الإنباء،ص:3
قصّة الكتاب:
بسم الله الرّحمن الرّحيم ترجع معرفتي بكتاب «الإنباء» إلى الصدفة أكثر منها إلى التدبير فقد وقع بيدي حين كنت أبحث عن شي ء آخر فأثار فىّ ميلى القديم إلى التاريخ العربيّ و الإسلامي الّذي كان أول ما درست حين كنت في دار المعلمين العالية ببغداد فتصفحت المخطوطة و وجدتني منساقا إلى قراءتها فقرأت الكتاب كله فاستهوانى مؤلفه بأسلوبه الّذي لا يشبه أسلوب المؤرخين التقليديين فرغبت في إعداده للنشر. و قد زاد في هذه الرغبة وصول نسخة من كتاب «مختصر التاريخ» لظهير الدين الكازروني أرسلها لي أخى الكريم الدكتور يوسف عز الدين فوجدت فيه أن الكازروني قد كتب ذيلا على «الإنباء» و عند ذلك رغبت في معرفة المزيد عن الكتاب و مصنفه فوجدت أن الأستاذ عباس العزاوى- رحمه الله- قد وعد بنشره في مقاله «العمراني و تاريخه» المنشور في مجلة المجمع العلمي العربيّ بدمشق سنة 1948، فأسرعت إلى فهارس الكتب المطبوعة أبحث عنه فإذا هي خواء فاستخرت الله عز شأنه في نشره، و منه أرجو العون، و منه أستمد الحول إنه نعم المولى و نعم المعين.
لقد ذكر العزاوى في مقاله الآخر عن تاريخ ابن أبى عذيبة المنشور في العدد 21 من مجلة المجمع العلمي العربيّ بدمشق أنه يمتلك تاريخا مخطوطا في الدولة العباسية إلى أيام المستنجد باللَّه العباسي لم يعرف مؤلّفه و أن هذا التاريخ من جملة مراجع نقل ابن عذيبة منها و قال: «فقد كان من ذلك الحين (توفى ابن أبى عذيبة سنة 856 ه) مجهولا و لم أتمكن من معرفته و ربما عدت إلى وصفه لعل في القراء الأفاضل من يعرف بمؤلفه». و برّ بوعده و عاد إلى وصفه في مقاله الّذي أشرنا إليه فروى قصة
الإنباء،ص:4(1/1)
عثوره على اسم الكتاب و اسم مؤلفه من إشارة عابرة وردت في كتاب مختصر التاريخ للكازروني و من إشارة أخرى وردت عند السخاوي في كتابه «الإعلان بالتوبيخ». و أعاد ذكره في كتابه «التعريف بالمؤرخين» (المنشور في بغداد سنة 1957، صفحة 129، 248) فقال: «عثرت على تاريخ العمراني و لم أعثر على التذبيل»، «و هو (ابن أبى عذيبة) يعول على مؤرخين عديدين و من أهم من يستحق الذكر العمراني فإنه اعتمد ما ذكره من تاريخه للخلفاء العباسيين و لم يصرح باسمه على خلاف عادته في من نقل عنهم و لعله لم يقف على اسم مؤلفه». و ذكره مرة أخرى في مقاله «من جوامع بغداد: جامع الخلفاء» (المنشور في مجلة سومر لسنة 1966) فقال: «و تاريخ العمراني في خزانتي نسختان إحداهما صحيحة و متقنة».
و في مقالة قصيرة عن العمراني و تاريخه قلت: «إن نسخة العزاوى إما أن تكون نسخة مصورة أو نسخة منتسخة من نسخة ولى الدين أو أن إحداهما في الأقل كذلك و الأخرى انتسخها لنفسه من نسخة لا نعرف مصدرها» [1] لأنه حين كتب مقاله عن تاريخ ابن أبى عذيبة كان يجهل اسم الكتاب و اسم مؤلفه لأن نسخة ولى الدين لا تحملهما، و صدق ظني حين كتب لي زميلي الدكتور عيسى سلمان، مدير الآثار العام، ردّا على استفسارى منه: «في خزانة العزاوى نسخة مصورة «بالفوتغراف» من المكتبة السليمانية بتركيا كتبت هذه النسخة بخط الثلث سنة 621 ه، تقع هذه النسخة في 323 صفحة إلا أنها ناقصة بعض الصفحات و أولها مخروم».
و هذه نسخة فاتح.
«النسخة الثانية كتبت بخط الثلث كتبها عبد الرزاق فليح البغدادي سنة 1364 ه عن نسخة مكتوبة في 4 شوال سنة 682 ه و تقع في 309 صفحات ...
عليها تعليقات و حواش للعزاوى و لها مقدمة». و شفع رسالته هذه بنسخة مصورة
__________________________________________________
[1] مجلة المكتبة التي تصدرها مكتبة المثنى ببغداد، الأعداد 85- 87، سنة 1972 صفحة: 3.
الإنباء،ص:5(1/2)
لمقدمة العزاوى للكتاب فوجدت أنه لم يزد فيها على ما قاله في مقاله «العمراني و تاريخه» و أنه أورد جملة من الآراء عن العمراني سوف نتعرض لها فيما بعد. و هذه النسخة مأخوذة بالتحقيق من نسخة ولى الدين.
و رجوت صديقي أمين قسم المخطوطات في مكتبة جامعة لايدن أن يحاول الحصول على «ميكروفيلم» لمخطوطتى ولى الدين و فاتح من تركيا فكتب لمكتبة السليمانية و دامت المراسلة زمنا طويلا جدا، و أخيرا جاءنا الجواب بأن مكتبة السليمانية سبق لها أن زودت مكتبة جامعة أدنبرة ب «ميكروفيلم» فأسرعنا بالكتابة إليها و جاء الجواب بأن «الميكروفيلم» يمتلكه الطالب العراقي بهجت كامل التكريتي الّذي تفضل فأعاره لنا فله أجزل الشكر و الثناء. و الأطرف من هذا أننا حصلنا على مصورة نسخة فاتح من الأستاذ المحقق حمد الجاسر- صاحب مجلة العرب- حيث علمت أنه ينوى نشرها فأخبرني في رسالة بأنه لا ينوى نشرها و تفضل فأرسل لي مصورته لنسخة فاتح فله المنّة و جميل الشكر.
و أخيرا شكري العميق و امتنانى الجم لكل من ساعد و أعان على إخراج هذا الكتاب و أخصّهم بالشكر و الثناء صديقىّ بيتر شوردفان كوننكزفلد و الدكتور عيسى سلمان و أخوىّ الدكتور يوسف عز الدين و عبد الإله السامرائي على عواطفهم الجمة و عونهم الّذي لا ينقطع.
قاسم السيد أحمد السامرائي
الإنباء،ص:6
المؤرخ المنسىّ(1/3)
عجيب أن يلف الغموض حياة مؤلف هذا التاريخ النفيس، و الأعجب أن يهمله كتاب التراجم إهمالا لا مبرر له، فلم تعرف له ترجمة في ما لدينا من مصادر و لم نعثر له على ذكر بالرغم من التنقير الطويل و البحث الكثير. و لم ينفعنا النص نفسه لأن المؤلف حرص على أن لا يربط بينه و بين ما يؤرخ و كأنه فعل ذلك عن تعمد و إصرار، و لم تنفعنا الإشارات القليلة هنا و هناك للتعرف عليه أو استجلاء الغامض من شخصيته، فعسى أن يحظى غيرنا بما لم نحظ به فيعثر على ترجمته فينجلي الغموض الكثيف الّذي ما زال يحيط بشخصية هذا المؤرخ المنسي الّذي لم يترك وراءه غير هذا الأثر اليتيم.
و لئن أهمله كتاب التراجم هذا الإهمال الغريب فإنّهم ترجموا ل «على بن محمد بن على بن أحمد العمراني» الّذي قطع كل من الدكتور مصطفى جواد و الأستاذ عباس العزاوى- رحمهما الله- بأبوّته لمؤرخنا ابن العمراني. فلنحاول أن نلتمس حياة مؤرخنا من دراسة حياة أبيه الّذي ترجمه كل من:
(1) السمعاني المتوفى سنة 562 ه في: كتاب الأنساب ورقة 398 ب.
(2) ياقوت المتوفى سنة 626 ه في: كتاب معجم الأدباء 5/ 412، و قد نقل ترجمته من تاريخ خوارزم لأبى محمد بن أرسلان.
(3) ابن الأثير المتوفى سنة 630 ه في: اللباب في تهذيب الأنساب 2/ 151- 152. و قد اختصر ترجمة السمعاني.
(4) ابن الفوطي المتوفى سنة 723 ه في: تلخيص مجمع الآداب في معجم الألقاب، ترجمة 2246.
(5) الصلاح الصفدي المتوفى سنة 745 ه في: كتاب الوافي بالوفيات، مخطوطة نور عثمانية جزء 12.
الإنباء،ص:7
(6) القرشي المتوفى سنة 775 ه في: كتاب الجواهر المضيئة 1/ 378.
(7) السيوطي المتوفى سنة 911 ه في: كتاب بغية الوعاة صفحة 350- 351.
(8) أبو الحسنات اللكنوي المتوفى سنة 1304 ه في: كتاب الفوائد البهية في تراجم الحنفية صفحة 123.
(9) الخوانساريّ المتوفى سنة 1313 في: كتاب روضات الجنات صفحة 485.(1/4)
من هذه التراجم نستطيع أن نسقط ترجمة السيوطي و الخوانساريّ و الصفدي و ابن الأثير لأن الخوانساريّ نقل من كتاب الصفدي و كل من الصفدي و السيوطي نقل من معجم الأدباء. أما ترجمة اللكنوي فليس فيها شي ء جديد يضاف إلى ترجمة ياقوت إلا اسمه المحرف حيث جاء «على بن عبد الله بن عمران». أما ترجمة ابن الفوطي فليست بشي ء لأنها يمكن أن تلصق بأية ترجمة دون أن تغير منها شيئا. و لعله نقلها من ترجمة ياقوت. قال فيها: «من العلماء الأدباء و الأفاضل النجباء، كان عارفا بالنحو و الأدب و التفسير و أصول الفقه و الكلام و العروض و له في الجميع المعرفة التامة و اليد الباسطة» و لم يزد. أما ترجمة ابن الأثير في اللباب فهي مختصرة من ترجمة السمعاني.
بقيت لدينا ترجمات كل من السمعاني و ابن أرسلان و القرشي. ففي أول هذه الترجمات يقول السمعاني في نسبة «العمراني»:
«هذه النسبة إلى شيئين أولهما: أهل بيت كبير بسرخس و هو بيت قديم، و الّذي رأيت منهم الرئيس أبا الحسن على بن محمد العمراني السرخسي قرابتنا [1].
حظي عند السلطان سنجر بن ملك شاه و ارتفع قدره ثم حبس و قتل بمرو بقرية سنج، و قد تغيّر رأى السلطان عليه في سنة 545 ه». و قال السمعاني في النسبة إلى الشي ء الثاني: «و العمرانية قرية بالموصل». و جاء ذكر العمرانية هذه عند ياقوت في معجم البلدان فقال: «قرية و قلعة في شرق الموصل متاخمة لناحية شوش و المرج».
__________________________________________________
[1] لم يورد كل من مصطفى جواد و عباس العزاوى هذه الكلمة في ما نقلوا من ترجمة العمراني.
الإنباء،ص:8
إن ترجمة ياقوت المنقولة من تاريخ خوارزم أطول من ترجمة السمعاني و أكثر منها تفصيلا، قال فيها: «على بن محمد بن على بن أحمد بن مروان العمراني الخوارزمي، أبو الحسن الأديب، يلقب حجة الأفاضل و فخر المشايخ، مات فيما يقارب سنة 560.(1/5)
ذكره أبو محمد بن أرسلان في تاريخ خوارزم من خطه فقال: العمراني حجة الأفاضل سيد الأدباء قدوة مشايخ الفضلاء المحيط بأسرار الأدب و المطلع على غوامض كلام العرب. قرأ الأدب على فخر خوارزم محمود بن عمر الزمخشريّ فصار أكبر أصحابه و أوفرهم حظا من غرائب آدابه. لا يشق غباره في حسن الخط و اللفظ ... سمع من فخر خوارزم و الإمام عمر الترجماني، ولد الإمام أبى الحسن على بن أحمد المخى ...
و الإمام الحسن بن سليمان الخجنديّ و القاضي عبد الواحد الباقرحى و غيرهم. و كان ولوعا بالسماع كتوبا و جعل في آخر عمره أيامه مقصورة و أوقاته موقوفة على نشر العلم و إفادته لطالبيه و إفاضته على الراغبين فيه ... و كان يذهب مذهب الرأى و العدل ...
و له تصانيف حسان منها كتاب المواضع و البلدان، كتاب تفسير القرآن، كتاب اشتقاق الأسماء ...». و ذكره ياقوت في معجم البلدان عند كلامه على مصنفي كتب البلدان فقال: «و أبو القاسم الزمخشريّ له كتاب لطيف في ذلك (اشتقاق البلدان)، و أبو الحسن العمراني تلميذ الزمخشريّ وقف على كتاب شيخه و زاد عليه رأيته» [1] و قد نقل ياقوت منه كثيرا إلى معجمه (انظر فهرس معجم البلدان تحت اسم: العمراني).
و أخيرا ترجمه القرشي فقال: «على بن محمد العمراني الملقب فخر المشايخ أستاذ علاء الأئمة الخياطى» [2] و علاء الأئمة هذا هو علاء الدين أبو على، سديد بن أبى سابق
__________________________________________________
[1] معجم البلدان 1/ 7، و ذكر له حاجي خليفة تفسير القرآن 2/ 359، و اشتقاق أسماء المواضع و البلدان 1/ 318، و قال عباس العزاوى إنه يمتلك أوراقا متناثرة منه (العمراني و تاريخه: 51).
[2] الجواهر المضيئة 1/ 378.
الإنباء،ص:9(1/6)
طاهر الخياطى الخوارزمي المحتسب. قال عنه ابن الفوطي: «كان جلدا معتبرا لا تأخذه في الله لومة لائم، و كان عارفا بالفقه و الحديث، عالما بأمور الناس، كان يحفظ كثيرا من كلام السلف» [1]. و قال عنه الذهبي: «و من الخياطة شيخ الإسلام علاء الدين سديد بن محمد الخياطى الخوارزمي، سمع من فخر المشايخ على بن محمد العمراني» [2].
من كل هذا يتوضح لدينا ما يأتى:
(1) إن العمراني السرخسي كان يمت بصلة القرابة للسمعاني، و أنه كان رئيسا لسرخس، و أنه توفى بعد سنة 545 ه لأن السلطان تغير رأيه عليه فحبس ثم قتل.
(2) إن العمراني الخوارزمي كان فقيها عالما أديبا مفسرا، حنفيا معتزليا يؤخذ عنه العلم و توفى في حدود سنة 560 ه.
فهل نحن أمام شخصيتين مختلفتين تماما و إن تشابهتا في الاسم و اسم الأب و الجد و اختلفتا في النسبة؟ و هل لهاتين الشخصيتين أية علاقة بمؤرخنا المنسي؟
ذكر السمعاني و بعده ابن الأثير أن العمراني السرخسي كان ينعت ب «الرئيس» فلعله كان رئيسا لسرخس في عصر السلطان سنجر بن ملك شاه الّذي انتهى حكمه عمليا في سنة 548 ه على أيدي الغز من التركمان [3] و لعل السلطان تغير رأيه على العمراني السرخسي فحبسه ثم قتله قبل سنة 548 ه و من ثم فإن السلطان سنجر نفسه توفى سنة 552 ه كمدا و غما على ذهاب ملكه، و الفرق كبير بين سنة 545 ه و سنة 560 ه.
لقد وصف كثير من المؤرخين الفترة التي رافقت هزيمة سنجر و وقوعه أسيرا بأيدي الغز و ما تلاها من الأحداث، فقال ابن كثير: «و استحوذ أولئك الأتراك على البلاد و نهبوها و تركوها قاعا صفصفا و أفسدوا في الأرض فسادا عريضا و أقاموا
__________________________________________________
[1] مجمع الآداب ترجمة أرقامها: 1507.
[2] المشتبه 176، و أعاد ابن حجر ما قاله الذهبي في تبصير المنتبه 2/ 518.
[3] زبدة النصرة 176، البداية و النهاية 12/ 231، 237.
الإنباء،ص:10(1/7)
سليمان شاه ملكا فلم تطل أيامه حتى عزلوه و ولوا ابن أخت سنجر محمود خان و تفرقت الأمور و استحوذ كل إنسان منهم على ناحية من تلك الممالك و صارت الدولة دولا» [1].
و زاد العماد الأصفهاني على ذلك فقال: «ثم استولى الأمير أي آبه بنيسابور و أخذ محمود خان و أعدمه و تولى الأمور و بقي الغز بمرو و بلخ و سائر البلاد ضالين عن نهج الرشاد عابدين للجور جائرين على سائر العباد» [2]. و روى السمعاني نفسه شيئا من حوادث تلك الفترة التي امتدت حتى سنة 555 ه و إنه شارك في بعض أحداثها فقال في حديثه على سنج: «هي قرية من قرى مرو على سبعة فراسخ منها ..
نزل عسكر الغز لمحاصرة حصن بها شهرا كاملا و كانوا يحاربون أهل الحصن فلم يقدروا عليها في رجب سنة خمس و خمسين و خمسمائة، ثم حاصروها غير مرة شهرين و ثلاثة إلى أن صالحوها بعد جهد في جمادى الأولى سنة 555 و كنت المتوسط فيه» [3].
فإذا افترضنا أن السلطان سنجر لم يقتله فلعل الغز أخذوه و حبسوه ثم صادروه و قتلوه في حدود سنة 560 ه لأنه كان متقلدا رئاسة سرخس للسلطان سنجر و الحبس و المصادرة. و إتلاف المهج إذا ذاك لم يكن غريبا. و لو كان الأمر كذلك لما أغفل السمعاني ذكره و عندها يصبح قول العزاوى متناقضا: «إننا لا نشعر منه ما يدعو للتنديد بالسلجوقيين و قد عاملوا والده بأقسى المعاملة و رأى منهم ما رأى فلم يظهر حنقا أو غيظا كأنه بعيد منه أو أنه لا يمت إليه بصلة» [4] لأنه لم يتعين لدينا ذلك على وجه التحقيق. بيد أن عبارة السمعاني صريحة في أن السلطان تغيّر رأيه عليه فحبسه سنة 545 ه ثم قتل بمرو بقرية سنج. فإذا كان العمراني
__________________________________________________
[1] البداية و النهاية 12/ 231.
[2] زبدة النصرة 284، و انظر أيضا تاريخ أبى الفداء 3/ 28.
[3] الأنساب ورقة 313 أ.
[4] العمراني و تاريخه 62.
الإنباء،ص:11(1/8)
السرخسي والد مؤرخنا و كان السلطان سنجر قد قتله فإن رأى العزاوى يصح تماما لأننا لا نجد في كتاب الإنباء تنديدا بالسلجوقيين. غير أن هناك عقبة كؤودا تعترضنا في قبول هذا الرأى و هي أن ابن أرسلان الخوارزمي و هو معاصر له ذكر أن العمراني الخوارزمي توفى في حدود سنة 560 ه دون أن يذكر أنه مات في الحبس أو مقتولا مما يوحى أنه يترجم لشخصية أخرى و إن اتفقت مع الأولى في اسمها و كنيتها و اختلفت معها في إحدى النسبتين ثم زاد على ذلك فقال: «و جعل في آخر عمره أيامه مقصورة و أوقاته موقوفة على نشر العلم ...» فإذا كان العمراني الخوارزمي هذا والد مؤرخنا فإنه كان منقطعا للعلم و إفادته حتى وفاته في حدود سنة 560 ه فهو و الحال هذه غير العمراني السرخسي و لهذا لا نشعر من مؤرخنا ما يدعو للتنديد بالسلجوقيين لأنهم لم يقتلوا أباه.
و مع كل هذه الافتراضات فقد لا تكون له صلة إطلاقا بأىّ منهما، فلعله أحد العمرانيين الموصليين أو لعله حفيد على بن أحمد العمراني الموصلي العالم بالحساب و الهندسة و الّذي قال فيه القفطي: «و كان فاضلا جماعا للكتب يقصده الناس للاستفادة منه و منها، يأتى إليه الطلبة من البلاد النازحة للقراءة عليه. و توفى في سنة 344 ه» [1].
إنه لمن العسير علينا أن نقرر إن كان العمراني السرخسي أو الخوارزمي [2] والد مؤرخنا لندرة المعلومات المتوفرة لدينا عنه أو عنهما، و الأعسر من ذلك أن نتبين له شخصية ما في كتابه هذا و أن كل ما نستشف منه في ثنايا كتابه أنه كان مع الخليفة القائم على من يخرج عليه أو يريد به سوءا و لهذا وسم عمرو بن الليث
__________________________________________________
[1] تاريخ الحكماء و هو مختصر الزوزنى 233، و انظر الفهرست 1/ 283، تراث العرب العلمي لطوقان 222.
[(1/9)
2] تحتفظ مكتبة شوارى ملي بإيران بنسخة مخطوطة من كتاب «المحاجاة بالمسائل النحوية» للزمخشري رواها العمراني الأدبي الخوارزمي و قرأها على الزمخشريّ و نسخ المخطوطة محمد بن يوسف في رمضان سنة 589 ه و تعد الزميلة الدكتورة بهيجة الحسنى تحقيقا للمخطوطة الآن. و هذا دليل على أن العمراني الخوارزمي كان منقطعا للعلم و هو غير العمراني السرخسي.
الإنباء،ص:12
ب «الخارجي» لأنه حارب الخليفة و لم يستطع كتمان حزنه و غضبه حين خلع الراشد باللَّه فقال: «و جمع السلطان مسعود القضاة و الفقهاء و ألزمهم أن يشهدوا على الراشد باللَّه بشرب النبيذ و لا و الله ما كان واحد منهم قد رآه يشرب الماء فشهدوا خوفا من الصفع و خلعوه بالفسق» و صب غضبه على دبيس بن صدقة حين حارب الخليفة. و مع ذلك فهو لم يتورع من إيراد ما قيل في الخلفاء من هجاء و منقصة و لم يتعرض للسلاطين البويهيين و السلاجقة حين خلعوا الخلفاء و سملوهم.
و يمكن أيضا أن نستشف جانبا آخر من شخصية مؤرخنا و هو أنه كان فقيها يميل إلى أصحاب الفقه من أهل السنة و يطنب في مديح رجالهم كالإمام أحمد بن حنبل و الغزالي و أبى إسحاق الشيرازي و التنوخي القاضي و غيرهم، و أنه لم يكن معتزليا أو حنفيا فقد أورد شيئا من محنة الإمام أحمد بن حنبل في خلق القرآن مع المعتصم فقال:
«و إنما حث المعتصم على ذلك و حمله على ما فعل أحمد بن أبى دؤاد لأنه كان معتزليا و كان الإمام أحمد- رضوان الله عليه- إمام السنة» فلو كان معتزليا لأعرض عن هذا و استغفر لذنبه إلا أنه لم يستطع كتمان شماتته بابن أبى دؤاد حين فلج و مات و لهذا نستطيع أن نطمئن إلى نعت ابن الكازروني له ب «الشيخ الفقيه». (مختصر التاريخ 244).(1/10)
إن موقفه المناصر للإمام أحمد ابن حنبل يوحى أن مؤرخنا كان حنبليا أو متحنبلا لأنه مدح الإمام أحمد أكثر من مديحه للإمام أبى حنيفة فعله أظهر هذا الميل إرضاء للوزير عون الدين بن هبيرة الحنبلي وزير المقتفى و المستنجد بل لعله كان متصلا به حين كان مستقرا ببغداد قبل رحيله عن العراق لأن الكتاب على ما يظهر قد كتب في الفترة المحصورة بين سنة 555 ه و هي سنة تولية المستنجد و سنة 560 ه السنة التي توفى فيها الوزير ابن هبيرة. فإن قول ابن العمراني في مقدمة كتابه «إلى أن أختم الكتاب بالأيام المستنجدية» يدل أنه كتبه إذ ذاك و الخليفة المستنجد لم يزل بعد حيا لأنه توفى سنة 566 ه. فربما ترك العراق إلى بلد لا نعرفه في أول خلافة
الإنباء،ص:13
المستنجد لسبب ما نزال نجهله [1].(1/11)
و في الكتاب بعض الإشارات إلى مواضع عمرانية كانت قائمة إذ ذاك و ذكر نفسه مع واحدة منها مثل سامراء و دار المملكة، و باب دار الخلافة الّذي جاء به المعتصم من عمّورية. ففي كلامه على بناء سامراء و خرابها قال: «و أمر (المعتصم) ببناء المدينة و أسكن العسكر بها و طولها سبعة فراسخ و هي الآن باقية و أبنيتها جديدة إلا أنها خالية. دخلت من باب من أبوابها أول النهار و خرجت من الآخر بعد الظهر فكانت هي منزلنا في ذلك اليوم». إلا أنه لم يذكر أن كان قد دخلها منحدرا إلى بغداد أو مصعدا منها، و متى؟ و هذه الإشارة اليتيمة إن لم توضح لنا زمن قدومه إلى العراق أو خروجه منه فإنّها تثبت أن مؤرخنا كان في بغداد، يؤيد هذا قوله في نهاية كتابه «و لبعدى عن العراق» و إنه كان على معرفة ببغداد، فإنه أشار إلى باب دار الخلافة الّذي جاء به المعتصم من عمّورية و نصبه على باب من أبواب دار الخلافة فقال. «و هو إلى الآن موجود»، و هذه الإشارة أوردها الخطيب البغدادي في تاريخه (3/ 344) فلعله نقلها من تاريخ بغداد و أنه لم يزل حتى أيامه و بعدها لأن ابن الطقطقى المتوفى في حدود سنة 701 ه ذكر مثل ذلك (الفخرى 317).
و في إشارة أخرى إلى دار المملكة التي بناها عضد الدولة البويهي قال: «و عاد (طغرلبك) و نزل بدار عضد الدولة التي هي اليوم دار المملكة».
و في إشارة أخرى إلى المدينة التي بناها السلطان ملك شاه بن ألب أرسلان قال:
«و في سنة ثلاث و ثمانين و أربعمائة أمر السلطان ... أن تبنى المدينة الجديدة
__________________________________________________
[(1/12)
1] أما قول العزاوى إنه مال إلى الرحبة و إنه ابن المتقنة فضرب من الحدس عجيب (العمراني و تاريخه 48)، و قد رد مصطفى جواد في تعليقاته على آراء العزاوى دون أن يذكر اسمه. انظر مجمع الآداب 1/ 891 حاشية، 2/ 258 حاشية، تكملة إكمال الإكمال 167 حاشية، مختصر التاريخ 22 قال: «و لم تعرف لجمال الدين محمد بن على العمراني مؤلف هذا التاريخ النفيس ترجمة. و قد انتحل له بعض الفضلاء الباحثين من غير تعمد للتزوير ترجمة ابن المتقنة الرحبيّ الفقيه المشهور».
الإنباء،ص:14
تحت دار المملكة ببغداد و نقل أهل البلد كلهم إليها و حوط عليها سورا محكما هو باق إلى الآن».
و هذه كلها إشارات لا يمكن حصرها بزمن معين و هي إلى ذلك لا تسعفنا في التعرف على شي ء من حياته في بغداد. فإن المعروف أن طغرلبك وسّع دار المملكة البويهية التي بناها عضد الدولة فقد جاء في كتاب مناقب بغداد المنسوب لابن الجوزي ما نصه:
«فأما دار المملكة المختصة بالسلاطين فإنّها كانت بأعلى المخرّم و كانت دارا لسبكتكين غلام معز الدولة فنقض عضد الدولة أكثرها و أراد أن يعمل ميدانها بستانا و يأتى بماء من الخالص فشق نهرا في وسطها فبلغت النفقة خمسة آلاف ألف درهم غير ما أنفق على أبنية الدار. و لما ورد طغرلبك بغداد في سنة ثمان و أربعين و أربعمائة عمّر هذه الدار و بنى مدينة عند المخرّم. و تقدم ملك شاه ببناء خانات للباعة هناك و سوق و دروب و بنى الجامع هناك ثم إن دار المملكة خربت فاستجدها بهروز في سنة تسع و خمسمائة و حمل إليها أعيان الدولة الفرش الحسنة و الأشياء الرائقة و استدعى القراء و الصوفية فقرءوا فيها القرآن ثلاثة أيام متوالية.(1/13)
فلما كانت سنة تسع عشرة و خمسمائة مرت جارية في الليل و بيدها شمعة فوقعت النار في الخيش فاحترقت الدار و كان السلطان على السطح فنزل هاربا إلى سفينة» [1] و أخيرا هدمها الخليفة الناصر لدين الله سنة 583 ه و عفى أثرها و لم يبق إلا الجامع المعروف بجامع ملك شاه ليقطع أطماع طغرل الثالث بن أرسلان شاه السلجوقي الّذي حاول استرداد سلطة السلاجقة على بغداد.
__________________________________________________
[1] لا يمكن أن يكون هذا الكتاب لابن الجوزي لأن مؤلفه يذكر سنة 614، 646، و 654 و ابن الجوزي توفى في سنة 597 ه فلعله لابن الفوطي أو أحد أولاد ابن الجوزي. و عن دار المملكة انظر المنتظم 8/ 169، 9/ 159، تاريخ أبى الفداء 2/ 211، النجوم 5/ 135 و مقال الدكتور عبد العزيز الدوري في دائرة المعارف الإسلامية (باللغة الإنكليزية) 1/ 892- 908، دليل خارطة بغداد 138- 140.
الإنباء،ص:15(1/14)
أما الباب الّذي جاء به المعتصم و نصبه على أحد أبواب دار الخلافة فقد أورد الخطيب البغدادي المتوفى سنة 463 ه: «و هو باق حتى الآن منصوب على أحد أبواب دار الخلافة و هو الباب الملاصق مسجد الجامع في القصر». و قال ابن الطقطقى: «و هو الآن على أحد أبواب دار الخلافة و يسمى باب العامة». و دار الخلافة كما جاءت أخبارها عند الخطيب و الجهشيارى و ياقوت و ابن الساعي و مؤلف مناقب بغداد [1] هي القصر الحسنى الّذي كان لجعفر البرمكي الّذي نزل عنه للمأمون و من ثم صار للحسن بن سهل ثم لابنته بوران فاستنزلها عنه الموفق أو المعتمد أو المعتضد على خلاف. و كان المعتضد أول من نزلها فكثرت حولها العمارات و لم يكن هناك سور حتى سنة 488 ه حين بنى سور لها فأعاد المسترشد باللَّه عمارته في سنة 517 ه و جعل للسور أربعة أبواب. و كان عرض السور اثنتين و عشرين ذراعا. و تهدم هذا السور في سنة 554 ه في خلافة المقتفى لأمر الله لازدياد ماء دجلة و انفتاح القورج فأحاط الماء بالسور فانثلمت منه ثلم عجزوا عن سدها فاتسعت فتهدم معظم محال بغداد فتقدم المقتفى بعمل مسناة حول السور فعمل بعضها و توفى و ولى المستنجد فعمل منها قطعة و توفى فأكملها المستضي ء.
إن قول المؤرخين: «على أحد أبواب دار الخلافة» يعنون أحد أبواب حريم دار الخلافة قال ياقوت في مادة «حريم» من معجم البلدان: «حريم دار الخلافة و يكون بمقدار ثلث بغداد و هو في وسطها و دور العامة محيطة به و له سور يتحيز به، ابتداؤه من دجلة و انتهاؤه إلى دجلة كهيئة نصف دائرة و له عدة أبواب أولها: من جهة الغرب باب الغربة و هو قرب دجلة جدّا ثم باب سوق التمر و هو باب شاهق البناء أغلق في أول أيام الناصر لدين الله ابن المستضي ء و استمر إغلاقه إلى هذه الغاية (يعنى سنة 626 ه) ثم باب البدرية ثم باب النوبي و عنده العتبة التي تقبلها الرسل و الملوك
__________________________________________________
[(1/15)
1] تاريخ بغداد 1/ 99، كتاب الوزراء و الكتاب 216، نساء الخلفاء 71- 78، مناقب بغداد 15- 18 معجم البلدان «التاج».
الإنباء،ص:16
إذا قدموا بغداد. ثم باب العامة و هو باب عمّورية أيضا، ثم يمتد (السور) قرابة ميل ليس فيه باب إلا باب البستان قرب المنظرة التي تنحر تحتها الضحايا، ثم باب المراتب بينه و بين دجلة نحو غلوتى سهم في شرق الحريم. و جميع ما يشتمل عليه هذا السور من دور العامة و محالها و جامع القصر، و هو الّذي تقام فيه الجمعة ببغداد، يسمى الحريم. و بين هذا الحريم المشتمل على منازل الرعية و خاص دار الخلافة التي لا يشركه فيه أحد سور آخر يشتمل على دور الخلافة و بساتين و منازل نحو مدينة كبيرة». و أعاد ياقوت وصفه هذا في كتابه الآخر: «المشترك وضعا و المختلف صقعا» فقال: «... ثم باب العامة و يقال لها باب عمّورية» [1]. من وصف ياقوت لحريم دار الخلافة يتوضح لدينا أن الباب قد نصب على سور الحريم و ليس على أحد أبواب دار الخلافة. و أن دار الخلافة كان لها سور تتحيز به. قال الخطيب البغدادي:
«ثم استضاف المعتضد إلى الدار مما جاورها كل ما وسعها به و كبّرها و عمل عليها سورا جمعها به و حصّنها» [2].(1/16)
فإذا صح افتراضنا أن ابن العمراني قد نقل هذا الخبر من تاريخ بغداد، فإن الخطيب البغدادي لم يصرح بأن المعتصم جاء بباب عمّورية و نصبه على أحد أبواب دار الخلافة و كل ما قاله: «و جاء ببابها إلى العراق و هو باق حتى الآن منصوب على أحد أبواب دار الخلافة ...» و لا يصح أن ينصبه على سور بنى بعده في زمن المعتضد باللَّه (بويع سنة 279 ه و توفى سنة 289 ه)، أو على سور الحريم حيث يوجد باب عمّورية الّذي كان قائما حتى سنة 463 ه [3] و بعدها. فلعل قول الخطيب «إلى العراق» يعنى «إلى سامراء»، ثم نقل هذا الباب من سامراء و نصب على أحد أبواب سور حريم دار الخلافة بعد أن انتقل الخلفاء من سامراء إلى بغداد و اتّخذوا القصر الحسنى دار الخلافة.
__________________________________________________
[1] نشر وستنفيلد، كوتنكن- ألمانيا 1846، صفحة 129- 130.
[2] تاريخ بغداد 1/ 99، عيون التواريخ لابن شاكر الكتبي مخطوطة لايدن ورقة 52 أ.
[3] سنة وفاة الخطيب البغدادي.
الإنباء،ص:17
نسخ المخطوطات:
لقد عثرت على خمس نسخ مخطوطة من كتاب الإنباء في تاريخ الخلفاء:
الأولى: في مكتبة جامعة لايدن و أرقامها: 595. rO.
الثانية: في مجموعة فاتح في مكتبة السليمانية باستانبول و أرقامها: 4189.
و منها «ميكروفيلم» في مكتبة جامعة لايدن أرقامه: 193 بن A.
الثالثة: في مجموعة ولى الدين في مكتبة بايزيد العمومية باستانبول و أرقامها:
2360.
الرابعة: في المكتبة الوطنية في باريس و أرقامها: 4842 و منها «ميكروفيلم» في مكتبة جامعة لايدن، أرقامه: 185. A.
الخامسة: نسخة عباس العزاوى. و قد آلت أخيرا إلى مكتبه الآثار في المتحف العراقي. و كل هذه النسخ ترجع إلى مصدرين، أو ربما لمصدر واحد لأن كلّا من نسخة باريس و نسخة العزاوى و نسخة ولى الدين انتسخت من نسخة لايدن، و ذلك للأسباب الآتية:
((1/17)
1) وردت في نسخة لايدن بعض الكلمات المطموسة بفعل الرطوبة و تلاصق بعض أوراقها في مواضع فلم يظهر من بعض الكلمات إلا جزء منها أو حدثت بعض الأخطاء و التصحيفات فنقلها الناسخ كما رآها، مثلا:
(1) جاء في نسخة لايدن: «فإنّي ذاكر في كتابي طرفا من أخبار الدولة القاهرة العباسية فصلا من مناقب ...». و كانت الكلمة «و فصلا».
(ب) في الورقة 9 ب جاء: «عضد الدولة فناخسرو أمر أن يبنى» غير معجمة فكتب الناسخ «فباخرو أمر أن يبنى».
الإنباء،ص:18
(ج) في الورقة 29 ب ورد البيت الآتي:
ما رعى الدهر آل برمك لما أن رماهم بكل أمر فضيع
و يبدو أن ناسخ نسخة لايدن قد نسي الحرف «أن» و عند المقابلة وضعها فوق الراء و الميم من «رماهم» فاختلط الأمر على ناسخ نسخة ولى الدين فكتبها هكذا «لماران ماهم».
(د) في الورقة 116 ب: «و توفى المقتفى لأمر الله- رضى الله عنه- ...
و صلى عليه «رده»، و الأصل «ولده» لأن الكلمة مطموسة بفعل الرطوبة فنقلها ناسخ نسخة ولى الدين دون أن ينتبه إلى نقصانها.
(2) في الورقة 117 أجاء: «....... و استوزر المستنجد باللَّه عون الدين أبو (كذا) المظفر، يحيى بن محمد بن هبيرة وزير أبيه و مات الوزير عون الدين المذكور في جمادى الآخرة سنة ستين و خمسمائة».
فكتب ناسخ نسخة ولى الدين: «.... و استوزر المستنجد باللَّه عون الدين المذكور في جمادى الآخرة سنة ستين و خمسمائة» و قد ترك سطرا كاملا سهوا لأن السطر العاشر و الحادي عشر يبدءان بكلمة «عون الدين» ثم استدرك خطأه فضرب على السطر الخطأ.
(3) و دليل آخر و هو أن ورقة كاملة سقطت من نسخة لايدن و لعلها سقطت قبل أن تجلد و تضم أوراقها إلى بعضها و هي تقع بين الورقة 110- 111 فلم ينتبه لنقصانها ناسخ نسخة ولى الدين، و قد أضفناها من نسخة فاتح.
((1/18)
4) إن أحد المتملكين لنسخة لايدن أضاف إلى بعض تراجم الخلفاء مدد خلافتهم بخط ضعيف حديث فنقلها ناسخ نسخة ولى الدين و كأنها من المتن و هي لا توجد في فاتح.
و هناك أدلة كثيرة أخرى أضربنا عن إيرادها و النسخة مع كل هذا يشيع فيها التصحيف و يكثر فيها التحريف مما يوحى أن ناسخها كان يجهل العربية كل الجهل
الإنباء،ص:19
و إن كتب بها. و لذلك نستطيع أن نقول: إن نسخة ولى الدين قد انتسخت من نسخة لا يدن قبل أو في الفترة المحصورة بين سنة 1055 ه/ 1645 م- 1076 ه/ 1665 م لأن فارنر وصل إلى إستانبول سنة 1645 م و توفى في إستانبول في سنة 1665 م و قد كان يشغل منصب القنصل الفخرى لهولندة لدى الباب العالي [1]. أما متى دخلت نسخة لايدن في حوزة فارنر فإننا لا نستطيع أن نعين ذلك لأن فارنر لم يسجل السنة التي حصل فيها على المخطوطة. بيد أننا نعلم أن هذه النسخة وصلت ضمن مجموعته النفيسة من المخطوطات العربية إلى لايدن في سنة 1668 م لأنه أوصى بإهدائها إلى الجامعة التي درس فيها أيام شبابه.
و في نسخة ولى الدين يظهر ختم الواقف ولى الدين و هذا نصه: «وقف شيخ الإسلام ولى الدين أفندى بن المرحوم الحاج مصطفى آغا بن المرحوم الحاج حسين آغا سنة 1175». فقد دخلت هذه النسخة في حوزة ولى الدين فوقفها بعد مائة سنة من وفاة فارنر و وصول نسخة فارنر إلى لايدن، فعلى هذا و لما قدمنا من أدلة نستطيع أن نقول: إن نسخة ولى الدين قد نسخت من نسخة لايدن في القرن العاشر أو الحادي عشر الهجريّ و ليس في القرن السابع كما ورد في نهاية المخطوطة.
أما نسخة العزاوى فهي بخط الثلث كتبها عبد الرزاق فليح البغدادي سنة 1364 ه نقلا من نسخة كتبت في 4 شوال سنة 682 ه (و هذه النسخة هي بالتحقيق نسخة ولى الدين) و عليها تعليقات و شروح للعزاوى- رحمه الله- و كتب لها مقدمة لا تزيد على ما قاله في مقاله «العمراني و تاريخه» و كان قد أعدها للنشر فلم يتسن له نشرها.(1/19)
أما نسخة باريس فإنّها أيضا نسخة أخرى انتسخت من نسخة ولى الدين
__________________________________________________
[1] عن حياة فارنر و نشاطاته التجارية و السياسية و التبشيرية انظر:
. 1931 thcertU, dnalredennihcsib- edneitneveZ,. C. M. W, llobnyuJ (b. 10. P بن 1954 بن nedieL, hcraeseRlatneirO, nedieLfoytisrevi. hP. J, legoV (a
الإنباء،ص:20
في القرن التاسع عشر كتبها أحد الأتراك لأحد المستشرقين فكثرت فيها التصحيفات و عمّها التحريف، و لهذا أهملنا نسخة ولى الدين و ما أخذ منها و اقتصرنا على نسختي لايدن و فاتح. و إليك التسلسل النسخى للمخطوطات:
أما نسخة فاتح فإنّها تحمل اسم الكتاب و مصنفه «الإنباء في تاريخ الخلفاء، تأليف الشيخ الإمام العالم الع [لامة جمال ] الدين محمد بن محمد العمراني». و تحتوى في أولها على شعر توبة بن الحمير و قد شغل الأوراق 1- 29، و كتاب الإنباء الّذي شغل الأوراق 31 أ- 161 ب، و كتبت النسخة بخط الثلث سنة 621 ه. أوراقها الأربع الأولى مخرومة و متهرئة بفعل الرطوبة و الإهمال. و هذه النسخة تزيد ورقة كاملة على نسخة لايدن و تنقص عنها ورقة كاملة و تقع الورقة الناقصة فيها بين الورقة 102 ب- 103 ب من نسخة لايدن. و لعل أحسن تعليل لحدوث هذا النقص هو أن الناسخ حين انتهى من نسخ الصفحة التي سبقت الورقة الناقصة و بدلا من أن يصفح صفحة واحدة صفح صفحتين دون أن ينتبه إلى ذلك و استمر في النسخ و لم يكلف نفسه عناء مقابلتها لأنه على ما يظهر كان وراقا يمتهن الوراقة لعيشه.
أما نسخة لايدن، و هي التي اتخذناها مع نسخة فاتح أصلا في تحقيقنا، فتحتوى على 117 ورقة كتبت بخط واضح جميل يقع بين الثلث و النسخ و يرجع إلى عصر المماليك. و جاء في آخرها ما نصه: «و كان الفراغ منه على يد العبد الفقير إلى الله
الإنباء،ص:21(1/20)
أبو بكر بن عبد الله (في الحاشية: عرف بابن الجوخى؟) في الرابع من شهر شوال سنة اثنتين و ثمانين و ستمائة أحسن الله خاتمتها و رحم من دعا له بالمغفرة».
إضافة إلى اسم الكتاب و مصنفه «كتاب الإنباء في تاريخ الخلفاء، جمع الشيخ العلامة محمد بن على بن محمد العمراني، تغمده الله تعالى برحمته و أسكنه بحبوحة جنته بمنّه و كرمه آمين». فإن النسخة تحمل جملة من التمليكات و القراءات أقدمها:
«طالع هذا التاريخ المبارك مترحما على مؤلفه و داعيا لمالكه بطول العمر و دوام العزة و الارتقاء، فقير عفو الله تعالى عبد الرحمن بن مكية الشافعيّ عفا الله عنه سنة 905».
و أهم هذه التمليكات: «سعد و تشرف بتملكه العبد الأحقر الراجي أحمد بن سعدى ابن ناجى بمدينة حلب سنة 934». و قد أضاف هذا التملك في نهاية بعض تراجم الخلفاء المدد التي حكموا فيها و ابتدأ هذه الإضافات بترجمة الأمين فكتب: «فكانت خلافته أربع سنين و س ... و ثمان أيام رحمه الله» فنقلها ناسخ نسخة ولى الدين بهذه الصورة: «و كان خلافته أربع سنين و مائة و ثمان أيام رحمه الله». و هذه الإضافات التي ألحقها بتراجم الخلفاء و نقلها ناسخ ولى الدين لا تظهر في نسخة فاتح.
و الظاهر أن نسخة لايدن كانت في حلب في بداية القرن العاشر الهجريّ فلعلها انتقلت بعد النصف الأول من القرن العاشر إلى إستانبول و هناك أخذت نسخة ولى الدين منها. و في نسخة لايدن أيضا بعض الإضافات التي لم ترد في نسخة فاتح فلعلها أضيفت إلى النسخة التي نقلت نسخة لايدن منها فأدرجها الناسخ ظنّا منه أنها من المتن و قد حصرت هذه الإضافات بين عاضدتين، و مثل هذا كثير الحدوث في المخطوطات.(1/21)
لعل المؤرخ ظهير الدين الكازروني، صاحب مختصر التاريخ المتوفى سنة 697 ه، الّذي نشره مصطفى جواد، أول من عرّف بتاريخ العمراني فقال في ترجمة الإمام الهمام الناصر لدين الله العباسي: «ثم إنه جمع كتابا في الأحاديث النبويّة سماه «روح العارفين» و روى عن شيوخه بالإجازة، و قد ذكرتهم في التذييل على ما ألفه
الإنباء،ص:22
الشيخ الفقيه محمد بن على بن محمد بن العمراني الّذي ابتدأت فيه بأول ولاية المستنجد و ختمته بآخر إمامة المستعصم- قدس الله روحه-» [1].
فتعيّن لدينا أن هذا التاريخ هو من تصنيف ابن العمراني و أن ابن الكازروني قد ألّف تذييلا عليه، و لو كان ابن العمراني يحمل نسبة غير «العمراني» كابن المتقّنة أو الخوارزمي مثلا لما أغفله ابن الكازروني. و زاد الأمر توكيدا أن ابن الطقطقى المتوفى في حدود سنة 701 ه كان قد نقل منه و ذكر اسم «العمراني المؤرخ» صراحة، و مثله فعل الصلاح الصفدي و ابن شاكر الكتبي [2].
و لعل شمس الدين السخاوي المتوفى سنة 902 ه آخر من ذكره من المؤرخين القدماء فقال: «و جمع الجمال محمد بن على العمراني الإنباء في تاريخ الخلفاء و ذيل عليه ولده سديد الدين يوسف بن المطهر» [3]. و قول السخاوي هذا كان موضع خلاف بين العزاوى و مصطفى جواد- رحمهما الله- فإن مصطفى جواد يرى أن قول السخاوي يجب أن يكون هكذا: «و جمع الجمال محمد بن على العمراني الإنباء في تاريخ الخلفاء و ذيل عليه ولده (و) سديد الدين يوسف بن المطهر» [4].(1/22)
أما العزاوى فيرى أن النص ناقص مبتور و صوابه أن يكون: «و جمع الجمال محمد بن على العمراني ... [و التذبيل لظهير الدين الكازروني إلى آخر أيام المستعصم باللَّه ] و ذيل عليه ولده سديد الدين يوسف بن الظهير» [5]. و استطرد العزاوى للتدليل على صحة رأيه هذا فقال: «في أثناء المطالعة لكشف الظنون في مادة (قانون في الطب) عند الكلام على شرح الكليات المسمى توضيحات القانون للسديد الكازروني ... و هو شرح فرغ من تأليفه في ذي الحجة سنة 745 ه ...
__________________________________________________
[1] مختصر التاريخ 244.
[2] الفخرى 291، الوافي بالوفيات 2/ 535، فوات الوفيات 5/ 145.
[3] الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ 96 و بالنص في مخطوطة لايدن ورقة 60 ب.
[4] مختصر التاريخ 244 حاشية أرقامها 427، و انظر كذلك 21- 22.
[5] مجلة المجمع العلمي العربيّ بدمشق عدد 23، صفحة 50.
الإنباء،ص:23
فعرفنا السديد و هو الكازروني فانكشف المغلق و إن لم يذكر في الإعلان بالتوبيخ أنه ابن المؤلف للتذييل. و إنما هو سديد الدين يوسف بن الظهير الكازروني و لم يكن ابن المطهر كما جاء مصحفا في الإعلان ...» [1] و العجيب في الأمر أن يستنتج العزاوى كل هذه النتائج من تشابه اللقب بين الاثنين و أن حاجي خليفة لم يذكر من الاسم إلا «السديدي الكازروني» فأنّى يكون هذا؟ قال حاجي خليفة في عرض كلامه على شروح كتاب «موجز القانون في الطب» لابن النفيس المتوفى سنة 677 ه:
«و من شروحه شرح السديدي الكازروني، جمع فيه من القانون و شروحه ...».
و ذكر بروكلمان هذا السديد مع شرّاح موجز القانون في الطب (ملحق 1/ 825).
و ذكر أيضا سديد الدين محمد بن مسعود الكازروني المتوفى سنة 758 ه و ذكر له كتبا في المولد النبوي الشريف و غيره و أشار إلى ولده عفيف بن سديد الكازروني و ذكر له كتبا أيضا (ملحق 2/ 262) و لذلك استبعد روزنثال أن يكونا المعنيين في قول السخاوي [2].(1/23)
أما مصطفى جواد- رحمه الله- فلم يأتنا بدليل يثبت رأيه هذا كما حاول العزاوى و نرجح أنه أراد سديد الدين يوسف بن زين الدين على بن المطهر الحلي والد جمال الدين الحسن المعروف بالعلامة المتوفى سنة 726 ه. و قد ذكر ابن المطهر هذا كل من ترجم لولده و منهم من أفرده بترجمة فلم يؤثر عنه أنه كان مشتغلا بغير الفقه الشيعي و كذلك ولده و لو كان له مثل هذا الذيل لما أغفل ولده أو غيره ذكره. و ذكره مستوفى في كتب التراجم الشيعية حيث وصف ب «العلم و الفقه» قال صاحب منتهى المقال:
«يوسف بن على، سديد الدين ابن المطهر الحلي والد العلامة، كان مدرسا فقيها عظيم الشأن و هو من مشايخ ولده و قد أكثر من النقل عنه في كتبه. و لما ورد
__________________________________________________
[1] مقدمة العزاوى الملحقة بنسخته المخطوطة و المحفوظة في مكتبة الآثار ببغداد صفحة 9.
[2]. 5. n. 410. p بن 1968 nedieL, yhpargoirotsiHmi
الإنباء،ص:24
نصير الدين الطوسي الحلة و حضر عنده فقهاؤها سأل عن أعلمهم بالأصول فأشاروا إلى سديد الدين و إلى محمد بن جهم» [1].
ورد في مقدمة العزاوى قوله: «إن نسخة السخاوي التي نوهنا بها هي الموجودة في خزانة لايدن»، و قد سبق له أن قال مثل هذا في مقاله «العمراني و تاريخه» الّذي أشرنا إليه. و لا ندري كيف قرر العزاوى ذلك فإن نسخة لايدن من «الإعلان» نسخة حديثة ترجع إلى القرن الحادي عشر للهجرة و هي ليست بخط السخاوي و إنما بخط «على بن إبراهيم اليماني بلدا الحنفي مذهبا» و هي مثقلة بالتصحيفات و الأخطاء. و قد جاء في الورقة 60 ب ما نصه:
«و جمع الجمال محمد بن على بن عمر (كذا) العمراني الإنباء في تاريخ الخلفاء و ذيل عليه ولده سديد الدين يوسف بن المطهر» [2].
فلربما كان نص السخاوي بهذه الصورة:
«(1/24)
و جمع الجمال محمد بن على بن محمد العمراني الإنباء في تاريخ الخلفاء و ذيل عليه الظهير على بن محمد الكازروني من أول خلافة المستنجد إلى آخر أيام المستعصم و ذيل عليه ولده سديد الدين يوسف بن الظهير».
فلعل جملة «و ذيل عليه» كانت في أحد السطور و تحتها مباشرة الجملة نفسها فأغفل الناسخ سطرا كاملا حين النسخ و مثل هذا يحدث كثيرا، ثم حدث تصحيف في كلمة «الظهير» فصارت «المطهر» و هما قريبتان من بعضهما في الرسم. و بقي هذا الخطأ ينتقل في كل نسخة تنسخ من الإعلان. و هناك نقطة أخرى و هي أنه قد تعين عندنا أن الظهير كان قد ذيل على تاريخ ابن العمراني و أن ابن العمراني كان و لم يزل مجهولا فكيف ولده إن كان له ولد؟ و أحسب أن السخاوي
__________________________________________________
[1] الكربلائي، طبعة طهران 1302، صفحة 335، عمل العامل 40، روضات الجنات 171- 174، مجالس المؤمنين 76، لسان الميزان 6/ 319، الدرر الكامنة 2/ 72، 49.
[2] نسخة لايدن أرقامها 677.
الإنباء،ص:25
قد ذكر اسم ظهير الدين الكازروني كاملا في بداية قوله لذلك لم ير ضرورة في إعادة اسمه كاملا مرة أخرى و اكتفى بلقبه لأن القارئ عنده علم بهذا اللقب.
لقد أرخ ابن العمراني للفترة التي امتدت من البعثة النبويّة إلى أول خلافة المستنجد باللَّه سنة 560 ه و بعدها اعتذر ببعده عن العراق و عدم تحققه مما يؤرخ. و قد حدد ابن العمراني منهجه التاريخي في مقدمته للكتاب فقال: «فإنّي ذاكر في كتابي هذا طرفا من أخبار الدولة العباسية ... و أبتدئ بذكر سيد البشر ... ثم بعده بالأئمة الأربعة ثم من أفضى إليه الأمر بعدهم من بنى أمية إلى أن عاد الحق إلى أهله».(1/25)
فذكر نسب النبي- صلّى الله عليه و سلم- و مولده و شيئا من سيرته و أولاده و بناته و أزواجه ثم وفاته و ذكر مواليه و أعمامه و عماته لاتصالهم بالعباسيين. ثم انتقل إلى الخلفاء الراشدين و إلى من تولى من بنى أمية. و الظاهر أنه لا يعترف بخلافتهم لذلك لم يسمهم بالخلافة و إنما بالملوك إلا أنه حين ذكر مدد خلافتهم قال: «و كانت مدة خلافته ...» فلعله فعل ذلك إرضاء للعباسيين. و قد اختصر تراجم الخلفاء من بنى أمية اختصارا مجحفا فلم يحظ واحد منه بأكثر من بضعة أسطر غير عمر من عبد العزيز فقد حظي منه ب 19 سطرا. ثم ذكر من بويع له بالخلافة في أيام بنى أمية فتوسع قليلا في حوادث ابن الزبير و خروج الحسين بن على- رضى الله عنهم- و مقتله و روى شيئا مما كان يدور في حلقات القصاص من إسلام سبعمائة راهب على رأس الحسين. ثم انتقل إلى ذكر خلافة بنى العباس و أورد كثيرا من الحوادث التي حدثت أثناء حكمهم حتى انتهى إلى خلافة المستنجد باللَّه.
و في الكتاب ظاهرتان عجيبتان.
أولاهما: أن الكتاب، كما يظهر، قد كتبه العمراني من «الذاكرة» فلعله كان في وضع لم يتيسر معه الحصول على مصادر مدونة حين كتب الكتاب.
و ثانيتهما: أن ابن العمراني وقف طويلا عند بعض الحوادث التي اتخذت شكلا أسطوريا عند العوام من الناس فروى ما كان يتناقله العوام و هو ما نطلق عليه الآن
الإنباء،ص:26
«(1/26)
الإشاعة». فإذا أصبح الناس و رأوا جثة الرجل الأول في الدولة جعفر البرمكي مصلوبة على جسرى بغداد فلا بد من تعليل و سبب و لا بد من سبب أكبر من إطلاق سراح علوي دون علم الرشيد و هنا جنح الخيال إلى «الشرف» فربطوا مقتل البرمكي بالعباسة و اختلفوا لذلك قصة «رومانتيكية» ترضى الفضول و تشبع التطلع. و ابن العمراني لم يختلق هذه الإشاعات و إنما وجد غيره من المؤرخين من روى مثل هذه فنقلها عنهم إلا أنه أضفى على الحادثة شيئا من خياله دون أن يخل بها فجاء أسلوبه سهلا حلوا يغرى القارئ بمتابعته.
لا يمكننا أن نقول أن ابن العمراني قد اتبع نظاما معينا يصدق على مؤرخ آخر.
و مع هذا فإننا لا نشك في أنه نقل من تاريخ الطبري و الأغاني و تاريخ بغداد و غيرها إلا أنه لم يحاول أن يقلد أيّا من هؤلاء في طريقة عرضه و أسلوب روايته. و لا نشك مرة أخرى في أن جزءا كبيرا من هذا التاريخ نقله ابن العمراني من ذاكرته، و لا بأس أن نورد شيئا من ذلك و نقارنه بما سبقه و قد ذكرت الكثير من ذلك في التعليقات.
(1) جاء في تاريخ بغداد 14/ 10 ما نصه:
«و بعد أن أنشد إسحاق الموصلي قصيدته للرشيد قال: لا تخف إن شاء الله يا فضل أعطه مائة ألف درهم، للَّه درّ أبيات تأتينا بها ما أحسن فصولها و أثبت أصولها.
فقلت: يا أمير المؤمنين كلامك أجود من شعرى، قال: يا فضل أعطه مائة ألف أخرى».
و جاء في كتاب الإنباء، ورقة 23 أ- 23 ب من مخطوطة لايدن ما نصه:
«فقال لي: لا كيف للَّه درك و للَّه در أبيات تجي ء بها ما أحكم أصولها و أحسن فصولها و أقل فضولها. ثم قال: أعطوا أبا محمد مائة ألف درهم. فقلت: يا أمير المؤمنين يحرم عليّ أخذ الجائزة قال: و لم؟ قلت: لأنك مدحتني بأكثر مما مدحتك فكيف يحلّ لي أخذ الجائزة؟ و كلامك و الله أحسن من شعرى. فقال: و هذا الكلام و الله منك أحسن من شعرك و من مدحى لك، أعطوه مائة ألف أخرى».
الإنباء،ص:27
((1/27)
2) جاء في كتاب الفرج بعد الشدة 1/ 148 في حكاية رؤيا المعتضد ما نصه:
«... فدنوت منه فسلمت و قلت: من أنت يا عبد الله الصالح؟ قال: أنا عليّ ابن أبى طالب. فقلت: يا أمير المؤمنين ادع لي. قال: إن هذا الأمر صائر إليك فاعتضد باللَّه تبارك و تعالى و احفظني في ولدى ... فقلت لغلام كان معى في الحبس لم يكن معى غيره من غلماني: إذا أصبحت فامض و ابتع لي فصّا و اكتب عليه: أحمد المعتضد باللَّه. قال: ثم أخذت أقطع ضيق صدري في الحبس بتصفح أحوال الدنيا و إعمال فكرى في عمارة الخراب و وجه فتح المنغلق فيها و تعيين العمال للنواحى و الأمراء للبلدان ثم أخذت رقعة و كتبت فيها بدرا الحاجب و عبيد الله بن سليمان الوزير و فلان أمير البلد الفلاني.
و جاء في كتاب الإنباء ورقة 63 أما نصه:
«... رأيت في منامي و أنا محبوس أمير المؤمنين عليّ بن أبى طالب- عليه السلام- يقول لي: أمر الخلافة يصل إليك فاعتضد باللَّه و أكرم أولادي. قال: فانتبهت و دعوت الخادم الّذي كان يخدمني في الحبس و أعطيته فص خاتم كان في يدي لأنقش عليه: المعتضد باللَّه أمير المؤمنين، فقال لي: يا سيدي هذه مخاطرة بالنفس من أبيك و عمك، أين نحن من الخلافة؟ و أين الخلافة منا؟ و إنما غاية مأمولنا أن نتخلص من هذا الحبس و نشم الهواء و تسلم لنا نفوسنا. فقلت له: لا تهذ و امض و افعل ما آمرك به فإن أمير المؤمنين عليّا ولّانى الخلافة و هو لقّبنى المعتضد. فمضى و عاد إليّ بعد ساعة و الفص معه و عليه مكتوب «المعتضد باللَّه أمير المؤمنين» بأوضح خط و أبينه.
فقلت له: اطلب لي دواة و كاغدا فجاءني بهما فجعلت أقسم الدنيا و أرتب الأعمال و أولى العمال و الولاة و أصحاب الدواوين ...».(1/28)
هذه بعض الأمثلة و أمثالها كثير، و نحن بعد هذا كله بين أمرين، إما أن ابن العمراني كان يكتب من ذاكرته و أنه كان يحفظ تواريخ بكاملها، و إنه حين كتب كتابه هذا لم تتيسر له المصادر لينقل منها إلى كتابه أو أنه أخذ هذه الروايات من
الإنباء،ص:28
رواة غير رواة البغدادي و التنوخي فجاءت بهذه الصورة المختلفة في الألفاظ أو أنه تصرف في نقله من المصادر المتوفرة لديه. إلا أن ابن العمراني نفسه صرّح في نقله رسالة القائم بأمر الله إلى عميد الملك الكندري يخوله فيها أن يكون الوكيل في تزويج أخته أو ابنته من طغرلبك فقال بعد أن أورد قسما منها: «و بعد هذا كلام لم يحضرني الآن». كل هذا و غيره مما يوحى أنه كان يكتب من ذاكرته و ليس من نص مكتوب. و هناك أدلة أخرى تؤيد زعمنا هذا و تظهر في الأخطاء التاريخية الواردة في بعض الأخبار التي رواها و منها:
(1) وقوع اضطراب في التسلسل التاريخي لمقتل كل من الحسين بن عليّ- رضى الله عنه- و عبيد الله بن زياد و المختار بن أبى عبيد و مصعب بن الزبير، فلو كان ينقل من مصدر مدوّن لما وقع في مثل هذا الخطأ. (انظر التعليقات رقم: 50).
(2) اسم عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبى طالب الّذي جاء عنده «عبد العزيز» و لما كان الكازروني ينقل من الإنباء فقد وقع في الخطأ نفسه (مختصر التاريخ صفحة 110). (التعليقات رقم 54، 68).
(3) في حكاية مقتل جعفر البرمكي قال: «... و مضى و أنا معه و عبرنا الجسر حتى انتهينا إلى دار الخلافة فدخل من باب الشط ...» فإن المعروف أن جعفر البرمكي قتل بالأنبار بدير العمر و حملت جثته و صلبت على جسور بغداد.
(انظر التعليقات رقم: 154).
((1/29)
4) و جاء في ترجمة المهدي: «و سافر المهدي إلى الجبال في سنة ثمان و ستين و مائة و وصل إلى ماسبذان و استطاب المكان ... و نفذ إلى أم ولده الخيزران فاستدعاها فقدمت عليه ... فلما كان اليوم الثالث من قدومها حكى على بن يقطين قال: اليوم أكل المهدي و أكلنا معه ثم قال لي: أريد أن أنام ساعة فلا تنبهونى حتى أنتبه لنفسي و مضى و نام و نمنا فانتبهنا بصوت بكائه فجئناه و قلنا: ما أصابك يا أمير المؤمنين؟ قال: بينا أنا نائم إذ رأيت شيخا ...». فإن ابن العمراني قد خلط بين
الإنباء،ص:29
رؤيا المهدي التي رآها في قصره بالرصافة و بين موته في ماسبذان. فقد نقل رواية على ابن يقطين التي أوردها اليعقوبي و الطبري و الخطيب البغدادي و أجمعوا على أنها حدثت في قصره بالرصافة فربطها ابن العمراني بموته و لم يكتف بل أكّد حدوثها بماسبذان فقال: «و ما لبث بعد ذلك إلا ثلاثة أيام ...». فلو كان ينقل من نص مكتوب لما وقع في مثل هذه الأخطاء. (انظر: رقم 108 من التعليقات).
(5) في موت القاسم بن الرشيد قال: «و مات القاسم في حياة الرشيد»، فإن القاسم لم يمت في حياة الرشيد و إنما توفى سنة ثمان و مائتين (انظر: رقم 145 من التعليقات).
و هناك أدلة مثل هذه تجدها في ثنايا التعليقات الملحقة بالكتاب أشرت إلى مواضعها. و الظاهرة الأخرى في الكتاب هي شغف ابن العمراني الشديد في رواية ما يدور من قصص اتخذت شكلا أسطوريا عند العوام ففي روايته حوادث قتل الحسين بن على- رضى الله عنهما- أورد رواية أبى مخنف لوط بن يحيى ثم زاد عليها و على رواية الطبري المختصرة و لا بأس أن نورد هذه الروايات لنرى مدى التوسع الّذي طرأ على هذه القصة و غيرها:
قال الطبري في حوادث قتل الحسين: «... فأقبل به (رأس الحسين) ...(1/30)
فأتى منزله فوضعه تحت إجانة في منزله ... فقالت زوجته: فو الله ما زلت انظر إلى نور يسطع مثل العمود من السماء إلى الإجانة و رأيت طيرا بيضا ترفرف حولها» (حوادث سنة 61).
و قال أبو مخنف: «فلما جن الليل رفعوا رأس الحسين إلى جانب الصومعة فلما عسعس الليل سمع الراهب دويّا كدوىّ الرعد و تسبيحا و تقديسا و استأنس من أنوار ساطعة فأطلع الراهب رأسه من الصومعة فنظر إلى رأس الحسين و إذا هو يسطع نورا إلى عنان السماء و نظر إلى باب قد فتح من السماء و الملائكة ينزلون كتائب و يقولون:
السلام عليك يا ابن بنت رسول الله، السلام عليك يا أبا عبد الله، فجزع الراهب جزعا
الإنباء،ص:30
شديدا، فلما أصبحوا ...» و تستمر الرواية التي نسبت إلى أبى مخنف حتى تنتهي بإسلام الراهب على رأس الحسين [1].
و قال ابن العمراني: «... فاحتز رأسه و وضعه في مخلاة فيها تبن و حمله إلى عبيد الله بن زياد فنفذه عبيد الله على هيئته تلك إلى يزيد ... فلما كان الرسول في بعض الطريق و أجنّه الليل عدل إلى دير فيه رهبان فبات فيه. فحين انتصف الليل قام بعض الرهبان لشأنه فرأى عمودا من نور متصلا بين تلك المخلاة و بين السماء فتقدم إلى المخلاة و فتشها فوجد الرأس فيها فقال: لا شك أن هذا رأس المقتول بكربلاء فمضى و أخبر بقية الرهبان. فحين جاءوا و رأوا تلك الصورة أسلموا كلهم على الرأس و جعلوا الدير مسجدا و كانوا سبع مائة راهب».
لقد خلط ابن العمراني بين رواية الطبري و رواية أبى مخنف و زاد عليهما و لعل هذه الزيادة ليست من صنعه فلعله روى ما سمع، و ليس غريبا أن يصبح الراهب الواحد سبعمائة راهب لأن عنصر إثارة الرغبة في القارئ كان مقصودا و متعمدا. و إن عنصر المبالغة ليس جديدا في قصة يتداولها العوام و يرويها القصاص في المساجد و الطرقات.
و لا بأس أن نروى مثل هذه المبالغة في خبر آخر:(1/31)
قال الخطيب البغدادي: «حدثنا ... بن يحيى بن معاذ عن أبيه قال: كنت أنا و يحيى بن أكثم نسير مع المعتصم و هو يريد بلاد الروم، قال: فمررنا براهب في صومعته فوقفنا عليه و قلنا: أيها الراهب، أ ترى هذا الملك يدخل عمّورية؟ فقال: لا، إنما يدخلها ملك أكثر أصحابه أولاد زنا. قال: فأتينا المعتصم فأخبرناه فقال: أنا و الله صاحبها، أكثر جندي أولاد زنا إنما هم أتراك و أعاجم» (تاريخ بغداد 3/ 344- 345).
و روى ابن العمراني: «... و اجتاز بين أنقرة و عمّورية بدير و على سطح الدير راهب قد أتت عليه السنون فكلمه و هو لا يعرفه فقال له: يا راهب كم أتى عليك من
__________________________________________________
[1] مصرع الشين في قتل الحسين. مخطوطة لايدن، ورقة 128 أ. و أبو مخنف مطعون في عدالته.
الإنباء،ص:31
العمر؟ قال: رأيت المسيح بن مريم. فقال له المعتصم: هل وجدت في كتب الملاحم التي تكون عندكم أن مدينة عمّورية يفتحها أحد من المسلمين؟ قال: حيث كتبت الملاحم ما كان أحد من المسلمين و إنما رأيت في كتب الملاحم أنه لا يفتحها إلا أولاد الزنا. فقال المعتصم: الله أكبر عسكري كلهم الأغلب عليهم الأتراك و الأتراك كلهم أولاد الزنا.».(1/32)
فقد تحول الراهب الواحد عند أبى مخنف إلى سبع مائة عند ابن العمراني و يحيى ابن معاذ و يحيى بن أكثم أبدلهم ابن العمراني بالمعتصم ليزيد استهواء القارئ و إلا فمن غير المقبول عقلا أن يرى راهب يعيش في زمن المعتصم- المسيح بن مريم و بينهما أكثر من 800 سنة. من كل هذا يمكننا أن نقول إن ابن العمراني قد كتب تاريخه هذا للعوام من الناس و سوقتها فضلا عن خواصها و إنه كان متأثرا، إن لم يكن مشاركا، بحلقات القصاص التي توسعت في عصره إلى درجة كبيرة مما اضطر معها ابن الجوزي المتوفى سنة 597 ه أن يكتب كتابه «القصاص و المذكرين» للتفريق بين القاص و الواعظ و المذكر فقال: «إن عموم القصاص لا يتحرون الصواب و لا يحترزون من الخطأ لقلة علمهم و تقواهم» [1]. فمما لا ريب فيه أن ابن العمراني قد روى ما سمعه من أفواه العوام، و هنا تكمن أهمية هذا الكتاب لأن ابن العمراني كان أمينا في نقل ما كان يدور على ألسنة العوام من الناس و هو بهذا حفظ لنا تفسيرهم لبعض الحوادث التاريخية التي رواها المؤرخون بشكل آخر، فالكتاب كتاب تاريخ «فولكاورى» و سياسى معا. و هو بعد هذا كتاب تاريخ و أدب و سياسة رواه مصنفه بأسلوب فصيح سلس فيه عذوبة و خلابة تقرب كل القرب من لغة متأدبي كتاب الدواوين و هو إلى ذلك ينقل لنا كثيرا من الألفاظ البغدادية الأصيلة التي ما تزال تجرى على ألسنة الظرفاء و المتظرفين من متأدبي بغداد لما فيها من حلاوة في الأدب و طرافة في النكتة و إن كانت لا تخلو من الأدب «المكشوف».
__________________________________________________
[1] كتاب القصاص و المذكرين، تحقيق مارلين شفارتز، بيروت 1971، صفحة 10- 11.
الإنباء،ص:32(1/33)
و لم يقتصر مؤرخنا على كتب التاريخ وحدها ينقل منها ما يشاء إلى كتابه بل تعداها إلى كتب النوادر و المتعة كنشوار المحاضرة و الفرج بعد الشدة للتنوخى و لطائف المعارف و ثمار القلوب للثعالبي و دواوين الشعراء و كتب تراجمهم كطبقات الشعراء لابن المعتز و الأغاني لأبى الفرج الأصفهاني و غيرها، و قد أشرت إلى ذلك كله في محال ورودها. ثم أورد في كتابه الحوادث السياسية و ما دار من دسائس القواد و رؤساء الجند من الأتراك و الديالم و خفايا دار الخلافة بأسلوب المؤرخ الواثق مما يروى، و هو في الوقت نفسه كان يحسب لقارئه حسابا فأشفق من ملله من التاريخ السياسي و سرد حوادث السنين كما فعل الطبري و غيره فأورد له في ثنايا كلامه بعض النكت الأدبية و الحكايات التي تدور حول الخلفاء و ما قيل من شعر في بعض الوزراء مما يغمزون به، و لم ينس أن يورد أنا شيد العامة أو تعليقاتهم إذا ما شهر وزير منكوب أو خارجي مأسور، كقول صبيان بغداد حين شهر ابن زهمويه:
أيا وزير الوزرا كذا تقاد الأسرا
أو غناء العامة في أسواق بغداد حين أخفق رسول الخليفة سديد الدولة ابن الأنباري في دفع السلطان محمود بن ملك شاه من دخول بغداد:
يا جلال الدين ذا شرح يطول و ابن الأنباري فما يرجع رسول
و القرايا كلها صارت تلول تزرع الكر و تحصد كارتين
فإن في هذا الغناء من الهجاء الدفين ما لا يخفى على اللبيب. أورد كل ذلك ليطرد السأم عن قارئه و ليغريه بالمتابعة، لهذا لا يحسّ القارئ معه بغرابة لما يورد أو نبوّ لما يروى في مكانه.
و مع هذا كله فالكتاب ليس كتابا في النوادر كما شاء دى خويه، مصنف فهرس المخطوطات العربية القديم في لايدن، أن يسميه و تبعه بروكلمان و منه نقل هلموت رتر هذه التسمية و أضاف: «و من الكتب التي تعنى بالنوادر أكثر مما تعنى بسرد الوقائع التاريخية» كتاب الإنباء في تاريخ الخلفاء «الّذي كتبه محمد
الإنباء،ص:33(1/34)
العمراني في عهد المستنجد باللَّه الّذي تلا المقتفى في الحكم (555 ه- 566 ه) و توجد نسخ من هذا الكتاب في مكتبة فاتح تحت رقم 4189 و مكتبة ولى الدين تحت رقم 2360. و لم يهتم المؤرخون حتى الآن كثيرا بأمثال هذه الكتب غير أنى أعتقد أنها لا تخلو من فوائد لأنها تعطينا صورة حية عن الحياة (كذا: يعنى للحياة) الاجتماعية في بلاطات الملوك لذلك العهد خلافا لأكثر كتب التاريخ التي لا تعنى إلا بسرد الوقائع السياسية و الوفيات فحسب» [1].
من قول رتر هذا نستخلص أنه لم ير الكتاب أو في الأقل لم يقرأه و إنما ردد ما قاله بروكلمان [2] الّذي نقل هذا القول من فهرس دى خويه [3] الّذي قال: «إن الكتاب ذو فائدة قليلة» بيد أنه تراجع عن قوله هذا في الفهرس الثاني له حيث قال:
«إن للكتاب أهمية كبيرة في التعرف على التاريخ الأموي و العباسي بالرغم من وضوح ميل مصنفه للعباسيين و اهتمامه الكثير بالحكايات و النوادر و شعر المجون» [4].
و نقطة أخرى لا تخلو من فائدة في عرضها و هي أن رتر و أمثاله من المستشرقين يرى «أن تحقيق النصوص التاريخية هو عمل «فيلولوجى» و طريقة هذا العمل تطورت في المائة سنة الأخيرة على أيدي محققي النصوص «الكلاسيكية» اليونانية و اللاتينية ... الذين يهتمون في هذه الحلقات بإيضاح المتون و فحص اختلاف روايات المتون و استخراج الصحيح منها ... و لما جاء «الفيلولوجى» العربيّ متأخرا عن «الفيلولوجى الكلاسيكى» كان لا بد له من أن يستقى منه و يتبع الطرق التي كشف هو عنها» (مجلة الأبحاث صفحة 359- 361).
__________________________________________________
[1] مجلة الأبحاث، السنة 12، الجزء 3، أيلول 1959، صفحة 364- 365، بيروت.
[2] ملحق 1/ 586.
[3] لايدن 1851 صفحة 162.
[4] لايدن 1907 صفحة 48- 49.
الإنباء،ص:34
و عرضت رأى رتر هذا على صديقي شورد فان كوننكزفيلد، أمين قسم المخطوطات العربية في مكتبة جامعة لايدن، فكتب ما يأتى:(1/35)
كلمة «فيلولوجى» معناها: الدراسة العلمية الشاملة لأية لغة، و تشمل إطار بنائها و تطور اشتقاقاتها و تاريخ هذا التطور و علاقة هذه اللغة بغيرها من اللغات و مدلول هذه العلاقة و اختلافه بالنسبة لهذه اللغة أو تلك، و إن تحقيق النصوص ليس عملا «فيلولوجيا» فقط و إن كان جزءا مهما منه، أما إن المحقق (و لا أريد أن استعمل «الفيلولوجى») العربيّ جاء متأخرا عنالمحقق التقليدي (و لا أقول «الكلاسيكى») الغربي ففيه أكثر من سؤال لأن دارسى المخطوطات العربية لا يمكن أن يركنوا إلى رأى رتر هذا لأنه من الخطأ الكبير الظن أن العرب، و بقدر ما يتعلق الأمر بتحقيق المخطوطات، كانوا يتّبعون خطى المحققين الغربيين مع أنهم يفعلون ذلك في وقتنا هذا. فإنه على النقيض من ذلك تماما لأن المشتغلين بالمخطوطات العربية يعرفون جيدا كم كان العرب يعنون بإخراج النصوص الصحيحة الموثوقة الثابتة عناية تفوق ما يفعله محققو اليوم من العرب أو المستشرقين، و إليك أمثلة قليلة من كثيرة تجدها في نفائس مخطوطات لايدن العربية:
(1) مخطوطة الألفاظ الكتابية لعبد الرحمن بن عيسى الهمذانيّ (المتوفى سنة 320/ 922) بخط عالم بغداد موهوب بن أحمد بن محمد بن خضر الجواليقيّ (المتوفى سنة 539/ 1144) و الغريب أن هذه النسخة لم تستعمل في الطبعات العديدة للكتاب مع أنها قوبلت و صححت على نسخة بخط ابن خالويه نفسه و على نسخة سماها الجواليقي «نسخة أخرى» إضافة إلى ذلك فإن الجواليقيّ قابل هذه النسخة مع النسخة التي نقل منها و أصلح كل خطأ حدث فيها و علقه في الحاشية و هذا الشي ء المعهود و المعروف عند العرب و هو ما يسمى ب «المقابلة». فإن ما فعل الجواليقيّ قبل ثمانية قرون هو بالضبط ما نفعله الآن، و هذا العمل يدور حول تجميع النسخ المخطوطة لأى كتاب و مقابلتها مع بعضها و بالتالي إخراج نص موثوق صحيح منها. (رقم المخطوطة في لايدن 1070 RO).
الإنباء،ص:35
((1/36)
2) مخطوطة كتاب وفيات الأعيان لابن خلكان (المتوفى سنة 681/ 1282).
الشي ء الّذي لا يعرفه كثير من الباحثين هو أن ابن خلكان، و بعد أن أنهى تصنيف الوفيات و دفعها إلى الوراقين، قد احتفظ بنسخة من كتابه هذا فأضاف إليها و أصلح فيها الكثير و قد آلت هذه النسخة أخيرا إلى المتحفة البريطانية (رقمها 25735. ddA) و من مقارنة هذه النسخة مع النسخ المخطوطة و المطبوعة منها نجد أن نسخة لندن تحتوى على زيادات كثيرة لا توجد في ما لدينا من بعض نسخ الوفيات. و في لايدن نسخة من الوفيات تشبه تلك التي في لندن إلا أن إضافات نسخة لايدن كتبت بخط حديث مما يعطينا الدليل على أن العرب كانوا على علم بما نسميه اليوم «نقد النص» و أنهم قد عنوا كثيرا بحفظ النصوص و طريقة إخراج أصح نص منها. و هذه النسخة للأسف الشديد لم تستعمل أيضا في نشر كتاب الوفيات حتى الآن. (رقمها 193. dacA).
(3) و هناك دليل آخر أكثر نصوعا و إقناعا و هو «الإجازات» و هذه نراها غالبا ملحقة بالمخطوطات و تعنى أن هذا الكتاب قد قرئ على مصنفه أو راويه فوجده صحيحا فأجاز روايته لغيره و أن هذه الإجازة في حقيقتها ليست كما نسميه اليوم «حقوق الطبع» و لكنها حلقة قوية في سلسلة حلقات نقل النص صحيحا بالرواية (انظر مقال الدكتور صلاح الدين المنجد حول الإجازة) [1].
(4) من هذه الأمثلة القليلة و أمثالها كثيرة يظهر بوضوح أن العرب قد أوجدوا الأسس و القواعد الأولى لتحقيق النصوص الحديث و لعل أحسن مثال يمكن أن يورد هنا ما نجده في نهاية مخطوطة أشعار الهذليين (رقمها 549. RO) فقد ورد ما نصه:
__________________________________________________
[1] إجازات السماع في المخطوطات، مجلة معهد المخطوطات العربية، المجلد الأول الجزء الثاني لسنة 1375/ 1955 صفحة 232- 251.
و انظر كذلك مقالة محمد مرسى الخولي في المجلة نفسها المجلد العاشر، جزء 1، 1964 صفحة 167.
الإنباء،ص:36
«(1/37)
من أشعار الهذليين عن أبى سعيد السكرى- رحمة الله- و الحمد للَّه أولا و آخرا و صلى الله على سيدنا محمد النبي و آله و سلم تسليما، كنت ابتدأت بكتابة هذا الكتاب منذ مدة طويلة فكتبت المجلد الأول و قرأته على شيخنا أبى منصور ابن الجواليقيّ أمتع الله به ثم تركت و عدت إلى الكتابة و القراءة فكان مدة ذلك بضع عشرة سنة آخرها آخر شعبان سنة تسع و ثلاثين و خمس مائة و كتب محمد بن على العتّابيّ».
و في الزاوية اليسرى من الصفحة كتب:
«كتبته من خط السمسمى و قابلت به نسخة الحميدي و بعضه مقابل بنسخة شيخنا (يعنى الجواليقيّ) التي بخط يده و بغيرها من النسخ الموثوق بها فصحت بحمد الله و منته».
و بعد، أ يصح لنا أن نقول: إن المحقق العربيّ جاء متأخرا؟.
و كلمة أخيرة: فإن الأرقام المحصورة بين عاضدتين مثل [1 أ] تشير إلى مخطوطة لايدن لأنها أكمل من مخطوطة فاتح و قد استعنت بها على تقويم النص الوارد في نسخة فاتح، أما إذا تعارض النصان فقد اخترت ما رأيته أصوب و أجرى مع المعنى و إنك واجد هذا كله في جريدة اختلاف القراءات.
الإنباء،ص:37
مصادر الكتاب:
ذكر ابن العمراني مصدر بن فقط صراحة من المصادر التي استقى منها أخباره و هما:
(أ) كتاب الأوراق للصولي نقل منه خبرين، أولهما لابن المعتز و ما جرى له و كان الصولي نفسه حاضرا (خلافة المقتدر ورقة 74 ب) و خبرا آخر للراضى مع الصولي نفسه لأنه كان مؤدب الراضي (انظر: أخبار الراضي و المتقى 77- 78)، (التعليقات رقم: 456).
(ب) كتاب الوزراء الضائع للصولي أيضا (انظر: خلافة المكتفي 71 ب).
و يظهر أنه نقل الكثير من كتابي الصولي هذين و من مصادر أخرى لم يصرح بها و من المرجح أنه نقل من المصادر الآتية إما مباشرة أو من مصادر نقلت منها:
((1/38)
1) تاريخ اليعقوبي. (2) تاريخ الطبري. (3) كتاب الوزراء و الكتاب للجهشياريّ. (4) كتب القاضي التنوخي: الفرج بعد الشدة و كتاب نشوار المحاضرة. (5) كتاب الأغاني لأبى الفرج الأصفهاني. (6) كتب الثعالبي: ثمار القلوب و لطائف المعارف. (7) تاريخ بغداد للخطيب البغدادي. (8) صلة تاريخ الطبري لعريب القرطبي، و ذلك للتشابه الواضح بين بعض الأخبار الواردة في الإنباء و مثيلاتها في هذه المصادر، و لما كان ابن العمراني متأخرا زمنيا عن كل هؤلاء فإنه من المعقول أن ينقل من كتبهم أو أنهم استقوا جميعا من مصادر مشتركة، إلا أنه من المرجح جدا أن ابن العمراني نقل كثيرا من تاريخ الطبري و نشوار المحاضرة و كتب الصولي، لأن التنوخي و الصولي يبرزان في كتاب الإنباء لأن مشربيهما في رواية الحوادث يشبهان مشرب ابن العمراني، و قد أشرت إلى هذا النقل و تشابه الروايات في مواضعها.
الإنباء،ص:38
و نقل من الإنباء كثير من المؤرخين الذين جاءوا بعده فمنهم من ذكره صراحة و هم:
(1) ابن الطقطقى في كتابه الفخرى في الآداب السلطانية فقد ذكر اسم العمراني مرة واحدة و نقل منه كثيرا (انظر صفحة 290 طبعة باريس) و انظر التعليقات رقم 1570.
(2) الصلاح الصفدي في الوافي بالوفيات ذكره مرة واحدة أيضا (انظر ج 2/ 535).
(3) ابن شاكر الكتبي نقل من الصفدي ما نقله من تاريخ ابن العمراني (انظر الفوات 5/ 145).
و من المؤرخين من لم يذكر ابن العمراني صراحة و نقلوا من كتاب الإنباء، و هم:
(1) العماد الأصفهاني المتوفى سنة 597 ه في كتابه «نصرة الفترة و عصرة القطرة» الّذي اختصره البنداري و سماه زبدة النصرة و نخبة العصرة، نقل نصا طويلا تجده في صفحة 74- 75، و انظر: الإنباء ورقة: 103 أ- 103 ب نسخة لايدن، لأن العماد الأصفهاني انتهى من تأليفه سنة 579 ه [1].
((1/39)
2) ظهير الدين الكازروني المتوفى سنة 697 ه نقل من كتاب الإنباء نصوصا كثيرة إلى كتابه «مختصر التاريخ» و كتب ذيلا عليه و من مختصر التاريخ نقل عبد الرحمن سنبط قنيتو الإربلي إلى كتابه خلاصة الذهب المسبوك.
(3) ابن أبى عذيبة المتوفى سنة 856 ه نقل منه كثيرا إلى كتابه «تاريخ دول الأعيان» الّذي لم يزل مخطوطا. انظر: مقالة العزاوى «العمراني و تاريخه» صفحة 36، «ابن أبى عذيبة و تاريخه» صفحة 316. و كتابه «التعريف بالمؤرخين» صفحة 129، 248. و أصل تاريخ ابن أبى عذيبة المخطوط في بعض خزائن
__________________________________________________
[1] زبدة النصرة 136، و عن الاختلاف في قراءة «نصرة الفترة و عصرة القطرة»، انظر: مقدمة بهجة الأثري في كتاب خريدة القصر (القسم العراقي) 1/ 73.
الإنباء،ص:39
المخطوطات (انظر: مجلة الهلال 28/ 617، 710، 926، 30/ 862) و من إحدى هذه النسخ توجد مصورة في مكتبة الآثار ببغداد كانت ملكا للعزاوى.
و قد استفاد بعض المستشرقين و غيرهم من مخطوطة لايدن في نشرهم بعض النصوص التاريخية العربية و هم:
(1) دى يونك و دى خويه في نشرهم الجزء الثالث من كتاب العيون و الحدائق في أخبار الحقائق، المطبوع في لايدن سنة 1869، و اسم الكتاب كما ظهر لي بعد كشف الورقة الملصقة على صفحة العنوان «تاريخ الخلفاء من كتاب العيون و الحدائق و مضمار الحقائق».
(2) دى يونك في نشره كتاب لطائف المعارف المطبوع في لايدن سنة 1867.
(4) دوزى في نشره معجمه المشهور و المطبوع في لايدن سنة 1877.
(5) لامانس في مقالة عن زياد بن أبيه.
4 بن ilatneirOidutsil, ni, ihibAnbidaiZ, snemmaLH 693- 653 dna 250- 99 بن 45- 1. P [2: 19 amoR] (6) هوتسما في نشره كتاب تاريخ اليعقوبي المطبوع في لايدن سنة 1883.
((1/40)
7) و ذكره كل من بروكلمان (ملحق 1/ 586)، و هلموت رتر في مقاله المنشور في مجلة الأبحاث اللبنانية، و فاروق عمر في كتابه «الخلافة العباسية بين سنة 132- 170 هجرية و المطبوع في بغداد سنة 1969 (باللغة الانكليزية) ص: 50، حيث قال: «إن المؤلف كان تركيا في الأصل لأنه أورد حديثا نبويا في مدح الأتراك لكونهم أنصار العباسيين»، و لم يفطن إلى أنه وصمهم ب «أولاد الزنا» في حديثه على خلافة المعتصم و فتح عمّورية.
و ذكر الكتاب و مؤلفه المستشرق كلود كاهن حين وصف بعض المخطوطات التاريخية في مكاتب إستانبول فقال: «كان ابن العمراني يعرف ابن حمدون (يعنى:
صاحب التذكرة) و قد اقتبس من الصولي و من محمد بن عبد الملك الهمذانيّ
الإنباء،ص:40
(ت 521)»، ثم استطرد في وصف مخطوطة فاتح فقال: «إن الأوراق الأولى ممزقة و في المخطوطة فراغ لسقوط بعض الأوراق بين أبى بكر و عمر بن عبد العزيز»:
teetpygE IeiryStnanrecnoc, nehaC. IC. 337 p بن 1936 seuqimalsIsedutE, eimatoposeMaI لقد اقتبس ابن العمراني فعلا من كتب الصولي كما بيّنا من قبل، أما إنه اقتبس شيئا من تكملة تاريخ الطبري لمحمد بن عبد الملك الهمذانيّ أو إنه كان يعرف ابن حمدون فليس في الكتاب دليل يثبت هذه الدعوى، و من ثم فإن الأخبار التي رواها بنو حمدون، ندماء الخلفاء، فمروية في أكثر كتب التاريخ و النوادر و قد أشرت في التعليقات إلى مناجم ورودها.
أما قول كاهن: «في المخطوطة فراغ بين أبى بكر و عمر بن عبد العزيز» فليس كذلك فإن الناقص من المخطوطة يبدأ من منتصف الكلام على مولده (ص) إلى بداية الكلام على أعمامه ثم من بداية خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنه إلى «أنت أحوجتنى ..» من خلافة مروان بن الحكم. ثم سقط قسم من خلافة عمر بن عبد العزيز لا يزيد على السطرين و الساقط من المخطوطة لا يزيد على ورقتين، إضافة إلى الحروم الكثيرة بفعل الماء و الإهمال في الأوراق الأربع الأولى.(1/41)
الإنباء،ص:41
الإنباء في تاريخ الخلفاء محمد بن على بن محمّد المعروف بابن العمراني المتوفى سنة 580 هجريّة تحقيق و تقديم الدكتور قاسم السّامرائى
الإنباء،ص:43
[مقدمة]
بسم الله الرّحمن الرّحيم اللَّهمّ عونك، يا كريم ..
الحمد للَّه المتفرد بالأزلية و القدم، المبدع لكل ما سواه بعد العدم، الّذي لا تحده الصفات، و لا تحويه الجهات، المتفرد بعز جلاله عن مشاركة الأنداد و اتخاذ الصاحبة و الأولاد، و الصلاة على سيد الأمم محمد المبعوث إلى العرب و العجم، و على خلفائه الأربعة الراشدين أهل الجود و الكرم، و على آله و عترته الطاهرين ما اختلفت الأنوار و الظلم، و على عمّه و صنو أبيه العبّاس بن عبد المطلب أبى الخلفاء الراشدين و جد سيدنا و مولا [نا] [1]«1» المستنجد باللَّه أمير المؤمنين، أعزّ الله بدوام دولته الإسلام و المسلمين و جعل كلمة النبوّة باقية في عقبه إلى يوم الدين.
و بعد:
فإنّي ذاكر في [كتا] بى هذا طرفا من أخبار الدولة القاهرة العباسية و فصلا من مناقب الدعوة الهادية الهاشمية- و أبتدئ بذكر سيد البشر و الشفيع [المشفّع ] يوم العرض الأكبر، ثم بعده بالأئمة الأربعة، ثم من أفضى إليه الأمر بعدهم من بنى أميّة إلى أن عاد الحق إلى أهله و رجع إلى من هو أولى به و هم آل النبي- عليه الصلاة و السلام- و بنو عمّه و ورّاث علمه و أمناؤه على وحيه، القائمون بنصرة السنة، و المهديون أهل الرأفة و الرحمة [و] نبدأ بمن بدأ [الله بذ] كره و فضّله على سائر خلقه و هو سيّد المرسلين [1 ب ] و خاتم النبيين، أبو القاسم محمد- صلوات [الله ] عليه و سلامه.
و أنا أذكر نسبه و مولده و أزواجه و جواريه و مواليه و خدمه و أعمامه، ثم الخلفاء الراشدين بعده، ثم أنزل على الترتيب إلى أن أختم الكتاب بالأيام المستنجدية أدامها الله تعالى.
__________________________________________________
[1] راجع التعليقات في نهاية النص.
الإنباء،ص:44(1/42)
نسبه«2»، صلوات الله عليه و سلامه:
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة ابن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. و هذا هو المتفق عليه، و ما بعد عدنان فقد اختلفت الروايات فيه فقال الأكثرون: عدنان بن أدّ بن أدد بن الهميسع بن يشجب بن نبت بن سلامان بن حمل بن قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم بن آزر بن ناحور ابن أشوع بن [ارغو] بن فالخ بن عابر بن شالخ، و هو هود- عليه السلام- بن أرفخشذ بن سام بن نوح بن مالك بن متوشلخ بن أخنوخ و هو إدريس- عليه السلام- ابن يزد بن مهليل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم- عليه السلام- و كان النبي- صلّى الله عليه و سلم- لا يتجاوز عدنان، و يقول: كذب النسّابون بعده.
مولده، صلوات الله و سلامه عليه:
ولد عام الفيل، يوم الاثنين لثمان خلون من شهر [2 أ] ربيع الأول، و أمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة، و تزوج آمنة عبد الله بن عبد المطلب فحملت برسول الله- صلّى الله عليه و سلم- يوم الاثنين و مات أبوه و له ثلاث سنين، و كان في حجر جدّه عبد المطلب و أرضعته امرأة من بنى سعد يقال لها حليمة، و بقي عندها في حيّها إلى أن شبّ و سعى فمضى جده عبد المطلب و أخذه منها و ردّه إلى مكة.
و لما قرب من مكة ضاع منه فتطلبه فوجده تحت شجرة ساجدا نحو الكعبة. فلما أبصره على تلك الحال قال: سيكون لهذا الطفل شأن، ثم أخذه من هناك و ردّه إلى أمه، و لما أتت عليه ست سنين ماتت أمه، و لما أتت عليه ثمان سنين و شهران [و] عشرة أيام توفى جده عبد المطلب فرباه عمّه أبو طالب و كان أخا عبد الله لأبويه، و كان يعرف- صلّى الله عليه و سلم- بين العرب بيتيم أبى طالب. و كان أبو طالب به رفيقا و لذلك وعد الله تعالى بتخفيف العذاب عن أبى طالب و عن حاتم الطائي، ذاك لبرّه برسول الله
الإنباء،ص:45(1/43)
- صلّى الله عليه و سلم- و هذا لجوده و كرمه«3» حتى قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «إنهما يعذبان في ضحضاح من النار». و لما أتت عليه اثنتا عشرة سنة و شهران و عشرة أيام ارتحل به أبو طالب تاجرا إلى الشام. فلما نزل تيماء رآه حبر من [رهبان ] تيماء يقال له بحيرا الراهب، فقال لأبى طالب: من هذا الغلام الّذي معك؟ [2 ب ] قال: إنه ابن أخى فقال له: أ شفيق أنت عليه؟ قال: نعم. قال:
فو الله إن قدمت به الشام ليقتلنه اليهود فإنه عدوّ لهم، فوجّه به إلى مكة. فلما أتت عليه خمس و عشرون سنة و شهران و عشرة أيام خطب إلى خديجة نفسها فحضر أبو طالب و معه عمها«4» و سائر رؤساء مضر و خطب أبو طالب و تزوجها. و كان ولده منها سبعة: القاسم و به كان يكنّى، و الطاهر و كان أيضا يكنّى أبا الطاهر، و الطيب، و فاطمة، و زينب، و رقية، و أم كلثوم. و أتته النبوة و هو في غار حراء و هو ابن أربعين سنة. و أقام بمكة ثلاث عشرة سنة ثم هاجر إلى المدينة فأقام عندهم عشر سنين. و توفى صلوات الله عليه و سلامه بالمدينة و قبره بها في المسجد، في حجرة عائشة أم المؤمنين- صلوات الله عليها- و دفن في موضعه الّذي مات فيه و صلى عليه المسلمون أفرادا، و كفّن«5» في ثلاثة أثواب بيض ليس فيها قميص و لا عمامة و لا سراويل«6»، و سوى لحده و تولى غسله عليّ و العباس و الفضل بن العباس و قثم ابن العباس و أسامة بن زيد مولاه و شقران مولاه، و دخل«7» قبره عليّ و الفضل و قثم و شقران، و سجى ببرد حبرة. و مات صلى الله عليه و سلم و له ثلاث و ستون سنة، و كان مولده يوم الإثنين، و نبّئ يوم الإثنين لأيام خلت من ربيع الأول، و هاجر يوم الاثنين، و مات يوم الاثنين مستهل ربيع الأول و دفن ليلة الأربعاء و كانت مدة مرضه أربعة [3 أ] عشر يوما- صلوات الله عليه و على آله و أصحابه و أزواجه الطاهرين الطيبين الأكرمين، صلاة دائمة أبدا سرمدا إلى يوم الدين.
الإنباء،ص:46(1/44)
أزواجه- صلى الله عليه و سلم-:
خديجة، بنت خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصىّ بن كلاب، و هي أول امرأة تزوج بها و هو ابن خمس و عشرين سنة، و ماتت قبل الهجرة بثلاث سنين، و لم يتزوج في حياتها غيرها، فبقيت عنده قبل الوحي خمس عشرة سنة، و ماتت و لرسول الله- صلى الله عليه و سلم- تسع و أربعون سنة سنة و ثمانية أشهر.
سودة بنت زمعة«8»، بن قيس بن عبد شمس بن عبد ودّ بن النضر بن مالك ابن حسل بن عامر بن لؤيّ بن غالب، تزوج بها بعد خديجة.
عائشة بنت أبى بكر الصديق«9»- رضى الله عنهما- لم يتزوج بكرا غيرها، تزوجها بمكة و هي بنت ست سنين و بنى بها بعد الهجرة بسنة و هي بنت تسع سنين، و ماتت سنة ثمان و خمسين من الهجرة.
حفصة بنت عمر بن الخطاب«10» تزوجها قبل الهجرة بسنتين و توفيت بالمدينة في خلافة عثمان بن عفان.
زينب بنت خزيمة«11» بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد الله بن عبد مناف ابن هلال بن عامر بن صعصعة، و توفيت في حياة رسول الله- صلى الله عليه و سلم-.
أم سلمة«12»، بنت أبى أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
زينب [3 ب ] بنت جحش«13»، كانت أول نسائه موتا.
جويرية بنت الحارث«14» بن أبى ضرار، من بنى المصطلق.
أم حبيبة بنت أبى سفيان«15» صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس.
صفية بنت حيىّ بن أخطب«16» من بنى النضير، من ولد هارون بن عمران، و هي آخر أمهات المؤمنين موتا.
ميمونة بنت الحارث«17»، و هي خالة عبد الله بن العباس.
عمرة«18».
و كان صداق نسائه- صلى الله عليه و سلم- خمس مائة درهم ورقا.
الإنباء،ص:47
أسماء جواريه- عليه السلام-:
مارية القبطية، و أم أيمن«19»، و كانت حاضنته، و زوجها زيد بن حارثة و هي أم أسامة بن زيد، و رضوى، و سلمى.
مواليه«20»- صلى الله عليه و سلم-:
زيد، بركة، أسلم، أبو كبشة، أنسة، ثوبان، شقران، يسار، فضالة.(1/45)
أبو مويهبة، سفينة، [أبو] رافع. و خدمه من الأحرار، أنس بن مالك، [هند] و أسماء، ابنتا خارجة.
و أما أولاده- صلى الله عليه و سلم-:
فإنّهم كانوا كلهم من خديجة [و] قد مضى ذكرهم إلا إبراهيم وحده فإنه ابن مارية القبطية.
أعمامه، صلوات الله عليه و سلامه-:
حمزة سيد الشهداء، أبو لهب و اسمه عبد العزّى، ضرار، الزبير، المقوم، الحارث، الغيداق، العباس، أبو طالب، قثم.
عماته«21»- صلى الله عليه و سلم-:
أميمة، أم حكيم و هي البيضاء، برّة، عاتكة، صفية أم الزبير [4 أ] بن العوام، أروى.
الخلفاء الراشدون بعده«22»
[فسيدهم و أفضلهم و أعلمهم الّذي قدمه الله و رسوله- صلى الله عليه و سلم ] [1]«23»
أبو بكر الصديق- رضى الله عنه-:
هو أبو بكر، عبد الله بن عثمان بن عمرو ابن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب بن لؤيّ بن غالب، بويع له يوم وفاة المصطفى- صلوات الله عليه و سلامه- في سقيفة بنى ساعدة بنص النبي- صلى الله عليه و سلم- حين قدمه للصلاة، و حين قال: أقيلونى لست بخيركم، قالوا: و الله لا نقيلك و لا نستقيلك، رضيك رسول الله- صلى الله عليه و سلم- لديننا أ فلا نرتضيك لدنيانا؟
__________________________________________________
[1] ما بين العاضدتين [] لم يرد في نسخة فاتح.
الإنباء،ص:48
و توفى لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة من الهجرة، فكانت خلافته سنتين و أربعة أشهر و عشرة أيام، و مضى سعيدا حميدا.
الفاروق- رضى الله عنه-:
هو أبو حفص، عمر بن الخطاب بن نفيل ابن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط«24» بن رزاح بن عدىّ بن كعب بن لؤيّ ابن غالب، بويع له بنص الصديق عليه في جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة من الهجرة، فكانت خلافته عشر سنين و ستة أشهر و أربعة أيام، و قتل يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة، سنة ثلاث و عشرين من الهجرة و عمره ثلاث و ستون سنة«25».
ذو النورين عثمان- رضى الله عنه-:(1/46)
هو أبو عمرو، عثمان بن عفان بن أبى العاص ابن أمية بن عبد شمس بن عبد [4 ب ] مناف، بويع له أول سنة أربع و عشرين، و قتل في يوم الجمعة، ثامن عشر ذي الحجة سنة خمس و ثلاثين، و عمره تسعون سنة، و كانت خلافته اثنتي عشرة سنة إلّا اثنى عشر يوما- رضى الله عنه-«26».
المرتضى، أبو الحسن، على بن أبى طالب- رضى الله عنه-:
و اسم أبى طالب، عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، بويع له سنة خمس و ثلاثين من الهجرة، و لم تصف له الخلافة، فإن وقعة الجمل كانت له مع عائشة بالبصرة سنة ست و ثلاثين، و كانت وقعة صفين مع معاوية بن أبى سفيان في سنة سبع و ثلاثين، و قتل يوم الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة أربعين، و كانت خلافته أربع سنين و تسعة أشهر.
ولده الحسن- رضى الله عنه-:
و كنيته أبو محمد، بويع له في سنة أربعين، و بقي له الأمر أربعة أشهر، ثم خلع نفسه و سلم الأمر إلى معاوية بن أبى سفيان.
و توفى الحسن بالمدينة سنة خمسين و كان عمره ثمان و أربعين سنة«27».
الإنباء،ص:49
دولة بنى أميّة
و أول من تولى الأمر منهم: معاوية بن أبى سفيان:
كنيته، أبو عبد الرحمن، بويع له سنة إحدى و أربعين، في جمادى الأولى و كانت مدة خلافته تسع عشرة سنة و ثلاثة أشهر، و كان يصل الحسن بن عليّ- صلوات الله عليهما- بثمانين ألف دينار [5 أ] و عائشة- رضوان الله عليها- بمثلها في كل سنة. و توفى بدمشق في رجب سنة ستين من الهجرة، و عمره ثمانون سنة.
