إِعَانَةُ الْمُسْتَفِيدِ
بِضَبْطِ مَتْنَي " التُّحْفَةِ وَالْجَزَرِيَّةِ "
فِي عِلْمِ التَّجْوِيدِ
بِقَلَمِ الْفَقِيرِ إِلَى عَفْوِ رَبِّهِ
أَبِي أَحْمَدَ حَسَن ِبْن ِمُصْطَفَى بْنِ أَحْمَدَ الْوَرَّاقِيِّ الْمِصْرِيِّ
عُضْوُ هَيْئَةِ التَّدْرِيسِ بِقِسْمِ الدِّرَاسَاتِ الْقُرْآنِيَّةِ بِكُلْيَّةِ الْمعَلِّمِينَ جَامِعَةِ الطَّائِفِ
وَالْمُقْرِيءُ بِالْمَعْهَدِ الْعِلْمِيِّ الْأَزْهَرِيِّ لِلْقُرْآنِ بِمَسَاكِنَ كُورْنِيشِ النِّيلِ الْقَاهِرَةِ
R
إِعَانَةُ المُسْتَفِيدِ
بِضَبْطِ مَتْنَي التُّحْفَةِ وَالْجَزَرِيَّةِ
فِي عِلْمِ التَّجْوِيدِ
المقدمة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إنَّ الحمدَ لله نحمدُهُ ، ونستعينُهُ ، ونستغفرُهُ ، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا ، من يهدِهِ اللهُ فلا مضلّ له ، ومن يضلل فلا هاديَ لهُ ، وأشهدُ أن لّا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ ، وأشهدُ أنَّ محمَّداً عبدُهُ ورسولُهُ .
? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ? ( آل عمران : 102 ).
? يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ? ( النساء : 1 ).
? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ? ( الأحزاب : 70 - 71 ).(1/1)
أما بعد : فإن أصدقَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وأحسنَ الهدي هديُ محمّدٍ ? وشرَّ الأمورِ محدثاتُهَا ، وكلَّ محدثةًٍ بدعةٌ ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ ، وكلَّ ضلالةٍ في النّارِ ، وبعد :
فلما رأيت كثيرا ًمن إخواني طلاب علم التجويد مقبلون علي تعلم هذا العلم- خاصة في الآونة الأخيرة - وكان الأساس في ذلك حفظ المتون ؛ وذلك لأن المتون الشرعية هي : أداة كل فن ويستطيع الطالب أن يجمع شتات المادة العلمية في ذهنه بحفظ متن لها؛ لذا قالوا: "من حفظ المتون حاز الفنون " ؛ فمن أراد التبحر في العلوم فليحفظ المتون ؛ وذلك لأنها سهلة مختصرة ، والنظم يكون محبباً للنفس لقصره وسجعه وجمعه المادة العلمية .
ومن المعلوم : أنه من أراد علم التجويد ؛ فإن العلماء يوصونه بحفظ متني" التحفة و الجزرية " ، وبعض المشايخ يشترط في إعطاء الإجازة للطالب : أن يحفظ هذين المتنين جيدا ًمع الفهم لأبياتهما .(1/2)
لذا قَدِمْتُ - في هذه الرسالة الصغيرة - علي ضبط هذين المتنين ضبطاً لغوياً وآخر عروضياً إنِ احتاج الأمر لذلك ؛ وذلك لأني رأيت كثيراً من إخواني مشتَّتاً في ضبط بعض الكلمات (1) ) فتراه مذبذباً في كثير من كلمات المتن المختلف فيها ، فالبعض يقول : هل الصحيح "راجي رحمةِ "بجر التاء ، أم "راجي رحمةَ " بنصب " التاء " ؟, ويقول : هل الصحيح : "ستٌّ" أم "ستٍّ" ؟، إلي غير ذلك من الكلمات التي تكون في نسخة بشكل ، وفي أخري بشكل آخر ؛ سواء كانت هذه النسخة مطبوعة أم مسجلة صوتياً (2).
واعلم - أخي الكريم - أني لم أضعِ الغث والسمين من الضبط ؛ بل إني ذكرت الصحيح مما تلقيناه عن مشايخنا الكرام ، والموافق أيضاً لما في كتب أهل العلم الأثبات كالضباع - رحمه الله - وغيره ، وبينت الأخطاء الشائعة والدارجة على كثير من ألسنة الطلبة .
وهذا ما اجتهدت فيه من ضبط هذين المتنين بفضل الله - عز وجل - ، وكان عملي في هذا الضبط كالآتي :-
1- سردت المتن من أوله إلي آخره مضبوطاً كلمةً كلمةً حسب ما تلقيته وقرأت به علي مشايخي ؛ ليكون سهلاً علي الطالب عند الحفظ وعلي المدرسين عند التدريس.
__________
(1) وقد ضبطت كثيرا ًمن الكلمات التي يخطئ فيها كثيرٌ من الإخوة , وشكلتها حرفاً حرفاً .
