع صوت الحلب ، فيُطلبَ منه اللبن ، وقيل : لئلا يُصيبَ / الإناء منه شيء ، يقال منه : رَضُع الرجل بالضم في الماضي ، والفتح في 81 ب المستقبل رَضَاعَةً بالفتح لا غير ، وقال الأصمعي : إنما يقال : رَضُعَ في اتّباع قولهم لَؤُم ورَضُعَ ، فإذا أُفْرِد فيقال : رَضَع ورَضِع ، وقيل معنى لئيم راضع : أنه يرضع الخَلالَة ، أي يُخرجها من بين أسنانه ، ويمصُّها ، وقيل : رَضِع اللؤم في بطن أمّه ، أي اليوم يُعرف مَن أرضعته كريمةٌ فأنجبته، أو لئيمة فهجّنته، وقيل : معناه اليوم يظهر مَن أرضعته الحربُ مِن صِغَرِه 0
وقوله : إنما الرَّضاعة من المجاعة ، أي حكمها في التحريم في حال الصِّغَر ، وجَرْع اللبن وتَغَذِّيْه ، ويقال في هذا رَضاعَة ، ورِضَاعة ورَضاع ورِضاع ، وأنكر الأصمعي الكسر مع الهاء ، وفي فعله رَضِع بالكسر يَرضَع ، ورَضَع بالفتح يَرْضِع ، وكان مُستَرضَعا في بني الحَارث ، أي له هناك مَن يُرضِعُه ، قال الكسائي وغيره: المُرضِع التي لها لبن رَضَاع، ومنه : إنّ له مُرضِعا في الجنّة ، قال الخطابي: ورواه بعضهم مَرْضَعا ، بفتح الميم ، أي رَضاعا ، والمُرضعة التي تُرضِع ولدها ، وقيل : امرأة مُرضِع ومُرضِعة للتي تُرضِع 0
ر ض ف :(1/197)
فيبيتون في رِسْلِها ورَضِيْفِها ، الرِّسْل اللبن ، والرَّضيف منه (1) ما طُرِحتْْ فيه الحجارة المُحْماة ، وهي الرَّضْفَة ، بفتح الراء ، وسكون الضاد ، وقال الخطابي : الرَّضْف والمَرْضوف اللبن يُحْقَن في السِّقاء حتى يصير حازِراً ، وقد سُخِنَتْ له الرَّضافَة فيَكْسِر بها بَرْدَه ورَحاضَتَه (2) ، وقيل : الرَّضِيف المطبوخ منه على الرَّضيف 0
وقوله : بشِّر الكانِزين (3) برَضْفٍ يُحْمَى ، هي الحجارة تُحْمَى بالنَّار ، ونحو ذلك 0
الراء مع العين
ر ع ب :
قوله : فَرَعُبْتُ منه ، بفتح الراء ، وضم العين ، قيّده الأصيلي ، ولغيره فَرُعِبْتُ على ما لم يسم فاعله ، وهما صحيحان رَعُبْتُ ورُعِبْتُ ، حكاهما يعقوب 0
ر ع م :
قوله في الغَنَم : وامسحِ الرُّعام عنها ، بضم الراء ، وتخفيف / العين المهملة ، هوما 82أ يسيل (4) من أُنوفَها 0
ر ع ع :
قوله : رَعاعَ الناسِ وغوغاءهم بمعنى ، بفتح الراء ، وتخفيف العين المهملة الأولى ، وآخِره عين مهملة أيضا ، أي سُقَّاطُهم ، واحدهم رَعْرَع 0
ر ع ف :
قوله : تحتَ راعُوفَةٍ بالفاء ، هي صخرةٌ تُترك في أصل البئر عند حفره ثابتةٌ ليجلس عليها مُنَقِّيه إلى (5) الماتح متى احتاج ، وقيل : حجر يأتي في بعض البئر ، لم يمكلن قطعه لصلابته ، فتُرِك 0
الراء مع الغين
__________
(1) منه : غير موجود في ب .
(2) ورحاضته : غير موجود في ب .
(3) في ب : الكنَّازين . وما أثبتناه هو الصحيح ، كما في البخاري ومسلم .
(4) في ب : وما يسيل .
(5) كتب : أو الماتح ، وما أثبتناه من ب .(1/198)
قوله : والرَّغباء إليك والعمل ، رويناه بفتح الراء وضمها ، فمن فتح مدّ ، ومن ضمّ قصر ، قال ابن السكِّيت : هما لغتان كالنَّعماء والنُّعمى ، وقال بعضهم : رَغْبى بالفتح والقصر مثل سلوى ، ومعناه هاهنا الطَّلَب والمسألة ، قال شمرٌ : رُغْبُ النَّفس سَعَة الأمَل وطلبُ الكثير ، يقال بسكون الغين وفتحها ، وبضم الراء وفتحها، والرَّغبة أيضا بالفتح ، ورَغِبْتُ في الشيء طلبته وأردته ، ومنه : رغِِبوا في مالِها وجمالها ، ورغِبْتُ عنه كرهته وتركته ، ومنه : مَن رغِب عن أبيه فقد كفر، أي ترك الانتساب إليه ، وانتسب لغيره ، ومنه : كُفْرٌ بكم أن ترغبوا عن آبائكم 0
وقوله : يَرَغَبُ في قيام رمضان ، أي يَحضُّ عليه 0
وقوله : راغبين وراهبين ، أي طالبين راجين وخائفين جَزِعين 0
وقولها : قَدِمَتْ أُمِّي وهي راغِبة ، وفي رواية راغبة أو راهبة ، قيل : طامعة ، وقيل عن الاسلام كارهةٌ له ، ورويتْ بالنصب على الحال ، والرفع على خبر مبتدأ محذوف ، وهي قُتَيْلة بنت عبد العُزَّى ، وهي أم عبد الله بن أبي بكر ، فأمّا أمّ عبد الرحمن وعائشة فأمّ رومان ، وأم محمد أسماء بنت عُمَيْس 0
ر غ ث :
قوله : وأنتم تَرْغَثونَها ، أي الدنيا ، ومعناه تَرضَعونها ، شاةٌُ رَغُوثٌ مُرضِع ، ورَغَثُ العيش سَعَته0
ر غ م :
قوله : سُنَّةَ نبيِّكم وإنْ رَغِمتم ، وإنْ رَغِم أنف أبي ذرٍّ ، بالكسر ، يرغَم بالفتح ، والرَّغم ، والرُّغم والرِّغم / بالفتح ، والضم ، والكسر الذِّلَّة 0 ... ... ... ... 82ب
ر غ س :
قوله : إنّ رَجلاً رَغَسَهُ الله مالاً ، بسين مهملة ، وتحقيق الغين ، أي أكثره له وهنّاه .
ر غ ا :
قوله : رُغاء ، ممدود ، صوت البعير 0
قوله : حتى علته رُغْوَةٌ ، الرُّغْوة (1) معلومَة ، وهي ما علا اللبن عند صبِّه في الإناء من فقاقيعه ، وما داخل الريح منه، وفيه لغات : رَغوة ورُغوة ، ورِغوة ، ورَغاوَة ، ورَغايَة
ر ف أ :
__________
(1) الرغوة : ساقطة من ب .(1/199)
قوله : فأرْفَأنا إلى جزيرة ، الإرْفاء إدناء السفينة من الشَّط ، حيث يُرتَقى منها ، أو تُصْلَح ، وهو مَرْفأ السفينة ، مهموز مقصور ، وهو ميناؤها أيضا ، يُمدّ ويُقصر 0
ر ف ث :
قوله : فلم يَرفُثْ ولم يَجهَل ، لا يقول الرَّفَث ، أي يأتي برفث الكلام وفُحشه ، رَفَثَ الرجل ، بفتح الراء والفاء يرفِث ويَرفُث بالكسر والضم رَفْثا بالسكون في المصدر ، وبالفتح الاسم ، وقيل : رفِث بكسر الفاء ، يرفَث بالفتح ، وأَرْفَثَ أيضا إذا أَفْحَش في كلامه ، ويكون الرَّفَث الجِماع أيضا ، والرَّفَث ذِكْر الجماع ، والحديث به ، وقيل : هو مُذاكرة ذلك مع النساء 0
قوله : إلاّ النصر والرُّفادة ، بضم الراء ، المعونة ، ورُفادة قريش تَعاونها على ضيافة أهل الموسِم ، وفي المِنحة ، تَغدو برَفْدٍ ، وتروح برَفْدٍ ، القَدَح الذي يُحلب فيه 0
ر ف ر ف :
قوله : رأى رَفْرَفا أَخضرَ سدَّ الأُفُق ، قيل : هو بساط ، وقيل : هو واحد ، وقيل : جمعٌ واحده رَفْرَفَة ، قال ثابت : الرَّفرف فضل الْكِلّةِ على السرير 0
ر ف ل :
قوله في قصّة أبي جهلٍ : يَرْفُلُ في الناس ، كذا لابن ماهان (1) ، ولابن سُفيان : يَزول ، أي يُكثر الحركة ، ولا يستقرُّ على حالٍ ، والزَّؤوْل القَلِق ، وهو هاهنا أشبه 0
ر ف ض :
قوله : ارفَضَّ ، كذا ، ومعناه انهارَ وخرَّ وتفرّق ، وفي آخر : انقضَّ ، بالنون والقاف ، وهو بمعنى ارفضَّ 0
وقوله : حتى تَرفَضُّ عليهم ، أي تسيل ، ومنه : ارفضَّ الدمع ، أي سال 0
وقوله : فيرفُضُه ، أي يترُكه ، وكذلك يَرْفُضون ما بأيديهم 0
ر ف ع :
قوله : مِن رُفَعاء أصحاب محمدٍ ، أي جِلّتِهم وفُضلائهم ، من الرِّفعة 0
وقوله : فرَفعْتُ فرسي ، أي / حثثتُها ، والسَّير المرفوع دون الجَري ، وفوق المشي 83 أ
__________
(1) في ب : هامان .(1/200)
وقوله : فارتفعتُ حين ارتفعتُ كأني نُصُبٌ ، قيل معناه ارتفع عني ، أي تُرِكْتُ ، ورَفَعَ الحديثَ أسنَدَه إلى النبي صلى الله عليه وسلم (1) ، ورفعتُ الخبرأذعْتُه ، ورفعتُه إلى الحاكم قدَّمْتُه 0
ر ف غ :
وفيها ذِكْرُ الرُّفْغ والرُّفْغَيْن ، بضم الراء ، ويقال : بفتحها أيضا ، والفاء ساكنة والغين معجمة، هما أصل الفَخِذين من أسفل البطن ، ومنه : إذا التقى الرُّفْغان وجب الغُسل، ويقال : الرُّفغان في هذا الحديث الإبطان ، وقيل : أصول المغابن ، وأصله ما ينطوي من الجسد ، وكلُّها أرفاغ 0
ر ف ق :
قوله : إنّ الله رفيقٌ يُحبّ الرِّفق ، الرِّفق في أسمائه تعالى وصفاته بمعنى اللطيف ، والرفق واللطف المبالغة في الأمر على أحسن وجوهه ، والعُنف ضدّه ، ومنه : إنّ الله يحبّ الرفق في الأمر كلِّه 0
قوله : يسترفِقُه ، أي يطلب منه الرفق والإحسان 0
قوله : في الرَّفيق الأعلى ، ومع الرفيق الأعلى ، بفتح الراء ، واللهم الرفيق الأعلى ، قيل : هو اسم من أسماء الله تعالى ، وخطّأ هذا الأزهري ، وقال : بل هم جماعة الأنبياء ، يُصححه قوله في الآخر : [مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ ] إلى [وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا] (2) ، وقال الجوهري : الرفيق الأعلى الجنة 0
قولها : فقطَّعْتُها مِرفقَتين ، بكسر الميم ، أي وِسادتين ، كما جاء في الآخر 0
وقولها : فكان يرتَفِق بهما ، يَحتمِل أنْ يكون بمعنى يتّكئ مِن المَرْفِق ، ويكون من الرِّفق ، أي ينْتفِعُ 0
__________
(1) صلى الله عليه وسلم : غير موجود في ب .
(2) الآية 69 من سورة النساء ، والآية بتمامها : [وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ](1/201)
وقوله : رِفقة ورِفاق يقال : رُفْقة ، بضم الراء وكسرها ، وإنما سميت الرُّفقة من المُرافقة ، والرِّفاق أيضا كالرُّفقة ، والرفيق للواحد والجمع 0
ر ف هـ :
قوله : فلما أصابَتْهم الرَّفاهِيَة ، أي رَغَد العيش 0
وقوله : فتَرفّه عنه قومٌ ، كذا لابن السَّّكن ، ولغيره فتنزَّه ، وهو متقارب ، ترفّهوا رّفعوا أنفسهم عنه ، وتنزّهوا بَعُدوا عنه ، وكلّه بمعنى اجتنبوه 0
الراء مع القاف
ر ق أ :
قوله : فما رقأ الدّم ، أي ارتفع جريُه ، وانقطع ، مهموز ، وكذلك قولها : لا يَرْقأُ / 83 ب لي دمع ، أي ينقطع 0
ر ق ب :
قوله : ما تَعُدُّون الرّقُوب فيكم ، قالوا هو الذي لا يولَد له ، قال : ليس ذلك بالرَّقُوب ، ولكنه الذي لم يقدِّم من ولده شيئا، أجابوه بمقتضى اللفظة في اللغة ، وأجابهم هو بمقتضاها في المعنى في الآخرة ؛ لأن مَن لم يولد له ولد يَأسفُ عليهم في الدنيا ، فقال : بل يجب أنْ يأسف من لم يجدهم في الآخرة ، لِما فاته من أجر تقديمهم بين يديه ، وهذا من تحويل الكلام من معنى إلى معنى آخر ، كقوله : المُفلِس مَن يأتي يوم القيامة ، الحديث 0
قوله : ارقُبوا محمداً في أهل بيته ، أي احفظوه ، وفي تسميته تعالى رَقيبا ، أي حافظا ، وقيل : عليما ، ومعناهما واحد في حقه تعالى ، وإنما يختلف في حق الآدميّ ، فإنَ الرقيب الحافظ للشيء ممن يغتفِله ، ولا يصحّ هذا في حقّ الله تعالى 0
وقوله : ولم ينسَ حقّ الله في رقابها ، هو حُسن ملَكتِها ، وتعهُدها ، وأنْ لا يحمِّلها ما لا تطيق ، ولا يُجهدها ، وقيل : هو الحمل عليها في سبيل الله ، وذَكَرَ الرُّقْبى ، بضم الراء ، وسكون القاف ، بعدها باء بواحدة مقصورة ، وهي عندنا هِبَة كل واحدٍ من الرجلين للآخر شيئا بينهما إذا مات ، على أن يكون لآخرهما موتاً ، وقيل : هي هِبَة الرجل للآخر شيئا ، فإن مات وهو حيٌّ رجعَ إليه ، سُمّي بذلك لأنّ كل واحدٍ منهما يرقُب موت صاحبه 0
ر ق هـ :(1/202)
قوله في الرِّقَة : رُبْعُ العُشْر، هي الفِضّة مسكوكَة وغير مسكوكة، وجمعها رُقوقٌ ، ورِقاتٌ ، وأصلها عند بعضهم الواو ، وهو اسم منقوص 0
ر ق م :
قوله : كالرَّقْمَة في ذراع الحمار ، هي الدائرة فيه ، وقيل : كالظُّفر يكون في ذراع الدّابة ، وقيل في رقيم أهل الكهف : إنه اسم قريتهم ، وقيل : لوح كانت فيه أسماؤهم مكتوبة ، والرقيم ، الكتاب ، ومنه قوله في تسوية الصفوف : حتى يَدعَها كالقِدْح ، والرقيم السَّهم المُقَوَّم ، أوالسَّطر المكتوب 0
ر ق ي :
وقوله : جارية رقراقة البَشرة ، أي برّاقة البياض 0
وقوله : من رقيق الإمارة ، أي إمائها المتّخذة لخدمة المسلمين ، وهو فعيل بمعنى مفعول ، أي مَرقوق 0
قوله : لا رُقْيَة إلاّ من عينٍ ، ورقاه بفاتحة الكتاب ، بفتح القاف (1) ، وأنا أرْقِي 84 أ بكسرها في المستقبل ، ورقيتُهُ أنا ، كذا هو (2) من الرُّقى ، وكله بمعنى عوّذتُه غير مهموز ، فأما قوله : فرَقِيَ على الصَّفا ، بكسر القاف في الماضي ، وفتحها في المستقبل ، وضبطناه أيضا بفتح القاف ، وكلاهما مُسهَّلان ، وفتح القاف مع الهمزة لغة طيء ، والأول أشهر ، وكذلك فرَقِيَ المِنبر ، فرقِيتُ على ظهر بنت حفصة ، كله بكسر القاف ، بمعنى صَعِدَ ، وكله غير مهموز 0
الراء مع السين
ر س ل :
قوله : ابغنا رِسْلا ، أي هَيِّئْهُ لنا واطْلُبْهُ ، هو بكسر الراء اللبن ، وبفتحها ذوات اللبن ، وقال ابن دريد : الرَّسل بفتح الراء والسين : المال من الإبل والغنم ، وقال غيره : هي الإبل تُرسل إلى الماء 0
وقوله : إلاّ مَنْ اُعطيَ من رَسْلِها ويُحْذِيَها ، روي بالكسر والفتح ، قال ابن دريد : وهو اعلى ، أي في الشدة والرخاء ، وبالكسر من لبنها ، وقيل : فِي (3) سِمَنها وهُزالها 0
__________
(1) بفتح القاف : غير موجود في ب .
(2) هو : غير موجود في ب.
(3) في ب : وقيل هو في سمنها .(1/203)
وقوله : على رِسْلِك ، بكسر الراء وفتحها ، فبكسرها على تُؤَدَتِك ، وبالفتح من اللين والرفق ، وقيل : هما بمعنى من التُّؤَدَة ، وترك العجلة 0
قوله : ثم (1) إنّ المشركين راسلونا الصُّلْح، على إحدى (2) الروايات، أي رَدُّوا الرُّسُل في طَلبه ، ويُروى راسُّونا بضم السين وتشديدها وهو بمعناه ، يقال : رَسَّ الحديثَ يَرُسُّه إذا ابتدأه ، ورسَسْتُ بين القوم أَصلَحْتُ بينهم 0
ر س غ :
قوله : ووضع يده على رُسْغِه الأيسر ، بضم الراء ، وهو مَفْصِل ما بين الكتف والساعد ، يقال بالسين والصاد ، ويقال لمُجتمع السَّاق مع القدم رُسْغ أيضا 0
ر س ف :
قوله : يَرْسُفُ في قيوده ، بضم السين ، ويقال بكسرها ، والرَّسف بفتح الراء ، وسكون السين ، والرَّسيف، والرَّسَفان مِشْيَةُ المُقيَّد 0
الراء مع الشين
ر ش ق :
قوله : رشقوهم بالنَّبل رشْقاً رشقا ، بفتح الراء، وهو المصدر، وبكسرها / للأصيلي 84ب وهو الاسم ، والفتح هنا أوجه 0
وقوله : لَهِي أشدُّ عليهم من رَشْق النَّبل ، بالفتح 0
وقوله : ورَمَوْهُم برشقٍ من نَبلٍ ، بكسر الراء ، وهي السهام إذا رُمِيَتْ على يدٍ واحدة ، لا يتقدَّم منها شيء على الآخر 0
ر ش و :
قوله في الرُّشوة ، وهي معلومة، وهي العَطِيَّة لِعِوضٍ، بضم الراء وكسرها معا ، وجمعها رُشأً بالضم فيهما ، وقيل : الكسر رِشىً كواحدهِ ، والضم للضم 0
الراء مع الهاء
قوله : رَهِبْتُ أن تَبْكَعَنِي بها، بكسر الهاء ، أي خَشيتُ وخِفتُ، والرُّهب بضم الراء وفتحها ، وسكون الهاء ، ويقال بفتحهما جميعا الخَوف ، والرَّاهب المُتبتل المُنقطع عن النساء ، وأصله من الرَّهَب ، والرُّهبان جمعه ، ويقع أيضا على الواحد ، ويجمع رهابين 0
ر هـ ط :
ذكر الرهط في غير موضع ، قال أبو عُبيدٍ : هم ما دون العشرة من الناس ، وكذلك النَّفر ، وقيل من ثلاثة إلى عشرة 0
ر هـ ن :
__________
(1) ثم : غير موجود في ب .
(2) كتب في أ ، ب : أحد ، والصواب ما أثبتناه .(1/204)
وذكر الرَّهن فيها والارتهان ، رَهَنَ دِرعه ، ومات ودِرْعه مرهونة ، ثلاثي ، ولا يقال أرْهَنَ إلاّ في الرَّاهن ، والراهِن معطِي الرَّهن ، والمُرتهِن قابضُه ، والرهينة الرهن ، والهاء للمبالغة ، كما قالوا : كريمة القوم 0
ر هـ ق :
قوله : أرهَقَتْنا الصلاة ، كذا لأبي ذرٍّ ، فاعِلة ولغيره : أرهقْنا الصلاة مفعولة ، أي أخّرناها حتى كادت تدنو من الأخرى ، وهذا أظهر ، قاله الأصمعي ، وقال الخليل : أرْهَفْنا الصلاة اسْتأخرنا عنها ، وقال أبو زيدٍ : أرهقْنا الصلاة أخّرناها ، ورَهَقَتْنا الصلاة إذا حانت ، وفي الحديث الآخر : وقد رَهَقَتْنا العصر ، يقال : رَهَقْتُ الشيء غَشِيتُه ، وأرهَقني دنا مني ، حكاه صاحب الأفعال ، وقال ابن الأعرابي : رَهِقْتُه وأرْهَقْتُه بمعنى ، إذا دنوت منه ، ومنه : رَاهَق الغلام ، إذا قارب البلوغ ، ودنا منه، ويكون أرهقتْنا الصلاة أعجلَتنا لضيق وقتها ، يقال : أَرهَقتُه عن الصلاة إذا أَعجَلتَه عنها ، ومنه : المراهِق / في الحج ، بفتح الهاء85أ وكسرها ، وهو الذي ضاق عليه الزمن عن طواف القدوم قبل الوقوف، فيخاف إن طافَ فواتَه 0
وقوله : فإنْ رهَقَ سيِّدَهُ دَيْنٌ ، أي لزمه أداؤه ، وضُيِّق عليه ، ومثله : فلما رَهََقُوهُ ، أي غَشُوهُ ، قيل : ولا يُستعمل إلاّ في المكروه ، وقال ثابت : كل شيء دَنَوْتَ منه رَهَقتَه ، وقال صاحب الأفعال : رَهَقْتُه وأرهَقْتُه أدْرَكتُه 0
ر هـ و :
وقوله : آتيك به رَهْواً ، أي سهلاً عفوا لا احتباس فيه ، ولا تشدُّد 0
الراء مع الواو
ر و ث :
قوله : رَوثَةُ أنْفِه ، أي مقدمتُه وأرنبته بفتح الراء ، وهو طرفُه المُحَدُّ 0
ر و ح :(1/205)
قوله : لَرَوْحَةٌ في سبيل الله أو غدوة ، الرَّوحة بفتح الراء من زوال الشمس إلى الليل ، والغدوة قبلها ، ولهذا ذهب مالك في تأويل قوله : مَن راح في الساعة الأولى إلى قوله الخامسة إلى أنه كله في السادسة لا ساعات النهارالمعلومة، إذ لا يُستعمل الرَّواح إلاّ فيها ، وذهب غيره من الفقهاء واللغويين إلى أنّ لفظة راح وغدا تُستعمل بمعنى سار أيَّ وقتٍ من النهار ، ولا يُراد بها وقتٌ منه بعينه .
ر ي ح :
قوله : هما رَيْحانايَ من الدنيا ، الولد يُسمّى الرَّيْحان ، ومِن هنا بمعنى في ، أي في الدنيا ، وقيل : ريحاناي من الجنة في الدنيا ، ومنه الحديث : الولد الصالح رَيْحانة من رياحين الجنة ، قيل : يوجَدُ منه ريحُ الجنة ، والرَّيحان ما يُستراحُ إليه أيضا ، وقيل : سماهما بذلك لأن الولد يُشَمُّ كما يُشَمُّ الرَّيْحان 0
وقوله : لم يَرَحْ ريحَ الجنة ، أي لم يشمَّه ، يقال بفتح الراء وكسرها ، ويقال : رِحْتُ الشيء أَرِيحُه ، وأَراحُهُ وأُرِيْحُه ، واستراحَ رِيحَه أيضا وجَدَهُ وشَمّهُ 0
وقوله : في يوم رَاحٍ ، أي ذي ريحٍ ، وليلةٌ راحَةٌ كذلك ، فأما يوم رَيِّحٌ بكسر الياء مشددة ، فمعناه طَيِّب 0
وقوله في عيسى : رُوحُ الله ، قيل : رحمتُه ، وقيل : لأنه ليس من أبٍ 0
وقوله : إنّ رُوح القُدُس نَفَث في رُوعِي ، قيل : هو جبريل ، وقيل : المراد بقوله : [ يَوْمَ /يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا] (1) وبقوله : [تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا] (2) قيل هو مَلَكٌ 85ب من الملائكة ، وقيل : هو صِنْفٌ وعلَمٌ آخر سمائي حَفَظَةٌ على الملائكة على صفة بني آدم ، لا تراهم الملائكة ، كالملائكة حفَظَةٌ على بني آدم 0
وقوله : ألا تُريحُني من ذي الخَلَصَة ، من الرَّاحة ، أي تُزيل همي بها 0
وقوله : وهَبَّتِ الأرواحُ ، أي الرِّياح ، جمع رِيحٍ 0
__________
(1) النبأ 38
(2) القدر 4(1/206)
وقوله : فأخذها ابن أبي قُحافة ليُرَوِّحَني ، من الرائحة ، أي يُرَفِّهَني من تَعَب الاستِقاء 0
ر و د :
قوله : رُوَيدَك ، ورُويدًا سوقك بالقوارير ، أي ارفُقْ ، تصغير رُودٍ بالضم ، وهو الرفق ، وانتصب على الصفة لمحذوفٍ دلّ عليه اللفظ، أي سُقْ سوقا رُوَيْداً، ورويدك على الإغراء ، أو مفعول بفعلٍ مضمرٍ، أي الزمْ رِفقك ، أو على المصدر أي ارْوِدْ رويدا ، مثل ارْفُق رِفقاً 0
قوله : فليَرْتَدْ لِبولِه ، أي يطلب له موضعا يصلحُ له ويختاره 0
ر و ض :
قوله : روضةٌ من رياض الجنة ، قال الخليل : الروضة البِقاع تكون فيها صنوف النبات من رياحين ، وأنواع الزهر ، وغير ذلك ، والمُراوضَة في البيع التَّراكُن والتَّساوُم فيه (1) .
ر و ع :
قوله : نَفَثَ في رُوعِي، بضم الراء ، أي نفسِي ، وقيل : خَلَدي ، وهما بمعنى ، ويقال : الرُّوع بالضم موضِع الرَّوع بالفتح ، وهو الفَزع 0
وقولها : فلم يَرُعْهم إلاّ الدَّم ، أي فلم يُفزِعهم ، ولم يُرَع ، ولم تُراعوا ، أي لا فزع عليكم ، ولم يَرُعْني إلاّ رجلٌ أخذَ بكتفي ، أي لم يُنَبِّهْني0
وقوله : لم تُراعُوا ، لم يُفزعكم ولم يصبكم فزع من أجل ذُعر الخيل لهم .
ر و ق :
قوله : فينْصِبُ رِواقَه ، يعني ثَقَلَه وجموعه ، وهو أيضا الفُسطاط والمِظلَّة 0
ر و ي :
__________
(1) فيه : غير موجود في ب.(1/207)
قوله : من باب الرَّيان ، مشتق من الرِّيِّ، واختصاص الصائمين به؛ لِما ينالهم من العطش ، فسمي هذا الباب بما أُعِدَّ فيه من النعيم المُجازَى به على الصوم / مِما يُروِي مما لم 86 أ يخطر على قلب بشر ، ويوم التَّروية ، الذي قبل يوم عرفة ، سمي بذلك لأن الناس يتزوَّدون الرِّي من الماء بمكة ، وشربتُ حتى رَوِيتُ ، بكسر الواو ، وروِي من الشراب والماء ، وروَيْتُ أروَى ، بفتح الواو ، وفي الحديث : حتى رَوِيَ الناس ، رِيّاً بالكسر في الاسم والمصدر ، وحكى الداوودي الفتح في المصدر ، ورَوِيَتْ الأرض من المطر مثله ، ورَوَيْتُ الحديث ، والخبرَ أروِيه ، بفتح الواو في الماضي ، وكسرها في المستقبل إذا حفظتَه أو حدَّثتَ به روايةً ، والرَّواء مفتوح إذا مددتَ ، وإذا قصرت كسرتَ الراء ، وهو ما يُروِي من الماء أو غيره ، ومصدر رَوِيَ من ذلك أيضا ، وذكر الرّوايا ، والرَّاوِيَةُ هي القِربَة الكبيرة ، التي تُروِي بما فيها ، قال أبو عبيدٍ : وهي المَزادَة ، وهما سواء ، وقال يعقوب : لا يقال راوِية، إنما الرَّاوية البعير، وإنما يقال : المَزادَة ، وهي ما زِيد فيها جِلْدٌ ثالث على جِلدين 0
وقوله : فبعثَ براويتها فأُنيخَت ، يَحتمل أنها المزادة ، أي أُنيخ البعير بها ، ويَحتمل أنه أراد البعير ؛ لأنه يُسمى راوية ؛ لحمله إياها ، وبها يُستقى الماء، كما يُسمّى ناضِحاً لذلك 0
وقوله : وشرُّ الروايا روايا الكذب ، في روايةٍ ، قيل : جمع رَوِيَّة، وهو ما يُدَبِّرُه المرء ويُعِدُّهُ أمام عمله ، وقيل : جمع راويةٍ ، أي ناقل ، ويَحتمل أنه استعاره ؛ لحمله إياه من راوية الماء لحمله إياه ، كما قيل : كنَيْفُ عِلمٍ 0
وقوله : حتى أَروَى بشرتَه ، تُريد في الغَسْل ، أي أبلغها الماء ، وأوصله إليها .
الراء مع الياء
ر ي ب : ... ...
قوله : يَرِيبُني ما رابها ، ويُروى ما أَرابها ، قال الحربي : الرَّيْبُ ما رابك من شيء تخوَّفْتَ عُقباه 0(1/208)
وقوله : وأمّا المُرتاب ، وكاد بعض الناس أن يرتاب ، الرَّيْبُ الشكّ 0
وقولها : ويُريبُني في مرضي ، وهل رأيتِ من شيء يَريبُكِ ، بالفتح والضم /ومنه : 86 ب دَعْ ما يَريبُكَ إلى ما لا يَريبُك ، يقال : رابني الأمر وأرابني ، إذا اتّهمتَه بشيء فأنكره ، لغتان عند الفراء ، وفرّق أبو زيد بينهما ، وقال : رابني إذا علمتُ منه الرِّيبة وتحققتُها ، وأرابني إذا ظننتَ به ذلك ، وتشككتَ فيه ، والرَّيْب أيضا صَرف الدَهر 0
ر ي ث :
قولها : ريثما ظنَّ ، أي مِقدار ذلك 0
وقوله في حديث أبي ذرٍّ : فراثَ عليّ وراثَ عليه جبريل ، أي أبطأ ، والريث الإبطاء 0
ر ي ح :
قوله : مَن عُرِض عليه رَيْحانٌ فلا يرُدّه ، قال صاحب العين : هو كل بقلة طيّبة الريح ، ويَحتمل أن يُريد به الطِّيب كله ، كما جاء في الآخر : مَن عُرِض عليه طِيْبٌ فلا يردّه 0
وقوله : أرْقِىْ من هذه الريح ، يعني ريح الجان 0
ر ي ط :
قوله : رَيْطَة كانت عليه ، الرَّيْطَة والرَّايِطَة ، بفتح الراء فيهما ، كل ثوبٍ لِفقين ، وكل ثوب رقيق ليّنٍ ، وجمعه رَيَطةٌ لا أرايُط 0
ر ي م :
قولها : فما رامَ رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانَه ، ولم يَرِم حِمْصَ ، أي لم يبرح ، ولا فارق ، يقال فيه : رام يرِيم رِيماً ، فأما مَن طلب الشيء : فرام يروم رَوما 0
ر ي ن :
قوله : قد رِيْنَ به ، أي انقُطِعَ به ، وقيل : عَلاهُ وغلبَه ، وقيل : أحاط به ، ورِين أيضا بمعنى هلك ، وقال أبو زيدٍ : رِينَ الرجل إذا وقع فيما لا يستطيع الخروج منه 0
ر ي ع :
قوله : أكثرَ رَيْعا ، بفتح الراء ، أي زيادة ، والرِّيع بكسر الراء ما ارتفع من الأرض 0
ر ي ف :
قوله : ولم يكن أهل رِيفٍ ، بكسر الراء ، هو الخِصب والسَّعة في المأكل والمشرب ، والرِّيف ما قارب الماء من أرض العرب وغيرها 0
ر ي ش :(1/209)
قوله : أبْرِي النَّبل وأُرَيِّشُها ، أي أنحتُها وأُقوِّمُها ، وأجعل فيها ريشها ، الذي يُرمَى به ، وتقدّم أول الحرف راشه الله ، أي وسَّع عليه وكثَّر ماله 0
قوله : لأُعطين الراية ، هي اللواء ، وأصله من العلاقة ، وكذلك يُسمّى أيضا عَلَماً؛ لأن به يُعرف موضع مُقدّم الجيش ، وحوانيت أصحاب الرايات منه ، وفي الشيطان بها يَنصِبُ رايته / يعني السُّوق ، أي بها علامة مُجتَمِعَة 0 ... ... ... 87 أ
قوله : مَن رَايا رايا الله به ، أي مَن تزيَّن للناس بما ليس فيه ، وأظهر لهم العمل الصالح ليعظُم في نفوسهم أظهر الله سريرته على رؤوس الخلائق 0
أسماء البقاع والمواضع
رُوْيِم : بسكون الواو ، وكسر الياء باثنتين تحتها ، ذُكِر في الموطأ أنها على أربعة بُرُدٍ من المدينة 0
الرَّوحاء : بفتح الراء ممدود ، من عمل الفُرُع ، بينها وبين المدينة نحوٌ من أربعين ميلا 0
الرَّبَذَة : بفتح الراء والباء والذال المعجمة، موضع خارج المدينة، بينها وبينه ثلاث مراحل ، هي قريبٌ من ذات عرقٍ 0
رُكْبَة : بضم الراء ، كاسم الجارحة ، قال ابن بكير : هي بين الطائف ومكة ، وقيل : وادٍ من أودية الطائف ، وقيل : أرض من بني عامر بين مكة والعراق 0
أُمُّ رُحْم : من أسماء مكة ، بضم الراء ، وسكون الحاء المهملة 0
رُومَة : البئر التي اشتراها عثمان ، وسبَّلها بالمدينة ، بضم الراء 0
رُومِيَة : بتخفيف الياء ، وضم الراء، وكسر الميم، مدينة رِئاسة الروم وعِلمهم ، قال الأصمعي : كذلك أنطاكية مخففٌ أيضا 0
رُدِس : بضم الراء ، وكسر الدال ، وآخره سين مهملة ، وقيل : بفتح الراء والدال أيضا ، وقيل : بالشين المعجمة ، هي جزيرة بأرض الروم 0(1/210)
رامَ هُرْمُز : بفتح الميم ، وضم الهاء والميم الأخيرة ، وسكون الراء ، وآخره زاي ، مدينة مشهورة بأرض ..... (1) .