ابنه يزيد،
كنيته أبو خالد، بويع له في ربيع الأول سنة إحدى و ستين، و توفى لأربع عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة أربع و ستين، و كانت خلافته ثلاث سنين تنقص أياما.
ابنه معاوية،
كنيته أبو ليلى، و بقي له الأمر أربعين يوما و خلع نفسه و مات.
مروان بن الحكم، بن العاص بن أمية،(1/47)
كنيته أبو عبد الملك، بويع له في ذي القعدة سنة أربع و ستين و مات و له ثلاث و ستون سنة من العمر، و كان سبب موته«28» أن زوجته كانت أم خالد بن يزيد بن معاوية فجرى بينه و بين خالد يوما كلام فقال له مروان: يا ابن الرطبة، فجاء إلى أمه و بكى و قال: أنت أحوجتنى إلى أن أسمع هذا بتزويجك بعد أبى. فقالت له: يا بنى ما تعود مرة أخرة تسمع منه كلاما جافيا.
و في تلك الليلة قصدت مضجعه و وضعت وسادة على وجهه و قعدت عليها مع عدة من جواريها فلما أحس قال: من أنت؟ قالت: أنا الرطبة و اختنق من ساعته، و كانت خلافته أحد عشر شهرا.
عبد الملك بن مروان،
كنيته أبو الوليد، و كان يكنّى أبا الذبّان لاجتماع الذبّان على فمه لأنه كان أبخر«29». بويع له في رمضان سنة خمس [5 ب ] و ستين، و توفى
الإنباء،ص:50
في يوم الخميس منتصف شوال سنة ست و ثمانين، و كانت خلافته إحدى و عشرين سنة و أياما. و سلط الحجاج بن يوسف على العراق و الحرمين و خراسان فقتل و فتك و هدم الكعبة و رماها بالمنجنيقات، و صلب عليها عبد الله بن الزبير، و أمه«30» أسماء بنت أبى بكر الصديق، و بقي سنة مصلوبا إلى أن حج عبد الملك بن مروان فوقفت له أسماء بنت أبى بكر الصديق- رضى الله عنها- على الطريق. و قالت له«31»:
أما آن لهذا الراكب أن ينزل؟ فأمر بخطّه و تسليمه إليها. فوضعت عظامه في حجرها و في الحال حاضت و درّ لبنها«32» و كان لها من العمر زائدا على السبعين سنة، فلما رأت ذلك من نفسها- رضوان الله عليها- قالت: حنّت إليه مواضعه و درّت عليه مراضعه.(1/48)
و جرى في أيام عبد الملك بن مروان على يد الحجاج بن يوسف، لعنه الله تعالى، من هتك حرمة الإسلام و المسلمين ما لا فائدة في ذكره. و جملة الأمر أن الحجاج- لعنه الله تعالى- قتل ألف ألف و ست مائة ألف مسلم في ولايته، و مات، لا رضى الله عنه و أخزاه، و في حبسه ثمانية عشر ألف نفس يسقيهم السرجين المداف في بول الحمير، و أراح الله سبحانه و تعالى المسلمين منه. و كان مع ذلك فصيحا سخيا، و كان قصير القامة، مشوّه الخلقة أعمش العينين.
الوليد بن عبد الملك، [6 أ]
و كنيته أبو العباس، بويع له في المنتصف من شوال سنة ست و ثمانين، و توفى في يوم السبت منتصف جمادى الآخرة سنة ست و تسعين، و كانت مدة خلافته تسع سنين و سبعة أشهر. و في خلافته مات الحجاج بن يوسف- لا رضى الله عنه-.
سليمان بن عبد الملك،
و كنيته أبو أيوب، استخلف يوم وفاة أخيه الوليد.
و توفى لعشر بقين من صفر سنة تسع و تسعين، و كانت مدة خلافته سنتين و ثمانية أشهر و خمسة أيام«34».
عمر بن عبد العزيز بن مروان،
أبو حفص- رضى الله عنه- كنيته أبو حفص، و هو التقى النقي الصوّام القوّام، بويع له في صفر سنة تسع و تسعين، و كان حسن
الإنباء،ص:51(1/49)
السيرة عادلا في الرعية، يعود المرضى، و يشيّع الجنائز و يأخذ مال الله من وجهه و يصرفه في حقه. و كان عمر بن الخطاب- رضوان الله عليه- جده لأمه. و كان قبل خلافته يلبس الحلة بألف دينار و يقول: ما أخشنها، و حين ولى الخلافة كان قميصه و عمامته و جميع ما يكون على بدنه من ثوب واحد خشن و تحته جبّة صوف تلاقى جلده على بدنه و يقول: هذا لمن يموت كثير. و بعد وفاته رئي في المنام و هو على حالة حسنة و عليه ثياب فاخرة و هو جالس في روضة نزهة فقال له الرائي له في المنام: يا أمير المؤمنين قل لي ما أعيده عنك إلى أهلك و رعيتك. فقال له عمر: قل لهم: «لمثل هذا فليعمل العاملون» [6 ب ] ثم تلا بعد ذلك قول الله تعالى: «تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا في الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ». 28: 83 و كان بنو أميّة كلهم يلعنون عليّا- صلوات [الله ] عليه و سلامه- على المنبر فمذ ولّى عمر بن عبد العزيز قطع تلك اللعنة و بقيت هذه السنة بعده إلى اليوم«35». و مات بدير سمعان لخمس بقين من رجب سنة إحدى و مائة، و كانت خلافته سنتين و خمسة أشهر و أربعة أيام- رضى الله عنه و قدس روحه-.
يزيد بن عبد الملك،
بويع له لخمس بقين من رجب سنة إحدى و مائة، و توفى يوم الخميس لخمس بقين من شعبان سنة خمس و مائة. فكانت خلافته أربع سنين و شهرا واحدا.
هشام بن عبد الملك،
أبو الوليد، و يعرف بهشام الأحول، بويع له بالخلافة في رمضان سنة خمس و مائة و كانت وفاته لعشر خلون من ربيع الآخر سنة خمس و عشرين و مائة، و كانت خلافته تسع عشرة سنة و سبعة أشهر و خمسة عشر يوما.
الوليد بن يزيد بن عبد الملك،(1/50)
كنيته أبو العباس، بويع له في جمادى الأولى سنة خمس و عشرين و مائة. و حين بلغته وفاة هشام كان يقرأ في المصحف فوضعه من يده و قال: هذا فراق بيني و بينك«36» ثم قال: و الله لأتلقين هذه النعمة بسكرة قبل الظهر فأخذ رطلا و شربه و ثنّى و ثلّث حتى سكر و نام، و كان فاجرا [7 أ] فاسقا
الإنباء،ص:52
خمّارا قليل الدين جدا، و كان يخطب أيام الجمع و هو سكران إلى أن أراح الله الإسلام و المسلمين منه و قتل في الثامن و العشرين من جمادى الآخرة سنة ست و عشرين و مائة، و كانت خلافته سنة واحدة و شهرين و عشرين يوما.
الوليد بن عبد الملك،
كنيته أبو خالد، بويع له في مستهل رجب سنة ست و عشرين و مائة و بقي الأمر له خمسة أشهر.
إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك،
و يعرف بإبراهيم الناقص«37»، تولى الخلافة سبعين يوما و مات.
مروان بن محمد بن مروان،(1/51)
كنيته أبو عبد الملك و يعرف بالحمار، و هو آخر ملوك بنى أمية، بويع له في ربيع الأول سنة سبع و عشرين و مائة، و قيل يوم الأحد لثلاث بقين من ذي الحجة، سنة اثنتين و ثلاثين و مائة و كانت خلافته خمس سنين و ثمانية أشهر و يومين«38»، و انقرضت أيام بنى أمية. و كان عبد الله بن عليّ بن عبد الله بن العباس عم السفاح لقيه على الزاب الكبير و كسره و استباح عسكره و قتل أكثرهم و غرق في الزاب من نجا من السيف منهم«39». و نجا هو بنفسه و قصد نصيبين فأغلق الباب في وجهه فمضى على تلك الحالة إلى دمشق و كانت سرير ملكه و فيها خزائنه و ذخائره فأغلق الباب في وجهه فمضى من هناك إلى مصر و حين وصلها بلغه الخبر بأن عبد الله بن عليّ مجدّ في طلبه على أثره [7 ب ] فارتحل منها و أوغل في بلاد المغرب«40» حتى انتهى إلى قرية يقال لها بوصير«41» فنزل في دار رئيسها و كان وصوله إليها ضحوة النهار، و اتفق أنه انهم قائدا من قواده بأنه يكاتب بنى العباس و يميل إليهم فأمر بسلّ لسانه من قفاه ففعل به ذلك في دار ذلك الرئيس فنزلت سنّورة من الدرجة فرأت اللسان فاختطفته و أكلته، و في عشية ذلك اليوم وصل عسكر عبد الله بن عليّ إلى تلك القرية و دخلوا الدار التي فيها مروان و سلّوا لسانه من قفاه و رموه على الأرض فجاءت تلك السنّورة بعينها فأخذته و أكلته. ثم بلغهم ما فعل بذلك القائد في صبيحة ذلك اليوم فتعجبوا من ذلك حتى قال واحد
الإنباء،ص:53(1/52)
منهم: لو لم يكن من عجائب الزمان إلا أنّا رأينا لسان مروان بن محمد ملك الشرق و الغرب في فم هرّة تمضغه لكفانا ذلك«42». و كان معه خادم يختص به فقدّم ليقتل فقال: لا تقتلوني، فأنا أفتدي نفسي. قالوا: بما ذا؟ قال: بميراث النبوة فإنه عندي قيل له: و ما ميراث النبوة؟ قال: البردة و القضيب و الخاتم فقالوا: أحضره فأحضر ذلك و سلّمه إليهم فخلوا عنه«43». و حملوا البردة و القضيب و الخاتم إلى الكوفة و سلّموها إلى أبى العباس السفّاح، و زال ملك بنى أمية، فسبحان من لا يزول ملكه.
ذكر من بويع له بالخلافة في أيامهم«44»
أبو عبد الله، الحسين بن عليّ بن أبى طالب- قدس الله روحه- بايعه أهل الكوفة سنة تسع [8 أ] و خمسين و هاجر إليها في ذي القعدة من سنة إحدى و ستين، و نصحه أهل المدينة و قالوا له: تريّث فإن هذا موسم الحاج فإذا وصلوا فاخطب في الناس و ادعهم إلى نفسك فيبايعك أهل الموسم و يتذكر بك الناس جدّك و تمضى حينئذ في جملتهم في جماعة و منعة و سلاح و عدة. فلم يصبر و خرج و معه سبعون نفرا أكثرهم أولاده و أقاربه و أهل بيته. فلما كان في بعض الطريق لقيه الفرزدق الشاعر فقال له الحسين- كرّم الله وجهه-: يا أبا فراس، كيف تركت الناس وراءك؟ فعلم عن أي شي ء يسأله. فقال له: يا ابن بنت رسول الله تركت القلوب معك و السيوف مع بنى أمية. [فقال ]: ها إنها لمملوءة كتبا، و أشار إلى حقيبة كانت تحته. ثم وصل يوم عاشوراء من سنة إحدى و ستين إلى الطف فتلقاه عبيد الله بن زياد في أربعة آلاف مقاتل«45»، و علم أنه ليس له به طاقة فنفذ إليه و قال: أنا معك بين ثلاثة أمور: إما أن تدعني أذهب من حيث جئت، و إما أن تعين لي موضعا آخر أقصده و أعيش به، و إما أن أسلم نفسي إليك نازلا على حكم يزيد بن معاوية فتحملني إليه ليفعل في أمرى ما يشاء. فقال عبيد الله بن زياد: أما
الإنباء،ص:54(1/53)
الإفراج لك عن الطريق لتذهب من حيث جئت فلا سبيل إليه، و أما تعيين موضع تقصده فليس ذلك إليّ، و أما نزولك على حكم يزيد فلا و الله ما تنزل إلا على حكمي.
فقال الحسين- كرم الله وجهه-: الموت تحت ظلال السيوف أحب إليّ من النزول [8 ب ] على حكمك، و تواعدوا للقتال فحين التقى القوم لم يرم أحد من عسكر عبيد الله سهما و لم يسل سيفا. فقال عبيد الله بن زياد: من أتانى برأس الحسين فله الرىّ. فتقدم إليه عمر«46» بن سعد بن أبى وقّاص و قال له: أيها الأمير اكتب لي عهد الرىّ حتى أفعل ما تأمر في الحال فكتب و سلّم إلى عمر فتقدم و انتزع سهما من كنانته و رمى به الحسين فوقع في نحره فسال دمه على صدره و لحيته فأخذ الدم بيده و رمى به إلى فوق و صاح: اللَّهمّ هذا فعالهم بابن بنت نبيّك. ثم تكاثروا عليه و جاء الشمر- لعنه الله- فاحتزّ رأسه و وضعه في مخلاة فيها تبن و حمله إلى عبيد الله بن زياد فنفذه عبيد الله على هيئته تلك إلى يزيد و كان يزيد نازلا على أنطاكية محاصرا لها.(1/54)
فلما كان الرسول في بعض الطريق [و] أجنّه الليل عدل إلى دير فيه رهبان فبات فيه فحين انتصف الليل قام بعض الرهبان لشأنه فرأى عمودا من نور متصلا بين تلك المخلاة و بين السماء«47» فتقدم إلى المخلاة و فتّشها فوجد الرأس فيها فقال: لا شك أن هذا رأس المقتول بكربلاء، فمضى و أخبر بقية الرهبان، فحين جاءوا و رأوا تلك الصورة أسلموا كلّهم على الرأس و جعلوا الدير [مسجدا] و كانوا سبع مائة راهب. ثم لما حمل رأسه إلى يزيد قال: إني كنت أقنع من طاعتكم بدون هذا، لعن الله ابن مرجانة، يعنى عبيد الله، لو كان له في قريش نسب لما فعل مثل هذا الفعل [9 أ] ثم أمر فغسل بماء الورد دفعات و كفّن في عدة أثواب دبيقية. و كان بحضرة يزيد جماعة من أهل عسقلان فسألوه أن يدفن عندهم فسلّمه إليهم فدفنوه بمدينتهم و بنوا عليه مشهدا و هو إلى الآن يزار من الآفاق و يعرف بمشهد الرأس«48». و دفن بدنه الشريف المقدس بكربلاء. و في أيام عضد الدولة فناخسرو أمر أن يبنى عليه مشهد فبنى و هو إلى الآن عامر فيه نحو من ألف دار [و] يعرف بمشهد الحسين«49».
الإنباء،ص:55(1/55)
و من جملة من بويع له بالخلافة في زمن بنى أمية، أبو بكر، عبد الله بن الزبير ابن العوام بويع له بالخلافة و استولى على الحرمين و العراق و الجبال و خراسان ثلاث عشرة سنة و لم يبق في يد عبد الملك سوى الشام و مصر و المغرب إلى أن قتله الحجاج و صلبه على الكعبة على ما سبق شرحه. و كان أخوه مصعب بن الزبير زوج سكينة بنت الحسين أميرا من قبله على العراق إلى أن قتله المختار بن أبى عبيد و حين قتل الحجاج المختار بن [أبى ] عبيد. قال شيخ من أهل الكوفة: لقد رأيت عجبا، دخلت إلى قصر الإمارة بالكوفة في يوم قتل الحسين و عبيد الله بن زياد جالس و بين يديه رأس الحسين على ترس ثم طالت المدة حتى دخلت قصر الإمارة بالكوفة فرأيت مصعب بن الزبير جالسا في ذلك الموضع بعينه و هو الرواق و بين يديه رأس عبيد الله بن زياد على ترس ثم بعد مدة يسيرة دخلت إلى ذلك القصر بعينه و رأيت المختار بن [أبى ] عبيد [9 ب ] جالسا في ذلك الرواق بعينه و بين يديه رأس مصعب بن الزبير على ترس و اليوم دخلت إلى ذلك القصر و رأيت الحجاج جالسا في ذلك الرواق و بين يديه رأس المختار على ترس«50».(1/56)
و من جملة من بويع له بالخلافة في أيامهم محمد بن الحنفية و الضحاك بن قيس بن خالد و عمرو بن سعيد بن العاص [بن سعيد بن العاص ] بن أمية«51». و حين قتله عبد الملك بن مروان قال رجل من أهل الشام: اليوم ضحّى بنو أمية بالكرم كما ضحّوا يوم كربلاء بالدين«52». و منهم عبد الرحمن بن الأشعث الكندي و يزيد«53» بن المهلب بن أبى صفرة الأزدي و عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبى طالب«54». و لم يتم لواحد من هؤلاء أمر، إلى أن انتقل الحق إلى أهله و رجع إلى مستحقّه، و أفضت الخلافة إلى من وعد الله و رسوله بها لورثته. فإنه روى في الصحاح عن النبي- صلّى الله عليه و سلم- أنه حين استسقى ليلة الجن أتاه العباس بماء فشربه ثم قال فيه العباس- رضوان الله عليه- يمدحه بأبيات طويلة منها«55»:
من قبلها طبت في الظلال و في مستودع حيث تخصف الورق
الإنباء،ص:56
ثم هبطت البلاد لا بشر أنت و لا نطفة و لا علق
فلما بلغ إلى قوله:
و أنت لما ولدت أشرقت الأرض و ضاءت بنورك الأفق
قال النبي- صلى الله عليه و سلم-: يا عم ألا أصلك!؟ ألا [10 أ] أحبوك؟! قال: بلى يا رسول الله، ما أحوجنى إلى ذلك!!. قال: إن الله تعالى افتتح هذا الأمر بى و سيختمه بولدك. و في رواية أخرى: أن النبي- صلى الله عليه و سلم- لما نزل عليه جبريل- عليه السلام- و عليه قباء أسود و عمامة سوداء قال له: ما هذا الزي يا جبريل؟ فقال جبريل: يا محمد يأتى على الناس زمان يعز الله الإسلام بهذا السواد فقال له النبي- صلى الله عليه و سلم-: رئاستهم ممن تكون؟ فقال له جبريل- عليه السلام-: من ولد عمك العباس. فقال له النبي- صلى الله عليه و سلم-:(1/57)
فأتباعهم ممن يكونون؟ فقال جبريل- عليه السلام-: أهل المناطق من وراء جيحون، دهاقنة الصغد و الترك«56». و في يوم الزاب لما التقى عبد الله بن عليّ و مروان الحمار نظر مروان إلى الرايات السود فراعته فالتفت إلى وزيره و قال: هذه و الله هي الرايات التي يسلمونها إلى عيسى بن مريم و ولّى هاربا و كان يقول في طريقه: أركبت سبعين ألف عربي على سبعين ألف عربي«57» و لكن إذا نفدت المدة لم تنفع العدة. و كان لما أراده الله و قدّره في سابق علمه أن احتاج مروان في تلك الساعة إلى إراقة الماء فهمّ بالنزول فقال له وزيره: بل على سرجك فإنك إن نزلت انكسر العسكر فقال: أو يتحدث عنى بمثل ذلك؟ و نزل.
فيقال: مروان باع الدولة ببولة«58». و انقضت دولتهم.
الإنباء،ص:57
الدولة العباسيّة القاهرة
زادها الله تمكينا و إعزازا إلى يوم القيامة أول من بويع له منهم بالخلافة و هو مستتر خوفا على نفسه [10 ب ] من بنى أمية:
محمد الإمام،
و هو محمد بن عليّ بن عبد الله بن العباس، و كان لعلىّ بن عبد الله ابن العباس ثمانية بنين و هم: محمد و عبد الله و صالح و سليمان و عيسى و داود و إسماعيل و عبد الصمد. و عبد الصمد هو الّذي دخل القبر برواضعه ما سقط له سن بتّه«59».
و حين بويع محمد بالخلافة و انتشر أمره بخراسان و كان و اليها نصر بن سيّار من قبل مروان الحمار، كتب إلى مروان:
من مبلغ عنى الإمام الّذي قام بأمر بيّن ساطع
إني نذير لك من دولة قام بها ذو رحم قاطع
و الثوب إن أنهج فيه البلى أعيا على ذي الحيلة الصانع
كنا نداريها فقد مزقت و اتسع الخرق على الراقع«60»
فحين قرأ مروان الأبيات وقّع إلى عامل الكوفة بتطلب محمد بن على فوجده فقبض عليه و نفذه إلى مروان فبقي في حبسه إلى أن مات، و كان قد قال للداعي و هو أبو مسلم:(1/58)
إن تمّ عليّ أمر فالأمر بعدي إلى ابني إبراهيم. فلما مات دخل أبو مسلم على إبراهيم ابن محمد و هو مستتر بالكوفة فبايعه و بث الدعاة بخراسان و لم يذكر اسمه خيفة من أن يتم عليه ما تمّ على أبيه. و إنما كان الدعاة يدعون إلى الإمام الهادي من آل محمد.
ثم إن أصحاب الأخبار بالكوفة رفعوا إلى مروان خبر إبراهيم فنفذ إلى والى الكوفة يأمره بطلبه فتطلبه فوجده في بيت مستترا فأخذه و نفذه إلى دمشق و مات أيضا في حبس مروان [11 أ] و بقي أبو مسلم متحيّرا لا يدرى ما ذا يصنع فدخل الكوفة و إبراهيم بعد حىّ في حبس مروان، و استخبر عن إخوة إبراهيم و هم أبو العبّاس عبد الله
الإنباء،ص:58
و أبو جعفر عبد الله فدلّه بعض شيعتهم على رجل باقلاني و قال: هو يعرف أحوالهم.
فقصد الباقلاني فحين رآه عرف أنه الداعي إلى آل محمد و قال له: أريد وديعتي التي عندك.
فقال له الباقلاني: قم معى و تسلّمها و قام من دكانه و مضى معه إلى بيته و أنزله إلى سرداب مظلم و هما فيه فسلّم عليهما و تحدث معهما في أمر الخلافة و أنه إن حدث بالإمام إبراهيم في الحبس حادث فالإمام بعده من يكون؟ فقال أبو العباس: أنا، و قال أبو جعفر: أنا. فقال: الآن بعد ما اختلفتما فلا بدّ من الرجوع إلى الإمام ليعين على أحدكما. و خرج«61» من عندهما و مضى راجلا إلى دمشق و وقف لمروان في الميدان يدعو له و يسأله أن يجمع بينه و بين إبراهيم بن محمد. فقال له مروان: و ما لك و له؟
فقال أبو مسلم: يا أمير المؤمنين إني امرؤ فقير ولى عيال و كان في يدي شي ء أعود به على عيالي فدخلت الكوفة بنيّة الحج فأودعته عند إبراهيم بن محمد و هو في حبسك و ما أظنه يستحل مالي و لا شك أنه قد سلّمه من إنسان أو وضعه في مكان. و أسأل أمير المؤمنين أن يأمر بالجمع بيني و بينه لأسأله عنه. فقال مروان لبعض حجابه:
امض به إلى الحبس و اجمع بينه و بين إبراهيم و احفظ ما يجرى بينهما و أعلمنى به.(1/59)
فمضى معه إلى أن دخلا على إبراهيم فسلّم عليه أبو مسلم فرد عليه السلام [11 ب ] فقال له أبو مسلم: وديعتي التي أودعتها عندك عند من هي حتى أتسلّمها منه؟ فقال له إبراهيم: وديعتك عند ابن الحارثية و كانت أم السفاح، ريطة بنت عبيد الله بن عبد الله الحارثية. فقام و خرج و مضى الحاجب و أخبر مروان بما جرى بينهما. و رحل أبو مسلم عن فوره من دمشق فلما كان في بعض الطريق وصلته وفاة إبراهيم في الحبس فجاء حتى قدم الكوفة و قصد دكان الباقلاني و وقف بإزائه فحين رآه عرفه و قام معه و جاء به إلى ذلك السرداب فدخل إليه و هما فيه فعزّاهما عن إبراهيم و قال: أيكما ابن الحارثية؟
فقال أبو جعفر: أخى. و قال أبو العباس: أنا. فقال لأبى العباس: مدّ يدك بايعتك على كتاب الله و سنّة رسول الله و سيرة الشيخين أبى بكر و عمر، قبلت؟ قال: قبلت ذلك. فقال أبو مسلم: يا أبا جعفر بايع أخاك فمدّ إليه يده و بايعه و احتقدها أبو جعفر
الإنباء،ص:59
على أبى مسلم و كانت هذه أول ما حصل في نفسه منه و أتبعها أبو مسلم بأمور أخرى أكّدت العداوة بينه و بينه حتى كان من أمره ما كان و سيأتي ذكره.(1/60)
و خرج أبو مسلم في يومه من الكوفة و مضى على وجهه إلى خراسان و قد قوى بها أمر المسوّدة جدا و انتشرت الدعوة العبّاسية إلى أن صار في كل بلد من شيعة بنى العباس من يحمل السلاح أضعاف ما فيه من جند مروان فضلا عن العوام و الرعاع فتواعدوا على قتل ولاة بنى أمية في سائر بلاد خراسان في يوم واحد. و ذلك في مستهل ربيع الآخر سنة [12 أ] اثنتين و ثلاثين و مائة. فثاروا في ذلك اليوم و قتل أهل كل بلد و اليهم و صعدوا بالسواد إلى المنابر و خطبوا للإمام أبى العباس الهادي المهدي من آل محمد و وصل الخبر إلى مروان على البريد من العراق. فكتب إلى أمير الكوفة يأمره بقتل كلّ من يظفر به من ولد العباس فتطلبهم فلم يجد أحدا و أعماه الله عن بيت الباقلاني و ذلك لما أراده الله تعالى من نصرة دينه و ردّ الحق إلى مستحقّه و مستوجبه. ثم إن المسوّدة بخراسان اجتمعوا في سبعين ألف فارس و سبعين ألف راجل يحملون الرايات السود و ذلك بمرو في جمادى الأولى و أبو مسلم قائدهم و مقدمهم. و قصدوا العراق و حين أحسّ بقدومهم أصحاب مروان تهاربوا و دخل أبو مسلم الكوفة في جمادى الآخرة سنة اثنتين و ثلاثين و مائة. و قصد دكان الباقلاني على عادته و اصطحبا إلى السرداب و هما فيه على ما عهدهما فهنأهما بتمام الأمر و ظهر من كان استتر من عمومتهما و جاءوا بأجمعهم إلى الجامع بالكوفة فأخذ أبو مسلم«62» بيد أبى العباس و رقّاه المنبر ثم قال: يا أهل الكوفة ما رقى على منبركم هذا خليفة إلا أمير المؤمنين عليّ بن أبى طالب و هذا الإمام بعده. و صعد عمه داود بن عليّ و أخوه أبو جعفر على أربع درج من المنبر«63» و وقفا هناك.(1/61)
و تكلم داود بن عليّ قبل السفاح«64» و قال: الحمد للَّه و الصلاة على نبيّه محمد و آله، إنّا و الله ما خرجنا لنبنى [12 ب ] عندكم قصرا و لا لنحفر في أرضكم نهرا و لا لنسير سيرة الجبابرة، و الآن عاد الحق إلى نصابه و طلعت الشمس من مطلعها و أخذ القوس باريها و صار
الإنباء،ص:60
السهم إلى النزعة و رجع الحق إلى مستقره، إلى أهل بيت نبيكم و ورثته أهل الرأفة و الرحمة. ثم قام أهل خراسان واحدا واحدا و أهل الكوفة بجملتهم و كل من كان مجاورا للكوفة من البوادي لمبايعة أبى العباس. فيقال إنه وضع يده في يد أربع مائة ألف إنسان. ثم في أثناء ذلك قام أعرابى«65» فأنشد:
دونكموها يا بنى هاشم فجدّدوا من آيها الطامسا
دونكموها فالبسوا تاجها لا تعدموا منكم لها لابسا
لو خيّر المنبر فرسانه ما اختار إلا منكم فارسا
و الملك لو شوور في ساسة ما اختار إلا منكم سائسا
و نزل أبو العباس من المنبر و خرج من الجامع إلى المضارب السود التي حملها أبو مسلم من خراسان برسمه و عسكروا بباب الكوفة ثم اشتوروا في قصد الشام و أشار أبو مسلم أن الإمام لا يقصد الشام بنفسه بل ينفذ العسكر و يقيم بموضعه إلى إن يقيّض الله الفتح على أيدي أوليائه. و كان الرأى ما أشار به. ثم اشتوروا فيمن يكون مقدما على الجيش فقال أبو العباس«66»: من لها فداه أبى و أمى؟ فقال عمه عبد الله ابن عليّ: أنا لها يا أمير المؤمنين. فشكره على ذلك، و استحسن الجماعة ذلك منه.
و سار عبد الله بن عليّ في سبعين ألف [13 أ] فارس و راجل و لقي مروان على الزاب و كان من الأمر ما قدمنا ذكره. ثم إن أبا العباس بقي في الخلافة أربع سنين و ستة أشهر.
الإنباء،ص:61
[خلافة] السفاح(1/62)
هو أبو العباس، عبد الله بن محمد بن عليّ بن عبد الله بن العباس. بويع له في سنة اثنتين و ثلاثين و مائة في جمادى الآخرة و توفى في أول ذي الحجة سنة ست و ثلاثين و مائة. و كان وزيره أبو سلمة الخلال، و قائد جيشه أبو مسلم، و كان على شرطته عبد الجبار بن عبد الرحمن الأزدي، و على قضائه عبد الرحمن بن أبى ليلى، و حاجبه أبو غسّان، صالح بن الهيثم. و أبو سلمة الخلال قتل في أيامه. و إنما أبو مسلم دسّ عليه من قتله لأنه جرى بينه و بين أبى مسلم ملاحاة في أمر من الأمور فقال له أبو مسلم: هذه الدولة أنا أظهرتها فإن لزمت معى ما يلزمه التابع للمتبوع و إلا أعدتها فاطمية«67». ثم ندم أبو مسلم على ما بدر منه و خاف أن يوصله أبو سلمة إلى سمع السفاح. و كان أبو سلمة يسمر عند السفاح إلى هزيع من الليل فأوقف له أبو مسلم جماعة تحت ساباط و بأيديهم السيوف فلما عبر هناك قطعوه إربا و فيه يقول القائل:
إن الوزير وزير آل محمد أودى فمن يشناك كان وزيرا
و لما مات السفاح صلى عليه عمه عيسى بن عليّ و دفن بالموضع الّذي مات فيه بالأنبار و سنّه أربع و ثلاثون سنة. و كان آخر ما [13 ب ] تكلم به: «إليك يا رب لا إلى النار».
و كان نقش خاتمه: «الله ثقة عبد الله و به يؤمن».
الإنباء،ص:62
خلافة أمير المؤمنين المنصور(1/63)
هو أبو جعفر، عبد الله بن محمد بن عليّ بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، و أمه أم ولد يقال لها سلامة البريرية. و كان يعرف بعبد الله الطويل. و كان مولده بإيذج من أعمال خوزستان فإن أباه كان قصد عبد الله بن معاوية [بن عبد الله ] بن جعفر بن أبى طالب و هو وال على أصفهان من قبل بنى أمية«68» ليستميحه و معه أمه فولد هناك«69». و وصل إليه الخبر بوفاة أخيه السفاح و هو عائد من مكة و أمير الحاج أبو مسلم و كان ضميمة إلى أبى مسلم و كان إذا دخل على أبى مسلم لا ينهض له و لا يوفيه حق كرامته. و كان الخبر بموت أبى العباس وصل إلى أبى مسلم أولا فاستشعر من أبى جعفر لأنه ولى العهد فتقدم قبله إلى صوب العراق و كاتبه من الطريق يخبره بوفاة أخيه و كان عنوان الكتاب: «من أبى مسلم إلى أبى جعفر» و لم يخاطبه فيه بالخلافة فاحتقد المنصور هذه الأشياء عليه. و كان المنصور عالما عاقلا راويا للأحاديث أديبا شاعرا.
و كان يقول: إذا مدّ عدوّك إليك يده فاقطعها فإن لم تقدر على قطعها فقبّلها«70». و كان يقول: لا يقوم الملك إلا بأربع كما لا يقوم هذا السرير إلا بقوائمه الأربع. قيل له:
و ما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: قاض لا تأخذه في الله لومة لائم، و صاحب شرطة ينتصف للضعيف من القوى [14 أ]، و صاحب خراج يستوفي لي و لا يظلم الرعية فإنّي مستغن عن ظلمهم، ثم قال: آه و من لي بالرابع و هو صاحب بريد يعرّفنى أخبار هؤلاء على الصحة«71».(1/64)
و حكى«72» المنصور قبل وصول الأمر إلى بنى العباس قال: «رأيت في نومي أيام حداثتي كأنّا حول الكعبة، أنا و أخى أبو العباس و عمى عبد الله بن عليّ و إذا مناد ينادى من داخل الكعبة بصوت عال: أبو العباس! فقام أخى و دخل ثم خرج و بيده لواء أسود إلا أنه كان قصيرا على قناة قصيرة و مضى. ثم نودي: أبو جعفر! فنهضت أنا و قام عبد الله عمى ورائي فلما وصلت إلى باب الكعبة تقدم ليدخل قبلي فدفعته عن الدرجة فسقط إلى أسفل و دخلت الكعبة فإذا رسول الله- صلى الله عليه و سلم-
الإنباء،ص:63
جالس فسلمت عليه فردّ عليّ و عقد لي بيده لواء أسود طويلا و قال: خذ هذا بيدك حتى تقاتل به الدجال. قال: فأخذته و خرجت فوجدت أخى أبا العباس واقفا ينتظرني.(1/65)
فذرعت لوائى فكان اثنين و عشرين ذراعا و ذرعت لواءه فكان أربعة أذرع». و كان هذا المنام شبيها بالوحي فإن عدد الأذرع كانت عدد سنى الخلافة. و عبد الله بن عليّ طلب الخلافة و لم يصل إليها فإنه خرج على المنصور بالشام و نفذ المنصور إليه أبا مسلم فكسره و أسره و جاء به إلى المنصور فمات في حبسه«73». و كان المنصور قد بايع بالخلافة بعده لابن أخيه عيسى بن موسى فلما ولد له المهدي أحب أن يكون الأمر في [14 ب ] ولده فسأله خلع نفسه و بذل له على ذلك مالا جليلا فلم يفعل فاحتال عليه بحيلة و ما تمت«74»، و ذلك أن عبد الله بن عليّ عم المنصور لما جاء به أبو مسلم أسيرا دعا المنصور عيسى بن موسى و قال له: كيف موضع السر منك؟ قال: كما تحب، قال: فإنّي أسرّ إليك أمرا، قال: قل ما بدا لك، قال: أنت ولىّ عهدي و قد علمت ما كان من أمر عمى عبد الله بن على و تسمّيه بالخلافة و إن ذلك لو تمّ له ما جعل العهد فيك بعده بل لأولاده و قد عوّلت على إهلاكه. فقال له عيسى بن موسى: الصواب ما تراه. فقال له المنصور: و أريد أن تتولى أنت قتله. قال عيسى: أفعل ما تأمرنى به. فسلّمه إليه فأخذه و حمله معه إلى بيته و فكّر في نفسه«75» و قال: و الله ما أراد المنصور إلا أن أقتل عبد الله بن عليّ ثم يطالبني به فإذا ذكرت له: إنك أمرتنى بقتله كذّبني و تبرأ من ذلك و سلّمني إلى إخوته فقتلوني به و الصواب أن أحتفظ به لأنظر ما يكون، فأكرمه و أحتفظ به و أخبر المنصور بأنى قد قتلته. فلما كان بعد ذلك بأيام دسّ المنصور إلى عمومته من يجسّرهم على السؤال في أخيهم و استيهاب دمه من المنصور. و جلس جلوسا عاما و دخل عليه عمومته بأسرهم يسألونه في أخيهم فقال: قد وهبته لكم.(1/66)
ثم التفت إلى عيسى بن موسى و كان حاضرا و قال: سلّمه إليهم. فقال عيسى: يا أمير المؤمنين أ لست أمرتنى بقتله؟ و قد قتلته. قال له المنصور: أو قتلته؟ قال: نعم. فالتفت إليهم و قال: إنما سلّمته إليه [15 أ] ليحفظه عنده لا ليقتله فدونكم و إياه فاطلبوه منه
الإنباء،ص:64
أو خذوا بثأره فتمسكوا به و سحبوه من بين يدي المنصور إلى أن أخرجوه إلى الرحبة و شهروا السيوف لقتله فقال لهم: يا قوم لا تعجلوا فإن أخاكم حىّ يرزق فصيروا إلى منزلي حتى أسلّمه إليكم. فساروا معه إلى منزله و تسلّموه منه و عرفوا حقيقة الحال في أمره و بطلت حيلة المنصور. ثم قبض عليه بعد ذلك و حبسه في بيت فسقط عليه البيت فمات«76».
و في سنة خمس و أربعين و مائة شخص المنصور إلى بيت المقدس فصلى فيه و عاد.
و في هذه السنة خرج«77» محمد بن عبد الله بن حسن بن عليّ بالمدينة و ادعى الخلافة و قتل أميرها رباح بن عثمان و نفذ إليه المنصور عيسى بن موسى فحاربه و هزمه و قتله و جاء برأسه إلى المنصور و بسلبه و كان في جملة سلبه ذو الفقار. فحين رآه المنصور طار فرحا و كان عرضه ثلاثة أشبار و نيفا و عدّوا فقره فكانت ستا و ثلاثين فقرة من الجانبين، من كل جانب ثماني عشرة. و بعد قتله خرج أخوه إبراهيم بن عبد الله بالكوفة فنفذ إليه المنصور عيسى بن موسى فلقيه بقرية تعرف بباخمرى«78» و كسره و أسره و قتله و جاء برأسه إلى المنصور.
و في سنة سبع و أربعين [و مائة] طلب المنصور من عيسى بن موسى أن يخلع نفسه«79» عن العهد و يقدم عليه المهدي بن المنصور و يكون ولىّ العهد بعد المهدي فلم يفعل فبذل له عن ذلك ثمانين ألف دينار و مائة [تخت ] [15 ب ] من الديباج الخسروانى و إمارة الكوفة [ففعل ]. و كان المنصور قد شغّب عليه الجند فخاف على نفسه منهم فبادر إلى الخلع«80». و فيه يقول الشاعر«81»:
كره الموت أبو موسى و قد كان في الموت نجاء و كرم(1/67)
خلع الملك و أضحى لابسا ثوب ذل لا ترى منه القدم
و رحل و مضى إلى عمله فحين دخل الكوفة عارضته امرأة«82» و هي تقول لأخرى: هذا الّذي كان غدا فصار بعد غد«83».
و في هذه السنة حج المنصور بالناس و حين عاد نزل بالأنبار و كان الإمام أبو حنيفة- رحمه الله- بالكوفة فدعاه و سأله أن يتقلد قضاء القضاء فأبى فقال: لا بد من
الإنباء،ص:65
أن تعمل لي عملا. فقال أبو حنيفة للمنصور: أما غير القضاء فأفعل ما تشاء. فقال:
تتولى لي بناء بغداد فقبل ذلك و انحدر إليها و اشتغل بتأسيسها و بناء القصر الّذي يسمى الخلد على دجلة برسم المنصور«84».
و استدعى المنصور أبا مسلم و كان بخراسان و قد بثّ الدعاة في البلاد لنقض ما كان أسّسه من ملك بنى العباس و أراد أن يعيدها فاطمية كما كان في نفسه. فحين وصل إلى الرىّ استشار وزيره في قصد المنصور فقال له: لا تعبر الرىّ فهي حد ولايتك و إذا عبرتها صرت بحكم القوم فما قبل استهانة بالمنصور لأنه قدم من خراسان في أربعين ألف فارس. و بلغه خبر المنصور أنه مقيم بالأنبار في أربعة آلاف و أكثرهم من أتباع أبى مسلم و أجناده و قواده فصمّم على دخول العراق. و حين وصل جسر النهروان قال [16 أ] لوزيره: ما ترى من الرأى؟ قال: خلّفت الرأى بالرّي«85». و قدم على المنصور في أحسن زيّ و عدّة و كان المنصور قد واطأ جماعة من خواصه على قتل أبى مسلم و قال لهم: إذا دخل عليّ أبو مسلم فإنما يكون وحده فإذا رأيتموني قد صفّقت بيديّ فاعلوه بالسيوف. فحين دخل عليه قبّل البساط و وقف و كان متقلدا سيفا.
فقال له المنصور: يا أبا مسلم سيفك هذا [يماني ] أو هندي؟ قال: بل هندي يا أمير المؤمنين. فقال له المنصور: سلّه من قرابه و هزّه لأراه ففعل ما أمر به.
فقال له: يا أبا مسلم ما تقول في من شهر سيفه في وجه إمامه؟ فقال: يقتل به«86».(1/68)
و فطن أبو مسلم لمراد المنصور إلا أنه ما خطر بباله أنه يقدم على الفتك به مع تلك المنعة و ذلك العسكر و خاصة و المنصور من وراء خرقة«87». ثم ابتدأ المنصور يذكّره بما كان يعامله في أيام أخيه [السفاح ] ثم قال له المنصور في جملة ما قال: يا ابن اللخناء أ لست الّذي نفذت إليّ تخطب عمتي آمنة بنت عليّ بن عبد الله بن العباس؟ و تزعم أنك كفؤ لها«88»؟ فقال له أبو مسلم: يا أمير المؤمنين أ لست الّذي أظهرت هذه الدولة و مهّدت لكم هذا الأمر؟ فقال له المنصور: يا ابن اللخناء ذاك لما أراد الله تعالى من إظهار
الإنباء،ص:66
دعوتنا و نصرة [دو] لتنا و رد حقنا إلينا و إلا فلو قامت مقامك أمة سوداء [لأغنت ] غناك. ثم صفّق بيده فشهر القوم سيوفهم و قصدوه. فآخر ما سمع منه أنه قال:
يا أمير المؤمنين [16 ب ] استبقني لعدوك. فقال المنصور: و أيّ عدو لي أعدى منك.
و علوه بالسيوف و قطعوه و المنصور ينشد و هو على تلك الحال:
زعمت أن الدين لا يقتضي فاكتل بما كلت أبا مجرم
و اشرب كؤوسا كنت تسقى بها أمرّ في الحلق من العلقم
حتى متى تضمر بغضا لنا و أنت في الناس بنا تنتمى«89»
ثم أمر المنصور فلفّ في بساط. و كان عيسى بن موسى قد خرج لاستقباله و حين دخل إلى المنصور دخل معه. ثم إن عيسى بن موسى خرج من عند المنصور لبعض شأنه و أبو مسلم هناك و عاد فلم يره، فقال: يا أمير المؤمنين و أين أبو مسلم؟ فقال له المنصور: هو في ذلك البساط ملفوف. فقال عيسى بن موسى: أو فعلتها؟ قال:
نعم فعلتها نعم فعلتها نعم فعلتها يكرر ذلك ثلاث مرات و أنشد:
إذا همّ ألقى بين عينيه همه و نكب عن ذكر العواقب جانبا(1/69)
فقال عيسى: و ما عذرنا إلى أهل خراسان؟ و كيف لنا بعذر يقبل الناس باطنه و ظاهره، و خاصة و على باب السرادق أربعون ألف متسلح ينتظرون خروجه؟ فقال المنصور: يا عيسى إنه كان ما كان و قد كنت أعددت قبل وصوله سبعين بدرة في كل بدرة عشرة آلاف دينار و ها هي فخذها و اخرج إليهم فانثرها عليهم مع رأسه فإن القوم ما أطاعوه إلا تقرّبا إلينا و محبة لنا. ففعل ما أمره به و نثر الدنانير عليهم مع رأس أبى مسلم فالتقطوا الدنانير [17 أ] و تركوا رأس أبى مسلم يتدحرج على الأرض.
و دخل عيسى بن موسى على المنصور و أخبره بذلك، فقام من ساعته و صعد المنبر و اجتمع الناس و خطب فقال: معاشر المسلمين، إنه من نازعنا عروة هذا القميص أوطأناه خب ء هذا الغمد و إن أبا مسلم بايعنا و بايع لنا على أن من نكث بنا حلّ دمه ثم نكث هو بنا فحكمنا عليه لأنفسنا عليه حكمه على غيره لنا و لم تمنعنا رعاية الحق له
الإنباء،ص:67
من إقامة الحدّ عليه«90».
و كان أبو مسلم يلقّب بصاحب الدولة و اسمه عبد الرحمن، و كان لقيطا رباه رجل من أهل الكوفة. و إنما قيل له أبو مسلم الخراساني لأنه أقام كثيرا بخراسان«91».
و حين أفضت الخلافة إلى بنى العباس كان هو والى خراسان. و كان رجلا عاقلا لبيبا حسن التدبير فصيح اللهجة كريما حليما.
حكى: أن رجلا دخل عليه و هو بخراسان في زمان إمارته فسأله في حاجة فتوقف، فألحّ عليه و أغلظ له في القول و قال له: يا لقيط. فأطرق أبو مسلم و لم يجبه و ندم الرجل على ما بدر منه و خاف على نفسه و أخذ يعتذر و يتنصّل من هفوته. فضحك أبو مسلم إليه و قبل عذره و قال: ما تحتاج إلى هذا الاعتذار كلّه. فقال له: أيها الأمير ما يقرّ قلبي و إني لأخافك على نفسي فأعطنى أمانا أثق إليه. فقال له: يا هذا إذا كنت قد قابلتك بإحسان و أنت مسي ء فكيف أقابلك بإساءة و أنت محسن؟ و من شعر أبى مسلم لما ظهر أمر بنى العباس و انتشر بخراسان [17 ب ]:(1/70)
أدركت بالحزم و الكتمان ما عجزت عنه ملوك بنى مروان إذ حشدوا
ما زلت أسعى عليهم في ديارهم و القوم في غفلة بالشام قد رقدوا
حتى علوتهم بالسيف فانتبهوا من رقدة لم ينمها بعدهم أحد
و من رعى غنما في أرض مسبعة و نام عنها تولى رعيها الأسد«92»
و في أول سنة ثمان و خمسين و مائة فرغ الإمام أبو حنيفة من بناء القصر المعروف بالخلد على دجلة و انتقل المنصور إليه«93».
و في هذه السنة حج المنصور بالناس و كان قبل خروجه قال للمهدي: إني سائر عنك و أرانى غير راجع فاقض عنى ثلاث مائة ألف درهم لا من بيت المال بل من مالك فإن الّذي يصل إليك من الأمر أعظم منها«94». و كان سبب هذه الوصية أن المنصور رأى في منامه كأن منشدا ينشده«95»:
ما أنت معتبر بمن خربت منه غداة قضى دساكره
الإنباء،ص:68
و بمن أذلّ الدهر مصرعه فتبرأت منه عشائره
و بمن خلت منه أسرّته و بمن عفت منه منابره
أين الملوك و أين عزّهم صاروا مصيرا أنت صائره
نل ما بدا لك أن تنال من الدنيا فإن الموت آخره
و توفى المنصور في هذه السنة بالمدينة و كان في تلك الليلة التي مات في صبيحتها رأى في نومه كأن ذلك الشخص الّذي رآه في نومه«96» أيضا ببغداد ينشده [18 أ]:
أبا جعفر حانت و فاتك و انقضت سنوك و أمر الله لا شك واقع
أبا جعفر هل كاهن أو منجّم لك اليوم من حرّ المنية دافع(1/71)
و دفن ببئر ميمون. و كان سنّه يوم مات أربعا و ستين سنة، و كانت خلافته اثنتين و عشرين [سنة]. و كان مولده في أيام الوليد بن عبد الملك سنة خمس و تسعين من الهجرة و هو اليوم الّذي مات فيه الحجاج. و وزر له ثلاثة من الوزراء، أولهم خالد بن برمك و كان مجوسيا فأسلم، و كان داهية من الرجال، كافيا فصيحا حسن السيرة، ثم بعده أبو أيوب المورياني«97»، ثم بعده الربيع حاجبه و كان لقيطا و لذلك قال له المنصور يوما- و قد قال لإنسان يقسم برأس أبيه دفعات-: إلى كم تحلف برأس أبيك يا ربيع؟ أنت معذور فإنك ما ذقت حلاوة الآباء«98». إلا أنه كان كافيا حسن التدبير منفذا للأمور جلدا في حالتي الحجبة و الوزارة.
و انقضت أيام المنصور- رحمه الله-.
الإنباء،ص:69
أمير المؤمنين المهدي
هو أبو عبد الله، محمد بن عبد الله بن محمد بن عليّ بن عبد الله بن العباس. بويع له بالخلافة حين وصل الخبر بوفاة المنصور. و أمه أم موسى بنت منصور«99» بن عبد الله الحميري. و كان المنصور أراد قبل موته أن يعقد البيعة بعد المهدي لابنه صالح المعروف بالمسكين. فوجّه إليه المهدي و قال له: يا أمير المؤمنين لا تحملني على قطيعة الرحم، و إن كان لا بدّ لك من إدخال أخى في هذا الأمر فأدخله قبلي [18 ب ] فإن الأمر إذا صار إليّ أحببت أن لا يخرج عن ولدى كما أحببت حيث صار الأمر إليك أن لا يخرج عنى و بذلت ما بذلته لعيسى بن موسى و هو ابن أخيك حتى خلع نفسه من ولاية العهد بعدك«100». فقال المنصور: الأمر كما ذكرت و رجع عن ذلك.(1/72)
و حين جلس المهدي للعزاء ثلاثة أيام على العادة، جلس بعد ذلك جلوسا عاما للهناءة و دخل الناس على طبقاتهم. فحكى«101» بشّار، و كان أعمى، قال: كان إلى جنبي و أنا بالمجلس أشجع السلمي«102» الشاعر فقلت له: يا أشجع أسمع حسّا و أظنه حسّ أبى العتاهية فقال: هو كما ظننت. فقلت له: أ ترى يحمله جهله على أن يقوم و ينشد في مثل هذا المجلس؟ قال بشّار: فو الله ما استتممت كلامي حتى قام و أنشد شعرا يشبّب بجارية الخليفة، و هو:
ألا ما لسيدتى ما لها أدلّت فأجمل إدلالها
و إلا ففيم تجنّت و ما [قد] جنيت سقى الله أطلالها
فلما بلغ إلى قوله:
ألا إن جارية للإمام و قد سكن الحسن سربالها
و قد أتعب الله قلبي بها و أتعب باللوم عذّالها
كأن بعيني في أين ما نظرت من الأرض تمثالها
قلت: يا أشجع هل جروا برجله؟ فقال: لا بعد. قال: فلما بلغ أبو العتاهية إلى قوله [19 أ]:
الإنباء،ص:70
أتته الخلافة منقادة إليه تجرّر أذيالها
فلم تك تصلح إلا له و ما كان يصلح إلا لها
و لو رامها أحد غيره لزلزلت الأرض زلزالها
و لو لم تطعه بنات القلوب ما قبل الله أعمالها
و كانت يد الجود مغلولة ففك الخليفة أغلالها
و إن الخليفة من بغض لا إليه ليبغض من قالها
قلت: يا أشجع هل طار الخليفة عن دسته؟ قال أشجع: لا و لكنه قد زحف حتى صار على طرف السرير. قال بشار: و أنشدنا بعده كلنا و ما أصغى الخليفة إلى إنشادنا، و ما خرج في ذلك اليوم منا أحد بجائزة غير أبى العتاهية. و كان المهدي أديبا شاعرا، و من جملة شعره«103» ما كتب به إلى الخيزران أم أولاده موسى و هارون و هي بمكة:
نحن في أفضل السرور و لكن ليس إلا بكم يتم السرور
عيب ما نحن فيه يا أهل ودّى أنكم غيّب و نحن حضور
فأجدّوا المسير بل إن قدرتم أن تطيروا مع الرياح فطيروا
و من شعره و قد دخل ميدان كسرى بالمدائن في يوم المهرجان:
إذا ما كنت في الميدان يوما أجوّل في السرور مع الغواني(1/73)
خرجت كأننى كسرى إذا ما علاه التاج يوم المهرجان [1]
و في أول خلافته قتل بشار الأعمى لأنه اتهم بالزندقة، فنفاه إلى البصرة فبلغه الخبر أن بشارا عمل في طريقه هذين البيتين [19 ب ]:
خليفة يزني بعمّاته يلعب بالتبوك و الصولجان
أعضه الله ببظر امه و دس موسى في حر الخيزران«104»
و أخبر المهدي بعض الثقات أنه رأى بشارا واقفا على باب المهدي و الخلائق ينتظرون ركوبه و هو ينشد:
__________________________________________________
[1] البيت منسوب لآدم بن عبد العزيز الآمدي في الوافي بالوفيات 5/ 294.
الإنباء،ص:71
يا قوم لا تطلبوا يوما خليفتكم إن الخليفة يعقوب بن داود
«105»ضاعت خلافتكم يا قوم فالتمسوا خليفة الله بين الناى و العود
فأمر المهدي أن ينحدروا وراءه و يقتلوه، فانحدر إليه مولى للمهدي فلحقه في بعض الطريق في سفينة منحدرا إلى البصرة فحنقه و رماه في الماء.
قال أبو عبيدة«106»: ما رأيت قط أكرم من المهدي و لا أسمح خلقا منه. كان يصلى بنا الصلاة الخمس حين قدم البصرة بالجامع، فأقيمت الصلاة فقال أعرابى:
يا أمير المؤمنين لست على طهر و قد رغبت إلى الله تعالى في الصلاة خلفك. فوقف ينتظره إلى أن أقبل. فعجب الناس من كرم طبعه و فرط تواضعه.(1/74)
و سافر المهدي إلى الجبال في سنة ثمان و ستين و مائة و وصل إلى ماسبذان و استطاب المكان فأقام به و نفذ إلى أم ولده الخيزران فاستدعاها فقدمت عليه في مائة هودج ملبسة بالوشي و الديباج و ذلك في المحرم سنة تسع و ستين و مائة و بقيت عنده يومين و هو فرح بها و بطيب الموضع و صفاء الزمان من الأكدار. فلما كان اليوم الثالث من قدومها حكى«107» [على بن يقط] ين قال: اليوم أكل المهدي و أكلنا معه [20 أ] ثم قال لي: أريد أنام ساعة فلا تنبهونى حتى أنتبه لنفسي، و مضى و نام و نمنا فانتبهنا بصوت بكائه فجئناه و قلنا: ما أصابك يا أمير المؤمنين؟ قال: بينا أنا نائم إذ رأيت شيخا«108» واقفا على باب هذا البهو و هو يقول:
كأنى بهذا القصر قد باد أهله و أوحش منه دوره و منازله
و صار عميد القوم من بعد بهجة و ملك إلى قبر عليه جنادله
فلم يبق إلا ذكره و حديثه تنادى بويل معولات حلائله
قال عليّ بن يقطين: و ما لبث بعد ذلك إلا ثلاثة أيام«109». و كانت وفاة المهدي بماسبذان في قرية يقال لها الرذ«110» لثمان ليال بقين من المحرم سنة تسع و ستين و مائة. فكانت خلافته عشر سنين و شهرا واحدا و ستة و عشرين يوما. و كان سنه ثلاثا و أربعين سنة، و صلى عليه ابنه هارون.
الإنباء،ص:72
و كان المهدي- رحمه الله- طويلا أسمر اللون تعلوه صفرة. و عادت قباب الخيزران«111» و هوادجها كلها إلى بغداد ملبسة بالمسوح. فحين رآها أبو العتاهية قال- رحمه الله تعالى-:
رحن في الوشي و أقبلن عليهنّ المسوح كل نطّاح على الدهر له يوما نطوح
لتموتن و لو عمّرت ما عمّر نوح فعلى نفسك نح إن كنت لا بد تنوح
و كان وزير المهدي في أول خلافته أبو عبيد الله معاوية بن عبيد الله بن يسار«112». ثم بعده يعقوب بن داود ثم بعده الفيض«113» بن أبى صالح«114»«115» [20 ب ] ثم انقضت أيام المهدي- رضوان الله عليه-.
الإنباء،ص:73
أمير المؤمنين الهادي(1/75)
هو موسى بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور. توفى المهدي و هو بجرجان يحارب أهل طبرستان، فنفذ إليه أخوه هارون برأي يحيى بن خالد بنصير الوصيف و معه الخاتم و القضيب و البردة بالتعزية و التهنئة«116». فوصل إلى جرجان في ثمانية أيام.
و كان وصول موسى الهادي إلى بغداد بعد ثلاثة و عشرين يوما، و ذلك في صفر من سنة تسع و ستين و مائة. و كان يوم بويع له بالخلافة بجرجان يوم الخميس لثمان من المحرم من هذه السنة. و حين وصل إلى بغداد و جلس على سرير الخلافة و بايعه أخوه و أهله و بنو هاشم كلهم و أهل الحل و العقد أخذ يتعنّت أخاه هارون و يسومه خلع نفسه من العهد ليولى ابنه و كان له ابن صغير سماه «الناطق بالحق» و همّ بقتل هارون إلا أنه منع من ذلك، و قيل له«117»: تقتل أخاك و ابنك بعد لم يبلغ فإن حدث بابنك حادث ذهب الأمر من ولد أبيك. و استشعر هارون منه فما كان يأتيه و لا يسلّم عليه، ثم دخل الأولياء بينهما و اصطلحا صلحا على دخل. و قد كان المهدي في حياته ولّى هارون المغرب كله من الأنبار إلى إفريقية. و أمر المهدي يحيى بن خالد بن برمك أن يتولى ذلك له و يخلفه عليه و كان موسى الهادي [21 أ] يتعنّت يحيى بن خالد و ينسب ما يجرى من هارون من امتناعه عن خلع نفسه عن الخلافة إلى يحيى و كان يحيى مستشعرا منه جدا. و كانت أمه الخيزران مستشعرة منه لأنه نفذ لها أرزا مسموما«118» و فطنت له و لم تأكل منه و علم أنها قد علمت بذلك فتمكّنت الوحشة و اتفقت آراء الجماعة على الفتك به فسمّوه«119» في ليلة النصف من شهر ربيع الأول سنة سبعين و مائة و هو ابن ثلاث و عشرين سنة. و نفذت«120» الخيزران حال وفاته إلى يحيى بن خالد تقول: أحضر ابني هارون إلى قصر الخلد، فأحضره في الحال. و كان بيت هارون في الجانب الشرقي، فبينا هو على الجسر لحقه خادم يخبره بولادة المأمون.(1/76)
فيقال«121»: إنها ليلة مات فيها خليفة و جلس خليفة و ولد خليفة. فكانت خلافة موسى الهادي سنة و شهرا و ثلاثة عشر يوما و دفن بعيساباذ و صلى عليه أخوه
الإنباء،ص:74
هارون. و كان«122» طويلا أبيض مشربا بحمرة، حسن الوجه. و كانت شفته قصيرة و كان فمه أبدا يكون مفتوحا فوكل به خادم في حال صغره كلما فتح فمه يقول له: موسى أطبق و كان يعرف، إلى أن مات، بموسى أطبق«123».
و كان نقش خاتمه: «الله ثقة موسى و به يؤمن».
و كان أسمح الناس بما تحويه يده. حكى: أنه لما دخل بغداد، دخل إليه سلم الخاسر و أنشده«124»:
موسى المطر غيث بكر ثم انهمر و كم قدر ثم غفر خير البشر [21 ب ]
فرع مضر بدر بدر لمن نظر هو الوزر لمن حضر و المفتخر لمن غبر
فأمر له بمائة ألف درهم. و هو أول من وصل بذلك. و هي أول مائة ألف وصل بها شاعر في ولد بنى العباس.
و حكى: أن أعرابيا«125» دخل إليه و أنشده:
يا خير من عقدت كفاه حجزته و خير من قلّدته أمرها مضر
فقطع عليه و ما تركه يتم و قال له: إلّا من؟ ويلك! فقال الأعرابي:
إلا النبي رسول الله إن له فخرا و أنت بذاك الفخر تفتخر
فأعجبته بديهته و قوله، و أمر له بمائة ألف درهم«126». و مات و على شرطته عبد الله بن مالك الخزاعي، و على قضائه أبو يوسف تلميذ الإمام أبى حنيفة، و على حجبته الفضل بن الربيع، و على حرسه عليّ بن عيسى بن ماهان. و وزيره الربيع بن يونس و يخلفه عمر بن بزيع«127». و كان إلى عمر الأزمة. و على ديوان الخاتم و البريد على بن يقطين.
و انقضت أيام الهادي- رحمة الله عليه-.
الإنباء،ص:75
أمير المؤمنين الرشيد
هو أبو جعفر، هارون بن المهدي محمد بن المنصور عبد الله بن محمد بن على بن عبد الله بن العباس.
مولده بالريّ سنة ثمان و أربعين و مائة«128». [أمه الخيزران أم أخيه. و ما ولدت امرأة خليفتين من [22 أ] ولد العباس غيرها«129».(1/77)
و قيل: إن ابتداءه في ربيع الآخر سنة سبعين و مائة، و انتهاءه في جمادى الآخرة سنة ثلاث و تسعين و مائة. عمره خمس و أربعون سنة. و مدّة نظره ثلاث و عشرون سنة.
نقش خاتمه: باللَّه يثق هارون ] [1]«130».
و كان مولد الفضل بن يحيى قبله بسبعة أيام فأرضعته أم الفضل و هي زينب«131» بنت منير.
و بويع له ليلة السبت لأربع عشرة ليلة بقيت من ربيع الأول سنة سبعين و مائة.
و استوزر يحيى بن خالد لوقته. و فيهما قيل«132»:
أ لم تر أن الشمس كانت مريضة فلما أتى هارون أشرق نورها
تلبست الدنيا جلالا يملكه فهارون و اليها و يحيى وزيرها
و كان الرشيد يغزو عاما و يحج عاما. و فيه يقول ابن أبى السعلى«133»:
فمن يطلب لقاءك أو يرده فبالحرمين أو أقصى الثغور
ففي أرض العدو على طمرّ و في أرض الثنيّة فوق كور
و كان يحج على ناقة و الحادي يحدو و يقول بين يديه«134»:
أ غيثا تحمل الناقة أم تحمل هارونا
__________________________________________________
[1] ما بين الأقواس لم يرد في نسخة فاتح فلعله أسقط منها أو أضيف إلى نسخة لا يدن.
و لعل هذه الزيادة كانت في حاشية النسخة التي انتسخت نسخة لا يدن منها فأضافها الناسخ إلى المتن جهلا و غفلة.
الإنباء،ص:76
أم الشمس أم البدر أم الدنيا أم الدينا(1/78)
و لما حج الرشيد في سنة ست و سبعين و مائة بايع لابنه محمد بالعهد و لعبد الله بعده و لقّب محمدا بالأمين و عبد الله بالمأمون و كان المأمون أكبر سنّا و همة و أرجح عقلا و علما و تهدّيا إلى الأمور. و إنما قدّم عليه محمدا لأن أم محمد كانت أم جعفر زبيدة [22 ب ] بنت جعفر بن المنصور بنت عم الرشيد. فقدم ولدها تقربا إليها و شرط عليهما إن حدث به الأمر المحتوم أن تكون بغداد و العراق و الحجاز و اليمن و الجبال و فارس بحكم الأمين و هو الخليفة و أن تكون الرىّ و طبرستان و خراسان و السند و الترك بحكم المأمون و يكون ولىّ العهد للمسلمين. و كتب بذلك كتابا«135» و أشهد فيه أكابر أهل الإسلام و وجوه الكتّاب و القوّاد و سائر أركان الدولة و علّقه في الكعبة فسقط من ساعته فقال الناس: هذا الأمر لا يتم«136». و كان كما قالوا على ما سيأتي ذكره و شرحه.
و حين عقد البيعة لهما دخل إليه أعرابى«137» في غمار الناس فأنشده أبياتا يهنّئه فيها بتمام الأمر. و كان متكئا فاستوى جالسا و قال: يا أعرابى سمعت مستحسنا ثم اتهمتك منكرا، فإن كنت صاحب هذا الشعر فقل فيهما أبياتا، و أومأ إلى الأمين و المأمون، و كان أحدهما عن يمينه و الآخر عن شماله، فقال الأعرابي: ما أنصفتنى يا أمير المؤمنين. قال الرشيد: و كيف ذلك؟ قال الأعرابي: هيبة الخلافة و قهر البديهة و روعة الامتحان و نفور القوافي عن الرويّة. فقال المأمون: قد جعلنا حسن اعتذارك بدلا من امتحانك. فقال الأعرابي: الآن نفّست خناقى ببسطك لي و حديثك معى و أنشأ يقول:
بنيت بعبد الله بعد محمد ذرى قبة الإسلام فاخضر عودها [23 أ]
هما طنباها بارك الله فيهما و أنت أمير المؤمنين عمودها
فقام الرشيد قائما لما لحقه من الطرب و قال: سل يا أعرابى قال: مائة ألف درهم«138».
فقال الرشيد، يمازحه: أنقصنا منها شيئا. فقال الأعرابي: قد حططتك منها ألفا.
الإنباء،ص:77(1/79)
فقال له الرشيد: ما أقل هذه الحطيطة؟ فقال له الأعرابي: يا أمير المؤمنين قلت لي سل فسألت على قدرك ثم قلت لي حط فحططت على قدري. فقال الرشيد: أعطوه مائتي ألف لشعره و مائة ألف لحسن كلامه.
و حكى«139» إسحاق الموصلي قال: ما رأيت أكرم طبعا من الرشيد، دخلت يوما عليه فأنشدته: هذه الأبيات من شعرى:
و آمرة بالبخل قلت لها اقصرى فذلك شي ء ما إليه سبيل
أرى الناس خلّان الجواد و لا أرى بخيلا له حتى الممات خليل
و من خير حالات الفتى لو علمته إذا نال خيرا أن يقال منيل
عطائي عطاء المكثرين تكرما و مالي كما قد تعلمين قليل
و كيف أخاف الفقر أو أحرم الغنى و رأى أمير المؤمنين جميل
فقال لي: لا تخف، للَّه درك و للَّه در أبيات تجي ء بها ما أحكم أصولها و أحسن فصولها و أقل فضولها. ثم قال: أعطوا أبا محمد مائة ألف درهم. فقلت: يا أمير المؤمنين يحرم عليّ أخذ الجائزة. قال: و لم؟ قلت: لأنك مدحتني بأكثر مما مدحتك فكيف يحلّ لي أخذ الجائزة؟ و كلامك و الله أحسن من شعرى فقال: و هذا [23 ب ] الكلام و الله منك أحسن من شعرك و من مدحى لك، أعطوه مائة ألف أخرى«140».
فأحضرت في الحال عشرون بدرة فيها مائتا ألف درهم و سلمت إليّ. و كان الأصمعي حاضرا فتغيّر وجهه و عرف الرشيد منه ذلك فقال: يا أصمعى، أبو محمد تلميذك و من بحرك يغترف و أنت شيخ الكلّ و أستاذهم. فقال: يا أمير المؤمنين و لكنه أحذق بصيد الدراهم منى. فضحك الرشيد و قال: أعطوا الأصمعي مائة ألف درهم فأحضرت و سلمت إليه. فقال الأصمعي: «لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ» 4: 11 فضحك الرشيد و قال:
أعطوا الأصمعي مائة ألف أخرى.
و حكى إسحاق أيضا قال: كنّا يوما عند الرشيد في خلوة فدخل عليه الأصمعي و كان يعلّم ولديه الأمين و المأمون و كان يوما شديد الحر فقال له الرشيد: يا أصمعى
الإنباء،ص:78(1/80)
ضع قلنسوتك فقد مسّك الحر. فوضع قلنسوته. فقال له الرشيد: يا أصمعى علا رأسك الشيب فقال: نعم يا أمير المؤمنين هو أول الميتين. فقال: تغار على قول زيد«141» ابن عليّ بن الحسين حيث يقول؟ قال: ما ذا يا أمير المؤمنين يقول؟ قال:
قد تعجّلت أول الميتتين بمشيب القذال و العارضين
فتنبّه فشيبك الأجل الأول و الموت آخر الأجلين
من يرج ّى الخلود و الموت بالمرصاد للمرء كلّ طرفة عين
لا يغرّنك اجتماع من الشمل تراه كل اجتماع لبين [24 أ]
فقال الأصمعي: يا أمير المؤمنين، أ تأذن لي في استفادة هذه الأبيات؟ فقال الرشيد: نعم، اكتبوا كل بيت على رأس بدرة و احملوها إليه.
و كان الرشيد فقيها أديبا شاعرا حلو النظم. و من شعره في ثلاث جوار كنّ له:
ملك الثلاث الآنسات عناني و حللن من قلبي بكل مكان
ما لي تطاوعني البرية كلها و أطيعهن و هن في عصياني
ما ذاك إلا أن سلطان الهوى و به غلبن أعزّ من سلطاني«142»
[1] و له في جارية غاضبها ثم صالحها:
دعي عدد الذنوب إذا التقينا تعالى لا نعدّ و لا تعدّى
فأقسم لو مددت بحبل و صلى إلى نار الجحيم لقلت مدّى
و له في جاريته ماردة أم المعتصم:
و إذا نظرت إلى محاسنها فلكل موضع نظرة نبل
و تنال منك بسهم مقلتها ما لا ينال بحدّه النصل
شغلتك و هي لكل ذي بصر لاقى محاسن وجهها شغل
و لقلبها حلم يباعدها من ذي الهوى و لطرفها جهل
و لوجهها من وجهها قمر و لعينها من عينها كحل«143»
__________________________________________________
[1] أبيات الرشيد في الأغاني 16/ 345، نظم النثر للثعالبي (القاهرة 1317) 160.
الإنباء،ص:79
و كان للرشيد ولد صغير اسمه القاسم، كان في حجر عبد الملك بن صالح الهاشمي يربّيه. فلما كبر و ترعرع كتب عبد الملك إلى الرشيد:
يا أيها الملك الّذي لو كان نجما كان سعدا
للقاسم اعقد بيعة و اقدح له في الملك زندا [24 ب ]
الله فرد واحد فاجعل ولاة العهد فردا«144»(1/81)
فعقد الرشيد للقاسم البيعة بالرقة و سماه المؤتمن و جعله ولىّ العهد بعد المأمون و جعل له بعد موته الشام و الجزيرة و مصر و المغرب. و مات القاسم«145» في حياة الرشيد.
و كان حين عقد البيعة قال أبو العتاهية من قصيدة طويلة:
و شدّ عرى الإسلام منهم بفتية ثلاثة أملاك ولاة عهود
هم خير أولاد لهم خير والد له خير آباء مضت و جدود
يقلّب ألحاظ المهابة فيهم عيون ظباء في قلوب أسود
تعلق ضوء من محاسن وجهه بحرّ عرانين لهم و خدود«146»
و لما مات المؤتمن بقي العهد في الأمين و المأمون.
و لما دخلت سنة سبع و ثمانين نكب الرشيد البرامكة و كانت لذلك أسباب منها:
استيلاؤهم على الدولة و تغلبهم على الدنيا بالكلية، ثم تزويج جعفر بأخت الرشيد«147» بغير علمه و أمور أخرى قد حكيت، فإن كان لها صحة فقد قوبلوا عليها في الدنيا باستباحة الدم و المال و الله تعالى لا يغفل في الآخرة عن أمثالها. و إن لم يكن لها صحة فلا فائدة من ذكرها.
و لما تغيّر الرشيد على جعفر قال جعفر لإبراهيم بن المهدي، و كان يحبه حبّا شديدا، إني أرى من أمير المؤمنين تغيّرا، و من الصواب أن أبعد عنه شخصي، أ فترى لي من الرأى أن أطلب منه أن يوليني خراسان و أخرج إليها و أقيم بها مدة أطرى بها نفسي و أجدد حرمتي؟ و قد كان أخوه [25 أ] الفضل وليها قبله و بان من كفايته و شهامته ما حمد أثره فيها. فقال له إبراهيم بن المهدي: يا حبيبي، أما تغيّره عليك فإنّي تفطّنت
الإنباء،ص:80
له قبلك. أما كنت تراه يجدّ إذا هزلت و يهزل إذا جددت؟ و أما خروجك إلى خراسان فهو عين الصواب فخاطبه فيه و منى لك المساعدة. فخاطب الرشيد في ذلك فأجابه إليه ليستريح من تحكّمه في دولته و تسحّبه عليها.(1/82)
و حين استقر الأمر في مسيره جرى بين جعفر و بين مسرور السّياف ملاحاة في أمر فقال له: يا حجّام يا مخنث فقال مسرور: لو لم أكن كما قلت ما خنت مولاي مذ عشر سنين تقربا إليك. و علم جعفر مقصوده فليّن له الكلام و اعتذر إليه و طيّب نفسه و وعده بمائتي ألف دينار يوصلها إليه قبل خروجه. ثم دسّ عليه من وقته من يغتاله و يقتله و فطن مسرور لذلك من بعض الجهات فدخل على الرشيد و طلب خلوة، و قال«148»:
يا مولاي أنا صاحب سيفك قد جعلتني أمينا على حرمك و قد حدث في دارك حادث و لا بدّ لي من إعلامك به إن أذنت. قال: قل. قال: أختك ميمونة تزوّج بها جعفر من عشر سنين و ولدت له ثلاثة بنين الأكبر ابن سبع سنين و الأوسط ابن ست و الأصغر ابن أربع. و قد نفذ بهم إلى مكة و هم ينتظرون بك الدوائر. و ما أبقى في دارك جارية و لا خادما«149» إلا و ارتكب معه المعصية. و كلما ذكرت له قال:
أراحنا الله من نذالة بنى هاشم. و قد بذل لي مائتي ألف دينار و سألني كتمان ذلك عليه. و قد كان من سبيلي إطلاعك على هذه الأمور [25 ب ] حال تجددها إلا أنى كنت أخاف أن ألقاك بمثل ذلك و أقول لعلك تطّلع عليه من جهة غير جهتي و إلا فحيث صمم العزم على خروجه إلى خراسان فأخاف أن يحدث منه في الدولة حادث يعسر تلافيه. فقال له الرشيد: امض إليه برسالتي و قل له يتوقف أياما حتى تصل الفيوج«150» من خراسان بما يتجدد من الأخبار هناك. فمضى إليه برسالة الرشيد يأمره بالتوقف فتوقف و استشعر و أرجف الناس به حتى إن إسحاق بن إبراهيم الموصلي قال: دخلت يوما على الرشيد فقال لي: يا إسحاق بما ذا يرجف العامة؟ قلت: أراهم يتحدثون بإرجاف الفضل بن الربيع بالبرامكة و أنه يلي مكانهم. فقال لي: أبلغ من أمرك أن تدخل فيما بين هؤلاء؟ و غضب، ثم قال: إياك و ما أشبه هذا و صرف وجهه عنى
الإنباء،ص:81
و أنا أعلم يقينا أنه ما سألني إلا لأخبره بمثل ذلك. فعملت هذين البيتين في الحال و غنّيته بهما:(1/83)
إذا نحن صدقناك فضرّ عندك الصدق
طلبنا النفع بالباطل إذ لم ينفع الحق
[1] فضحك و قال لي: صرت حقودا يا ابن الخبيثة؟
ثم إن جعفر بن يحيى جمع المنجّمين و أخذوا له الطالع للخروج إلى خراسان و اتفقوا على اختيار يوم السبت السابع و العشرين من المحرم سنة سبع و ثمانين و مائة. و لما كان في ليلة السبت كان عند الرشيد ينادمه. و كان إذا ركب يركب معه أربعة آلاف و من عسكر الرشيد [26 أ] أكثر منهم و من عسكر خراسان الذين كانوا مقيمين بالحضرة خلق عظيم. و لما سكر خرج من دار الرشيد عائدا إلى داره و هم معه، فلما دخل داره تفرقوا و جلس في داره مع خواصّه و جماعته ممن كان ينادمهم في الخلوة. و جمع وكلاءه و نوّابه و كان يوصيهم بما يعتمدونه بعد خروجه في أملاكه و أسبابه و الرشيد قد و كلّ به من يعلمه بخبره، فأخبر الرشيد أنه قد بقي وحده و تفرّق الجند عنه فأمر الرشيد مسرورا«151» السّياف بضرب خيمة كبيرة في وسط صحن الدار ففعل ثم أمره باختيار أربع مائة غلام من خواص مماليكه فاختارهم ثم أمرهم بحمل السلاح و إدخالهم الخيمة ثم قال لمسرور: امض الآن إلى جعفر و قل له عنى قد وصلتني الخرائط و فيها أخبار بنى رافع الخوارج و ما جرى منهم في أعمال ما وراء النهر و كنت قد ودّعتنى و ما شبعت من توديعك فأحب أن تصير إليّ حتى أودعك ثانيا و أوقفك على الكتب الواصلة. فإذا جاء معك فاعدل به إلى الخيمة و خذ رأسه و جئني به و لا تراجعني فيه. قال مسرور: فمضيت إلى دار جعفر و لم يبق فيها سوى الخواص من خدمه و الخصيان و عدة من المماليك الصغار. فسألت عنه أ نائم هو؟ قيل: لا و لكنه جالس في البيت الفلاني و عنده أبو زكّار الأعمى القوّال يغنّيه فقصدت البيت الّذي كان فيه
__________________________________________________
[1] الأبيات في الأغاني 5/ 398، فوات الوفيات 2/ 617.
الإنباء،ص:82
فحين حصلت على باب البيت سمعت أبا زكّار الأعمى يغنّيه [26 ب ]:(1/84)
يا راقد الليل مسرورا بأوّله إن الحوادث قد يطرقن أسحارا«152»
و هو يقول له: يا بارد أيش هذا مما يتغنى به؟ و أبو زكّار يقول له: و كان منبسطا عليه، البارد و الله من قد قتلنا منذ شهرين بهذا الاستشعار الفاسد، بقي لك أمر تخاف أو تستشعر منه و قد ودّعت الخليفة و أنت بكرة على رأس الطريق؟ قال:
فتوقفت بقدر ما فرغوا من الكلام و ابتدأ أبو زكّار في الغناء ثم هجمت عليه و سلمت فقال لي: ما الّذي جاء بك؟ فأديت إليه رسالة الرشيد فقال لي: الآن جئت و أنا و الله تعبان و سكران و قد اختاروا لي الطالع الفلاني و ركوبي يكون وقت السحر و بيني و بين الخليفة شقة بعيدة و أحتاج إلى عبور دجلة ولى أيضا مهمات لخاصتى أحتاج إلى تحريرها قال مسرور: فقلت له: يا سيدي دع عنك هذه الأعذار فإن الّذي يستدعيك مولاك الخليفة و لا بدّ من الانتهاء إلى أمره و أراك تخاطبه بمثل ما تخاطب به الأمثال. فقال لي: يا أسود يا حجّام و بلغ من أمرك أن تخاطبني بهذا؟ فقلت له:(1/85)
يا سيدي أنت تعلم أن الخليفة لا يفرّق بينك و بين أعزّ إخوته بل ربما فضّلك عليهم و قد استدعيتك إلى داره«153» دفعات ليلا و نهارا، فبادر مسرعا من غير عذر و بعد هذا فأنت أخبر، و إنما عليّ البلاغ. و أخذت ألين له في الكلام لئلا يفطن و أبو زكّار يعاوننى إلى أن أجاب و قال لأبى زكّار: تم على ما أنت حتى أعود إليك و نهض و خرج من باب الدار و ركب فرس النوبة و ليس معه أحد سوى ثلاثة خدم صغار [27 أ] و أنا، و مضى و أنا معه و عبرنا على الجسر حتى انتهينا إلى دار الخلافة«154» فدخل من باب الشط و أنا معه فلما انتهينا إلى صحن الدار أخذ في صوب باب الحجرة التي يكون فيها الرشيد. فقلت له: يا سيدي على يمينك قليلا. فقال لي: ما الّذي أصنع هناك؟ ثم التفت فرأى الخيمة مضروبة و نظر إليّ و تغيّر وجهه و ندم على ركوبه. ثم قال لي: يا أخى مسرور هل فيك موضع لاصطناعى؟ فقلت له: أنت ما كنت ترفعني و تخفضني إلا بالأسود الحجّام و الآن أنا أخوك؟ و لكن يا جعفر
الإنباء،ص:83
ما غيّر الله نعمة على عبد إلا باستحقاق و ليس الله بظلّام للعبيد و إن الله يمهل و لا يهمل و لقد أملى الله لك و لأهل بيتك لا رضى بفعلك و لكن ليزيد إثمك و عقابك، و أنا أقول له ما أقول و نحن نمشي نحو الخيمة و هو ينصت إلى كلامي و لا يجيب بشي ء حتى إذا صرنا إلى الخيمة و أحسّ بنا القوم الذين بها نهضوا فأحس بقعقعة السلاح فبكى و بكى الجماعة لبكائه حتى أبكانى مع انحرافى عنه و عداوتي له.(1/86)
و دخل الخيمة فرأى النطع مبسوطا و سيفي ملفوفا في منديل فأخذت سيفي و جذبته من غمده و أمرت خادما كان معى بأن ينزع ثياب جعفر فنزعها عنه و تركه بغلالة كتان و هو ينتحب و ينوح على نفسه. ثم قال لي: يا حبيبي لو عاودته في أمرى و أكبّ على يدي يقبّلها. فقلت له: قد أمرنى أن لا أعاوده، فتشفّع إليّ الغلمان بأسرهم أن أعاوده. فقمت و قصدت الحجرة التي فيها الرشيد فحين أحس بوطء قدمي في الدهليز قال: مسرور؟ قلت لبّيك يا أمير المؤمنين. قال: [27 ب ] جئت برأس جعفر قلت: لا و لكنى جئت لأستأذنك مرة أخرى، فصاح بأعلى صوته: لا تريني وجهك وعد من حيث جئت و ائتني برأسه، و أنا نفى من المهدي إن لم تجئنى برأسه نفذت في ساعتي هذه من يجيئني برأسك، فعدت إلى جعفر و أخبرته الخبر فتشاهد و قال:
أمهلنى أصلى ركعتين فإذا سجدت السجود الأخير فشأنك و ما تريده. فقلت: ذاك لك. فقام و صلى فلما بلغ إلى السجود الأخير كان يبكى و الجماعة يبكون لبكائه فضربت عنقه ضربة أبنت بها رأسه عن بدنه و أخذت رأسه و وضعته في طشت«155» ذهب و وضعته بين يدي الرشيد، فحين رآه قال: قرّبه منى فقربته منه فكان يقول له: يا جعفر أما فعلت بك كذا، أما صنعت كذا، و أنت قابلتنى بكذا، و أنا واقف و هو هكذا يعاتب الرأس لم تنم عينه إلى الفجر. و كان الرشيد عند حصول جعفر في الدار نفذ السندي بن شاهك، و هو أحد القواد الكبار، إلى دار يحيى بن خالد و إلى دار الفضل فقبض عليهما و أوقع النهب و الغارة في دورهما. و كان السندي بن شاهك عدوّا للبرامكة.
الإنباء،ص:84
و لما أصبح الصباح أمر الرشيد السندي بن شاهك أن يصلب رأس جعفر على أحد جسور بغداد و أن يقطع بدنه قطعتين و يصلب على الجسرين الآخرين ففعل ذلك.(1/87)
و كان السندي في ليلة السبت قد دخل على جعفر مودّعا و أراد أن يستلّ ما في نفسه من بغضه فقال له جعفر: إلى الآن ما جازيتك بفعلك و إن أمهل [28 أ] الله في الأجل أقمت فيك و في أمثالك السياسة. فقال له السندي: يا مولانا و أيّ ذنب لي و أي سياسة تقام عليّ؟ فقال له جعفر: سياسة مثلك أن تقطع ثلاث قطع و تصلب على ثلاثة جسور. فخرج من عنده و هو ميت في جلده.
و في بكرة يوم السبت قطع السندي بدن جعفر قطعتين و صلبه على ثلاثة جسور مع رأسه و انقلب ما كان ذكره جعفر للسندى عليه.
و حكى السندي قال: بقي بدن جعفر و رأسه مصلوبا إلى وقت العصر ثم أمر الرشيد بإحراقه فأحرق«156». قال: فدخلت في ذلك اليوم إلى الديوان لبعض مهامى فرأيت روزنامجا في يد بعض الكتّاب فتأمّلته و إذا فيه: «في يوم الجمعة شرف [جعفر بن ] يحيى بن خالد بخلعة قيمتها أربع مائة ألف دينار» و تحته مكتوب، في تلك الورقة:
«و في عشية يوم السبت أطلق لثمن بواري و نفط أحرق بها جعفر أربعة دراهم» فتعجبت من ذلك و سألت الله تعالى العافية و حسن العاقبة«157».
ثم إن الرشيد أمر بإحضار أولاد جعفر من الحجاز و أهلكهم و أهلك أمّهم و قيل: إنه أحرقهم و قال: النار و لا العار«158».
و أما ما كان من أمر الفضل فإنه قتل في الحبس«159» و أما يحيى فبقي مدة في الحبس و طمع في الحياة بعد أولاده فكتب إلى الرشيد القصيدة«160» المعروفة التي منها:
قل للخليفة ذي الصنائع و العطايا الفاشية و ابن الخلائف من قريش و الملوك الهادية [28 ب ]
إن البرامكة الذين رموا لديك بداهية
الإنباء،ص:85
عمّتهم لك سخطة لم تبق منهم باقيه بعد الإمارة و الوزارة و الأمور العالية
و هي طويلة يقول في آخرها:
يا عطفة الملك الرضىّ عودي علينا ثانيه
فكتب الرشيد في جوابه«161»:
يا آل برمك إنما كنتم ملوكا عاتيه فطغيتم و كفرتم و جحدتم نعمائيه
هذا الجزاء لمن عصى معبوده و عصانيه(1/88)
ثم كتب تحت الأبيات: «ضَرَبَ الله مَثَلًا قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً ... 16: 112 الآية»«162» إلى آخرها. فلما قرأ يحيى الأبيات أيس من نفسه، و سمّوه بعد ذلك بأيام.
و لما أحس بالسم أدخل يده في دواة كانت عنده و رفع المداد على إصبعه و كتب على الحائط: «قد تقدم المدعى و المدعى عليه على الأثر و الحاكم لا يحتاج إلى بيّنة»«163».
و انقضت دولة البرامكة و زال ملكهم، فسبحان من لا يزول ملكه، و فيهم يقول القائل«164».
يا بنى برمك واها لكم و لأيامكم المقتبله
كانت الدنيا عروسا بكم و هي الآن ثكول أرمله
و للرشيد«165» حين قتل جعفر:
لو أن جعفر هاب أسباب الردى لنجا بمهجته طمرّ ملجم
و لكان من حذر المنية حيث لا يسمو لموضعه العقاب القشعم [29 أ]
لكنه لما أتاه يومه لم يدفع الحدثان عنه منجّم
و قيل فيهم لما تقلد بعدهم الفضل بن الربيع وزارة الرشيد:
كل وزير أغير مرتبة من بعد يحيى مشف على غرر
صالت عليه من الزمان يد كان بها صائلا على البشر
الإنباء،ص:86
و قال آخر«166»:
ما رعى الدهر آل برمك لما [أن ] رماهم بكل أمر فضيع
إن دهرا لم يرع حقا ليحيى غير راع حقّا لآل الربيع(1/89)
ثم إن أمور الرشيد بعد البرامكة اضطربت و ندم على ما فرط منه في أمرهم حيث لم تنفعه الندامة و قوى أمر بنى رافع الخوارج بخراسان و اختلت أمور الحضرة و خلت بيوت الأموال. ثم إن الرشيد عوّل على قصد خراسان بنفسه، و لما صمّم عزمه على ذلك رأى في المنام«167» كأن يدا سوداء قد خرجت من تحت سريره و فيها كف تراب أحمر و كأن صاحب تلك الكف يقول له: يا هارون هذه التربة التي تدفن بها و هي بطوس. فارتاع من ذلك و أراد إبطال العزيمة و ما تهيأ له ذلك لأنه ما كان يتم صلاح خراسان إلا بقصده لها بنفسه. فخرج على كره منه، فلما صار إلى حلوان مرض و وصف له الطبيب الجمار و كان على باب حلوان نخلتان متقاربتان فأمر بقطعهما و أكل جمّارهما. فدخلت إليه في ذلك اليوم جارية مغنية كان استصحبها معه فأمرها بالغناء فابتدرت تغني [29 ب ]:
أسعدانى يا نخلتى حلوان و ابكيا لي من صرف هذا الزمان
و اعلما ما بقيتما أن نحسا سوف يأتيكما فتفترقان«168»
[1] فقال الرشيد: إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ، 2: 156 أنا و الله كنت النحس و تطيّر من ذلك و ما زال يردّد البيتين إلى أن وصل إلى خراسان. و حين وصل إليها اشتدت علّته في سنة ثلاث و تسعين و مائة. و انهزم بنو رافع من بين يديه و ما أمكنه أن يتبعهم بنفسه لاشتداد مرضه فنفذ العساكر وراءهم فهزموهم و جاءوا بهم أسرى فأمر بالاحتفاظ بهم.
و لما كان في بعض الأيام و الرشيد بطوس نصب له سرير على بستان في الدار التي نزل بها فقال لبعض الخدم: أرنى تربة هذا المكان، فمد يده و قبض على حفنة من التراب و أخرجها من تحت السرير ليراها الرشيد فحين فتح أصابعه قال الرشيد:
__________________________________________________
[1] ورد ذكر النخلتين في شعر أبى نواس في الأوراق للصولي 11، و انظر الأغاني 13/ 331- 335
الإنباء،ص:87(1/90)
إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ 2: 156 فنيت و الله الأيام و انقضت المدة، هذه و الله تلك اليد التي رأيتها في منامي. و آيس من نفسه. ثم أمر فأخرجت المضارب إلى الصحراء و عسكر بباب طوس و بقي أياما. و كان يحب من الثياب الخز و كان قد وصله في تلك الأيام من العراق ألف ثوب خز كلها أسود كان أمر باستعمالها، بعضها لأجل الكسوة و بعضها لأجل المضارب و بعضها لأجل الفرش و أمر بتفصيلها و خياطتها و اتخذ منها سرادقا و خيمة كبيرة«169». و كان حين اشتد به الأمر خاف أن يموت و يتخلص بنو رافع من [30 أ] الحبس و يخرجون على أولاده. فأمر يوما بإحضارهم فدخلوا عليه يحجلون في قيودهم و هو في خيمة كبيرة من الخز الأسود و تحته مطرح خز أسود و هو متكئ على مخادّ خز أسود و فرش السرادق و الخيمة كله من الخز الأسود و على بدنه عدة جباب بعضها فوق بعض كلها من الخز الأسود و على رأسه عمامة خز أسود، فأخذ يذكّرهم بأفعالهم و يوافقهم على ما صدر منهم من إخراب خراسان و اقتطاع الأموال و ظلم الرعية و هو يحدثهم و هو في النزع ثم أمر بالأكبر منهم و كان رئيسهم و مقدمهم فسلخ جلده و حين انتهى السلخ إلى سرته مات فخرجت روحه و روح الرشيد في وقت واحد«170» و ذلك في يوم السبت ثانى جمادى الآخرة سنة ثلاث و تسعين و مائة. و كان للرشيد في ذلك اليوم خمس و أربعون سنة و شهور. و كان قد أمر بجميع ما معه من المضارب و الأسلحة و الجواهر و سائر ما كان في الخزائن للمأمون و كان في صحبته«171»، و قال: إن لي ببغداد مثل ما معى ها هنا و أكثر فيكون ذلك للأمين. إلا أن الفضل ابن الربيع غلب المأمون على ذلك و أخذ الجميع و عاد به إلى بغداد. و كان ذلك أول استشعار الفضل بن الربيع من المأمون لتقبيحه عليه و أسرّها المأمون في نفسه.(1/91)
و حين واروه و دفنوه، صعد المأمون منبر طوس و حمد الله و أثنى عليه و ذكر المصطفى- صلوات الله عليه و سلامه- و أصحابه الأكرمين بعده [30 ب ] ثم ترحم على الرشيد و دعا لأمير المؤمنين محمد الأمين و أخذ البيعة لأخيه بالخلافة و له بولاية العهد بعده و قام إنسان«172» فأنشده:
الإنباء،ص:88
لقد أصبحت تختال في كل بلدة بقبر أمير المؤمنين المقابر
و لو لم تسكّن باسمه بعد موته لما برحت تبكى عليه المنابر
و انصرف الفضل بن الربيع بتلك المضارب السود و بسائر ما كان مع الرشيد إلى العراق و سلّمه إلى محمد الأمين و حين انصرفوا بمضاربه إلى بغداد رئي على عمود من أعماد الخيم مكتوب:
منازل العسكر معمورة و المنزل الأعظم مهجور
خليفة الله بدار البلى يسفى على أجدائه المور
أقبلت العير تباهي به و انصرفت تندبه العير
الإنباء،ص:89
أمير المؤمنين الأمين
هو أبو عبد الله، محمد بن هارون و أمه زبيدة، و اسمها أمة العزيز و إنما زبيدة لقب وقع عليها و هو أن جدّها المنصور كان يحبها و كانت بيضاء سمينة فكان يقبّلها و يرقّصها و يقول لها: أنت زبيدة، فعرفت بذلك. و كنيتها أم جعفر، و لم يتول الخلافة هاشمي الأبوين إلا عليّ بن أبى طالب، أمير المؤمنين- صلوات الله عليه و سلامه- و محمد الأمين. فإن أم أمير المؤمنين عليّ بن أبى طالب- كرم الله وجهه- فاطمة بنت أسد بن هاشم«173». و أم محمد الأمين، زبيدة بنت جعفر بن المنصور.(1/92)
و وصلت الخلافة إلى محمد الأمين قبل وصول الفضل بن [31 أ] الربيع مع رجاء الخادم«174» كان نفذه الفضل من الطريق فوصل ليلة الخميس النصف من جمادى الآخرة فكتم الأمين هذا الخبر يوم الخميس و تحوّل ليلة الجمعة من قصر الخلد إلى مدينة المنصور و أظهر وفاة الرشيد يوم الجمعة و خطب بالناس و صلّى بهم الجمعة. و لما خطب حمد الله و أثنى عليه و نعى الرشيد و عزّى نفسه و عزّى الناس عنه ثم أخذ البيعة له بالخلافة ثم نزل من المنبر«175» و ما عاد رقاه بل اشتغل بلذّاته و أخذ ينهمك في الشرب و أساء التدبير في جميع الأمور حتى نفذ إلى المأمون يسومه النزول عن الرىّ و عن بعض كور خراسان التي كان أبوه في حياته ولّاه إياها. ثم نكث العهد الّذي عاهد أخاه عليه فجعله من العهد و بايع بالعهد لولده موسى و كان طفلا«176». ثم نفذ إلى المأمون يأمره بالقدوم عليه فما امتثل أمره فنفذ إلى محاربته عليّ بن عيسى بن ماهان في أربعين ألف مقاتل. و كانت زبيدة تحب المأمون لنجابته و عقله و برّه بأهله فنفذت إلى عليّ ابن عيسى بن ماهان قيدا من ذهب و قالت«177»: إن ابني محمدا الأمين أمرك أن تجيئه بعبد الله المأمون مقيدا و أنا أعزّه و هو عندي بمنزلة محمد فإذا قبضت عليه فلا تقيّده بقيد من حديد بل بهذا. قال: السمع و الطاعة. ثم خرج من بغداد يطلب خراسان و حين سمع المأمون بذلك ندب لمحاربته طاهر«178» بن الحسين فلقيه بالريّ فكسر طاهر عليّ ابن عيسى و استباح عسكره و قتله. و كتب إلى المأمون على البريد رقعة [31 ب ]
الإنباء،ص:90
لطيفة فيها: «كتبت هذه الرقعة و رأس عليّ بن عيسى بين يدىّ و خاتمه في إصبعي و أنا منه لخبر لا معتدّ بأثر»«179» فحين وصلت الرقعة إلى المأمون و قرأها استحسن بلاغته و اختصاره و قال لمن كان حاضرا عنده: سيجي ء كتاب الفتح في طوامير و لا يكون فيه هذه البلاغة. و كان كما قال.(1/93)
و حين نفذ الرأس إلى المأمون [كتب ] يستأذنه فيما يعتمده بعد ذلك [ف] أمره المأمون أن يتوجّه إلى بغداد و يأتيه بأخيه محمد الأمين مقيدا كما أمر الأمين عليّ بن عيسى أن يعتمده في حقه. و حينئذ صعد المأمون المنبر و كان بمرو و خلع أخاه و ذكر نكثه و غدره و فسقه و فجوره و دعا إلى نفسه فبايعه الناس. و كتب إلى طاهر بن الحسين عهدا بولاية خراسان و سائر بلاد المشرق و عقد له لواء ذا شعبتين و لقبه ذا اليمينين«180».
و فيه يقول الشاعر:
يا ذا اليمينين و عين واحدة نقصان عين و يمين زائدة
و حين وصل الخبر بهزيمة [عليّ بن ] عيسى و أسره و قتله إلى محمد الأمين و توجه طاهر بن الحسين إلى بغداد كان على شاطئ دجلة يصطاد سمكا مع جماعة من الخدم و كان فيهم خادم يسمى «كوثرا» كان يعشقه. فقال: دعوني من صداع العسكر و من هزم منهم و من قتل، كوثر اصطاد ثلاث سمكات و ما اصطدت إلا سمكتين«181».
و في هذا الخادم يقول الأمين:
ما يريد الناس من صب بمن يهوى كئيب [32 أ] أظلم الناس الّذي يلحى محبّا في حبيب
كوثر ديني و دنياي و سقمي و طبيبي«182»
و لما كان بعد أيام قلائل جاء طاهر بن الحسين و حاصر الأمين ببغداد، و درست محاسن بغداد في ذلك الحصار و استولى طاهر على جميع محال بغداد و لم يبق شي ء سوى الخلد الّذي كان الأمين ينزل فيه و هو مع ذلك لا يفيق من الشراب لحظة.
حكى«183» أن كوثرا خرج يوما يبصر الحرب فوقع فيه سهم فجاء إلى الأمين و الدم
الإنباء،ص:91
يسيل على وجهه فقام إليه يقبّل موضع الجرح و يمسحه بكمه و يقول:
ضربوا قرّة عينىّ و من أجلى ضربوه
أخذ الله لقلبي من أناس أوجعوه(1/94)
ثم قال للمغنين غنوا بها، ثم أراد أن يتمها أربعة فاعتاصت القافية عليه فاستدعى الفضل بن الربيع و قال له: من على بابنا من الشعراء؟ فقال: و الله ما أعلم أن أحدا بقي عندنا منهم إلا عبد الله بن أيوب التيمي و هو على باب القصر. قال: فقل له يجيز هذين البيتين. فخرج إليه الفضل و أمره أن يجيز البيتين فأجازهما ببيتين آخرين و قال:
من رأى الناس له الفضل عليهم حسدوه مثل ما قد حسد القائم بالملك أخوه«184»
فاستحسنها ثم قال: و الله هذا خير مما أردت. ثم قال: سلوه هل جئت على الظهر أو في الماء؟ فقال: لا بل على الظهر. قال: و كم كان معك حمل؟ قال: [32 ب ] ثلاثة. قال: أوقروها له دراهم ففعل ذلك. قال التيمي: و اتفق أنى بعد قتل الأمين قصدت المأمون بخراسان فلما دخلت عليه و وقعت عينه في عيني قال: هيه يا تيمى:
مثل ما حسد القائم بالملك أخوه
قلت له: اسمع يا أمير المؤمنين تمامها و ارتجلت في الحال:
نصر المأمون عبد الله لما ظلموه نقضوا العهد الّذي كانوا قديما أكّدوه
لم يعامله أخوه بالذي أوصى أبوه
قال: فاستحسن بديهتى و وصلني«185».
ثم إن الأمين حين ضاق به الأمر أرسل إلى طاهر بن الحسين يطلب منه الأمان و يسأله أن يؤمّنه ليمضي إلى أخيه المأمون فينزل على حكم أخيه«186»، فكان جوابه بل تنزل و في حلقك ساجور أو تنزل على حكمي. فلما سمع الأمين جوابه قال: لا و الله
الإنباء،ص:92(1/95)
لا أنزل على حكم عبد السوء العاض بظر أمه و ما أبالى وقعت على الموت أو وقع الموت عليّ و خرج«187» من وقته إلى منظرة كانت له على دجلة و قال: ادعوا لي عمى إبراهيم ابن المهدي فدعوه له فقال له: يا عم قد عوّلت في بكرة غد أن أخرج و أسلّم نفسي إلى هرثمة، و كان من جملة قواد المأمون الواصلين في صحبة طاهر، و إنما يحملني على تسليم نفسي إليه لأني آمن على روحي إذا كنت عنده فهو يحملني إلى أخى فيرى رأيه في أمرى و لست آمن على روحي إذا حصلت عند الأعور. فقال له [33 أ] عمه إبراهيم: فراسل هرثمة و أعلمه بأنك تخرج إليه ليكون مستعدا لخروجك. فنفذ إلى هرثمة يعلمه بذلك فأظهر له السرور بانضمامه إليه و أمّنه على نفسه و قال: أنا أقف في حراقتى على باب القصر مما يلي دجلة، فاخرج و انزل معى لأحملك معى إلى خيمتي.
ثم قال الأمين«188»: باللَّه يا عم ما ترى هذه الليلة و صفاء الجو فيها و حسن القمر على دجلة فلو وافقتني فشربنا و نمنا و إلى غد ألف فرج. فقال له إبراهيم: الرأى لك.
فأمر بإحضار الشراب و تناول رطلا ثم قال لإبراهيم: يا عم غنّنى لأشرب على غنائك فقال إبراهيم: ليس عودي معى. فقال: أحضر جارية تضرب عليك؟ فقال إبراهيم:
نعم. قال: فأحضر جارية اسمها ضعف فجاءت تحمل عودا فحين رأيتها تطيّرت من اسمها للحال التي كنّا عليها ثم أمرها فضربت و غنّيت ثم أمرها بالغناء فاندفعت تغني:
هم قتلوه كي يكونوا مكانه كما غدرت يوما بكسرى مرازبه
فإن لا يكونوا قاتليه فإنه سواء علينا ممسكاه و ضاربه«189»
فاغتاض الأمين و تطيّر و قال لها: غنّى غير هذا، فاندفعت تغنّي:
أبكى فراقهم عيني فارقها إن التفرّق للأحباب بكّاء
ما زال يعدو عليهم ريب دهرهم حتى تفانوا و ريب الدهر عدّاء
فقال لها الأمين: يا مشئومة كيف وقعت إلى هذا؟ غنّنى غيره فاندفعت تغني:
أما و رب السكون و الحرك إن المنايا سريعة الدّرك(1/96)
ما اختلف الليل و النهار و لا دارت نجوم السماء في فلك [33 ب ]
الإنباء،ص:93
إلا بنقل النعيم من ملك عات بسلطانه إلى ملك
و ملك ذي العرش دائم أبدا ليس بفان و لا بمشترك
فضجر منها و كان بين يديه قدح بلّور اسمه زب رباح«190» و كان يحبه و يحب الجارية حبا شديدا فضربها به فانكسر و أدمى ساقها و تنغّص عليه عيشه و ما كان فيه و قال: يا عم هذا و الله آخر مدتي و منتهى أيامى. قال إبراهيم: فقلت: الله، الله، بل الله يكفيك كل محذور، و إذا بصوت من ذلك الجانب من دجلة يخاطب آخر و يقول له: «قضى الأمر الّذي فيه تستفتيان» فقال: يا عم أ سمعت؟ قلت: لا يا سيدي ما سمعت شيئا.
و لما كان في عشية اليوم الثاني دخل خادم إليه و قال له: الأمير هرثمة قد جاء في الحراقة و وقف بإزاء القصر فقام و حوله جواريه و خدمه و أولاده يبكون و هو يبكى حتى خرج من باب القصر فعطش و استسقى ماء فلم يكن هناك ما يسقى فيه الماء فجاءوا بكوز مكسور الرأس فشرب منه و نزل إلى حراقة هرثمة و سلم نفسه إليه. و كان خبره و خبر تنفيذه إلى هرثمة قد نمّ إلى طاهر فأنفذ عدة حراقات مشحونة بالرجال و أوقفهم في طريقه ليأخذوه من هرثمة فحين بعدت حراقة هرثمة عن باب القصر قليلا عارضهم أصحاب طاهر و تمسكوا بالحراقة ليأخذوا الأمين و تجاذبوا و تناوشوا فغرقت حراقة هرثمة.