(2) ومما زاد الأمر بلاء : ظهور بعض الناس الذين ليس لهم علاقة بالمتون ولا بالتجويد ؛ بل هم منشغلون بما يُسمَّي بـ " الأناشيد الإسلامية " , وقد ظهرت لهم أشرطة مسجلة وقعوا فيها في أخطاء جلية كبيرة في نطق الكلمات مثل : " بينمو " من قول الناظم " بينمو علما " ,قالوا : بَيْنَمُو بفتح" الباء " ؛ فأصبحت للظرفية , وهي في الأصل معناها : من الزيادة والنمو , وقالوا : " بكفه " بدلاً من " بفكه " من قول ابن الجزري " إلا رياضة امرئ بفكه ", فقرأها " الكف " بدلاً من " الفك " ، وغير ذلك الكثير , ولا حول ولا قوة إلا بالله .(1/3)
2- ضبطت الكلمات التي يكثر حولها الخلاف في النسخ ، وإن كان هناك ترجيحاً ذكرته ؛ ليكون الطالب ملماً بجميع الأوجه التي في هذا المتن فيسهل عليه ,وليكون مرجعاً أيضا للقارئ والمقريء.
3- اعتمدت في الضبط علي التلقي من المشايخ ،وعلي بعض النسخ المطبوعة ؛لاسيما نسخة الشيخ علي الضباع - رحمه الله - المسمي بـ " منحة ذي الجلال في شرح تحفة الأطفال " ، و تعليقات الضباع على " فتح الأقفال" ونسخة " المنح الفكرية في شرح الجزرية " لملا علي القارئ - رحمه الله - , ونسخة لمتن الجزرية لشيخنا الدكتور/ أيمن بن رشدي سويد الدِّمشقي - حفظه الله - , وكذلك بعض المخطوطات .
4- ضبطت المتن عروضياً عند الحاجة إلي ذلك ؛ وذلك لأن بعض الأخطاء التي تقع من بعض الناس: تكون بسبب عدم المعرفة بوزن البيت .
5- لم أتعرض لشرح المتن إلا إذا احتاج الأمر لذلك , وسوف أقوم بشرح هذين المتنين شرحاً وافياً لاحقا إن شاء الله - تبارك وتعالي - .
وفي الختام أسأل الله أن يتقبل مني هذا العمل ، وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم ، وأن يجعله في ميزان حسناتي ووالدي ومشايخي ، وأن ينفع به الإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ... آمين .
وصلي الله علي نبينا محمد وعلي آله وصحبه وسلم
وكتبه ،،
حسن مصطفي الورَّاقي المصري
عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين جامعة الطائف
والمقرئ بالمعهد العلمي الأزهري بروض الفرج القاهرة
كيفية حفظ المتن
* الإخلاص لله - عز وجل - ؛ لأنه من شرط قبول العمل .
* الإلحاح في الدعاء مع قولك : يا معلِّم آدم وإبراهيم علِّمني ، ويا مُفهِّم سليمان فهمني .(1/4)
* لا تحفظ المتن وحدك - أخي الكريم - فلابد من شيخ تُصحِّح عليه الأبيات قبل حفظها ، فتقرأ عليه باباً من المتن ، ثم تذهب إلى البيت وتكرره ، وهذه طريقة جيدة ، وممكن تحفظ حسب دراستك لأبواب التجويد كما قال مشايخنا ، وإذا لم يتيسر لك ذلك ؛ فممكن أن تستمع لشريط مسجل بشرط : أن يكون مضبوطاً ضبطاً صحيحاً , واستمع إليه عدة مرات حتى تصبح الألفاظ مألوفة وموجودة في ذهنك .
* بعد حفظك لمتن " التحفة والجزرية " جيدا ًحاول أن يكون عندك عدة شروح لها حتى تطلع عليها ؛ فتكون حافظاً لهما مع الفهم للأبيات ، وكل ما وقف أمامك من مشكلة في فهم بيت أو ما شابه ذلك فاسأل فيه أحد الشيوخ (1) .
__________
(1) هناك عدة شروح للتحفة والجزرية , فمن شروح التحفة :-
1-منحة ذي الجلال للشيخ علي محمد الضباع .
2-فتح الأقفال شرح "تحفة الأطفال" للشيخ سليمان الجمزوري .
3-بغية الكمال شرح "تحفة الأطفال" لأسامة عبد الوهاب .
ومن شروح الجزرية المطبوعة :-
1-الحواشي المفهمة في شرح المقدمة لابن الناظم احمد بن محمد بن الجزري .
2-الحواشي الزهرية للشيخ خالد بن عبد الله الأزهري .
3-الجواهر المضية علي المقدمة الجزرية لسيف الدين الفضالي المصري .
4-المنح الفكرية علي متن الجزرية لملا علي القارئ .
5-الفوائد المفهمة في شرح المقدمة لابن يالوشة .
6-الدقائق المحكمة للشيخ زكريا الأنصاري .
7-الفوائد السرية لمحمد بن إبراهيم الحلبي التاذفيّ .
8-الفوائد التجويدية في شرح المقدمة الجزرية للشيخ إبراهيم على موسى .
9-دروس مهمة في شرح الدقائق المحكمة في شرح المقدمة الجزرية للشيخ سيد لاشين أبو الفرح .
10-فتح رب البرية في شرح المقدمة الجزرية لصفوت محمود سالم .
11- الأنوار البهية في شرح الجزرية لشيخنا الدكتور / عبد الباسط حامد محمد .
وهناك الكثير من المطبوع والمخطوط .(1/5)
التعريف بناظم متن "التحفة " الشيخ سليمان الجمزوري (1)
اسمه : سليمان بن حسين بن محمد الجمزوري ، الشهير بالأفندي الشافعي .
