كتاب
التلقين في النحو
تأليف
أبي البقاء العكبري
ت 616هـ
تحقيق
الدكتور جميل عبد الله عويضة
1422هـ / 2001م
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ الإمام العالم ، حجة العرب ، محب الدين أبو البقاء العكبري النحوي ، رحمه الله : هذه أصول في العربية ، فيجب على طالب هذا الفن أنْ يبدأ بمعرفة هذه المسائل ، وذلك في شوال سنة ستمائة الهجرية ، وكنت أكتبها من لفظه ، في جماعة ، بمسجده ببغداد .
لو ... : حرف يمتنع به الشيء ؛لامتناع غيره ، تقول : لو قام زيد لأكرمته ، فامتنع عنه الإكرام ؛ لامتناع القيام .
لولا ... : حرف يمتنع به الشيء ؛ لوجود غيره ، تقول : لولا زيد لأكرمتك ، فامتنع الإكرام ؛ لوجود زيد .
/إذا ... : ظرف لِما يُستقبَل من الزمان ، تقول : آتيك إذا احمرَّ البُسْر (1) ،أي 1 ب وقت احمراره .
إذْ ... : ظرف لِما مضى من الزمان ، تقول : آتيك إذ كان الأمير راكبا ، أي وقت ركوبه .
أين ... : سؤال عن المكان ، ويقع بعده المبتدأ ، تقول : أين زيدٌ ؟
متى ... : سؤال عن الزمان (2) .
كيف ... : سؤال عن الحال .
كم : سؤال عن العدد ، تنصب في الاستفهام ، تقول : كم درهماً معك ؟ وتجرُّ في الخبر ، فتقول : كم مالٍ ملكتُ ، وترفع المعرفة ، فتقول : كم المالُ ؟
أما ... : حرف موضوع للعرض ، والتنبيه ، وافتتاح الكلام ، ومثلها ألا .
الماضي : مبني على الفتح ؛ لأنه ضارع ما ضارع الأسماء ، فأورثه أخف الحركات ، وهي الفتحة ، والمضارعة : المشابهة .
/ حروف النفي ستة : ... ... ... ... ... ... ... ... 2أ
__________
(1) البسر : بضم الباء وسكون السين ، ثمر النخل قبل أن يُرْطِب . البُسْرُ أولُه طَلْعٌ، ثم خَلالٌ، ثم بلح ثم بُسْرٌ، ثم رُطَبٌ، ثم تَمْرٌ . الواحدة بُسْرَةٌ وبُسُرَةٌ، الجمع بُسْراتٌ . وبسرات وأَبْسَرَ النخلُ : صار ما عليه بُسْراً. الصحاح ( بسر )
(2) متى : اسم استفهام يدل على الزمان ، نحو : متى يعودُ أخوك إلى البيت ؟ وتأتي اسم شرط يجزم فعلين ، ويدل على الزمان ، نحو : متى تزرْني أُكرمْك .(1/1)
... ـ لمْ ولمَّا : وهما لنفي الماضي .
... ـ وما وليس : وكلاهما لنفي الحاضر .
... ـ ولا وأنْ ... : وهما لنفي المستقبل .
التنوين على خمسة أقسام (1) :
... ـ تنوين التمكن ، نحو : زيدٍ وعمرٍ .
... ـ وتنوين التنكير ، نحو : صَهٍ ومَهٍ .
... ـ وتنوين مقابلة (2) ، نحو : مسلماتٍ وصالحاتٍ .
... ـ وتنوين عِوض (3) ، نحو : يومئذٍ وحينئذٍ .
... ـ وتنوين ترنم ... ، كقول جرير : ( من الوافر )
مَتى كانَ الخِيامُ بِذي طُلوحٍ سُقيتِ الغَيثَ أَيَّتُها الخِيامُ (4)
حد الإضافة ... : اختصاص أول بثانٍ داخل في اسمه ، معاقب للجزء منه ، وهو التنوين .
الاسم الواقع بع إذا : فاعل فعل مقدّر ، يفسِّره ما بعد الفاعل .
الفاعل مرفوع بإسناد الفعل إليه ، تقول : قام زيدٌ .
المفعول به / منصوب بوقوع الفعل عليه ، تقول : ضربتُ زيداً . 2ب
المضاف مجرور بإضافة الاسم الأول إليه ، تقول : غلامُ زيدٍ .
حدّ المعرفة : ما خصّصَت شخصاً بعينه .
__________
(1) أقسام التنوين ستة ، ذكر المصنف خمسة منها ، ولم يذكر التنوين الغالي ، ومثاله قول رؤبة بن العجاج : وقاتم الأعماق خاوي المخترقن .
(2) تنوين المقابلة : هو التنوين اللاحق لما جُمع بألف وتاء ( جمع المؤنث السالم ) ليكون في مقابلة النون في جمع المذكر السالم .
(3) تنوين العوض : هو ما يجيء بدلا من حرف أصليّ حُذِف ، كما في ( بواقٍ ) فقد جاء التنوين بدلا من حرف الياء ، عندما جُمعت الكلمة جمع تكسير ، وكذلك حذف كلمة ، ومجيء التنوين عوضا عنها ، كما في : قسمت المال فأعطيت كلاًّ نصيبه ، أي كل واحد ، وكذلك حذف جملة ، وذلك بعد كلمة إذ ، نحو : جاء الصديق وكنت حينئذ غائبا ، فقد حذفت جملة أو أكثر بعد إذ ، وجاء التنوين عوضا من المحذوف ، وأصل الجملة : جاء الصديق وكنت حين إذ جاء الصديق غائبا .
(4) ذو طلوح : مكان بعينه ، سمي كذلك لكثرة ما فيه من شجر الطلح ، والبيت من شواهد سيبويه ، الكتاب 4/206 ، أمالي ابن الشجري 2/ 39 ، ديوان جرير ، ص 385(1/2)
حدّ النكرة : ما لمْ تَخُصَّ شخصا بعينه .
قد ... : تدخل على الماضي ؛ فتقرِّبه من الحال ، وعلى المستقبل .
هلاّ ، وألاّ ، ولوما ، ولولا ( في أحد الوجهين (1) إذا وقع بعدها الماضي كان توبيخا ، تقول : هلاّ ضربتَ ، وإذا وقع بعدها المستقبل كانت تخصيصا ، تقول : هلاّ تضربُ .
حروف الاستفهام : أمْ ، وهل ، والهمزة .
حدّ الاستفهام ... : طلبُ ما لم يُعْلَم لِيُعلَم .
حدّ الاسم ... : كلّ لفظ / دلّ على معنى في نفسه، غير مقترن بزمان 3 أ معين .
