الجامع من المحرر في الحديث ،،، لابن عبدالهادي
الكتاب: مصدر كتب يكتب كتاباً وكتابةً وكَتْباً ، وأصل المادة تدور على الجمع ( تكتب بنو فلان : إذا اجتمعوا) وجماعة الخيل : كتيبة ،، والمراد هنا إسم المفعول ( المكتوب)
كتاب الجامع : اي المكتوب الجامع لما تحته من ابواب من الاداب والزهد والرقائق وغيرها
? عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرىء ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه. ( متفق عليه )
تلخيص:
هذا الحديث مشهور عند اهل العلم تلقوه بالقبول وبنوا عليه أحكام عظيمة جدا بل بُني عليه الشرط الأول مع ماجاء في بابه من الايات والاحاديث بُني عليه الشرط الاول لقبول الاعمال وهو الاخلاص لله تعالى
عظم العلماء شأن هذا الحديث حتى قال قائلهم: ينبغي ان يُكتب هذا الحديث في بدايه كل باب من ابواب العلم
لماذا؟ ليستحضر طالب العلم النية التي عليها مدار تصحيح العمل
صدّر به جمع من اهل العلم كتبه ،،،،، واول حديث في البخاري هذا الحديث
وقال الشافعي انه يدخل في سبعين باب من ابواب العلم
وجزم بعضهم انه ربع العلم ،،،
فالعلم والدين يدور على اربعة احاديث هذا أولها
عمدة الدين عندنا كلمات مسندات من قول خير البريه *** اتق الله وازهد ودع ماليس يعنيك واعملن بنيّة
ورغم عظمته ومسيس الحاجة إليه لم يثبت عن احد من الصحابة إلا عن عمر بن الخطاب ولم يثبت عن عمر الا عن طريق علقمة بن وقاص الليثي ، ولم يثبت عن علقة الا من طريق محمد بن ابراهيم التيمي ، ولا يُروى عنه بسند صحيح او مقبول الا عن طريق يحيى بن سعيد الانصاري(1/1)
وعن طريقه انتشر حتى بلغ عدد رواته عن يحيى بن سعيد فيما قيل سبعمئة وان كان الحافظ بن حجر ينازع في بلوغ العدد وقد حرص في جمع طرقه ورواته عن ابن سعيد فما استطاع جمع المئة
وكون الحديث لا يروى الا من طريق عمر وعلقمه وتتلقاه الامة بالقبول فيه الرد العملي على من يرد الخبر الواحد او يرد ما تفرد بروايته راوٍ واحد وان قال بهذا بعض العلماء وان هذا شرط لصحة الخبر ان يروى عن اثنين واكثر او شرط البخاري في صحيحه ،، لكن هذا ليس بصحيح والحديث هذا رد على مثل هذا
وليس شرطاً للصحيح فاعلمي *** وقد رُمي من قال، بالتوّهُم ِ ( يعني تعدد الرواة)
ويُفهم من كلام الحاكم اشتراط العدد
والبيهقي ايضاً اشار إلى شيء من ذلك
والكرماني (شارح البخاري) اشار في مواضع إلى ان شرط البخاري ان يروي الحديث اكثر من واحد
ابن العربي في (عارضة الاحوذي) قال ان حديث : والطهور ماؤه ،،، لم يخرّجه البخاري لانه لم يثبت الا من طريق واحد
لكن ماذا يصنع بهذا بالحديث وهو اول حديث في الصحيح؟ وكذلك آخر حديث في الصحيح ايضاً فرد مطلق،،
في هذا رد عملي مطلق على من اشترط العدد في الروايه
فالحديث عموما اذا بلغ من طريق من تُقبل روايته وقوله صار حجة ملزمه ولو تفرّد به مالم يُخالف
لأن هذا يُثير اشكال عند الناس ، فهل احد يتردد احد في صحة حديث الاعمال بالنيات؟
بل لو اقسم احد على انه صحيح ، ما حنث
وقال اهل العلم لو طلق احد زوجته ان هذا الحديث صحيح ما طلقت زوجته
وتوجد دعاوى من المعتزلة واتباعها ان خبر الواحد لايُقبل
هذا الحديث خُطب به على المنبر ومع ذلك لم يثبت الا من طريق واحد وهذه حكمة إلهية على ان يُبرهن خبر قبول الواحد بمثل هذا الواحد
ولا يلزم تعدد الرواة ،،، ويستشكل كثير من الباحثين ما يُذكر عن الائمة من مئات الالوف من الاحاديث التي يحفظونها ،، فالامام احمد سبعمئة ألف ، وابوداوود خمسمئة ألف ، والبخاري مئة ألف(1/2)
فأين ذهبت هذه الاحاديث؟ لو جمعنا مافي كتب السنة ما بلغت هذا العدد ولا عشرها ،،، فهل نقول ان الامة فرطت في شي من دينها؟ كلا ، فالدين محفوظ والامة معصومة في أن تفرط في دينها وضمان قيامه إلى قيام الساعة معلوم
الحديث خطب به على المنبر وحفظه المئات لكن عند الاداء أداه من تقوم به الحجة وهذا يكفي عن جميع الناس.
على ان الاعداد المذكورة عند اهل العلم هي للتكرار ،،، رُب حديث يُروى عن طريق مئة ، فيكون مئة حديث عندهم ،،، ويدخل فيه أيضا فتاوى الصحابة والتابعين
وفيه مافيه لقول الجُعفي :
أحفظ منه عُشر ألف ألف ** وعلّه أراد بالتكرار لها وموقوف وفي البخاري
مقصود ان مثل هذه الاعداد لا تشكل علينا ، مثل ان من يريد ان يشكك فيقول الامام البخاري روى مئة ألف حديث فأين هي؟ ولعله قد ضُيّع مع مئات الاحاديث التي ضُيعت ،،،،،.؟
هذا الكلام ليس بصحيح فالدين محفوظ والامة معصومة في أن تفرط في دينها
إنما الاعمال بالنيات : إنما أداة حصر ،، فالاعمال محصورة بنياتها ،، فوجود العمل وجود حقيقة العمل الشرعية مرتبطة بالنية
فقد توجد صورة العمل لكن هذا الوجود لاقيمة له لان العبرة بالوجود الشرعي
ولذا قال عليه الصلاة والسلام للمسيء : صلِّ فإنك لم تصلِّ
بالرغم انه ركع وقام وسجد ، لكن هذه الصلاة لاقيمة لها وان وُجدت صورتها لكن العبرة بالحقيقة الشرعية
فالاعمال الشرعية وجودها الشرعي بالنيات ،، ويختلف اهل العلم في تقدير متعلق الجار والمجرور ،، فمنهم من يُقدّر الصحة ومنهم من يُقدّر الكمال
لكنهم لايختلفون في اشتراط النية لصحة المقاصد وان اختلفوا في اشتراطها بالنسبة للوسائل
فالصلاة لا يصححها احد من اهل العلم بغير نيّة ،، لكن يوجد من يصحح الوضوء بغير نية لانه وسيلة
وعامة اهل العلم على ان الوضوء عبادة تشترط لها النية داخله في الحديث
والذي لايشترط النية في الضوء يشترطها في التيمم مع انه وسيلة ،،، بل بدل عن الوسبلة(1/3)
فاشتراط النية والصدق فيها والاخلاص لله جل وعلا أمر معلوم عند اهل العلم
ويضاف لهذا الشرط ، الشرط الثاني في الحديث الثاني الاتي
إنما الاعمال: الاصل أن (أل) هذه جنسية ،، يصدق ان يكون مكانها (كل) فيكون (إنما كل الاعمال ، أو جميع الاعمال) بالنيات ،، او يكون المقصود بها (العهد) : وهي الاعمال المعهوده الشرعية صحتها بالنيات
الذي يقدّر (اللام جنسية) يضطرد قوله في الاعمال الشرعية وغير الشرعية
فالشرعية تشترط النية لصحتها وغير الشرعية تشترط النية لترتب الثواب عليها
فتكون (أل) جنسية ، فيكون جميع الاعمال تفتقر إلى نية
فإن كان العمل شرعي مما يُتقرب به لله توقفت صحته على النية ، وان كان العمل عادي من امور الدنيا توقف ثوابه على النية وان صح بغير النية
فالذي يطلب العلم الشرعي وهو عيادة لايصح الا بنية خالصة لله جل وعلا ، واذا دُخلت هذه النية لاشك ان المتعلم في هذا العلم على خطر ، وإذا انعدمت هذه النية وتعلم لينال من هذه الدنيا او لشرف او ليقال متعلم ، فإنه من اول الثلاثة الذين تسعر بهم النار
لكن الطبيب او المهندس فهذه لايشترط في صحة العمل نية ، فلو طلبه للدنيا ليرتزق او مهندس يقصد بذلك الدنيا ليعيش ، وكذلك المزارع والصانع ، لكن ما الذي يرتب الثواب على هذه الاعمال ،هو النية
إذا طلب هذه الاعمال بنية خالصه صالحه أثيب عليها
وإنما لكل امرء ما نوى : ليس له من العمل غير ما نوى ،،، فهذا منطوق هذه الجمله ويؤكد مفهوم الجملة الاولى
فإذا لم ينو شيئاً فإنه لايحصل له شيء ، وإن نوى غير ماتدل عليه الجملة الاولى ،،، فالذي يطلب العلم لالشيء فليس له شيء ، والذي يطلبه للدنيا ( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفّ إليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يُبخسون أولئك الذين ليس لهم في الاخرة إلا النار) هذا طلب للدنيا(1/4)
فمن كانت هجرته : الفاء هذه تفريعية ،،، و من شرطيه ، ومنهم من يقول موصوله مُشربة معنى الشرط ولذا اقترن جوابها بالفاء
من كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله : الهجرة في الاصل الترك ،،،،،،وهي في الشرع الانتقال من بلاد الكفر إلى بلاد الاسلام وهي واجبة لقيام الساعة ،،،، وحديث (لا هجرة بعد الفتح ) إنما هو بعد الفتح لان مكة صارت دار اسلام فلا هجرة بعد الفتح
فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله : فعل الشرط ( من كانت هجرته إلى الله ورسوله) وجواب الشرط ( فهجرته إلى الله ورسوله) ،،، العلماء يشترطون تغاير الشرط مع الجزاء واتحاد مع الجزاء ممنوع عندهم ، لايصح عندهم ان تقول ( من قام قام ) أو ( من أكل أكل ) ،،، لا يصح ،، اتحاد الشرط مع الجزاء هنا لتعظيم الامر وتهويله
من كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فإذا أريد تعظيم الامر كُرر بحروفه
أنا أبو النجم ** وشِعري شِعري
من كانت هجرته إلى الله ورسوله (لابد من التقدير هنا ليتغاير الشرط مع الجزاء نيةً وقصداً ) فهجرته إلى الله ورسوله ( حقيقة وحكماً أو ثواباً وأجراً)
وجاء في الحديث : من رآني فقد رآني ،،، أي رأى حقيقتي لأن النشياطان لايتمثل به عليه الصلاة والسلام
هاجر الصحابة من مكة للحبشة مرتين ، وهاجروا للمدينة ، ووجبت الهجرة على من اسلم أن يهاجر للنبي عليه الصلاة والسلام
ومُنع المهاجر ان يمكث في البلد التي يُهاجر منه التي تركه لله ، ولم يستثنى من ذلك إلا المستضعف، الذي لايستطيع حيلة
ولم تذكر الحيلة في شيء من التصوص صراحة الا في الهجرة لعظم الاثر المترتب على اقامة المسلم بين الكفار(1/5)
فالحيلة الصريحه انما جاء التنصيص عليه في الهجرة والسبب في هذا عِظم الاثر المترتب على اقامة المسلم بين ظهراني الكفار ،، وكم من قصص يندى لها الجبين تحدث للمسلم المقيم بينهم ، وكم من شخص ارتد بسبب ذلك ، واولاد المسلمين يؤخذون قهراً ويعلمون في مدارس غيرهم ، والسب في ذلك اقامته بينهم
الا العاجز الذي لايستطيع حيلة الذي ورد فيه اية في سورة النساء
وقد بريء النبي عليه الصلاة والسلام من كل مسلم يقيم بدار الكفر غير مصارع
المقصود ان الامر ليس بالسهل لعظم الاثر المترتب عليه ، والحيلة الشرعية انما تجوز وتكون شرعية اذا كانت منا يتوصل به إلى فعل الواجب أو ترك المحرم ، أما اذا كانت الحيلة على العكس فهذه حيل اليهود التي نهينا عن التشبه بهم فيها
( حديث : لاترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا ما حرم الله بأدنى الحيل)
فالذي يتحايل على الواجبات فيتركها او يتحايل على المحرمات فيرتكبها فهذا من فعل اليهود
ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه.
سياق الشرط الثاني في مقابل الشرط الاول ، فالشرط الاول مدح ، والثاني ذم ،،، ولاشك ان السياق يُشعر بالذم ،، لكن من هاجر إلى بلد من البلدان لانه ضاقت به المسالك في بلده وانتقل لبلد آخر طلباً للرزق او بحث عن زوجه فلم يجد من يتزوجها في بلده فانتقل لبلد آخر لانه وجد من يتزوجها هناك ، هل يُذم ام لا يُذم؟ لايذم ، لانه هاجر طلباً للمباح ،، واحيانا يكون طلباً للمستحب ، واحيانا طلباً لواجب ، على حسب الحكم الشرعي لطلب الدنيا ليتعفف بها عن سؤال الناس او طلباً للزوجة ليُحصن زوجه
لكن هنا السياق سياق ذم وهو محمول على من تظاهر بالهجرة إلى الله ورسوله وحقيقة الامر انه انما اراد الدنيا أو المرأة(1/6)
ذكرنا مثالا في الدورة الماضية يقرب لنا هذه الهجرة فالحديث نمحمول على شخص يهاجر وفي نيته طلب المال ثم يقول ان هذا البلد ليس فيه ما يعين على طلب العبادة وسأنتقل للبلد الفلاني لان المشايخ هناك وطلب العلم وهو في الحقيقة يقصد فرص العمل وطلبه ، ومثله من يقول بنفس الكلام وفي الحقيقه انه يهاجر لانه ذكر له امرأة تناسبه هناك ليتزوجها فيتظاهر بغير الواقع
والمثال الذي كررناه لو افترضنا ان شخص اذا بقي على غروب الشمس ربع ساعة من يوم الاثنين اخذ التمر والماء وذهب للمسجد وبسط سماطه وانتظر حتى يؤذن وهو اصلا ليس بصائم ويقوم بدعوة كل من دخل المسجد قائلا تفضل معنا أفطر ،،،، الاصل في الاكل في المسجد مباح ،،،،،،، لكن كونه ينتظر هذا الامر وعلى هذه الهيئة على انه صائم فهذا يتظاهر بخلاف ماهو عليه اصلا فيُذم من هذه الحيثية
لكن مثلا لو جلب قهوته وتمره في الضحى وصلى وجلس فلن يلومه احد اذا أكل ،، لكن كونه يفعل مثل هذا الامر قبل الغروب وينتظر مع الناس فهذا من هذه الحيثية يُذم لانه اظهر غير ما هو عليه اصلا
ولذا يذم من قال انه مهاجر لله ورسوله بلسان حاله او بلسان مقاله وهو في الحقيقة نيته تختلف عن هذا فهذا من هذه الحيثية يُذم
ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها : الدنيا ماقبل الاخرة وماقبل الموت بالنسبة للافراد وسميت بذلك إما لدنوّها او لدنائتها وحقارتها
? وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد
تلخيص:
من أحدث : الاحداث والابتداع والتجديد لان الحديث هو الجديد ، والاحداث يُطلق ويراد به الانشاء والاختراع ، ويطلق ويراد به التجديد
في أمرنا : في الدين
أما الاحداث والابتداع في امور الدنيا والابداع والتجديد لا ييقول في هذا أحد
لانه يقول في امرنا يعني في ديننا ، وفي شأننا(1/7)
الاحداث والابتداع في الدين مردود على من فعله كائناً من كان ، ( حديث: كل بدجعة ضلالة ) والبدعة مردودة ممن جاء بها ، لكن اذا أثرت عمن أمرنا بالاقتداء به فإنها حيئنذ لاتكون بدعة ولا ابداع ولا احداث
فمثلاً في قول عمر رضي الله عنه : نِعمت البدعة ،،،، يعني صلاة التراويح التي جمع الناس عليها
بعض الشرّاح أساء الادب فقال: والبدعة مردودة ولو كانت من عمر
عمر أمرنا بالاقتداء به والاستنان بسنته ( حديث: اقتدوا بالذين منبعدي ،،، عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ) فكيف يقال ان هذه بدعة من عمر؟
ومعلوم ان الاقتداء بالذين من بعده عليه الصلاة والسلام مالا معارضة له مع ما جاء عن النبي عليه الصلا ة والسلام والنبي عليه الصلاة والسلام يقول ( كل بدعة ضلالة)
عمر لما جمع الناس للتراويح وخرج واعجبه تجمّعهم على امام واحد لما فيه من ألفة القلوب وعدم تفرقهم قال: نعمت البدعة
الشاطبي يقول : مجاز واستعمال اللفظ في غير موضعه
وشيخ الاسلام يقول: بدعة لغوية وليست بشرع
البدعة اللغوية ما عًُمل على غير مثال سابق والشرعية ما أُحدث في الدين مما لم يسبق فيه من كتاب أو سنه ، فهل جمع عمر الناس على امام واحد من باب البدعة اللغوية او الشرعية؟ هل هو عمل على غير مثال سبق او احدث في الدين ما ليس في الكتاب والسنة؟
النبي عليه الصلاة والسلام صلى التراويح ثلاث ليالٍ ثم ترك ،،، فهل تركها نسخا لها ؟
لا تركها خشية ان تُفرض وليس نسخاً لها ،، تركها لسبب فإذا ارتفع السبب ارتفع الترك ، أمنا من فرضيتها بموته عليه الصلاة والسلام فيعود الحكم الذي هو الترك ، فليست ببدعة شرعية قطعاً لأنها عُملت على مثال سبق بأن سبق لها شرعية من عمله عليه الصلاة والسلام وليست ببدعة لغوية لانها مثل ماذكرنا لا ينطبق عليها حد البدعة اللغوية لان اكثر ما يتمسك به المبتدعة بقول عمر
ومن يقسم البدع إلى بدع حسنه وأخرى سيئة يستند لقول عمر(1/8)
ومن يقسم البدع للاحكام التكليفية الخمسة يستند لقول عمر
فإذا اجبنا عن قول عمر انتهى الاشكال
قالوا هذه بدعة لبكنها حسنه فما المانع ان نبتدع بدعة حسنه؟ ،،، إلى غير ذلك مما يحتمله احكام التكليف
نقول هذه ليست ببدعة ،،، طيب كيف وهو يقول بدعة؟
نقول هذه ليست بمجاز لانه لا مجاز ، وهذه ليست ببدعة لغوية لانه سبق لها شرعية ولم تُعمل من غير مثال سبق إنما سبق لها التشريع من النبي عليه الصلاة والسلام
انما هي من باب المجانسة والمشاكلة ( الاية: وجزاء سيئة سيئة مثلها ) ،، الاولى بالفعل والثانية حسنة لان معاقبة الجاني ليس بسيء ،، هذه مشاكلة في التعبير ومجانسة وهو اسلوب معروف في علوم البلاغة
قالوا اقترح شيئا نُجِد لك طبخه ****** قلت اطبخوا لي جبة وقميصاً
هذه مشاكله ،، والمشاكلة ان يأتي التكلم بكلام له مشاكل ومجانس في السياق حقيقة او حكماً
هل يوجد من قال لعمر ابتعدت ياعمر فقال نعمت البدعة؟ لايشترطون ان يكون المشاكل والمجانس مذكور ، بل لو وجد حكمه فكأن عمر خشي ان يقول احدهم ابتدعت ياعمر فقال : نعمت البدع
وعلى هذا التقسيم للبدع إلى ما يُمدح ويُذم ، أو ما يجب ويستحب ويباح ، كله تقسم لا أصل له
والشاطبي في الاعتصام رده رداً قوياً وقوّى دعائمه وان قال به بعض العلماء ، لكن النبي عليه الصلاة والسلام يقول ( كل بدعة ضلالة ) ،،،
من أحدث : أي (من) من صيغ للعموم ،، من أحدث ومهما كان المُحدِث ومهما كان الحدث في أمرنا
(يوجد انقطاع في ملفات الصوت لدرس الشيخ الخضير ولذا نعتذر عن فقد بعض الجمل )
ويشترط لصحة العمل ان يكون صواباً على هدي النبي عليه الصلاة والسلام ومن هديه الاخلاص ، إذاً لاداعي لأن يشترط الشرط الاول(1/9)
واقول اهل العلم يؤكدون على الشرط الاول من الحديث وان دخل من حيث العموم والجمله في الشرط الثاني الا انه لابد من التنصيص عليه لان الغفلة عنه تجعل العمل على نقيض المقصود (مقصود العامل ) فلايكفي ان تقول ان الصلاة باطلة ان لم يكن الرجل مخلصاً فيها ، ولايكفي ان يكون حكمه حكم العوام ان لم يخلص فيها ، انما يكون وبالا على صاحبه فالتنصيص على الاخلاص والتذكير به في كل مناسبة امر لابد منه
يستدل بالحديث من يبطل جميع التصرفات الشرعية اذا وقع فيها ماليس من امره عليه الصلاة والسلام او ماليس من فعله ،،،،،،،،
فيستدل بهذا من يرى عدم وقوع الطلاق اذا كان بدعيا (ليس سنيّاً) ،، فالثلاث المجموعه لاتقع ،، كيف؟ لانها بدعة
لكن هل يقول قائل انها لاتقع بالكلية او تقع واحده؟ الطلاق في الحيض لايقع لانه بدعه وليس عليه امره وهو مردود على صاحبه ،، والطلاق في طهر جامعها فيه لايقع لانه بدعي وليس عليه امر النبي عليه الصلاة والسلام
ومتضى هذا الطلاق بالثلاث لا يقع فيه شيء مثل الطلاق بالحيض
لكن هل يقول قائل انه اذا طلقها ثلاثا لايقع لانه بدعي؟ او يقع واحده؟ يقع واحده