فحكى«191» أحمد بن سلام، صاحب المظالم ببغداد، قال: كنت مع محمد الأمين في الحراقة فلما غرقنا و كان قد جننا الليل، سبحت و صعدت [34 أ] بعد الجهد الجهيد و كان الزمان باردا فلما صرت على الساحل و إذا برجل خراسانى من أصحاب طاهر قد وضع حبلا في عنقي و هو يجرنى و أنا حافى و هو يركض بالفرس فأجهدنى و عنّاني.(1/97)
فقلت له: أيها الإنسان مالك في قتلى من حاجة و أنا رجل من أبناء النعم و ما تعوّدت المشي على هذه الصفة التي تعاملني بها فأردفنى خلفك و احملني إلى حيث تشاء فإذا كان من الغد افتديت نفسي منك بعشرة آلاف دينار. فلما سمع ذلك منى أردفنى وراءه و حملني إلى دار لا أعرفها و أقعدنى في بيت منها و أغلق الباب عليّ و مضى و بقيت أرتعد
الإنباء،ص:94
من البرد فبينا أنا على تلك الحالة إذ سمعت جلبة و إذا بقوم يدخلون الدار فطالعت من خصاص الباب و إذا بقوم معهم شموع و مشاعل و بأيديهم الأسلحة و محمد الأمين بينهم عريان كان قد خرج من الماء و أسروه كما أسرونى إلا أنهم لا يعرفونه فجاءوا به إلى البيت الّذي كنت فيه و فتحوا الباب و أدخلوه إليّ و أنا قد رأيته و هو لا يراني لظلمة البيت الّذي كنت فيه ثم أغلقوا الباب و مضوا فسمع في البيت حسا فكأنه أنس بذلك و قال: من تكون؟ قلت: عبدك، قال: أيّ العبيد أنت؟ قلت: أحمد بن سلام. قال: تقدم إليّ فإنّي أجد وحشة فتقدّمت إليه ثم قال لي: قد بقي عليّ الوتر و أنا أصلّيه الآن. فقام ليصلي فإذا بالجماعة قد عادوا و هم يقولون بالفارسية «پسر زبيدة، پسر زبيدة»«192» فلما سمع آيس من نفسه ثم جاءوا إلى البيت الّذي كنا فيه و فتحوه فلو أنه ثبت [34 ب ] في مكانه لما عرفوا أينا الأمين إلا أنه لما رآهم أخذ مخدة كانت في البيت يتترس بها و يقول:(1/98)
يا قوم إني ابن عم رسول الله و ابن الرشيد و أخو المأمون. فقال أحدهم: لك نطلب و ضربه على المخدة فسقط على وجهه فأكب عليه و ذبحه من قفاه و أخذ رأسه و خرج و تركونى ما طعمت غمضا من هول ما رأيت. فلما كان وقت الصبح جاء الخراساني الّذي أسرنى و قال لي: أين أسيرى؟ قلت: أنا هو، قال: تكذب. أنت هرّبته و قعدت مكانه. قلت له: يا هذا أ لست كنت وعدتك بعشرة آلاف دينار؟ فأنا أسلّمها إليك اليوم وهبنى كنت هو أو غيره. فلما سمع ذلك منى قال لي: يا هذا أسيرى البارحة كان شابا و أراك شيخا فمددت عيني نحو لحيتي و تأمّلتها و إذا قد وخطني الشيب من هول ما رأيت تلك الليلة و عرف الرجل صدق قولي فقال لي: قم امض لحال سبيلك و قد جعلتك في أوسع الحل من المال و الله لا كنت سببا لأن أجمع عليك بين الفقر و الشيب«193».
ثم إن طاهر أخذ رأس الأمين و نفذه إلى مرو إلى المأمون فأدخلوه إليه على ترس و عنده ذو الرئاستين الفضل بن سهل وزيره. فقال المأمون: إنّا للَّه، أمرناهم أن يأتوا به أسيرا فأتوا به عقيرا«194». فقال له الفضل: يا أمير المؤمنين إنه قد كان ما كان فاحتل لنا في العذر و حينئذ تمثل المأمون بهذين البيتين:
الإنباء،ص:95
شفيت النفس من حمل ابن بدر و سيفي من حذيفة قد شفاني [35 أ]
فإن أك قد بردت بهم غليلى فلم أقطع بهم إلا بنانى«195»
ثم بكى، فقال له الفضل: ما يبكيك يا أمير المؤمنين؟ قال: تذكّرت لمحمد مع عقوقه قليل برّه، أمر لي الرشيد يوما بمائة ألف دينار و أمر له بمائتي ألف و لم يعلم بذلك فبادرت فبشّرته بها فقال: يا أخى لعل في نفسك شيئا من تفضيلي عليك قد جعلتها بأسرها لك جزاء بشارتك لي فصرف الثلاث مائة ألف إليّ. فقال له الفضل: يا أمير المؤمنين كيف تحمد على بذل مال من سمح بسفك الدماء و نقض العهد و الميثاق و آثر الغدر على الوفاء؟ فقال المأمون: ذلك هو الّذي يسلّينى عنه.(1/99)
و كان مولد الأمين بالرصافة سنة إحدى و سبعين و مائة. و قتل ليلة الأحد لخمس بقين من المحرم سنة ثمان و تسعين و مائة. و عمره ثمان و عشرون سنة، و كان جميلا لم يكن في زمانه أصبح وجها منه، و كان أقنى أنزع طويل القامة و العنق، أبيض الوجه أسود العينين أسود الشعر بعيد ما بين الكتفين متواضعا في كلامه و جلوسه، سخيّا بكل ما يملك. و فيه يقول عليّ بن الجهم في قصيدته المزدوجة التي ذكر فيها الخلفاء بأسرهم«196»:
و بايعوا محمد الأمينا فنكثوا البيعة أجمعينا
و أمّنوه ثم قتلوه ما هكذا عاهدهم أبوه
ثم انقضت أيام الأمين. و حكى«197» شيخ كان يتردد إلى يحيى بن خالد و هو في الحبس. قال: قال لي يوما يحيى بن خالد: قتل هارون أولادي و الله [35 ب ] ليقتلنّ ولده. و استباح حريمي و الله ليستباحن حريمه. و كنت أستبعد هذا و أقول من يقتل ولده و يستبيح حريمه إلى أن جاء طاهر و نهب دار هارون و قتل ولده محمدا و أخرج جواريه و حرمه حافيات حاسرات، فصحّ عندي ما قاله يحيى و صدقت قول القائل«198»:
من ير يوما يربه و الدهر لا يغتر به
[قضاة الأمين: إسماعيل بن حمّاد [بن ] أبى حنيفة [و] أبو البختري ] [1]«199».
__________________________________________________
[1] ما بين الأقواس لم يرد في نسخة فاتح و لعله من إضافات أحد الذين وقع الكتاب بأيديهم و لعل هذه الإضافات حدثت في النسخة التي منها انتسخت نسخة لا يدن. انظر المقدمة.
الإنباء،ص:96
أمير المؤمنين المأمون
هو أبو العباس، عبد الله بن هارون الرشيد. و أبو العباس كنيته كنّاه بها أبوه فأما هو فإنه تكنّى بعد موت أبيه بأبي جعفر و هي كنية الرشيد و كنية المنصور.
و أمه أم ولد كانت طبّاخة و اسمها «مراجل» و أصلها من باذغيس، و كان أكبر من الأمين و كانت زبيدة بقيت مع الرشيد مدة لم تحبل فشكا ذلك إلى بعض خواصه فقال:(1/100)
يا أمير المؤمنين نبّه رحمها بإحبال بعض جواريك. فدخل يوما إلى المطبخ فرأى مراجل المقدم ذكرها فجذبها و جامعها و نفذ إلى زبيدة من يعلمها بذلك. و نفذ إليها بعد أيام من يخبرها بأن مراجل حبلت. فلما كان بعد أيام قلائل حبلت زبيدة بالأمين«200».
و تقلّد المأمون الخلافة و سنه سبع و عشرون سنة، و كان مولده ببغداد في الليلة التي استخلف فيها الرشيد و هي ليلة النصف من ربيع الأول سنة سبعين و مائة. و لم تلبث أمه بعد ولادته إلّا قليلا و ماتت و هو طفل فصيّره الرشيد في حجر الجوهري«201» [36 أ] مولاهم فأرضعته زوجة سعيد، ثم كبر فأدّبه أبو محمد اليزيدي«202» و جمع له الرشيد الفقهاء و المحدثين من الآفاق فبرع و فاق في سائر العلوم على سائر أبناء جنسه و عصره و كان يسمى نجيب بنى العباس، و كان الرشيد معجبا به شديد الحب له. و كان إذا رآه يصطنع الناس بأقواله و أفعاله و رأى محمد بن زبيدة يشتغل بجمع المال و بنى الدور والقرى يتمثّل بهذا البيت:
يبنى الرجال و غيره يبنى القرى شتّان بين قرى و بين رجال
و كانت زبيدة تعاتبه دائما و تقول: أنت تحب عبد الله أكثر من ابني. فقال لها يوما و قد ذكرت له ذلك: تريدين أن أعرفك الفرق بين محمد و بين عبد الله؟
قالت: الأمر لك. فدعا«203» خادمين و قال لأحدهما: امض إلى محمد و اجلس عنده و انبسط في الحديث ثم قل له في أثناء كلامك: يا سيدي إذا أفضت الخلافة إليك ما ذا تصنع معى؟ و قال للآخر: امض إلى عبد الله و اجلس عنده و تحدّث معه و قل له في أثناء حديثك مثل هذا و أعد عليّ ما يكون في جوابه فمضيا و لبثا ساعة و عاد
الإنباء،ص:97(1/101)
الخادم الّذي نفذه إلى محمد فقال له الرشيد: هات ما عندك، قال: يا أمير المؤمنين دخلت على محمد و عنده جماعة من المطربين و المساخر و الصفاعنة و المخانيث و هو يشرب و هم يتصافعون و يتشاتمون و هو يضحك فجلست و تحدّثت كما أمرتنى ثم قلت له في أثناء كلامي: يا سيدي إن أفضت الخلافة إليك ما تصنع بى؟ فقال لي: [36 ب ] أعطيك كذا [و] كذا ألف دينار و أقطعك الضيعة الفلانية و أفعل معك و أصنع.
و بيناهم في الحديث جاء الخادم الآخر، فقال له الرشيد: هات ما عندك قال:
يا أمير المؤمنين دخلت على عبد الله فرأيت مجلسه مغتصّا بالفقهاء و الشعراء و القرّاء و أصحاب الحديث و هو يفاوضهم فصبرت حتى تقوّض المجلس و دنوت منه و دعوت له و قلت: يا سيدي أرى و الله مخايل النجابة عليك و إني لأشمّ من أعطافك روائح الخلافة فإن أفضت إليك فما ذا تصنع معى؟ فلما سمع هذا الكلام منى استشاط غضبا و أخذ دواة كانت بين يديه فرماني بها و قال: بل يطيل الله بقاء أمير المؤمنين و يديم دولته و يمدّ في عمره و يجعلنا فداه. ويلك قد جئت تبشّرني بموت أبى و تطلب منى عند ذلك مراعاتى لك و إحساني إليك؟ لا أرانا الله يومه و قدّمنا قبله«204». فلما سمع الرشيد جوابهما و زبيدة أيضا تسمع قال لها: أ تلومينني على الميل إلى عبد الله أكثر من محمد؟ و الله ثم و الله لو لا مراقبتى لك و إشفاقي على قلبك لخلعت محمدا من العهد و قدمت عبد الله عليه.
و حين سافر الرشيد إلى الشام ولّاه الرقة و ظهر من شهامته ما حمد أثره فيه.
و حين غزا الرشيد في سنة تسعين و مائة و هي غزاة هرقلة استصحبه معه و بان من شجاعته و إقدامه و تدبيره ما أدهش الناس.
و كانت بيعته بالخلافة ببغداد بعد قتل الأمين لأنه كان قد تسمّى بها و هو بخراسان لما وصله الخبر بقتل عليّ بن عيسى بن ماهان [37 أ].
و لما قتل الأمين و بويع المأمون ببغداد بالخلافة نفذ طاهر بن الحسين إليه مع
الإنباء،ص:98(1/102)
رأس الأمين ولديه عبد الله و موسى و البردة و القضيب و الخاتم. و حين رأى المأمون ولدى الأمين ضمّهما و قبّلهما و أكرم مثواهما و أحضر الفقهاء و القضاة و زوّجهما ابنتيه.
و في هذه السنة نفذ المأمون من خراسان جابر بن الضحاك و فرناس الخادم إلى المدينة لإحضار عليّ«205» بن موسى بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبى طالب- رضوان الله عليهم أجمعين- فوصل إليه و هو بمرو فنهض له و أجلسه معه على السرير و ولّاه العهد من بعده و ضرب الدراهم و الدنانير باسمه و كتب إلى الآفاق ببيعته و خلع السواد و لبس الخضرة الأسمانجونية، و زوّجه المأمون ابنته أم حبيب. و تزوج المأمون بورّان بنت الحسن بن سهل زوّجه إياها عمّها الفضل بن سهل وزير المأمون، كل ذلك في يوم واحد. و كان الفضل بن سهل و أخوه الحسن منجمين مجوسيين، كانا يدوران القرى و معهما زنبيل فيه الأصطرلاب و قوت يقتاتان به فأفضى أمرهما إلى أن صار أحدهما وزير المأمون و هو الفضل و صار أخوه الحسن أمير العراق و هما من قرية من سواد واسط يقال لها فم الصّلح«206».
و حين عقد المأمون البيعة بالعهد لعلىّ بن موسى الرضا قال له: يا أمير المؤمنين إن هذا الأمر لا يتم فأعفنى منه فلم يعفه. و لما وصل توقيع المأمون إلى بغداد بالبيعة لعلىّ ابن موسى الرضا شق ذلك على بنى [37 ب ] العباس و قالوا: إن تمت البيعة لعلىّ ابن موسى فهو لا يعهد إلى عباسي قط و إنما يعهد إلى ولده أو إلى أحد من أهل بيته.(1/103)
فاجتمع أمرهم على شق العصا على المأمون و خلعه من الخلافة فخلعوه و بايعوا بالخلافة إبراهيم بن المهدي الأسود المعروف بابن شكلة ثم لإسحاق بن موسى الهادي بولاية العهد بعده و ذلك في المحرم سنة اثنتين و مائتين، و اتصل الخبر بالمأمون فندم على ما كان صدر منه. و اتفق أن المأمون في يوم عيد أمر عليّ بن موسى الرضا على باب مرو بالخروج و الخطبة و الصلاة بالناس، فخرج و على بدنه قميص أبيض و على رأسه قطعة كرباس«207» بيضاء و هو يمشى بين الصفوف و يقول: اللَّهمّ صلّ عليّ و على أبويّ
الإنباء،ص:99
آدم و نوح، اللَّهمّ صلّ عليّ و على أبويّ إبراهيم و إسماعيل، اللَّهمّ صلّ عليّ و على أبويّ محمد و عليّ، فحين شاهده عسكر المأمون و هو على هذه الحال ترجّلوا كلهم و سجدوا له و وافقوه رجالة إلى المصلّى. و في تلك الساعة دخل بعض قواد المأمون على المأمون و أخبره بصورة الحال فهاله الأمر و خاف أن تخرج الخلافة من يده في حال حياته، فنفذ من ردّ عليّ بن موسى قبل أن يصل إلى المصلّى و خرج هو و خطب بالناس.
و اتفق في عقيب ذلك وفاة عليّ بن موسى فنفذ المأمون إلى بغداد و طيّب قلوب بنى العباس و أعلمهم برجوعه عما كان عليه من بيعة عليّ بن موسى و أخبرهم بموته و طلب من إبراهيم أن يخلع نفسه فما فعل فسار [38 أ] المأمون بنفسه إلى العراق.
و حين وصل إلى سرخس قتل الفضل بن سهل وزيره بها في الحمام. و يقال: إن المأمون ألّب عليه و الله أعلم بجلية الحال«208». و أراد المأمون أن يدفع عن نفسه هذه التهمة لئلا ينسب إلى قلة الحفاظ و سوء العهد فقلّد أخاه الحسن بن سهل الوزارة بعده و دخل بنفسه على أمه فعزّاها عنه و قال لها: إن ذهب أحد بنيك فقد بقي الابن الآخر، و أومأ إلى نفسه. فقالت: يا أمير المؤمنين كيف لا أبكى على ابن جعل لي ابنا مثلك«209»؟(1/104)
و كان قدوم المأمون إلى بغداد في رابع عشر صفر سنة أربع و مائتين و لباسه و لباس أصحابه الخضرة. و لما رأى نفرة بنى العباس من الخضرة خلعها و عاد إلى السواد فما بقيت الخضرة إلا ثمانية أيام. و حين دخل المأمون و استقر ببغداد قصد دار زبيدة و عزّاها عن أخيه و بكى معها بكاء شديدا و لعن طاهرا كيف أقدم على قتله. ثم سألته أن يتغدّى عندها ففعل و أخرجت إليه جواري محمد ابنها يغنونه، فغنّته إحداهنّ:
هم قتلوه كي يكونوا مكانه كما غدرت يوما بكسرى مرازبه
فإن لا يكونوا قاتليه فإنه سواء علينا ممسكاه و ضاربه
فوثب المأمون مغضبا، فقالت له زبيدة: يا أمير المؤمنين حرمني الله أجره إن كنت علّمتها أو دسست إليها. فصدّقها و تعجّب من ذلك الاتفاق«210».
الإنباء،ص:100
و جلس يوما جلوسا عاما فدخل عليه عمه إبراهيم«211» [38 ب ] بن المهدي فقال:
السلام عليك يا أمير المؤمنين فقال له: لا سلام عليك يا إبراهيم فقال له: على رسلك يا أمير المؤمنين لقد أصبح ذنبي فوق كل ذنب كما إن عفوك فوق كل عفو، فقال له المأمون: إن هذين أشارا عليّ بقتلك، و أومأ إلى الحسن بن سهل الوزير و إلى ولده العباس بن المأمون، فقال: يا أمير المؤمنين و الله لقد نصحاك و ما غشّاك و لكنك إن قتلتني كنت قد عاقبتني على ذنب قد عاقبت عليه الناس قبلك و إن عفوت عنى فقد عفوت عن ذنب ما عفى عنه أحد قبلك. فقال المأمون: إن من الكلام ما يفوق السحر و إن كلام عمى منه، يا عم قد عفوت عنك. و أمّنه على نفسه و ماله«212».
و كان المأمون يقول: إني أحب العفو حتى أخاف أن لا أؤجر عليه، و لو علم الناس حبي للعفو لتقربوا إليّ بالذنوب«213». و صار إبراهيم بن المهدي بعد ذلك من ندمائه و المتخصصين بخدمته، و كان يداعبه و يقول له: أنت الخليفة الأسود فقال له إبراهيم يوما: يا أمير المؤمنين أما سمعت قول سحيم«214» عبد بنى الحسحاس الأسود:
أشعار عبد بنى الحسحاس قمن له يوم الفخار مقام الأصل للورق(1/105)
إن كنت عبدا فنفسي حرّة كرما أو أسود الخلق إني أبيض الخلق
و أنا أقول لك: «و الشعر لإبراهيم»:
ليس يزرى السواد بالرجل الندب و لا بالفتى الأريب الأديب
إن يكن للسواد فىّ نصيب فبياض الأخلاق منك نصيبي [39 أ]
فاستحسن البيتين و وصله.
و اختفى الفضل بن الربيع من المأمون و المأمون يتطلبه و يطرح عليه الأعين و ذلك لما كان في نفسه منه عند موت الرشيد و لأنه هو الّذي ألبّ عليه بنى العباس ببغداد حتى بايعوا إبراهيم و حسّن لإبراهيم فعله، و في آخر الأمر ظفروا به و جاءوا به إلى المأمون فلما وقعت عليه عين المأمون قام و سجد ثم رفع رأسه و قال«215»: أ تدري
الإنباء،ص:101
لم سجدت؟ قال: نعم، قال: لما ذا؟ قال الفضل: شكرا للَّه على أن أظفرك بعدوّك.
قال: لا و الله بل شكرا للَّه تعالى كيف رزقني حلما أعفو به عن جرم مثلك«216».
امض لحال سبيلك فقد عفوت عنك، ثم أمر فردّ عليه ما كان قد قبض في الديوان من أملاكه و خلع بعد ذلك عليه و أحسن إليه.
ثم إن المأمون أراد أن يبنى ببوران و كان قد أمهرها ألف ألف دينار، فقال أبوها للمأمون: يا أمير المؤمنين تجعل مهرها أن تبنى بها في قريتنا بفم الصّلح«217» فأجابه إلى ذلك. و أمر المأمون بعد ذلك لها بألف ألف دينار فأمر الحسن بن سهل فنثرت على العسكر يوم وصول المأمون إلى فم الصّلح.
و حكى«218» بعض وكلاء المأمون قال: انحدر في جملة المأمون إلى فم الصلح ثلاثون ألفا من الغلمان الصغار و الخدم الصغار و الكبار و سبعة آلاف جارية. و كان من يتبعهم يزيد على مائتي ألف نفس سوى سفن العسكر أربعة آلاف شبارة كبار و صغار فكنا نجري على ستة و ثلاثين ألف ملاح.(1/106)
و حين وصل المأمون إلى فم الصلح عرض العسكر [39 ب ] الّذي انحدر معه فكان أربع مائة ألف فارس و ثلاث مائة ألف راجل. و كان الحسن بن سهل كل يوم يذبح في مطبخه ثلاثين ألف رأس من الغنم و مثليها من الدجاج و أربع مائة بقرة و أربع مائة فرس و أربع مائة جمل مدة مقامهم هناك و نفد الحطب من الرحال و الآجام و أشجار الكروم فصاروا يعمدون إلى الخيم الكبار و يضربون النفط في أعمدتها و آلاتها من الأخشاب و يوقدونها تحت القدور«219»، و جاف المعسكر من نتن كبود الحملان و الدجاج و صار من ذلك على باب القرية مثل الجبل العظيم حتى احتاج الحسن بن سهل إلى أن نفذ إلى البوادي و مكارية القرى فأحضروا الجمال و البغال و الحمير و نقلوا ذلك من موضعه في مدة ثلاثة أشهر و رموا به إلى دجلة و أراحت حافة دجلة إلى حد لم يمكن شرب الماء منها أياما عدة و كانت هذه الدعوة تسمى دعوة الإسلام. و حين بنى المأمون ببوران نثروا«220» من سطح دار الحسن بن سهل على العسكر بنادق عنبر
الإنباء،ص:102
فاستركّ«221» الناس ذلك و قالوا: في مثل هذا العرس ينثر بنادق عنبر؟! و إذا بصائح يصيح من السطح: كل من وقعت بيده بندقة فليكسرها و كل ما وجد فيها فهو له.
فكسر الناس البنادق و [وجدوا] في وسط كل بندقة رقعة و في الرقعة مكتوب ألف دينار و في أخرى خمس مائة و هكذا إلى مائة، و في بعضها فرس و في بعضها قرية و في بعضها عشرة أثواب من الديباج أو خمسة [40 أ] و أقل أو أكثر و في بعضها بستان و في بعضها غلام و في بعضها جارية، فكل من وقعت بيده رقعة حملها إلى الديوان و أخذ ما فيها. و لما كان ساعة الزفاف جلست بوران على حصير منسوج من الذهب، و دخل«222» المأمون عليها و معه عماته و عدة من نساء بنى هاشم فنثر الحسن بن سهل عليهما ثلاث مائة لؤلؤة وزن كل واحدة مثقال فما مدّ أحد يده إليه فقال المأمون لعماته:
أكرمن أبا محمد بلقطة و مدّ يده فأخذ منه واحدة فحينئذ مدوا أيديهم و لقطوه.(1/107)
و قال المأمون: قاتل الله أبا نواس كأنه كان حاضرا مجلسنا هذا حيث قال في وصف الخمرة:
كأن صغرى و كبرى من فواقعها حصباء درّ على أرض من الذهب
ثم إن الحسن بن سهل بنى للمأمون في أيام كونه بفم الصلح القصر المعروف بالحسنى«223» بالجانب الشرقي. و حين عاد المأمون من فم الصلح و بوران في صحبته نزل به و هو اليوم دار الخلافة و من ذلك اليوم انتقل الخلفاء من الجانب الغربي إلى الجانب الشرقي. و امتدت أيام المأمون إلى سنة ثماني عشرة و مائتين.
فلما كان في هذه السنة غزا الروم و قهرهم و أخذ حصونهم و سبى ذراريهم و عاد من الغزو و أقام أياما بطرسوس و أعجبه المكان. و لما دخل رجب من هذه السنة خرج يوما إلى متنزه على باب طرسوس فرأى ماء جاريا و أشجارا مشتبكة و نسيما رقيقا، فقال لأصحابه: ننزل و نتغدّى [40 ب ] ها هنا. فقالوا: الصواب ما يراه أمير المؤمنين. فنزل و نزلوا و أمر فحمل الغداء إليه إلى ذلك الموضع فحين توسط الأكل قال: إن نفسي تطالبنى الآن برطب جنيّ و يكون أزاذ، فقالوا: يا أمير المؤمنين نحن في بلاد الروم من أين يكون ها هنا رطب أزاذ؟ فقال: نفسي كذا تطلب و هكذا تشتهي. فبينا هم في الحديث إذا سمعوا قعقعة جلاجل البريد الواصل
الإنباء،ص:103(1/108)
من بغداد و إذا على البريد أربع كنثات«224» من الخوص ملؤها رطب أزاذ عهده ببغداد أربعة أيام ما تغيّر كأنه جنيّ في تلك الساعة من النخلة. فقدمت بين يديه فأكل منها. و كان ينعى نفسه في تلك الأيام و يقول: ملكت الدنيا و ذلت لي صعابها و بلغت آرابى منها و يذكر وصول الرطب في ذلك اليوم و يقول: أظنه آخر عهدي بأكل الرطب، و كذلك كان فإنه مرض بعد أيام و عهد إلى أخيه أبى إسحاق، محمد بن الرشيد«225». و لما كان في يوم الثلاثاء السادس عشر من رجب، اشتدت علّته و كان نازلا في دار خاقان المفلحي خادم الرشيد المرابط بطرسوس. فأمر أن يفرش له الرماد و ينقل عن الفرش التي كان نائما عليها و يوضع على الرماد عريانا ففعل به ذلك، و كان يتقلب على الرماد و يقول: يا من لا يزول ملكه«226» ارحم من زال ملكه. و توفى من ساعته- رحمه الله- و كان عمره ثمان و أربعين سنة و أربعة أشهر، و صلى عليه أخوه أبو إسحاق المعتصم [باللَّه ] و دفن في داره المعروفة بالإمارة بطرسوس المعروفة [41 أ] أيضا بخاقان المفلحي، و فيه يقول الشاعر«227»:
هل رأيت النجوم أغنت عن المأمون أو عن ملكه المأنوس خلفوه بعرصتي طرسوس مثلما خلفوا أباه بطوس
أما وزراء المأمون: فأولهم الفضل«228» بن سهل، ذو الرئاستين، ثم أخوه الحسن بن سهل، ثم أحمد بن أبى خالد الأحول، ثم أبو جعفر، أحمد بن يوسف«229»، ثم أبو عباد ثابت بن يحيى«230»، ثم محمد بن يزداد«231».
[قضاته«232»: الواقديّ، ثم محمد بن عبد الرحمن المخزومي، ثم بشر بن الوليد، ثم يحيى بن أكثم.
كتّابه: الفضل بن سهل، ثم أخوه الحسن، ثم أحمد بن أبى خالد الأحول«233»، ثم أبو جعفر [أحمد] بن يوسف«234»، [ثم ثابت بن ] يحيى، [ثم محمد بن يزداد] [1] و انقضت أيام المأمون- رضى الله عنه-.
__________________________________________________
[(1/109)
1] ما بين الأقواس لم يرد في نسخة فاتح و لعله من إضافات أحد الذين وقع الكتاب بأيديهم في النسخة التي انتسخت نسخة لا يدن منها.
الإنباء،ص:104
أمير المؤمنين المعتصم باللَّه
هو أبو إسحاق، محمد بن هارون الرشيد، ولد بالرافقة«235» في شعبان سنة ثمان و سبعين و مائة، و اسم أمه ماردة و قيل ماريّة من مولدات الكوفة. و هو أول من أضاف اسم الخلافة إلى اسم الله عز و جل.
بويع بالخلافة يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من رجب سنة ثماني عشرة و مائتين، و بعد ذلك بأيام اجتمع جماعة الجند و شغّبوا و تحدّثوا في بيعة العباس بن المأمون و أظهروا خلاف المعتصم و مضوا بأسرهم إلى مضارب العباس فخرج إليهم و قال لهم: أيّ شي ء تريدون منى؟ قالوا: نبايعك بالخلافة، قال: أنا قد بايعت عمى و رضيت به و هو كبيرى و عندي بمنزلة المأمون فانصرفوا خائبين«236».
و رحل المعتصم [41 ب ] من بلاد الروم و دخل بغداد في شهر رمضان من هذه السنة و أحمد بن أبى دؤاد معه يسايره، و أقرّه على ما كان عليه في زمان المأمون من قضاء القضاة. و جلس على السرير الّذي في صدر الإيوان الكبير الّذي من دار الخلافة و كانت فيه صورة العنقاء و كان السرير من ذهب مرصّع بأنواع الجواهر، كان من جهاز بوران بنت الحسن بن سهل. و وضع على رأسه تاجا فيه الدر اليتيم، و هو أول خليفة تتوّج و ما رأى الناس أحسن من ذلك اليوم، و استأذن إسحاق بن إبراهيم الموصلي في الإنشاد فأذن له فأنشد قصيدة أولها:
يا دار غيّرك البلى فمحاك يا ليت شعرى ما الّذي أبلاك
فتطيّر المعتصم و جعل الناس يتغامزون و يتعجّبون كيف خفي ذلك على إسحاق مع فضله و نبله و ما كان يومأ إليه به فإنه لم يكن في زمانه فقيه و لا شاعر و لا مقرئ و لا راو للأحاديث و لا نسّابة و لا نحوىّ و لا لغويّ يدانى إسحاق في ذلك الفن الّذي تفرّد به، و كان الغناء أقل فضائله و مع ذلك فإنه فاق فيه على كل من بعده«1236».(1/110)
و كان إسحاق بن إبراهيم يقول: أنا أول من بيّن عهد الواثق للناس فإن المعتصم بقي مدة في الخلافة لم يعهد إلى أحد من أولاده و كنت قد حلفت أننى لا أغنى إلا لخليفة
الإنباء،ص:105
أو لولىّ عهد، فاستدعاني يوما هارون بن المعتصم، و هو الواثق، فلما حضرت عنده قال لي: أحب أن تغنّينى فامتنعت فنفذ إلى المعتصم و شكاني فأحضرنى المعتصم [42 أ] و قال لي: ويلك يا إسحاق بلغ من أمرك أنك تتكبّر على هارون؟ فقلت: يا أمير المؤمنين إني حلفت أنى لا أغنى إلا لخليفة أو لولىّ عهد. فقال: امض و غنّ له فلا شي ء عليك. فعلم الناس أنه قد ولّاه العهد.
و في سنة عشرين و مائتين جرى على الإمام أحمد بن حنبل«237»- قدس الله روحه و نوّر ضريحه- ما جرى من الإخراق و الحبس. و إنما حثّ المعتصم على ذلك و حمله على ما فعل به أحمد بن أبى دؤاد لأنه كان معتزليّا و كان الإمام أحمد- رضوان الله عليه- إمام السنّة. و حين أحضره المعتصم بين يديه سلّم و تكلّم بكلام أعجب الناس، ثم قال في أثناء كلامه: يا أمير المؤمنين إن لآبائى سبقا في هذه الدعوة فليسعني ما وسع أصحاب رسول الله- صلّى الله عليه و سلم- من السكوت و الرضى من جميعهم بأن القرآن كلام الله. فقال له ابن أبى دؤاد: أ تقول إن الله خالق كل شي ء أم لا؟ فقال الإمام أحمد- رضوان الله عليه-: بلى الله خالق كل شي ء قال له: القرآن شي ء أم لا شي ء؟
قال الإمام أحمد: القرآن أمر الله و قد فرّق الله تعالى بين خلقه و أمره فقال- عزّ و جل-:
«لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ ...» 7: 54 فالتفت المعتصم إلى ابن أبى دؤاد و قال: ذكرتم أن الرجل عامي و أراه يذكر بيتا قديما و شهد له كل من حضر بأنه من سراة بنى شيبان، ثم قال:
و ذكرتم لي أنه جاهل و ما أراه إلا معربا فصيحا، و أكرمه و أنعم عليه. و كان الإمام أحمد بن حنبل- رضوان الله عليه- إلى أن مات يثنى على المعتصم و يذكر فعله به و يترحّم عليه.(1/111)
و قيل: لما مات الإمام أحمد [42 ب ]- رضى الله عنه- صلّى عليه ألف ألف و ستمائة ألف رجل و أسلم وراء نعشه أربعة آلاف ذمي من هول ما رأوا.
و في سنة ثلاث و عشرين و مائتين كان المعتصم بسامراء بعد بنائه القصر المعروف بالجوسق«238» جالسا فيه فجاء كتاب على البريد من ثغر الروم يذكر أن ملك الروم تطرق إلى نواحي الإسلام و مدّ يده إلى بعض القرى و أنه أسر منها جماعة و أنه كان
الإنباء،ص:106
في جملة الجماعة امرأة هاشمية. و أنها صاحت: «وا معتصماه» فحين قرأ الكتاب نهض من ساعته و عبر إلى الجانب الغربي و أمر العسكر فخرجوا و سار ليلته و العساكر تتلاحق به و كان في مقدمته إيتاخ في أربعين ألف فارس أمره أن لا يركب أحد من عسكره إلا أبلق لأن ملك الروم لما سمع قول الهاشمية «وا معتصماه» أمر بتقييدها و قال: نفذى إلى المعتصم حتى يركب الأبلق و يخلصك من يدي. و حين وصل إلى أنقرة خرّبها و أحرقها، و اجتاز بين أنقرة و عمّورية بدير و على سطح الدير راهب قد أتت عليه السنون، فكلّمه و هو لا يعرفه فقال له: يا راهب كم أتى عليك من العمر؟ قال:
رأيت المسيح بن مريم، فقال له المعتصم: هل وجدت في كتب الملاحم التي تكون عندكم أن مدينة عمّورية يفتحها أحد من المسلمين؟ قال: حيث كتبت الملاحم ما كان أحد من المسلمين و إنما رأيت في كتب الملاحم أنه لا يفتحها إلا أولاد الزنا.(1/112)
فقال المعتصم: الله أكبر، عسكري كلهم الأغلب عليهم الأتراك و الأتراك كلهم أولاد الزنا فإنه ليس بينهم شريعة و لا [43 أ] سياسة«239»، ثم سار متوجها إليها و نزل بها أياما قلائل و أحرقها و هدم سورها و جاء بأبوابها إلى بلاد الإسلام و نصب منها مصراعين على الرقة و مصراعين على باب من أبواب دار الخلافة ببغداد و هما إلى الآن موجودان«240». و حين دخل إليها قصد في الحال البيعة الكبيرة و كسّر الأصنام و صلّى بالناس التراويح هناك، و كان دخوله إليها في رمضان، و أخذ ملك الروم أسيرا و طلب منه الهاشمية و أمر بإحضارها على الحالة التي كانت عليها فأحضرت تحجل في قيودها، فحين وقعت عينه عليها قام على قدمه و قال: لبّيك، لبّيك يا بنت العم أجبت دعوتك في أربعين ألف أبلق.
و كان المعتصم أميّا لا يحسن الخط و الكتابة، و في خلافته تعلّم أن يكتب العلامة على التوقيعات فكانت تلك العلامة أحسن من خط كل خليفة تقدّمه. و كان السبب في أنه ما كان يحسن الكتابة أنه كان في المكتب مع إخوته و معهم جماعة من الخدم الصغار فتوفى أحد الخدم الذين كانوا معهم في المكتب فقال المعتصم: استراح و الله
الإنباء،ص:107
من الكتّاب، فسمع الرشيد بذلك فقال: و كأن أبا إسحاق يشقّ عليه الكون في المكتب إلى حد يفضل عليه الموت، أخرجوه من المكتب«241» فلي أولاد عدة فإن كان فيهم واحد لا يحسن الخط جاز.
و حكى محمد بن عبد الملك الزيات«242» قال: لقد رأيت عجبا لما بايع أهل بغداد لإبراهيم بن المهدي و بايعه جماعة بنى العباس بايعه أبو إسحاق المعتصم في [43 ب ] جملة القوم و قبّل ركابه فأمر له بعشرة آلاف درهم، ثم لما عاد المعتصم من بلاد الروم و استقر بدار الخلافة بايعه بنو هاشم و جماعة من أهل الحل و العقد فركب يوما فجاء إبراهيم و قبّل ركابه في ذلك الموضع الّذي قبل هو فيه ركاب إبراهيم. فقال المعتصم:
حمّروها له فأعطى عشرة آلاف دينار.(1/113)
و حكى محمد بن عبد الملك الزيات قال: كنت أيام حداثتي مع أبى في معصرة الزيت فجرى بيني و بين أبى كلام في شي ء فقال: اخرج من بيتي و اطلب رزقا لنفسك فأخذتني الحميّة و كنت أقول الشعر فقصدت الحسن بن سهل و امتدحته فأمر لي بعشرة آلاف درهم فأخذتها و صرفتها في مصالحي و اشتغلت بالأدب و برعت في صناعة الكتابة و ترقّت بى المراتب إلى الوزارة«243».
و كان«244» القاضي أحمد بن أبى دؤاد ولد حائك ترقّت به المراتب إلى أن صار قاضى قضاة العالم و صار يتحكم في الدول و يولّى الوزراء و ولاة الأمصار و يعزلهم.
و لقد خرج المعتصم باللَّه يوما ليتنزه و كنّا نسايره، أنا على يمينه و أحمد بن أبى دؤاد على شماله، فتبسم المعتصم و قال: رحم الله الرشيد، [رحم الله الرشيد] هكذا يكررها دفعات، فقلنا له: يا أمير المؤمنين يرحمه الله و يطيل عمرك، هل تذكّرت من أحواله شيئا؟ قال: إي و الله، أخذنى يوما في حجره و كنت صغيرا و قبّلنى، و كان يحبني حبا شديدا، و ضرب بيده على كتفي و قال لي: أنت يا أبا إسحاق تكون أمير السفل، فلما رأيتك الآن [44 أ] على يميني و أنت ابن زيات و رأيت القاضي على شمالي و هو ابن نسّاج ذكرت قوله فترحّمت عليه«245».
الإنباء،ص:108
و في سنة سبع و عشرين و مائتين استشعر المعتصم من ابن أخيه و هو العباس ابن المأمون فأمر فلفّ في دواج سمّور و شد طرفاه فاختنق فيه«246».
حكى محمد بن عبد الملك الزيات بعد وفاة المعتصم قال: ما رأيت أشهم من المعتصم و لا أشجع منه و لا أقوى قلبا و عهدي به يوم حريق عمّورية و هو أول من قفز إلى النار كأنه عقاب كاسر. و كان يمدّ يده إلى الأترج الأخضر في رءوس الشجر و هو مجتاز مستعجل فيأخذ من كل أترجّة نصفها في يده من غير أن يكسر الغصن و لا يميله.(1/114)
و كان يضع السيوف المسللة في الميدان على الأرض و يجرى بالفرس فكلما قرب من واحد منها مال إليه و أخذه بذبابه بين أصابعه ثم رماه من يده حتى إذا قرب من الآخر فعل به مثل ذلك الفعل. و كان يعالج الحجر فيه أربعمائة رطل بالكبير. و كان يكون أبدا في يده عمود حديد عوض المقرعة فيه ثلاثون رطلا بالشامي. و كان في بكرة كل يوم إذا وقف يتعمّم يلقمه خادم السنبوسك«247» فعدوا عليه إلى أن فرغ من التعميم مائة و خمسين سنبوسكة.
و حكى محمد بن عبد الملك الزيات قال: أذكر يوما و المأمون جالس على سرير الخلافة و أبو إسحاق أخوه واقف بين يدي السرير إذا انفلت سبع من السباعين و قطع السلاسل و دخل الدار و كان الناس وقوفا بين يدي المأمون سماطين فهربوا [44 ب ] كلهم و لم يثبت أحد و نهض المأمون من السرير ليهرب مع القوم فتعلّق ذيله في قائمة السرير فبقي معلّقا و قصده الأسد فبادر المعتصم و تلقى الأسد بنفسه و ليس معه سلاح فلكمه في وجهه فخسف جبهته و وقع الأسد في صحن الدار و ركبه المعتصم و أخذ يركله برجله إلى أن استرخى و ضعف ثم قام من فوقه و أخذ يدوسه حتى قتله، إلا أن يد المعتصم التي لكم بها جبهة الأسد انفركت عن ساعده قليلا إلى أحد الجوانب فأمر المأمون بإحضار طبيب يعالجها على عجلة لتعود إلى مكانها بسرعة. فلما حضر الطبيب و رآها قال: أيها الأمير تأمر جماعة يمسكونك فإنّي أحتاج إلى جذب يدك عن تلك الجهة التي مالت إليها و ربما آلمك ذلك و لم تثبت له فتضطرب فلا يتم لي ما أريد من معالجتك. فقال: و ليس إلا هذا؟ قال: نعم و بعد ذلك أضمدها بضماد يقوّى المفصل.
الإنباء،ص:109
فعمد المعتصم إلى أسطوانة صخر كانت في الدار فلكمها بيده في غير الجهة التي لكم بها الأسد فعادت يده إلى مكانها«248».(1/115)
و كان المعتصم هو الثامن«249» من ولد العباس، لأنه محمد بن هارون الرشيد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس، و كان الثامن من الخلفاء لأن أولهم السفاح ثم المنصور ثم المهدي ثم الهادي ثم الرشيد ثم الأمين ثم المأمون ثم المعتصم، و ملك ثماني سنين و ثمانية أشهر و ثمانية أيام.
و حكى المنجّمون أنه توفى في اليوم التاسع على ثماني ساعات من النهار. و خلّف [45 أ] ثمانية بنين و ثماني بنات، و خلّف في بيت المال ثمانية آلاف ألف دينار و ثماني مائة ألف ألف درهم. و كانت فتوحاته ثمانية:
و لما دخلت سنة ثمان و عشرين و مائتين، مرض و اشتدت علّته. قال زنام الزامر«250»: قال لي المعتصم، و هو مريض، تركب معى في السفينة حتى نتنزّه ساعة؟
فقلت: الأمر لك يا سيدي، فركبت معه و كان كلما اجتاز على الأبنية التي بناها بسامرّاء بكى، ثم قال لي: يا زنام ازمر لي هذا الصوت:
يا منزلا لم تبل أطلاله حاشا لأطلالك أن تبلى
لم أبك أطلالك حاشاك بل بكيت عيشي فيك إذ ولّى
فجعلت أزمر و هو يبكى و يقول: ذهبت الحيل، أ أوخذ أنا وحدي من بين هذا الخلق«251»؟
و كان سبب بناء«252» المعتصم مدينة سامراء أنه كان عسكره المقيمون بالحضرة لا يفارقونه سبع مائة ألف فارس و ضاقت بهم بغداد و تنزّلوا على الناس في دورهم حتى هلك عدة أطفال تحت أرجل الخيل من شدة الزحمة في الأسواق. فخطب المعتصم يوما على منبر الرصافة فقام إليه شيخ و قال: مالك يا أبا إسحاق لا جزاك الله عن الجوار خيرا أيتمت أولادنا و رملت نساءنا بإسكانك هؤلاء العلوج بين أظهرنا، و الله لنقاتلنك بما لا قبل لك به، فلم يتغيّر و مضى في خطبته. و لمّا نزل و صلى طلب الرجل و ظن أنه هرب و إذا به واقف بإزائه فالتفت إليه غير مغضب و قال له: يا شيخ صدقت
الإنباء،ص:110(1/116)
فيما قلت و أنا أريحكم من هؤلاء العلوج و من نفسي أيضا [45 ب ] و لكن بما ذا كنت تقاتلني بما لا قبل لي به؟ فقال له الشيخ: بسهام الليل يا أبا إسحاق، قال:
صدقت. و من ساعته رحل من بغداد إلى الموضع الّذي بنى فيه سامراء. و أمر ببناء المدينة و أسكن العسكر بها و طولها سبع فراسخ و هي الآن باقية و أبنيتها جديدة إلا أنها خالية، دخلت من باب من أبوابها أول النهار و خرجت من الآخر بعد الظهر فكانت هي منزلنا في ذلك اليوم.
و توفى المعتصم بها لثمان بقين من ربيع الأول من سنة سبع و عشرين و مائتين، [1] و كان مولده في سنة ثمان و سبعين و مائة، و كان عمره ثمان و أربعين سنة، و دفن بسامراء و صلّى عليه ابنه هارون الواثق.
قال محمد بن عبد الملك الزيّات«253»:
قد قلت إذ غيبّوك و اصطفقت عليك أيدي التراب و الطين
لا يجبر الله أمة فقدت مثلك إلا بمثل هارون
أما وزراؤه: فأولهم الفضل بن مروان«254»، و بعده أحمد بن عمّار«255»، و بعده محمد بن عبد الملك الزيات«256».
[قضاته: أحمد بن أبى دؤاد«257».
ابتداؤه: في رجب لاثنتي عشرة ليلة بقيت منه لثمان عشرة و مائتين بالبدندون«258».
انتهاؤه و موته: في ربيع الأول لاثنتي عشرة ليلة خلت منه بسرّ من رأى، و دفن بالجوسق و صلّى عليه ابنه هارون و يكنى أبا إسحاق.
عمره: سبع و أربعون سنة.
حاجبه: و صيف التركي.
نقش خاتمه: سل الله يعطيك.
كتّابه: الفضل بن مروان، ثم أحمد بن عمّار، ثم [محمد بن ] عبد الملك الزيّات ] [2].
__________________________________________________
[1] «و توفى المعتصم ... سنة سبع ...» و سبق له ان قال سنة ثمان ... كما هو مشهور.
[2] ما بين العاضدتين [] من الإضافات التي أشرنا إليها في ما سبق. لا حظ التناقض بين المتن و الإضافات هنا.
الإنباء،ص:111
أمير المؤمنين الواثق باللَّه
[(1/117)
46 أ] هو أبو جعفر، هارون بن المعتصم باللَّه، بويع له يوم الخميس لسبع بقين من ربيع الأول سنة سبع و عشرين و مائتين، و أمه جارية اسمها «قراطيس» رومية.
و وقّع إلى بغداد إلى واليها الأمير إسحاق بن إبراهيم المصعبي«259» ليأخذ البيعة على الناس ببغداد فأخذها في يوم السبت«260» و جلس الواثق للناس جلوسا عاما للهناءة فدخل إليه الشعراء و كان فيهم على بن الجهم فأنشده«261»:
وثقت بالملك الواثق باللَّه النفوس ملك يشقى به المال و لا يشقى الجليس
أسد تضحك عن شدّته الحرب العبوس أنس السيف به و استوحش العلق النفيس
يا بنى العباس يأبى الله إلا أن تروسوا
و كان الواثق شاعرا أديبا كريما حليما حافظا لأشعار العرب، عارفا بالغناء، يدعى المأمون الصغير. و كان المأمون يجلسه و أبوه المعتصم واقف. و هو ربّاه. و كان يقول للمعتصم: يا أبا إسحاق لا تؤدّب هارون فإنّي أرضى أدبه. و كان قد تبنّى به«262» حتى كان يعلّمه الأدب و الخط بنفسه و يقرئه القرآن بنفسه. و كانت أحواله كلها و تصاريفه شبيهة بأحوال المأمون. و كان الواثق لبلاغته يصعد المنبر و يرتجل الخطب على البديهية من غير أن يروّى فيها.
و من شعره في إنسان من أهل بيته:
أنت الوضيع بنفسه لا بيته ما أنت من أعلى العيوب بسالم [46 ب ]
و لكل بيت دقة و قمامة تلقى و أنت قمامة من هاشم«1262»
و كان أكرم الناس طبعا و أجود الخلق بالمال، أما كرم طبعه فيدل عليه ما حكى عنه المسدود«263» المغنى و كان أخشم لا يشم شيئا و لذلك سمى المسدود. قال: كان الواثق على عينه اليمنى كوكب صغير قلّ ما كان يظهر إلا لمن يقرب منه فاتفق يوما
الإنباء،ص:112
أن عملت أبياتا أولها:
من المسدود في الأنف إلى المسدود في العين(1/118)
و غنّيت بها و ذكرت اسمه فيها فأوصلها بعض من يعاندني إلى سمعه فدخلت عليه يوما فقال لي، و هو يضحك: أنت يا مسدود أحب هؤلاء كلهم إليّ للمناسبة التي بيننا، أنت في أنفك و أنا في عيني فمتّ فزعا فمازحنى و بسطنى و قال لي: لم تخاف منى؟
أ ترى حلمي لا يسع للذنوب الكثيرة فكيف لمثل هذا؟ ويحك أ لست تربية المأمون؟
و الله يا مسدود لقد جئت بها حلوة و سوف تبقى بعدنا على الدهر و لكن أعفنى من أخرى فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، و إذا أردت أن تمجن فاستطرد بغيري.
و أما سخاوته، فيدل عليها ما حكاه إسحاق«264» بن إبراهيم الموصلي بعد وفاة الواثق قال: كنت في أيام الواثق قد علت سنى و ضعف بصرى و كان ديوان الراتب على الخلفاء قبله سوى الجوائز التي كانت تصلني في النواريز و الأعياد و في أعراسهم و أفراحهم سوى ما كان يصلنى من أتباعهم و خدمهم، خمسين ألف درهم. فقيل له:
و كم كان يكون كلما يصل [47 أ] إليك من الوجوه كلها؟ فقال: أربع مائة ألف درهم.
قال: فلما ضعف بصرى في أيام الواثق لزمت بيتي ببغداد فكان الواثق يأمر والى بغداد من قبله و هو الأمير إسحاق بن إبراهيم بن مصعب بإيصال ديواني إليّ ما نقصني منه شيئا. فاتفق في بعض السنين أن ذكروني في مجلسه و قالوا: قد بقيت فيه بقية حسنة فلو أمرت بإحضاره لحصل لك به أتم أنس. فنفذ إليّ قاصدا من سامراء يستحضرني و توقيعا إلى إسحاق بن إبراهيم بإزاحة علّتى في كل ما أحتاج إليه فامتثلت أمره و صرت إليه و أقمت عنده شهرا ثم إنه عنّ له أن يتصيد فخرج و خرجنا معه و كان يتصيد في نواحي عكبرا فلما وصلنا إلى عكبرا و قربنا من بغداد ذكرت أولادي و اشتقت إليهم فقلت له: يا أمير المؤمنين قد حضرني بيتان قال: هاتهما فأنشدته:
طربت إلى الأصيبية الصغار و هاج لي الهوى قرب المزار
و أبرح ما يكون الشوق يوما إذا دنت الديار من الديار«265»
الإنباء،ص:113(1/119)
فأذن لي في المسير و أمر لي بمائة ألف درهم خارجة عن مرسومى. و لما كان العام القابل نفذ إليّ فشخصت إليه و بقيت عنده شهرا ثم استأذنته في أن أدخل مع القضاة بالسواد و أصلّى يوم الجمعة معه في المقصورة فقال: يا أبا محمد و لا كل هذا و لكنى اشتريت هذا منك بمائة ألف درهم و لا تحسبها المائة ألف التي أصلك بها عند عودتك فهذه خارجة عنها، و أمر لي بمائتي ألف درهم. و قال يوم توديعه: يا إسحاق [47 ب ] قد قلت بيتين في فلان الخادم، و كان يحبه، و قد صنعت فيهما لحنا من خفيف الرمل و أريد أن تسمع الشعر و اللحن فقلت له: الأمر لك، فأخذ العود و غنّى:
يا ذا الّذي بعذابي ظل مفتخرا هل أنت إلا مليك جار إذ قدرا
لو لا الهوى لتجازينا على قدر و إن أفق منه يوما واحدا سترى«266»
فسمعت و الله ما لم أسمع مثله فصاحة و طيبا فقلت له: يا سيدي أنت و الله تغنّى أطيب منى فما ذا تصنع بى و ودّعته و انحدرت إلى بغداد و كان آخر عهدي به.
و مات الواثق بعلة الاستسقاء في ذي الحجة سنة اثنتين و ثلاثين و مائتين، و هو ابن ثمان و ثلاثين سنة«267»، و دفن بقصره المعروف بالهارونى بسامراء، و صلّى عليه قاضى القضاة أحمد بن أبى دؤاد، و كانت خلافته خمس سنين و ستة أيام.
و حكى محمد بن عبد الملك الزيات قال: كان في مرضه يهذى بالشعر لاستجابة خاطره له. فاتفق أن دخل عليه في مرضه الحسن بن وهب كاتب إنشائه و كان قد تأخر عنه أياما لأنه كان مستهترا بالشرب، فلما رآه أنشد:
خدمة الواثق و الكاسات في أيدي الملاح ليس يلتامان فاختر خدمة أو كاس راح
و حين توفى، كان وزيره ابن الزيات و ديوان الخراج إلى عمر بن فرج الرّخجى«268» و ديوان البريد إلى الفضل بن مروان. و ابن أبى دؤاد [48 أ] قاضى القضاة، و الحسن بن وهب«269» كاتب الإنشاء، و عارض الجيش أشناس المعتصمى، و والى
الإنباء،ص:114
العراق إسحاق بن إبراهيم بن مصعب«270». و فيه يقول وزيره ابن الزيات يرثيه:(1/120)
سقى قبرك الهاطل المسبل و جادت له الديم الحفّل
و أسكنك الله خلد الجنان و جاورك المصطفى المرسل
فقد بنت منّا على حاجة و هل يدفع القدر المنزل«271»
[حكى«272» عن عليّ بن الحسين الإسكافي قال: دخل إيتاخ«273» إلى الواثق ليعرف هل مات أو لا فلما دنا منه نظر إليه الواثق بمؤخر عينه ففزع إيتاخ فرجع القهقرى إلى أن وقع سيفه في ملبن الباب فاندلق و سقط إيتاخ على قفاه هيبة منه لنظره.
قال: فلم تمض ساعة حتى مات فعزل في بيت ليغسل فيه فجاء جرذ فأكل عينه التي نظر بها إلى إيتاخ فكثر تعجّب من رأى ذلك، أن تكون العين التي فزع إيتاخ من لحظها له حتى تراجع و انكسر سيفه و سقط على قفاه يأكلها جرذ بعد ساعة] [1].
و انقضت أيام الواثق باللَّه- رحمة الله عليه-.
__________________________________________________
[1] ما بين العاضدتين [] لم يرد في نسخة فاتح فلعله من الإضافات التي أشرنا إليها في ما سبق.
الإنباء،ص:115
أمير المؤمنين المتوكل على الله
هو أبو الفضل، جعفر بن المعتصم باللَّه. و كان الواثق عند موته منحرفا عنه، ما نص عليه و لا على غيره. و حين توفى الواثق تولّى تغميض عينيه و توجيهه نحو القبلة القاضي أحمد بن أبى دؤاد. و خرج من عنده إلى دار العامة فوجد الوزير محمد بن عبد الملك الزيات قد [48 ب ] نفذ إيتاخ الطبّاخ لإحضار محمد بن الواثق و جاء به و ألبسه السواد و منطقه فأنكر ذلك ابن أبى دؤاد و قال: لو كان أبوه يعلم أنه يصلح للأمر لعهد إليه. و نفذ هو فأحضر جعفر بن المعتصم فشقّ ذلك على ابن الزيات لما كان في نفس جعفر منه، و لما كان يعامله به في حياة الواثق فإن ابن الزيات حلق شعر جعفر و ضرب به وجهه و قطع أرزاقه و ألزمه بيته. فشق عليه مبايعته بعد إساءته إليه و خاف منه على نفسه و قال لابن أبى دؤاد: نشدتك الله في أمر الرعية أن تولّى عليها مثل جعفر.(1/121)
فقال له ابن أبى دؤاد: أنا ما أعرف فيه ما تعرف لأني ما أسأت إليه، و إن يكن قليل الخبرة بالأمور فالخلافة تهذّبه و ليس في الجماعة أكبر سنّا منه. و حين حضر جعفر قام ابن أبى دؤاد و ألبسه السواد و منطقه بيده و وضع الرصافية«274» على رأسه و عمّمه عليها و أخذ بيده و أقعده على السرير و تقدم فقبّل بين عينيه و قال: السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته، فردّ السلام عليه و شكره و أثنى عليه.
و أمر ابن أبى دؤاد الحجّاب بالإذن للناس فدخلوا على طبقاتهم للمبايعة و أمر ابن أبى دؤاد بأن يكتب بيعته إلى الآفاق فقال ابن الزيات: السمة تكون ما ذا؟ فأخذ ابن أبى دؤاد رقعة و كتب فيها ألقابا تصلح للخلافة و سلّمها من يده إلى يد جعفر فاختار منها المتوكل على الله«275».
و حكى ابن الزيات قال: أخرج من خفّه دواة [49 أ] نظيفة و كتب إلى الآفاق كتبا كانت تزيد على مائة يذكر بيعة المتوكل و هي في معنى واحد ليس فيها لفظة تشبه الأخرى، و كتبها و هو قائم على قدمه.
و بايع المتوكل في ذلك اليوم سبعة من أولاد الخلفاء و هم: محمد بن الواثق و أحمد
الإنباء،ص:116(1/122)
ابن المعتصم و موسى بن المأمون و عبد الله بن الأمين و أبو أحمد بن الرشيد و العباس بن الهادي و منصور بن المهدي«276». و كان يكنى المتوكل أبا الفضل و كانت بيعته يوم الأربعاء لست ليال بقين من ذي الحجة سنة اثنتين و ثلاثين و مائتين. و أمه جارية اسمها «شجاع» و كان في نفسه ما كان من محمد بن عبد الملك الزيات فأقره على الوزارة أربعين يوما و نكبه«277» بعد أن واقفه مواجهة و قال له: أ لست الّذي قطعت أرزاقى في أيام أخى؟ أ لست الّذي حلقت شعرى و ضربت به وجهي على ملأ من الناس؟ و قيل: لم ير في زمان المتوكل أصبح وجها و لا أحسن شعرا منه، و حين فعل به ابن الزيات ما فعل لعنه الناس و استركّوه و استقلّوا عقله بإقدامه على أن يفعل هذا بابن خليفة و أخى خليفة و ابن سيد الخلفاء. و كان من أقوى ما قرّعه به أن قال له: أ لست كنت إذا جئت إليك أقف فلا تأذن لي في الجلوس و أنت ابن زيّات و أنا ابن المعتصم. و كان ابن الزيات شديد الظلم، كثير المصادرة للناس قل ما يرحم أحدا، و كان يقول: الرحمة خور في الطبيعة«278».
و حكى عنه بعض من كان يختص بمنادمته، قال: دخل عليه بعض [49 ب ] أولاد المتصرفين و قد امتدت عطلته و اشتدت فاقته فطلب منه أن يصرّفه في أمر يعيش به.
فقال له: ما عندي ما أصرّفك فيه. فقال له: فتقدم إلى بعض الأجناد باستخدامي، قال: امض إليهم و اطلب ذلك منهم. و كان في المجلس جماعة رقّوا له و تشفّعوا إلى الوزير حتى وعده و قال: يكون ما تطلب بعد وقت فأما الآن فلا تعرض. فلما تقوّض المجلس و نهض الناس قام ذلك الفتى معهم فدعاه الوزير ابن الزيات وحده و قال له:
لا تنتظر منى شيئا مما وعدتك به و لا تعد إليّ بعدها. فانصرف المسكين منكسرا.
قال ذلك الرجل: فقلت له: يا مولانا ما الّذي حملك على عدته و كسر قلبه و إياسه بعد ذلك؟ فقال محمد بن عبد الملك الزيات: إنما فعلت ذلك حتى لا يبيت الليلة على أمل.(1/123)
و كان«279» محمد بن عبد الملك الزيات قد عمل في آخر أيام الواثق تنّور حديد مشبك بقطعتين و له مسامير إلى داخل ليقعد فيه المصادرين فاتفق لقضاء الله تعالى و قدره أن
الإنباء،ص:117
كان هو أول من أقعد فيه فلما دخلت المسامير في لحمه قال: آه، فقال له الخادم الموكّل بعذابه: أما سمعت أن من حفر لأخيه المؤمن بئرا أوقعه الله فيها، أما علمت أن من لا يرحم لا يرحم؟ فقال«280»: و أيّ شي ء نفع البرامكة و قد فعلوا من الخيرات ما فعلوا و كانت عاقبتهم مثل هذا، فقال له ذلك الخادم: يكفيهم ذكرك لهم بفعل الجميل و أنت على مثل هذه الحال و هل يبقى بعد الإنسان [50 أ] إلا ذكر جميل أو قبيح و هل بعد الموت سوى منزلين: إما الجنّة أو النار. و بيناهما في ذلك إذ اطلع عبادة المخنث«281» من روزنة البيت و كان نديما للمتوكل و مقرّبا عنده. فقال له: يا سيدي الوزير خبزوك في التنور الّذي أردت أن تخبز الناس فيه؟! و كان يقول المتوكل بعد قتله: لقد كان الملك مفتقرا إلى ابن الزيات و إنما وقف قبح أفعاله في وجهي فحملني على إهلاكه و كان أخى الواثق يعظّمه حتى بلغ من إعظامه لمكانه و رفعه لقدره أن أمر أن يضرب اسمه على الدنانير و الدراهم و يكتب على الطرز و التراس و الأعلام، إلا أنه لم يرتبط نعمة الله بالشكر، و بودى لو كان حيّا كنت أفزّع به الناس.(1/124)
و كان المتوكل كريم الطبع سهل الحجاب مليح الأخلاق، و كان يقول: كانت الخلفاء قبلي تتصعّب على الرعية لتطيعها و أنا ألين لهم ليحبوني و يطيعوني«282»، و كان زمانه صافيا و أيامه لحسنها أعيادا، دانت له الدنيا شرقا و غربا و جبى إليه خراج الهند و الصين و الترك و الزنج و الحبشة و أقاصى ثغور المغرب و هو مقيم بسامراء يشرب و يلعب. و كان يركب في سبع مائة ألف فارس فإذا أراد النزول ترجّلوا أربعة أميال و اجتاز فيما بينهم فارسا وحده. و بايع ثلاثة من أولاده و جعلهم ولاة العهود، و كان يوما مشهودا و ذلك في يوم الاثنين غرّة المحرم سنة ست و ثلاثين و مائتين، و هم: محمد و لقّبه المنتصر، و الزبير و لقّبه المعتز، و إبراهيم [50 ب ] و لقّبه المؤيد، و نصب سماطا طوله أربعة فراسخ في البستان الّذي غرسه بسامراء و يعرف بالجعفري و كان طوله سبعة فراسخ ممتدا على شاطئ دجلة في عرض فرسخ«283». فقيل: إنه امتلأ ذلك اليوم
الإنباء،ص:118
من الخلق و وضعت التماثيل العنبر و الكافور و نوافج المسك بين أيدي الناس في جملة الرياحين و المشمومات و كانت تنقل من الخزائن بالزبل و الغرائر، و كل من شرب قدحا تناول منها شيئا فشمّه و أدخله في كمّه أو سلّمه إلى غلامه. و كلما نفدت أعيد بدلها، هكذا من طلوع الشمس إلى غروبها، و كان المتوكل جالسا على سرير من ذهب مرصّع بالجواهر فيه ألف من و ولاة العهود وقوف بين يديه و عليهم التيجان المرصعة و الناس على طبقاتهم قعودا و قياما. و كان طلوع الشمس على الأواني الذهب التي في المجلس و المناطق الذهب و السيوف و التراس المحلاة بالذهب تختطف الأبصار. و في ذلك اليوم قام إبراهيم بن العباس الصولي أمير الأهواز و أنشد بين السماطين:
أضحت عرى الإسلام و هي منوطة بالنصر و الإعزاز و التأييد
«284»بخليفة من هاشم و ثلاثة كنفوا الخلافة من ولاة عهود
كنفتهم الآباء و اكتنفت بهم فسعوا بأكرم أنفس و جدود(1/125)
و في سنة أربعين و مائتين مات القاضي ابن أبى دؤاد بعد ما فلج، و في سنة إحدى و أربعين و مائتين مات الإمام أحمد بن حنبل [51 أ]- قدس الله روحه و نوّر ضريحه-.
و حيث ذكرنا دعوة الجعفري فنذكر دعوة بركوارا«285» و هذه الدعوة اتخذها المتوكل حين طهّر المعتز بالموضع المعروف ببركوارا و نصب للمعتز منبر مرصع بالجواهر فصعد و خطب عليه. و نصب السماط على حافة دجلة و أكل الناس على طبقاتهم ثم قدّم مجلس الشرب فأمر المتوكل أن تنقل الدراهم و الدنانير المختلطة في الغرائر و تصب قبايا بين أيدي الناس و أمر مناديا ينادى فيهم: كل من شرب قدحا فليحفن ثلاث حفنات، فكانوا كذلك إلى آخر النهار فكل ما فرغ مكان ملئوه. ثم أمر المتوكل حتى صبت الدراهم و الدنانير في وسط المجلس بحيث حالت بينهم أن يرى بعضهم بعضا. ثم نادى مناد: إن أمير المؤمنين أباح لكم نهب هذا المال فليأخذ كل من أراد شيئا مما أراد فتناهبوها. و حين أظلم الليل أشعلت الشموع العنبر و كان في الجملة شمعة مثل النخلة و كانت على ساحل دجلة و إنسان من الجانب الآخر في ضوئها يقرأ كتابا.
الإنباء،ص:119(1/126)
و بعد فراغ المتوكل من هذا الطهر سأل شيخا قد شاهد أيام المأمون فقال له: أين دعوة بركوارا من دعوة فم الصلح؟ فقال: يا أمير المؤمنين أعفنى من جواب هذا الكلام. فقال له: و الله لا أعفيك، و ألحّ عليه و حلّفه برأسه فقال له: لا يمكنني ذكر التفضيل و لكنى أذكر جملة يستدل بها على ما وراءها: شاهدت في عرس بوران بفم الصلح على باب القرية كالجبل العظيم من القوانس [51 ب ] و الكبود للدجاج و البط و الوز و الحملان و الصيود و أنواع الطير بحيث جاف العسكر و احتاج الحسن بن سهل إلى أن نفذ إلى البادية و أحضر جمال العرب لنقلها في مدة مديدة، و حين رميت في دجلة لم يمكن شرب الماء من دجلة أياما لنتن روائحها، و شاهدت خدمك و غلمانك في دعوة بركوارا يتخاصمون على القوانس و الكبود. فقال المتوكل: الله أكبر ما تركوا لنا ما نذكر به.(1/127)
و لما دخلت سنة سبع و أربعين قرأ«286» المتوكل في كتب الملاحم أن العاشر من بنى العباس يقتل، و كان هو العاشر، فاغتم لذلك و تنغّص عيشه حتى قال له بعض جلسائه: يا أمير المؤمنين هذه كلها موضوعات أ ليس العاشر كان أخاك الواثق و مات على فراشه؟ قال: و كيف؟ قال: فجعلت أعدّهم عليه و عددت إبراهيم بن المهدي فيهم فطابت نفسه. و كان محمد المنتصر قد واطأ باغر«287» التركي غلام المتوكل و جماعة من الغلمان على قتل المتوكل فلما كانت ليلة الأربعاء ثالث شوال سنة سبع و أربعين و مائتين كان المتوكل يشرب مع الفتح بن خاقان«288» في رواق الجعفري«289»، و لما جنّ الليل غلّقت الأبواب كلها إلا باب الماء و هو الباب الّذي دخلوا عليه منه و كان المتوكل يأمر الغلمان و الخدم أن يفزّعوا الجلساء و المطربين و المساخر بأشياء يعملونها من الطين و الشمع و الخرق على أشكال الحيّات و العقارب فلما كان في تلك [52 أ] الليلة أقبل باغر من باب الماء و معه عدد من الغلمان الذين كان واطأهم على قتل المتوكل و بأيديهم السيوف المسللة و بين أيديهم المشاعل و الشموع، فحين رآهم الندماء و المطربون يقبلون من بعد ظنوا أنهم يريدون يفزعونهم فقالوا: مضت نوبة الحيّات و العقارب و الليلة
الإنباء،ص:120(1/128)
ليلة السيوف. فقال المتوكل للفتح بن خاقان: و الله ما أمرتهم الليلة بتخويفهم و لكنهم يعلمون أننى أحب ذلك فقد فعلوا ذلك من تلقاء أنفسهم. فلما قربوا رأوا الأمر جدّا فبادر باغر- لعنه الله- و ضرب المتوكل على عاتقه فرمى الفتح نفسه على المتوكل فقطعوهما إربا«290». و كان الفتح حين رمى بنفسه على الخليفة قال: لا حياة بعدك يا أمير المؤمنين. فلما رأى عبادة المخنث صورة الحال قفز و قال: ألف حياة بعدك يا أمير المؤمنين«291». و التفّ البحتري الشاعر في بساط إلى نصف النهار من يوم الأربعاء ما تحرّك من الفزع حتى سمع الضوضاء و أصوات الخلق فقام فرأى المنتصر على السرير و الناس وقوف بين يديه.
و كانت خلافة المتوكل أربع عشرة سنة و تسعة أشهر و عشرة أيام. و قتل و قد نيّف على الأربعين سنة.
و كان وزراؤه: محمد بن عبد الملك الزيات، و زر له أربعين يوما، و بعده محمد ابن الفضل الجرجرائى«292» و بعده الفتح بن خاقان ينوب عنه عبيد الله«293» بن يحيى بن خاقان.
و في المتوكل- رحمه الله- يقول إبراهيم [بن ] المهدي [52 ب ]:
لم يذل نفسه رسول المنايا بصنوف الأوجاع و الأسقام
هابه معلنا و دبّ إليه في كسور الدجى بحد الحسام
و المنايا مراتب يتفاضلن و بالمرهفات موت الكرام (192 أ)
الإنباء،ص:121
أمير المؤمنين المنتصر باللَّه(1/129)
هو أبو جعفر، محمد بن المتوكل، و أمه أم ولد رومية اسمها حبشية. بويع له يوم الأربعاء و تحول من الجعفري إلى سامراء، و ولى وزارته يحيى بن الخصيب«294» و نفذ عبيد الله بن يحيى بن خاقان و سائر بنى خاقان إلى بغداد. و أراد المعتز أن يمتنع من البيعة فقال«295» له بغا الشرابي: أخوك محمد أقدم على قتل أبيك و أخاف أن يقتلك فبايع فبايعه و ألزم المعتز أن قال: «إن أبى عقد البيعة لي بعد أخى و كنت صغير السن و الآن فحيث تبينت رشدي و عقلت علمت أنى لا أصلح لهذا الأمر و لا أقوم به و اشهدوا عليّ أننى قد خلعت نفسي عن ما كان رشحنى له أبى» و ألزم المؤيد بمثل ذلك.
و كان الموفق أبو أحمد طلحة بن المتوكل أخا المؤيد لأمه يراصد يغلون«296» الصغدي و كان أحد قتلة المتوكل. فوقف له يوما ينتظر دخوله إلى دار الخلافة فدخل فحين رآه ضربه بعمود حديد كان في يده فسقط ميتا و أنهى الخبر إلى المنتصر فقبض على أخيه و حبسه و أطلقه و كان الناس إذا لقي بعضهم بعضا يقولون: «ما يبقى المنتصر إلا ستة أشهر كما بقي شيرويه بعد قتل أبيه أبرويز ستة أشهر»«297» فإن [53 أ] شيرويه قبض على أبيه أبرويز و حبسه و قتله في الحبس و يقال: إن أبرويز استدعى خادما كان يختص به و قال: امض إلى خزانة المعاجن و احمل إليّ البرنية«298» التي فيها المعجون الفلاني من غير أن تعلم ابني، فمضى و جاء به. ففرّغ البرنية و ملأها سم ساعة ثم كتب على الكاغد الّذي وضعه على رأسها: «هذا معجون يقوّى على الجماع من تناول منه وزن درهمين جامع في كل يوم كذا و كذا مرة» ثم أمر بردّها إلى مكانها. و لما قتل أبرويز في الحبس استعرض ابنه شيرويه ما في الخزائن فلما وصل إلى تلك الخزانة و رأى المكتوب على رأس تلك البرنية بادر مسرعا و أخذ منه وزن درهمين و أكله فانتفخ في الحال و مات. فيقال: ما رئي أحد أخذ بثأر نفسه بعد موته بستة أشهر إلا أبرويز من ابنه شيرويه«299».(1/130)
كان هذا الحديث خارجا عن غرضنا إلا أنه يشبهه.
الإنباء،ص:122
ثم إن المنتصر كان إذا جلس للشرب مع قتلة أبيه يعربد عليهم و يقول: أنتم قتلتم أبى فيقولون: قتله من قتله، نحن ما ندري. ثم إنهم اجتمعوا و تشاوروا و قالوا:
ما نلقى من هذا الرجل خيرا و إن أمكنه فرصة أهلكنا بأسرنا فتعالوا نعاجله قبل أن يعاجلنا. فاجتمع رأيهم على أن بذلوا لجبرائيل«300» بن بختيشوع الطبيب مالا و قالوا له:
إن المنتصر معوّل على الفصد في هذا الفصل فأفصده بمبضع مسموم و لك هذا المال.
فأخذ المال منهم و فصده بمبضع مسموم فمات و ذلك في يوم السبت لأربع خلون من ربيع الآخر [53 ب ] سنة ثمان و أربعين و مائتين«301» و دفن بالجوسق، و صلى عليه أحمد بن [محمد بن ] المعتصم«302»، و كان له خمس و عشرون سنة.
و كان القاضي في أيامه جعفر بن عبد الواحد الهاشمي«303»، و واليه على خراسان الّذي كان في زمن أبيه طاهر بن عبد الله بن طاهر. و على شرطته ببغداد أخوه محمد ابن عبد الله بن طاهر.
و من العجائب أن جبرائيل بن بختيشوع احتاج إلى الفصد فاستدعى فاصدا ليفصده فأخرج الفاصد مبضعا ما ارتضاه فقال: أنا أعطيك مبضعا تفصدنى به و أخرج دست المباضع الّذي له و فتحه و أعطاه ذلك المبضع الّذي فصد به المنتصر بعينه و هو لا يعلم أنه هو ففصده به فمات من ساعته«304».
الإنباء،ص:123
أمير المؤمنين المستعين باللَّه
و هو أبو العباس، أحمد [بن محمد] بن المعتصم. و حين مات المنتصر باللَّه آخر نهار يوم السبت اجتمع الأتراك و هم: بغا الشرابي المعروف ببغا الكبير و بغا الصغير و أوتامش«305» و حلّفوا الأتراك و المغاربة و جماعة الجند على أن يرضوا بمن رضوا به فحلفوا و قالوا: ليس من الصواب أن نولّى أحدا من ولد المتوكل لئلا يطلب بثأر أبيه.(1/131)
فاجتمعوا على أحمد بن محمد [بن ] المعتصم و قالوا: هو ابن مولانا، لأن هؤلاء كلهم كانوا غلمان المعتصم، و قالوا: قد كان هو أولى بالأمر من المتوكل لو لا ابن أبى دؤاد قدّم المتوكل عليه. فقال لهم بغا الكبير: صدقتم في أنه ابن مولانا إلا أنه ليست له هيبة و يجب أن نولّى علينا من [54 أ] نهابه لنبقى معه و إن ولّينا علينا من يخافنا حسد بعضنا بعضا فهلكنا. فقالوا له: إن جئنا بمن نهابه قتلنا و أفنانا و رآنا بصورة من قتلنا خليفة قبله و استشعر منّا فأهلكنا و استبدل بنا غيرنا و الصواب أن نولّى من يهابنا و لا يقدم علينا ثم نحن إذا نتناصف فيما بيننا. و أجمعوا على اختيار أحمد بن محمد بن المعتصم فبايعوه في يوم الاثنين، سابع ربيع الآخر و لقّبوه المستعين باللَّه و سنّة ثمان و عشرون سنة«306».
و في يوم الثلاثاء لبس السواد و تعمّم على الرصافية و قعد على السرير و أدخل إليه الخلق فبايعوه. و دخل البحتري فأنشده:
ما الغيث يهمى صوب أسباله و الليث يحمى خيس أشباله
كالمستعين المستعان الّذي تمّت لنا النعمى بأفضاله
تلو رسول الله في هديه و ابن النجوم الزهر من آله
من يحسن الدهر بإحسانه و تجمل الدنيا بأجماله«307»
و كتبوا ببيعته إلى الآفاق. و أمه أم ولد اسمها «مخارق». ثم أمر بأن يحمل الفرش الّذي كان للمتوكل في الجعفري، فكان ذلك الفرش على ثلاث مائة جمل.
و قلد أوتامش«308» مصر و المغرب. و مات طاهر بن عبد الله بن طاهر فقلد المستعين
الإنباء،ص:124
ابنه محمدا خراسان. و قلد محمد بن عبد الله بن طاهر عم المذكور أولا العراق و فارس«309».(1/132)
و كان المستعين أسمح خلق الله تعالى بالمال يعطى المستحق و غير المستحق، لا يمكنه أن يرى لنفسه درهما و لا دينارا، و في أقرب مدة فرّق جميع ما كان أدخره الخلفاء قبله من [54 ب ] العين و الورق و الجواهر و الفرش و الأسلحة و الطّيب و آلات الحرب، حتى قال له بغا الكبير: يا أمير المؤمنين هذه الخزائن مادة المسلمين أدخرها الخلفاء قبلك لملم يسنح أو عارض يعرض في الإسلام فلم يلتفت إليه و لا إلى قوله. و من جملة ما كان قد أخرج فيه الأموال قلاية«310» عملها على هيئة قلالى الرهبان و ما أبقى شيئا من الجواهر النفيسة و الآلات الفاخرة المرصعة إلا وضعها فيها و أمر فصيغ من الذهب صور كل حيوان خلقه الله تعالى من الوحوش و الطيور و الناس و أمر أن تعمل فيها الحباب«311» المملوءة من الغالية و الأواني الفاخرة كالأصطال و القماقم المصاغة من الذهب مملوءة من المسك و العنبر. و أمر فصيغت له قرى من الذهب كل قرية منها خمس مائة ألف دينار و أقل و أكثر. و في القرية البقر و الجواميس و الأكرة و الغنم و الكلاب و الزرع، كل هذا من الذهب المرصع و كذلك جميع الفواكه كالبطيخ و السفرجل و الرمان و الأترج و النارنج«312» مصاغا من الذهب المرصع بالجواهر.
قال أحمد بن حمدون النديم«313»: كنت يوما عنده و عنده إنسان من بنى هاشم كان ينادمه أيام إدباره يقال له «أترجة»«314» فقلنا له: يا أمير المؤمنين نشتهي أن نبصر القلاية فقال: قوموا اصعدوا إليها قال: فصعدنا فرأينا أمرا هائلا ما كنا نظن أن الله عز و جل يخلق مثله إلا في الجنة فمددت يدي و أخذت غزالا من عنبر قد عملت [55 أ] عيناه [من ] حبّتي جوهر و عليه سرج و لجام و ركاب من ذهب في غاية الحسن و الملاحة و وضعته في كمي ثم خرجنا فقال: كيف رأيت القلاية؟ فذكرت له أنى رأيت ما هالني. فقال له أترجة: يا سيدي في كمه غزال عنبر قد سرقه من القلاية
الإنباء،ص:125(1/133)
فقال لأترجة: كأنى نفذتكم إلى هناك لترون القلاية و تنصرفون بالحسرة و إنما نفذتكم حتى إذا استحسن أحد منكم شيئا منها أخذه، و أنت يا أترجة ما أخذت شيئا؟ قال: لا! قال: أخطأت قم و خذ كل ما تريد. ثم قال لي: قم معه و خذ ما أحببت. قال: فقمنا و دخلنا القلاية و ملأنا أكمامنا و خفافنا و فتحنا أقبيتنا و حشوناها بما قدرنا عليه من تلك الجواهر المثمنة و الآلات النفيسة. ثم قلت:
ويلك يا أترجة متى نجد مثل هذا اليوم و من أين يقع لنا مثل هذا المثكل يطلق أيدينا في ما جمعه الخلفاء في الدهور الطويلة؟ فقال لي: أيّ شي ء أعمل ما بقي معى شي ء آخر أحمل فيه. فقلت له: اخلع سراويلك و خلعت سراويلي و عقدنا أطراف التكك و ملأناها و أخذناها تحت آباطنا و خرجنا نمشي مشى الحبالى فلما رآنا ضحك و كان قد دخل إليه و نحن في القلاية جماعة الجلساء فقالوا له: نحن ما ذنبنا؟ فقال: قوموا أنتم أيضا فقال المطربون: و نحن يا مولانا؟ فقال: و أنتم أيضا. فقاموا من بين يديه كالمجانين فانتهبوا القلاية و هو يضحك«315».
قال ابن حمدون: فلما رأيت الأمر على هذه الصورة خرجت [55 ب ] مسرعا فاجتزت عليه كالمجنون أقصد القلاية فصاح بى: ويلك إلى أين؟ فقلت له: قد نسيت شيئا و صعدت القلاية و الغارة قد وقعت فيها فمددت«316» يدي إلى سطل من ذهب كبير مملوء من المسك فأخذته معلقا في يدي و أنا أعالج الجهد الجهيد في حمله فاجتزت عليه و أنا على تلك الحال فقال لي: إلى أين؟ قلت: إلى الحمام يا سيدي و خرجت فأعطيته لغلماني فذهبوا بالجميع إلى بيتي.
ثم دخلت سنة إحدى و خمسين و مائتين و استشعر المستعين من باغر«317» و قيل له: إنه قد اجتمع جماعة من الأتراك و تبايعوا و تحالفوا على قتلك و قتل بغا و وصيف.(1/134)
فاستدعى وصيفا و بغا الصغير و انحدر إلى بغداد في رابع محرم من هذه السنة و هما في صحبته و بقي الأتراك بسامراء متحيّرين فنفذوا جماعة لترضّيه و استلال ما في نفسه منهم فردّهم و لم يعد، فاجتمعوا و تشاوروا و قالوا: نبايع غيره. فاجتمع رأيهم على
الإنباء،ص:126
مبايعة المعتز فبايعوه و أجلسوه على سرير الخلافة. و ضعف أمر المستعين ببغداد لأن دار الملك إذ ذاك كانت سامراء و المعتز بها مع جمهور العسكر و بها خزائن الأموال و السلاح. و خاف على نفسه منهم فنفذوا إليه و طلبوا منه أن يخلع نفسه فأبى ثم لما رأى ضعف أمره و قلة المال و العساكر عنده أجابهم إلى ذلك بشرط أن يعطوه خمسين ألف دينار و يقطعوه ما يرتفع منه ثلاثون ألف دينار و يقيم بالبصرة. فلما جرى ذلك قال له بعض خدمه: يا سيدي [56 أ] إن البصرة وبيئة. قال: ويلك أيما أوبأ البصرة أو ترك الخلافة«318»؟ و كان الّذي تولى أخذ البيعة على الناس ببغداد للمعتز القاضي ابن أبى الشوارب«319» و ذلك بعد ما سمع من المستعين خلع نفسه و كان ذلك بالمسجد الجامع ببغداد. فإن الرسول المنفذ من سامراء جمع الخلائق بالجامع و القضاة و العدول و حضر المستعين فقال له القاضي ابن أبى الشوارب: يا أمير المؤمنين أشهد عليك بأنك قد خلعت نفسك من جميع ما كنت تتولّاه من أمور المسلمين، و إنك قد بايعت ابن عمك أبا عبد الله الزبير بن المتوكل على الله؟ قال: نعم اشهد عليّ بذلك. فقال له القاضي: خار الله لك أيها الأمير«320» و سلّم إليهم القضيب و البردة و انحدر يريد البصرة فنفذوا وراءه من قتله بنواحي واسط«321» و جاء برأسه إلى المعتز و ذلك في الخامس و العشرين من ربيع الآخر سنة ثمان و أربعين [و مائتين ] و كانت خلافته ثلاث سنين و تسعة أشهر. و قتل و له ثلاث و ثلاثون سنة.
و كان وزراءه«322»: أحمد بن الخطيب، ثم أبو صالح بن يزداد، ثم محمد بن الفضل الجرجرائى.(1/135)
و كان- رحمه الله- يدّعى معرفة الأدب و لم يكن يحسن شيئا منه و يتشاعر و لم يكن شاعرا. و كان مغرى بالتصحيفات«323» و كان إذا جلس في مجلس الأنس يقول لندمائه: أيّ شي ء يكون تصحيف مجدّة؟ فيقولون: لا نعلم فيقول هو: مخدّة فيقولون: أحسنت يا مولانا عين الله عليك. و كان يقول: أيّ شي ء يكون تصحيف ناب و يومئ بيده إلى الباب، و أشياء من هذا و شبيهه.
الإنباء،ص:127
و كان من شعره [56 ب ] الّذي أمر المغنّين أن يغنوا به:
يا قوم أنا المستعين عشقت ظبيا سمين
كأنه غصن تين بالمصحف أي عالمين
ما في السما مسلمين«324»
[1] و كان يقول للمطربين غنّوا بشعري فيغنون به و الجلساء يتضاحكون«325».
فعمل يوما هذين البيتين و أمر المغنين أن يغنوا بهما، و هما:
شربت كأسا كشفت عن ناظري الخمرا فنشطتنى و لقد كنت حزينا حائرا
[1] ثم قال باللَّه عليكم أجيزوها ببيت آخر فقال واحد منهم:
هذا خرا، هذا خرا، هذا خرا، هذا خرا
و كان لاحتماله و لطافة أخلاقه يسمع مثل ذلك و لا يؤاخذهم به.
__________________________________________________
[1] نسب الأصفهانيّ الأبيات للمنتصر باللَّه، الأغاني 9/ 300- 301.
الإنباء،ص:128
أمير المؤمنين المعتز باللَّه
هو أبو عبد الله، الزبير بن المتوكل و أمه أم ولد روميّة تسمى قبيحة. بويع له يوم الخميس لأربع خلون من المحرم سنة إحدى و خمسين و مائتين، و جلس جلوسا عاما للناس و ما رئي في زمانه أصبح وجها منه و لا من أمه قبيحة. و كان أمرد حين ولى الخلافة و في ذلك اليوم دخل عليه البحتري و أنشده قصيدته«326» التي أولها:
يجانبنا في الحب من لا نجانبه و يبعد عنّا في الهوى من نقاربه
و منها:
عجبت لهذا الدهر أعيت صروفه و ما الدهر إلا صرفه و عجائبه
و كيف رددنا المستعار مذمما إلى أهله و استأنف الحق صاحبه [57 أ]
و كيف رأيت الحق قرّ قراره و كيف رأيت الظلم آلت عواقبه
و لم يكن المغترّ باللَّه إذ سرى ليعجز و المعتز باللَّه طالبه(1/136)
بكى المنبر الشرقي إذ خار فوقه على الناس ثور قد تدلّت غباغبه
رمى بالقضيب عنوة و هو صاغر و عرى من برد النبيّ مناكبه
و منها في مدح المعتز:
تدارك دين الله من بعد ما عفت معالمه فينا و غارت كواكبه
و ضم شعاع الملك حتى تجمّعت مشارقه موفورة و مغاربه
مدبر دنيا أمسكت يقظاته بآفاقها القصوى و ما طرّ شاربه
فكيف إذا ثابت إليه أناته و راضت صعاب الحادثات تجاربه
إذا حصّلت عليا قريش تناظرت مآثره في فخرها و مناقبه
و بعد أيام جلس المعتز باللَّه للمنادمة و خلع على جميع الأولياء و لبس التاج المرصع بالجواهر النفيسة و كان يوما مشهودا.
قال البحتري: فكنت أصعّد بصرى و أصوّبه في صباحته و أتعجّب من صنع الله تعالى في إبداع صورته ففطن بى و التفت إليّ و قال لي: يا بحترى في أيّ شي ء تتأمّل
الإنباء،ص:129
منى؟ قلت له: يا مولاي التاج يزين الوجوه كلها إلا وجهك فإنه يزين التاج و لو وضعته لكنت أجمل، فوضعه من رأسه فرأيت من سواد شعره على بياض جبهته ما أدهشنى.
فقال لي: يا بحترى أ تستحسن صورتي؟ قلت: نعم قال: أ فتشتهي أن تقبّلنى؟ قلت:
نعم أقبّل رجلك قال: لا و لكن خذ يدي و مدّها إليّ فقبّلتها. فلما شربنا و انتشينا أخذنى إلى [57 ب ] زاوية و قال: يا بحترى بحياتي عليك و بتربة جعفر المتوكل إلا ما قبّلت وجهي فامتثلت أمره و قبّلته و قال لي: هذا لك عليّ رسم مستمرّ كلما سكرنا. و كان بعد ذلك يقول: يا بحترى قد اجتمعت لك عليّ ديون متى تقبضها«327»؟
و قال البحتري: دخلت يوما عليه و التاج على رأسه فأنشدته:
برّح بى الطيف الّذي يسرى و زادني سكرا على سكرى
و نشوة الحب إذا أفرطت بالصب جازت نشوة الخمر
للَّه ما تجنى صروف النوى على حديث العهد بالهجر
مهزوزة القدّ إذا ما انثنت في مشيها مهضومة الخصر
يلومني في حبّها من يرى أن لجاج اللوم لا يغرى
لم أر كالمعتز في حلمه الوافي و في نائله الغمر
يستصغر البحر إذا استمطرت له يد تربى على البحر(1/137)
علاه أقصى في محل العلى و فخره في منتهى الفخر
خليفة تخلف أخلاقه القطر إذا غاب حيا القطر
حيا الندى من كفه يبتدى و ماؤه في وجهه يجرى
كأنما التاج إذا ما علا جبينه بالدرر الزّهر
كواكب أفلاكه أفقها جاءت فحفت غرّة البدر«328»
فحين أنهيت القصيدة أمر لي بمائة ألف درهم و قال: لا تعلم بها الشعراء فإنّي قد أمرت لهم بخمس مائة ألف درهم فإذا علموا بما أعطيتك لم يفرزوا نصيبك فخذ هذه و امض و خذ نصيبك معهم.
الإنباء،ص:130
و حكى«329» البحتري، قال: [58 أ] كنّا يوما مع المعتز باللَّه في الصيد فعطش فطلب ماء و كان جنبه يونس بن بغا، و كان ثانى المعتز في الحسن، و كان المعتز مستهترا به، شديد العشق له. فقال له: يا أمير المؤمنين إن قريبا منّا ديرا فيه راهب أعرفه و يعرفني فإن رأيت أن تنفرد من العسكر و نقصده فإن الدير لا يخلو من ماء بارد ثم نستريح عنده ساعة ثم نعود إلى شغلنا. قال: أفعل. قال يونس بن بغا: فقصدنا الدير و إذا بالراهب جالس على باب الدير فطلبت منه ماء فجاء به ثم سألني عن المعتز باللَّه فقلت له: هو من أولاد الجند و أنا كذلك. فقال للراهب: بل أنتما و الله من أزواج الحور العين. فقلت له: يا راهب ليس هذا من دينك فقال: الآن هذا من ديني فضحك المعتز باللَّه. ثم قال الراهب: أ تأكلان شيئا؟ فقال له المعتز: نعم، فقال:
انزلا. فنزلنا عن الخيل و قعدنا على دكّة على باب الدير و جاءنا بطعام من أطعمة الرهبان فأكلنا. فقال المعتز ليونس: قل له لمن تشتهي أن تجامع منّا؟ فقال له يونس ذلك.(1/138)
فقال الراهب: كلاكما و تمرا«330»، فضحك المعتز حتى استلقى على الحائط. فقال له يونس: لا بدّ أن تختار واحدا. فقال الراهب: الاختيار و الله في هذا دمار، و الله ما بقي لي عقل يميّز بينكما. و ما كان لحظة حتى سالت تلك الشعاب بالمراكب قاصدين صوب الدير لأنهم رأوا المعتز و يونس قد أخذا في ذلك الصوب. فحين رأى الراهب ذلك ارتاع قليلا فقال له المعتز: بحياتي لا تنقطع عما كنّا فيه فإنّي لهم ثمّ مولى، و لمن ها هنا صديق«331». و أمر له بخمس مائة [58 ب ] ألف درهم فحلف لا يقبلها أو يجيبه في مسألة يسأله إياها فقال: سل ما شئت، قال: تكون في دعوتي أنت و جميع عسكرك في اليوم الفلاني قال: ذلك لك. فلما كان في ذلك اليوم مضى إلى دعوته فأخرج عليه الخمس مائة ألف درهم.
و كان للمعتز شعر لا بأس به، فمن ذلك أنه كان يشرب«332» يوما على بستان مملوء بالنمّام و بين النّمام شقائق النعمان، فدخل يونس بن بغا و عليه قباء أخضر و هو سكران و قد احمرّت وجنتاه، فقال المعتز:
الإنباء،ص:131
شبهت حمرة وجهه في ثوبه بشقائق النعمان في النّمام«333»
ثم قال: أجيزوه فابتدر بنان«334» المغنّى و قال:
و القدّ منه إن بدا في قرطق كالغصن في لين و حسن قوام
و غضب عليه يوما فتنغّص عيشه و بعد ذلك حضر فقال المعتز«335»:
تغيب فلا أفرح فليتك لا تبرح
و إن جئت عذّبتنى لأنك لا تسمح
و ألفيت ما بين ذين (م) لي كبد تجرح
على ذاك يا سيدي دنوك لي أصلح
و كان المعتز باللَّه يحب من بين إخوته الموفق أبا [أحمد] طلحة بن المتوكل لأنه كان أنجب الجماعة، و كان المعتز خلع عليه و توّجه و أمره بالجلوس على كرسي بين يدي سدّته«336».
و لما كان في يوم الاثنين سابع و عشرين رجب سنة خمس و خمسين و مائتين شغّب الجند و طلبوا المال و ركب صالح«337» بن وصيف و بايكباك«338» و محمد بن بغا و هو أبو نصر، و وافوا باب الجوسق بسامراء و نفذوا إلى المعتز أن اخرج [إلينا] فقال:(1/139)
إني قد تناولت [95 أ] الدواء. فعاودوه فأدخلهم إلى عنده فلما رأوه جرّوا برجله و أقاموه في الشمس و قالوا له: اخلع نفسك فخلع نفسه و أدخلوا القضاة و الشهود فشهدوا عليه بالخلع. و هربت أمه قبيحة من سرداب كان في الدار فنجت. و كان السبب في ما جرى عليه، بعد قضاء الله تعالى، أمه قبيحة فإنّهم طلبوا منها خمسين ألف دينار فقالت: ما في الخزائن شي ء و لا عندي مال فليقتنع كل منكم بإقطاعه و مرسوماته فحين خلعوا ابنها و قتلوه أخذوا من خزانة واحدة ثلاث مائة ألف دينار. و نفذ الأتراك إلى بغداد من جاء بمحمد بن الواثق فوصل ليلة الأربعاء تاسع و عشرين رجب فبويع بالخلافة و لقّبوه المهتدي باللَّه، و استصفوا جميع ما كان للمعتز باللَّه و لأمه و لجميع أسبابهم من النعمة و الأموال حتى أخذوا من الخزائن جميعا ما كان قدره
الإنباء،ص:132
ثلاثة آلاف ألف دينار من العين و ثلاثة آلاف ألف أخرى من الجوهر. و لما علموا أنه لم يبق له شي ء أدخلوه حمّاما و سدّوا عليه أبوابه حتى مات. و كانت وفاته يوم الاثنين ثانى عشر شعبان سنة خمس و خمسين و مائتين.
و كانت خلافته مذ بويع له بسرّ من رأى أربع سنين و ستة أشهر و خمسة و عشرين يوما. و كان مولده في الحادي عشر من ربيع الآخر سنة ثلاث و ثلاثين و مائتين، فعمره على هذا الحساب اثنتان و عشرون سنة و ثلاثة أشهر و أيام.
و قد روى: أن عمره كان أربعة و عشرين سنة«339» [59 ب ].
الإنباء،ص:133
أمير المؤمنين المهتدي باللَّه«340»
[هو] محمد بن الواثق و يكنى [أبا] عبد الله، و أمه أم ولد اسمها «قرب».(1/140)
و حين وصل من بغداد إلى سامراء فوافاها يوم الأربعاء تاسع و عشرين رجب سنة خمس و خمسين و مائتين و أرادوا أن يبايعوه في اليوم المقدم ذكره، قال: لا أفعل حتى أسمع بأذني خلع المعتز نفسه فالمثل السائر: «لا يجتمع فحلان في شول و لا سيفان في غمد»«341»، فأدخلوه إليه فسلّم عليه بالخلافة و جلس بين يديه، فقالوا له: ارتفع، قال: لا ارتفع إلّا أن يرفعني الله بخلافته. ثم قال له: يا أمير المؤمنين خلعت أمر البرّية عن عنقك طوعا و رغبة، و كل من كانت لك في عنقه بيعة فهو بري ء منها؟
فقال من الخوف: نعم! فقال: خار الله لنا و لك يا أبا عبد الله. ثم ارتفع حينئذ إلى صدر المجلس و بايعه الناس و استوزر أبا صالح جعفر بن احمد بن عمّار«342».
و كان المهتدي زاهدا ورعا صوّاما قوّاما، لم تعرف له زلّة«343». و كان سهل الحجاب كريم الطبع يخاطب أصحاب الحوائج بنفسه و يجلس للمظالم بنفسه. و كان يلبس القميص الصوف الخشن تحت ثيابه على جلده. و كان يقول: لو لم يكن الزهد في الدنيا و الإيثار لما عند الله من طبعي لتكلّفته و تصنّعته فإن منصبي يقتضيه فإنّي خليفة الله في أرضه و القائم مقام رسوله النائب عنه في أمته، و إني«344» لأستحي أن يكون لبني مروان عمر بن عبد العزيز و ليس لبني العباس مثله و هم آل الرسول- صلّى الله عليه و سلم- و به ألزم و إليه أقرب. و كان الناس [60 أ] يروون عن سفيان الثوري أنه كان يقول: «الخلفاء الراشدون خمسة، و يعدّ فيهم عمر بن عبد العزيز»«345». ثم أجمع الناس في أيام المهتدي من فقيه و مقرئ و زاهد و صاحب حديث أن السادس هو المهتدي باللَّه.
و اتفق أنه سمع يوما، و هو بأعلى القصر يشرف على الناس و هم لا يرونه، رجلا يقول لرجل: نصبت ميزاب سطحك في ملكي؟ بيني و بينك أمير المؤمنين، فسجد و بكى و رفع رأسه و قال: الحمد للَّه الّذي أرانى الدنيا هكذا، هذا و الله قد طيّب عليّ الموت.
الإنباء،ص:134(1/141)
و حكى«346» أن رجلا من الرملة تظلّم إلى المهتدي من عاملها فأمر بإنصافه و كتب له كتاب إليه فأخذه المهتدي و وقّع فيه أسطرا بخطه و ختمه بيده و سلّمه إلى الرجل و هو يدعو له. و رأى الرجل في ذلك المجلس أشياء من هذا الفن و شاهد من رحمة المهتدي و برّه بالرعية و تولية أمورهم بنفسه ما لم ير مثله فاستخفّه الطرب لذلك حتى سقط مغشيّا عليه فنهض المهتدي يعاينه بنفسه فلما أفاق قال له: ما شأنك؟ أبقيت لك حاجة؟ قال: لا و الله و لكنى ما رجوت أن أعيش حتى أرى هذا العدل. قال له: كم لزمك منذ خرجت من بلدك؟ قال: أنفقت عشرين دينارا قال المهتدي: إنا للَّه! كان الواجب علينا أن ننصفك و أنت في بلدك و لا نحوجك إلى تعب و كلفة و إذ لم يتّفق ذلك فهذه خمسون دينار من بيت مال المسلمين فإنّي لا أملك مالا فخذها لنفقتك قادما و راجعا و اجعلنا في حل من تعبك و تأخّر حقك. قال: فبكى الرجل حتى غشي عليه ثانيا و أجهش بعضهم بالبكاء [60 ب ] و بهت البعض فقال واحد من الجماعة:
يا أمير المؤمنين أنت و الله كما قال الأعشى:
حكّمتموه فقضى بينكم أبلج مثل القمر الزاهر
لا يقبل الرشوة في حكمه و لا يبالي غبن الخاسر«347»
فقال المهتدي: أما أنت فأحسن الله جزاءك، و أما أنا فما رويت هذا الشعر و لا سمعت به و لكنى أذكر قول الله عز و جل: «و نضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا و إن كان مثقال حبّة من خردل أتينا بها و كفى بنا حاسبين» فما بقي في المجلس إلا من استغرق في الدعاء و البكاء جهده و دعا له بطول العمر و نفاذ الأمر.
و للبحترى فيه قصيدة«348» بديعة يصف فيها زهده و سيرته و لبسه للصوف و أوّلها:
إذا عرضت أحداج ليلى فنادها سقتك غوادى المزن صوب عهادها
أما لبثة تقضى لبانة عاشق بها أو يروّى هائم باتئادها
الإنباء،ص:135
وددت و هل نفس امرئ بملومة إذا هي لم تعط الهوى من ودادها
«349»لو أن سليمى أسجحت أو لو أنه أعير فؤادي سلوة من فؤادها(1/142)
و أحسد أن تسرى إلى من الهوى عقابيل تعتاد الجوى باعتيادها
فكم نافسوا في حرقة إثر فرقة تعجّب من أنفاسها و امتدادها
و في ليلة بعنا لطارق شوقنا كرى أعين مطروقة بسهادها
غدا المهتدي باللَّه و الغيث ملحق بأخلاقه أو زائد في عدادها
حمدنا به عهد الليالي و أشرقت لنا أوجه الآمال بعد اربدادها [61 أ]
إذا كرّت الآمال فيه تلاحقت مواهب مكرور الأيادي معادها
و قد أعجز العذال أن يتداركوا لهى تسبق الألحاظ قبل ارتدادها
سرت تتبغاه الخلافة رغبة إليه بأوفى قصدها و اعتمادها
إمام إذا أمضى الأمور تتابعت على سنن من قصدها أو سدادها
متى يتعمّم بالسحاب تلث على كفيّ لها يجتاز إرث اسودادها
و إن يتقلد ذا الفقار يضف إلى شجاع قريش في الوغى و جوادها
له عزمة ما استبطأ الملك نجحها و لا استعتب الأيام ورى زنادها
إذا شوهدت بالرأي بان اختيارها و إن غاب ذو الرأى اكتفت بانفرادها
رشيدية في نجرها واثقية يرى الله إيثار التقى من عتادها
و ما نقلت منه الخلافة شيمة و قد مكّنته عنوة من قيادها«350»
و ما مالت الدنيا به حين أشرقت له في تناهى حسنها و احتشادها
قال البحتري: فلما بلغت إلى قولي:
لسجادة السجّاد أحسن منظرا من التاج في أحجاره و اتّقادها
و للصوف أولى بالأئمة من سبا الحرير و إن راقت بصبغ جسادها«351»
استحسن هذين البيتين.
قال البحتري: فلما فرغت من إنشاد القصيدة قال لي: و الله لقد أحسنت في تينك
الإنباء،ص:136(1/143)
البيتين، إلا أننى علمت أنك قصدت بهما المعتز و ما كنت أحب أن تنشدهما على الملأ فأنسب إلى سماع غيبة أهلي و أنت إلى قلة المحافظة و سوء العهد و ليس لي مال أصلك به و لا أرى لك في بيت مال المسلمين حقّا و لكنى أفعل معك [61 ب ] فعلا آخر، و أمر بإحضار أهله و أقاربه و قال لهم: أبو عبادة خطيب بيتنا و شاعر دولتنا و ليس في يدي شي ء سوى الأموال التي في بيت مال المسلمين و هي وديعة في يدي و الله يسألنى عنها يوم القيامة و يحاسبني عليها فأجيزوا أبا عبادة عنى، فجمعوا لي بينهم في الحال مائة ألف درهم. فقال المهتدي: يا أبا عبادة و الله ما ملكت عشرها قط و لا أملكه إن شاء الله.
