- - - - - - - - - - -
اِتَّقِ الله حَيْثُمَا كُنْتَ
[الحديث الثامن عشر من شرح الأحاديث النووية الأربعين]
للشيخ
صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
حفظه الله تعالى
[مفرّغ](
- - - - - - - - - - - -
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد، فنُكمل شرح الأحاديث النووية الأربعين، وقد وقفنا على الحديث الثامن عشر.
الحديث الثامن عشر -
عن أبي ذَرَّ جُنْدُبِ بنِ جُنَادةَ وأبي عبدِ الرحمنِ مُعاذِ بنِ جَبَلٍ - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:«اِتَّقِ الله حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيَّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ »[رواه الترمذي، وقال: (حديث حسن )، وفي بعض النسخ: (حسن الصحيح)].
[الشرح]
هذا الحديث حديث أبي ذرّ، ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال «اِتَّقِ الله حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيَّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ».
قوله (اِتَّقِ الله حَيْثُمَا كُنْتَ) هذا أمْر بالتقوى، و(حَيْثُمَا) هذه متعلقة بالأزمنة والأمكنة، يعني في أي زمان كنت، وفي أي مكان كنت؛ لأن كلمة (حَيْثُ) قد تتوجه إلى الأمكنة، وقد تتوجه إلى الأزمنة؛ يعني قد تكون ظرف مكان، وقد تكون ظرف زمان، وهي هنا محتملة للأمرين، (اِتَّقِ الله حَيْثُمَا كُنْتَ) يعني اتق الله في أي مكان أو في أي زمان كنت. والأمر بتقوى الله جل وعلا هنا على الوجوب؛ لأنّ التقوى أصل عظيم من أصول الدين:
((1/1)
وقد أمر الله جل وعلا نبيه - صلى الله عليه وسلم - بأنْ يتقي الله، فقال جل وعلا: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ}[الأحزاب:1]، وأمر المؤمنين بأنْ يتقوا الله حق تقاته { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}[آل عمران:102]، وأمرهم بتقوى الله بعامة {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}[الأحزاب:70]، { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ}[الحشر:18] وأشباه ذلك. وتقوى الله جل وعلا جاءت في القرآن في مواضع كثيرة.
( وأتَتِ التقوى في مواضع أُخر بتقوى عذاب الله جل وعلا، وبأنْ يتقي النار، وأنْ يتقي يوم القيامة كما قال جل وعلا {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ}[البقرة:281]، وقال جل وعلا {وَاتَّقُوا النَّارَ}[آل عمران:131]، وهكذا في آيات أُخر.
فهذان إذن نوعان، فإذا توجهت التقوى، وصارَ مفعولُها لفظَ الجلالةِ {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ} (1) فمعنى تقوى الله جل وعلا هنا أنْ تجعل بينك وبين عذاب الله وسخطه وأليم عقابه في الدنيا وفي الآخرة وِقاية تَقِيكَ منه، وهذه الوقاية بالتوحيد، ونبذ الشرك، وهذه هي التقوى التي أُمر الناس جميعا بها؛ لأن تقوى الله كما ذكرت لك من معناها راجعة إلى المعنى اللغوي، وهي أنّ التقوى أصلها (وَقْوَى) فالتاء فيها منقلبة عن واو، وهي من الوِقاية، وَقَاهُ، يَقِيهِ، وِقَايَةً، فالمتقي هو من جعل بينه وبين ما يكره وقاية، بينه وبين سخط الله وعذابه وأليم عقابه وقاية.
وهي في القرآن -أي في الأمر بتقوى الله- على ثلاث مراتب:
__________
(1) الحشر:18, الحديد:28، الأحزاب:70، التوبة:119، المائدة:35، آل عمران:102، البقرة:278.(1/2)
? الأولى: تقوى أمر بها الناس جميعا، { يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ}(1) في آيات، وهذا معناه أن يسلموا أن يحققوا التوحيد، ويتبرءوا من الشرك، فمن أتى بالتوحيد، وسَلِمَ من الشرك فقد اتقى الله جل وعلا أعظم أنواع التقوى، ولهذا قال جماعة من المفسرين في قوله جل وعلا { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ}[المائدة:27] يعني من الموحدين.