حدّ الفعل ... : كلّ لفظ دلّ على معنى في نفسه ، مقترن بزمان معين .
حد الحرف ... : كلّ لفظ دلّ على معنى في غيره، ولم يكن أحد أجزاء الجملة.
حدّ الصفة ... : ما فرّق بين موصوفين ، ومشتركين في لقب واحد .
الصفة تتبع الموصوف في عشرة أشياء :
في رفعه ونصبه وجرّه ، وإفراده وتثنيته وجمعه ، وتعريفه وتنكيره ، وتذكيره وتأنيثه .
البناء على ضربين : عارض ، ولازم ، والعارض على خمسة أضرب :
... ... ـ المضاف إلى ياء المتكلم ، نحو : غلامي ، وصاحبي .
... ... ـ وقبلُ وبعدُ في الغاية .
ـ والأعداد المركبة من أحدَ عشرَ إلى تسعةَ عشرَ ، إلاّ اثني عشر .
ـ والنكرة المنصوبة بـ ( لا ) ، نحو : لا رجل في الدار .
ـ والنداء المفرد المقصود / نحو : يا زيدُ ، ويا رجلُ . 3ب
وما عدا ذلك فبناؤه لازم .
أبنية القلة أربعة (2) :
... ... ـ أَفْعَال ، مثل : أَجْمال .
... ... ـ وأَفْعِلَة , مثل : أَقْفِرَة .
... ... ـ وأَفْعُل ... ، مثل : أَفْلُس .
ـ وفِعْلَة ... ، مثل : صِبْيَة .
هيهات ... : اسم من أسماء الفعل ، بمعنى بَعُد ، والاسم بعدها مرفوع ؛ لأنه فاعل ،
__________
(1) يعني بذلك أنّ لولا تدخل على الجملة الإسمية ، وعلى الجملة الفعلية ، والوجه المقصود هنا دخولها على الجملة الفعلية .
(2) أضاف الفراء إلى هذه الأبنية بناء خامسا ، هو ( فَعَلَة ) نحو : أَكَلَة ، حَمَلَة ، حفَظَة ، انظر : المخزومي مدرسة الكوفة ـ ، ص 322(1/3)
... كقولك : هيهات زيدٌ ، قال الشاعر (1) : ( الطويل )
فَهَيْهاتَ هَيْهاتَ العَقِيقُ وأَهلُهُ وهَيْهاتَ خِلٌّ بالعَقِيقِ نُواصِلُهْ
شتان : اسم من أسماء الفعل ، بمعنى افترق ، تقول : شتان زيدٌ وعمروٌ .
حدّ فعل الأمر : طلب الفعل بصيغة مخصوصة ، مع علو المرتبة .
التنوين يُحذَف عند الإضافة ، إذا قلت : غلامُ زيدٍ ؛ لأن الإضافة تدل على الاتصال ، والتنوين يدل على / الانفصال ، والاسم الواحد لا 4 أ يكون مُتّصلاً مُنفصلاً في حال واحدة .
لعمرُك ... : اسم من أسماء القسم ، ومعناه : وحقِّ بقائك ، وهو مرفوع بالابتداء ، وخبره محذوف ، واللام فيه لام ابتداء ، فإن حذفتها نصبته ، فقلت : عمرَك لا فَعَلْت .
السين وسوف : حرفان معناهما التنفيس في الزمان ، ويختصان بالفعل المستقبل ، إلاّ أنّ زمان سوف أنفس من زمان السين ، نحو : سيقوم ، وسوف يقوم .
التمييز يقع بعد أشياء :
ـ بعد النون ، كقولك : عشرون درهماً ، وكذلك تسعة وتسعون ، وكذلك رطلان زيتا .
ـ وبعد الفاعل ، كقولك : تصبَّب زيدٌ عرقاً ، واشتعل الرأس شيبا.
ـ وبعد المقدّر بالنون (2) ، كقولك : أحدَ عشرَ رجلا .
ـ وبعد المضاف / كقولك : لي مثلُه فارساً (3) . ... ... 4ب
... ـ وبعد أَفْعَل ، إذا كانت للمفاضلة ، كقولك : هو أكثر منك علماً.
ـ وبعد نعم ، وبئس ، وحبذا ، وكم ، تقول : نعم غلاماً زيدٌ ، وبئس صاحبا بكرٌ ، وحبذا رجلاً زيدٌ، وكم درهماً معك؟
__________
(1) البيت لجرير ، ديوانه ، ص 360 ، والبيت من شواهد السيوطي في همع الهوامع 5/145
(2) المقدر بالنون هو لفظ عشر ، الواقع موقع نون المثنى .
(3) إذا أُضيف الدّال على مقدار إلى غير التمييز ، وجب نصب التمييز ، نحو : ما في السماء قدر راحة سحابا ، و [ فلن يقبل منهم ملء الأرض ذهبا ] فالدّال على مقدار : قدر ، و ملء ، ومثل في قولنا : لي مثله فارسا ، أُضيف إلى راحة الآرض ، الهاء ، ولم تُضف إلى التمييز . انظر شرح ابن عقيل 1/666(1/4)
حدّ التثنية : صيغة مبنيَّة للدلالة على العدد الزائد على الواحد ، ومعناها : ضم اسم إلى مثله .
حدّ الجمع ... : صيغة مبنيَّة للدلالة على العدد الزائد على الاثنين ، ومعناها : ضم اسم إلى أكثر منه .
حدّ المُضمَر ... : هو المدلول عليه باسمه ، على جهة الراجع إلى ذكره .
حدّ الظاهر ... : ما دلّ بظاهره وإعرابه على معنى مراد به ، لفظاً كان ، أو تقديرا.
حدّ المضمر المتّصل : كلّ مُكنّىً لا يقوم بنفسه ، ويحتاج في الذكر به إلى غيره.
/ للرفع أربع علامات : ... ... ... ... ... ... ... 5 أ
... ـ الضمة في الآحاد (1) ، كقولك : يقومُ زيدٌ .
... ـ والألف في التثنية ، كقولك : قام الزيدان .
ـ والواو في الجمع السالم ، والأسماء الستة ، كقولك : قام الزيدون ، وجاء أبوك .
ـ والنون في الأمثلة الخمسة ، وهي : يفعلان ، ويفعلون ، وتفعلان ، وتفعلون ، وتفعلين يا هند .
للنصب خمس علامات :
... ـ الفتحة في الآحاد ، كقولك : إنَّ زيداً لن يذهبَ .
... ـ والألف في الأسماء الستة ، كقولك : رأيتُ أباك .
... ـ والياء في التثنية ، والجمع السالم ، كقولك : رأيت الزيْدَيْن والعَمْرِيْن .