و كان بايكباك التركي في أيامه قد خرب الدنيا و نهب العالم و قتل الرعية، و شكى ذلك إليه فأمره دفعات بالكفّ عن ذلك فلم يقبل فأمر بقتله و جرى على لسانه أن قال:
أريد قلع هؤلاء الأتراك و تطهير الدنيا منهم. فاجتمع الأتراك كلهم و خرجوا عليه و قصدوه بسامراء فخرج إليهم إلى الميدان في نحو من عشرة آلاف فارس كلهم ترك و بعضهم عرب و بعضهم مولّدون و بعضهم مغاربة و كانوا هم في نحو من سبعين ألفا فحاربهم فكسروه لأن الأتراك الذين كانوا في عسكره غدروا به و انضموا إليهم«352»، و انهزم و دخل و في حلقه مصحف معلّق و البردة على كتفيه إلى بيت رجل من أهل سامراء يعرف بابن جميل فدخلوا خلفه و قالوا: اخلع نفسك فما فعل فأخذ أحدهم خصاه في يده و جعل يمرسها ساعة فمات«353». و كان قصيرا عريض المنكبين واسع الجبهة طويل اللحية. و كان مولده بالقاطول.
فأما وزراؤه: فأولهم جعفر بن محمود [الإسكافي ] و أبو صالح [جعفر بن أحمد] ابن عمّار، و سليمان بن وهب«354».
الإنباء،ص:137
أمير المؤمنين المعتمد على الله
[62 أ] هو أبو العباس، أحمد بن جعفر المتوكل و أمه أم ولد يقال لها «فتيان»«355».
بويع له في اليوم الّذي مات فيه المهتدي، في رجب سنة ست و خمسين [و مائتين ].(1/144)
و زر له عبيد الله بن يحيى بن خاقان«356» بعد أن امتنع فألزم و دبّر الأمور و أحسن التدبير و توسّع في الإنفاق من ماله حتى مات و عليه ست مائة ألف دينار و ذلك لخلو الخزائن من المال. و لم يكن للمعتمد من الخلافة سوى الاسم و التدبير إلى وصيف و بغا. و الشاعر فيهما يقول:
و ملك مستعبد بين وصيف و بغا
يقول ما قالا له كما تقول الببغا«357»
و تغلّب آخر الأمر على الدولة أبو أحمد الموفق أخو المعتمد، و ساس الأمور أحسن سياسة و أصلح العالم بعد ما فسد و له الحق العظيم على الإسلام بما رابط الزنج أربع عشرة سنة، فإن صاحب الزنج خرج و أخذ البصرة و بنى عشر مدن حواليها و لو لا الموفق لذهب ملك بنى العباس و ملك الناس الزنج إلى يومنا هذا و كان له من النجدة و الشهامة و كبر الهمة ما فاق به أهل بيته من إخوته و عمومته و كان يسمّى السفاح الثاني«358» لأن السفاح كان ابتداء الدولة و هذا أيضا ابتداء الدولة و قد أشرفت على الزوال. و كان ابنه المعتضد يسمّى المنصور الثاني لشجاعته و دهائه و خبرته بالأمور، و سيجي ء ذكره. و ولّى وزارته أبا الصقر إسماعيل بن بلبل الشيباني«359»، و لم يبق للمعتمد على الله تصرف في أمر من الأمور و إنما كان مستهترا بالشرب لا يبرح من الجوسق [62 ب ] بسامراء و لا يخرج منه إلا إلى متصيّد أو متنزّه حتى إنه بعد في الصيد إلى نواحي الشام و كان الموفق يرابط الزنج بالبصرة فسمع بذلك فوقع على البريد إلى إسحاق بن كنداجيق«360» و الى الشام أن يمنعه من العبور عليه و نفذ إلى العسكر الذين معه يأمرهم أن يعيدوه فأعادوه صاغرا إلى سامراء«361». و حين قتل صاحب الزنج تلقّب بالناصر لدين الله، و كان بلى بشي ء لو بلى به المنصور أو المأمون
الإنباء،ص:138(1/145)
لبعل به«362». فمن جملة ما بلى به ما كان أخوه منهمكا فيه من العشرة و ترك النظر في أمور المسلمين و كان يحتاج أن يتولّى ذلك بنفسه. و من جملة ذلك: خروج صاحب الزنج«363» و استيلاؤه على قطعة كبيرة من بلاد الإسلام، فلما أراحه الله منه و أظفره به، خرج عمرو بن الليث«364» بفارس و كرمان و احتاج إلى قصده بنفسه و انتزاعها من يده، ثم بعد ذلك عصى أحمد بن طولون عليه بمصر، هذا كله مع ذهاب الأموال و فراغ الخزائن و تضاعف النفقات فحسم هذه المواد و قهر هؤلاء كلهم و دانت له الدنيا و أصلحها بعد فسادها.
و في سنة إحدى و ستين و مائتين ولى المعتمد على الله ابنه العهد و لقّبه «المفوض إلى الله»«365». و في سنة ثمان و سبعين اشتدت علّة الموفق و كان ابنه أحمد محبوسا فأخرجه القواد من الحبس فدخل عليه فحين رآه أدناه و قبّله و أومأ إليهم أن يكون هو بعده«366» أمين الدنيا، ثم أراد أن يكلّمه فقال: أحمد، و مات و ذلك في ليلة الخميس لثمان ليال بقين من صفر من هذه السنة و دفن [63 أ] بالرصافة و قام ابنه أحمد مقامه.
و حكى«367» أحمد بن الموفق قال: رأيت في منامي و أنا محبوس أمير المؤمنين عليّ بن أبى طالب- عليه السلام- يقول لي: أمر الخلافة يصل إليك فاعتضد باللَّه و أكرم أولادي. قال: فانتبهت و دعوت الخادم الّذي كان بخدمتي في الحبس و أعطيته فص خاتم كان في يدي لا نقش عليه و قلت له: امض إلى الحكّاك و قل له ينقش عليه:(1/146)
المعتضد باللَّه أمير المؤمنين فقال لي: يا سيدي هذه مخاطرة بالنفس مع أبيك و عمك، أين نحن من الخلافة و أين الخلافة منّا و إنما غاية مأمولنا أن نتخلص من هذا الحبس و نشم الهواء و تسلم لنا نفوسنا. فقلت له: لا تهذ و امض و افعل ما آمرك به فإن أمير المؤمنين عليّا ولّاني الخلافة و هو لقّبنى المعتضد باللَّه. فمضى و عاد إليّ بعد ساعة و الفصّ معه و عليه مكتوب «المعتضد باللَّه أمير المؤمنين» بأوضح خط و أبينه، فقلت له: اطلب لي دواة و كاغدا فجاءني بهما فجعلت أقسّم الدنيا. و أرتب الأعمال و أولّي العمال و الولاة و أصحاب الدواوين، فبينا أنا في ذلك جاء القوم و أخرجونى.
الإنباء،ص:139
و بعد موت الموفق أبى أحمد بأيام، دخل أحمد بن الموفق على عمه المعتمد على الله بسامراء و قصّ عليه المنام و قال: إن لم تخلع ابنك من العهد برضاك فأنا أخلعه بعدك فإن أمير المؤمنين عليّا- كرم الله وجهه- ولّانى هذا الأمر. فخلع ابنه و ولّاه العهد بعده.
و قدم المعتمد بغداد و نزل بالقصر الحسنى«368» الّذي هو اليوم دار الخلافة و مات به في رجب سنة تسع و سبعين و مائتين و كان موته [63 ب ] بعد موت الموفق بسنة و كان أسنّ من الموفق بستة أشهر. و البحتري لم يدرك خلافة المعتضد و إنما أدرك إمارته. و رثى الموفق بالنونية و هي:
نسعى و أيسر هذا السعي يكفينا لو لا تطلّبنا ما ليس يعنينا
نروض أنفسنا أقصى رياضتها على مواتاة دهر لا يواتينا
إن أنت أحببت أن تلقى ذوى أسف على فقيدهم فاحلل بوادينا
رزية من رزايا الدهر شاغلة لناصر الدين عن أن ينصر الدينا«369»
و كان الخليفة بالحقيقة في زمان المعتمد هو الموفق الناصر لدين الله، و لم يكن للمعتمد منها إلا الاسم.(1/147)
أما وزراء المعتمد«370»: فأولهم عبيد الله بن يحيى بن خاقان، و ثانيهم الحسن بن مخلد ثم سليمان بن وهب ثم إسماعيل بن بلبل ثم صاعد بن مخلد ثم إبراهيم بن المدبر، هؤلاء كلهم إنما كان يوليهم الموفق و مرجعهم إليه.
الإنباء،ص:140
أمير المؤمنين المعتضد باللَّه
هو أبو العباس [أحمد] بن الأمير الموفق الناصر لدين الله، أبى أحمد، طلحة ابن جعفر المتوكل على الله.
بويع للمعتضد يوم الاثنين ثالث رجب من سنة تسع و سبعين و مائتين و له سبع و ثلاثون سنة لأن مولده كان في ربيع الأول سنة أربعين و مائتين، و أمه أم ولد اسمها «ضرار»«371».
و كان المعتضد باللَّه أكمل الناس عقلا و أعلاهم همّة، حلب الدهر أشطره و عاقب بين شدته و رخائه. و كان مقداما عادلا سخيّا، اجتمع فيه من محاسن [64 أ] الشّيم و مكارم الأخلاق ما تفرق في جماعة من أهل بيته و ما كان يقر في دار الملك بل قطع أيامه بالأسفار في شرق الأرض و غربها لغزو الكفار أو لقمع الخوارج.
و كان قد أبطل المضارب الكبار. و كانت غزواته شبيهة بالكبسات. و كان [قد] أمر جميع عسكره أن يستصحب كل واحد منهم تحت ركابه الزاد و الماء و المقدحة و الحراق. و كان يقول: ما أقصد أحدا على غفلة باسم الخلافة إلا هاله أمرى. و كان إذا قصد ثغرا أو عدوّا لا يعرف له خبر قبل وصوله إليه. و كان يبقى عليه القباء السنة و الأقل و الأكثر لا ينزعه عن بدنه. و كان يقول: أن الّذي أصلحت الدنيا بعد ما فسدت و رددت ملك بنى العباس بعد ما ذهب، و كان صادقا في قوله.
و ذكر مناقبه لا يتسع لها مجلدات، إلا أننى أذكر من ذلك ما يحتمل هذا المختصر.(1/148)
حكى«372» أن تاجرا عامل بعض الأمراء أيام المعتضد باللَّه فمطله فشكا ذلك إلى بعض أصدقائه فقال له: عليك بفلان الخياط إمام المسجد الفلاني فهو يستخرج لك الحق منه. قال: فقصدت الخياط و سلّمت عليه و شرحت له حالي و سألته في استخلاص حقي فقال: حبّا و كرامة و نفذ معى إليه رقعة لطيفة فعرضتها عليه فتغيّر وجهه ثم أمر فسلّم إليّ المال في الحال فأخذته و وضعته في بيتي و عدت إلى الخيّاط
الإنباء،ص:141
و قلت له: يا سيدي ما الّذي كان في رقعتك إلى هذا التركي و و الله ما أنت إلا ساحر فإنّي قد تشفّعت إليه بكل كبير من أركان الدولة و ما نفعني ذلك شيئا. فقال [64 ب ] لي: أ ليس قد وصل إليك حقك؟ قلت: بلى! قال: فما لك و لهذا؟ قلت: و الله ما أفارقك أو تخبرني. قال: أنا رجل مؤذّن و أصلى بالناس في هذا المسجد فخرجت ليلة على عادتي لغلق الباب فرأيت غلاما تركيّا سكران و هو يجاذب امرأة و يجرّها و هي تستغيث و هو لا يتركها فتقدّمت إليه و تشفّعت إليه في أمرها فلم يقبل منى و اجتمع أهل المحلة و اجتهدوا بكل حيلة أن يخلصوها من يده فلم يقدروا على ذلك و أخذها و أدخلها إلى بيته فصعدت المنارة و أذّنت و هذا المسجد كما تراه ملاصق لدار الخلافة فسمع المعتضد باللَّه أذانى و لم يكن وقت الأذان و كان بعد جالسا ما نام. فبينا أنا بعد على رأس المنارة و إذا بخادم يطلبني و يقول: أجب أمير المؤمنين فقلت: السمع و الطّاعة فأخذني و حملني إلى الخليفة و هو جالس فقبّلت الأرض و وقفت. فقال لي:(1/149)
ما هذا الأذان في غير وقته؟ قلت: يا أمير المؤمنين إنما هذا شي ء قصدته تعمّدا لتسمعه و علمت من همتك العالية أنك لا تغفل السؤال عن مثله فإذا سألتني عنه أخبرتك بسببه. قال: هات ما عندك، فقصصت عليه القصة فأمر في الحال فأحضر التركي و أمر به فجعل في غرارة مملوءة نورة و دقّ بمداق حتى اختلطت عظامه بها و رمى به في دجلة. و قال لي: كلما شاهدت منكرا أخبرنى به و العلامة بيني و بينك الأذان في غير وقته. و قد تسامع الناس بذلك فكل من كانت له حاجة يقصدني فأؤذّن في غير وقت الأذان فيسمع المعتضد فيحضرني و يسألنى عن سبب [65 أ] الأذان فأخبره بحال صاحب الحاجة فيأمر بقضاء حاجته. و حين قصدتني شاكيا من غريمك كتبت إليه رقعة أقول فيها: «تعطيه حقه أو أؤذّن؟» فأعطاك حقّك.
و من جملة ما يحكى عن سياسة المعتضد باللَّه و عدله، أنه لما سافر إلى بلاد فارس اجتاز بقراح«373» بطيخ و إذا جماعة من الغلمان الأتراك قد تناولوا منه عدة و صاحب القراح يستغيث و هم غير مكترثين به فحين وقعت أعينهم على المعتضد رموا ذلك من
الإنباء،ص:142(1/150)
أيديهم و تهاربوا فوقف مكانه و أمر بهم فشدّت أيديهم و أرجلهم و ضرب كل واحد منهم مائة مقرعة و هو يقول لهم: يا أولاد الزنا أنتم زرعتموه، أنتم سقيتموه، أنتم تؤدّون خراجه، أ ليس هذا ملك هذا الإنسان، أ ليس هو الّذي تعب فيه و حرثه و سقاه و أدّى خراجه؟ أما كان في نعمتي عليكم سعة فتشترون ذلك منه؟ حتى جئتم تأخذونه مجانا؟ و ذلك الرجل واقف يضج بالدعاء له و يسأل في الغلمان و هو لا يجيب سؤاله ثم التفت و قال له: كم عليك من الخراج كل سنة؟ قال: كذا و كذا درهما، فأمر بأن يوقع له برفع الخراج عنه ثلاث سنين و قال له: اجعلني في حلّ مما صدر منهم فهو بالحقيقة منى و أنا المطالب به في الآخرة و المعاتب عليه في الدنيا. ثم سار حتى إذا وصل إلى المنزل أمر بالغلمان فصلبوا بعد أن أمر أن تلثّم وجوههم. و لما عاد من تلك السفرة إلى بغداد أمر بقتل طبيبة أحمد«374» بن الطيب و كان زنديقا. فقال له:
يا أمير المؤمنين إذا لم يكن لك بد من قتلى فلا تقتلني بالسيف فقال له [65 ب ] المعتضد:
فيما ذا؟ قال: تأمر أن أطعم كبابا و أسقى شرابا فإذا سكرت فصدت من كلتى يدي إلى أن يستصفى دمي حتى لا أتألم بالموت. قال: لك ذلك، ثم أمر بما سأل فيه، فحين فصد من كلتى يديه أصابته الصفراء و قام كالمجنون من أول ذلك المجلس الّذي كان فيه إلى آخره يومه أجمع و لم يتألم أحد بالموت كتألمه و ما نفعه طبّه.
و حكى«375» ابن حمدون النديم«376» قال: كان له أصحاب أخبار يرفعون إليه كل ما يجرى في الأسواق فرفع إليه بعض أصحاب الأخبار أن إسكافا قال لقطّان، و قد طالبه بدين كان له عليه و كان يمطله به، ما بقي للمسلمين من ينظر في أحوالهم«377».(1/151)
قال ابن حمدون: و كنا في مجلس الأنس فحين قرأ الرقعة احمرّت وجنتاه و قامت عيناه في رأسه و قال: هاتم سوادي و منطقتي و سلاحي فجاءوا به فلبس السواد و تمنطق و تقلّد سيفا و أخذ في يده حربة و أمر بالقواد فأدخلوا إلى المجلس الّذي كان يجلس فيه للسلام. و خرج فجلس على السرير و قال لبدر الحاجب الكبير: عليّ بفلان الإسكاف فما كان بأسرع من أن جاءوا به، فلما رأى المعتضد ارتعد و أبلس. فقال له المعتضد:
الإنباء،ص:143
ويلك ما الّذي قلت اليوم لفلان القطّان؟ فلم يحره جوابا و أعاد عليه القول ثانيا فقال: يا مولانا ما قلت شيئا، قال: كذبت بل قلت له: ليس للمسلمين من ينظر في أمورهم. ثم قال المعتضد له: ويلك فإن كان الأمر كما قلت فأين أنا و أيّ شي ء شغلي؟
فسقط الإسكاف على وجهه مغشيّا عليه [66 أ] و نهض المعتضد ثم أمر أن ينتصف له من خصمه.(1/152)
قال ابن حمدون: و كنا لما قام قد تبادرنا نحو المجلس الّذي خرج إليه و نحن ننظر ما يجرى من خصاصات الأبواب. فلما نهض بادرنا مسرعين و جلسنا في الموضع الّذي كنا فيه و مضى و خلع السواد و المنطقة و عاد إلينا فوقع علينا كلنا الضحك فقال: ممّ تضحكون؟ فقلنا بأسرنا: يا مولانا رجل دائص عامي«378» يجرى بينه و بين عامي آخر كلام في السوق كان يمكنك حيث أردت حسم المادة في مثله أن تأمر أقل غلمان الحجاب بزجره و كان ذلك يكفى، فقمت بنفسك و لبست سوادك و شهرت سلاحك و خاطبته بنفسك و قد كان في بعض هذا بلاغ و مقنع. فقال: ليس الأمر كما تظنون فإن العوام إذا أمرجوا في مثل هذا القول تجسّروا على أمثاله و تناقلته الألسن و اشتهر عنى في البلاد فحسم مادته أول الأمر أشبه بالحزم و إنما تولّيت خطابه بنفسي ليعلم الخاصة و العامة أن مثل هذا الأمر الحقير لا أهمله و لا أكله إلى وزير و لا إلى حاجب فيكون مراقبتهم لي و خوفهم منى في الأمور الكبار أشد و أعظم. قال: فحين سمعنا كلامه لم يبق فينا إلا من ضجّ بالدعاء له و الرغبة إلى الله تعالى في إدامة دولته.
و حكى«379» ابن حمدون قال: كنّا يوما عنده و نحن على مجلس المنادمة فوضع خادم له رقعة بين يديه فقرأها ثم أمر بالدواة فأحضرت و أخذ درجا و كتب فيه و نحن نرى ما يكتبه: «عامل كرج«380» أهمل أمر عمله حتى دخل ديلميّان إلى مدينته في يوم كذا، اسم كل واحد منهما و حليته كذا [66 ب ] و قد نزلا في موضع كذا فساعة وقوفه على هذا التوقيع يقبض عليهما و ينفذهما مقيّدين على خيل البريد و السلام».
ثم قال للخادم: احمل هذا التوقيع إلى الديوان و مرهم بتنفيذه على البريد. قال:
الإنباء،ص:144(1/153)
فتواقحت عليه و قلت: يا مولانا و إن دخل ديلميّان إلى كرج أو عشرة من الديالم ما ذا يكون؟ قال: أقول لك ما ذا يكون؟ قلت: نعم قال: إذا دخل اليوم ديلميّان و لم يتعرّض لهم دخل غدا أربعة و صاروا بعد غد مائة و صعب على والى البلد إخراجهم فتمكّنوا و ربما أخرجوه و استولوا على مدينة من مدن المملكة و إذا استولى خارجي على مدينة قوى على غيرها بها و إذا أهملت مثل ذلك أفضى الأمر إلى أن ينازعونى على هذا السرير الّذي ورثته من آبائي. فقلت له: يا أمير المؤمنين أنت أعرف بوجه المصلحة و الله أعلم حيث يجعل رسالاته.
قال ابن حمدون«381»: و كنت قد حلفت أيمانا بالمصحف و الطلاق كلما يحصل لي من القمار لا أصرفه إلا في القمار أو في ثمن نبيذ أو إلى جذر«382» مطرب فاتفق أنى لعبت يوما مع المعتضد بالنرد فغلبته ألف دينار ثم لعبنا ندبا آخر فغلبته ألف [دينار] أخرى ثم هكذا حتى غلبته سبعة أنداب في كل ندب غلبته ألف دينار و قلت له: أريد المال فالتفت عنى فأعدت القول عليه فقال لي: يا أحمق و أنت تتوقّع الآن منى سبعة آلاف دينار؟ قلت: نعم! قال: و الله ما يكون هذا أبدا. قلت له:
أ تضغوا؟ قال: نعم و التفت إلى الحاضرين و قال لهم: اشهدوا عليّ أنى قد ضغوت«383». ثم قام و صلّى فلما فرغ من الصلاة [67 أ] عاد إلينا و أمر فحمل من الخزانة سبعة آلاف دينار فصبّت على نطع بين يديه و قال لي: يا ابن حمدون، قلت:(1/154)
لبّيك! قال: كنت سمعت منك أنك حلفت بأيمان لا مخلص لك منها أن كل ما يحصل لك بالقمار لا تخرجه إلا في القمار و في ما يشبه ذلك و لو أنى أعطيتك هذا المبلغ بالقمار لما أمكنك صرفه إلا في القمار و إنما ضغوت عليك و تفرقنا عن ذلك المجلس لأدفعه إليك هبة منى و صلة فتصرفه في ثمن قرية يعود عليك دخلها و أيضا حتى لا يحكى عنى أنى قامرت في سبعة آلاف دينار من بيت مال المسلمين. قال: فقمت و قبّلت البساط و دعوت له و أخذتها و اشتريت بها قرية كما أمرنى تغل في كل سنة ألف دينار«384».
الإنباء،ص:145(1/155)
قال«385»: و كان قد أمرنا إذا رأينا شيئا ننكره أن نقوله له و إن أطلعنا له على عيب واجهناه به. فقلت له يوما، و نحن على مجلس أنس: يا مولانا، في قلبي شي ء أردت سؤالك عنه منذ سنين. قال: و لم أخّرته إلى هذه المدة؟ قلت: استصغاري لنفسي و هيبة الخلافة منعانى عن ذكره. قال: قل و لا تخف. قلت: ذلك اليوم حين اجتزت في بلاد فارس و أمرت بضرب الغلمان و حبسهم قد كان ذلك كافيا فلم أمرت بصلبهم و ما اعتمدوا ما يستوجبون عليه القتل؟ قال: أو تحسب أن المصلّبين كانوا هم الغلمان؟ و بأىّ وجه كنت ألقى الله تعالى يوم القيامة لو صلبتهم جزاء على غصب البطيخ و إنما أمرت بإخراج أقوام من قطّاع الطريق قد وجب عليهم القتل و أمرت بأن يلبسوا أقبية الغلمان و قلانسهم«386» إقامة للهيبة في قلوب العسكر حتى [67 ب ] إذا علموا أنى إذا كنت أصلب أخصّ غلماني على غصب بطيخ فكيف أكون مع غيرهم في غصب ما زاد على ذلك؟ و إنما أمرت عند صلبهم بتلثيمهم ليتستّر الأمر على الناس. ثم قال لي: أبقى عندك شي ء؟ قلت: لا، قال: بلى و الله أرى في وجهك كلاما، قلت: أقول عن إذنك؟ قال: قل، قلت: أحمد بن الطيّب طبيبك و خاصك و غرس دولتك لم قتلته؟ قال: ويلك إني كنت سمعت أنه زنديق و لم أصدّق ذلك عليه فجاءني في خلوة يدعونني إلى دين الزندقة فقلت له: إني ابن عم رسول الله- صلّى الله عليه و سلم- و قائم في مقامه و خليفة الله في أرضه فإذا تزندقت من أكون؟
فأخذ يراجعني و يلحّ عليّ ففعلت به ما فعلت و لم أعلم أحدا بسبب ذلك حتى لا يكون ذلك عارا على أعقابه و احتملت ما عليّ في ذلك من قلة الوفاء و سوء العهد و قد أحوجتنى الآن إلى ذكره و اكتم أنت ذلك أيضا عليه.
و قال«387» ابن حمدون: ما رأيت في عمري أقوى قلبا و لا أشجع من المعتضد.(1/156)
انفرد يوما عن العسكر و كنت معه لا ثالث لنا فلما بعدنا عن الخيم و صرنا في وسط الصحراء خرج علينا الأسد و قرب و قصدنا فقال لي: يا ابن حمدون أ فيك خير؟ قلت:
الإنباء،ص:146
لا يا سيدي قال: و لا تلزم لي فرسي؟ قلت: بلى! فنزل عن فرسه و لزمتها و تقدم إلى الأسد و أنا أراه و جذب سيفه فوثب الأسد عليه ليلطمه فتلقّاه بضربة وقعت في جبهته فقسمها نصفين ثم وثب الأسد وثبة أخرى إلا أنها كانت أضعف من الأولى فتلقّاه بضربة أخرى أبان بها يده ثم رام أن يثب [68 أ] أخرى فصار المعتضد وراءه و ركبه و رمى بالسيف عن يده و أخرج سكّينا كانت في وسطه فذبحه من قفاه ثم قام و هو يمسح السكين و السيف بشعر الأسد و عاد و ركب فرسه و قال: إياك أن تخبر بهذا أحدا فإنما قتلت كلبا.
قال ابن حمدون: و إلى أن مات المعتضد و الله ما تحدّث بهذا و لا قال يوما على صحو و لا سكر إني قتلت الأسد و لا عاتبني على ترك معاونتى له و لا أظهر لي تغيّرا.
و قد كان المعتضد يستشعر من عبد الله بن المعتز و أراد القبض عليه و حبسه فقال له وزيره عبيد الله بن سليمان بن وهب: يا أمير المؤمنين إن عبد الله بن المعتز لا يحدّث نفسه بالخلافة و إنما همته في شعر ينظمه أو كتاب يصنّفه و ليس موضعا للاستشعار منه حتى قال فيه عبد الله بن المعتز:
رب أستبقيك نفس ابن وهب و سميعا قد دعوت مجيبا
رب خطب كان منه مجّنى فوقى الخوف و جلّى الكروبا
لست ما عشت ألين لدهر بل ألاقيه عبوسا قطوبا
رب ليل نمته و ابن وهب ساهر يطرد عنى الخطوبا«388»
و في سنة ثمان و ثمانين و مائتين مات عبيد الله بن سليمان و ولّى المعتضد ابنه القاسم بن عبيد الله مكانه. و لابن المعتز يرثيه من كلامه:
قد استوى الناس و مات الكمال و قال صرف الدهر أين الرجال
هذا أبو القاسم في نعشه قوموا انظروا كيف تزول الجبال
يا حارس الملك بآرائه بعدك للملك ليال طوال [68 ب ](1/157)
و في هذه السنة وقع المعتضد إلى الأمير إسماعيل بن أحمد بن سامان واليه بما وراء النهر
الإنباء،ص:147
بقصد عمرو بن الليث الخارجي بخراسان فقصده و تلاقيا على شط جيحون فكسره الأمير إسماعيل و أخذه أسيرا و نفذ به إلى الحضرة«389» و كان قبل ذلك قد نفذ عمرو رسولا إلى بغداد بالتحف و الهدايا للمعتضد و أركان دولته ليزول عنه اسم العصيان و كان في جملة ذلك الحمل مما أهداه إلى الخليفة جمال. فحين جي ء به أسيرا أمر [المعتضد] فأركب جملا و شهر في الأسواق و الدبادب تضرب بين يديه و كان ذلك الجمل مما أهداه إلى الخليفة. و في ذلك يقول أبو الحسن عليّ بن الفهم«390»:
أ لم تر هذا الدهر كيف صروفه يكون يسيرا أمره و عسيرا
و حسبك يا ابن الليث نبلا و عزة تروح و تغدو في الجيوش أميرا
حباهم بأجمال و لم يدر أنه على جمل منها يقاد أسيرا
و كان ابن الليث صفارا من أهل فارس تغلّب على خراسان و أخذها من بنى طاهر حتى نفذ المعتضد إلى الأمير إسماعيل بن أحمد فكفاه أمره و لمحمد«391» بن بسّام فيه، و قد أركب الجمل و سوّد وجهه و كان يرفع يده إلى السماء و يدعو بكلام لا يسمعه أحد:
أيها المغترّ بالدنيا أما أبصرت عمرا مقبلا قد ركب الفالج بعد الملك قسرا
رافعا كفّيه يدعو الله إسرارا و جهرا أن ينجّيه من القتل و أن يعمل صفرا [69 أ]
و كان المعتضد يستحسن قول سلم الخاسر في موسى الهادي: «موسى المطر غيث بكر»، و يقول: هذا صعب لأنه كلما تحرك القائل لحقته القافية، فقال يحيى ابن عليّ المنجّم يمدحه«392»:
طيف ألمّ بذي سلم بين الخيم يطوى الأكم يشفى السقم
ثم انصرم فلم أنم شوقا وهم
الإنباء،ص:148
و منها في المدح:
أحمد لم سد الثلم حوى الهمم و ما احتلم جلّى الظلم
رعى الذمم حمى الحرم له النعم مع النقم فالخير جم
إذا ابتسم و الماء دم إذا انتقم(1/158)
و لما دخلت سنة تسع و ثمانين و مائتين مرض المعتضد من كثرة أكل الصحناء و الكوامخ و السموك«393» المملّحة و مات في يوم الجمعة التاسع عشر من ربيع الآخر من هذه السنة، و دفن في بغداد بدار محمد بن عبد الله بن طاهر«394». و كان ابن خمس و أربعين سنة. و كانت خلافته تسع سنين و تسعة أشهر. و قال فيه ابن عمه عبد الله ابن المعتز يرثيه«395»:
يا دهر ويحك ما أبقيت لي جلدا و أنت والد سوء تأكل الولدا
يا ساكن القبر في غبراء مظلمة بالطاهريّة مقصى الدار منفردا
أين الجيوش التي قد كنت تصحبها أين الكنوز التي أحصيتها عددا
أين السرير الّذي قد كنت تملؤه مهابة من رأتها عينه ارتعدا
أي ن الأعادي الّذي ذللت صعبهم أين الليوث التي صيّرتها نقدا
أين الوفود على الإيوان عاكفة ورد القطا صفو ماء جال و اطردا
أين القصور التي شيّدتها فعلت و لاح فيها سنا الإبريز و اتّقدا
أين الجنان التي تجرى جداولها و تستحثّ إليها الطائر الغردا [69 ب ]
أين الوصائف كالغزلان رائحة يسحبن من حلل موشيّة جددا
أين الملاهي و أين الراح تحسبها ياقوتة كسيت من فضة زبدا
أين الجياد التي حجّلتها بدم و كن يحملن منك الضّيغم الأسدا
أين الرماح التي غذّيتها مهجا مذ مت ما وردت قلبا و لا كبدا
أين السيوف و أين النبل مرسلة يصبن ما شئت من قرن و إن بعدا
أين المجانيق أمثال الفيول إذا رمين حائط حصن قائما قعدا
الإنباء،ص:149
أين الوثوب على الأعداء مبتغيا صلاح ملك بنى العباس إذ فسدا
قد انقضيت فلا عين و لا أثر حتى كأنك يوما لم تكن أحدا
و له فيه من أخرى:
أ لست ترى موت العلى و المحامد و كيف دفنا الخلق في قبر واحد
و للدهر أيام تسي ء عوامدا و يحسنّ إن أحسنّ غير عوامد
و أما وزراء المعتضد باللَّه: فهم عبيد الله«296» بن سليمان بن وهب، و كان يرمى بالأبنة، و ابنه القاسم«397» بن عبيد الله و كان كذلك و كان جده سليمان بن وهب من المشهورين بهذه العلّة، و فيهم يقول الشاعر:(1/159)
إذا رأيت بنى وهب بمنزلة لم تدر أيهم الأنثى من الذكر
قميص أنثاهم ينقدّ من قبل و قمص ذكر انهم تنقد من دبر«398»
[1] و في سليمان بن وهب خاصة يقول الشاعر:
يا من يقلب طومارا و ينشره ما ذا بقلبك من حب الطوامير
شبّهت شيئا بشي ء أنت تأمله طولا بطول و تدويرا بتدوير [70 أ]
و فيه أيضا قيل:
إن في الديوان شيخا يشتهي في الاست داخل
يا سليمان بن وهب في حرام المتغافل
و كان الحاجب الكبير و قائد الجيش في أيام المعتضد باللَّه بدر«399» المعتضدي و يكنى أبا النجم.
و انقضت أيام المعتضد باللَّه- رحمة الله عليه-.
__________________________________________________
[1] الأبيات لدعبل الخزاعي و هي في ديوانه و أوردها الجرجاني الثقفي في المنتخب من كنايات الأدباء (القاهرة 1326/ 1908) 47.
الإنباء،ص:150
أمير المؤمنين المكتفي باللَّه
هو أبو محمد، عليّ بن المعتضد باللَّه. و أمه جارية تركية اسمها «ججك»«400».
بويع له بعد وفاة أبيه بيومين و لم يل الخلافة بعد النبيّ- صلّى الله عليه و سلم- من اسمه عليّ إلا عليّ بن أبى طالب- صلوات الله عليه- و المكتفي باللَّه«401». و كان أبوه، حين اشتدت علّته، سئل في أن يعهد إلى أحد فقال: و الله ما أسمّى لها أحدا و لقد كفاني ما تقلّدت منها فبايعوا من شئتم. فأجمعوا على المكتفي.
و حين استقرّ في الخلافة أكرم أهله و وصلهم و سائر بنى هاشم و خلع على عبد الله ابن المعتز و أمره أن يركب إلى المواكب في سواد و بسيف بحمائل ففعل ما أمره به ثم أراده لمنادمته فاعتذر «بأن بى سلس البول و إني أحتاج إلى القيام في كل يوم دفعات و لا يليق ذلك بمجالس الخلفاء».
و كان المكتفي يجلس للمظالم بنفسه و ردّ حقوقا كثيرة.(1/160)
و كان بدر المعتضدي مستشعرا من المكتفي ببلاد الجبل لمنافسة كانت بينهما في أيام المعتضد فكتب إليه المكتفي كتابا بيده«402» هذه نسخته: «أمتعنى الله ببقائك، ثق باللَّه عز و جل و بما لك عندي [70 ب ] فإنّي عالم بنيّتك واثق بأمانتك و لا تستشعر مما كان بيننا فإن تلك كانت حال منافسة و هذه حال خلافة و أنا أحق من عبد الملك بن مروان بقول الأخطل:
شمس العداوة حتى يستقاد لهم و أعظم الناس أحلاما إذا قدروا
فلما قرأ خطّه طابت نفسه و بادر إلى بغداد فلما وصل إلى النهروان أوقف له القاسم ابن عبيد الله الوزير من اغتاله و قتله و حسّن ذلك للمكتفى لأنه كان غالبا على أمره.
و من أعجب الأشياء أن المعتضد باللَّه لما مات عبيد الله بن سليمان ذكروا عنده جماعة للوزارة فقال بدر، و كان هو المعتضد على الحقيقة: يا أمير المؤمنين القاسم عبدك و ربيب نعمتك و نشؤ دولتك و فيه كفاية و له دربة بالعمل، و لو راعيت حق أبيه مع كفايته لكان أولى من غيره و ردّد عليه القول حتى استوزره على كره منه. فلما خرج بدر
الإنباء،ص:151
من حضرة المعتضد باللَّه قال المعتضد لمن حضر: و الله ما يقتل بدرا سوى القاسم فكان كما قال«403». و حين جي ء برأس بدر إلى المكتفي و أظهر القاسم أنه كان عدوّا لدولته قال يحيى بن عليّ المنجّم تقربا إلى قلب القاسم:
بعدا لمن لا يشكر الإنعاما و يرى لمولاه عليه ذماما
أولى الأنام بأن يهان و يسلب الإكرام من لا يعرف الإكراما
لم يدر لما أرضعته درّها الدنيا بأن مع الرضاع فطاما
و لم تطل بعده مدة القاسم بن عبيد الله فإنه توفى في سنة إحدى و تسعين [71 أ] و مائتين و انتشر موته في دولة المكتفي. و كان«404» إذا التفت إلى وزيره بعده و أصحابه ينشد:
و لما أبى إلا جماحا فؤاده و لم يسل عن ليلى بمال و لا أهل
تسلّى بأخرى غيرها فإذا التي تسلّى بها تغرى بليلى و لا تسلى
و ولى المكتفي بعده العباس بن الحسن.(1/161)
و حكى«405» محمد بن يحيى الصولي في كتاب الوزراء، قال: لقد رأيت عجبا، كنّا في عزاء القاسم و فيه جميع أهل بغداد و أركان الدولة و أرباب المناصب و في الجملة العباس بن الحسن، فحين صلّينا عليه و أردنا الانصراف تقدّم العباس بن الحسن إلى ولديه فقبّل يديهما، و لما كان قريبا من الظهر استوزر المكتفي العباس بن الحسن و جلس في الديوان ينظر إلى بعد العصر ثم نهض و عاد إلى العزاء و كان القاسم قد دفن في داره فمضى لزيارة القبر فتلقّاه ولدا القاسم و قبّل كلّ واحد منهما يده، هذا في يوم واحد و ما طالت المدة.
و حكى الصولي قال: ما رأيت أكرم من المكتفي، كنّا يوما بين يديه فقال ليحيى ابن عليّ المنجّم«406»: يا يحيى باللَّه عليك كيف أشرت على أبى أن يولّى العهد غيري و قلت في ذلك شعرا؟ فحلف و اجتهد و قال: يا سيدي لقد كذب عليّ و كيف كنت أقول ذلك؟ أ لست القائل لمولانا المعتضد لما سار إلى آمد في قصيدة طويلة أولها:
الإنباء،ص:152
ينتثر الدرّ من تكلّمها و يلمع البرق من تبسّمها
و قلت فيها [71 ب ]:
إن عليّا علا بهمّته حيث الثريا في بعد أنجمها
حكى أباه بفضله و غدا من العرى آخذا بأحزمها
فقال له: يا يحيى قلت له ذاك أولا و حيث لم يصغ إلى كلامك قلت هذا و لست محتقدا عليك بذلك و لا أريد أن أجازيك على ذلك بسوء، معاذ الله أن يكون عندي من المسألة ما لا أحتمل به مثل هذا و إنما ذكّرتك به لأمر لك بصلة في مقابلته فإنه ما أساء إليّ أحد إلا أحسنت إليه و أمر له بخمسين ألف درهم.(1/162)
و مات المكتفي باللَّه في يوم السبت ثانى عشر ذي القعدة [من ] سنة خمس و تسعين و مائتين و دفن في دار محمد بن عبد الله بن طاهر. و قيل«407» له في مرضه: لو وكلت بعبد الله بن المعتز و محمد بن المعتمد، قال: و لم؟ قيل له: لأن الناس يرجفون بهما للخلافة بعدك فتستظهر لئلا يخرج الأمر من أخيك جعفر، فقال: هل سمعتم من أحدهما أنه أحدث علينا خلافا؟ فقيل له: لا، فقال: فأىّ ذنب لهما بإرجاف الناس لهما بهذا الأمر؟ أ ليس هما من أولاد الخلفاء؟ فلا تعرضوا لهما.
و كان وزيره حين مات العباس بن الحسن«408»، و حين دخل عليه و رآه ميتا تمثّل ببيتى أعشى همدان:
و ما تزوّد مما كان يجمعه سوى حنوط غداة البين في خرق
و غير نفحة أعواد تشب له و قلّ ذلك من زاد لمنطلق (408)
و انقضت أيام المكتفي- رحمة الله عليه-.
الإنباء،ص:153
أمير المؤمنين المقتدر باللَّه
[72 أ] هو أبو الفضل، جعفر بن المعتضد، بويع له يوم الأحد لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة خمس و تسعين و مائتين. و أمه أم ولد روميّة اسمها «شغب» و كان سنّه ثلاث عشرة سنة. و اختلفوا في بلوغه. و [لما] كان وقت فراغهم من أمر المكتفي و دفنه بادر صافى«409» الحرمي لاحدار المقتدر من بيته بالجانب الغربي بالموضع المعروف بدار ابن طاهر و حمل معه شبّارة و أجلسه فيها و أحدره فاجتازوا على دار الوزير العباس بن الحسن، و كانت داره على شاطئ دجلة، فلما حاذوا الدار خرج العباس و وجوه أصحابه بالشموع يتوقّعون أن يدخل المقتدر إلى داره ليكون أخذ البيعة بها فخاف صافى الحرمي من حيلة فصاح بالملّاحين فما عرجوا بل انحدروا وجها واحد إلى الحسنى«410». و حين دخل الحسنى صلّى أربع ركعات و جلس على السرير و حضر الوزير و القواد و بايعه الناس. و تولّى حجبته نصر القشوري.(1/163)
و كان أول حادث حدث في أيامه قتل الوزير العباس بن الحسن«411» و كان الوزير قد سمع أن جماعة من القوّاد يريدون الفتك به إذا ركب إلى دار السلطان.
و كان إذا كرر ذلك عليه يتمثّل بهذا البيت:
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا أبشر بطول سلامة يا مربع
و كان شيخ الكتّاب و زمام الدواوين كلها في أيام المقتدر و في أيام المكتفي و في أيام المعتضد عليّ [بن عيسى ] بن داود [بن ] الجراح«412»، فدخل ابن الجراح يوما على الوزير العباس بن الحسن و خوّفه و قال له: قد عزم [72 ب ] الجماعة على الفتك بك و كل واحد منهم قد صار رأسا بنفسه لصغر سنّ الخليفة فقال له الوزير:
هذا تقوله من خور طبعك و ضعف قلبك، و هب كان الأمر على ما ذكرت كيف أخاف من هؤلاء الذين تذكرهم و الحسين بن حمدان يسايرنى و يركب معى كل يوم.
و كان لقضاء الله و قدره هو الّذي قتله. فإنه ركب يوما إلى دار السلطان و كان المقتدر في ذلك اليوم قد ركب إلى الحلبة ليضرب بالصوالجة و تأدّى الخبر إلى صافى الحرمي بما
الإنباء،ص:154
عزم عليه القوم فبادر إلى المقتدر و هو بالحلبة فأعلمه بذلك و أدخله سالما إلى الدار و تأدّى مثل ذلك إلى الوزير فلم يرتقع به«413» و سار على عادته من ناحية الثريا و العساكر تسايره و على يمينه الحسين بن حمدان و على شماله فاتك المعتضدي، فلما بلغ إلى مكان يعرف بمقسم الماء«414» سلّ الحسين بن حمدان سيفه و ضربه ضربة حلّ بها عاتقه فقال له: فاتك أيّ شي ء تفعل؟ فثنى به و عاد و ضرب الوزير ثانية و ثالثة و ضربه بعده و صيف بن سوارتكين فسقط ميتا و وقع النهب في دوره و ما يليها من دور العامة«415». و كان لذلك سببان«416»:
أحدهما: تغلّبه على الخلافة لصغر سنّ المقتدر و قلة اكتراثه بالجند.(1/164)
و الثاني: أنه كان عشق جارية للحسين بن حمدان و راسلها في أن تحضر عنده و كتب إليها رقاعا بخطه و عرضتها الجارية على سيدها و كانت أم أولاده و مقرّبة عنده فاحتقد ذلك عليه مع أشياء لا يحسن ذكرها«417».
و حين صلّيت الظهر قصدوا بأسرهم دار عبد الله بن المعتز و بايعوه [73 أ] و حضرت صلاة المغرب و لا يشك أحد في تمام الأمر له«418» و ضربت النوبة على بابه و سمعت أيضا أصوات دبادب من دار السلطان تضرب للمقتدر و كذلك ضربت النوبة من الجانبين في صلاة العتمة و صلاة الفجر من يوم الأحد. لأن بيعة ابن المعتز كانت وقت الظهر من يوم السبت و سمّى نفسه «المنتصف باللَّه» و استوزر محمد بن داود ابن الجراح«419». و كان قد تخلّف في دار السلطان مع المقتدر سوسن الحاجب و صافى الحرمي و مؤنس الخازن و مؤنس الخادم المعتضدي و عدّة من الغلمان. و أما سائر الجند من العرب و الترك و غيرهم و سائر الكتّاب و القضاة فكلهم أصبحوا و مضوا إلى دار الخليفة المنتصف باللَّه أبى العباس عبد الله بن المعتز«420».
و كان ابن المعتز دبّر في الليل و قسّم الجند قسمين: قسم يقصدون الدار من جانب الماء و قسم يقصدون الدار من جانب البر إن امتنع المقتدر و الجماعة الذين في الدار عن تسليمها.
الإنباء،ص:155
و في بكرة يوم الأحد وجّه الوزير إلى صاحب خزانة الكسوة [يأمره ] بتنفيذ البردة و القضيب و الخاتم فجاء الرسول يقول: إن مولانا المقتدر قد لبسها. فلما بلغ ذلك إلى ابن المعتز التفت إلى من حوله من الكتّاب و القضاة و الأجناد و قال: قد آن للحق أن يتضح و للباطل أن يفتضح. فقال له محمد بن خلف المعروف بوكيع«421»:
أمير المؤمنين أعزّه الله كما قال أبو العتاهية لجده المهدي:
أتته الخلافة منقادة إليه تجرّر أذيالها
فلم تك تصلح إلا له و لم يك يصلح إلا لها(1/165)
و أنشده الأبيات إلى آخرها. ثم قال ابن المعتز: ادعوا لي الحسين بن حمدان فدعوه فقال له: تركب إلى الحسنى فقال: الأمر لأمير المؤمنين. فقال له: قدّم قوما يركبون من جهة الماء في السفن ليشغلوهم و نركب نحن من البر و تقدّم قبلي قال:
الأمر لك. و خرج الحسين و أمر قوما من الجند بالركوب في الحراقات و الزبازب لقصد الدار من ناحية الماء فتكاسلوا تهاونا لمن بالدار و ركب هو من ناحية الحلبة فرأى ما لا يعدّ من العامة حول الدار بالأسلحة يعاونون من بها و قد قويت قلوبهم بهم و خرجوا يناوشون أصحاب الحسين بن حمدان فحاربهم ساعة فأصابه حجر مقلاع شجّ وجهه و سهم في جنبه فكرّ راجعا إلى داره ليشدّ جراحته و كان هو مقدم الجيش فلما رآه العسكر كذلك كرّوا راجعين و انهزموا. و قصد داره و شدّ جراحته و دخل إليه إنسان من عسكره فأعلمه أنه لم يبق من العسكر أحد حول الدار و أن الغلبة للعامة و أن المقتدر قد ركب، فقام الحسين بن حمدان و ركب وحده و أخذ طريق سامراء عائدا إلى ولايته«422» و هي الموصل ثم إن العامة تكاثروا و رموا من كان قد بقي من العسكر بالأجر و صاحوا: المقتدر باللَّه يا منصور. و سمع ابن المعتز الضجة فقال: ما الخبر؟ دخل ابن حمدان الحسنى؟ ثم قال: قدّموا الفرس لأركب فقيل له: إن ابن حمدان قد هرب على وجهه و الجند قد تبدّدوا فقال: العامة معنا أو علينا؟ فقالوا له: بل علينا، فأنشد هذا المصراع:
ليس يومى بواحد من ظلوم
[74 أ]
الإنباء،ص:156(1/166)
يعنى أن عامة بغداد كانوا عونا على أبيه المعتز في نوبة للمستعين. ثم قربت منه الأصوات حتى قربوا من داره و رموها بالمقاليع فأراد أن يأخذ لنفسه من جانب الماء فاطلع على الروشن فرأى ما أراد أن يفعله هو قد فعله أصحاب المقتدر و إذا بنحو خمس مائة قطعة من السفن تقبل مصعدة إلى داره من نحو دار السلطان و فيها الدبادب و البوقات و الغلمان بالعدّة و الأسلحة و جماعة من النفّاطين بالزراقات و المقدّم عليهم غريب خال المقتدر. فحين رآهم نحب قلبه و أيقن بالهلاك و جعل من بقي من الناس عنده في الدار يتسلمون واحدا واحدا و يخلطون أنفسهم بالعامة و بعضهم رمى بنفسه إلى الماء فسبح و نجا. و جاء القوم و أخذوا عبد الله بن المعتز و أحدروه إلى دار السلطان على أقبح حال«423».
قال أبو بكر، محمد بن يحيى الصولي في كتاب الأوراق: كنت واقفا تحت دار السلطان في جملة النظّارة و أنا أراه و قد أخرجوه من الشبارة التي كان فيها و عليه جبّة مصمت تبنية و هو حافى و كان سوسن الخادم واقفا على باب الماء فصفعه صفعة وقع على وجهه فلعنه كل من حضر و قالوا له: الّذي يراد به أكثر من هذا فما معنى هذه الإهانة؟ و أدخل الدار و لفّ في كساء و شدّ طرفاه حتى اختنق و حمل إلى داره و دفن بها. و كان آدب بنى العباس و أشعرهم و أعرفهم بالفقه و الأحاديث و القرآن، إلا أن حرفة الأدب أدركته«424».
و خلع المقتدر على أبى الحسن عليّ بن محمد بن موسى بن الفرات و قلّده الوزارة يوم الاثنين الثاني و العشرين من ربيع الأول سنة خمس [74 ب ] و تسعين و مائتين و ركب في الخلع و الناس معه إلى داره.(1/167)
و في يوم الأربعاء رابع ذي الحجة قبض المقتدر باللَّه على ابن الفرات و على جميع أسبابه و قلّد الوزارة أبا عليّ محمد بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان المعروف بدق صدره«425» و خلع عليه و قلّده سيفا و انصرف إلى منزله بباب الشماسية و القوّاد بين يديه. و ولى ابنه عبد الله بن محمد خلافة أبيه في الوزارة.
الإنباء،ص:157
و في سنة إحدى و ثلاث مائة عاد عليّ بن عيسى بن الجرّاح من مكة، شرّفها الله تعالى، و قبض المقتدر على الخاقانيّ و ابنه و ولى عليّ بن عيسى الوزارة«426».
في سنة أربع و ثلاث مائة قبض المقتدر على عليّ بن عيسى في ذي الحجة و أعاد ابن الفرات إلى الوزارة و هي وزارته الثانية. و يقال«427» إنه حين خلع عليه بالغداة زاد في آخر النهار في ثمن الشمع و الكاغد و الثلج في كل من قيراط لكثرة استعماله لها و كان يخرج في كل يوم إلى دار العامة من الثلج أربعون ألف من سوى ما كان لخاصته و بيت شرابه.
و في سنة ست و ثلاث مائة قبض على ابن الفرات و استدعى حامد بن العباس من واسط، و كان واليا عليها فقلّد الوزارة و أضيف إليه عليّ بن عيسى لتنفيذ الأمور و فيهما قيل:
ذاك سواد بلا وزير و ذا وزير بلا سواد«428»
و في سنة إحدى عشرة و ثلاث مائة قبض على حامد بن العباس و أعيد ابن الفرات إلى الوزارة و هي وزارته الثالثة و نفى حامد بن العباس إلى واسط فدسّ عليه ابن الفرات من قتله بالسم«429».
و في أيام حامد بن العباس صلب [75 أ] الحسين بن منصور الحلّاج بعد ما ظهرت منه أمور اقتضت إباحة دمه فصلبوه بفتوى قاضى القضاة أبى عمر«429» و جماعة الفقهاء. و كان جماعة من أهل بغداد يحتفظون ببوله في القوارير و بنجاسته في البراني. و كان من جملة هؤلاء القوم نصر«430» القشوري الحاجب و عدّة من خواص الدار. و ظهرت له فضائح لا يحسن ذكرها«431».(1/168)
و في سنة اثنتي عشرة و ثلاث مائة قبض على ابن الفرات في ربيع الأول و ولى مكانه أبو القاسم عبد الله«432» بن أبى عليّ الخاقانيّ و هرب المحسن بن الفرات و اختبأ عند امرأة فظفروا به و حملوه إلى دار السلطان و قطعوا رأسه و وضعوه بين يدي أبيه ثم حزّوا رأس أبيه و حملوا الرأسين إلى المقتدر«433».
الإنباء،ص:158
[قيل لمّا ورد الحسين بن حمدان إلى بغداد مع مؤنس و شهر على جمل فدوّروه جميع البلد و على رأسه البرنس امتنع ولده عن وضع البرنس على رأسه فقال الحسين : ألبسه يا بنى فإن أباك ألبس البرانس أكثر هؤلاء الذين تراهم. و نصبت القباب بباب الطاق و ركب أبو العباس بن المقتدر و بين يديه نصر الحاجب و معه الحربة و خلفه مؤنس و عليهم السواد. و لما صار الحسين بن حمدان بسوق يحيى قال له رجل من الهاشميين:
الحمد للَّه الّذي أمكن منك. فقال الحسين: و الله لقد امتلأت صناديقى من الخلع و الألوية و أفنيت أعداء الدولة و إنما أصار بى إلى ما ترى الخوف على نفسي و ما الّذي نزل بى إلا دون ما سينزل بالسلطان إذا فقد من أوليائه مثلي. و بلغ به الدار و وقف بين يدي المقتدر ثم سلّم إلى بدر الحرمي [75 ب ] فحبسه في حجرة في الدار] [1]«434».(1/169)
و في سنة سبع عشرة و ثلاث مائة شغب الجند على المقتدر باللَّه و كان رئيسهم نازوك و كبسوا الدار عليه و ذلك لاستيلاء أمه على الدولة فهربت أمه و أولاده و هرب هو و دخل دار مؤنس المظفر خادم المعتضد و كان شيخ الدولة و مقدمها فدخلوا وراءه و ألزموه الخلع فخلع نفسه و قصدوا دار الأمير أبى منصور محمد بن المعتضد باللَّه و هو أخوه فحملوه إلى دار السلطان و بايعوه بالخلافة و تسمّى ب «القاهر باللَّه». و بعد ذلك بيومين طالب الجند بأرزاقهم و قصدوا الدار و شتموا نازوك فأغلظ عليهم في القول فقتلوه و دخلوا و أخرجوا القاهر من الدار و ردّوه إلى داره و مضوا كلهم رجّالة إلى دار مؤنس و أخذوا المقتدر على رءوسهم و حملوه إلى دار السلطان و جدّدوا له البيعة. فيقال: ما رئي و لا عهد أن خليفة خلع دفعتين و عاد إلى الخلافة إلا المقتدر باللَّه. و كان من جملة من واطأ نازوك على فعله و حسّن له خلع المقتدر أبو الهيجاء بن حمدان فحين أعادوا المقتدر و كان في الدار و خاف على نفسه انهزم إلى باب الماء ليهرب فتبعوه و قطعوه«435». و استولى مؤنس المظفر على الدولة و خلاله الجو و صار أمير الأمراء و استشعر منه المقتدر و استشعر هو أيضا من المقتدر و خرج مغاضبا«436»
__________________________________________________
[1] ما بين العاضدتين [] لم يرد في نسخة فاتح فلعله من الإضافات التي أشرنا إليها في ما سبق.
الإنباء،ص:159
و ذلك في سنة عشرين و ثلاث مائة و ضرب مضاربه بباب الشماسيّة و بقي أياما ينتظر أن يترضّاه المقتدر فلم يلتفت إليه فنفذ إليه بخادم اسمه بشرى برسالة فاعتقله المقتدر و حبسه و لم ير مؤنس [76 أ] للصلح وجها فتمّ إلى الموصل و كتب الخليفة إلى بنى حمدان يولّيهم على مؤنس فحاربوه و نصره الله تعالى عليهم و وصل (سعيد) بن حمدان هاربا إلى بغداد مع جماعة من أهله فخلع عليه المقتدر و أكرمه.(1/170)
و كان المقتدر قد استوزر الحسين«437» بن القاسم بن عبيد الله بن سليمان فعزله و استوزر أبا الفتح الفضل«438» بن جعفر بن الفرات فتقلّد الوزارة على أمور مضطربة و قلّة جند و عدة و نفاد الأموال. ثم إن مؤنس قصد مصر و جمع خلائق من البربر«439» و سار بهم مع جند الشام و ديار بكر الذين تبعوه بعد هرب بنى حمدان يريد الحضرة. و حين قرب من بغداد ركب المقتدر في يوم الأربعاء لثلاث خلون من شوال و حوله عساكره و ألوية الملك و أعلامه بين يديه و البردة على كتفيه و القضيب في يده و حوله كل عالم و زاهد ببغداد في أيديهم المصاحف و الناس يدعون له، فلما انتهى إلى باب الشماسية وقف هناك و عبّأ الجيش أحسن تعبئة و نفذهم إلى حرب مؤنس فعادوا منهزمين و أسر هارون بن غريب خال المقتدر و أحمد بن كيغلغ و صافى النصري«440».
و كان المقتدر واقفا على تلّ مع نفر قليل و فيهم ابنا ياقوت الحاجب و ابنا رائق.
فقالوا: نحمل على ابن يلبق؟ و كان هو و أبوه من جملة من خرج مع مؤنس، فحملوا عليه فاقتطعتهم الخيل و فرّقت بينهم و بين المقتدر فبقي مع عدة من الخدم فأدركه عليّ ابن يلبق- لعنه الله- فحين رآه ترجّل و قبّل الأرض ثم أومأ بعينه إلى بربرى كان معه أسود فضرب المقتدر ضربة [76 ب ] أبان بها رأسه عن بدنه و حمل رأسه على ذبابة سيفه و جاء به مع عمامته إلى مؤنس، فلما رأى رأسه و عمامته لطم على وجهه و بكى و بقيت جثّته مرميّة على الأرض إلى أن اجتاز شوكى فرأى عورته مكشوفة فغطّاه بحشيش، و لا يعرف له قبر«441» و كان سنّه يوم بويع له ثلاث عشرة سنة و شهرا واحدا، و يوم قتل ثمان و ثلاثين و شهرا و خمسة أيام. فكانت خلافته أربعا
الإنباء،ص:160
و عشرين سنة و أشهرا. و لم يل الخلافة من اسمه جعفر إلا هو و جده المتوكل و قتلا جميعا- رحمة الله عليهما-.
و فيه يقول ابنه الراضي [باللَّه ] يرثيه:
بنفسي ثرى ضاجعت في تربه البلى لقد ضم منك الغيث و الليث و البدرا(1/171)
فلو أن حيّا كان قبرا لميّت لصيّرت أحشائى لأعظمك القبرا
و لو أن عمري كان طوع مشيئتى و ساعدني المقدار قاسمتك العمرا
«442»و قال يرثيه و يذكر حاله في حبس القاهر:
عصيت الهوى و عدمت الودادا و أبلى الجديدان منى الجديدا
و قد كنت دهرا أطيع الهوى و أجرى مع اللهو شأوا بعيدا
فحرمت كأسى على لذّتى و أزمعت عن كل لهو صدودا
أ بعد إمام الهدى أرتجي سلوّا و أبغى لعيني هجودا
و قد ظل بين سيوف العدي صريع الفلاة وحيدا فريدا
كأن لم يكن قط في جحفل يغيض العدي و يجر الجنودا
يعزّ على ملك قد ثوى بأنى أقاد أسيرا وحيدا [77 أ]
و أفرشت خدي لوطء العدي و أفرش أهلي لأجلى الخدودا
فيا ليت ركبا إلينا نعوك نعونا إليك و تعطى الخلودا«443»
الإنباء،ص:161
أمير المؤمنين القاهر باللَّه
لما قتل المقتدر أرادوا كلهم مبايعة محمد بن المكتفي و قالوا: هو أتم الجماعة عقلا.
فقال مؤنس: الخزائن فارغة و الأجناد يطالبون بالأرزاق و ليس في أيدينا شي ء و أخاف أن ينتقض الأمر علينا، و القاهر كنّا أقعدناه في الخلافة و تسمّى بها مرة فإن شغّب الجند و طلبوا الأموال هدّدونا به. و نحن إذا أقعدنا القاهر استرحنا. فقالوا له:
الصواب ما تراه.
و اتفق أن القاهر و محمد بن المكتفي ناما في تلك الليلة في مضارب مؤنس فقال القاهر بالليل لمحمد بن المكتفي: أنا فقير و ما لي شي ء فتولّها أنت، فقال له: أنت شيخي و عمّى و قد ولّيت هذا الأمر مرة فأنت أحق به منى«444». و بايعوا لهذا القاهر بالخلافة في يوم الخميس في مضارب مؤنس. و انحدر القاهر إلى الدار و معه مؤنس و العسكر كلهم.
و أم القاهر جارية اسمها «قبول»«445».(1/172)
و قلّد الحجبة عليّ«446» بن يليق و قلّد إمارة الأمراء لمؤنس و قلّد الشرطة ببغداد ليلبق. ثم إن يلبق و مؤنس و عليّ بن يلبق ضيّقوا على القاهر جدّا و ما كانوا يرونه إلا بعين تابع لهم«447». و كانوا يوكلون بالدار من يعلمهم بأحواله. و ما كان القاهر قد طاب له ما فعلوا بأخيه من قتله و هتك حرمة الخلافة.
و قلّد القاهر وزارته أبا عليّ، محمد«448» بن عليّ بن مقلة، و كان العامة يرجفون بأن القاهر [77 ب ] يريد الفتك بقتلة المقتدر و استشعروا هم منه و اضطرب الجند ببغداد لدخول القرامطة مكة و هدم الكعبة. و وصل الخبر بأنهم قلعوا الحجر الأسود و حملوه إلى هجر و إنهم قتلوا سبعين ألف مسلم في الحرم و طمّوا بئر زمزم بالقتلى و انقطع طريق الحج«449».
فلما كان في يوم الأحد ثانى شعبان سنة اثنتين و عشرين و ثلاث مائة جاء عليّ
الإنباء،ص:162
ابن يلبق الحاجب على العادة إلى الدار فنفذه القاهر إلى أبيه و إلى مؤنس يقول لهم:
قدّموا حضوركم لندبّر في أمر القرامطة فحضروا فلما حصلوا في الدار أمر بالقبض عليهم و أمر فقطع رأس عليّ بن يلبق و قدّم بين يدي أبيه في طست ثم قطع رأس أبيه و جعلا جميعا في طست و أمر فجرّ مؤنس إلى البالوعة و ذبح كما تذبح الغنم و القاهر يقول له:
يا معيوب يا مخرق الأسفل أنت تقدم على قتل الخلفاء؟ ثم أخرجت رءوسهم و بين أيديهم الدبادب و البوقات فطيف بها في البلد و مناد ينادى: «هذا جزاء من أقدم على هتك حرمة الخلافة. فما بقي أحد إلا لعنهم و أحرق العامة أبدانهم و حملت رءوسهم إلى خزانة الرءوس«450» فوضعت فيها.
و في هذا اليوم مات الإمام أبو بكر بن دريد الأزدي«451»- رحمه الله-.(1/173)
و لما دخل رمضان من هذه السنة شغّب الجند و طلبوا الأرزاق فأعطوا شيئا فسكنوا و رجعوا راضين و جرى الأمر على ذلك إلى جمادى الأولى من سنة ثلاث و عشرين و ثلاث مائة. و في يوم السبت ثانى جمادى [الأولى ] اجتمع أبو محمد، الحسن بن أبى الهيجاء بن حمدان و هو الّذي تلقّب أخيرا بناصر الدولة [78 أ] و هو أخو سيف الدولة الأكبر و واطأ جماعة من الغلمان الساجيّة و الحجريّة و أحاطوا بالدار و وكلوا بالأبواب و طلبوا القاهر فهرب منهم ففتّشوا عليه و إذا به فوق حمّام و على رأسه شرّب قصب و عليه غلالة كتان«452». فقال له بعضهم: انزل، فقال: ما أنزل ففوّق سهما و قال له: إن لم تنزل رميتك، و لم يكن له مفرّ فنزل فمسكوه و قالوا له:
اخلع نفسك. و تبادر قوم إلى الدار التي كان فيها الأمير أبو العباس بن المقتدر محبوسا فأخرجوه منها و أجلسوه على سرير أبيه و أدخلوا إليه القاهر حتى بايعه بالخلافة و سملوه بعد ذلك.
فكانت خلافته سنة و نصفا.
و وزر له: أبو على، ابن مقلة، ثم بعده أحمد بن الخصيب«453».
الإنباء،ص:163
أمير المؤمنين الراضي باللَّه«454»
هو أبو العباس، محمد بن المقتدر باللَّه، بويع له في يوم الأربعاء لست خلون من جمادى الآخرة سنة ثلاث و عشرين و ثلاث مائة. و أمه جارية اسمها «ظلوم».
و استحضر عليّ بن عيسى بن الجرّاح و ندبه للوزارة فاعتذر بكبر سنّه، و رغب ابن مقلة في الوزارة و بذل خمس مائة ألف دينار فخلع عليه و قلّد الوزارة.
و نفذ الراضي باللَّه محمد بن ياقوت لمحاربة هارون بن غريب الخال فخرج لمحاربته و هزمه و قتله و جاء برأسه إلى الراضي فخلع عليه و طوّقه و سوّره«455».
و ولى الراضي أبا بكر محمد بن رائق إمارة الأمراء ببغداد و استولى على الدولة و تغيّر الوزير ابن مقلة له و صار خصمه.
و في سنة أربع و عشرين [و ثلاث مائة] صلّى الراضي باللَّه بالناس [78 ب ] في الجامع بدار الخلافة و خطب.(1/174)
قال أبو بكر الصولي«456»: و كان مؤدّب الراضي، لما فرغ من الخطبة و انقضت الصلاة و عدت إلى بيتي جاءتني رقعة بخطه و إذا فيها: «يا محمد بن يحيى وقع عليك طرفي و أنا أخطب و أنت إلى جانب إسحاق بن المعتمد«457» قريب منى غير بعيد عنى فعرّفني على تحرّى الصدق و اتباع الحق كيف ما سمعت و هل تهجّن الكلام بزيادة فيه أو اختل بنقص منه أو وقع زلل في لفظه أو إحالة في معناه جاريا في ذلك على عادتك في حال الإمرة غير مقصّر عنها للخلافة و السلام»، فكتبت إليه رقعة أذكر فيها:
«إنني ما أحسن وصف ذلك إلا ببيت حسان بن ثابت في جدك عبد الله بن العباس- صلى الله عليه و على سلالته الطيبة الطاهرة- فإنه قال فيه:
إذا قال لم يترك مقالا لقائل بمنتظمات لا ترى بينهما فصلا»«458»
و في سنة خمس و عشرين [و ثلاث مائة] قبض الراضي على عليّ بن مقلة لأنه اتهمه بأنه كاتب بجكم«459» التركي بقصد الحضرة و استيلائه على أمر الخلافة معاندة لابن رائق، و ظفروا بكتاب بخطه إلى مرداويج«460» الديلميّ الخارجي يحسّن له قصد
الإنباء،ص:164
الحضرة و يهوّن عليه أمر الخلافة و كان إماميّا لا يرى خلافة بنى العباس. و اتفق رأى الخليفة و ابن رائق على إن قطعت يده«461» على ملأ من الناس و كتب رقعة من الحبس إلى أخيه أبى عبد الله بيده اليسرى و ما تغيّر خطّه عما عهده. و كتب من الحبس رقعة إلى بعض الكتّاب من أصدقائه«462»:
ترى حرمت كتب الأخلّاء بينهم أبن لي أم القرطاس أصبح غاليا [79 أ]
فما كان لو ساءلتنا كيف حالنا و قد دهمتنا نكبة هي ما هيا
أخوك الّذي يرعاك عند شديدة و كلّا تراه في الرخاء مراعيا
فهبك عدوّى لا صديقي فربما يكاد الأعادي يرحمون الأعاديا
و له و هو في الحبس بعد ما قطعت يمينه:
ما طلبت الحياة لكن توثّقت بأيمانهم فبانت يميني
كم تحرّيت ما استطعت بجهدي حفظ أرواحهم فما حفظوني
ليس بعد اليمين لذّة عيش يا حياتي بانت يميني فبيتي«463»(1/175)
و في سنة سبع و عشرين تغيّر الخليفة على ابن رائق فاستتر و وصل بجكم إلى بغداد فولّاه الخليفة إمارة الأمراء و طوّقه و سوّره«464».
و في هذه السنة خرج الراضي باللَّه لمحاربة بنى حمدان و معه الأمير بجكم، و حين وصلوا إلى تكريت وصل الخبر إليهم بظهور ابن رائق ببغداد و استيلائه عليها و التحاق أكثر القرامطة به فتمّوا إلى الموصل فهرب بنو حمدان من الموصل. و كان الراضي يقول: «حصلنا من الخلافة على قصبة الموصل». ثم صولح ابن حمدان على مال أدّاه و عاد الخليفة. و تقرر أمر ابن رائق على أن ولّى الشام و العواصم و قنسرين فسار إليها«465».
ثم وصل الخبر بظهور بنى بويه«466» الديلم و أنهم ثلاثة إخوة تقاسموا بلاد الإسلام، و كان الأكبر منهم عماد الدولة أبو الحسن، عليّ بن بويه، و الأوسط ركن الدولة أبو عليّ، الحسن بن بويه، و الأصغر أبو الحسين، أحمد بن بويه. و كانوا أولاد صيّاد.
و جاء الخبر من واسط بأن أحمد بن بويه قصد نواحيها فانحدر [79 ب ] إليه
الإنباء،ص:165
بجكم و نفذ إلى الراضي يقول له: «أمر هذا لا يجي ء إلا بك». فانحدر الراضي إلى واسط. فحين أحسّ الديلميّ به رجع إلى الأهواز و عاد الراضي إلى بغداد.
و مات الراضي- رحمه الله- في غرة ربيع الأول سنة تسع و عشرين و ثلاث مائة.
و كان مولده في رمضان سنة سبع و تسعين و مائتين و كان عمره إحدى و ثلاثين سنة و ستة أشهر. فكانت خلافته ست سنين و خمسة أشهر.
و كان أديبا فاضلا شاعرا أحسن الخلق خلقا متواضعا كريم الطبع سخيّا له وفاء و ذمّة و إنما أدركته حرفة الأدب فلم تطل أيامه و لا عمره. و من محاسن نظمه قوله:
ضحك الزمان إليّ من اعتاب و أعارنى سمعا لبثّ عتاب
سابق بلذّتك الشباب فإنني أصبحت فيه مجررا أثوابى
و علمت أن الدهر حرب شبيبتى فخلست في غفلاته آرابى«467»
و قال لما تغيّر لابن رائق:
صغرت عن الأمر الّذي رمت فعله فطالعنى بالصغر من كل جانب(1/176)
و أظهر لي حبّا يطيف به قلى كخلّب برق في عراض سحائب
أ يقعد لي كيد النساء بمرصد و إني فتىّ السن شيخ التجارب«468»
و له أيضا:
سقى الله أطلالا رعيت بها الصبا سحابة غيث لا يكف سكوبها
ظعنت و قد خلّفتني نهبة الأسى لعلة وجد لا يصاب طبيبها
ليهنك لوعات تردد في الحشا و عصيان عين ما تطيع غروبها [80 أ]
و تضييع رأى في اصطناع معاشر تسوّد وجه الاصطناع عيوبها
أنا ابن الأولى من هاشم زنت هاشما كما زانها العباس قبلي نسيبها
سلى تخبري من كان طفلا و يافعا فعزّت به الدنيا و ذلّت خطوبها
أ لم أطل الأملاك علما و سؤددا و تفخر بى شبان فهر و شيبها
و إني إن ضل الغريم غريمها و إن أفحم الخطاب يوما خطيبها
الإنباء،ص:166
و سيفي على أعدائها سيف نقمة جري ء على الأعمار في ما ينوبها«469»
و له أيضا:
و سيف ظلام تدرعته أهب له يقظا حين هبّا
أ أشهر سيفي على نابح و أفرش للثأر قردا و كلبا
إذا لا ارتوى من دم حده و لا سار بالعدل شرقا و غربا«470»
و له أيضا:
أهوى الفراق و إن رأيت الموت في شخص الفراق
لتقارب عند الوداع و قبلة عند التلاقي«471»
و له أيضا:
من ذا يقيم دعائم الإسلام و يعمّ بالإفضال و الإنعام
فينا النبوة و الخلافة حكمنا ماض كما شئنا على الأيام
أمضى من الأجل المعجّل أمرنا يأتيك قبل الفكر و الإلهام
لا ينقض الأعداء مبرم أمرنا و بنا تمام النقض و الإبرام«472»
و أما وزراؤه: فهم أبو على، محمد بن عليّ بن مقلة، و كان وزر للمقتدر باللَّه [80 ب ] ثم للقاهر باللَّه ثم للراضى باللَّه.
و كان«473» لما قطعت يده ينوح عليها و يبكى و يقول: يد كتبت بها كذا و كذا من المصاحف و نقلت بها كذا و كذا ألف حديث عن رسول الله- صلّى الله عليه و سلم- و وقّعت بها عن ثلاثة من الخلفاء و تقطع هكذا كما تقطع أيدي اللصوص.(1/177)
و في آخر زمان الراضي بعد موت ابن مقلة استعرضوا ما في خزانة الرءوس و كانت قد امتلأت بها الخزانة و رموها كلها إلى دجلة و كان بعضها في أسفاط و بعضها في صناديق رصاص، و وجد في الجملة سفط و فيه رأس و يد و رقعة فيها مكتوب: «هذا رأس أبى الجمال الحسين بن القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب و كان وزير المكتفي»، و هو الوزير بن الوزير بن الوزير بن الوزير لأن القاسم أباه كان وزير المكتفي و المعتضد
الإنباء،ص:167
و عبيد الله كان وزير المعتضد و سليمان بن وهب كان وزير المعتمد. و في تلك الرقعة مكتوب: «و هذه اليد التي مع هذا الرأس يد الوزير أبى عليّ بن مقلة و هذه اليد هي التي وقّعت بقطع هذا الرأس».
ثم بعد ابن مقلة وزر للراضى عبد الرحمن بن عيسى بن الجرّاح«474» أخو الوزير عليّ بن عيسى المقدّم ذكره. ثم أبو جعفر الكرخي«475» و كان قصيرا جدا فقطع لأجله من سرير الخلافة أربعة أصابع ثم سليمان«476» بن الحسن دفعتين.
الإنباء،ص:168
أمير المؤمنين المتقى للَّه
هو أبو إسحاق، إبراهيم بن المقتدر باللَّه، بويع له يوم الأربعاء العشرين«477» من ربيع الأول سنة تسع و عشرين و ثلاث مائة. و أمه أم ولد اسمها «خلوب» [81 أ].
و حين مات الراضي انحدر المتقى للَّه من داره بدار ابن طاهر من الجانب الغربي إلى دار السلطان و الناس على شاطئ دجلة يدعون له و المقرءون يقرءون بين يديه.
و لما صعد من الزبزب جلس لحظة على رواق الخورنق و قام و صلّى ركعتين على الأرض ثم ارتقى السرير و بايعه الناس. و عرضت الوزارة على عليّ بن عيسى فأباها و اعتذر بضعفه و كبر سنّه«478».
و نفذ الخليفة بجكم إلى قتال الأكراد و الديلم بنواحي واسط فمضى و هزمهم و في عوده كان يتصيّد و عليه غلالة كتّان فبادره كردى و رماه بحربة فوقعت في ظهره و خرجت من صدره«479». و وجد المتقى في دار بجكم أموالا لا تحصى«480». فيقال:(1/178)
إن الآلات و الفرش نقل إلى دار الخلافة في السفن و الزواريق في مدة أربعين يوما.
و المال كان ألف ألف و ست و مائة ألف دينار هذا سوى ذخائر بجكم التي ضاعت فإنه كان يحمل الصناديق و فيها الدنانير على البغال و يخرج معها وحده و على كل بغل رجل مسدود العين فإذا بلغ إلى المكان الّذي يريده من الصحراء فتح أعينهم و أمرهم بدفن الصناديق، ثم عاد و شدّها بيده و أركبهم على البغال و أعادهم إلى البلد فإذا حصلوا في داره عاد و فتح أعينهم حتى لا يعلموا أيّ مكان دفنوا تلك الأموال. و كان هذا دأبه مدة ولايته. و ضاعت تلك الأموال كلها و لم يعرف لها خبر«481».
و كان بجكم من أعقل الناس و أحسنهم تدبيرا و لذلك بلغ إلى ما بلغ. و كان الخلفاء يعتمدون عليه و يفوّضون أمر دولهم إليه و يقدّمونه على الوزراء. و كان لا يتكلم [81 ب ] إلا بالفارسية و له ترجمان يعرف بمحمد بن ينال«482».
و استوزر المتقى أبا عبد الله ابن البريدي عامل واسط«483»، و تزوّج ابن الخليفة المتقى، أبو منصور بابنة أبى عبد الله«484»، ثم استشعر منه المتقى لأنه كان قد جاء معه
الإنباء،ص:169
من واسط عشرون ألف من الديلم. فنفذ المتقى و ألّبهم عليه و ضمّهم إلى عسكره فانحدر ابن البريدي هاربا إلى واسط و نهبت أمواله و ذخائره و قتل خلق من أصحابه«485».
و استوزر المتقى أبا إسحاق«486» [1] القراريطي حتى قال الناس: قد انسحقت الخلافة في أيام المتقى، هو أبو إسحاق وزيره أبو إسحاق و ذكروا جماعة من خواصه اسم كل واحد منهم إما أبو إسحاق أو إسحاق، و ذكروا في الجملة أمه و أنها سحاقة.
ثم إن القراريطي قال للخليفة: لا طاقة لي بالعسكر و إنما أنا كاتب فانظر في من يدبّر أمر عسكرك فاختار المتقى كورتكين الديلميّ«487» و جعله أمير الأمراء و طوّقه و سوّره. و هو كان أحد الديلم الذين أصعدوا مع البريدي من واسط.(1/179)
و خلع المتقى على بدر الخرشنى و استحجبه و ذلك كله في شوال من سنة تسع و عشرين و ثلاث مائة«488». و ورد الخبر بقدوم أبى بكر بن رائق من الشام إلى الحضرة فاستشعر كورتكين من أن يولّيه المتقى إمارة الأمراء مكانه لأنه كان تسمّى بها أيام الراضي.
فاستأذن الخليفة في الخروج إليه و دفعه فأذن له قولا باللسان و قلبه مع ابن رائق، و نفذ إلى ابن رائق يأمره بسرعة القفول. فدخل ابن رائق بغداد و هرب منه كورتكين و نودي في جانبي بغداد: يا معاشر العامة قد أبحناكم مال الديلم، فما بقي عيّار و لا ملّاح و لا مكدى [82 أ] إلا و انتهب دورهم و قتلوا من وجد منهم«489» و نفذ ابن رائق خلف كورتكين من أسره«490».
و كان العامة إذا أخذوا ديلميّا شوّهوا به، إما قطعوا أذنيه أو يديه أو أنفه و هو حىّ يرى ما يفعل به. و بعض العيّارين أخذوا جماعة من الديلم و طبخوهم و أكلوهم و جرى عليهم من النكال ما لم يجر على مخلوق قبلهم. و صار كل من له في إنسان غرض أو له معه عداوة يقول له: أنت كنت مع الديلم فإما يقتل أو يصادر، حتى قال الناس كلهم: كان يمكن السلطان أن يبلغ من الديلم ما يريده بأحسن من هذا الوجه«491».
و خلع السلطان على أبى بكر محمد بن رائق يوم الثلاثاء لأربع بقين من ذي الحجة و قلّده إمارة الأمراء و عقد له لواءين: أحدهما على المشرق و الآخر على المغرب و طوّقه
__________________________________________________
[1] أضف: المنتظم 6/ 318 رواية عن التنوخي.
الإنباء،ص:170
و سوّره و أنزله دار مؤنس المظفر المعتضدي«492».(1/180)
و كان ابن البريدي حين طرد من بغداد على ذلك الوجه انحدر إلى الأهواز و كاتب الديلم بنى بويه«493». و كان أول ظهورهم [أنهم ] استولوا على فارس و كرمان و نفذوا إلى الحضرة بالأموال و التحف و سألوا أن ينفذ إليهم العهد و اللواء بتلك البلاد و لعجز الراضي عن مقاومتهم أقرّهم على ما استولوا عليه و استفحل أمرهم في أيام المتقى. فلما انصرف ابن البريدي على ذلك الوجه من بغداد نفذ إليهم يهوّن في أعينهم أمر الخلافة و يحسّن لهم قصد الحضرة فما أقدموا على ما أراد منهم إلا أنهم أمدّوه بمائة ألف من الديلم خيّالة و رجّالة و قالوا: إن تمّ على أيديهم فتح كان لنا و لك. فوصل الديلم إلى واسط و لم يقدم أبو عبد الله بن البريدي على التهجم على الحضرة فنفذ العسكر [82 ب ] مع أخيه أبى الحسين ابن البريدي. فحين قاربوا بغداد هرب المتقى منهم و معه ابن رائق إلى ناحية الموصل، و استولى أبو الحسين ابن البريدي على بغداد. و نفذ إلى الخليفة يقول له: إني عبدك و يحلف بالأيمان المغلظة إني لا أريد بك سوءا و إنما أربد أن أكون مكان ابن رائق. و لم ينزل دار الخلافة إعظاما لها بل نزل دار مؤنس التي ينزلها ابن رائق«494».
و لما وصل الخليفة إلى الموصل و فيها من قبله الأمير ناصر الدولة بن حمدان خرج إلى مراحل و استقبله و خدمه الخدمة التامة و عرف أن الخليفة محتاج إلى بنى حمدان و أنه لا يمكنه أن يغضبهم و هو على تلك الحال و لو فعلوا فيها ما فعلوا فبادر و فتك بابن رائق لمعاداة كانت بينهم، و لم يظهر من المتقى إنكار.(1/181)
و قلّد الخليفة ناصر الدولة إمارة الأمراء مكان ابن رائق و جمع سائر بنى حمدان و انحدر و هم في جملته إلى بغداد. و كان في جملة ابن البريدي الأمير أبو الوفاء توزون التركي فغدر بابن البريدي و انضم إلى عسكر المتقى للَّه و هرب ابن البريدي و دخل المتقى إلى بغداد و خلع على توزون التركي و طوّقه و سوّره و لقّبه بالمظفر، فشقّ ذلك على ناصر الدولة. و كان يوم دخول السلطان المتقى للَّه إلى بغداد ضربت مائة قبّة
الإنباء،ص:171
مجللة بالديباج عبر تحتها كلها و هي طبقات و في كل طبقة الأغاني و المساخر و الناس على طبقاتهم«495» و زيّن البلد حتى رئي في دكاكين الصيارف الدنانير موضوعة على الأكسية على هيئة الحنطة و فيها المكاييل كالقفيز و العشير و الكيلجة«496» و ما [83 أ] أشبه ذلك و رئي مثل ذلك في دكاكين الجوهريين و فيها من المكاييل الربع و الثمن.
و حكى إنسان للمتقى أن أبواب الحمّامات زيّنت و كانت ستين ألف حمّام فما كان يخلو باب حمّام من خمسين أو أقل أو أكثر من الأسطال و لا تخلو هذه الأساطل من واحد أو اثنين ذهب أو فضة، فقيل: لو لم يكن على باب كل حمّام إلا واحد منها لكان بمدينة واحدة ستون ألف سطل ذهب و فضة فما ظنك بالأواني التي يكون استعمالهم لها أكثر من استعمالهم للأسطال«497».
و استوزر المتقى أبا الحسين ولد الوزير أبى عليّ بن مقلة و خرج من دار السلطان و عليه الخلع و ذلك في رمضان سنة إحدى و ثلاثين و ثلاث مائة«498».(1/182)
و قدّم المتقى للَّه أبا نصر، محمد بن ينال الترجمان و قوّده و أراد أن يولّيه إمارة الأمراء فخاف من ناصر الدولة. و علم ناصر الدولة بباطن الحال فاستشعر و طلب الإذن له في أن يخرج إلى عمله. فأذن له فخرج على وجه جميل. ثم إن الخليفة حسب ما يحتاج إليه في كل شهر لخرج العسكر الذين بالحضرة سوى من هو مرابط في المراكز فكان خمس مائة ألف دينار و لم يكن في الخزائن شي ء، و كان يحتاج في مئونة مطبخه كل يوم إلى خمسة آلاف درهم سوى نفقات الحواشي و سوى كسوته الخاصة و ما يحتاج إليه من خلع و تشريفات و سائر أنواع التجمّل فضمن له توزون التركي«499» أنه يقوم بذلك إن ولّاه إمارة الأمراء فولّاه ذلك و طوّقه و سوّره فقام بما كان ضمن على نفسه إلا أنه ضيّق على المتقى جدا و استشعر المتقى منه لغلبته على الأمر و استبداده [83 ب ] بالملك و استشعر أيضا توزون و انحدر إلى واسط بإذن المتقى لتقرير أمر البلاد السفلى و محاربة بنى البريدي و الديلم«500» فحين بعد توزون عن بغداد نفذ المتقى
الإنباء،ص:172
إلى بنى حمدان يستدعيهم فأجابوه و انحدروا إلى بغداد و ضربوا مضاربهم على باب الشماسية. و خرج الخليفة و ضرب مضاربه عندهم و رحل من فوره و ترك بغداد و نزل الرقّة و صيّر محمد بن ينال الترجمان أمير الأمراء و طوّقه و سوّره.(1/183)
و حين وصل الخليفة إلى الرقّة و كان واليه على مصر أبو بكر محمد«501» بن طغج سمع بوصوله إلى الشام فجاء إليه و لقيه بالرقّة في العدّة الحسنة و العسكر الكثير و أهدى له من تحف مصر و لوزيره أبى الحسين بن مقلة ما ملأ عينهما. ثم أمره الخليفة بالعود إلى عمله فعاد إليه. و كان قد قال للمتقى: يا مولانا قد فسدت أمور العراق باستيلاء بنى حمدان على طرف و بنى بويه على طرف و باستشعارك من توزون، فلو جئت إلى مصر و أقمت بها و أنا كنت أكفيك كل ما تريده. فقال له«502» المتقى: كيف أقيم في زاوية من الدنيا و أترك باقي الدنيا يخرب؟ هذا لا يمكنني. فعاد و تركه في الرقّة.
ثم إن توزون راسل المتقى للَّه يستسل ما بقي في نفسه فما التفت إلى رسالته و نسب ذلك إلى بنى حمدان. ثم إن بنى حمدان اجتمعوا عند المتقى و اشتوروا على جمع العساكر و قصد توزون و لم يطب لهم أن يكون الترجمان مقدّما عليهم فدخلوا يوما على المتقى و خرجوا من الدار فلما صاروا في بعض الدهاليز غمز ناصر الدولة أخاه سيف الدولة فاخترط سيفه و ضرب به رأس [84 أ] الترجمان فأبانه عن بدنه. و سمع المتقى الضجة فقال: ما هذا؟ قالوا: سيف الدولة قتل الترجمان فقال كالمغضب: أمس ابن رائق و اليوم الترجمان؟«503» و لم يطل القصة لحاجته إلى بنى حمدان. ثم إن بنى حمدان خدموه بأموالهم و أنفسهم و أنسوه الترجمان.
و وصل الخبر من العراق بأن أحد بنى البريدي و هو أبو عبد الله قتل أخاه الآخر و هو أبو يوسف و أن أمر الديلم قوى بالبلاد السفلى و أن أبا عبد الله البريدي الّذي كان يقاومهم توفى عقيب قتله لأخيه و أن الأمير أبا الحسين أحمد بن بويه قصد بغداد و بها توزون و أظهر أن الخليفة المتقى: «كاتبني و أمرنى بذلك» و أن توزون حاربه و هزمه و مرّ الديلميّ هاربا«504».
الإنباء،ص:173(1/184)
و قوى أمر توزون ثم تواصلت رسل توزون إلى الخليفة يطلب منه الصلح«505» و أن يعود الخليفة إلى دار الملك، فشرط الخليفة عليه أن ينتزح هو إلى واسط حتى يدخل الخليفة بغداد. فقال توزون: هذا الشرط لا التزمه لأني أريد أن أزيل عنى اسم العصيان فإذا انتزحت إلى واسط فالناس يرونني بعين عاص و أكون قد شهدت على نفسي بخلع الطاعة، و لكن إذا استقر في دار الخلافة يأمرني بما شاء حتى أنتهي إلى أمره. و أحضر الأمير توزون القضاة و العلماء و الأشراف و حلف بمحضر من رسول المتقى على كل ما يريده و وقع الصلح و انصرف الناس مسرورين و ذلك في يوم الاثنين حادي عشر ذي الحجة سنة اثنتين و ثلاثين و ثلاث مائة«506».
و لما كان في صفر سنة ثلاث و ثلاثين و ثلاث مائة صح عزم المتقى على دخول بغداد فركب توزون إلى دار الخلافة و أمر [84 ب ] بتجديد ما يحتاج إلى تجديده منها و عمارة ما تشعّث فيها و كان يتردّد بنفسه كل يوم دفعات إلى الدار. و حين قرب الخليفة من بغداد أمر توزون أن تنصب القباب كما نصبت في المرة الأولى ففعل ذلك و زيّنت بغداد و هو يتولّى ذلك بنفسه و لا يكله إلى أحد و اختاروا لدخول المتقى يوم السبت تاسع عشر صفر سنة ثلاث و ثلاثين و ثلاث مائة. و خرج كل من ببغداد من القضاة و الأشراف و العامة و التجار و لم يبق في البلد إلا شيخ مقعد أو زمن. فلما وصلوا إلى السندية أقاموا هناك ينتظرون وصول المتقى و هو على ستة فراسخ من بغداد. و ركب الأمير توزون في أحسن زيّ و عدّة و حين توثّق الخليفة من توزون صرف جميع عساكر الشام و بقي في خواصه و خدمه. و حين أشرفت عمارية الخليفة عليهم قاموا كلهم و دعوا و كبّروا، و كان في عمارية مبطّنة بنمور أهداها إليه أبو بكر ابن طغج أمير مصر. فلما وقعت عليه عين توزون أكبّ على الأرض فقبّلها دفعات فقال له المتقى: لا تفعل يا أبا الوفاء و مشى بين يدي العمارية شوطا بعيدا فقال له:(1/185)
اركب فركب. فلما قربوا من المضارب، و كان قد ضرب للخليفة سرادق أحمر ديباج جاء معه من الشام، أحدق ديلم توزون بعمارية الخليفة و عدلوا بها إلى مضارب توزون
الإنباء،ص:174
و الناس لا يعلمون ما الّذي يريدونه إلى أن أدخلت العمارية إلى سرادق توزون و ضربت الدبادب و البوقات على باب السرادق و أصحاب الخليفة كلهم وقوف لا يعلمون أين ذهب [85 أ] به و كذلك كل من خرج لتلّقيه من أهل بغداد«507». و بيناهم في ذلك إذ خرج الأمير أبو القاسم عبد الله بن المكتفي من سرادق توزون و عليه القباء الأسود و المنطقة و العمامة على الرصافية«508» و هو متقلّد سيفا بحمائل فركب جنيبا من الجنائب التي كانت تقاد بين يدي المتقى للَّه، و كان قد أحضره توزون ليلا و الناس لا يعلمون، و ركب الأمير توزون و سايره و هو يقول للناس: ادعوا لخليفتكم فنزل القوم كلهم و قبّلوا الأرض و بايعوه و سمّى نفسه «المستكفي باللَّه» ثم سار في صحراء السندية و الأمير توزون على يمينه و العساكر تسايره و نزل في سرادق المتقى و جلس على سريره. ثم رحل من فوره و ركب و الأمير توزون يسايره حتى دخل بغداد و الخلائق الذين خرجوا لاستقبال المتقى في صحبته و اجتاز تحت تلك القباب التي ضربت للمتقى و دخل دار الخلافة.
ثم إن الناس سمعوا من بعد ذلك أن عمارية المتقى لما عدلوا بها إلى مضارب توزون اعتقد المتقى أن توزون يريد بذلك أن يتشرّف بنزول الخليفة عنده في ذلك اليوم.
فحين دخلت العمارية إلى المضارب و وقعت عين المتقى على ابن عمه أبى القاسم بن المكتفي ما فطن أيضا بالقصة فاعتقد أنه قد خرج لتلقّيه مع من خرج إلى أن قال له توزون:
بايع أمير المؤمنين، فقال المتقى: و من أمير المؤمنين؟ قال توزون: هذا الّذي تراه فعلم حينئذ أنه قد غدر به و قال: ما أبايعه و لا أخلع نفسي فأمسكوه و سملوا عينيه في الحال و كانت تلك الدبادب التي ضربت لئلا يسمع صياحه [85 ب ].(1/186)
و حين استقر المستكفي باللَّه في دار الخلافة سلّم المتقى إليه فحبسه و ما طاب له ما جرى عليه من توزون و لا سكنت نفسه إلى توزون مع نكثه الأيمان التي حلفها للمتقى و أسرّ في نفسه ما انتهى أمر توزون إليه.
الإنباء،ص:175
أمير المؤمنين المستكفي باللَّه
هو أبو القاسم، عبد الله بن المكتفي. و أمه أم ولد اسمها «غصن»«509». بويع له ساعة كحل المتقى في يوم السبت تاسع عشر صفر سنة ثلاث و ثلاثين و ثلاث مائة.
و كان السفير له في الخلافة امرأة تعرف ب «حسن الشيرازية»«510» و كانت زوجة بعض كتاب الأمير توزون و كانت تدخل دار الأمير أبى القاسم بن المكتفي و تختلط بأهله قبل خلافته فقالت يوما لزوجها: لو خاطبت الأمير توزون في استعطاف المتقى للَّه بكل ما يجد إليه سبيلا حتى يحصل في يده ثم يقبض عليه و يبايع ابن المكتفي.
و قالت له: إنه يعطى الأمير توزون مائتي ألف دينار من خاصته و خمس مائة ألف دينار من وجوه يعرفها، و جسّرت زوجها على الخطاب في هذا الباب حتى خاطب به توزون و وافق ذلك ما كان في نفس توزون من المتقى و أنه دفعة كاتب بنى حمدان و دفعة كاتب بنى بويه يولّيهم. و كان هذا الرجل قد ألقى إلى سمع توزون و ثبت في نفسه: إنك إن أتمت هذا الأمر كان هذا الرجل خليفة من قبلك و كان طوع أمرك و نهيك و رأى نفسه من صنائعك.
و لما وصل الخليفة إلى صحراء السندية و رآه توزون استحيا منه و أراد الرجوع عما عزم عليه أو تأخير الأمر إلى أن يستقر في [86 أ] الدار فقال له ذلك الرجل:
إن كنت تريد أن تفعل شيئا فافعله الآن فهذا وقته قبل أن يدخل الدار و تحول بيننا و بينه الحيطان و قبل أن ينمّ إليه شي ء من أمرنا فيهلكنا، فأقدم حينئذ توزون على ما أقدم عليه.
و صيّر المستكفي هذه المرأة قهرمانة الدار و غيّر اسمها و سمّاها «علم» فصارت تعرف ب «علم القهرمانة».(1/187)
و كان الأمير توزون يركب كل يوم مع المستكفي إلى باب الشماسية على الظهر ثم يعود في الماء و هو معه حتى يصعد إلى الدار. ثم إن المستكفي خاف أن يجرى عليه من توزون ما جرى على المتقى و كان قد بقي في بنى البريدي أبو الحسين و هو الّذي جاء إلى بغداد و هتك حرمة الخلافة و هرب منه المتقى إلى الموصل، فأمر المستكفي الأمير
الإنباء،ص:176
توزون باستعطافه و مكاتبته و بذل الأمان له ليحصل في أيديهم ففعل توزون ذلك و كتب له الأمان و نفذ إليه الرسل حتى ورد الحضرة فلما دخل على المستكفي أمر بإحضار النّطع و السيف و قدم البريدي و أمر بضرب عنقه بين يديه«511» و استشعر توزون من المستكفي فبادر المستكفي فسمّ توزون فمات في تلك الأيام«512».
و استوزر أبا جعفر، محمد«513» بن يحيى بن شيرزاد و لقّبه أمير الأمراء و زاد في ألقابه إمام الحق و أمر أن يكتب ذلك على التراس و الطرز و الأعلام.
و في سنة أربع و ثلاثين و ثلاث مائة عاد الأمير أبو الحسين أحمد بن بويه الديلميّ إلى نواحي العراق و قصد بغداد طمعا في أن يكون مكان الأمير توزون فأظهر [86 ب ] المستكفي الفرح به و السرور بقدومه و خلع عليه و طوّقه و سوّره و جعله أمير الأمراء و لقّبه «معز الدولة»«514».(1/188)
ثم نمّ الخبر إلى معزّ الدولة بأن علم القهرمانة تريد أن تتخذ دعوة و تجمع فيها وجوه بغداد من القضاة و الأئمة و تدعو في الجملة معزّ الدولة و وجوه أصحابه فإذا حصلوا عندها في الدار أدخلت إليهم العامة من باب آخر فعلوهم بالسيوف. فاستشعر معز الدولة من الخليفة و قال: مثل هذه المرأة تلعب بالدول؟ و دبّر أمره بحيث لم يعلم به أحد و دخل في يوم الموكب على العادة إلى خدمة المستكفي و هو يوم الخميس سادس عشر جمادى الأولى سنة أربع و ثلاثين و ثلاث مائة. فحين وقعت عليه عينه قبّل الأرض و وقف بين يدي السرير و أمره فصعد على درجة السرير و أخذ يده فقبّلها ثم كان بعد ذلك يصعد اثنان اثنان فيقبّلان يد المستكفي و ينزلان و يصعد آخران، فانتهت النوبة إلى أن صعد ديلميّان لتقبيل يده أحدهما اسمه بكران و هو خال معزّ الدولة و الآخر من أقاربه فحين مدّ يده إليهما جذباه جذبة سقط منها على الأرض و بادر معز الدولة و ترك عمامته في حلقه و سحبه على وجهه و أمر بضرب البوقات و الدبادب على شاطئ دجلة تحت الدار و انتهبت الدار و كل من حضر في ذلك الموكب و أخذت علم القهرمانة«515».
ثم مضى معزّ الدولة إلى دار الأمير أبى القاسم، الفضل بن المقتدر باللَّه و أخرجه منها و أجلسه على السرير و بايعه بالخلافة و سلّم إليه المستكفي باللَّه فسمل عينيه و حبسه [87 أ].
الإنباء،ص:177
أمير المؤمنين المطيع للَّه
هو أبو القاسم، الفضل بن جعفر المقتدر. بويع له بالخلافة في يوم خلع المستكفي من سنة أربع و ثلاثين و ثلاث مائة. و استولى معز الدولة على المملكة و رتّب له كل يوم خمسة آلاف درهم.
و في سنة ست و ثلاثين و ثلاث مائة عصى بنو البريدي على معز الدولة، و هم أولاد أبى عبد الله الّذي تقدم ذكره، فانحدر الخليفة المطيع للَّه و معه معز الدولة إلى البصرة و استخلصوها من أيديهم.(1/189)
و في سنة سبع و ثلاثين [و ثلاث مائة] وقع الخلف بين بنى حمدان و معز الدولة و صعد معز الدولة إلى الموصل و هرب منه ناصر الدولة بن حمدان و وقع الصلح بينهم على أن يؤدّى ناصر الدولة كل سنة ثلاث مائة ألف دينار و على أن يكون أولاده في خدمة معز الدولة.
و في سنة ثمان و ثلاثين و ثلاث مائة وصل الخبر إلى بغداد بموت عماد الدولة أبى الحسن عليّ«516» بن بويه، و هو أخو معز الدولة و الأكبر من إخوته، و كان أمير فارس و لم يكن له ولد فقلّد الخليفة فارس لولد الأمير ركن الدولة، و كان ركن الدولة واليا على الرىّ و الجبال و أصفهان و همدان، و كان له عدّة أولاد و هم شرف الدولة و فخر الدولة و عضد الدولة. فطلب معز الدولة من أخيه أن يولّى أحد أولاده فارس فولّاها عضد الدولة و أمروا المطيع للَّه أن يقلّده ذلك ففعل ما أمروه به ضميمة إليهم.
و في سنة ست و خمسين و ثلاث مائة مات الأمير سيف الدولة، أبو الحسن عليّ ابن أبى الهيجاء بن حمدان و دفن بميّافارقين [87 ب ] و جلس مكانه ابنه الأمير سعد الدولة أبو المعالي شريف بن سيف الدولة.
و فيها مات معز الدولة أبو الحسين أحمد بن بويه الديلميّ بعلّة الذرب في ربيع الأول و جلس مكانه ببغداد ولده الأمير عز الدولة أبو منصور بختيار«517».
الإنباء،ص:178
و قبض الأمير عدة الدولة أبو تغلب بن ناصر الدولة على أبيه و على إخوته و حبسهم في بعض الحصون و استولى على ملك أبيه. و نفذ عز الدولة و المطيع للَّه و تشفّعوا إليه في أمرهم و ما أجاب. و تزوّج«518» عدّة الدولة أبو تغلب بنت عز الدولة و أمهرها ثلاث مائة ألف دينار«519» و كان لها ثلاث سنين و حملت إليه إلى الموصل مع بدر الحرمي. و بادر عز الدولة إلى هذه الوصلة خوفا من أن يتغيّر عليه شي ء من الخليفة فأراد أن يستظهر ببني حمدان.(1/190)
و في سنة ثلاث و ستين و ثلاث مائة«520» استشعر عز الدولة بختيار من حاجبه سبكتكين المعزى«521» و من جماعة الأتراك و بعد عن بغداد فقصد الحاجب سبكتكين و جماعة العسكر دار الخليفة و طلبوا منه أن يخرج إليهم و حسّنوا له قلع الديلم فلم يجبهم إلى ذلك نظرا في عواقب الأمور فانصرفوا و قصدوا ابنه و ولىّ عهده ولده الأمير أبا بكر عبد الكريم بن المطيع و خاطبوه في ذلك فأجابهم و خرج معهم و أظهروا خلاف الديلم. و دخل الأمير أبو بكر عبد الكريم على أبيه المطيع للَّه و سامه خلع نفسه فرأى الجد منه و خاف على نفسه من القتل فخلع نفسه و سلّم الأمر إلى ولده. و لم ينله سوء في بدنه و لا في حرمته [88 أ].
الإنباء،ص:179
أمير المؤمنين الطائع للَّه
هو أبو بكر، عبد الكريم بن المطيع للَّه. بويع له يوم خلع أبوه في سنة ثلاث و ستين و ثلاث مائة و طرد الديلم عن العراق و عاد أمر الخلافة إلى ما عهد. و اسم أم الطائع «عتب» روميّة. و كان صاحب جيشه و المدبّر لأمره سبكتكين المعزى، و لقّبه الطائع ب «نصر الدولة».