لكن لو قلنا بالتطبيق الحرفي لهذا الحديث على هذه المسألة فالمقتضى لايقع شيء لانه مردود بالكلية ،،، ،، كيف نرد طلقتين ونقبل واحده؟
جاء في الخبر الصحيح ان طلاق الثلاث في عهده عليه الصلاة والسلام وعهد ابي بكر وصدر من خلافة عمر واحده ، وعلى هذا يُعول من يقول ان طلاق الثلاث انما هو طلقة واحده
وهو القول المرجح لشيخ الاسلام وجمع من اهل العلم ،، وان كان الجمهور على خلافه
لان عمر اوقعه لما رأى الناس يتتابعون عليه ويتلاعبون في حدود الله أوقعه عليهم وعمل عليه جماهير اهل العلم تبعاً لعمر(1/10)
والمفتى به والمرجح عند اهل التحقيق ان الثلاث تكون واحدة والعمدة في هذا حديث الباب مع ما يفسره من كونهم يجعلون الثلاث واحده في عهد النبي عليه الصلاة والسلام وعهد ابي بكر وصدر من خلافة عمر
وكونه في عهده عليه الصلاة والسلام فهو الحجة
وكون عمر يمضيه على الناس من باب التعزير ليس معنى هذا انه يستقر حكماً شرعياً
يعني مثل ماجاء في الامر بقتل المدمن (اذا شرب الرابعة فاتقلوه ) قالوا ان حده الاربعون جلدة او الثمانون (على اختلاف بين اهل العلم) واما قتله فيمن باب التعزير ، فإذا لم يرتدع الشُّراب بالحد فيقتل من يرتدع بهم الباقي
الزيادة على المشروع ، والاعداد المقدره شرعاً مثل ركعات الصلوات ، ،،،،، شخص صلى الصبح ثلاث ركعات او المغرب اربعا متعمدا فصلاته باطله اتفاقا لانه احدث في الدين وهو مردود عن ذلك
زاد على الاذكار المطلوبه مثلا ،، نقول الزيادة في اعداد الصلوات تبطلها ،، لكن هل يترتب الوعد من الثواب والحرص على الزيادة في الاذكار؟ او نقول انها كأعداد الصلوات تبطل المزيد؟ مثل من قال سبحان الله وبحمده مئة مره حطت عنه خطاياه وان كانت مثل زبد البحر ، طيب لو زاد مئة وعشر وقال الزيادة تأتي بالخير ،، فهل نقول باطله؟ او نقول المقصود حصل والاولى ان لايزيد والمقصود حصل؟
ولذا جاء في الحديث من قال لا إله الا الله وحده لاشريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ،، ف إنه كتب له .. ومحي عنه.. وكانت له حرز من الشيطان .. ولم يأت احد بأفضل مما جاء به الا شخص عمل مثله او زاد ..... يعني هل من قال مئة وعشرة يحوز على هذه الاثار المترتبة على هذا الذكر والزيادة مقبوله لانه ذكر؟
وقوله: وافضل ما قلت انا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لاشريك له ،،،،،، فالزياده تكون من المطلق(1/11)
او نقول لابد ان يتقيد بالعدد كاعداد الصلوات؟ وما معنى زاد؟ هل المراد زاد على المئة؟ او زاد في المئات( اي قالها مئة ثم مئة ثم مئة) ؟الذي يظهر انه زاد على المئة ، فتكون اللمئة محققه للوعد ومازاد عليها له اجره ولم يأت على المزيد من البطلان وهذا يخفف في هذا الباب والا فإن الاصل ان الاعداد التي جاء بها الشارع ورتب عليها بعض الامور فإن قائلها لابد ان يتقيد بها والا ماصار للحديث فائده
هل يدخل قولهم الزيادة من الثقة مقبولة في مثل هذا؟ يعني قال الذكر مئة وعشر او مئة وعشرين ،، فهل يكون فيمن زاد وتكون من المطلق ؟
قوله ( أو زاد) هل يُحمل على المئات او العشرات او الاحاد)؟ اذا جاء بالمئة حقق ما طلب منه وترتب عليه آثاره ،،،،، لكن لو زاد او نقص واحده؟ هل العدد له مفهوم او لا مفهوم له؟ جاء بمئة في اول النهار ومئة بعد الظهر ومئة بعد العصر وهكذا ، فهل نقول هذا يدخل فيمن زاد؟ او نقول المطلوب مئة في اليوم ؟ او كما جاء في بعض الروايات (في اليوم مرتين) يعني في الليل والنهار؟
هل الزيادة عليها مؤثره؟ لا ، ليست مؤثره
لكن هل الزياده غير المؤثرة هذه في المئات فإن زدت مئات دخلت في قوله او زاد ؟وان زدت احاد وعشرات فلايكون لك الاجر ان سلمت من الوزر ولابد ان يكون مئات مئات؟
طالما اللفظ محتمل وصحيح ما الذي يجعلنا نضيق على انفسنا؟ نعم الاعداد التي لم يأت فيها مثل هذا اللفظ (او زاد) لايزاد ولا ينقص عليها ،،،،،،، لكن من جاء بهذا الذكر التي فيها (او زاد) ما المانع ان يزيد؟(1/12)
? عَنْ اَلنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ -رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اَللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ- وَأَهْوَى اَلنُّعْمَانُ بِإِصْبَعَيْهِ إِلَى أُذُنَيْهِ: إِنَّ اَلْحَلَالَ بَيِّنٌ, وَإِنَّ اَلْحَرَامَ بَيِّنٌ, وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ, لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنْ اَلنَّاسِ, فَمَنِ اتَّقَى اَلشُّبُهَاتِ, فَقَدِ اِسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ, وَمَنْ وَقَعَ فِي اَلشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي اَلْحَرَامِِ, كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ اَلْحِمَى, يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيهِ, أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى, أَلَا وَإِنَّ حِمَى اَللَّهِ مَحَارِمُهُ, أَلَا وَإِنَّ فِي اَلْجَسَدِ مُضْغَةً, إِذَا صَلَحَتْ, صَلَحَ اَلْجَسَدُ كُلُّهُ, وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ اَلْجَسَدُ كُلُّهُ, أَلَا وَهِيَ اَلْقَلْبُ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ (1).
تلخيص:
على المسلم أن لا يقرب المحرمات البيّن تحريمها وعليه أن يتقي الشبهات استبراءا لدينه
من ورع السلف ترك المباحات خشية جرهم للمكروهات والشبهات
متى وصل بنواسرائيل غلى الجريمة العظمى قتل الأنبياء؟؟ ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون
عقوبات المعاصي معاصي أكبر منها ،،،،،،،،،،،،، الله المستعان
على الانسان أن يجعل لنفسه حدا وسدا منيعا حتى لا يستدرج إلى معاصي أكبر منها
الاحتياط في الحديث يجب أن يكون نصب عين المسلم
كيف تجعل بينك وبيها وقاية: بالابتعاد عنها وتجعل بينك وبينها سد واقي
مثال : شركه فيها الحرام بين من الربا الصريح هل هذا من الشبهات او الحرام البين؟ هذا حرام بيّن
دون هذه الحرام البين شركات تتعامل بأمور تختلف فيه العلماء منهم يجيز ومنهم يمنع وقد يدخل لبعض عقولهم شيء يلبس عليهم فهذه الشبهات
وقد يرد على هذه الشركات شبهات لم يعمل لها حساب
فمن اتقى الشبهات: جعل بينه وبينها وقاية
كيف يتقي الشبهات؟
__________
(1) - صحيح. رواه البخاري (52)، ومسلم (1599).(1/13)
يتقيها بترك ما يقرب منها من مباحات
فقد استبرأ: طلب البراءة لدينه وعرضه
لانه اذا لم يتق هذه الشبهات ووقع فيها لم يطلب البراءة لدينه فيقع في المحرم وهو لايشعر حيث تستدرجه هذه المقدمات للنتائج المحرمة
نسأل الله السلامة
اسبرائه لدينه فلم يرتكب هذه الشبهات
فلو شخص يستاهل في هذه الشبهات قد لايصل للمحرم الصريح لكنه لايتورع عن هذه الشبهات وهو فرصة للناس ان يقال عنه فلان لا يتورع عن الشبهات و و و ،، حتى وقع في الحرام ،،،، فهذا كان عرضة للكلام في عرضه من قبل الناس
ومن اتقى الشبهات فقد صان عرضه من الناس ،،،،،، لكن هل للناس ان يقعوا في عرضه؟ لا طبعاً ،،،،،،،،،،
كونه يقع في الشبهات لايعني ان عرضه مباح للناس ،،،،،،،ومن استبرأ لدينه فإنه يسلم في عرضه من غيبته
المسأله فيها طرفان :هذا الشخص الذي عرض نفسه لغيبة الناس يتوجه له الخطاب لترك الشبهات
والناس الذين وقعوا في عرضه ليس لهم الوقوع بعرضه
وكل له خطاب من الشرع
مثال:عالم زل وكثر منه الشذوذ , لم يستبرا لعرضه ،،،،،،فلا يعرض نفسه أن يعرض الآخرين للنيل من عرضه ،،،،،،،،، فلا يعرض اخوانه المسلمين لان يقعوا في عرضه وان يكون فاكهة المجالس
وهذا أيضا لا يسوّغ للآخرين الوقوع في عرضه
قال ابن دقيق العيد: وقع على شفيرها العلماء و الحكام
قالها فيمن وقع في الشبهات
تنظير مطابق : كالراعي يرعى حول الحمى يوشك ان يرتع فيه
الحمى الاصل ان الملوك لهم دواب ومواشي يرتزقون من ورائها مما لايشغلهم عن ملكها ويحمون لهم الحمى
والنبي عليه الصلاة والسلارم حمى إبل الصدقة ومثله ابوبكر وعمر
فهذا الحمى اذا رعى الراعي حوله ، فكونه يمر بإبله وغنمه على هذا الحد هل يأمن ان تدخل هذه المواشي فتأكل من الارض المحميه؟ لا
والغالب ان الارض المحميه تكون أطيب من غيرها
وهو أيضا اذا مشى على الحافه ولم يتق الشبهات فلاشك انه سوف يقع فيما حرم الله عليه
نسأل الله الثبات(1/14)
كونه لايجوز قربان هذه الحمى أبلغ من كونه يدخل في المحرم فيُمنع المحرم ويُمنع الوسائل الموصله إليه
ولذا حرم الله النظر وأمر بغض البصر فيأثم من يرسل بصره ولولم يقع في المحرم لماذا؟ خشية الوقوع في الحرام ولو لم يقع فيه
ألا: أدة تنبيه ،،،،، في الجسد: في جسد ابن آدم ،،،،،،مضغة: بقدر ما يمضغة الانسان
المضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله
القلب هو الملك والجوارح والحواس اعوان له فيما يصدر منه وما يرد إليه فهي وسائط له
المعول على هذه المضغة وهو القلب
شفائها يكون بتدبر القرآن وفهم ما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام
المعول على هذه المضغة القلب على المسلم أن يحرص على صلاح قلبه
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذه المضغة المحسوسه القلب مثار إشكال كبير عند اهلالعلم من الشرعيين والاطباء وغيرهم
في الشرع في جملته يتجه للقلب ،،،،،،،،، والعقل عند اهل العلم هو مناط التكليف ، وجاء الاقتران بين العقل والقلب في بعض الايات ،،،،،،
فهل المراد في وُجه إليه من خطاب الشرع ان القلب وهي القطعه المعروفه ببدن الانسان لضخ الدم هل هي او لغيرها؟ ،،،،،،،،،،الاطباء يجعلون المُعول على العقل الذي محله الدماغ ،،،،،وأما القلب فكغيره كالرئة
بدليل ان الانسان يغير قلبه بآخر ولا يتأثر
ماذا نصنع بخطاب الشرع الذي في جملته موجه للقلب؟؟؟ ماذا نصنع بخطاب الشرع الموجه في جملته للقلب؟
وقوله ألا وان في القلب مضغه فيه دلالة على ان الامر حسي
عامة اهل العلم على ان العقل محله القلب ،،،،،،،،،،، الاطباء يقولون يزرع قلب جديد والعقل هو هو
وقد يوجد قلب سليم من الناحية الطبية مئة بالمئة في عقل مجنون ،،،، فدل على انه لا ارتباط بين العقل والقلب
فيقولون العقل محله الدماغ ،،،،،،،،،،،،،،،،،وقد يختل العقل والقلب سليم والعكس
وتمشيا مع النصوص التي كلها تخاطب القلب يقول اهل العلم ان العقل محله القلب(1/15)
الامام احمد له رأي ان العقل محله القلب وله اتصال بالدماغ
وهو مثل ما يقال أن هنالك تأثير سالب وموجب لا استغناء لاحدهما عن الاخر
مثل هذا الأمر الذي يخفى على الناس(المسألة من عضل المسائل) نسأل الله سلامة القلب
الاية" وما أوتيتم من العلم إلا قليلا"
القلب المحسوس المضغة فيه العجائب
لن يخرج الانسان عن هذه الايه مهما وصل إليه من علم
يتعين على طالب العلم أن يسعى جاهدا لاصلاح هذا القلب واصلاحه بالدواء النافع المفيد فيما جاء عن الله ورسوله
القلوب لها أمراض ،،،،،، لابد للمرأ من اصلاح قلبه واصلاحه بالدواء المفيد فيما جاء عن الله ورسوله عليه الصلاة والسلام
والران يتراكم عليها ويحجبها لكن دوائها بكتاب الله وما جاء عن نبيه
ابن القيم له مؤلفات فيما تعالج به امراض القلوب
? عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال : اجتنبوا السبع الموبقات). قالوا : يا رسول الله، وما هن؟ قال : (الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات)
تلخيص:
إن الله لايغفر ان يشرك به ،،، الشرك بالله وهذا يشمل الشرك الاكبر والاصغر ،،،،على اختلاف بينهم في الشرك الاكبر والاصغر ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،وكلاهما داخل في قوله " ان الله لايغفر ان يشرك به"
على اختلاف بينهم في الشرك الاكبر والاصغر
السحر : فيه شرك إلا ان التنصيص عليه وعطفه على الشرك من باب عطف الخاص على العام للعناية به وإلا فإن الاصل ان الساحر لا يصل لهذا الامر حتى يقرب للشياطين ويشرك بالله جل وعلا فلابد ان يقدم شيئا وهو نوع من الشرك(1/16)
لابد من الضرب بيد من حديد على مثل هؤلاء ،،،،، والسحر امره عظيم وامره خطيره وبه حصلت المصائب وهدمت البيوت واستفحل امره في اللعصور المتأخره فلابد من الضرب بيد من حديد على هؤلاء السحره والمشعوذين وقطع الطريق على كل من يسعى في تشريع عمله
لان من اهل العلم من يسعى في التشريع وبقائه من حيث لايشعر او حتى يشعر
فالذي يُفتي الناس بالذهاب للسحره لحل السحر ،، فكيف يأمر بالقضاء عليه؟
لاشك ان مثل هذه الفتوى سبيل وطريق إلى بقائه
وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، والقتل قتل العمد امره عظيم ،،، سواء قتل مسلم او ذمي ،، والمسلم من باب أولى
القتل (العمد) أمره عظيم. جزاؤه جهنم وقرن بالشرك
الاية: " ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما "
حديث: ان دماؤكم واموالكم ... حرام عليكم كحرمة يومكم هذا .. إلى آخر الحديث)
إلا بالحق : أي إلا بما تستحق
حديث : فالنفس بالنفس والثيب الزاني والتارك لدينه المفارق للجماعه
وأكل مال اليتيم : في الشرع هو من مات ابيه وهو دون البلوغ
فنظراً لضعف جانبه بوت أبيه يتسلط بعض الناس على ماله فيأكله والا فأكل مال غيره حرام لكن غيره له من يدافع عنه فصار اخف من مال اليتيم ،،،،،، ولذا جاء التشديد في شأنه والحث في لاجور العظيمة على كفالته ، وفي حكم اليتيم من لا أب له بالكلية كأولاد الزنى مثلا فهذا لا أب له ،، ومن اهل العلم من يرى انه احوج بالرعاية من اليتيم لان اليتيم قد يكون له عم او اخ او خال يعتني به
ولذا اهل العلم يرون رغم ماجاء في كفالة الايتام انه احق بالرعاية من اليتيم
وأكل أموال الناس محرّم الأيتام وغير الايتام ،،،،،، لكن التنصيص على اليتيم لما ذكرنا لانه في الغالب ليس له من يدافع عنه بخلاف غير اليتيم(1/17)
وأكل الربا من السبع الموبقات ،، وجاء في تعظيم امره وشأنه من النصوص في الكتاب والسنة ما تنزعج له القلوب ، ومع ذلك يؤكل ممن يتدين بالدين ويشهد لا إله الا الله ،، وذلك مما غطى على القلوب من الران والتنافس في الدنيا وإيثار العاجل على الاجل
والا لو قيل لشخص انك تبعث يوم القيامة مجنون هل يرضى؟ ولو قيل انك محارب لله ولرسوله يرضى؟
الاية: الذين ياكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس
قال اهل العلم انهم يُبعثون مجانين
على من يأكل الربا وإن وُجد من يهون من شأنه ويتساهل في امره لكن من يدافع ويجادل عنه يوم القيامة؟ هل يأتي هذا وقول انا ابحت له الربا؟
انت عرفت ان الربا حرام وتعاملت به فلا عذر لك وعليك ان تتوب وان تاب تاب الله عليه وله حينئذ رأس ماله
الاية" وان تبتم فلكم رؤوس اموالكم لا تظلمون ولا تظلمون"
له ما سلف بعد التوبة ، بمعنى اذا دخل في الربا وهو يملك ألف ريال وتاب بعد عشر سنين وهو يملك مليون ريال ،،، فإن له ما سلف من رأس ماله ،، ماهو؟ هل المقصود رأس ماله الذي دخل فيه بالبيع والشراء وهو الالف؟ او رأس ماله وقت التوبه وهو المليون؟
الاشارة متى؟
هل يتصور شخص دخل التجاره بعشرين ريال وتاب عن عشرين مليار فهل نقول مالك الا عشرين ريال؟ او نقول لك عشرين مليار وقت التوبة والله اكرم من يردك فقيراً تتكفف الناس؟
اللفظ محتمل ،،، وقول الاكثر ان له راس ماله الذي دخل به وقت التجاره فيتخلص من العشرين مليار
والمعنى الثاني تحتمله الايه وهو اللائق بكرم الله وجوده
وطالما المسألة محتملة والله رغب في التوبة وحث الناس عليها وهو افرح بتوبة عبده مما ذكر في الحديث ، ويستحيل بالعقل والدين ان الله جل وعلا يحث ويأمر ويفرح بالتوبة ثم يصد الناس عنها ، لان ذلك الذي تاب عن عشرين مليار لو قلنا له مالك الا عشرين ريال هل سيتوب؟ قد لايتوب(1/18)
ولفظ الاية محتمل فنقول له رأس مالك وقت التوبة ،، بقي ربا لك في ذمم الناس فلا يجوز ان تأخذها بعد التوبة
قد يقول قائل ان هذا فيه تهوين من شأن الربا وتجعل الناس يتعاملون بالربا واذا كثرت اموالهم يتوبون ،، نقول لا ، هذا ليس بأعظم من الشرك حينما يقال له اذا تبت تاب الله عليك ،،، ما الذي يضمن له ان يعيش حتى يتوب سواء من الشرك او الزنا او الربا ،،،،
هل معنى لو قلنا للزاني ان له توبه وانها تجب ما قبلها من الزنى ان يذهب فيزني ثم يتوب بعدها؟ لا
والتولي يوم الزحف : المقصود به الفرار عند لقاء العدو ،، لان التولّي في هذه الحالة مُضعِف للمسلمين ،، فإذا تولى شخص والذي بجانبه غلب على ظنه انهم مهزومون لان هذا ماهرب الا لهذا السبب وتوالى الهاربون ،، فانهزم الناس ،،، فلايجوز التولي يوم الزحف إلا في حالة واحدة ان يكون الا متحرفا لقتال او متحيزا الى فئة
الاية : الا متحرفا لقتال او متحيزا الى فئة
وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات : قذف المحصنات التي لم يحصل منهن شيء مما يزاوله الفاجرات الباغيات الداعرات ،،، هؤلاء اللاتي لا تخطر الفاحشة على بال المؤمنات المتدينات العفيفات ،،
القذف جرمه عظيم لانه يخدش العرض ولا يقتصر على شخص بل يسري إليه والى والدها وولدها وزوجها ،، ولذا جاء في الخبر وان كان فيه مافيه : إن قذف محصنه يُحبط عبادة ستين سنة
ولذا رُتب عليه الحد ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، فلو ان ثلاثة قذفوا محصنه ولو كانوا من اتقى الناس مع ان قذفهم اياها مناف للتقوى لحُدّوا وجُلدوا حد الفريّة
وجاء في وصف عائشة رضي الله عنها :
حَصَان رزان لا تزن بريبة *** وتصبح غرفى من لحوم الغوافل ِ