مولده : ولد في شهر ربيع الأول سنة بضع وستين بعد المائة والألف في طنطا ، ونسب إلى جمزور ؛ وذلك لأن جمزور بلدة أبيه ، وهو قريبة من طنطا بنحو أربعة أميال .
تلقى الجمزوري - رحمه الله - القراءات عن شيخه : نور الدين الميهي ، نسبة لبلدة الميه بجوار شبين الكوم ، والذي قال عنه في تحفته :
سميته بتحفة الأطفال عن شيخنا الميهي ذي الكمال (2)
من مؤلفاته :
1- الفتح الرباني بشرح كنز المعاني .
2- منظومة في قراءة ورش .
3- فتح الأقفال بشرح تحفة الأطفال .
* * *
الإسناد الذي أدّى إليَّ متن " تحفة الأطفال " (3) )
قرأت هذه المنظومة غيباً من حفظي في مجلس واحدٍ على كل من أصحاب الفضيلة :
1-الشيخ المقريء/ عبد الفتاح مدكور- حفظه الله - .
2-فضيلة الشيخ العلامة / عبد الباسط حامد محمد - حفظه الله -.
3-الشيخ /إلياس بن أحمد حسين البرماوي - حفظه الله - .
4-الشيخة المعمرة / نفيسة بنت عبد الكريم زيدان - حفظها الله -.
5-الشيخ / عبد الرحمن بن مصطفى الدمشقي - حفظه الله - .
__________
(1) انظر ترجمته مختصرة في هداية القارئ للمرصفي صـ 648 ، 649 .
(2) سيأتي التعليق على قوله : " ذي الكمال " في هذا البحث صـ 38- 40
(3) سند التحفة فيما أعلمه لا يتصل إلى الإمام / الجمزوري - رحمه الله - ؛ فأكثر الأسانيد الموجودة اليوم تلتقي عند الإمام / محمد ابن أحمد المتولي - رحمه الله - ، أما الأسانيد الموجودة عند البعض ومتصلة ، فهي لا تصح بسبب الانقطاع في السند ، ومن وجد سنداً متصلاً بعد التأكد والتثبت فليخبرنا به مشكوراً ، والله أعلم .(1/6)
* فأما الشيخ المقريء / عبد الفتاح مدكور- حفظه الله - فقد أخبرني أنه تلقاها عن العلامة الشيخ / على محمد الضباع ، وهو عن الشيخ / عبد الرحمن الخطيب الشهير بالشعار، وهو عن الإمام / محمد بن أحمد المتولي - شيخ القراء - ، وهو بسنده إلى الناظم - رحمه الله - .
* وأما الشيخ / عبد الباسط حامد محمد - حفظه الله - ، فقد أخبرني أنه تلقاها عن الشيخ /أحمد عبد الغني عبد الرحيم ، وهو عن الشيخ / محمود عثمان فراج ، وهو عن الشيخ / حسن بيومي الشهير بالكرَّاك - رحمه الله - .
كما تلقاه الشيخ/ عبد الباسط حامد محمد على الشيخ / محمود محمد خبوط ، وهو الشيخ /عبد المجيد الأسيوطي ، وهو عن / حسن بيومي الشهير بالكراك ، وهو بسنده إلى الناظم / سليمان الجمزوري - رحمه الله - .
* وأما الشيخ /إلياس بن أحمد حسين البرماوي ، فقد أخبرني أنه تلقاها عن الشيخ / أحمد إسماعيل بن محمد بن عبد الكريم السندَيُوني ، وهو عن الشيخ المقرئ المحقق / حسن عبد السلام حسن أبو طالب، وهو على شيخ قراء مصر في وقته الشيخ / عامر بن السيد بن عثمان ، وهو على الأستاذ الفاضل الشيخ / إبراهيم بن مرسي محمد بكر البناسي ، وهو على الشيخ المقرئ المتقن / غنيم محمد غنيم ، وهو على الشيخ / حسن بن محمد بدير الجريسي الكبير ، وهو على شيخ المقرئين العلم الشهير شيخ قراء مصر في وقته الشيخ / محمد بن أحمد المتولي ، وهو بسنده إلى الناظم - رحمه الله -.(1/7)
*وأما الشيخة الفاضلة الكبيرة المعمَّرة / نفيسة بنت عبد الكريم زيدان - حفظها الله - فقد قرأت عليها بعضها وأجازتني بكاملها ، وأخبرتني أنها تلقتها عن الشيخ / أحمد بن عبد العزيز الزيات( (1) ) - رحمه الله - ، وهو عن الشيخ / عبد الفتاح هنيدي ، وهو عن الإمام / محمد المتولي - رحمه الله - .
كما تلقتها أيضاً عن الشيخ /محمد سعيد الفراش ، وهو عن الشيخ/ أحمد البرديسي عامر ، وهو عن الشيخ / مصطفى الباجوري منصور ، وهو عن الشيخ / على عبد الرحمن سبيع ، وهو عن الشيخ / حسن الجريسي الكبير ، وهو عن الإمام / محمد بن أحمد المتولي ، شيخ القراء .
* وأما الشيخ / عبد الرحمن مصطفى الدمشقي - حفظه الله - ، فقد قرأت عليه هذه المنظومة بحي المهاجرين ،- دمشق الشام - ، و أخبرني أنه تلقاها عن الشيخ / إلياس بن أحمد حسين البرماوي وهو بسنده السابق إلى الإمام العلامة المقرئ الشيخ / سليمان بن حسين بن محمد الجمزوري الشهير بالأفندي - رحمه الله - ، ورحم الجميع .