الرَّجيع : ماء لِهُذيل بين نُعمان ومكة ، وبها بئر مَعونة 0
الرُّوَيْثَة : بضم الراء ، وفتح الواو وبعدها ياء التصغير ، وثاء مثلثة ، موضع بين مكة والمدينة 0
حرف الزاي مع الباء
ز ب ب :
قوله : له زبيبتان ، بفتح الزاي ، هما الزَّبدتان في جانبي شدقي الحيّة / من السّم 87 ب وتكونان في جانبي شدقي الإنسان عند كثرة الكلام ، وهي أشدُّها أذىً 0
وقوله : كأنَّ رأسه زَبيبة ، قيل : لسواده ، وقيل : شبَّه جعودة شعره بالزبيب ، أي كأنَّ تفلفل شعره كل واحدة زبيبة 0
ز ب ر :
قوله : فزَبَرَني ، وفزبَره ابن عمر ، أي زجره ونهاه ، وأغلظ له في القول 0
قوله : الضعيف الذي لا زَبْرَ له ، أي لا عقل ، وقيل : الذي لا مال له 0
ز ب ن :
قوله : نهى عن المُزابنة، الزَّبنُ بفتح الزاي، وسكون الباء، هو من بُيوع الغَرَر ، وهو بيع مُقدَّرٍ بكيل أو وزن بصُبْرة غير مقدَّرة ، أو مُقدَّرة وصُبْرة معا ، أو بيع صُبرتين كلها من نوع واحد ، لا يدري أيهما أكثر ، فإذا بان الفضل جاز فيما يجوز فيه التفاضل ، وهو مأخوذ من الزَّبن وهو الدّفع ؛ لأن كل واحد منهما يريد غَبْن صاحبه ، ودفعه عن الربح عليه ، وعن حقه الذي يريد غَبْنَه فيه ، وقيل : إذا وقفا على ما فيه من عيبٍ أو نقصٍ حَرصَ كل واحدٍ منهما على ضِدّ ما يَحرِص ُ عليه الآخر ، ودَفْعِه عنه ، ومنه سُمّي الزبانية ؛ لدفعهم الناس إلى جهنم ، أعاذنا الله منها 0
الزاي مع الجيم
ز ج ج :
قوله : فخططْتُ بزُجِّه الأرضَ ، هي الحديدة في أسفل الرُّمح 0
__________
(1) فراغ في أ ، و لا بمقدار كلمة ، وربما كان المحذوف : فارس ، ورام هرمز هي الأهواز ، وهي خوزستان ، كما في الروض المعطار ، ص 61 ـ وهي من بلاد فارس(1/211)
وقوله : ثم زَجَّج موضِعها ، لعلّ معناه سَمَرها بمسامير كالزُّجِّ ، أو حشَى فوق لِصاقها بشيء ، ودقَّه بالزَّج كالجَلْفَطة 0
ز ج ر :
قوله : وزَجَر عن الشُّرب قائما ، زجرَه يزجُره إذا نهاه 0
وقوله : فزجَر البحرُ زَجْرةً ، كذا رواه بعضهم ، والصواب : فزَخَرَه بالخاء المعجمة ، وهي رواية الأكثر ، يقال : زخر البحر يَزْخَر زُخُورا طما موجُه 0
وقوله : ثم زجَر فأسرع ، أي صاح على ناقته لتُسرع ، وسَمِع وراءه زَجْرَا شديدا ، أي صياحا على الإبل لتسير 0
ز ج ل :
في حديث ابن سلام : فزجَل بي ، أي رقا ، وأكثر ما يُستعمل / في الشيء الرِّخو. 88أ
قوله : ومُزجِيَ السحاب ، أي باعثها ، وسائقها ، والإزجاء السَّوق 0
ز ر م :
قوله :لا (1) تُزْرِمُوهُ ، أي لا تقطعوا بوله عليه 0
ز ر ن :
قولها : الرِّيح ريحُ زَرْنَبَ ، هو نوع من الطيب ، وحشائشه ، وصفتْهُ بحُسن الثناء والذِّكر ، أوبحُسن العِشرة ، أو بطيب الريح والعَرَق لاستعماله كَثرةَ الطيب .
الزاي مع الطاء
ز ط ط :
قوله : من رجال الزُّط ، بضم الزاي ، جنس من السودان طِوال 0
الزاي مع الكاف
ز ك ي :
قوله : فاجعله له زكاة ورحمة ، أي تطهيرا وكفارة ، كما قال : [تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا] (2) وكذلك قوله : وزكِّها أنت خير من زكاها ، أي طهَّرها ، وهو أحد معاني الزكاة للمال ، أنّها طُهرتُه ، وقيل : طُهرة صاحبه ، وقيل : سبب نمائه وزيادته ، والزكاة النماء ، وقيل : تزكية صاحبه ، ودليل إيمانه ، وزكاته عند الله تعالى 0
وقوله : الزَّاكيات لله ، أي الأعمال الصالحة 0
الزاي مع اللام
ز ل ز ل :
قوله : اللهم اهزمهم وزلْزلهم ، أي اهلكهم ، وزلازِل الدهر شدائده ، ويكون زلزلهم خالِف بينهم ، وافسد أمرَهم ، وأصل الزلزلة الاضطراب 0
ز ل ل :
__________
(1) لا : غير موجود في ب .
(2) التوبة 103(1/212)
قوله : مَدْحَضَةٌ مَزَلَّةٌ ، هما بمعنى من الزلل الذي يزِلُّ من مشى عليه إلاّ مَن عصمه الله بفتح الزاي وكسرها 0
ز ل م :
قوله : فضربْتُ بالأزلام ، هي قِداح كانوا في الجاهلية يضربون بها في أُمورهم ، ويستقسمون بها ، عليها علامات للخير والشر ، والأخذ والترك ، والإيجاب والنفي ، ويُحِيلون على ما يخرج منها لهم من علاماتها ، فنهى الله عنها ، وأخبر أنها من عمل الشيطان ، واحدها زَلَمٌ ، بفتح الزاي وضمها ، وفتح اللام ، وإنما يُسمَّى القِداح من ذلك ما لم يكن عليها ريشٌ ، فإذا رُيِّشتْ فهي سهام 0
ز ل ف :
قوله : كلُّ حسنةٍ كان زَلَفَها ، بفتح اللام مخففة ، أي جمعها / واكتسبها ، أو قرَّبها 88ب قُربة إلى الله ، وسُمِّيَت المُزدلفة ؛ لجمعها الناس ، وقيل : لقرب أهلها من منازلهم بعد الإفاضة 0 ... ... ... ...
قوله : حتى تَزلَفَ لهم الجنة ، أي تُدنَى وتُقرّب ، قال تعالى : [وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ] (1) 0
قوله : فتصْبحُ الأرض كالزَّلَفة ، بفتح الزاي واللام ، وتسكين اللام أيضا ، ويقال أيضا بالقاف ، فسّره ابن عباس بالمرآة ، وقيل : المحارة 0
الزاي مع الميم :
ز م ر :
قوله : أول زُمْرةٍ تدخل الجنة ، أي جماعة في تفرقةٍ، أي بعضهم إثر بعضٍ، وجمعها زُمَرٌ 0
قوله : مزمور الشيطان ، بمعنى مِزمار ، كما جاء في الأخرى ، وأصله الصوت الحسن ، والزَّمر الغناء ، ومنه : لقد أُوتيتَ مِزمارا من مزامير آل داود ، أي صوتا حسنا 0
ز م ل :
قوله : زَمِّلوهم في ثيابهم ، أي لُفُّوهم فيها ، وفي الرؤيا: غيرَ أني لا أَزْمَل فيها ، مثله ، أي لا يعتريه من خوفها من وَعَك الحُمَّى ما يُزَمَّل له 0
ز م ن :
__________
(1) التكوير 13(1/213)
قوله : إن الزمان قد استدار، وفي زمنٍ آخر، والزمان الدهر ، هذا قول أكثرهم ، وكان أبو الهيثم ينكر هذا ، ويقول : الدهر مُدّة الدنيا لا ينقطع ، والزمانُ زمنُ الحرّ والبرد ، ونحوه ، قال : والزمان يكون شهرين إلى ستة ، قال القاضي : فعلى الأوَّل يكون مراده عليه السلام ـ والله أعلم ـ أنّ حساب الزمان على الصواب ، وقِوام أوقاته الموقَّتة، وترك النسيء، وما يدخل ذلك من التباس الشهور، واختلاف وقت الحج ، قد استدار حتى صادف الآن القِوام، ووافق الحق ، وعلى الثاني أنّ زمان الحج قد استدار بما كانت تدخله فيه الجاهلية حتى وافق الآن وقته الحقيقي على ما كان عليه يوم خلق الله السموات والأرض ، قبل أن تُغيِّره العرب بالزيادة والتبديل 0
وقوله : إذا تقارب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تَكذبُ ، قيل : تقاربُهُ استواء / ليله 89أ ونهاره ، ووقتَ الاعتدال ، يُعبَّر بالزمان عن ذلك ؛ لأنه وقت من السنة معلوم ، وأهل العِبارَة يقولون : هو إذا تقارب أمر انقضاء الدنيا ، ودنت الساعة ، وهو أولَى ؛ لقوله في حديث آخر : إذا كان آخر الزمان ، وقد يُتأوَّل هذا على زمن الخريف، وفي أشراط الساعة : يتقارب الزمان حتى تكون السنة كالشهر ، قيل هو على ظاهره ، أي لِقِصَر مُدَّته ، وقيل : لطيبه ، وفي الحديث الآخر : يتقارب الزمان وتكثر الفتن ، فيدلُّ على ظاهره ، أي تَقْرُبُ المسافة ، وقيل المراد أهل الزمان ؛ لِقِصَر أعمارهم ، وقيل : هو تقارب أهله ، وتساويهم في الأحوال والأخلاق السيئة ، والتمالِي على الباطل ، فيكونون (1) كأسنان المُشط لا تبايُن بينهم 0
قوله : من زمهريرها ، هو شدَّة البَرْد 0
الزاي مع النون
ز ن د :
__________
(1) في ب : فيكون .(1/214)
قوله : جِيء بزنادقةٍ ، هو كل من ليس على ملةٍ من الملل المعروفة ، ثم استُعمل في كل مُعطِّلٍ ، ومَن أظهر الإسلام ، وأسرَّ غيره ، وأصلُهم الذين اتّبعوا ماني على رأيه ، ونُسبوا إلى كتابه الذي وضعه للتعطيل ، وإبطال النبوَّة ، فنسبوا إليه ، وعرَّبته العرب 0
قوله : زنَمَةٌ مثلُ زَنَمَةِ التَّيْس ، بتحريك النون ، أي لَحْمَةٌ مُعَلَّقَةٌ في عُنُقها ، وبه فسّر بعضهم قوله : زنيمٌ ، وقيل : بل معناه الدَّعِيُّ لغير أبيه ، وفي الحديث : أهل النار كلّ جوَّاظ زنيمٍ ، يكون إشارة إلى رجل مخصوص بتلك الصفة المتقدمة على الاختلاف فيها ، أوإشارة إلى الكفرة ، وأبناء الجاهلية ؛ لفساد مناكحهم ، والله أعلم ، وقيل : الزنيم : المُلصق في القوم ، ليس منهم ، المعروفُ بالشّرِّ 0
الزاي مع العين
ز ع م :
قولها : زعَم ابن أُمِّي، الزعم بفتح الزاي وكسرها وضمها ، القول على غير يقين وتحقيق ، ومنه قولهم : بئس مطية الرّجل زَعموا ، وزعم أيضا بالفتح بمعنى ضمِن ، ومنه : الزعيم غارِمٌ , وزَعُمَ زعَامةً بالضم / بمعنى ساد ورأَسَ ، ومنه زعيم القوم 0 ... ... 89ب
ز ع ف ر :
قوله : نهى عن المُزَعْفر، يعني الذي صُبِغ بالزعفران من الثياب ، وفي روايةٍ : أن يتزعفر الرجل ، وقيل : هو صَبْغُ اللحيَة به ، وقد اختلف فيه العلماء .
الزاي مع الفاء
ز ف ر :
قوله : تَزفِرُ لنا القِرَب ، أي تحملها مَلأى على ظهرها، تسقي الناس منها ، والزَّفر الحمل ، وهو أيضا القِرْبَة ، وكلاهما بفتح الزاي ، وسكون الفاء ، يقال منه : زَفر وأَزْفَر 0
ز ف ز ف :
قوله : ما لكِ يا أمَّ السائب تُزَفْزِفين ، بضم التاء ، وفتح الزائين ، أي تُرعَدِين ، والزَّفزفة الرِّعدة ، ورواه بعضهم بالراء والقاف ، قال أبو مروان : هما صحيحان بمعنى 0
ز ف ن :(1/215)
قوله في الحبشة : يَزْفِنُون ، بفتح الياء ، والزَّفْن الرقص ، وهو لَعِبهم وقفزهم بحِرابهم للمسابقة، وذهب أبو عبيدٍ إلى أنه من الزَّفن بالدُّف ، والأول الصواب ، وما ذكره لا يصح في المسجد ، وهذا من باب التّدرُّب في الحرب وشبهه ، وكان فيما قيل لا يُحبُّ تنزيه المساجد عن مثله 0
ز ف ف :
قوله : زُفَّتِ امرأة ، بضم الزاي على ما لم يُسمّ فاعله ، أي أُهدِيَت إليه ، من الزفيف ، وهو تقارب الخطو 0
الزاي مع الهاء
ز هـ د :
قوله : على مؤمن زهيد ، أي قليل المال ، والزَّهيد القليل ، ومنه قوله في ساعة الجمعة : يُزَهِّدها ، أي يُقلِّلُها 0
ز هـ ر :
قولها : إذا سمِعنَ صوت المِزْهر ، هو عود الغناء ، بكسر الميم 0
وقوله : أَزهرَ اللون ، أي مُشْرِقُه ومُنيره ، ويُفسّره بقية الحديث ليس بالأبيض الأمْهَق ولا بالآدم (1) ، أي ليس بالشديد البياض الذي لا تشوبه حُمرة ، والأزهر هو الأبيض المُشاب بحمرة أوصُفرة، ومنه زُهْرُ النجوم، والزّهر البياض النّيِّر ، وذَكرَ زهرة الحياة الدنيا ، أي غضارتها ونعيمها كزهَر النبات وحُسنه ، وهي نُوارُه ، وكذلك قوله في الجنّة : ورأى زهرتَها ، يُفسّره قوله : وما فيها من النّضْرة والسرور 0
قوله : نهى عن / بيع الثمر حتى يَزهوَ ، وحتى يُزهِيَ ، أي يصيرُ زهواً ، وهو 90 أ ابتداء إرطابه وطيبه ، يقال : زهَت الثمرة تزهو ، وأَزهَت تُزهي إذا بدا طيبها ، حكاه صاحب الأفعال ، وأنكر غيرُه الثلاثي ، وقال : إنما يقال : أَزْهَت لا غير ، وفرَّق بعضهم بين اللفظين ، قال ابن الأعرابي : زهت ظهرت ، وأزهت احمرَّت واصفرَّت ، وهو الزَّهو ، والزُّهو بالفتح والضم 0
__________
(1) في ب : له بالأبيض الأمهق والآدم .(1/216)
وقوله : وهذه تُزهَى أن تُلبَسَه على ما لم يسم فاعله ، أي يَستكبر عنه ويستحقره ، قال الأصمعي : زُهِيَ فلان ، فهو يُزْهَى من الكِبر والخُيلاء ، ولا يقال : زهَى بالفتح ، وقال يعقوب : كَلْبٌ تقول زَهَوْتَ علينا 0
وقوله : كانوا زُهاء ثلاثمائة بضم الزاي ، أي قَدرُها ، ويقال : لَهاء باللام 0
الزاي مع الواو
ز و ج :
قوله : إنّ لزوجك عليك حقاً ، الزوج يقع على الذكر والأنثى ، وهي (1) لغة القرآن ، وقيل : في الأنثى زوجة أيضا ، والزوج في اللغة الفرد والإثنان زوجان 0
وقوله : مَنْ أنفق زوجين مِن شيء في سبيل الله ، قال الحسن : يعني اثنين من كل شيء دينارين ، درهمين ، ثوبين ، وقال غيره شَيئَين : درهما ودينارا ، درهما وثوبا ، خُفَّا ولِحافا 0
قوله : وأعطاني من كل زايجةٍ زوجا ، قيل : اثنين ، وقد يقع على الاثنين ، كما يقع على الفرد ، وقيل : الفرد إذا كان بعد آخر، وقيل : إنما يقع على الفرد إذا أثنى، كما قال تعالى : [مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ] (2) ، ويحتمل أن يريد أنه أعطاها من كل زايجة صنفاً ، والزَّوج الصنف ، وقد قيل ذلك في قوله تعالى : [وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً] (3) ، أو من كل شيء شبه صاحبه في الجودة والاختيار ، وقيل ذلك في قوله سبحانه : [الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا] (4) أي الأشباه ، ويكون القرين أيضا ، وقيل ذلك في قوله : [وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ] (5) ، ومثله : زوجتان في الجنة ، أي قرينتان ، ليس في الجنة تزويج ومُعاقدة 0
ز و ر :
قوله : إنّ لزورِك عليك حقا ، أي أضيافك ، جمع زائر ، مثل راكب ورَكْب ، وكذلك قوله : أتانا زَوْر ، كله بفتح الزاي ، والواحد / والجمع فيه بلفظٍ واحد ، كما قالوا رجل 90 ب رضىً وعدلٌ ، وقوم رضىً وعدل 0
__________
(1) في ب : وهو .
(2) هود 40 ، المؤمنون 27
(3) الواقعة 7
(4) يس 36
(5) الدخان 54 ، الطور 20(1/217)
وقوله : زَوَّرْتُ في نفسي مقالة ، أي هيأتُها ، وأصلحتها ، وقيل: قوَّيتها وشددتها 0
وقوله : هذا الزُّور ، وشهادة الزُّور ، وقول الزُّور ، كله بضم الزاي أي الكذب والباطل في قول أو فعل 0
وقوله : كلابس ثوبَي زورٍ ، أي ثوبي باطل ، قيل هو الثوب الواحد يكون له كُمَّان غير كُمَّيْه لِيُرَى لابِسُه أنّ عليه ثوبين ، وقيل : أن يلبَس المرء ثياب الزُّهاد ؛ لِيُرى أنه منهم ، وقيل : كناية عن ذي الزّور ، كنّى بثوبه عنه ، والمعنى كالكاذب ، القائل ما لم يكن ، وفي قُصَّة الشَّعر هذا الزُّور مما تقدم ، أي الباطل والدُّلَسَة 0
وقوله : نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ، أي قصْدها للترحم على أهلها والاعتبار 0
قوله : زُرتُ قبل أن أرمِيَ ، أي طفتُ طواف الزيارة ، ومنه آخر الزيارة إلى الليل ، وكان يزور البيت أيام مِنى 0
ز و ي :
قوله : زُويتْ لِيَ (1) الأرض ، بتخفيف الواو (2) ، أي جُمعت وقُبِضت لي ، وكذلك إنّ المسجد لينزوى من النُّخامة ، كما تنزوي الجِلدة في النار ، أي ينقبض ، قيل : معناه أهله وعُمَّاره ، أي الملائكة ؛ لاستقذارذلك ، ومنه : اللهم ازْوِ لنا الأرض ، أي ضُمَّها واطْوِها وقرِّبها لنا، وفي جهنم : فينزوي بعضها إلى بعض ، أي ينضم ، ويُروى فيُزوَى ، قيل : ينضم ويجتمع على الجَبَّار الكافر ، أو الكفرة الذين تقدَّم علم الله بخلقهم لها ، وكانت في انتظاره ، أو انتظار ملئِها 0
الزاي مع الياء
ز ي ح :
قوله : زاح عني الباطل ، أي ذهب 0
ز ي د :
قوله : مَن جاء بالحسنة فله عشرُ أمثالها أو أََزِيْدُ ، بكسر الزاي على الفعل المستقبل ، أي أتفضّلُ بالزيادة لمن شئت 0
ز ي غ :
قوله : والله لا أكذِبُ ولا أَزيغ ، أي لا أميل عن الحق ، ومنه : أخشى أن أزيغ ، أي أميل 0
وقوله : زاغت الشمس ، أي مالت إلى جهة الغرب 0
ز ي ق :
__________
(1) لي : غير موجود ي ب .
(2) بتخفيف الواو : غير موجود في ب .(1/218)
وذكر الثياب الزِّيَقَة ، بكسر / الزاي ، وفتح الياء والقاف ، وهي ثياب خِشانٌ غِلاظ . 91 أ
أسماء المواضع
زمزم : بئر مشهورة ، ولها أسماء كثيرة : برَّة ، والمَضنونَة ، وتُكتَمُ ، وهَزمَة جبريل ، وشِفاء سُقمٍ ، وطعام طُعْمٍ ، وطَيِّبَة ، وشراب الأبرار ، قيل سميت بذلك من كثرة الماء ، يقال : ماءٌ زمزام ، وزمزم للكثير ، وقيل : هو اسم لها خاص ، وقيل : بل هو مِن ضَمّ هاجر لمكانها ، حين انفجرت ، وزمِّها إياه ، وقيل: بل من زمزمة جبريل ، وكلامه عليها 0
الزوراء : ممدود ، بعد الواو راء ، هو موضع بالمدينة عند السُّوق ، قرب المسجد ، ذكر الداوودي أنه مرتفع كالمنار 0
الزاوية : بياء باثنتين تحتها بعد الواو ، موضع بالمدينة ، كان فيه قصر أنس بن مالك ، وهو على فرسخين من المدينة 0
مسجد بني زُرَيْقٍ : بتقديم الزاي المضمومة ، بينه وبين ثنيَّة الوداع ميل أو نحوه 0
عين زُغَر : بضم الزاي ، وفتح الغين المعجمة ، موضع بالشام عليه زرع وسواقي 0
حرف الطاء مع سائر الحروف
الطاء مع الهمزة
قوله : طأطأ بصره ، أي خفضه ، طأطأتُ رأسي خفضته 0
ط ب ب :
قوله : الرجلُ مطبوبٌ ، ومَن طبَّه ، أي مسحور ، والطِّبّ السِّحر ، والطِّبّ علاج الدواء ، وهو من الأضداد ، وقيل : كَنُّوا بالطب عن السحر تفاؤلاً ، كما سُمِّي اللَّديغ سليما ، والطَّب بالفتح الرجل الحاذق 0
ط ب ع :
قوله : طبع الله على قلبه ، هو منعه له من الإيمان والهُدى ، وخَلقُه في قلبه عند ذلك الكفر والضلال 0
ط ب ق :
قولها : طَبَاقاء ، بفتح الطاء والباء بواحدة ممدود ، قيل : هو الأحمق الذي انطبقت عليه أُموره ، وقيل : الذي لا يأتي النساء ، وقيل : العيِيُّ الفَدْم ، وقيل : الثقيل الصدر عند / المباضعة 0 ... ... ... ... ... ... ... ... ... 91ب(1/219)
قوله : وطبقَتُ بين كفَّيَّ ، والتطبيق في الصلاة ، أي جعلت بطن كل واحدة لبطن الأُخرى ، ويجعلهما في الركوع بين فخذيه ، وهو مذهب ابن مسعود ، وهو حُكم منسوخ ، كان أول الإسلام 0
قوله : وعاد ظهره طَبَقاً ، بفتح الطاء والباء ، أي فَقَارَةً واحدةً ، والطَّبَق فَقَارة الظهر ، فلا يقدر على الانحناء ، ولا على السجود 0
قوله : على ثلاث طبقاتٍ من الناس ، أي أصنافٍ ، والطبقة الصنف المُتشابه 0
وقوله : وأطبقَتْ عليهم سَبعاً ، أي عمَّهم مطرها ، كما قال امرؤ القيس :
طَبَّقَ الأَرضَ بجَرَّارٍ هَدِر (1)
وقد يكون بمعنى أظلمَتْ وعمَّتهم 0
قوله : إن شئتَ أطبقتُ عليهم الأخشبين ، أي أجمعُهما وأضمُّهما 0
ط ب ي :
قوله : إحدى يديه طُبْيُ شاة ، بضم الطاء ، وسكون الباء بواحدة ، وضم الطاء هو ثديُها 0
الطاء مع الراء
ط ر د :
قوله : بينا أنا أُطارِدُ حيَّةً ، أي أتصيدها ، أو أُراوِغها ، ومنه طَردُ الصَّيد ، وهو اتِّباعه ومراوغته حيث مال 0
وقوله : واطَّردوا النَّعَم ، أي ساقوها أمامهم 0
ط ر ر :
قوله : يستجمر بالألُوَّة غير مُطرَّاةٍ ، أي يَتبخَّر بها صِرفا ، غير مُلطَّخٍ بالطيب ، وأصله من طَرَدتُ الحائط أطُرُّهُ إذا غَشَّيْتَهُ بجصٍّ أو نحوه ، وقد تكون مُطَرَّاةً بمعنى مُطَيَّبَة مُحَسَّنَة ، من الإطراء ، وهو المبالغة في المدح 0
ط ر ف :
قوله : يمرُّ المؤمن عليه كالطَّرف ، بفتح الطاء ، وسكون الراء ، أي كسرعة رجع الطَّرف، وهو طرف الإنسان بعينه ، وهو امتداد لحظها حيث أدرك ، وقيل : هو حركتها، وفي الذبيحة حتى تَطْرِف، أي تُحرِّك أجفان عينيها ، وفي الميراث : ليس للطَّرْف منه شيء ، فسّره مالك بالأبعد من طرف الشيء إلى آخره ، كأنه آخر العَصَبَة 0
__________
(1) عجز بيت من الرمل ، ديوانه ، ورواية البيت كاملا : دَيمَةٌ هَطلاءُ فيها وَطَفٌ طَبَّقَ الأَرضَ تُجَرّى وَتُدِر(1/220)
وقوله : من طَرفاء الغابة ، شجر من شجر البادية ، وشُطوط الأنهار ، ممدودة ، واحدها طَرَفَة / مثل قصبةٍٍ 0 ... ... ... ... ... ... ... ... ... 92أ
ط ر ق :
وقوله : حِقّةٌ طروقة الفَحل ، بفتح الطاء ، أي استَحقّتْ أن يَطرُقَها الذّكَر ليضربَها ، ومنه : نهى عن طَرق الفحل ، بفتح الطاء ، وسكون الراء ، هي إجارته ، مثل نهيه عن عَسْب الفحل ، ومعناه نهى عن بيع طَرْق الفحل ، يقال : طرق الفحل الناقة يَطرُقها طرْقا ، وأَطرقْتُ الفحل أَعَرْته لذلك إطراقا 0
وقوله : نهى أن يَطْرُق الرجلُ أهله ليلا ، وأن يأتي أهله طُرُوقا ، لضم ، وهو المجيء إليهم بالليل من سفرٍ أو غيره على غفلةٍ ، ليستغفلَهم، ويطلبَ عثراتِهم ، والاطلاع على خَلََواتِهم ، كما فسّره في الحديث الآخر :يَتَخَوَّنُهم بذلك ، والطُّروق بضم الطاء كل ما جاء بالليل ، ولا يكون بالنهار إلاّ مجازا ، ومنه : ومن طارق الليل والنهار إلاّ طارقٍ يطرق بخير ، أي يأتينا ليلا ، ومنه : طَرَقه وفاطمةَ ليلا 0
قوله : كأنّ وجوهَهم المَجانُّ المُطرَقَة ، بسكون الطاء ، وفتح الراء ، أي التِّرَسَة التي أُطرِقَت بالعَقَب ، وأُلبِسَتْهُ طاقَةً فوق أخرى، وقال بعضهم : الأصوب فيه المُطَرَّقَة بالتشديد ، وكل شيء رُكِّبَ بعضه فوق بعض ، فهو مُطرَّق ، وقيل : هو أنْ يُقَدَّر جِلْد بمقداره ، ويُلصقَ به ، كأنه تُرْسٌ على تُرسٍ 0
وقوله : يُحشرُ الناس على ثلاث طرائق ، أي فِرَق ، قال الله تعالى : [طَرَائِقَ قِدَدًا] (1) أي فِرقاً مختلفة الأهواء 0
ط ر ي :
قوله : لا تَطْروني كما أَطرَتْ النصارى عيسى ، الإطراء ممدود ، مجاوزة الحد في المدح ، والكذب فيه ، ومثله سَمِعَ رجلاً يُثني على رجل ويُطريه 0
الطاء مع اللام
__________
(1) الجن 11(1/221)
قوله: ويَنزِلُ مطرٌ كأنه الطَّلُّ أو الظِّلُّ، كذا الرواية في الأول بالمهملة المفتوحة ، والثاني بالمعجمة المكسورة ، والأشبه والأصح هنا اللفظة الأولى ؛ لقوله في الحديث الآخر كمَنيِّ الرِّجال ، والطَّل المطر الرقيق 0
وقوله : ومثل ذلك يُطَلُّ، أي يُهْدَر ويُبْطَل، ولا يُطلَبُ ، ولا يُقال طَلَّ دمُهُ بالفتح ، وحكى صاحب الأفعال : وطلّه الحاكم وأَطَلّه أهْدره 0
/قوله : لو أنَّ لي طِلاعَ الأرض ذهبا ، أي ما طَلَعَت عليه الشمس من الأرض 0 ... 92 ب
وقوله : لاقتديتُ به من هول المُطَّلَع ، يريد ما يُطَّلَع عليه من أهوال القيامة وشدائدها ، والمُطَّلَع بضم الميم ، وتشديد الطاء ، وفتح اللام موضع الاطلاع من إشرافٍ إلى انحدارٍ ، شبَّه ذلك به، والمَطْلَع ، بفتح الميم واللام موضع الطلوع ، وبكسر اللام وقت الطلوع 0
وقوله : في خيلٍٍ طليعَة ، أي مُتقدِّمة ، تَطَّلِعُ على أمر العدو، وتُشرِف على أخباره ، ومنه : ولو أن امرأة من أهل الجنة اطَّلَعَتْ على أهل الأرض ، أي أَشرَفَتْ واطَّلَعَتْ (1) من فوق الجبل ، وطَلَعْتُ على القوم أَتيتُهم ،واطَّلَعتُ وطَلَعْتُ معا ، وطلعتُ عنهم غِبتُ عنهم 0
وقوله : طِلاعَ الأرض ، أي مِلْؤُها 0
وقوله : اطّلَعتِ الشمسُ ، أي طلعت ، يقالان معا بمعنى واحد 0
وقوله : فليُطلِع لنا قَرنَه، أي يكشف رأسه، ويَشهَر نفسه ، ويُعَرِّفُنا به ، ولا يستتر بأمره 0
ط ل ق :
قولها : تَطلَّقَ في وجهه ، أي انبسطَ وجهه ، وظهر البِشر فيه 0
قوله : بوجهٍ طَلْقٍ ، وطَلِقٍ وطَليقٍ ، رجل طلْق الوجه ، وطليقه ، وقد طَلُق وجهه ، بالضم ، ومثله طلقُ اليدين ، إذا كان سخياً ، ومصدره طلاقة 0
قوله : الطُّلَقاء ، بفتح اللام ، ممدود ، جمع طليق ، يقال ذلك لمن أُطلِق من إسارٍ ووِثاق ،
وقيل لِمُسْلِمَةِ الفتح الطلقاء ؛ لِمَنِّ النبي صلى الله عليه وسلم عليهم 0
__________
(1) واطلعت : غير موجود في ب .(1/222)
وقوله : وامرأةٌ تَطْلُق ، يقال : بفتح التاء ، وضم اللام ، وبفتح اللام وضم التاء أيضا ، والطاء ساكنة في كليهما ، يقال : طُلِقت المرأة بضم الطاء وكسر اللام مخففة من الولادة على ما لم يسم فاعله طَلْقاً بسكون اللام ، ومنه: ضَرَبَها الطَّلْقُ إذا أصابها ذلك ، وطلَقَت وطلُُقَتْ بفتح اللام وضمها من الطَّلاق ، بانت من زوجها 0
قوله : إنّ أخي استُطْلِق بطنُه ، ولم يزده إلاّ استطلاقا ، يعني أصابه الإسهال 0
وقوله : فانتزع طَلَقاً من حَقَنِه، بفتح الطاء واللام، قال ابن الأنباري: هو قَيْدٌ من أَدَمٍ أحمر ، والطَّلَق أيضا الحبل الشديد 0
/ قوله في الأشربة : الطِّلاء ، ممدود ، بكسر الطاء ، وهذا طِلاء كطلاء الإبل ، أي 93 أ القَطِران الذي تُطلى به من الجرب ، شبّه به طِلاء الشراب ، وهو ما طُبِخ من العنب حتى يَخْثُر ويَغْلُظ ، ويذهب ماؤه 0
الطاء مع الميم
ط م ث :
قولها : فطَمَِثْتُ بفتح الميم وكسرها ، أي حِضْتُ ، لغتان 0
ط م ح :
قوله : وطَمَحَتْ عيناه إلى السماء ، بفتح الميم ، أي ارتفعت وشخَصت 0
الطاء مع النون
قوله : وكان بيتي مُطنَّباً ببيت النبي صلى الله عليه وسلم ، أي مُلاصقا طُنْبُه بطُنبه ، بضم الطاء ، مشدوداً إليه ، وهو الحبل الذي يُشدُّ إلى الوتد ، والجمع أطناب ، واستُعمل فيما قارب من المنازل استعارة 0
وقوله : ما بين طُنبَي المدينة ، أي طرفيها 0
ط ن ف :
قوله : على طِنْفَسَة خضراء ، ، ويقال بضم الطاء وكسرها ، وفتح الفاء ، وهو الأفصح ، وحُكي فيها الكسر أيضا 0
الطاء مع العين
ط ع م :
قوله : إنما هي طُعمةٌ أطعمكموها الله ، بضم الطاء وكسرها ، ومعنى الطُّعم ، أي أكلة ، وأمَّا الكسر فوجه الكسْب وهيئته ، يقال : فلان طَيِّبَة الطِّعمة 0
قوله : فما زالتْ تلك طِعمَتي بَعْدُ ، أي صفة أكلي وتَطَعُّمي 0
وقوله : هل أطعمَ نخل بَيْسان ، أي أثمر 0
قوله : صاعاً من طعام ، المُراد به هنا البُرُّ 0(1/223)
وقوله : نهى عن بيع الطعام حتى يُستَوْفَى ، هو هاهنا كل مَطعوم 0
وقوله : في المُصَرَّاة صاعا من طعام لا سمْراء ، قال الأزهري : أراد صاعا من تمر ، لا من حنطة ، والتمر طعام ، ويفسره قوله في الآخر صاعاً من تمر 0
وقوله : في السُّعاة نَكِّبُوا عن الطعام ، أي اللبن ، أي لا تأخذوا ذات لبن0
وقوله : طعام الواحد يكفي الإثنين ، أي شِبَعُ واحدٍ يَقُوت اثنين 0
قوله : فاستطعمتُه الحديث ، أي طلبت منه أن يحدثني / به 0 ... ... ... 93 ب
وقوله : طعام طعمٍ ، أي تصلح للأكل ، والطُّعم بالضم مصدر ، يعني شاربها ومُتَتطعِّمَها عن الطَّعام ، وقيل : معناه طعامُ سِمَنٍ 0
ط ع ن :
قوله : الطاعون رِجزٌ 0
وقوله : وطُعِن ، على ما لم يسم فاعله ، أي أصابه الطاعون ، وهي هاهنا الذُّبَحَة ، والطاعون قروح تخرُج في المغابن ، وفي غيرها ، فلا يلبَثُ صاحبُها ، وتَعُمُّ غالبا إذا ظهرت 0
وقوله : رِجزٌ ، أي عذاب ، والمطعون شهيد ، الذي مات بالطاعون 0
الطاء مع الغين
ط غ ي :
قوله : لا تحلِفوا بآبائكم ولا بالطواغي ، هي الطواغيت ، واحدها طاغية وطاغوت ، وجمعه طواغيت ، وهي الأصنام ، ومنه : مناه الطَّاغية ، ومنه : وما ذبحوا لطواغيتهم ، وقيل : هي بيوت الأصنام ، وقد جعلوا الطاغوت واحدا وجمعا كالفُلك 0
الطاء مع الفاء
ط ف ر :
قوله : وطَفَرْتُ ، أي وثبتُ 0
ط ف ل :
قوله : المطافيل ، هي النوق التي معها أولادها ، وهي أطفالها ، والطفل الصغير من كل شيء ، والمُطفِلُ أُمُّهُ 0