... ـ والكسرة في جمع التأنيث ، كقولك : رأيت مسلماتٍ .
... ـ وحذف النون في الأمثلة الخمسة ، كقولك : لن تفعلا ، ولن تفعلوا ، ولن تفعلي يا هند .
للجر ثلاث علامات :
/ ... ـ الكسرة في الواحد ، كقولك : مررت بزيدٍ . ... ... 5ب
... ـ والياء في التثنية ، والجمع السالم ، وفي الأسماء الستة ، كقولك : مررت بالزيدَيْن ، ونظرت إلى العمرين ، وعجبت من المسلمين ، وسرت إلى أبيك .
... ـ والفتحة فيما لا ينصرف ، كقولك : مررت بأحمدَ وإبراهيمَ .
للجزم علامتان :
... ـ الحذف والسكون في الأفعال السالمة ، لم يذهبْ ، ولم يقمْ .
__________
(1) يعني بالآحاد هنا ما لم يكن مثنى ، ولا مجموعا جمع مذكر أو مؤنث سالما ، ولا من الأسماء الستة ، ولا من الأفعال الخمسة .(1/5)
... ـ والحذف في الأفعال المعتلة ، والأمثلة الخمسة ، كقولك : لم يرمِ ، ولم يخشَ ، ولم يغدُ ، ولم تفعلا ، ولم تفعلي .
التاءات المتصلة بالفعل أربعة :
... ـ تاء المتكلم ، وهي مضمومة ، مثل : قمتُ ، وقعدتُ .
... ـ ( وتاء المخاطب ، وهي مفتوحة ، مثل : قمتَ ، وقعدتَ ) (1) .
/ ... ـ وتاء المؤنثة الغائبة الساكنة ، نحو : قامتْ ، وقعدتْ ، 6 أ
فإن لقيها ساكن بعدها كُسِرت التاء لالتقاء الساكنين ، نحو قوله
عزّ وجل [قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ ] (2) .
حدّ العطف : تبع الأول على طريق الشركة في إعرابه بحرف من حروفه الموضوعة له .
حدّ الحال : انقلاب المعنى عما كان عليه بالزائد في الفائدة (3) .
حدّ الاستثناء : إخراج بعضٍ من كلٍّ بإلاّ ، أو بكلمة في معنى إلاّ .
المرفوعات سبعة :
... ـ مبتدأ ، وخبره .
... ـ والفاعل ، واسم ما لم يُسم فاعله .
... ـ واسم كان وأخواتها .
... ـ وخبر إنّ وأخواتها .
... ـ والفعل المستقبل إذا خلا من ناصب ، أو جازم .
المنصوبات / أحدَ عشر : ... ... ... ... ... ... ... 6 ب
... ـ المفعول به .
... ـ والمفعول المطلق ، وهو المصدر .
... ـ والمفعول به ، وهو الظرف .
... ـ والمفعول له .
... ـ والمفعول معه .
... ـ والحال .
... ـ والتمييز .
... ـ والاستثناء .
... ـ واسم إنّ وأخواتها .
... ـ وخبر كان وأخواتها .
... ـ والفعل المستقبل إذا كان معه ناصب .
لمَّا ... : إذا وقع بعدها الماضي كانت ظرفاً بمعنى المجازاة ، والوقت ، والحال ، تقول : لمَّا جئتَ أكرمتُك ، وإذا وقع بعدها القول بالفعل المستقبل كانت حرف جزم ، كقولك : لمَّا يقمْ، ولمَّا يذهبْ .
توابع الاسم في إعرابه خمسة :
__________
(1) ما بين القوسين غير موجود في الأصل المخطوط ، وهي زيادة تقتضيها صحة التقسيم ، فقد ذكر المصنف أنّ أقسام التاء المتصلة بالفعل أربعة ، والذي ذكره ثلاثة أقسام فقط ، ويبدو أن السقط من عمل الناسخ .
(2) يوسف 51
(3) حدّ الحال عند النحاة هو / هي الوصف الفضلة المنتصب ؛ للدلالة على الهيئة .(1/6)
... وصف ، وتأكيد ، وبدل ، وعطف بيان ، وعطف نسق .
حدّ التوكيد ... : كل اسم وقع في الكلام لرفع الاتّساع ، واللبس .
حدّ الصّلة ... : كلّ جملة خبرية / تحتمل الصدق والكذب ، وموضِّحة غير 7 أ
... ... مفتقرة إلى الكلام ، وفيها عائد .
الذي ، والتي ، وتثنيتهما ، وجمعهما ، ومَنْ ، وما ، وأيّ ، والألف واللام بمعناهما ، وذو في لغة طيء ، وذا إذا كان معها ما ، والأُلى بمعنى الذي :
... هذه أسماء ناقصة ، تحتاج إلى صلة ، وعائد .
الصلة على أربعة أضرب :
مبتدأ وخبر ، وفعل وفاعل ، وشرط وجواب ، وظرف ، تقول : جاءني الذي أبوه منطلق ، وفي الفعل والفاعل ، كقولك : رأيت الذي قام أبوه ، وفي الشرط : مررت بالذي إنْ قام َ قمتُ معه ، وفي الظرف : مررت بالذي عندك .
الأفعال التي (1) لا تنصرف ستة ، هي :
... نعم ، وبئس ، وحبذا ، وفعل التعجب ، وليس .
إنّ وأنّ ... : معناهما التأكيد / والتحقيق . ... ... ... ... 7ب
لكنَّ ... : معناها الاستدراك .
كأنّ ... : معناها التشبيه .
ليتَ ... : معناها التمني .
لعلّ ... : معناها التوقع والترجي .
كما ... : الكاف مصدرية
ما ( بعد إذ ) ... : زائدة
الواو ... : حرف عطف ، معناها الشكّ ، والإباحة ، والتخيير (2) .
لا : حرف عطف ، ومعناها الإثبات للأول ، والانتفاء عن الثاني ، تقول : قام زيد لا عمرو .
بل ... : حرف عطف ، ومعناها الإضراب عن الأول ، والإثبات للثاني.
لكنْ ... : حرف عطف ، ومعناها الاستدراك ، ولا يُعطف بها إلاّ بعد النفي، تقول : ما قام زيد لكنْ عمرو .
أم ... : حرف عطف ، ومعناها الاستفهام ، وتكون مُعادلة الهمزة بمعنى أي (3) ، ومنقطعة (4) بمعنى بل والهمزة .
__________
(1) كتب : الذي .