* * *
ردٌ على من زعم عدم وجود سند خاص بالمتن
بسم الله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
__________
(1) سند " التحفة والجزرية " ليسا مشهورين عن الشيخ / أحمد الزيات - رحمه الله - ؛ ولكن ربما الشيخة / نفيسة قرأتهما عليه ؛ والسؤال: هل الشيخ / الزيات - رحمه الله - قرأهما على شيخه ومعه فيهما إجازة خاصة عن شيخه ؟ ، هذا يحتاج لبحث ؛ حيث إن كثيراً من طلبة الشيخ - رحمه الله - لا يُقرِئُون ولا يُجيزون بهذين المتنين ، ومن المعلوم أن الشيخ / محمد المتولي - رحمه الله - موجود في سند الضباع ، وسند الشيخ / عامر ، وهو من شيوخ / الزيات - رحمه الله - في السند ، فالشيخ / الزيات - رحمه الله - بينه وبين الشيخ / المتولي واسطة واحدة ، وهو الشيخ / عبد الفتاح هنيدي ، أو الشيخ / خليل الجنابني ، - رحم الله الجميع - .(1/8)
فقد تكلم بعض الناس ممن ليس لديهم إجازات خاصة بالمتن - وغيرهم - ؛كمتن : " التحفة والجزرية والشاطبية " وغير ذلك ، وقالوا : إن هذه الإجازات الخاصة بدعة قريبة أحدثها بعض الناس ، ونفوا أن يقرأ الطالب المتن من أوله إلى آخره على شيخه ثم يأخذ فيه سنداً خاصاً ، وقالوا : إن كل من قرأ رواية حفص على شيخه فهو يعتبر مجازاً في " التحفة والجزرية " بالتضمن ؛ أي : الإجازة بهما تدخل ضمن إجازة حفص .
ولبيان الحق في هذه المسألة ، أقول وبالله التوفيق :
إن من نعم الله - عز وجل - على هذه الأمة ما أكرمها به وشرَّفها بالسند ؛ وهذا لم يكن موجوداً في الأمم السابقة ، ومن المعلوم : أن هذا الأمر له فوائد ومزايا كثيرة ليس مجال ذكرها الآن (1) ) ، وعلى الرغم من هذا ؛ فإن بعض الناس تكاسل عن هذا الأمر ، ولم يسعَ إليه ؛ بل البعض زهَّد غيره في السند ، وقال : هذه ورقة لا قيمة لها ، إلى غير ذلك من الأقوال التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، وكما قيل : من جهل شيئاً فهو عدوٌ له أو الجاهل عدو ما يجهله.
فنعمة الله - عز وجل - على هذه الأمة بالسند( (2) ) : نعمة عظيمة ليس في القرآن فحسب ؛ بل في الحديث ، والعقيدة ، والتفسير ، واللغة ، والفقه ، والمتون الشرعية ، وليس في ذلك فحسب ؛ بل هناك إجازات في غير ما ذُكِر : كإجازات الخطاطين ، والشعراء ، والأطباء ، والإفتاء ، والتدريس ، وغير ذلك الكثير .
الرد على قولهم : إن هذه الأمر جديد وليس قديماً ، وعلى نفيهم السند في قراءة المتن .
__________
(1) انظر بالتفصيل الكلام على ما يتعلق بالإجازات والأسانيد في بحثنا : " الإجازة القرآنية في سؤال وجواب " .
(2) يحتاج مع السند العلم وهو الأهم ، وانتقاء المشايخ المروي عنهم ، وليس الأمر مقتصراً على السند فحسب دون العلم الشرعي .(1/9)
إن هناك فئة من الناس ترد كل على ما لا يأتي على حسب ما تألفه أو تهواه أو تعتاده ، وجِماع ذلك كله : الجهل بهذا الشيء، وبالتالي فهي لا تقبل هذا الشيء وإن كان مثبتاً موجوداً معروفاً عند كثير من الناس ؛ فبعضهم لا يدري أن هناك إجازات خاصة بالمتون ، ويأخذ فيها الطالب سنداً إلى ناظمها ؛ إما بالقراءة غيباً عن ظهر قلب في مجلس واحد- كما سيأتي معنا في إجازة إمام هذا الفن ابن الجزري - رحمه الله - للشيخ العلامة /أبي الحسن علي باشا - أو بالقراءة نظراً لتصحيح المتن ، وهذان الأمران صحيحان عند أهل العلم ؛ إلا أن الأول أفضل وأولى؛ لذا فهي تردُّ هذا الشيء ولا تقبله ؛ لندرته أو قلته أو عدم وجوده في البلد أو المكان التي هي فيه ، فإذا جاء أحد المشايخ بهذا الشيء الذي ليس عندهم قالوا : هذا الأمر ما سمعنا به ، ولا نعرف أحداً من مشايخنا معه السند الخاص في المتن ، إلى غير ذلك مما أنكروه بغير حق ؛ بل بجهل والبعض بحسد وحقد ، نسأل الله العافية(1)