ط ف ف :
قوله : طَفَّفت ، بتشديد الفاء الأولى ، أي نقَصتَ من الأجر ، وطفَّف بي الفرس ، أي وثب وعلا عليه ، أوارتفع عن موضع السِّباق ، يقال منه : طفّ الشيء وأَطفّ ارتفع ، وطفَّ الكيل إذا قارب امتلاؤه 0
وقوله : الطافي حلال ، يعني ما مات من صيد البحر فطفا على الماء ، أي علا ، هذا مذهبُ الحجازيين ، ومنعه الكوفيون ، ورأوه مَيتة 0
ط ف ق :(1/224)
قوله : فطفِق بالحجر ضربا ، أي صار مَلوماً لذلك ، بكسر الفاء وبفتحها لغة ، وكذلك طفِقْتُ أعتذر ، قالوا ولا يكادون يقولونها في النفي، ما طفق ، وإنما يقولونها في الإيجاب 0
ط ف ي :
قوله : ذا الطُّفْيَتَيْن ، بضم الطاء ، أي الخطين على ظهره، والطُّفيَة خوصَة شِبْهها ، وقيل : نقطتان 0
الطاء مع السين
/ ط س ت : ... ... ... ... ... ... ... ... ... 94 أ
قوله : فأُتي بطَسْتٍ ، بفتح الطاء ، وفيه لغات : طَسْتٌ ، وطَشْتٌ ، وطَسٌّ، وطَشٌّ ، وطَسَّةٌ ، وطَشَّةٌ ، والفتح والكسر في جميعها ، وجمعها طِساسٌ ، و طِساتٌ ، وطُسَيسٌ ، وطُسوسٌ ، وطُسوتٌ 0
الطاء مع الهاء
قوله : فجئتُه بطَهُوره ، وهو الطَّهور ماؤه ، وأضعُ له طَهُوره ، كله هنا الماء ، وكذلك الوضوء ، وبالضم فيهما الفعلُ ، وحكى الخليل الفتح في الفعل والماء ، ولم يعرِف الضم ، وحُكي الضم فيهما ، وكذلك الغُسل والغَسل ، فرّقوا بينهما على ما تقدم في الفعل والماء ، وحكى الأصمعي : الغَسل والغُسل ، وأما الطُّهر فالفعل من ذلك، وكذلك الطَّهارة، وأما قوله : الطَّهُور شطر الإيمان ، فهو هاهنا الفعل ، وكذلك يكفيه لطُهُوره 0
وقوله في المُعتكِفة : إذا طَهَرَتْ رجعتْ ، بفتح الطاء للأكثر، وضبطه بعضهم بالضم ، يقال : طَهَرَتْ وطَهُرَت المرأة ، إذا انتظفت وذهبت عنها حيضتُها ، وكذلك من الذنوب والعيوب ، ولم يأت من فَعُلَ فاعِلٌ إلاّ قليل ، امرأة طاهر ، ورجل طاهر ، وفَرُهَ فهو فاره ، وحَمُض فهو حامض ، ومَثُل فهو ماثل ، وقولهم امرأة طاهر (1) ، قال ابن السكيت : بغير هاء في الحيض ، وبالهاء من العيوب 0
وذكر المِطْهَرَة : هي بكسر الميم الإناء ، وبفتحها المكان 0
__________
(1) وفَرُهَ فهو فاره ، وحَمُض فهو حامض ، ومَثُل فهو ماثل ، وقولهم امرأة طاهر: غير موجود في ب .(1/225)
قوله : لم يكن بالمُطهّم ، قال الخليل : هو التام (1) الخَلْق ، وقال أبو عبيدٍ: هو التام منه كل شيء في جسده ، فهو بارع الجمال ، وقيل : هو الفاحش السِّمَن ، وهذا أولى في صفته عليه السلام ، لم يكن بالمُطهَّم ، وقيل : هو الخفيف الجسم ، وكأنه من الأضداد 0
الطاء مع الواو
ط و ل :
قوله : أطولكُنَّ يداً ، أي أكثركن عطاءً ، يقال : فلان طويل اليد والباع ، إذا كان كريما ، فَكُنَّ يتطاولن ، أي يتقايسن أَيُّهُنَّ / أطولُ يدا 0 ... ... ... ... ... 94 ب
قوله : لا يغرنَّكُم بياض الأُفق المستطيل ، أي الذاهب صُعُداً غيرُ معترِضٍ ، والمستطيل نعتٌ للبياض لا للأُفق 0
قوله : بطولََى الطُّولَيَين ، فسّرها ابن أبي مُليكة بالأعراف والمائدة ، ووقع عند الأصيلي : بطولِ بالكسرة ، وهو وهم ، واللام مفتوحة 0
قوله : فما أَطالُ لها في مَرْجٍ أو روضة ، وما أصابت في طِيَلِها ذلك ، الطِّيل الجبل ، وقيل : طولُها ، وهو أكثر ، وقيل : هو الرَّسن ، وهو الطِّوَل أيضا ، وأطال لها ، جعل لها طِوَلاً يمُدُّه لها لترعى ، وتمتدَّ بطوله في رعْيِها 0
وقوله : فِي كَفَنٍ غَيْرِ طَائِلٍ ، أي لا قيمة كبيرة له ولا قَدْر 0
ط و ع :
قوله : فإن هم أطاعوك بذلك ، وفي غير حديث : أطاع الله ، وطاعه ، وكلاهما صحيح ، يقال : طاع وأًطاع بمعنىً ، وقال بعضهم : بينهما فرق ، طاع انقاد ، وأطاع اتَّبع الأمر ولم يُخالِفْه ، وكلاهما قريب راجع إلى امتثال الأمر ، وترك المخالفة 0
ط و ف :
إنها لمن الطَّوافين عليكم ، أوالطَّوافات ، أي المُتكرِّرات عليكم ، مما لا ينفك عنه ، ولا يُقْدَر على التَّحفُّظ منه ، وتكرار الكلمة يحتمل الشك ، ويحتمل قصد جميع الذكوروالإناث 0
__________
(1) في ب : تام .(1/226)
قوله : طاف بأعظمها بَيْدَراً ، وجعل يُطيفُ بالجبل كله ، بمعنى استدار من نواحيه ، حكى صاحب الأفعال فيه كله طاف وأطاف ، وفي الجمهرة طاف بالشيء دار حوله ، وأطاف به ألَمَّ به ، وقال الخطابي : طاف يطوف من الطواف، وطاف يطيف من الطَّيف ، وهو الخيال ، وأطاف يُطيف من الإحاطة بالشيء 0
وقوله : كان يطوف على نسائه ، وفي خبر سليمان : لأَطوفَنَّ الليلة على سبعين امرأة ، ويُروى لأُطيفنَّ ، على التفسيرين المتقدمين ، ومعناه هنا الجِماع ، ومنه : يَطوف عليهنّ المؤمن 0
وقولها : مَن يُعيرُني تِطوافاً ، بكسر التاء ، أي ثوبا أطوف به حول البيت 0
ط و ق :
قوله : طُوِّقَهُ من سبع أرضين يوم القيامة ، قيل : جُعل طوقا في عُنقه ، وقيل : طُوِّقَهُ حُمِّلَهُ وكُلِّف فوق طاقته 0
/ وقوله : فصار عليه مثل الطَّاق ، أي طاق البناء الفارغ ما تحته ، وهي الحنيَّة . 95 أ
وقوله : والنخل مُطوَّقةٌ بثمرها ، أي قد تدلّت ورَخِيَتْ عثاكيلها ، فصارت لها كالأطواق 0
ط و ي :
قوله : باتا طاويين ، أي جائعين ، والطَّوى ضُمور البطن من الجوع 0
وقوله : يطوي بَطنه عن جاره ، أي يؤثِرُه بطعامه ، وفضل زاده ، ويترك شهوته 0
وقوله : واطْوِ لنا الأرض ، أي سهِّل علينا المشي والسفر ، وأعِنَّا عليه (1) ، وقرِّبْه لنا ، ولا تُطَوِّل سيرنا 0
وقوله : إن الأرض تُطوى بالليل مالا تُطوى بالنهار ، أي تَقطَعُ ويُسرع المشي فيها لرقة هواء الليل ، وعدم الحرّ ، يُعين على السير ، ويُنشِّط الدَّواب ، ويُخفَّف الحِمل ، بخلاف حرّ النهار ، ولهب الهواجر 0
وقوله : فِي طَوِيٍّ من أَطواء المدينة ، وطَويٍّ من أطواء بدر ، بكسر الواو ، وفتح الطاء، وآخره ياء مشددة، هي البئر المطوية بالحجارة ، وجمعها أطواء 0
الطاء مع الياء
ط ي ب :
قوله : التحيات الطيبات ، أي الكلمات المباركات 0
__________
(1) في ب : وأعنا به عليه .(1/227)
وقوله : من كسْبٍ طَيِّبٍ ، أي حلالٍ ومنه : إنَّ الله طيِّبٌ لا يقبل إلاّ طيِّبا ،أي إنَّ الله بريء من النقص والسوء ، وطاب الدِّين ، خَلَص ، ومنه : وتأوَّلْتُ أنّ ديننا قد طاب 0
وقوله : الحمد لله كثيرا طيّبا ، أي خالصا 0
وقوله في المدينة : يَنْصَعُ طِيْبُها ، بكسر الطاء ، وإسكان الياء ، ويروى بفتح الطاء ، وتشديد الياء وكسرها ، وكلاهما صحيح المعنى ، ومعنى ينصع يخلُص ، وقيل : يُنقَّى ويُطهَّر 0
وقوله : من رُطَبِ ابن طابَ وعُرجُون ابن طاب ، نوع من ثمر المدينة ، وطُوبى شجرة في الجنة ، مقصورة مضمومة الطاء ، تُظلِّل الجنة ، وأصله من الطيب ، وفي الحديث : طُوبَى له ، قيل : يريد هذه الشجرة ، أو الجنة ، أي ظِلّ طوبى ، وقيل : هو اسم للجنة ، والاستطابة الاستجمار / بالأحجار ، لأن الموضع يَطيب بذلك ، ويُزال نَتْنُه 0 95 ب
وقوله في سبي هوازن : فمن أحبّ منكم أن يُطَيِّبَ ذلك ، وفيه قد طيَّبوا لكَ ، معناه أَباحوه وحلَّلُوه ، وطابت به نفوسهم ، ولم يَكرهوه ، في صِفة الفجر الأحمر المُستطير ، أي المُنْتشر في الأُفق لا الصَّاعد 0
وقوله : نهى عن الطِّيَرة ، بكسر الطاء ، وفتح الياء ، أي اعتقاد ما كانت تعتاده العرب في الجاهلية من التطَيُّر بالطير وغيره ، وأصل اشتقاقها من الطَّير ، إذ كان أكثر تطيُّرِهم عملهم به 0
وقولها : فطار لنا عثمان بن مظعون ، أي صار في قُرعتنا ، ومثله فطارت القُرعة لعائشة وحفصة 0
وقوله : إنما نَسَمَةُ المؤمن طير يَعْلُقُ في شجر الجنة ، قيل : يَحتمل أنها مُودَعة في الطير إلى يوم البعث ، ويَحتمل أنها بنفسها تَطِير ، والأول أظهر ، لقوله في الأحاديث الأُخَر : في أجواف طيرٍ خُضرٍ ، وفي حواصل طير خُضرٍ ، وفي قناديلَ تحت العرش 0
وقوله : فيطير الناس بها عنك كل مَطيرٍ ، أي يشيعونها ويذهبون بها كل مذهب ، ويبلغون بها أقاصي الأرض 0
وقوله : وقُلنا استُطِير ، أي طارت به الجن 0(1/228)
وقوله : على فرس يطير على مَتْنِه ، كلما سمع هيْعَةً طار لها ، أي أسرع كالطائر في طيرانه 0
وقولهنّ : على الخير والبركة ، وعلى خير طائرٍ ، دُعاء بالسعادة ، وأصل استعمالها من تفاؤل العرب بالطير ، وقد يكون المُراد بالطائر القِسْمَ والنَّصِيب 0
أسماء المواضع
طَيْبَة : بفتح الطاء ، وسكون الياء ، اسم مدينة النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي طابة أيضا ، سمَّاها بذلك من الطِّيب ، وهو الذّكاء والطَّهارة التي هي ضد الخبث ، لقوله : [وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ] (1) فسمّاها بذلك لفُشوِّ الإسلام بها ، وتطهيرها من الشرك، وقيل : لطيبها لساكنيها، وأمنهم بها ، وسُكون حال مَن هاجر إليها ، واليوم الطَّيِّب الساكن / الريح 96 أ ، والريح الطيبة الساكنة ، وقيل : من الطّيب وحُسن العيش بها ، مِن طاب ليَ الشيء ، إذا وافقني وواتاني ، والطاب والطيب لغتان بمعنىً 0
طَرَفُ القَدُّوم : بفتح القاف ، وتشديد الدال ، قال البكري : قَدوم ثَنِيّة بالسَّراة 0
الطُّور : جبل مشهور بالشام 0
طَفِيل : بفتح الطاء ، وكسر القاف ، وتشديد الدال ، قال البكري : قَدُّوم ثَنِيّةٌ بالسَّراة .
الطُّور : جبل مشهور بالشام
طَفيل : بفتح الطاء ، وكسر الفاء ، وشَامَة ، جبلان على نحوٍ من ثلاثين ميلا من مكة ، وقيل : أحدهما بجُدَّة، وقال الخطابي : كنت أَحْسِب أنهما جبلان حتى أُثْبِتَ لِي أنهما عينان 0
الطائف : معلوم ، وهو وادي وَجٍّ ، وإنما سُمِّي بالطائف ؛ لأن رجلا من الصَّدَف أصاب دما في قومه بحضرموت ؛ فخرج هاربا حتى نزل بوَجٍّ، وخالف مسعود بن مُعَتِّب ، وكان له مال عظيم ، فقال لهم: هل لكم في أن أبني لكم طَوْفاً عليكم ، يكون لكم رِدْءاً من العرب، فقالوا : نعم ، فبناه ، وهو الحائط المُطيف به 0
حرف الظاء مع الهمزة
ظ أ ر :
__________
(1) النور 26(1/229)
قوله : وكان ظِئراً لإبراهيم ، بكسر الظاء ، مهموز ، وقد يُسهَّل ، هو هنا من الرَّضاعة ، والظئر زوج المُرضِعة والمُرضعة ، وفي الحديث : إنّ له ظئرين في الجنة يُرضعانه ، الظئر التي تُرضع الصبي لغيرها وتُربيه ، وأصله العطف ، وهو عطف الناقة على ولدها تُرضعه ، والاسم الظِئار 0
ظ ر ب :
قوله : مثل الظَّرِب ، بفتح الظاء ، وكسر الراء ، وآخره باء بواحدة ، وفي الحديث الآخر : على الظِّرَاب والإكام ، جمع ظِرْبٍ ، قال مالك : هو الجبل الصغير ، ويقال في واحده أيضا ظِربٌ ، بكسر الظاء ، وسكون الراء 0
قوله في الغلام الذي قتله الخضر : غلاماً ظريفاً ، هو الحسن الهيئة 0
ظ ر ف :
قوله : نهيتُكم عن الظُّرُوف ، يعني الأواني ، وما تُجعل فيه الأشياء ، واحدها ظَرْفٌ 0
ظ ل ل :
قوله : يُظِلّهُمُ الله في ظله، يَحتمل أن يكون الظل على ظاهره، إمّا ظل العرش ، كما جاء في الحديث الآخر : في ظل عرشه ، وأضافه إليه لِملكهِ ، أو على / حذف المُضاف96ب ، أو يُراد بذلك ظاهر الظِّلال ، وكُلُّها لله ، كما قال : [فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ] (1) وكلّ ما أكنّ فهو ظلّ ، وقد يكون الظلّ هنا بمعنى الكنَف والسِّتر والعِزِّ ، ويكون بمعنى في خاصته ومزّية منزلته لحضور كرامته في الموقِف ، وقد قيل مثل ذلك في قوله : السلطان ظل الأرض (2) ، أي خاصته ، وقيل سِتره ، وقيل عِزّه ، وقد يكون بمعنى الراحة ، كما يقال : عيشٌ ظليل ، أي طَيِّب ، ومنه الحديث الآخر: في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها ، قيل : في ذَراها وكَنِفَها ، ويَحتمل في رَوْحِها ونعيمها 0
قوله : أظلَّهم المُصَدِّق ، أي غَشِيَهم أَظَلّه كذا ، أي دنا منه ، كأنه ألْبَسَه ظِلَّه 0
__________
(1) البقرة 210
(2) ربما ظل الله في الأرض(1/230)
وقوله في البقرة وآل عمران : كأنهما ظُلّتان أو غمامتان ، هما بمعنى مُتقارب ، الظُّلة السَّحابة، وجمعها ظِلال ، ومنه : [عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ] (1) ، ومنه رأيتُ ظُلَّة تَنْطِفُ السَّمْن والعسل ، أي سحابة ، ومنه كالظُّلَة من الدَّبْر 0
وقوله : الجنة تحت ظلال السيوف ، معناه أنّ شَهْرَ السيوف والضّرب بها مُوجِبٌ لها ، فكأنها معها وتحتها 0
وقوله : ما زالت الملائكة تُظِلُّه بأجنحتها ، يَحتَمِلُ وجهين : أحدهما أنه أَظلَّتْهُ0000000000000000000000000000000000000000 (2)
قوله في الهجرة : لها ظِلٌّ لم تأت عليه الشمس ، أي لم تَفِيء عليه ، وهذا تفسير معنى الظّل ، والفرق بينه وبين الفيء ، أنّ الظِّلَّ ما كان من غُدوةٍ إلى الزوال ، مما لم تُصِبْه الشمس ، والفيء من بعد الزوال ورجوعه من المشرق إلى المغرب ، مما كانت عليه الشمس 0
وقوله : يَظّلُّ الرجل ساخِطا ، أي يصير ، يقال : ظَلِلْتُ بكسر اللام أفعلُ كذا أَظَلّ بفتح الظاء إذا فعلته نهارا ، وظَِلْتُ أيضا بالفتح والكسر ، ولا يقال في فِعلِ غير النهار ، كما لا يقال : بات إلاّ لفعل الليل ، ويقال : طفق فيهما ، ويكون ظلّ يفعل كذا بمعنى دام ، قاله صاحب الأفعال 0
قوله : الظُّلم ظلمات يوم / القيامة ، يعني على أهله ، حين يسعى نور المؤمنين بأيديهم97أ وبأيمانهم ، أو يكون المعنى شدائد على أصحابها ، ومنه : [قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ] (3) ومنه : يوم مظلم ، أي شديد 0
قوله : ليس لِعرقٍ ظالمٍٍ حقٌّ ، يُروى بالتنوين ، وظالمٌ نعت ، والصفة هاهنا راجعة إلى صاحب العِرق ، أي عرق مَن ظلمَ فيه ، ويُروى بغير تنوين على الإضافة ، والعِرق الإحياء والعِمارة 0
ظ ل ع :
__________
(1) الشعراء 189
(2) فراغ في الأصل بمقدار نصف سطرفي النسختين ، وهذا مما يدلل على أنّ إحداهما نقلت عن الأخرى .
(3) الأنعام 63(1/231)
قوله : العرجاء البيِّن ظَلَْعُها ، الظَّلَع بفتح اللام وسكونها أيضا العَرَج 0
قوله : وأُعطي قوماً أخافُ ظَلَعَهم ، كذا وقع بالظَّاء مفتوحة ، أي مَيْلَهم ومرضَ قلوبهم، وضعفَ إيمانهم ، والظَّلَع داء يأخذ في قوائم الدواب تَغْمِزُ منه ، والظَّلْع بالسكون العَرج ، ومنه قولهم : أَرْبَعْ على ظَلَعِك ، يقال منه بالكسر إذا كان غير خِلْقَةٍ ، وإن كان خِلْقَةً قيل بالفتح تَظْلُعُ بالضم ، مثل : عَرِجَ وعَرَجَ في الحالين ، وقال بعض اللغويين : رجل ظالِعٌ إذا كان مائلا مُذنبا ، وهو مأخوذ من ظَلَع الدَّابة ، وقيل : المُتَّهَم ، وحكى ابن الأنباري : ضَلِعٌ بالضاد المعجمة ، أي مائل مُذنب ، وذكر اختلاف أهل اللغة في الظَّلَع ، الذي هو العَرَج ، هل هو بالظاء أو بالضاد ، ويقال من ذلك للذكر والأُنثى ظالِعٌ ، والضِّلع العظم في الجنب بالكسر والسكون ، ويقال : بفتح اللام أيضا 0
ظ ل ف :
قوله : تَطؤهُُ ذات الظِلْف بأظلافها ، والأظلاف للبقر والغنم والظِباء ، وكل حافر مُنشَقٍّ مُنقسمٍ فهو ظِلْفٌ ، والخُفُّ للبعير ، والحافر للفرس والبغل والحمار ، وما ليس بمنشقٍّ ، ومثله : ولو بظلفٍ مُحرَقٍ ، هو مثل قوله : ولو فِرْسَنُ شاة ، وإنما هو للبعير ، فاستعاره للشاة 0
الظاء مع الميم
ظ م أ : ... ... ... ... ... ... ... ... ...
قوله : لم يظمأ أبداً، أي لم يعطش، والظمأ مقصور مهموز العطش ، ورجل ظَمآن وظامِئٌ 0
/ الظاء مع النون ... ... ... ... ... ... ... ... 97 ب
ظ ن ن :(1/232)
قوله : ما كُنَّا نظنُّه برُقْيَةٍ ، أي نتَّهِمه ، وكذلك ما جاء مثل ظننتُ وظنوا ونظن والظن وما تصرّف منه ، إنما هو بمعنى التُّهمة والشَّكُّ ، واعتقاد ما لاتحقيق له ، ومنه : إياكم والظّن فإنّ الظّنّ أكذب الحديث، أي الشكّ، والاسم منه الظِّنَّة والظَّن ، بكسر الأولى ، وفتح الثاني ، وقد جاء الظن أيضا بمعنى العِلْم واليقين ، وهو من الأضداد ، ومنه قول عائشة : وظننتُ أنَّهُم سيفتقدوني ، وكقوله : [أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ] (1) 0
الظاء مع العين
ظ ع ن :
وذكر في الحديث الظُّعُن، ومرتْ ظُعُنٌ يجرينَ ، وبها ظَعينة ، الظّعن بضم الظاء ، وسكون العين وضمها من الظَّعائِن ، وهنّ النساء ، وأصله الهوادج التي يكُنَّ بها ، وسُمِّي النساء بذلك ، وقيل : سُمِّيَ الإبل به ، وكَثُرَ حتى استُعمِل في كل امرأة ، حتى سُمِّي الجَمَل الذي تركب عليه ظعينةً ، ولا يقال ذلك إلاّ للإبل التي عليها الهوادج ، وقيل : سُمِّيتْ بذلك لأنها يُظعَنُ بها ويُرحَلُ 0
الظاء والفاء
ظ ف ر :
قوله : ليس السِّنَّ والظُّفْر ، وأما الظُّفْرُ فمُدَى الحبشة ، المراد به هنا ظُفر الإنسان ، وإنما قال مُدى الحبشة ، أي بها يذبحون ما يُمكن ذَبْحُه بها ، وذلك تعذبٌ وخنْق ليس على صورة الذبح، فلهذا نُهيَ عنه ، واختُلِف في الذبح بهما ، كانا مُتصلين أو مُنفصلين ، والظُّفْر من الإنسان وكلّ حيوان بضم الظاء ، وسكون الفاء ، وتُضمّ أيضا ، قال ابن دُريد : ولا تُكسَر الظاء ، ويقال أُظفورٌ أيضا 0
قوله : وعلى عينِه ظَفَرَةٌ بفتح الظاء والفاء، هي لَحْمَة تَنْبُت عند الماقِ كالعَلَقَة ، وقيل : جِلْدَةٌ تُغشِّي البصر 0
__________
(1) المطففين 4(1/233)
قوله في الحائض : نَبَذَةٌ من قُسطٍ وأَظفارٍ / كذا في رواية بعضهم ، وكذا في حديث 98أ الحادَّة عند جميعهم ، وفي بعضها : أو أظفارٍ، ورََوَاه أكثرهم قُسْطُ أظفارٍ، والصحيح الأول ، وهما نوعان من البَخُور ، وفي حديث الإفك : من جَزعِ أَظفارٍ ، وفي رواية : ظفار ، قال بعضهم : قُسْطُ ظِفارٍ ، وجَزَعُ ظِفارٍ ، منسوب إلى مدينة باليمن، يقال لها ظِفار ، قال القاضي : أمّا في الجَزع فلا يصح فيه غير هذا ، وأما القُسْط فتصِح فيه الإضافة ، ويصح فيه أظفار عطفا ، ويصح فيه أو أظفار على التسوية والإباحة ، وقال في البارع : الأظفار شيء من العِطر يُشبه الظُّفْر ، ولا يصح قُسْط أظفار ولا جَزَع أظفارٍ على الإضافة ، ولا له وجه 0
الظاء والهاء
ظ هـ ر :
قوله : والشمسُ في حُجرتها قبل أن تَظْهَر ، بفتح التاء والهاء ، قيل : تعلو على الحيطان ، وتزول عن الحُجرة ، وتَرجِعُ عنها ، من الظُّهُور ، وقد جاء مُفسّرا في الرواية الأُخرى : والشمس واقعة بين حُجرتِي لم يظهر الفيءُ بعدُ ، وفي حديث الهجرة : أسرينا لَيْلَتَنا ويومَنا حتى ظهرْنا ، وعند أبي ذرٍّ : أظهرنا ، فظهرنا (1) بمعنى علونا في سيرنا ، ويكون أيضا بمعنى فُتْنا الطالِب ، يقال : ظَهَرْتُ عنه إذا فُتَّه ، وأظهرنا صِرنا في الظهر ، أو الظهيرة ، أي سرنا فيها ، وهو بمعنى قوله بعدُ ، وقام قائم الظهيرة ، وهي ساعة الزوال ، وشدّة الحرّ، وقال يعقوب : هي نصف النهار ، حين تكون الشمس حِيال رأسك، وهو الظُّهر أيضا ، وبه سميت صلاة الظهر، وجمعها ظهائر، ونَحْر الظهيرة ، مثل قائم الظهيرة ، وقيل : نحرُها أوَّلُها ، ويقال : بعيرظهيرٌ ، أي قويّ الظَّهر على الراحلة 0
قوله : لا يزال طائفة من أمتي ظاهرين ، أي غالبين عالين 0
__________
(1) فظهرنا : غير موجود في ب .(1/234)
قوله : ولم ينْسَ حقَّ الله في ظُهُورها ، قيل : ركوبها ، غير مشقوقٍ عليها ، وأنْ لا تحمل فوق طاقتها ، ومنها الحَمل عليها في سبيل الله ، وإعارةُ فحلِها ، والتَّصدُّقُ ببعض ما يُكسَب / عليها 0 ... ... ... ... ... ... ... ... 98ب
قوله عن عليٍّ : بارزَ وظاهَرَ ، وفي الآخر : ظاهَرَ عليه السلام بين دِرعين ، هو لباسُ درعٍ فوق أُخرى ، وقيل : طارَقَ بينهما، أي جعل ظهر إحداهما لظهر الأُخرى ، وقيل : عاون ، والظّهير العَوِين ، أي قَوَّى إحداهما بالأُخرى في التَّوقِّي ، ومنه : [تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ] (1) ، ولا يزال معك من الله ظهيرٌ ، أي عوين 0
وقوله : إنّي مُصْبِحٌ على ظَهْرٍ ، أي على سفرٍ راكباً للظّهر ، وهي دوابّ السير ، ومنه كان يجمعُ إذا كان على ظهر يسير ، أي في سفرٍ راكبٌ ظهرَ دابته ، ومنه كانت عليَّ رعاية الظَّهْرِ ، واتّبَعْتُ ظهرَك ، ومَن كان ظهره حاضرا ، كل هذا بالفتح ، هي دوابّ السفر التي تُحمَل عليها الأثقال من الإبل وغيرها 0
وقوله : فجعل رجالٌ يستأذِنونه في ظُهْرانِهم ، كذا ضبطناه بالضم ، جمع ظهر 0
قوله في الصَّدقة : ما كان عن (2) ظهر غِنىً ، فسّره أيوب في الحديث عن فضل عيالٍ ، و بيانُه من وراء ما يَحتاج إليه العيال ، كالشيء الذي يُطْرَحُ خلف الظهر ، ومنه قوله في الحديث نفسه : وابدأ بمَن تعول 0
قوله : مَن دعا لأخيه بظهر الغيب ، كأنه من وراء معرفته ، ومعرفة الناس بذلك ؛ لأنه دليل الإخلاص في الدعاء ، وأبعد من التصنُّع ، وكأنه من إلقاء الإنسان الشيء وراء ظهره إذا ستره عن غيره 0
وقوله : بظهر الحرّة ، أي بظاهرها ، والظاهر ما ارتفع من الأرض ، يُريد أعلاها 0
وقوله : بين ظهرانَيْ جهنم، كذا للعُذري، ولغيره ظَهْرَي ، قال الأصمعي وغيره : يقال بين ظهورهم وظهرانيهم ، بفتح الظاء والنون ، ومعناه بينهم ، قال غيره : والعرب تضع الاثنين موضع الجميع 0
__________
(1) البقرة 85
(2) في ب : على .(1/235)
وقوله : قطعتم ظهْر الرجُل ، أي أَهلكتموه بمدحكم ، كمن خُلِع نِخاعُه ، وقُصِم ظهره 0
أسماء المواضع
ظَفَار : مدينة باليمن ، بفتح الظاء ، وتخفيف الفاء ، وآخرها راء/ وقال أبو عبيدٍ هو 99أ مبنيٌّ على الكسر مثل حَذامِ، وقال غيره : سبيله سبيل المؤنث لا ينصرف، ويُرفع ويُنصب 0
مَرُّ ظَهرانٍ : بفتح الميم ، وتشديد الراء ، وتصريفها بوجوه الإعراب ، وفتح الظاء ، وسكون الهاء ، ويقال : مرُّ الظهران أيضا ، هو على بريدٍ من مكة، قال بعضهم : ابنُ وَضاح يقول : مرَّ ظهرانَ، بفتح الراء على كل حال ، مثل حضرمَوْتَ 0
حرف الكاف مع سائر الحروف
ك أ ب :
قوله : وكآبة المُنقَلَب ، الكآبة الحُزن ، استعاذ مِن أن يتصرَّف إلى أهله في حالةٍ يكون فيها كئيبا إمَّا في نفسه مما ناله في سفره ، أو في أهله مما نالهم بعده ؛ فيحزن لذلك 0
الكاف مع الباء
ك ب ب :
قوله : إلاَ كبَّهُ الله على وجهه ، وأَن يكبَّه الله، أي يُلقيه ، وأَكبَّ عليه ، وأكببناعلى الغنائم ، يقال في مُعدَّاه كبَّه الله ، وفي لازمه أَكَبَّ ، وهو مقلوب المعهود في الأفعال من تعدية الثلاثي إلى الرباعي ، قال الله تعالى : [أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ] (1) هذا من أكبَّ مُعدى رباعي ، وقال [فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ] (2) ، فهذا مُعدَّىً ثلاثي من كَبَّ وله أمثلة قليلة نحو ستّة 0
ك ب ت :
قولها : إنّ الله كبَتَ الكافر ، أي صرعَه وخيَّبه ، وقيل أغاظه وأضلَّه ، وقيل : أصله كَبَدَه ، أي بلغ بالهمِّ والغمِّ كَبِدَه ، فقُلبت الدال تاء لقرب مخرجيهما، كما قيل : سَبَتَ رأسُه وسبده ، أي حَلَقه 0
ك ب ث :
قوله : نجْني الكَباثَ ، هو الأراك ، قيل : نضِيجه ، وقيل : غَضُّهُ ، وقيل : حِصرِمُه 0
ك ب د :
__________
(1) الملك 22
(2) النمل 90(1/236)
قوله : تَقيءُ الأرضُ أَفلاذَ كبِدها ، قيل: معادنُها، وما خُبِّئَ فيها ، وكَبِدُها بطنها ، وعبَّر عما يخرجُ من ذلك بفلذَة الكَبِد ، وهي القطعة منها 0
وقوله : لو كان في كبِد جبلٍ ، أي داخله ، إمَّا في شعابه أو غِيرانِه ، وقد جاء في آخر : كنف جبلٍ مُفسّرا 0
قوله : في كبِد القوس ، وهو مَقبضُها ، وفي حديث الخضر : على كبد البحر ، أي وسَطه 0
وقوله : الجالبُ على عمود كبده ، وفي رواية بطنه ، قال أبو عبيدٍ : معناه تَعَبٍ ومشقّةٍ ، وقال غيره : على ظهره ؛ لأن الظهر عمود البطن ، وما فيه ؛ لأنه يُمسكه ويُقوِّيه ، فهو كالعمود له 0
قوله : ونحن نَنْقُل التراب على أكبادنا في غزوة الخندق (1) ، بالباء بواحدة بغير خلاف، وفي غير هذا الموضع لكافتهم ، وعند أبي ذرِّ هنا : أكتادنا ، بالتاء وعند مسلم : أكتافنا ، وهي تؤيد رواية أكتادنا ، والكتَد مجمع العُنُق والصُّلْب ، وهو موضع الحمل ، ومن رواه بالباء بواحدة فعنى به المشقّة والتَّعب 0
ك ب ر :
قوله : الله أكبر ، قيل : معناه الكبير ، وقيل : أكبر من كل شيء ، فحُذف لوضوح المعنى ، ومعناه أكبر ، والكبير في صفته تعالى ، مثل : العظيم والجليل الذي جلّ سلطانه ، وعَظُم ، فكل شيء مُستحقرٌ دونه ، واختُلف في تكرير هذه الكلمة في الأذان ، هل الراء مضمومة أو ساكنة فيهما أو مفتوحة في الأول لنقل الحركة ، والأصل السكون 0
وقوله : الله أكبر كبيراً ، قيل : نُصِب بإضمار فعل ، أي كبَّرتَ كبيرا ، وقيل على القطع ، وقيل : على التمييز 0
قوله : الكبرياء رِدائي ، فِعْلِيَاء من الكِبر ، وهي العظمة والمُلك والسلطان 0
وقوله في حديث ابن الدُّخْشُم : وأَسْنَدُوْا عُظَمَ ذلك وكُبَرَهُ ، بضم الكاف وكسرها معا ، وفي حديث الإفك : كِبْرَ ذلك ، أي عُظمَ الحديث وجُلَّه 0
__________
(1) في ب : على أكباد غزوة الخندق .(1/237)
وقوله : كَبِّرْ كَبِّرْ ، والكُبْر ، الكُبْرُ بضم الكاف ، وسكون الباء ، وفي الحديث الآخر : كُبْر الكُبر ، أي قدِّم السِّنَّ ووقِرْه ، والكُبْر جمع أكبَر ، مثل أحْمَر وحُمْر0
قوله : على ساعتي هذه من الكِبَر ، أي على حالتي منه ، والكِبَرُ زيادة السن ، وقد يكون الكِبَرُ في المنزلة والعِلم ، كقوله : [إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ] (1) أي عليمكم ومُقدِّمُكُم 0
وقوله : فلما كَبِرَ ، يُقال : كَبِر الصَّبيّ وكَبُر ، بكسر الباء وضمها في الماضي ، وفتحها وضمها في المستقبل، و كَبِر الشيخ بالكسرلا غير أَسَنَّ ، يكبُر ، ويقال : كَبُر بالضم ، وكبُر الأمر يَكبُرُ 0
وقوله : أعوذ بك من الكسل ، وسوء الكِبْر ، رويناه بالوجهين / جميعا ، بسكون 100أ الباء بمعنى التعظيم على الناس وبفتحها بمعنى كِبَرِ السِّن والخَرَف ، كما قال في الحديث الآخر : وأنْ أُرَدَّ إلى أرذل العُمُر بالوجهين ، ذكره الخطابي ، ورجَّح لفتح 0 ... ...