(2) هذه المعاني التي ذكرها المصنف هي معاني أو ، وليست معانٍ للواو ، وإنْ زعم قوم أنّ الواو تُستعمل بمعنى أو ، وممن ذكر ذلك ابن مالك في التحفة ، انظر : ابن هشام ، مغني اللبيب ، ص 468
(3) يريد أنها متصلة ، نحو : أزيد عندك أم عمرو .
(4) المنقطعة نحو : أزيد عندك أم عندك عمرو .(1/7)
إمَّأ ... : حرف / عطف ، بمعنى أو ، ويكون الشكّ فيها من أول وهلة 8أ
... والشك في أو بمعنى اليقين ، تقول : قام إمَّا زيد وإمَّا عمرو
... فيقع الشك أولاً ، وتقول : قام زيد أو عمرو ، فيقع الشك ثانيا بعد
اليقين .
حتى ... : بمعنى الواو ، وتعطف قليلا على كثير من الجنس ، تقول : قَدِم الحجاج حتى المُشاة ، وما بعدها داخل فيما قبلها .
مِن ... : حرف جرٍ ، معناها ابتداء الغاية في المكان ، وتكون للتبعيض ، وتكون زائدة بعد النفي ، وتكون لاستغراق الجنس ، كقوله تعالى : [ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ ] (1) ، وتُستعمل فعل أمر من المَيْن ، وهو الكذب .
على ... : حرف جرٍ ، ومعناها الاستعلاء ، وتُستعمل اسما بمعنى فوق ، وفعلا من العلوَّ ؛ فيتصرف ، ويرتفع الفاعل / به ، ويكون 8 ب حرف جر .
إلى ... : حرف جرٍ ، ومعناها انتهاء الغاية ، وتُستعمل بمعنى النعمة ، وهي مُفرد الآلاء ، وفعل أمر للاثنين .
عن ... : حرف جرٍ ، ومعناها المجاورة والانتقال ، وتستعمل اسما بمعنى الناحية .
في ... : حرف جرٍ ، ومعناها الوعاء والظرفية ، وتُستعمل فعل أمر من : وَفَى يًفِي ,
ربَّ ... : حرف جرٍ ، ومعناها التقليل ، وتختص بالنكرة دون المعرفة ، وهي تلزم صدر الكلام ، وتُستعمل اسما لمفرد الربوب ، وفعل أمر بمعنى الإصلاح .
الباء ... : حرف جرٍ ، ومعناها الإلصاق والاستعانة ، وتكون زائدة ، وتُستعمل بمعنى التبعيض عند بعضهم .
اللام ... : حرف جرٍ ، ومعناها المِلْك والاستحقاق ، والمِلْك أخصّ من الاستحقاق .
الكاف / ... : حرف جرٍ ، ومعناها التشبيه ، وتكون زائدة ، ودخولها9أ كخروجها ، وتُستعمل بمعنى مثل ، فتكون اسما .
مُذ ... : حرف جرٍ ، ومعناها ابتداء الغاية من الزمان ، وتُستعمل اسما بمعنى الأمد ، ومثلها منذ .
حدّ البدل ... : إعلام السامع بمجموع الاسم ، على جهة البيان ، من غير أن يُنوى بالأوّل الاطّراح .
حدّ القسم ... : جملة خبرية ، يُذكر فيها ؛ ليؤكد بها .
جواب القسم على ضربين :
__________
(1) الحج 30(1/8)
... واجب ، ونفي ، فالواجب حرفان : إنَّ واللام ، والنفي حرفان : ما ولا .
مَنْ على أربعة أضرب :
... استفهامية ، وشرطية ، وموصولة بمعنى الذي ، ونكرة موصولة بمعنى إنسان ، وهي سؤال عمّن يعقل .
ما على ضربين ... : اسم ، وحرف .
/ فالاسم على خمسة أضرب : تعجبية ، وستفهامية بمعنى أي شيء ، 9 ب وشرطية بمعنى إنْ ، وموصولة بمعنى الذي ، ونكرة موصولة بمعنى شيء ، وهي سؤال عمَّا لا يعقل ، وعن صفات مَنْ يعقل .
والحرف على خمسة أضرب : نافية ، وزائدة ، ومُهيئة للشرط ، وكافة ، (و مصدرية ) (1) .
الفاعل على ثلاثة أضرب ... :
... ـ فاعل في اللفظ والمعنى ، كقولك : قام زيدٌ .
... ـ وفاعل في اللفظ دون المعنى ، كقولك : مات زيدٌ .
ـ وفاعل في المعنى دون اللفظ . كقولك : كفى بالله حسيباً ، أي كفى الله .
إنَّ تُكسر في أربعة مواضع (2) :
... ـ إذا كانت مبتدأة ، كقولك : إنّ زيداً ذاهب .
... ـ وإذا وقعت بعد القول ، كقولك : قلت إنَّ زيداً ذاهب .
... ـ وإذا كانت جوابا للقسم ، كقولك / واللهِ إنّ زيداً ذاهبٌ . 10أ
الإضافة على ضربين : محضة ، وغير محضة .
... فالمحضة على ضربين :
... ـ إضافة بمعنى اللام ، كقولك : غلام زيد ، أي غلام لزيد .
__________
(1) ما بين القوسين غير موجود في الأصل المخطوط ، وهي زيادة يقتضيها التقسيم ، فقد ذكر المصنف أنّ أقسام ( ما ) الحرفية خمسة ، فذكر منها أربعة ، ويبدو أن القسم الخامس قد أسقطه الناسخ سهوا .
(2) ذكر منها ثلاثة فقط ، والصحيح أن مواضع كسر همزة إنّ كثيرة منها غير ما ذكر المصنف : أن تقع في أول جملة الصلة ، نحو : أُقدِّر الذي إنه مجتهد ، وأن تقع في أول جملة الصفة ، نحو : أقدِّر طالبا إنه مجتهد ، وأن تقع في أول جملة الحال ، نحو : أقدّر الطالب إنه مجتهد ، وأن تقع قبل اللام المعلقة ، نحو : علمت إنّ زيدا لمجتهد ، وأن تقع في خبر اسم ذات ، نحو : زيد إنه مجتهد ، وأن تقع بعد الكلمتين : حيث وإذ .(1/9)
... ـ وإضافة بمعنى مِن ، كقولك : ثوب خزٍّ ، وتكة قرٍّ ، أي ثوب
... من خزٍّ .
... وغير المحضة على أربعة أضرب :
ـ إضافة اسم الفاعل إذا كان للحال أو الاستقبال ، كقولك : هذارجل ضاربُ زيدٍ غداً أو الآن .
ـ وإضافة الصفة إلى ما بعدها ، كقولك : مررت برجلٍ حسنٍ وجهه .