هكذا ينبغي ان يكون المسلم ان لايطلق لسانه على احد ، والقذف يدنس الاعراض واثره على المخلوقه ومن حولها واهلها واولادها واسرتها واسرة الزوج وما قرب منه كلهم يجرون بهذه الجريمة فالامر عظيم(1/19)
الغافلات : اللاتي لا تخطر الفاحشة على بالهن ،، والاصل عزوف الشي عن الذهن ، اي لايخطر على البال
وهل الغفلة عن كون الفاحشة لاتخطر على البال مدح او قدح؟ مدح ،،
وعلى هذا هل يُفضل الغافل الذي لا تخطر الفاحشة على باله على الذي تخطر بباله او يتعرض لها فيجاهد نفسه عن اقترافها فأيهما افضل؟
الافضل الثاني لانه من السبعة التي يظلهم الله بظله يوم لاظل الا ظله
عندنا غفله ابتدائية ،، وغفلة تنشأ عن مجاهده ،، وعندنا مباشرة اسباب ،، والامتناع من اجل الله جل وعلا عن وصول الغاية ،،، حديث: ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال اني اخاف الله
وايضا من الثلاثة الذين انطبق عليهم الغار ،، منهم رجل اراد امرأة فقالت له اتق الله ياعبدالله فتركها لله ،،، دل على ان تركه اياها ممدوح
لكن بالنسبه للقذف الذي عندنا ،،، نفترض ان شخص تعرض للقذف وهو في بيته غافل لا يعرف شيئاً ،،، مثل ذلك الذي يخرج لتجارته ومتجره وعمله فيُقذف؟ لا هذه غير تلك
الدرس الثاني: الاحد : 5/5/1426 هـ ،،،،،، الموافق : 12/6/2005م
? عن المغيرة بن شعبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله عز وجل حرّم عليكم عقوق الأمهات ووأد البنات, ومنعا وهات, وكره لكم ثلاثا: قيل وقال, وكثرة السؤال وإضاعة المال
تلخيص:
إن الله حرّم عليكم: التحليل والتحريم انما هو لله والرسل مبلغون عن الله
الذي يتوفى الانفس هو الله جل وعلا لكن لما كانت الرسول الوملائكة يتولون قبض روح الانسان نُسب إليهم ،، كما يُنسب الفعل للشخص نفسه
جاء في بعض الأحاديث نسبة التحريم للرسل: ان الله ورسوله ينهيانكم. فالاضافة الحقيقة إلى الله وقد ينسب الفعل إلى الواسطة
يصح ان تقول مات زيد ،، وروحه خرجت حتف أنفه قهراً عليه ،ن واللغة تستوعب ذلك وتتسع له ،
فالله جل وعلا له التحليل والتحريم وليس لاحد شرك له في هذا الامر
عقوق الام اشد لان حقها اعغظم ولانها لا تستطيع الدفاع عن نفسها غالباً(1/20)
عقوق الامهات: عصيان الامهات وايصال الأذى أي نوع من أنواع الأذى من التأفيف إلى ما على
كون العقوق يصدر من فاسق لا يساغ ، لكن كونه يصدر ممن ظاهره الصلاح وممن ديدنه حضور الدروس وطلب العلم فهذا هو الغريب،،،،، على طالب العلم ان ينتبه لهذا الامر وان لايفعل مستحب على حساب واجب فيهمل أمه،،،،،،،،،، وكثير من الامهات والاباء يشتكون ابناؤهم الذين من ظاهرهم الصلاح
وأد البنات : وأدهن وهن على قيد الحياة ، وكان العرب يفعلونه خشية العارمن شدة الغيره ،،، والغيرة اذا زادت عن حدها الشرعي بدلا ان تصير ممدوحة تصير مذمومة
فكل شيء له حد شرعي ،،، وكل غريزة وملكة لها طرفان ووسط والخير في الوسط
وكانوا يقتلون الاولاد خشية اشراكهم في طعامهم ،،،،،،،،،،،،هذه جريمة قتل وهي اعظم جرماً
ووأد البنات: البنت تقتل لسببين :
الاول العار ،، والثاني : ماتشارك فيه الابن من خشية الاملاق او خشية ان يطعم معهم
ومنعا وهات: من ما يجب عليك دفعه من الزكوات والنفقات الواجبة
وهات : طلب وسؤال مالا تستحقه من أمور الدنيا ، فيكون الانسان جمّاعا مناعا، هذا لايجوز بحال
الاية: واتوهم من مال الله الذي اتاكم
لا تسأل فالمسألة من غير حاجة تدعو إليها حرام
السؤال مذموم ومن غير حاجة فهو حرام
قيل وقال: عمارة المجالس بقيل وقال يتحدث بكل ما سمع
حديث: كفى بالمرأ كذباً أن يحدث بما سمع
وكثرة السؤال: السؤال في أمور الدنيا الصحابة بايعوا النبي على أن لا يسئلوا أحد , ومن أيسر الامور أن يجلس الانسان والشيء أمامه ويطلب من غيره ذلك
كثرة السؤال يشمل أيضا السؤال في مسائل العلم إذا لم يقصد التفقة والفائدة انما كان القصد من السؤال تعجيز الشيخ أو اظهارا لقدرته وفهمه ،،، وقد جاء النهي عن الاغلوطات ،، وجاء في قوله جل وعلا :الاية: لا تسألوا عن اشياء إن تُبد لكم تسؤكم"(1/21)
وقد سأل الصحابة النبي عليه الصلاة والسلام : من أبي؟ قال له ابوك فلان ، وثاني وثالث حتى غضب غضباً شديداً فقال : سلوني سلوني ( ليبين ان غضبه ليس العجز عن السؤال كما يفعل بعض الناس)
فبرك عمر بين يدي النبي عليه الصلاة والسلام واستعفاه واعتذر ،،،،
اضاعة المال: صرفه فيما لا ينفع في أمر الدين والدنيا فالمال به قوام الحياة لا يمكن أن يعيش الانسان بواسطة المال لان به يحصل على الضروريات
كونه يضاع اما أن يعرض نفسه للتلف وارتكاب المحرمات أو سؤال الناس
التوسط في هذا الباب هو المطلوب
المسلم عليه ان يتوسط ،،، وكم انسان اضاع ماله وبقي ملوما محسورا ،، فيحتاج الشيء اليسير فلا يجد وقد كان عنده الشيء الوفير لكنه ضيّعه
اضاعة المال لها صور وأحيانا يتعارض حفظ الوقت مع حفظ المال فأيهما أهم عند المسلم؟؟
الوقت أغلى في حياة المسلم لان وجود نفسه هو وقته
ولا يعد مضيعا للمال إذا حرص على حفظ الوقت
? عن ابن عمر رضي الله عنهما قال, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان
تلخيص:
الرواية المتفق عليها هي التي فيها تقديم الحج على الصيام ،،، مع ان هنالك روايات بتقديم الصيام على الحج
عليها بنى البخاري ابواب كتابه وقدّم الحج على الصيام ،،،،،،،،،، والجمهور ان الصيام هو الركن الرابع
في صحيح مسلم في حديث ابن عمر (قدم الصوم على الحج) ،،،،، بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان وحج البيت
فقال رجل وحج البيت وصوم رمضان ؟ قال : لا ، وصوم رمضان وحج البيت
استدرك الرجل على ابن عمر تقديم الصيام على الحج،،، لكن ابن عمر رد عليه ، مع ان في الصحيحين الرواية على ما استدرك به الرجل ،، مع ان الراوي ابن عمر رد عليه واراد تأديب هذا المستدرك(1/22)
منهم من يقول ان ابن عمر نسي حينما روى الرواية في ذلك الوقت ونسي تقديم الحج على الصوم
ومنهم من قال انه لم ينس ولكنه اراد تأديب هذا المستدرك ، كيف يتكلم بحضلاة صحابي جليل هو الذي سمع الحديث من النبي عليه الصلاة والسلام
احيانا يصدر من بعض الناس مثل هذا التصرفات وتكون من سوء الادب
لكن الرواية في الصحيحين لكن ربما سمع ابن عمر الروايتين ،، ولا يمنع من هذا
بني الاسلام على خمس: بناء الشيء على غيره ، او بناء الشيء على الشيء يدل على ان المبني غير المبني عليه
واذا رتبنا نتيجة على وسيلة صارت النتيجة غير الوسيلة ،، وقل بمثل هذا ( بني الاسلام على خمس) البناء الحسي الظاهر
فالمبني هنا الاسلام ،، والمبني عليه هي الدعائم الخمس
فهل الاسلام غير الخمس او هو الخمس؟ ،،، لما سئل النبي عليه الصلاة والسلام عن الاسلام اجاب بهذه الخمس الخمس فدل على ان المبني والمبني عليه شيء واحد
او ان نقول ان الاسلام في معناه حقيقة معنوية ترجمتها هذه الامور العملية؟
في حديث ( ان لله تعالى تسعة وتسعين اسماً مئة إلا واحد) ما الداعي ان يقول (إلا واحد) ؟ هل له وجه ام لا وجه له؟ ،، له وجه لان النبي عليه الصلاة والسلام قال مئة إلا واحد ،، والوجه من الحديث نفسه ،،، حيث أنه اضاف إليها المسمّى الذي هو اسم (الله) لفظ الجلالة ،، لبقية الاسماء فيكون التسعة والتسعين هو غير اسم الله ، فيكون مع اسم (الله) مئة اسم
هذا اذا قلنا انه غيره.
لكن اذا قلنا المسمى بهذا الاسم له تسعة وتسعين منها هذا الاسم وهو قول الاكثر ؟
يعني الذات الالهية (ان صح إطلاق اللفظ) هل يصح اطلاقها على الله جل وعلا؟ اهل العلم يقولون الكلام في الصفات فرع من الكلام في ذات الله
وابراهيم عليه السلام كما في البخاري كذب ثلاث كذبات ثنتان منها في ذات الله(1/23)
فهل نقول لله ذات؟ نقول ان له نفس ( الاية: تعلم مافي نفسي ولا اعلم مافي نفسك) ، لكن هل نقول ان له ذات من خلال كلام ابراهيم عليه السلام وايضا قول الصحابي ثنتان في ذات الله؟
نقول من اجل ذات الله وليس في ذات الله
لايوجد دليل على اثبات الذات الا حديث : تفكروا في آلاء الله ومخلوقاته ولا تتفكروا في ذاته ،، إن صح الحديث
هل مجيء الذات في هذين الخبرين يساوي النفس؟ ام انها من أجل الله؟ نقول نعم هي من أجل الله
حديث : من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال ،،،،،، الاصل ان يقال ستة لان التمييز مذكر
على خمس: شهادة : بدل من ،،،،،،
اذا قلنا بني الاسلام على خمس احدها ،،، هل نقول أحدُها أم أحدِها لانها بدل؟
الشهادة هي الاقرار والاعتراف والنطق بحيث يكون هذا المقر به والمعترف به وهذه الكلمة المنطوق بها كالمرئي المشاهَد
سميت مشاهدة لماذا؟ الاصل في المشاهدة الابصار ،،، واذا بلغ اليقين إلى هذا الحد إذاً لا شيء وراءه ،،
ليس الخبر كالمعاينة ،، فلو قيل لك جاء زيد هل هو مثل لو انك رأيته بعينك انه جاء؟
لكن من الأخبار مايساوي المعاينه ،،،،، لذلك جاء ألم تر كيف فعل ربك ،،،،، لذلك وردت الاية" ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل"
هذه الكلمة هي التي تعصم الدم والنطق لابد منه
هنا الشهادة ان تكون اعتقاده لها بالحكم اعتقاد المشاهد ،، وبها تعصم الدماء ولابد من النطق بها
حديث: أمرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا لا إله إلا الله" والنطق بها
الركن الأول من أركان الاسلام شهادة أن لا إله إلا الله
ورد: من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة
الشهادة بالله ورسوله عليه الصلاة والسلام هي من لوازم الدخول في الاسلام
فلا يدخل في الاسلام حتى ينطق بالشهادة
ماذا لو جاء بالمشروع وزياده؟ كأن يقول الشهادة ويضيف واشهد انه أدى الامانة وبلّغ الرساله ثم قبضت روحه ،، هل نقول أنه جاء بالشهادة وزيادة؟(1/24)
نفترض انه ما قال الشهادة اصلا فهل يدخل النار لانه لم يكن آخر كلمة له لا إله إلا الله؟ ليس معنى هذا انه يدخل النار
فيحرص على تلقين المحتضر الشهادة وما يذكره بها فهذا لا بأس به
يحرص الانسان أن يلقن المحتضر أن لا يزيد عن لا إله إلا الله
إذا كان يوجد متسع من الوقت فلا بأس
محمدا عبده ورسوله: لاتتم الشهادة الا بها ،، وان لم يقل في بعض الروايات عبده وانما محمد رسول الله
وان محمدا عبده ورسوله:::::: في قوله عبده: في هذا رد على الغلاة والجفاة الذين يصرفون بعض حقوق الرب جل وعلا
واثبات الرسالة له فيها رد على الجفاة والجمع بينهما سبيل الامة الوسط
وفي أشرف المقامات نُص على العبودية ،،،، (سبحان الذي أسرى بعبده) ،،، و ( أنه لما قام عبدالله يدعوه)،، والعبودية بالنسبة للعابد شرف لانها هي الهدف من وجوده وهذا الهدف هو سبب وجود الجن والانس ،،،،،،، وسيدهم ومقدمهم محمد صلى الله عليه وسلم
الركن الثاني: إقام الصلاة: يشتمل على قدر زائد على مجرد الاتيان بها ،، فإقامتها والاتيان بها على ماجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم على الطريق والهدي المستقيم
ولم يقل وأداء الصلاة أو والاتيان بالصلاة ، أو والصلاة ،، فهذا يدل على ان المطلوب من المسلم ان يصلي كما صلى النبي عليه الصلاة والسلام
ايتاء الزكاة: دفعها ممن وجبت عليه إلى من وجبت عليه من الاصناف الثمانية بشروطها المعروفة عند اهل العلم
الصيام والحج كلاهما ركن
الزكاة دفعها ممن وجبت عليه إلى من وجبت له من الاصناف الثمانية بشروطها المعروفة عند اهل العلم
وصوم رمضان ، او وحج البيت وصوم رمضان وكلاهما ركن من اركان الاسلام
هذه الأركان الخمسة :
الركن الأول (الشهادتين) من لم يأتي به لم يدخل في الاسلام اجماعا
الثاني وما يليه من لم يعترف بها بها يكفر اجماعاً ولو جاء بالشهادتين
ومن يجحد بقية الاركان يكفر اتفاقاً(1/25)
لكن الذي يعترف بها ولا يأتي بها (لايصلي ولا يصوم ولا يزكي ) ،، فكفر تارك أحد الاركان الاربعة قول معروف في مذهب ماللك ورواية عن الامام احمد وأشار إليها شيخ الاسلام ابن تيمية في كتاب الإيمان،،،، يعني من لم يصل كافر ومن لم يحج كافر ومن لم يصم كافر،،،،،،،،،،،
والجمهور على انه لايكفر بالنسبة للاركان الثلاثه(الزكاة والصوم والحج) ،، وان كان على خطر عظيم
الاية" ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ،،، ومن كفر ... "
وابوبكر قاتل المرتدين وفيهم من منع الزكاة ، وشأن الصيام عظيم
وأما الصلاة فالقول المتجه بالكفر فيها ،،،،، حديث العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر
المفُتى به ان تارك الصلاة كافر كفر اكبر مخرج من الملة ،، وأما بقية الاركان فالجمهور على عدم كفره
? عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثٌ من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما, وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله, وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار
تلخيص:
ثلاث خصال او خِلال
من كن فيه: من اجتمعن فيه ،،،، وجد بهن حلاوة الايمان يعني في قلبه،،، وكثير من المسلمين لم يجد حلاوة الايمان
من كن فيه : من اجتمعن فيه وجد حلاوة الايمان في قلبه
الايمان اذا باشر القلب الايمان الصحيح الذي يصير الهوى تبع له ويدور مع ايمانه وما يمليه عليه ايمانه يجد حلاوة الايمان
بعض الناس وهو مسلم معترف بالاسلام ومنقاد له لكن اذا تعارضت مصلحته مع الاوامر الشرعية قدّم ما يريد هواه على ما قال الله ورسوله
الخلوة بالله له أنس والمناجاة لها لذة
وكثير من الناس من طلاب العلم لايجد مثل هذا بل لم يتلذذ بما هو صدده الذي هو العلم والتعليم فمثل هذا يحتاج لمزيد من الجهد والجهاد وان يطلب من الله ان يعينه ليجد هذه الحلاوة ليعيش في نعيم في الدنيا قبل الاخره(1/26)
وقد وجد الصحابة هذه الحلاوة وشموا رائحة الجنة وتلذذوا بها
وقال قائلهم عن هذا النعيم: انهم في نعيم لو علم الكفار عنه لجالدوهم عليه بالسيوف
بعضهم يفرح اذا خلا البيت من العمّار والسكان ليختلي بربه
والبعض اذا خلا البيت ضاقت النفس ذرعاً
وسيرد الحديث الذي يليه: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين
وقد ورد قول عمر للنبي عليه الصلاة والسلام انه يحبه اكثر من ماله وولده إلا من نفسه فرد عليه : بل ومن نفسك ياعمر ،، فقال ومن نفسي يارسول الله ،، فقال : الان ياعمر
من يحب الله ويقدمه أوامره على رغباته وشهواته ،، فكيف يعصيه بل وقد يبتدع في دين الله ثم يقول انه يحب الله؟ نقول له كذبت
تعصي الاله وانت تزعم حبه ** هذا لعمري في القياس شنيعُ
لو كان حبك صادقاً لأطعته ***** إن المحب لمن يحب مطيعُ
ان يكون حب الله احب إليه من نفسه فضلا عن غيره ،،،
والمشاهد تقديم الناس ملاذهم بل رضى غيرهم على أوامر الله ورسوله
بل تجد المداهنة لشخص لا يرجى نفعا ولا ضرا ومع ذلك يُداهن ،،،،،،،،،هذا لايجد حلاوة الايمان
قد يقول قائل (وهذا السؤال للحديث الذي يليه أليق لكن لامانع من تقديمه) : يقول انا احب الله ورسوله ، احب الله ليدخلني الجنة ، واطيع الرسول واحبه لكي ادخل الجنة ، اذاً انا احبتهما من أجلي لا من اجل الله ورسوله،،، فهل هذا يحب الله ورسوله اكثر من نفسه او هو في الحقيقة يحب نفسه؟
يعني هل المقصود حب الله جل وعلا لذاته ورسوله لذاته او ما يترتب على ذلك من مصلحتك؟
لكن كون الامور والاعمال التي ذكرت ورُتب عليها الثواب وذكرت الجنة بنعيمها والنار بجحيمها ، فملاحظة هذا الهدف فإنه يحب الله ورسوله ليتخلص من النار ويدخل الجنة ،،، ملاحظة الهدف الذي جاء ذكره في النصوص يقدح ام لايقدح؟ او يذكر ليكون باعثق على العمل؟ ،،،، ليكون باعث على العمل ،، لكن لايكون هو الهدف(1/27)
الله امر بطاعته وامر الناس بكاعته وتوعد من عصاه بالنار ، انت لما تترك المعصية تتركها خشية من الله او من النار؟
مثال تقريبي: لو هددك شخص وبيده عصى وقال لاتسلك هذا الطريق والا ضربتك،،،،، فهل انت تخاف من العصى او من الشخص؟ تخشى الانسان لان العصى بمفردها لاتعمل شيئا ،، وكذلك النار بمفردها لاتعمل شيئا ، والخشية تكون من الله اولا وآخراً
من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما :
أحب: خبر كان ،،،،، ومما سواهما : جمع الضمير الرب جل وعلا وضمير النبي عليه الصلاة والسلام
الجمع بين ضميرين ، ضمير النبي عليه الصلاة والسلام مضافاً إلى ضمير الله جل وعلا ،،، ورد ذم الخطيب الذي قال : ومن يعصِهما ،،، جع بين الضميرين ،، فقال له عليه الصلاة والسلام: بئس الخطيب انت ، قل ومن يعص الله ورسوله
وهنا جمع بينهما ،،،،،،،، هنالك أجوبة ذكرها اهل العلم وقالوا مما قالوا :
- الجمع بين الضمير والتعبير بضمير التثنية يجوز من النبي عليه الصلاة والسلام لا من غيره ، لانه لايتصور منه عليه الصلاة والسلام لمعرفته بمنزلة الله جل وعلا ان يُتصور منه التشريك
- ومنهم يقول ان الامر اذا كان في خطبة وفي الخطب يقتضي التصريح ،، فيكون جائزاً غير الخطبه ،،
والنبي عليه الصلاة والسلام ذم الخطيب فيحرص ان لايجمع في الخطبة بين الضميرين
المقصود انه جائت النصوص من قوله عليه الصلاة والسلام بالجمع ، وجاء الذم من قول الخطيب ، فيحرص الانسان ان لايجمع لما ورد من الذم ،،، الا ماورد عنه عليه الصلاة والسلام
احيانا نرى في بعض المساجد دوائر على الجدار احدها مكتوب فيها الله ،، وفي دائرة موازية بحجمها (محمد)
هل في هذا ما يُشعر الندّية او مايقرب لها؟ او من باب : لا أُذكر إلا وتُذكر معي؟
هل نقول ان في هذا سعة او نقول هذا مشابهه؟ هل الاولى ان يُفعل مثل هذا او لا يُفعل؟ الاولى ان لايُفعل ،،،(1/28)
الاصل ان تخلو المساجد من كل الزخارف ،،،، لكن اذا فُعل مع ماورد من ذم زخرفة المساجد لا يُفعل بهذه الطريقة ،،، لكن من باب لا أُذكر إلا وتذكر معي ،،،،،،،، فالامر فيه سعة