وقوله : الأكبرَ مما يلي القبلة، يعني في القبر ، وهو هنا الأفضل ، فإن اسْتَوَوْا قُدِّم الأَسَنُّ 0
الكاف والتاء
ك ت ب :
قوله : كتائب وكتيبة ، هي الجيوش المجموعة التي لا00000000000 (2)
وقوله : الصلاة المكتوبة ، أي المفروضة ، قال الله تعالى : [إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ] (3) 0
قوله : لأقضينَّ بينكما بكتاب الله ، أي بحكم الله ، وقيل : بما جاء في القرآن من ذلك ، وقد كان فيه الرَّجم مَتْلُوَّاً 0
وقوله : كتابُ الله القصَاص ، أي حُكمه ، والذي جاء في كتابه 0
وقوله : أقِمْ عليَّ كتاب الله مثله .
__________
(1) طه 71 ، الشعراء 49
(2) فراغ بمقدار ثلث سطر في أ ، ب .
(3) النساء 103(1/238)
وقوله : كتابُ الله أحقُّ ، يَحتمل أن يُريد قوله تعالى : [فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ] (1) ويحتمل أن يُريد : حكمُه وقضاؤه بأنّ الولاء لِمَنْ أَعتق ، كما في الأُخرى : قضاء الله ، وشرطُ الله ، وقيل : قوله : [وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ] (2) 0
قوله : يقرؤه كلُّ مؤمن كاتب وغير كاتب ، قيل : هو مجاز ، وهو إشارة إلى سمات الحَدث، وأمارات النقص عليه ، ويدل على ذلك قوله في الرواية الأخرى: يقرؤه كل من كَرِه عَمَله ، وقيل : هو على ظاهره ، فقد يُعمِي الله عنه أبصار من أراد إضلاله وبصيرته ، كما أعماهم عن عَوَرِه ، وقد جاء مكتوبٌ بين عينيه ك ف ر ، وهذه صورة تحقيق لا تَجَوُّزَ فيها 0
ك ت ل :
قوله : في مِكْتلٍ ، ومكاتِلهم ، هو الزَّنبيل ، وقيل : القُفَّة، وكلاهما بمعنى ، وقال ابن وهبٍ : المِكْتَل يسعُ خمسة عشر صاعا إلى عشرين 0
ك ت م :
قوله : فعَلَّفها بالحِناء والكتَم ، لوَّنها ، وخضَبَ أبو بكرٍ وعُمر بالحِناء والكتَم ، بفتح الكاف والتاء مخففة ، وأبو عبيدٍ يقول : مُشدد التاء، ولم يأتِ على فَعَّل إلاّ خمسة أحرفٍ أو ستة ، وهو نباتٌ يُصبغ به الشَّعر، ويُكسَرُ به بياضه وحُمرته إلى الدُّهمة، ويقال : /هو 100 ب
الوَسِْمة ، وقيل : هو غيرها ، ولكنه يُخلط معها كذلك ، وربما سَوَّدَ صِبغُه 0
ك ت ف
قوله : لأَرْمِيَنَّ بها بين أكتافهم ،أي أبوحُ بها بينكم ، وأرميكم بتوبيخي بها كما يُرمَى الشيء بين الكتفين ، وفي كتاب الترمذي أنه لمَّا ذكر الحديث طأطأ القوم رؤوسَهم ، فقال لهم هذا الكلام ، ورواه بعضهم بالنون 0
الكاف مع الثاء
ك ث ب :
__________
(1) الأحزاب 5
(2) البقرة 188(1/239)
قوله : عند الكثيب الأحمر ، هو قطعة من الرمل مستطيلة مُحْدَوْدَبَةٌ ، وجمعه كُثُبٌ بالضم ، وكل مجتَمِعٍ من طعام وغيره إذا كان قليلا فهو كُثْبَة ، بخلاف المُفرَّق ، ومنه : فحلبْتُ فيه كُثبَةً من لبنٍ ، بضم الكاف ، أي قليلا منه جمَّعَهُ في إناء ، قيل : قدْر حلْبَةٍ ، ويَعْمِدُ أحدُكم إلى المُغِيْبَة فيخدعُها بالكُثبَة ، أي بالقليل من الطعام ، وجمع هذا كَثَبٌ بالفتح 0
قوله : إذا أكثبوكُم فعليكم بالنَّبل ، إي إذا أمكنوكم وقربوا منكم ، والكَثَب القرب ، بفتح الكاف والثاء ، وأكثبك الشيء قرُب منك وأَمكنك 0
ك ث ث :
قوله في صفته عليه السلام في حديث ذي الخويصرة : كَثُّ اللِّحية، بفتح الكاف ، هو أن تكون غير دقيقة ، ولا طويلة وفيها كثافة واستدارة 0
ك ث ر :
قوله : لا قطْعَ في ثمرٍ ولا كَثَرٍ ، بفتح الكاف والثاء ، يريد جُمَّار النخل ، وضبطه صاحب الجمهرة بسكون الثاء ، والكُثر بضم الكاف ، وسكون الثاء ، الكَثرة والقُلُّ القليل مُعرَّفان ، وحُكي عن ثَعلب : كَثْراً بالفتح أيضا ، وقاله بالكسر أيضا 0
وقوله : مَن سأل تكثُّرا ؛ أي ليجمع الكثير لغير حاجةٍ وفاقةٍ 0
وقوله : يَسْألْنَهُ ويسْتَكْثِرْنَه، أي يُكثِرْن عليه السؤال والكلام، ويطلبن استخراج الكثير منه 0
وقولها : ولها ضرائرُ إلاّ أكثَرْنَ عليها ، تعني كثَّرن القول فيها، والعيب لها ، ومنه : كان ممّن أكْثَر عليها 0
وقوله : أكثرتُ عليكم في السؤال ، أي في الأمر به ، والحضِّ عليه 0
ك ح ل :
قوله : كَوَى أَكحلَه ، ورُمِيَ على أكحله ، هو عِرقٌ معروف /قال الخليل : هو عِرق 101أ
الحياة ، ويقال : هو أبهَرُ الحياة ، في كل عُضوٍ منه شُعبة ، له اسم على حِدةٍ ، إذا قُطِع من اليد لم يَرقأ الدم ، وقال أبو حاتم :هو عِرق في اليد ، وهو في الفخذ والظهر الأبهر 0
الكاف مع الخاء(1/240)
قوله : كِخْ كِخْ ، زجر للصبي عمّا يُريد أَخْذَه ، يقال بفتح الكاف وكسرها ، وسكون الخائين وكسرهما معا ، وبالتنوين مع الكسر ، وبغير تنوين ، وقال الداودي معناه ليس ، وهي كلمة أعجمية عرَّبتها العرب 0
الكاف مع الدال
ك د ح :
قوله : أرأيتَ ما يعملُ الناس ويكدحون، أي يكسِبون ويَسْعَوْنَ فيه من عملٍ، قال الله تعالى : [إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا] (1) 0
قوله : ليس من كدِّك ولا كَدِّ أبيك ، أي ليس من جدِّك في الطلب ، وتعبك منه ، ومنه : اسْعَ بجدٍّ ولا بكدٍّ ، أي لا باجتهاد وشِدّة سَعيٍ 0
قوله : يَكْدِم الأرض ، بفتح الياء، وكسر الدال ، أي يَعَضَّها من شدّة الألم ،أوشدة العطش 0
الكاف مع الذال
ك ذ ب :
قوله : فيحدّث بالكِذْبَةِ ، كذا هو بكسر الكاف ، ويقال بفتحها ، وأنكر بعضهم الكسر إلاّ إذا أراد الحالة والهيئة 0
وقوله : كذَبَ أبو محمدٍ ، أي أخطأ ، وكذب كَعْب .
وقول أسماء لعمر : كذبتَ ، كله بمعنى الخطأ 0
قوله عن إبراهيم : ويذكرُ كَذَباتِه ، بفتح الذال والكاف ، وثلاث كَذَباتٍ كذلك ، جمع كَذْبة ، بفتح الكاف ، الواحدة من الكذب ، وأكاذيب جمع أُكذُوبَة ، وإنما سُمّى هذه كذَبات لكونها في الظاهر على خلافها ، وإبراهيم إنما عَرَّض بها عن صِدْقٍ ، فقال : هي أختي ، يريد في الإسلام ، وفَعَلَه كبيرُهم ، على طريق التبكيت ، بدليل قوله : [إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ] (2) ، و[إِنِّي سَقِيمٌ ] (3) أي سأسْقَم ، ومن عاش لا بدَّ يسقَم ويهرم / ويموت . ... ... ... 101 ب
__________
(1) الانشقاق 6
(2) الأنبياء 63
(3) الصافات 89(1/241)
قوله : إن شددتُ كذَّبتم ، بتشديد الذال ، أي إنْ حملْتُ لم تحملوا معي على العدو ، ونكصتم عنه وحِدتُم ، ويقال بتخفيف الذال أيضا ، قال الهرويّ : أصل الكذب الانصراف عن الحق ، ومعناه هنا على هذا ، أي انصرفتم عنّي ، ولم تحملوا معي ، وقيل معناه : أَمكنتم من أنفسكم ، وأصل الكذب عنده الإمكان ، أي أمكن الكاذب من نفسه 0
الكاف مع الراء
ك ر ب :
قوله : فكُرِبَ لذلك ، أي أصابه غمّ وكَرْب 0
ك ر ر :
قوله : فكرَّ الناس عنه ، أي رجعوا ، والكرُّ الرجوع ، وكذلك الكرُّ في الحرب الرجوع إليها بعد الانفصال .
ك ر ز :
قوله : حتى سمعتُ وقعَ الكرازين ، هي الفيسانُ التي يُحْفَرُ بها ، واحدها كِرْزِن وكَرزَنٌ بالفتح والكسر، وكِرْزِين وكِِرْزِمٌ، والراء مقدّمة على الزاي في جميعها 0
ك ر د :
قوله : ومنهم المُكَرْدَس ، أي الموبَق المُلقى في النار ، وقد يكون بمعنى المكدوس المتقدم ، أي مُلقىً على غيره ، بعضهم على بعض ، من قولهم لكتائب الخيل: كراديس ؛ لاجتماعها ، والتّكردُس التجمُّع 0
قوله : تُكَرْكِر حبَّاتِ شعير ، أي تطحن 0
ك ر م :(1/242)
قوله : لا تُسمُّوا العنب الكرمَ ، فإن الكَرم الرجل المسلم ، وفي رواية : قلبُ المؤمن ، سمَّتْ العرب الخمر كرما لمّا كانت تحثُّهم على الكَرَم ، فلمّا حرَّمها الشرع نفى عنها اسم المدح ، ونهى عن تسميتها بذلك ؛ لئلا تتشوَّف إليها النفوس التي عهِدتها قبل قصر هذا الاسم الحسن على المسلم ، وقلب المؤمن ، ومعنى كَرْم وكريم سواء ، وصفٌ بالمصدر ، يقال : رجل كريم وكَرَم وكرْمٌ وكِرام، وقيل : سميت بذلك لكرَم ثمرتها وظلِّها ، وكثرة حَملها وظلها ، وأنها مُذلّلة القطوف ، سهلة الاجتناء ، ليست بذي شوك ، ولا شاقَّة المَصْعَد كالنخل ، وتؤكل غَضاً ويابسا ، وتُدَّخر ، وتُتخذ طعاما وشرابا ، وأصل الكرَم الجمع والكثرة / للخير ، ومنه سُمِّي الرجل كريما ؛ لكثرة خيره ، ونخلةٌ كريمةٌ ؛ لكثرة حَملها102أ ، فكان المؤمن بهذه الصفة أولى ، وقد بيّن ذلك عمر بقوله : كَرَم المؤمن تقواه ، إذ هو شَرَفه وجَماع خيره ، قال الله تعالى : [إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ] (1) كأنّه أفضل أنواع الكرَم ، وخصال الشَّرف 0
وقوله : إنما الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف ، الحديث ، إذْ كان الكَرَم الجَمْعُ ، وكثرة الخير ، وهو حقيقة عند يوسف ؛ لأنه جمع مكارم الأخلاق التي يستحقها الأنبياء إلى كَرَم وشرف النبوة ، وشرف علْم الرؤيا ، وغيرها من العلوم ، وشرف رئاسة الدنيا ، وكونه على خزائن الأرض ، وشرف البيت ؛ لكونه رابعَ أربعةٍ في النبوة ، فبالحقيقة أن يُحصَر كرمه بإنما التي تنفي ذلك عن غيره 0
وقوله : إياكَ وكرائمَ أموالِهم ، أي نفائسُها، وكرائم المال خِياره وأفضله، وقيل : ما يختصُّه صاحبه لنفسه منها ويؤثره 0
وقوله : ولا يجلس على تَكرِمته إلاّ بإذنه ، أي فِراشه ، يريد أنه الذي يُكرَم بالإجلاس عليه مَن يقصده ، وكذلك الوِساد وشِبهه 0
ك ر ع :
__________
(1) الحجرات 13(1/243)
قوله : كَرَعَ في الحوض ، الكرْع بسكون الراء ، كرَع من الحوض والنهر إذا شرب منه ، وقال ابن دريد إنما ذلك إذا خاضه فشرب منه بفيه، يقال : كرع كرعا وكُروعا، وقال غيره : الكَرع بالفتح ماء السماء ، وأكرَع القومُ أصابوه فوردوه، والكَرَع بفتح الراء الماء الذي تخوضه الماشية بأَكْرُعِها؛ فتشرب منه.
وقوله : الدَّواب والكُرَاع، وهلك الكُراع، بضم الكاف، وضبطه الأصيلي بالكسر ، وهو خطأ ، قال أبو عليّ : الكُراع اسم لجميع الخيل ، والأَكارِع لذوات الظِّلف خاصّة دون الخيل والإبل ، ثم كثُر ذلك حتى سَمَّوْا به ، ثم استعمل ذلك في الخيل خاصة 0
وقوله : لو دُعيتُ إلى كُراعٍ ، الكُراع كل أَنْفٍ سائلٍ من جبلٍ أو حرَّةٍ 0
ك ر س :
قوله : ثيابٌ من كُرْسُف ، بضم الكاف والسين المهملة ، القُطن ، وهو العُطْبُ أيضا 0
وقوله : ما أدري ما أصنع بهذه الكراييس ، بيائين ، كل واحدة باثنتين /تحتها 102 ب هي المراحيض، واحدها كِرياس ، بكسر الكاف ، وسكون الراء ، وسين مهملة ، وقيل : المراحيض المتَّخذة على السطوح خاصة ، ولا يُسمى ما يُتَّخذ في السُّفل كِرياسا ، سمي بذلك لما يتعلق به من الأَقذار يتكرَّس، أي يجتمع، والياء زائدة 0
ك ر ش :
قوله : الأنصار كَرِشِي وعَيْبَتِي ، أي جماعتي ، وموضع ثقتي ، والكَرِش الجماعة من الناس 0
وقوله : كراهِيَةَ كذا ، وكراهة ، يقال : كراهية كذا ، وكراهة ، وكراهِي ، حكاها أبو زيد ، والكَرْه مثله بالفتح ، كرِهتُ الشيء كَرْها بالفتح والضم معا عند البصريين ، وقال الفراء بالفتح ، فأمَّا الضم فبمعنى المشقة ، والكَرْه والكُره هنا صحيحان ، قال الله تعالى : [حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا] (1) قيل : هما المشقة والمكروه ، وقال بعضهم بالضم المشقة يتحملها من غير أن يُكلفَها 0
__________
(1) الأحقاف 15(1/244)
وقوله : إسباغ الوضوء على المكارِه ، قيل : في البرد الشديد ، والعِلّة تُصيب الإنسانَ ، يَشقُّ عليه مَسُّ الماء ، وقيل : يُراد به إعوازُ الماء، وضَيْقُه حتى لا يوجد إلاّ بغالي الثمن 0
الكاف مع الظاء
ك ظ ظ :
قوله : كَظيظ بالزّحام ، أي مُمتلئ مضغوط 0
وقوله في التثاؤب (1) : فليكظِم ما استطاع ، أي يُمسك فاه ولا يفتحه ، والكظم الإمساك ، ومنه [وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ] (2) والكاظم المُمسك على ما في قلبه ، والأصل فيه للبعير ، وهو أن يُردِّد ما في حلقه ، كظم فلانٌ غيظه إذا تجرّعه ، وكظم خصمه ، أجابه بالجواب المُسكِت فأفحمه ، وأمره برد التثاؤب ، وكظمه ، ووضع اليد على الفم لئلا يبلغ العَدُوُّ في المؤمن ما يسوؤه ويَكره منه من تشويه صورته ، ودخوله في فمه ، وتفلِه فيه ، وضحكِه منه ، ولهذا أمر المتثاوِب بالتفل ؛ لطرح ما عساه ألقاه الشيطان في فيه ، أو لِما مسَّه من ريقه ، إن كان دخل ، والله أعلم 0
الكاف مع اللام
ك ل أ :
قوله : /نهى عن الكالِئ بالكالِئ ، أي عن الدّين بالدَّين ، أو بيع الشيء المؤخَّر 103أ بالثمن المؤخَّر ، وأبو عبيدة يهمزه ، وغيره لا يهمزه ، وتفسيره أن يكون لرجل على رجل دَيْن من بيع أو غيره ، فإذا جاء لاقتضائه لم يجده عنده ، فيقول له : بِع مني شيئاً إلى أجل أَدفعه إليك ، وما جانس هذا ويزيده في البيع لذلك التأخير ، فيدخله السَّلَف بالنفع 0
__________
(1) كتب : الشارب ، وما أثبتناه من ب ، وهو الصواب ، كما في صحيح مسلم .
(2) آل عمران 134(1/245)
وقوله : لا يُمنعُ فضلُ الماء، ليُمنع به الكلأ ، مهموز ومقصور ، وهو المرعى ، والعُشب رَطْباً كان أو يابسا ، وتفسيره أنّ من نَزَلَ بماشيته على بئر من آبار المواشي بالبادية فلا يمنع فضلَها لمن أتى بعده ؛ ليَبْعُدَ عنه ، ولا يرعى خِصبَ الموضع معه ؛ لأنه إذا منعه الشُّرب منها لسبَقه إليها ، لم يقدر على المُقام معه في ذلك المرعى ، ورحل بماشيته إلى غير ذلك الماء ؛ لطلب الماء ، وليس للآخر رغبة في منع الماء إلاّ لهذا ، فنَهى عن ذلك 0
قوله : اكْلأْ لنا الصُّبح ، وكلأَ بلالٌ هو بمعنى الحِفظ ، أي ارصُد لنا طلوعه ، واحفظ ذلك علينا ، ومنه كلأه الله حَفِظَه 0
ك ل ب :
قوله : كُلُّوب حديدٍ ، وكَلاليبُ بفتح الكاف واحدٌ وجمعٌ ، هي الخطاطيف ، ويقال أيضا كلابٌ للواحد ، وهو خشبة في رأسها عُقَّافة حديد ، وقد تكون حديدا كلُّها ، والكَلبُ العَقور من الكلاب والسِّباع ، وكل ما يعدو يُسمى كلبا 0
ك ل ل :
قوله : تَحمل الكَلَّ ، بفتح الكاف ، قال الله ىتعالى : [وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ] (1) يطلق على الواحد والجمع ، والذكر والأنثى ، وقد جمعه بعضهم كُلُول ، معناه الثقيل ، ومن لا يقدر على شيء كاليتيم والعَائلِ والمسافر والعَيِيّ ، وأصله من الكَلال ، وهو الإعياء ، ثم استُعمل في كلِّ ضائع ، وأمر مُثقلٍ ، ومنه قوله : مَن ترك كلاًّ فعليَّ أو عِيالا أو دينا 0
قوله : ولا يَرثُنِي إلاّ كلالَةٌ ، قال الحربي : في الكلالة وجهان ، يكون الميّت نفسه إذا لم يترك ولدا ، ولا والدا ، والآخر أنّ الكلالة من المَيت غير الأب والابن ، ويدلُّ عليه هذا الحديث ، وتكللَهُ النّسَب ، أي عطف عليه / وأحاط به0 ... ... ... ... 103 ب
وقوله : فما زِلتُ أرى حدَّهم كليلا ، أي شِدَّتَهم وقوَّتهم آلَتْ إلى ضعف وفشلٍ ، والكلال الإعياء ، والفشل الضعف 0
__________
(1) النحل 76(1/246)
وقوله : حتى صارت في مثل الإكليل ، قيل هو ما أحاط بالظُّفر من اللحم ، وكل ما أحاط بشيء فهو إكليل ، ومنه سُميَ الإكليل ، وهو العصابة ،لإحاطته بالجبين ، وقيل : هي الروضة ، وفي الحديث : تبرُقُ أَكاليلُ وجهِه ، وهو الجبين وما يحيط منه بالوجه ، وهو موضع الإكليل 0
قوله : كلاّ والله ، كلا في كلام العرب للجحد ، بمعني لا والله ، وقيل : بمعنى الزَّجر 0
ك ل م :
وقوله : لا يُكْلَمُ أحدٌ في سبيل الله ، الكَلم بالفتح الجَرح 0
وقوله : أعوذ بكلمات الله التامَّة ، يعني القرآن ، ومنه : وتصديقُ كلماته ، وكلام الله كله تام ، لا يدخله نقص ، كما يدخل كلام البشر 0
قوله : سبحان الله عدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته ، قيل : كلماته علمُه ، وكذلك قيل في قوله : [لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي] (1) ، فإذا كان على هذا فذكرُ العدد هنا مجاز ، بمعنى المبالغة في الكثرة ، إذْ علمُ الله لا ينحصر ، وكذلك إنْ رُدَّ معنى كلماته إلى كلامه ، وإذا قلنا : معنى كلماته علمه ، أي معلوماته ، فيحتمل أن يُريد العدد ، ويَحتمل أن يُريد التكثير ، وقيل : يحتمل أن يريد عدد الأذكار ، أو عدد الأُجور على ذلك ، ونصب عدد ومداد وزِنة على المصدر 0
قوله في عيسى : كلمةُ الله ، أي خُلِق بكلمته ، وهي قوله كُن ، من غير أب 0
وقوله : واستحلَلتم فروجهنَّ بكلمة الله ، أي بكلمة التوحيد ، أو بقوله : [فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ] (2) 0
الكاف والميم
ك م ت :
قوله : الكَمْأةُ من المَنِ ، هو نبت معروف من نبات الأرض ، لا أصل له ، والعرب تسميه جَذْوَى الأرض ، ولهذا سماه منّاً ، أي أنه طعام يأتي بغير اعتمال ولا سقي ولا زرع كالمنِّ الذي أُنزل على بني / إسرائيل 0 ... ... ... ... ... ... 104أ
ك م ل :
__________
(1) الكهف 109
(2) البقرة 229(1/247)
قوله : كملَ من الرجال كثير ، يقال بفتح الميم وضمها وكسرها ، ثلاث لغات ، أي انتهى في الفضل نهاية التمام والكمال دون نقص، وقيل: في العقل، إذ وَصفُ النساء أنقص من ذلك 0
ك م م :
قوله : حتى يَيْبَسَ في أكمامه ، جمع كُمٍّ ، وهي غُلُفُ الحَبِّ ، وكذلك الطلع للنخل وغيره ، وكذلك كُمّ القميص 0
الكاف مع النون ... ... ... ... ... ... ... ...
ك ن ز :
قوله في مانع الزكاة : هذا كَنْزُكَ ، ويأتي كنزُ أحدكم ، وبشِّر الكانِزين ، أصله ما أُودِع الأرض من الأموال ، وكل شيء دَسَسْتَه وأدخلته في شيء فقد كنزته ، وهو في الحديث ما لم تُؤَدَّ زكاتُه ، وغيَّبَه صاحبه عن ذلك ، وأُعطيتُ الكنزين الأحمر والأبيض ، ولَتُنْفَقَنَّ كنوزُهما في سبيل الله ، هو ما أودعاه الأرض ، وجمعاه من الأموال 0
وقوله : لا حول ولا قوة إلاّ بالله كنزٌ من كنوز الجنة ، أي أجرُها يُدَّخر لقائلها ، وثوابٌ مُعدٌّ له 0
ك ن ن :
قوله : يتعاهدُ كنَّتَه ، بفتح الكاف ، هي امرأة ابن الرجل ، وامرأة أخيه ، وذكر في الكِنانة بكسر الكاف ، وهي جَعبة السهام ، سميت بذلك لأنها تُكِنُّها ، أي تحفظها ، كننت الشيء أَكِنُّه إذا حَفِظته 0
ك ن ف :
قوله : ما كشَغتُ كنَفَ أُنثى ، ولم تُفتِّش لنا كَنَفاً ، بفتح الكاف والنون ، أرادت ثوبَها الذي يسترها ، والكَنَف السِّتر ، وكنَّتْ به عن الجماع 0
وقوله : فيضعُ عليه كنَفَه أي سِتره ، فلا يكشِفُه بها على رؤوس الأشهاد ، بدليل قوله بعدُ : سَتَرْتُها عليك في الدنيا ، وأنا أغفرها لك اليوم ، وقد يكون كَنَفُه عفوه ومغفرتُه ، وحقيقة المغفرة في اللغة السَّتر والتغطية 0
وقوله : والناسُ كَنَفَتَيْه ، أي ناحيتَيْه ، ورواه السمرقندي كنفَيْهِ 0
قوله : وأكْنَفْنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فتكنَّفَه الناس ، أي أحاطوا به ، واكتنفني أبواي ، أي جلسا بجانبيَّ ، ومنه : لأَرميَنَّ بين أكنافهم / أي جوانبهم ، أو بينهم 0 104ب
ك ن و :(1/248)
قوله : ولا تتكنَّوا بكَنْوَتِي ، كذا للأصيلي ، ولغيره : بكنيتي ، وكلاهما صحيح ، كَنَيْتُ الرجل وكنوْتُه كُنُوَّاً وكُنِيَّاً ، جعلت له كُنية 0
قوله : كُنْ أبا خيثمةَ ، أي أنت ، كقوله : [كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ] (1) والأشبه أنّ كُنْ بمعنى الوجود والتحقيق ، أي لِتُوجَدَ تحقيقا أبا خيثمة 0
الكاف مع العين ... ... ... ... ... ... ... ...