__________
(1) والأمثلة على ذلك الأمر كثيرة جداً مما يرده هؤلاء القوم بسبب الجهل أو عدم موافقة أهوائهم أو ما تألفه وتعتاده أنفسهم : كردهم إتمام الحركات ؛ لأن بعضهم لا يستطيع القراءة به وهو مجاز في العشر أو صاحب شهادة ، ويحتاج إلى وقت طويل لإتقانه ، فأسهل شيء عليه - حتى لا يفضح نفسه - الإنكار أو يقول : ما قرأنا بذلك على مشايخنا ولا تلقيناه ، وقد رددت عليهم وفنّت جميع شبههم وأقوالهم في بحثنا ( فتح العلي في بيان اللحن الجلي والخفي ) بأسلوب علمي ومنطقي - والحمد لله - ، وليس هذا الأمر في القرآن فحسب ؛ بل في أكثر الأشياء : كإنكار البعض السند في العقيدة أو الفقه وغيرهما ، وإنكار البعض المد النبوي بالكلية ؛ لأنه طبعاً من مصر ، وأهل مصر الكثير منهم لا يدري عن المد ولا سنده شيئاً - وإن كان في سنده كلام - ولكنه معروف عند أهل نجد والحجاز ومنتشر هناك بالأسانيد ؛ بل بعضهم لما قابلته في مصر قال لي معترضاً وليس مستفهماً : كيف يكون الشيخ الطرابيشي أعلى من الشيخ أحمد الزيات - رحمه الله - في القراءات السبع سنداً ؟ ثم سألني كم عمر الطرابيشي ؟ قلت : في قرابة ( 87 ) عاماً ، فقال لي : الشيخ الزيات مات وعمره قارب ( 100) فكيف يكون الطرابيشي أعلى ؟ ، أقول : جهل مركب في بعض المسائل عند هؤلاء الذين يدَّعون القراءة والإقراء ، أو قل : هو حسد وحقد أقران ، أو قل : ردّ ما لا تهواه أو تعتاده أنفسهم ، فانظر - أخي الكريم - : كيف جعل هذا الرجل الضابط في علو السند هو : العمر ؟ ، لأنه لا يدري أن العلو ونزوله يكون : بقلة أو زيادة عدد رجال السند ؛ فإذا كان عدد الرجال قليلاً كان السند عالياً ، وإذا كان كثيراً ؛ فالسند نازل ، والشيخ / الطرابيشي - حفظه الله - أقل عدداً من الشيخ / الزيات - رحمه الله - في القراءات السبع من الشاطبية .
فيا طالب العلم ، ويا شيخ ، ويا صاحب النعمة لِلَّهِ : أنت محسود على النعمة التي أنت فيها ، فاصبر - أخي الكريم - على حقد وحسد إخوانك ، فهذه سنة ربانية لا تتغير ولا تتبدل ، فادع الله أن يرزقك الإخلاص في القول والعمل ومعاملة الناس بالحسنى ، وأن يسلمك من أمراض القلوب التي فشت في هذا الزمان بين الناس بعضهم بعضاً ، نسأل الله العفو والعافية ، وأن يرزقنا جميعاً حسن الخاتمة ، وأن يجعل خلقنا القرآن .(1/10)
) .
ولقد بحثت في" إجازات القراء " في المتن خاصة فوجدت عدداً كبيراً جداً منهم معه إجازة خاصة في المتن ومتصلة السند إلى صاحبه ، وإمام هذا الفن نفسه الإمام محمد ابن الجزري - رحمه الله - أجاز مَن بعدَه بمنظومته "الجزرية " ، فهذا الإمام لما ألَّفَ هذا المتن ، أقرأه لتلامذته وعلمهم إيَّاهُ ، وكذلك التلاميذ أقرءوا وعلّموا مَن بعدهم ، وهكذا حتى وصل إلينا هذا المتن بلفظه كما أراده الناظم - رحمه الله - ، وممن أجازه العلامة / ابن الجزري - رحمه الله - في هذا المتن : الشيخ العلامة / أبو الحسن علي باشا ، وقد أوردها الشيخ الدكتور / أيمن رشدي سويد - حفظه الله - في آخر نسخة المقدمة التي قام بتصحيحها وتحقيقها ، وإليك نص هذه الإجازة :
صورة الإجازة التي بخط الناظم الإمام ابن الجزري - رحمه الله - ، الموجودة آخِرَ النسخة الخطية التي صُحِح المتن عليها
( الحمد لله وحده ، وصلَّى الله على سيد الخلق محمد وآله وسلم :
عَرَضَ عليَّ جميع هذه المقدمة - من نظمي - الولد النجيب السعيد اللافظ ، سلالة العلماء ، أوحد النجباء ، بغية الأذكياء ، عين الفضلاء :
أبو الحسن عليٌّ باشا، َولد الشيخ الإمام العلامة المرحوم صفيِّ الدين صفر شاه بن أمير خُجَا ابن إياس بن قُزْغُلَ أحمد ، الخرساني الأصل ، ثُم التَّبْريزيَّ ، وفَّقه الله لمراضيه ، ورحم الله مَنْ سلف مِن أهليه ، من حفظه ، في مجلس واحد ، حفظ إتقانٍ ، ولفظ إيقانٍ .(1/11)
وسَمِعَهَا بقِرَاءتِه : ابني أبو بكر أحمد ، والشيخ الفاضل الحاذق ، حميدُ الدين عبد الحميد بن أحمد بن محمد التَّبْريزيُّ الخُسْرُوشاهيُّ ، والولّدان السعيدان النجيبان الفاضلان : أبو الخير محمد ، وأبو الثناء محمود ، ابنا الشيخ الإمام العالم الصالح المُسلِّك ، بركة المسلمين ، عمدة المرشدين : فخر الدين إلياس بن عبد الله السوري حِصَاري ، وخير الدين خليل بن مصطفى بن أحمد القَرَاسي ، وشمس الدين بن إبراهيم اليمنيّ الأصل ، البُرْصوي المولد ، والمقريء الفاضل عماد الدين عوض ابن علي البُرْصَويّ، والشيخ أحمد بن محمد الأَفْلَفُوني ، والمقريء اللَافظ أحمد بن محمد بن خاطر بك القُونَويُّ ، وشمس الدين محمد بن أحمد بن بادار النَّهاونْديّ ثم الدمشقي ، ، وإبراهيم بن عبد الله الرُّومي عتيق الخادم عِزِّ الدين .