لكن من باب التنبيه فقط
وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله :
اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله
لكن ينظر المرأ في هذه المحبة في اوقات الابتلاء والامتحان وفي اوقات الصفاء والجفاء هل تزيد هذه المحبة او تنقص؟ ان زادت مع الصفا ونقصت مع الجفا فهذه ليست لله
وهذا الامر قال فيه ابن عباس في الصدر الاول في عصر الصحابة : ولقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا
لو دققنا النظر في السر والسبب الحقيقي لحبنا للناس من الصالحين لوجدنا الاختلاف نسأل الله السلامة
فلو انه لم يلتفت إليك تغير وضع محبتك
النفوس مدخوله والى وقت قريب كان الناس كانوا ينفرون نفورا تاماً لليمدح ويتشددون على من يمدح ،،،،،،، ثم تساهلوا فصاروا لا يعلقون على من يمدح،،،،،،،،
والسنة الالهية الثابه بالتجربه ان من سمع مدحه بما ليس فيه ولم يُنكر ، لابد ان يسمع الذم بما ليس فيه
واذا مدح بمافيه ولم يُنكر ،، لابد ان يسمع الذم بمافيه
على الانسان ان يختبرنفسه في هذا الباب
وان يحب المرء لايحبه الا لله : وقد تجتمع المحبة الجبلّيه مع الشرعية وقد تنفرد الجبلية دون الشرعية والعكس
فالرجل يحب ولده المستقيم لانه اجتمع فيه الامران ، فيحبه لانه ولده ولانه مستقيم
وقد يكون غير مستقيم فيحبه جبلّة لكن يبغضه شرعاً
وقد يحب جاره محبة شرعية وليست جبلية
وماذا عن محبة المرأة الكتابية الكافرة؟ هل يقدح الحديث في محبة المرأة التي من خصيصة الزواج المودة والرحمة ان كانت كافرة وهي تقول المسيح ابن الله ؟
هو يحبها للمودة والمحبة المخصوصة بالزواج لكنه يبغضها شرعاً
أن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار(1/29)
لو خُيّر بين ان يرجع ويرتد عن دينه بعد ان دخل فيه او يُقذف في النار لانه في الحديث ( كما يكره) اي على حد سواء
اي يكره ان يعود في الكفر على قدركراهيته لالقائه في النار
لكن لو وجد شخص عاش في كفر وجاهلية ثم اسلم وخالط قلبه بشاشة الايمان ثم عرض عليه اما ان ترتد او تلقى في النار كما حصل لاصحاب الاخدود؟
لاشك انه اذا قبل العزيمة ووافق على النار فهذا لاشك انه الاكمل ان يعود في الكفر اشد من إلقائه في النار
لكن لو ترخص ونطق بكلمة الكفر وقلبه مطمئن بالايمان فالرخصة تسعه ولاشك انها مرتبة انقص ( الاية: إلا من أُكره وقلبه مطمئن بالايمان)
هذا في الكلام النظري لكن اذا جاء وقت العمل وهدده من يريده ان يرتد ، فلو ارتكب العزيمة صار كراهيته للعود في الكفر اعظم من دخوله النار وان ترخص فالحمدلله دين فسحة وفي الامر متسع والعزيمة اكمل
? وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين
تلخيص:
وعنه: عن انس صحابي الحديث السابق
لايؤمن احدكم: نفي الايمان
والحديث الذي يليه : لايؤمن عبد ( وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره أو قال لأخيه مايحب لنفسه)
والنفي هنا لحقيقة الايمان او لكماله؟ لكماله
وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين
لو قيل ما الضابط لمحبة الرسول عليه الصلاة والسلام اكثر من النفس والوالد والولد والناس اجمعين تقديم اوامر الله جل وعلا واوامر نبيه عليه الصلاة والسلام(1/30)
لكن لو الانسان قدم مصلحة الوالد او الولد على الامر الشرعي فهل نقول (لايؤمن أحد ) نفي للايمان بالكلية او نفي للكمال؟ ،،،،،، نفي للايمان الكامل ،، ويبق ان هذه المعصية والمخالفة قدح في الايمان لكنها لاترفعه بالكلية ،، شأنها كشأن بقية المعاصي ،،،، فهي معصية من المعاصي
اذا قال ابوه افعل كذا في وقت الصلاة ويقول له افعل هذا قبل الصلاة وما ينتهي الا والصلاة انتهت ،، كأن يقول له لاتصلي الا وانت موظب السياره مثلا التي تحتاج لثلاث ساعات
الاصل ان يقدّم طاعة الله والرسول عليه الصلاة والسلام على طاعة الوالدين
لكن اذا قدم طاعتهما هل يكفر بهذا او يرتفع الايمان بالكلية؟ ،،،،،،،،لا ، لايرتفع بالكلية
في بعض الروايات : من والده وولده
تقديم الولد هذا من باب المحبة الجبّلية والشفقه لانه في الغالب ان الولد محبته اعظم
لكن من حيث الشرع فمحبة الوالد تقدّم لانها اعظم
ايضا تقديم الوالد على الولد يقول اهل العلم : لان لكل انسان والد وليس لكل انسان ولد
والناس اجمعين: من باب عطف العام على الخاص
التصريح بالولد وهو يشمل الذكر والانثى ،،،،،الاية" يوصيكم الله في اولادكم للذكرمثل حظ الانثيين"
والوالد هنا مفرد مضاف يشمل الابوين ،،،،،،،،،،، لكن عقوق الامهات يشمل الاباء؟؟؟ لا ، لايشمل
هنا ولده ووالده ،، عرفنا ان الولد يشمل بالنص من الاية يشمل الذكر والانثى ،،،،
ووالده: يدخل في الخطاب الام لانها تدخل في خطاب الرجال تبعاً في النصوص الشرعية وقد ورد عن مريم انها من القانتين
في الدعاء: اللهم اغفر لنا ولوالدَيْنا (بفتح الدال) ،،، هل يكفي ان نقول ووالدِينَا (بكسر الدال) ونقول ان الام دخلت؟أم لابد من التثنية ؟ ،،،،،، التثنيه
او نقول مفرد مضاف يشمل جميع الاباء ؟؟؟ نعم هو مفرد مضاف يشمل جميع الاباء لكن ماتدخل الام الا في التثنية(1/31)
وهنا قال ووالده : مفرد مضاف يشمل جنس الوالد الذي يدخل فيه جنس الام لكن اذا جمعنا الضمير وقلنا ووالدِينا(بكسر الدال) فإنه يشمل جميع الاباء ولا يشمل الامهات حتى يأتي بالتثنيه(رب اغفر لي ولوالدَيَّ)
والناس أجمعين : وهذا من باب عطف العام على الخاص للعناية بالخاص والاتيان به
? وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره أو قال لأخيه مايحب لنفسه
تلخيص:
وعنه : عن أنس صحابي الحديثين السابقين
والذي نفسي بيده: الواو قسم ،،، الذي نفسي بيده : مُقسم به
النفس هي الروح ،،،،
بيده : فيها اثبات لليد لله على ما يليق به جل وعلا
كثير من الشراح اذا تعرضوا لهذه الجملة يقول : والذي روحي في تصرفه ،،، ولاشك ان هذا حيد عن اثبات الصفة التي هي اثبات اليد لله جل وعلا ،،،،،،،،،،
نعم ، لا احد ينكر ان الارواح في تصرفه جل وعلا ، ولكن هذا من اللازم ،، تفسير اللفظ باللازم خلاف قول اهل السنة والجماعة ،،، فتأويل الرحمة بارادة الانعام ، والغضب بارادة الانتقام ،، تأويل اليد هنا بإرادة التصرف،،
كل هذا خلاف ماعليه سلف هذه الامة
النبي عليه الصلاة والسلام يقسم وكثيراً ما يقسم ،،، وقد يقول : لا ، ومقلب القلوب
حفظ عنه القسم وهذا عادة في الامور المهمة شرعاً
اما القسم في الامور غيرالمهمة جاء النهي عنه (الاية: ولا تجعلوا الله عرضة للايمانكم)
وقد امر الله نبيه ان يُقسم على البعث في ثلاثة مواضع كتابه :
في سورة يونس : الاية "ويستنبئونك احق هو قل اي وربي انه لحق وما انتم بمعجزين "
في سورة سبأ: الاية " وقال الذين كفروا لا تاتينا الساعة قل بلى وربي لتاتينكم"
في سورة التغابن : الاية" زعم الذين كفروا ان لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير "(1/32)
لايؤمن عبد : هناك لايؤمن أحدكم في الحديث السابق ،، مثل ماقلنا مفرد مضاف يعم ويشمل الرجال والنساء بدخولهن في خطاب الرجال وهنا قال لايؤمن عبد : نكره في سياق النفي فتكون عامة لمن اتصف بهذا الوصف من الرجال ومن النساء
أو قال لأخية : أو هذه شك ،،، وجاء في الصحيح ( حتى يحب لأخيه) وهذا جزم
الجار المجاور في المسكن ويشمل عند اهل العلم إلى أربعين بيتاً أو من يسمع أذان المسجد أو من يصلي صلاة الصبح في المسجد ،، كلها أقوال
والأولى من الجيران أقرب باب له ،،، كما جاء في الحديث الصحيح عن عائشة : أول باب
والجار جائت النصوص باحترامه وتقديره وكف الاذى عنه ( حديث: والله لايؤمن من لايأمن جاره بوائقه )
( حديث: مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه يورّثه )
والجار منهم المسلم وغير المسلم والبعيد والقريب
فالجار المسلم القريب : له ثلاثة حقوق :
حق القرابة
والجوار
والاسلام
والجار المسلم البعيد له حقان:
حق الجوار
وحق الاسلام
والجار غير المسلم له حق واحد : هو حق الجوار فقط
أو قال لأخيه : يشمل أخوة النسب وأخوة الدين
أخوة الدين : الاية: إنما المؤمنون أخوه
وأخوة النسب: الاية : وإلى عاد أخاهم هوداً ،،، أخوة النسب وليست الدين
لايؤمن : نفي لكمال الايمان ، وليس نفياً للايمان
هذه المحبة في عرف الناس في حكم المستحيل ،،
طلبة يتنافسون في الدراسة فهل يتمنى اجودهم واحرصهم واكثرهم تعب ان يكون كل هؤلاء الاخوان الاول مكرر؟ هذا متعذر لكن يتمنى من التوفيق لاخيه ما يتمنى لنفسه في الجُملة
الاية :" سابقوا " و " سارعوا" ،، كيف تمتثل هذا الامر وانت تريد ان تصل مع اصحابك؟ اذاً لايوجد مسابقة ،، نعم مطلوب من الجميع التقدم لكن هل يطلب من الانسان ان يكلف ويروض نفسه ليصل مع الجميع على حد سواء؟
على كل حال عليه ان يسدد ويحرص ان يحقق القدر الاكبر من هذا
هذا في القلب السليم ،، اما القلوب المدخوله لا تستطيع حتى جزم بعضهم ان هذا مستحيل(1/33)
لكن القلب السليم يعرف هذا
قال اهل العلم : هذا يسهل على القلب السليم واما المدخول فهو في غاية الصعوبة
واذا كان هذا مفهوم الحديث فدلالة الحديث على ضده من باب اولى ،، في الحقد والحسد وان يتمنى زوال النعمة عن غيره وارادة الشر بهم ويفرح اذا اصيبوا بمكروه ويغتم اذا اصابهم شيء من السراء هذا لاشك انه اشد مما جاء في هذا الحدث ،، وهذا مما يفهم من هذا الحديث ،، انه اذا لم يحب لاخيه مايحبه لنفسه قد ارتفع كمال الايمان عنه، فكيف لو احب له الضر؟
ومنهم من يعرف ان جاره رزقه الله زوجة صالحة صينة دينه ما استطاع ان ينام تلك الليلة من الحسد والغم لان اخاه وُفق بزوجة صالحة او وفق بعمل ،،، فهل نقول هذا حديث نفس مالم يعمل او يتكلم ؟ او نقول ان الذنب مرتب على هذا القدر ،، والعمل والحديث قدر زائد على ذلك؟
لأن أعمال القلوب سواء الممدوحه او المذمومة محلها القلب وجاء ذمها ومدحها ومحلها القلب. لو أن شخص أحب آخر في الله ولا أخبره بذلك ولم يكلم احد انه يحبه هل يؤجر أم لا ؟؟ يؤجر بلاشك
وقل في ذلك في العكس لان اعمال القلوب محلها القلب ولا يلزم التحدث بها بل رُتب الاثم عليها بمجرد انطوائها في القلب
كأن ابن الجوزي في صيد الخاطر يميل إلى أن الحسد لا يؤثر إلا إذا تكلم به ويجعل ذلك من حديث النفس
? وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر
تلخيص:
سابب : مصدر ،،، سابب يسابب سبابا،، مثل قاتل يقاتل قتالاً ،،، والسب والشتم بمعنى واحد فسب المسلم وشتمه وعيبه وشينه وذمه كله محرم
والمسلم يشمل الحيّ والميت وجاء النهي عن سب الأموات
حديث :لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ماقدموا
حديث :لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء
وحديث :اذكروا محاسن موتاكم
سباب المسلم فسوق ،، خروج عن الطاعة وقادح في عدالة الساب ترد به روايته وشهادته ، فلا تقبل شهادة الفاسق ولا روايته(1/34)
والأحكام المترتبة على الفسق كثيرة
وإذا ثبت انه يسب المسلم فإنه فسق بهذا
فضلا على إذا سب أهل الحسبة والصلاح لانهم يقومون بهذه الشريعة العظيمة يخشى على مثل هذا من النفاق. نسأل الله السلامة والعافية
وإذا كان يذمه على أمور الدنيا فهو لا يجوز لكنه يبق أنه أخف من الأول
وسبابه على ما فيه مع غيبته فهو غيبه ،، وان كان بحضرته فليس بغيبة لكن يبق إذا كان يؤذيه هذا السباب فهو محرم
وقتاله كفر فضلا عن قتله ،،،، القتال والمقاتلة اعم من القتل ، لانه قد يحصل القتال ولا يحصل القتل ، وتحصل المقاتله ولا يحصل القتل
فهو ان استحله فهو كفر اكبر مخرج عن الملة
أما إذا كان من غير استحلال فهو كفر دون الكفر غير مخرج للملة
في الحديث تعظيم حقوق المسلمين وأعراضهم ودمائهم فحفظ الضروريات جاءت بها الشرائع
أبو ذر الصحابي الجليل لما عيّر الرجل بأمه قال النبي انك : امرؤ فيك جاهلية ،،،،،،، أي فيه خصلة من خصال الجاهلية
فالتعيير بالاباء او الامهات هذا من خصال الجاهلية ولذا قيل فيك جاهليه
لكن ابوذر ليس بجاهلي ، فقد يكون في الانسان خصلة من خصال الجاهلية او شرك او فيه وصف مذموم لكن لايوصف بالوصف الكامل ، فلا يقال ابوذر جاهلي
كما قرر ابن رجب في أهل الكتاب انهم فيهم شرك لكنهم ليسوا بمشركين ، ولذا عُطفوا على المشركين
( الاية : الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين ،،،،،،،،، والاية :ان الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها اولئك هم شر البرية )
وان كان فيهم شرك ووقوع الشرك فيهم قديم ، ووقت النزول أوالتنزيل فيهم هذا الشرك
وجاء في التنزيل ما يدل على انهم اشركوا ،،،،فهم كفروا واشركوا حيث قالوا المسيح ابن الله ،، وعزير ابن الله ،،،، ومع ذلك جاء من الاحكام لهم ما يخصهم من بين سائر الطوائف لانهم ليسوا بمشركين وان كان فيهم شرك ولذا تحل نسائهم مع ان المسلم لايحل له ان ينكح مشركة ،،،(1/35)
الدرس الثالث،، الاثنين: 6/5/1425هـ ،،،،،، الموافق 13/6/2005 م
? وعنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الذنب أعظم عند الله؟ قال:أن تجعل لله ندا وهو خلقك قال: (قلت له: إن ذلك عظيم) : قلت ثمّ أيُّ؟ قال: أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك. قال: قلت ثم أي؟ قال(ثمّ) أن تزاني حليلة جارك
تلخيص:
جرت العادة عن السلف انهم يكنّون عن الراوي بالضمير اذا تكرر اسمه
وعنه: يعني عبدالله بن مسعود راوي الحديث السابق
المراد بالذنب : أي جنس الذنوب
فأجابه النبي عليه الصلاة والسلام : ان تجعل لله ندا أي شريكاً نظيراً مشابهاً مساوياً له وهو الذي خلقك وأوجدك وله عليك النعم الظاهرة والباطنة ومع ذلك تكون عبادتك لغيره بمفرده او معه
فالشرك امره عظيم بل هو اعظم الذنوب على الاطلاق وما عُصي الله جل وعلا بذنب مثل الشرك
ولذا قال عليه الصلاة والسلام : أن تجعل
وهذا حكم مقرون بعلته
المقتضيه للتنفير من العمل
فلو رأيت رجلا عاقاً لوالده أو لأمه ،،،،، كيف تعق أباك؟؟؟ وتذكر السبب في منعك العقوق بالنسبة له
قوله عليه الصلاة والسلام لاتقوم الساعة حتى يعبد فئام من الناس الاوثان
يوجد ضريح يدعى ضريح الشعره ،، ضريح عليه بناية كبيرة جدا وحوله السدنه يطوّفون الناس ويبيعون عليهم الغبار والتراب والماء الذي يكر بهذا الضريح ،،، والشعره من من؟ يقال انها من عبدالقادر الجيلاني ،،، فكيف بقبره الذي فيه اعضاؤه؟ وكيف بمن هو خير منه ؟
النبي عليه الصلاة والسلام طالب المشركين بتوحيد الالوهية لانهم ينكرونه ولم يطالبهم بتوحيد الربوبية لانهم مؤمنون به
لايEحبط العمل غير الشرك
الاية : لإن اشركت ليحبطن عملك: وهذا يقال في حق النبي عليه الصلاة والسلام فكيف بمن هو دونه؟
الشرك أمره عظيم خافه أتقى الناس وأعبدهم
ابراهيم عليه السلام ،،،،،،،،، ابراهيم عليه السلام حطم الاصنام(1/36)
على الانسان أن يحذر الشرك وعليه أن يتعلم من التوحيد وسد جميع الذرائع المفضية للشرك
لابد من حماية جناب التوحيد وسد جميع الذرائع المؤدية للشرك
الشرك أعظم الذنوب عند الله
من اراد قراءة الشرك وانواعه فليقرأ (رحلة ابن بطوطه) التي احتوت على الشرك الاعظم كذلك
أن تقتل ولدك خشية أن يطعم: هذه العلة لامفهوم لها ،، اذا قتل ولده مع انه غني وكريم فلا يخشى ان يطعم ولده معه فهل يجوز؟ ،،،،،،،،،،،،،لا ، لايجوز بحال
ولذا يقول اهل العلم ان مثل هذا القيد لا مفهوم له
أن تقتل ولدك الذي هو اقرب الناس إليك ( ومضى مسبقاً وأد البنات) فالولد والبنت بصدد ان يُشفق عليه ويُحنى عليه ويحاط بالعناية والرعاية فإتا حصل خلاف ذلك دل على الانحراف الخطير في حياة الشخص
من عظائم الامور ايضا القتل سواء للولد او لغيره كالقريب والجار او للبعيد مسلم او غير مسلم ممن عُصم دمه من ذمّي او معاهد
ولايزال المسلم في فسحة من دينه حتى يصيب دماً حراماً نسأل الله السلامه
حليلة جارك : زوجة الجار
تزاني : مفاعلة والعدول عن المفاعلة للفعل فلم يقل ان تزني بحليله جارك ، بل قال تزاني فيكون الفعل من الطرفين ولايكون هذا إلا بعد إفسادها على زوجها وهذا شأنه خطير في الشرع
فإذا حصلت المفاعلة بين الطرفين يكون بعد اقناعها وإفسادها لتحصل الرغبة منها ومنه وهذا فيه اكثر من جريمة وخيانه ومع الاسف مثل هذه الصورة في القوانين الواقعية تكون عن الاكراه ، واما اذا كانت بالاقناع فهذا لايدخل في القانون نسأل الله السلامة والعافية
هذا الامور الثقلاثة من عظائم الامور وأشد الموبيقات
في آية الفرقان: والذين لايدعون مع الله إله آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون
كلها مقرون بعضها ببعض لخطرها
كما ان العناية متجه لحرب الشرك بجميع الوسائل ،،،،،، والقضاء على الشرك هوالسبب الحقيقي للأمن(1/37)
( الاية : وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لايشركون بي شيئاً )
الامن الحقيقي الذي جائت به الشريعة
الاية: الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون
لايجوز التفريق بين هذه الامور العظيمة ،،،
نعم بعضها اعظم من بعض فالشرك اولا ثم القتل ثم الزنى لكن كلها عظيمة
? وعن أبي هريرة رضي الله عنه, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب, وإذا وعد أخلف, وإذ ائتمن خان
تلخيص:
الخصلة الاولى للمنافقين اذا حدث كذب والاخبار عن الشيء بخلاف واقعه
الكذب :الخبر الذي لايطابق الواقع عمداً كان او سهواً وهذه حقيقته عند اهل السنة
فالكلام إما صدق وإما كذب
فإن طابق الواقع فهو صدق وإن خلافه فهو كذب
ولايشترط فيه العمديه أعني بتسميته كذباً
فلا واسطة بينهما
وعند المعتزلة في واسطة بين الصدق والكذب