ثم إن عز الدولة بختيار انحدر إلى خوزستان و استنجد بابن عمه الأمير عضد الدولة أبى شجاع فنّا خسرو«522» بن ركن الدولة فأنجده و التقيا بواسط. ثم نفذوا إلى الموصل من استنجد بعدّة الدولة فأنجدهم و وصل إلى تكريت، فتحيّر الطائع لأنه بقي بينهما. و جاء عليه عيد النحر فخرج بنفسه و صعد المنبر و خطب، و كان مجدّر الوجه كبير الأنف، و كان كما يزعمون، أبخر. و فيه يقول ابن الحجاج«523»:
يا رب عيد النحر هو ذا ترى ما أفظع الأمر الّذي قد جرى
صلّى بنا فيه إمام فسا في أول الصيف كما كبّرا
خليفة في وجهه روشن خربشته قد ظلل العسكرا
عهدي به يمشى على رجله و أنفه قد صعد المنبرا«524»
و قام يدعونا إلى نفسه و ذكر العباس و استفخرا
بخطبة صنّفها باقل قد كسر الناس لها دفترا
نثرت بعرا من سروري و ما نثرت لا لوزا و لا سكّرا(1/191)
خلافة أقصى مدى ملكها من حد كلواذا إلى عكبرا«1524» [88 ب ]
في قفص لو أنها قنبر لضاق عن أن يسع القنبرا
لكنها بالعرض قد أمعنت فعمّت الأبيض و الأحمرا
صلت بجسر النهروان الضحى فعاقها حسّون أن تعبرا
و وجدت ضبّة في صرصر فحلفت لا جاوزت صرصرا
فأنفه أكبر من ملكه في الطول و العرض إذا قدرا
يحط في المنديل خيشومه ضفادعا خضرا إذا استنثرا
الإنباء،ص:180
قلت و قد أبصرته راكبا مقطبا في الجيش مسحنفرا
سبحان من يعلم هذا الصبا في وجه مولانا متى جدّرا
و كان في الجيش سبال آضرطى و وجهه مثل القفا من ورا«525»
قد كتب الشؤم على وجهه هذا أخو الغفلاء قد أدبرا
من أي ما جنب تأمّلته لم تدر أعمى هو أم أعورا
يغالط الناس على أنه قد أغلق الدست و قد ششدرا«1525»
يا معشر الديلم أنتم إذا تلظّت الحرب أسود الشّرى
بنى بويه يا نجوم العلى لا تنكروا ما لم يكن منكرا
غرستم الدفلي فلا تعجبوا من شجر الدفلي إذا بزّرا
و له أيضا فيه:
يا سادتي للإمام حق لا بد و الله أن يوفّى
لا سيما أكبر الهداة من الأئمة الراشدين أنفا
فعاتبوه ففي فؤادي نار من الخوف ليس تطفأ [89 أ]
قولوا له يا حبيب قلبي دلائل الشوم ليس تخفى
فاليوم مع من تريد تبقى يا خرب البيت يا برنفا
جيشك مستأمن و هذا باب لقاط الصفع المشفّا (كذا)
و كان قد جرى ذكر ابن الحجاج عند بختيار بواسط و أنشدوه هذه الأبيات فأثنى عليه و مدحه، فكتب إليه:
رويدك لا تشمت بحالي يا دهري و إن كنت في حال تسرّ بنى البظر
و في قصص مثل الخرا لو ذكرتها لكنت كأنى قد تكلمت من جحرى
موالي ما لي طاقة مذ فقدتكم بعيش على صبر أمرّ من الصبر
موالي قد أسكرتمونى فهل لكم طريق إلى صحو يعين على سكرى
سترت من الآفات فيكم فإنني ببعدكم أصبحت منهتك الستر
سأبكي على عزّى الّذي ذلّ بعدكم فأصبح قدر الكلب أشرف من قدري
الإنباء،ص:181
و أبكى على حالي التي أعرض الغنى ببعدكم عنها فآلت إلى الفقر(1/192)
و كيف السبيل للتلاقي و بيننا مهامه من برّ مخوف و من بحر
و إن طريق البر و الماء أبهما بجيش أمير المؤمنين أبى بكر
لعل الليالي السود تصحو فينجلي سواد الغمام الجون عن مطلع البدر
ثم إن الطائع للَّه صمّم العزم على الانحدار إلى واسط لقتال الديلم، فانحدر و معه نصر الدولة سبكتكين. و سمع بذلك الديلم فأصعدوا لاستقباله فالتقوا بديالى على فرسخين من بغداد فحمل سبكتكين حملة صدق فيها فبدّد عساكر الديلم و قطع أعلامهم و فرّق جمعهم ثم [89 ب ] جال بين الصفّين فتقنطرت به فرسه فوقع ميتا«526» فاضطرب العسكر و انكسروا و أخذ الخليفة هاربا على وجهه إلى الرقّة، و دخل الديلم بغداد.
ثم إن عضد الدولة«527» خلا له الأمر و طابت له بغداد فقتل ابن عمه عزّ الدولة«528» و نفذ إلى الطائع و بذل له كل ما يريده و صالحه و أعاده إلى دار الخلافة.
و اشتمل ملك عضد الدولة على فارس و كرمان و خوزستان و العراق و ديار ربيعة و الشام و حمل إليه الخراج من الروم و اجتمع على بابه من العلماء و الشعراء و الأدباء ما لم يجتمع على باب ملك قبله. و كان شاعرا أديبا كاتبا حاسبا مهندسا نحويّا لغويّا كريم الطباع ذا همة عالية، مكرما للعلماء محبّا لأهل التخصص حتى إنه كان يقدم نعل أبى عليّ الفارسي«529» و يحمل له المسينة«530» إلى بيت الماء بنفسه. و مات- رحمه الله- في سنة اثنتين و سبعين و ثلاث مائة في خلافة الطائع، و دفن بتربة أمير المؤمنين عليّ بن أبى طالب- رضوان الله عليه- بوصيّة منه.
و ولى بعده ابنه صمصام الدولة«531» أبو كاليجار بن عضد الدولة سنتين إلى أن زحف إليه أخوه شرف الدولة أبو الفوارس فأخذ الملك من يده. و لم تطل مدته حتى زحف إليه أخوه بهاء الدولة أبو نصر خسرو فيروز«532» بن عضد الدولة و غلب على الملك و لقّب نفسه بملك الملوك. و هذا كله في خلافة الطائع للَّه«533».
الإنباء،ص:182(1/193)
و لما كان يوم السبت تاسع عشر شعبان سنة إحدى و ثمانين و ثلاث مائة، دخل بهاء الدولة على العادة إلى خدمة الطائع للَّه فقبّل الأرض و وقف ثم أومأ إلى جماعة كان واطأهم [90 أ] فجذبوا الطائع من سريره و لفّوه في كساء و أخرجوه من الباب المعروف بباب بدر و حملوه إلى دار المملكة«534» ملفوفا في الكساء على قفا فرّاش«535».
و نفذوا إلى البطائح من أحضر الأمير أبا العباس أحمد بن إسحاق بن المقتدر و كان ينزل بالصليق«536». و حين وصل إلى بغداد بايعوه بالخلافة و سلّموا إليه الطائع فسمل عينيه.
و كانت خلافة الطائع للَّه سبع عشرة سنة و ثمانية أشهر و خمسة أيام.
الإنباء،ص:183
أمير المؤمنين القادر باللَّه
هو أبو العباس، أحمد بن إسحاق بن المقتدر باللَّه. بويع له بالخلافة في يوم السبت تاسع عشر شعبان سنة إحدى و ثمانين و ثلاث مائة و هو بعد بالبطائح.
و في يوم الجمعة خطب له بالخلافة على المنابر ببغداد و لم يصل إليها بعد. و شغّب العامة و الجند و منعوا الخطيب من الخطبة له. و طالب الجند بمال البيعة فوعدوا بذلك فسكنوا و ركب من الجند قوم و سكّنوا العامة فسكنوا أيضا بعضهم بالرغبة و بعضهم بالرهبة و تمّت الخطبة للقادر باللَّه.
و في يوم الجمعة العاشر من رمضان من السنة وصل القادر باللَّه إلى بغداد فخرج بهاء الدولة و العساكر كلهم لتلقّيه«537» و أقرّ أصحاب المراتب و القضاة و كل أرباب المناصب على ما كانوا عليه و كان زاهدا ورعا لا يشرب الخمر و لا يظلم أحدا، لا جرم دام له الأمر إحدى و أربعين سنة و انتقل من عزّ الخلافة إلى نعيم الآخرة.
و في سنة اثنين و ثمانين و ثلاث مائة ورد الخبر باستيلاء ملك [90 ب ] الترك الملقّب بشهاب الدولة على ما وراء النهر و هرب الأمير نوح بن منصور الساماني من يده، و اسمه بغرا قراخان«538».(1/194)
و في هذه السنة تزوّج القادر باللَّه بسكينة بنت بهاء الدولة و ذلك في ذي الحجة و أصدقها مائة ألف دينار«539» و كان الولىّ الشريف أبو أحمد الموسوي أمير الحاج و هو والد الرضى و المرتضى. و خطب الخطبة أبو الحسن البتّي«540».
و في سنة أربع و ثمانين و ثلاث مائة توفى القاضي أبو عليّ التنوخي«541» و ذهب عن الدنيا رونقها و بهاؤها لمّا حرمت من فضله، و هو مصنف «نشوار المحاضرة» و كتاب «الفرج بعد الشدّة» و كان له النثر و النظم الّذي فاق بهما كتّاب زمانه فضلا عن قضاته.
و في هذه السنة توفى عليّ بن عيسى الرمّانى«542» النحويّ و الأستاذ أبو إسحاق الصابي.
الإنباء،ص:184
و في المحرّم [من ] سنة خمس و ثمانين و ثلاث مائة توفى كافى الكفاة الصاحب أبو القاسم إسماعيل بن عباد بالريّ، و وصل الخبر إلى بغداد بوفاته ففرش أكثر الخلق الرماد في الأسواق و قعدوا عليه. و بلغ الخبر إلى بغداد أنه حين أخرج تابوته إلى المصلّى خرج خلفه أرباب المناصب و أصحاب المراكز و أهل العلم و الأدب و أنهم حين شاهدوا التابوت قبّلوا الأرض بين يديه إجلالا له«543». و كان مخدومه الأمير فخر الدولة أبو الحسن عليّ«544» بن ركن الدولة أبى الحسن بويه قد عاده في مرضه فالتفت إليه و قال له: أيها الأمير قد خدمتك خدمة استوعبت الوسع فيها و سرت سيرة حصلت لك حسن الذكر بها فإن أجريت الأمور بعدي على رسمها علم أن ذلك كان منك فينسب الجميل فيه [91 أ] إليك و استمرت الأحدوثة الطيبة بذلك لك و كنت أنا في جملة ما يثنى عليك به، و إن غيّرت ذلك بعدي كنت أنا المذكور بحسن السّيرة دونك و أنت بعد هذا أعلم بشأنك. و لما مات الصاحب المذكور لم يقبل فخر الدولة شيئا مما وصّاه الصاحب به.(1/195)
و في العاشر من رجب سنة سبع و ثمانين و ثلاث مائة توفى فخر الدولة بالريّ و خلف في الخزانة ثلاثة آلاف ألف دينار فأفناها ابنه مجد الدولة أبو طالب رستم«545» في أسرع مدة و كان متخلّفا منهمكا في لذّاته غير مفكّر في أمر المملكة. و كان وصل الخبر إليه بأن ابنا لسبكتكين و الى غزنة قد استولى على خراسان و أفنى آل سامان و قد تلقّب ب «يمين الدولة» و أن الرسل لا تنقطع بينه و بين القادر باللَّه و أنه ربما قصد المملكة، فما أكثرت مجد الدولة بهذا القول حتى جاء الملك يمين الدولة، أبو القاسم محمود بن ناصر الدين سبكتكين و أخذ الملك منه و أسره و نفذه مقيّدا إلى خراسان«546».
و كتب إلى القادر باللَّه بذلك فكتب له القادر العهد على خراسان و الجبال و السند و الهند و طبرستان و لقّبه «يمين الدولة و أمين الملّة، ناصر الحق، نظام الدين، نصير أمير المؤمنين»، و قبل ذلك ما كان يعرف اللقب المنسوب إلى أمير المؤمنين إلا «مولى أمير المؤمنين». فهو أوّل من غيّر ذلك.
الإنباء،ص:185
و عاد إلى خراسان و تسمّى بالسلطان و جلس على التخت و لبس التاج، و دخل إليه البديع الهمذانيّ فأنشده«1546»:
تعالى الله ما شاء و زاد الله إيماني [91 ب ] أ أفريدون في التاج أم الإسكندر الثاني
أم الرجعة قد عادت إلينا بسليمان أطلّت شمس محمود على أنجم سامان
و أضحى آل بهرام عبيدا لابن خاقان إذا ما ركب الفيل لحرب أو لميدان
رأت عيناك سلطانا على منكب شيطان أمن واسطة الهند إلى ساحة جرجان
و من حاشية السند إلى أقصى خراسان على مفتتح العمر و في مقتبل الشان
يمين الدولة العقبي لبغداد و غمدان و ما يقعد بالمغرب عن طاعتك اثنان
إذا شئت ففي يمن و في أمن و إيمان(1/196)
و في سنة ثلاث و أربع مائة توفى بهاء الدولة بن عضد الدولة بشيراز و عمره اثنتان و أربعون سنة، و جعل ابنه الكبير أبا شجاع فنا خسرو ولىّ عهده في الملك. و عهد القادر باللَّه إلى فنا خسرو و لقّبه «سلطان الدولة»«547».
و في سنة أربع و أربع مائة مات الأمير قابوس بن وشمكير و دفن في تابوت زجاج مملوء من الصبر و علّق في القبة التي هي الآن تربته بالسلاسل«548» و على باب القبّة مكتوب: «هذا القبر العالي للأمير شمس المعالي الأمير بن الأمير قابوس بن وشمكير» و ذلك بظاهر جرجان [92 أ].
و في هذه السنة توفى أبو نصر عبد العزيز«549» بن نباتة الشاعر البغدادي.
و في سنة ست و أربع مائة توفى الشريف نقيب النّقباء ذو الحسبين الرضى«550».
الإنباء،ص:186
و في سنة سبع و أربع مائة قصد السلطان محمود بن سبكتكين خوارزم و ملكها.
و في سنة أربع عشرة و أربع مائة مات ولىّ العهد ابن القادر باللَّه و كان أبوه قد لقّبه في حياته «الغالب باللَّه»«551».
و في هذه السنة خرج الحاكم بأمر الله«552» سلطان مصر وحده راكبا حمارا يريد الصحراء و فقد و لم يعلم له خبر بعد ذلك، و جلس مكانه ابنه في الملك و لقّب نفسه «الظاهر لإعزاز دين الله».
و في سنة خمس عشرة و أربع مائة مات سلطان الدولة فنا خسرو بتخمة النبيذ و جلس مكانه الأمير أبو كاليجار«533» ابنه و لقّبه الخليفة ب «محيي دين الله».
و في سنة إحدى و عشرين و أربع مائة وصل الخبر إلى بغداد بموت السلطان محمود ابن سبكتكين و جلوس ابنه مسعود مكانه.(1/197)
و خرج التركمان من باديتهم إلى بلاد الإسلام و كانوا ثلاثة إخوة، محمد و هو طغرلبك و داود و هو جغري بك و إبراهيم و هو ينال. و كتبوا إلى القادر باللَّه و طلبوا أن يولّيهم بلدا من بلاد خراسان، و كان محمد أكبرهم و كان يخاطب من ديوان القادر ب «الدهقان الجليل محمد بن ميكائيل». فنفذ القادر باللَّه إلى مسعود بن محمود يأمره أن يخلى لهم بلدا من بلاد خراسان ليكفوا شرهم عن بلاد المسلمين و أن يكون واحد منهم أبدا في خدمته. و قبل وصول الكتاب قتل مسعود بن محمود و استولى التركمان على بلاد [92 ب ] خراسان و وقع بأس المحمودية بينهم لطلب الملك فانحجزوا إلى غزنة و قوى أمر التركمان.
و مات القادر باللَّه في الحادي و العشرين من ذي الحجة سنة اثنتين و عشرين و أربع مائة و جلسوا له للعزاء في ذلك اليوم إلى وقت العصر. ثم قام ابنه من وراء سبنية و صلّى بهم العصر ثم بعد ذلك صلّى على تابوت القادر باللَّه.
و كان القادر- رحمه الله- طلق النفس [1] واسع المعروف معروفا بالعدل و الزهد،
__________________________________________________
[1] فلعلها كانت: ظلف النفس، أي: كان يمنعها هواها، انظر: فقه اللغة للثعالبي (باريس 1861) 170.
الإنباء،ص:187
شائع الخير في الخلق، لم تعرف له زلّة مذ ولى الخلافة. و كانت مدة خلافته إحدى و أربعين سنة.
و وزر له«554» جماعة منهم: أبو الفضل محمد بن أحمد العارض، ثم أبو الحسن سعد بن نصر، ثم أبو الفضل أيوب بن سليمان، ثم عليّ بن عبد العزيز بن حاجب النعمان، ثم عميد الرؤساء أبو طالب محمد بن أيوب.
و دفن القادر باللَّه في الدار«555» سنة ثم حمل إلى الرصافة على العادة.
الإنباء،ص:188
أمير المؤمنين القائم بأمر الله(1/198)
هو أبو جعفر، عبد الله بن القادر [باللَّه ] بويع له في اليوم الثاني من وفاة القادر و أخذ البيعة على الناس المرتضى أبو القاسم الموسوي أخو الرضى، و نظام الحضرتين أبو الحسن الزينبي«556» نقيب النّقباء، و قاضى القضاة الحسين«557» بن عليّ بن ماكولا، و حضر الأمير أبو محمد الحسن بن عيسى بن المقتدر و بايع«558».
و وصل الخبر إلى بغداد بموت الظاهر لإعزاز دين الله بمصر في سنة سبع و عشرين و أربع مائة و تولّى بعده [ولده ] أبو تميم معدّ و تلقّب بالمستنصر باللَّه«559».
و في سنة إحدى و ثلاثين و أربع مائة انتشر التركمان في بلاد الإسلام، و كان [93 أ] الناس يسمّونهم الغز. و جاء طغرلبك إلى الرىّ و ملك الجبال و طبرستان و حاصر أصفهان و أخذها من قرامرز بن رستم الديلميّ و أعطاه يزد عوضها«560».
و كان قد جلس في ملك غزنة مكان مسعود بن محمود [ابنه ] مودود بن مسعود«561» ...... و في هذه السنة، وصل الخبر إلى العراق بوفاته و استيلاء جغري بك على جميع بلاد خراسان.
ثم إن الأمور ببغداد اختلّت و صار كل جندي فيها رأسا بنفسه و انقطعت موارد الأموال باستيلاء الخوارج على أكثر بلاد الإسلام. و تقدم بحضرة الخليفة ببغداد أبو الحارث أرسلان البساسيري و صار أمير الأمراء. و جرت بينه و بين الوزير رئيس الرؤساء، أبى القاسم عليّ«562» بن الحسين بن المسلمة منافسة على الأمور و صارا عدوّين.
و كان رئيس الرؤساء صدرا يملأ العين منظرا و فضلا و براعة و سياسة و عقلا و تدبيرا، و حين استشعر رئيس الرؤساء من البساسيري راسل التركمان السلجوقية و كتب كتابا إلى أبى طالب بن ميكائيل يخاطبه فيه بالأمير الجليل ركن الدولة، و يحسّن له دخول الحضرة، و فر البساسيري بذلك فاستشعر و مرّ هاربا إلى الشام
الإنباء،ص:189(1/199)
و أقبل ركن الدولة السلجوقي يريد بغداد. فحين وصل [إلى ] النهروان، و هو في خمسين ألف فارس، خرج رئيس الرؤساء لاستقباله و ذلك في يوم الأحد ثامن شهر رمضان سنة سبع و أربعين و أربع مائة، و كان معه الملك الرحيم أبو نصر خسرو فيروز«563»، و هو آخر من بقي من بنى بويه، و لم يكن إليه حلّ و لا عقد. و حين وصلوا إلى نهربين«564» استقبلهم عميد الملك«565»، أبو نصر الكندري [93 ب ] وزير ركن الدولة يطلب صوب البلد، فلما رأى موكب رئيس الرؤساء و العساكر خلفه و القضاة و الأشراف و الخطباء و وجوه بغداد بالسواد و المناطق عن يمينه و شماله و الجنائب تقاد بين يديه و أكثر من مائة جوق من المقرءين يقرءون بين يديه هاله ذلك و تقدّم للسلام عليه. و حين وقعت عينه عليه ترجّل ظنّا منه أن رئيس الرؤساء يترجّل له فما فعل، فلما رأى ذلك منه قدّم جنيب من جنائبه و قال: ركن الدولة حيث علم أنك خرجت لاستقباله أمرنى باستقبالك و قد أمر بأن تقدّم لك هذه الجنيبة فنزل رئيس الرؤساء عن فرسه و ركب الجنيبة. و إنما كانت الجنيبة لعميد الملك و أراد بذلك الحيلة على رئيس الرؤساء لينزل فيراه الناس من بعد فيعتقدون أنه ترجّل له، ثم تسايرا إلى أن وصلا إلى ركن الدولة. و حين دخل عليه رئيس الرؤساء نهض و أجلسه معه على سريره و قال له رئيس الرؤساء: يا ركن الدولة إن الله- تعالى- أعطاك الدنيا بأسرها فاشتر نفسك منه ببعضها. فقال: إنما قصدت هذا الجانب لثلاثة أمور: أحدها: لأقبّل العتبة الشريفة النبويّة و أنتمي إلى خدمتها. و الثاني:
لأحجّ إلى بيت الله تعالى و أفتح طريق الحج من صوب العراق. و الثالث: لأقصد مصر و أنتزعها من يد الخارج الّذي بها و أقيم الدعوة على منابرها لبني العباس. ثم عاد رئيس الرؤساء و أخبر الخليفة بذلك.(1/200)
و لما كان في اليوم الثاني، دخل ركن الدولة على القائم بأمر الله و هو جالس من وراء شبّاك [94 أ] و حين رآه سجد سبع مرات و أمر له بكرسي صغير فوقف عليه. و كان الخليفة يخاطب عميد الملك و هو يترجم عليه. و خرج من حضرة الخليفة
الإنباء،ص:190
و نزل دار مؤنس المظفر التي كان ينزلها من يتولّى إمارة الأمراء. و لقّبه الخليفة ب «ركن الدين ملك الإسلام و المسلمين، برهان أمير المؤمنين».
و في هذه السنة توفى قاضى القضاة أبو عبد الله، محمد«566» الدامغانيّ- رحمة الله عليه-.
و في يوم الخميس لثمان بقين من المحرم سنة ثمان و أربعين و أربع مائة عقد الخليفة عقدا على خديجة«567» المدعوّة أرسلان خاتون بنت الأمير جغري بك و الى خراسان، و هو أخو ركن الدولة، و كانت خديجة هذه مسمّاة لابن الخليفة ذخيرة الدين«568». و كان ولىّ عهد المسلمين، و كان قد جرى بين الخليفة و بينهم في ذلك مراسلات قبل دخولهم بغداد، و اتفق موت ذخيرة الدين قبل دخولهم فخطبها الخليفة لنفسه. و حين توفى ذخيرة الدين كانت له جارية حامل فوضعت في جمادى الأولى سنة ثمان و أربعين و أربعمائة ابنا سمّى عبد الله و كنّى أبا القاسم و لقّب بعدّة الدين و عمدة الإسلام و المسلمين و أقيم اسمه على المنابر مقام اسم أبيه و هو المقتدى بأمر الله.
و مات القاضي أبو الطيب الطبري«569» و قاضى القضاة أبو الحسن الماوردي«570» في سنة خمسين و أربع مائة قبل عود البساسيري إلى بغداد بأيام.(1/201)
أما البساسيري فإنه انضم إليه نور الدولة أبو الأغر دبيس بن عليّ بن مزيد الأسدي و قريش بن بدران صاحب الموصل و ديار ربيعة. و كاتب المستنصر يحسّن له [94 ب ] ما في نفسه من قلع دولة بنى العباس و إزالة ملكهم و يطلب منه العساكر و العدّة. فجاءته العساكر تتقاطر و أمدّوه بالأموال و الأسلحة و أقيمت الدعوة للمستنصر باللَّه بالموصل و الشام و نقلوا جميع المنابر ببلاد الشام و ديار ربيعة من يسار القبلة إلى يمينها و تظاهروا بالأعلام البيض و انضاف إليهم كل عسكر كان بين الموصل و مصر إلا نصر الدولة أحمد«571» بن مروان فإنه افتدى نفسه منهم بالأموال بعد ما أقام الدعوة للمستنصر و خوطب من حضرته بالأمير الأجلّ عزّ الدولة و عمادها، ذي الصرامتين سعد الدين، مولى أمير المؤمنين.
الإنباء،ص:191
و حين تكامل جمعهم بسنجار عوّلوا على قصد بغداد فوصل الخبر إلى بغداد بذلك فنفذ السلطان طغرلبك جماعة العسكر مع الأمير قتلمش ابن عمه لمحاربتهم و اتفق اللقاء في رمضان من سنة ثمان و أربعين و أربع مائة على باب سنجار فانكسر جيش السلطان و انهزم الأمير قتلمش و بلغت هزيمته إلى همذان و كانت الهزيمة ليلة عيد الفطر.
و نفذ البساسيري الفيوج و الرسل إلى مصر يخبر بالفتح، و نفذ أسلاب الأتراك و خيلهم و أعلامهم إلى المستنصر فوقع ذلك منه أوفى موقع. و سحبوا الأعلام السود على التراب منكوسة في أسواق القاهرة و زيّنوا البلد أياما. و في ذلك يقول ابن حيّوس:
عجبت لمدّعى الآفاق ملكا و غايته ببغداد الركود
يصول على رعاياها اعتداء و يحجم كلما صلّ الحديد [95 أ]
يدبّره ابن مسلمة سفاها برأي غيره الرأى السديد
و أعجب منهما سيف بمصر تقام له بسنجار الحدود«572»(1/202)
و حين وصل هذا الخبر إلى بغداد ركب ركن الدولة و دخل دار القائم بأمر الله في أحسن زيّ و تعبئة و بين يديه الأمراء من الأتراك و العرب و الديلم. فخرج رئيس الرؤساء إلى صحن الدار لاستقباله فدخل البهو، و هو مجلّل بستور الديباج السود و في صدره سبنية«573» سوداء مسبلة فكشفت و إذا بالخليفة وراءها على سدّة عالية ارتفاعها من الأرض سبعة أذرع و عليه السواد و المنطقة و هو معمّم على رصافية و بردة النبي- صلّى الله عليه و سلم- على كتفيه و خاتمه في إصبعه و هو حلقة فضة عليها فصّ غروى أسود مربّع نقشه سطران: «لا إله إلا الله محمد رسول الله» و القضيب الخيزران في يده و الخدم على طبقاتهم وقوف و في أيدي بعضهم الشموع و في أيدي الباقين مجامر البخور من الطّيب. و حين رفعت الستارة و وقعت عين ركن الدين على القائم أكبّ على الأرض يقبّلها فعل ذلك مرارا عدّة. و كان بين يدي الشبّاك كرسي خشب و كان رئيس الرؤساء واقفا عليه، فقال له الخليفة: خذ إليك ركن الدين فنزل رئيس الرؤساء
الإنباء،ص:192
و أخذ بيده و رقّاه و أوقفه معه على الكرسي ثم قال الخليفة: و منصور بن محمد، يعنى عميد المملك، فصعد أيضا و وقف معهما. ثم قال القائم بأمر الله لرئيس الرؤساء:
يا عليّ قل لركن الدين: أمير المؤمنين! [95 ب ] حامد لسعيك شاكر على فعلك معتدّ بخدمتك، أنس بقربك و قد ولّاك جميع ما ولّاه الله من بلاده و ردّه إليه من أمر عباده فاتق الله تعالى في ما ولّاك و اعرف نعمته عندك، فقبّل الأرض و دعا و قال: أنا عبد أمير المؤمنين و وليّه. ثم أسبلت السبنيّة و جي ء بالخلع و أفيضت عليه و هي سبعة أقبية سود بزيق واحد و عمامة مسكيّة و تاج مرصّع فيه قطعتان ياقوت كبار حول كل قطعة خمس عشرة حبّة كبار، و سوّر و طوّق و كان شيخا قد بلغ السبعين«574»، و كان أقرع فأثقله الطوق و السّواران و كان يعانيهما بجهد جهيد.(1/203)
و أمر الخليفة له بثلاثة ألوية: أحدها لواء الحمد أسود مكتّب بالذهب و الآخران أحمران بكتابة صفراء. و كتب له عهد بولاية الدنيا بأسرها و خوطب فيه ب «شاهنشاه ملك المشرق و المغرب» و أمره الخليفة بالتوجّه نحو البساسيري. و كانت هديّته للخليفة في ذلك اليوم خمسين غلاما أتراكا على خيول بسيوف و مناطق محلّاة و عشرين رأسا من الدواب و الآلات مصاغة مرصعة قوّمت بخمسين ألف دينار، و خمس مائة ثوب أنواعا من كل جنس، و خرج من فوره و سار نحو البساسيري. و كان البساسيري بالرحبة.
و حين سار ركن الدين متوجّها إلى صوب الرحبة و معه أخوه إبراهيم ينال، و هو أخوه لأمه، وصله الخبر في بعض الطريق بأن إبراهيم كاتب البساسيري و صاحب مسر فاستشعر منه ركن الدين و استشعر هو أيضا. و لما قربوا من البساسيري و صاحب مسر فاستشعر منه ركن الدين و استشعر هو أيضا. و لما قربوا من البساسيري و توعدوا للقتال [96 أ] عاد إبراهيم ينال إلى وراء طالبا صوب العراق و معه نصف العسكر فتجبّنت قلوب الباقين و عاد ركن الدين منهزما من غير حرب و لكن خوفا من أخيه أن يسابقه إلى همذان و يدخلها و يستولى على المملكة. و كان من العجائب أن ركن الدين سار من نصيبين إلى همذان في ثمانية أيام و دخلها قبل أخيه إبراهيم بعد ما عطبت خيله و تقطع أصحابه. و حين دخلها كان في نفر قليل، و أدركه إبراهيم فاحتمى ركن الدين بالبلد فحاصره إبراهيم.
الإنباء،ص:193(1/204)
و لما اتصل الخبر بالبساسيري و قريش بن بدران هجما على بغداد في هذه السنة و هي سنة خمسين [و أربع مائة] و وصلا إليها في مستهل ذي القعدة فقاتلهما العامة و من تخلّف ببغداد من الجند أياما ثم عجزوا عنهما و دخلا بغداد في سادس ذي القعدة و أمر جا العسكر في القتل و النهب و أغلقت أبواب دار الخلافة فجاء قريش بن بدران و قصد الدار و كان الخليفة و رئيس الرؤساء على برج في ركن باب النوبي«575»، فاطلع رئيس الرؤساء و صاح بقريش: يا علم الدين! أمير المؤمنين يستدعيك، فدنا من الباب فقال له: إن الله تعالى قد أتاك رتبة لم يؤتها أمثالك فإن أمير المؤمنين يطلب منك الذمام على نفسه و أهله و أصحابه فقال قريش: أمير المؤمنين قد أذمّ الله له، فقال رئيس الرؤساء: ولى، قال: و لك، قال: فأين الذّمام؟ فخلع عمامته و أخرج قلنسوة كانت تحتها و رماها إليهم و قال: هذا الذمام. فأمر الخليفة ففتح الباب و نزل و معه رئيس الرؤساء و جماعة من الخدم و سلّموا أنفسهم إليه، فحين رأى الخليفة طيّب نفسه و أمّنه [96 ب ] مشافهة و وعده بالجميل و كانت مخاطبته له: «يا شريف».
و سمع بذلك البساسيري، و كان نازلا بالجانب الغربي، فاغتاظ و نفذ إلى علم الدين يقول: ما هذا الأمان الّذي انفردت به دوني؟ و قد كنّا تعاهدنا على أن لا يستبد أحد منّا بشي ء دون رضى أصحابه، فأجابه قريش ب: إني ما عدلت عن ما استقر بيننا، و الخليفة فما بينك و بينه عداوة، عدوّك ابن المسلمة فخذه إليك و أنا آخذ الخليفة و قد كنا شرطنا أن نتساوى في القسمة في كل شي ء نظفر به و الآن واحد لي و واحد لك فرضى البساسيري بذلك. و وجّه علم الدين برئيس الرؤساء إلى البساسيري- لعنه الله-.(1/205)
فلما وقعت عليه عينه قال: مرحبا بمدمّر الدولة و مهلك الأمم و مخرّب البلاد و مبيد العباد، تعال يا ابن الكافرة، فقال له رئيس الرؤساء: ملكت فاسجح، فجعل البساسيري يكرر قوله: «ملكت فاسجح». ثم التفت إليه و قال له: أنت ملكت فما أسجحت بل صادرت و عاقبت و قتلت و أنت صاحب قلم فكيف أعفو عنك و أنا
الإنباء،ص:194
صاحب سيف؟ ثم إني أسألك عن شي ء آخر، هب أن جرمي كان مما لا يغفر، فما كان جرم حرمي و أطفالى و عيالي و بناتي حتى نكلت بهم و كشفت ستر الله عنهم؟
و أيّ ذنب كان لجوارىّ حتى علقتهنّ بثديهنّ و قد جئت الآن تستعفينى من هذه الجرائر و أنا رجل جندي صاحب سلاح فإذا كنت ما أبقيت [عليّ ] فلم أبقى عليك؟ و أمر به فسوّد وجهه و أركب حمارا و معه على الحمار نفّاط يصفعه بقطعة جراب و داروا به في الأسواق و الدبادب و البوقات [97 أ] تضرب بين يديه. ثم أمر فعلّق كلاب في حلقه و صلب على شاطئ دجلة و ذلك بعد أن ألبسه جلد ثور و ترك قرونه على رأسه فبقي يتحرك و يضطرب إلى آخر النهار و مات في عشية ذلك اليوم«576» و فيه يقول ابن نحرير الكاتب«577»:
أقبلت الرايات مبيضة يقدمهن الأسد الباسل
و ولّت السوداء منكوسة ليس لها من ذلة شائل
انظر إلى الباغي على جذعه و الدم من أوداجه سائل
ثم حطّ جسده بعد ثلاثة أيام و أحرق.(1/206)
ثم جرى في أمر الخليفة بين قريش و البساسيري خلاف، فقال البساسيري: لا بد من تنفيذه إلى مصر و تسليمه إلى المستنصر باللَّه ليرى فيه رأيه فقال علم الدين: بل يعتقل في بعض القلاع حتى يموت. و خاف الخليفة أن يغلب البساسيري على قريش فقام من الخيمة التي كان معتقلا فيها و قصد خيمة قريش بن بدران و قال له: لقد أعطيتنى الذّمام على أن لا أفارقك و أن لا تخرجني من بغداد و هذا الدخول إلى خيمتك الآن أمان ثان فاللَّه الله أن تسلّمنى إلى غيرك فهذا غير معهود في ذمام العرب و لا مألوف في المروءة و الطريقة. فقال له قريش: لا بأس عليك و الصواب في ما دبّرته في أن تنفذ إلى بعض القلاع«578». و إنما كان مقصود قريش تسكينه بذلك و إلا فقد كان قريش يعلم أنه إذا خرج من بغداد و سلّم إلى من يحتفظ به، أن البساسيري ينفذ من يأخذه في بعض الطريق و ينفذه إلى مصر. و الخليفة خاف أن يسلّم إلى [97 ب ] المستنصر
الإنباء،ص:195
فيفعل به بمصر ما فعل البساسيري برئيس الرؤساء ببغداد.
و حين أيس الخليفة من قريش و علم أنه لا بد من أن يسلّم إلى من يحتفظ به في بعض الحصون التفت إليه و قال له: يا قريش لا شدّ الله لك حزاما. و نهض و عاد إلى خيمته و سلّم إلى مهارش«579» المستحفظ بقلعة الحديثة ليحفظه عنده و كان أمر بذلك في الظاهر و قيل له في الباطن: تحمله إلى مصر و تسلّمه إلى المستنصر. فحين خرج به مهارش من بغداد، و كان مهارش يرجع إلى دين و تألّه و مروءة و ذمام، فقال له:
يا مولانا كن على أتم ثقة أن رأسي يمضى دونك و إني لا أسلّمك إلى عدوّ قط و لقد خار الله تعالى لك و للمسلمين و لذرية بنى العباس بكونك عندي. ثم حمله إلى قلعته و خدمه الخدمة التامة.(1/207)
ثم إن طغرلبك بقي في الحصار بهمذان و أخوه إبراهيم ينال على بابها يحاصره فاتصل الخبر بإبراهيم أن خاتون زوجة طغرلبك توجّهت في تلك الأيام من بغداد إلى همذان و معها عميد الملك و معهم أموال الدنيا ظانّين أن الغلبة لزوجها طغرلبك. و خاف إبراهيم أن يتصل بها خبر زوجها في بعض الطريق فتعود إلى بغداد فنفذ جماعة من العسكر لأخذ الطريق عليها. و حين انفصلوا من معسكره بباب همذان و تسامع بقية العسكر بذلك لم يبق منهم إلا القليل و الباقون تبعوا العسكر المنفذ إلى صوب العراق لطلب الغارة. فلما خف جمعه خرج طغرلبك مع العسكر الذين كانوا معه في البلد و شباب همذان فكبسوا إبراهيم و نهبوا معسكره و قتلوا منهم مقتلة عظيمة و هرب [98 أ] هو وحده إلى قزوين. و كان ذلك كله بتدبير السيد أبى هاشم العلويّ«580» و معاونته، و عرف له السلطان ذلك و ولّاه رئاسة همذان.
ثم إن ركن الدين خرج و ضرب مضاربه على باب البلد و التحقت به العساكر من كل فج. و وصلت خاتون على جملة السلامة لأن العسكر المنفذ لأخذ الطريق عليها سمعوا بهذا الخبر على مرحلتين من همذان فبعضهم هرب و قصد إبراهيم و بعضهم استأمن إلى السلطان.
الإنباء،ص:196
ثم إن السلطان ركن الدين قصد أخاه بقزوين و ظفر به و قتله. و وصل إليه في تلك الأيام ابن أخيه من خراسان و هو محمد بن داود بن ميكائيل و هو المعروف بألب أرسلان و جعله ولىّ عهده.
و لم يكن بعد فراغه من أمر إبراهيم شغل إلا قصد العراق، فتوجّه إلى بغداد و نفذ إلى مهارش يطلب الخليفة فسار مهارش في خدمة الخليفة إلى صوب بغداد، و التقوا كلهم على ماء النهروان.(1/208)
و حين أحسّ البساسيري بوصولهم و كان والى بغداد من قبل المستنصر هرب إلى حلة نور الدين دبيس بن عليّ بن مزيد. و خرج كل من كان ببغداد من صغير و كبير إلى النهروان لتلقّي الخليفة و السلطان و خلا البلد في تلك الليلة و هي ليلة الخميس الخامس و العشرين من ذي القعدة سنة إحدى و خمسين [و أربع مائة]. و لما كان وقت إسفار الصبح ركب القائم بأمر الله و ركن الدين بين يديه و على رأسه الغاشية و جماعة الأمراء و القواد و العساكر و أهل البلد كلهم رجّالة و كان يوما مشهودا، و ذلك لأنه لم يكن فارسا سوى الخليفة و الباقون [98 ب ] كلهم رجّالة مشاة. ثم إن الخليفة قال لركن الدين: اركب يا أبا طالب، فقبّل الأرض و ما ركب، فقال له ثانيا: اركب يا أمير الجيش، فقبّل الأرض و لم يركب، فقال ثالثا: اركب يا ركن الدين، فقبّل الأرض و ركب. و حين قربوا من البلد عاد و ترجّل و أخذ الغاشية على رأسه إلى أن دخل الخليفة الدار، و حين وصل إلى باب الحرم التفت إليه و قال: ارجع يا ركن الدين شكر الله سعيك و رسوله- صلّى الله عليه و سلم- و أمير المؤمنين، و عاد و نزل بدار عضد الدولة، التي هي اليوم دار المملكة«581».
و من العجائب أن دخول البساسيري إلى بغداد و إخراج الخليفة من داره كان في هذا اليوم من شهر ذي القعدة و هو اليوم الّذي دخل فيه.
و في اليوم الثاني من الدخول رتّب الحشم في الدار و الحواشي و الحراس و البوّابون على العادة و عاد من كان بعد منهم أو استتر و فرشت الدواوين و جلس الكتّاب على
الإنباء،ص:197(1/209)
العادة كأنهم ما أصيبوا. و جاء عميد الملك إلى ديوان الخليفة لتقرير الأمور و إقرار ما يختص بديوانه من البلاد و جرى في ذلك كلام طويل فقال عميد الملك: أمير المؤمنين قد ولّى ركن الدين من وراء بابه و ركن الدين هو الّذي أعاد هذه الدولة بعد ما زالت و قد كان بجكم قرر للراضى باللَّه لنفقة داره في كل يوم خمس مائة دينار و كذلك توزون في أيام المتقى و كان الباقي يصرف إلى العسكر و أمير المؤمنين ليس له عسكر سوانا و لا حاجة به إلى أكثر من خمس مائة دينار في كل يوم. فقيل له:
هذا [99 أ] لا يكفى، فقال: نجعلها ألفا، فقيل له: و لا يكفى فإن أمير المؤمنين يحتاج إلى تشريفات و خلع و صلات للملوك و الأمراء و القضاة و الأشراف و سائر طبقات الناس، و ما زالوا به حتى قرر للخليفة كل يوم ألفى دينار، فقيل له: و يجب أن تقرر بذلك بلادا أو ضياعا يختارها الخليفة فاختاروا ما يكون ارتفاعه في كل سنة سبع مائة ألف دينار و عشرين ألف دينار و كتبوا بذلك السجلات و أشهدوا عليه الشهود.
و استدعى الخليفة أبا الفتح بن دارست«582» من بلاد فارس و استوزره و فتحت الدواوين على العادة و عاد أمر الخلافة إلى أوفى ما كان عليه.
و أما قريش فذبح على فراشه«583» في هذه السنة و هي سنة [إحدى و خمسين ]«584» و أربع مائة لا يدرى من ذبحه و استجاب الله تعالى فيه دعوة القائم بأمر الله.
و حين أسر القائم حمل ولد ولده، ذخيرة الدين إلى حرّان، و كان طفلا فاحتفظوا به هناك و راعوه و خدموه أوفى خدمة«585»، ثم لما عاد الخليفة إلى مستقر عزّه أعادوه إليه و بقي القائم بأمر الله تعالى إلى أن بلغ هذا الصبىّ مبلغ الرجال و صار ولىّ العهد و بقيت الخلافة إلى الآن في أعقابه.
ثم إن السلطان ركن الدين طغرلبك أراد أن ينحدر بنفسه إلى حلة نور الدين أبى الأغر دبيس بن مزيد الأسدي لطلب البساسيري فجاء إليه سرايا بن منيع و قال:(1/210)
اعطونى ألفى فارس لأمضى إلى الكوفة و آخذ على البساسيري طريق الشام و أخاف إن أحسّ بحركتكم إليه هرب إلى الشام و قصد مصر و تقوّى بالعساكر ثم عاد إلى
الإنباء،ص:198
العراق بعد خروجكم عنه فنفذ السلطان ركن الدين طغرلبك معه [99 ب ] أزدمر الحاجب و نوشروان [ربيبه ]«586» و كمشتكين دواتي عميد الملك في ثلاثة آلاف فارس فصادفوه منفصلا عن حلة دبيس بن مزيد قاصدا إلى الشام فحاربوه و كسروه و وقعت فيه طعنة فسقط، فنزل كمشتكين العميدي و حزّ رأسه و نهبوا عسكره و جاءوا برأسه فطيف به في البلد و الدبادب و البوقات تضرب بين يديه و نصب على باب دار الخليفة سنة كاملة.
و ماتت أم القائم بأمر الله في ذلك اليوم و كانت عجوزا قد أنافت على المائة و كان ذلك في اليوم الخامس عشر من ذي الحجة سنة إحدى و خمسين و أربع مائة.
و في سنة ثلاث و خمسين و أربع مائة رغب السلطان طغرلبك في التزويج بمريم أخت«587» القائم بأمر الله و كان كل واحد منهما قد أناف على السبعين«588» و إنما أراد بذلك التبجّح و التفاخر على أبناء جنسه. و كان بباب تبريز فنفذ الخليفة إليه في إتمام الوصلة ابن المحلبان فتكلّفوا له أمورا عظيمة و نثروا أموالا جمّة.
و في يوم الخميس ثالث عشر شعبان سنة أربع و خمسين و أربع مائة قام عميد الملك أبو نصر محمد بن منصور الكندري بباب تبريز و أخذ توقيع الخليفة بالوكالة في أمر التزويج«589» و قرأه على السلطان طغرلبك و فسّره له و عقد النكاح على مقتضى التوقيع و كانت نسخة التوقيع:
«(1/211)
بعد حمد الله تعالى و الصلاة على رسوله- صلّى الله عليه و سلم- و ذكر آثاره و آثار أهل بيته، ثم إن أمير المؤمنين نصر الله تعالى ألويته و أنفذ في المشارق و المغارب كلمته لما اتضح لدى شريف سدّته و بمقر العزّ [100 أ] من سامى حضرته من ولائك يا أبا نصر محمد بن منصور مولى أمير المؤمنين، و مخالصتك و وثق به من دينك و أمانتك و تحقّق جميل سعيك في الخدمة الشريفة و مناصحتك، رسم أعلى الله مراسمه أن يجعل أمر هذه الوصلة الشريفة المقدسة إليك و زمام تدبيرها بيديك و أن يعوّل في أمرها عليك و أن تجرى ما تبرمه من هذا الأمر الشريف موضعه
الإنباء،ص:199
و العقد العظيم موقعه على سنة الرسول- صلّى الله عليه و سلم- على أربع مائة درهم و دينار واحد مهر سيدة النساء فاطمة البتول، ليعلم الكافة من العامة و الخاصة تنزّه أمير المؤمنين- رضوان الله عليه و على آبائه الطاهرين- عن التلبّس بحطام الدنيا. و أن مكان شاهنشاه المعظم، ملك المشرق و المغرب ركن الدين أمتع الله به لا يوازيه شي ء من الأشياء». و بعد هذا كلام لم يحضرني الآن«590». فغلب البكاء على السلطان عند ذلك و على أكابر الحاضرين و جرى أمر عظيم رقّق القلوب.
ثم سلّمت إليه ببغداد بعد امتناع شديد من تسليمها و ذلك في الخامس عشر من صفر سنة خمس و خمسين و أربع مائة، و كان معها من الفرش و الآلات و الجواهر و الأواني سوى ما صرف إلى الحجاب و حواشي الدار ما قوّمه الثقات بألفي ألف دينار. و كان يدخل عليها و هي جالسة على السرير فيخدمها و يقبّل الأرض بين يديها و ينصرف. و أخذها معه إلى حلوان ثم أعادها من هناك.(1/212)
و قصد الرىّ في هذه السنة و هي سنة خمس و خمسين و أربع مائة و مات بها في رمضان، و أخذ عميد الملك أبو نصر محمد بن [100 ب ] منصور الكندري بعده البيعة للأمير مشيّد الدولة أبى القاسم سليمان«591» بن دواد، و كان يلقّب بأمير الأمراء، و هو ابن أخيه الأصغر. ثم بعد أيام وصل ابن أخيه الأكبر من خراسان و هو الأمير ألب أرسلان«592» بن داود فانحلّ أمر هذا الصبىّ و استولى ألب أرسلان على الأمر و احتقد ذلك على عميد الملك، و جاءه اللواء و العهد من بغداد بالسلطنة و لقّب ب «ملك المشرق و المغرب، عضد الدولة القاهرة العباسية». و أقرّ عميد الملك على الوزارة ثم قبض عليه و حبسه في دار عميد خراسان و استصفى أمواله ثم نفذه إلى قلعة، و أمر فقتل بها«593».
و استوزر بعده أبا عليّ، الحسن بن عليّ بن إسحاق الطوسي و لقّبه «قوام الدين نظام الملك صدر الإسلام شمس الكفاة سيد الوزراء رضى أمير المؤمنين» و كان لهذا الصدر من الخيرات في بلاد الإسلام من المدارس و القناطر و الرباطات و الوقوف
الإنباء،ص:200
ما هو موجود إلى الآن يشهد لنفسه. و فتح الله تعالى على يديه الفتح الّذي عزّ به الإسلام بباب منازجرد«594» سنة ثلاث و ستين و أربع مائة و أسر ملك الروم. و كان الثغر على باب خوى«595» ففتحوا بذلك الفتح نحوا من مائتي مدينة حتى صار الثغر على باب القسطنطينية«596». و استشهد«597» هذا الصدر على أيدي الملاحدة بباب نهاوند في العاشر من رمضان سنة خمس و ثمانين و أربع مائة، و كانت مدة وزارته ثلاثين سنة منها عشر سنين للسلطان ألب أرسلان و عشرون سنة لولده جلال الدولة، أبى الفتح ملك شاه.
و مات القائم باللَّه- رحمة الله عليه- في سنة سبع [101 أ] و ستين و أربع مائة.
و كانت خلافته خمسا و أربعين سنة. و قبل وفاته بسنة واحدة كان غرق بغداد«598».
الإنباء،ص:201
أمير المؤمنين المقتدى بأمر الله(1/213)
هو أبو القاسم، عبد الله بن ذخيرة الدين أبى العباس محمد بن القائم بأمر الله.
و لما مات جدّه القائم بأمر الله جلس أكابر الدولة و الدين للعزاء بباب الفردوس«599» و حضر الفقهاء و القرّاء و الأجناد على طبقاتهم و صلّى عليه المقتدى، و صلّى بهم صلاة العصر من وراء السبنية و دفن في الدار و في صبيحة اليوم الثاني و الثالث جلسوا للعزاء. و في اليوم الثالث وقعت البيعة للمقتدى بأمر الله و كتبت الكتب ببيعته إلى الآفاق. و أمه حبشيّة تعرف بالأرجوانية«600» و كانت تقيّة زاهدة صوّامة كثيرة المروءة و الصدقة محبّة لأهل الستر و الصلاح.
و كان المقتدى بأمر الله شهما شجاعا ذا بصيرة و جدّ، و كان يرجع إلى فضل وافر و عقل كامل. و كان نفذ إلى ديار بكر لطلب فخر الدولة أبى نصر محمد بن محمد ابن جهير وزير بنى مروان فلما حضر استوزره«601» و لم يكن كما سمع عنه و لا كان فيه فضل و لا كفاية و إنما ستر نقصه بكثرة المال فإنه فرق في مدة قريبة سبع مائة ألف دينار و خدم الخليفة ببعضها و الباقي انصرف إلى حواشي داره و خدمه ثم إلى العسكر الواردة إلى حضرته ثم إلى الشعراء و القضاة و الطارقين من أهل العلم و غيرهم«602».(1/214)
و حكى جماعة شاهدوا طبقة في داره التي أمر ببنائها بحرم [دار] [101 ب ] الخلافة فكان على طبقة كل يوم مائة صحن في كل صحن عشرة أرطال لحم و كان راتبه كل يوم ألف رطل لحم هذا سوى الشوايا و الدجاج و الحلواء و الفاكهة. و كان يفصّل في يوم النيروز مائة و عشرين جبّة و يلفّق«603» مائة و عشرين عمامة ثم يلبس في كل ثلاثة أيام جبّة و عمامة و يخلعها، و لم يعهد أنه وقع على جسده قميص أو رفيقه يومين بل يجدّد ذلك كل ديار بكر. ثم عزله الخليفة، و استوزر مكانه أبا شجاع، محمد«604» بن الحسين الروذراوريّ، و كان كاتبا بليغا، و له الشّعر الحسن و الرسائل البديعة و نثره أجود من نظمه و خطّه أجود منهما. و كان له معرفة بعلم الأدب و الحساب و الفقه، و كان راوية للأخبار متألّها متديّنا لا يظلم
الإنباء،ص:202
و لا يشرب الخمر و لا يلبس الحرير، و لم تطل مدّته في الوزارة لأن فخر الدولة بن جهير قصد السلطان جلال الدولة أبا الفتح ملك شاه و معه أولاده الثلاثة و هم عميد الدولة أبو منصور و زعيم الرؤساء أبو القاسم«605» و الكافي جهير.
و كان نظام الملك معتقدا فيهم مراعيا لهم فزوّج بنت بنته«606» و هي بنت رئيس جرجان من عميد الدولة و كان اسمها «صفيّة» و نفذ إلى الخليفة المقتدى بأمر الله يلزمه بعزل الوزير أبى شجاع و تولية عميد الدولة مكانه و لم يكن للخليفة بدّ من إجابة سؤاله، فعزل الوزير أبا شجاع و ولّى عميد الدولة. و فيه يقول القائل«607»:
قل للوزير إذا باهى برتبته كل البريّة و استعلى بمنصبه [102 أ]
لو لا صفيّة ما استوزرت ثانية فاشكر حرا صرت مولانا الوزير به
ثم إن الوزير أبا شجاع حج و جاور بالمدينة و كان هو بنفسه يتولّى خدمة التربة الشريفة المقدسة، و كان يكنسها كل يوم، و جمع من ترابها ما عمل منه لبنة و أمر أن توضع إذا مات تحت خدّه ففعل به ذلك، و تربته بالبقيع- رحمة الله عليه و رضوانه-«608».(1/215)
ثم ولى نظام الملك فخر الدولة بن جهير ديار بكر و نفذ معه العساكر فسار إليها و فتحها و أزال ملك بنى مروان ظنّا منه أن ذلك يبقى عليه و على عقبه. و بعد مدة يسيرة عزل عنها و ولّى مكانه القوام أبو على التكشى«609».
و كان يتفاخر و يقول: أنا إذا قمت لبعض شأنى بادر وزير الخليفة لتقديم نعلى يعنى عميد الدولة ولده. و كان في عميد الدولة من الكبر و قلة المبالاة بالناس ما لم يكن في أحد قبله من الوزراء و لا من الخلفاء«610».
حكى إنسان من كتّاب واسط يعرف بابن العرمرم قال: صحبته من أصفهان إلى بغداد و كنت أتوكّل له و أخدمه في خاصّه فما كان يأمرني إلا مكاتبة أو مراسلة و ما كان يشافهنى بشي ء إلا في الندرة. و نفذ إليّ يوما و قال: إذا رفعت إليّ قصة لصاحب حاجة فكتبت على رأس القصة «يتعهّد» فأعطه عشرة دنانير، و إن كتبت
الإنباء،ص:203
«يتفقد» فأعطه خمسة دنانير، فإن كتبت «يراعى» فأعطه ثلاثة دنانير فإن هذه المقادر لا أكتبها بخطي. قال: فلما وصلنا إلى بغداد شكوت ما جرى عليّ منه في الطريق إلى بعض خدمه المختصين به فأوصل ذلك إليه فقال [102 ب ]:
أو يستزيدنى هذا الأحمق في إيناسي له و كلامي معه و قد تكلّمت معه من باب أصفهان إلى بغداد أربع عشرة كلمة؟ و إذا به عدّها و أنا أظنّه يكذب فإنّها لم تبلغ هذا القدر.
و كان له فرّاش، له في خدمته السنين الطويلة ما فاتحه قط، فصبّ يوما على يده ماء حارّا فقال لخادم كان بين يديه: ادع بحاجب فدعا بحاجب فلما حضر قال للحاجب:
مره يمزجه فأمره فمضى الفرّاش و وضع المسينة من يده و حلف بالطلاق الثلاث: إنني لا خدمت هذا الرجل أبدا. قيل له: و لم؟ قال: لي قريب من ثلاثين سنة في خدمته و قد استنكف أن يأمرني بمزج الماء فاستدعى الحاجب و أمره ليأمرنى، و خرج و ما عاد إلى داره.(1/216)
و في«611» سنة خمس و سبعين [و أربع مائة] سار الشيخ الإمام أبو إسحاق الشيرازي رسولا«612» من المقتدى إلى السلطان ملك شاه بعد أن أوصله الخليفة إليه و فاوضه شفاها و شكا من العميد أبى الفتح ابن أبى الليث«613» شفاها و وصل [إلى خراسان ] و ناظره الإمام أبو المعالي الجويني«614»، و كان في صحبته من أكابر تلامذته الشاشي و ابن قنان و الطبري و كان معه جمال الدولة عفيف الخادم«615» و إليه تنسب المكارم، و عاد الشيخ أبو إسحاق إلى بغداد و القلوب إلى حضرته متعطّشة و العيون من غيبته مستوحشة، ثم توفى- قدس الله روحه- ليلة الأحد الحادي و العشرين من جمادى الآخرة سنة ست و سبعين و أربع مائة، و رتّب مؤيد الملك«616» أبا سعد المتولي«617» مدرسا فلم يرض نظام الملك و جعل التدريس للشيخ الإمام أبى نصر الصبّاغ«618» صاحب كتاب الشامل و المحتوى على الفضائل، فاتفق [103 أ] خروج مؤيد الملك و خرج معه المتولّي و عاد متولّيا في رتب السمو متعلّيا و قد نعت ب «شرف الأمة»، و كان من أكابر الأئمة.
الإنباء،ص:204
و اتفقت وفاة أبى نصر بن الصبّاغ في تلك السنة يوم الخميس النصف من شعبان و فقده عادة عادية الزمان، و بقي المتولّي متولّيا إلى أن توفى سنة ثمان و سبعين [و أربع مائة] في شوال، و أصبحت ولاية العلم بغير وال.
و درّس«619» بعده الشريف العلويّ الدبوسي«620»، أبو القاسم و عاد العلم إلى المعالم و توفى ثالث عشر جمادى الآخرة سنة اثنتين و ثمانين [و أربع مائة].
و في«621» ثالث محرم هذه السنة ولّى الإمام أبو بكر الشاشي و كان في المدرسة«622» التي بناها تاج الملك ببغداد.
و في محرم سنة ثلاث و ثمانين [و أربع مائة] جلس عبد الله الطبري بمنشور نظام الملك«623» متولّيا للتدريس متحرّيا معاني الشريعة بالتأسيس.(1/217)
ثم وصل بعده القاضي أبو محمد، عبد الوهاب [الشيرازي ]«624» للتدريس بالنظاميّة أيضا، و تقرر أن يدرس هذا يوما و الطبري يوما ليزيد العلم بتحريهما فيضا«625».
و في سنة أربع و ثمانين [و أربع مائة] قدم الإمام أبو حامد الغزالي للتدريس في النظامية و كان للعلم بحرا زاخرا و بدرا زاهرا و أشرقت غرايبه في المشرقين و المغربين و ملأت حقائب الملوين و أثقلت غوارب الثقلين، و لم يزل واحد عصره و هو بنور علمه ثالث القمرين ]«526».
و في سنة ثلاث و ثمانين و أربع مائة أمر السلطان جلال الدولة أبو الفتح ملك شاه ابن ألب أرسلان أن تبنى المدينة الجديدة«627» تحت دار المملكة ببغداد و نقل أهل البلد كلهم إليها و حوّط عليها سورا محكما هو باق إلى الآن، و جعل بغداد سرير الملك و سام الخليفة [103 ب ] أن يتحول عنها إلى مكة أو إلى المدينة فلم يمكنه الوزير نظام الملك.
و أما وفاة نظام الملك المذكور فإنه قتل على يد الملاحدة في عاشر يوم من رمضان قبل أن يفطر بتأليب من جماعة«628». و الموفّق النظامى«629» يقول في مرثيته له التي أولها:
الإنباء،ص:205
مصاب أصاب جميع الأمم فأثّر في عربها و العجم
و يستطرد فيها بذكر الجماعة بقوله:
و شارك عثمان في قتله فكل بقتلته متّهم
و بادر جلال الدولة مسرعا إلى بغداد فوصلها في شوال و طلب من الخليفة المقتدى بأمر الله أن يترك عليه بغداد و ينتقل عنها إلى حيث أراد، إما المدينة أو مكة أو البصرة أو أصفهان فاختار أصفهان، و كان في عمل الآلات و التهيؤ للمسير. و لما كان اليوم السادس عشر من شوال سنة خمس و ثمانين و أربع مائة توفى السلطان جلال الدولة أبو الفتح ملك شاه بن ألب أرسلان. قيل: مات موتا طبيعيّا، و قيل: مات مسموما على يد خردك الخادم، و الله أعلم بجليّة الحال.(1/218)
و توفى الإمام المقتدى بأمر الله، أبو القاسم عبد الله في المحرم سنة سبع و ثمانين و أربع مائة و هو ابن تسع و ثلاثين سنة. و كانت خلافته تسع عشرة سنة و شهورا.
الإنباء،ص:206
أمير المؤمنين المستظهر باللَّه
هو أبو العباس، أحمد بن المقتدى بأمر الله. بويع له في رابع المحرم سنة سبع و ثمانين و أربع مائة، و هو اليوم الثالث من وفاة أبيه بعد الجلوس [103 ب ] للعزاء على العادة.
و كان مولده بدار الخلافة سنة سبعين و أربع مائة. و كانت أمه تركية«630» و لم ير في زمانه أصبح وجها منه.
و حين دخل عليه أهل الحلّ و العقد للبيعة و سائر وجوه الأشراف و الأجناد و القضاة، كان الوزير عميد الدولة«631» واقفا بين يدي سدّته و معه قاضى القضاة أبو الحسن عليّ«632» بن محمد الدامغانيّ و نقيب النّقباء أبو القاسم عليّ«633» بن طراد الزينبي و بايعه الخلق كافة.
و حكى شرف الدين، نقيب النّقباء، قال: لما بايعه حجّة الإسلام أبو حامد، محمد ابن محمد الغزالي- قدّس الله روحه- تلجلج و توقّف فسألته بعد ذلك عن السبب في في توقّفه مع ما أعرفه من جرأة لسانه، فقال لي: و الله لقد عنيت«634» في نفسي كلاما ألقاه به عند البيعة فلما وقعت عيني عليه بهتّ لجمال صورته فانقطع خاطري.(1/219)
و جرت أموره كلها على السداد، و كان مشغولا بشأنه محبّا للترفّه و التنعّم، آخذا من لذّات الدنيا بأوفر الأنصباء، و لم يكن يشره إلى أموال الرعيّة و لا يطمع لا في صغير و لا في كبير و كانت الدنيا و العراق خاصة في أيامه هادئة و العين نائمة و أمور دولته مستقيمة، إلا أنه احتقد على عميد الدولة بن جهير أشياء كان يعامله بها أيام أبيه، فحين أفضت الخلافة إليه أقرّه على الوزارة ثم قبض عليه بعد ذلك و أدخله حمّاما و سمّر عليه حتى مات فيه، و حين فتحوه رأوه ميتا و قد وضع أنفه على مسيل الماء كأنه يستنشق منه الهواء فنقلوه من الحمّام إلى مكان آخر و ألبسوه ثيابا و أدخلوا عليه جماعة من القضاة و المعدلين حتى يشهدوا بما رأوا من [104 أ] حاله و أنه لا أثر فيه و أنه مات حتف أنفه، و دخل في الجملة أخواه، الزعيم و الكافي، فصاح الكافي:
الإنباء،ص:207
يا أخى يا أبا منصور! قتلوك أو متّ؟ كذا يردّدها دفعات ثم التفت إليهم و قال:
ما أراه يجيبني؟ فصفع مكانه بالنّعال، فيقال: إن خمس مائة خادم خلعوا مداساتهم و خفافهم و صفعوه بها فوقع ميتا، و لم يعهد قبله من مات هذه الموتة. و كان الناس يقولون: قتل الكافي قتل العقارب.
و أما الزعيم فما زاد على أنه بكى و قال: يرحمك الله يا أبا منصور، ما زالت بك المراقبة حتى قتلتك. و حكى الزعيم للناس في تلك الساعة قال: هذا أخى من أمى و أبى و نحن مشايخ و الله ما رأيت قدمه مكشوفة إلى ساعتي هذه. و حمله و واراه و دفنه في تربته المعروفة به في شارع قراح بن رزين«635».
و استوزر الخليفة السديد أبا المعالي«636» العارض لجيش السلطان ملك شاه و لقّبه «عضد الدين» و لم يكن له أمر و إنما كان يدبّر الأمور ولىّ الدولة أبو المعالي«637» ابن المطّلب، صاحب ديوان الزمام.
و في سنة ثمان و ثمانين و أربع مائة عزل المستظهر السديد أبا المعالي«637»، ابن المطّلب، صاحب ديوان الزمام.(1/220)
و في سنة ثمان و ثمانين و أربع مائة عزل المستظهر السديد أبا المعالي و استوزر الزعيم أبا القاسم عليّ«638» بن فخر الدولة و لقّبه «قوام الدين».
و في سنة إحدى و خمس مائة استوزر السلطان محمد«639» بن ملك شاه أحمد«640» بن نظام الملك و لقّبه «قوام الدين» و هو لقب أبيه- رحمه الله- فنقل الخليفة لقب وزيره الزعيم من قوام الدين إلى «مجير الدين».
و في هذه السنة قتل سيف الدولة أبو الحسن صدقة«641» [بن ]«642» بهاء الدولة أبى كامل منصور و حمل [104 ب ] رأسه إلى بغداد و طيف به في الأسواق و أخذ ابنه دبيس أسيرا و اختفى منصور ابنه الآخر و هرب بدران ابنه الأكبر إلى مصر.
و في سنة خمس و خمس مائة عزل أحمد بن نظام الملك عن الوزارة و رتّب الخطير محمد بن أحمد مكانه.
و في سنة سبع و خمس مائة مات الزعيم بن جهير و استوزر الخليفة ولد الوزير أبى شجاع، ربيب الدولة المعروف بالقيراطى و لقّبه «نظام الدين»«643».
الإنباء،ص:208
و في سنة ثمان و خمس مائة أمر السلطان محمد بذكر اسم ابنه محمود على المنابر بعد اسمه و ضرب الدنانير و الدراهم باسمه و جعله ولىّ عهده. و كان يخطب للخليفة المستظهر باللَّه ثم لولىّ عهده، عمدة الدنيا و الدين و عدة الإسلام و المسلمين أبى منصور الفضل بن أمير المؤمنين ثم لصنوه و أخيه و شقيقه و تاليه ذخيرة الدنيا و الدين أبى الحسن عبد الله ابن أمير المؤمنين ثم بعد ذلك لمحمد بن ملك شاه ثم لابنه محمود.
و نفذ السلطان محمد إلى خراسان يخطب من أخيه سنجر ابنته لمحمود ولده فنفذها إليه إلى أصفهان مع خاتون أم سنجر و هي أم محمد أيضا.(1/221)
و نفذ السلطان محمد يطلب من الخليفة أن ينفذ وزيره و جماعة أركان دولته إلى أصفهان لتلقى المدد القادم من خراسان فخرجوا كلهم، الوزير الربيب نظام الدين و نقيب النّقباء شرف الدين الزينبي و نقيب العلويّين مجد الدين عليّ«644» بن المعمر و ظهير الدولة أبو طاهر بن الخرزي«645» صاحب المخزن و أمير الحاج يمن القائمي«646». و لم يبق في دار الخلافة سوى المستظهر باللَّه و قاضى القضاة عليّ بن محمد الدامغانيّ ينفذ الأمور [105 أ] في الديوان نيابة عن الخليفة.
و حين وصلوا إلى أصفهان و انقضى أمر العرس عادوا إلا الوزير فإن السلطان محمد استوزره«647». و كان عودهم في رمضان من سنة إحدى عشرة و خمس مائة.
و في هذه السنة توفى السلطان محمد بن ملك شاه بأصفهان، و في ربيع الأول سنة اثنتي عشرة توفى المستظهر باللَّه- رحمه الله- بعلّة الاستسقاء. و حين اشتدت به العلّة في الليلة التي مات فيها قال: ادعوا لي ولىّ عهد المسلمين فجاءوا بأبي الحسن ففتح عينه فرآه فقال: ما أريد هذا أريد أخاه الأكبر، و كان ميل الجماعة إليه لأنه كان صاحب لهو و هزل، و كان المسترشد- رحمه الله- صاحب جدّ، فخلوه ساعة ثم اقتضاهم فقالوا:
قد ثقل و هو لا يعلم ما يقول و لا يفرّق بين الأخوين فجاءوا بأبي الحسن ثانيا، فقال:
لست أريد هذا، أريد أبا منصور الفضل ابني الأكبر فلما رأوا الجد منه مضوا و جاءوا به فحين رآه استدناه و قبّل بين عينيه و قال له: يا عزيزي أنا ماض إلى جوار الله تعالى
الإنباء،ص:209
و سعة رحمته فارفق بأهلك و أحسن السيرة في رعيّتك و انظر في ما وصل إليك و اعلم أنك مسئول عن القليل و الكثير في آخرتك و الله خليفتي عليك و مات في تلك الساعة- رحمه الله-.
و كان الأمير أبو منصور من منتصف ذلك اليوم قد ملأ الدار بالخيّالة و الرجّالة بالأسلحة التامة و استظهر على الأبواب و أركب الغلمان الأتراك يدورون في البلد.(1/222)
و حين عرف أخوه أبو الحسن ذلك و تحقّق موت أبيه خاف على نفسه«648» و استوحش مما جرى في تلك الليلة [105 ب ] فقصد روشن التاج«649» مما يلي دجلة و صادف منه موضعا مظلما خاليا فشدّ طرف عمامته في الدرابزين و تسرّح إلى شاطئ دجلة و نزل في سميرية فيها ملّاح يعرف بابن المراكبي فعرّفه نفسه و قال له: اجدف و ما كان بعد ساعة إلا و هو في المدائن فصعد إلى دار أبى مضر العلويّ النقيب«650» و طلب منه خيلا و رجالا و ركب فصبّح الحلة.
و كانت خلافة المستظهر باللَّه- رحمة الله عليه- خمسا و عشرين سنة، و كانت سنّه يوم مات اثنتين و أربعين سنة.
الإنباء،ص:210
أمير المؤمنين المسترشد باللَّه
هو أبو منصور، الفضل بن المستظهر باللَّه فحل بنى العباس و نجيبهم و فاضلهم و كاتبهم و أشجعهم. بويع له بعد موت المستظهر- رحمه الله- بثلاثة أيام و ذلك بعد الفراغ من العزاء على الرسم و العادة. و كانت بيعته في صبيحة يوم الخميس السادس و العشرين من ربيع الأول سنة اثنتي عشرة و خمس مائة. و تولّى أخذ البيعة على الناس القاضي الأكمل ذو الحسبين أبو القاسم عليّ«651» بن نور الهدى أبى طالب الزينبي و شرف الدين نقيب النّقباء ذو الفخرين أبو القاسم عليّ بن أبى الفوارس طراد بن محمد الزينبي. و قرّر أمر الوزارة على ربيب الدولة نظام الدين و كان بأصفهان و ابنه ينوب عنه ببغداد و لقبه «عضد الدين شمس الدولة».
و كان مولد المسترشد باللَّه في يوم الاثنين سابع شعبان سنة ست و ثمانين و أربع مائة في حياة المقتدى [106 أ] جده.
ثم لما وصل الخبر إلى بغداد بموت الوزير الربيب نظام الدين بأصفهان استوزر الخليفة عميد الدولة أبا عليّ بن صدقة«652» و لقّبه «جلال الدين صدر الوزراء، صفيّ أمير المؤمنين». و كان كاتبا بليغا فصيحا كريما كافيا يملأ العين و القلب. و كان له رواء و منظر و سكينة و كان حسن التدبير للأمور محبّا لأهل العلم كثير الميل إلى أرباب الصلاح و الدين.(1/223)
و في أول وزارته مات قاضى القضاة عماد الدين أبو الحسن عليّ«653» بن محمد الدامغانيّ فرتّب الخليفة في منصبه الأكمل«654» ابن نور الهدى و لقّبه «فخر الدين» و جعله قاضى القضاة شرقا و غربا و قبض على أبى طاهر بن الخرزي صاحب المخزن و صادره ثم أطلقه و أعاده إلى شغله ثم افتقدوه من داره و أصبح و الناس يتطلّبونه فما عرف له خبر إلى الآن. و يقال: إنهم اغتالوه بحيلة تمّت عليه و الله أعلم بجليّة الحال.
و رتّب في مكانه القاضي فخر القضاة ابن السيبي«655» و لقّب ب «خالصة الدولة»
الإنباء،ص:211
و قلّد الخليفة أبا الفتوح حمزة«656» بن طلحة، ابن دايته«657»، الحجبة الخاصة و الشرطة بجانبي مدينة السلام و المظالم و لقّبه ب «الأجلّ أثير الدولة». ثم بعد ذلك بسنة نقله من الحجبة إلى المخزن و زاد في ألقابه «كمال الدين عضد الإسلام» و قدّمه حتى جعله في درجات الوزراء و استحجب مكانه ضياء الدولة أبا الفضل هبة الله«658» ابن محمد بن الحسن بن الصاحب و لقّبه ب «الأجلّ مجد الدين قوام الإسلام».(1/224)
و أما ما كان من أمر مغيث الدنيا و الدين أبى الثناء محمود بن السلطان [106 ب ] غياث الدنيا و الدين أبى شجاع محمد بن ملك شاه فإنه حين توفى أبوه في سنة إحدى عشرة و خمس مائة بأصفهان و أجلسوه على سرير الملك، استوزر الربيب نظام الدين«659» وزير أبيه، و حين مات الربيب المذكور في ذلك العام استوزر عز الدين، مشرف الممالك المعروف بالكمال عليّ بن أحمد بن عليّ السميرمى«660» و لقّبه «نظام الدين» و اجتمع عليه عسكر الدنيا من العراق و الجبال و الشام و لقي بهم عمّه سنجر بن ملك شاه فانهزم محمود على باب ساوة و كرّ راجعا إلى أصفهان ثم تقرّر الصلح بينهما على أن يخاطب سنجر بالسلطان الأعظم سلطان السلاطين، و محمود بالسلطان الأعظم سيد السلاطين و أن يقرّر على محمود ولاية العراق و الجبال و الشام سوى همذان و الرىّ و ساوة و خوى و أشياء اقتطعوها من أصفهان كانت في زمن السلطان محمد مقطعة لأمه، و سوق الغنم و سوق الظباء ببغداد و مبلغ ذلك كله في كل سنة ثلاث مائة ألف دينار«661»، و أن يتسمّى محمود باسم السلطنة و تضرب له النوب الخمس و ينفرد عن العسكر بالمضارب الحمر و الرايات السود. و حين وقع الصلح زوّجه عمه السلطان معزّ الدنيا و الدين أبو الحارث سنجر بن ملك شاه المذكور بابنته «مهملك خاتون» و عاد إلى خراسان«662».
و أما ما كان من أمر الأمير أبى الحسن عبد الله بن المستظهر باللَّه فإنه حين قدم الحلة و بها دبيس«663» بن سيف الدولة صدقة خيّره بين المقام عنده ليكون في خدمته أو الانتزاح ليزيح علّته في جميع ما يحتاج إليه من العدّة و السلاح [107 أ] و الكراع
الإنباء،ص:212
فاختار الرحيل و طلب منه العسكر فأزاح علّته و ضرب له سرادقا من الديباج و عدة خيم من الديباج و خدمه بألف ثوب من الأنواع و نفذ معه ألفى فارس فانحدر إلى واسط و ملكها و ملك جميع البلاد السفلى و اجتمعت عليه العساكر و قويت شوكته.(1/225)
و كان أول أمره يخطب لنفسه بعد أخيه فلما قوى خلع الطاعة و خطب لنفسه بالخلافة و لقّب نفسه «المستنجد باللَّه». و اضطرب الناس ببغداد و قامت القيامة على المسترشد باللَّه و خاف أن يقصد بغداد و هي خالية من العسكر و يستولى على الأمر و كان السلطان محمود مشغولا بعمّه لا يتفرغ لإنجاده. فنفذ الخليفة إلى دبيس بن صدقة و بذل له إن جاء بأخيه ثلاثين ألف دينار. فطلب أن يكون في جملته من بحضرة الخليفة من العسكر فنفذ المسترشد باللَّه معه الأمير نظر«664» في خمس مائة فارس، و قصده دبيس و لم يلقه بنفسه حياء لأنه كان ضيفه و نزيله فنفذ العسكر مع الأمير نظر و تخلّف دبيس فمضوا و هجموا عليه و حاربوه و كسروه و مرّ هاربا فتبعه بدوي برمح فقال له: ويلك أنا أمير المؤمنين، فقال له البدوي: أمير المؤمنين قاعد على روشن التاج ببغداد.
ثم لحقه الأمير نظر فترجّل و قبّل الأرض و قبّل ركابه و أخذ بعنان فرسه و أدخله سرادقه و احتاط عليه و حمله إلى بغداد و أدخل إليها ليلا في الزبزب و الوزير جلال الدين و النقيب شرف الدين و قاضى القضاة الأكمل و جماعة أرباب المناصب في خدمته و صعد من الزبزب إلى داره و احتاطوا [107 ب ] عليه كجارى العادة في أمثاله.
و قد كان استوزر الرئيس أبا دلف بن زهمويه«665» الكاتب فأسروه معه. و في صبيحة تلك الليلة خلع المسترشد باللَّه، أمير المؤمنين، على وزيره جلال الدين الجبّة الممزج على العادة و الفرجيّة النسيج فوقها و العمامة و المركب اليشم على فرس أدهم و الكوس و العلم و ركب من باب الحجرة و الخلع عليه و أرباب المناصب كلهم مشاة بين يديه حتى انتهى إلى داره بباب العامة.
و في تلك الساعة أمر الخليفة فأخذ ابن زهمويه المقدّم ذكره و ألبس قميصا أحمر
الإنباء،ص:213(1/226)
و سراويل صفر و علّق في أذنيه أربع بصلات و ألبس في رجليه نعلان من الخشب و ترك على رأسه برنس قد علّقت فيه التواسيم و أذناب الثعالب و الفار الموتى و أركب على جمل و جعل ذنب الجمل في يده و أركب خلفه نفّاط يصفعه بجراب و سوّد وجهه و ضربت الدبادب و البوقات بين يديه في الأسواق و الصبيان يدبدبون بالصوانى و الأطباق و بعضهم بالخزف المكسّر و يصيحون:
أيا وزير الوزرا كذا تقاد الأسرا
ثم لما طيف به جميع البلد حطّوه من الجمل إلى الحبس و خنقوه في الليل.
ثم إن دبيس بن صدقة طالب المسترشد باللَّه بالمال الّذي كان وعد به فماطله و دافعه فأمرج أصحابه في نواحي الخليفة و نهب السواد و أحرق الغلّات و ركب يوما إلى الميدان فجرى بينه و بين الأمير علم الدين عفيف كلام فقال له دبيس: و الله لأنقضنّ الدار حجرا حجرا [108 أ] و ما أنا بدون البساسيري، قال له ذلك و تم على وجهه إلى الحلة. و بلّغ عفيف ما سمع إلى الخليفة فنفذ الخليفة إلى همذان و استدعى بالسلطان محمود فوصل في أسرع مدة و ذلك في ربيع الأول سنة أربع عشرة و خمس مائة.
و حين وصل النهروان خرج الوزير جلال الدين و جماعة أرباب المناصب لاستقباله على العادة و دخل البلد و جلال الدين على يمينه و قيصر الخادم«666» على يساره، و كان أتابكه، و ما تركه الخليفة يستقر ببغداد إلا أياما و نفذه إلى الحلة لدفع دبيس عن العراق و ذلك بعد أن خلع عليه و طوّقه و سوّره و توّجه و خلع على وزيره نظام الدين السميرمى و على جماعة أرباب دولته و على سائر الأمراء الذين كانوا في جملته.(1/227)
و حين توجهوا إلى الحلة و قربوا منها هرب دبيس عنها طالبا طريق ديار بكر و قصد إلى حميّه الأمير نجم الدين إيلغازي بن أرتق«667» فوصل إليه و هو متوجّه إلى غزاة الكرج منجدا للملك طغرل و كان المسلمون في قريب من مائة ألف فارس فلحقهم شؤم دبيس فهزموا و قتل بعضهم و أسر بعضهم و دخل بتلك الواقعة على الإسلام من الخلل ما صعب تلافيه. فإنّهم تجرءوا على محاصرة تفليس و أخذوها من أيدي المسلمين و أخذوا عدة حصون تجاورها«668».
الإنباء،ص:214
ثم إن السلطان محمود بعد ذلك قصدهم و عاد بالعجز. و ما أظن ذلك كله بعد قضاء الله تعالى إلا لشؤم دبيس.
و حكى جماعة من الثقات: أنه حين هرب في تلك السنة من الحلة كان [108 ب ] معه ألف مولّد في وسط كل واحد هميان فيه ألف دينار كانت رزق الكرج و مضى منه هذا المال و انقلع بيته و خسر من الحلة في كل سنة ألف ألف و سبع مائة ألف و خمسين ألف دينار، كل هذا لأجل ثلاثين ألف دينار لجّ مع الخليفة في طلبها و باع بها دينه و مروءته و ذمام العربية، فلا جرم ما حصلت له [من الأمور] و لا بقي عليه ما كان فيه، و صار مشردا طريدا تتقاذف به العراق و خراسان و سائر بلاد الإسلام.
ثم لما عجز عن الخليفة التحق بالأفرنج و رفع الصّليب على رأسه و شدّ الزنار و دعاهم إلى حصار حلب و جاء معهم و نزل عليها حتى كفى الله المسلمين أمره و أجراهم على جميل عوائده.(1/228)
و أما الكرج فإنّهم لما فتحوا تفليس و ذلك في سنة ست عشرة و خمس مائة مضى السلطان محمود لاستخلاصها و وزيره شمس الملك عثمان«669» بن نظام الملك. و [لما] وصل إلى شروان عجز عنهم و تقدّم ملك الكرج دمطرى بن داود عدة مراحل و نفذ إليه رسولا و قال له: قد سمعت عنك أنك قلت أنا أمضى و أقلع بيت داود، و ابن داود قد تقدّم إليك خمسين فرسخا، فإن كنت رجلا فتقدّم إليه خمسة فراسخ و لو لا أنك صاحب تخت و تاج و قد جرت عوائدنا بحفظ حرمة الملوك و إلا لهجمت عليك و أسرتك فاذهب بحرمتك و لا تحدّث نفسك بعد هذا بقصدي، فعاد متوجها إلى بلاد الإسلام.
و حين انقطعت أخباره عن العراق لإيغاله في بلاد الكرج وجد دبيس فرصة فهجم على الحلة و دخلها من طريق الشام [109 أ] و ملكها و اجتمع عليه في أسبوع واحد من الأعراب ما لا يحصى عدده، و خاف المسترشد باللَّه من مثل نوبة البساسيري فنفذ قسيم الدولة آقسنقر البرسقي«670» لدفعه قبل أن يستفحل أمره، فسار إليه في
الإنباء،ص:215
خمسة آلاف لابس فهزمهم دبيس و نهبهم و عادوا عراة حفاة إلى بغداد فحينئذ أمر الخليفة بمكاتبة الأطراف و استدعى أصحابها فقدم عليه السعدية من واسط و زنكي بن آقسنقر من البصرة و طغان رسلان من ديار بكر و بنو صلتق و بنو بوقة و قفجاق التركماني«671» و إخوته و اجتمع ببغداد اثنا عشر ألف فارس و ظهر الخليفة بنفسه يوم الجمعة بعد الصلاة و هو اليوم الرابع و العشرون من ذي الحجة سنة ست عشرة و خمس مائة. و عزل وزيره جلال الدين و استوزر قوام الدين أحمد«672» بن نظام الملك و غيّر لقبه و جعله «نظام الدين» و سار إلى الحلة و العساكر في جملته و كسر دبيس و فرّق جمعه و قتل على دم واحد ستة آلاف بدوي. و مضى دبيس على وجهه آخذا طريق الشام«673».(1/229)
و كان قد خرج مع الخليفة من بغداد نحو من ثلاثين ألف شاب بعضهم بالسلاح و بعضهم رماة البندق و بعضهم بأيديهم المقاليع. و حين انهزم دبيس قتل من عسكره الذين قتلوا، و الأتراك اشتغلوا بالنهب، و هؤلاء الرجّالة ما اشتغلوا بشي ء سوى أسر الأعراب فأسروا أكثر من خمسين ألف بدوي و أخلوا منهم البلد و القرى و الصحراء و جاءوا بهم إلى بغداد و كانوا يشوّهون بهم و يقطعون أوصالهم و هم أحياء [109 ب ] و ربما قالوا لأحدهم أيّ شي ء تريد أن نطبخك فلا يجيبهم فيعاقبونه و يعذّبونه بأنواع العذاب حتى يقول من تحت العذاب: حصرمية أو سكباج أو هريسة أو أيّ شي ء فيطبخونه ذلك اللون و يرمونه للكلاب.
و كان هؤلاء الأسرى كلهم رجّالة فبعضهم يقاتل و بعضهم يضرب بالدف بين الصفّين و كانوا يصيحون بصوت واحد: العنوا زقلى و مقلي، و العنوا شيخ الضلالة.
فلما أسروا استخبروهم عن هذه الأسامي فقالوا: كنّا نعنى بزقلى أبا بكر و بمقلى عمر، و بشيخ الضلالة عثمان. و وجدوا في أكثر خيمهم جربا مملوءة من الأيور الخشب فقيل لهم: ما تصنعون بهذه؟ قالوا: أعددناها لنسائكم حتى إذا كسرنا الخليفة و قتلناه و دخلنا بغداد و نهبناها فكل من كانت شابة افترشناها و كل من كانت عجوزا دسسنا هذه فيها.
الإنباء،ص:216
و حكى بعضهم قال: لما التقى الجمعان نظر دبيس فرأى الخليفة على تل و معه السواد من القضاة و الفقهاء و القرّاء و الأشراف فقال: لعلّهم سمعوا أن عندي إملاكا فقد جاءوني بهذه الطيالسة و الله لأنسينّ الكشاخنة«674» نوبة البساسيري و لأجعلنّ لحاهم كلها براجم و ما استتم كلامه حتى نصر [هم ] الله عليه ثم أنزل سكينته على خليفته و أشياعه و أجراهم على جميل عوائده فهزموهم بإذن الله. و التفت المسترشد باللَّه إلى وزيره و قال له: هذا بيمن نقيبتك يا نظام الدين.(1/230)
و عاد الخليفة من تلك الوقعة و دخل بغداد في يوم الأحد عاشر المحرم سنة سبع عشرة و خمس مائة. فكان مضيّه و عوده في سبعة عشر يوما [110 أ].
[و في سنة عشرين و خمس مائة عزم السلطان مغيث الدنيا و الدين أبو الثناء محمود ابن ملك شاه على دخول بغداد«675»، فنفذ إليه المسترشد بسديد الدولة ابن الأنباري«676» يقول له: إن العراق بعد ما خرّبها دبيس بن صدقة لا تفي بى و بكم فإما أنا أو أنتم، و عندي عساكر و أحتاج إلى الإنفاق عليهم و معكم عساكر و البلاد خراب لا تفي بالجميع فعاد الجواب: لا بد من الدخول. و تردّد سديد الدولة دفعات من بغداد إلى همذان في هذا المعنى و ما أجابوه. و صار العامة يغنّون في الأسواق:
يا جلال الدين ذا شرح يطول و ابن الأنباري فما يرجع رسول
و القرايا كلها صارت تلول تزرع الكرّ و تحصد كارتين
و لما علم الخليفة بهجومهم على البلد خرج من داره في ذي الحجة سنة عشرين و خمس مائة و عسكر بالجانب الغربي و خطب في يوم عيد النحر و صلّى بالناس [110 ب ] و جاء السلطان محمود و نزل بالجانب الشرقي، ثم وقع الصلح بينهم في المحرم سنة إحدى و عشرين و خمس مائة.
و في رجب سنة اثنتين و عشرين و خمس مائة مات الوزير جلال الدين أبو عليّ ابن صدقة. و استوزر الخليفة شرف الدين أبا القاسم عليّ بن طراد الزينبي و لقبه معزّ الإسلام عضد الإمام سيد الوزراء، صدر الشرق و الغرب.
الإنباء،ص:217
و في شوال سنة خمس و عشرين و خمس مائة توفى السلطان مغيث الدنيا و الدين أبو الثناء محمود«677» بن ملك شاه بن ألب أرسلان و استولى المسترشد باللَّه على جميع ما كان للأتراك بالعراق و أقطعها. و نفذ إقبال«678» خادمه المعروف بجمال الدولة إلى الحلة و أمّره على بلاد بابل و ضم إليه عشرة آلاف فارس من العرب و الترك و الأكراد و طوّقه و سوّره و لقّبه حسام الدين، سلطان الأمراء ملك العرب.(1/231)
و جاء إلى طاعته صاحب فارس و جاءته العساكر من الشام و ديار ربيعة، و انضم إليه من التركمان و الأعراب و الأكراد خلق لا يحصى، و وقعت الهيبة في قلوب الملوك.
و في سنة ست و عشرين و خمس مائة قصد السلطان معزّ الدنيا و الدين أبو الحارث سنجر بن ملك شاه بن ألب أرسلان العراق و نزل بكشك همذان و رتّب ابن أخيه طغرل مكان محمود و أراد قصد بغداد فقبّحوا له قصد الخليفة. و قيل: إن خوارزم شاه لم يساعده على ذلك و كان هو جمرة العسكر فعاد السلطان إلى خراسان«679».
و في رجب من هذه السنة اجتمع رأى دبيس بن صدقة و زنكي بن آقسنقر صاحب الموصل على قصد بغداد«680»، فانحدروا إليها في اثنى عشر ألف فارس، فخرج المسترشد باللَّه إليهما بنفسه و لقيهما بنفسه و لقيهما بتل عقرقوف و كان يوما مشهودا فإنه لم يبق في البلد صغير و لا كبير إلا خرج و ضاع العسكر بين الخلق و أخرجوا كل ربعة و مصحف في البلد و نشروا المصاحف و أخذوها على أيديهم مفتّحة يقرءون فيها بين الصفّين و وقعت الهزيمة على زنكي و دبيس و قتل منهم نحو من ثلاثة آلاف من الأكراد و أسر الباقون و عاد الخليفة إلى داره ]«681» [111 أ] مظفرا منصورا.
و قبض على وزيره شرف الدين أبى القاسم ابن طراد الزينبي و صادره على مائتي ألف دينار.
و استوزر مكانه شرف الدين نوشروان«682» بن خالد في رجب سنة سبع و عشرين و خمس مائة.
و في شعبان من هذه السنة توجّه المسترشد باللَّه نحو الموصل و كان نزوله على بابها
الإنباء،ص:218
في شهر رمضان و هرب زنكي بن آقسنقر و أقام بسنجار و استخلف بالموصل جغر ابن يعقوب و الملكين ولدى السلطان محمود و هما ألب أرسلان و فروخ شاه«1682» و أقام الخليفة على باب الموصل إلى ثالث ذي الحجة ما حصل له من النزول عليها إلا سماع الشتيمة و انخراق الهيبة. و رحل عنها في ثالث ذي الحجة عائدا إلى بغداد و دخلها في يوم عرفة.(1/232)
و في سنة ثمان و عشرين و خمس مائة توجّه القاضي ابن الشهرزوريّ«683» من الموصل إلى بغداد و معه التحف و الهدايا و الخيل و السلاح يطلب الصلح فخرج خط الخليفة إلى الديوان في جواب ذلك الإنهاء الّذي أنهاه الوزير شرف الدين نوشروان «بل أنتم بهديتكم تفرحون، ارجع إليهم فلنأتينّهم بجنود لا قبل لهم بها و لنخرجنّهم منها أذلّة و هم صاغرون» فأعاد الوزير القول و كرّر الشفاعة فرضى الخليفة عنه و قبل عذره بشرط أن يكون ابنه غازى دائما على الأبواب في ألف فارس فالتزم هذا الشرط و نفذه مع ألف من التركمان جمعهم ابن الكرباوى«684» له من نواحي البوازيج«685»، و بعد دخوله بعشرة أيام لم يبق منهم أحد و صار ابن زنكي يدور وحده في الأسواق.
و في جمادى الآخرة من هذه السنة [111 ب ] عزل المسترشد باللَّه نوشروان ابن خالد عن الوزارة و أعاد شرف الدين الزينبي إليها.
و قبض على نظر أمير الحاج و صادره على ثمانين ألف دينار و حبسه.
و في سنة تسع و عشرين و خمس مائة«686» وصل السلطان مسعود بن محمد بن ملك شاه إلى بغداد هاربا من أخيه طغرل فأكرمه الخليفة و خلع عليه و طوّقه و سوّره و نفذ معه جماعة من عسكره لدفع أخيه«687». فحين وصلوا إلى النهروان جاء الخبر من همذان بموت الملك طغرل فجدّ مسعود في السير إلى همذان و دخلها و استولى على الملك و استوزر شرف الدين نوشروان بن خالد«688».
و خاف المسترشد أن يتمكّن مسعود في المملكة فيقصد الحضرة و يستولى عليها فأخرج المسترشد باللَّه مضاربه إلى الثريّا في شعبان من هذه السنة المذكورة و اجتمع معه
الإنباء،ص:219(1/233)
خلائق من العرب و الترك و الأكراد و التركمان و قصد همذان فحين وصل إلى كرمانشاه وصله الخبر بأن السلطان غياث الدنيا و الدين أبا الفتح مسعود بن ملك شاه متوجّه نحوه و محدّث نفسه بدفعه و محاربته فحينئذ استدعى المسترشد باللَّه الوزير شرف الدين أبا القاسم عليّ بن طراد الزينبي و كمال الدين أبا الفتوح حمزة بن طلحة صاحب المخزن و سديد الدولة بن الأنباري و جماعة من خواصّ دولته و وجوه أجناده و قوّاده و قال لهم: كنّا نظن أن هؤلاء القوم لا يحاربون الله و رسوله بإشهار السيوف في وجوهنا و قد بلغنا قصدهم لنا و توجههم نحونا بنيّة المحاربة. و كان ألقى إلى سمعنا أنّا إذا جاوزنا حلوان تتقاطر [112 أ] عساكر الدنيا إلينا و قد بان لنا أن الأمر بالضد من ذلك فإن كل من كنّا نظنه ينضاف إلينا قد انضاف إليهم و صار معهم. ثم معنا عسكر ثقيل و الخزائن فارغة و إن أمرجناهم في أموال المسلمين خفنا عواقب الظلم.
فقال له شرف الدين الزينبي: يا مولانا ها هنا موضع الاستشارة، قد كنّا أشرنا عليك و أنت ببغداد أن تلزم سرير ملكك و لا تجعل هؤلاء خصومك فإنّهم يرون أنفسهم بعين عبيدك و أتباعك فلم تقبل و حيث خرجت و وصلت إلى هذا المكان و قد بقي بيننا و بين القوم مرحلة فليس الصواب إلا أن تصمّم العزم على لقائهم و النصر من عند الله تعالى.(1/234)
و كان هذا الحديث يوم السبت عاشر شهر رمضان سنة تسع و عشرين و خمس مائة، فلما كان صبيحة يوم الأحد ركب الخليفة بنفسه و رتّب الميمنة و الميسرة، و نشروا الأعلام و ضربوا الدبادب و البوقات و كانوا على تلك الهيئة إلى وقت الظهر و ما جاءهم أحد فقالوا هرب العدوّ و تباشروا و طابت نفوسهم و أصبحوا يوم الاثنين و فعلوا مثل فعلهم يوم الأحد و ساروا صفّا واحدا و الخليفة في القلب مع أتراك بغداد و القرّاء و أصحاب السواد و السلاحية الخاصة و شرف الدين عن يمينه و كمال الدين عن يساره و الجنائب تنقاد بين يديه و هم لا يظنون أن أحدا يثبت بين أيديهم. فلما تعالى النهار أمر الخليفة بضرب سرادق أسود فضرب ظنّا منه أن هذه النوبة تكون مثل نوبة
الإنباء،ص:220(1/235)
الحلة أو نوبة عقرقوف، ثم علت غبرة فتأمّلوها و إذا بالعسكر قد خرج من [112 ب ] لحف الجبل من عدة مواضع و قرب بعضهم من بعض و وقعت العين في العين و حمل من كان في ميمنة الخليفة فكسر ميسرة السلطان، ثم حملت ميمنة السلطان فكسرت ميسرة الخليفة و لما رأى أصحاب ميمنة الخليفة أن الميسرة قد انكسرت نكصوا على أعقابهم هاربين و بقي القلب فغدر جماعة ممن كان فيه و التحقوا بعسكر السلطان. و قيل للخليفة: أنج بنفسك فقال: مثلي لا يهرب إما لحد ضيّق أو ملك الدنيا و حمل بنفسه مع الشرذمة التي بقيت معه، فحين حمل عليهم أحاطوا به فحصل في وسطهم فقبض آيدغمش أمير باز«689» على عنان فرسه و أدخله إلى دهليز سرادق كان ضرب للخليفة لينزل فيه. و لما كمل ضرب الخيم و نزلوا أركب من هناك و أدخل سرادق السلطان فحين رآه قام قائما و قبّل الأرض بين يديه و قال له: يا مولانا أ ليس الله تعالى كان قد أغناك عن هذا؟ وهب [أنك ] احتويت على ملك الدنيا أ كان يمكنك المقام بكل مكان تستولى عليه أو تقيم بمدينة الملك و تولّى عليها غلمانك الذين ربما نصحوك و ربما خانوك و قد تأدّى إليك ما تمّ على الخلفاء قبلك من غلمانهم، و نحن كنا عبيدك و طوع أمرك و جدّنا أعاد هذه الدولة بعد ما ذهبت فما الّذي حملك على ما فعلت؟ و الآن أقم أياما عندي حتى أسير في ركابك إلى بغداد و أدخلك دار الخلافة و آخذ الغاشية على رأسي بين يديك كما أخذها طغرلبك بين يدي جدّك القائم بأمر الله. و لم يتكلّم الخليفة بشي ء إلا أنه قال: «كل ذلك في الكتاب مسطور».(1/236)
و بقي الخليفة معتقلا معه كل يوم يركب [113 أ] في المحفّة و يوكل به الأمير الّذي يكون تلك الليلة في النوبة إلى أن وصلوا إلى باب مراغة فأمر السلطان مسعود فخيّط للخليفة سرادق أسود و نصب فيه تخت و عليه دست و ركب الخليفة من سرادق السلطان و السلطان راجل بين يديه و جماعة الأمراء حتى انتهى إلى السرادق الأسود و دخل إليه فارسا و نزل على التخت و اجتمع عليه من كان تفرّق من أصحابه و كانوا على عزم المسير إلى بغداد.
فلما كان يوم الخميس تاسع عشر ذي القعدة سنة تسع و عشرين و خمس مائة قدم
الإنباء،ص:221
يرنقش الفخرى«690» رسولا من عند السلطان معزّ الدنيا و الدين أبى الحارث سنجر ابن ملك شاه و هو يومئذ بخراسان إلى الخليفة المسترشد باللَّه و إلى السلطان غياث الدنيا و الدين أبى الفتح مسعود بن محمد بن ملك شاه فلم يبق في المعسكر إلا من خرج لاستقباله و خلت الخيم فجاء شاب إلى باب سرادق الخليفة و قال لشريف كان على باب السرادق: أوصل هذه القصة إلى الخليفة فأخذها من يده و دخل ليسلّمها إلى خادم فدخل وراءه فلما أحسّ به عاد يمنعه من الدخول فأخرج سكّينا كانت معلقة بسير في كمه فضربه بها فسقط ثم صاح و إذا بخمسة عشر نفسا في أيديهم السكاكين فخرقوا بها شقاق السرادق و صاحوا: الحج، الحج و قصدوا الخركاه التي كان فيها الخليفة فقام في وجوههم ابن سكينة المقرئ«691» و كان أستاذه الّذي لقّنه القرآن و قال:
ويلكم هذا مولانا، قالوا: له نطلب و ضربوه سكّينا سقط ميتا على باب الخركاه لأنه كان شيخا ضعيفا. و كان الخليفة حين [113 ب ] رآهم قال: شهيد و الحمد للَّه.(1/237)
و لما قتلوا ابن سكينة دخلوا عليه الخركاه فأخذ دورباشا و ضرب به واحدا منهم و ثنى و ثلث فوقع الملعون على وجهه و صاح برفقائه: قتلني فدخل بعده شيخ عليه صدرة زرد تحت ثيابه فضرب الخليفة فتترّس منه بمصحف كان عنده و ضربه الخليفة بالدورباش فصرعه فجاء آخر من ورائه فضرب عينه اليمنى بنصاب السكّين فأسالها على خدّه و ما وقع على الأرض حتى وقعت فيه ثلاث عشرة ضربة. و وقعت الصيحة في العسكر فما أقدم أحد على القرب منهم إلا أنهم قطعوا أطناب الخيمة حتى وقعت عليهم ثم رموا بالسهام فقتلوا منهم سبعة و هرب الباقون. و لفّ الخليفة في السندسة التي كانت تحته و دفن بدار الإمارة بمراغة فهي الآن تربته«692».
و وصل الخبر إلى بغداد في عشية يوم الجمعة السابع و العشرين من ذي القعدة من السنة و هي سنة تسع و عشرين و خمس مائة. و جلس الناس للعزاء على العادة ثلاثة أيام ثم في ضحوة اليوم الثالث بايعوا ولده بالخلافة.
و انقضت أيام المسترشد باللَّه- رضوان الله عليه- عاش سعيدا و مات شهيدا.
الإنباء،ص:222
أمير المؤمنين الراشد باللَّه
هو أبو جعفر، المنصور بن المسترشد باللَّه. بويع له بالخلافة في يوم الاثنين مستهلّ ذي الحجة سنة تسع و عشرين و خمس مائة. و أخذ البيعة على الناس وزيره جلال الدين أبو الرضا محمد بن أحمد بن صدقة«693» و أستاذ داره ناصح الدولة أبو عبد الله ابن الكافي«694» بن جهير. و بايعه عمومته [114 أ] و عمومة أبيه ثم إخوته ثم أهل بيته ثم أهل العلم و الجند ثم الناس على طبقاتهم.(1/238)
و اجتمع عليه من كان تفرّق من غلمان أبيه و أقطع العراق و استدعى زنكي من الشام و داود بن محمد من أذربيجان و بوزابه«695» من بلاد فارس و جمع ببغداد ثلاثين ألف فارس و عوّل على قصد السلطان مسعود و الأخذ بثار أبيه. و حين عرف السلطان مسعود باجتماع هؤلاء قصدهم في سبعة آلاف فارس فتخاذلوا و وقع بأسهم بينهم و استشعر كل واحد منهم من الآخر و أخذ زنكي طريق الشام و داود بن محمد طريق أذربيجان و بوزابه كان نازلا على النهروان فلما رأى ذلك منهم أخذ طريق فارس و بقي الخليفة الراشد باللَّه في ثلاثة آلاف فارس من خواصّه«696»، فبات بعدهم ليلة واحدة ببغداد و أخذ طريق الموصل و دخل السلطان مسعود إلى بغداد و في صحبته شرف الدين الزينبي فاستشاره السلطان مسعود في أن يقصد الخليفة بنفسه و يترضّاه و يعيده إلى بغداد فهوّن أمره عليه و قال: أنا أكفيك هذا الأمر. و جمع القضاة و الفقهاء و ألزمهم أن يشهدوا على الراشد باللَّه بشرب النبيذ، و لا و الله ما كان واحد منهم قد رآه يشرب الماء، فشهدوا خوفا من الصفع و خلعوه بالفسق«697» ثم دخل الزينبي على ختنه الأمير أبى عبد الله، محمد بن المستظهر باللَّه و ألبسه سوادا و منطقة و عمّمه على رصافية و أخرجه إلى دار العامة و أدخل الخلق إليه و قال: بايعوا أمير المؤمنين و تقدّم السلطان مسعود و معه أخوه سلجوق شاه [114 ب ] و قبّلا الأرض و بايعا فما توقّف بعدهما أحد.
الإنباء،ص:223(1/239)
و أما الراشد باللَّه فإنه قصد الموصل و نزل [في ] دار الإمارة فأقام بها أياما ثم خرج منها و ضرب مضاربه بالمغرفة«698» تحت تلّ العقارب و سار منها بعد أيام إلى نصيبين و بعدها إلى سنجار و طلب من الأرتقية أن ينجدوه و نفذ إلى مسعود بن قلج أرسلان و إلى الملك محمد الدانشمند«699» يطلب منهم المدد فلم ينجده أحد فعاد إلى الموصل و سار منها إلى أذربيجان و دخل مراغة و بقي بها أياما في تربة أبيه. و كان قد كاتب أتابك منكوبرس«700» بفارس فجاء حتى وصل إلى حدود أذربيجان فلقيه السلطان مسعود فكسره و قدّمه فضرب عنقه و اشتغل العسكر بالنهب و بقي السلطان مسعود في شر ذمة قليلة فخرج عليه بوزابه من الكمين و حمل عليه فانهزم و بلغت هزيمته إلى أرّجان و أسر كل أمير كان معه و قتل الكل بحيث ما استبقى منهم واحدا. و كان فيهم محمد بن أتابك قراسنقر و صدقة بن دبيس فحين قدّم محمدا ليضرب عنقه بكى و تذلّل له و سأله أن يهب له دمه فقال صدقة بن دبيس: يا مخنّث أ تذل لهذا الكلب؟
فالتفت إليه بوزابه و قال له: اسكت يا مؤاجر فقال له دبيس: العرب لا يكون فيهم مؤاجر و إنما هذا شي ء خصّ به الأتراك، فأمر بهما فقتلا جميعا«701».