قوله : الكعبه ، هو كل بناء مرتفع ، ومنه كعوب القناة ، وذَكر الكعبان ، قال ثابت ، قال أبو زيد : في كلِّ رَجُلٍ كعبان ، وهما عظما طرف الساق ، قال : وبعض الناس يذهب إلى أن الكعب في ظهر القدم ، وكلام العرب يدل على ما قال أبو زيد ؛ لأن الكعب عندهم كلّ عُقدة 0
وقوله : إلى الكعبين ، هما العظمان الناتئان في طرف الساق ومُلتقى (2) 000 هذا قول الأصمعي 0
قوله : تَكَعْكَعْتُ ، أي حَنَيْتُ ونَكَصْتُ 0
الكاف مع الفاء
ك ف أ :
قوله : المسلمون تَتكافأ دماؤهم، أي تتساوى في القِصاص والدِّيات ، الشريف والمشروف ، والكُفْؤ والكَفِيءُ المِثل 0
وقوله : كخامَة الزَّرع تتكفَّؤهَا الريح ، والمؤمن يُكفأُ بالبلاء ، معناه تُميِّلُها يمينا وشمالا ، كما قال في الحديث الآخر : تميلُها ، وكذلك البلاء بالمؤمن ، يصيبه مرة ، ويتركه أخرى ؛ لتُكفَّر خطاياه 0
وقوله : في الأرض يتكفّّؤها الجبَّار بيده ، أي يَقْلِبُها ويميلُها إلى ها هنا وهاهنا بقُدْرته، وقيل : يضمُّها ، وهو مثل قوله تعالى : [وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ] (3) .
قوله : إذا مشى تكفَّأ ، قال شَمر: معناه تمايل كما تمايلُ السفينة، قال الأزهري : هذا خطأ ، وهذه مِشيَة المُختال ، وإنما معناه يميل إلى جهة ممشاه ، كما قال في الآخر : كأنما يمشي في صبَبٍ ، قال القاضي : إنما يكون التكفّي مذموما إذا استُعمل عمدا ، وأمّا إذا كان خِلْقةً فلا 0
__________
(1) آل عمران 110
(2) هنا كلام محذوف في كل من أ ، ب ، وليس له فراغ في الأصل .
(3) الزمر 67(1/249)
/ قوله : وأَكفِئوا الإناء ، رويناه بقطع الألف ، وكسر الفاء رباعي ، وبوصلها وفتح105أ الفاء ثلاثي ، وهما صحيحان ، ومعناه اقلِبُوه ولا تتركوه لِلَعْق الشيطان ، ولَحْسِ الهوام مِن ذهاب الأقذار ، وأنكر بعضهم أن يكونا بمعنى ، وإنما يقال في قلبتُ : كفأتُ ثلاثي ، فأمّا أكفأتُ وكفأتُ معاً فبمعنى أملتُ ، وهو مذهب الكسائي ، ومنه : لِتَكفِئَ ما في صَحْفتها ، وفي رواية : لِتستكفِي إناءها ، تَفْتَعِل وتستفعِل من ذلك ، أي تكبُّه وتَقْلِبُه وتُفَرِّغُه ، مَن خير زوجها بطلاقه إياها ، وقد تُسهَّل الهمزة في هذا كله ، ومنه : فانكفأتُ إليهنّ ، وانكفأتْ راجعةً ، وانكفأتُ إلى امرأتي ، وانكفأَ إليَّ ، أي رجع عن سَنَنِ قصده الأوَّل إلى ذلك ، وكله بمعنى الميل والإكفاءُ المتقدِّم ، ومنه فأكفأَ بيده ، أي قلبها وأمالها ، ثم انكفأ عليه ، يعني السيف ، أي انْسلّ وانقلب مُنكباً 0
ك ف ت :
قوله : أكفِتوا صِبيانَكم ، أي ضُمُّوهم واقْبضوهم إليكم ، وكل ما ضممته فقد كفتَّه مخفف التاء 0
وقوله : ولا يَكفِتَ شَعَراً ولا ثوبا ، بكسرالفاء ، وفتح التاء منه، أي لا يضمُّه ويقبضْه ، ومنه : [أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا ، أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا] (1) ، أي نضمُّهم في منازلهم أحياءً ، وفي مقابرهم أمواتا ، وهو بمعنى يَكفُّ في الأُخرى 0
ك ف ر :
قوله : لا ترجعوا بعدي كُفارا ، قيل : بالنِّعَم التي خُوِّلتُم حين تقاتلتم عليها ، وقيل : يُكفِّر بعضكم بعضا ، كما فعلت الخوارج ، فتكفرون (2) بذلك ، وقيل : تفعلون أفعال الكفار مِن قتل بعضكم بعضا ، وأصل الكفر السَّتر والجَحْد، لأن الكافرجاحد نِعم ربه عليه، ساتر لها بكفره ، ومنه : يكْفُرْن العشير، أي الزوج ، أي يجحدنَ إحسانه 0
__________
(1) المرسلات 25 ،26
(2) كتب : فتكفرون ، ووضع تحت التاء نقطتين ، أي فيه الروايتان بالتاء ، وبالياء .(1/250)
وقوله : وفلانٌ كافرٌ بالعُرُش، قيل : هو على وجهه، أي لم يسلم بعد، والعُرُش بيوت مكة 0
قوله : مَن أتى عَرَّافا ، ومن فعل كذا ، فقد كفر بما أُنزِل على محمد ، أي جحد تصديقه بكَذِبهم ، وقد يكون على هذا إذا اعتقد تصديقَهم بعد معرفته بتكذيبه لهم كُفراً حقيقةً 0
/ وقوله : أصبح من عبادي مؤمنٌ بي وكافر بالكواكب ، الحديث ، فمن اعتقد أنّ 105 ب النجم فاعل ومُدَبِّر ، فهو كافر حقيقة ، ومن قال بالعادة والتجربة فقيل ذلك فيه ؛ لعموم اللفظ ، أو كافر نعمة الله في المطر ، إذ لم يُضِف النّعمة إلى ربِّها ، وأنه ليس في هذا جاء الحديث ، ولا بأس به ، وهو قول أكثر العلماء ، وأنّ النهي إنما هو لِمن اعتقد أن النجم فاعلٌ ذلك 0
قوله : الكُفَرَّى ، بضم الكاف ، وفتح الفاء وضمها معا ، وتشديد الراء مقصور ، وهو وِعاء الطَّلْع وقِشْرُه الأعلى، وهذا قول الأصمعي ، وقال بعض أهل اللغة: وعاء كل شيء كافوره ، وقال الخطابي : قول الأكثرين أنّ الكُفرَّى الطلع بما فيه، وقال الخليل : الكُفرَّى الطَّلع 0
وقوله في الحديث : قِشْرُ الكُفَرَّى يُصحِّح قوله 0
قوله : إنه كان يُلقى في البَخُور كافورا ، هو الطِّيب المعلوم ، يقال بالكاف والقاف ، وقيل فيه : قُفور ، قال ابن دريد : وأحسبه ليس بعربي محضٍ 0(1/251)
قوله : غير مَكفيٍّ ، بفتح الميم ، وكسر الفاء ، وتشديد الياء ، قيل : معناه في هذا كله ، ومراده الطعام ، وعليه يعود الضمير ، ومعناه مما تقدم ، أي غير مقلوبٍ إناؤه لعدمه ، أو للاستغناء عنه كما قال : ولا مُستغنىً عنه، ولا مُوَدّع، أي متروكٌ ومفقود ، فسهَّل همزته ، وغير مكفورٍ ، وغير مجحود نِعم الله فيه ، بل مشكورة ، غير مستورة للاعتراف بها ، والحمد عليها ، والشكر فيها ، وذهب الخطابي إلى أن المراد بهذا كله هو الله تعالى ، وأن معنى غير مكفيّ أنه يُطعِم ولا يُطعَم ، من الكفاية ، وأنه مُستغنٍ عن مُعين وظهير ، ولا مُودَّع إلى غير متروك الطَّلب إليه ، والرغبة له ، وهو بمعنى المُستغنى عنه ، وينتصب ربنا هنا على مَن نصبه بالمدح والاختصاص ، أو بالنداء ، كأنه يقول : يا ربنا اسمع حمدنا ودعاءنا ، ومن رفعه قطع ، وجعله خبراً ، وكذا قيّده الأصيلي ، كأنه قال : ذاك ربنا، أو أنت ربنا ، ويجوز / فيه الكسر على البدل من الاسم في قوله : الحمد لله 0 106أ
قوله : الكافِر يأكل في سبعة أمعاء ، قيل : المراد به رجل مخصوص ، وقيل على العموم 0
ك ف ل :
قوله : تكفّل الله ، وكفلَهُم عشائِرَهم، وذَكر الكَفيل والكفالة، كله بمعنى الضمان ، وفعله : كفَل يَكفُل ، بفتح الفاء في الماضي ، وضمها في المستقبل ، وحكى بعضهم كفِلَ بالكسر ، ويكفَل بالفتح ، فتكون الكفالة بمعنى الحفظ أيضا ، وكافل اليتيم حافظه ، والقائم عليه 0
وقوله : إلاّ كان على ابن آدم الأوَّل كِفلٌ من دمها ، بكسر الكاف ، وسكون الفاء ، قال الخليل : ضِعْفٌ من إثمها ، وقال غيره : نصيب ، كما قال تعالى : [وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا] (1) ، ويُستعمل في الأجر والإثم ، قال الله تعالى : [كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ] (2) 0
__________
(1) النساء 85
(2) الحديد 28 ، وقد كتب في كل من أ ، ب : كفل ، وما أثبتناه هو الصواب .(1/252)
وقوله : وأعظم كِفْل في الركب ، بإسكان الفاء ، وكسر الكاف ، كساء يُحَوِّيْه راكب البعير على سنامه إذا ارتدفه ؛ لئلا يسقط ، فيحفظ الراكبَ 0
ك ف ن :
قوله : إذا كَفَّن أحدُكم أخاه فليُحسِنْ كفْنَه ، كذا ضبطناه على أبي بحر ، بسكون الفاء اسمٌ للفعل ، وهو أعمُّ ؛ لأنه يشتمل على الثَّوب وعملِه وهيئته ، وبالفتح في كتاب القاضي التميمي ، وهو صحيح على معنى الثَّوب الذي يُكفِّنه فيه 0
قوله : فأهدى لنا شاة وكفَنَها ، قيل : ما يُغطِّيها من الأقراص والرُّغُف 0
ك ف ف :
قوله : ولا يَكُفُّ شَعَراً ولا ثوبا ، أي يضمه ويجمعه في الصلاة ، فيَعْقِصُ الشَّعَر ، ويحتزِمُ على الثوب 0
قوله : يتكفَّفُ الناس ، ويتكففون الناس ، أي يسألونهم أنْ يُعطوهم في أَكُفِّهم ، وفي الحديث الآخر : يتكفَّفون منها ، أي يأخذون بأكُفهم 0
قوله : يَكُفُّ ماء وجهه ، أي يصونُه ، ويَقبِضُه عن ذُلِّ السؤال ، وأصل الكفِّ المنع 0
وقوله : وعليه قميص مكفوفٌ ، أي له كُفَّة ، وهي الطِّراز ، ويكون من ديباجٍ وشبهه ، وذَكر كِفَّة الميزان ، بكسر الكاف ، وكذلك كل مُستدير ، قالوا : وأمَّا كُفَّة الثوب ، وكُفَّة الحائل، وكل مستطيل فهو بالضم 0
وقوله : مَضمَضَ / واستنشق من كُفَّة واحدة ، فهذا بالضم والفتح ، مثل غَرفة106 ب ٍ وغُرفة ، أي ما يملأُ كفّه من الماء 0
ك ف ي :
قولها : كُفِّي عن رأسي ، أي اجمعي أطرافه واقبضيها ، وقال بعضهم : إنّ قولها كُفِّي عن رأسي ، أي دعيه وانقبضي عن مَشطِه حتى أسمعَ خُطبتَه 0
وقوله عن بغلة النبي عليه السلام : أَكُفُّها أي أَقبِضُها عن السير وأمنعها منه ، والكفُّ المنع ومنه سُمي كَفُّ الإنسان ؛ لأنه يمنع به عن سائر الجسد 0
قوله : كفى الله ، وتكفيهم الدُّبَيْكَةُ ، بمعنى صرفَ وكفاني كذا ، بمعنى قاتني وأغناني عن غيره ، ومنه : إن كانتْ لكافيةً ، ويكفي من ذلك ما مضى من السُّنّة 0(1/253)
وقوله : ولم تكن لهم كُفاة ، أي عبيد وخدم يكفونهم مؤنَة العمل 0
وقوله : ويكفيكهم الله فلا يَعجزُ أحدُكم أن يلهُوَ باسهُمه ، أي القتال بما فتح عليكم ، وظُهور دينكم، أي لا يمنعُه ذلك من مُعاناة الرَّمي والتّدرُب في أُمور الحرب ؛ للحاجة إليه يوما ما 0
قوله : مَن قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه ، قيل : من كل شيطان وهامَةٍ ، فلا يقربه ليلتَه ، وقيل : من قيام الليل 0
الكاف مع السين
ك س ب :
قوله : تَكسِبُ المعدوم، بفتح التاء ، ومعناه تكسِبه لنفسك، وهي أشْهَر ، وقيل : بضم التاء ، أي يُكسِبُه غيرَه ، ويُؤتيه إياه ، كسبتُ مالاً ، وأكسبت غيري مالا ، لازم ومتعدٍّ ، وأنكر الفراء وغيره اكتسبَتْ في المتعدي ، وصوّبه ابن الأعرابي ، وأنشد :
فأكسَبْتَنِي مالاً ، وأَكسَبْتَنِي حَمْدا 0
ك س ت :
قوله : العود الهندي الكُسْتُ ، بضم الكاف ، ويقال بالقاف أيضا ، والتاء في آخره (1) ، وهو بَخُور معروف 0
ك س ح :
قوله : وكَسَحْتُ شَوكَها ، أي كنستُها بإزالته ، والكسح الكنس (2) 0
ك س ر :
قوله : والعجين قد انكَسَر ، كلُّ شيء تغيَّر عن حاله فقد انكسر ، يُريد أنه لانَ ورَطُبَ 0
وقوله : / بكَسْر دِرهمٍ ، أي بقطعة كُسِرَتْ منه ، هذا أصله ، ثم استُعملت في الجزء107أ منه ، وإن لم يُكسر 0
وقوله : وأُتِيَ بسوطٍ مكسور ، يعني ضعيفا أو لَيِّنا 0
ك س ل :
قوله : الرجُل يكسِلُ ولا يُنْزِل ، ضبطناه بفتح الياء وضمها ، ثلاثي ورباعي ، وحكى صاحب الأفعال : كسِِل، بكسرالسين: فَتَر وأكْسَلَ في الجماع ضَعُفَ عن الإنزال 0
قوله : أعوذ بك من الكسَل ، هو فَترَةٌ تقع بالعبد فيتثبَّط عن العمل 0
ك س ع :
قوله : كَسَعَ أنْصاريّا ، قال الخليل هو أن تَضْرِبْ بيدك أو رجلك دُبُرَ إنسان ، وقال الطبري : هو أن تضرب إنسانا بظهر قدمك 0
ك س و :
__________
(1) كتب : والطاء في آخره ، وما أثبتناه من ب.
(2) في ب: الكنز .(1/254)
قوله : نساء كاسياتٌ عارياتٌ ، قيل : كاسيات ثيابا رِفاعا عاريات ؛ لأنها لا تسترهُنَّ ، فهن كاسيات في الظاهر ، عاريات في الحقيقة ، والكِسوة حيث وقع بكسر الكاف ، اسم ما يُكسَى به الشيء 0
الكاف مع الشين
ك ش ر :
قوله : حتى كشَرَ ، وإنّا لنَكشِرُ في وجوه رجالٍ ، هو الكشف عن الأسنان ، كالتبسُّم ، وهو أول الضحك ، ويُستعمل أيضا في غير الضحك ، ويقال : كَشَر السَّبُع عن نابه إذا أبداه ، ورفع شفتيه عند غضبه واكفِهراره 0
الكاف مع الهاء
ك هـ ر (1) :
قوله : لا يُدَعُّون عنه ولا يُكهرون، بتقديم الهاء عند العُذري ، ومعناه يُقهرون ، وكذا جاء في كتاب ابن عيسى بالقاف ، ولغيره يُكرهون ، من الإكراه ، والمعاني متقاربة ، يقال : كهَرْتُ الرجل إذا تجهمته ولقيته بعبُوس ، وفي الحديث الآخر : بأبي هو ما كهرني ، أي لم يتجهَّمني ، ولا أغلَظَ عليَّ في القول ، وقيل : الكِهَر الانتهار 0
قوله : فألقاه على كاهله ، هو من الإنسان ما بين كتفيه ، وقيل : موضع العُنق في الصُّلب ، وهو الكَتَد ، قال الخليل : هو مقدّم أصل الظَّهر مما يلي العنق ، وهو الثلث الأعلى ، فيه ستُّ فقارات 0
/ الكاف مع الواو ... ... ... ... ... ... ... ... 107ب
ك و ت :
قوله : في خبر حوت موسى: فصار يعني أثره مثل الكَوَّة ، كذا هو بفتح الكاف ، وهو المشهور ، وحُكي فيه الضم ، وقيل بالفتح إذا كانت غير نافذة ، وبالضم إذا كانت نافذة
ك و ر :
قوله : الشمس والقمر نوران مُكوَّران في النار ، وكُوِّرَتْ الشمس، قيل : ذهب نورها ، وقيل : لُفَّتْ كما يُلَفُّ الثوب ، ثم رُمِيَ بها 0
ك و ز :
قوله : كالكوز ، وكِيزانُه ، هو من أواني الشراب ما كان بعُرَى وآذان ، وجمعه كيزانٌ وأكواز ، فإن لم تكن لها خراطيم ولا عُرى فهي أكواب ، واحدها كوب ، فإن كانت مِلاء من الشّراب فهي أكواسٌ ، واحدها كأس 0
ك و م :
__________
(1) كتب : ك ر هـ .(1/255)
قوله : وكوَّم كومة وكومتين من طعام ، بفتح الكاف عندهم ، وقيده الجيَّاني بضمها، قال ابن سِراج : هو بالضم اسم لِما كُوِّم ، وبالفتح اسم للفعلة الواحدة ، والكوم بالفتح اسم للمكان المرتفع من الأرض كالرابية ، والكومة الصُّبرَة ، والكوم العظيم من كل شيء 0
قوله : ناقتان كومَاوان ، يقال : ناقة كَوماء ، طويلة السنام 0
ك و ن :
قوله : إنّ الشيطان لا يتكوَّنُني ، أي لا يتمثل بي ، أي يكون كائنا ، كما في الآخر : لا يتصور على صورتي ، ولا يتمثل بي 0
وقوله : كُنْ أبا خيثمة ، قال الهروي: معناه أنت ، كما قال : [كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ] (1) ، وعندي أنه بخلاف هذا، وأنَّ كُن هنا بمعنى الوجود ، أي لتوجد تحقيقا أبا خيثمة (2) .
وقوله : لمّا ما ت النبي عليه السلام كان أبو بكر ، أي كانت إمرَتُهُ وقيامه بعده 0
ك و ع :
قوله : أكْوَعُنا بُكرَةً قال نَعَم أكْوَعُك بُكْرَةً ، ظاهِرُه أي أنت صاحبنا المُتسمي بابن الأكوع من أول يومنا ، لمَّا قال : خذها وأنا ابن الأكوع 0
الكاف مع الياء
ك ي د :
قوله : يُكاد إن به من الكَيد والمكيدة ، وهو اعتقادُ فعل السوء وتدبيره لهما ، وكاد الشيء بمعنى قرُب 0
وقوله: يَكيدُ بنفسه، قال الخليل : أي يَسوق ، وقال ابن سِراج : كأنه من الكيد / وهو108أ الغِيُّ ، أو من كيد الغراب وهو نعيبه ، أو من كاد إذا قارب الموت 0
قوله : أكِيلُكم بالسيف كيلَ السَّنْدَرَة ، أي أقتلكم قتلا ذريعا ، والسندرة مكيال واسع ، وقيل : السندرة العَجلة ، أي أقاتلكم مستعجلا 0
قوله : الكَيْسَ ، الكيس بفتح الكاف يريد الولد ، وطلب النسل ، قال صاحب الأفعال: كاس الرجل في عمله حَذُقَ، وكاسَ وُلِد كَيْساً ، وقال الكسائي : كاس الرجل : وُلِد له ولد كَيِّس 0
__________
(1) آل عمران 110
(2) بمعنى الوجود ، أي لتوجد تحقيقا أبا خيثمة : غير موجود في ب ، ومكانه فراغ .(1/256)
قوله : حتى العَجْزُ والكَيْس ، ضبطناه برفع أحد الحرفين على عطفه على كل ، ويصح الكسر على عطفه على شيء ، ويكون هنا ضد العجز، وأصله عند اللغويين الواو، لقولهم : كَوُسَ ، وأباه النحويون ، وهو عندهم من ذوات الياء ، لكنْ قُلِبت في كَوُسَ 0
قوله : من كِِيس أبي هريرة ، بكسر الكاف ، رواه الكافة كذلك ، أي مما عنده من العلم المُقتَنى في قلبه ، كما يُقتنى المال في الكيس ، ورواه الأصيلي بفتحها ، أي من فقهه وفِطنته 0
أسماء المواضع
كُراعُ الغَمِيم : بضم الكاف ، وفتح الراء مخففة وآخره عين مهملة مثل كراع الدَّابة ، والغميم بفتح الغين المعجمة ، وكسر الميم ، وهو وادٍ أمام عُسفان بثمانية أميالٍ مضاف إليه هذا الكراع ، والكُراع جبل أسود ، وطرف الحَرّة تمتد إليه ، والكُراع ما سال من أنف الجبل أو الحَرَّة ، وكُراع كل شيء طرفه ، ومنه أكارع الدّابة 0
كَداء وكُدىً وكُدَيْ الكَديد (1) : بفتح الكاف ودالين مهملتين أُولاهما مكسورة ماء بين قُدَيدٍ وعُسفان على اثنين وأربعين ميلاً من مكة (2) 0
كَرْمان : بفتح الكاف ، وراء ساكنة ، وضبطه الأصيلي وعَبْدوس بكسر الكاف ، مدينة معروفة 0
حرف اللام مع الهمزة
ل و ل
قوله : يخرجون كأنهم الؤلؤ ، قيل : كبار الذّر ، وقيل : اسم جامع لجنسه ، سُمِّي بتلألؤه ، وهو إشراق لونه ونورِه ، ومنه في صفته عليه السلام : يتلألأ وجهه تلألؤء القمر، أي يُشرق 0
ل أ م :
__________
(1) كتب في الحاشية : ( كَداء التي يُدخل منها إلى مكة وهي العليا ينزلُ منها على الأبطح ومقابر مكة ، وهي بفتح الكاف والمد، ويجوز صرفها على إرادة الموضع، وتركه على إرادة البقعة ، وأمَّا كُدىً التي يخرج منها ، وهي السفلى عند جبل قُعيقعان فبضم الكاف وبالقصر وتنوين الدال . من تحرير التنبيه .
(2) في ب: بمكة .(1/257)
قوله : لا يلتئِم، ولأَم بينهما مقصور ، وروي لاءم ممدود ، وقال لهما التئما فالتأما ، كله من الاجتماع ، يقال : التأمَ الشيءُ ولأَمْتُه ، أي ضممت بعضه إلى بعض ، وكذلك لاءمْتُه مقصور وممدود مهموز كله ، ومنه لا يلتئم على لسان أحد بعدي أنه شِعر ، أي لا يقوله 0
ل أ و :
وقوله : لا يصير على لأوائهما ، أي شدّتها وضيقها 0
اللام مع الباء
ل ب ب :
قوله : لبَّيك ، معناه إجابة لك بعد إجابة تأكيدا ، كما قالوا : حنانيك ، ونُصِبَ على المصدر ، هذا مذهب سيبويه ، ومذهب يونس أنه اسم غير مُثنى ، وأنّ ألفه انقلبتْ ياء ؛ لاتصالها بالمُضمر ، مثل : لَدَيَّ وعليَّ ، فاستثقلوا الجمع بين ثلاث ياءات ، فأبدلوا الثالثة ياء ، كما قالوا : تظنَّيْت من تظننتُ ، ومعناه إجابتي لك يا رب لازمة ، من لبَّ بالمكان ، وأًلبَّ به إذا أقام ، وقيل : معناه قُرباً منك وطاعة ، قال الحربي : والإلباب القُرب ، وقيل : طاعةً لك وخضوعاً من قولهم : أنا مُلِِبٌّ بين يديك ، أي خاضع ، وقيل : معناه اتّجاهي لك وقصدي ، من قولهم : داري تَلُبُّ دارَك ، أي تواجهها ، وقيل : محبَّتي لك يا رب ، من قولهم : امرأةٌ لَبَّةٌ ، أي مُحِبَّةٌ لولدها ، وقيل: إخلاصي لك يا رب ، من قولهم : حَسَبٌ لُبابٌ ، أي مَحْضٌ 0
وقوله : فلبَبْتُ بردائه ، أي جمعت عليه ثوبه عند صدره في لَبَّتِه ، وأَمْسَكَهُ بها وساقه بتشديد الباء وتخفيفها معاً ، والتخفيف أعرف ، واللَّبَّةُ المَنْحَر ، ومنه : الذَّكاة في الحَلْق واللّبّة ، وطَعَنَ في لبّاتها ، أي نُحورها ، ولَبَّ / الرجل إذا حَزُمَ ، وأُلو الألباب العقول 109أ
ل ب ث :
قوله : فأطال اللَّبْثَ ، بفتح اللام والباء وسكونها، أي المكث، وهو اسم ، ومنه : لو لَبِثْتُ في السجن لَبْثَ يوسف ، واللُّبثُ بضم اللام وسكون الباء المصدر 0
وقوله : واسْتَلْبَثَ الوحيُ ، أي أبطأ نزولُه 0
ل ب د :(1/258)
قوله : مَن لبَّدَ ، يعني شَعره ، وأَحرم مُلبِّدا ، هو جمعُه في الرأس بما يَلْزَقُ بعضُه ببعض ، كالغَسُول والخَطميّ والصَّمغ وشبهه لئلا يتشعَّثَ ويُقمِّلَ في الإحرام 0
وقوله : كساءً مُلبَّداً ، بفتح الباء ، قيل : يَحتمل أن يكون من هذا ، أي لَبَدتُه ومشطتُه وصَفقتُ بالعمل حتى صارتْ شِبه اللّبِد ، وقيل : معناه مُرقَّعا ، يقال : لَبَدْتُ الثوب ولَبِدْتُه وأَلْبَدْتُه ، أي رقعته (1) ، والأول أصحُّ ؛ لقوله في الأخرى : كِسَاء من هذه الملبَّدة ، فدلَّ على أنه جنس منها 0
ل ب ط :
قوله : لُبِطَ ، بضم اللام ، وكسر الباء ، وآخره طاء مهملة، أي صُرِع وسقط لِجنبه مرضا ، واللَّبْطُ بسكون الباء اللصوقُ بالأرض ، وقال : مَلكٌ وعِك ، وفي حديث أمِّ إسماعيل : يتلوَّى ويتلبَّط ، أي يتقلَّبُ عطشاً 0
ل ب ن :
قوله : عليكم بالتلبينَة، والتلبين هو حَساء يُعمل من دقيق أو نُخالة، شُبِّهَتْ باللبن لبياضها ، وقد يُجعل فيه اللّبن والعسل 0
قوله : وعندي عَناقُ لبنٍ ، أي ملبونة ، تُطعم اللّبن وتُرضِعُه 0
قوله : إني مَصِصْتُ عن جاريتي لَبناً ، وقد استعمله الفقهاء ، وكذلك لبَن الفحل ، قال أبو عبيدٍ: والمعروف في كلام العرب لبانُها ، وقال غيره : اللِّبان لبنات آدم ، واللبن لسائر الحيوان 0
قوله : وأنا مَوضِع تلك اللّبِنة ، ورأيته على لَبِنَتَيْن ، بفتح اللام وكسر الباء ، وبكسراللام وسكون الباء أيضا، ويجمع لَبِنٌ ولٍبْنٌ، وبنو تميم يسهّلون مثل هذا، فيقولون بسكون الباء ، وهو هذا الطوب المعلوم 0
وقوله : ولِبْنَتُها ديباج ، لِبْنَة الثوب رُقعتُه في جيبه ، بكسر اللام / وسكون الباء. 109 ب
ل ب س :
__________
(1) كتب في كل من أ ، ب : رفعته .(1/259)
قوله : جاء الشيطان فلبَس عليه ، بباء مفتوحة ، وقد ضبطه بعضهم بتشديدها ، والأول أفصح ، قال الله تعالى : [وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ] (1) أي خلط عليه أمر صَلاته ، وشِبهَها ، ومنه : مَن لبَس على نفسه جعلنا لَبْسه به ، لا تلبِسوا على أنفسكم بالتخفيف في جميعها 0
قوله : ايتوني بثيابٍ خَميصٍ أو لَبيسٍ ، هو ما لُبِس من الثياب 0
قوله : ذهب ولم يتلبَّس منها بشيء ، يعني الدنيا 0
قوله : نهى عن لِبستين ، فسَّرهما في الحديث ، هو بكسر اللام ؛ لأنه مِن الهيئة والحالة في اللّباس ، وروي بضم اللام على اسم الفعل ، والأول هنا أوجه
وقوله في التُّرك : يَلبَسون الشَّعَر، وفي الآخر : يمشون في الشَّعر، يَحتمل أنه على ظاهره ، أي لباسهم من الشعر ، أي نِعالهم من حِبال وظفائر من شَعَر ، ويَحتمل أن المراد بذلك كثرة شعورهم ، وانتشارها حتى تظلل أجسادهم 0
وقوله : لَبس عليه ، أي خلط وغمَّى أمره ، ومنه قوله في خبر ابن صيَّادِ: فلَبِسَنِي بتخفيف الباء ، أي جعلني ألتبِس في أمره 0
اللام مع الثاء
ل ث ث : ... ... ... ... ... ... ... ...
قوله : الوشمُ في اللِّثة ، بكسر اللام ، وتخفيف الثاء ، ولا تُشدَّد ، وهولحم الأسنان الذي تَنْبتُ فيه 0
اللام مع الجيم
ل ج أ :
قوله : إلاّ بعضُهم لَجَئوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ، أي استعاذوا به 0
ل ج ب :
قوله : لَجَبَةَ خَصمٍ ، أي اختلاط أصواتهم ، مثل قوله في الآخر : جَلَبَة 0
قوله : للَأَنْ يَلَجَّ أَحَدُكُمْ بِيَمِينِهِ فِي أَهْلِهِ، ومن استلجَّ في بيته ، بفتح اللام ، وتشديد الجيم ، إذا تمادى في الأمر، وأَلَحَّ فيه، والاسم اللَّجاج ، والمراد هنا التمادي في يمينه ولا يكفِّرُها 0
وقوله : حتى أنّ للمسجد لَلجّةً ، بفتح اللامين ، هي اختلاط الأصوات ، مثل اللَّجَبَة / في الحديث الأول 0 ... ... ... ... ... ... ... ... 110 أ
ل ج م :
__________
(1) الأنعام 9(1/260)
قوله : فيُلجمُهم العَرَق، أي يبلغ أفواههم ، ويعلو عليها ، ويَكُظُّهم كاللِّجام على فم الدابة 0
اللام مع الحاء
ل ح د :
قوله : أحدُهم يُلْحِدُ ، أي يحفر اللَّحد ، وهو الحفر للميت في جانب القبر ، والضريح الحفر في وسطه ، يقال منه: لَحَد وألحد ، وأصله الميل لأحد الجانبين ، ومنه المُلحِد ، المائل عن طريق الحق ، يقال منه : لَحَد وأَلْحَدَ ومُلْحد ، بضم الميم وفتحها 0
قوله : اليوم يوم الملحمة، وأشدُّ الناس قتالاً في الملاحم، ملاحم القتال معاركها ، وهي مواضع القتال 0
ل ح ن :
قوله : وكان القاسم غلاما لُحْنَة ، بسكون الحاء ، أي كثير اللَّحن ، مثل غُرفة ، وكذالك لحَّان ، وأما لَحَنة بالفتح فالذي يُلحِّن الناسَ ويُخطِّئهم 0
وقوله : بلَحْن حِميَر ، أي بلغتها 0
وقوله : ألْحنَ بحُجَّته ، أي أفطن بها وأَقوَم ، واللّحن بالفتح الفِطنة ، وبالسكون الخطأ ، وقيل بالسكون أيضا في الفطنة ، ومنه : وخير الحديث ما كان لَحْنا ، وقيل في الخطأ بالفتح أيضا 0
ل ح ف :
قوله : لا تُلْحِفوا في المسألة ، يعني لا تُلِحُّوا ، وهو من لزوم الشيء ، ومنه : فقد سأل إلحافا 0
وقوله : كان للنبي صلى الله عليه وسلم فرسٌ يقال له اللُّحيف بالحاء المهملة ، بضم اللام على التصغير ، وضبطناه على أبي الحسين اللغوي اللَّحِيف بفتح اللام وكسر الحاء مُكبراً ، وكذا ذكره الهروي ، قال : سُمَّي بذلك لطول ذنبه ، فعيل بمعنى فاعل ، كأنه يُلحِفُ الأرض بذنبه 0
ل ح ق :
قوله : إنّ عذابك بالكفار مُلحِق ، بكسر الحاء ، أي يلحَقُهُم ، يقال : لحِقْتُه وألْحَقْتُه ، فأنا لاحق ومُلحِق ، ويجوز أن يكون معناه مَن نزل به وقُدِر عليه أُلحِقَه بالكافرين في النار ، ورواه بعضهم مُلحَق ، بفتح الحاء ، ومعناه يُلحِقُه الله بالكافرين 0
قوله : لو لم يفعل للحِقَتْكَ النار ، كذا للعُذري ، ولغيره للفَحَتك النار بالفاء ، أي ضربتك بلهبها ، وأحرقتك ، وهو أصوب 0(1/261)
قوله : / مَن تضمَّن ما بين لُحْيَيْهِ ، قيل : لسانه ، وقيل : بطنه ، واللِّحى بكسر اللام110ب وفتحها العظم الذي تنبت عليه اللِّحية 0
قوله : وأَعْفوا اللِّحى ، بكسر اللام مقصور ، جمع لِحية بالكسر فيهما لا غير .