ولذا جاء في الحديث الصحيح المتفق عليه المتواتر : من كذب عليّ متعمداً
وعن أبي هريرة رضي الله عنه, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب, وإذا وعد أخلف, وإذ ائتمن خان
المعتزلة عندهم ان الكذب قوبل بغيرالصدق لكنه ليس نقيض
الاية: افترى على الله أم به جِنه ،،،،
يقولون انه لم يقابل الكذب الصدق
هل كلام المجنون الذي لايعقل كلامه والطيور والنائم هل يدخل في حقيقة الكلام المراد عند العرب
الكلام هو المركب المراد به الوضع( الذي وضعه العرب)
وعلى هذا لايسمى كلام كلام الطيور وغيرها
ويترتب على هذا ان كلام الاعاجم لا يسمى كلام
فكلام المجنون ومن لايقصد الكلام كالنائم وبعض انواع الطيور هذا ليس بكلام
ولذا لما استدلوا بالاية ، فإن المجنون يتصرف ويقول كلام لايريده ولا يقصده فكلامه لا يقابل بالكذب من هذه الحيثيه
لكن ماحصل منه عليه الصلاة والسلام على حد زعمهم انه لو كان عاقلا افترى على الله كذبا ولو كان مجنونا قال كلاما يقابل كلام المجانين(1/38)
لكن المقابل للكذب هو الصدق ولا واسطة بينهما
اذا حدث كذب: اذا : شرطية
وعن أبي هريرة رضي الله عنه, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب, وإذا وعد أخلف, وإذ ائتمن خان
اذا : شرطية ،،،،،،، حدث فعل الشرك ،،،،،،،،، وكذب جوابه
والتعبير بإذا يدل على ان هذا ديدنه ،،،،،يعني كلما حدث كذب
واما من يحصل منه الكذب احيانا ونادراً فمثل هذا لايكون منافقاً لان (اذا ) تقتضي الاستمرار
والجزم بوقوع الجزاء بوقوع شرطه؟
قد يبدأ المرأ بإضحاك الناس بكلام فيه كذب ثم لايلبث ان يصير كذاباً
حديث: مايزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً
الكذب إذا لم يطابق الواقع فهو كذب لكن هناك صور أبيحت للمصلحة للأصلاح كذب الرجل على زوجته وفي الحرب ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، إذا أصبحت المصلحة راجحة وقد يقصد بها المعاريض
هناك امور لاتطابق الواقع ومع ذلك تداولها بعض العلماء مثل المقامات الادبية من هذا النوع
كقوله : حدّث الحارث بن همام قال ،،، ولايوجد اصلا احد اسمه الحارث بن همام
اخترع الاسماء من تلقاء نفسه ومع ذلك تداولها الناس وشرحوها وهم يعرفون انها كذب وزالولها جمع من اهل العلم وقالوا للمصلحة الراجحة وكلٌ يعرف انه لا مُحدّث ولا متحدث
ومثل هذا في المناظرات اذا اراد ان يبسط مسألة لقولين لاهل العلم، قال كذا ورد عليه كذا ، ومن اوضح ما يقال بهذا المناظرة بين العلوم
قال علم التفسير ، قال علم الحديث
وهذا مخالف
اذا وعد اخلف : اخلاف الوعد امره عظيم لما يترتب عليه
فإذا قال لزيد من الناس عندي لك كتاب كذا اعطيك اياه ، ثم بعد ذلك لم يعطه
او قال له اتيك في الساعة الفلانية لكنه لم يأته
ولذا صار هذا من علامات النفاق
واهل العلم يقولون ان هذا الوصف الشنيع انما كان في حق من كان في نيته الخُلف مع الوعد(1/39)
اما من كانت نيته الوفاء ثم طرأ عليه عارض منه فلا يدخل في هذا ،،،،،،،،،،،،،،،، لكنه هو خلاف الاولى
حديث : أدي الامانة من أئتمنك ولا تخن من خانك
جاء في روايات أخرى : وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر
واذا خاصم فجر: سواء كان لنفسه او لغيره كالمحامي مثلا حصلت له خصومة أجلب عليها حتى لو علم ان الحق ليس له
وعلى هذا المرأ يتقي الخصومة لئلا يدخل في آيات المنافق
والنبي عليه الصلاة والسلام قال انما انا بشر اقضي على حسب ما اسمع فمن قضيت له من حق اخيه شيئا فإنما اقضي له قطعة من نار فليأخذها أو ليدعها ،،،،،،،،،،،،،،،، حذر ونفر من الخصومة واوضح انه من قضى له بمال من اخيه وهو ليس له انما هي قطعة من نار فليأخذا او ليتركها
? وعن عبدالله بن عمرو بن العاص, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من الكبائر شتم الرجل والديه. قالوا يارسول الله!وهل يشتم الرجل والديه؟ قال : نعم. يسب أبا الرجل, فيسب الرجل أباه, ويسب أمه فيسب أمه
تلخيص:
الذنوب فيها الكبائر والصغائر
الذنوب فيها الكبائر وفيها الصغائر وجاء التنصيص على الكبائر في نصوص كثيره
الاية: ان تجتنبوا كبائر
هناك ذنوب كفر باجتناب الكبائر بالصلاة والعمرة للعمرة ورمضان لرمضان مالم تُغش كبيرة
الصلاة للصلاة ،الجمعة للجمعة ، العمرة للعمرة ، مالم تُغش كبيره
هذا تكفر الصغائر
وهذا مفهوم الحديث وان لم يرد لفظ الصغائر
جاء التعبير ( إلا اللمم ) لكن هنا اللفظ (الكبائر) واضح ولايقابلها إلا الصغائر
اذا رتب على الذنب حد في الذنيا وعذاب في الاخره فهذه كبائر
إذا نفي الايمان توعد بالنار لا ينظر الله اليه رتب عليه حد في الدنيا وعذاب في الآخر : ضابط الكبائر
ومن اهل العلم من يرى ان كل معصية كبيرة نظراً لعظمة من عصاه
وقد يحتَف بالذنب ما يحتف به مما يجعله في مصاف الكبائر
وقد يحتف بالكبيرة من الندم ونحو ذلك ما يكفر عنها(1/40)
وما يحتف بالذنب من الاستخفاف او عدم الاكثرات قد يجعلها في مصاف الكبيره
من الكبائر شتم الرجل والديه ،،،،،،،، الأب والأم
من الكبائر شتم الرجل والدَيْه ولم يقل والدِِيه( بكسر الدال) فالمقصود الاب والام
هل يتصور احد ان يسب او يشتم والديه مهما بلغ من الفسق والكبائر؟
بعض المغاربة في القرن السابع يقول ان الخلاف في كفر تارك الصلاة نظري ليس بعملي ، كيف؟ يقول لايتصور احد ان يترك الصلاة إلا ان كان في عهد الدجال ،،،
ولكن الصحيح الان واضح ان هنالك من يترك الصلاة بالكلية كأن ينام عنها او يتركها
ولايتصور احد شخص ان يقول لابيه لعنك الله او يقذفه وكذلك امه
فجاء الجواب بالتسبب لان المباشرة لاوجود لها اصلا فأُوقع اذا ارتفعت المباشرة او المباشر غير اهل للتكليف فيتجه المباشرة للمتسبب
يسب ابا الرجل فيسب اباه اي يكون سببا في سب ابيه
اما اذا باشر سب ابيه فالامر اعظم
عند اهل العلم اذا وجد مباشر ومتسبب فالتبعة على المباشر ولو وجد المتسبب إلا أن أنه يأخذ نصيبه من العقاب لكن ليس كعقاب المباشر
لو ان شخصاً رمى شخصاً من شاهق فتلقاه آخر بالسيف قبل ان يصل للارض ،، فالقاتل من؟ الرامي ام صاحب السيف؟ ،،، صاحب السيف ،، اما الاول فهو متسبب
لو شخص دفع شخصا فدهسته سياره فإن المباشر صاحب السيارة والاخر متسبب
فتكون العقوبة على المباشر ،،، وان أخذ المتسبب نصيبه من العقاب لكن ليس كعقاب المباشر
اذا كان المباشر غير أهل للعقوبة فيُرجع للمتسبب دون المباشر ،،،،،،،،،،، فلو اعطى رجل مجنون سيفاً وامره بقتل فلان ،، فإنه يُرجع للمتسبب ،،،، ومثله لو أمر صبياً
اذا كان هذا الذنب العظيم قد رُتب على المتسبب فالمباشرة من باب أولى(1/41)
? وعن الأعمش, عن أبي صالح, عن أبي هريرة قال, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا. ومن شرب سما فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا. ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا".
تلخيص:
الاعمش : سليمان بن مهران
أبي صالح ذكوان السمّان
وجاء بالتابعي والراوي عنه والعادة الاقتصار على الصحابي ،، يعني جرت عادته كغيره من المصنفين في المتون والمختصرات ان يقتصروا على الصحابي مخرج الحديث ،،، لكن هنا ذكر التابعي ومن دونه ،،،، لان الاعمش مدلس وروى الحديث بالعنعنه ،،،
وفي الصحيح عدةٌ كالأعمش ** وذكره شيءٌ من بعده وفتّشِ
إلا ان عنعنات المدلسين في الصحيحين محمولة على الاتصال
ومع ذلك اورده من أجل هذه النُكته
لايوجد نص صريح صحيح ان الانسان يباشر قتل نفسه بيده ،،،،،
قد يوجد ان يكون المرأ متسبب في قتل نفسه ،،،
و قصة الغلام التي سيقت في شرعنا بصيغة المدح هو الذي دلهم على قتله لكنه لم يقتل نفسه او لم يتولى قتل نفسه بنفسه
لايوجد دليل على مباشرة قتل المرأ بيده ،،، لكن يتسبب ،،،، فقد يتسور الجدار على الاعداء او يخترق صفوفهم وهو واحد والغالب على ظنه انه يُقتل
فمن منعها فمن هذه الحيثية
ومن أجازها قال فيها نكاية بالعدو وقد لايُستظهر الحق إلا بهذه الطريقة ، ونظراً لهذه المصلحة الراجحة اجازوها
لكن على حد علمي ( الشيخ الخضير) لم اقف على نص صريح يجيز مباشرة القتل بنفسه والتسبب في قتلها
يتوجأ : يطعن به بطنه ويشق بطنه بها
لانه تعمد قتل نفسه
اذا كان تمني الموت جاء النهي عنه لحديث : لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، فإن كان لا بد متمنيا للموت فليقل : اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي
اذا كان تمني الموت لاتجوز فمباشرته لا تجوز(1/42)
والحديث فيه وعيد شديد على من باشر قتل نفسه ،،،،،،،،،، لانه تعمد قتل نفسه
الاية : ومن يقتل مؤمن متعمد فجزاؤه جهنم خالدا فيها
ومثل هذا الحديث
من قتل نفسه ..... فهو في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا
هذا من نصوص الوعيد التي تُمر كما جائت كما يقول اهل العلم
ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته : وفي حكمها كل ما ينفذ في البدن ويكون سبباً في ازهاق النفس
هذا من نصوصو الوعيد التي تمر كما جاءت مع علنا اليقين واعتقادنا بأن ما دون الشرك هو تحت المشيئة
وهذا من باب التعظيم من شأن القتل
والنص على التأبيد في مثل هذا ،، مثل لن يتمنوه ابداً مع انهم قالوا " يامالك ليقض علينا ربك"
المقصود ان هذا النص نظير ماجاء في سورة النساء لقاتل غيره عمدا
ومن شرب سماً : سَماً وسُماً وسْماً ،،،، بتثليث السين والافصح الفتح سَماًً
ويدخل فيه من قتل نفسه بواسطة نفسه بأي مشروب كان سواء كان سم أو غير سم ،،، فلو جزم ان هذا الطعام يقتله فما الحكم ولو كان الطعام مباح؟ كأن يكون مريض سكر او اي مرض فأكل تمراً حتى مات وهو يعرف ان هذا يضره ،، فإذا كان يغلب على ظنه انه يموت فالحكم واحد انه يقتل نفسه ، وقل بمثل هذا في المأكولات الاخرى
الامام مسلم رحمه الله أكل التمر وأكثر منه فمات ، لكن هل كان عنده خبر او يغلب على ظنه انه يموت؟ ،، لايفعل هذا
يتحسّاه: يشربه ويتجرعه
ومن تردى من جبل : كأن يصعد لجبل للانتحار ومثله في الدور الرابع المقصود من اراد قتل نفسه يدخل في الحديث ومثله من ينتحر بحبل بسيف وغيرها
الحياة الان ضاق بها الناس ذرعاً مع مافيها من وسائل راحة ،،،،،، لان البعد عن الهدي النبوي والانس بالله صار يضيق بأدنى شيء
وقد ينتحر لمصيبة في غيره ،،ن مثل من ينتحر لان المغني الفلاني مات ،، لما ماتت ام كلثوم وغير ام كلثوم كثير من الناس انتحروا ،،،،،،،،،،،،
قيمة هذه الحياة بالنسبة لمثل هذا الشخص ما قيمتها؟ هل هذه حياة؟(1/43)
المسلم قد يصيبه الهم والغم لما يرى من وضع الامة المتدني وعلو الباطل وفساد في الامة لكن هل يجعله ينتحر؟ لايجوز له بحال ، فكيف اذا كان بغير سبب
القتل شأنه عظيم سواء لنفسه او لغيره ،، ولا يبرر له قتل نفسه أي مبرر
ولو أُكره انسان على قتل آخر فهل له ذلك؟ هل نقول أنه أكره؟ لا ليس له ذلك ولو أدى إلى قتله
? وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث, (ولاتحسسوا), ولا تجسسوا, ولا تنافسوا, ولا تحاسدوا, ولا تباغضوا, (ولا تدابروا) وكونوا عباد الله إخوانا
تلخيص:
اياكم: تحذير ،،،،،،،،،،،،
الظن : منصوب على التحذير ،، كما ينصب اللفظ على الاغراء ،،،،،، فإنه يُنصب إيضاً على التحذير
الظن: يطلق ويراد به ما يرادف اليقين
الاية: الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم ،،،،،،،،، يكفي هذا ام لابد من اليقين؟ هذا يكفي لانه يرادف لليقين
ويطلق ويراد به الاحتمال الراحج (وهو الذي استقر عليه الاصطلاح)
ويطلق ويراد به مايرادف الشك المستوي الطرفين
ويطلق ويراد به الاحتمال المرجوح
ويطلق ويراد به الكذب
( يطلق ويراد به الاحتمال الراحج (الاصطلاح)//يطلق ويارد به ما ياردف الشك المستوي الطرفين//ويطلق ويارد به الاحتمال المرجوح//ويطلق ويراد به الكذب )
الاصطلاح على ان مالايحتمل النقيض فيقال له علم ويقال له قطع ويقال له يقين
والاحتمال الراجح الذي يحتمل النقيض من وجهٍ ضعيف هذا يقال له ظن
وأما ما يستوي فيه الطرفان فالوقوع وعدمه والصدق والكذب فهذا يقال له كذب
والاحتمال المرجوح بحيث يغلب على الظن عدم ثبوت الخبر يقال عنه وهم
وما يخالف الواقع يقال عنه كذب
فالاصطلاح استقر على هذا
فالاحتمال المرجوح من عدم مطابقة الواقع بالكليه يعتبر كذب
اذا قال جاء زيد وتبيّن ان زيداً لم يحضر فهذا كذب سواء عن عمد او خطأ او سهو فهو كذب
واذا قال حضر زيد ويغلب على ظنك عدم صدقه ولا يغلب على ظنك عدم صدقه فهذا وهم(1/44)
واذا قال جاء وانت شاك في قوله فالاحتمال متساو وهو شك
والاحتمال الراجح المراد به غلبة الظن
اذا كان فيه من الصفات ماتجعل نفسك تطمئن لخبره ولم تجزم به فهذا ظن فإن جزمت به بحيث ان خبره لايحتمل النقيض صار علماً
هذا الظن المذكور في الحديث هو اكذب الحديث وهو الذي لايغني من الحق شيئاً ،،،،،،،،،،"إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث"
هل المذموم الظن مطلقاً ؟ أو المذموم بعض الظن؟
يعني " ان بعض الظن إثم " دل على ان اغلب الظن ليس بإثم
وهل المقصود في الحديث الظن في الاخبار العادية التي لا أثر لها؟ أو الظن التي ترتب عليها آثار سيئة؟
يعني الاصطلاح الذي ذكرناه ينطبق على كل الظنون سواء ترتب عليها أثر أو لم يترتب عليه أثر
هل المقصود في الأخبار العادية أم التي تترتيب عليها الآثار السيئة؟؟
يعني لو اخبرك زيد من الناس وهو ثقه من الناس لكن لاتجزم بخبره فهل هذا اكذب الحديث؟
الاشكال في الظن الذي هو الريبة والتُهمة
جاء زيد او ماجاء سهل ، لكن الاشكال في الظن الذي هو الريبة والتُهمة
وهذا هو مراد الحديث
بعض الناس يصل به الامر لحد وضع اجهزة تنصت وتسجيل على زوجته ولايثق بها ، والعكس ، ومثل هذا على المسلم ان يجتنبه وجاء التحذير منه ،،،،،،،،،،،،، وجاء التحذير منه
كيف يهنأ بعيش وهذا حاله؟ ،،،، ظن وارتاب في اقرب الناس إليه
الشيطان يُلبس على الناس ووجدت قضايا من هذا النوع ،،،،،،،،،،،،، لكن الذي لايستند لعلامة او أمارة دخل في هذا الحديث
كل هذه الامور مردوده بهذا الحديث
فإذا وجدت قرينه او صار للامر سوابق كأن يرى زوجته ان تتكلم بكلام مريب فمثل هذا يعظها ويهجرها ويزجرها فإن تكرر منها ذلك فارقها
المقصود:الريبة والاتهام والشك ،،، فالحديث : إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث
بعض الناس عملا بالحديث الضعيف (احترسوا من الناس بسوء الظن) ، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول إياكم الظن؟
احترسوا من الناس بسوء الظن: حديث ضعيف(1/45)
الاصل ان قلب المسلم سليم فسلامة القلب من صفات الاخيار
أكذب الحديث: لعل المراد به حديث النفس في بداية الأمر ثم اذا تحدث الامر لغيره وشكى الامر لغيره جاء حديث اللسان ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، حديث اللسان إذا أخبر به غيره
ولا تحسسوا، ولا تجسسوا
تحسسوا: تتدقوا في بواطن الأمور وخفاياها
ولاتحسسوا اي لا تدققوا في خفايا الامر بحيث يراقب ليترتب عليه النتائج السيئة ويكثر من التدقيق ( من اين جاء هذا واين ذهب هذا و و و)
عائشة رضي الله عنها كانت تأخذ من الشعير بالمد وكانت فيه البركة فلما كالته ( بالكيل) انتهى
فعدم التدقيق في الامر ادعى للبركة
التجسس الذي يتطلب أخبار الناس بخلاف الناموس الذي هو سر أخبار الخير
تجسسوا: لا تتصنت لا تراقب جارك لا تسمع حديث غيرك
معرفة اوضاع جارك هذا تحسس ، واذا قصدت جمع اخباره للايثقاع به هذا تجسس
ونهى النبي عليه الصلاة والسلام اصحابه عن اخباره بأخبار غيره
تفسد النيات بالتجسس وهذه الامور ينبغي ان تسود على مودة ومحبة وصفاء بين المسلمين
لو غلب على ظن احدهم انه يعرف ان شخص اراد ان يقتله وقامت القرائن على ذلك فلا مانع من التجسس ليتجبنه
عند اهل العلم لو قامت القرائن على احدهم بأن يزني فيتعدى شره فلا مانع من التجسس عليه
ويفرّقون بين ما يفوت ومالا يفوت
ولا تنافسوا : المنافسة الرغبة المتقدمة على الغيرفقد تكون في امور الدنيا وحطامها الفان
لكن جاء الامر بالمسارعة والمسابقة في امور الاخره وهو محمود بلا شك
ولا تحاسدوا : الحسد تمني زوال النعمة عن الغير وهذا آفة ومرض من أمراض القلوب وجاءت النصوص بذمه وأنه يأكل الحسنات
لا حسد إلا في اثنتين: الغبطة: عدم زوال تمني النعمة مع تمني أن يكون له مثل هذه النعمة
ولا تباغضوا: والمحاسدة والمناجشه والتدابر والمباغضة كلها مفاعلة ، تكون من طرفين(1/46)
فهل اذا حصلت من طرف واحد جازت؟ والممنوع من الطرفين؟ او اذا حصلت من طرف فهي مذموة وتدخل في الحديث؟ واشد منها ان تكون من الطرفين فتكون اسوأ؟
كون زيد يبغض عمراً وعمر يحبه ،، هل هذا اسهل أو لو وجدت المباغضة من الطرفين؟ فأيهما اسوأ؟ ،، أسوأ المفاعلة لانه لو كان كل واحد يبغض الثاني ما امكن الاصلاح ، لكن لو احدهما يحب الاخر لسعى في إرضائه،،
ومثل هذا في المحاسدة
قد يقول قائل ان وجود البغض من طرف واحد اشد لماذا؟ لانه يقول انه اذا من طرفين فيكون هناك مبرر فإنه اخف لان هذا يبغضني فأبغضه فيكون اخف لو ان احدهم يحب الاخر
على كل حال الفعل الذي هو اصل المادة البغض للمسلم حرام ، إنما الواجب محبة المسلم والحب في الله من اوثق عرى الايمان كما ان البغض في الله من اوثق عرى الايمان فإنه لو ابغض أخاه على مافيه من معاصي وجرائم فإنه يؤجر على هذا
ويحبه لما عنده من ايمان وعمل صالح ، فيجتمع الحب والبغض في آن واحد ، نظراً لانفكاك الجهة فيُحب على شيء ويُبغض على شيء
ولاتدابروا: لا تقاطعوا ، لان من شأن القطيعة ان يولي كل من المتقاطعين الاخر دُبُره ،،