ـ وإضافة الاسم إلى صفته في المعنى على سبيل الحذف ، كقولك: مسجدُ الجامع .
ـ وإضافة أَفْعَل إذا كان للمفاضلة ، كقولك : هذا رجل أَعلَم الناس
/ الحال على أربعة أضرب : 10 ب
... ـ حال متنقلة ، كقولك : جاء زيد راكباً .
... ـ وحال مؤكدة ... ، كقوله [وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا ] (1) .
ـ وحال مقدرة ، كقوله تعالى : [ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي
... الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا ] (2) .
ـ وحال موطِّئة ، كقوله تعالى : [ وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ
... لِسَانًا عَرَبِيًّا ] (3) .
حدّ المضمر المنفصل : كلّ مكنىً يقوم بنفسه ، ولا يحتاج في الذكر به إلى غيره
حدّ الشرط ... : سبب يظهر عند وجود مُسبِب .
حدّ جواب الشرط ... : سبب يظهر عند وجوده سبب .
حدّ التعجب ... : ما خفي سببُه ، وخرج عن نظائره .
الأسماء على ثلاثة أضرب :
... ـ منها ما يوصف ولا يُؤكَّد .
... ـ ومنها ما يؤكّد ولا يُوصف ، وهي المضمرات .
... ـ ومنها ما يُوصف / ويؤكَّد ، وهو باقي المعارف . 11أ
أسماء التأكيد تسعة ، وهي : نفسه ، وعينه ، وكلُّه ، وأجمع ، وأجمعون ،
... وجمعاء ، وجُمَع ، وكِلا ، وكلتا .
... نفسه وعينه يؤكد بهما حقيقة الشيء ، والخمسة التي بعدها
... يؤكد بها ما يجوز تبعيضه ، وكلا وكلتا لتثنية المذكر والمؤنث،
وهما بالألف في الإضافة إلى الظاهر ، ويُعربان إعراب التثنية في الإضافة إلى المضمر .
حدّ النداء ... : هو رفع الصوت بأحد أركان المنادى ، تنبيها له على الإقبال .
حدّ الإعراب ... : هو معنىً يطرأ على الكلمة بعد تمام صيغتها .
حدُّ المُعرب ... : اختلاف آخره ، لاختلاف العوامل في أولها .
__________
(1) البقرة 91
(2) هود 108
(3) الأحقاف 12(1/10)
حدّ البناء ... : لزوم آخر الكلمة بحركة ، أو / سكون . ... ... 11ب
حدّ الرفع ... : اختصاص ( آخر ) (1) الكلمة بالإعراب الذي يحدثه عامل الرفع ، لفظا كان أو تقديرا .
حدّ النصب ... : اختصاص آخر الكلمة بالإعراب الذي يحدثه عامل النصب لفظا كان أو تقديرا .
حدّ الجر ... : اختصاص آخر الكلمة بالإعراب الذي يحدثه عامل الجر لفظا كان أو تقديرا .
حدّ الجزم ... : اختصاص آخر الكلمة بالإعراب الذي يحدثه عامل الجزم لفظا كان أو تقديرا .
الحروف التي يُرَدُّ بها الجواب على المتكلم سبعة ، هي :
... نعم ، وبلى ، وإي ، ولا ، وجير (2) ، وأجل ، وإنَّ (3) في أحد أقسامها.
حدّ الكلام ... : ما انتظم من هذه الحروف المعقولة انتظاما يحسُن السكوت عليه .
حدّ المفرد ... : هو اللفظ الدال / على معنى مفرد بالوضع . 12أ
النكرة يُبتدأ بها في أربعة مواضع (4) :
... ـ إذا تقدّم الجار والمجرور والظرف عليها ، تقول : له مال ، وتحته بساط .
... ـ وإذا وُصِفَت النكرة ، كقولك : رجل من بني تميم منطلق .
__________
(1) ما بين القوسين زيادة يقتضيها السياق .
(2) بالكسر على أصل التقاء الساكنين كأمس ، وبالفتح للتخفيف . مغني اللبيب ، ص 162
(3) ومن ذلك ما ردّ به ابن الزبير رضي الله عنه على رجل قال له : لعن الله ناقة حملتني إليك ، فقال له ابن الزبير : إنّ وراكبها ، أي نعم ، ولعن الله راكبها . مغني اللبيب ، ص 57
(4) قصر المصنف مواضع الابتداء بالنكرة على أربعة مواضع ، والصحيح أنها تزيد على ذلك بكثير ، ومما أغفله أن تكون النكرة : مضافة إضافة لفظية أو ، معنوية ، أو عاملة ، أو مبهمة كأسماء الشرط والاستفهام وما التعجبية ، وكم الخبرية ، أو خلفا من موصوف ، أو واقعة في أول جملة الحال ، أو مراد بها التنويع ( التقسيم والتفصيل ) ، أو معطوفة على نكرة موصوفة ، أو معطوفا عليها نكرة موصوفة ، أو واقعة جوابا ، أو واقعة بعد لام الابتداء ، أو لولا ، أو إذا الفجائية ، أو واقعة بعد استهام .(1/11)
... ـ وإذا كان في الكلام معنى الدعاء له أو عليه ، كقولك : سلام عليك ، وويل للكافر .
... ـ وما إذا كانت بعد النفي ، كقولك : مالأحد مثلك .
أمَّأ ... : حرف موضوع لتفصيل الجمل ، وتلزمه الفاء ؛لأن فيه معنى الشرط ، تقول : أمَّا زيدٌ فذاهب ، فالمعنى : مهما يكن من شيء فزيد ذاهب .
حدّ الابتداء ... : اهتمامك بالشيء قبل ذكره ، وجعلك إياه أولا ، قبل كلِّ عامل لفظي .
إنما رفِعَ الفاعل لقوَّته وقلته وأوليّته ، وإنما / نُصِب المفعول لكثرته ، 12 ب
وفرعيّته ، والضمّ قويّ ، والفتح خفيف ، فجعلوا القوي مع القليل ، والخفيف.
مع الكثير ؛ ليُعادلوا بينهما .
لا على ضروب :
... ... ـ تكون للنفي ، كقولك : لا رجلِ في الدار .
... ... ـ وتكون للنهي ، كقولك : لا تفعلْ .
... ... ـ وتكون للدعاء ، كقولك : لا غفرَ الله له .
... ... ـ وتكون للعطف ، كقولك : قام زيدٌ لا عمرو .
... ... ـ وتكون زائدة ، كقوله سبحانه وتعالى: [فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى] (1)
... ... أي : لم يصدق ولم يصل .
حدّ المفعول ... : كل اسم وقع بعد الفعل فضلة ، وجاز تقديمه وتأخيره ، وهو غير الفاعل .