قوله : وتلاحى رجلان ، قيل : تسابَّا ، أي تخاصما ، والمُلاحاة الخصومة ، والسِّباب ، والاسم اللِّحاء مكسور ممدود 0
اللام مع الخاء
قوله : نُلَخِص لك بسبي ، يعني : نُخلّصُ ونُبَيِّن 0
قوله في جمع القرآن : من اللِّخاف ، بكسر اللام، وفتح الخاء المعجمة ، قيل : هي الخَزفُ ، وقال أبو عبيدٍ : هي حجارة بيض ، واحدتها لَخفَة ، وقال الأصمعي : فيها عَرض ودِقّة 0
اللام مع الدال
ل د د :
قوله : الألدُّ الخِصم ، هو الشديد الخصومة ، والاسم اللَّدَد ، مأخوذ من لَديدَي الوادي ، وهما جانباه 0
وقوله : لا تَلُدُوني ، ولا يبقى في البيت أحدٌ إلاّ لُدَّ، ويُلَدُّ من ذات الجَنْب ، ولدَدْناه ، اللَّدود بفتح اللام الدواء الذي يُصَبُّ في أحد جانبي فم المريض ، وهما لَديداه ، ولَدَدْتُ فعَلْتُ ذلك بالمريض 0
ل د ن :
قوله : فتَلَدَّنَ عليه بعض التَّلَدُّن ، بتشديد الدال ، أي تلكَّأ ولم ينبعث 0
ل د غ : ... ... ... ... ... ... ... ... ...
قوله : إنَّ سَيِّد الحيِّ لديغٌ ، يقال : لدغتْهُ العقرب ، أي ضربته بذنبها ، وأشباهِها من ذوات السُموم، وعضَّتْهُ، ومنه : لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين ، قال الخطابي : رُوي على (1) النهي بالسكون وكسر الغين ؛ لالتقاء الساكنين ، وعلى الخبر بالضم ، وهوضربُ مثلٍ ، أي لا يُستغفل ويُخدع مرة بعد أخرى في شيء واحد ، وقيل : المراد بذلك في أمر الآخرة ، دون الدنيا ، ومنه تنبيه للغافل ، وتأديب للعاقل ، وإنّ المراد إذا حدث بك أذىً من موضع أو وجهٍ فاجتنبه حتى لا يعود إليك ثانية منه ضَرَر 0
/ اللام مع الطاء ... ... ... ... ... ... ... ... 111أ
ل ط ط :
__________
(1) كتب : عن ، وما أثبتناه من ب .(1/262)
قوله : يُلِيطُ حوضّها ، كذا ذُكر في الموطأ ، وعند مسلم : يَلُطُ ، وفي البخاري : يَلِطُ ، وعن الهروي : يلُوط ، ومعانيها مُتقاربة ، ومعنى يَلِط يُلصِق الطين به ، ويَسُدُّ تشققه لئلا ينشف الماء ، واللّطُّ الإلزاق ، ويلوط يُصلِح ، ويُطيِّن ويَلصِق فيه الطين ، لاط الشيء بالشيء لَصِق به ، ولِطته ألزقْتُه ، ومعناه إصلاحه ورَمُّه 0
ل ط خ :
قوله : لَطُخَ ، ولَطِخوا به ، أي اتُّهِموا به ، وأُضيف إليهم ، كمن لُطِخ بشيء ، وإنما يُستعمل فيما يَقبُح 0
قوله : تركتَني حتى تلطَّخْتُ، أي تنجستُ وتقذرت بالجماع، يقال : لَطِخ أي قَذِرَ ، وقد يكون بمعنى الأول، أي حتى تلبَّستُ بذلك القبيح لمن أصابه مثلُ مُصابي 0
ل ط م :
قوله : تُلَطِّمُهنّ بالخُمُر النساء ، يريد الخيل ، أي تنفض ما عليهن من التراب ، وتضربهن لذلك ، فاستعار لذلك اللطمَ، وقال ابن سِراجٍ فيه : تُطلِّمُهُنّ بتقديم الطاء، وهو النفض أيضا ، قال ابد دريد : الطَّلْم ضربُك الخبزة بيدك لينتفض ما عليها من الرَّماد ، والطُّلمة بضم الطاء خبزة المَلَّة ، قال : وكذلك كان الخليل يرويه ، ويُنكر تُلَطِّمُهنَّ 0
ل ط ف :
قولها : ولا أعرفُ منه اللَّطَفَ الذي كنت أعرفُه ، كذا رِوايتُنا بفتح اللام والطاء ، ويقال أيضا بضم اللام وسكون الطاء ، وهو البِرُّ والتَّخَفي الخَفي ، قال بعضهم : إذا كان ذلك برفق ، وفي أسمائه تعالى اللطيف ، قيل : معناه البَرُّ بعباده من حيث لا يعلمون ، وقيل : العليم بخفيّأت الأمور ، وقيل : الذي لَطُف أي غَمُض وخَفي عن أنْ يُدرَكَ بالكيفية 0
اللام مع الكاف
ل ك ع :
قوله : اقْعُدِي لَكَاعِ ، بفتح اللام والكاف ، وكسر العين غير منونٍ ، مثل حذامِ وقطامِ ، يقال ذلك لكل مَن يُحتَقَر ، وللعبد والأَمة والوغد من الناس، والجاهل والقليل العقل والذكر لُكَع ، والأنثى لَكاعِ، ومعناه يا ساقط ، ويا دَنيْ، وشِبهه 0(1/263)
وقوله : أَثمَّ لُكع ، قال الهروي : وهو الصغير / في لغة بني تميم ، وقيل : هو 111ب الجحش الراضع ، وعندي أنه يحتمل أن يكون على بابه في الاستصغار والاحتقار كأُخيَّ على طريق التقليل له ، والرحمة ، وقد قيل فيه نحو هذا ، مثل قوله لعائشة : يا حُميراء تصغير اشفاق ورحمة 0
اللام مع الميم
ل م ز :
قوله : حين (1) لَمَزَه المنافقون ، هو العيب والغمز بين الناس ، والهمز مثله ، وقيل اللمز العيب في الوجه ، والهمز العيب في الظهر ، وقيل : كلاهما في الظهر كالغيبة ، وقيل : اللمز بغير تصريح كإشارة الشفتين والعينين والرأس ، يقال : لمزَه يلمِزُه ويلمُزُه ، بكسر الميم وضمها 0
ل م م :
قوله : إنْ كنتِ ألممْتِ بذنبٍ ، أي قارفتِه وأتيتِه ، وليس لكِ به عادةٌ ، والمُلِمُّ بالشيء غير المعتاد له ، يأتيه مَرَّة ، والمُصِرُّ الملازم له 0
وقوله : ما رأيتُ أشبَهَ باللَّمَمِ اختُلِف فيه ، فقيل : الرجل يأتي الذنب ثمّ لا يُعاوِدُه ، وقيل : هو الصغائر التي تكفّرها الصلاة ، واجتناب الكبائر ، وقيل : أن يُهِمّ بالشيء ولا يفعله ، وقيل : الميل إليه ، ولا يُصِرُّ عليه ، وقيل : ما لم يكن فيه حَدٌّ في الدنيا ، ولا وعيدٌ في الآخرة ، ودليل الحديث أنه ما دون الكبائر 0
وقوله : ما لم يُلِمّ بها ، أي يجامِعُها 0
قوله : يَقْتُل حَبطاً أو يُلِم أو يُقارب القِتل وشِبهه (2) 0
وقوله : ألمَّتْ بها سَنَة ، أي حلَّت بها شِدَّة 0
وقوله : ورحمةً تَلُمُّ بها شعَثِي ، بفتح التاء ، أي تجمع بها ما تفرَّق من أمري ، يقال : لَمَمْتُ الشيء لمّاً جمعته 0
وقوله : من كلِّ عينٍ لامَّةٍ ، قال أبو عبيدٍ : أي ذات لَمَمٍ بإصابتها وَضَره بها ، وبه لَمَمٌ ، أي جنون 0
__________
(1) حين : غير موجود في ب .
(2) كتب في أ ، ب : وشبعه .(1/264)
قوله : له لِمَّةٌ بكسر اللام ، كما جاء في الآخر : كأحسن ما أَنتَ راءٍ من اللَِّمم ، سميتْ بذلك لأنها تُلِمُّ بالمَنكبين والوَفَرَةُ دون ذلك لشحمة الأُذن 0
ل م ع :
قوله : فإنهما يلتمعان البَصَر ، أي يختطفانه ، كما جاء في الرواية الأخرى 0
قوله : فجعلَتْ تُلمِع من وراء الحجاب / أي تُشير ، لمعَ الرجل بيده ، أشار بها 0
قوله : كلَمْع الصُّبح ، أي ضوؤه ونوره 0
ل م س :
قوله في الحديث الآخر : فإنهما يلتمسان البَصر، أي يطمسانه، من قولهم : إكافٌ ملموسٌ ، إذا أُمِرَّتْ عليه الأيدي ، فإن وجِد فيه تَحَدُّبٌ نُحِت 0
وقوله : من سلك طريقا يلتمس فيه علما، والتَمستُ عِقداً ، وأقام على التماسه ، أي طَلَبَه ، والملامسة اللّمس باليد ، وقد يُعبَّر بها عن الجماع ، ولمستُ صدري ، أي مَسِستُه ، ونهى عن الملامسة ، وفي رواية عن اللِّماس ، كان من بيوع الجاهلية ، وهو أنْ تبتاع الثوب لا يَعلَمُه إلاّ أن يَلْمَسَه بيده تحت ثوبٍ ، أو ليلاً
اللام مع الصاد
ل ص ق :
قوله : كنتُ امرءاً مُلصقاً في قُريشٍ ، أي حليفا لهم ، لستُ من جملتهم ونَسَبِهم
اللام مع العين
ل ع ب :
قوله : فهلاّ بِكرا تُلاعِبُها وتُلاعبُكَ ، وأين أنت من العذارى ولِعابِهن ، ورواه أبو الهيثم : ولُعابِهن، بضم اللام، معناه على الأظهر مُلاعبتهن وممازحتهن ، وقيل : يحتمل أن يكون من اللُّعاب ، كأنه ذهب إلى مصِّ ريقها وارتشافه 0
قوله في حديث أبي عُميرٍ قال : وكان يلعبُ به ، قيل : يعني بهذا النبي عليه السلام ، وأنّ الضمير في اللعب عائد عليه ، وفي به على الصبي ، رُوي أنه كان يُمازحه على ما جاء مُفسَّرا في كتاب مسلم لنُغَيْرٍ كان يلعب به ، فالمراد أنَّ اللاعب هنا الصبي ، والضمير في به عائد على النُغَير من اللعب واللهو 0(1/265)
وقوله : ومعها لُعَبُها ، وهي اللُّعب بضم اللام ، وفتح العين ، جمع لُعْبَة ، وهو صُوَر الجواري وغيرهن التي يلعب الصبايا ، يريد لصِغرها ، وذَكر اللَّعْن والالتعان ، وأصل اللعن البُعد ، وكانت العرب إذا تمرّد منهم مارد، وحَذِروا من جرائره عليهم طردُوه عنهم ، وتبرأوا منه ، وسمَّوهُ اللَّعين لذلك ، فهو في حق الله / تعالى ولَعْنِه البُعدُ من رحمته ، 112 ب والمَلاعِن جمع ملْعَنة ؛ لأن قضاء الحاجة فيها يُبعِّدُ عنها ، ويمنع من الرِّفق بها ، كمواضع الظِّل وصُفَّةٍ وقارعة الطريق ، وشبه ذلك ، ومنه اتَّقوا اللّعّانِيْن ، ويُروى اللّعَّنَيْن على التثنية فيهما ، سُميا بذلك لأنهما سبب لَعن الناس 0
اللام مع الغين
ل غ ب :
قوله : فلَغَبُوا ، أي أَعْيَوا ، بفتح اللام ، وبفتح الغين وكسرها ، والفتح أفصح ، وأنكر بعضهم الكسر ، واللّغُوب الإعياء 0
قوله : وأنتم تَلْغَبُونها ، أو ترْغَثُونها ، بالغين المعجمة ، والثاء المثلثة ، أي تَرْضعونها ، والراء هو المعروف 0
ل غ د :
قوله : لغاديده ، وهو ما تعلَّق من لحم اللَّحيَيْن، واحدها لُغْد ولَغْدود، ويقال له أيضا : لُغْنٌ ، بضمها والنون ، ويُجمع لغانين ، وقيل : اللّغدُ أصل اللّحى ، وقيل : لحمة في باطن الأذنين من داخل 0
ل غ ط :
قوله : فلغَطَ نساء ، وكثر عنده اللّغَط ، أو يلغُط ، يقال فيه : لغَط وألغَط ، وهو اختلاط الأصوات والكلام حتى لا يُفهم 0
ل غ و :
قوله : فلما أَكثر اللّغوَ ، وقد لغَوتَ ، وقد لغا ، أي كمن تكلم ، وقيل : لغا عن الصواب ، أي مال ، وقيل : صارت جُمعتُه ظُهرا ، ولغو اليمين ما لا كفارة فيه ، إمَّا لأنه لم يعقِد اليمين على قول بعضهم ، أو لأنه لم يقصِد الحِنْثَ به ، وحلف على شيء فاستبان خلافه على رأي آخرين يقال : لغَوتُ ألغو وألغِي لَغْواً ، ولَغِيْتُ ألغَى لَغاً ، ولَغَيْتُ أيضا وأَلْغَيتُ ، مثل أَفحشتُ إذا أتيتَ بفحشٍ 0
ل ف ت :(1/266)
قوله : وحانت منه لفْتَةٌ ، بفتح اللام ، أي التفاتة ونظرة 0
ل ف ح :
قوله : لَلَفَحَتْكَ النار ، وتَلْفَحُهُ النارُ (1) ، أي تضرُّه وتُؤثِّر فيه ، قال الأصمعي : كل ما كان من الرياح لَفحٌ باللام فهو حَرٌّ ، وما كان بالنون فهو برْدٌ 0
ل ف ظ :
قوله : لَفَظَه البحر ، ولفظتْه الأرض ، بفتح الفاء ، أي طرحته 0
قولها : إذا أكل لَفَّ ، أي جمع وخلط 0
ل ف ف :
ل ف ي :
قوله : ألفاه ، وما ألفيتُه ، أي لم أجده ، ولا أُلْفِيَنّ أحدَكم يوم القيامة على كذا / أي 113أ لا يفعلْ فِعلا يكون على هيئة ذلك ، ويُروى : لا أَلقَيَنَّ بالقاف ، والمعنى متقارب 0
اللام مع القاف
ل ق ح :
قوله : لَلِقحَةٌ لنا، وأنّ اللّقحة من الإبل ، واللّقحة من البقر ، واللّقحة من الغنم ، ولِقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم هي بكسر اللام ، ويقال بفتحها ، وهي ذوات الألبان من الإبل ، قال ثعلب : هي كذلك بعد شهرين من نتاجها ، ثم هي لبون ، وجاءت في الحديث في البقر والغنم ، ويقال أيضا : ناقةٌ لاقِحٌ إذا حَملت الأجِنَّة ، ويقال أيضا : لقوحٌ ، ويقال : إنما يقال لقحة بعد شهرين أو ثلاثة بقرب ولادتِها ، ثم هي بعدُ لبون، وهو اسم لها غير وصفٍ ، لا يقال : ناقة لَقِحَة ، ولكن يقال : هي لقحةُ بني فلانٍ ، ولقحة من الإبل ، فإذا أرادوا الوصف قالوا : ناقة لقوحٌ ولاقحٌ ، وفي الرَّضاع اللِّقاح واحدٌ بفتح اللام وكسرها ، يريد أنّ ماء الفحل الذي حملت به واحد ، واللَّبن الذي أرضعتها به منه ، قال الهروي : ويحتمل أن يكون اللّقاح في هذا الحديث بمعنى الإلقاح ، يقال : لقحَ الفحل الناقة إلقاحا ولقاحا ، فاستعير لبني آدم 0
وقوله : نهى عن الملاقيح ، هو بيع الأجنَّة في البطون ، وقيل : ماء الفحول في الظهور ، وكلاهما من بيوع الغَرَر وما لم يوجد 0
ل ق ط :
__________
(1) وتلفحه النار : غير موجود في ب .(1/267)
قوله في اللُّقطة : ولا تَحِلُّ لُقَطتُها إلاّ لِمنشدٍ، بضم اللام، وفتح القاف ، ولا يجوز الإسكان 0
وقوله : التَقَطتُ بُردَةً ، أي وجدتُها لقطةً ، والالتقاط وجود الشيء على غير طلبٍ 0
ل ق ل ق :
قوله : ما لم يكن نَقعٌ أو لَقْلَقَةٌ ، فسّره البخاري بالصَّوت ، واللقلقة الأصوات إذا كثُرت ، واللّقلَق اللسان ، كأنه يريد تردُّد اللسان بالصوت بالبكاء ونَدبَه الميِّت 0
ل ق ن :
قولها : لَقِنٌ ، أي حافظ فَهِم ، لَقِنْتُ الحديث فهمتُه وحفظتُه ، ويقال ثَقْفٌ لَقْفٌ بسكونهما ، وثَقِفٌ لقِفٌ بكسرهما 0
ل ق ف :
قوله : تلقّفْتُ التلبيةَ / من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كذا لهم ، وعند 113 ب السِّجزي : تلّقَّيْتُ ، والمعنى متقارب ، والأول أكثر ، أي حفظتها منه بسرعةٍ ، والثاني أخذتها منه وتلقيتها منه ، قال الله تعالى : [إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ] (1) 0
ل ق س :
قوله : لا يقولنَ أحدكم خَبُثَتْ نفسي ، ولكن ليقل لَقِسَتْ نفسي ، بكسر القاف ، قيل : غثَت ، وقيل : ساء خُلُقُها ، وقيل : نازعتْه إلى أمرٍ ، وحَرصَتْ عليه 0
ل ق و :
قوله : اكْتَوى من اللَّقْوَة ، بفتح اللام ، هي الريح التي تُميلُ أَحد جانبي الفم .
ل ق ي :
قوله : لَقٍيْتُه لُقْيَةً أخرى ، بالضم ، كذا رويناه ، وثعلبٌ يقوله بالفتح ، قال غيره : ولُقاةً أيضاً 0
قوله : فضحكت حتى أُلْقِيتُ إلى الأرض ، أي سقطت ، واللّقَى بالفتح ، الشيء المطروح على الأرض 0
__________
(1) النور 15(1/268)
قوله : ويُلْقَى الشُّحُّ ، إذا كان بسكون اللام معناه يجعل في القلوب ويُطرح ، كما قال : وينزِلُ الجهلُ ، وضبطناه على أبي بحرٍ : ويُلَقَّى ، مشدد القاف ، بمعنى يُعطَى ، أي يشتغِلُ به الناس ويتخلَّقون به ، قال تعالى : [وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ] (1) قيل : يُعطاها ، وقيل : يُوَفَّقُ لها 0
اللام مع الهاء
ل هـ ث :
قوله : يلهثُ يأكل الثّرى من العطش ، لَهَث الكلب ، بفتح الهاء وكسرها إذا خرج لسانه من العطش والحرِّ ، واللُّهاث بضم اللام العطش 0
ل هـ د :
قولها : فلهَدَني لهْدةً ، بفتح الهاء في الفعل واللام فيهما والدال ، أي دفع في صدري ، وعند ابن الحذَّاء بالزاي ، وهما بمعنى 0
ل هـ ز :
قوله : فيأخذ بلِهْزمَتَيْه ، بكسر اللام، فسرهما في الحديث بِشِدقَيه ، وقال الخليل : هما بَضْعَتان في أصل الحنك ، وقيل عند مُنحنى اللّحيَيْن أسفل من الأذنين ، وقيل : بين الماضِغ والأُذنين 0
ل هـ م :
قوله : اللهم ، قيل : معناه يا الله أُمَّنا برحمتك ، أي اقْصِدنا واعتمدنا بها ، فحذف الهمزة ووصلها بالميم لكثرة الاستعمال ، هذا قول الفراء ، وقال الخليل : / معناه يا الله 114أ فلما حَذَف الياء ، زيدت الميم ، وأنكر هذا غيره ، وقال : لو كان كذلك لما اجتمعا في قوله (2) يا اللهم ما .
وقوله : اللهم هالةٌ ، أي يا الله هذه هالَةٌ ، سرورا بها 0
قوله : واشترطي لهم الولاء ، قيل معناه عليهم ، كقوله : ولهم اللعنة ، وقيل : هو على وجهه ، أي افعلي ذلك لِتُبَيِّني سُنَّتَه لهم بأنّ مثل هذا الشرط باطل ، يكون بيانه بفسخ حُكمه أثبتَ له ، وليقومَ به كما فعَل بمجمعٍ من الناس 0
ل هـ ف :
__________
(1) القصص 80 ، كتب : وما يلقاها في أ ، ب . والتي فيها ما هي قوله تعالى : [وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ] 35 فصلت .
(2) في ب: في قولهم .(1/269)
قوله : الملهوف ، أي المظلوم ، يقال : لهفَ الرجل إذا ظُلِم ، ولُهِفَ مثله على ما لم يسم فاعله إذا كُرِب ، وكذلك لَهِفَ بفتح اللام ، وكسر الهاء ، فهو لهْفان ولَهيفٌ وملهوف ، أي مكروب 0
ل هـ و :
قوله : فكنت أعرفها في لهَوات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحتى أرى لَهواتِه ، وهي اللحمة التي بأعلى الحُنجرة من أقصى الفم 0
ل هـ ي :
قوله : فلهَى النبي صلى الله عليه وسلم بشيء كان في يده ، بفتح الهاء ، أي غفَل عنه به فنسيَهُ ، ومنه قول عمر الهاني الصَّفْق بالأسواق ، أي أنساني وشغلني ، وقيل : لَهَى انصرف عما كان فيه ، وهي لغة طيء ، كما يقولون رقى بمعنى صَعِدَ وغيرهم ، يقول : لهِي بكسر الهاء ، وهو المشهور ، وكذلك رقِى ، وأما من اللهو فلها يلهو 0
قوله : لآها الله إذاً ، كذا رواية الشيوخ والمحدثين فيه ، وكذا ضبطناه عن أكثرهم ، وربما نَبَّه عليه مُتقنوهم بتنوين الذال ، وهمزة مكسورة قبلها ، ومنهم من يمدُّها ، قال القاضي إسماعيل وغيره : لاها الله ذا ، بقصرها ، وحذف الهمزة قبل الذال ، وخَطَّوْا غيره ، قالوا : ومعناه ذا يَميني وقَسمي ، وهو مثل قول زُهَير :
لَعَمرُ اللَهِ ذا قَسَماً (1)
وفي البارع ، العرب تقول : لآها الله إذاً ، بالهمز ، والقياس تركه ، ومعناه : لا والله هذا ما يُقسَمُ به ، فأدخل اسم الله بين ها وذا 0
/ اللام مع الواو ... ... ... ... ... ... ... ... 114ب
__________
(1) لزهير بن أبي سُلمى من البسيط ، والبيت بتمامه :
تَعَلَّمَن ها لَعَمرُ اللَهِ ذا قَسَماً فَاِقدِر بِذَرعِكَ وَاِنظُر أَينَ تَنسَلِكُ(1/270)
اعلم أنّ لو تأتِي غالبا في كلام العرب لامتناع الشيء لامتناع غيره ، كقوله : لو كنت راجما أحدا بغير بينة لرجمتها ، ولو تأخّر لي الشهر لزِدتُكم ، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سُقتُ الهَدي، وتأتي بمعنى إنْ ، كقوله: ولو أعجبتكم ، وعليه يُتأوَّل الحديث : لو كنتَ تريدُ أن تُصيبَ السُّنَّةَ فاقصُرِ الخُطبة ، وتأتي للتقليل ، كقوله : ولو بشقِّ تمرة ، ولو خاتما من حديدٍ ، وقوله : لو تفتح عمل الشيطان ، ومعناه أنّ اعتقاد معناها يُفضي بالعبد إلى التكذيب بالقدَر ، أو عدم الرضى بصُنع الله ؛ لأن القدَر إذا ظهر بما يَكره العبد ، قال : لو فعلت كذا لم يكن هذا الأمر، وفي علم الله أنه لا يَفعل إلاّ الذي فعَل، ولا يكون إلاّ الذي كان ، وقول البخاري : ما يجوزُ من اللّو ، يريد ما يجوز من قول الرَّاضي بما أراد الله ، لو كان كذا كان كذا ، فأدخل على لو الألف واللام التي للعهد ، وذلك غير جائز عند أهل العربية ، إذ لو حرف (1) ، وهما لا يدخلان على الحروف ، وقد جاءت في الشعر مثقّلة الواو ، كقوله : إِن لَيتاً وَإِن لَوّاً عَناءُ (2)
__________
(1) إذ لو حرف : غير موجود في ب .
(2) لأبي زبيد الطائي ، من الخفيف ، والبيت بتمامه : لَيتَ شَعري وَأَينَ مِنّي لَيتٌ إِن لَيتاً وَإِن لَوّاً عَناءُ(1/271)
وذلك ضرورة ، وقد تأتي لو بمعنى هلاَ ، كقوله عزَّ وجل : [لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا] (1) قال الداوودي : معناه هلاّ اتّخذتَ ، وهذا التفات إلى المعنى ، لا إلى اللفظ ، فلو ليست بمعنى هلاّ ، وإنما تلك لولا ، فأما لولا فكلمة تأتي لذكر السبب المانع أو الموجب ، ولذا كان له جواب ، وهو أحسنُ من قول مَن قال إنها تأتي لامتناع الشيء لوجود غيره ، ولامتناعه لامتناع غيره ، فأما امتناعه لوجود غيره فكقوله : لولا الهِجرة لكنت امرءا من الأنصار ، وتأتي بمعنى هلاّ إذا كانت بغير جواب ، كقوله تعالى : [فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ] (2) ، وكقوله لمعاذ : فلولا صليت بسبح اسم ربك الأعلى ، وكقوله : / لولا 115 أ أمْتَعْتَنا به ، وقد تكون هنا لا زائدة ، وكذلك إذا لم تحتج إلى جواب ، ولوما مثلها في الوجهين، وأمأ مجيئُها لوجود الشيء لوجود غيره ، فكقوله : لولا الله ما اهتدينا ، ولولا بنو إسرائيل لم يَخْنَِز اللحم ، وأما مجيئها لامتناع الشيء لامتناع غيره فكقوله : لولا أن أشقّ على أُمَّتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة 0
ل و ب :
قوله : ما بين لابتيها ، جاء مُفسّرا حرَّتيها من جانبيها ، يريد طرفيها ، واللاّبة الحرّة الحجارة السود ، قال المطرّز : وذلك إذا كانت بين جبلين ، وما بين لابتَيْ حوضي ، أي جانبيه 0
ل و ث :
ولاثَتْني ببعضه ، أي لفَّتْ عليَّ بعضه وأدارته عليَّ، وتَلُوثُ خِمارَها، أي تُديره على رأسها ، وتَلُفُّه عليه 0
وقوله : لاثَ به الناسُ ، أي استداروا حوله ، وفي القسامة ذِكرُ اللَّوْث ، وهو الشُّبْهََةُ من الشاهد الواحد ، أو ظِنَّةٌ قريبة كوجود القاتل معه آلة القتل ، أو الدماء عليه ، ونحوه 0
ل و ذ :
__________
(1) الكهف 77
(2) التوبة 122(1/272)
قوله : يلوذ به ، أي يستتر ، ويختفي ، وقوله في النساء (1) : يَلُذنَ به ، أي يستَندن إليه ، ويطُفن حوله ، ظاهِرُه لقلةِ الرجال ، كما جاء في الآخر : حتى يكون لخمسين امرأة القيِّم الواحد ، وأشار بعضهم إلى أنة للفاحشة 0
قوله : يُلِيطُ أولاد الجاهلية بمن ادعاهم ، أي يُلصِق ويُلحِق ، ومنه ، فألاطَتْه والتاط به باللِّيْط بكسر اللام وطاءٍ مهملةٍ ، هو قشر القصب ، وأصله الواو لالتزاقه ، لأنه من لاط يلوط إذا أُلْزِق ، والمراد هنا شظاياه لا القِشرُ الأعلى 0
قوله : وشِبهُ لونٍ ، هو ما عدا العجوة ، والبرنيّ من التمر ، وفيه اللِّينة وفيه واللِّينة (2) على حِدَة ، قيل : اللّون اللِّينة: وكل ما خلا البَرنيِّ والعجوة ، فيسمى اللوْن والألوان ، واللِّين واللِّينة، وأصل لينة لِونة بكسراللام ، فقلبت لانكسار ما قبلها ، قال الأصمعي : اللّون واحد ، وجمعه ألوان ، وقيل اللّون واللِّينة / الأخلاط من التمر ، وقيل : اللون جمعٌ واحده115ب لَونَة ، وقيل : اللينة اسم للنخلة 0
وقوله : فتلوَّن وجههُ ، أي تغير غضبا 0
قوله : ليُّ الواجِد ، أي مطْلُه ، يقال : لواه بحقه يلويه ليّا ، وأصله لويا ، وهو مثل قوله : مطلُ الغنيِّ ظُلم 0
وقوله : فالتوى بها ، أي مَطل 0
وقوله : لا يلوي بعضهم على بعض ، أي لا يلتفت إليه ، ولا يُعرِّج عليه 0
قوله : ولواء الحمد ، وكان صاحبُ لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم ،هو الراية 0 ...
وقوله : لكلّ غادرٍ لواء يوم القيامة يُعرف به ، أي علامة يشتهر بها في الناس إذ موضوع اللواء ، والمراد به شهرةُ مكان الرئيس ، وعلامة موضعه 0
__________
(1) في النساء : غير موجود في ب .
(2) وفيه واللينة : غير موجود في ب .(1/273)
قوله : وإنه لَوَّى بذنبه بتشديد الواو (1) ، كنّى به عن الخير ، وايثار الدَّعَة ، كما تفعل السباع إذا أرادت النوم ، وأدارتْ أذنابها ، وقال أبو عبيدٍ : يريد لم يَبْرُز لاكتساب المجد، وطلب الحمد، ولكنه زاغ وانحنى ، وكذلك لوَّى ثوبه في عُنقه ، ويقال بالتخفيف أيضا 0
حرف لا مفردٌ
كلمة (لا) تأتي نفيا وتبرئة ، وتأتي بمعنى (ما) نفيا محضا ، وتأتي زائدة في الكلام .
قوله : لا رُقية إلاّ من عينٍ أو حُمَةٍ ، قال الخطابي : معناه لا رُقية أشفى وأنجح .
قوله : لا صلاة لجار المسجد إلاّ في المسجد ، أي كاملة ، وقيل : صحيحة ، لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ، هي عند الكافة ، أي صحيحة ، وعند بعضهم كاملة 0
قوله : لا غُولَ ، نافية محضة ، ولا صَفَرَ ، قيل : مثله ، نفي لقولهم إنها دواب البطن ، فإنها تُعدي ، وقيل : هو نهيٌ عن فعل الجاهلية في نسيء صفر وتأخيره ، ولا عَدْوى ، نفي ونهي عن اعتقادها ، ولا هامَ ، نفيٌ لها ، لمن فسّرها بأنها طائر يخرج من رأس الميت، أو نفي للتطيُّر بها، أو نهي عن ذلك ، وكذلك لا طِيرةَ ، قيل : نفيٌ لها ، وقيل : نهي عنها ، ولا نَوْءَ ، نفي عن اعتقاد تأثير ذلك ، وكونه عن الأنواء 0
قوله / في حديث الدجال : إنْ قتلتُ هذا وأحييته أتشكُّون في الأمر ، قالوا : لا الأظهر116أ فيه أنّ مرادهم مغالطتَه ، أي لا نشكّ في أمرك ، بل نوقِن بكل حالٍ أنّك الدجال الكذاب ، ولا يُداخلنا بما تفعله شك ، إذ لا نشُكُّ فيه ، والشاكّ فيه كالمؤمن به المتّبِع ، ويحتمل أنّ قولهم هذا تَقِيَّة ومُدافعة وطمعا أنّ الله لا يُقْدِرُه على ذلك ، أو يكون المجاوب لم مَن لم يتحكم ايمانه 0
قوله حين سُئل عن العَزْل : لا عليكم ألاّ تفعلوا ، قال المبرد : معناه لا بأس عليكم ، ولا الثانية للطرح ، وتأويل الحَسنِ فيه خلافه ؛ لقوله : كان هذا زَجْرٌ0
__________
(1) كتبت الياء في النسختين ، وهذا دليل آخر على أن إحدى النسختين نُسخت عن الأخرى .(1/274)
اللام مع الياء ... ... ... ... ... ... ... ...