ثم نفذ إلى الخليفة يدعوه فسار الخليفة من مراغة و لقيه على باب همذان و التحق بهم خوارزم شاه و كل عسكر كان بالجبال [و] خوزستان و قصدوا أصفهان و نزلوا على بابها أياما و عوّلوا على قصد [115 أ] بغداد و أراد الخليفة الّذي ببغداد و هو المقتفى لأمر الله- رضى الله عنه- أن يهرب إلى البطائح، و استدعى المظفر بن حمّاد أمير البطائح و أعدّ السفن تحت الدار ينتظر هجومهم عليه حتى يهرب.(1/240)
ثم إن الراشد باللَّه ركب على باب أصفهان ليتنزّه في ثلاثين ألف فارس و ذلك في شهر رمضان سنة إحدى و ثلاثين و خمس مائة و عاد و لما دخل السرادق و انصرف كل واحد من العسكر إلى مضاربه وثب عليه جماعة كانوا في ركابه و علوه بالسيوف و وقعت الصيحة في العسكر و تفرّقوا أيدي سبإ، فأما دواد فعاد إلى عمه و طلب منه الصّلح و تصالحا و أقطعه عمه أذربيجان و سار إليها. و أما بوزابه فعاد إلى بلاد
الإنباء،ص:224
فارس. و أما خوارزم شاه فعاد إلى خراسان و قتله الملاحدة في تلك السنة في صحن دار السلطان سنجر.
و دفن الراشد باللَّه- رضى الله عنه- في جامع شهرستان. و كانت سنّه ثلاثين سنة و كان هو الثلاثين من بنى العباس. و كانت خلافته سنة و ثمانية أشهر. و كان أشقر الشعر أشهل العينين ربع القامة كأبيه المسترشد باللَّه.
الإنباء،ص:225
أمير المؤمنين المقتفى لأمر الله
هو أبو عبد الله، محمد بن المستظهر باللَّه، بويع له في اليوم الثالث من رحيل الراشد باللَّه إلى الموصل، و هو يوم الثلاثاء سابع عشر ذي الحجة سنة ثلاثين و خمس مائة. و أمه أم ولد اسمها «ست السادة»، و تولّى أخذ البيعة له على الناس السلطان غياث الدنيا و الدين أبو الفتح [115 ب ] مسعود و اخوه سلجوق شاه و شرف الدين أبو القاسم على بن طراد الزينبي.
و استوزر شرف الدين المذكور و كل من كان على عمل أقرّه على عمله. ثم جرت بينه و بين شرف الدين الزينبي المذكور أمور نسبه فيها إلى مواطأة الأتراك عليه فاستشعر الزينبي منه و هرب و التجأ إلى دار السلطان ثم أصلح بينهما ثم عزله«702» بعد ذلك و رتّب مكانه غرس الدولة ولد الزعيم بن جهير و لقّبه «نظام الدين»«703» و ما تمشّى له أمر في الوزارة فاستأذن في الحج ثم عاد و لزم بيته.
فاستوزر الخليفة بعده أبا القاسم عليّ«704» بن صدقة بن عليّ بن صدقة و لقّبه «قوام الدين» و لم تطل مدته و عزله.(1/241)
و استوزر أبا المظفر يحيى«705» بن محمد بن هبيرة الفزاري و لقّبه «عون الدين» و كان كافيا يملأ العين و القلب، و كان كاتبا بليغا فصيحا عالما بالنحو و اللغة و الفقه و الأحاديث و القرآن العظيم المجيد و تفسيره، و صنّف كتبا في ذلك كله. و كان حسن التدبير للأمور و السياسة محبّا لأهل العلم كثير الميل إلى أرباب الصلاح و الدين، و لو أخذت في ذكر مناقبه و حسن سيرته لجاءت مجلدات عظيمة و لم أقدر أستقصى على بعضها و لم يسمع بأن كان لبني العباس وزير مثله قبله و لا بعده«706» رضى الله عنه و أرضاه-.
و في سنة أربع و خمسين و خمس مائة غرقت بغداد الغرق الثاني«707».
و توفى المقتفى لأمر الله- رضى الله عنه- في مستهلّ شهر ربيع الأول سنة خمس و خمسين و خمس مائة و صلّى عليه [ولده ] المستنجد باللَّه و دفن في داره سنة ثم نقل إلى الترب بالرصافة [116 أ]. و انقضت أيام المقتفى لأمر الله- رضى الله عنه-.
الإنباء،ص:226
أمير المؤمنين المستنجد باللَّه
هو أبو المظفر، يوسف بن المقتفى لأمر الله. بويع له في يوم الاثنين ثانى ربيع الأول سنة خمس و خمسين و خمس مائة و هو اليوم [الثالث ] من وفاة أبيه بعد الجلوس للعزاء على العادة و تولى أخذ البيعة على الناس عون الدين أبو المظفر يحيى بن محمد بن هبيرة وزير أبيه و ابن رئيس الرؤساء«708» أستاذ داره، و دخل إليه الفقهاء و القضاة و سائر أرباب الدولة و المناصب. و كان عمه الأمير هارون بن المستظهر باللَّه واقفا.
و كان يوما مشهودا.
و استوزر المستنجد باللَّه عون الدين أبا المظفر يحيى بن محمد بن هبيرة وزير أبيه.
و مات الوزير عون الدين المذكور في جمادى الآخرة سنة ستين و خمس مائة.
و كانت وفاة سديد الدولة ابن الأنباري قبله بسنة و ذلك في سنة تسع و خمسين و خمس مائة.(1/242)
و لبعدى عن العراق و طول غيبتي عنها لم أتحقق من أخبارها شيئا أؤرخه و الله تعالى العالم بما يتجدّد بعد ذلك، و الحمد للَّه أولا و أخيرا و باطنا و ظاهرا، و الصلاة على سيدنا محمد النبي و آله و أصحابه و أزواجه الطاهرين الأكرمين الطيبين، صلاة دائمة أبدا سرمدا إلى يوم الدين و حسبنا الله و نعم الوكيل.
و كان الفراغ منه على يد العبد الفقير إلى الله أبو بكر بن عبد الله [عرف بابن الجوخى؟] في الرابع من شهر شوال سنة اثنتين و ثمانين و ست مائة، أحسن الله خاتمتها و رحم من دعا له بالمغفرة [1] [116 ب ].
__________________________________________________
[1] ف: «و كان الفراغ من نسخه في العشرين من ذي الحجة سنة إحدى و عشرين و ست مائة».
الإنباء،ص:227
جريدة اختلاف القراءات
الإنباء،ص:229
دليل الإشارات ل اشارة الى نسخة لايدن ف اشارة الى نسخة فاتح- اشارة الى جواز القراءتين رقم الصفحة/ رقم السطر/ القراءة في ل/ القراءة في ف/ الصواب 43/ 2/ اللَّهمّ عونك يا كريم/-/ ل 44/ 10/ الناسبون/ مطموسة/ النسابون 47/ 11/ الغيداق/ المغداق/ ل 47/ 15/ [فسيدهم ... و سلم ]/ اسقط من ف/ 52/ 20/ سنور/ كذلك/ سنورة 53/ 4/ قال/ اسقط من ف/ 53/ 9/ بايع/ «/ بايعه 53/ 11/ تثبت/ كذلك/ تريث 54/ 6/ إبراهيم بن سعد/ «/ عمر بن سعد 54/ 14/ فوجد الرأس/ فرأى و وجد الرأس/ ل 55/ 6/ المختار بن عبيد/ كذلك/ المختار بن أبى عبيد 55/ 18/ عبد العزيز بن معاوية/ «/ عبد الله ...
56/ 19/ بياض/ و انقضت دولتهم/ أضفناها من ف 57/ 7/ ما سقط له/ فأسقط له/ ل
الإنباء،ص:230(1/243)
رقم الصفحة/ رقم السطر/ القراءة في ل/ القراءة في ف/ الصواب 57/ 9/ كتب الى مروان/ كتب الى/ ل 57/ 18/ الهادي من آل محمد/ الهادي المهدي من آل محمد/- 59/ 8/ الهادي المهدي/ الهادي المهتدي/- 59/ 19/ داود بن على/ داود على/ ل 59/ 23/ و الان عاد/ و الا عاد/ «60/ 3- 4/ أربع مائة ألف إنسان/ أربع مائة إنسان/ «60/ 5/ فجددوا/ مجددوا/ «60/ 13/ فداه أبى و أمى/ فداه أبى/ «61/ 6/ أبو غسان/ غسان/ «62/ 5/ ليستميحه/ ليستمحنه/ «62/ 16/ يعرفني/ يخبرني و فوقها كتب بخط مغاير «يعرفني».
63/ 2/ الدجال فأخذته/ الدجال قال فأخذته/ ف 64/ 6/ .. بن حسن بن على/ ... بن حسن بن حسن بن حسن بن على/ ل 64/ 11/ فلقيه/ أسقطت من ف 64/ 15/ و مائة من الديباج/ و مائة تخت من الديباج/ ف 64/ 16/ .. الكوفة/ الكوفة ففعل/ «65/ 8/ و بلغه خبر المنصور أنه مقيم/ و بلغه أن المنصور مقيم/ ل 65/ 9/ فهجم/ كذلك/ فصمم 65/ 14/ سيفك [....] هندي/ سيفك هذا يمنى أو هندي/ مطموسة في ل بفعل الماء.
65/ 17/ الفتك به/ الفتك/ ل
الإنباء،ص:231
رقم الصفحة/ رقم السطر/ القراءة في ل/ القراءة في ف/ الصواب 66/ 2/ فشهر القوم/ فشهروا القوم/ ل 66/ 2/ أن قال/ أنه قال/ ف 66/ 10/ و عاد فلم يره/ و عاد لم يره/- 66/ 18- 19/ مع رأس أبى مسلم [فالتقطوا الدنانير و تركوا رأس أبى مسلم ] يتدحرج/ ما بين العاضدتين أسقط من ف 66/ 23/ لأنفسنا حكمه/ لأنفسنا عليه/ ف 67/ 15/ لم ينمها بعدهم أحد/ لم ينمها قبلهم أحد/ ل 67/ 20/ فاقض عنى/ فأقرضنى/ «68/ 9- 10/ و كانت خلافته اثنان و عشرون .../ و كانت خلافته اثنان و عشرون سنة/ و مثل هذه الأخطاء في العدد كثيرة.
68/ 13/ المرزباني/ كذلك/ المورياني 69/ 20/ و اتعب باللوم/ و اتعب في اللوم/ الأغاني: باللوم ...(1/244)
69/ 21/ في أين/ في أثر/ ل 69/ 22- 23/ أبو العتاهية إلى قوله/ أبو العتاهية/- 71/ 21/ بماسبدان [في قرية يقال لها الرذ]/ ما بين العاضدتين اسقط من ف.
72/ 8- 9/ أبو عبد الله ... بشار .../ كذلك/ أبو عبيد الله ... يسار 72/ 9/ النضر/ «/ الفيض 73/ 2/ موسى بن محمد المهدي [بن عبد الله المنصور]/ ما بين العاضدتين أسقط من ف.
73/ 3/ هارون براى يحيى/ هارون بن أبى يحيى/ ل 73/ 14/ يتعتب/ يتعنت/ ف
الإنباء،ص:232
رقم الصفحة/ رقم السطر/ القراءة في ل/ القراءة في ف/ الصواب 74/ 12/ درهم [و هو أول من وصل بذلك ] و هي .../ ما بين العاضدتين أسقط من ف.
74/ 15/ قلدته أمرها/ ولدته أمرها/ ل 75/ 4- 9/ و مائة [أمه الخيزران ... باللَّه يثق هارون ]/ ما بين العاضدتين أسقط من ف.
75/ 10- 11/ زينب بنت منير/ كذلك/ زبيدة بنت منير (انظر تعليق 131) 75/ 19/ يحدو بين يديه/ يحدو و يقول بين يديه/ ف 75/ 20/ أ غيثا تحمل/ أ غيث تحمل/ ل 75/ 20/ هارونا/ هارون/ «76/ 1/ الدينا/ الدين/ «76/ 3- 4/ سنا ... و تهديا/ سنا ... و تهذبا/ «76/ 6/ و شرط عليها/ كذلك/ و شرط عليهما 76/ 20/ بعبد الله/ لعبد الله/ ل 77/ 11/ لا كيف/ كذلك/ لعلها: لا تخف 77/ 19- 21/ .. درهم [فأحضرت و سلمت .. ألف درهم ] أخرى/ ما بين العاضدتين أسقط من.
78/ 2- 3/ تغار على قول زين بن على بن الحسين حيث يقول قال ما ذا يا أمير المؤمنين يقول .../ تغادر على قول زيد بن على ... قال حيث يقول ما ذا يا أمير المؤمنين قال حيث يقول .../ تغار على قول زيد بن على بن الحسين. قال حيث يقول ما ذا يا أمير المؤمنين قال حيث يقول ...
78/ 8/ أ تأذن لي في [استفادة] هذه/ ما بين العاضدتين أسقط من ف.
78/ 10/ و كان الرشيد/ فان كان الرشيد/ ل
الإنباء،ص:233(1/245)
رقم الصفحة/ رقم السطر/ القراءة في ل/ القراءة في ف/ الصواب 78/ 17/ بحبل و صلى/ بحبل رأسي (فوقها كتب بخط مغاير «و صلى») 78/ 18/ جاريته/ جارية/ ل 79/ 13/ و كانت منها أسباب/ فلذلك منها أسباب/ و كانت لذلك أسباب منها ...
79/ 22/ أما تغيره عليك/ اما تغيره عليه/ ل 80/ 5/ يا حجاما يا مخنثا .../ يا حجام مخنث .../ يا حجام يا مخنث ...
80/ 5- 6/ مذ عشرين سنة .../ كذلك/ مذ عشر سنين ...
80/ 5/ لو لم أكن كما قلت/ لو لم أكن حجام مخنث/ ل 80/ 10/ قال قل قال أختك/ قال قل أختك/ «80/ 11/ عشر سنين/ عشرين سنة/ «80/ 11/ ثلاث بنين/ ثلاثة بنين/ ف 80/ 12/ نفذ بهم/ نفذتهم/- 80/ 12/ و ما بقي .../ كذلك/ ما ابقى 80/ 21/ بما يرجف/ بما ذا يرجف/ ف 81/ 3/ فضر/ فضر/ لعلها: يضر 81/ 15/ أن يختار (مطموسة)/ باختيار/ ف 81/ 22/ البيت الّذي/ البيت التي/ ل 82/ 11/ بمثل ما تخاطب به/ بما تخاطب به/ «82/ 14/ و قد استدعيته/ كذلك/ و قد استدعيتك
الإنباء،ص:234
رقم الصفحة/ رقم السطر/ القراءة في ل/ القراءة في ف/ الصواب 82/ 16/ تم على ما أنت/ هم كما أنت/ ل (و ما زال هذا التعبير يستعمل في بغداد كقولهم، تميت انتظرك) 84/ 12- 13/ شرف يحيى بن خالد/ كذلك/ شرف جعفر بن يحيى ... كما جاء في الفخرى.
85/ 19/ البيت الثاني «و لكان من حذر ...» أسقط من فاتح 85/ 22/ كل وزير أعير مرتبة/ كل وزير غير مرتبة/ ل 86/ 2/ لما ان رماهم/ لما رماهم/ «86/ 12/ جمارهما/ جمارها/ «86/ 19- 20/ و جاءوا بهم أسرى فأمر بالاحتفاظ .../ و جاءوا أسرى فأمر بالاستحفاظ/ «87/ 4/ ثوب خز كلها/ ثوب كلها/ ل 87/ 11/ صدر منهم/ صدر منه/ «88/ 2/ تسكن/ تكن/ «88/ 6/ معمور/ معمورة/ ف 89/ 6/ فان أم [أمير المؤمنين ] على [بن أبى طالب كرم الله وجهه ] فاطمة/ ما بين العاضدتين أسقط من ف 89/ 13/ و ما عاد رقاه/ و ما رقاه/ ل 89/ 21/ بل بهذا/ بل هذا/ «90/ 4/ البلاغة/ المبالغة/ «
الإنباء،ص:235(1/246)
رقم الصفحة/ رقم السطر/ القراءة في ل/ القراءة في ف/ الصواب 90/ 5/ الى المأمون يستأذنه/ كذلك/ إلى المأمون [كتب ] يستأذنه 90/ 11/ و يمين زائدة/ و يمين واحدة/ ل 90/ 20/ و حاصر الأمين ببغداد/ و حاصر الأمير بغداد/ «92/ 5/ إلى أخى فيرى/ الى فيرى/ «92/ 15/ و غنت/ و غنيت/ ف 92/ 19/ فراقهم/ فراقكم/- 93/ 1/ ملك عات بسلطانه/ ملك قد انقضى ملكه/ و في أعلى السطر كتب «عاث بسلطانه».
93/ 12- 13/ و كان خبره و خبر تنفيذه/ و كان خبر تنفيذه/ ل 93/ 19/ و أنا/ و أنه/ «94/ 4/ لظلمة البيت ثم/ لظلمة البيت الّذي كنت فيه/ ف 94/ 10/ كما رآهم/ كذلك/ لما رآهم 95/ 6/ بشارتك/ بشارتك لي/ ف 95/ 8/ ذلك هو الّذي/ ذلك الّذي/ ل 95/ 9/ مولد الأمين بالرصافة سنة/ مولد الأمين سنة/- 95/ 13/ بكل ما/ بما/ «95/ 23/ [قضاة الأمين .. البختري ]/ أسقط من فاتح و لعل هذا من الزيادات التي أشرنا اليها.
96/ 15/ شديد الحب له/ شديد العجب له/ ل 96/ 16/ فتمثل/ يتمثل/ ف
الإنباء،ص:236
رقم الصفحة/ رقم السطر/ القراءة في ل/ القراءة في ف/ الصواب 97/ 7/ منغصا/ مغتصا (و هذه لغة بغداد حتى اليوم)/ «97/ 20/ بالخلافة ببغداد/ بغداد بالخلافة/ ل 98/ 6- 7/ و أجلسه معه على السرير و ولاه/ و أجلسه معه و ولاه/- 98/ 12/ و صار أخيه الحسن/ كذلك/ و صار أخوه ...
98/ 14- 15/ ان هذا الأمر لا يتم (مطموسة بفعل الماء)/ ان هذا أمر لا يتم/- 98/ 16- 17/ ... الرضا [شق ذلك على بنى العباس و قالوا ان تمت البيعة لعلى بن موسى ] فهو .../ ما بين العاضدتين أسقط من ف.
98/ 19/ إبراهيم/ لإبراهيم/ ل 99/ 1/ و على أبوي [آدم و نوح اللَّهمّ صلى على و على أبوي إبراهيم و إسماعيل اللَّهمّ صل على و على أبوي ] محمد و على .../ ما بين العاضدتين أسقط من ف.(1/247)
99/ 4/ فحلى له الأمر/ كذلك/ فهاله الأمر 99/ 10/ ألب عليه/ ألف عليه/ ل 99/ 16/ و عاد إلى السواد/ و عاود السواد/ «99/ 19/ فغنته/ فغنيته/ «100/ 6/ كنت قد عاقبتني/ فقد عاقبتني/ «100/ 15/ أسود الخلق/ أسود اللون/-
الإنباء،ص:237
رقم الصفحة/ رقم السطر/ القراءة في ل/ القراءة في ف/ الصواب 100/ 23/ فكما/ كذلك/ فلما 101/ 1/ على أن أظفرك/ على ظفرك/ ل 101/ 5/ أراد أن يبنى/ أراد يبنى/ «101/ 16/ الرحال/ الدحل/ «101/ 17- 18/ النفط [في أعمدتها و آلاتها من الأخشاب ] و يوقدونها/ ما بين العاضدتين أسقط من ف.
101/ 21- 22/ يمكن شرب الماء منها/ يمكن الشرب منها/ ل 102/ 3/ فكسر الناس البنادق/ فكسروا البنادق/ «102/ 3/ و في الرقعة/ و في رقعته/ «102/ 9/ لؤلؤة كل واحدة/ لؤلؤة وزن كل واحدة/ ف 102/ 21/ فحمل الغداء إلى ذلك/ فحمل الغداء اليه إلى ذلك/ «103/ 15- 16/ ذو الرئاستين ثم أحمد/ ذو الرئاستين ثم أخوه الحسن بن سهل ثم أحمد .../ ف 103/ 17- 22/ [قضاته ... بن يزداد]/ ما بين العاضدتين أسقط من ف. و لعله من الإضافات التي أشرنا إليها في ما سبق.
104/ 2/ بالرافقة/ بالرقة/- 104/ 3/ اسم أمة ماردة [و قيل مارية]/ ما بين العاضدتين أسقط من ف.
104/ 6- 7/ العباس/ العباس بن المأمون/- 104/ 14/ بوران بنت الحسن بن سهل/ بوران بنت سهل/ ل 105/ 4/ حلفت لا أغنى/ حلفت إني لا أغنى/ ف
الإنباء،ص:238(1/248)
رقم الصفحة/ رقم السطر/ القراءة في ل/ القراءة في ف/ الصواب 105/ 14/ فقال عز و جل/ فقال عز من قائل/ ل 106/ 5/ نفذى إلى المعتصم/ نفذى المعتصم/ ل 106/ 6/ و عمّورية بدير و على سطح الدير راهب .../ و عمّورية و هناك ديد و على سطح الدير راهب .../ «106/ 11/ عسكري كلهم الأغلب عليهم الأتراك و الأتراك كلهم .../ عسكري كلهم أو الأغلب عليهم الأتراك كلهم أولاد .../ ل 106/ 18- 19/ يا بنت العم/ يا بنت العم/ ف 106/ 20/ لا يحسن الخط و الكتابة/ لا يحسن الكتابة/ ل 107/ 7/ و جماعة من أهل الحل/ و جماعة أهل الحل/ «107/ 17/ ليتنزه/ لنزد/ «108/ 4/ و لا أشجع منه و لا/ و لا أشجع و لا أقوى/ «108/ 11/ إلى أن فرغ/ إلى فرغ/ «108/ 16/ فتعلق ذيله في قائمة/ فتعلق ذيله قائمة/ «108/ 23/ و لم تثبت له/ و لم تثبت على/ «109/ 10/ و لما دخلت سنة ثماني و سبعين و مائتين .../ كذلك/ في ل و ف أصلح الخطأ بخط مغاير حديث.
109/ 13/ ثم قال لي يا زنام ازمر/ ثم قال لي ثم يا زنام ازمر/ ل 109/ 15/ فيك إذ ولى/ فيك ولى/ «109/ 21/ فقام إليه/ فقال اليه/ «109/ 22/ بإسكانك/ باستكانك/ «110/ 15- 22/ [قضاته ... الزيات ]/ لم ترد في نسخة فاتح فلعلها من/ «
الإنباء،ص:239
رقم الصفحة/ رقم السطر/ القراءة في ل/ القراءة في ف/ الصواب الزيادات التي أشرنا اليها في ما سبق و ذلك للتناقض بينها و بين المتن.
111/ 4/ و وقع إلى بغداد إلى واليها .../ و وقع إلى بغداد و اليها/ ل 111/ 12/ بالغناء/ بالغنى/ «111/ 15/ و الخط/ و الحفظ/ ل 112/ 3/ و غنيته بها/ كذلك/ و غنيت بها 112/ 3/ يعاندني/ كذلك/ لعلها، يعاديني و يعاندني بغدادية أصيلة حتى اليوم.
112/ 7/ على الدهر و لكن اعفنى/ على الدهر اعفنى/ ل 112/ 10/ قد [علت سنى ] و ضعف/ ما بين العاضدتين أسقط من ف.(1/249)
112/ 20- 21/ ذكرت أولادي و اشتقت إليهم .../ ذكرت بغداد و اشتقت إلى أولادي/ 112/ 21/ حضرني بيتان/ حضرتني بيتان/ ل 113/ 1/ خارجة عن مرسومى/ خارجة مرسومى/ ل 113/ 3/ و أصلي معهم يوم الجمعة و في المقصورة/ و أصلي يوم الجمعة معه في المقصورة/ ف 113/ 14/ قاضى القضاة أحمد/ قاضى القضاة بسامر أحمد/ ل 113/ 17/ فكما/ كذلك/ فلما 114/ 5- 10/ [حكى عن على الإسكافي ... بعد ساعة]/ ما بين العاضدتين لم يرد في نسخة فاتح فلعله من الزيادات التي أشرنا اليها.
الإنباء،ص:240
رقم الصفحة/ رقم السطر/ القراءة في ل/ القراءة في ف/ الصواب 115/ 5/ نفذ ايتاخ الطباخ/ نفذ الطباخ/ ل 115/ 17/ السمة تكون ما ذا/ (بياض) تكون ما ذا/ الزيادة من ل 115/ 20/ و حكى ابن الزيات قال أخرج/ و حكى ابن الزيات اخرج/ ل 116/ 9/ و ابن ست الخلفاء/ كذلك/ و ابن سيد الخلفاء 116/ 11/ كثير/ كبير/ ل 116/ 17/ فأما الآن فلا تعرض/ و أما الآن فلا/ «116/ 17- 18/ فلما تقوض المجلس و نهض و نهض الناس فقام ذلك الفتى معهم فدعاه الوزير ابن الزيات وحده/ فلما تقوض المجلس و نهض الناس قام ذلك الفتى معهم دعاه وحده ../ ما هو مذكور في النص 116/ 20/ قال فقلت/ فقال ذلك الرجل فقلت/ ف 116/ 20/ و كسر قلبه و اياسه بعد ذلك/ و كسرت قلبه و آيسته/- 116/ 23/ لقضاء الله/ لقضي الله/ ل 117/ 2/ بعذابه/ بتعذيبه/- 117/ 2- 3/ من لا يرحم لا يرحم/ من لم يرحم لم يرحم/- 117/ 3/ من الخيرات ما فعلوا/ من الخيرات/ ل 117/ 6/ إذ طلع عباد/ ذلك اطلع عباد/ إذ اطلع عبادة 117/ 10/ الواثق [يعظمه حتى ]/ ما بين العاضدتين أسقط من ف.
118/ 5/ بين يديه/ بين يدي السرير/ ل 120/ 9- 10/ و قتل و هو ابن تسع و ثلاثين سنة و تسعة أشهر و عشرة أيام .../ و قتل و قد نيف على الأربعين سنة/ ف
الإنباء،ص:241(1/250)
رقم الصفحة/ رقم السطر/ القراءة في ل/ القراءة في ف/ الصواب 121/ 4/ و أراد المعتز/ و أراد المنتصر (و فوقها كتب، المعتز، نظر) 121/ 5/ أخوك محمد أقدم/ أخوك أقدم/ ل 121/ 6/ قال ان أبى/ قال أبى/ ل 121/ 9/ يراصد/ يراحد/ «121/ 19/ اعرض/ استعرض/ ف 122/ 8/ أحمد بن المعتصم/ كذلك/ أحمد بن محمد بن المعتصم 123/ 5/ ثار أبوه/ بثار أبيه/ ف/ 4/ أوتامش/ أبو تامش/ ل 124/ 11/ أن يدع فيها الحيات/ أن تعمل فيها الحباب/ ف 124/ 21/ قد عملت عيناه حبتا جوهر/ كذلك/ قد عملت عيناه من حبتي جوهر (و جاء في كتاب الأوائل لأبى هلال العسكري، قال أحمد بن حمدون .. و مددت يدي الى غزال من ذهب ملي ء عنبرا و عيناه حبتا جوهر و عليه سرج و لجام و ركاب من ذهب فأخذته و وضعته في كمي ... نسخة باريس، ورقة 100).
125/ 22/ لترضيه/ لتغضيه/ ل 126/ 4- 5/ يعطونه ... و يقطعونه/ يعطونه ... و يعطونه/ «126/ 18/ الجرجاني/ كذلك/ الجرجرائى
الإنباء،ص:242
رقم الصفحة/ رقم السطر/ القراءة في ل/ القراءة في ف/ الصواب 126/ 21/ المخدة [فيقولون لا نعلم فيقول مخدة]/ ما بين العاضدتين أسقط من ف.
126/ 23/ و سبيله/ و شبيهه/ ف 128/ 4/ للخلق/ للناس/ «128/ 6/ من نقاربه/ و نقاربه/ الديوان، من نقاربه 128/ 9/ و كيف رددنا/ كذلك/ و أنا رددنا 128/ 12/ المنبر الغربي/ «/ المنبر الشرقي 128/ 17/ مدبر دنيا/ يدبر دنيا/ مدبر دنيا 128/ 19/ ما أثره/ مآثره/ الديوان و ف 129/ 2/ فوضعه/ فوضه (و في الحاشية كتب «فوضعه» بخط حديث مغاير).
129/ 15/ تزري على البحر/ كذلك/ الديوان تربى 129/ 18/ حيا الندى من كفه يبتدى/ جبا ندي/: جنى الندى من كفه يجتنى/ في وجهه/ و في نسخة أخرى: حيا ..(1/251)
129/ 18/ من وجهه/ كذلك/ الديوان و ف 129/ 19/ جبينه/ «/ غرته 129/ 20/ كواكب أفلاكه أفقها// كواكب الفكة في افقها 130/ 4/ أعرفه/ يعرفه/ ل 130/ 4/ انك تنفرد/ أن تنفرد/ ف 130/ 13/ دمار/ [بياض ]/ ل 130/ 14/ بالمراكب/ بالمواكب/ «130/ 15/ قد أخذوا/ قد أخذا/ ف
الإنباء،ص:243
رقم الصفحة/ رقم السطر/ القراءة في ل/ القراءة في ف/ الصواب 130/ 16/ فانى لن ثم مولى/ فانى لمن ثم مولى/ فانى لهم ثم مولى: انظر: التعليقات رقم 331 130/ 19/ ذاك لك/ ذلك لك/ ف 131/ 4/ حضر/ فحضر/ ل 131/ 9/ أبا طلحة/ كذلك/ أبا أحمد طلحة 131/ 14/ أخرج [إلينا]/ «/ ما بين العاضدتين سقط من ل و ف. و هو ضروري هنا.
131/ 15/ فكما رأوه/ «/ فلما ...
131/ 23/ أنسابهم/ أسبابهم/ ف 132/ 2/ لم يبق شي ء/ لم يبق له شي ء/ «133/ 2- 4/ و حين وصل من بغداد إلى سامراء فوافاها يوم الأربعاء تاسع و عشرين رجب سنة خمس و خمسين و مائتين و يكنى عبد الله محمد بن المكتفي و أمه أم ولد اسمها قرب و أرادوا أن يبايعونه في اليوم المقدم ذكره فقال:/ ل ف: يبدو أن في النص تقديما و تأخيرا و قد أصلحناه بمقارنته بالتراجم السابقة.
133/ 7/ إلا أن يرفعني/ إلى أن يرفعني/ ل 133/ 7/ البرية/ الأمة/- 133/ 9/ فقال خار الله/ فقالوا خار الله/ ل 134/ 2/ و سلمه إلى الرجل/ و سلمه الرجل/ «134/ 5/ و المهتدي يعاينه/ فنهض المهتدي يعاينه/ ف
الإنباء،ص:244
رقم الصفحة/ رقم السطر/ القراءة في ل/ القراءة في ف/ الصواب 135/ 6/ اختلاف القراءات في قصيدة البحتري مع ديوانه انظر التعليقات رقم: 348./ انظر التعليقات رقم: 348.
135/ 19/ قال البحتري فلما/ قال فلما/- 135/ 21/ سنا الحرير/ كذلك/ سبا الحرير 135/ 21/ راغب بصبغ جسادها/ راعت بصبغ سوادها/ راقت بصبغ جسادها، الديوان، و عبث الوليد 78.(1/252)
136/ 19/ جعفر بن محمد/ كذلك/ جعفر بن محمود الإسكافي 137/ 2/ فتيان/ قينان/ انظر التعليقات رقم: 355 138/ 3/ قطعة من بلاد الإسلام كبيرة .../ قطعة كبيرة من بلاد الإسلام/ ف 139/ 7/ لم يدرك/ لم يذكر (و كتب فوقها: يدرك)/ 139/ 9/ لو لا تطلبنا/ كذلك/ الديوان: لو لا تكلفنا 140/ 2- 3/ طلحة بن جعفر المتوكل/ طلحة بن جعفر بن المتوكل/ ل 140/ 5/ مولده سنة أربعين و مائتين/ كذلك/ في تاريخ ابن الكازروني 164 و غيره ان مولده كان سنة 242 ه.
141/ 5/ لغلق الباب/ لغلق باب المسجد/- 141/ 19/ فيأمر بقضاء حاجته/ فيمر بقضا/ ل 142/ 16/ و حكى أن حمدون/ كذلك/ و حكى ابن حمدون 143/ 1/ فلم يحضره جوابا/ «/ فلم يحره جوابا 143/ 9/ رجل دائص عامي/ رجل دايص/ ل
الإنباء،ص:245
رقم الصفحة/ رقم السطر/ القراءة في ل/ القراءة في ف/ الصواب 144/ 2/ دخل اليوم ديلميان/ دخل اليوم اثنان/ ل 144/ 14/ اتطغوا/ كذلك/ اتضغوا: انظر التعليقات رقم: 383 144/ 18- 19/ لا تخرجه إلا في القمار [أو فيما يشبه ذلك و لو انى أعطيتك هذا المبلغ بالقمار لما أمكنك صرفه إلا في القمار] و إنما .../ ما بين العاضدتين أسقط من ف/ 144/ 20- 21/ دخلها حتى لا يمكن/ دخلها و أيضا حتى لا يمكن/ ف 145/ 3/ لاستصغارى/ استصغاري/ «145/ 5/ كان ذلك كافيا/ كان كافيا/ ل 145/ 10- 11/ فكيف إذ لك/ فكيف أكون/ ف 145/ 13/ قلت أحمد بن الطيب/ قلت ابن الطيب/- 145/ 14/ أنى كنت سمعت/ انى سمعت 145/ 19/ و اكتم أنت ذلك أيضا عليه/ و اكتم أنت على أيضا عليه/ ل 145/ 21/ و صرنا في وسط/ و صرنا وسط/ «146/ 3/ فقسمها بنصفين/ فقسمتها بنصفين/ فقسمها نصفين 146/ 8/ ما تحدثت/ كذلك/ ما تحدث 146/ 15/ كان منه مجنى فوقى/ كان منه فوقى/ ل 146/ 16/ الين .. الاقيه/ اللين ... الاقية/ «147/ 4/ في جملة ذلك [الحمل مما أهداه إلى الخليفة]/ ما بين العاضدتين أسقط من ف.
148/ 6/ المالحة/ المملحة/ ف
الإنباء،ص:246(1/253)
148/ 12/ تصحبها/ تسحبها/- 150/ 9/ ان به سلس/ كذلك/ ان بى 151/ 1/ من حضرة/ من خدمة/ ل 151/ 4/ لا يشكر/ لم يشكر/- 151/ 13- 14/ عجبا كنا في عزاء/ عجبا في عزاء/ ل 151/ 21/ له يا يحيى/ يا يحيى/ ف 153/ 4/ و [لما] كان/ ما بين العاضدتين أسقط من ل و ف و هو ضروري هنا./ 153/ 13/ يريدون الفتك/ ليريدون الفتك/ ل 153/ 18/ له قد عزم/ له عزم/ «153/ 22/ ركب يوما إلى/ ركب إلى/ «154/ 6/ بن سوارتكين/ ابن ساوتكين/ «154/ 9/ عشق/ عاشق/ «154/ 14/ صوت/ كذلك/ أصوات 155/ 12/ تهاونا لمن بالدار/ امتهانا لمن في الدار/ ل 157/ 2/ و ولى على بن موسى/ و ولى على بن عيسى/ ف 157/ 17/ ببوله [في القوارير]/ ما بين العاضدتين أسقط من ف/ 158/ 1- 9/ [و قيل لما ورد ... في حجرة الدار]/ لم يرد في نسخة فاتح فلعله من الإضافات التي أشرنا إليها في ما سبق.
158/ 12/ و دخل دار مؤنس/ و دخل مؤنس/ ل
الإنباء،ص:247
رقم الصفحة/ رقم السطر/ القراءة في ل/ القراءة في ف/ الصواب 158/ 14/ بالخلافة و تسمى بالقاهر باللَّه/ بالخلافة بالقاهر باللَّه/ ل 159/ 15/ و فيهم ابنا ياقوت الحاجب و ابنا رائق/ و فيهم بن ياقوت و ابنا رائق/ «159/ 20/ فكما رأى/ كذلك/ فلما رأى 159/ 20- 21/ لطم على وجهه و بكى و بقيت/ لطم على وجهه و بقيت/ ل 160/ 12/ صريع الفلاة/ صريح الوفاء/ «161/ 4/ فان شغبوا/ فان شغب/ ف 161/ 9/ أنت شيخ و عمى/ أنت شيخي و عمى/ «161/ 13/ و قلد امارة الأمراء لمؤنس/ و قلد الامارة مؤنس/ ل 161/ 15/ بأحواله/ بأحوالهم/ «162/ 1/ و إلى مؤنس [يقول لهم ]/ ما بين العاصدتين أسقط من ف.(1/254)
162/ 2/ لندبر/ لتدبروا/ ل 162/ 3- 4/ فقطع رأس على بن يلبق و قدم بين يدي أبيه في طست ثم قطع رأس أبيه و جعلا جميعا في طست و أمر فجر .../ فقطع رأس على بن يلبق بعد أن قطع رأس أبيه و جعلا جميعا في طشت ثم حمل الطشت إلى مؤنس حتى رآه ثم قام القاهر بنفسه فأمر فجر .../ ل 164/ 3- 4/ و كتب من الحبس إلى .../ و كتب من الحبس رقعة إلى .../ ف 164/ 9/ يمينه/ يده/ 164/ 17/ أكثر/ أكبر/ ل 164/ 19/ أمر ابن رائق/ أمر بنى رائق/ «
الإنباء،ص:248
رقم الصفحة/ رقم السطر/ القراءة في ل/ القراءة في ف/ الصواب 164/ 21/ و كان الأكبر/ و قال الأكبر/ ل 165/ 6/ أحسن الخلق خلقا/ حسن الخلق/ «166/ 8/ عند التلاقي/ عند العتاق/ ل (انظر الأوراق، 159) 168/ 2/ العشرين من/ كذلك/ لعلها، لعشر بقين من، كما جاء في أخبار الراضي باللَّه و المتقى للَّه 187 169/ 6- 7/ فانظر من يدبر/ فانظر في من يدبر/ ف 169/ 7/ كورتكيز/ كذلك/ كورتكين 174/ 13- 14/ مضارب توزون [اعتقد المتقى أن توزون ]/ ما بين العاضدتين أسقط من ف.
177/ 13- 14/ و كان أمير فارس/ و كان له فارس/ ل 177/ 18/ و في سنة ست و خمسين/ و في سنة خمس و خمسين/ توفى سيف الدولة في سنة 356 ه: الكامل 8/ 429 179/ 10/ و كان كما يزعمون/ و كما يزعمون/ ل 179/ 13/ خربشته/ كذلك/ ل: انظر التعليقات رقم 524 أ 180/ 6/ ششدرا/ بشدرا/ عن معناها انظر التعليقات: رقم 525 أ.
180/ 12/ أكبر الهداة من الأئمة/ أكبر الهداة الأئمة/ ل 180/ 15/ يا برنفا/ كذلك/ تبدو و كأنها كلمة عامية و مثلها كثير في شعره 180/ 16/ باب لقاط الصفع/ «/ لم أهتد لتقويمه 180/ 23/ من الآفات/ من الافاق/ ل
الإنباء،ص:249
رقم الصفحة/ رقم السطر/ القراءة في ل/ القراءة في ف/ الصواب 182/ 6/ بالصليق/ بالعليق/ ل 183/ 4/ خطب له [بالخلافة على المنابر]/ ما بين العاصدتين أسقط من ف.(1/255)
184/ 8/ على رسمها/ على رسومها/- 184/ 21/ أمير الملة/ كذلك/ أمين الملة 185/ 14/ و ما يقعد/ و لم يقعد/ ل 186/ 2- 3/ ابن القادر باللَّه [و كان أبوه قد لقبه في حياته الغالب باللَّه ]/ ما بين العاصدتين أسقط من ف.
186/ 14/ مسعود بن محمد/ مسعود بن محمود/ ف 186/ 15/ عن بلاد المسلمين/ عن المسلمين/ ل 186/ 16/ و استولى التركمان على بلاد/ و استولى على بلاد/ «186/ 17- 18/ و قوى أمر التركمان/ و قوى التركمان/ «186/ 22/ ظلف النفس/ كذلك/ طلق النفس 188/ 12/ مسعود بن محمود بن مودود بن مسعود/ كذلك/ مسعود بن محمود [ابنه ] مودود بن مسعود 190/ 3- 4/ [و في هذه السنة توفى قاضى ... رحمة الله عليه ]./ ما بين العاصدتين أسقط من ف.
190/ 7/ و كانت هذه خديجة/ كذلك/ انظر التعليقات رقم: 566.
190/ 13- 14/ [و مات القاضي أبو الطيب ... إلى بغداد بأيام ]/ ما بين العاضدتين أسقط من ف،
الإنباء،ص:250
رقم الصفحة/ رقم السطر/ القراءة في ل/ القراءة في ف/ الصواب 192/ 9/ التسعين/ كذلك/ السبعين 194/ 14- 15/ لا بد ما ينفذ إلى مصر و يسلم إلى ../ لا بد من تنفيذه إلى مصر و تسليمه إلى .../ ف 194/ 16/ إلى أن يموت/ حتى يموت/ «194/ 20/ ما دبرته/ في ما دبرته/ «194/ 22/ من يحتفظ به/ إلى يحتفظ به/ ل 195/ 1/ فيفعل به ما/ فيفعل به بمصر ما/ ف 195/ 4/ و سلم إلى مهارش/ و سلم مهارش/ ل 195/ 6/ يرجع إلى [دين و تاله ]/ ما بين العاضدتين أسقط من ف.
197/ 14/ سنة [إحدى و خمسين ]/ بياض في كل من ل و ف غير أن البياض في ل ملي ء بخط حديث مغاير./ 198/ 8/ الخامس عشر من ذي/ الخامس عشرين ذي/ ل 198/ 10/ التسعين/ كذلك/ السبعين، الكامل 10/ 12- 14 199/ 16/ و استوزر/ و استولى/ ف 201/ 14/ و القصاد/ و القضاة/ ف 202/ 18/ عميد الدولة [ولده و كان في عميد الدولة] من .../ ما بين العاضدتين أسقط من ف.(1/256)
203/ 4/ أو يستزيدنى/ أو يستربينى/ ل 203/ 12// من هنا سقطت ورقة كاملة من ف
الإنباء،ص:251
رقم الصفحة/ رقم السطر/ القراءة في ل/ القراءة في ف/ الصواب 204/ 22/ في أول يوم من رمضان/ كذلك/ في عاشر يوم من رمضان و قد سبق لابن العمراني أن قال ذلك، انظر صفحة 200 سطر 4- 5 205/ 4/ جلال الدين/ جلال الدولة/ ف 205/ 6/ في عمل الآلات/ و كان عاز الآلات/ ل 206/ 13/ معما اعرف جراة/ معما أعرفه من جراة/ ف 207/ 7/ قدمه مكشوفة/ قدمه مكشوفا/ ل 207/ 17/ صدقة بهاء الدولة/ صدقة بن بهاء الدولة/ ف 208/ 17/ اشتدت علته/ اشتدت به العلة/ «210/ 6/ أبى طالب الزينبي/ مطموسة بفعل الماء/ 210/ 23/ و رتب مكانه/ و رتب في مكانه/ ف 211/ 16/ و سوق الظباء/ و سوق/ ل 212/ 2/ فانحدروا/ فانحدر/ ف 212/ 13/ و قبل ركابه/ و قبل الأرض و قبل ركابه/ «212/ 16/ كجارى العادة/ على العادة/- 212/ 23/ ابن زهمون/ كذلك/ ابن زهمويه، و انظر التعليقات: 665 214/ 5/ و خس/ و خسر/ ف 215/ 3/ و بنى صندق/ و بنى صلتق/ «215/ 8/ سبعة آلاف بدوي/ ستة آلاف بدوي/ «
الإنباء،ص:252
رقم الصفحة/ رقم السطر/ القراءة في ل/ القراءة في ف/ الصواب 216/ 4/ حتى نصر الله/ كذلك/ و في ل كتب «هم» بعد «نصر» بخط حديث 216/ 9/ من هنا سقطت ورقة كاملة من ل// 217/ 10/ ..../ ففتحوا/ فقبحوا 220/ 3/ فكسرت/ فانكسر/ ل 220/ 15/ الغاشية/ الراشيه/ «220/ 18/ يوم يركب في المحفة/ يوم في المحفة/ «223/ 6/ منكورس/ كذلك/ منكوبرس 223/ 13/ خص/ خصوا/ ل 225/ 23/ ولده مطموسة بفعل الماء و لا يظهر من الكلمة غير «رده» و قد أصلحت من ف.
226/ 8/ عون الدين أبو المظفر/ عون الدين المظفر/ عون الدين أبا المظفر.
و في نهاية نسخة فاتح جاء: ... و إليه الطاهرين بكرة و أصيلا و حسبنا الله و نعم الوكيل و نعم المولى و نعم النصير ... و كان الفراغ من نسخة في العشرين من ذي الحجة سنة إحدى و عشرين و ست مائة.
الإنباء،ص:253(1/257)
التعليقات و الإضافات و الشّروح
في كلا المخطوطتين كثير من الأخطاء النحوية و خاصة فيما يتعلق بالأعداد و الأفعال الخمسة و ما ابتدأ ب «ذو» كذي الحجة و ذي القعدة، تركنا ذكرها لأننا نرى أن مثل هذه الأخطاء الواضحة لا يمكن أن تحدث من قلم المصنف و انما هي من النساخ و ان ذكرها سوف لن يزيد أو ينقص من تحقيقنا.
و إليك بعض هذه الأخطاء لا على وجه الحصر، ل: مخطوطة لايدن، ف: مخطوطة فاتح.
ورقة 6 ب، ل و كانت خلافته سنتان و ثمانية أشهر.
ورقة 18 ب، ل. 47 أ، ف. «و كانت سنه يوم مات أربع و ستون سنة و كانت خلافته اثنان و عشرون سنة.
ورقة 27 ب، ل. 58 أ، ف. «فراى النطع مبسوطا و سيفي ملفوف.
ورقة 27 ب، 59 أ، ف. «... و تصلب على ثلاث جسور ...».
و صلبه على ثلاث جسورة ...».
ورقة 35 أ، ل. 68 أ، ف. «أمرناهم أن يأتون به أسيرا».
ورقة 37 ب، ل. 70 ب، ف. «فأفضى أمرهما إلى أن صار أحدهما وزير المأمون و هو الفضل و صار أخيه الحسن أمير العراق.
ورقة 46 أ، ل. 80 أ، ف. «و كان عمره ثماني و أربعون سنة.
ورقة 53 أ، ل. 86 ب، ف. «اليس العاشر كان أخوك».
ورقة 53 ب، ل. 87 ب، ف. «و كانت خلافة المتوكل أربعة عشر سنة و تسعة أشهر ...».
ورقة 59 ب، ل. 94 ب، ف. «قال الراهب أ تاكلا شيئا ...».
«1»- ما بين العاضدتين كان مطموسا بفعل الرطوبة أو بفعل تلاصق بعض الأوراق في مخطوطة لايدن فأصلحناه من نسخة فاتح، لذلك لم أشر الى ذلك في التعليقات الا إذا وجدت الإشارة ضرورية، أما اختلاف القراءات فانظره في جدول القراءات.
«(1/258)
2»- ذكر النسب الشريف كثير من المؤرخين و اختلفوا كثيرا في ترتيب أجداده- عليه الصلاة و السلام-، انظر مثلا: تاريخ اليعقوبي، الكامل لابن الأثير، الجواهر المضيئة للقرشي، نهارية الأرب للنويرى، تجارب السلف لهندوشاه نخجوانى، ألوفا بأحوال المصطفى لابن الجوزي، ابن الفوطي في ترجمة عز الدين على بن ضياء الدين زيد بن محمد العلويّ النسابة، الكازروني في مختصر التاريخ، و المسعودي في مروجه. قال المسعودي: «و انما ذكرنا هذا النسب من هذا الوجه ليعلم تنازع الناس في ذلك، و لذلك نهى النبي- صلّى الله عليه و سلم- عن تجاوز معد لعلمه من تباعد الأنساب و كثرة الآراء في طول هذه الاعصار». (المروج 4/ 144- 119). و انظر أيضا كتاب الاكتفاء للكلاعيّ 1/ 57 و التنبيه و الاشراف للمسعوديّ 80.
«3»- روى الماوردي في، أدب الدنيا و الدين 16، «قال النبي- صلى الله عليه و سلم- لعدي بن حاتم، رفع الله عن أبيك العذاب الشديد لسخائه».
«4»- في مخطوطة لايدن، «أبوها». و عند ابن الكازروني في مختصر التاريخ 50 «زوجه إياها أخوها عمرو بن خويلد». و أورد الطبري في تاريخه
الإنباء،ص:254
1/ 1127 روايات عديدة في من زوج النبي- صلّى الله عليه و سلم- من خديجة- و قد كذبها الواقدي و الطبري. قال الواقدي: «و الثبت عندنا المحفوظ من حديث محمد بن عبد الله بن مسلم عن أبيه عن محمد بن جبير بن مطعم ... ان عمها عمرو بن أسد زوجها رسول الله- صلّى الله عليه و سلم- و أن أباها مات قبل الفجار».
و الظاهر أن ابن العمراني نقل احدى هذه الروايات من تاريخ الطبري.
و انظر، سيرة ابن هشام (نشر وستنفلد) 120، ألوفا بأحوال المصطفى لابن الجوزي 645- 646، كتاب الاكتفاء للكلاعيّ، رواية الواقدي باسناد له و رواية ابن إسحاق 1/ 262، تاريخ اليعقوبي 2/ 19- 20، صفة الصفوة لابن الجوزي 1/ 25.
«(1/259)
5»- و كفن ... إلخ، نقلها ابن الكازروني في مختصر التاريخ 49، و قد كان هذا الكتاب من المصادر التي نقل منها الى كتابه. و انظر السمط المجيد للقشاشى 89.
«6»- جاء في مختصر التاريخ 49: «و قال غيره، ثلاثة أثواب بيض سحولية»، فلعله أراد ابن العمراني.
«7»- هذه رواية ابن إسحاق أوردها ابن الكازروني في مختصر التاريخ 48- 49.
«8»- سودة بنت زمعة، انظر ذيل المذيل للطبري 2437، ألوفا 646.
«9»- عائشة الصديقة، ذيل المذيل 2439، ألوفا 646.
«10»- حفصة ابنة عمر بن الخطاب، ذيل المذيل 2441، ألوفا 646.
«11»- زينب بنت خزيعة، ذيل المذيل 2431، ألوفا 647.
«12»- أم سلمة، هند بنت أبى أمية، ذيل المذيل 2443، ألوفا 647.
«13»- زينب بنت جحش، ذيل المذيل 2447، ألوفا 647.
«14»- جويرية بنت الحارث، ذيل المذيل 2447، ألوفا 647.
«15»- أم حبيبة، و اسمها رملة بنت أبى سفيان، ذيل المذيل 2444، ألوفا 647.
«16»- صفية بنت حيي بن أخطب، ذيل المذيل 2452، ألوفا 647.
«17»- ميمونة بنت الحارث، ذيل المذيل 2453، ألوفا 648.
«18»- عمرة، هي عمرة بنت يزيد الكلابية، تزوجها النبي- صلّى الله عليه و سلم- و لم يدخل بها. ابن الكازروني 52- 53، ابن عساكر 1/ 308، القرشي، الجواهر المضيئة 1/ 22، و قال النووي في تهذيب الأسماء 2/ 372، «اختلف في اسمها و الأصح أن اسمها أميمة بنت النعمان بن شراحبيل و يقال، أنها مليكة الليثية. قلت و قيل اسمها عمرة. و قال الخطيب، أن اسمها أسماء». و انظر الطبري، ذيل المذيل 2433، 2454، ألوفا 648.
«19»- أم أيمن، مولاة رسول الله- صلّى الله عليه و سلم- و حاضنته و اسمها بركة، أعتقها النبي حين تزوج خديجة، ذيل المذيل 2460، 2467.
الإنباء،ص:255
و عن مارية، 2461، و سلمى 2467، و زاد الطبري في مواليه- صلّى الله عليه و سلم- ميمونة و أميمة 2468، و انظر، ألوفا 581.
«(1/260)
20»- ذكر الطبري سلمان الفارسي و أبا رافع و كان اسمه أسلم و أسامة بن زيد و أمه أم أيمن، و ثوبان و ضميرة و زيدا و أبا يسار. المنتخب من كتاب ذيل المذيل من تاريخ الصحابة و التابعين المطبوع في نهاية تاريخ الطبري 2372- 2373، ألوفا 581، و عن سفينة و أبى رافع، انظر، تهذيب الأسماء للنووي 1/ 225، 2/ 220.
«21»- ذكرهن مستفيض في كتب السيرة و التواريخ في من أسلم منهن و من لم تسلم.
«22»- في كلا نسختي لايدن و فاتح كتبت رءوس المواضيع بخط أعرض من خط المتن بينما أدمجت في نسخة ولى الدين و باريس.
«23»- أسقط هذا السطر بكاملة من نسخة فاتح.
«24»- و زاد ابن قتيبة في نسبه «رباح بن عبد الله بن رزاح» المعارف 184.
«25»- قال ابن قتيبة، المعارف 184، «عمره كان خمسا و خمسين سنة».
«26»- المعارف 198.
«27»- المعارف 102 (وستنفلد، كوتنكن 1850).
«28»- في الأخبار الطوال 285 «أنها سمته»، و انظر، المعارف 180، شرح قصيدة ابن عبدون 278، الفخرى 164، سير اعلام النبلاء 3/ 316، 359، مختصر التاريخ 88.
«29»- ثمار القلوب للثعالبي 75، المعارف 180، لطائف المعارف للثعالبي 65.
«30»- في الحاشية من ل كتب بخط مغاير حديث، «و كانت أمه ...
رضى الله عنها و عن ابنها» و «مسألة حلف شخص بالطلاق الثلاث ان كان الله تعالى يغفر للحجاج مع هذه ... المهلكة الصادرة منه فامرأة الأبعد طالق ... فهل يقع عليه طلاق أو لا».
«31»- في فوات الوفيات أنها وجهت كلامها للحجاج، 1/ 449، و انظر: اليعقوبي 2/ 320.
«32»- نقل ابن شاكر الكتبي هذا النص من تاريخ ابن العمراني هذا فقال: «و يقال ...» فوات الوفيات 1/ 449. و انظر تاريخ القرماني (مخطوطة لايدن) ورقة 135 ب، أنساب الأشراف 5/ 370.
«33»- المعارف 183 (وستنفلد).
«34»- المعارف 184- 185 (وستنفلد).
«35»- بالنص في تاريخ السيوطي 243. الفخرى 176.
«(1/261)
36»- نسب هذا القول لعبد الملك، الفخرى 167، شرح قصيدة ابن عبدون 202، تجارب السلف 76، تاريخ السيوطي 217.
الإنباء،ص:256
«37»- المشهور أن يزيد بن الوليد بن عبد الملك هو الّذي كان يلقب بالناقص لأنه نقص الجنود عطاءهم، الكازروني 103، الخلاصة 45، مقاتل الطالبين 165، اليعقوبي 2/ 401 (طبعة لايدن)، تجارب السلف 83، تاريخ أبى الفداء 1/ 205، لطائف المعارف للثعالبي 29- 30 (لايدن).
«38»- المعارف 187، (وستنفلد).
«39»- انظر تفصيل هذه الحوادث في كتاب العيون و الحدائق 201، المعارف 187- 189.
«40»- قال الدينَوَريّ، و هرب مروان على طريق إفريقية، (الأخبار الطوال 366).
«41»- قال المصري: (بلغ مروان بن محمد بوصير في أرض مصر بعد الحروب التي كانت بينه و بين أصحاب أبى العباس منهزما و عامر بن إسماعيل في أثره) زهرة العيون، مخطوطة لايدن، ورقة 46 ب، مختصر تاريخ ابن الساعي، 4، و قال الزمخشريّ في كلامه على الفيوم من أرض مصر: (قتل فيها مروان بن محمد آخر خلفاء بنى أمية (الجبال و الأمكنة و المياه: 181).
و في مصر يوجد أربع قرى بهذا الاسم و بوصير قوريدس بالفيوم هي التي قتل فيها مروان بن محمد سنة 132 ه: راجع المقريزي: المواعظ و الاعتبار 1/ 34، صبح الأعشى 3/ 381.
«42»- قصة السنورة و لسان مروان انظرها في: تاريخ اليعقوبي 2/ 412، القرماني، أخبار الدول مخطوطة لايدن ورقة 143 ب- 144 أ:
و بالنص في تاريخ السيوطي 255 نقلا عن الصولي، الصولي أشعار أولاد الخلفاء 305، شرح قصيدة ابن عبدون 224، مختصر تاريخ ابن الساعي 4- 5، 9، زهرة العيون ورقة 49 ب، الكامل 5/ 327، تاريخ أبى الفداء 2/ 223، لطائف المعارف للثعالبي 86.
«(1/262)
43»- أورد المصري قصة ميراث النبوة: «... فلا تقتلوني فإنكم ان قتلتموني ستفقدون ميراث رسول الله- صلّى الله عليه و سلم- قالوا له: انظر ما ذا تقول؟ قال: ان كذبت فاقتلوني. هلموا و اتبعونى ففعلوا فأخرجهم من القرية الى موضع رمل. فقال: اكشفوا ها هنا فكشفوا فإذا القضيب و البردة و قعب و مخضب قد دفنه مروان كي لا يصير الى بنى هاشم فأداه الى أهله. فوجهها عامر بن إسماعيل الى على بن عبد الله فوجهها الى أبى العباس». زهرة العيون: ورقة 48 أ.
و ذكر ابن الكازروني في ترجمة السفاح انه (اشترى بردة النبي- صلّى الله عليه و سلم- بأربع مائة دينار) مختصر التاريخ 112، و أعاد عبد الرحمن الإربلي ذلك في الخلاصة، و انظر الأحكام السلطانية صفحة 163- 164 في أصل البردة و القضيب و مصيرهما.
«44»- نقل ابن الكازروني هذا الفصل مختصرا في «مختصر التاريخ» دون أن يصرح باسم العمراني 109- 111.
«45»- قال ابن الكازروني 109 «فلقيه عبيد الله بن زياد في ثلاثة آلاف مقاتل».
الإنباء،ص:257
«46»- في نسختي لايدن و فاتح (إبراهيم) و هذا وهم من المؤلف رحمه الله تعالى.
و قد استدرك ابن الكازروني هذا الخطأ حين نقل هذا الفصل مختصرا الى كتابه فقال: «رماه عمر بن سعد بن أبى وقاص بسهم فوقع في نحره ..) صفحة 109، و انظر تاريخ السيوطي 207، الفخرى 160.
«47»- جاء في تاريخ الطبري (... فأقبل به (رأس الحسين عليه السلام ..) ... فأتى منزلة فوضعه تحت اجانة في منزله .. فقالت زوجته:
فو الله ما زلت انظر الى نور يسطع مثل العمود من السماء الى الاجانة و رأيت طيرا بيضا ترفرف حولها (حوادث سنة 61 صفحة 369).
«(1/263)
48»- جاء في سير اعلام النبلاء 3/ 216 (ان الرأس الشريف بقي في خزانة السلاح حتى ولى سليمان .. فجعله في سفط و طيبة و كفنه و دفنه في مقابر المسلمين، فلما دخلت المسودة سألوا عن موضع الرأس فنبشوه و أخذوه فاللَّه أعلم ما صنع به). و قال الهروي في كتاب الزيارات 32 في كلامه على عسقلان «و به مشهد الحسين- رضي الله عنه- كان به رأسه فلما أخذتها الفرنج نقله المسلمون الى مدينة القاهرة و ذلك سنة تسع و أربعين و خمس مائة». و انظر رحلة ابن بطوطة، باريس 1853، 1/ 126.
«49»- أورد الطبري حوادث خروج الحسين بن على- كرم الله وجهه- و مقتله بالتفصيل في حوادث سنة 60- 61 و قد اختصر ابن العمراني هذه الحوادث الواردة في الطبري. و انظر مقاتل الطالبيين لأبى الفرج الأصبهاني 78- 122، زهرة العيون ورقة 20 ب- 21 أ.
«50»- في هذا الخبر اضطراب تاريخي لأن المعروف أن مصعب بن الزبير هو الّذي قتل المختار و أن عبد الملك بن مروان قتل مصعب بن الزبير، جاء في تاريخ اليعقوبي: «و قال بعضهم: دخلت على عبد الملك بن مروان و بين يديه رأس مصعب بن الزبير فقلت يا أمير المؤمنين لقد رأيت في هذا الموضع عجبا. قال: ما رأيت، قلت: رأيت رأس الحسين بن على بين يدي زياد و رأيت رأس عبيد الله بن زياد بين يدي المختار ابن أبى عبيد و رأيت رأس المختار بن أبى عبيد بين يدي مصعب بن الزبير و رأيت رأس مصعب بن الزبير بين يديك. قال: فخرج من ذلك البيت و أمر بهدمه». 2/ 317. و انظر كذلك شرح قصيدة ابن عبدون 190- 191، سراج الملوك 30، رواية عن عبد الملك بن عمير، تاريخ السيوطي 207 رواية عن الثعالبي قال: قال الثعالبي، روت الرواة من غير وجه عن عبد الملك بن عمير الليثي قال: و الخبر نقله السيوطي من لطائف المعارف للثعالبي 85.
«51»- انظر: مختصر التاريخ 110- 111، نسب قريش 176- 179.
«(1/264)
52»- ورد القول بالنص في مختصر التاريخ للكازروني 110، و قال الدكتور مصطفى جواد- رحمه الله-: «لم يعرف في التاريخ و لا كتب الأدب أن هذا القول قيل في غدر عبد الملك بن مروان بعمرو بن سعيد الأموي. قال
الإنباء،ص:258
أبو العباس المبرد في كتابه الكامل (3/ 248) (و كان يقال ضحى بنو حرب في الدين يوم كربلاء و ضحى بنو مروان بالمروءة يوم العقر. فيوم كربلاء يوم الحسين بن على بن أبى طالب و أصحابه. و يوم العقر يوم قتل يزيد بن المهلب و أصحابه). و قائل هذا القول هو كثير عزة (الأغاني 9/ 22، الوفيات 2/ 4، 329). فإذا كان الأمر كذلك فان ابن الكازروني نقل هذا من كتاب الانباء.
«53»- أخباره في أنباء نجباء الأبناء 124/ 126، و تاريخ الخلفاء من كتاب العيون و الحدائق و مضمار الحقائق، 21، 50- 59.
«54»- انظر نسب قريش 216، المعارف لابن قتيبة 207، 418، نبذة من التاريخ ورقة 293 ب، الأغاني 12/ 225 الفخرى 186 «و كان أبو مسلم قد قويت شوكته فسار اليه عبد الله فقتله أبو مسلم ثم أظهر الدولة العباسية» مقاتل الطالبيين 161، الطبري 2/ 1879 ابن الأثير 5/ 130، 132، 149- 151. لسان الميزان 3/ 263 تاريخ أصبهان 2/ 43، تجارب السلف 84.
تاريخ خليفة بن خياط 2/ 409، 413، زهرة العيون ورقة 51 أو و أخباره في الأغاني 12/ 215، 238 (طبعة دار الكتب) تجارب السلف 84- 85.
«55»- الأبيات في تاريخ ابن عساكر 1/ 348، نهاية الارب 2/ 362، سير أعلام النبلاء 2/ 75، لسان العرب 9/ 263، القاموس 1102، البداية و النهاية 2/ 258- 259، صفة الصفوة 1/ 16.
«56»- أورد المؤرخون كثيرا من هذه الأحاديث التي تبشر بملك بنى العباس. انظر نبذة من كتاب التاريخ ورقة 239 أ، 240 أ سير أعلام النبلاء 2/ 70- 73، البداية و النهاية 10/ 48- 51، 11/ 23، خلاصة الذهب المسبوك 54. و قد اعتبر ابن قيم الجوزية كل هذه الأحاديث كاذبة موضوعة، المنار المنيف 117.
«(1/265)
57»- انظر أحاسن كلم النبي للثعالبي ورقة 85 ب، شرح قصيدة ابن عبدون 222، خلاصة الذهب المسبوك: 58 «ثمانون ألف عربي على ثمانين ألف فرس عربية». الإعجاز و الإيجاز للثعالبي 76 «سبعين ألف فارسي عربي». و لطائف المعارف للثعالبي 86 «و كان مروان قد عرض بظاهر الحيرة سبعين ألف عربي».
«58»- المعروف أن بنى أمية لم يستخدموا الوزراء بالمعنى الّذي استخدمه العباسيون، أما المثل فيبدو مثلا عاميا كان شائعا ببغداد.
«59»- مختصر التاريخ 111، الطبري حوادث سنة 186 صفحة 651، نسب قريش 29
«60»- الأبيات مشهورة في كتب التاريخ، انظر الأخبار الطوال 360 و في الحاشية من ل كتبت الأبيات المشهورة الأخرى:
أرى خلل الرماد و ميض نار و يوشك أن يكون له ضرام
«61»- ذكر المؤرخون أن الداخل على إبراهيم الامام كان يقطين بن موسى، نبذة من كتاب التاريخ ورقة 287 ب، شرح قصيدة ابن عبدون 214
«62»- جاء في الأخبار الطوال 269- 271: «ان الحسن بن قحطبة وافى الكوفة و بها الامام أبو العباس فأظهر أبا العباس و أقبل به حتى دخل
الإنباء،ص:259
المسجد الأعظم». و انظر: الفرج بعد الشدة 2/ 119- 121 و غيرهما.
«63»- جاء في تاريخ الطبري 3/ 37، «و تكلم داود بن على و هو على المنبر أسفل من أبى العباس بثلاث درجات».
«64»- المشهور أن السفاح هو الّذي بدأ بالخطبة ثم تلاه عمه، انظر الخطبة في البيان و التبيين 1/ 332، العيون و الحدائق 201، نبذة من كتاب التاريخ ورقة 292 أ، مختصر تاريخ ابن الساعي 5- 8، تاريخ اليعقوبي 2/ 419، البداية و النهاية 10/ 40- 42، الكامل 5/ 365، و النزعة، الرماة (اللسان، نزع). و نص خطبتي السفاح و عمه في تاريخ الطبري 3/ 29- 33.
«65»- قال ابن شاكر الكتبي في الوافي بالوفيات 1/ 35، «انها للسيد الحميري»، و مثل ذلك في تجارب السلف لهندوشاه نخجوانى و خلاصة الذهب المسبوك لعبد الرحمن الإربلي 56.
«(1/266)
66»- جاء في تاريخ ابن الأثير 5/ 320، «ثم قال من يسير إلى مروان من أهل بيتي؟ فقال عبد الله بن على: أنا». و مثله في: العيون و الحدائق 202.
«67»- المشهور في كتب التاريخ أن أبا سلمة أراد العدول عن بنى العباس الى بنى على بن أبى طالب- رضى الله عنه- و لذلك أمر أبو مسلم بقتله بإشارة من السفاح. الأخبار الطوال 370، العيون و الحدائق 212، الكامل 5/ 335، البداية و النهاية 10/ 53- 54، تجارب السلف 99- 101، 112، تاريخ اليعقوبي 2/ 423، قال: «فوجه أبو مسلم مراد بن أنس الضبيّ فجلس على باب أبى العباس و كان يسمر عنده فلما خرج ثار اليه و ضرب عنقه». الفخرى 210، و البيت لسليمان بن مهاجر البجلي، الكامل 5/ 335، تاريخ اليعقوبي 2/ 423، نشوار المحاضرة: الجزء الثامن و المنشور تباعا في مجلة المجمع العلمي العربيّ بدمشق 10/ 609، التمثيل و المحاضرة للثعالبي 144.
«68»- هذا وهم من المصنف- رحمه الله- فان عبد الله بن معاوية ابن عبد الله بن جعفر بن أبى طالب ثار على بنى أمية في زمن مروان بن محمد في الكوفة ثم تركها الى المدائن و غلب على حلوان و ما قاربها ثم توجه الى بلاد العجم فغلب على الجبال و همذان و أصفهان و الري و التحق به قوم من بنى هاشم منهم السفاح و المنصور. و قد قتله أبو مسلم في الحبس حين ظهرت الدعوة العباسية، الفخرى 185- 186، الجهشيارى 98، و حوادثه ذكرها الطبري بتفصيل، و قال أبو نعيم في تاريخ أصفهان 2/ 43: «قدم عبد الله بن معاوية أصفهان متغلبا عليها أيام مروان سنة ثمان و عشرين و مائة و معه المنصور أبو جعفر الى انقضاء سنة 129، ثم خرج هاربا الى خراسان فحبسه أبو مسلم صاحب الدولة في سجنه و مات مسجونا سنة 131».
و انظر: مقاتل الطالبيين 168، المعارف لابن قتيبة 217، 418، الأغاني 12/ 229 (دار الكتب).
الإنباء،ص:260
«(1/267)
69»- هذا وهم من المصنف- رحمه الله- فان المهدي هو الّذي ولد بايذج بينما ولد المنصور بأرض الشام. قال الجهشيارى 98، «لما غلب عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبى طالب في أيام مروان على أصبهان و بعض بلاد فارس و بعض الأهواز وفد اليه الهاشميون أجمعون من بنى على- رضوان الله عليهم- و من بنى العباس و غيرهم فاستعان بهم في أعماله و قلد أبا جعفر المنصور كورة ايذج». و قال ابن الكازروني 118:
«ولد (المهدي) بايذج في سنة سبع و عشرين و مائة». السيوطي، تاريخ الخلفاء 271، مقاتل الطالبيين 167 (و قد تصحفت «ايذج» في الخلاصة 90 فصارت، «اذرج»).
و ايذج: بلد من كور الأهواز و بلد الخوز، معجم البلدان 1/ 416. و قد ذكرها الصابي في هجاء قاضيها فقال:
يا رب علج أعلج مثل البعير الأهوج
فقلت قاضى ايذج فقال قاضى ايذج
ثمار القلوب 236، المستطرف في كل فن مستظرف 1/ 122، يتيمة الدهر 2/ 286.
«70»- أوردها السيوطي في تاريخه 268 نقلا عن الصولي و نسبها الثعالبي لمحمد بن يزداد، التمثيل و المحاضرة 147.
«71»- انظر: تاريخ الطبري حوادث سنة 158 ه، 3/ 398، و قد أوردها ابن العمراني مختصرة، الكامل 6/ 16، زهرة العيون، ورقة 84 أ، سراج الملوك 106.
«72»- وردت الحكاية بكاملها في تاريخ بغداد 1/ 64، زهرة العيون 79 ب، تاريخ السيوطي 26، الوافي بالوفيات 1/ 487. وردت قصة المنام في تاريخ اليعقوبي 2/ 467- 468 طبعة هو هوتسما لايدن 1883.
«73»- المشهور أنه هرب و التجأ الى اخوته بالبصرة، الجهشيارى 103، ثم جاء بأمان كتبه له ابن المقنع. فكان هذا الأمان سببا لقتل ابن المقفع أيضا.
«74»- انظر الجهشيارى 130، الطبري 3/ 328- 330، الكامل 5/ 445، زهرة العيون 80 أ، المستطرف 1/ 95.
«(1/268)
75»- أجمع المؤرخون على أن يونس بن أبى فروة كاتبه هو الّذي نبهه على الخطر فقال: نشدتك الله أن لا تفعل فإنه يريد أن يقتلك و يقتله لأنه أمرك سرا و يجحدك إياه في العلانية. الجهشيارى، كتاب الوزراء و الكتاب 130، الكامل 5/ 445، تاريخ الطبري 3/ 329، زهرة العيون، ورقة 80 أ، المستطرف 1/ 96.
«76»- جاء في الطبري 3/ 330 و غيره «ثم أمر به فجعل في بيت أساسه ملح و أجرى في أساسه الماء فسقط عليه فمات» اليعقوبي 1/ 442- 443، المستطرف 1/ 95، الفخرى 227.
«77»- حوادث خروج محمد بالمدينة و أخيه إبراهيم بالبصرة، الطبري حوادث سنة 144- 145، 3/ 189- 317 الفخرى 222- 225 الجهشيارى 123- 124، و بالتفصيل في كتاب غاية الاختصار 12- 18،
الإنباء،ص:261
الكامل 5/ 403- 419. و انظر الاختلاف في مصير ذي الفقار 5/ 419، أخبار القضاة 1/ 223- 224. الأغاني 5/ 322.
«78»- المعارف لابن قتيبة. تحقيق الدكتور ثروت عكاشة، 213، 378 فقد وهم المحقق و قال «موضع دون تكريت و انظر معجم البلدان» و في معجم البلدان في مادة باخمرا جاء: «موضع بين الكوفة و واسط و هو الى الكوفة أقرب» بها كانت الوقعة بين أصحاب أبى جعفر المنصور و إبراهيم بن عبد الله بن حسين بن أبى طالب عليه السلام. و مثله هذا يشبه مثله الآخر حين علق على مقتل أحمد بن نصر الخزاعي بالمحنة فقال: «المحنة منزل بين الكوفة و دمشق» و لم يفطن الى أنها محنة أهل السنة على أيدي المعتزلة في القول بالقرآن و خلقه، و في هذه المحنة قتل أحمد بن نصر، قتله الواثق بيده.
«79»- حوادث خلع عيسى بن موسى و مؤامرات المنصور: الطبري 3/ 331- 352، الفخرى 233- 235.
«80»- جاء في تاريخ الطبري 3/ 338 «ان المنصور أراد البيعة للمهدي فكلم الجند في ذلك فكانوا إذا رأوا عيسى راكبا أسمعوه ما كره ...» الفخرى 234.
«81»- الأبيات في الطبري 3/ 476، ابن الأثير 6/ 30.
«82»- الفخرى 234، «و لما رآه بعض أهل الكوفة».
«(1/269)
83»- الطبري 3/ 338: «فقال بعض أهل الكوفة»، الجهشيارى 127 «و كان بعض المجان من أهل الكوفة إذا مر عليهم عيسى بن موسى ...».
«84»- جاء في تاريخ الطبري، ان «المنصور أراد أبا حنيفة، النعمان ابن ثابت على القضاء فامتنع عن ذلك فحلف المنصور أن يتولى له و حلف أبو حنيفة الا يفعل فولاه القيام ببناء المدينة و ضرب اللبن و عده». و في رواية أخرى أن «المنصور عرض على أبى حنيفة القضاء و المظالم فامتنع فحلف ألا يقلع عنه حتى يعمل فأخبر أبو حنيفة فدعا بقصبة فعد اللبن على رجل قد لبنه و كان أبو حنيفة أول من عد اللبن بالقصب، حوادث سنة 145، 3/ 278، و انظر: الكامل 5/ 427، تاريخ بغداد 1/ 71، الفخرى 219، بغداد مدينة السلام لريجارد كوك 1/ 37- 39، و قد أورد الزمخشريّ في تفسيره أن أبا حنيفة- رضى الله عنه- قال: انه لا يرضى أن يتولى عد اللبن للدوانيقى.
تفسير الكشاف: سورة البقرة 124 في تفسير قوله تعالى «لا ينال عهدي الظالمون». أما بناء قصر الخلد فقد تولى ذلك ابان بن صدقه و الربيع في سنة ثمان و خمسين و مائة» تاريخ بغداد 1/ 75، 80».
«85»- قال اليعقوبي في تاريخه 2/ 440 «و أقبل نحو العراق فلما جاز عقبة حلوان قال لمالك بن الهيثم: ما الرأي؟ قال: الرأى تركته وراء العقبة».
و روى الثعالبي أن أبا مسلم نفسه قال ذلك. التمثيل و المحاضرة 42، تاريخ العتبى، دلهى 1847، 170.
«86»- جاء في تاريخ الطبري 3/ 113 «فقال له أخبرنى عن نصلين
الإنباء،ص:262
أصبتهما في متاع عبد الله بن على قال: أحدهما الّذي على قال: أرنيه فانتضاه فناوله فهزه أبو جعفر ثم وضعه تحت فراشه ... (تاريخ بغداد)».
10/ 209، الفخرى 230- 231 مختصر تاريخ ابن الساعي 120، البداية و النهاية 10/ 70، الكامل 5/ 363.
«(1/270)
87»- لعل العمراني أراد أن ينقل قول الفرج ابن فضالة التنوخي صاحب مال المنصور حين انتقد على المنصور قتل أبى مسلم فدعا به المنصور فقال: «و قتلت أنت أبا مسلم و أنت في خرق من الأرض و كل من حولك له و منه و اليه»، الجهشيارى 112.
«88»- معرضا بادعاء أبى مسلم نسبه لسليط بن عبد الله، الديارات 215 و قد تصحف اسم «آمنة» الى «آسية». حاشية صفحة 217.
و انظر الطبري 3/ 115.
«89»- و وردت الأبيات في تاريخ اليعقوبي 2/ 441، الطبري 3/ 115، البداية و النهاية 10/ 71، الكامل 5/ 364 الخلاصة 67 الوافي بالوفيات 1/ 488، زهرة العيون ورقة: 81 ب، مختصر تاريخ ابن الساعي 23 و قد ورد البيتان الأول و الثاني في كل هذه المصادر باختلاف يسير في الألفاظ.
«90»- انظر خطبة المنصور في البداية و النهاية 10/ 71 نقلا من تاريخ الطبري و هي مختلفة عما هي هنا و هذا دليل على أن ابن العمراني كان يكتب من حفظه. الكامل 5/ 366 و قد أورد الطبري هذه الخطبة في حوادث سنة 158 «انه من نازعنا عروة هذا القميص أجزرناه خبئ هذا الغمد و ان أبا مسلم بايعنا و بايع الناس لنا على أنه من نكث بنا فقد أباح دمه ثم نكث بنا فحكمنا عليه حكمه على غيرنا و لم تمنعنا رعاية الحق له من اقامة الحق عليه 3/ 433، و في تاريخ بغداد، 10/ 210 ورد: «و من نازعنا هذا القميص أوطأنا أم رأسه خبئ هذا الغمد و أن أبا مسلم بايع لنا على أنه من نكث بيعتنا و أضمر غشا لنا فقد أباحنا دمه و نكث و غدر و فجر، فحكمنا عليه لأنفسنا حكمه على غيره لنا». و انظر رسوم دار الخلافة 65
«91»- اختلاف الروايات في نسب أبى مسلم، انظر الفخرى 176- 187، البداية و النهاية 10/ 67، اليعقوبي 2/ 392 خلاصة الذهب المسبوك 67/ 68، تاريخ الطبري 2/ 1960 حوادث سنة 128 ه.
«92»- الجاحظ، المحاسن و المساوئ 29، تاريخ بغداد 10/ 208، الكامل 5/ 367، البداية و النهاية 10/ 72 مختصر تاريخ ابن الساعي 14، الخلاصة 68.
«(1/271)
93»- راجع ما قلناه في رقم: 84.
«94»- تاريخ الطبري حوادث سنة 158، 3/ 445، و الوصية بكاملها هناك، و أوردها ابن الساعي في تاريخه 19- 21
«95»- تاريخ الطبري 3/ 450: ان المنصور رأى في منامه من أنشده:
«أما و رب السكون و الحرك ... إلخ». و كذلك في شرح قصيدة ابن عبدون 287، الكامل 6/ 9 مختصر تاريخ ابن الساعي 19.
و أجمع المؤرخون على أن الرشيد هو الّذي رأى منشدا ينشد هذه
الإنباء،ص:263
الأبيات و كلها روت الأبيات عن الأصمعي الّذي قال «دخلت على الرشيد و هو ينظر في كتاب و دموعه تتحدر على خديه ...» انظر: الأحكام السلطانية للماوردى 99، المسعودي، المروج 6/ 359، الكازروني 126، حاشية الجهشيارى 276، و الأبيات لأبى العتاهية، ديوان أبى العتاهية بيروت 1887 صفحة 122، الخلاصة 169. و قد حدث اضطراب في البيت الأول من كتابي مختصر التاريخ و الخلاصة لم يقمه محققا الكتابين.
«96»- جاء في تاريخ الطبري 3/ 449 أنه رآها مكتوبة على حائط في منزل نزله في طريق مكة، و مثله في العيون و الحدائق 368، شرح قصيدة ابن عبدون 287، مختصر تاريخ ابن الساعي 22، الفخرى 239، زهرة العيون ورقة 87 ب، الكامل 6/ 13، سراج الملوك 37.
«97»- هو أبو أيوب، سليمان بن مخلد المورياني نسبه إلى موريان:
قرية من قرى الأهواز نكبه المنصور لما ظهر منه من خيانة و قتله و قتل أقاربه و استصفى أموالهم، الفخرى، 238 و ذكر الكازروني وزراء المنصور 117 و الإربلي 62 فقال: «قال أبو بكر الصولي: أول من وزر لبني العباس أبو سلمة الخلال ثم خالد بن برمك فلما توفى السفاح أقره المنصور لديه ثم استوزر أبا أيوب سليمان بن أبى سليمان المورياني ثم ولى أبا الفضل الربيع بن يونس بعد أبى أيوب»، و أخبار المورياني مفصلة في كتاب الوزراء و الكتاب: انظر فهرس أعلامه.
«(1/272)
98»- انظر في ذلك الجهشيارى 125، الفخرى 239. فلعل ابن العمراني نقاها من الجهشيارى و منه نقلها ابن الطقطقى، و هذا من مغامز الشعوبية في أصله الهاشمي الصريح. انظر أبيات الفضل بن الربيع في فخره بارومته الهاشمية في زهر الآداب 1/ 545.
«99»- قال الكازروني أن «أم موسى بنت عبد الله بن منصور» صفحة 118، و ذكر ابن الساعي أن اسمها كان «اروى» صفحة 22.
«100»- أورد الطبري في تاريخه 3/ 400 أن «عمارة بن حمزة قال:
كنت عند المنصور فانصرفت من عنده في وقت انتصاف النهار. و بعد أن بايع الناس للمهدي. فجاءني المهدي في وقت انصرافي فقال لي: قد بلغني أن أبى قد عزم أن يبايع لجعفر أخى، و أعطى الله عهدا لئن فعل لأقتلنه. فمضيت من فوري الى أمير المؤمنين ... قلت: أمر حدث أريد أن أذكره. قال: فأنا أخبرك به قبل أن تخبرني. جاءك المهدي فقال: كيت و كيت ... قال: قل له، نحن أشفق عليه من أن نعرضه لك».
«101»- الخبر بنصه في الأغاني 4/ 33، و في ديوان أبى العتاهية 309، و في البداية و النهاية 10/ 266.
«102»- أخباره في كتاب الأوراق للصولي (قسم أخبار الشعراء) 74- 143.
«103»- الأبيات في فوات الوفيات 2/ 447، البداية و النهاية 10/ 163 الخلاصة 116- 117 و جواب الخيزران له رواية عن ابن الأعرابي.
«104»- الأغاني 3/ 243، الطبري 3/ 538 باختلاف في الألفاظ،
الإنباء،ص:264
معجم البلدان 2/ 767، الفخرى 251 و النبوك أو الدبوق لعبة يلعب بها الصبيان (لسان العرب- دبق)، محمود تيمور: المجلة السلفية 2/ 94.
«105»- الأغاني 3/ 243، و كررها في 3/ 245، الطبري 3/ 508 «بنى أمية هبوا طال نومكم ...».
«106»- تاريخ السيوطي 277 نقلا عن الصولي و بالنص في الخلاصة 95 رواية عن ابى عبيدة فلعله نقلها من الانباء.
«(1/273)
107»- بالنص في تاريخ اليعقوبي 2/ 484- 485 مع الأبيات و نرجح أن ابن العمراني نقلها منه أو من تاريخ الطبري و للزيادة في العلم، انظر: تاريخ بغداد 1/ 82- 83، و بالنص في الطبري 3/ 525 مع اختلاف يسير في الألفاظ مع الأبيات. و هذا دليل أيضا أن ابن العمراني يكتب من حفظه. زهرة العيون ورقة 192 أ- 193 أ، المسعودي، المروج 6/ 258 و عن على بن يقطين انظر الفهرست، 224، و هو صاحب ديوان زمام الأزمة للمهدي: الطبري 3/ 522.
و في موت المهدي روايات مختلفة رواها الطبري 3/ 523- 526.
«108»- في تاريخ ابن الكازروني، ان المنصور هو الّذي رأى ذلك في منامه، 116. و ذكر الخطيب أن رؤيا المهدي حدثت في قصره الّذي بناه بالرصافة 1/ 83، و عن الأبيات انظر تاريخ بغداد 1/ 83، زهرة العيون ورقة 192 أ- 193 أ و الطبري 3/ 523- 526 و المسعودي 6/ 258، سراج الملوك 36، 37.
«109»- جاء في المروج «انه لم يبق الا عشرة أيام».
«110»- قال ياقوت أن قبره في قرية يقال لها ده بالا بناحية الجبل قرب البندنيجيين (معجم البلدان 2/ 632)، ثم قال في الرذ: قرية بماسبذان قرب البندنيجيين بها قبر أمير المؤمنين المهدي (2/ 775).
«111»- في الطبري «قبة حسنة» 3/ 525 ثم ذكر الأبيات و انظرها في تاريخ السيوطي 278، الأغاني 4/ 103 أن أبا العتاهية عمل الأبيات لإغاظة الرشيد، العيون و الحدائق 281- 282، الفخرى 216، البداية و النهاية 2/ 191، زهرة العيون ورقة 92 ب، المنتظم 9/ 241.
«112»- يسار: بشار: هكذا ورد في كل من نسختي فاتح و لايدن.
و الصواب ما أثبتناه.
«113»- الفيض: النضر: انظر رقم 112.
«114»- وزارات المهدي ذكرها ابن الطقطقى في الفخرى 246- 257، و جاء في تاريخ بغداد، 1/ 93 أبو عبيد الله معاوية بن عبد الله بن عضاة الأشعري الوزير، الخلاصة 92، نكبه المهدي و صير مكانه يعقوب بن داود، تاريخ اليعقوبي 2/ 483.
«115»- الخلاصة 133- 134. تاريخ اليعقوبي 2/ 283 قال:
«(1/274)
و كان الغالب على المهدي صدر خلافته معاوية بن عبد الله المعروف بأبي عبيد الله مولى الأشعريين ثم وقف منه على خيانة و صير مكانه يعقوب بن داود و كان يعقوب جميل المذهب ميمون النقيبة محبا للخير كثير الفضل حسن الهوى ثم عزله و سخط عليه فحبسه و لم يزل محبوسا حتى مات المهدي.
الإنباء،ص:265
و صير مكانه محمد بن الليث صاحب البلاغة. و كان على بن يقطين و الحسن ابن راشد يغلبان على أموره ..»
«116»- تاريخ الطبري 30/ 545.
«117»- جاء في تاريخ الطبري 3/ 574 أن هذا القول قاله يحيى البرمكي للهادي. و انظر: الفخرى 271، الجهشيارى 170 زهرة العيون ورقة 95 ب- 96 أ.
«118»- تاريخ الطبري 3/ 570، الفخرى 262
«119»- اختلف المؤرخون في موته و انظر هذا الاختلاف في الفخرى 262، تاريخ السيوطي 280، تاريخ ابن العبري 222، زهرة العيون 97 ب، و لم يذكر اليعقوبي 2/ 490 أنه مات مسموما فروى حديث يحى بن خالد حين كان محبوسا، «ففتح الباب و أنا أتشهد فقيل لي هذه السيدة يعنون الخيزران فخرجت فإذا بها واقفة على الباب فقالت: ان هذا الرجل قد خفت منذ الليلة و احسبه قد قضى فتعال أنظره .. فجئت فوجدته محول الوجه إلى الحائط و قد قضى ...».
«120»- نقل ابن العبري، 222 هذا النص دون اشارة صريحة بنقله فلعله نقله من الانباء. و نفذت .... بعيساباذ».
و انظر تفصيل الخبر في: الفرج بعد الشدة 2/ 70- 71.
«121»- تاريخ الطبري 3/ 578، ان الخيزران قالت ذلك، تاريخ السيوطي 282 نقلا عن الصولي، ابن العبري 223، الفخرى 262، مختصر تاريخ ابن الساعي 27، ثمار القلوب 636، الديارات 227، تاريخ بغداد 14/ 6، «و كان يقال ...». لطائف المعارف للثعالبي 84.
«122»- تاريخ الطبري 3/ 580، تاريخ السيوطي 279، نقلا عن الصولي.
«123»- تاريخ الطبري 3/ 580، لطائف المعارف للثعالبي 31
«(1/275)
124»- تاريخ السيوطي 281، نقلا عن الصولي، الخلاصة 143 مع زيادات في الأبيات و ترجمة سلم الخاسر و بعض أخباره، العمدة لابن رشيق 1/ 185 (1963) و قد أفادنى هذه الإشارة البرفسور أولمان من توبنكن و انظرها في طبعة العمدة لسنة 1955 أيضا.
«125»- هو أبو الخطاب البهدلي، انظر ترجمته و قصيدته في:
طبقات الشعراء 56- 57 و في طبقات الشعراء نشر عبد الستار فراج 132- 134، تاريخ السيوطي 282 نقلا عن الصولي، و العمدة لابن رشيق (1955) 1/ 190، ذيل زهر الآداب 4.
«126»- جاء في: طبقات الشعراء 56، «و أمر لأبى الخطاب بألف دينار و كساه و حمله».
«127»- له ذكر في كتب التواريخ كثير فقد جاء في: كتاب الوزراء و الكتاب للجهشياريّ 146، «و قلده المهدي ديوان الأزمة»، «و ولاه الهادي ديوان الرسائل» 167، و قال المسعودي في مروجه 6/ 266، «و كان لعمر بن بزيع ديوان الزمام ثم أنه ولى عمر بن بزيع الوزارة و ديوان الرسائل و أفرد الربيع بالزمام».
«128»- ما بعد هذه الكلمة لم يرد في نسخة فاتح و نظن أنه من اسقاطات الناسخ و ليس من نوع الإضافات التي أشرنا اليها في ما سبق لأن ناسخ نسخة فاتح على ما يظهر (انظر جدول الاختلافات) لم يكن معنيا
الإنباء،ص:266
بضبط النص و كماله بقدر عنايته بالانتهاء من النسخ، ثم ان وجود هذا الساقط يتفق مع خطة العمراني في ذكره أمهات الخلفاء.
«129»- جاء في تاريخ بغداد 14/ 430، «و لم تلد امرأة خليفتين غيرها و غير ولادة أم الوليد و سليمان ابني عبد الملك بن مروان». و انظر: تاريخ السيوطي 281.
«130»- جاء في تاريخ ابن الكازروني 125 ان نقش خاتمه كان:
«لا إله الا الله»، و له خاتم آخر نقشه: «كن مع الله على حذر».
«(1/276)
131»- في كتاب الوزراء و الكتاب 176، 227، و تاريخ الطبري 3/ 680، و خلاصة الذهب المسبوك 166، أن اسمها زبيدة بنت منير، و ان الفضل ولد قبل الرشيد بسنة. أما في الديارات 146، 229، أنها توفيت عند دير ما سرجس بعانة و دفنت في بستان عند وادي القناطر على شاطئ الفرات، و أن مولد الفضل كان قبل مولد الرشيد بسبعة أيام.
«132»- الأبيات لإبراهيم الموصلي، و قد أوردها المسعودي في مروجه 6/ 288- 289 تاريخ السيوطي 294، نقلا من كتاب الأوراق للصولي.
«133»- في كلا نسختي لايدن و فاتح. أما في تاريخ الطبري و السيوطي و الخلاصة، أبو المعالي الكلابي، و قد وردت الأبيات في تاريخ السيوطي 283، و الخلاصة 110 و تاريخ بغداد 14/ 6، الطبري 3/ 709- 710، البداية و النهاية 10/ 203، و هناك شاعر اسمه ابن أبى سعلى و له دار نسبت اليه في بغداد في جملة دور صحابة المنصور (تاريخ بغداد 1/ 86).
«134»- البيتان ضمن أربعة أبيات أوردها ابن المعتز في طبقات الشعراء 150 لعمر بن سلمة المعروف بابن أبى السعلى و قال «و كان ابن أبى السعلى تصدى لهارون بالمدينة .. فارتجل هذه الأبيات رافعا بها صوته و أعطاه عليها مالا جزيلا (صفحة 151) و انظر طبقات الشعراء 65 (إقبال).
«135»- نص الكتابين و من شهد عليهما: تاريخ اليعقوبي 2/ 501- 510، الطبري 2/ 655- 662
«136»- الطبري 2/ 654 حوادث سنة 186.
«137»- قال ابن المعتز عمن حدثه: دخل أبو الغول على الرشيد فأنشده مديحا له و قال الرشيد: يا أبا الغول: ان في أنفسنا من شعرك شيئا و لو كشفته بشي ء تقوله على البديهة، قال: و الله ما أنصفتنى يا أمير المؤمنين.(1/277)
قال: و لم؟ و انما هذا امتحان. قال: لأنك جمعت هيبة الخلافة و جلالة الملك و حيرة الاقتضاب على انى أرجو أن أبلغ من ذلك ما تريد. فالتفت فإذا الأمين قائم عن يمينه و المأمون عن يساره فأنشأ يقول ... طبقات الشعراء 149، طبقات الشعراء 64 (إقبال) و هذا دليل على أن ابن العمراني كان يكتب من حفظه و انظر الطبري أيضا 3/ 761- 762 و لم يذكر اسم الشاعر، و المستجاد 192- 193.
«138»- في طبقات الشعراء «ثم وصله بعشرة آلاف درهم» صفحة 149، و لم يذكر الحكاية بعدها .. و انظر: طبقات الشعراء 65 نشر عباس إقبال. و أورد المواعينى شيئا من قصة الأعرابي ضمن حكاية طويلة نقلا عن القتبى، ريحان الألباب، ورقة 176 ب- 177 ب.
«139»- الحكاية مع الأبيات في تاريخ بغداد 14/ 10، كتاب ألف باء ليوسف بن محمد البلوى 1/ 31، بولاق 1287 ه، سراج الملوك 160 لم يذكر
الإنباء،ص:267
قائلها و اكتفى الطرطوشي بقوله «و قرئ على القاضي أبى الوليد و أنا أسمع» وفيات الأعيان، ترجمة 84، القاهرة 1948.
«140»- روى الخطيب البغدادي هذه الحكاية و الأبيات باختلاف في الألفاظ و هذا دليل على أن ابن العمراني يكتب من حفظه. قال: لا كيف ان شاء الله، يا فضل أعطه مائة ألف درهم، للَّه در أبيات تأتينا بها ما أحسن فصولها و أثبت أصولها. فقلت: يا أمير المؤمنين كلامك أجود من شعرى.
قال: أحسنت، يا فضل أعطه مائة ألف أخرى.
«141»- أخبار زيد بن على في مقاتل الطالبيين 127- 151، الطبري 2/ 1668- 1713، و قد أخذ محمود الوراق هذا المعنى و نظمه في أبياته التي ذكرها الثعالبي في كتابه: أحسن ما سمعت: 144 الشيب احدى الميتتين ...
«142»- تاريخ بغداد 14/ 12، الورقة لابن الجراح 17، فوات الوفيات 2/ 607 و ذكر الشابشستى له شعرا آخر في جواريه الثلاث، الديارات 227، الخلاصة 111، سكردان السلطان 71، نثر النظم و حل العقد للثعالبي، مخطوطة لا يدن 1725، ورقة 97 ب- 98 أ.
«(1/278)
143»- الأبيات في الورقة: 18 ما عدا البيت الأخير، الديارات 226.
مع بعض الاختلاف في الألفاظ، الأوائل لأبى هلال العسكري 215- 216، ريحان الألباب 212 أ.
«144»- الأبيات في الطبري 3/ 652، شرح قصيدة ابن عبدون 268 و أورد الطبري أيضا أبياتا للشاعر العماني يحرض الرشيد على البيعة للقاسم 3/ 760، الخلاصة 140 و أورد تلخيصا لكتاب العهد للأمين و المأمون 140- 142.
«145»- هذا وهم من المؤلف فان القاسم لم يمت في حياة الرشيد، و لعل هذا القاسم اختلط على ابن العمراني بالقاسم بن المنصور (مختصر تاريخ ابن الساعي 23) لأن القاسم كان حيا حتى خلافة المأمون حين خلعه من ولاية العهد. قال المسعودي: «و في سنة ثمان و تسعين و مائة خلع المأمون أخاه القاسم بن الرشيد من ولاية العهد» 7/ 55، و قال الخطيب البغدادي «كان هارون في آخر خلافته عقد العهد بعد الأمين و المأمون لابنه القاسم و سماه المؤتمن. و توفى المؤتمن في صفر سنة ثمان و مائتين و له خمس و ثلاثون سنة (تاريخ بغداد 12/ 402). و قد وهم الكازروني حين قال:
و على أمة أمة العزيز كان يلقب بالمؤتمن» (مختصر التاريخ 128).
«146»- وردت الأبيات في ديوان أبى العتاهية ما عدا البيت الأخير.
صفحة 315 و كذلك في الأغاني 2/ 105.
«(1/279)
147»- هي العباسة بنت المهدي. صاحبة القصة المختلقة مع جعفر البرمكي، تزوجها محمد بن سليمان بن على العباسي و نقلها الى البصرة و أقطعها المهدي «الشرقي» بالبصرة و توفى عنها محمد فتزوجها محمد بن على بن داود بن على العباسي فمات عنها ثم أراد عيسى بن جعفر العباسي أن يخطبها فلم يتم ذلك و اليها نسبت سويقة العباسة ببغداد. و الغريب أن هذه القصة الشعوبية المختلقة تناقلها المؤرخون و كأنها حدثت فعلا فقد أوردها الطبري 2/ 676 في حوادث سنة 187، و المسعودي في مروجه 6/ 387- 398، و ابن الأثير في الكامل و أبو الفرج في الأغاني و المبرد في الكامل و ابن شاكر في فوات الوفيات و المقري في نفح الطيب و عبد الرحمن الإربلي عن
الإنباء،ص:268
الطبري و ابن عساكر و ابن خلكان و ابن العبري في مختصر تاريخ الدول 224، و مسكويه في تجارب الأمم. و جاء في كتاب الوزراء و الكتاب للجهشياريّ:
«(1/280)
قال عبيد الله بن يحيى بن خاقان: سألت مسرورا الكبير في أيام المتوكل و كان قد عمر اليها و مات فيها، عن سبب قتل الرشيد لجعفر و إيقاعه بالبرامكة فقال: كأنك تريد ما تقوله العامة فيما أدعوه من أمر المرأة و أمر المجامر التي اتخذها للبخور في الكعبة؟ فقلت: ما أردت غيره. فقال: لا و الله ما لشي ء من هذا أصل و لكنه ملل موالينا و حسدهم». صفحة 254. و هذه شهادة شاهد خبير مطلع على دواخل قصور الخلافة. و قد امتدت عدوى الشعوبية الى من عاصرنا فكتب قصة مختلفة للنيل من الشرف العباسي الإسلامي و تبعه عدنان مردم فألف رواية شعرية (العباسة) سنة 1969، ثم كرر جرجي زيدان قوله في كتابه (تاريخ التمدن الإسلامي) الّذي ترجم ماركليوث قسما منه الى الانكليزية (انظر صفحة 202) معتمدا على رواية الاتليدى في كتابه (أخبار البرامكة). و قصة العباسة الشعوبية هذه لها ذكر أيضا في شرح قصيدة ابن عبدون 229، و ملخصها في أخبار الدول للقرمانى (مخطوطة لايدن)، ورقة 150 أ، و في مختصر تاريخ ابن الساعي 30، و الفخرى 288.
«148»- المعروف عند المؤرخين أن الخيزران أخبرت الرشيد بذلك و حرضته على الإيقاع بالبرامكة و قد روى الطبري غير ذلك فقال: ان احدى الجواري، لشر وقع بينها و بين عباسة أنهت أمرها للرشيد، تاريخ الطبري 3/ 677. و قد روى الصولي في اشعار أولاد الخلفاء 57: قالت علية للرشيد بعد إيقاعه بالبرامكة: ما رأيت لك يوم سرور تاما منذ قتلت جعفر فلأيما شي ء قتلته؟ فقال: لو علمت أن قميصي يعلم السبب الّذي قتلت به جعفر لأحرقته.(1/281)
فهل كانت علية بنت المهدي جاهلة السبب لو كان هناك مثل هذه الفضيحة في قصور الخلافة؟ و قد روى الطبري 2/ 669، و ذكر أبو محمد اليزيدي و كان فيما قيل من أعلم الناس بأخبار القوم، قال: من قال أن الرشيد قتل جعفر بن يحيى بغير سبب يحيى بن حسن فلا تصدقه. و قال المسعودي 6/ 362، (و انهم أطلقوا رجلا من آل أبى طالب كان في أيديهم .. و أما الباطن فلا يعلم)، و قال اليعقوبي 2/ 510، (و أكثر الناس في أسباب السخط عليهم مختلفون»، و انظر، شرح قصيدة ابن عبدون 246- 247. و يرى طه محمد شفيق السامرائي أن هناك رضاعا بين البرامكة و الرشيد فمن غير المعقول أن يتجاهل الرشيد ذلك و يزوج أخته لجعفر البرمكي: في رسالة خاصة منه.
«149»- في كلا نسختي لايدن و فاتح (و ما بقي في دارك جارية أو خادما) و لعل الصواب ما أثبتناه لأن الفعل الثلاثي لازم و سياق الكلام يستلزم وجود الفعل (أبقى).
«150»- الفيوج: جمع فيج، و معناه رسول الخليفة أو السلطان الّذي يحمل الأخبار و الكتب من بلد الى آخر. انظر، تفسير الألفاظ العباسية في نشوار المحاضرة لمحمد تيمور، مجلة المجمع العلمي العربيّ بدمشق 3/ 76 لسنة 1923.
«151»- ذكر المسعودي في مروجه 6/ 398، ان الرشيد أمر ياسرا الخادم بقتل جعفر ثم قتله و قال: (لا أريد أن أرى قاتل جعفر). أما في
الإنباء،ص:269
تاريخ الطبري 3/ 678 و غيره فان مسرورا الخادم هو الّذي نفذ حكم الرشيد فيه. و انظر، الوفيات، ترجمة 131، صفحة 43- 44، (وستنفلد).
«152»- اختلف المؤرخون في الأبيات التي كان يغنيها أبو زكار، فعند الجهشيارى 235 أنه كان يغنيه:
عداني أن أزورك غير بغضي مقامك بين مصفحة شداد
فلا تبعد فكل فتى سيأتي عليه الموت يطرق أو يغادى
و انظر، شرح قصيدة ابن عبدون 233، الفخرى 289، و غيرهما، كالطبرى 3/ 678.
أما في الوفيات 131/ 43 فان أبا زكار كان يغنى:
ما يريد الناس منا ما ينام الناس عنا انما همهم أن يظهروا ما قد دفنا(1/282)
و الأبيات للمهدي رواها له الصولي، انظر، مجلة المجمع العلمي العربيّ 36/ 170. و روى النهروالى الأبيات في (الأعلام باعلام بيت الله الحرام) نسخة لايدن، ورقة 69 أ عن الصولي أيضا.
«153»- في كلا نسختي لايدن و فاتح، (و قد استدعيته الى دارك) و هذا لا يتفق مع العرف القائم بين الخليفة و وزيره لأن المفروض أن يستدعى الخليفة جعفر دفعات ليلا أو نهارا.