أنّى ... : للاستفهام ، وهي بمعنى أين ، وبمعنى كيف ، وبمعنى متى ، وفسّروا قوله تعالى : [فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ] (2) بالوجوه الثلاثة ، أي : أين شئتم ، ومتى شئتم ، وكيف شئتم .
/ حبذا ... : كلمة معناها المدح ، وتقريب المذكور بعدها من القلب . 13أ
أيّ ... : سؤال عن بعضٍ من كلٍّ ، وتكون لِمَن يعقل ، ولمالا يعقل .
الصفة على أربعة أضرب :
... ـ صفة مدح ، كقوله سبحانه وتعالى [ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ
... ... الرَّحِيمِ ] (3)
... ـ صفة ذم ، كقولك : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .
... ـ صفة فرق ، كقولك : هذا زيد الكاتب .
... ـ وصفة تأكيد ، كقوله تعالى : [ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ
... وَاحِدَةٌ ] (4)
__________
(1) القيامة 31
(2) البقرة 223
(3) الفاتحة 1
(4) الحاقة 13(1/12)
التنوين ، والألف واللام لا يجتمعان ؛ لأنّ التنوين دليل التنكير اللفظي ، والألف واللام دليل التعريف اللفظي ، والاسم الواحد لا يكون معرفا منكرا في حالة واحدة .
أنْ مفتوحة الهمزة ، خفيفة لنون / على أربعة أضرب : ... ... ... 13 ب
... ـ ناصبة للفعل المستقبل ، كقولك : أريد أنْ تذهبَ .
ـ ومخففة من الثقيلة ، يلزمها العِوض ، كقولك : علمت أنْ سيقوم زيد .
ـ وزائدة بعد لمَّا ، كقولك : لمَّا أنْ جاء زيد أكرمته .
ـ ومفسرة بمعنى أي ، ويقع بعدها المبتدأ ، وفعل الأمر ، كقولك : آخر دعائي أنْ الحمدُ لله ربِّ العالمين ، وأمرتكم أنْ اقضوا حاجتي .
حدّ النهي ... : كراهية الفعل ، بصيغة مخصوصة ، مع علو المرتبة .
إنْ مكسورة الهمزة خفيفة النون على أربعة أضرب :
... ـ شرطية ، كقولك : إنْ تقم أقم .
... ـ ومخففة من الثقيلة ، تلزمها اللام ، كقولك : إنْ زيداً لقائم .
... ـ ونافية بمعنى ما ، كقولك : ما إنْ زيد إلاّ قائم .
... ـ وزائدة بمعنى ما ، كقولك : ما إنْ زيد قائم .
حدّ الإضافة المحضة (1) : كلّ اسم كان لفظه على / الإضافة المحضة ، 14 أ والمعنى على الانفصال .
مِنْ (2) ... ... :
... ـ تكون لابتداء الغاية ، كقولك : خرجت من المسجد .
... ـ وتكون تبعيضا ، كقولك : شربت من الماء ، أي بعضه .
... ـ وتكون زائدة بمعنى النفي، كقولك : ما جاءني من أحد ، أي : أحد .
__________
(1) الإضافة المحضة هي غير إضافة الوصف المشابه للفعل المضارع إلى معموله ، وتفيد الاسم الأول تخصيصا إنْ كان المضاف إليه نكرة ، نحو : هذا غلام امرأة ، وتعريفا إنْ كان المضاف إليه معرفة ، نحو : هذا غلام زيد ، شرح ابن عقيل 2/44
(2) وتأتي مَنْ للتعليل ، نحو : [ مما خطيئاتهم أغرقوا ] نوح 25 ، كما تأتي للبدل ، نحو : [ أرضيتم من الحياة الدنيا من الآخرة ] التوبة 38(1/13)
... ـ وتكون لاستخراج المعنى (1) .
وصف النكرة إذا تقدّم عليها نُصِب على الحال ، كقولك : هذا رجل قائم ، فإذا قلت : هذا قائما رجل ، نصبته على الحال ، وكذلك ما أشبهه .
جمع التكسير على أربعة أضرب (2) :
... ـ ضرب حروفه أكثر من حروف واحده ، كقولك : فتى وفتيان .
... ـ وضرب حروفه أقل من حروف / واحده ، كقولك : 14 ب كتاب وكتب .
... ـ وضرب حروفه مثل حروف واحده في العدد ، والحركة ، والسكون ، وتختلف في الحكم ، مثل : فلك ، فإنه يكون واحدا وجمعا ، كقوله تعالى : [ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ] (3) فهذا واحد ، [وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ ] (4) ، فهذا جمع .
العدد من ثلاثة إلى أحد عشر يُضاف إلى أدنى العدد (5) ، كقولك : ثلاثة أفلُس ، وخمسة أثواب ، وسبعة فتية ، وعشرة أقفرة ، هذا إذا كان الاسم له جمع قِلة ، فإن لم يكن له جمع قِلة ، أُضيف إلى جمع الكثرة ، كقولك : ثلاثة رِجال .
رُبّ تضمر بعد ثلاثة أحرف ، وهي : الواو ، والفاء ، وبل ، فالواو كقول الشاعر (6) : ( الرجز )
وقاتِم الأَعْماقِ خاوِي المُخْتَرَقْ
__________
(1) يقصد باستخراج المعنى بيان الجنس ، وكثيرا ما تقع بعد ما ومهما ، نحو [ ما ننسخ من آية ] الفرقان 41 ، [ ومهما تأتنا به من آية ] الأعراف 131
(2) ذكر أنها أربعة ، ولم يذكر سوى ثلاثة أضرب ، وهي كذلك .
(3) الشعراء 119 ، يس 41
(4) الحج 65
(5) أي يُضاف إلى جمع القلة .
(6) 4 هو رؤبة بن العجاج ، والبيت من شواهد سيبويه في الكتاب 4/210 ، والسيوطي ـ همع الهوامع /222 ، والبغدادي ـ خزانة الأدب 15/25 ، ديوان رؤبة / الموسوعة الشعرية . وبعده : مُشْتَبِه الأَعْلامِ لَمّاعِ الخَفَقْ(1/14)
... ... / والفاء ، كقول الشاعر (1) : ( الوافر ) ... ... ... 15أ
فُحورٍ قَد لَهَوتُ بِهِنَّ عِيْنٌ
... ... وأمَّا بل ، فكقوله (2) : ( الرجز )
بَلْ بَلَدٍ مِلْءِ الفِجاجِ قَتَمُهْ
لا يُشْتَرَى كَتَّانُهُ وَجَهْرَمُهْ
إذًا (3) ... : حرف معناه الجواب ، والجزاء ، وتنصب الفعل المستقبل بشروط منها :
... ـ أنْ تكون جوابا .