ل ي ت :
قوله : أصْغَى لِيتاً ، وقوله في حديث سعدٍ في إحدى الروايات : فانفجرت من لِيتِه ، اللِّيْتُ بكسر اللام صفحة العنق وجانبه ، قال ثابت : هو موضع المَحْجمة من الإنسان 0
ل ي ل :
قوله : إني أُوتيتُ الليلة ، وأًتاني الليلة ، وأًتياني ، وهو إنما أخبرَ عن الليلة الماضية ، قال ثعلب والزجاج : يقال من الصباح إلى الظهر : رأَِيْتُ الليلة ، ومن الظهر إلى الليل رأَيْتُ البارحة 0
قوله : فقام ليلة الثانية ، أضافها إلى نفسها 0
ل ي ي :
قوله : لَيُّ الواجد يُحِلُّ عقوبته وعِرضَه ، أي لومَه ، وقول مطَلني وظلمني ، وعقوبته السجن 0
أسمأء المواضع
لحيُ جَمَلٍ : يقال بفتح اللام وكسرها مفرداً ، وروي لَحْيَيْ جملٍ مثنى ، قال ابن وضاحٍ : هي عقبة الجُحفَة 0
لَفْت : ذكَرَه مسلم في حديث الإسراء ، قيدناه عن القابسي بفتح اللام والفاء ، وعند أبي بحر بسكون الفاء ، وذكره غيرهما بكسر اللام ، وهي ثنيَّة بين مكة والمدينة 0
لُد : بضم اللام ودالٍ مهملة جبلٌ بالشام (1) 0
اللات والعُزّى : اللات صخرة لثقيف ، كان في الزمن الأول يجلس عليها رجل يبيع السويق ويَلُتُّهُ للحجاج ، فلما مات قال / عمرو بن لُحَيٍّ : إنّ ربَّكم كان اللاّت قد حلَّ جوف 116ب الصخرة ، فعبدَها الناس حتى جاء الإسلام ، وكان فيها وفي العُزّآ شيطانان يتكلمان ، واتخذت ثقيف اللات طاغوتا ، وبَنَتْ عليه بيتا ، وجعلت له سدَنَةً وخدما كانوا يطوفون به 0
حرف الميم مع الهمزة
م أ ر :
قوله : ما امْتأرَ عند الله خيراً ، أي ما ادّخر واكتسب 0
م أ ن :
__________
(1) اللد : مدينة معروفة في فلسطين .(1/275)
قوله : مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِهِ، معناه مَخْلَقَةٌ ومَجْدَرَةٌ وعلامة، كأنه دال على فقه الرجل ومُحقّق له ، والميم فيه زائدة عند بعضهم ميم مَفْعَلة، وقيل زائدة ووزنهما فَعِلّة مِن مأَنْتُ ، أي أشعَرْتُ ، أي أنها مُشعرة بذلك ، وقيل : هي مما يتعاقب فيه الظاء والهمزة ، وإنّ مئنة ومظنّة بمعنى واحد ، كأن الهمزة عنده مبدلة من الظاء ، بمعنى مَجْدَرَةٍ ومَخْلَقَةٍ كما تقدم 0
م و ن :
قوله : مَؤنَةُ عاملي ، هي لازم الرجل ، وما يتكلّفه ، قيل : معناها هنا أجر حافر القبر ، وقيل : الناظر في صدقاته ، وقيل : نفقة الخليفة بعده 0
الميم مع الباء:
قوله : طهِّرني بالثلج والبرَد ، وماء البارد ، كذا ضبطناه على الإضافة ، كما قالوا : مسجد الجامع ، وحقُّ اليقين ، ومعناه الخالص الذي يُستراح به ، أو المُستَلذّ الذي لا كراهة فيه ، ولا مضرّة 0
فصل ما :
قوله : ما أنا بقارئ، يحتمِلُ أن تكون ما نافية، نفى عن نفسه المعرفة بالقراءة، وأنّه أُمِّي ، لم يقرأ ولم يكتب ، ويحتمل أنها استفهامية ، أي ماذا أقرأ ، أو ما الذي أقرؤه ، والأول أظهر ، لاسيما لأجل الباء 0
قوله : مجيءُ ما جاء بك ، كذا ضبطناه غير منون الهمزة عن أبي بحرٍ ، أي مجئ شأنٍ جاء بك ، وتكون ما على هذا اسما ، وكان عند غيره منونا ، وتكون ما حرفا ، ومعناه مجئ أمرٍ عظيمٍ جاء بك ، على الاستعظام والتهويل ، وقيل هي هنا زائدة ، وقيل صفة ، كما قيل : لأمرٍ ما تُدُرِّعَتِ الدُّروع 0
/ قوله في حديث تميم عن الدجال : لا بل هو من قِبَل المشرق ما هو وأومأ بيده ، 117 أ ما هنا صلة ، وليست بنافية ، أي من قبَل المشرق هو 0
قوله : فأيُّكم ما صلَّى بالناس فليتحرَّز، وأيُّكم ما أُمِّرَ فَليُستَعَن به، ما هنا زائدة 0
قوله : ما السُّرى يا جابر ، ما هنا استفهامية ، أي أيُّ شيء أسرى بك ، وأَوجبَ سُراك 0(1/276)
قوله : ما علمتُ أنه يُحبُّ الله ورسولَه، ما هنا بمعنى الذي ، كما أنَّ بعده مكسورة مبتدأ 0
الميم مع التاء
م ت ع :
قوله : حين متَع النهار ، بفتح التاء ، أي طال ، وقيل : علا وأَجمعَ ، وذلك قبل الزوال 0
م ت ر :
قوله : إذا قلتَ مَتَرْسٌ ، كذا ضبطه الأصيلي ، بفتح التاء ، وسكون الراء ، وآخره سين مهملة ، وفتح الراء غيره ، ورواه مُطرِّف في الموطأ بسكونها ، وفتح الراء ، وتشديدها لابن بكير وابن وهب والقَعنبي ، وضبطه أبو الوليد عن أبي ذر بكسر الميم ، وفتح التاء مخففة ، وسكون الراء ، قال : كذا سمعته من أبي ذر ، وأهل خراسان يقولونه بفتح التاء غير مشددة ، وجاء في الموطأ بالطاء ليحيى بن يحيى ، وكسر التاء ، كذا لعامة شيوخنا ، وبتشديد الطاء ، وتخفيفها معا ، وعند ابن عيسى بفتح الراء ، وهي كلمة غير عربية ، فسّرها في الحديث : لا تَخَفْ ، ولا بأس 0
الميم مع الثاء
م ث ل :
قوله في ضرب المملوك : أَمْثِل ، أي اقتصَّ وافعلْ به مثل ما فعل بك 0
وقوله : فمثَلَ قائما ، أي انتصب ، ومنه : مَن سَرَّه أن يَمْثُل له الناس قياما ، الماضي بفتح الثاء وضمها ، والفتح أعرف ، وقيل : ما يجيء فاعلٌ من فعَل إلاّ ما قيل في هذا ، وفي فارهٍ وقاصرٍ ، والمستقبل بضمها 0(1/277)
قوله : ستجدون في الناس مُثلَةً ، بضم الميم ، وسكون الثاء ، كذا ضبطه الأصيلي ، وعند غيره بفتح الميم ، وضم الثاء ، وقيل : يجوز ضمهما معا ، وهي / ما فُعِل من 117 ب التشويه ، ومُثِل به من القتلى ، وجمعه مَثُلاتٌ ، ومنه : لا تَمثِلوا ولا تغدروا ، وهي العقوبات أيضا ، قال الله عزّ وجلّ [وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ] (1) وقال : [وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ ] (2) فسمى هذا عقوبة لِما مثَّلوه هم من قريش بتلك ، والأول اسم للفعلة من ذلك ، قالوا : وهو المثَل أيضا ، قال أبو عمرو : المَثْلَة والمَثْلُ بفتح الميم قطع الأنف والأُذن ، وقال غيره : هو النَّكال ، ومنه : من مثَّل بعبده ، أب نكَّل به بعقوبة شنيعة 0
قوله : إنْ قتَلَه فهو مثله ، أي في عدم الشَّفقة ، والرحمة ، والاستواء في الانتقام ، والبطش 0
وقوله : رأيتُ الجَنّة والنار مُمَثَّلَتَين في قِبْلَةِ الجدار ، يحتمل أن يُريد بذلك مُعتَرضتيْن مُنَصََّبَتَيْن وأنه رآهما حقيقة ، كما تدلُّ عليه الروايات الأُخَر ، وتكون رؤيته لهما في قبلة الجدار وناحيته ، وقيل يحتمل أن يكون معناه عُرِض عليه مثالُهما ، وصُوِّر له ذلك في الحائط ، كما قال : في عُرض هذا الحائط ، وأُرِيَ فيه مثالُهما 0
قوله في الدعاء : ولك بمثل كذا ، رويناه بكسر الميم ، وسكون الثاء ، وبمَثَل أيضا ، بفتحهما ، يعني لك من الأجر مثلُ ما دعوتَ له ، ورغِبتَ 0
الميم مع الجيم
م ج ج :
قوله : وعَقَلَ مجَّةً مجَّها رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه ، وفي حديث المرأة مجَّ في العَزْلاوَين ، معناه إرسال الماء من الفم مع نفخٍ وتباعدٍ به 0
م ج د :
__________
(1) الرعد 6
(2) النحل 126(1/278)
وقوله : أهل الثناء والمجد ، ومجَّدني عبدي ، ويُمجِّدونك ، أي يثنون عليك ، ويعظمونك ، والمجيد في أسمائه ، قيل : العظيم ، وقيل : الكريم ، وقيل : المقتدرعلى الفضل والإنعام ، وأصله السَّعة 0
م ج ل :
وقوله : كأثَرِ المَجْل ، بفتح الميم وسكون الجيم ، هي النُّفَّاخات (1) / التي تخرج في 118أ الأيدي عند كثرة العمل ؛ مملوءةً ماءً 0
الميم مع الحاء
م ح ح :
قوله : ورداء ابن عمي خَلَِق ، مَحٌّ ، بفتح الميم مشدد الحاء ، وفسّره في الحديث ببالٍ ، وهو المتناهي في البِلَى، يقال منه : مَحَّ وأَمَحَّ ، والمَحُّ من كل شيء الدارس 0
قوله : هما ممحِلِين ، أي أصابهم المحل ، وهو القحط والشِّدَّة 0
م ح ق :
قوله في اليمين الفاجرة : مُمحِقَةٌ للبركة، ومُحِقَ بركة بيعها، أي مُذهِبَةٌ بركته مُهلكة لها 0
م ح ش :
قوله : قد امتُحِشوا ، وامْتَُحِشَتْ ، كذا ضبطه أكثرهم ، بفتح التاء ، وكسر الحاء على ما لم يسم فاعله ، وضبطناه على أبي بحر بفتح التاء والحاء في الأول ، وضبطه الأصيلي في الآخِر بفتحها أيضا ، يقال : محَشَتْه النارُ ، أي أحرقته ، كذا في البارع ، وحكى يعقوب امْتَحَشَهُ الحَرُّ أحرقه ، وقال غيره : ولا يقال : مَحَشَهُ في هذا أحرقتْه ، وحكى صاحب الأفعال الوجهين ، قال : ومَحَشْتُ لغةٌ ، وأَمْحَشْتُ المعروف ، ويقال : امتُحِشَ فلانٌ أي احترق ، وقال الداوودي معناه تقبَّضوا واسْودُّوا 0
__________
(1) كتب في الحاشية : من رياض الصالحين :
قوله مجتابي النمار هو بالجيم وبعد الألف باءٌ موحدةٌ. والنمار: جمع نمرةً، وهي: كساءٌ من صوفٍ مخططٌ. ومعنى مجتابيها أي: لابسيها قد خرقوها في رؤوسهم. والجوب: القطع، ومنه قوله تعالى: [ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بالْوَادِ ] أي: نحتوه وقطعوه.(1/279)
قوله : وأنا الماحي ، فسّره الذي يمحو الله به الكفر ، ويروى الكفرَة ، أي أذهبهم وأَزالهم ، يقال مَحَّوتُ الكتابَ أَمْحوه ، ومحَّيتُه أَمحاه إذا أذهبتَ كتابتَه ، فمعناه ظهور الإسلام على الكفر ، أو قتل مَن قتلَ من الكفَرة 0
الميم مع الخاء
م خ ض :
قوله في الزكاة : ولا الماخِض ، هي التي مَخَضَتْ ، أي حملت ، ودنا وقتها ، فنهى عن أخذها 0
وقوله : ففيها بنت مَخاض ، هي التي حملت أُمُّها ، وهي الآن ما خِضٌ ، وهو في السَّنة الثانية ، لأن العرب إنما كانت تَحمِلُ الفحول على الإناث سنةً ، فإذا وضعت تركتها سنةً حتى يشتدَّ ولدُها ؛ فتُنزِي الفحلَ عليها ، في الأخرى ففيه تحمِلُ وتَمخَضُ 0
وقوله : فأصابها المَخاض ، أي الطَّلق بالولادة 0
/ الميم مع الدال ... ... ... ... ... ... ... ... ... 118 ب
م د ح :
قوله : لا أحدٌ أحبُّ إليه المِدْحَةُ من الله ، المِدحة الثناء ، والذكر الجميل الحسن ، بكسر الميم ، فإذا أزلتَ التاء فتحت الميم ، ومعنى ذلك أنه يريدُها ، ويأمُرُ بها ويُثيبُ عليها 0
م د د :
قوله : ما بلغ مُدَّ أحدِهم ولا نصيفَه ، أي أجْرُه ، شبَّه أجرَه في الصدقة بالمُدِّ من الطعام ، أو نصفه ، والمدُّ رِطلٌ وثُلث ، قيل : سمي به لأنه يملأُ كفَّي الإنسان إذا مَدَّهما طعاماً 0
قوله : في المُدَّة التي مادَّ فيها المسلمون أبا سفيان ، بتشديد الدال ، أي جعلوا بينهم وبينه مُدَّةَ صُلحٍ وعهدٍ، ومِثله : إن شاؤوا مادَدتُهُم ، ومنه : العَونُ بالمَدَد ، ومنه : مَدَدِيٌّ ، أي رجلٌ ممن جاء في المدد ، ومنه : أَمدَادُ اليمن 0
وقوله : وأَمدَّها خواصِرَ ، أي أوسقها وأَتمَّها من الشِّبَع 0
وقوله : سبحان الله عدد خلقِ ، ومِدادَ كلماته ، أي قدْرَها ، والمدادُ مصدر كالجِداد ، يحتمل أن يكون على ظاهره ، واستعاره للكثرة ، وقيل : المراد به الأجر على ذلك 0
وقوله : َأَمُدُّ في الأُولَيَيْنِ ، أي أُطَوِّلُ ، ورجلٌ مَدِيدٌ طويل 0(1/280)
قوله : فهم أصل العرب ، ومادّة الإسلام ، أي الذين يمدونهم ، ويُعينوهم ، ويُكثرون جيوشهم إذا احتاجوا إليهم ، ويمدونهم أيضا بما يُؤخذ مِن صدقاتهم ، وكل ما أَعَنْتَ به قوما في الحرب وغيره ، فهو مادّة لهم، يقال : مدَدنا القومَ ، صرنا لهم مدَدا، وأمددناهم بغيرنا 0
قوله : وامتدّ النهار ، طال وتنفس وارتفع 0
قوله : أمدّه للرؤية ، أمدّه ومدّه ، أي أطال له مُدّةً لرؤيتهِ ، أي لم يُرَ لتسعٍ وعشرين فيُرى لثلاثين ، فإن غُمّ عليكم فاقدُرُوا له ذلك 0
م د ر :
قوله : يَمدُرُ حوضَه ، بضم الدال ، أي يُطيِّنُهُ ، ويُغلقُ بالطين شُقاقَه لئلاّ يَتشرَّبَ الماء 0
وقوله في الثوب المسبوغ للمُحرِم : إنما هو مَدَرٌ ، يعني تُرابا ، يُريد صُبِغَ بالمُغرَة ، والمَدَر الطين اليابس 0
قوله : وليس لنا مُدىً ، ومُدَى الحبشة ، مقصور مضموم الميم ، الواحدة مُدْيَة ، ساكنة الدال / وهي السكاكين ، يقال في واحدتها أيضا : مَدْيَة بفتح الميم ، ومِدْيَة بكسرها 119أ ويقال : مِدىً بالكسر في الجمع أيضا 0
وقوله : منعت الشامُ مُدْيَها ، بضم الميم ، وسكون الدال ، قيل : هو مائة مُدٍّ واثنان وتسعون مُدّاً بمدّ النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو سِت وَيْباتٍ بمصر ، والوَيْبَة عشرون مُدّاً ، والمًدْيُ أيضا صاع معروف لأهل الشام ، قيل : هو تسعة عشر مَكُّوكا ، والمَكُّوك صاع ونصف ، والصاع أربعة أمداد ، والمدُّ خمسة أرطال وثُلْثٌ 0
الميم مع الذال
م ذ ق :
قوله : مَذْقَةُ لبنٍ ، بفتح الميم وسكون الذال ، هي الشيء القليل منه ، ممذوقا أي مخلوطا بالماء 0
م ذ ي :
قوله : كنت رجلا مَذَّاء ، ممدود ، والمَذيُ بفتح الميم ، ويقال بسكون الذال وكسرها معاً ، الماء الرقيق الذي يخرج عند الملاعبة ، يقال منه : مَذى الرجل واَمذى 0(1/281)
وقوله : كُنَّا نُكري الأرض على الماذِيانات ، بكسر الذال في الأكثر ، وقد فتحها بعضهم ، قيل : هي أُمَّهات السواقي الصغار كالجداول ، وقيل : هي الأنهار الكبار ، ومعناه على أنَّ ما يَنْبُتُ على حافتها لربِّ الأرض 0
الميم مع الراء
م ر أ :
قوله : حتى أنهم يقتلون كلب المُرَيَّة ، تصغير امرأة ، وأيها المرءُ ، أي الرجل ، وهما المرآن ، والجمع مَرْؤون 0
قوله : ومروءَتُه خُلُقُه ، والمروءة مكارم الأخلاق ، وحُسن الشمائل ، قيل : أصله من سِمة المرء ، أي (1) أنه لا يكون امرءاً إلاّ بأخلاقه الحميدة ، لا بصورته 0
وقوله : في مَرْجٍ أو روضةٍ ، المرج أرض فيها نبات ، تمرج فيها الدواب ، أي تسرح وتذهب وتجيء ، ومنه : مَرِج أمر الناس ، أي اختلط 0
م ر ر :
وقوله : ولا لذي مِرَّةٍ سَوِيٍّ ، المِرة بكسر الميم هي هنا القوة على الكسب والعمل 0
وقوله : فخرجوا ، يعني أهل خيبر ، بفؤوسهم ومُرورهم، المرور الحبال، واحدها مِرٌّ ومَرٌّ ، بالفتح والكسر / والمُرور أيضا المساحي ، واحدها مَرٌّ ، بالفتح لا غير ، وقد جاء119ب في الحديث الآخر : بمساحيهم ومكاتِلهم ، قال بعضهم : إذا كانت الحديدة مُقبِلَة على العامل فهي مِسحاةٌ ، وإن كانت مدبرةً فهي مَرٌّ 0
م ر ط :
قوله : تَمَرَّطَ شَعرُها ، انتتفَ وتقطَّع ، ومثله في الآخر : تمزَّق ، وفي الآخر امَّرَقَ ، بتشديد الميم انْفعَل من مَّرَقَ ، فأدغمت النون في الميم .
قوله : وعليه مِرطٌ ، بكسر الميم، ومُروط نسائه ، المِرط كساء من صوف أو خزٍّ أو كتَّانٍ ، وقال ابن الأعرابي : هو الإزارُ ، وقال النَّضْر : لا يكون المِرط إلاّ درعاً ، وهو من خزٍّ أخضر ، ولا يلبسه إلاّ النساء ، وفي الحديث : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مِرْطٍ مُرَجَّل من شَعَرٍ أسودَ 0
م ر م ر :
قوله : كأنها مَرمَرةٌ حمراء ، قال الكسائي : المرمر الرخام 0
م ر ض :
__________
(1) أي : غير موجود في ب .(1/282)
قوله : أصابه مُراض ، بضم الميم، وتخفيف الراء ، وضاد معجمة ، عاهات تُصيبُ التمر (1) ، وكسر بعضهم الميم 0
قوله : لا يُحِلُّ مُمْرِضٌ على مُصِحٍ ، قال الجوهري : لا يَحِلُّ للمجذوم أن ينزِلَ على الصحيح فيؤذيَه 0
م ر و :
قوله : ما أَنْهَرَ الدَّمَ من القَصَبِ (2) والمَرْوَة وهي الحجارة المحدودة ، وبه سميت المروة قرينة الصفا 0
م ر ي :
قوله : هل تُمارون في رؤيته ، مخففة الميم ، أي تُجادلون وتَتَخالفون فيه ، ويكون بمعنى هل يَدخُلكم شك، والمِرية الشك، وقد جاءت في الحديث : المُماراة ، والمِراء مكسور الميم ، ومارى وتمارى ، ولا أُماريك ، كله مذكور، ومعناه المُجادلة والمُخالفة 0
وقوله : ويتمارى في الفُوق ، أي يُشَكُّ ، ويقال : لا تَمْتَرِ في كذا ، أي لا تَشُكّ ، كأنه يُجادل ظنه ونفسه ممَّا يشك ، وتماريت أنا والحُرُّ بن قيس ، أي اختلفنا ، والمُرِيْ الذي يؤكل ، جرى ذكره في تحليل الخمر ، بسكون الياء ، فأما المَرِئ الذي هو الحلقوم فبفتح الميم ، وكسر الراء ، وآخره مهموز ، وعند الفراء لا يُهمز 0
قوله : وَأَمِرَّ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ، أي أزلْ ريحه ، وعند الطبري / مِزْ بالزاي ، وهو120أ قريب منه ، مِزتُ الشيء من الشيء إذا أبنته ونحَّيته عنه 0
م ر ق :
قولها : تمرَّق شعَرُها ، بالراء المهملة ، وهو مثل تمرَّط وتمعّطَ ، أي انتتف وسقط ، وعند بعضهم : تمزَّق بالزاي ، وهو وإن قَرُب معناه فإنه لا يُستعمل في الشَّعْر في حال المرض 0
الميم مع الزاي
م ز ع :
قوله : وما في وجهه مُزْعَةُ لحمٍ (3) ، أي قطعة ، حملَه أكثرُهم على ظاهره ، وقيل : عبارة عن سقوط جاهه ومنزلته 0
الميم مع الطاء
م ط ر :
__________
(1) عاهات تصيب التمر : غير موجود في ب .
(2) فراغ بمقدار كلمة في النسختين ، والكلمة هي القصب ، كما هي في صحيح البخاري ، وهذا دليل على أن إحدى النسختين نُقِلت عن الأخرى .
(3) لحم : غير موجود في ب .(1/283)
قوله : مُطِرنا بنَوْءٍ كذا ، ومطرت السماء ، العرب تقول : مطرت السماء وأمطرت ، وحكى المفسرون : مطرت في الوجهين ، وأمطرت في العذاب .
قول البخاري : باب مَن تمَطَّر في المطر ، معناه تطلَّب نزوله عليه ، مشتق من المطر ، وقد يكون من قولهم : ما تَمطَّرني بخيرٍ ، أي ما أعطانيه ، والمُستمطر طالب الخير 0
وقوله :
تَظَلُّ جِيادُنا مُتَمَطِّراتٍ (1)
أي سِراع يسابق بعضها بعضا 0
الميم مع الكاف
م ك س :
قوله : ولا صاحبُ مَكسٍ ، أصل المكس الخيانة ، والمراد هنا العَشَّار والماكِس العاشِر، وأصله النقصان ، مكسَ وبخسَ ، أي نقص 0 ... ... ...
وقوله : أَتَراني ماكستُك ، ومنه المماكسة في البيوع ، أي إعطاء النقص في الثمن 0
الميم مع اللام
م ل أ :
قوله : يَمِينَ اللَّهِ مَلْأَى ، وهو عبارة عن كثرة الجود، وسَعة العطاء ، ورواه بعضهم : مَلا ، على وزن بَلا ، على نقل حركة الهمزة 0
وقوله : فِي مَلَإٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، ومَلَإٍ بني النجار ، أي جماعتهم ، وكذا قوله : إن ذكرني في مَلَإٍ ذكرته في مَلَإٍ خير منه 0
وقوله : لك الحمدُ مِلءَ / السماوات والأرض ، قال الخطابي : هو تمثيل وتقريب ، 120 ب والمراد تكثير العدد ، حتى لو قُدِّر ذلك ، وكان أجساماً لملأت ذلك ، ويحتمل أن المراد بذلك أجرُها ، ويحتمل التعظيم لقدْرِها ، لاكثرة عددها ، كما يقال : هذه كلمة تملأُ طباق الأرض 0
وقوله : إن المَلأ قد بَغَوْا علينا ، أي جماعتنا (2) يريد قريشا ، ومَلأُ الناس أشرافهم ، وسهَّلَه ضرورة ، وأمَّا المقصور فما اتسع من الأرض 0
وقوله : أَحْسِنُوا الْمَلَأَ ، بفتح الميم وكسرها ، أي الخُلُق ، وقيل : العَوْن ، فبالكسر الاسم ، وبالفتح المصدر 0
__________
(1) صدر بيت من الوفر لحسان بن ثابت ، والبيت بتمامه :
... ... تَظَلُّ جِيادُنا مُتَمَطِّراتٍ تُلَطِّمُهُنَّ بِالخُمُرِ النِساءُ
(2) كتب : جماعتها ، وما أثبتناه من ب .(1/284)
قوله : ولكلِّ واحدةٍ منكما مِلؤها بكسر الميم وفتحها ، فبالكسر الاسم ، وبالفتح المصدر، ومِلء كسائها ، أي تملؤه بكثرة لحمها ، وأشدّها مِلاءةً ، بكسر الميم ، وتمالأ القوم ، أي اتّفقوا على الرأي فيه 0
وقوله في وصف السحاب : كأنه المُلاءُ ، بضم الميم ، وتخفيف اللام مهموز مقصور ، جمع مُلاءةٍ ، ممدود ، وهو الرَّيْطُ مِن الثياب 0
وقولها : كلمة تملأُ الفم ، أي عظيمة لا يمكن ذكرُها ، وحكايتها ، فكأنَّ الفم ملآن بها ، أو كالشيء العظيم الذي يملأُ ما جُعل فيه 0
م ل ج :
قوله : لا تُحرِّم الإملاجة ولا الإملاجتان، بكسر الهمزة، وفتح الجيم ، أي المصَّة والمصَّتان ، أَمْلَجَت المرأة ولدها أرضعته مرة واحدة ، ومَلَجَ الصبي رَضَع 0
م ل ح :
قوله : كأنه كبشٌ أمْلَح ، وبكبشين أملحين ، هو الذي يشوب بياضَه شيءٌ من سوادٍ ، كلون المِلح عند الأصمعي ، وقال أبو حاتم : الذي يُخالط بياضَه حُمرة ، وقيل الذي تعلو سواده حمرة ، وهو النقيّ البياض عند ابن الأعرابي ، وقال الكسائي : هو الذي فيه بياض وسواد ، والبياض أكثر 0
وقوله في صفة النبي عليه السلام : كان مليحاً ، قيل الملاحة رِقَّة الحُسن 0
م ل ل :
قوله : مخافةَ أنْ أُمِلَّكُم ، من المَلَل ، ومنه : إنَّ الله لا يَمَلُّ حتى تَمَلُّوا ، قيل : معنى حتى هنا على بابها من الغاية ، أي لا يملُّ هو ، ولا يليق به الملَل ، وإنْ مللتم أنتم 0
/ وقوله : يَمَلُّ من مجانسة الكلام ومقابلته ، أي لا يترك ثوابكم ، وأنتم تمَلُّوا وتتركوا بملَلِكم عبادته ، فسمَّى ترْكه لثوابهم ملَلاً مجازاً مقابلةً ، ومللُهم هو الحقيقي ، وقيل : خرج الكلام مخرج قولِهم : حتى يشيب الغراب ، ليس على ما ذُكر من الغاية ، لكن على نفي القضية ، أي أنّ الله لا يَمَلّ جملةً ، والمَلل إنما هو من صفات المخلوقين ، وهو ترك الشيء استثقالاً وكراهةً له، بعد حِرصٍ عليه، ومحبةٍ فيه، وهذه التغيرات غير لائقة برب الأرباب 0(1/285)
قوله : كأنما يسقيهم المَلَّ ، أي الرَّماد الحار ، وهو الجمر ، وقيل : التُّراب المُحمَى 0
وقوله : فأملَّتْ عليَّ ، أي السورة ، يقال : أمللتُ الكتاب وأمليته لُغَةً إذا لقَّنْتَه من يكتبُه 0
قوله : يا مالِ ، ترخيم يا مالك ، يقال بضم اللام وكسرها 0
م ل ص :
وقوله :إملاص المرأة ، هو إزلاقُها الولد قبل حينه ، يقال : أمْلَصَت المرأة الجنين ، وأملَصت به ، ومَلَص هو بفتح اللام وكسرها ، وأملَّص بتشديد اللام إذا َزَلقَ 0
م ل ق :
قوله : وأَمْلَقُوا ، أي فنيت أزوادهم ، وأصله كثرة الإنفاق حتى ينفد 0
م ل ط :
قوله : ومِلاطُها المِسك ، بكسر الميم ، هو الطين الذي يُجعل أثناء البناء 0
الميم مع الميم
قوله : وكان إذا نزل عليه الوعي ممّا يحرّك به شفتيه ، وكان كثيرا مما يرفع رأسه إلى السماء ، وكان ممّا يقول هل رأى أحدٌ منكم رؤيا ، قال ثابت : كأنه يقول : كان هذا من شأنه ودأبه ، فجعل ممّا كناية عن ذلك، يريد ثمّ أدغم النون، وقال غيره : معناها هنا رُبَّما ، وهو من معنى ما تقدم لأن ربَّما تأتي للتكثير أيضا 0
وقوله : وكان أبو هريرة مِمّا يُكثر أن يدعونا إلى رَحله ، وكان كثيرا مما يرفع رأسه إلى السماء ، تكون مما هنا بمعنى ربما التي للتكثير / وقد تكون زائدة 0 ... ... 121ب
الميم مع النون
م ن أ :
قوله : تَمْعَس مَِنيئةً لها ، بفتح الميم ، وكسر النون ، مهموز ممدود ، مثل جريئة ، هو الجلد في الدِّباغ ، وتمعسُه تَلُتُّه وتعرُكُه ، وذكر المَنِيّ مشدد الآخر ، بكسر النون ، غير مهموز ، ماء الذَّكر ، يقال : مَنَيْتُ ، وأَمنَيْت 0
م ن ح :(1/286)
قوله : مَنَحَ ، ويمنحُها أخاه ، وكانت لهم منايحُ ، والمِنْحَة والمنيحة ، ومنيحة العَنْز ، المِنْحَة عند العرب على وجهين ، أحدُهما العطيَّة بَتْلاً كالهبة والصِّلة ، والأخرى تختص بذوات الألبان ، وبأرض الزراعة ، يمنحُه الناقة أوالشاة أو البقرة ينتفع بوبرها وصوفها ولبنها مدة ، ثم يصرفها إليه ، وهي المنيحة أيضا ، فعيلَة بمعنى مفعولة ، وأصله كلّه العطية إمَّا للأصل ، أو للمنافع .
وقولها : يرعى عليها مِنحةً ، أي غنما فيها لبن يُمنَح ، سمَّاها بذلك 0
قوله : الكَمْأة من المَنِّ ، أي من جنسه ، تشبيها بالمنِّ الذي أُنزل على بني إسرائيل؛ لأنها لا تُغرس ولا تُسقى ، ولا تُعتَمل ، كما يُعتمل سائر نبات الأرض ، وقد يكون معناها مِن مَنِّ الله وتَطَوُّلِه وفضله ورفقه بعباده ، إذ هي من جُملة نِعمه 0
قوله : يا حنَّان يا منَّان ، قيل : يا مُنعم ، وقيل : الذي يبدأ بالنوال قبل السؤال ، وقيل : الكثير العطاء 0
وقوله : ليس أحدٌ أَمَنَّ عليَّ في صُحبته من أبي بكر ، أي أجودَ وأكرمَ وأكثرَ تفضُّلاً ، وليس من المَنِّ المذموم الذي هو اعتداد الصنيعة على المُعطَى ، ومنه : لا يدخل الجنة منَّان ، والتمني إرادة الخير في المستقبل ، وقد يكون في الماضي .
الميم مع الصاد
/ م ص ص : ... ... ... ... ... ... ... ... ... 122أ
قوله : امصَص بَظْرَ اللاّتِ ، بفتح الصاد ، كذا قيّده الأصيلي ، وهو الصواب ، يقال : مَصَّ يَمَصُّ ، وكل ما جاء من المضاعف ماضيه فَعلَ فمستقبله يَفْعَلُ مفتوحا أصْلٌ مُطّرِد ، وأراد سبَّه بذلك 0 ... ... ... ... ...