وصحَّ ذلك في يوم السبت ، سادس عَشَرِي المحرم ، سنة ثمانمائة .
وأجزت للجماعة المذكورين ولعليٍّ باشا روايتها عني ، وجميع ما يجوز [ لي ] وعنِّي روايته ، وتلَّفظت له بذلك .
قاله وكتبه الفقير : محمد بن محمد بن محمد بن الجزريِّ ، حامداً ومصلِّياً ومسلِّما ، عفا الله تعالى عنهم ، بمنه وكرمه ) .(1/12)
قال الدكتور / أيمن سويد - حفظه الله - عن هذه المخطوطة التي فيها إجازة ابن الجزري السابقة في مقدمة تحقيقه لمتن" الجزرية " : ( وقد أكرمني الله - تعالى - بالحصول على مصوَّرة نسخة مخطوطة لها ، مقروءة على الناظم ابن الجزري - رحمه الله - وفي آخرها إجازة بخطه ، ولا شك أنها في غاية التوثيق ، وهي مصورة عن النسخة المحفوظة في مكتبة : " لَا لَهْ لي " تحت رقم ( 70 ) عموميّ في " استانبول" بتركيا )(1) .
وكذلك أورد الشيخ الدكتور / أيمن سويد - حفظه الله - صورة الإجازة التي كتبها له شيخه العلامة / عبد العزيز عيون السود - رحمه الله - ، وهذه نصها كما في نهاية تحقيقه على متن " الجزرية " صـ16 :
صورة الإجازة التي كتبها لي سيِّدي وشيخي شيخ القرَّاء العلامة عبد العزيز عيون السود(2) ) - رحمه الله تعالى- بهذه النظومة المباركة
قد عَرَضَ عليَّ - أنا المفتقر لرحمة مولايَ الودود ، عبد العزيز بن الشيخ محمد عليٍّ عيون السود - ولد القلب ، كوكب دمشق ، السيد أيمن سويد هذه المقدمة في منزله في صالحيَّة دمشق ، وقد أجزته بها كما أجازني شيخي المرحوم(3) )عليُّ محمد الضباع - رحمه الله تعالى - ، والله تعالى أسأل أن ينفعني به وينفع به المسلمين ، آمين .
__________
(1) أرجو من المشايخ الفضلاء : ألاَ يُدخلوا بعض المسائل الخلافية التي بينهم - مثل : القلقلة ، والقلب ، والإخفاء الشفوي ، وغير ذلك من المسائل - في هذا الأمر ، فنقبل الحق من أيِّ أحد طالما أنه أتى به ، أما إن رددناه بسبب بعض المسائل الخلافية ، فهذا دليل على بعض أمراض القلب ، نسأل الله السلامة .
(2) انظر ترجمته في" هداية القارئ " للمرصفي صـ 656- 658 .
(3) قولهم : " المرحوم ، المغفور له ، وغير ذلك .." إن كان من باب الإخبار فهذا لا يجوز ؛ لأنه من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله ؛ وإن كان من باب الدعاء له ، فجوزه بعض أهل العلم ، والله أعلم .(1/13)
وكان هذا في غُرة ذي الحجة الحرام ، سنة 1398 هـ . عبد العزيز عيون السود
ومن المشايخ الذين كانوا يجيزون في المتون خاصة :
1- الشيخ العلامة / عامر السيد عثمان - رحمه الله - ، وأسانيده متصلة بنا إلى الإمام / المتولي.
2- الشيخ العلامة / عليٌّ محمد الضباع - رحمه الله - ، وكان مجازاً - رحمه الله - في أكثر متون التجويد والقراءات ؛ كـ "التحفة والجزرية والشاطبية والدرة والطيبة والعقيلة والناظمة " ، وكذا في كتب القراءات ؛ كـ " النشر "وغيره ، ومن الذين أجازهم الشيخ / علي الضباع - رحمه الله - :
أ- الشيخ العلامة / عبد العزيز عيون السود - رحمه الله - ، قرأ عليه كثيراً من متون التجويد والقراءات .
ب- شيخنا المقريء / عبد الفتاح بيومي مدكور- حفظه الله - ، أخذ منه " التحفة والجزرية "، وغيرهما.
ومن الذين يجيزون الآن :
1- شيخنا العلامة المقريء / بكري الطرابيشي - حفظه الله - ، عن شيخ قراء دمشق / محمد سليم الحلواني - رحمه الله - وهو بسنده المعروف( (1) .