? والمرتبة الثانية أو النوع الثاني: تقوى أمر بها المؤمنين فقال جل وعلا (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ) وهذه التقوى للمؤمن تكون بعد تحصيله كما هو معلوم بعد تحصيله التوحيد وترك الشرك، فيكون التقوى في حقه أن يعمل بطاعة الله على نور من الله، وأنْ يترك معصية الله على نور من الله جل وعلا، وأنْ يترك المحرمات، ويمتثل الواجبات، وأن يبتعد عما فيه سخط الله جل وعلا، والتعرض لعذابه، وهذه التقوى للمؤمنين أيضا على مراتب أعلاها أنْ يدع ما لا بأس به حَذَرا مما به بأس، حتى قال بعض السلف: ”ما سُموا متقين إلا لتركهم ما لا بأس به حذرا مما به بأس“. وهذا في أعلى مراتب التقوى؛ لأنّه اتقى ما لا ينفعه في الآخرة، وهذه مرتبة أهل الزهد والورع والصلاح.
__________
(1) لقمان:33، الحج:1، النساء:1.(1/3)
? والنوع الثالث من التقوى في القرآن: تقوى أُمر بها من هو آتٍ بها، وذلك قول الله جل وعلا {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ}[الأحزاب:1] ومن أُمِر بشيء هو محصله، فإنّ معنى الأمر أنْ يثبت عليه، وعلى دواعيه، فمعنى قول الله جل وعلا {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ}[الأحزاب:1]، يعني اثْبُتْ على مقتضيات التقوى (وَلَا تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ)، وذلك قوله جل وعلا {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ}[النساء:136]الآية في سورة النساء، فناداهم باسم الإيمان، ثم أمرهم بالإيمان، وهذا معناه أن يثبتوا على كمال الإيمان، أو أنْ يكملوا مقامات الإيمان بحسب الحال؛ لأنّ لفظ (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) الإيمان له درجات.
فقول النبي - صلى الله عليه وسلم - هنا (اِتَّقِ الله حَيْثُمَا كُنْتَ) هذا خطاب موجّه لأهل الإيمان، يعني لأهل النوع الثاني، فالمقصود منه أنْ يأتي بتقوى الله جل وعلا في أي مكان، أو زمان كان، فهو أن يعمل بالطاعات، وأن يجتنب المحرمات، كما قال طَلْقُ بن حبيب رحمه الله: ”تقوى الله: أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخشى عقاب الله“. قال ابن مسعود وغيره في رجل سأله عن التقوى فقال: ألم تمش على طريق فيه شوك ؟ فقال بلى. قال فما صنعت ؟ قال شمرت واتقيت، قال فتلك التقوى. وهي مروية أيضا عن عمر - رضي الله عنه - ونظمها ابن المعتز الشاعر المعروف بقوله:
خلٍّ الذنوب صغيرها ... وكبيرها ذاك التقى
واصنع كماشٍ فوق أر ... ضِ الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرنّ صغيرة ... إنّ الجبال من الحصى(1/4)
وهذا بعامة يخاطب به أهل الإيمان، فإذن تقوى الله جل وعلا أن تخاف من أثر معصية الله جل وعلا، أنْ تخاف من الله جل وعلا فيما تأتي، وفيما تذر، وهي في كل مقام بحسبه. التقوى في كل مقام بحسبه، ففي وقت الصلاة هنا تخاطب بالتقوى، وفي وقت الزكاة تخاطب بالتقوى، في هذا المقام، وفي وقت الإتيان بسنة تخاطب بالتقوى، وفي وقت المخاطبة بواجب تخاطب بالتقوى، وفي وقت أن يعرض عليك مُحرَّم من النساء أو المال، أو الخمور، أو ما أشبه ذلك من الأنواع، أو محرمات اللسان، أو أفعال القلوب من العُجْب والكِبْر، أو الازدراء وسوء الظن، إلى آخره، في كل مقام يأتيك هناك تقوى تخصه. فإذن تتعلق التقوى بالأزمنة وبالأمكنة؛ ولهذا قال عليه الصلاة والسلام (اِتَّقِ الله حَيْثُمَا كُنْتَ)؛ لأنّه ما من مكان تكون فيه أو زمان تكون فيه إلا وثم أمر أو نهي من الله جل وعلا يتوجه للعبد.