وهذا نتيجة للتباغض ونتيجة للتقاطع ، واذا هذه كانت بين المحارم كانت أشد ، واذا كانت لمن له عليه حق كانت اشد
ولايجوز لمسلم ان يهجر أخاه على (ما سيأتي) فوق ثلاث ليال
وكونوا عباد الله اخوانا: خبر كان هو إخوانا ،،،،،،،،،، وعباد الله منادى ،،،،،،،الاصل وكونوا ياعباد الله اخوانا ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، عباد الله منادى ومنصوب لانه مضاف ،، والخبر اخوانا
الاصل ان العباد اخوة (انما المؤمنون اخوة) لكن قد يغفل الانسان عن هذه الاخوة
إنما المؤمنون اخوة : هذا خبر يراد به الامر فلابد ان تسود الاخوة بين الناس(1/47)
? عن أبي أيوب الأنصاري – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: " لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا و يعرض هذا و خيرهما الذي يبدأ بالسلام "
تلخيص:
لايحل لمسلم وفي حكمه المسلمه ، والنساء شقائق الرجال
لم يقل لا يحل لمؤمن ، لان مثل هذا لايحصل من المؤمن ، لانه خدش في إيمانه والاصل ان لايحصل هذا من المؤمن
لايحل : واذا انتفى الحِل ثبت ضده وهو الحرمة فيكون يحرم على المسلم ، لان ما يقابل الحلال هو الحرام فاذا انتفى الحلال ثبت الحرام
يهجر اخاه: يقطع ما بينه وببينه ويترك كلامه وزيارته والسلام عليه ،،، يهجره يعني يتركه
فوق ثلاث ليال : فالثلاث ليال فما دونها اذا وجد السبب فالنفس لها حظوظ لابد من مراعاتها، ولو كُلّف المسلم بأقل من ذلك صار من التكليف بمالايطاق ،، عند بعض الناس لايتحمل فلابد ان يقع منه ذلك
فالممنوع فوق الثلاث فما دونها اذاوجد السبب لا يحرم
يلتقيان: في طريق او مجلس
فيعرض هذا بوجهه عن اخيه وهذا بوجهه ،،
وخيرهما الذ يبدأ بالسلام : السلام أدب إسلامي يبعث على المحبة والمودة (لاتدخلوا الجنة حتى تحابوا ) ،،،،، وحديث: ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم) فلاشك ان السلام وسيلة
فلو اعرضا يثبت بعد ذلك التباغض
جاء في الحديث ان الصغير يسلم على الكبير ، والماشي على الجالس ، والراكب على القاعد، والواحد على الجماعة ،، هذا هو الاصل
افترض مر بك شخص صغير سن ولم يسلم فتقول الحق لي وهو الاصغر ولم يسلم فلن اسلم عليه؟ ام ان خيركما من يبدأ بالسلام؟ نعم خيركما من يبدأ بالسلام
لو افترضنا الماشي لم يسلم ألا يسلم القاعد؟
الاصل ان الماشي يسلم فلما ترك هذا الفضل العظيم فيسلم القاعد فيكون خيرهما من يبدأ بالسلام
هل تترك الوسيلة لان المفروض الاخر يسلم عليه؟ لا ، لا تترك(1/48)
علىكل حال الضابط في الخيرية الذي يبدأ بالسلام ولو كان جالسا او ماشيا او مفرداً
ماذا لو حصل مخالفة شرعية من انسان فالهجر شرعي لان النبي عليه الصلاة والسلام هجر الثلاثة (الذين خُلفوا) فوق خمسين يوم ،، فدل على ان الهجر في الدين لا يتعين بزمن حتى ينزجر ،، علما ان الهجر عند اهل العلم علاج
فالاصل الصلة فإذا هجر من اجل هذه المعصية فالاصل انه يهجر لاجل هذه المعصية
لكن ماذا لو ان الهجريزيده معصية ويصر ويعاند؟ نقول الهجر علاج ، فإن لم ينفع هذا فإن الصلة تنفع
وكما ان الهجر موجود فالتأليف موجود
والزكاة ركن من اركان الاسلام والاصل الا تصرف إلا لمن احتاجها ، وهذا الركن صرفت للمؤلفة قلوبهم ولو كانوا أغنياء ، فالتأليف باب من ابواب الدين ،، ومثله باب الهجر وكلاهما علاج
خيرهما الذي يبدأ بالسلام بعد الهجر الذي يرفع القطيعة والهجر هو السلام
افترض زيد وعمر متقاطعين متهاجرين فمرا ببعضهما فقال زيد السلام عليكم ،، فهو خيرهما وارتفع الهجربالنسبة له
لكن لو زيد عود عمر على امور والسلام منها كتقدير ،، ولما تقاطعا مر عليه زيد فقال السلام عليكم ،،،
- من اهل العلم من يقول انه لايزول الهجر إلا اذا عادت الحال على ما كانت عليه والامور إلى مجاريها
- ومنهم من يقول السلام يكفي وان عادت الامور لمجاريها فهو اكمل
? عن عبدالله بن مسعود قال, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب فإنه الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً))
تلخيص:
عليكم بالصدق: اغراء ،،، الصدق هو مطابقة الواقع بالكلام ، والكذب مخالفة الواقع
لا واسطة بين الكذب والصدق عند اهل السنة ،،، المعتزله فقط اثبتوا وجود واسطة بينهما(1/49)
الاية: ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر ... إلى آخر الآية ،، فهو يهدي لهذه الامور التي في الاية من البر
فالصدق يهدي إلى ماهو اعظم منه من الخيرية والبر
وهذه الاعمال التي مجموعها مُحصل بالبر المفسر في الاية فإنه يهدي للجنة ،، يقود ويوصل للجنة
ومايزال الرجل يصدق: يعني لايتحدث إلا بالصدق ويتحرى الصدق بحيث إذا اراد ان يتكلم نظر لكلامه قبل ان ينطق به وهو صاحب تحري وتثبت ليكون كلامه صحيحا مطابقا لعادته فإذا كانت هذه عادته وديدنه آخذا بقوله ومايزال الرجل يتحرى الصدق فهذه منزلة الصديقين ( الاية: فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا ) التي هي فوق منزلة الشهداء ولم يشتهر بذلك إلا ابوبكر رضي الله عنه والسبب في ذلك قصته المعروفه
وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً: هل يكتب في الحال او في المستقبل او في الماضي؟ ،،،،، في المستقبل ،،،،،،،، هل في شيء يجد او انه قد كتب وانتهى؟؟ يعني لم يكن صديقا ثم صار صديقاً؟؟؟ هل هو في الحال ؟؟؟؟ لكن ألم يكتب عليه في اللوح المحفوظ انه صدّيق؟
هل هو من قول الله تعالى : يمحو الله ما يشاء ويثبت؟ يعني هل كان له وصف غير هذا ثم أثبتت له الصديقية من باب : يمحو الله ما يشاء ويثبت؟ او نقول انه في اللوح المحفوظ صديق؟ كما ان محمد عليه الصلاة والسلام ونوح وغيره انبياء؟
المقطوع به ان مافي علم الله جل وعلا لا يتغير ولا يتجدد في علمه شيء لكن بالنسبة لعلم الملائكة والمخلوق قد يتجدد
ويجاب عن هذا بقوله " من سره ان يبسط له في رزقه ويُنسئ له في أثره فليصل رحمه " فالرزق مكتوب والاجل مكتوب فكيف يتغير ما كُتب بصلة الرحم؟ نقول ان ماعندك الملك هو الذي يتغير،،، وليس ماعند الله ،،(1/50)
وابوبكر الصديق لما قال له من قال ان صاحبك يخبر انه ذهب إلى بيت المقدس ورجع بليلة جاؤوا فرحين بها فجزموا ان ابابكر سوف يُحكّم العادة والعادة ان بيت المقدس لا يصله احد بليلة ويرجع وان ابابكر سينفي ماجاء به عليه الصلاة والسلام ، ولم يذهبوا لغير ابوبكر لماذا؟ لان الخصم يذهب إلى من له أثر ،،، ليزعزع إيمانه ويخلخل ماعنده فإذا كسبه اكتسب العشرات بل المئات من الناس
مثل ما يتجه اعداء السنة الان في الطعن بأبوهريرة ما هدفهم؟ وما طعنوا في ابوبكر مثلما طعنوا في ابوهريرة ،،،،،،، لانهم لو طعنوا فيه فإنهم ينسفون نصف الدين لأن ابوهريرة يروي نصف الدين من الاحاديث ،،، فهم يعمدون إلى من له اثر ،، فلم يطعنوا في أبيض بن حمّال الذي لم يروي إلا حديث واحد
فلما جاؤا لابي بكر فقالوا : صاحبك يزعم انه ذهب لبيت المقدس ثم رجع بليلة واحدة ،،،
فرد: إن كان قد قال ذلك فقد صدق
ومن ذلك اليوم سُمي صديقاً
الصديق مبالغة ،،، وهو من وصل في الصديقية مبلغاً كبيراً ،،،،، كما ان كذاب مبالغة
والفجور: مقابل البر ،،
والفجور يهدي للنار وهذه وسائل لدخول النار كما ان الصدق وسيلة لدخول الجنة
صديق اسلوب مبالغة
كما ان كذاب مبالغة في الوصف بالكذب ويتحراه ويكذب ،،،،،،،،،،،،،،،،،
فيكتب عند الله كذاباً
كما ان عادة الانسان في نقص كُتب له هذا النقص ولايزال ينقص فيه
كما ان من كانت عادته زيادة في الخير كتب له هذه الزيادة في الخير ولايزال يزداد فيه
الدرس الرابع : الثلاثاء : 7/5/1426هـ ،، الموافق : 14//205م(1/51)
? وعنه رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو الصادق المصدوق: إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ، ثم يكون علقه مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات يكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد ز فوالذي لا إله غيره! إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ،فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها. وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها
تلخيص:
وعنه: أي عن ابن مسعود
حدثنا : هذا الاصل في الرواية وهو التحديث ،، فالاصل ان النبي عليه الصلاة والسلام انه يتكلم وهم يستمعون وهم يتلقون ،،،، وهو يؤدي وهم يتحملون
والتحديث الاصل فيه المشافهه ،،،،،،،، مثل السماع ،،،، دون واسطه
التحديث اضيق من الاخبار ، فلو قال اخبرنا رسول الله عليه الصلاة والسلام لكانت المسألة اوسع من التحديث لان التحديث لايكون الا بالنطق
واما الإخبار تكون بالكتابه او العلامة او الكلام وهذه كلها إخبار
الصادق : الذي قوله عليه الصلاة والسلام مطابق للواقع
فلا يقع في كلامه ما يخالف الواقع ،،،،،،،،،،، لا عمدا ولاسهوا ولا خطأً ،،،،، إلا ليُشرّع ،، فقد يسهو عليه الصلاة والسلام ليُشرّع
المقصود انه صادق في اقواله وافعاله وتصرفاته لانه مقصود
صادق في نفسه
مصدوق اسم مفعول من الفعل الثلاثي صدق
اسم الفاعل صادق واسم المفعول مصدوق
ومن المُضعّف مُصدّق ،، فهو مصدوق ومُصدّق من قبل الله جل وعلا واقامة البراهين القطعية على صدقه وهو مُصدّق ممن يسمعه
الخطاب في الحديث: إن احدكم : وهو لكل من يصح عليه الخطاب من ابن آدم
يُجمع خلقه : من ماء الرجل وماء المرأة
في بطن أمه اربعين يوماً نطفة من ماء مهين ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك أي في تلك اللمدة علقة
علقة: قطعة من دم(1/52)
الطور الاول اربعين ، والثاني اربعين ، ثم يكون في ذلك المسار مضغة في تلك المدة وهي قطعة لحم بقدر ما يمضغه الانسان ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح
وفي اثناء كونه مضغة يتم تصويره وتخليقه فإذا بدأ التصوير والتخليق ثبتت أحكام الأم
بمعنى لو ألقه وفيه شيء من خلق الانسان تثبت لها أحكام النفساء
فإذا انتهت الاطوار الثلاثة (مئة وعشرون يوم) يُرسل ملك ،،،،،،،،،،،، فينفخ فيه الروح فإذا نفخت ثبتت احكامه هو
بمعنى انه لو سقط قبل نفخ الروح فلا احكام له واذا سقط بعد نفخ الروح ثبتت الاحكام له من ما يُفعل للانسان الكامل من التغسيل والتكفين والصلاة والدفن
في الطور الاول وهو نطفة ،، يقول اهل العلم : يجوز إلقاء النطفة قبل تمام الاربعين بدواء مباح
لكن اذا انتقل للطور الثاني لايجوز
وجوازه عندهم أولا ينبغي ان يقيد بالحاجة ، والثاني أن تثبت الحاجة الحقيقية وان لايوجد هناك ريبه ،، والا لو فُتح باب الاجهاض لصار في هذا عون على انتشار الفاحشة ، فإذا خُشي من هذا الامر فلايجوز بحال ، وعلى الراقبة على المستشفيات والمستوصفات أن يُعنوا بهذا الامر عناية تامة
قد يُحتاج إلى الاجهاض لحاجة الام إليه اذا تضررت بالحمل اذا قرر ذلك الاطباء فيكون حينئذ حياة الام أولى من حياة الابن
لكن إذا كان عليها مشقة لكن لاضرر عليها ولا على حياتها فلا ،،،،،،،،،،،،،،،،لأن الاصل المشقة
الحمل الاصل فيه المشقة وما يتذرع فيه كثير من الناس انهم ينظمون الحمل والنسل من أجل الاعانة على التربية أو ما يتعلق بالمعاش وان الاب لايستطيع ان يتحمل اولاد متتابعين فمثل هذا لايجوز ولا ينظر إليه شرعاً
وكثيراً ما يُسأل عن الحمل الذي يقرر الاطباء فيه شيء من النقص كالتشويه والاعاقة ويسألون عن اسقاطه ،، لايجوز اسقاطه بحال لأنها نفس
قبل الاربعين له حال ، لكن بعده لا يجوز(1/53)
ويسأل الناس عن هذا الحمل الذ يغلب على كلام الاطباء ان فيه شيء من العويق او فيه من النقص
فإن قولهم : أولا ان كلامهم فيه شيء من النقص ،، الثاني ان الاب قد ي~ُرزق بسبب هذا الحمل ،، الثالث ان هذا من الامور التي يؤجر عليه الانسان فلا يجوز ان يتعرض له بشيء ولو كان معوقاً فأحكامه كاملة
ليس عندهم من الصبر ورجاء الثواب إلا الشيء اليسير
على الانسان ان يصبر ويحتسب وهو ابتلاء من الله جل وعلا
والمصائب هي في ظاهرها وخلاف ما تتطلبه النفوس لكن عاقبتها حميده (إنما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب)
منهم من يقول انه يجوز إلقاء النطفة قبل النفخ في الروح لكن هذا القول ليس بشيء لانه يسبب مشاكل إذا كان العزل الذي جاء النص بجوازه جاء في بعض النصوص أنه يسمى الوأد الخفي
التلقيح الصناعي واطفال الانابيب تبحث في المجامع والهيئات العلمية وبعض الناس اذا اصيب بمرض السرطان يقولون ان الكيماوي يقضي على الانجاب فقبل ان يفعل الكيماوي يستخرج من مائه ليلقح زوجته فيما بعد
لكن على المرأ ان يزاول الطريقة التي شرعها الله له ،، وان وجد من المجامع من يجوز مثل هذا الامر
اذا رضيت بالحمل والقدر لعل الله يخرج من صلبك ما ينصر الله به الاسلام على يديه
بالمقابل احتمال لو فعلت شيء مخالف قد تجد الولد الذي يسبب لك الشقاء فعلى المرأ ان يرضى ويسلم في الحالين سواء رُزق أم لم يرزق
في الأطوار المذكوره في حال النطفة والعلقة قبل أن يرسل الملك لا يعلمه إلا الله
ان الله عنده مفاتح الغيب ،،،،،،،،، مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن الا الله ثم قرأ أواخر سورة لقمان ،، ويعلم مافي الارحام ،،،،
كثير من اخبار الاطباء التي يخبرون بها الناس لاتقع مطابقة للواقع ، وعلى كل حال لايوجد ما يمنع من خروجه على ماقالوا بعد ان يخرج من دائرة الغيب(1/54)
الروح جاء تعريفها عند الطوائف كلها بتعاريف كثرة جدا لكن كما قال جل وعلا: يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا
وفي جهل الانسان بروحه التي بين جنبيه وبها حياته فجهله بهذه الروح دليل على جهله العام وانه مهما اوتي من العلم والقوة والقدرة والفهم والذكاء انه لن يخرج عن قوله جل وعلا : وما أوتيتم من العلم إلا قليلا
ويؤمر الملك بأمر من الله جل وعلا بأربع كلمات
كتب رزقه: ولن تموت نفس حتى تستكمل رزقها ، وهذا له رزق محمدد منذ ان يولد حتى يموت لايزيد ولا ينقص
وأجله: له أجل محدد في هذه الدنيا لاتزيد ولا تنقص ( واذا جاء أجلهم لا يستقدمون ساعة ولا يستقدمون)
وجاء في الحديث: من سره ان يبسط له في رزقه ويُنسئ له في أثره فليصل رحمه
تجد من الناس من يعيش مئة سنة فإذا مات كأن لم يقع على الارض ، ومنهم من يعيش خمسين سنة فيملأ الدنيا علماً وعملا
والعبرة بما يودع في هذه الخزائن ، فالايام خزائن
فما فائدة ألف خزينة في بيتك وكلها فارغة؟ افضل من هذا خزينة واحدة وتكون مملوءة
الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله عاش خمس او اربع وثلاثين وعلمه منتشر وهو من طلاب الشيخ القرعاوي
والنووي ست واربعون سنة ،، وفي كل مسجد يقال النووي رحمه الله
ابن تيميه كذلك مثله
اللهم آمين ورحمنا معهم وجمعنا بالنبي وبهم في جنان النعيم
شيخ الاسلام كتب الفتوى الكيلانيه وصاحبها واقف يريدها في مئتين وثلاثين صفحة
من اهل العلم من يرى ان الزيادة حقيقة وانه يكتب له في اللوح المحفوظ
والزيادة تكون في علم الملائكة لان مافي علم الله لايتغير
قوله : اذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون
هذا إذا جاء ،، نفترض أنه في زيادة الصلة قبل ان يجيء الاجل
وعمله : مما يمكن ان يكتب عليه من الاعمال والطاعا والمعاصي يكتب كل شي في كتاب
لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا احصاها(1/55)
وشقي او سعيد مكتوب له ،،،،،،،،،،،،،،،،وقد سأل الصحابة النبي عليه الصلاة والسلام هذا السؤال : ففيم العمل؟ قال: اعملوا فكلٌ ميسر لما خلق له
يجوز الحلف من غير استحلاف لاسيما في الامور المهمة فكثير ما يقول كما تقدم: والذي نفسي بيده ،، وهنا يقول فوالله الذي لا إله غيره
ليعمل بعمل اهل الجنة: من \كر وصلاة اجتناب للمحرمات ،،،
ليعمل: تأكيد للقسم باللام
حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع : هذا تمثيل
وان كانت الجنة لاتنال بالعمل ولكن العمل سبب ،،،،،،،،،،،،،،،، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار
فقد يكون ظاهر عمله صالح وباطنه فاسد لانه لم يخلصه لله جل وعلا ، ومثل هذا يبطل في الغالب إلا لم يرجع للتوبة النصوح
قاعدة حمل المطلق على المقيد تقتضي ذلك وان من عمل بعمل اهل الجنة محققا شروط القبول مخلصا لله جل وعلا فإنه لايحصل له هذا لان التفسير مقيد (فيما يبدو للناس)،،،،،
هل يحمل المطلق على المقيد؟ وهل يستطيع المسلم ان يأمن على نفسه مع هذه النصوص ؟
القلب ما سمي القلب إلا لانه يتقلب والنبي عليه الصلاة والسلام يدعو: اللهم يامقلب الامور ثبت قلبي على دينك
على المرأ ان يلهج لسانه بالتثبيت على دينه حتى يقبضه
لابن القيم كلام نفيس في كلام اهل العلم هل تبدل السيئات حسنات في الدنيا ام في الاخرة وكيف يتم التبديل
الذي يعملحسنات طيلة عمره فالحسنات تتضاعف على عشرة امثالها الى سبعمئة ضعف ويضاعف الله لمن يشاء
فهل الذي بدلت سيئاته حسنات هل تكون مضاعفة ام لا؟ لان البدل له حكم المبدل فالسيئة تبدل بحسنة ،، هل مقابل السيئات يبدل سيئاتهم حسنات وتقتضي الافراد ، فالسيئة بحسنة ،، فهل يستويان؟
لايستويان وهذا من عدل الله جل وعلا
وان كان في كلام شيخ الاسلام ان الحسنات المنقلبة عن سيئات لايوجد ما يمنع من مضاعفتها(1/56)
لكن العدل الالهي لاشك ان من عمل طيلة حياته حسنات واذا اساء تاب وبدلت حسنات ليس كمن عمل طيلة حياته سيئات ثم تاب منها ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،لايستويان
? عن أبي هريرة رضي الله عنه قال, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟ ثم يقول أبو هريرة: إقرؤا إن شئتم( فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله.