2- الشيخ المقريء / عبد الفتاح الدروبي - حفظه الله تعالى - .
3- الشيخ المقريء / سعيد العبد الله - رحمه الله - .
4- شيخنا الدكتور / أيمن رشدي سويد - حفظه الله - .
5- شيخنا الدكتور / عبد الباسط حامد محمد - حفظه الله - .
6- شيختنا الكريمة / نفيسة بنت عبد الكريم زيدان - حفظها الله تعالى - .
7- شيخ قراء دمشق / محمد كُريم راجح - حفظه الله - .
8- الشيخ العلامة المعمَّر / أبو الحسن محي الدين الكردي - حفظه الله - .
__________
(1) راجع مشكوراً الأسانيد التي أدّت إلينا متني " التحفة والجزرية " صـ 8- 10 .(1/14)
وغيرهم كثير في مكة والمدينة ومصر والشام .... وغيرهم ، فهذا العدد يكفي على أن الأمر مشهور وثابت عند جمْع من العلماء، وليس جديداً كما يدعي البعض ، ويدل على أن هناك أسانيد بالمتون متصلة لأصحابها ، ومن أصرَّ على قوله : فهو يتهم الشيخ الضباع ، والشيخ / عامر عثمان - رحمهما الله - وغيرهما :بأنهم اخترعوا شيئاً جديداً من تلقاء أنفسهم ، وهذا لا يقوله من يعرفهم ، ويعرف قدرهم في هذا الشأن ، هذا عند علماء القرآن والقراءات ،وأما علماء الحديث فعندهم أيضاً أسانيد بـ "الجزرية " وغيرها ؛ ولكنها من باب الإجازة العامة ؛ كعادة أهل الحديث كشيخنا /عبد الله الناخبي - رحمه الله - ، وشيخنا / يحيى عثمان المدرس ، وشيخنا / محمد أمين الهرري ، وغيرهم من علماء الحديث ، وهي تنفع من قرأ على الشيوخ ، أما من أخذ الإجازة العامة دون أن يحفظ المتن ، وأن يعرف ما يحتويه ، فلا فائدة فيها .
الرد على قولهم : مَنْ قرأ رواية حفص فهو مجاز بمتني" التحفة والجزرية " تضمناً .
يعنون بذلك : أن كل من قرأ رواية حفص على شيخه يعتبر مجازاً في متني " التحفة والجزرية " ؛ لأنه قرأ القرآن على شيخه مجوداً من خلالهما .
تمهيد :
أولاً : هل يلزم من الطالب أن يحفظ " التحفة والجزرية " حتى يأخذ السند ؟.
ثانياً : هل يلزم من الطالب أن يقرأ القرآن بمضمن " التحفة والجزرية " دون غيرهما من المتون أو الكتب ؟.
ثالثاً : هل الطالب الذي قرأ القرآن على شيخه قرأ أيضاً متني" التحفة والجزرية "حتى يَقْرأَهما قراءة صحيحة ويُحَفِّظَهما ويُعَلِّمَهما لغيره ؟ .
رابعاً : افترضنا أن الطالب قرأ " التحفة والجزرية " على شيخه مع قراءته للقرآن ، هل شيخه قرأ هذين المتنين على شيخه ، وشيخه كذلك حتى نتيقَّنَ أن السند متصل إلى صاحبه ؟ .
والجواب على ما مضى بحول الله وقوته :(1/15)
أولاً : لا يلزم من الطالب - الذي يريد أن يقرأ رواية حفص - حفظ متني " التحفة والجزرية " حتى يأخذ السند ، وإن أنكرتم ذلك ؛ فكيف كان حال الذين يَقْرءون القرآن على شيوخهم قبل " الشاطبي ابن الجزري والجمزوري " ؟ ، وكذا نقول في القراءات السبع والعشر : لا يلزم من الطالب حفظ المتن فيهما ؛ بل الذي يلزمه : أن يؤدي الرواية أو القراءة تأدية صحيحة على شيخه من حيث " الأصول والفرش" ؛ لذا قال ابن الجزري - رحمه الله - في منجد المقرئين ص 53 :
"ويلزمه أيضا أن يحفظ كتاباً مشتملاً على ما يقريء به من القراءات أصولا وفرشا , وإلا دخله الوهم والغلط فى كثير" ا.هـ
إذاً المهم هو: أن يقرأ الطالب الرواية أو القراءة قراءة صحيحة ، دون الرجوع أو الالتزام بمتن معين ، وإن كان حفظ المتن أفضل وأوثق وأسرع في استحضار المعلومة ؛ لذا قالوا : " من حفظ المتون حاز الفنون " .
إذاً قبل " الشاطبي وابن الجزري والجمزوري " وغيرهم كانوا يقرءون ويُقْرِئُون بمضمن ما كان عندهم أو عند من سبقهم من العلماء :ككتب أبي عمرو الداني ، ومكي بن أبي طالب ، والمرعشيِّ ، والقرطبي ، وغيرهم .