والوصية بالتقوى هي أعظم الوصايا، {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَن اتَّقُوا اللَّهَ}[النساء:131] وكان الصحابة رضوان الله عليهم كثيرا ما يوصي بعضهم بعضا بتقوى الله، فهُم يعلمون معنى هذه الوصية العظيمة.(1/5)
قال عليه الصلاة والسلام (وَأَتْبِعِ السَّيَّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا) أتْبع الفاعل أنت، والسيئة هي المتبوعة، والحسنة هي التابعة؛ يعني اجعل الحسنة وراء السيئة؛ بعد السيئة، إذا عملت سيئة فأتبعها بحسنة؛ فإنّ الحسنات يذهبن السيئات، كما قال جل وعلا {وَأَقِمْ الصَّلَاةَ طَرَفِي النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنْ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ}[هود:114]، وفي الصحيح، صحيح البخاري رحمه الله وغيره أنّ رجلا من الصحابة نَالَ من امرأة قُبلة فأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخبره بالخبر مستعظما لما فعل، فيسأله عن كفّارة ذلك، فنزل قول الله جل وعلا (وَأَقِمْ الصَّلَاةَ طَرَفِي النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنْ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) فقال له عليه الصلاة والسلام «هل صليت معنا في هذا المسجد؟» قال: نعم. قال «فهي كفارة ما أتيت»، وهذا يدل على أنّ المؤمن يجب عليه أنْ يستغفر من السيئات، وأنْ يسعى في زوالها، وذلك بأنْ يأتي بالحسنات، فالإتيان بالحسنات يمحو الله جل وعلا به أنواعَ السيئات. وكل سيئة لها ما يقابلها، فليس كل سيئة تمحوها أيّ حسنة فإذا عظمت السيئة وكبرت فلا يمحوها إلا الحسنات العظام؛ لأنّ كل سيئة لها ما يقابلها من الحسنات، ولهذا جاء أنّ الرجل إذا غَلِط أو جرى على لسانه كلمة والكعبة أو أقسم بغير الله فإن كفارة ذلك من الحلف بالآباء وأشباه ذلك أن يقول لا إله إلا الله؛ لأن ذاك شرك، وكفارة الشرك أن يأتي بالتوحيد، وكلمة لا إله إلا الله هي من الحسنات العظام، كلمة التوحيد من الحسنات العظام.(1/6)
إذن فالسيئات لها حسنات يمحو الله جل وعلا بها السيئات، وهذا يدل على أن السيئة تمحى، ولا تدخل في الموازنة، وظاهر الحديث أنّ هذا فيمن أتبعها يعني أنّه إذا أتى بسيئة أتبعها بحسنة بقصد أنْ يمحو الله جل وعلا عنه السيئات؛ لأنه قال (وَأَتْبِعِ السَّيَّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا) فإذا فعل سيئة سعى في حسنة لكي تُمحى عنه تلك السيئة.
والحديث الذي ذكرنا، وعموم الآية (وَأَقِمْ الصَّلَاةَ طَرَفِي النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنْ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) يدلّ على عدم القصد، فالحديث هذا دلّ على القصد، يعني: أن يتبعها قاصدا، والآية والحديث؛ آية هود والحديث؛ حديث ابن مسعود الذي في البخاري يدل على عدم اعتبار القصد، فهل هذا في كل الأعمال؟ أم أنه يحتاج إلى أن يتبع السيئة الحسنة حتى يمحوها الله جل وعلا عنه بقصد الإتْباع؟ هذا ظاهر في أثره، فأعظم ما يمحو الله جل وعلا به السيئات أن يأتي بالحسنة بقصد التكفير، فهذا يمحو الله جل وعلا به الخطيئة؛ لأنه جمع بين الفعل والنية، والنية فيها التوبة والندم على تلك السيئة، والرغبة إلى الله جل وعلا في أنْ يمحوها الله جل وعلا عنه، إذن فهي مرتبتان:
(المرتبة الأولى: أن يقصد وهي العليا أن يقصد إذهاب السيئة بالحسنة التي يعملها، وهذا معه أنّ القلب يتبرأ من هذا الذنب، ويرغب في ذهابه، ويتقرب إلى الله جل وعلا بالحسنات حتى يَرضى الله جل وعلا عنه ففي القلب أنواع من العبوديات ساقته إلى أن يعمل بالحسنة؛ ليمحو الله جل وعلا عنه بفعله الحسنة ما فعله من السيئة.