... ـ ومنها أن تكون في ابتداء كلامك .
... ـ ومنها أنْ لا يعتمد ما بعده على ما قبله .
... ـ ومنها أن يكون الفعل فعلا مستقبلا ، لا حالا . كقول القائل : أنا أقصدُك ، فتقول : إذاً أكرمك . فهذه جامعة للشروط ، فإن بطل واحد من الشروط ، بطل عملها (4) .
الحروف ثلاثة ، وهي الموصولة (5) :
__________
(1) هو المتنخل مالك بن عويمر ، والحور : الشديدة بياض العِين وسوادها ، وعين : جمع عيناء ، وهي الواسعة العين ، والبيت من شواهد الأشموني 1/482 ، والصبان في حاشيته 2/238 , ديوانه / الموسوعة الشعرية . وتمامه : نَواعِمَ في المُروطِ وَفي الرِياطِ
(2) لرؤبة بن العجاج ، والقتم : الغبار ، وجهرمه : أي جهرميه ، وهي بسط من الشعر تنسب إلى قرية بفارس ، تسمى جهرم ، وهو من شواهد الأشموني 1/481 ، وخزانة الأدب ، 10/ 27 ، وشرح ابن عقيل 2/37 ، وشذور الذهب ، ص 323 / الموسوعة الشعرية .
(3) يرى الفراء أنْ تُكتب إذاً بالنون ( إذن ) إن كانت غير عاملة ، وإنْ عملت تكتب بالتنوين ( إذاً ) . مغني اللبيب ، ص 31 .
(4) جمع أحدهم هذه الشروط بقوله :
... ... أعمِلْ إذاً إذا أتتك أوّلا ... وسقت فعلا بعدها مستقبلا
... ... واحذر إذا أعملتها أن تفصلا ... إلاّ بحلف أو نداء أو بلا
... ... وافصل بظرفٍ أو بمجرور على ... رأي ابن عصفور رئيسِ النبلا .
(5) يريد الحروف المصدرية ، ويًسمى الحرف المصدري موصولا حرفيا ؛ لأنه يوصل بما بعده فيجعله في تأويل المصدر ، وهي في الحقيقة أكثر من الثلاثة التي ذكرها المصنف ، فهي : أًنْ ، وأَنَّ ، وكي ، وما ، ولو ، وهمزة التسوية . جامع الدروس العربية 3/262(1/15)
... ما المصدرية ، وأَنْ التي تنصب الفعل ، و[ أنَّ التي تنصب ] (1) الاسم ، وترفع الخبر ، فهذه مع ما بعدها في تأويل المصدر .
المؤنث يكون بصيغة / مثل : هند ، وبالتاء ، مثل : مسلمة ، وبالألف 15 ب المقصورة ، مثل : حُبْلَى ، وبالألف الممدودة ، مثل : صحراء ، وحمراء .
كان على خمسة أضرب :
... ـ ناقصة، ترفع الاسم ، وتنصب الخبر ، كقولك : كان زيدُ قائما.
... ـ وتامة ، فلا تحتاج إلى خبر ، كقولك : كان زيدٌ .
... ـ وزائدة، فلا تحتاج إلى اسم، ولا خبر، كقولك : زيدٌ كان قائمٌ .
ـ بمعنى الشأن ، فتقع الجملة بعدها ، كقولك : كان زيد قائمٌ . أي كان الشأن زيدٌ قائمٌ .
ـ وبمعنى صار ، وهي للانتقال من حال إلى حال ، كقولك : كان البسر رطبا ، أي صار (2) .
الألف التي تلحق ضمير التأنيث في : ضربتها ، وأكرمتها ، إنما دخلت لتُظهِر الهاء من الخفاء إلى الإبانة .
إنما ضُمَّ أول ما لم يُسم فاعله ، مثل : ضُرِب ، ويُضْرَبُ / ليدلَّ من أول 16 أ
... وهلة على أنَّ الفعل مبني للمفعول ، دون الفاعل ، واعلم أنّ فعل ما لم يُسم فاعله لا يكون إلاّ من الأفعال المتعدية ، ولا يُصاغ من اللازم ، قال الشيخ أبو الفتح عثمان بن جني : فإنْ لم يكن الفعل متعديا لم يجز إلاّ أنْ تذكر الفاعل ؛ لئلا يكون الفعل حديثا من غير محدَّث عنه .
__________
(1) ما بين الحاصرتين زيادة يقتضيها السياق .
(2) تكون كان بمعنى صار إذا كان هناك قرينة تدلّ على أنه ليس المراد اتّصاف المسند إليه بالمسند في وقت مخصوص ، ومنه قوله تعالى : [ فكان من المُغرقين ] هود 43 ، أي صار ، وعليه فهي ناقصة .(1/16)
مسألة ... : أجمع النحويون على أنَّ أصل [ لم أبله ] : لم أبالي ، فحيث حذف حرف الجزم الياء ، بقي لم أبال ، فلمَّا جاء كثيرا في كلام العرب على ( فَعال ) لم يعتدّوا بحذف الياء ، ثم حذفوا الكسرة من اللام ، فسكنت اللام ، والألف قبلها ساكن ، فحذف الألف لالتقاء الساكنين / فبقي لم أبل ، ثم عوّض اللام 16 ب كسرة ، وألحقوه هاء السكت ؛ لتخرج حركة اللام من الخفاء إلى الإبانة ، فقالوا : لم أبله .
مسألة ... : قد اختلف البصريون والكوفيون في توالي الفعلين ، فالكوفيون يذهبون إلى إعمال الأول ، وذلك في مثل : ضربني وضربت زيد ، ويستدلون على جوازه بقول امرئ القيس (1) : ( الطويل )
وَلَوأَنَّ ما أَسعى لِأَدنى مَعيشَةٍ كَفاني وَلَم أَطلُب قَليلٌ مِنَ المالِ
... وَلَكِنَّما أَسعى لِمَجدٍ مُؤَثَّلٍ وَقَد يُدرِكُ المَجدَ المُؤَثَّلَ أَمثالي
... وأمَّأ البصريون فلا يجيزون ذلك أصلا ، ويقولون : ضربني وضربت زيدا ، ولا يُعمِلون إلاّ الفعل الأقرب ، ويستدلون على ذلك بقول كُثَيّر عَزَّة (2) : ( الطويل )
... قَضى كُلُّ ذي دينٍ فَوفّى غَريمَهُ وَعَزَّةُ مَمطولٌ مُعنّىً غَريمُها
__________
(1) من شواهد الكتاب 1/79 ، والإنصاف في مسائل الخلاف ، ص 84 ، وخزانة الأدب 1/64 ، 327 ، 462 . ديوان امرئ القيس ، ص 129
(2) من شواهد ابن يعيش في شرح المفصل 1/8 ، والأشموني 1/353 ، وهمع الهوامع 5/147 ، وشذور الذهب ، ص 421 . ديوان كثيرعزة ، ص 207(1/17)
/ فأعمل الثاني لمَّا كان أقرب ، والدليل على ذلك أنه لم 17 أ يُبرز له ضميرا ، ولو أنه أعمل الأول ، وهو ممطول ؛ لافتقر إلى إبراز الضمير الراجع إلى اسم المفعول ، الذي ناب عن الفعل ، وكان يكون تقدير الكلام ، وجوازه : ممطول معنى غريمها هو ، فلمَّا لم يكن كذلك ، لم يحتج إلى ضمير ، والنحويون يجمعون على أنّ الفعل إذا جرى على غير مَنْ هو له ، أُبْرِز له ضمير يعود إليه ، ومما يستدل البصريون به قوله سبحانه وتعالى : [قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا ] (1) .