تلخيص:
مولود: نكره في سياق النفي فهي للعموم ،،، ومن : للتأكيد للعموم
مامن مولود: مولود نكرة في سياق النفي فهي للعموم ومن هذه للتأكيد
مامن مولود:يعني لايمكن ان يولد مولود يخرج عما أمكن
يعني لايوجد مولود يولد يهودي او نصراني بل يولد على الفطرة الدين الصحيح
ثم تأتي المؤثرات الخاريجية والا فالاصل هو على الفطرة والدين الصحيح على الميثاق الذي ُخذ عليه
لاشك ان الابويان لهما تأثير كبير في حياته فإن كانا يهودين سعيا في تهويده وان كانا نصرانيين أثرا عليه فجعلاه نصرانياً ، واذا كانا مجوسين فالامر كذلك
فالبيئة لها اثرها على الشخص
ومن الابويان من التأثير على الولد الاثر البالغ فهو ينشأ عن تربيتهم ويعيش في أحضانهم ويتأثر بأقوالهم وأفعالهم ولهما عليه من اليد والمن ما يظهر هذا الاثر وللاب من القوة والسلطة على ابنه ما يجعله يؤثر عليه
فليحرص الاباء على ان يكون لهم اثر حسن في تربية اولادهم
فالذي يتولى تربيته ابوه يُنشّئه على الدين والخير والفضل ، وكذلك الام
تنشئة جيل صالح ينفع نفسه وامته ودينه هو جهاد في سبيل الله
ولكن مع الاسف الملاحظ ان اغلب الاب مشغول عن تربية اولاده فيتولاه الناس
فإن وُفق لمعلم مشفق ناصح يأخذ بيجه صار ذلك سببا لهدايته والا تلقفه الاشرار وحرفوه عن سواء السبيل(1/57)
والام كذلك انشغلت بعملها والسهر والقيل والقال ونوم فيالنهار ويُترك تربية الاولاد للعاملات وقد جائت هؤلاء العاملات من بلدان شتى ومع الاسف ان منهن من غير المسلمين
والاصل في الطفل انه على الفطرة ومن ابويين مسلمين ومع الاسف قد تكون الام والاب داعيين لله لكنه لايوجه ابناؤه او يوجه لهم النصيحة
ولذا يقول جل وعلا في الجعاء المعروف: وقل رب ارحمهما كما ربيّاني صغيرا
فالاية تدل على ان الذي لايربي ولده لا ينال ولا يستحق مثل هذه الدعوة
فيكون الحرص على النفس والولد والاقربين اشد من الحرص على غيرهم
قد يكون القبول ببين الاولاد والاسرة من هذا العالم اقل من الناس فيرى النتيجة في الناس ولا يراه في ولد فيمل ويتركه
وعليه ان يجاهد ويحرص ولو وجد مثل هذا الولد ولو ان يبذل السبب في ان يصحبه الصحبة الطيبة لان اثر الوالد احيانا قد يكون اقل وكما يقال : اجهل الناس بالعالم اهله وجيرانه
لانهم يرونه في حالات كثيره فيقل وزنه
فقد يقول لزوجته فتوى فترد عليه ،لا ، العالم الفلاني يقول كذا ، وقد يكون ذاك تلميذاً عند زوجها
النبي عليه الصلاة والسلام أول ما بدأ النصيحة بدأ بالاقربين ، بفاطمة (بافاطمة بنت محمد ) ، ياعباس عم رسول الله ،،،
ولم يرد في الحديث قوله: أو يُسلّمانه ( اي يجعلانه مسلماً ) فدل على ان الاسلام هو دين الفطره
جمعاء: بهمية سليمة لا قطع فيها
وسميت البهيمة بهيمة لانها لا تنطق ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، كما تسمى عجماء
جدعاء: مقطوعة الاذن او مكسورة القرن او مقطوعة اليد ،،،
ألا يمكن ان يكون في البهيمة مولودة ناقصة الخلقه؟ نعم يمكن ،، لكن الاصل انها تولد سليمة
الاية: فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله
ولذا من صفات الشيطان : ولآمرنهم فليغيرن خلق الله
فعلى الانسان ان يحرص على نفسه ثم على ولده وما ولاه من امره من زوجات واولاد واقارب وجيران ثم يوسع نفعه(1/58)
فإذا اعين على نفع ولده واثمرت فيه اعين على نفع الاخرين وهذا تجربة ثابته
نوح ما استطاع ان يدخل ولده في دينه ، وامرأة نوح ولوط مثل للكفار ، وبالمقابل امرأة فرعون مثل للمؤمنين
فالانسان لا يستطيع ان يصل للنتائج وانما عليه بذل الاسباب والنتائج بيد الله جل وعلا ( انك لاتهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء
ومثله قد يوجد ابن عالم لديه صفات غير محموده ، وقد يوجد من اباء العوام من فيه صفات الدين والالتزام
يقول الشيخ الخضير: يحدثني شخص انه لم يعلم ان ولده حافظاً لكتاب الله إلا يوم تكريمه
ومثل هذا النبي عليه الصلاة والسلام وعمه عبدالمطلب دعاه فلم يستجب
? وعنه سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أطفال المشركين من يموت منهم صغيرا؟ فقال : الله أعلم بما كانوا عاملين
تلخيص:
أما بالنسبة لاطفال المسلمين فهم مع اهلهم في الجنة وهذا القول المرجح مع اهل العلم وجاء فيه ماجاء من النصوص
وابن القيم في كتابه طريق الهجرتين في آخر فصل ذكر الخلاف في امراطفال المشركين
فمنهم من يقول انهم لم يكونوا على مناط التكليف فهم على الفطرة
عن أطفال المشركين: أي من مات قبل التكليف
ومنهم من يقول بما في هذا الحديث : الله اعلم بما كانوا عاملين
ومنهم من يقول انه يرسل لهم من يدعوهم فمن اطاع دخل الجنة ومن عصى دخل النار
ولا اكمل ولا اشمل من قوله عليه الصلاة والسلام : الله اعلم بما كانوا عاملين
? وعنه قال, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يقولن أحدكم : اللهم اغفر لي إن شئت, اللهم ارحمني إن شئت! ليعزم في الدعاء فإن الله صانع ما شاء لا مكره له
تلخيص:
يسأل الله وهو موقن بالاجابة بعد بذل الأسباب ،،،،،، فان الله لا مكره له ،،،،،،،، تكفل سبحانه الاجابة
من أعظم الاسباب(أسباب اجابة الدعاء): طيب المطعم
على الانسان ان يبذل اسباب اجابة الدعاء ومن اعظمها طيب المطعم(1/59)
وجاء الحديث ان الرجل الاشعث الاغبر يطيل السفر يمد يديه للسماء يقول يارب يارب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنّى يستجاب له
فأنّى : استبعاد للاجابة
رفع اليدين كذلك من الاسباب التي يجاب به الدعاء
أولى مايدعى به : يارب
وفي آخر سورة آل عمران لما كُرر خمساً استجاب لهم ،،،،،،،،لكن هذا سبب من الاسباب فإن انتفت الموانع ترتب الاثر
وقد لايستجاب له لان الدعوة قد تستجاب بمثل ما دعى به الانسان وقد يُدفع عنه من الشر بقدرها او اعظم منها وقد يعطى بها الاجر يوم القيامة ،،،،،،،،،،،،وعلى الداعي ان يبذل الاسباب ويحرص على انتفاء الموانع.
في ظروفنا الان وكثرة الشبهت وارتكاب الكثير من المحرمات في المعاملات ثم يرجون الاستجابه ( أنّى يستجاب؟ ) ،،،،،،،،،،،،،،،
اذا جاء الدعاء بلفظ الخبر فيقال ان شاء الله
ولكن اذا كان الدعاء بفعل الامر ( اللهم اغفر لي ) فلا يقول ان شئت او ان شاء الله بل يعزم
إذا جاء الدعاء بلفظ الخبر : رحمه الله ان شاء الله لا مانع في ذلك
مسائل الدعاء وفوائدها كثيرة جدا لكن مثل ما ذكرنا القبول له اسباب وهناك موانع وهناك اوقات ترجى فيها الاجابة فليستحضر الانسان هذه الاحوال والاسباب والموانع
? وعن أنس قال, قال لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، فإن كان لابد متمنيا فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي
تلخيص:
لا: ناهية
النون نون التوكيد الثقيلة لذلك بني الفعل المضارع على الفتح والأصل فيه محل الجزم
لا : ناهية ،، والنون نون التوكيد الثقليلة ولذا بُني معها الفعل المضارع على الفتح ، والاصل فيه انه في محل جزم ، فإن اتصلت به نون التوكيد الثقيلة بُني على الفتح ، ومثلها الخفيفة
لا يتمنين: هناك تمني وهناك ترجّي
فالتمنى يكن بـ ليت ،،،،،،،،،،،،،،،،،،، والترجي يكون بـ لعل(1/60)
التمنى يأتي في المحبوب فإذا جاء على خلاف الأصل ( فالموت مكروه في الاصل) فتمنيه من قِبل هذا يدل على أنه محبوب للمتمني وذلك بسبب حالته التي يعيشها والتي تكون تعيسة على حد زعمه
وإلا فالأصل أن تمني الموت مكروه
بعضهم يتمنى الموت بسبب ضر مر به (قد يكون بسبب ولده ، وبعضهم لخسارة ماله ، او او او ) فلا يجوز له ان يتمنى الموت , وما يدريه لعل الضر هذا يكون منحه إلهية له
الضر: ما يصيب البدن والمال والولد ، وأما اذا كان بسبب خوف على دينه من فتنة (رأى الفتن تموج في الناس وكل ساعة يسقط واحد ،، وجاء في احاديث الفتن انه تأتي فتن كثيرة يصبح الرجل مسلما ويمسي كافراً والعكس ) فلابأس شريطة أن يكون على هذا الحال
كما قال يوسف عليه السلام في الاية : توفني مسلماً ،،،،،،،،، والا المحظور تمني الموت لضرر دنيوي نزل يالشخص
إذا ضاقت به المسالك وعجز ان يسد هذا وكان لا بد متمنيا فيترك الأمر لله عز وجل يختار له ماهو الاصلح له
وليقل : اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي
فيترك الاختيار لله جل وعلا
الدرس الخامس : الاربعاء: 8/5/1426هـ ،،،،، الموافق 15/6/2005م
? وعنه رضي الله عنه عطس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان فشمّت أحدَهُما ولم يُشمّت الآخر ، فقال الذي لم يُشمّته: عطس فلان فشمّته وعطست فلم تشمّتني ، فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: إن هذا حَمِْد الله وأنت لم تحمد الله
تلخيص:
وعنه: عن أنس
العطاس لايحتاج لتعريف ومعروف عند كل أحد، والعطاس نعمه من نعم الله يخرج بسببه الأبخرة المجتمعة في الدماغ بحيث لو احتمعت وتراكمت لضرت الانسان ، كما ايضا انه يزلزل البدن كما يقول اهل العلم ،،، وكون هذه الزلزلة تنتهي بسلام وتخرج هذه الابخرة المحتقنة في الدماغ فهي نعمة من نعم الله تحتاج لشكر
والله جل وعلا يقول: ولئن شكرتم لأزيدنكم(1/61)
والشكر يكون بقوله : الحمدلله ،، وان قال الحمد لله رب العالمين فقد جاء ما يدل عليه
شمت أحدهما ولم يشمت الاخر: النبي عليه الصلاة والسلام قاسم ( أي يعدل في قسمته) والله المُعطي
وماجاء في صورة صلاة الخوف من أعدل صور العدل بين الناس
التشميت والتسميت ، كما في بعض الروايات: وإذا عطس فسمّته (بالاعجام والاهمال) وبعض اللغوين يقول ان الاصل الاهمال فأصلها سمّته فأُعجمت ،، ويقال بهذا وهذا ولا بأس
المقصود ان الذي لم يسمت صار في نفسه شيء لأنه دعى لأخيه ولم يدعو له
من يستغني عن دعوة : يرحمك الله لاسيما اذا صدرت من النبي عليه الصلاة والسلام وهو مجاب الدعوة؟
رد النبي عليه الصلاة والسلام مبيّنا سبب التفريق: إن هذا حمد الله وأنت لم تحمده ،،، فالسبب ان التسميت مبني على الحمد فالذي لايحمد الله لايستحق التسميت ،،،،
لكن هل يُذّكر؟ او يقول السامع الحمدله حتى يذكره؟ ،، النبي عليه الصلاة والسلام لم يُذّكر الرجلين ،،، ومن اهل العلم من يقول يُذّكره من باب النصيحة له ليثبت له أجر الحمد ، ويُدعى له من قبل المسلمين ويدعو لمن دعى له ،، وهذه مصالح التذكير بها نصيحة للمسلم ، لكن العبرة بما ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام ،، ولم يثبت أنه ذكّره
والتشميت من حقوق المسلم على المسلم : حديث : واذا عطس فحمد الله فشمّته ،،،، حتى ان بعض اهل العلم اوجبه
والجمهور على ان التشميت مستحب
فإذا عطس فيُشمت : يرحمك الله ،، فيرد العاطس: يهديكم الله ويصلح بالكم
وجاء في بعض الروايات ان التشميت بقوله: يغفر الله لنا ولكم
حتى قال بعض اهل العلم أنه يُجمع بين الرحمة والمغفرة لهذا
وجاء في خبر وهو سبق الحمد بالحمد ،، (يعني يعطس العاطس فيقال له الحمدلله) ،، فيُذكر قبل ان يحمد الله
جاء في كتاب خبر العزلة لابن ماجه : من سبق العاطس بالحمد أمن الشوص واللوص والعِلّوص(1/62)
هذه امراض ،،، لكن الحديث لم أقف عليه في سنن ابن ماجه ،، وعزاه ابن ماجه للقرطبي في تفسيره ، والشنقيطي ايضاً ،، ولعله اخذه من القرطبي
والعبرة بما فعله النبي عليه الصلاة والسلام ،،،،،،،،،،،، فالذي لم يعطس لم يشمته وهذا من باب التتعزير له
ذكر ابن عبدالبر عن ابوداوود وحسن اسناده : ابوداوود السجستاني صاحب السنن سمع عاطس يعطس فحمد الله وهو في مركب ومشت السفينه ولم يتمكن من تشميته ،، فاستأجر ابوداوود قارب ورجع للرجل فشمّته
فلما رجع رؤيا في المنام من يقول اشترى ابوداوود الجنة بدرهم ،،،،، أجرة هذا القارب
مثل هذه القصة تُذكر لامانع من ذكرها لكن لا يُعوّل عليه
? وعن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس. من أجل أن ذلك يحزنه
تلخيص:
وهذا من ادب المجلس من الاداب الشرعية ،، كما ان الاول (الحدث السابق) من الحقوق المرعية بين المسلمين ،،، وهذا من اداب المجلس الشرعية
اذا كنتم ثلاثة : مفهومه اذا كانوا اقل او اكثر فلا بأس ،،، فلو كانوا اثنان يتناجون فلا اشكال فيها ، واذا اربعة لا إشكال فيها
حتى تختلطوا: لزيادة العدد
العلة في ذلك : من اجل ان ذلك يَحزُنه ،، أو يُحزنه ،،، من الثلاثي او الرباعي حزن أو أحزن ولا فرق
الثالث الذي لا يسمع الكلام لاشك انه يحزن لماذا؟ اقل الاحوال انه يرى نفسه ليس بأهل لتحمل الخبر ،،، واعلى من ذلك ان يظن بهما انهما يُريدان به سوءً او يدبران له أمراً ،،،،،،،،
إذا وُجد ثلاثة مثلا في حكم المناجاة ،، اثنان يجيدان لغة لايجيدها الثالث وصارا يتحدثان بمالايجيده الثالث وهو لايفهم مايقولان
هل يأخذ الحكم ام لا يأخذه ولو رفعوا الصوت( لان السماع في هذه الحالة وجوده مثل عدمه )؟(1/63)
هنا لايوجد مناجاة لان المناجاة هو الصوت الذي لايثسمع وهذا صوته يُسمع ،، فهل العلة متحققه ام غير متحققه لان السماع صار وجوده مثل عدمه؟ هل نقول اسكتوا حتى تخرجوا من المجلس؟ او يُلزم الثالث بتعلم لغتهم؟
أما كونهم يجيدون لغة واحدة ويعدل اثنان منهم إلى لغة لايعرفها الثالث ، فالنهي متجه لهما ،،، لان العلة ظاهره
? عن عبدالله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يقيمن الرجل الرجل من مقعده ثم يجلس فيه ولكن توسعوا وتفسحوا
تلخيص:
(بداية الملف الصوتي لشرح الشيخ غير مكتمل فنعتذر عن نقص بعض الجمل)
واذا وُجد في الصف طرده ، هناك وقائع أثرت في نفوس بعض الناس وبعض الصبيان أثراً بليغاً ،، فصار ما يتقدم للمسجد ، فكثر من الناس لايتحمل مثل هذه التصرفات فليس من السهل ان يقال قم يافلان هو مكان فلان
قد يوجد في امكان حجز حيث يُكتب على كرسي من الكراسي هذا الكرسي لفلان وهذا امره اسهل،، لكن الاشكال لو جلس زيد من الناس في مكان فلما جاء اصحاب الهيئة العليا من الناس قالوا له قم ودعه يجلس فهل سيرضى؟
اذا تقدم الصبي في الصف وجاء الامام
في الحديث: ليلي منكم أولي الأحلام والنُهى
هل يُطرد الصغار عن مقدمة الصف ؟ هل في الحديث ما يدل على طرد الصغار او حث للكبار للتقدم؟ ،، هذا امر للكبار وليس فيه طرد للصغار
وإن فهم الصحابي ان الصغير يُبعد عن المكان القريب من الامام لتحقيق هذا الامر ،،،،،،،،،، ولكن النصوص كلٌ يعامل بما يخصه منها
نعم لو جاد الصغير بالمكان للكبير لكان افضل ،، أما ان يُطرد فلا
فالحديث فيه أمر للكبير ان يتقدم
الرجل هل له ان يقيم ولده او عبده من مكانه اذا جلس خلف الامام؟ هل له ان يصف مكانه ويقول له قم؟ ،، ان آثره الابن بمكانه من باب البر وتحصيل مصلحة أعلى بها ونِعمت ، والا فلا يجوز له ان يقيمه(1/64)
الايثار في مثل هذا المسألة ( الصف الاول افضل من الثاني ،،، والقرب من الامام افضل) فلو قام الابن وترك مكانه لابيه فهذا إيثار ،، لكنه إيثار بقُربة والايثار بالقربة عند اهل العلم ممنوع ،،،