«154»- أجمع المؤرخون على أن جعفر قتل بالأنبار و حملت جثته الى بغداد حيث صلبت. انظر، الجهشيارى 239، الفخرى 289، تاريخ الطبري 3/ 680، اليعقوبي 2/ 510.
«155»- الطس و الطشت، من آنية الصفر (تاج العروس).
(قال أبو عبيدة: و مما دخل في كلام العرب الطست و التور و الطاجن و هي فارسية كلها. و قال الفراء، طيِّئ تقول طست و غيرهم طس و هم الذين يقولون لصت للص، جمعه طسوس و اطساس، و جمع الطسة طساس و لا يمنع جمعه على طسس بل هو قياسه)، شفاء الغليل 147- 148.
(المطبعة الوهبية).
«156»- قال الجهشيارى 237، (فلما كان بعد سنة خرج الرشيد فجلس في مجلس الجسر الشرقي و أحرق جثة جعفر).
«157»- نقل ابن الطقطقى 290 هذا النص فقال: (و من طريف ما وقع في ذلك ما رواه العمراني المؤرخ قال: حدث فلان قال، دخلت الديوان فنظرت في بعض تذاكر النواب فرأيت فيها أربع مائة ألف دينار ثمن خلعة لجعفر بن يحيى الوزير، ثم دخلت بعد أيام فرأيت تحت ذلك عشرة قراريط ثمن نفط و بواري لاحراق جثة جعفر بن يحيى، فعجبت من ذلك).
و روى التنوخي في نشوار المحاضرة حكاية مماثلة رواها عبد الرحمن الإربلي في الخلاصة 148، باختلاف في الألفاظ و الراويّ. فقد رواها عن الفضل بن مروان. و روى ابن حمدون في تذكرته في الباب السابع و الأربعين في أنواع السير و الأخبار و عجائبها حكاية شبيهة برواية ابن العمراني أوردها امدروز في حاشية صفحة 80 من الجزء السادس من تجارب الأمم.
وردت حكاية التنوخي في النشوار، طبعة الشالجى المحامي 8/ 196.
«(1/283)
158»- لعل هذا ما شاع عند العوام الذين أرادوا تبريرا يتفق و إدراكهم لنكبة البرامكة و الا فالعباسة رحمها الله تزوجها محمد بن سليمان ابن على فمات عنها ثم تزوجها إبراهيم بن صالح بن المنصور فمات عنها ثم
الإنباء،ص:270
تزوجها محمد بن على بن داود فمات عنها ثم أراد أن يخطبها عيسى بن جعفر فتحاماها لأن أبا نواس قال فيها:
إذا ما ن اكث سرك أن تفقده رأسه
فلا تقتله بالسيف و زوجه بعباسة
فتحامى الرجال تزويجها الى أن ماتت (معجم البلدان 3/ 300)، وفيات ترجمة 131 صفحة 41.
«159»- المشهور أن يحيى بن خالد توفى قبل ابنه الفضل. قال الجهشيارى 261 (ثم توفى يحيى بن خالد حتف أنفه في الحبس بالرقة ...
ثم توفى الفضل بن يحيى من علة نالته ...) و انظر كذلك الطبري 3/ 733 و الخلاصة 166- 167 و كان الفضل أخا الرشيد بالرضاعة، انظر أبيات أبى قابوس النصراني في ترقيق قلب الرشيد، نظم النثر 40 ب.
«160»- كتبت القصيدة بكاملها في الحاشية من ل بخط مغاير حديث و هي مذكورة برمتها في شرح قصيدة ابن عبدون 240- 243 و في زهرة العيون ورقة 101 ب- 102 أ.
«161»- الأبيات في شرح قصيدة ابن عبدون 242.
«162»- و في الحاشية من ل كتب (قال: و حدث محمد بن عبد الرحمن الهاشمي صاحب صلاة الكوفة قال: دخلت على والدتي في يوم عيد النحر فوجدت عندها امرأة زرية في ثياب رثة فقالت لي والدتي: تعرف هذه؟ قلت:(1/284)
لا. قالت: هذه أم جعفر البرمكي فأقبلت عليها بوجهي و أكرمتها و حادثتها ساعة ثم قلت: يا أمه ما أعجب ما رأيت قالت: يا بنى لقد أتى على عيد مثل هذا و على رأسي أربع مائة وصيفة و لقد عبر على هذا العيد و ليس لي ما أجده الا كساءين أفرش أحدهما و التحف الآخر. قال: فدفعت لها خمسمائة درهم فكادت تموت فرحا و لم تزل تتردد إلينا حتى فرق الموت بيننا) و قد وردت هذه الحكاية عند الجهشيارى 241، شرح قصيدة ابن عبدون 237، المسعودي في المروج 6/ 406، ابن خلكان في الوفيات ترجمة 131 صفحة 46 الخلاصة 152.
«163»- و هذا أيضا من اختلاق العوام لأن يحيى بن خالد، كما روى الجهشيارى كتب كتابا و ختمه و كان فيه (قد تقدم الخصم و المدعى عليه في الأثر و الحاكم لا يحتاج الى بينة) صفحة 261 و انظر كذلك زهرة العيون ورقة 102 ب.
«164»- وردت الأبيات عند الجهشيارى 236، و الثعالبي في ثمار القلوب 202 و نسبها لصالح بن طريف، و المسعودي في المروج 6/ 404 و ابن خلكان ترجمة 131 صفحة 46.
«165»- ورد البيتان الأول و الثاني عند الجهشيارى 237- 238، و في شرح قصيدة ابن عبدون 235 عن الأصمعي و المسعودي 6/ 399 و ابن خلكان عن الأصمعي أيضا ترجمة 131 صفحة 45، و رواهما الشيزرى ضمن قصيدة للرقاشى في رثاء البرامكة في كتابه جمهرة الإسلام. مخطوطة لايدن رقمها 287، ورقة 68 أ.
«166»- قال المسعودي 6/ 403، (و ممن أحسن في مرثيته إياهم أبو حرزة الأعرابي و قيل أبو نواس). ثم أورد الأبيات (.... ان رمى ملكهم بأمر بديع).
«167»- الرؤيا في كتاب العيون و الحدائق 316- 317، مختصر
الإنباء،ص:271
تاريخ ابن الساعي 35 و ابن العمراني نقلها من تاريخ الطبري 3/ 735- 737.
«(1/285)
168»- قصة النخلتين و ما جرى عليهما انظر معجم البلدان 1/ 318- 321، الأغاني 13/ 332، ثمار القلوب للثعالبي 589، و البيتان لمطيع بن اياس. و قد ورد ذكرهما كثيرا في الأدب و الشعر، انظر مثلا نكت الهميان 110 سراج الملوك 25، المسالك و الممالك لابن خرداذبه 19، المصون في سر الهوى المكنون للحصرى 37 ب- 38 أ.
«169»- سرادق الرشيد و ما عليه من الخز الأسود أورده الجهشيارى مفصلا، صفحة 273- 274 و منه نقل التنوخي في كتابه الفرج بعد الشدة 2/ 48، و قد آل هذا السرادق الى السيدة راشدة بنت المعز لدين الله الفاطمي الذخائر و التحف 241.
«170»- الجهشيارى 274.
«171»- الجهشيارى 266. الفخرى 292.
«172»- الأبيات لمروان بن أبى حفصة قالها في رثاء المهدي، تاريخ السيوطي 282 نقلا عن الصولي.
«173»- نقل الكازروني هذا النص 130 دون أن يصرح بنقله و مثل هذا كثير في مختصر التاريخ و زاد. «... و ابنه الحسن بن على بن أبى طالب.
و قال ابن الطقطقى و ليس في خلفاء بنى العباس من أمه و أبوه هاشميان سواه» (صفحة 291، و نقل السيوطي نص المسعودي فقال: «قال المسعودي:
ما ولى ثلاثة الى وقتنا هذا هاشمي ابن هاشمية سوى على بن أبى طالب و ابنه الحسن و الأمين ...».
«174»- انظر الكازروني 130. الطبري 3/ 764.
«175»- بالنص في تاريخ الطبري 3/ 764، 771 و انظر خطبته في مختصر التاريخ للكازروني 131 و في تاريخ اليعقوبي 2/ 525- 526.
«176»- قال الطبري: «فألح الفضل بن الربيع و على بن عيسى بن ماهان على محمد في البيعة لابنه و خلع المأمون .. حتى بايع لابنه موسى و سماه الناطق بالحق». الطبري 3/ 779.
«177»- انظر وصية زبيدة لعلى بن عيسى بن ماهان في الفخرى 295.
«178»- أخبار بنى طاهر أوردها الشابشتي مفصلة في الديارات 109- 148. و انظر ديوان البحتري 4/ 2466- 2480.
«179»- اختلف المؤرخون في نص رسالة طاهر هذه. و قد أوردها:(1/286)
ابن الطقطقى 259، الجهشيارى 293، المسعودي 6/ 424، الشابشتي 144، الطبري 3/ 142.
«180»- قيل انه ضرب شخصا فقده نصفين، و قيل: ذو الاستحقاقين و قيل غير ذلك. انظر الديارات 142. شرح قصيدة بن عبدون 259، البداية و النهاية 10/ 260 المسعودي 6/ 422- 423.
«181»- لقد شغف المؤرخون في إظهار الأمين كخليفة فاسد لا يصلح للخلافة إرضاء للحزب الفارسي الّذي تسلط على المأمون و تبريرا للوثوب به و بالحزب العربيّ الّذي أيد الأمين. و قد كتب الصديق طه محمد شفيق السامرائي كتابا نفيسا أسماه (دفاعا عن الأمين) لم ينشر بعد. بين فيه بالنصوص المنتزعة من التواريخ أن الأمين لم يكن بهذه الصورة من التخاذل
الإنباء،ص:272
الّذي وصفه المؤرخون. فان كثيرا من الشعر و الحكايات التي نسبت اليه كانت مختلقة مصنوعة. و قد قيل فيه: (ليس بمضعوف و لكنه مخذول).
شرح قصيدة ابن عبدون 259- 260 بشهادة طاهر بن الحسين نفسه.
«182»الأبيات في تاريخ بغداد 3/ 242، تاريخ السيوطي 304- 305، فوات الوفيات 2/ 532.
«183»- تاريخ بغداد 3/ 339 عن الصولي، تاريخ السيوطي 302- 304 عن الصولي، مختصر تاريخ ابن الساعي 36.
«184»- أورد الخطيب البغدادي 3/ 339 أربعة أبيات:
ما لمن أهوى شبيه فيه الدنيا تتيه
وصله حلو و لكن هجره مر كريه
و كذلك السيوطي في تاريخه 302، قال الخطيب: (فان كان جاء على الظهر ملأت احمال ظهره دراهم .. فأوقر له ثلاث أبغل دراهم).
«185»- يبدو أن الصولي كان مصدر الحكاية و عنه رواها الخطيب البغدادي و عنه ابن العمراني و السيوطي.
«186»- انظر كتاب الأمين لطاهر في شرح قصيدة بن عبدون 259- 260، تاريخ السيوطي 305، ريحان الألباب 215 ب- 216 أ.
«187»- المسعودي 6/ 426، زهرة العيون ورقة 105 ب- 106 أ مختصر تاريخ ابن الساعي 35
«188»- الطبري 3/ 909، شرح قصيدة ابن عبدون 251، تاريخ السيوطي 299- 300 مختصر تاريخ ابن الساعي 36- 37، الكامل 6/ 195.
«(1/287)
189»- في تاريخ الطبري 3/ 909 و تاريخ السيوطي و غيرهما أن الجارية غنت بشعر النابغة الجعديّ
كليب لعمري كان أكثر ناصرا و أيسر ذنبا منك ضرج بالدم
و قد اختلطت أبيات هذه الحكاية عند ابن العمراني مع أبيات حكاية أخرى رواها الطبري في تاريخه 3/ 957. و ليس من المعقول أن تغني جواري الأمين ثلاث نوبات باشعار تبعث على اليأس و الفزع ان لم يكن الأمر قد دبره أعوان طاهر و المأمون بليل.
«190»- يبدو أن التسمية كانت مألوفة آنذاك فقد ورد في كتاب بغداد لابن طيفور 97 «فدعا له بقدح يقال له: زب فرعون» ... و الزب في اللغة:
الأنف بلغة أهل اليمن أو اللحية، و زب رباح وردت في أبيات للشمقمق قال:
شفيعى الى موسى سماح يمينه و حسب أمرى من شافع بسماح
و شعرى شعر يشتهي الناس أكله كما يشتهي زبد بزب رباح
و قال الزبيدي: (هو تمر من تمور البصرة و قال: و قصته في كتب الأمثال).
«191»- النص بكاملة منقول من تاريخ الطبري 3/ 919، و انظر المسعودي 6/ 478، زهرة العيون ورقة 107 ب، شرح قصيدة ابن عبدون 260، العيون و الحدائق 339، ريحان الألقاب، 216 ب.
«192»- أي: ابن زبيدة.
الإنباء،ص:273
«193»- روى الطبري خلاف ذلك في تاريخه 3/ 923 (قال: فأصبحت قيل لي هات العشرة آلاف و الا ضربنا عنقك فوجهت الى وكيلي فأتانى بها فدفعتها اليه) و انظر زهرة العيون ورقة 108 أ.
«194»- نسب الطبري هذا القول لذي الرئاستين 3/ 941- 950
«195»- الأبيات لقيس بن زهير في بنى بدر و البيت الثاني في شرح قصيدة ابن عبدون 261.
«196»- جاء في شرح قصيدة ابن عبدون 299، أن صاحب القصيدة المزدوجة هو أبو الحسن احمد بن محمد الأسدي و أورد منها بيتا.
و ثبتت خلافة المعتز و لم يثبت أمره بعجز(1/288)
و قال عباس العزاوى (و عندي قصيدة لعلى بن الجهم في التاريخ لأيامه) مجلة المجمع العلمي العربيّ بدمشق عدد 21، الطبري 3/ 683، و نشر خليل مردم القصيدة في مجلة المجمع العربيّ 26، 1951 صفحة 44- 67 و ورد البيتان فيها في صفحة 65.
«197»- روى الجهشيارى 254: (قال محمد بن إسحاق: لما قتل جعفر قيل ليحيى قتل الرشيد ابنك فقال: كذلك يقتل ابنه. فقيل قد أمر بتخريب ديارك فقال: كذلك تخرب دياره). و ذكر صاحب الخلاصة القسم الأول من كلام يحيى: صفحة 148 و انظر الطبري 3/ 683.
«198»- البيت لكلحب بن شؤبوب الأسدي، ذكره الميداني في مجمع الأمثال 643 طبعة طهران 1290 ه و في كتاب الأمثال لفرايتاخ 2/ 671 و ورد في زبدة النصرة 141.
«199»- أبو البختري، هو وهب بن وهب الأنصاري، أخبار القضاة لوكيع 1/ 243 تاريخ بغداد 13/ 481، 3/ 269 جمهرة نسب قريش 1/ 345، 506، نسب قريش 228 و عن إسماعيل بن حماد، أخبار القضاة 2/ 167، 3/ 268.
«200»- روى المسعودي 6/ 424- 425، هذه الحكاية العامية بألفاظ مختلفة.
«201»- قال الجهشيارى 211 (ان المأمون كان في حجر محمد بن خالد ابن برمك فنقله الى حجر جعفر). و أورد ابن الساعي في نساء الخلفاء 74 مثل ذلك و قد ورد اسم أبى سعيد الجوهري استطرادا في الديارات 145 و الطبري 3/ 733 و انه توفى سنة 193 ه. و جاء ذكره في حكاية وردت في الخلاصة 186 (قال أبو محمد اليزيدي كنت أؤدب المأمون و هو صغير في حجر سعيد الجوهري) و له ذكر في كتاب بغداد لابن طيفور 23.
«(1/289)
202»- أبو محمد اليزيدي، هو يحيى بن مبارك بن المغيرة، لقب باليزيدى لأنه صحب يزيد بن منصور خال المهدي، أخذ عن ابن العلاء و الفراهيدى، و كان مؤدب المأمون و توفى في خراسان سنة 202 ه. وفيات 2/ 230، معجم الأدباء 7/ 289 الفهرست 50، النجوم 2/ 173، غاية النهاية 2/ 375 خزانة الأدب 4/ 426، تاريخ بغداد 14/ 146، الورقة 27، المزهر 2/ 232، نزهة الألباء 103 طبقات الزبيدي 60، مرآة الجنان 2/ 3، الخلاصة 205- 207.
«203»أ- أوردها أبو اليسر الرياضي و نسبها للمأمون حين رأى ابنه العباس مشغولا بشراء الضياع، ورقة 58 أ.
الإنباء،ص:274
203- في هذه القصة الشعوبية المختلقة لم يستطع ناسجها إخفاء ضعفها و تناقضها فهي شبيهة بحكايات جداتنا رحمهن الله و من المستبعد عقلا ان تصدر هذه الحكاية من الأمين، و للشعوبية أساليبها في إعلاء شأن المأمون لا حبا به و انما وقيعة بالحزب العربيّ الّذي مثله الأمين.
«204»- ذكر عبد الرحمن سنبط قنيتو الإربلي هذه الحكاية باختصار في خلاصة الذهب المسبوك، 187 و لعله نقلها من الانباء أو من ذيله للكازروني.
«205»- خلاصة تذهيب الكمال 135، اليعقوبي 544- 545 قال:
(و كان رسوله اليه رجاء بن أبى الضحاك قرابة الفضل بن سهل). مقاتل الطالبيين 561- 572.
«206»- فم الصلح: بكسر الصاد ثم سكون اللام: كورة فوق واسط لها نهر يستمد من دجلة على الجانب الشرقي يسمى فم الصلح بها كانت منازل الحسن بن سهل (معجم البلدان) و انظر تعليق الدكتور مصطفى جواد في المختصر المحتاج اليه 2/ 165 (حاشية 374).
«207»- الكرباس و الكرباسة: ثوب: كلمة فارسية معربة و الكرباس القطن. (اللسان، كربس).
«208»- قتله جماعة قتلهم المأمون. فقالوا له حين جي ء بهم: أنت أمرت بقتله فأمر بهم فضربت أعناقهم، تاريخ الطبري 3/ 1027، الخلاصة 205.
«209»- انظر المسعودي 7/ 36، المستطرف 2/ 352، زهرة العيون 111 ب، المستجاد من فعلات الأجواد 254.
«(1/290)
210»- أوردها الإربلي في الخلاصة 220 بالنص، و لعله نقلها من تاريخ ابن العمراني.
«211»- قصة إبراهيم بن المهدي و اختفائه أوردها التنوخي في (المستجاد 74- 75) و (الفرج بعد الشدة 2/ 44) و انظر كتاب بغداد لابن طيفور 101- 113
«212»- جاء في تاريخ اليعقوبي 2/ 558، (و ظفر المأمون بإبراهيم بن المهدي بن شكلة في أول سنة 208 ... ثم كتب إبراهيم من حبسه و هو لا يشك أنه يقتله ... (و قد جعلك الله فوق كل ذي عفو كما جعل كل ذي ذنب دوني، فان عفوت فبفضلك و ان أخذت فبحقك ... و قال: انى شاورت جميع أصحابى في أمرك حتى شاورت أخى أبا إسحاق و ابني العباس فكلهم أشار على بقتلك ...).
«213»- الفخرى 303، ابن الكازروني 134، كتاب بغداد 55، (انى لالذ الحلم حتى أحسبنى لا أؤجر عليه).
«214»- فوات الوفيات 1/ 238، الشعر و الشعراء 1/ 24، طبقات ابن سلام 43، الأغاني 20/ 2، الاصابة 3/ 163، خزانة الأدب 1/ 271، معاهد التنصيص 1/ 339، وفيات الأعيان، ترجمة 8، صفحة 15، البداية و النهاية 10/ 251.
«215»- زهرة العيون، ورقة 111 ب، و أورد التنوخي هذا القول للمأمون مخاطبا إبراهيم من المهدي في: المستجاد من فعلات الأجواد 84.
«216»- كتاب بغداد لابن طيفور 14، (أ تدري لم صليت يا فضل؟
قال: لا يا أمير المؤمنين. قال: شكر الله إذ رزقني العفو عنك).
الإنباء،ص:275
«217»- فم الصلح: بكسر الصاد، قرية على دجلة قريبة من واسط، انظر: توضيح مصطفى جواد في حاشية أرقامها: 374 في: المختصر المحتاج اليه 2/ 165، و انظر: رقم 206 من التعليقات.
«218»- قصة زواج المأمون من بوران بكاملها في لطائف المعارف للثعالبي 72- 74، شرح قصيدة ابن عبدون 272- 277 و تبدو و كأنها منتزعة من قصص ألف ليلة و ليلة من حكاية الزنبيل و المعصم. و قد رويت بشكل آخر مع إبراهيم بن المهدي في: المستجاد للتنوخى 55- 63، و انظر:(1/291)
ثمار القلوب للثعالبي 165- 166 و سماها (دعوة الإسلام) و قارن بينها و بين دعوة المتوكل في بركوارا، كتاب بغداد لابن طيفور 113- 116، نساء الخلفاء لابن الساعي 67، و تاريخ المسعودي 7/ 65، و مختصر تاريخ ابن الساعي 54- 55، و أوردها اليعقوبي مختصرة 2/ 559، و المستفاد من تاريخ بغداد، ورقة 84 أ، و تاريخ الطبري 3/ 1081- 1085، و عيون التواريخ، ورقة 30 ب- 31 أ، الذخائر و التحف 98- 101، تحفة العروس للتيجانى 36- 37 نقلا من رسالة الطيب لأبى ياسر البغدادي و تاريخ بغداد لأحمد بن طاهر، و الأغاني للأصفهاني.
«219»- ثمار القلوب للثعالبي 165، نقلا عن المبرد، و قد وردت الحكاية في الكامل 1/ 216 (طبعة الدلجمونى الأزهري)، و أورد التنوخي شيئا يسيرا منها في: نشوار المحاضرة 147.
«220»- ثمار القلوب 165، نساء الخلفاء 69 نقلا عن الجهشيارى، فلعل ابن العمراني نقلها منه و تصرف في روايتها، البداية و النهاية 11/ 49- 50، الفخرى 307.
«221»- في نساء الخلفاء 69، (فاستبرد) و هي أجمل و موافقة لروح العصر.
«222»- ثمار القلوب 166، لطائف المعارف 73، نساء الخلفاء 70 عن الصولي، الفخرى 306- 307.
«(1/292)
223»- ذكر هلال بن المحسن الصابي، ان هذا القصر كان أولا يسمى القصر الجعفري نسبة إلى جعفر البرمكي. انظر: نساء الخلفاء 71، كتاب الوزراء و الكتاب 216، و قال الخطيب البغدادي 1/ 99 نقلا عن الصولي: «كانت دار الخلافة التي على شاطئ دجلة تحت نهر معلى قديما للحسن بن سهل و تسمى القصر الحسنى، فلما توفى صارت لبوران بنته فاستنزلها المعتضد باللَّه عنها ...» و قد أورد ابن الساعي حوادث هذا القصر و نزول جعفر البرمكي عنه للمأمون ثم انتقاله للحسن حوادث هذا القصر و نزول جعفر البرمكي عنه للمأمون ثم انتقاله للحسن بن سهل و من بعده للموفق باللَّه و قال: (ثم هدمه المعتضد بن الموفق و بناه و زاد فيه و مده الى حد نهر بين و نزله المكتفي). نساء الخلفاء 72- 78، حتى قيل في دار الخلافة: (انها مثل مدينة شيراز في سعتها). تاريخ بغداد 1/ 100.
«224»- جاء في اللسان: الكنثة: نوردجة تتخذ من آس و أغصان خلاف تبسط و تنضد عليها الرياحين ثم تطوى. و النوردجة: الضميمة و مالف من كل شي ء، و هو معرب، نورده بالفارسية و هو الطبق الّذي يوضع عليه الأزهار. و جاءت في تاريخ بغداد 3/ 345 باسم «كباسة» في قول المعتصم:
(قد وجهت الى مدينة السلام فجاءوني بكباستين). و في شرح قصيدة ابن عبدون 269: (حقائب، أوعية الرطب). و في تاريخ الطبري، (حقائب فيها
الإنباء،ص:276
الالطاف) و (سلتين). و في كتاب بغداد لابن طيفور 186: (حقائب فيها الألطاف).
«225»- شرح قصيدة ابن عبدون 269، مختصر تاريخ ابن الساعي 55، و حوادث موت المأمون وردت بشي ء من التفصيل في تاريخ الطبري 3/ 1135 و منه نقل ابن العمراني و تصرف كثيرا في النص.
«226»- أوردها الابشيهى في ترجمة الواثق، المستطرف 2/ 345.
ابن الكازروني 114، و منه نقل صاحب الخلاصة 225، و نسبها المسعودي في مروجه للمأمون 7/ 101، و كذلك الطرطوشي في: سراج الملوك 48.
«(1/293)
227»- هو أبو سعيد المخزومي كما جاء في: تاريخ الطبري 3/ 1148.
مروج الذهب 7/ 101، تاريخ السيوطي 303، البداية و النهاية 10/ 280، الفخرى 304، و لم ينسبه لقائل. و لطائف المعارف للثعالبي 70 و ذكر دى يونك بعض المصادر الأخرى التي ذكرت الأبيات و قائلها.
«228»- في تاريخ ابن الكازروني 137 و غيره، أن المأمون استوزر أخاه الحسن بن سهل بعد وفاته.
«229»- له ترجمة في: الوافي بالوفيات 8/ 279، تاريخ بغداد 5/ 216، الوزراء و الكتاب 304، معجم الأدباء 5/ 161، تهذيب تاريخ ابن عساكر 2/ 121.
«230»- أبو عباد، ثابت بن يحيى بن يسار الرازيّ، الفخرى 313.
«231»- أبو عبد الله، محمد بن يزداد بن سويد، آخر وزراء المأمون، الفخرى 314.
«232»- أخبارهم في: أخبار القضاة 3/ 271- 277 و انظر: مجلة المجمع العلمي العراقي 18/ 194 لسنة 1969.
«233»- أحمد بن أبى خالد، أورد التنوخي له أخبارا حسانا تدل على مروءة زائدة مع سليمان بن وهب، المستجاد 35، و هو الّذي أشار على المأمون بالعفو عن إبراهيم بن المهدي، المستجاد 82، و أخباره في نشوار المحاضرة للتنوخى 211- 215، الوافي بالوفيات 8/ 272، كتاب بغداد لابن طيفور 118- 128، تهذيب تاريخ ابن عساكر 2/ 115.
«234»- أخباره في كتاب الأوراق للصولي (قسم أخبار الشعراء) صفحة 206- 236، كتاب بغداد 128- 132، و انظر، رقم 229 في أعلاه.
«235»- الرافقة، بلد متصل بالرقة على ضفة الفرات (معجم البلدان 2/ 734) بناها الرشيد، تاريخ اليعقوبي 2/ 501، في تاريخ بغداد 3/ 342 (ولد بالخلد) و في نسخة فاتح أنه ولد بالرقة.
«236»- الكازروني 138، الطبري 3/ 1164، تاريخ بغداد 3/ 342- 347، تاريخ اليعقوبي 2/ 575.
«1236»- أورد ابن الزبير هذه الحكاية كاملة في الذخائر و التحف 129- 130 نقلا من كتاب الأوراق للصولي، و هذا دليل على أن ابن العمراني استقى كثيرا من كتب الصولي، و لا يوجد هذا الخبر في كتاب الأوراق المطبوع.
«(1/294)
237»- محنة ابن حنبل - رضى الله عنه- في تاريخ الطبري 3/ 1121- 1133.
«238»- قال ياقوت: ان الجوسق في ميدان الصخر من بناء المتوكل (معجم البلدان 3/ 18) و هذا هو غير الجوسق الخاقانيّ المنسوب الى الأمير
الإنباء،ص:277
خاقان غرطوج التركي من قواد المعتصم. قال اليعقوبي في كتاب البلدان 258: (ثم أحضر المعتصم المهندسين فقال: اختاروا أصلح هذه المواضع، فاختاروا عدة مواضع للقصور و صير الى كل رجل من أصحابه بناء قصر، فصير الى خاقان غرطوج أبى الفتح بن خاقان بناء الجوسق الخاقانيّ).
و قال اليعقوبي بعد ذلك (و اقطع خاقان غرطوج و أصحابه مما يلي الجوسق الخاقانيّ) ثم قال (و انزل المتوكل ابنه محمدا المنتصر قصر المعتصم المعروف بالجوسق).
«239»- قال الخطيب: حدثنا .. بن يحيى بن معاذ عن أبيه قال: كنت أنا و يحيى بن أكتم نسير مع المعتصم و هو يريد بلاد الروم قال: فمررنا براهب في صومعته فوقفنا عليه و قلنا: أيها الراهب، أ ترى هذا الملك يدخل عمّورية، فقال: لا، انما يدخلها ملك أكثر أصحابه أولاد زنى. قال فأتينا المعتصم فأخبرناه فقال: أنا و الله صاحبها. أكثر جندي أولاد زنى، انما هم أتراك و أعاجم (تاريخ بغداد 3/ 344- 345) و هذا دليل آخر على أن ابن العمراني قد نقل الى تاريخه ما كان يدور على السنة العوام و هل يعقل أن يعيش راهب 800 سنة حتى يرى المسيح و المعتصم؟
«(1/295)
240»- و جاء في تاريخ بغداد أيضا 3/ 344 (و طرح النار في عمّورية من سائر نواحيها فأحرقها و جاء ببابها الى العراق و هو باق حتى الآن منصوب على أحد أبواب دار الخلافة و هو الباب الملاصق مسجد جامع القصر). فنقل العمراني هذا النص عن البغدادي المتوفى سنة 463 ه و لعل ابن الطقطقى نقل هذا النص من تاريخ ابن العمراني و تصرف في نقله فقال: (حتى هدم عمّورية و عفى آثارها و أخذ بابا من أبوابها و هو باب حديد عظيم الحجم فأحضره الى بغداد و هو الآن على أحد أبواب دار الخلافة و يسمى باب العامة (الفخرى 317) و ابن الطقطقى توفى في حدود سنة 701 ه، و انظر زهرة العيون ورقة 124 ب- 125 أ، و أعاد ابن كثير في البداية و النهاية ما قاله الخطيب 10/ 296 و عن دار الخلافة في شرقى بغداد، انظر مقالة (دار الخلافة العباسية) لمصطفى جواد في مجلة المجمع العلمي العراقي 12/ 112- 115، عيون التواريخ ورقة 52 أ (مخطوط لايدن)، حيث قال ابن شاكر الكتبي: (أول من بناها المعتضد في سنة 280 ه و كان أول من سكنها من الخلفاء الى آخر دولتهم. و كانت أولا للحسن بن سهل ثم صارت بعده لابنته بوران ... فعمرت فيها حتى استنزلها عنها الموفق فأجابته الى ذلك ..
و صارت بعد الموفق الى المعتضد فوسعها و زاد فيها و جعل لها سورا حولها فكانت قدر مدينة شيراز ثم بنى فيها المكتفي التاج ثم كانت أيام المقتدر فزاد فيها زيادات عظيمة جدا ...). و عن جامع القصر: حاشية لمصطفى جواد في (تكملة إكمال الإكمال) صفحة 5، مقالة (من جوامع بغداد- جامع الخلفاء) لعباس العزاوى، مجلة سومر 22/ 21 لسنة 1966.
«241»- تاريخ السيوطي 334، نقلا عن الصولي. لذلك يبدو أن كل الحكايات التي رواها ابن الزيات نقلها ابن العمراني من كتاب الوزراء الضائع للصولي، و انظر: تاريخ بغداد 3/ 343.
«242»- أخباره منثورة في كتب الأدب و التاريخ و التراجم، انظر مثلا:(1/296)
تاريخ الطبري، فهارسه، الأغاني 20/ 46، الفهرست 22، تاريخ بغداد 2/ 343، وفيات الأعيان 706، و انظر رقم 256 (التعليقات) و قصة تقبيل اليد كاملة في لطائف المعارف للثعالبي 79- 80 رواية عن الصولي.
الإنباء،ص:278
«243»- القصيدة في ديوانه 56، و الحكاية في الأغاني.
«244»- لعل الكلام كان: (و حكى محمد بن عبد الملك الزيات قال)، لان آخر الحكاية يستلزم ذلك. أو أن هذه الحكاية متصلة بالحكاية السابقة.
«245»- روى ابن خلكان هذه الحكاية نقلا من كتاب نشوار المحاضرة للتنوخى، أن أحد المنجمين أخبر المعتصم بذلك. وفيات الأعيان 706 (وستنفلد) صفحة 33- 34.
«246»- قتل المعتصم ابن أخيه المأمون لأنه تواطأ مع بعض القواد أثناء حرب عمّورية على قتل المعتصم و تولى الخلافة بمساعدة عجيف بن عنبسة. انظر تفصيل هذه الحوادث في: تاريخ الطبري 3/ 1256- 1267.
و انظر رقم 236 (التعليقات).
«247»- السنبوسك: ما يحشى من رقاق العجين بالسمن و الشيرج بقطع اللحم و الجوز و نحوه، الواحدة سنبوسكة. (البستان 1146).
و لعلها: السنبكساية بلغة بغداد الآن.
«248»- نسب المصري هذه الحكاية الى محمد الأمين في زهرة العيون ورقة 104 أ، و كذلك فعل المسعودي في مروجه 6/ 432، و ابن ظفر الصقلى في أنباء نجباء الأبناء 116.
«249»- مسألة الثمانية أوردها الخطيب البغدادي 3/ 347، و القرماني في أخبار الدول، ورقة 156 أ، و المسعودي 7/ 144، و ابن الساعي في مختصر تاريخه 59، و الذهبي في العبر 1/ 400- 401، و ابن الكازروني 138، و ابن الطقطقى 316، و الطبري 3/ 1364، و ابن حجلة في سكردان السلطان 62، و يبدو أن ابن العمراني نقلها من لطائف المعارف للثعالبي 81.
«(1/297)
250»- زنام: على وزن غراب زمار حاذق، خدم الرشيد و المعتصم و الواثق و هو الّذي أحدث الناى في زمن المعتصم الطبري 3/ 1323، 1455، الأغاني 6/ 191، ثمار القلوب 155، الفخرى 320، شرح مقامات الحريري 1/ 314، و قال الشابشتي: انه ضعف و أرعش و ازمنه النقرس في زمن المعتز الديارات 110، و لزنام ذكر مع المتوكل في لطائف الصحابة للثعالبي، ورقة 44 أ، و أخباره في ثمار القلوب للثعالبي، و الحكاية بكاملها في الفخرى و قد ترجمها هندوشاه نخجوانى للفارسية في تجارب السلف 176، و هي في معجم البلدان 3/ 16، و في وفيات الأعيان (وستنفلد) الملاحق 19، و تاريخ الطبري 3/ 1323.
«251»- نقل ابن العمراني هذا النص بكاملة من تاريخ الطبري و تصرف في النص. انظر تاريخ الطبري 3/ 1363.
«252»- نقل ابن العمراني هذا من تاريخ الطبري 3/ 1181، و من تاريخ ابن العمراني نقل ابن الطقطقى النص 319- 320 و ترجم هندوشاه هذا النص في تجارب السلف 176، و انظر معجم البلدان 3/ 16 و تاريخ السيوطي 336، الإشارات الى معرفة الزيارات 72- 73.
«253»- الأبيات في ديوان ابن الزيات 76- 77، الفخرى 324، مختصر تاريخ ابن الساعي 59، تاريخ السيوطي 389 العمدة لابن رشيق 2/ 148. البداية و النهاية 10/ 297. وفيات رقم 706 صفحة 35 تاريخ الطبري 3/ 1324.
«254»- الفضل بن مروان: قال ابن الطقطقى 320 (كان من البردان و كان عاميا لا علم عنده و لا معرفة و كان ردي ء السيرة جهولا بالأمور) و بعض
الإنباء،ص:279
اخباره في القسم المطبوع من كتاب الوزراء و الكتاب للجهشياريّ- الفهرست 367، الطبري 3/ 1181 الشذرات 2/ 132، تجارب السلف 176، تاريخ اليعقوبي 2/ 584.
«255»- ذكره الثعالبي في ثمار القلوب 204 (عام عمار) فقال:
احمد بن عمار بن شاذى الساكني البصري وزير المعتصم كان من علية الناس فلما عزله المعتصم عن وزارته أمر بأن يولى الأزمة على الدواوين فاستعفى.
«(1/298)
256»- وزير أديب شاعر. وزر للمعتصم و الواثق و نكبه المتوكل و قتله سنة 223 ه، الأغاني 20/ 46، الفهرست 22 تاريخ بغداد 2/ 342 وفيات 706 صفحة 30 و أخباره مفصلة في تاريخ الطبري، و انظر رقم 242 في أعلاه.
«257»- قاضى القضاة ولى القضاء للمعتصم و الواثق و بعض أيام المتوكل و كان مصرحا بالاعتزال داعية الى القول بخلق القرآن مات سنة 240 في خلافة المتوكل و أخباره في الطبري: فهرسته، و بتاريخ بغداد 4/ 141، و طبقات السبكى 1/ 260 و الوفيات 31 و النجوم 2/ 302 و الشذرات 2/ 93 و ثمار القلوب 206 و أخبار القضاة 7/ 294- 302.
«258»- البذندون قرية بينها و بين طرسوس يوم من بلاد الثغر مات بها المأمون فنقل الى طرسوس، ياقوت، معجم البلدان 1/ 530، 685، ابن قتيبة، المعارف 391، ديوان ابن الزيات 76.
«259»- أبو الحسن، إسحاق بن إبراهيم بن مصعب المصعبي. كان صاحب الشرطة ببغداد أيام المأمون و المعتصم و الواثق و المتوكل و بقي يتولاها أكثر من عشرين سنة. و عرف بصاحب الجسر لأنه كان بتولي أمر حراسة الجسرين ببغداد. توفى سنة 235 ه، أخباره في تاريخ الطبري- فهارسه، الكامل، فهرسه أيضا، شذرات الذهب 2/ 84.
«260»- ابن الكازروني، مختصر التاريخ 142.
«261»- ابن الكازروني 344، تاريخ الطبري 3/ 232.
«262»- تبنى به و تبناه: اتخذه ابنا، (اللسان: بنى).
«1262»- ذكر البيتين أبو اليسر الرياضي فقال: (مما تمثل به الواثق في أحمد بن القاسم لما بلغه تعظيمه لنفسه). كتاب تلقيح العقول، مخطوطة لايدن 442. RO ورقة 59 أ.
«(1/299)
263»- له ذكر في المستطرف في حكاية له مع أبى عيسى بن المتوكل 2/ 189، و أبو عيسى هذا غرق في أيام ابن أخيه المعتضد باللَّه سنة 279 ه، الخبر رواه ابن الكازروني 148 و غيره. و جاء ذكره في حكاية إبراهيم بن المدبر في كتاب الفرج بعد الشدة 1/ 118 التي نقلها التنوخي من كتاب الوزراء و الكتاب للجهشياريّ. و جاء ذكره استطرادا في تاريخ الطبري في حكاية له مع المنتصر، 3/ 1497، و روى ابن خلكان هذه الحكاية و البيت، وفيات (وستنفلد) قسم الملاحق 81.
«264»- انظر ترجمته الموسعة في نزهة الألباء، 227.
«265»- انظر: ديوان إسحاق الموصلي 54، مع مصادر وجودها.
و قد ضمن ابن الحجاج البيت الثاني في قصيدة له، انظر يتيمة الدهر 3/ 87 و ديوانه المخطوط (نسخة المتحف البريطاني) ورقة: 137 أ و أوردهما المواعينى في ريحان الألباب و ريعان الشباب، مخطوطة لايدن، ورقة 144 أ
الإنباء،ص:280
مع قصته مع الواثق و الثعالبي في الإعجاز الإيجاز 183 و الحصرى في زهر الآداب 1/ 510. و قد ذكر الأصفهانيّ أن إسحاق الموصلي سأل المأمون أن يصلى معه في المقصورة، الأغاني 5/ 286، 390، و قصته مع الواثق 5/ 357- 358.
«266»- ذكر ابن الكازروني 143، هذين البيتين و ذكر له غيرهما.
«267»- قال ابن الكازروني 142، (و كان عمره يوم ولى تسعا و عشرين سنة) و قال في صفحة 144، (و دفن بسر من رأى و كانت خلافته خمس سنين و ثلاثة أشهر و خمسة عشر يوما و عمره اثنتان و أربعون سنة).
و هذا وهم بين من ابن الكازروني و لم يشر المحقق مصطفى جواد و لا المشرف على طبع الكتاب الى هذا الوهم، فإذا كان عمره يوم ولى 29 سنة، و خلافته كانت 5 سنين، فيكون عمره على أكثر التقدير 35 أو 36 سنة. انظر الروايات المختلفة في مقدار عمره في تاريخ الطبري 3/ 1364.
«(1/300)
268»- كان أبوه فرج الرخجي مملوكا لحمدونة بنت غضيض، أم ولد الرشيد، و ابنه عمر كان يتولى الدواوين و قد أوقع به المتوكل، تاريخ بغداد 1/ 94، معجم البلدان 2/ 770، و هو الّذي هجاه عبد الصمد بن المعذل بقوله:
الرخجيون لا يوفون ما وعدوا و الرخجيات لا يخلفن ميعادا
و انظر: تاريخ الطبري 3/ 1370- 1377، و قد هجاه على بن الجهم و أغرى بقتله، الأغاني 10/ 222، و أخبار أبيه في رسوم دار الخلافة للصابى، و انظر كذلك: تاريخ اليعقوبي 2/ 592، مروج الذهب 7/ 228- 229.
«269»- أخباره و أخبار أخيه سليمان في (أنباء نجباء الأبناء) لابن ظفر 136- 140.
«270»- قال اليعقوبي 2/ 590: (و كان الغالب على الواثق أحمد بن أبى دؤاد و محمد بن عبد الملك (الزيات) و عمر بن فرج الرخجي. و كان على شرطته إسحاق بن إبراهيم، و على حرسه إسحاق بن يحيى بن سليمان بن يحيى بن معاذ).
«271»- ديوان ابن الزيات 56.
«272»- الحكاية بكاملها في شرح قصيدة ابن عبدون 293، لطائف المعارف للثعالبي 86.
«273»- أخباره في كتب التاريخ مقترنة بالمعتصم و الواثق. قال الطبري (ان ايتاخ كان غلاما خزريا لسلام الأبرش طباخا فاشتراه منه المعتصم في سنة 199) 3/ 1383 و له ترجمة طويلة فانظرها. و قد أمر المتوكل بقتله في بغداد بعد أن أعيد من مكة بعد خروجه للحج، تاريخ اليعقوبي 2/ 593.
«274»- الرصافية نوع من القلانس، الطبري 3/ 1368.
«275»- حوادث اختيار المتوكل للخلافة أوردها الطبري مفصلة 3/ 1368- 1372 و جاء في تاريخ الكازروني انه (اجتمع و صيف التركي و أحمد بن أبى دؤاد و أحمد بن خالد على تولية محمد بن الواثق و أحضروه و هو غلام أمرد قصير. فقال ابن أبى دؤاد: ما تتقون الله كيف تولون الخلافة مثل هذا) صفحة 145، وفيات: في ترجمة ابن الزيات 706 صفحة 35.
«(1/301)
276»- فوات الوفيات 1/ 202، السيوطي 349 و قال (قال بعضهم ...) الكازروني 145، الخلاصة 225، و بالنص في الاعلاق النفيسة 205، و في تاريخ اليعقوبي 2/ 591، برد الأكباد للثعالبي، إستانبول 1301، 139.
الإنباء،ص:281
«277»- تاريخ اليعقوبي 2/ 591.
«278»- وفيات، رقم 706 صفحة 35. و قال اليعقوبي في تاريخه 2/ 591 (و كان محمد رجلا شديد القسوة قليل الرحمة جباها للناس كثير الاستخفاف بهم، لا يعرف له إحسان الى أحد و لا معروف عنده و كان يقول الحياء جبن (في المطبوع: خنث) و الرحمة ضعف و السخاء حمق).
«279»- تاريخ بغداد 2/ 343، و تفصيل مقتله في الطبري 3/ 1370- 1376، الفخرى 324 نقل من تاريخ ابن العمراني و تصرف قليلا في النقل.
«280»- جاء في نشوار المحاضرة 12 (ان ابن الزيات لما جعل في التنور قال له بعض خدمه: لهذا و شبهه كنا نشير عليك بفعل الإحسان ..
و تراني كنت أفعل أكثر من أفعال البرامكة ما نفعهم ... فقال له الخادم: لو لم ينفعهم الا ذكرك لهم في مثل هذه الحال التي أنت فيها لكان ذلك أكثر نفع) و هذا دليل آخر على أن ابن العمراني ينقل من ذاكرته.
«281»- عبادة المخنث أخباره في الديارات 184- 190، و أورد ابن شاكر الكتبي له ترجمة في فوات الوفيات 1/ 429 و شيئا من أخباره و قال أنه توفى في حدود سنة 250 ه. و أخباره في الأغاني 18/ 90، الكامل 7/ 36- 37 و أورد ذكره في مختصر تاريخ ابن الساعي 67، و وفيات ابن خلكان في ترجمة المتوكل 132 صفحة 54 و جاء عند ابن طيفور في تاريخه 166، انه كان متصلا بالمأمون.
«282»- تاريخ السيوطي 352.
«283»- ذكرها أبو الفرج الأصفهاني 10/ 64 غير أنه قال «و جاء (المتوكل) حتى نزل في القصر الّذي يقال له العروسى».
«284»- الأغاني 10/ 64 (دار الكتب)، الطبري 3/ 1402
«(1/302)
285»- بركوارا: قصر من قصور المتوكل في سامراء، انظر اخباره و دلالة اسمه في ذيل كتاب الديارات 366 و ذكر هذه الدعوة الثعالبي في لطائف المعارف 74 فلعل ابن العمراني نقلها منه، ثمار القلوب: 131، 165- 166: و وردت هذه الحكاية بتفصيل عجيب في الديارات 150- 162 و كتاب مطالع البدور في منازل السرور للغزولي 1/ 58- 59 نقلا من كتاب العجائب و الطرف و الهدايا و التحف 113- 119.
«286»- شرح قصيدة ابن عبدون 262، الوفيات ترجمة 133 صفحة 49 قال: (و حكى على بن يحيى بن النجم قال: كنت أقرأ على المتوكل قبل قتله بأيام كتب الملاحم ...) و كذلك في تاريخ الطبري 3/ 1463 حوادث قتل المتوكل نقلها ابن العمراني باختصار من تاريخ الطبري 3/ 1457- 1461 و من هذا النص (و دخل القوم نظر اليهم عثعث فقال للمتوكل قد فرغنا من الأسد و الحيات و العقارب و صرنا الى السيوف ..)
«287»- قتله و صيف و بغا الصغير و قتله أدى الى الفتنة بين المستعين و المعتز، انظر هذه الحوادث في تاريخ الطبري 3/ 1535- 1542.
«288»- أخباره في فوات الوفيات 2/ 246، الفهرست 169، معجم الأدباء 6/ 116 معجم الشعراء 318 (ط: كرنكو) الكامل 7/ 32 (بولاق حوادث سنة 247) النجوم 2/ 324، البداية و النهاية 10/ 351، فوات الوفيات 2/ 123- 124 (ط بولاق 1282). الفخرى 4، 326.
«289»- أحد قصور المتوكل الكثيرة في سامراء، انظر ذيل كتاب الديارات 367، و قد بناه في مدينته المتوكلية و فيه قتل. و قد جاء ذكره في
الإنباء،ص:282
قصيدة البحتري المشهورة (محل على القاطول أخلق داثره ...) و فيها تغير حسن الجعفري و انسه و قوض بادى الجعفري و حاضره.
الديوان 2/ 1046 و جاء ذكره في غيرها 2/ 1040.
«290»- جاء في الحاشية من نسخة لايدن (ليلة المتوكل مثل في ليلة يصاب فيها صاحبها. قال أبو القاسم الزعفرانيّ:
كم آمن متحصن في جوسق قد بات منه بليلة المتوكل(1/303)
ربيع الأبرار لمولانا جار الله العلامة الزمخشريّ في باب الأوقات و ذكر الدنيا و الآخرة). و ليلة المتوكل ذكرها الثعالبي في (ثمار القلوب) 190، مع هذا البيت للزعفرانى و غيره.
و بعدها (و قد ضربه و قتله بسيف استحسنه المتوكل فوهبه منه و هو من جملة غلمانه المقربين) و قصة السيف في شرح قصيدة ابن عبدون 263، أخبار الدول ورقة 159 ب، الكازروني 147. المسعودي 7/ 267- 268.
«291»- جاء في فوات الوفيات 1/ 429 (قال عبادة المخنث حين قتل المتوكل: قال الفتح بن خاقان حين ألقى نفسه على المتوكل. لا حياة لي بعدك فقطعوه بالسيف أيضا. فلما رأى ذلك عبادة انزوى و قال: يا أمير المؤمنين:
الا أنا ان لي بعدك أدوارا و انزالا أشربها، فضحكوا منه و تركوه).
«292»- كان كاتب ديوان التوقيع للمتوكل فسخط عليه لأمر وقف عليه منه فعزله و ولى مكانه عبيد الله بن يحيى بن خاقان (اليعقوبي 2/ 597) 292 أ- زهر الآداب 1/ 215.
«293»- هو أبو الحسن عبيد الله بن يحيى بن خاقان وزير المتوكل و المعتمد مات سنة 263 ه، كان حسن الخط ذا معرفة بالحساب الا أنه كان مخلطا كريم الأخلاق متعففا و كان كرمه و حسن خلقه يستر كثيرا من عيوبه، المنتظم 5/ 45، الفخرى 326، الشذرات 2/ 147
«294»- كان له دور كبير في اختيار المستعين للخلافة و صرفها عن واد المتوكل، ثم أجبر الأتراك المستعين على نفيه فنفاه الى المغرب بعد أربعة أشهر من ولايته و حمل الى اقريطش ثم الى القيروان (تاريخ اليعقوبي 2/ 604).
«295»- تاريخ الطبري 3/ 1485. و فيه أن المؤيد هو الّذي قال له ذلك و ليس بغا الشرابي، الكازروني 149.
«296»- في تاريخ الطبري 3/ 1460 (بعلون) بالباء.
«297»- قال الطبري 3/ 1496 (و لم أزل أسمع الناس حين أفضت اليه الخلافة من لدن ولى الى أن مات يقولون: انما مدة حياته ستة أشهر مدة شيروية ابن كسرى قاتل أبيه، مستفيضا ذلك على السن العامة و الخاصة).(1/304)
و قصة البرنية و السم. أوردها الثعالبي في (غرر أخبار ملوك الفرس)، صفحة 730، فقال: و يحكى أن أبرويز كان قد نظر بعين فطنته الى الغيب من وراء ستر رقيق و تلطف لقتل قاتله فعمد الى قارورة مشتملة على السم الزعاف فختمها بختمه و كتب عليها بخطه هذا دواء مجرب الباءة فمرت القارورة يوما بعين شيرويه في الخزانة الخاصة ففضها و ذاق ما فيها حرصا على النكاح فلم يلبث أن سقط لجنبه و جاد بنفسه). فلعل ابن العمراني نقلها منه.
«298»- البرنية إناء من خزف و ربما كان من القوارير الثخان الواسعة
الإنباء،ص:283
الأفواه. (لسان: برن) و هي ما تسمى (البستوكة) بلغة بغداد الآن.
«299»- تجارب الأمم 1/ 264- 265، تاريخ الطبري 1/ 1060- 1061 ورد فيها أن سبب موت شيرويه ابتلاؤه بالأسقام و انتقاض بدنه عليه.
«300»- لم يذكر الطبري أن جبرائيل بن بختيشوع كان فصده و انما قال (فدعا (المنتصر) من كان يتطبب له و أمره بفصده ففصده بمبضع مسموم فكان فيه منيته) 3/ 1496.
«301»- هذه احدى روايات الطبري في موت المنتصر و قد أورد روايات أخر، تاريخ الطبري 3/ 1495، 1501.
«302»- تاريخ الطبري 3/ 1498.
«303»- تولى جعفر بن عبد الواحد الهاشمي قضاء القضاء بعد يحيى بن أكتم ولاه المتوكل ذلك: اليعقوبي 2/ 597، ثم عزله المستعين في سنة 249 ه و ولى جعفر بن محمد بن عمار البرجمي مكانه، تاريخ الطبري 3/ 1514- 1515 ثم نفى الى البصرة، 3/ 1533، و انظر: مجلة المجمع العلمي العراقي 18/ 195 لسنة 1969.
«304»- ذكرها ابن بدرون في شرح قصيدة ابن عبدون 291، و السيوطي في تاريخه 357 و القرماني في أخبار الدول ورقة 160 أ و الطبري في تاريخه 3/ 1496 و أورد في احدى روايات موت المنتصر (ان ابن الطبغورى قطر في أذنه دهنا فورم رأسه و عوجل فمات) المسعودي 7/ 300.
«(1/305)
305»- سيطر على الدولة في عهد المستعين حتى قتله الأتراك أصحاب و صيف، الفرج بعد الشدة 1/ 150- 152 و عن اجتماعهم لاختيار الخليفة انظر تاريخ الطبري 3/ 1501 و أخبار قتله و سببه 3/ 1512- 1513 تاريخ اليعقوبي 2/ 606.
«306»- هذه رواية الصولي أوردها دى خويه في حاشية تاريخ الطبري 3/ 1501- 1503.
«307»- ديوان البحتري 3/ 1636
«308»- في تاريخ الطبري 3/ 1503 (فاستكتب أحمد بن الخطيب و استوزر أتامش). (و عقد المستعين لأتامش على مصر و المغرب و اتخذه وزيرا) 3/ 1508 و مثل هذا في المروج 7/ 324.
«309»- تاريخ الطبري 3/ 1505- 1506.
«310»- جاء في البداية و النهاية 11/ 170 (و قد أراد بعض خواصه (المقتدر) أن يطهر ولده فعمل أشياء هائلة ثم طلب من أم الخليفة أن يعار القربة التي عملت في طهور المقتدر من فضة ... و كانت صفة قرية من القرى كلها من فضة بيوتها و أعاليقها و أبقارها و جمالها و دوابها و طيورها و خيولها و زروعها و ثمارها و أشجارها و أنهارها و ما يتبع ذلك مما يكون في القرى، الجميع من فضة مصورة).
و القلاية أو القلية كالصومعة و اسمها عند النصارى القلاية و هي تعريب كلاذة (لسان العرب 20/ 63) و أصلها يوناني دخلت الى العربية من اللغة السريانية و هي مسكن البترك و الأسقف و الأصل اليوناني (كليون) و السري انى (كليتا).
inimreTrehcilhcr, G, tarG: eeS. 92. p بن 1954 niavuoL
الإنباء،ص:284(1/306)
و الصحيح أن أم المستعين عملت القلاية فقد ذكر أبو هلال العسكري في كتاب الأوائل عن أحمد بن حمدون أن أم الخليفة المستعين أحمد بن محمد ابن المعتصم عملت قلاية لم يبق شي ء حسن الا جعلته فيه و أنفقت عليها مائة ألف دينار و ثلاثين ألف دينار .. قال أحمد بن حمدون: فقال لي المستعين و لأترجة الهاشمي اذهبا فانظرا اليها ... الى آخر الخبر الطريف. الأوائل لأبى هلال العسكري نسخة باريس 5986 ورقة 100 و قد أورد هذا الخبر الدكتور مصطفى جواد في مجلة المجمع العلمي العراقي مجلد 18 صفحة 54. و يبدو أن ابن العمراني نقل هذا الخبر من كتاب أبى هلال للتشابه الواضح و اللفظي بين النصين.
«311»- ل: أمر أن يدع فيها الحيات، ف: أمر فعمل فيها الحباب.
«312»- الأترج: و هو ما يسمى الآن (البرتقال) في بغداد، أما النارنج فما يزال يحتفظ باسمه.
«313»- هو أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن داود بن حمدون، أبو عبد الله. كان أستاذا لثعلب و هو من شيوخ اللغة. كان شاعرا و نديما للخافاء كالمتوكل و المستعين و المعتز، الديارات 170 و نقل ابن شاكر الكتبي في عيون التواريخ ورقة 7 أ ترجمته من الديارات. و انظر كذلك:
معجم الأدباء 1/ 365- 372، الديارات 184.
«314»- اترجة: هو محمد بن عبد الله بن داود الهاشمي المعروف بأترجة (الطبري 3/ 2182) حج بالناس سنة 284 ه. و قال الثعالبي:
«هو داود بن عيسى بن موسى يلقب أترجة لصفرة لونه ...» لطائف المعارف 31 (لايدن).
«315»- ذكر ابن كثير أن مثل هذه القلاية كانت عند المقتدر 11/ 17.
«316»- فمددت ... الى آخر الكلام، أورده الثعالبي في ثمار القلوب 167، في دعوة بركوارا.
«317»- جاء في البداية و النهاية 11/ 7 «و قد اجتمع رأى المستعين و بغا الصغير و وصيف على قتل باغر التركي ... فقتل و نهبت دار كاتبه دليل بن يعقوب النصراني و ركب الخليفة في حراقة من سامراء الى بغداد».(1/307)
قال المسعودي في مروجه 7/ 324 «و لما قتل و صيف و بغا باغر التركي تعصبت الموالي و انحدر و صيف و بغا الى مدينة السلام و المستعين معما ...».
«318»- البداية و النهاية 11/ 10، الوافي بالوفيات 8/ 94 (ما هي بأحر من فقد الخلافة)، تاريخ الطبري 3/ 1647.
«319»- بنو أبى الشوارب القرشيون الأمويون تولى كثير منهم القضاء في الدولة العباسية في القرن الثالث و بعده و ابن أبى الشوارب هنا هو الحسن بن محمد بن عبد الملك، ذكره الخطيب البغدادي 7/ 410 و قال «ولى القضاء بسر من رأى في أيام جعفر المتوكل و بعده» و قد أثنى عليه كثيرا.
توفى في بغداد سنة 261 ه. و انظر أخبار القضاة 3/ 303، 324، و ذكر مسكويه في تجارب الأمم 6/ 188- 189 أبا العباس عبد الله بن الحسن ابن أبى الشوارب و قال «و هذا القاضي مع قبح نعله قبيح الصورة مشوها».
«320»- الثعالبي، أحاسن كلم النبي، مخطوطة لايدن: ورقة 190، الكازروني 152، الإعجاز و الإيجاز للثعالبي 85.
الإنباء،ص:285
«321»- قال الكازروني: 153، «و قتل بعد الخلع بموضع يقال له القادسية قريب من سرمن رأى» و هذه القادسية تبعد عشرة أميال الى الجنوب من سامراء انظر: «سامراء» لدار الآثار العراقية 72، سومر 3/ 167 رى سامراء 1/ 248. و قيل: انه قتل بالقاطول، البداية و النهاية 11/ 11، الوافي بالوفيات 8/ 94: «ثم رد الى سرمن رأى فقتل بقارسيتها (كذا). و انظر حوادث قتل المستعين في تاريخ الطبري 3/ 1670- 1672.
«322»- وزارات المستعين في تاريخ الطبري 3/ 1513- 1514 و ترجم لأحمد بن الخصيب ابن شاكر الكتبي في عيون التواريخ ترجمة طويلة ورقة 11 أ- 12 أ. و قال اليعقوبي 7/ 325 «و قد كان المستعين قد نفى أحمد بن الخصيب الى اقريطش سنة ثمان و أربعين و مائتين» و صار على وزارته أحمد بن صالح بن شيرزاد.
«(1/308)
323»- فوات الوفيات 1/ 125- 126 نقلها بالنص فلعله نقلها من ابن العمراني و كذلك الصفدي في الوافي بالوفيات 8/ 95. قال الكازروني 125، «و كان عنده أدب و يقول شعرا» و أورد له بيتين جيدين و نقل الصفدي بعض أبيات له من معجم الشعراء للمرزباني. الوافي بالوفيات 8/ 94.
«324»- فوات 1/ 125، نقلا من مرآة الزمان. قال: «و أورد له صاحب المرآة». و الصفدي في الوافي 8/ 94- 95.
«325»- فوات 1/ 125 الى آخر الترجمة نقلها ابن شاكر بالنص فلعله نقلها من تاريخ الانباء و كذلك فعل الصفدي في الوافي بالوفيات 8/ 94- 95 و قال الصفدي: «و أظن هذا منحولا».
«326»- القصيدة في ديوانه 1/ 213، الطبري 3/ 1653، الموشح 334، أخبار البحتري 104 و أورد التنوخي في نشوار المحاضرة 8 (مجلة المجمع العلمي العربيّ 10/ 140) قسما منها.
و أورد الكازروني ثلاثة أبيات منها 154، و أورد التنوخي قصتها و جملة من أبياتها في الفرج بعد الشدة 1/ 90.
«327»- هذه الحكاية مما يتداوله العوام كقصة العباسة و زواج بوران و غيرها و ابن العمراني شغوف بمثل هذه الحكايات «الشعبية» التي يروجها القصاص للضحك على ذقون العوام و استدرار عطاياهم. و العجب أن ينزلق مؤرخ مثل الطبري و المسعودي فيسجل مثل هذه القصص و كأنهم افترضوا صدقها تاريخيا.
«328»- القصيدة بتمامها في ديوانه 2/ 1010.
«329»- أورد الشابشتي الحكاية بنصها رواية عن الفضل بن العباس ابن المأمون في الديارات 164- 165، و وردت الحكاية بتمامها في الأغاني 9/ 320 (دار الكتب) و مسالك الابصار 1/ 282 (دار الكتب) و نقلها صاحب المسالك من الديارات. فلعل ابن العمراني نقلها من الديارات أو من الأغاني.
و كلها رواية عن الفضل بن العباس بن المأمون. قال الأصفهاني «حدثني الصولي» فان الصولي كان مصدرها الأول.
«330»- مثل عربي قديم، انظر الميداني 2/ 65 و شرحه في حاشية الأغاني 9/ 321 و المثل: «كلاهما و تمرا».
«(1/309)
331»- في ف: ل، و الأغاني و الديارات: «فانى لمن ثم مولى و لمن ها هنا صديق» و الغريب أن يتوارد التصحيف و ينقل كذلك و يخفى على
الإنباء،ص:286
الشابشتي و ابن العمراني. و الا فلا معنى لقوله «فانى لمن ثم مولى» و قد رأى الراهب العساكر قادمة باتجاه الدير فلعل التصحيف وقع في الديارات فنقله ابن العمراني منه. أو لعل الكلام روى ناقصا. و لعله كان بهذه الصورة «فانى لمن هناك ثم مولى و لمن ها هنا صديق» أو فانى لهم ثم مولى ... و كلمة «ثم» تلائم عصر استعمالها فقد ورد في الفرج بعد الشدة 159 في قصة منصور الجمال مع المعتمد ... «فقلت أخرج الى سرمن رأى فان العمل ثم أكثر» و التصحيف سهل بين «لهم» و «لمن» في خطوط المخطوطات.
«332»- الحكاية و الشعر في الديارات 167، الأغاني 9/ 318، بدائع البدائه 51.
«333»- في الكازروني 162 ان البيت للمعتمد.
«334»- بنان المغنى: أحد المغنين المجودين في قصور الخلافة غنى للمتوكل و المنتصر و المعتز و كان ماهرا في الضرب على العود، ثمار القلوب 122، 155، 199، (عود بنان و نأى زنام) و أخباره في الأغاني 9/ 302- 322. و منه نقل ابن الساعي بعض أخباره مع عريب في كتابه «نساء الخلفاء 58- 60».
و ورد البيت هكذا في الديارات:
و القد منه إذا بدا متثنيا بالغصن في لين و حسن قوام
و رواية الانباء موافقة للأغانى 9/ 319 فلعل ابن العمراني نقلها منه، قال الطبري 3/ 1500 «و ذكر عن بنان المغنى و كان فيما قيل أخص الناس بالمنتصر في حياة أبيه و بعد ما ولى الخلافة»، المروج 7/ 294.
«335»- الديارات 167، الأغاني 9/ 319.
«336»- جاء في تاريخ الطبري 3/ 1657 «و وافى أبو احمد سامراء منصرفا من معسكره اليها ... فخلع عليه المعتز ستة أثواب و سيفا و توج تاج ذهب بقلنسوة مجوهرة و وشح وشاحي ذهب بجوهر و قلد سيفا آخر مرصعا بالجوهر و اجلس على كرسي ...» فاسمه أبو أحمد طلحة و قد ذكره ابن العمراني في خلافة ولده المعتضد.
«(1/310)
337»- هو ابن و صيف الكبير «شيخ الموالي» كان من أمراء الأتراك مماليك المعتصم و ابنه هذا قتل في صفر سنة 256 ه قتله موسى بن بغا حين كتبت اليه قبيحة أم المعتز بما فعله معها و مع ابنها لما قتله.
«338»- قتله الخليفة المهتدي باللَّه، البداية و النهاية 11/ 22.
و أخباره في كتب التاريخ انظر تاريخ الطبري 3/ 1681 و فهرست تاريخ الطبري: 60، حوادث قتله 3/ 1815، تاريخ اليعقوبي 2/ 618.
«339»- لم يذكر ابن العمراني وزراءه أو قضاته. انظر الفخرى 333- 335، الكازروني 156 و حوادث خلعه و طريقة قتله في تاريخ الطبري 3/ 1709- 1711.
«340»- ترجمة المهتدي باللَّه عند الصفدي تشبه كثيرا ترجمته هنا فلعله نقلها من الانباء الوافي بالوفيات 5/ 144.
«341»- قال الثعالبي في «أحاسن كلم النبي» مخطوطة لايدن ورقة 90 ب «لما أخرج المهتدي باللَّه ليبايع و لم يكن المعتز خلع نفسه بعد قال:
«لا يجتمع أسدان في غابة و لا فحلان في عانة». و قال عبد الملك بن مروان لعمرو بن سعيد حين غدر به «ما اجتمع فحلان في ذود الا عدا أحدهما على
الإنباء،ص:287
صاحبه» (شرح قصيدة ابن عبدون 205)، و جاء في اليعقوبي 2/ 323 «ما اجتمع فحلان في إبل الا غلب أحدهما». و الشول: الإبل الإناث، تاج العروس 7/ 400 و غيره و جاء في تلقيح العقول لأبى اليسر الرياضي، ورقة 60 ب «لا يكون سيفان في غمد و لا فحلان في منزل»، تاريخ العتبى 160
«342»- قال الكازروني 160 «وزر له أبو الفضل جعفر بن محمود الإسكافي ثم أبو صالح جعفر بن أحمد بن عمار ثم أبو أيوب سليمان بن وهب». و لم يذكر ابن الطقطقى وزارة ابن عمار، الفخرى 337- 341.
«343»- الفخرى 335- 336
«344»- الفخرى بالنص 335- 336، و انظر البداية و النهاية 11/ 23.
«345»- أورده النووي في تهذيب الأسماء ق 1 ح 2 ص 18 «قال سفيان الثوري: الخلفاء خمسة: أبو بكر و عمر و عثمان و على و عمر بن عبد العزيز»، و ذكره أبو داود في سننه.
«(1/311)
346»- الحكاية بكاملها في تاريخ بغداد 3/ 349- 350 و نقل ابن كثير مختصرها في البداية و النهاية 11/ 22- 23، و نقل الصفدي قسمها الأخير في فوات الوفيات 2/ 535.
«347»- ديوان الأعشى 105.
«348»- ديوان البحتري 2/ 674، مع اختلاف في بعض ألفاظها، انظرها في ما يلي.
«349»- الهوى: المنى، و احسد ... الى: و نحسد ... إلينا، مخلق: ملحق، اربدادها: ارتدادها، يحتاز: يختار، اسودادها: سوادها، راغت: راقت. الكلمات الأولى هي التي وردت في ديوان البحتري و أمامها تلك التي وردت عند ابن العمراني. و قد أقمنا الّذي يحتاج للتقويم.
«350»- هذا البيت بالنص ورد في قصيدة أخرى له في مدح المتوكل:
الديوان 2/ 715.
«351»- سبا: في الأصل: سنا، و السبا و السبائب جمع سبية و هي شقة من الثياب أي نوع كان و قيل هي من الكتان. و أورد صاحب لسان العرب قول علقمة بن عبدة: «... مقدم بسبا الكتان ملثوم ...» و انظر عبث الوليد 78، قال: الرواة يزعمون أن السبأ في معنى السبائب و هي جمع سبيبة أي شقة. و الجساد: الزعفران، زهر الآداب 1/ 242.
«352»- البداية و النهاية 11/ 22، قال الكازروني 159 في سبب قتله: «و سبب ذلك الأتراك لأنهم خلعوه لمنعه لهم عن المنكرات و تعاطى المحرمات. فخرج من داره بسر من رأى فحاربهم فجرح و صار في أيديهم.
فمكث بقية يومه و ليلته محبوسا و أخرج في اليوم الثالث ميتا».
«353»- نقل الصفدي 2/ 535، و منه ابن شاكر الكتبي 5/ 145 هذا النص من تاريخ ابن العمراني و قالا: «قال العمراني: ان الأتراك عصروا خصاه حتى مات و بايعوا أحمد بن المتوكل». و حوادث المهتدي مع الأتراك و قتله، تاريخ الطبري 3/ 1813- 1833»: «و دفعوه الى رجل فوطئ على خصيته حتى قتله». و لم يذكر اليعقوبي طريقة قتله 2/ 619 «حتى دخل دار رجل من القواد يقال له أحمد بن جميل و لحقوه فأخذوه على دوابه و جراحاته تنطف دما فدعوه الى أن يخلع نفسه فأبى و مات بعد يومين».
«(1/312)
354»- ذكر ابن الطقطقى 337 وزارات الإسكافي و سليمان بن وهب
الإنباء،ص:288
و ذكر شيئا من سيرة آل وهب و بدايتهم. و لم يذكر وزارة ابن عمار.
«355»- اختلف المؤرخون في اسمها فقيل فتيان و قينان و غير ذلك انظر المعارف 76، تاريخ الكازروني 161، الخلاصة 233.
«356»- تاريخ الطبري 3/ 1839 و قد توفى سنة 263 بعد سقوطه عن دابته في الميدان من صدمة خادم له يقال له رشيق، تاريخ الطبري 3/ 1915 و استوزر الحسن بن مخلد بعده ثم استوزر سليمان بن وهب مكانه.
«357»- البيتان في تحفة الوزراء للصابى 241 و أولهما: «خليفة مقتسم ...» و هما بالمستعين أليق منهما بالمعتمد و قد قتل و صيف و بغا قبل خلافة المعتمد و فيهما يقول الشاعر السلولي:
و صيف بالكرخ ممثول به و بغا بالجسر محترق بالجمر و الشرر تاريخ الطبري 3/ 1812.
«358»- يقال للمعتضد باللَّه السفاح الثاني و لهذا مدحه ابن الرومي بقوله:
كما بأبي العباس أنشئ ملككم كذا بأبي العباس أيضا يجدد الكازروني 165.
«359»- البداية و النهاية 11/ 50.
«360»- البداية و النهاية 11/ 43، و انظر ترجمته في ديوان البحتري 1/ 48 (حاشية)
«361»- البداية و النهاية 11/ 43.
«362»- بعل فلان بأمره يبعل إذا دهش و فرق و برم و لم يدر ما يصنع فهو بعل.
«363»- عن صاحب الزنج: انظر الفخرى 342. و أخباره مفصلة في الطبري 3/ 1742- 2098، البداية و النهاية 11/ 18- 44.
«364»- و قد خرج قبله أخوه يعقوب من الليث فحاربه الموفق و المعتمد و كسروه في سنة 262 ه، انظر تاريخ الطبري 3/ 1893- 1895.
«365»- اسمه جعفر و قتل في أيام المعتضد سنة ثمانين و مائتين.
الكازروني 162، تاريخ الطبري 3/ 1890 و لم يذكر الطبري أنه قتل و انما قال «توفى في يوم الأحد لاثنتي عشرة خلت من ربيع الآخر منها و انه كان مقامه في دار المعتضد لا يخرج و لا يظهر و كان المعتضد نادمه مرارا» تاريخ الطبري 3/ 2138.
«(1/313)
366»- أورد التنوخي في الفرج بعد الشدة 1/ 149 رواية عن المعتضد «حضرت الى بيت فيه الموفق فلما رأيته علمت أنه غير ميت فجلست عنده و أخذت يده أقبلها و أترشفها فأفاق فلما رآني أفعل ذلك أظهر التقبل و أومأ الى الغلمان أن أحسنتم فيما فعلتم».
«367»- روى ابن الجوزي مناما آخر بشره الامام على بالخلافة (المنتظم 5/ 150- 151). منقولا من تاريخ الطبري 3/ 2147. و هذا المنام ذكره التنوخي في كتاب الفرج بعد الشدة 1/ 148 بألفاظ مختلفة و لعل ابن العمراني نقله منه.
«368»- قال الخطيب البغدادي 11/ 65 «و كان المعتمد أول خليفة انتقل من سامراء إلى بغداد ثم لم يعد إليها أحد من الخلفاء. بل جعلوا إقامتهم ببغداد» و أعاد ابن كثير هذا القول في البداية و النهاية 11/ 65 و قال
الإنباء،ص:289
اليعقوبي في كتابه البلدان 268 «و ولى أحمد بن المعتمد بن المتوكل فأقام بسر من رأى في الجوسق و قصور الخلافة ثم انتقل إلى الجانب الشرقي (و الصواب: الغربي) بسر من رأى فبنى قصرا موصوفا بالحسن سماه المعشوق فنزله فأقام به حتى اضطربت الأمور فانتقل إلى بغداد ثم المدائن».
و انظر تاريخ بغداد 1/ 99، و المنتظم 5/ 143- 144 و مناقب بغداد (المنسوب و هما لابن الجوزي) 15- 16 و عن الحسنى انظر خلافة المأمون.
«369»- الديوان 4/ 2187 و القصيدة في ستة عشر بيتا.
«370»- ذكر ابن الطقطقى 343- 350 وزارة عبيد الله بن يحيى بن خاقان و الحسن بن مخلد و سليمان بن وهب و ابن بلبل و أحمد بن صالح بن شيرزاد و عبيد الله بن سليمان بن وهب. و لم يذكر وزارة صاعد بن مخلد و إبراهيم بن المدبر، صفحة 343- 348. و عن وزرائه انظر الكازروني 163. و عن صاعد بن مخلد، انظر: رسوم دار الخلافة للصابى 130، المنتظم 5/ 66، 101 ثمار القلوب 233، و عن عبيد الله بن سليمان بن وهب تاريخ الطبري فهارسه، تحفة الأمراء للصابى فهارسه، الفخرى 247، فوات الوفيات 2/ 27.(1/314)
و عن ابن المدبر: الجهشيارى 102، الأغاني 19/ 114- 127 (القاهرة 1285 ه)، معجم الأدباء 1/ 292، الطبري حوادث سنة 279، المشتبه:
المدبر، و عن إسماعيل بن بلبل الّذي قتله المعتضد شر قتلة، نشوار المحاضرة 76، الفخرى 344- 347، رسوم دار الخلافة 51.
عبيد الله بن يحيى بن خاقان له ترجمة طويلة عند ابن شاكر الكتبي في عيون التواريخ ورقة 5 ب/ 6 أ قال فيها:
عيون التواريخ ورقة 5 ب/ 6 أ قال فيها:
في حوادث سنة 263 ه «و فيها توفى عبيد الله بن يحيى بن خاقان الأمير التركي البغدادي وزر للمتوكل و ما زال عليها الى قتل المتوكل و عمه الفتح و جرت لعبيد الله أمور انخفاض و ارتفاع و نفاه المستعين الى برقة ثم قدم و وزر للمعتمد و كان عبيد الله جوادا كريما سمح الأخلاق ممدحا و لم يكن له من الصناعة حظ و انما أيد بأعوان كفوه. و كان واسع الحيلة حسن المداراة و لم يزل جماعة بعد قتل المتوكل يحرضون المنتصر على قتل عبيد الله و يعرفونه ميله الى المعتز حتى هم بذلك ثم أنه نفاه و أبعده الى أقريطش».
«و دخل بعد أن وزر للمعتمد الى الميدان لضرب الصوالجة فصدمه خادمه رشيق فسقط عن دابته و حمل الى منزله فبقي ثلاث ساعات لا يتكلم و مات رحمه الله».
أحمد بن صالح بن شيرزاد، أبو بكر القطربلي كان المستعين باللَّه أراده على الوزارة بعد استتار وزيره أبى صالح بن يزداد فخاف أن تطالبه الموالي فاستعفى ثم ولاه المعتمد الوزارة بعد الحسن بن مخلد و كان حسن المروءة شاعرا ظريفا و كان يسمى ظريف الكتاب». عيون التواريخ ورقة 15 أ.
صاعد بن مخلد أبو العلاء الكاتب النصراني، أسلم و كتب للموفق و ولى الوزارة لأخيه المعتمد و كان صفرا من الأدب و سمى بذي الوزارتين .. و آخر الأمر قبض عليه الموفق و أخذ له من الضياع و الأملاك ما يغل ألف ألف دينار .. و ما زال في حبسه مكرما يدخل اليه من يريد و ترك له من ضياعه ما يغل
الإنباء،ص:290(1/315)
عشرين ألف دينار و توفى في هذه السنة في محبسه بوجع عرض له من قلبه. ورقة 40 أ- 40 ب.
إسماعيل بن بلبل كان كاتبا بليغا و شاعرا أديبا كريما جوادا ممدحا، ولى الوزارة للمعتمد سنة خمس و ستين و مائتين بعد وزارة الحسن بن مخلد الثانية فبقي مدة يسيرة ثم عزل ثم وليها ثانية فبقي أشهرا و عزل و نفى الى بغداد ثم أعيد الى الوزارة نوبة ثالثة في رجب سنة اثنتين و سبعين .. و لم يزل على وزارته الى أن توفى الموفق و بعد موته بيومين قبض المعتمد على الوزير أبى الصقر و كبله بالحديد و ألبسه جبة صوف مغموسة بدبس و ماء الأكارع و تركه في الشمس و عذبه بأنواع العذاب الى أن هلك ...
في ترجمة طويلة ورقة 48 ب- 50 أ.
و له أخبار في رسوم دار الخلافة 51- 52 و كتب التراجم و التواريخ.
إبراهيم بن المدبر أبو إسحاق الكاتب كان كاتبا بليغا شاعرا فاضلا مترسلا و هو أخو أحمد و محمد روى عنه أبو الحسن الأخفش و أبو بكر الصولي و جعفر بن قوامة الكاتب و كان يزعم أنه من بنى ضبة. خدم المتوكل مدة طويلة و ولاه ديوان الابنية و لم يزل في رتبة الوزارة و أحضر في سنة ثلاث و ستين للوزارة فاستعفى لعظم المطالبة فاستكتبه المعتمد لابنه المفوض و ضم اليه دواوين. في ترجمة طويلة ورقة 50 أ- 51 ب.
«371»- في الكازروني 164 «خفير» و في المعارف 76 «ضرار».
«372»- القصة بكاملها في تجارب الأمم لمسكويه 5/ 19- 23، قال:
«(1/316)
و من سياسة المعتضد التي يستفاد منها تجربة ما حدث به أبو الحسين محمد بن عبد الواحد الهاشمي أن شيخا من التجار كان له على بعض القواد مال جليل فماطله ثم جحده ...» الى آخر الحكاية و بعد ذلك قال «و انتشر الخبر في غلمان الدار و الحاشية فما خاطبت أحدا منهم و ما احتجت أن أوذن في غير وقت الآذان الى الآن». و أوردها التنوخي المتوفى سنة 384 ه في كتابيه (الفرج بعد الشدة 2/ 17- 18 و نشوار المحاضرة 1/ 150- 154) باختلاف يسير في الألفاظ، و هذا دليل آخر على أن ابن العمراني يكتب من حفظه، و قد أوردها التنوخي رواية عن أبى الحسين، محمد بن عبد الواحد الهاشمي الّذي حدث التنوخي بها. و انظر كذلك شرح قصيدة ابن عبدون 294- 296، البداية و النهاية 11/ 89- 91 و أوردها ابن الجوزي في المنتظم 5/ 131 رواية عن القاضي أبى الحسين محمد بن عبد الواحد الهاشمي، و عيون التواريخ لابن شاكر الكتبي ورقة 80 ب- 81 ب.
«373»- القراح: بفتح القاف و الراء، المزرعة التي ليس عليها بناء و لا فيها شجر و الجمع أقرحة. و قد أورد السيوطي الحكاية في تاريخه 368 عن الصولي، و ابن الجوزي في المنتظم 5/ 123- 124 رواية عن أبى محمد عبد الله بن أحمد (ابن حمدون). فلعل ابن الجوزي نقلها عن الصولي أو من تاريخ الانباء. و أوردها التنوخي في نشوار المحاضرة 1/ 159- 160 باختلاف في الألفاظ و ليس فيها ذكر الغلمان و قتلهم، و أبو شجاع الروذراوريّ في ذيل تجارب الأمم 51 و قال «بخبر وجدته في بعض الكتب» و في معجم الأدباء 1/ 159 و في كتاب الأذكياء لابن الجوزي 42، قصة بطيخ أخذه بعض غلمان جلال الدولة رواها من تاريخ هلال الصابي، و ابن شاكر الكتبي في عيون التواريخ ورقة 79 أ نقلا من المنتظم.
«374»- هو أحمد بن محمد بن مروان المعروف بابن الطيب و بابن
الإنباء،ص:291(1/317)
الفرانقى: قال ياقوت: «أحد العلماء الفقهاء، المحصلين، الفصحاء، البلغاء، المتفننين، له في علم الأثر الباع الوساع. و في علوم الحكماء الذهن الثاقب الوقاد و بسطة في الذراع. و هو تلميذ الكندي و له في كل فن تصانيف و مجاميع و تواليف. و كان أحد ندماء أبى العباس المعتضد باللَّه و المختصين به، فأنكر منه بعض شأنه فأذاقه حمامه صبرا و جعله نكالا و لم يرع له ذمة و لا الا ...» و قال بعد ذلك «ان ابن الطيب دعا المعتضد الى الإلحاد فآل أمره إلى الهلاك» (معجم الأدباء 1/ 158، الفهرست 261- 262) و ذكر ابن النديم أن سبب قتل المعتضد ابن الطيب لأنه «أفضى إليه بسر يتعلق بالقاسم بن عبيد الله و بدر غلام المعتضد فأفشاه و أذاعه بحيلة من القاسم عليه مشهورة ...». و انظر المنتظم 5/ 124، رسوم دار الخلافة 50، تحفة الأمراء 460- 461.
«375»- الحكاية في نشوار المحاضرة 1/ 157، المنتظم 5/ 129 و الحكاية رواية أبى على الحسن بن إسماعيل بن إسحاق القاضي. و ليس فيها ذكر لابن حمدون.
«376»- ابن حمدون: أبو محمد، عبد الله بن أحمد بن حمدون النديم، و بنو حمدون كانوا ندماء الخلفاء فنادموا المعتصم و الواثق و المتوكل و المستعين (معجم الأدباء 1/ 365) و أخبار أبى محمد بن النديم منشورة في كتب التاريخ و الأدب. انظر الديارات 4- 5، و معجم الأدباء 1/ 365- 369، و قد توفى أبو محمد بن النديم نديم المكتفي و المعتمد و المعتضد سنة 309 ه، البداية و النهاية 11/ 144، المروج 8/ 114.
«377»- في المنتظم 5/ 129 «ويلك تقول في سوقك: ليس للمسلمين من ينظر في أمورهم؟ و ما شغلي غير ذلك» و في النشوار «فأين أنا و أي شغل شغلي» 1/ 158.
«378»- في المنتظم «و تشاغل بخطاب كلب من السوقة قد كان يكفيه أن يصيح عليه رجل من رجال المعونة، ثم لم تقنع بإيصاله الى مجلسك حتى غيرت لباسك و أخذت سلاحك ...» 5/ 130.
«(1/318)
379»- الحكاية بكاملها في نشوار المحاضرة 1/ 154 رواية عن أبى محمد بن حمدون. و قد نقلها ابن العمراني منه. و جاءت بلدة قزوين بدلا من الكرج و هذا دليل آخر على أن ابن العمراني يكتب من حفظه.
«380»- كرج: مدينة بين همذان و أصفهان و هي الى همذان أقرب و أول من مصرها أبو دلف القاسم بن عيسى العجليّ (معجم البلدان 4/ 251)، المسالك و الممالك 1/ 262.
«381»- الحكاية بكاملها في نشوار المحاضرة 1/ 129- 130 بألفاظ مختلفة. نقلها ابن العمراني منه و هذا دليل آخر على نقل ابن العمراني من حفظه.
«382»- أورد التنوخي هذه الكلمة بصفة المفرد: جذر و الجمع جذور مرارا عديدة في نشوار المحاضرة 1/ 90، 95، 96، 130، 198 و معناها الأجر الّذي يدفع للمغنين. و قد وقعت بعد هذا على تفسير لها لم يخرج عن تفسيري هذا عند أحمد تيمور في مقالة «تفسير الألفاظ العباسية في نشوار المحاضرة» مجلة المجمع العلمي العربيّ بدمشق 3/ 75.
«383»- ضغا: يضغو المقامر ضغوا إذا خان و لم يعدل. قيل و لعله صغا بالصاد (اللسان: ضغا).
الإنباء،ص:292
«384»- الحكاية بكاملها و بألفاظ مختلفة قليلا في نشوار المحاضرة 1/ 129- 130 و نقلها ابن العمراني منه. رواية عن أبى محمد عبد الله ابن أحمد بن حمدون. الحكاية بنصها في كتاب الأذكياء لابن الجوزي (القاهرة 1306) 33.
«385»- الحكاية بنصها في فوات الوفيات 1/ 84، و انظر السيوطي 368 رواية عن عبد الله بن حمدون، البداية و النهاية 11/ 86 نقلا من المنتظم، المنتظم 5/ 124.
«386»- تصحفت في (فوات الوفيات) إلى «ملابسهم».
«387»- المنتظم 2/ 129، فوات 1/ 84، البداية و النهاية 11/ 88، عيون التواريخ ورقة 80 أ، و كلها روت الحكاية عن خفيف السمرقندي.
«388»- البيتان الأول و الثاني رواها الصولي في أشعار أولاد الخلفاء:(1/319)
120 و الأبيات التي بعدها في ديوانه 4/ 163 مع اختلاف في بعض الألفاظ و الأبيات في رثاء عبيد الله بن سليمان: 2/ 132 مع بعض الاختلاف.
«389»- تجارب الأمم 5/ 10- 17، تاريخ الطبري 3/ 2194، «و أدخل الى بغداد في أول جمادى الأولى من سنة 288 ه»، تاريخ الطبري 3/ 2203 و توفى و قيل قتله القاسم بن عبيد الله لأن المكتفي أراد الإحسان إليه بعد توليته الخلافة فكره القاسم بن عبيد الله الوزير ذلك فدس إلى عمرو من قتله، تاريخ الطبري 3/ 2208.
«390»- جاء في عيون التواريخ ورقة 84 أ «قال بعضهم: كنت عند أبى الحسين على بن محمد بن الفهم المحدث فدخل رجل من أهل الحديث فقال له: يا أبا الحسين رأيت عمرو بن الليث الصفار أمس على جمل فالج من الجمال التي أهداها إلى الخليفة منذ ثلاث سنين فأنشد أبو الحسين ...
الأبيات الثاني و الثالث فقط» و لا يمكن أن يكون على بن الجهم لأنه توفى سنة 249 ه. و انظر المروج 8/ 208 فقد أورد الأبيات الثلاثة. و نسبتها للحسن ابن محمد بن فهم.
«391»- في عيون التواريخ ورقة 84 أ، و قال في ذلك على بن محمد بن نصر بن بسام الشاعر، و أورد خمسة أبيات فيها تصحيف و اختلاف في الألفاظ:(1/320)
أركب الفالج بعد الملك و العزة قسرا و عليه برنس السخط إذلالا و قهرا (كذا) رافعا يديه يدعو الله أسرارا و جهرا (كذا) أن ينجيه من القتل و يعمل صفرا (كذا) و لعلى بن محمد بن بسام ترجمة موسعة في عيون التواريخ ورقة 142 أ- 143 ب في حوادث سنة 301 ه قال فيها «و فيها توفى على بن محمد بن نصر بن منصور بن بسام أبو الحسن البغدادي الاخبارى أحد الشعراء البلغاء و ابن أخت أحمد بن حمدون بن إسماعيل النديم و له هجاء خبيث. استفرغ شعره في هجاء والده و هجا جماعة من الوزراء كالقاسم بن عبيد الله و غيره ...» و نسب المسعودي الأبيات أيضا لمحمد بن بسام، المروج 8/ 208- 209، و انظر عن هدية عمرو بن الليث (و كان فيها فالجان و في هدية أخرى فالج واحد)، الذخائر و التحف 42، 143.
«392»- أوردها السيوطي كاملة في تاريخ الخلفاء 372- 373 و لم يسم قائلها، و ذكر ابن رشيق قسما منها في العمدة 1/ 184 (1955) و شكرا البرفسور أولمان حين لفت نظري لها.
الإنباء،ص:293
«393»- قال ابن شاكر الكتبي في عيون التواريخ ورقة 82 ب «و كان مرضه تغير المزاج من كثرة الجماع فكان يوصف له أن يقلل الغذاء و يرطب معدته، فكان يستعمل ضد ما يوصف ... فإذا خرجوا دعا بالجبن و الزيتون و السمك ...». و ذكر المسعودي عدة روايات في موته، مروج 8/ 211.
«394»- دار محمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين الخزاعي بالولاء.
كانت في الحريم الطاهري بالجانب الغربي من بغداد و هو المحلة التي أخذ أرضها طاهر بن الحسين و جعلها خاصة به و بذريته و حفها بسور ذي أبواب.(1/321)
و كانت بين الكاظمية الحالية و قصور الجلبية على دجلة و لها خندق يعرف بالخندق الطاهري. قال الخطيب البغدادي 1/ 85 «و اقطع المأمون طاهر بن الحسين داره و كانت قبله لعبيد الخادم مولى المنصور» و قال في 1/ 65 «و دفن المعتضد في موضع من دار محمد بن عبد الله بن طاهر و دفن المكتفي في موضع دار ابن طاهر» و قال في 4/ 407 «و دفن (المعتضد) في حجرة الرخام في دار محمد بن عبد الله بن طاهر» و أورد المسعودي في مروجه 4/ 274 (طبعة محمد محيي الدين عبد الحميد» «و قد كان المعتضد أوصى أن يدفن في دار محمد بن عبد الله بن طاهر في الجانب الغربي في الدار المعروفة بدار الرخام». و لما أصاب قبره الغرق نقل سنة 646 ه هو و المكتفي و القاهر و المتقى و المستكفي الى ترب العباسيين في محلة الرصافة (الحوادث الجامعة 233، 242).
«395»- القصيدة بكاملها مع زيادة ستة أبيات في البداية و النهاية 11/ 92- 93. و أورد السيوطي قسما منها في تاريخه 375، و أوردها كاملة ابن شاكر الكتبي في عيون التواريخ ورقة 82 ب- 83 أ، و القصيدة في 25 بيتا في ديوانه 4/ 134- 135 و البيتان بعدها 4/ 135.
«396»- تاريخ الطبري 3/ 2133، ابن شاكر الكتبي عيون التواريخ ورقة 76 أ- 77 أ في حوادث سنة 288 ه قال «توفى عبيد الله بن سليمان بن وهب أبو القاسم الكاتب ولى الوزارة للمعتضد و هو ولى لعهد عمه المعتمد في أواخر سنة ثمان و سبعين و مائتين فلما توفى المعتمد و تولى المعتضد الخلافة أقر عبيد الله على وزارته الى حين وفاته.
«397»- القاسم بن عبيد الله وزر للمعتضد و المكتفي و فوض إليه المكتفي جميع الأمور، المنتظم 6/ 46 قال ابن الطقطقى 350 «كان القاسم ابن عبيد الله من دهاة العالم و من أفاضل الوزراء ...» و انظر تاريخ السيوطي 376. و قال ابن شاكر الكتبي في عيون التواريخ ورقة 87 أ في حوادث سنة 291 ه «توفى القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب ..(1/322)
قلده المعتضد الوزارة بعد أبيه فبقي على وزارته إلى أن توفى المعتضد فدبر الأمر أحسن تدبير .. و أقره المكتفي و لقبه بولي الدولة .. إلا أنه كان زنديقا فاسد الاعتقاد ...» و انظر العبر 2/ 89.
«398»- أورد ابن الطقطقى البيتين و قال: «و في هجائهم يقول بعض الشعراء» صفحة 350 و أوردهما هندوشاه النخجوانى في تجارب السلف 193. و أورد الثعالبي في ثمار القلوب شعرا غيره في هجاء وهب بن سليمان ابن وهب و آل وهب، 206- 209. و البيتان لدعبل الخزاعي، النهاية في التعريض و الكناية للثعالبي، مكة المكرمة 1301 ه، صفحة 8 و المنتخب من كنايات الأدباء للجرجانى القاهرة 1908، 47.
«399»- ولاه المعتضد الشرطة في اليوم الّذي بويع له فيه، تاريخ
الإنباء،ص:294
الطبري 3/ 2133 ثم ولاه فارس في سنة 288 ه لما بلغه تغلب طاهر بن محمد عليها، تاريخ الطبري 3/ 2203 و توفى سنة 289 ه. قال ابن شاكر الكتبي في عيون التواريخ ورقة 84 أ «و فيها توفى الأمير بدر مولى المعتضد و مقدم جيوشه، طلبه المكتفي فتخوف منه فأرسل اليه أمانا ثم غدر به و قتله صبرا. ولى إمرة دمشق لمولاه المعتضد و أصبهان و كان عادلا حسن السيرة» «قال أبو نعيم: كان صالحا مجاب الدعوة و إليه تنسب البدرية ببغداد و باب بدر» و انظر: العبر للذهبى 2/ 82.
«400»- انظر الاختلاف في القراءة في المعارف 76، الكازروني 168.
«401»- تاريخ السيوطي 386 نقلا عن الصولي، الكازروني 168، ابن كثير، البداية و النهاية 11/ 104.
«402»- المشهور عند المؤرخين أن المكتفي لم يكتب له كتابا و انما القاسم بن عبيد الله كتب ذلك الكتاب لأنه هم بنقل الخلافة من ولد المعتضد و ناظرا بدرا في ذلك فامتنع بدر و قال: ما كنت لأصرفها عن ولد مولاي. فلما علم القاسم ألا سبيل الى مخالفة بدر ... اضطغنها عليه حتى دبر قتله.
و انظر المنتظم 6/ 34. تجارب الأمم 5/ 24- 25، تاريخ الطبري 3/ 2209.
«(1/323)
403»- قول بدر و قول المعتضد كلاهما و المحادثة بينهما في المنتظم 5/ 135. قال خفيف السمرقندي «رحم الله المعتضد كأنه نظر هذا من وراء ستر» البداية و النهاية 11/ 91 و حوادث قتل بدر و أسباب هذا القتل انظر الطبري 3/ 2210- 2214 مروج الذهب 8/ 217- 218، المنتظم 6/ 35- 36.
«404»- المنتظم 6/ 46.
«405»- نقل ابن الطقطقى هذا النص باختلاف يسير و قال «قال الصولي ...» «فلعله نقله مباشرة من تاريخ ابن العمراني، انظر صفحة 351- 352. و بالنص في المنتظم 6/ 47، و لطائف المعارف للثعالبي 80».
«406»- أخباره في معجم الشعراء للمرزباني 461، 502، معجم الأدباء 7/ 287، الكامل 8/ 57، الفهرست 143، مروج 7/ 309، مرآة الجنان 2/ 55، النجوم 2/ 253. و له ترجمة في كتاب بروكلمان: ملحق 1 صفحة 225 و ابنه أحمد الّذي نادم الراضي باللَّه، فوات الوفيات 8/ 246- 247، تاريخ بغداد 14/ 23، الأنساب (المنجم) نساء الخلفاء 83 مع مصادره.
«407»- جاء في صلة تاريخ الطبري 20- 21 «ثم ان المكتفي أفاق و عقل أمره فقال له صافى الحرمي، لو رأى أمير المؤمنين أن يوجه الى عبد الله ابن المعتز و محمد بن المعتمد فيوكل بهما ...».
408- أخبار العباس بن الحسن مستوفاة في كتب التاريخ، راجع فهرس كتاب تحفة الوزراء للصابى 424، الفخرى 351- 352، السيوطي 378.
«408»أ- ديوان الأعشى، نشر رودلف كاير، 336- 337 و قد ورد البيت الأول:
و ما تزود مما كان يجمعه الا حنوطا و ما واراه من خرق
«409»- صافى الحرمي انظر ترجمته في البداية و النهاية 11/ 115 المنتظم 6/ 108 و قد ذكره هلال الصابي كثيرا (انظر صفحة 101) في كتاب الوزراء.
الإنباء،ص:295
«(1/324)
410»- جاء في كتاب صلة تاريخ الطبري 22 «فتوجه فيه صافى الحرمي لساعتين بقيتا من ليلة الأحد و أحضره القصر و قد كان العباس بن الحسن فارق صافيا على أن يجي ء بالمقتدر الى داره التي كان يسكنها على دجلة لينحدر به معه الى القصر فعرج صافى عن دار العباس إذ خاف حيلة تستعمل عليه و عد ذلك من حزم صافى و عقله». يبدو أن ابن العمراني نقل هذا و ما يليه من صلة تاريخ الطبري، و انظر تجارب الأمم 5/ 59، 5/ 3- 4 (طبعة امدروز).
«411»- حوادث قتل الوزير في صلة تاريخ الطبري 24- 25. نقلها ابن العمراني مختصرة. و جاء في الصلة «فمن ذلك ما كان من اجتماع جماعة من القواد و الكتاب و القضاة على خلع المقتدر ... و كان الرأس في هذا الأمر العباس بن الحسن الوزير و محمد بن داود بن الجراح ... فخالفهم على ذلك العباس بن الحسن و نقض ما كان عقده معهم في أمر ابن المعتز ..» «فتغير العباس على القواد و استخف بهم و اشتد كبره على الناس و احتجابه عنهم و استخفافه بكل صنف منهم». و انظر تحفة الوزراء 100، 255، تجارب الأمم 5/ 5، ابن العبري 269، الفخرى 352، و انظر المحاورة العجيبة بين الوزير العباس بن الحسن و ابن الفرات في تولية ابن المعتز أو المقتدر: «و أي شي ء نعمل برجل فاضل متأدب قد تحنك و تدرب و عرف الأعمال و حاصلات السواد و موقع الرعية و خبر المكاييل و الأوزان ...» (تحفة الوزراء 131- 132)، تاريخ الطبري 3/ 2282.
«412»- أخباره منشورة في تحفة الأمراء و قد تناوب الوزارة مع ابن الفرات و الخاقانيّ كل على مقدار ما يدفع من المال للمقتدر و ما يصطنع من الحاشية. انظر فهرست التحفة: 428، تجارب الأمم 5/ 2- و ما بعدها.
و في تاريخ الطبري 3/ 2273: أن محمد بن داود بن الجراح كان الكاتب المتولي دواوين الخراج و الضياع بالمشرق و ديوان الجيش في زمن المكتفي.
«413»- ما ارتقع له و ما ارتقع به: ما أكثرت له و لا احتفل به.
(اللسان/ رقع).
«(1/325)
414»- مقسم الماء: ورد ذكره في مناقب بغداد، أصله لابن الجوزي و اختصار ابن الفوطي صفحة 19 «و كان في الجانب الشرقي نهر موسى يأخذ من نهر بين الى أن يصل الى مقر المعتضد المعروف بالثريا ثم يخرج الى موضع يقال له مقسم الماء فينقسم ثلاثة أنهار ..».
«415»- انظر تحفة الوزراء 100، 256.
«416»- انظر صلة تاريخ الطبري 26. يبدو أن ابن العمراني نقلها من الصلة.
«417»- الأشياء التي لا يحسن ذكرها، أوردها عريب القرطبي في الصلة و هي استخفاف الوزير بحق الرسول صلّى الله عليه و سلم.
«418»- صلة تاريخ الطبري 27 «و لم يشك الناس أن الأمر تام له».
«419»- تفصيل حوادث قتله في الفرج بعد الشدة 1/ 120- 121 و أخباره مع ابن المعتز في تحفة الأمراء 29- 31، تجارب الأمم 5/ 9- 12
«420»- انظر ثمار القلوب للثعالبي 191- 192 و قد تصحف فيه المنتصف باللَّه الى المنتصر باللَّه. و هو «الغالب باللَّه» عند السيوطي 378، و الذهبي في العبر 2/ 104، و المرتضى باللَّه عند ابن كثير 11/ 107، و مسكويه 5/ 5 (طبعة امدروز) و قال الصولي: انما لقبوه المنتصف باللَّه:
عيون التواريخ 104 ب، ذيل زهر الآداب 205.
الإنباء،ص:296
«421»- انظر ترجمته في تاريخ بغداد 5/ 236، وفيات ترجمة 170، العبر 2/ 133. و هو صاحب كتاب أخبار القضاة المنشور في مصر سنة 1947 في ثلاثة أجزاء، نجا من القتل بشفاعة ابن الفرات الوزير، تجارب الأمم 5/ 8 (طبعة امدروز) و توفى سنة 306 ه.
«422»- ابن العبري 269، البداية و النهاية 11/ 107.
«423»- انظر حوادث هذه الحرب في صلة تاريخ الطبري 26- 28، البداية و النهاية 11/ 107 رواية عن الصولي، و ثمار القلوب 191- 192 رواية الصولي أيضا.
«(1/326)
424»- رواية الصولي نقلها الثعالبي في ثمار القلوب 192 باختلاف ظاهر و قد تصحف في المطبوع الشبارة الى الطبارة و ورد مونس الخادم بدلا من سوسن الخادم و قد قتل سوسن هذا بتدبير أحكمه الوزير ابن الفرات انظر تحفة الأمراء 31- 32، 102، 155- 157، تجارب الأمم 5/ 12.
و جاء في ثمار القلوب 192، و لعل الرواية للصولي أيضا، «و لم يقدر أحد على رثائه سوى ابن بسام» فإنه قال:
للَّه درك من ميت بمضيعة ناهيك في العلم و الآداب و الحسب ما فيه لو و لا ليث فتنقصه و انما أدركته حرفة الأدب
«425»- تحفة الوزراء 284، الفخرى 362. و قال هلال الصابي، و كان إذا سئل حاجة دق صدره بيده و قال: نعم و كرامة حتى لقب دق صدره. تجارب الأمم 5/ 20- 24 (طبعة امدروز)، تاريخ الطبري 3/ 2287.
«426»- تحفة الوزراء 287، 305، الفخرى 364، تجارب الأمم 5/ 26، تاريخ الطبري 3/ 2288.
«427»- قال هلال الصابي «و قيل انه لما خلع على أبى الحسن ابن الفرات خلع الوزارة زاد في ذلك اليوم ثمن الشمع قيراط في كل من و زاد سعر القراطيس لكثرة استعماله لهما و لأنه كان رسمه ألا يخرج أحد من داره في وقت عشاء الا و معه شمعة منوية و درج منصورى و أنه سقى في داره في ذلك اليوم و الليلة أربعون ألف رطل ثلجا «تحفة الوزراء 73، الفخرى 361، ثمار القلوب 212، تجارب الأمم 5/ 120، مرآة المروءات للثعالبي 9.
«428»- الفخرى 365- 366 و أورد البيت مع بيت آخر، تجارب الأمم 5/ 59.
«429»- تحفة الوزراء 328، الفخرى 366، صلة تاريخ الطبري 112- 113، تجارب الأمم 5/ 94- 104.
«429»أ- أبو عمر، محمد بن يوسف، قاضى قضاة المقتدر، تاريخ بغداد 3/ 401، 11/ 230، المنتظم 6/ 247.
«430»- ترجمه ابن كثير في البداية و النهاية 11/ 159.