مسألة ... : في منع مَنْ عكس الضمير في قولهم : مرتبة الفاعل أن تكون / مقدّمة ، كقولك : ضرب زيدٌ غلامَه ، فزيد هو 17 ب الفاعل ، إذ له رتبة التقديم ، وغلامه هو المفعول ، إذ هو ثانيه ، والضمير المتعلق به يعود إلى زيد الفاعل ، فقد صحَّت المسألة في هذا الوجه ، فإن قال : ضرب زيداً غلامُه ، فزيد مفعول لامه إلاّ أنه وإنْ كان في الرتبة آخرا ، فقد حصل هاهنا مقدما ، فالضمير عائد إليه في حال اللفظ ، فقد جوَّزوا ذلك ، فأمَّا قولهم : ضرب غلامُه زيداً ، فإنه لا يجوز أصلا ؛ لأن الضمير المتعلق بالغلام عائد إلى زيد المفعول به ، وهو مؤخر في اللفظ والمعنى ، فلا تجوز هذه المسألة من حيث انعكاس الضمير ، وأمَّا قول امرئ القيس فإنه لا انعكاس فيه ، وهو (2) : ( من الطويل )
... إِذا هِيَ لَم تَستَك بِعودِ أَراكَةٍ تُنُخِّلَ فَاِستاكَت بِهِ عودُ إِسحَلِ
__________
(1) الكهف 96 .
(2) نسب هذا الشاهد لطفيل الغنوي ، وليس لامرئ القيس ، وقد نسبه سيبويه في الكتاب 1/78 إلى عمر بن أبي ربيعة ، غير أنّ محقق كتاب سيبويه تنبه إلى ذلك ، ونسبه لطفيل الغنوي ، معتمدا على الأصمعي فيما نقله عنه الأعلم الشنتمري في تحصيل عين الذهب ، ص 96 ، والبيت مثبت في ديوان كل من طفيل الغنوي ، وعمر بن أبي ربيعة / الموسوعة الشعرية .(1/18)
فالضمير من ( به ) عائد إلى عود إسحل وإنْ كان مؤخرا في اللفظ ، فإنه مقدّم في المعنى ، كأنه يريد : تنحل عود إسحل فاستاكت به ، فلا انعكاس حينئذ في الضمير ، ومثله قوله سبحانه : [ فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى ] (1) .
مسألة ... : كان فعل من أفعال العبارة ، وهي وأخواتها من الأفعال الناقصة ، ووجه النقصان من حيث أنهنّ إنما دلوا ( هكذا ) (2) على الزمان ، دون الحدث ، وأمَّا ضَرَب فهي أصل لها من حيث أنها تدلّ على الزمان والحدث ، كقولك : ضرب ، فقد دلّتْ على زمان ماضٍ ، وضَرْبٌ فيه ، وليس كذلك كان ، وعملت من حيث إنها / فرع عليها ، وشابهتها من حيث إنها 18ب على ثلاثة أحرف متحركات على الفتح، فضرَب في وزن كَوَن، إذ هو أصل لكان ، فعمل ، إلاّ أنه في عمله من حيث فرعيته ونقصانه عن ضرب من حيث إنّ مفعول ضرب أجنبي ، نحو : ضرب زيدٌ عمراً ، ومفعول كان ليس بأجنبي ، نحو : كان زيدُ كريماً ، فالكريم هو زيد لا محالة ، وإنّ فرع على كان ، وعملت لشبهها بكان في وزنها ، وعددها ، ونقصت عنها لمكان الفرعية في تصرّفها ، فلا يجوز أنْ يتقدّم خبرها على اسمها ، كما جاز في كان ، فاعرفه ، فتقول في كان بتقديم الخبر : كان قائماً زيدٌ ، وقائماً كان زيدٌ ، على اسمها وعليها نفسها (3) / وليس يجوز في إنّ تقديم خبرٍ إلاّ أنْ يكون جاراً 19أ ومجرورا (4) ،
__________
(1) طه 67
(2) الصواب أن يقول : دللن .
(3) يعني : تقدم الخبر على كان واسمها .
(4) كتب : إلاّ أن يكون جارا أو مجرورا ..(1/19)
أو ظرفا ، و( لا ) فرع على إنّ في العمل ، فتنصب الاسم ، وترفع الخبر ، فتقول : لا رجلَ أفضلُ منك ، وعلى هذا تجري ، وعملها بالفرعية من حيث إنها ضدّ إنّ في المعنى ؛لأن الشيء يُحمل على ضدّه ، كما يُحمل على نظيره ، ونقصت عن إنّ من حيث إنّ اسم لا مبني معها ، وليس كذلك إنّ واسمها ؛ لمكان أصليتها، وقد أنشدوا على ذلك (1) :(الطويل)
... فلا أبَ وابناً مثل مروان وابنهِ إذا هو بالمجد ارتدى وتأزرا
... فتنصب بها بغير تنوين ، فاعرف ذلك تُصِب ، إنْ شاء الله تعالى .
والحمد لله رب العالمين ،
وصلى الله على سيدنا
محمد النبي الأميّ ،
وآله أجمعين ،
وسلِّم
تسليما .
__________
(1) البيت للكميت بن معروف الأسدي ، ومروان : هو مروان بن الحكم ، وابنه : عبد الملك ، والرداء : الثوب يُلتحف به ، والإزار : مثله ، والبيت من شواهد الكتاب 2/285 ، وابن يعيش 2/101 ـ 102 ، وخزانة الأدب 4/67 . الموسوعة الشعرية .(1/20)