اما الايثار بالواجبات فلا اشكال في منعه واما الايثار في المستحبات اذا ترتب عليه مصلحة اعظم من تحصيل هذه القربة كحصول تقدير الاب والعالم فهذا مطلوب
الاية: ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة
مثال: مدرس له مكان خاص بالمسجد وجاء شخص وجلس مكانه قبل وصوله فجلس على كرسيه مثلا ،، هل نقول سبق فهذا مباح؟
اهل العلم يقولون نظراً للمصلحة العامة التي تخص هذا المتقدم وغيره فللعالم ان يتخذ مكاناً معيناً في المسجد ولا يُسبق إليه
لأن النظر لا لذاته لانه سيُدرس ،، لكن لو جاء ليصلي وليس للتدريس فشأنه كغيره لا يقيم احد من مكانه
في كثير من اعراف الناس المؤذن له مكان معين وهو خلف الامام باستمرار ،، افترض ان المؤذن أذن وخرج ،،، فمن جلس ثم خرج وعاد إليه قريباً فهو أحق به ،، لكن إذا طالت المدة ( كأن يكون بين الاذان والاقامة نصف ساعة ) فليس له ذلك
أما انه يؤذن ثم يذهب ليأخذ مصحف او يفتح المكيفات فله ان يقيم الذي جلس مكانه
بل الاسوأ من ذلك ان بعض الناس يُعدّل الفُرج بين الصفوف ليأخذ هذه الفرجة ،،، ثم يأتي شخص فيسبقه لهذه الفرجة ،،، وذكرنا ان بعض الناس من اللؤم انه يأتي متأخرا فلا يجد له صفا يصف معه فيقوم بعمل حركة ليخرج احد الناس من الصف فيدخل مكانه فهذا لؤم تدخل في النهي دخولاً أولياً،،،،،،،،، وكذلك هذا قطع للصف وهذا لايجوز شرعاً
فلو دخل الرجل ولم يجد له مكان صف فإما أن يصف او يجذب معه احد أو يتبرع بعض المأمومين فيُحسن إليه فيتراجع ليصف مع ان الاحسان في مثل هذا الامر غير وارد لانه يوجد فرجة وقطع في الصف،،، مع ان هذا قطع للصف ( من قطع صفاً قطعه الله)(1/65)
لكن لنفرض حدث هذا كأن يتراجع معه واحد ،، او انه هو يجذبه (كما يقل اهل العلم ) عملا بحديث الاختلاج الذي هو ضعيف ومعروف ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،اللؤم في مثل هذه الامور غير وارد وتدخل دخولا اولياً في النهي
ثم يجلس فيه: القعود والجلوس مترادفان ،،،،،،، وفي القاموس القعود من قيام ،، والجلوس من اضطجاع ونحوه
إذا دخل احدكم المجلس فلا يجلس ،، هذا من قيام ،،،، والمتجه ان القيام والجلوس معناهما واحد وكلاهما يكون من القيام ومن الاضطجاع
يرد على اهل الظاهرية ان الداخل للمسجد له ان يضطجع ،، وله بعد ذلك أن يجلس بعد الاضطجاع ،، لانه مادخل فجلس
ولاشك ان هذا تحايل على على إسقاط المأمور ،،،،،،،،،،،،
ثم يجلس : يحجلسُ؟ أو يجلسَ؟ أو يجلسْ؟ ،،،، حديث لا يبولن أحدكم في الماء الدائم ثم يغتسلَ ، أو يغتسلُ أو يغتسلْ ،،،،،،،،،،، ضُبط بحركات ،،،،،،، هذا مثله أم لا؟
او حديث: لا يضربن احدكم امرأته ثم يضاجعها ،،، بتقدير هو
فإذا رفعنا قدّرنا هو ،،، وإذا جزمنا فعطفاً على النهي
لايقيمن الرجل الرجل : لا يتجه الجزم إلا من باب العطف على المعنى ،، والرفع (ثم يجلسُ ) واضح معطوفة على لايقيمُ ، وهو مرفوع
وأما النصب فبإضمار (أن ) بعد ثم ،،،،، وهم يقولون ان (أن ) تُضمر بعد واو المعية وفاء السببية ،،، لكن هم قالوا تعامل أن هنا تعامل معاملة الفاء ،،،،،، كما في حديث ( ثم يغتسلَ ) ،، أو معاملة الواو ( ثم يجلسَ فيه )
ولكن : استدراك ،،،،،، قد يقول ماذا اصنع ،، دخلت فوجدته مليء في عدد الكراسي
ولكن تفسحوا وتوسعوا : اذا دخل شخص فقام شخص وآثر الداخل على نفسه ، وهذا الايثارمطلوب ، لكن هل يقبل الداخل في هذا التوسع ام لا؟ ابن عمر لم يقبل ، وهذا تورّع ، واذا عرفنا ان الامر مسألة حق فإذا آثره على نفسه ويؤثر غيره فلا مانع من الجلوس في مكان هذا المؤثر
ولكن تفسحوا وتوسعوا وجاء الامر بذلك في قوله جل وعلا : تفسحوا في المجالس ،،،،،(1/66)
مثل هذا يكن تطبيقه في الاماكن الخالية من الحواجز ،،،،، لكن اذا كان المجلس فيه عشرون كرسياً محدودا من اليمين إلى الشمال وعدد الجالسين عشرون فكيف يتفسحون؟ كيف يتم الامتثال في مثل هذا ؟
افترض المسألة في عدد الكراسي في عدد الحضور ولا تستوعب فرداً زائداً ،،،،،،،،،،، فكيف ؟ ماذا يفعل؟
على كل حال الامر يتم امتثاله بالامكان أما اذا لم يمكن فماذا يصنعون؟ هل يقال لهم اخرجوا الكراسي ليتم امثال الامر؟ لايمكن ،،،،، او يقال اخرجوا اربعة كراسي ليتسع المكان خمسة من الجالسين من اجل هذا الداخل ؟
لا ، المقصود انه اذا امكن امتثال الامر ( ولكن تفسحوا وتوسعوا) والجلوس وسط المجلس جاء النهي عنه ،،،،،،،،،،،، فإين يجلس هذا الداخل؟
لاشك ان امثال هذا مع الامكان والا لو افترضنا ان المجلس بدون كراسي يستوعب عشرة او عشرين فلو جاء زاد عدد الداخلين ،،، فنقول تطبيق الامر مع الامكان والا اذا لم يمكن لان كل شيء له طاقة استيعابية فالمجلس يتسع لعشرين فقط فهل نجعل فيه مئة؟
ابن عمر يقول مع الامكان
? وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لايزال هذا الامر في قريش مابقي من الناس اثنان
تلخيص:
وعنه : ابن عمر
جاء في الحديث الصحيح: الائمة من قريش ،،،،،،،،،
فالامامة والولاية لاتكون الا في قريش
والحديث في الائمة من قريش كثيرة جمعها ابن حجر في رسالة أسماها ( جمع طرق حديث الائمة من قريش)
وللائمة شروط منها ان يكون من قريش ،، وهذا في حالة الاختيار فإذا حدث الاختيار وتصويت لايكون الا من قريش وهذا من احد الشروط التي تشترط في الامام الاعظم ،،،، لكن لو صار بالاجبار واستولى احد من غير قريش فيكون ( ولو كان عبداً حبشياً ) فعلينا السمع والطاعة
اشتراط كون الائمة من قريش والامر فيهم وانه لايزال فيهم هذا الامر حكماً شرعياً فإن هذا خبر ليس قدرياً ولكن شرعي لوجود أئمة من غير قريش ،،،، فقد تولى ملوك وولاة من غير قريش(1/67)
والخبر هذا يراد به الامر حكم شرعي
لكن في حال الاختيار ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، فإذا ارادت الامة ان تختار حاكماً عليها والياً عليها لابد ان يكون من قريش واما في حال الاجبار فعليكم السمع والطاعة ولو كان عبداً حبشياً
? وعن الحسن رحمه الله قال ، عاد عبيد الله بن زياد رحمه الله معقل بن يسار في مرضه الذي مات فيه فقال معقل رضي الله عنه: إني محدثك حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لو علمت ان لي حياة ما حدثتك يقول: مامن عبد يسترعيه يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم عليه الله الجنة
تلخيص:
الحسن : الحسن البصري الامام التابعي الجليل ،،،،،
عبيدالله : تابعي لابد من ذكره لان القصة تستدعي ذكره ،، وهو من الأمراء
معقل بن يسار : الصحابي الجليل
عاد عبيدالله بن زياد ، معقل بن يسار ،،،،،، في مرض معقل ، في وقت مناسب جدا لمثل هذا الكلام واستغلال الظروف في النصح والبراءة من عهدة التبليغ لاسيما في مثل هذا الظرف
مع الاسف كثير من المسلمين تمر بهم ظروف مناسبة للدعوة ولا يستغلها
يوسف عليه السلام استغل حاجة اصحاب الرؤيا بأن دعاهم للتوحيد
من نفع اخوه بالنصيحة برء من عهدة الكتمان
لو علمت ان لي حياة ما حدثتك : هذا فيه استدراك ،،، أي لو في وقت آخر لأجلت الحديث ، لكن هذا ليكون أدعى لقبوله
مامن عبد: نكرة في سياق النفي دخل عليها (من)
مامن عبد: عموم
يسترعيه الله رعية : ولو يكون مسؤول عن شخص واحد كزوجته فقط او ولده فقط ،،
وهو غاش لرعيته : والغش له صور ، فقد يكون الامر ظاهره النصح وهو في الحقيقة الغش وقد يكون ظاهره الشفقة وهو في ظاهره غش وقد يكون غشا ظاهراً وباطناً
غش الرعية أمره عظيم ومن كبائر الذنوب ويظهر جلياً في البيوت الان ،،،، سواء المرأة والرجل اذا غشا في بيتهما فيدخلان دخولاأولياً في الحديث
ومن الغش من استرعاه رعية في مزاولة المحرم واعظم منه تبرير هذا المحرم او تسويغه(1/68)
الذي لايقيم ولده للصلاة فهذا غاش ،، الذي يدخل المحرمات ويمكن زوجته واولاده من مزاولة المحرمات فهذا غاش لرعيته وسوف يخاصمه هذا الابن او الزوجة امام الله ، فكيف بمن يدخل وسائل الهدم والتدمير في بيته التي وقع بسببها الكوارث في البيوت ،،،
رجل من باب الاشفاق والترفيه على اولاده يدخل القنوات الفاسده المفسده فهذا غاش لرعيته
وكم من جريمة حصلت في البيوت من هذه القنوات ، فيقع الاخ على اخته والولد على امه ،،، وهذا من اعظم صور الغش ،، فإن لم يدخل هذا في الغش فلا يُتصور غش
وقل بمثل هذا في الولاة والامراء ومن ولاهم الله امر المسلمين عامة فلابد من بذل النصيحة لكل أحد
وحديث: الدين النصيحة
ومثل هذا يدخل في هذا الحديث ما يذكره ويتتابع على ذكره الشراح غش الراعي بالثناء الكاذب ( انت فعلت وفعلت وهو عنده مخالفات ولا يُنبه على هذه المخالفات ) لاشك انها من صور الغش
وان كان من الادنى للاعلى في النصيحة لكنه غش
حديث الدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله وللائمة المسلمين وعامتهم ( وهذا يدخل فيهم الولاة والعلماء)
وافتى بالعلم ان من يدخل القنوات الفاسدة للبيت فهو غاش لرعيته فيُجزم عليه ان الله حرم عليه الجنة ،،، لكن الجزم هذا ليس بوارد إنما يُخشى عليه
فإذا حرم الله عليه الجنة فأين يذهب؟ لابد ان يدخل النار ،،،، وهذا وعيد شديد يجعل الشخص يعيد النظر في تعامله مع من ولاه الله امره ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
هل تحريم الجنة مؤبد كما هو تحريمه على المشركين؟ لا ، لاشك انها معصية وموبقة كبيرة من موبقات الذنوب وهو تحت المشيئة فإن عوقب عوقب عليها ثم يخرج منها(1/69)
? وعن أبي سعيد الخدري عن النبي عليه الصلاة والسلام : إياكم والجلوسَ في الطرقات ، قالوا يارسول الله مالنا بدٌ من مجالسنا نتحدث فيها ، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: إذا أبيتم الا المجلس فأعطوا الطريق حقه ،، قالوا وماحقه؟ قال غض البصر وكف الاذى ورد السلام والامر بالمعروف والنهي عن المنكر
تلخيص:
أياكم: تحذير
إياكم والجلوس : أحذروا الجلوس في الطرقات لما يترتبعلى الجلوس في الطرقات من الاثار القاصرة واالمتعدية فالجالس يتضرر بالجلوس بالطرقات ، ويُعرّض نفسه لماهو في عافية منه ، ويتعرض لأمور تضره في دينه وفي بدنه أحياناً ،، في دينه بأن ينظر للامور فتكون احيانا مخالفات مما لايستطيع الانكار ،،،،، إذا كانت الدعوة الواجب اجابتها وهي عزيمة او عرس لايجوز الذهاب إليها إذا احتوت على منكر
قد يُفتن اذا مرت امرأة ويقع في محظور ، فيقع في قلبه شيء من الشهوة ويتضرر ،
واقل الاحوال ان ينظر ويدخل في امور لاتعنيه
حديث: من حسن اسلام المرأ تركه مالايعنيه
فلو جلس ببيته سلم من كل هذا كله
وكانت الطرقات ضيقة فيتضرر الجالس بالدواب والزحام وكم انسان حصل له ما حصل بسبب ضيق الطريق والدواب التي تعبره والان السيارات خطرها عظيم على البدن والصحة فالمقصود التحذير من اجل هذه المفاسد وغيرها
الطرقات: جمع طريق ، وسمي كذلك لان الاقدام تطرقه وتقرعه
مالنا بُد من مجالسنا ،،،، لأن البيوت ضيقة لا تستوعب الاصحاب والاصدقاء ،،، في السابق كانت البيوت اقل من قدر الحاجة فلا تستوعب ولا تستوعب السُمّار والمتحدثين فيحتاجون الطريق
ايضاً الطرقات يطرقها الهواء والبيوت في اوقات الحر الشديد مثلا حرارتها عالية
فلما قال مالنا بد من مجالسنا أقرهم النبي عليه الصلاة والسلام ( لحرارة البيوت والحر الشديد وضيق البيوت ،، أما الان فالبيوت تستوعب)
إذا أبيتم إلا المجلس: المراد به الجلوس في الطريق(1/70)
فأعطوا الطريق حقه أي لا ترتكبوا أمراً محرماً ولا تتركوا واجباً ،،،، ومنه : غض البصر وهو من الطرفين ،،، فجاء امر للمسلمين : قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ،،،،،، وجاء الامر للمؤمنات : قل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
والناس على هذا وهم في بيتوهم هم في حكم الطرقات بسبب وسائل الاعلام عندهم فيرون الذاهبون والرائحون في القنوات وهو مأمور بغض البصر لان الاثر المترتب على النظر للصورة الحقيقية يرد على النظر في الصورة غير الحقيقة وأحياناً يكون الامر أشد لما يدخل على هذه الصور من تحسينات ، حتى الرجال يفعلون هذه الامور التحسينيه وهذا على خلاف الاصل لانه من طبع النساء
وكف الاذى عن المارة سواء بالقول او الفعل ،، فقد يؤذي المارة بلسانه ، وبعضهم قد ينال الناس شره بفعله وهذا كثير في الصبيان ،، كالذين يلعبون بالكرة مثلا ،،، ( الاية: الذين يؤ=ون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتموا بهتاناً عظيم )
ورد السلام : لابد من رده ،، وعلى الماشي ان يسلم والجالس ان يرد ، ولو افترضنا ان الماشي ما سلم هل يرد عليه ام لا؟ او يُبدأ بالسلام وخيرهم الذي يبدأ بالسلام؟ ،، خيرهم الذي يبدأ بالسلام
والامر بالمعروف والنهي عن المنكر: وفيه مناط صلاح هذه الامة ( الاية : كنتم خير أمة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر )
قد يقول قائل هناك منكرات لا اقدر ان اغيرها بيدي او بلساني واقدر اغيره بقلبي ،،، لكن ما الذي يجعلك ترتاد اماكن المنكر؟ فلا تغشى هذه الاماكن فلربما تأثرت بها ،، فالامر بالمعروف والنهي عن المنكر لابد منه ولايجوز تعطيله بحال
واذا تواطئت الامة على ترك المنكر استحقت العقوبة العامة ولا تحصل النجاة إلا لمن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر
الاية: وأنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس(1/71)
والفئة الثالثة الذين سكتوا ،، قال ابن عباس : سُكت عنهم ،،، لكن الظاهر انهم يشتركون مع صاحب المنكر اللهم إلا من انكر بقلبه مع العجز على تغييره ، والا هم مع مرتكب المنكر
قوله إن أبيتم إلا المجلس : هل يفهم منه انهم رفضوا النهي واستحالوه ؟ ،،، وحاشاهم ذلك ،،،، النبي عليه الصلاة والسلام قدّر حاجتهم للجلوس في الطرقات ،،، أما انهم كونهم يعترضون على الحكم الشرعي وفهموا منه الالزام بعدم الجلوس ما استدركوا على النبي عليه الصلاة والسلام ،،،،،،،، لكن في وقت التشريع يمكن المفاهمة مع النبي عليه الصلاة والسلام والاثبات والتثبت ،،، ولذا لما حرم النبي عليه الصلاة والسلام تحريم صيد مكة وحشيش مكة ،،،،، العباس قال : يارسول الله إلا الاذخر ،، فوافقه النبي عليه الصلاة والسلام على الاذخر قائلا: إلا الإذخر
فالمفاهمه في وقت التشريع ولا إشكال فيها إن شاء الله تعالى
بعض الاسئلة في نهاية الدرس :
1- سؤال : هل ثبت عن الامام احمد انه قال ان الانسان لايبحث عن المنكر لينكره ولا يذهب ~إليه لان الله عافاه من ذلك؟
اذا كانت المنكرات يسيرة ويستخفي فيها اصحابها فلا يُبحث عنها في اماكنها إلا اذا عمت ،،،، واذا عمت المنكرات فالقضاء عليها امر واجب
2- هل االجلوس على الارصفة داخل في النهي؟ ،، نعم داخل لان فيه النظر واقحام النفس فيمالايعنيه ،،، بالرغم انه لا يوجد فيه تضييق على المارة لكنه داخل لانه يصح عنه انه جالس في الطريق
3- سؤال: كيف يتوب الغاش لرعيته؟
عليه ان يتوب وان يخبر رعيته ان كان غاش لهم وليعلم ان التوبة تجب ماقبلها والله يغفر ما يشاء(1/72)