«(1/327)
431»- كتب عن الحلاج كثير من المؤرخين و تناولوا حوادثه بالزيادات و الاختلاف، انظر نشوار المحاضرة 80- 86، 248، تجارب الأمم 5/ 32، 76، 82، الفخرى 353، ابن العبري 271، البداية و النهاية 11/ 132- 144. صلة تاريخ الطبري صفحة 86- 108 و قد أورد محقق الكتاب دى خوية نصوصا كثيرة انتزعها من بعض المخطوطات تتعلق بالحلاج
الإنباء،ص:297
و أدرجها في الحاشية. و من المعاصرين المستشرق ماسينون الّذي اختص بدراسته، و انظر تاريخ الطبري 3/ 2289، تجارب السلف 198- 200، و انظر أيضا العبر 2/ 138- 144.
«432»- أخباره منشورة في وزارة أبيه، راجع كتاب الوزراء أو تحفة الأمراء للصابى 284- 304.
«433»- حوادث قتل ابن الفرات تجارب الأمم 5/ 120، ابن الأثير سنة 312، البداية و النهاية 11/ 151، تحفة الوزراء 63- 71، ابن الساعي مختصر أخبار الخلفاء 75، صلة تاريخ الطبري 120- 121، ثمار القلوب 212- 213 رواية عن الصولي، تجارب الأمم 5/ 124- 139، العبر 2/ 151- 153.
«(1/328)
434»- النص بطوله في صلة تاريخ الطبري 57- 58 «و تاريخ ابن العبري 270 و الدار يعنى دار الخلافة و هي القصر الجعفري ثم الحسنى و ما بنى حوله من قصور الخلفاء. قال مصطفى جواد: «و كان القصر الحسنى و قصر التاج فيه و قصور دار الخلافة و مرافقها في الشارع المعروف اليوم بشارع المستنصر باللَّه في شرقى بغداد و عرف قبل ذلك بشارع النهر أي نهر دجلة، و لم يبق من القصرين المذكورين و لا من قصر الفردوس الّذي أنشأه المعتضد و لا من الدور و القصور و لا من غيرها طلل و لا أثر لاستهداف تلك المباني للرطوبة و الغرق و الحرق و هي مبنية بالآجر. و كانت دار الخلافة العباسية الأخيرة هذه تمتد من باب شارع المستنصر الى تربة السيد سلطان على و يسير سورها الشرقي على مخط نصف دائرة قطرها نهر دجلة» (حاشية رقم 257 في تاريخ الكازروني 164- 165) و هذا يعنى أن الكنيسة المطلة على سوق الشورجة الحالي مبنية على أرض دار الخلافة أو جامع القصر و انظر تجارب الأمم 5/ 38 و جاء فيه «ثم أمر (المقتدر) بتسليمه الى زيدان القهرمانة و حبس عندها في دار السلطان» ثم قتله المقتدر في سجنه (العبر 2/ 132).
«435»- انظر تفصيل هذه الحوادث في تجارب الأمم 5/ 192- 199 (طبعة امدروز).
«436»- روى ابن كثير 11/ 166 أن مونسا خرج مغاضبا بسبب أن الخليفة ولى محمد بن ياقوت الحسبة و قال: «ان الحسبة لا يتولاها الا القضاة و العدول و هذا لا يصلح لها»، صلة تاريخ الطبري 159، تجارب الأمم 5/ 209- 210.
«437»- الفخرى 372، و قال القرطبي «و كان أبو الجمال الحسين ابن القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب يسعى دهره في طلب الوزارة و يتقرب الى مؤنس و حاشيته و يصانعهم حتى جاز عندهم و ملأ عيونهم.(1/329)
و كان يتقرب الى النصارى الكتاب بأن يقول لهم ان أهلي منكم و أجدادى من كباركم» (صلة تاريخ الطبري 162- 173)، البداية و النهاية 11/ 168 و لم يذكر الكازروني وزارته 175. و ترجمة ابن الفوطي ترجمة 1353، و قال «ذكره أبو بكر الصولي في كتاب الأوراق و قال: قلد الوزارة بعد أبى القاسم عبيد الله بن محمد الكلواذي و خلع عليه المقتدر خلع الوزارة سلخ رمضان سنة تسع عشرة و ثلاث مائة» ... و عزل سنة عشرين و ثلاث مائة بابي الفتح الفضل بن جعفر بن الفرات ثم قتل بالرقة سنة اثنتين و عشرين و ثلاث مائة في خلافة الراضي و وزارة ابن مقلة». و انظر تجارب الأمم 5/ 214- 228.
الإنباء،ص:298
«438»- الفخرى 374، صلة تاريخ الطبري 173 و انظر ترجمته في مجمع الآداب ح 4 ق 2 صفحة 909 (الحاشية)، تجارب الأمم 5/ 228، العبر 2/ 208.
«439»- قال القرطبي في صلة تاريخ الطبري 168- 169: «فسار مؤنس من سرمن رأى و عسكر بالجانب الشرقي و اجتمع الناس بقصر الجص الى مؤنس ... ثم سار ... يريد الموصل ... و سار الى تكريت، فرحل من تكريت الى بنى حمدان» و انظر البداية و النهاية 168.
«440»- ورد بصورة «البصري» مرتين في تجارب الأمم 5/ 234، 236 و هو تصحيف بين. و هو منسوب الى نصر القشوري، التنبيه و الاشراف، لايدن 1893/ 391.
«441»- حوادث قتل المقتدر و هتك حرمة الخلفاء، صلة تاريخ الطبري 165- 180، ابن العبري 273، الفخرى 359، مختصر تاريخ ابن الساعي 79، البداية و النهاية 11/ 168، تجارب الأمم 5/ 233- 237
«442»- لم يذكرها الصولي ضمن أشعار الراضي و ذكرها ابن كثير في البداية و النهاية 11/ 197، و ابن الأثير 8/ 274، كتاب العيون 4/ 347.
تكملة تاريخ الطبري 118، زهر الآداب 2/ 667.
«443»- ذكرها الصولي في أخبار الراضي باللَّه 166 الا البيت الخامس مع بعض الاختلافات في الألفاظ.
«444»- صلة تاريخ الطبري 181، ابن العبري 276، تجارب الأمم 5/ 242.
«(1/330)
445»- في اسمها اختلاف قبول أو قتول، قينة، فتنة، فنون، المعارف 76، تاريخ السيوطي 395، تاريخ بغداد 1/ 339، نكث الهميان 236، الكازروني 176، صلة تاريخ الطبري 182.
«446»- نكث الهميان 236، الكازروني 178، صلة تاريخ الطبري 182. في كلها «بليق».
«447»- صلة تاريخ الطبري 185 «و استولى ابن بليق و حاشية مؤنس على القاهر حتى صار لا يجوز له أمر و لا نهى الا على أهل بيته و أولاد المقتدر المحبوسين عنده» ... «و أقام على بن بليق ... يفتش جميع ما يدخل الدار على القاهر و يضيق عليه. و انظر البداية و النهاية 11/ 172، 177، تجارب الأمم 5/ 259.
«448»- قال القرطبي «و حضر عبيد الله بن محمد الكلواذي فاستخلفه على الوزارة لمحمد بن على بن مقلة إذ كان غائبا بفارس» صلة تاريخ الطبري 182.
«449»- أورد مسكويه هذه الحوادث في سنة 317 ه انظر تجارب الأمم 5/ 201.
«450»- خزانة الرءوس: انظر المقال النفيس الّذي كتبه ميخائيل عواد عن خزانة الرءوس في مجلة الرسالة الأعداد 489، 491- 495، و انظر هذه الحوادث في تجارب الأمم 5/ 267- 268، الكامل 8/ 192- 194، المنتظم 6/ 159، البداية و النهاية 18/ 172- 173.
«451»- انظر ترجمته في تاريخ بغداد 2/ 195، البداية و النهاية 11/ 176، الموسوعة الإسلامية 2/ 397، العبر 2/ 187، بروكلمان ملحق 1/ 172 مع مصادر دراسته و كتبه، مروج الذهب 8/ 304 «سنة احدى و عشرين و ثلاث مائة كانت وفاة أبى بكر بن دريد ببغداد».
الإنباء،ص:299
«452»- في تجارب الأمم 5/ 452 و 5/ 289 (طبعة امدروز):
«فوجدوه على سطح الحمام على رأسه منديل دبيقيّ و في يده سيف مجرد» و الشرب: الثوب الرقيق من الكتان. الإفصاح في فقه اللغة 158، 161، فقه اللغة للثعالبي: 243 «الخنيف: ما غلظ من الكتان و الشرب ما رق منه».
«(1/331)
453»- ذكر مسكويه و المسعودي وزارة أبى جعفر محمد بن القاسم بن عبيد الله بعد وزارة ابن مقلة، تجارب الأمم 5/ 264 و انظر وزارة الخصيبى 5/ 270، مروج الذهب 8/ 287.
«454»- ترجمة الراضي هذه أوردها ابن العمراني من كتاب الأوراق للصولي باختصار: 4- 5.
«455»- أورد مسكويه هذه الحوادث مفصلة في تجارب الأمم 5/ 306- 309، الأوراق 6- 7.
«456»- النص بكاملة في أخبار الراضي و المتقى للصولي: 77- 78.
و قال مسكويه في تجارب الأمم 5/ 333 و الصولي في الأوراق 77 أن «الحجرية طالبوا الراضي باللَّه أن يخرج معهم الى المسجد الجامع في داره فيصلي بالناس ليراه الناس معهم فيعلمون أنه في حيزهم».
«457»- كان نديم الراضي مع الصولي و جماعة، الوافي بالوفيات 8/ 402، توفى سنة 343 ه، الأوراق (أخبار الراضي باللَّه و المتقى للَّه) صفحات 8، 9، 102 و غيرها.
«458»- أورد الصولي ثلاثة أبيات: و تجد الأبيات الثلاثة في، نسب قريش 27.
«459»- بجكم التركي، انظر أخباره و وصف الصولي له في الأوراق 153- 196.
«460»- أخباره مستفاضة في كتب التاريخ راجع مثلا تجارب الأمم 5/ 162، 310- 315، الأوراق للصولي 20، 62، و مرداويج لم يكن إماميا و لكنه أراد أن يعيدها كسرويه مجوسية. «و كان في نفسه أن يملك بغداد و يعقد التاج على رأسه و يعيد ملك الفرس». تجارب الأمم 5/ 316- 317، مروج الذهب 9/ 15- 29 و قتله الأتراك في الحمام، العيون 4/ 235
«461»- الفخرى 369- 370، البداية و النهاية 11/ 188. و انظر حوادث ابن مقلة و قطع يده في ثمار القلوب 210- 212، تجارب الأمم 5/ 286- 293، العيون 4/ 304- 310.
«(1/332)
462»- الفخرى 369 و قال «أبو عبد الله أحمد بن إسماعيل المعروف بزنجى كاتب ابن الفرات لما نكب ابن مقلة و حبس لم أدخل اليه في محبسه و لا كاتبته .. على ما بيني و بينه من المودة و الصداقة خوفا من ابن الفرات ... كتب الى رقعة فيها ... «و بالنص في الفرج بعد الشدة 1/ 69 مع اختلاف يسير في بعض الألفاظ.
«463»- الفخرى 371، البداية و النهاية 11/ 195- 196، المنتظم 6/ 311
«464»- ورد الخبر بطوله مفصلا في الأوراق 108- 129 و انظر تجارب الأمم 5/ 293- 296.
«465»- انظر تفصيل هذه الحوادث في تجارب الأمم 6/ 404- 409 و نسب مسكويه قول الراضي «حصلنا من الخلافة ...» الى بجكم «حصلنا على أن يكون في يد الخليفة و أمير الأمراء قصبة الموصل فقط».
الإنباء،ص:300
«466»- حوادث ظهورهم مفصلة في الفخرى 376- 380، خلاصة الذهب المسبوك 245- 251، العيون و الحدائق 4/ 270- 274، تجارب الأمم: حوادث سنة 221.
«467»- الأوراق 154.
«468»- الأوراق 157.
«469»- الأوراق 157.
«470»- الأوراق 159.
«471»- الأوراق 177.
«472»- الأوراق 182.
«473»- النص بطوله حتى نهاية ترجمة الراضي نقله ابن الطقطقى من تاريخ الانباء هذا، 370- 385 دون أن يصرح بذلك. و غير لفظة «المهتدي» التي هي «المعتمد» فقط، و انظر ثمار القلوب 210.
«474»- عن وزارة عبد الرحمن بن عيسى الجراح، انظر تجارب الأمم 5/ 336، الأوراق للصولي 81، و قد نكبه الراضي و نكب أخاه الوزير الكبير على بن عيسى، رسوم دار الخلافة 60- 61.
«475»- قال الثعالبي في لطائف المعارف 69 «و ذكر ثابت بن سنان في كتابه التاريخ أنه احتيج بسبب قصر أبى جعفر محمد بن القاسم إلى أن يقصر من ارتفاع سرير الخلافة فقص منه أربع أصابع مفتوحة. و كان العباس بن الحسن الوزير قصيرا جدا». و قد هجته عائدة بنت محمد الجهنية، على ما روى التنوخي، بشعر تعيبه فيه بقصر قامته. انظر نشوار المحاضرة 217، تجارب الأمم 5/ 338.
«(1/333)
476»- استوزر الراضي أبا الفتح ابن جعفر بن الفرات بعد وزارة سليمان بن الحسن الأولى ثم عزله و قلد الوزارة سليمان بن الحسن مرة أخرى. الفخرى 383- 385 و عن وزارات الراضي انظر البداية و النهاية 11/ 194، تجارب الأمم 5/ 350 و قال مسكويه أن الراضي استوزر أبا عبد الله البريدي و خلفه عبد الله بن على النفرى بالحضرة تجارب الأمم 6/ 409 (طبعة امدروز) ثم «أظهر بجكم صرف أبى عبد الله البريدي عن الوزارة و أزال اسمها عنه و أوقعه على أبى القاسم سليمان بن الحسن» 6/ 413، و من وزارات الراضي انظر أيضا مروج الذهب 8/ 309
«477»- لعلها تصحيف «لعشر بقين» كما جاء في أخبار الراضي و المتقى للصولي 187.
«478»- قال هلال الصابي في تحفة الوزراء 344 «استدعى المتقى للَّه أبا الحسن على بن عيسى و أبا على عبد الرحمن أخاه و أمرهما بالنظر و كان أبو على عبد الرحمن يدير الأعمال و على بن عيسى يقبل الى حضرة المتقى للَّه و جرى الأمر على ذلك تسعة أيام حتى تقلد أبو إسحاق القراريطي الوزارة و لازما منزلهما». و توفى هذا الوزير الهمام- رحمه الله- في سنة 334 ه قال فيه الذهبي «و كان في الوزراء كعمر بن عبد العزيز في الخلفاء» العبر 2/ 238.
«479»- أخبار الراضي و المتقى 196- 197. قال الصولي «و خرجت من واسط ... و قدمت بغداد و بكرت ... الى أحمد بن على الكوفي (وكيل بجكم ببغداد) فوجدته مضطربا لطير سقط ... يخبره بأن الأمير قتله بعض الأكراد غرة»، و انظر تجارب الأمم 6/ 9 حوادث سنة 329 ه (طبعة امدروز)، تكملة تاريخ الطبري 119- 120.
الإنباء،ص:301
«480»- قال الصولي «و وجد المتقى في دار بجكم أموالا كثيرة مدفونة في مواضع منها حول البستان في خوابى و دنان كثيرة» الأوراق 197، تجارب الأمم 6/ 11. الذخائر و التحف 230.
«481»- اختصر ابن كثير هذا الخبر كثيرا فقال «و كان يدفن أموالا كثيرة في الصحراء فلما مات لم يدر أين هي، البداية و النهاية 11/ 200.(1/334)
و ذكر مسكويه الحكاية بكاملها في تجارب الأمم 6/ 12 رواية عن سنان بن ثابت. فلعل ابن العمراني نقلها من تجارب الأمم أو أن كلاهما نقل من كتاب التاريخ لثابت بن سنان المتوفى سنة 365 ه. و ذكرها الهمذانيّ في تكملة تاريخ الطبري 122 نقلا عن ثابت بن سنان و الظاهر أنه نقلها من تجارب الأمم.
«482»- انظر الأوراق 194، قال الصولي: (و كان يفهم العربية إذا خوطب و يحسن الجواب و لكنه كان يقول: أخاف أن أتكلم بالعربية فأخطئ في لفظي و الخطأ من الرئيس قبيح فلذلك أدع الكلام»، و كان الصولي قصده الى واسط بعد أن عزف المتقى عن مجالسة ندماء الراضي و كان الصولي منهم. و عن بجكم انظر المنتظم 6/ 320 و ابن الأثير حوادث سنة 326- 329 ه و قد قتل هذا في سنة 329 ه البداية و النهاية 11/ 200
«483»- أخباره في تجارب الأمم 5/ 158، 320- 321، 6/ 12- 17 و قال عنه مسكويه «أحد دجالى الدنيا و شياطينها» و انظر صلة عريب 138 و له ترجمة في الوافي بالوفيات 8/ 112 (نشر محمد يوسف نجم) و قد تصحف عنده إلى اليزيدي و انظر أخبار الراضي باللَّه و المتقى للَّه للصولي 201، تجارب السلف 220 و هجاه أبو الفرج الأصفهاني لأنه استغرب أن يصبح مثله وزيرا، تكملة تاريخ الطبري 113- 114، الفخرى 387.
«484»- أخبار الراضي باللَّه و المتقى للَّه: 201.
«485»- أخبار الراضي باللَّه 203- 204، تجارب الأمم 6/ 17.
«(1/335)
486»- أبو إسحاق القراريطي، محمد بن أحمد بن إبراهيم الإسكافي الكاتب وزر لمحمد بن رائق و لتوزون ثم للمتقى مرتين و توفى سنة 357 ه (العبر 2/ 309 الفخرى 386). و قد أورد الكازروني هذه الحكاية بشكل آخر و أسقط القسم الأخير منها، مختصر التاريخ 182، و منه نقل صاحب الخلاصة 253 و لعل ابن العمراني نقلها من تاريخ بغداد (ترجمة المتقى)، تاج العروس 6/ 378، و وزارة القراريطي (تصحف الى القرامطى) في أخبار الراضي باللَّه و المتقى للَّه الصولي: 204، تجارب السلف 220، و عن الاسحاقات الكثيرة، تاريخ بغداد 6/ 51.
«487»- أخبار الراضي باللَّه 204، و جاء اسمه «كورنكيج» في تجارب الأمم 6/ 20.
«488»- أخبار الراضي باللَّه 204.
«489»- جاء في الأوراق 207 «و نادى لؤلؤ صاحب الشرطة في جانبي مدينة السلام: يا معاشر العامة ان أمير المؤمنين قد أباحكم دماء الديلم و أموالهم فما عرف أحد من شذاذ بغداد و ملاحيهم و عياريهم موضع أحد من الديالم الا نهبوه و قتلوه و أخذوا جميع أملاكه».
«490»- حوادث ابن رائق مع كورتكين في البداية و النهاية 11/ 198- 199، تجارب الأمم 6/ 18- 22.
«491»- تفصيل حوادث الديلم و قتلهم و ما فعل العامة بهم في أخبار الراضي باللَّه و المتقى للَّه 206- 209.
الإنباء،ص:302
«492»- أخبار الراضي باللَّه 209. و ابن العمراني نقل أخبار خلافة الراضي و المتقى من كتاب الأوراق للصولي.
«493»- ذكرهم المؤرخون و أسهبوا في سيرهم و ابتداء أمرهم، ابن الطقطقى 376، ابن الفوطي، مجمع الآداب في ترجمة عماد الدين على بن بوية ترجمة أرقامها 1133، البداية و النهاية 11/ 173- 174، تجارب الأمم 5/ 275، تجارب السلف 214.
«(1/336)
494»- تفصيل هذه الحوادث في أخبار الراضي باللَّه و المتقى للَّه للصولي 219- 226، تجارب الأمم 6/ 23- و جاء عند الصولي و مسكويه «و قتل الديلم من وجدوا في دار السلطان و نهبوها نهبا قبيحا و دخل الديلم دور الحرم». و دار السلطان هي دار الخلافة.
«495»- أخبار الراضي 227- 228.
«496»- عن هذه الأوزان انظر:
در 1955 nedieL, ethciweGdnUessaM, zniH. W القفيز 50. 41. ppees العشير 65. pees بن yzoD. A. P. R 506. p, IIloV, sebaraseriannoit 1877 nedieL بن 53. p, VI. loV, munitaL- ocibarAnocixeL, gatyerF. W. G. 1837- 1830 ellaH و عن الكيلجة انظر دوزى.
«497»- عدد الحمامات و نفوس بغداد التقديرية انظر تاريخ بغداد 1/ 117 نقلا من كتاب أحمد بن أبى طاهر، فضائل بغداد العراق، 15- 21، رسوم دار الخلافة 18- 21. و جاء في مختار مختصر تاريخ بغداد، ورقة 4 أ «ذكر محمد بن يحيى النديم أن عدد الحمامات ببغداد كان ستين ألف حمام و كانت أحصيت في أيام المقتدر فكانت سبعة و عشرين ألفا».
«498»- أخبار الراضي باللَّه و المتقى للَّه: 235، تجارب الأمم 6/ 43.
«499»- تجارب الأمم 6/ 44.
«500»- أخبار الراضي باللَّه 243.
«501»- محمد بن طغج انظر ترجمته الموسعة في «المغرب في حلى المغرب» لابن سعيد، لايدن 1899 صفحة 4- 45. و جاء في كتاب الخطط و الآثار 2/ 197 «قدم الأمير أبو بكر بن طغج الإخشيد أميرا على مصر من قبل الخليفة الراضي عوضا عن أحمد بن كيغلغ في سنة ثلاث و عشرين و ثلاث مائة»، و لقاؤه المتقى للَّه: تجارب الأمم 6/ 67- 68.
«502»- فوات الوفايات 1/ 7- 8، نكث الهميان 88.
«503»- الأوراق 261، تجارب الأمم 6/ 55.
«504»- الأوراق 259، تجارب الأمم 6/ 50- 54.
«505»- الأوراق 279.
«506»- الأوراق 269.
«(1/337)
507»- حوادث خلع و سمل المتقى مستوفاة في أخبار الراضي باللَّه و المتقى للَّه 281- 283 و قد نقل ابن العمراني هذه الحوادث من كتاب الصولي هذا. و انظر العبر 2/ 231- 232.
الإنباء،ص:303
«508»- الرصافية: نوع من القلانس.
«509»- الكازروني 186، المعارف 76 «أملح الناس».
«510»- قصة الامرأة بكاملها مع اختلاف يسير في اللفظ في نهاية الارب للنويرى مخطوط لايدن H 2. rO ورقة 347، و في مختصر الدول لابن العبري 288- 289، و بصورة مختصرة في نكث الهميان 183. و ذكر الكازروني نهاية هذه المرأة التي أصبحت قهرمانة المستكفي على يد معز الدولة البويهي، مختصر التاريخ 187. و راجع تجارب الأمم 6/ 123- 124، الخلاصة 256، تجارب الأمم 6/ 72- 75 رواية عن ثابت بن سنان. فلعل ابن العمراني نقلها من تاريخ ابن سنان الضائع أو من تجارب الأمم لتشابه رواية ابن العمراني مع رواية مسكويه. و نقل امدروز قصة هذه المرأة مفصلة تفصيلا غريبا من كتاب العيون و أدرجها في حاشية تجارب الأمم 6/ 68- 76، و نقلها الهمذانيّ في تكملة تاريخ الطبري 142 عن ثابت بن سنان أيضا.
«511»- تجارب الأمم حوادث سنة 333، 6/ 79- 80.
«512»- في تجارب الأمم 6/ 81 «و في المحرم من سنة 334 مات توزون في داره ببغداد». و في نكث الهميان 88 «ما اغتر المستكفي باللَّه بعد بتوزون و لم يزل الى أن سمه و قتله».
«513»- الكازروني 187. قال مسكويه في تجارب الأمم 6/ 78 «و قلد المستكفي وزارته أبا الفرج محمد بن على السامري. و لم يكن له من الوزارة الا اسمها و المدير للأمور أبو جعفر بن شيرزاد» و في مكان آخر قال «و اجمع الجيش بأسره على عقد الرئاسة له (ابن شيرزاد) و حلفوا له و أخذ البيعة عليهم». و حوادث ظلم ابن شيرزاد هذا في تجارب الأمم 6/ 83- 84.
«514»- حوادث دخول ابن بويه مستوفاة في كتب التاريخ انظر مثلا تجارب الأمم 6/ 84- 85.
«(1/338)
515»- ابن العبري 290، الكازروني 187. تجارب الأمم 6/ 86- 87، العبر 2/ 235.
«516»- حوادث موت عماد الدولة و تولية فنا خسرو مفصلة في تجارب الأمم 6/ 121- 122.
«517»- عز الدولة أبو منصور بختيار بن معز الدولة أحمد بن بويه الديلميّ ذكره ابن الفوطي في مجمع الآداب ترجمة أرقامها 37 فقال «ولى الأمر بالحضرة بعد وفاة أبيه معز الدولة في يوم الثلاثاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الآخر سنة ست و خمسين و ثلاث مائة ... و قتل في يوم الأربعاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من شوال سنة سبع و ستين و ثلاث مائة بقصر الجص ... «و كان أبو منصور بختيار بن معز الدولة قد تقلد إمرة الأمراء سنة 348 ه». تجارب الأمم 6/ 176، 231، و انظر سيرته القبيحة مع وزرائه و أمراء جيشه 6/ 235.
«518»- البداية و النهاية 11/ 275، يتيمة الدهر للثعالبي 1/ 255 (نشر محيي الدين عبد الحميد).
«519»- تجارب الأمم 6/ 283 «على صداق مائة ألف دينار».
«520»- حوادث هذه السنة و حروب الأتراك و الديلم مستوفاة في تجارب الأمم 6/ 323- 327.
«521»- كان من جملة غلمان معز الدولة و اليه نسب.
«522»- هو أول من خطب له على المنابر بعد الخليفة و أول من لقب
الإنباء،ص:304
في الإسلام شاهنشاه و له صنف أبو على الفارسي كتاب الإيضاح و التكملة، بغية الوعاة 374، مجمع الآداب 637، تجارب الأمم 6/ 396، ذيل تجارب الأمم 39، البداية و النهاية 11/ 299، العبر 2/ 361- 362.
«523»- هو الشاعر الماجن السفيه الهجاء المفحش في هجائه و وصفه سماه التنوخي «صاحب السفه». انظر تاريخ بغداد 8/ 14، معجم الأدباء 4/ 6- 16، شذرات 3/ 136، النجوم 4/ 204، مجلة المشرق 10/ 1085، بروكلمان الملحق 1/ 130، نشوار المحاضرة 215، البداية و النهاية 11/ 329، تاريخ الصابي 430- 433.
«524»- ذكر الصفدي البيت الثالث و الرابع فقط 2/ 6، و كذلك في نكث الهميان 196.
«(1/339)
1524»- كلواذا و عكبرا و صرصر كلها مدن بنواحي بغداد، انظر معجم البلدان في مواضعها، و غير ذلك من الكتب البلدانية كالمسالك و الممالك 1/ 66. و خربشته: كلمة فارسية تعنى: محدودب.
«525»- في نسخة فاتح، كتب امام هذا البيت، «يعنى سبكتكين».
«1525»- كلمة فارسية تعنى، أن لاعب النرد في وضع لا يستطيع فيه التخلص منه الا بخسرانه.
«526»- في البداية و النهاية 11/ 282 «أنه سقط عن فرسه فانكسر صلبه فداواه الطبيب حتى استقام ظهره». و عند مسكويه في تجارب الأمم 3/ 334 «ان الطائع للَّه و سبكتكين قد انحدرا من بغداد و انتهيا الى دير العاقول ... و حدث بسبكتكين علة الموت فمكث فيها بدير العاقول أربعة أيام و توفى فحمل الى مدينة السلام «و تماسك الأتراك و ثبتوا و اجتمعوا على الفتكين مولى معز الدولة و كان يتلو سبكتكين ...» و في العبر 2/ 333 «أنه توفى سنة 364 ه» و سقط من الفرس فانكسرت رجله و توفى في المحرم.
«527»- انظر هذه الحوادث في تجارب الأمم 6/ 335- 344 و مراسيم تولية عضد الدولة بالتفاصيل في رسوم دار الخلافة 82- 85.
«528»- قتل عز الدولة بختيار في وقعة قصر الجص، قتله عضد الدولة في سنة 367 ه و كان الطائع للَّه قد عاد الى دار الخلافة في سنة 364 ه. راجع هذه الحوادث في تجارب الأمم 6/ 343- 383، البداية و النهاية 11/ 290- 291.
«529»- أبو على الفارسي تلميذ الزجاج توفى سنة 378 ه، انظر عنه البداية و النهاية 11/ 148- 149، 306، المنتظم 7/ 138، نزهة الألباء 387، بروكلمان 1/ 113، ملحق 1/ 175، وفيات الأعيان 1/ 261 (ط.
القاهرة).
«530»- عن المسينة، انظر دوزى 2/ 593. و هي ما يسمى الآن «الإبريق و الصينية» و يستعملان للوضوء.
«531»- نكث الهميان 288، ذيل تجارب الأمم 77 و أخباره و حروبه في ذيل تجارب الأمم 311- 315 و قد قتل بقرية من شيراز سنة 388 ه.
«(1/340)
532»- ترجمه ابن الفوطي 1763 في من اسمه غياث فقال «غياث الأمة بهاء الدولة أبو نصر خسره فيروز ...»، المنتظم 7/ 264.
«533»- هذه الحوادث مفصلة في ذيل تجارب الأمم 84- 133.
«534»- دار المملكة كانت بالمخرم أي الصرافية الحالية و دار الخلافة العباسية كانت على أرض شارع المستنصر الحالي الى جامع الخلفاء الحالي.
الإنباء،ص:305
انظر مناقب بغداد المنسوب لابن الجوزي: 16 و عن دار الخلافة 17- 18
«535»- في الكازروني 194 «و احتمله هو و جماعة من أمثاله الى طيار بهاء الدولة و اصعدوا به إلى دار المملكة». ذيل تجارب الأمم 201- قال الروذراوريّ «كان أبو الحسن المعلم، و بئس القرين هو، قد كثر عند بهاء الدولة مال الطائع للَّه و ذخائره و أطمعه فيها و هون عليه أمرا عظيما و جراه على خطة شنعاء فقبل منه و قبض عليه». و قتل ابن المعلم هذا شر قتلة فقد سقى السم مرتين فلم يعمل فيه فخنق بحبال الستارة و دهمه أحد الغلمان بسكين فقضى عليه». ذيل تجارب الأمم: 244.
«536»- الصليق: قصبة البطيحة، ياقوت معجم البلدان «البطيحة».
«537»- حوادث خلع الطائع و تولية القادر باللَّه في ذيل تجارب الأمم 302- 208.
«538»- تاريخ هلال الصابي 402، «و في هذا الشهر (ذي القعدة) ورد الخبر بأن بغراخاقان قصد بخارا و استولى عليها و دفع ولد أبى القاسم نوح بن منصور عنها».
«539»- المنتظم 7/ 172، الفخرى 391.
«540»- جاء في ذيل تجارب الأمم: 254 «و فيها (سنة 384 ه) عقد القادر باللَّه- رضوان الله عليه- على ابنة بهاء الدولة بصداق مائة ألف دينار بحضرته و الوالي الشريف أبو أحمد ابن موسى الموسوي و توفيت قبل النقلة». البت: قرية كالمدينة من أعمال بغداد قريبة من راذان ...
و اليها ينسب أبو الحسن أحمد بن على الكاتب البتي أديب كيس، له نوادر مات سنة 405 ه، و كان قد كتب للقادر باللَّه مدة (معجم البلدان 1/ 488).(1/341)
و انظر: أقسام ضائعة من كتاب الوزراء للصابى، ميخائيل عواد صفحة 60، حاشية (1)، معجم الأدباء 1/ 233، الأنساب ورقة 65 ب.
«541»- انظر المنتظم 7/ 178، و أخباره مع عضد الدولة في ذيل تجارب الأمم 18- 21، معجم الأدباء 6/ 251.
«542»- انظر السيوطي، طبقات المفسرين 24، المنتظم 7/ 176.
نزهة الألباء 389، معجم الأدباء 1/ 241، بروكلمان 1/ 113، ملحق 1/ 175
«543»- حوادث موت الصاحب بن عباد مفصلة في، معجم الأدباء 1/ 70، 2/ 322 نقلا عن الصابي، ذيل تجارب الأمم 161- 262 نقلا من كتاب الوزراء للصابى، المنتظم 7/ 181، تجارب السلف 246، و يبدو أن ابن العمراني نقل هذه الحوادث أيضا من كتاب الوزراء للصابى، و هذا دليل آخر على أنه كان يكتب من حفظه لاختلاف اللفظ و اتساق المعنى. و انظر كذلك، البداية و النهاية 11/ 314- 316، و قول الصاحب بالنص في الكامل 9/ 77.
«544»- فخر الدولة، فلك الأمة، ترجمة ابن الأثير في وفيات سنة 387 ه، و ذكره أبو شجاع الروذراوريّ في ذيل تجارب الأمم 93- 95، و له فيه أخبار أخرى. و ذكره ابن العبري في مختصر الدول 298، 300، 311، و ترجمه ابن الفوطي مرتين في 2220، 2623 فقال: «ملك بعد أخيه مؤيد الدولة بن بويه و كان الصاحب إسماعيل بن عباد قد مهد له الأمور و أقام أميرا على الري و همذان و جميع بلاد الجبل مدة ثلاث عشرة سنة، و توفى في قلعة طبرك سنة سبع و ثمانين و ثلاث مائة».
الإنباء،ص:306
«545»- مجد الدولة أبو طالب رستم بن فخر الدولة، كان صاحب الري و ما اليها له حروب و حوادث مع علاء الدولة بن كاكويه الديلميّ حتى استولى محمود بن سبكتكين صاحب غزنة على كثير من بلادهما. له اخبار في الكامل حوادث سنة 387 ه و قد آل أمره الى أن اعتقله طغرلبك سنة 434 ه و وسع عليه. انظر، مجمع الآداب 1496، ذيل تجارب الأمم 296.
«546»- ذيل تجارب الأمم 332، و بهذا الخبر انتهت حوادثه في سنة 389 ه.
«(1/342)
1546»- أورد الثعالبي 14 بيتا منها في خاص الخاص 152. و يبدو أن ابن العمراني نقلها منه و انظر يتيمة الدهر 4/ 296- 297، و تاريخ العتبى، دلهى 1847، 202.
«547»- البداية و النهاية 11/ 352.
«548»- يبدو أن عادة تعليق الكبراء بالسلاسل هي للاجلال. فقد روى الصابي في موت الصاحب بن عباد، «ثم وقعت الصلاة عليه و علق بالسلاسل في بيت كبير الى أن نقل الى تربته بأصبهان»، معجم الأدباء 1/ 70.
«549»- البداية و النهاية 11/ 355، و انظر بروكلمان 1/ 95، ملحق 1/ 152، يتيمة الدهر 2/ 379 (القاهرة 1947).
«550»- البداية و النهاية 12/ 3.
«551»- هو محمد بن القادر باللَّه، ولد ليلة الاثنتين لتسع بقين من شوال سنة 382 ه، المنتظم 7/ 170، 7/ 292، تاريخ بغداد 1/ 279، ابن الفوطي، مجمع الآداب ج 4، ق 2، 1149، البداية و النهاية 12/ 28، و قد ولاه أبوه العهد لأن أحد أحفاد الواثق باللَّه ادعى ولاية العهد». تاريخ الصابي 420- 424.
«552»- البداية و النهاية 12/ 9، أورد له ترجمة وافية و قصة مقتله 12/ 10، و هي مشهورة في كتب التواريخ.
«553»- اسمه المرزبان بن فناخسرو، له ترجمة في مجمع الآداب أرقامها 493، و كتاب توليته سنة 430 ه، ترجمة أرقامها 1273، و كتابه من واسط نقله ابن الفوطي من تاريخ الصابي، ترجمة أرقامها 1819.
«(1/343)
554»- عن أبى طالب محمد بن أيوب، انظر المنتظم 5/ 175، الوافي بالوفيات 2/ 234، زبدة النصرة 12، معجم الأدباء 5/ 145، مجمع الآداب ترجمة 1400، و له ذكر في مطالع البدور و منازل السرور 2/ 118، و عن ابن حاجب النعمان، انظر: الفهرست 193، 236 (طبعة مصر)، تاريخ بغداد 10/ 456، أما ابنه: على بن عبد العزيز هذا، انظر: حاشية مصطفى جواد في ترجمة أبيه في مجمع الآداب ترجمة أرقامها 1400، و هو أبو الحسن على بن عبد العزيز ولد سنة 340 ه و كتب للطائع ثم للقادر باللَّه، و توفى سنة 424 ه كما في معجم الأدباء 5/ 259. و لم يذكر ابن الطقطقى وزراء القادر باللَّه و ذكر ابن الكازروني وزارة ابن حاجب النعمان و أبى العلاء سعيد بن الحسن بن بريك نيابة، مختصر التاريخ 200- 201، و أعاد صاحب الخلاصة ما قاله ابن الكازروني 263.
«555»- هي دار محمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين الخزاعي بالولاء. انظر تعليق مصطفى جواد في مختصر التاريخ 167، فقد أوفى في تفصيل خبرها. و قال ابن الفوطي في ترجمة القادر باللَّه أرقامها 2867
الإنباء،ص:307
«و هو أول من دفن بتربة بالرصافة ثم صارت مدفنا للخلفاء فيما بعده» ج 4 ق 3، صفحة 536.
«556»- الزينبي نسبة إلى زينب بنت سليمان بن على بن عبد الله بن عباس، و كانت في طبقة المنصور و كان بنو العباس يعظمونها، الفخرى 302. و أبو الحسن الزينبي، أبو طالب الحسين بن محمد الزينبي، كان يلقب بنظام الحضرتين، الجواهر المضيئة 1/ 362، و قد تصحف الى (نظام بن الخضر). و انظر: النجوم 5/ 217.
«557»- ابن ماكولا، ولى القضاء بالبصرة ثم قضاء القضاء ببغداد سنة عشرين و أربع مائة في خلافة القادر باللَّه (في البداية و النهاية 12/ 67 في خلافة المقتدر؟) و أقره ابنه القائم بأمر الله الى أن مات في سنة 447 ه.
و كان صينا دينا لا يقبل من أحد هدية. البداية و النهاية 12/ 32، 67.
«558»- ابن الكازروني 203.
«(1/344)
559»- البداية و النهاية 12/ 39.
«560»- جاء في البداية و النهاية 12/ 61 في حوادث سنة 442 ه «فيها فتح السلطان طغرلبك أصبهان بعد حصار سنة ... و قد كان فيها أبو منصور قرامرز بن علاء الدولة أبى جعفر بن كاكويه فأخرجه منها و أقطعه بعض بلادها»، و انظر أيضا: تاريخ أبى الفداء 2/ 178.
«561»- في كلا نسختي لايدن و فاتح ورد: «... مكان مسعود بن مودود بن مسعود و في هذه السنة ...» إذ يظهر أن كلاما كثيرا سقط من هنا فإن مودود بن مسعود توفى سنة 442 ه، انظر لذلك تاريخ أبى الفداء 2/ 178، تاريخي كزيدة 1/ 80 و ما بعدها، النجوم 5/ 34.
«562»- قال ابن الطقطقى 398، «كان قبل الوزارة أحد المعدلين ببغداد و ممن له معرفة بالفقه و أنس بالعلم و رواية الحديث». و عن محنته مع البساسيري انظر: الفخرى 397- 398، طبقات السبكى 3/ 293، البداية و النهاية 12/ 78، تجارب السلف 254- 255 بالنص فلعله نقله من كتاب الأنباء، زبدة النصرة 15- 16.
«563»- الملك الرحيم ابن الملك أبى كاليجار المرزبان بن سلطان الدولة ابن عضد الدولة بن بويه آخر البويهيين، انظر: الكامل في حوادث سنة 440 ه و سنة 447، المنتظم 8/ 164.
«564»- نهر بين من نواحي بغداد و هو طوج من سواد بغداد متصل بنهر بوق. و بين بكسر الباء و ياء ساكنة. معجم البلدان 1/ 800، 3/ 228، 4/ 836. و جاء ذكره في نساء الخلفاء 78، تحفة الوزراء 15، و ذكره مستفيض في كتب التاريخ و الخطط كدليل خارطة بغداد لأحمد سوسة و مصطفى جواد.
«(1/345)
565»- عميد الملك الكندري، اسمه منصور بن محمد و قيل محمد بن منصور و الأول أرجح. انظر معجم البلدان (كندر)، المختصر المحتاج اليه 2/ 284، قال مصطفى جواد «المشهور في تسميته منصور بن محمد لا محمد بن منصور كما ذكر ياقوت و بعده ابن خلكان. و قد ذكره ابن الدبيثى على الوجه الصحيح و تأيد وروده كذلك في مرآة الزمان نقلا من تاريخ غرس النعمة محمد بن هلال ابن الصابي، نسخة دار الكتب الوطنية بباريس 1506، ورقة 87». المختصر المحتاج اليه 2/ 284. و قد وردت التسميتان عند ابن العمراني فلم أشأ تغييرهما. و انظر، دمية القصر 140 فقد ورد اسمه
الإنباء،ص:308
«أبو نصر منصور بن محمد الكندري مع ترجمته، البداية و النهاية 12/ 92.
مجمع الآداب 1430.
«566»- هذا وهم من المصنف- رحمه الله- لأن أبا على الدامغانيّ بقي قاضيا حتى خلافة المقتدى. و هو محمد بن على بن الحسين بن عبد الملك بن عبد الوهاب بن حمويه الدامغانيّ قاضى القضاة ببغداد، و كان له عقل وافر و تواضع زائد، و انتهت اليه رئاسة الفقهاء .. و صارت إليه الرئاسة و القضاء بعد ابن ماكولا في سنة سبع و أربعين و أربع مائة، و كان القائم بأمر الله يكرمه، و توفى في الرابع و العشرين من رجب من سنة ثمان و سبعين و أربع مائة. البداية و النهاية 12/ 129. و جاء في مختصر التاريخ 214.
«و قضاته (المقتدى) أبو عبد الله الدامغانيّ فلما توفى استقضى بعده أبا بكر بن المظفر الشامي الى أن توفى». و انظر زبدة النصرة 11، 82.(1/346)
فلعل النسخة التي نقلت نسخة لايدن و نسخة فاتح عنها كانت خالية من النص الّذي أورده الأصفهاني في زبدة النصرة 11 و هو، «و توفى في هذه السنة قاضى القضاة الحسين بن على بن ماكولا فخاطب عميد الملك في تولية قاضى القضاة أبى عبد الله محمد بن الدامغانيّ فتسنت قاعدته في ذي القعدة من السنة و أحسن به لمعانيه الحسنة». و جاء في البداية و النهاية 12/ 67 في حوادث سنة 447 ه «و في يوم الثلاثاء عاشر ذي القعدة قلد أبو عبد الله محمد بن على الدامغانيّ قضاء القضاء و خلع عليه به و ذلك بعد موت ابن ماكولا». و انظر المنتظم 9/ 22- 24.
«567»- عقد القائم بأمر الله عليها سنة 448 ه و بعد وفاته تزوجها على بن فرامرز بن كاكويه الديلميّ فقال العماد في زبدة النصرة 52.
«فاستبدلت عن القرشي ديلميا و عن الامام أميا». و انظر الكامل 10/ 72.
المنتظم 8/ 194، 9/ 10، البداية و النهاية 12/ 67.
«568»- ذكر ابن الجوزي وفاته في ذي القعدة من سنة 447 ه و العماد في زبدة النصرة 12 فقال، «و عمره أربع عشرة سنة».
«569»- أستاذ أبى إسحاق الشيرازي الشافعيّ المعروف، قال أبو إسحاق عنه، «و لم أر في من رأيت أكمل اجتهادا و أشد تحقيقا و أجود نظرا منه، طبقات الفقهاء 127، تاريخ بغداد 9/ 259، طبقات السبكى 3/ 176. المنتظم 8/ 198.
«570»- هو على بن محمد بن حبيب القاضي الماوردي البصري الشافعيّ المشهور، صاحب الأحكام السلطانية و أدب الدنيا و الدين، انظر.
طبقات المفسرين للسيوطي 25، وفيات الأعيان 439 (وستنفلد) طبقات السبكى 3/ 303، و انظر ترجمته المطولة في مقدمة كتاب أدب الوزير لعبد العزيز الخانجى، زبدة النصرة 23 حيث قال العماد، «و كان في العلم بحرا زاخرا و في الشرع بدرا زاهرا»، و انظر كذلك، الشذرات 3/ 285، بروكلمان 1/ 483، ملحق 1/ 668، مفتاح السعادة 2/ 190.
«(1/347)
571»- أبو نصر الكردي صاحب ماردين، انظر ترجمته في البداية و النهاية 12/ 87، وفيات الأعيان 1/ 159 (ط. القاهرة).
«572»- الأبيات في ديوانه من قصيدة طويلة 1/ 179- 89، و جاء البيت الثالث بهذه الصورة:
و دبره ابن مسلمة سفاها براى ما أشار به رشيد
«573»- الثياب السبنية، هي أزر سود للنساء نسبة الى «سبن»
الإنباء،ص:309
و هي قرية بنواحي بغداد كما قال ياقوت، و هي ضرب من الثياب الكتان أغلظ ما يكون. معجم البلدان «سبن».
«574»- أجمع المؤرخون على أن عمره كان سبعين سنة و قد ذكرنا ذلك في ما تقدم.
«575»- باب النوبي مضاف الى النوبي و هو سعيد النوبي الحاجب، كان يحجب بابا من أبواب دار الخلافة و اليه نسب توفى في صفر سنة 314 ه (المنتظم 6/ 203)، و عند هذه الباب العتبة التي كانت تقبلها الرسل و الملوك إذا قدموا بغداد، انظر دليل خارطة بغداد 158- 159، المختصر المحتاج اليه 1/ 6 (حاشية).
«576»- انظر مثلا: مختصر التاريخ 205، مختصر تاريخ ابن الساعي 88، عن فتنة البساسيري و هي مشهورة.
«577»- الأبيات في دمية القصر 84، مع ترجمة الشاعر ابن نحرير.
«578»- انظر رسالة طغرلبك لقريش مع ابن فورك في مجمع الآداب ترجمة 1919، المنتظم 8/ 204، 9/ 17، مرآة الزمان في حوادث سنة 451 ه، البداية و النهاية 12/ 81.
«579»- مهارش بن مجلى، أمير العرب بحديثه عانة توفى سنة 499 ه، البداية و النهاية 12/ 166، مجمع الآداب ج 4 ق 2، 422 و تذكره كتب التاريخ مقرونا بالقائم بأمر الله.
«(1/348)
580»- ترجم ابن الأثير في وفيات سنة 502 ه، و ابن الجوزي في المنتظم 9/ 160، و ابن تغرى بردي في النجوم 5/ 199 و ابن الفوطي في مجمع الآداب ترجمة 1506، و ابن كثير في البداية و النهاية 12/ 170، لعلاء الدولة أبى هاشم، زيد بن الحسين بن على الحسنى الهمذانيّ رئيس همذان ابن سبط الصاحب بن عباد و قال ابن الأثير، «و كانت مدة رياسته لهمذان سبعا و أربعين سنة». و جاء في المنتظم و في النجوم و البداية و النهاية باسم الحسن العلويّ ابن رئيس همذان، توفى سنة 502 ه فلعله ابن السيد العلويّ الّذي أعان طغرلبك على أخيه إبراهيم ينال. و جاء ذكره و ذكر مصادرته و إعادته الى رئاسة همذان في زبدة النصرة 97، 98، 102.
«581»- مناقب بغداد 16- 18.
«582»- لم يذكر الفخرى وزارة ابن دارست للقائم بأمر الله. و ذكرها ابن الكازروني 209، و ابن كثير في البداية و النهاية 12/ 86، و العماد في زبدة النصرة 22- 23.
«583»- جاء في الكامل أن وفاة قريش بن بدران كانت من خروج الدم من فيه و أنفه و عينيه، فحمله ابنه شرف الدين إلى نصيبين و بها توفى 10/ 10، و انظر ترجمته في مجمع الآداب 894 حيث قال ابن الفوطي أنه «مات بالطاعون سنة 451 ه».
«584»- في نسخة لايدن بياض و أضيف الساقط بخط حديث مغاير، أما في نسخة فاتح فلم يملأ البياض.
«585»- جاء في الكامل 10/ 6- 7، 66، أن أبا الغنائم ابن المحلبان هو الّذي استنقذ عدة الدين بن ذخيرة الدين و حمله سرا الى حران عند منيع بن وثاب النميري.
«586»- كتبت في الحاشية بخط مغاير حديث من نسخة لايدن و قد وردت في نسخة فاتح.
«587»- الكامل 10/ 12- 14، البداية و النهاية 12/ 86، «خطب
الإنباء،ص:310
ابنة الخليفة»، و كذلك في زبدة النصرة 19، و قيل أخته و قد أكد سبط ابن الجوزي في المرآة 8/ 8 في حوادث سنة 496 ه فقال: «و فيها توفيت السيدة بنت القائم التي كانت زوجة طغرلبك ...» فتكون قد ماتت عن 113 سنة على رأى ابن العمراني؟
«(1/349)
588»- في الأصل «التسعين» و لعله تصحيف من «السبعين» كما ورد في الكامل 10/ 16، البداية و النهاية 12/ 89.
«589»- البداية و النهاية 12/ 87- 88.
«590»- و هذا دليل على أن ابن العمراني كان يكتب من حفظه.
«591»- ترجمة ابن الفوطي في الجزء الخامس من مجمع الآداب صفحة 541، و نقل مصطفى جواد هذه الترجمة في حاشية الترجمة 623 من الجزء الرابع، «مشيد الدولة مؤيد الملة أبو القاسم سليمان ... هو ابى أخى السلطان ركن الدين طغرلبك. و كان السلطان متزوجا بوالدته.
و لما نزل طغرلبك أرمية سنة أربع و خمسين و أربع مائة عرض له مرض عهد فيه الى ابن أخيه سليمان و توفى طغرلبك سنة خمس و خمسين، و قام عميد الملك بأمر البيعة ... و لم يقم لمشيد الدولة قائم و تولى عضد الدين ألب أرسلان».
«592»- السلطان الهمام الّذي أوقف ضلال لعن الأشعرية فاستحق الثناء من المؤرخين أجمعين و قد ترجمة ابن عساكر في تبيين كذب المفترى و أثنى عليه ثناء زائدا و مثله فعل السبكى في طبقاته و ابن الفوطي في مجمع الآداب 623، و ابن كثير في البداية و النهاية 2/ 106- 107، و هو صاحب الوقعة المشهورة مع ملك الروم رومانوس دخيانوس في ملازكرد، انظر لمسترينج، بلدان الخلافة الشرقية 172.
«593»- انظر تفصيل حوادث مقتله في الكامل 10/ 20- 22، زبدة النصرة 45- 47.
«594»- منازكرد أو ملازكرد أو منازجرد، انظر عنها، دائرة المعارف الإسلامية (بالانكليزية) مادة (أرمينية) صفحة 440، و قصة اندحار رومانوس الرابع الّذي جاء مع مائة ألف مقاتل، مع المصادر التي ذكرت تلك الحرب. و قال محقق تاريخ ابن الفرات في حاشية 189، صفحة 59، من المجلد الخامس الجزء الأول، «لم أعثر على مكان بهذا الاسم». و انظر الكامل 10/ 143، تاريخ ابن العديم 1/ 244 تواريخ آل سلجوق اختصار البنداري أو زبدة النصرة 37- 44، معجم البلدان 3/ 148، 4/ 19.(1/350)
648، البداية و النهاية 12/ 101، «الزهرة و هي مكان نزول ملك الروم بين خلاط و منازكرد»، و اليها ينسب الشاعر المنازى صاحب القصيدة المشهورة، و المتوفى سنة 437 ه:
وقانا لفحة الرمضاء واد سقاه مضاعف الغيث العميم
معجم البلدان 4/ 648، سراج الملوك 306- 308.
«595»- خوى، بلد مشهور من أعمال أذربيجان، معجم البلدان 2/ 502، 3/ 120.
«596»- تفصيل حوادث هذه الحروب في الكامل 10/ 44.
«597»- ترجمة نظام الملك و مقتله في طبقات السبكى 3/ 135، البداية و النهاية 12/ 140- 141، و بعض أخباره في سراج الملوك 216- 218، الكامل 10/ 137.
«598»- تفصيل حوادث هذا الغرق في الكامل 10/ 62، تاريخ
الإنباء،ص:311
السيوطي 422، و جاء ذكره في مجمع الآداب لابن الفوطي في ترجمة قوام الدين أبى منصور بن تمام الهاشمي الّذي قال: «كنت حملا في الغرق سنة ست و ستين و أربع مائة» ج 4 ق 4، 862، زبدة النصرة 49، كتاب مناقب بغداد 17.
«599»- باب الفردوس أحد أبواب دار الخلافة ببغداد (ياقوت، معجم البلدان فردوس) و ورد ذكر الباب في كتاب مناقب بغداد 19 في حديثه على نهر المعلى «... يمر بين الدور الى باب الثلاثاء ثم يدخل قصر الخلافة المسمى بالفردوس». و ورد ذكر الباب في زبدة النصرة 53، حين أصرّ كوهرائين شحنة بغداد على عزل ابن جهير، «و جاء كوهرائين في النصف من صفر إلى باب الفردوس و هو على حالة من السكر ... و قال لا بد لي من الوزير ..» و جاء ذكره في مبايعة المستعصم: «و استدعى أحد أعمامه .. فبايع و عاد الى داره بالفردوس» (خلاصة الذهب المسبوك 290)، و قد أشير على المستعصم باستدامة غلقه لأن دور أعمامه و أعمام أبيه هناك حتى لا يدخل عليهم طعام و لا غيره، الخلاصة 215، زبدة النصرة 51.
«(1/351)
600»- المشهور أن اسمها «أرجوان» و لهذا نسب لها الرباط الأرجواني بدرب زاخا ببغداد و الّذي هو شارع المتنبي الحالي عند مصطفى جواد، و عن أم الخليفة راجع، مجلة المجمع العلمي العربيّ بدمشق 20/ 190 ابن الكازروني 210، تاريخ السيوطي 422، المعارف 77، المنتظم 9/ 200، البداية و النهاية 12/ 182.
«601»- المشهور عند المؤرخين أن القائم بأمر الله هو الّذي استدعى ابن جهير و استوزره بعد عزل ابن دارست. قال ابن الطقطقى 395، و ابن الأثير 10/ 14 و غيرهما: «فسمت همته الى الوزارة فأرسل سرا الى القائم و عرض عليه نفسه و بذل ثلاثين ألف دينار .. فلما وصل الى بغداد .. خلع عليه خلع الوزارة». و انظر زبدة النصرة 24.
«602»- يبدو أن ابن العمراني كان متحاملا على ابن جهير الّذي وصفه ابن الطقطقى 395- 396 بقوله: «و نهض فخر الدولة أحسن نهوض، و كانت الأطراف عاصية على الخليفة و كان ملوكها أصدقاء فخر الدولة فكاتبهم و راسلهم و استمالهم فدخلوا في طاعة الخليفة». و ليس ذلك بغريب و كل منهما ينزع الى مشرب و يميل الى مذهب و ابن جهير الى ابن الطقطقى أقرب و له به سبب.
«603»- لفق الثوب: أن يضم شقة إلى شقة فيخطيها، و بابه ضرب (اللسان).
«604»- هو ظهير الدين محمد بن الحسين الفقيه الأديب العالم الصالح السيرة الوافر العقل الجيد الخط المؤرخ، مؤلف كتاب ذيل تجارب الأمم، ولد سنة 437 ه و توفى سنة 488 ه، راجع المنتظم 9/ 90، الكامل 10/ 87، الوافي بالوفيات 3/ 3، تاريخ الإسلام للذهبى (نسخة الأوقاف ببغداد ورقة 151)، المختصر المحتاج اليه 2/ 42، الفخرى 400- 401، لب اللباب للسيوطي (طبعة لايدن) 120، البداية و النهاية 12/ 150، زبدة النصرة 77- 79، خريدة القصر 1/ 77- 87.
«605»- انظر ترجمته في ما بعد، رقم 638، و جاء في زبدة النصرة 34 «في سنة 460 ه رتب أبو القاسم ابن جهير في ديوان الزمام و لقب عميد الرؤساء» و المشهور أن لقبه «زعيم الرؤساء».
«(1/352)
606»- الفخرى 399، الكامل 10/ 41، «زوجه ابنته». و في
الإنباء،ص:312
الكامل أيضا 10/ 75 «بابنة بنت له». و في البداية و النهاية 12/ 99 «ابنة نظام الملك».
«607»- البيتان لابن الهبارية، انظر: الفخرى 400، تجارب السلف 283، زبدة النصرة 103، و قالوا: «صفية هي بنت نظام الملك» زبدة النصرة 36، 103، و ذكرها ابن خلكان في ترجمة أبى نصر ابن جهير 711، صفحة 26، و في ترجمة دبيس بن صدقة 225 جاء اسمها «زبيدة ابنة نظام الملك». و البيتان أيضا في، خريدة القصر 2/ 87.
«608»- الفخرى 402، زبدة النصرة 77- 79، «ثم أعيدت الوزارة الى عميد الملك ابن جهير في السابع و العشرين من ذي القعدة سنة 484 ه»
«609»- تولية فخر الدولة ذكرها كثير من المؤرخين انظر مثلا: زبدة النصرة 75- 76، و قوام الدين التكشى هو الّذي ولاه السلطان ديار بكر فقد جاء في زبدة النصرة 76: «و في سنة 476 ه خرجت ديار بكر عن نظره (ابن جهير) و سلمها السلطان الى العميد أبى على البلخي». فلعل «البلخي» تصحف فصار «التكشى».
«610»- جاء في مجمع الآداب 1412: «و لم يكن عميد الدولة يعاب باشد من الكبر الزائد». و أورد مصطفى جواد مصادر دراسته، و أضف:
البداية و النهاية 12/ 158 و أخباره منثورة في زبدة النصرة، انظر فهرس الأعلام 315، و هو الّذي سفر في زواج المقتدى ببنت ألب أرسلان، خريدة القصر 1/ 87.
«611»- من هنا الى ... و قد نعت شرف الأمة: أورده العماد الأصفهاني بالنص في زبدة النصرة 74- 75.
«612»- ذكر ابن الأثير هذه السفارة 10/ 81 و لم يذكر من أصحابه الذين صحبوه غير الشاشي، و أوردها السبكى بالتفصيل 3/ 91، 4/ 96، و المناظرات التي جرت بين الشيرازي و أمام الحرمين 3/ 92، 109، 275.
ابن قنان: هو محمد بن قنان بن طيب الأنباري أفقه أصحاب الشيرازي، المختصر المحتاج إليه 1/ 107، طبقات السبكى 4/ 96 و قد تصحف في طبقات الفقهاء فصار: «ابن بيان»، طبقات الفقهاء تحقيق إحسان عباس ص 14.(1/353)
الشاشي: انظر: المنتظم 9/ 179، مجمع الآداب 5/ 559، طبقات السبكى 4/ 39- 57، البداية و النهاية 12/ 174- 177، اليافعي، الشاش المعلم (مخطوط لايدن) ورقة 216 ب.
الطبري: البداية و النهاية 12/ 152، مجمع الآداب 2742.
«613»- له ذكر في زبدة النصرة 74- 75، 265، و قال: «كان من كتاب سنجر المخصوصين به من صغره ... وصل معه الى بغداد سنة 489 ه».
«614»- في الأصل، «و وصل و ناظر معه الامام أبو المعالي ...».
و في زبدة النصرة 74، «و ناظر مع الامام أبى المعالي ...».
«615»- ورد ذكره استطرادا في تاريخ ابن عساكر 1/ 415 في ترجمة أحمد بن عمر الأشعث السمرقندي قال: «و لما وصل بغداد اتصل بعفيف القائمي الخادم فكان يكرمه و أنزله في موضع من داره». و ذكره العماد في زبدة النصرة 78 فقال: «و كان قد توجه جمال الدولة عفيف الخادم إلى أصفهان في إتمام العقد للخليفة على بنت السلطان فعاد إلى بغداد ...» و انظر كذلك مقدمة الدكتور إحسان عباس لكتاب طبقات الفقهاء
الإنباء،ص:313
للشيرازى ففيها ذكر له. المنتظم 9/ 59 «و في سنة 484 ه، كان له اختصاص بالقائم و كانت فيه معان».
«616»- مؤيد الملك، هو أبو بكر عبيد الله بن نظام الملك، ورد بغداد حين غرقت في زمن للقائم بأمر الله، و أخباره في زبدة النصرة 49- 52، ثم ورد بغداد مرة أخرى سنة 475 ه و ضربت على بابه الطبول في أوقات الصلاة الثلاث و عد ذلك من منكرات الأحداث (زبدة النصرة 73) و خرج من بغداد سنة 476 ه. استوزره بركياروق فاستطاع أن يصد عم السلطان تتش الّذي قتل في المعركة. قال العماد «و لم يكن في أولاد نظام الملك أكفى منه، و كان أوحد العصر، بليغا في النظم و النثر»، (زبدة النصرة 85)، و دارت حوله الدسائس من أخيه فخر الملك حتى حبس ثم استوزره محمد بن ملك شاه الّذي تولى السلطنة بعد ذلك. (راجع هذه الحوادث في زبدة النصرة 76- 88)، ثم أسر في وقعة بين بركياروق و محمد فضرب بركياروق بيده عنقه.
«(1/354)
617»- أبو سعد المتولي، عبد الرحمن بن مأمون بن على، ولد سنة ست و عشرين و أربع مائة و سمع الحديث و قرأ الفقه على جماعة و درس بالنظاميّة ببغداد بعد أبى إسحاق و درس الأصول مدة ثم قال الفروع أسلم، و كان فصيحا فاضلا و توفى ليلة الجمعة ثامن عشر شوال سنة 478 ه.
البداية و النهاية 12/ 128، المنتظم 9/ 18.
«618»- أبو نصر الصباغ، عبد السيد بن محمود بن عبد الواحد بن جعفر، الفقيه الشافعيّ ... تولى التدريس بالنظاميّة ببغداد أول ما فتحت ثم أنه عزل بالشيخ أبى إسحاق الشيرازي، و لما توفى أبو إسحاق أعيد اليها، و توفى في سنة 477 ه. نكث الهميان 193. المنتظم 9/ 12- 13.
«619»- من هنا الى ... غوارب الثقلين، بالنص في نصرة الفترة للعماد الأصفهاني و اختصار البنداري 79- 80.
«620»- الشيخ أبو القاسم على بن الحسين الحسنى الدبوسي، ورد بغداد في تجمل عظيم فرتبه نظام الملك مدرسا بالنظاميّة بعد أبى سعد المتولي و توفى سنة 482 ه، و كان فقيها ماهرا و جدليا باهرا، البداية و النهاية 12/ 47، 131، 135، الكامل 10/ 104، 120، معجم البلدان 2/ 547، الأنساب 222 أ قال: «الدبوسي، هذه النسبة الى الدبوسية و هي بليدة من السغد بين بخارى و سمرقند منهم، أبو القاسم على بن أبى يعلى بن زيد ... العلويّ الحسنى الدبوسي ... ولى التدريس بالمدرسة النظامية و كانت له يد قوية باسطة في الجدل ...». المنتظم 9/ 27، 50، ذيل طبقات الحنابلة 1/ 54.
«621»- الكلام، «و في ثالث محرم ... و الطبري يوما» ورد بالنص في البداية و النهاية 12/ 136- 137.
«(1/355)
622»- قال العماد الأصفهاني في وزارة ابن دوست وزير السلطان مسعود، «و أمر بتجديد المدرسة التاجية التي بناها خاله الوزير تاج الملك أبو الغنائم ابن دوست ببغداد»، زبدة النصرة 215، و هو المرزبان بن خسرو تاج الملك الوزير أبو الغنائم مستوفى ملك شاه السلجوقي. أراد ملك شاه أن يستوزره بعد نظام الملك الا أنه توفى قبل ذلك. الكامل في حوادث سنة 482 ه، البداية و النهاية 12/ 144، 135، 138. و لما توفى ملك شاه رتب لوزارة ابنه محمود و عمره يومئذ خمس سنين و عشرة أشهر «و خطب له على منابر الحضرة و ترتب لوزارته تاج الملك أبو الغنائم المرزبان
الإنباء،ص:314
بن خسرو ...» المنتظم 9/ 62. و قتل في وقعة مع بركياروق. المنتظم 9/ 74.
«623»- الكامل 10/ 120.
«624»- بياض في نسخة لايدن و هو في الورقة الساقطة من نسخة فاتح.
«625»- عبد الوهاب بن محمد ... الفارسي القاضي أبو محمد الفامي الشيرازي، من أهل شيراز قدم بغداد و الحسين الطبري يدرس بالنظاميّة فتقرر أن يدرس كل واحد منهما يوما. و توفى سنة 500 ه.
طبقات السبكى 4/ 269، 5/ 230 ذكره السبكى في ترجمة جده عبد الوهاب الشيرازي فقال، «ذكره ولده القاضي أبو محمد عبد الوهاب الشيرازي في كتابه «تاريخ الفقهاء» و قال أنه توفى في سنة أربع عشرة و أربع مائة. قال، و فيها ولدت». و انظر، البداية و النهاية 12/ 168، و ذكره السخاوي في الإعلان (نسخة لايدن ورقة 62 أ) فقال: «القاضي أبو محمد عبد الوهاب بن محمد الشيرازي صنف تاريخ الفقهاء ...» و انظر ميزان الاعتدال 2/ 683- 684.
«626»- ما بين العاضدتين سقط من نسخة فاتح و هو موجود في نسخة لايدن و في زبدة النصرة 74- 75.
«(1/356)
627»- قال مؤلف «مختصر مناقب بغداد» 23، «ثم أمر السلطان ملك شاه بن ألب أرسلان بعمارة جامع بالمخرم سنة 485 ه و هو الجامع المسمى بجامع السلطان و تولى السلطان تقديره بنفسه و سوى قبلته جماعة من الرصديين و أشرف على ذلك قاضى القضاة أبو بكر الشامي و حملت أخشابه من جامع سامراء و لم يتممه فتمم عمارته بهروز (تصحف في البداية و النهاية 12/ 138 الى، هارون) و انظر، المنتظم 9/ 60 (ثم بعمارة الجامع الّذي تمم .. على يدي بهروز الخادم في سنة أربع و عشرين و خمس مائة) مرآة الزمان 8/ 27.
و دار المملكة التي بناها طغرلبك جاء ذكرها في زبدة النصرة 11.
«و تقدم طغرلبك ببناء مدينة على دجلة و هي التي جامعها اليوم باق (توفى العماد الأصفهاني سنة 597 ه) و كانت حينئذ ذات أسوار و أسواق ..».
«628»- تفصيل حياة نظام الملك و مقتله في زبدة النصرة 56- 68 و قال العماد «و كأن ما جرى على نظام الملك من الاغتيال تجويزا من السلطان مضمرا و أمرا مبيتا مدبرا»، صفحة 63.
«629»- لعله أبو جعفر الموفق الكاتب الّذي كان كاتبا لنظام الملك و اليه نسب، دمية القصر 148.
«630»- اسمها «كلبهار»، مختصر التاريخ 215.
«631»- لم يذكر ابن الطقطقى وزارة عميد الدولة للمستظهر و انما ذكر وزارة أخيه الزعيم، 404، و كان المقتدى قد استوزره ثم عزله ثم استوزره ثانية ثم أقره المستظهر على وزارته و عزل ثم حبس و أخرج من محبسه ميتا في شوال سنة ثلاث و تسعين و أربع مائة و دفن في تربته بقراح رزين. و قد سبق أن ذكرنا مصادر ترجمته في ما سبق. (انظر رقم 610)
«632»- قاضى القضاة على بن محمد بن على الدامغانيّ من الأسرة الدامغانية الحنفية المشهورة بالقضاء، ولى القضاء للمستظهر باللَّه و لولده المسترشد باللَّه أربعا و عشرين سنة و خمسة أشهر و أياما .. و درس بالقطيعة بمسجد أبى عبد الله الجرجاني و نظر للمستظهر باللَّه و لابنه
الإنباء،ص:315(1/357)
المسترشد باللَّه في ديوانهما نظر الوزراء، و مات سنة 513 ه، الجواهر المضيئة 1/ 373، مرآة الزمان 8/ 81 و انظر رقم 653 في ما بعد.
«633»- على بن طراد الزينبي استوزره المسترشد باللَّه سنة 523 ه و بقي في الوزارة الى أيام المقتفى لأمر الله حيث عزل عنها و لزم داره الى حين وفاته. قال السمعاني «... أبو القاسم على بن طراد الزينبي الوزير سمعت منه ببغداد» (الأنساب، ورقة 284 ب)، و كانت وفاته في سنة 538 ه، و أخباره مستوفاة في كتب التاريخ و التراجم مثل المنتظم 10/ 109، الكامل 11/ 40، العبر 4/ 104، البداية و النهاية 12/ 219، النجوم 5/ 273 الجواهر المضيئة 1/ 363، الفخرى 315. و غيرها. و كانت له اليد الباسطة في خلع الراشد باللَّه.
«634»- لعلها كانت «هيأت».
«635»- هو محلة أبى سيفين الحالية ببغداد و ما جاورها، انظر، تعليق الدكتور مصطفى جواد في مجمع الآداب «حاشية» في صفحة 560، ج 4، ق 1.
«636»- ذكره ابن الفوطي في مجمع الآداب، ترجمة 1424، فقال «عميد الدولة، سديد الملك، أبو المعالي ابن عبد الرزاق الأصفهاني الوزير، هو سديد الملك، و قد تقدم ذكره في كتاب السين». و لا يعرف لكتاب مجمع الآداب غير الجزء الرابع و الخامس. و جاء ذكره عند الأصفهاني في خريدة القصر فقال: «و انما أوردت سديد الملك هنا لكونه وزيرا للمستظهر عشرة أشهر». انظر حاشية مصطفى جواد في مجمع الآداب ج 4، ق 2، صفحة 958. و جاء في زبدة النصرة 62 أنه كان عارضا للجيش و كان أحد الذين ناصبوا نظام الملك العداء. و ذكره ابن الأثير في حوادث سنة 495 ه و ابن الجوزي في المنتظم حيث قالا: ان المستظهر باللَّه استوزره سنة 495 و عزله سنة 496. و لم يذكره ابن الطقطقى في وزارات المستظهر و أغفله ابن الكازروني أيضا.(1/358)
و جاء ذكره في مرآة الزمان 8/ 14 «و جلس الغزنوي في دار عميد الدولة و كان الوزير سديد الملك أبو المعالي المفضل بن عبد الرزاق حاضرا و هو يومئذ وزير المستظهر ... و في خريدة القصر 1/ 93 له ترجمة.
«637»- أبو المعالي بن المطلب، هو هبة الله بن محمد بن المطلب، كان يتولى ديوان الزمام. قال عنه ابن الطقطقى «و كان أبو المعالي بن عبد المطلب من علماء الوزراء و أفاضلهم و أخيارهم» «استوزره المستظهر بعد زعيم الرؤساء ابن جهير». الفخرى 404- 406، تجارب السلف 291، ابن الكازروني 218.
«638»- هو على بن محمد بن جهير، أبو القاسم و يلقب بالزعيم، كان في أيام القائم و بعض أيام المقتدى يتولى كتابة ديوان الزمام، و وزر للمستظهر مرتين فبقي في الوزارة الأولى ثلاث سنين و خمسة أشهر و ولى بعده أبو المعالي ابن المطلب، ثم عزل و أعيد الزعيم الى الوزارة فبقي فيها خمس سنين و كان معروفا بالحلم و الرزانة و جودة الرأى و حسن التدبير، و توفى سنة 508 ه. المنتظم 9/ 182.
«639»- أخباره و ترجمته في الكامل و المنتظم و نصرة الفترة و مرآة الزمان و السلوك للمقريزي و النجوم و مجمع الآداب 1812.
«640»- قال ابن الفوطي في ترجمة أرقامها 2992، «قوام الدين، ضياء الملك، أبو نصر أحمد بن نظام الملك الحسن بن على بن إسحاق
الإنباء،ص:316
الطوسي الوزير، قد تقدم ذكره في كتاب الضاد و كان يلقب بلقب أبيه قوام الدين نظام الملك. و هو الّذي استوزره المسترشد باللَّه. و كان وزيرا جليل القدر سخى الكف». و نقل مصطفى جواد ترجمته من ذيل تاريخ بغداد للسمعاني الّذي نقل البنداري منه الى تاريخه و أورد هذه الترجمة في حاشية ترجمة «قوام الدين» في مجمع الآداب. و قد ذكره العماد في زبدة النصرة و الحسيني في أخبار الدولة السلجوقية و سبط ابن الجوزي في المرآة، و قد توفى في سنة 544 ه.
«(1/359)
641»- انظر ترجمته في مجمع الآداب 2124 و أخباره في الكامل و المنتظم 9/ 156، و العماد في الخريدة و النصرة 102، و الوفيات 301 (وستنفلد) «أبو الحسن صدقة الملقب سيف الدولة فخر الدين بن بهاء الدولة أبى كامل منصور بن دبيس بن على بن مزيد الأسدي الناشري صاحب الحلة السيفية. كان يقال له ملك العرب». و قتل في الوقعة بينه و بين محمد بن ملك شاه سنة 501 ه، و انظر البداية و النهاية 12/ 169- 170.
«642»- سقط من نسخة لايدن و قد أضفناه من فاتح.
«643»- هو الحسين بن محمد بن الحسين، أبو منصور ابن الوزير الربيب أبى شجاع الروذراوريّ، كان أبوه وزير المقتدى باللَّه و تولى هو الوزارة للإمام المستظهر بعد وفاة أبى القاسم بن جهير سنة ثمان و خمس مائة، ثم خرج الى أصفهان و لحق بالسلطان محمد بن ملك شاه فاستوزره و طلب من المستظهر أن يستخدم ولده محمدا و كان عمره يومئذ تسع عشرة سنة، ففعل. المختصر المحتاج اليه 2/ 42، 274، مجمع الآداب ترجمة 643، (حاشية)، ابن الكازروني 218، زبدة النصرة 77، في وزارة محمد بن الحسين.
«644»- قال مصطفى جواد: «ترجمه ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد و ذكر أنه توفى محبوسا بسر جهان سنة 530 ه». حاشية كتاب مختصر التاريخ 382، و راجع المنتظم 10/ 62، و عن بنى المعمر الآخرين انظر، المختصر المحتاج اليه 1/ 194، البداية و النهاية 12/ 91، المنتظم 8/ 236.
«(1/360)
645»- أبو طاهر الخرزي، هو يوسف بن محمد. قال ابن الجوزي في المنتظم 9/ 198، «و في جمادى سنة 512 قبض على صاحب المخزن أبى طاهر بن الخرزي و على ابن حمويه و ابن غيلان و جماعة و ارجف بان هؤلاء كتبوا الى الأمير أبى الحسن يأمرونه بأن لا يطيع» و في مكان آخر (8/ 203) قال: «روى أبو الفتوح بن طلحة صاحب المخزن أن ابن الخزري كان يقصر في حق المسترشد و هو بعد ولى عهد المستظهر باللَّه. و كان المسترشد حنقا عليه. فلما ولى الخلافة أقره مديدة ثم تقدم بالقبض عليه و صودر على ما يملك و ما يخفى. ثم أمر المسترشد بقتله».
البداية و النهاية 12/ 196.
«646»- يمن القائمي، منسوب للقائم بأمر الله، أحد خدم المستظهر باللَّه، فوضت اليه إمارة الحاج و بعث مرارا الى السلطان من دار الخلافة.
و توفى بأصفهان سنة 511 ه. البداية و النهاية 12/ 178، المنتظم 9/ 196
«647»- زبدة النصرة 115.
«648»- قصة أبى الحسن و هربه و الحرب بينه و بين أخيه انظرها في، الفخرى 406- 407، المنتظم 9/ 204، و له ترجمة في المختصر المحتاج 2/ 126- 127، و ورد اسمه استطرادا في الجزء الأول/ 154 باسم
الإنباء،ص:317
«أبى الحسن عبد الله أخى المستظهر» و هو وهم من الذهبي و انما هو أخو المسترشد و ابن المستظهر كما يظهر هنا. و سماه ابن الجوزي في المنتظم 10/ 23 «أبا الحسن عليا». و في أخباره اقتصر ابن الجوزي على كنيته فقط (9/ 218)، و ذكره ابن الأثير في الكامل في حوادث سنة 512 ه و سنة 525 ه. و ذكره ابن الكازروني بكنيته فقال: «و أبو الحسن، أمه نزهة أيضا و هو أكبر أولادها. كان أبوه خطب له بولاية العهد بعد أخيه المسترشد سنة ثمان و خمس مائة. فلما ولى أخوه المسترشد هرب من دار الخلافة و جرت له أحوال ثم قبض عليه و عاد الى دار الخلافة و كان بها الى أن مات بالطاعون سنة خمس و عشرين و خمس مائة و دفن بالرصافة».(1/361)
مختصر التاريخ 217، و ذكره عبد الرحمن الإربلي في خلاصة الذهب المسبوك 271 بما يشبه نص الكازروني. و له ترجمة في الوافي بالوفيات (نسخة باريس) ورقة 17، و خريدة القصر 1/ 35.
«649»- التاج، من قصور دار الخلافة بناه المكتفي باللَّه، معجم البلدان «التاج»، الفخرى 351.
«650»- ترجم ابن الفوطي لحفيده عماد الدين أبى جعفر القاسم بن أبى مضر العلويّ المدائني النقيب فقال: «ذكره شيخنا تاج الدين في تاريخه و قال: «قلد نقابة المدائن في غرة جمادى الأولى سنة خمس و أربعين و ست مائة» ترجمة أرقامها 1181.
«651»- قاضى القضاة الحنفي و نقيب العباسيين المشهور بالفضل و الحديث. على بن أبى طالب الحسين بن نظام الحضرتين بن محمد الزينبي، أبو القاسم. عرف بالاكمل. تفقه على أبيه الحسين و درس في حياة أبيه بمشهد أبى حنيفة- رضى الله عنه- و درس بعد وفاته. و تولى القضاء للمسترشد باللَّه و مات سنة 543 ه. المنتظم 10/ 135، 9/ 201، الكامل، حوادث سنة 512 ه الجواهر المضيئة 1/ 219، 362، المختصر المحتاج إليه 1/ 38، 55، «حاشية»، مجمع الآداب 392، 2225، البداية و النهاية 12/ 185، الشذرات 4/ 135. النجوم 5/ 282، زبدة النصرة 221.
«652»- ترجمة ابن الطقطقى في الفخرى 409، و ابن الجوزي في المنتظم 10/ 9، و ابن الأثير في حوادث سنة 522 ه، و ذكره الكازروني في مختصر التاريخ 223، و الإربلي في خلاصة الذهب المسبوك 273، «و استوزر على بن صدقة» بدلا من «أبا على بن صدقة»، تجارب السلف 296، النجوم 5/ 233، زبدة النصرة 103- 104، 152، و لهذا الوزير صنف الحريري مقاماته، انظر وفيات الأعيان في ترجمة القاسم بن على الحريري، و ذكره العماد في الخريدة (المتحف البريطاني 180554) ورقة 31، و ابن كثير في البداية و النهاية 12/ 192 ناقلا من الوفيات. و انظر كذلك: خريدة القصر 1/ 94 (طبعة المجمع العلمي العراقي).
«(1/362)
653»- من بيت الدامغانيّ، بيت القضاء و العدالة المشهور، قاضى قضاة المستظهر و المسترشد، توفى في المحرم سنة ثلاث عشرة و خمس مائة، مختصر التاريخ 218- 219، 223، البداية و النهاية 12/ 185، الجواهر المضيئة 1/ 373، المنتظم 9/ 208 و انظر رقم 632 في ما سبق.
«654»- و فيها (سنة 513) تولى قضاء قضاة بغداد الأكمل أبو القاسم بن على بن أبى طالب بن محمد الزينبي و خلع عليه بعد موت أبى الحسن الدامغانيّ «البداية و النهاية 12/ 184، المنتظم 9/ 214.
الإنباء،ص:318
«655»- بنو السيبي من البيوتات المشهورة في أواخر الدولة العباسية منسوبون الى السيب، و هي قرية قرب قصر ابن هبيرة منهم أبو الفرج عبد الوهاب بن هبة الله المتوفى سنة 505 ه، و أبو البركات أحمد بن عبد الوهاب مؤدب أولاد المستظهر باللَّه كالمسترشد و غيره، و هو الّذي ولى الولايات لديوان الخلافة و كان يلقب «خالصة الدولة» و توفى في سنة 514 ه. معجم الأدباء 1/ 22، الكامل- وفيات سنة 514 ه، المنتظم 9/ 219، المشتبه «المسيبي»، البداية و النهاية 12/ 187، مرآة الزمان 8/ 91. تاج العروس 1/ 305.
«(1/363)
656»- أبو الفتوح كمال الدين بن طلحة. قال المنذري، «أحد الأعيان، تولى حجابة الامام المسترشد باللَّه و ابنه الراشد مدة و غير ذلك ثم استعفى و لزم بيته منقطعا الى الخير و أسبابه و حج غير مرة و جاور و بنى مدرسة لأصحاب الامام الشافعيّ- رضى الله عنه- و سمع من الامام المسترشد باللَّه و غيره و حدث، و هو أخو المسترشد من الرضاعة توفى في سنة 556. انظر التكملة لوفيات النقلة 2/ 48، البداية و النهاية 12/ 245، 218، المختصر المحتاج اليه 2/ 48، و ترجمة ابن الفوطي في الملقبين ب «الكمال» في الجزء الخامس المطبوع في الهند في حرف الكاف، ترجمة أرقامها 340، و انظر، حاشية تكملة الإكمال 76، فقد نقلت ترجمته من تاريخ ابن الدبيثى المخطوط في باريس، و أورد العماد بعض أخباره في زبدة النصرة 177، 194، المنتظم 10/ 202.
«657»- الداية كلمة تركية تعنى المربية أو المرضعة أو كلاهما، و قد وردت الكلمة كثيرا في كتابات العصر، انظر مثلا، مجمع الآداب 3078، صفحة 800- 801، تحفة الوزراء 29، الفرج بعد الشدة 2/ 39.
«658»- قال الذهبي في وفيات سنة 538 من مختصر التاريخ (نسخة الأوقاف ببغداد، ورقة 38)، «هبة الله بن محمد بن الصاحب، ابو الفضل كان صاحب الديوان العزيز مدة ثم عزل. حدث عن ابى نصر الزينبي و مولده سنة ثلاث و خمسين»، و ذكره الكازروني في مختصر التاريخ 223، فقال، ثم استحجب (المسترشد باللَّه) أبا الفضل هبة الله بن الحسن بن الصاحب «و في مكان آخر قال»، و حجابه «المستضي ء» أبو الفضل هبة الله ابن الصاحب حاجب أبيه الى أن نقله الى استاذيةداره «صفحة 241».
«659»- انظر استيزار الربيب نظام الدين في زبدة النصرة 115- 126.
«(1/364)
660»- حوادث تولية كمال الدين السميرمى، زبدة النصرة 110، 116، 119 و ما بعدها 126- 136، و قال العماد، «و درج الوزير الربيب في تلك الأيام ... و تولى الوزارة كمال الملك أبو الحسن على بن أحمد السميرمى و ذلك في سنة 512 ه، و في سنة 515 وثب عليه قوم من الدكاكين في بغداد بالسكاكين فقتلوه»، و انظر البداية و النهاية 12/ 191، المنتظم 9/ 239، و له ترجمة في مجمع الآداب الجزء الخامس نقلها مصطفى جواد في ترجمة ابنه 645 من الجزء الرابع، مرآة الزمان 8/ 107.
«661»- قال العماد «و قرر على السلطان محمود من مال العراق نفقتهم و نفقته»، زبدة النصرة 174.
«662»- تفصيل حوادث هذه الحروب في زبدة النصرة 125 و ما بعدها.
«663»- دبيس ملك العرب، نور الدين ابو الأغر دبيس بن صدقة
الإنباء،ص:319(1/365)
بن منصور الأسدي المزيدي، اخباره في زبدة النصرة 135 قال العماد «و تغلب دبيس بن صدقة بن منصور على البصرة و أعمالها و المضافات اليها من البطائح و كذلك هيت و الأنبار و اعمال الفرات و الرحبة و عانة» و هذا في عهد السلطان محمد بن ملك شاه و قد قتله السلطان مسعود في سنة 529 ه لان السلطان «رأى أنه إذا قتله نسب الناس اليه (دبيس) قتل الخليفة (المسترشد باللَّه) و ان السلطان لذلك لم يبق عليه»، زبدة النصرة 178، و قد ورد ذكره كثيرا في كتب التاريخ، و هو الّذي رفض تسليم الأمير ابى الحسن بن المستظهر الى أخيه المسترشد باللَّه و قال قولته العربية الصميمة، «و اما تسليم جاري فلا و الله لا أسلمه إليكم و هو جاري و نزيلى و لو قتلت دونه»، الفخرى 407، البداية و النهاية 12/ 208- 209، المنتظم 9/ 252 و ما بعدها، 10/ 52- 53. قال ابن الجوزي، «مضى اليه الأمير ابو الحسن ظنا انه على طريقة أبيه فاسلمه» المنتظم 10/ 53، و لعل رواية ابن العمراني أصح من رواية ابن الطقطقى الشيعي و رواية ابن الجوزي الحنبلي. و قد روى ابن الجوزي في مكان آخر من منتظمه ان دبيسا اشترط على الخليفة ان يسمح له بان يرى الأمير ابا الحسن متى شاء. قال ابن الجوزي: «و ذكر ان دبيسا راسل المسترشد انه كان من شرطي في اعادة الأمير ابى الحسن انى أراه اى وقت أردت و قد ذكر انه على حالة صعبة. فقيل له ان أحببت ان تدخل اليه فافعل أو تنفذ من يختص بك فيراه ... «المنتظم 9/ 206.
و عن دبيس، انظر أيضا وفيات الأعيان 225 (وستنفلد)، النجوم 5/ 256، و عن أهل بيته، المنتظم 9/ 235.
«664»نظر بن عبد الله الجيوشى الخادم كان أميرا للحاج أكثر من عشرين سنة، توفى ببغداد في سنة 544 ه و دفن بالرصافة.
المنتظم 10/ 141- 142. و قال ابن الجوزي 9/ 199، «و في ذي القعدة (سنة 512 ه) خلع المسترشد على نظر و لقبه أمير الحرمين و اعطى حقيبتين و لوائين و سبعة احمال كوسات و سار للحج».
«(1/366)
665»- محمد بن هبة الله بن على بن زهمويه ابو الدلف الكاتب، كان فيه فضل و معرفة بالشعر و كان كاتب الأمير ابى الحسن عبد الله أخي المسترشد. فلما مسك ابو الحسن سنة ثلاث عشرة و خمس مائة أخذ و طيف به على جمل و جلد في السجن حتى مات. المختصر المحتاج اليه 1/ 154- 155، 2/ 127، المنتظم 9/ 205، الوافي بالوفيات 5/ 153- 154.
و زهمويه بفتح الزاى و سكون الهاء و ضم الميم، كما في الأنساب للسمعاني، و انظر حاشية (صفحة 26) من كتاب تكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني.
«666»- ذكره العماد في زبدة النصرة استطرادا 131، 134، 222 و هو الّذي جاء مع محمد الملك و على بن دبيس و غيرهم لحصار بغداد سنة 543 ه، و انظر حوادث حصار بغداد في المنتظم 9/ 131- 138.
«667»- هو صاحب ماردين، البداية و النهاية 12/ 191، و هو أول الملوك الارتقية، النجوم 5/ 159، 199، 201، 208، توفى سنة 516 ه على أثر وقعة عظيمة بينه و بين «الكفار على تفليس» في ظاهر ميافارقين بقرية تعرف بالفحول فحمل تابوته الى ميافارقين. النجوم 5/ 223- 224.
الإنباء،ص:320
«668»- تفصيل هذه الحوادث في البداية و النهاية 12/ 185 في حوادث سنة 514 ه.
«669»- استوزره السلطان محمود بعد مقتل الوزير السميرمى ببغداد، زبدة النصرة 136- 142. و قد قتله السلطان صبرا في سنة 517 ه، صفحة 141، المنتظم 9/ 245- 246. الكامل، حوادث سنة 517 النجوم 5/ 227.
«670»- آقسنقر البرسقي كان شحنة بغداد أيام المسترشد باللَّه و قد اقطعه السلطان الموصل سنة 515 ه و قد قتله الباطنية بالموصل سنة 519 ه بتدبير من الوزير الدركزيني. و اخباره مستوفاة في زبدة النصرة و مفرج الكروب و الكامل و له ترجمة في البداية و النهاية 12/ 147، و مجمع الآداب 2741 مع المصادر التي ذكرته، المنتظم 9/ 254، زبدة النصرة 144- 147، و هو غير آقسنقر الاتابك جد الأسرة الزنكية.
و انظر، النجوم 5/ 230.
«(1/367)
671»- هو صاحب شهرزور (مرآة الزمان 8/ 189) و انظر ترجمته في مجمع الآداب 123، البداية و النهاية 12/ 193، الكامل 11/ 50 و ينو صلتق: هو صلتق بن على بن أبى القاسم صاحب ارزن الروم، الكامل 11/ 126، 185، 209.
«672»- ترجمة ابن الفوطي 2992، و قال مصطفى جواد، «ترجمة السمعاني في ذيل تاريخ بغداد و نقل منه الفتح البنداري في تاريخ بغداد، و ترجمة ابن الجوزي في المنتظم و ابن الأثير في الكامل و ذكر اخباره، و ذكره العماد في تاريخ السلجوقية و صدر الدين الحسيني في اخبار الدولة السلجوقية و سبط ابن الجوزي في المرآة و توفى سنة 544 ه ببغداد و دفن بداره عند المدرسة النظامية (سوق الخفافين حاليا). و انظر الفخرى 412، ابن الكازروني 223.
«673»- البداية و النهاية 12/ 190- 191، المنتظم 9/ 237، 242- 243.
«674»- وردت الكلمة في رسائل الجاحظ «رسالة القيان» نشر فتكل، صفحة 72، و الكشخان، الديوث، و هي دخيلة في كلام العرب، (اللسان كشخ).
«675»- زبدة النصرة 152.
«676»- ابو عبد الله، محمد بن عبد الكريم، الشيباني الأنباري الكاتب ولد سنة 470 ه و أخذ الآداب عن شيوخ عصره، و زاول الإنشاء في ديوان الخلافة أكثر من خمسين سنة و ناب في الوزارة و كان موصوفا بالعقل و حسن التدبير و هو أول من نظم الرباعيات و كان صديقا للحريرى صاحب المقامات، و توفى سنة 558 ه، ابن الدبيثى، المختصر المحتاج اليه 1/ 73، المنتظم 10/ 206، النجوم 5/ 364، الكامل، حوادث سنة 558 ه، الفخرى 409- 410، ابن الكازروني 222، الخلاصة 272. خريدة القصر 2؟/ 140.
«677»- زبدة النصرة 153، و قال العماد، «و ذكر ان الوزير (الدركزيني) سمه في طعامه.
«678»- هو إقبال المسترشدي اخذه عماد الدين زنكي و حبسه ثم قتله حين كان الراشد- رحمه الله- نازلا على أبواب الموصل فازعج الخليفة من الموصل إتماما لغدره و خيانته و ممالئته، (زبدة النصرة
الإنباء،ص:321(1/368)
180)، و قال العماد، «فان زنكي لما أصلح امره مع مسعود سبيه و خبيه و أخذ إقبالا خادمه و حبسه ثم قتله و ازعج الخليفة فانتقل انتقال المرتاب و تحول تحول المرتاع». و اخباره منثورة في كتب التاريخ مع المسترشد و الراشد كالمنتظم 10/ 27، 34، 69، مرآة الزمان 8/ 97، 140.
«679»- زبدة النصرة 156 و ما بعدها، و لم يذكر العماد ان سنجرا أراد قصد بغداد فمنعه خوارزم شاه.
«680»- البداية و النهاية 12/ 203، تاريخ أبى الفداء 3/ 6.
«681»- ما بين العاضدتين، و مقداره ورقة كاملة، اسقط من نسخة لايدن و قد أضفناه من نسخة فاتح.
«682»- اخباره و حياته السياسية كتبها في كتاب ترجمة العماد الأصفهانيّ و ضمنه كتابه الّذي اختصره البنداري و سماه «زبدة النصرة» و انظر المنتظم 10/ 77، الكامل حوادث سنة 533، النجوم 5/ 261، معجم البلدان 2/ 596، الأنساب 436 أ، البداية و النهاية 12/ 214، المختصر المحتاج اليه 2/ 273، مجمع الآداب 1823.
«1682»- راجع زبدة النصرة 205، و نصير الدين جغر كان نائبا لزنكى على الموصل. قال العماد فيه، «كان للدماء سفاكا و بالنفوس فتاكا يأخذ البري بالسقيم ...» و قد قتله الملك فروخ شاه سنة 539 ه و اغتيل فروخ شاه بعد ذلك (صفحة 206- 207) و في تاريخ ابى الفداء 3/ 17، ان ألب ارسلان هو الّذي قتل نائب زنكي، و انظر وفيات الأعيان نشر محمد محيي الدين عبد الحميد) 1/ 315.
«683»- لعل هذه السفارة هي أول سفاراته الى دار الخلافة إذ يذكر المؤرخون انه قدم الى بغداد حين بويع المقتفى بعد خلع الراشد.(1/369)
انظر سوء تصرفه المشين و انتهازه الأمر لمصلحته و مصلحة صاحبه زنكي صاحب الموصل في الفخرى 96، نقلا من الكامل 11/ 28- 29. و قد ولاه المستنجد قاضيا مطلقا (مختصر التاريخ 236)، البداية و النهاية 12/ 296، التكملة لوفيات النقلة 1/ 242، مع مصادر دراسته، المنتظم 1/ 55، مرآة الزمان 8/ 340 المختصر المحتاج اليه 1/ 55، العبر 4/ 215، الوافي بالوفيات 3/ 331، و قد جاء ذكره استطرادا في مجمع الآداب 2109 في ترجمة أخيه، فخر الدين سعيد.
«684»- كرباوى أو كرماوي بن خراسان التركماني صاحب البوازيج، جاء ذكره في الكامل 10/ 292، 308، 378، ففي وقعة المسترشد باللَّه مع دبيس سنة 517 ه، و جاء «و كان مع اعلام الخليفة كرباوى بن خراسان» و في 10/ 308 «و ورد الى السلطان قرواش بن شرف الدولة و كرماوى بن خراسان التركماني».
«685»- البوازيج، قال ياقوت، «بلد قرب تكريت على فم الزاب الأسفل حيث يصب في دجلة و يقال لها بوازيج الملك، لها ذكر في الاخبار و الفتوح و هي الآن (في زمن ياقوت المتوفى 626 ه) من اعمال الموصل» معجم البلدان.
«686»- جاء في زبدة النصرة 172 ان طغرل قد توفى في أوائل سنة 528 ه و تسلطن مسعود بن محمد بن ملك شاه في نفس السنة. و اخباره مستوفاة في الكامل و المنتظم و المرآة و تاريخ ابن القلانسي و زبدة النصرة
الإنباء،ص:322
و السلوك للمقريزي و له ترجمة في مجمع الآداب 1821، وفيات الأعيان 730 (وستنفلد).
«687»- انظر المنتظم 10/ 41 و ما بعدها.
«688»- انظر هذه الحوادث في زبدة النصرة 174- 175.
«689»- في زبدة النصرة 177 «أمير العلم السلطاني» دون ان يذكر اسمه.
«690»- في زبدة النصرة 177 «يرنقش قران خوان» و مثل ذلك في الكامل 11/ 16.
«(1/370)
691»- قال ابن الجزري في غاية النهاية في طبقات القراء 2/ 27 «المبارك بن احمد بن الحسين، أبو عبد الله الأنماطي المعروف بابن سكينة بكسر السين و تشديد الكاف و كسرها، امام المسترشد باللَّه أمير المؤمنين.
قال ابن النجار: كان من الأعيان النبلاء و القراء الأفاضل مشهورا بالديانة و حسن الطريقة. قلت: قرأ على ابى طاهر بن سوار و عبد السيد بن عتاب. قتل غيلة مع المسترشد يوم الخميس سادس عشر ذي القعدة سنة تسع و عشرين و خمس مائة بموضع قريب من مراغة».
و انظر: المشتبه 369، مجمع الآداب 1088، المختصر المحتاج اليه 2/ 167 في ترجمة ابنه و نقل مصطفى جواد ترجمته من التكملة لوفيات النقلة في الحاشية.
«692»- انظر تفصيل هذه الحوادث في الكامل 11/ 14- 17، زبدة النصرة 177- 181، و قال العماد، «فعرف بقرائن الأحوال ان سنجر سير الباطنية لقتله». ابن الكازروني 221، و قال مصطفى جواد «و كان المسترشد باللَّه قد قاوم الباطنية بحكم خلافته السنية و فضح زوجة أبيه أخت السلطان سنجر لما رأى اتصالها بأحد الشبان بعد وفاة أبيه اتصالا محرما و هتك ناموس البيت المالك السلجوقي». و عن هذه الحوادث، راجع: الكامل 11/ 16- 17. الفخرى 408 و قال: «و دفن تحت قبة حسنة رأيتها عند وصولي الى مراغة سنة سبع و تسعين و ست مائة».
«693»- ورد ذكره في زبدة النصرة 180، مختصر التاريخ 227، و قال العماد: «و لم يكن مع الراشد وزيره أبو الرضا بن صدقة فان زنكيا احتبسه عنده ثم استوزره» صفحة 181، و انظر ترجمته في المختصر المحتاج اليه 1/ 4، الفخرى 416، الوافي بالوفيات 2/ 111.
«694»- جاء ذكره في المنتظم 1/ 56- 59، قال ابن الجوزي:
«(1/371)
و قبض الراشد على استاذ داره ابى عبد الله ابن جهير، و قيل انه وجدت له مكاتبات الى دبيس». و مثل ذلك ورد عند ابن الأثير في حوادث سنة 530 ه. و ذكره ابن الفوطي في ترجمة عز الدولة ابى الحسين على بن الحسن بن رئيس الرؤساء استاذ الدار فقال: «و في ثامن المحرم سنة ثلاثين و خمس مائة رتب الصدر عز الدولة على بن محمد بن الحسن بن رئيس الرؤساء في استاذ دارية دار الخليفة عوضا عن ناصح الدولة الحسن بن محمد بن جهير و عزل عن ذلك في شهر ربيع الآخر و أعيد ناصح الدولة الى شغله» مجمع الآداب 333.
«695»- اخباره في كتب التاريخ مستفيضة، انظر مثلا فهرس الأعلام في زبدة النصرة 307، فقد كان نائب منكوبرس صاحب فارس
الإنباء،ص:323
على خوزستان، مجمع الآداب 2773، تاريخ القلانسي 294، المنتظم 1/ 124، الكامل 11/ 29.
«696»- مفرج الكروب 1/ 64.
«697»- انظر هذه الفتوى الرهيبة في حق الخليفة، الكامل 11/ 26- 27، مختصر التاريخ 225- 226، المنتظم 10/ 60. و عن أولئك الذين أفتوا بخلعه، المختصر المحتاج 2/ 300، المنتظم 10/ 202، طبقات السبكى 4/ 64. و قد حرص على بن طراد الزينبي على صرف الخلافة إلى ختنه طمعا في الوزارة و قد نالها بذلك. قال ابن الجوزي في المنتظم 9/ 223: «و كانت ابنته (ابن طراد الزينبي) متصلة بالأمير أبى عبد الله بن المستظهر و هو المقتفى».
«698»- ورد ذكرها في الكامل 10/ 295.
«699»- بنو الدانشمند هم أصحاب ملطية و الثغور، العبر 3/ 335، الكامل 11/ 9، 52، 207، 209.
«700»- اخباره في زبدة النصرة فهرس الأعلام 217، و تحركه لمساعدة الخليفة 183، و حربه مع مسعود و مقتله 184.
«701»- تفصيل هذه الحوادث في زبدة النصرة 182- 185.
و في هذه الوقعة أسر منكوبرس و امر السلطان بقتله بين يديه، تاريخ ابى الفداء 3/ 14.
«(1/372)
702»- قال ابن الطقطقى: «ثم جرت بينه و بين (المقتفى) وحشة و خاف منها فاستجار بدار السلطان و أقام بها مدة معتصما من المقتفى الى أن روسل الخليفة من جهة السلطان في معناه فاذن في عوده الى داره مكرما فانصرف الى داره و اقام بها على قدم البطالة و اضمحل امره ورق حاله و لقي شقاء عظيما و ضائقة شديدة ...» الفخرى 417، زبدة النصرة 194.
«703»- ذكره ابن الطقطقى في الفخرى 418: «و لم تطل أيامه و لم يكن له من السيرة ما يؤثر». و انظر: مختصر التاريخ 231، زبدة النصرة 194.
«704»- ترجمة ابن الجوزي في المنتظم 1/ 129، 132، 178، و ابن الطقطقى في الفخرى 419، و لقبه «مؤتمن الدولة». و ترجمة ابن الفوطي في مجمع الآداب في الجزء الخامس، و في الجزء الرابع 3093، و ذكره ابن الكازروني في وزراء المقتفى 231، و الإربلي في الخلاصة 276، و ترجمة ابن الفوطي أيضا في لقبه «قوام الدين» ترجمة أرقامها 3193، و كان صاحب المخزن قبل ان يصبح وزيرا، زبدة النصرة 221.
«705»- الوزير الأديب الأريب ذو الفضائل و المفاخر. قال عنه ابن الطقطقى 424: «و في الجملة فكان ابن هبيرة من أفاضل الوزراء و أعيانهم و اماجدهم، له في تدبير الدولة و ضبط المملكة اليد الطولى و له في العلوم و التصانيف التبريز على أهل عصره و له اشعار كثيرة». و انظر الفخرى 419- 425، و ترجمه ابن الجوزي في المنتظم و ابن الدبيثى في تاريخه و سبط ابن الجوزي في المرآة و ابن خلكان في وفيات الأعيان، و قد أفرده ابن المارستانية بتصنيف عن سيرته (مجمع الآداب 2195) و ذكره مستفيض في كتب التاريخ و التراجم. مجمع الآداب 1464، المنتظم 10/ 214، الكامل 11/ 130، العبر 4/ 172، البداية و النهاية 12/ 520، ذيل طبقات الحنابلة 1/ 251، النجوم 5/ 369، الشذرات 2/ 191،
الإنباء،ص:324
مجمع الآداب أيضا 2656، بروكلمان، ملحق 1/ 687، زبدة النصرة 319.
«(1/373)
706»- قال ابن الطقطقى 420: «و كان المقتفى و المستنجد يقولان ما وزر لبني العباس كيحى بن هبيرة في جميع أحواله» و انظر الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب 1/ 258 نقلا عن ابن الجوزي.
«707»- زبدة النصرة 291، «غرقت بغداد و ذلك في شهر ربيع الأول 554». مناقب بغداد 17- 18.
«708»- عضد الدولة، ابو الفرج محمد بن عبد الله ابن رئيس الرؤساء، تولى ابو الفرج هذا بعد أبيه استاذ دارية المقتفى ثم المستنجد باللَّه، ثم تولى الوزارة للمستضي ء بأمر الله في سنة ست و ستين و خمس مائة.
و قد قتل على باب قطفتا و هو خارج للحج، قتله ثلاثة من الباطنية.
و انظر اخباره في: المختصر المحتاج اليه 1/ 55، المنتظم 10/ 28، مرآة الزمان 8/ 220، الكامل حوادث سنة 573، كتاب الروضتين 1/ 278، مجمع الآداب 644، الفخرى 427، و عن الأستاذ دارية و وظائفها: المختصر المحتاج اليه 1/ 56 (حشاية لمصطفى جواد)، زبدة النصرة 292.(1/374)