(والمرتبة الثانية: أنْ يعمل بالخير مطلقا، والحسنات يذهبن السيئات بعامة، كل حسنة بما يقابلها من السيئة، فالله جل وعلا ذو الفضل العظيم.
إذا تقرر ذلك فالحسنة المقصود بها الحسنة في الشرع، والسيئة هي السيئة في الشرع، والحسنة في الشرع ما يثاب عليه، والسيئة في الشرع ما ورد الدليل بأنه يعاقب عليه، إذن:(1/7)
• فالسيئات هي المحرمات من الصغائر والكبائر.
• والحسنات هي الطاعات من النوافل والواجبات.
قال عليه الصلاة والسلام بعد ذلك (وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ) والناس هنا يراد بهم المؤمنون في جماع الخُلق الحسن بأن يحسن إليهم، ويراد بهم أيضا غير المؤمنين في معاملتهم بالعدل، والخُلق الحسن يشمل ما يجب على المرء من أنواع التعامل بالعدل لأهل العدل، والإحسان لمن له حق الإحسان، قال عليه الصلاة والسلام هنا (خَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ)، والخلق الحسن فسر بتفسيرات:
( منها أنه بذل النَّدَى وكف الأذى؛ يعني أن تبذل الخير للناس، وأن تكف أذاك عنهم.
(وقال آخرون: إنّ الخُلق الحسن أنْ يُحسِن للناس بأنواع الإحسان، ولو أساءوا إليه.(1/8)
كما جاء الأمر بمخالقة الناس بالخلق الحسن، والحث على ذلك، وبيان فضيلته في أحاديث كثيرة، ومما جاء في بيان فضيلته قوله عليه الصلاة والسلام «إن أدناكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا، المُوَطَّّؤون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون». وثبت عنه أيضا عليه الصلاة والسلام أنه قال «إنّ الرجل ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم» يعني المتنفل بالصيام، والمتنفل بالقيام، فحسن الخلق الذي يبذله دائما طاعة من طاعات الله جل وعلا، فإذا كان دائم إحسان الأخلاق على النحو الذي وصفت، فإنّه يكون في عبادة دائمة، إذا فعل ذلك طاعة لله جل وعلا، وحسن الخلق تارة يكون طبعا، وتارة يكون حملا؛ يعني طاعة لله جل وعلا لا طبعا في المرء، وما كان من حسن الخلق على امتثال الطاعة، وإلزام النفس بذلك فهو أعظم أجرا ممن يفعله على وفق الطبيعة، يعني لا يتكلف فيه؛ لأن القاعدة المقررة عند العلماء أنّ الأمر إذا أمر به في الشرع، يعني أن المسألة إذا أمر بها في الشرع، فإذا امتثلها اثنان فإنما من كان أكلف في امتثال ما أمر به كان أعظمَ أجرا في الإتيان بالواجبات، كما ثبت في الصحيحين أنه عليه الصلاة والسلام قال لعائشة «إن أجركِ على قدْرِ نَصَبِك» وهذا محمول على شيئين -يعني مشروط بشرطين-:
الأول: أن يكون من الواجبات.
والثاني: أن يكون مما توجه الأمر للعبد به فيكون أجره على قدر مشقته في امتثال الأمر.
أما النوافل فلا لحديث الذي يقرأ القرآن فيه تفاصيل القاعدة المعروفة عند أهل العلم.
(((((
أعد هذه المادة: سالم الجزائري(1/9)