الميم مع الضاد
م ض غ
قوله : فمضَغَتْه بظفرِها ، بفتح الضاد ، أي أذهبتْه ، وأصل المضغ التحريك ، يقال : مَضَغ في الأرض ، وأًمْضَغ ، ذهب ، ومضغ بالشيء ، رضيَ به ، ورواه الحُميدي : فقَصَعْتُه ، وهو قريب ، قضعتُ الشيء ، والقمْلَة إذا مسحْتَها بين ظُفريك 0(1/287)
قوله : إنما فاطمة مُضْغَةٌ مني ، كذا في بعض الروايات ، وهي بمعنى ، بضعةٍ في الحديث الآخر ، وهي القطعة من اللحم ، ومنه : إنّ في الجسد مُضْغَةً 0
الميم مع العين
م ع ر :
قوله : فتمعَّر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أي تغير كراهيَةً لما رآه 0
وقوله : تَمْعَسُ ، أي تُحرِّك وتُليِّن ، بفتح العين ، وسين مهملة 0
م ع ي :
قوله : المؤمن يأكل في مِعىً واحدٍ ، والكافر يأكل في سبعة أمعاء ، الواحد مقصور مكسور الميم منون ، والجمع ممدود ، اختُلِف في تأويله ، فقيل : هو رجل مخصوص، وقيل : ضَربُ مثلٍ للتزيُّد والحِرص ، وقيل ذلك لبركة الإيمان ، والتسمية عند الطعام 0
قوله : وعليه بُردٌ مَعافِري، بفتح الميم ، ضربٌ من الثياب منسوبٌ إلى معَافر، قريةٍ باليمن ، وأصله قبيلٌ منهم نزلوها ، وقيل : سُمُّوا باسم جبل ٍ ببلادهم 0
الميم مع الغين
غ ف ر :
قولها : قولُها : أكلتَ مغافيرَ ، هو شبة الصَّمغ ، يكون في أرض الدِّمث ، فيه حلاوة ، والميم فيه زائدة عند بعضهم، وأصلية عند آخرين ، قال ابن دريد: واحدها مُغفورٌ بالضم ، وهو مما جاء على فُعلُول / موضع الفاء ميم ، وقال غيره : ليس في الكلام فُعلُول 122ب بضم الفاء إلاّ مُغفُور ، ومُغدُود لضربٍ من الكمْأة ، ومُنخُور للمَنْخَر ، ويقال أيضا لواحدها مِغْفارٌ ومُغفُر ، وهي المغاثير بالثاء أيضا ، حكاه الفراء 0
الميم مع القاف
م ق ب :
قوله : أتى المَقبَرَة ، بفتح الباء وضمها ، موضع القبور ، ومدافن الموتى 0
م ق ت :
قوله : فمقَتهم ، المقْتُ أشد البُغض 0 ... ... ... ... ...
قوله : المِقَةُ من الله ، أي المحبة ، وأصله الواو ، وهي كلمة منقوصة، وفاؤها واو، يقال : وَمَقْتُ الرجل أَمِقُهُ مِقَةً ، أحببتُه 0
الميم مع السين
م س ح :(1/288)
قوله في عيسى : المسيح ، ولم يُختَلف في ضبط اسمه كما سماه الله في كتابه ، قيل لأنه كان إذا مسحً ذا عاهةٍ بَرِئ ، وقيل : لمسحه الأرض وسياحته فيها ، فعيل بمعنى فاعل ، وقيل : لأنه كان ممسوح الرِّجل ، لا أخمص له ، وقيل : لأن الله مسحَه ، أي خلقه خلْقاً حسنا ، والمَسْحة الجمال والحُسن، وقيل : لأن زكريا مسحه عند ولادته، فهو ها هنا بمعنى مفعول ، أي ممسوح ، وقيل : اسم خصّه الله به ، وقيل : هو الصِّدِّيق ، وقيل : خرج ممسوحا بالدُّهن ، وأمَّا المسيح الدجال فاختُلِف في لفظه ومعناه ، وأهل المعرفة يقولونه مثل الأوَّل ، ووقع عند شيخنا أبي إسحاق في الموطأ بكسر الميم والسين ، وتثقيلها ، وحكاه التجيبي عن ابن سِراجٍ ، وقال : مَن كسر الميم شدَّد ، مثل شِرِّيب ، وأنكر هذا الهروي ، وقال : ليس بشيء ، وقال أبو الهيثم : بالخاء المعجمة، مسخه الله، أي خلقه خلْقاً ملعوناً ، وذلك بالمهملة مسحَه إذا خلقه خلقا حسنا، وقال الصَّدفي : أهل الحديث يفرقون بينهما ، وبعض أهل اللغة يقولون للدجال بكسر الميم ، وتشديد السين ، وأكثرهم لا يرون / 123أ ذلك ، ولا فرق بين الاسمين في فتح الميم وتخفيف السين ، وأنّ عيسى مسيح الهدى ، والدجال مسيح الضلالة ، قيل : سمي مسيحا لمسح إحدى عينيه ، فيكون بمعنى مفعول ، وقيل : لمسحه الأرض ، فيكون بمعنى فاعل ، والتَّمَسُّح التَّمرُّد ، والتِّمساح المارِد الخبيث ، وأصله بالعبرانية مَسيحا ، فعُرِّب كما عُرِّب موسى 0
م س ك :(1/289)
قوله : خُذي فِرصَةً مُمَسَّكةً ، بفتح الميم الثانية ، قيل : مُطيَّبَةً بالمسك ، وقيل : ذات مَسْكٍ ، أي جلدٍ ، أي قطعة من صوف بجلدها ؛ لأنه أضبط لها ، وقال القَعنبي : مُمْسِكةً، بإسكانها ، أي مُحكَمَةً في الفتل، ورواه بعضهم بكسر السين ، أي ذات مِساكٍ ، وفي الحديث الآخر : فِرصَةً من مَسْكٍ ، روي بفتح الميم وكسرها ، وبالفتح قيّدها الأصيلي ، ورواه مسلم أي قطعة جلد ، وبالكسر قِطعة مِن مسك الطيب ، ويدل على ترجيحه قوله في بعض الأحاديث : فإن لم تجدي طيبا فالماء كافٍ 0
وقولها : إنّ أبا سفيان رجُلٌ مِسِّيك ، أكثر الرواة يضبطونه بكسر الميم ، وتشديد السين للمبالغة في البخل ، مثل شِريِّب وخمِّيرٍ ، ورواية المُتقنين ، وأهل العربية فيه مَسِيك ، بفتح الميم ، وكسر السين ، وبالوجهين قيّدناه على أبي الحسين ، والمَسيك البخيل 0
م س س :
قولها : أَلْمَسُّ مَسُّ أرنبٍ ، ضرَبَتْهُ مثلا لحُسن خُلُقه وعِشرته بجلد الأرنب في لين وَبَرِه 0
الميم مع الشين
م ش ط :
قوله : في مُشطٍ ومُشاطةٍ ، وعند أبي زيد : ومُشاقةٍ بالقاف ، فبالطاء هو ما يُمشط من الشَّعَر ، ويخرُج في الأمشاط منه ، وبالقاف ، قيل مثله ، وقيل : ما يُمشط من الكتان ، وكلها بضم الميم ، وكذلك المِشطُ الآلة التي يُمشط بها ، وحكى أبو عبيدٍ في ميمه أيضا الكسر ، قال : ويقال مُشطٌ بضمهما ، وخطّأ ابن دريد الكسر فيها إلاّ أنْ يزيد ميما، فيقول : مِمْشَط ، وجاء في بعض الروايات : مِمشاطُ الحديد 0
م ش ق :
ذكَر في صِبغ نبات المُحرم /المَشْقَ ، بسكون الشين ، وفتح الميم ، وكسرها ، وهو123ب المَغَرَة البريّة الحمراء ، يُصبَغُ بها الأحمر من الأشياء ، ومنه : ثوبان مُمَشَّقان 0
الميم مع الهاء(1/290)
قوله : مَهْ مَهْ ، كلمة زجرٍ مكررة ، ويقال مفردة ، ومثله يَهْ يَهْ ، بالياء أيضا ، وقال ابن السكيت : هي لتعظيم الأمر ، بمعنى بَخْ بَخْ ، ويقال بسكون الهاء فيهما ، وتنوينهما ، وبالكسر فيهما ، وتنوين الأول ، وكسر الثاني دون تنوين ، كقوله : مَه انكنّ صواحب يوسف ، زجرٌ وإسكاتٌ لهن 0
وقوله : فقالت الرَّحِم هذا مقام العائذ بك ، قال بعضهم : فظاهر الكلام مخاطبتُها لله تعالى ، ولا يصح زجرها له ، ويُحمَل على ردّها لمن استعاذت منه ، وقد قيل في تحقيقه إنه ضربُ مثلٍ ، واستعارةٌ ، إذ الرَّحِم إنما هي من المعاني ، وهو السَّبب والاتصال بين ذوي الأرحام ، وإذا كان هذا لم يحتج إلى تأويلٍ فيه ، فأما قوله في حديث عمر فَمَهْ أرأيت إن عَجَز واستحمق ، فيَحتمل ما تقدّم إنها للزجر ، ثم استأنف الكلام ، ويحتمل أنْ تكون ما التي للاستفهام ، ثم وقف عليها بالهاء ، أي فأيُّ شيء يكون حُكمه إن عَجز وتحامق (1) ، أي (2) يلزمه الطلاق 0
وقوله في حديث موسى : ثم مَهْ ، فعلى الاستفهام ، أي ثم ما يكون ؟ وفي حديث حنظلة : يا ابن حنظلة ، قال : مَهْ ، أي : ما تقول ؟ على الاستفهام ، ويحتمل الزجر عن قوله هذا 0
م هـ ر :
قوله : الماهِر بالقرآن ، أي الحاذق به ، وأصله من الحِذق في السِّباحة ، مَهَر أي سبحَ في الماء 0
قوله : ما أمهَرها ، قال : أمهرها نفسها ، أي جعل عِتقها مهرَها في النكاح لها ، والمَهر الصداق ، يقال : مهرتُ المرأة وأمهرتُها ، أعطيتُها صداقاً 0
م هـ ل :
قوله : إنها للمُهلة ، رويناه بضم الميم وكسرها وفتحها ، قال الأصمعي : المَهلَة بالفتح الصديد ، وحكى الخليل فيه الكسر ، وقال ابن هشام : المُهل بالضم صديد الجسد 0
وقوله : فانطلَقوا على مَهَلهِم ، بفتح الميم ، أي على (3) تُؤَدَتِهم ، وقيل : / على 124 أ رِفْقهم ، ورواه بعضهم بسكون الهاء 0
__________
(1) في ب : أو تحامق .
(2) في ب : أو .
(3) على : غير موجود في ب .(1/291)
وقوله : مَهلاً ، أي رِفقا ، وزعم بعضهم إنه مَهْ ، زيدت عليه لا 0
م هـ ن :
قوله : ثَوْبَى مهْنَتِهِ ، بفتح الميم وكسرها ، أي خِدْمَتِه وتَبَذُّلِه ، وأصله العمل باليد ، والمهنة بكسر الميم وفتحها الخِدمة ، وأنكر شَمِرٌ الفتح فيها ، والمَهَنَة الخِدْمَة والصُّناع بأيديهم ، ومنه : كانوا مَهَنَة أنفسهم ،أي لا خدم لهم، ومنه قوله في الحديث الآخر : في مِهنَةِ أهله ، أي عملهم وخدمتهم ، وما يُصلِحُهم ، يقال بفتح الميم وكسرها معاً ، وكذلك : وأمّا المُفطِرون (1) فسقَوا الرِّكاب ، وامتهنوا وعالجوا ، أي خدموا 0
م هـ ق :
قوله : ليس بالأبيض الأمهَق ، هو الخالص البياض ، الذي لا تشوبه حُمرة ولا صُفرة ولا سُمرة ولا إشراقٌ ، وقال الخليل : المَهَق بياض في زُرْقَةٍ ، وقيل : مثل بياض البرَص 0
قوله : مَهْيَم ، بفتح الميم والياء ، وسكون الهاء ، كلمة يمانية معناها ما هذا ، وقيل : ما شأنُك ؟
الميم مع الواو
م و ت :
قوله : فقد ماتَ مِيتةً جاهلية ، بكسر الميم ، أي حالُهُ وهيئتُهُ حال الموت الجاهلي مِن كون أمرِهم بلا إمام ولا خليفة يدبِّر أمرهم وفُرقة آرائهم ، والمِيتَة الموت 0
وقوله : الحِلُّ مَيتَتُهُ ، هذا بفتح الميم ، اسم لما مات من حيوانه ، ومَن رواه بالكسر فقد أخطأ 0
وقوله : فلْيُمِتْهُما طبخاً ، أي ليُذهِبْ رائحتهما ، كسرُ قوةِ كلِّ شيء إماتَتُه ، ومثله : قتلتُ الخمر إذا مزجتَها بالماء ، وكسرتَ حِدَّتَها 0
وقوله : يُميتون الصلاة ، أي يُصلُّونها بعد خروج وقتها ، كمن أُخرِجَتْ روحه 0
__________
(1) في ب : المفرطون .(1/292)
وقوله : مُوتانٌ كقُعاص الغنم ، بضم الميم ، ويقال بفتحها ، وهو اسم للطاعون وللموت ، وكذالك المُوات بالضم ، والقُعاص (1) داء يأخذ الغنم ، فأمّا موَتان الأرض ، وهو مواتُها الذي (2) لم يُحْيَ ، ولا مُلِك / فبفتح الميم لا غير ، والواو تُسكَّن وتُفتح معاً ، وهي الموات بالفتح 0
م و ج :
قوله : ماج الناس ، أي اختلطوا بعضهم في بعض ، مقبلين ومدبرين ، ومنه : ماج البحر ، وفي الفتنة : تموج موج البحر ، أي تضطرب ، وتذهب وتَجيء 0
م و ل :
قوله : فلم نَغْنَم ذهبا ولا فضة إلاّ الأموالَ المتاع ، والثياب ، كذا رواية يحيى بن يحيى ، وفي رواية ابن القاسم : الأموال والمتاع ، بواو العطف ، قيل : فيه دليل أنّ العين لا تُسمّى مالا ، وهي لغة دَوْس ، وإنما المال عندهم ما عدا العَيْن ، وغيرهم يجعل المال العين ، قال ابن الأنباري : ما قَصَّرَ عن الزكاة من العَين والماشية فليس بمال ، وقال غيره : كل ما تُمُوِّل فهو مال ، وهو مشهور كلام العرب ، وليس في قوله إلاّ الأموال دليلٌ للغة دَوسٍ ؛ لأنه قد استثنى الأموال من الذهب والفضة ، فدلَّ أنها منها إلاّ أن يجعله استثناء منقطعا ، وأن تكون إلاّ بمعنى لكن ، كما قال الله تعالى : [لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا] (3) 0 ... ... ... ... ... ... ... ...
وقوله : وإضاعة المال ، قيل : يريد المماليك والرقيق وسائر ما يُملك من الحيوان ، نهَى أنْ يُضيَّعوا ، كما أمر في الحديث بالرفق بهم ، الصلاةَ الصلاةَ وما ملكتْ أيمانُكم ، ولقوله في الآخر : كفى بالمرء إثما أنْ يُضيِّع مَن يَقُوت ، وقيل : إضاعته ترك إصلاحه والقيام عليه ، قيل : وهو إنفاقه في غير وجهه من الباطل والسَّرَف 0
قوله : غير مُتموِّل مالا ، أي غير مُكتسبٍ مالا ، ومُستكثرٍ منه ، كما قال في الأخرى : غَيْرَ مُتَأَثِّلٍ مَالًا
__________
(1) كتب : العُقاص ، وما أثبتناه من ب .
(2) في ب : التي .
(3) الواقعة 25 ، 26(1/293)
م و ق :
قوله : فنزعَتْ موقَها ، بغير همزٍ ، يعني خُفَّها ، وأما مؤْق العين مهموز ، وهو طَرَفُ (1) شِقِّها ، لكل عينٍ اثنان ، وفيه تِسعُ لغات : مُؤْق ، ومأْق مهموزان ، وغير مهموزين ، ويجمع أماقٌ ، مثل أَساد ، وأَمواقٍ مثل أثواب ومَواقٍ ، ويقال مَوقِئٌ ، مثل مَوقع ، ويقال : أُمْقٍ ، مثل أُسْدٍ مضموم الأول ، مُسكّن الثاني ، ويُجمع آماقٍ مثل آسادٍ ، ويقال /125أ مأْقِي العين بكسر القاف ، ويقال ماقٍ مثل قاضٍ ناقص غير مهموز ، ويجمع مَواقٍ مثل جَوارٍ ، وقيل : مؤْق مثل مُعْطٍ ناقص أيضا مهموز (2) ، ويجمع مآقٍ مثل معانٍ مهموز أيضا ، وقيل الموق غير الماق ـ فالمؤق مؤخرها ، والماق مقدمها ، قال ثابت : الماق عند أصحاب الحديث طرف العين الذي يلي الأنف ، وذكَر عن اللغويين نحو ما تقدم ، وذكر حديثا أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكتحل من قِبَلِ موقِه مرةً ، ومن قِبَل ماقه مرةً ، وهذا يحتجُّ به مَن فرَّق بينهما 0
الميم مع الياء
م ي ث :
قوله : فلما فرغ من الطعام أَماثَتْهُ له فسقته إياه ، كذا هو عندهم رباعي ، قال بعضهم : وصوابه ما ثَتْهُ ثلاثي ، أي حلَّتْه ومَرَسَتْه ، يريد التمر في الماء ، وقد حكى الهروي فيه الوجهين ، وقال ابن دريد : مِثْتُ أَميثُ ومُثْتُ بالضم أَموثُ مَيْثاً ، قال يعقوب : ومِيثاناً إذا مَرَسْتَه ، ولم يذكر أمَثْتُ ، ومِئثَرَة الأرجوان والمياثر ، والميم فيها زائدة ، وأصله الواو من الشيء الوثير 0
م ي ر : ...
قولها : مِيْرَتنا ، أي طعامنا ، المِيرة ما يَمتاره البدوي من ذلك من الحاضرة ، ومنه : ومِيري أهلَكِ 0
قوله : إماطة الأذى عن الطريق، وأُميطَتْ يده ، فأميطوا عنه الأذى ، وأميطي عنّا أنماطَكِ ، وأميطي عنا قِرامَكِ ، كله من الإزالة ، وأمطت الشيء نحَّيته وأزلته 0
م ي ط :
__________
(1) طرف : غير موجود في ب .
(2) مهموز : غير موجود في ب .(1/294)
وقوله : ما ماط أحدُهم عم موضع يده ، أي تباعد منه ، يقال منه : ماط وأماط ، وأماط غيره أبعده ونحَّاه 0
م ي ل :
قوله : مائلاتٌ مُميلاتٌ ، قيل : زائغات عن طاعة الله ، مُميلات غيرهن للدخول في ذلك من فعلهنَّ ، وقيل : مُتبخترات في مشيتهن ، مُميلات لأكتافهن وأعطافهن ، ويحتمل أن يكون مميلات على هذا لقلوب الرجال ؛ لتبخترهن ، وما يبدين من زينتهن ، وقيل : يمتَشِطْن المِشطة المِيلاء ، وهي مِشطة البغايا ، ومُميلات بمِشطتهن لغيرهن ، وقد يجوز أن يكون اللفظ بمعنى التأكيد / والمبالغة ، كما قالوا حادٌ مُحِدٌّ 0 ... ... ... ... 125ب
وقوله : كأسْنِمة البُخْت المايلة ، كذا الرواية بالياء المنقوطة باثنتين من أسفل ، وقال الكتاني : صوابه بالثاء المثلثة 0
وقوله : كمِقدار مِيلٍ ، ذلك عُشْرُ غَلاً من جري الخيل ، وهو ألف باع من أبواع الدواب ، وهو ثلاثة آلاف ذراع وخمسمائة 0
وقوله : دُلوك الشمس ميلُها ، يريد من الاستواء للزوال ، وانحطاطها بجهة المشرق ، وهو بسكون الياء المصدر، وبالفتح الاسم، وبالسكون رويناه ، وقد قالوه في كل ما ليس بجسم ، وبفتحها في الأجسام ، قال تعالى : [فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ] (1) 0
أسماء المواضع
مكة : وسميت مكة لقلة مائها ، من قولهم : امتَكَّ الفصيل أُمَّه ، إذا استخرج ما في بطنها ، ولها أسماء كثيرة ، منها : صلاح ، والعُرُش على وزن بُرُد ، والقادِس من التقديس ، وهو التطهير والمُقدَّسَة ، والنّسَّاسة بالنون وسينين مهملتين ، وقيل : النّاسَّة أيضا ؛ لأنها تَنُسُّ مَنْ أَلْحَدَ فيها ، أي تحطِمه ، وقيل : تُخرجهم منها ، والبيت العتيق ، وأمُّ رُحْمٍ بضم الراء ، وأم القُرى ، والحاطِمة ، والرأس مثل رأس الإنسان ، وكُوثا بضم الكاف وثاء مثلثة باسم بقعة بها كانت منزل بني عبد الدار .
__________
(1) النساء 129(1/295)
مُزْدَلِفَة : وهي المشْعَر بضم الميم في الأوَّل وفتحها في الثاني ، وتقولها العرب بكسرها أيضا، ومعنى تسميتها مزدلفة من قولهم : ازدلَفَ الناس ، أي افترقوا ، وقيل : لأنها مَنزِلَة من الله وقُربة، وقيل : لاجتماع الناس، والازدلاف الاجتماع ، وتسمى أيضا جمْعاً ، وقيل : لازدلاف آدم وحواء وائتلافهما بها ، ومعنى المشعر المَعْلَم ، قال عطاء : إذا أفضتَ من مازِمَي عَرفة فهي المزدلفة 0
منىً : بكسر الميم مقصورة ، وحدودها من العقبة إلى مُحَسّر ، سميت منىً لما يُمنى بها من الدم ، أي يُراق ، وقيل لأن آدم تمنى بها الجنة 0
المَقام : هو المسجد الحرام ، وقيل : مقام إبراهيم / وهو الذي قام عليه حين وضع126أ بناء الكعبة ، وكان موضِعَه الذي يُصلَّى فيه اليوم ، وقيل : هو الحجر الذي وضَعتْه زوج إسماعيل تحت إبراهيم حين غسلتْ رأسه ، وهو راكب ، ثم رفعتْه ، وقد غابت رِجله فيه ، فوضعتْه تحت الشِّق الآخر ، فغابتْ رِجله أيضا فيه ، وقيل : هو الحَجَر الذي قام عليه حين أذَّن في الناس بالحج ؛ فتطاول له وعلا على الجبال حتى أشرف على ما تحته ، فلما فرغ وضعه قِبلةً ، وجاء في أَثَرٍ أنه من الجنة ، وكان ياقوتةً ، والموضع موضع القدم ، والمقام بالفتح ، وموضع المقام اليوم معلوم ، وقد قيل في قوله تعالى : [وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى] (1) هو هذا ، وقيل : عرفة والمزدلفة والجِمار، وقيل : الحرم كله، وقيل : الحج كله 0
المُلْتَزَم : ويسمى المَدْعَى والمُتَعَوَّذ ، سمي بذلك لالتزامه للدعاء والتعوّذ به ، وهو ما بين الحَجَر والباب 0
المُعَرَّف : بضم الميم ، وفتح العين ، موضع الوقوف بعرفة ، والتعريف الوقوف بها 0
__________
(1) البقرة 125(1/296)
المُحصَّب : بضم الميم وفتح الحاء والصاد (1) المهملتين، وآخره باء بواحدة، بين مكة ومنىً ، وهو إلى منى أقرب ، وهو بطحاء مكة ، وهو الأبطح ، وهو خَيْف بني كِنانة ، وحَدُّه من الحَجون ذاهبا إلى منى ، والمُحصَّب أيضا موضع الجِمار 0
المُعرَّس : بضم الميم ، وتشديد الراء ، وآخره سين مهملة ، على ستة أميال من المدينة ، منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج من المدينة ، ومعَرَّسُهُ .
قَرْن المَنازل : بفتح الميم ، وهو قرن الثعالب ميقات أهل نجد قرب مكة .
مَهْيَعَة : وهي مُهَلُّ أهل الشام ، وفسّرها في الحديث أنها الجُحْفَة ، وضبطناها بفتح الميم وسكون الهاء ، وفتح الياء عن أكثرهم ، مَفْعَلَة مثل مَخْدَمَة ، وضبطها بعضهم بكسر الهاء فعيلة مثل جميلة 0
مَلَك : بفتح الميم واللام ، موضع على ثمانية وعشرين ميلا من المدينة ، وقيل : اثنين وعشرين 0
/ مَرَّان : بفتح الميم، وراء مشددة ، وآخره نون، موضع على ثمانية عشر ميلاً من26ب المدينة ، وضبطه بعضهم بضم الميم 0
المأزِمان : مهموز مثنى مكسور ، قال ابن شعبان هما جبلا مكة ، وليسا من المزدلفة ، وقال أهل اللغة : هي مضائق جبلي منىً ، والمآزم المضائق ، واحدها مأزِم ، بكسر الزاء 0
مَجَنَّة : بفتح الميم وكسرها ، وفتح الجيم ، وفتَحَهما الجَيّانيّ ، هي سوق هَجَر بقرب مكة معروفٌ ، وقال الأزرقي : هي بأسفل مكة على بريد منها ، وكان سوقُها عشَرةَ أيام آخر ذي القعدة ، والعشرون قبلها سوق عُكاظ ، وبعده مجنّة ، وثمانية أيام من ذي الحجة ، ثم يخرجون في التاسع إلى عرفة ، وهو يوم التَّروية 0
المَقاعِد : قيل موضع عند باب المسجد ، وقيل : مصاطِب حوله ، وقيل : دكاكين عند دار عثمان 0
المناصِع : بفتح الميم والنون ، وصادٍ وعين مهملتين ، قال الأزهري : أراها مواضِع خارج المدينة ، وعليه يدلّ قولُها في الحديث ، وهي صعيدٌ أَفْيَح .
__________
(1) في ب : وفتح الصاد والحاء .(1/297)
المُخَمَّص : بضم الميم ، وفتح الخاء المعجمة ، وشد الميم وصاد مهملة 0
المِخراف : بكسر الميم ، وخاء معجمة ، اسم حائط سعد بن عُبادة الذي تصدَّق به عن أُمِّه بالمدينة 0
مَيْطان : بفتح الميم ، وسكون الياء باثنتين تحتها ، وطاء مهملة ، وآخره نون ، هو من بلاد مُزَيْنَة من بلاد الحجاز 0
ثَنِيَّة المُرار : بضم الميم ، ذكرها مسلم في حديث معاذ بالشكّ في ضمها أو كسرها 0
مِربَد النَّعَم : موضع بالمدينة ، قال الهروي : بينه وبينها ميلان ، والمِربد بكسر الميم ، وسكون الراء ، وفتح الباء بواحدة بعدها ، هو الموضع الذي تُحبس فيه الإبل ، وهو أيضا موضع سُوق الإبل ، خارج البصرة ، وسُمّي لحبسهم الإبل فيه للبيع ، وسمي كل موضع تُحبس فيه الإبل مِرْبدا ، واختُلِف هل أصل المِربد اسم للموضع أو للعصا التي تُجعل على بابه 0
مُؤتَة : بضم الميم وهمز الواو ، ونصب التاء باثنتين فوقها / وآخره هاء ، موضع127أ بالشام 0(1/298)
مَهْزُؤر : بفتح الميم ، وهاء بعدها ساكنة ، وهمز الواو ، وزاي مضمومة ، وآخره راء (1) 0
__________
(1) مهزور: بفتح أوله وسكون ثانيه ثم زاي وواو ساكنة وراء قال أبو زيد يقال هَزَرَة يهزِره هَزراً وهو الضرب بالعصا على الظهر والجنب وهو مهزور وهزير والهزير المتقحم في البيع والإغلاءِ وقد هزرتُ له في البيع أي أغلَيتُ: مهزور ومُذينب واديان يسيلان بماءِ المطر خاصة، وقال أبو عبيد مهزور وادي قريظة قالوا لما قدمت اليهود إلى المدينة نزلوا السافلة فاستوبؤوها فبعثوا رائداً لهم حتى أتى العالية بُطْحَان ومهزوراً وهما واديان يهبطان من حرة تنصب منها مياه عذبة فرجع إليهم فقال قد وجدت لكم بلداً نزهاً طيباً وأودية تنصب إلى حرة عذبة ومياهاً طيبة في متأخر الحرة فتحولوا إليها فنزل بنو النضير ومن معهم بطحان ونزلت قريظة وهدل على مهزور فكانت لهم تلاع وماء يسقى سمرات، وفي مهزور اختُصم إلى النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي مالك بن ثعلبة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه أهل مهزور فقضى أن الماء إذا بلغ الكعبين لم يحبس الأعلى، وكانت المدينة أشرفت على الغرق في خلافة عثمان رضي الله عنه من سيل مهزور حتى اتخذ عثمان له ردماً، وجاء أيضاً بماءٍ عظيم مَخُوف في سنة 156 فبعث إليه عبد الصمد بن علي بن عبَد الله بن عباس وهو الأمير يومئذ عبيد الله بن أبي سلمة العمري فخرج وخرج الناس بعد صلاة العصر وقد مَلأ السيل صدقات رسول الله صلى الله عليه وسلم فدلتهم عجوز من أهل العالية على موضع كانت تسمع الناس يذكرونه فحضروه فوجلوا للماء مسيلاً ففتحوه فغاض الماءُ منه إلىِ وادي بُطحان، قال أحمد بن جابر ومن مهزور إلى مُذينب شعبة تصب فيها. معجم البلدان ، باب الميم والياء .(1/299)
ومُذَيْنيب : بضم الميم ، وفتح الذال المعجمة ، ونون بين يائين باثنتين تحتهما ، وآخره باء بواحدة ، هما واديا المدينة اللذان عليهما سقيُ أموالهما ، قال أبو عبيدٍ : هو وادي بني قريظة 0
المُشَلَّل : بضم الميم ، وفتح الشين المعجمة ، بقُدَيدٍ من ناحية البحر ، وهو الجبل الذي يُهبط منه إلى قُديدٍ 0
المُريْسيع : بضم الميم ، وفتح الراء ، وسكون الياء (1) ، وكسر السين ، بعدها ، وآخره عين مهملة (2) 0
المُعَصَّب : بتشديد الصاد المهملة ، وعين مهملة ، كذا ضبطه الأصيلي عن الجرجاني ، ورواه الباقون العُصبَة بضم العين ، وسكون الصاد بقُباء ، منزل المهاجرين الأولين ، كذا فسّره البخاري 0
__________
(1) وسكون الياء : غير موجود في ب .
(2) المُرَيسِيع: بالضم ثم الفتح ياء ساكنة ثم سين مهملة مكسورة وياء أخرى وآخره عين مهملة في الأشهر ورواه بعضهم بالغين معجمة كأنه تصغير المرسوع وهو الذي انسَلَقت عينه من السهر، وهو اسم ماءٍ في ناحية قديد إلى الساحل سار النبي صلى الله عليه وسلم في سنة خمس وقال ابن إسحاق في سنة ست إلى بني المصطلق من خزاعة لما بلغه أن الحارث بن أبي ضرار الخزاعي قد جمع له جمعاً فوجدهم على ماءٍ يقال له المريسيع فقاتلهم وسباهم وفي السبي جُوَيرية بنت الحارث بن أبي ضرار الخزاعي زوجة النبي صلى الله عليه وسلم وفي هذه الغزوة كان حديث الإفك. معجم البلدان ، باب الميم والراء .(1/300)
المِصِيْصَة : بكسر الميم ، وتخفيف الصاد ، موضع (1) 0
مسجد بني زُرَيْق : بضم الزاي مُصغَّر ، على نحو ميلٍ من المدينة 0
مَرْو : مدينة مشهورة من بلاد خُراسان ، يُنسب إليها مَرْوَزِيّ ، مسموع غير مقيس 0
مارِيَة : مخفف الراء ، فسّرها في الحديث بكنيسة بأرض الحبشة ، وغسَّان تُهِلَّ لها وتحُجُّها 0
مَناة : اسم صنم نصبه عمرو بن لُحَيٍّ بجهة البحر مما يلي قُديداً بالمُشَلّل ، وكانت أسد وغَطفان تُهِلّ لها ، وتحجُّها ، وقال الكلبي : كانت مَناة صخرةً لهُذيل بقُدَيْدٍ 0
تم الجزء الأول (2)
__________
(1) المَصيصَةُ: بالفتح ثم الكسر والتشديد وياء ساكنة وصاد أخرى كذا ضبطه الأزهري وغيره من اللغويين بتشديد الصاد الأولى هذا لفظه وتفرد الجوهري وخالد الفارابي بأن قالا المصيصة بتخفيف الصادين والأول أصح ، وهي: مدينة على شاطىء جيحان من ثغور الشام بين أنطاكية وبلاد الروم تقارب طرسوس ، وكانت من مشهور ثغور الإسلام قد رابطَ بها الصالحون قديماً وبها بساتين كثيرة يسقيها جيحان وكانت ذات سور وخمسة أبواب وهي مسماة فيما زعم أهل السير باسم الذي عمرها وهو مصيصة بن الروم بن اليمن بن سام بن نوح عليه السلام ، والمصّيصة أيضاً قرية من قرى دمشق قرب بيت لِهيا. وفي خبر أبي العَمَيطر الخارج بدمشق بإسناد عن عمرو بن عمار إنه لما أخذ أصحاب أبي العميطر المصيصة قرية على باب دمشق دخل عليه بعض أصحابه فقال يا أمير المؤمنين قد أخذنا المصيصة فخر أبو العمَيطر ساجداً وهو يقول الحمد لله الذي ملكنا الثغر وتوهم بأنهم قد أخذوا المصيصة التي عند طرسوس.معجم البلدان ، باب الميم والصاد .
(2) في ب : تم الجزء الأول من مشكل الصحيحين ، والحمد لله وحده ، والصلاة على نبيه محمد وآله وعترته 0
وكتب في هامش أ : بلغ مقابلة على الأصل ، فوافق ، وصحّ ، والله أعلم .(1/301)