وعلى هذا : فمن أُجِيز في رواية حفص من غير حفظ" للتحفة والجزرية " ؛ فإجازته عند أهل العلم صحيحة مقبولة ؛ إلا أنه لا يقال : إنه أجيز في" التحفة و الجزرية"؛ لأن المتن تأليف خاص بمؤلفه ، فلا يخلط سند القرآن بسند المتن( (1)
__________
(1) وهذا بالضبط : كمن تعلم العقيدة أو أي مادة علمية أخرى على شيخه دون كتاب ولا متن معين ، ثم يأتي ويقول : أنا تعلمت على يد شيخي العقيدة ، فأنا مجاز في " الأصول الثلاثة وكتاب التوحيد ، ولمعة الاعتقاد والواسطية والطحاوية ، وربما يقول : أنا مجاز في كل كتب العقيدة ، فهذا لا شك فيه أنه أخطأَ ؛ لأن متن " الأصول الثلاثة .. وغيره " له سند خاص بمؤلفه متصل إليه من خلال من أخذ منه ، وكذلك بقية الكتب والمتون في العقيدة والفقه واللغة والتفسير والحديث .(1/16)
) .
ثانياً : لا يلزم من الطالب أن يقرأ القرآن بمضمن " التحفة والجزرية " دون غيرهما من المتون ، كما أوضحنا سالفاً ؛ ولأن بعض القراء في وقتنا الحالي لا يُقريء بمضمنهما ؛ إنما يقريء بمضمن متن " السلسبيل الشافي " لشيخه أو شيخ شيخه العلامة / عثمان مراد - رحمه الله - ، والبعض من هؤلاء المشايخ لا يحفظ متني " التحفة والجزرية " ؛ لأنه يقول : إن السلسبيل أغنى عنهما ؛ لأنه جمعهما وجمع أشياء أخرى ليست فيهما ، وعلى ذلك نقول لهؤلاء الناس الذين قرءوا على شيوخهم : أنتم مجازون في متن" السلسبيل الشافي" ، لأن شيخكم كان يقريء بمضمنه ، وربما الواحد منهم لا يستطع قراءته ، فكيف يكون مجازاً في" التحفة أو الجزرية أو السلسبيل أو الشاطبية " أو غير ذلك من متون أهل العلم وهو لا يعرف قراءة ألفاظ هذه المتون ؛ لعدم تلقيها عن شيخ ؟!.
ثالثاً : هل الطالب الذي قرأ القرآن على شيخه قرأ أيضاً متني" التحفة والجزرية "حتى يَقْرأهما ويُقْرئهما قراءة صحيحة ويحفِّظهما ويعلِّمهما لغيره ؟ .
هذا سؤال مهم في غاية الأهمية ، وعليه مدار الموضوع كله ، وللإجابة على هذا السؤال ، ومن خلال الواقع الذي أراه عند كثير من المشايخ أقول :
إن أكثر الطلاب يقرءون القرآن فقط ثم يأخذون السند ويذهبون دون الاهتمام بقراءة متني "التحفة والجزرية " أو كتاب معين في علم التجويد ، فهل هذا الطالب يعتبر مجازاً في متني" التحفة الجزرية " ؟ كيف ذلك ؟:(1/17)
1- وبعضهم لا يحفظ " التحفة ولا الجزرية "، وهم كثيرون جداً ، وبعضُ مَن يأتي إليَّ يقول لي : أريد أن أقرأ القرآن ، وأنا قرأت على فضيلة الشيخ العلامة فلان ، وفضيلة الشيخ الدكتور فلان ، فأقول له : هل تحفظ " التحفة والجزرية " ؟ فيقول : لا ، يا إخواني الكرام : اذهبوا إلى أيّ شيخ من المشايخ الكبار الذي قرأ عليه بالمئات ، وقولوا له : يا شيخ كم طالباً من الذين قرءوا عليكم القرآن قرأ أوحَفِظَ عليك متني " التحفة والجزرية " ؟ ، وانتظر الجواب .
وأيضاً بعض الناس يَقْرَءُون القراءات العشر دون حفظ لمتني" الشاطبية والدرة " ؛ بل يَقْرَءُون من خلال كتاب" البدور الزاهرة " للشيخ القاضي - رحمه الله - ، وغيره من الكتب التي أفردت القراءات ، فيقرأ هذا الطالب " القراءات السبع " أو " العشر " من خلال هذه الكتب قراءة صحيحة من حيث " الأصول والفرش" ؛ فهل هذا الطالب يعتبر مجازاً في متني" الشاطبية والدرة " مثلاً بالسند المتصل إلى صاحبهما ؟! ، فإن قلتم نعم : أقول : كيف ذلك وهو لا يستطيع أن يقرأ مقدمة" الشاطبية والدرة " ، فضلاً عن بقية المتن ؟! ، والكل يعلم صعوبة متن" الدرة" في ألفاظه ، وإن قلتم لا : أقول : نفس الأمر في" الجزرية " وغيرهما ، كيف يكون مجازاً فيها ، وهو ربما لا يستطيع قراءة باب منها كما هو حال البعض؟
وإن قلتم لا بد من حفظ" الشاطبية والدرة "لقراءة القراءات العشر : أقول : هذا الكلام مردود (1)؛ حيث إن المتن سبب لاستحضار القراءات ومعرفتها جيداً ، فكيف كان حال من كان قبل" الشاطبي ، وابن الجزري" في قراءة القراءات ؟ إذاً قراءتهم باطلة ، طالما أننا قلنا بوجوب قراءة القراءات من خلال حفظ " الشاطبية والدرة " .
وكما قال ابن الجزري - رحمه الله - في المنجد :
__________
(1) بعض الناس يعتقد أنه لابد من حفظ متني " الشاطبية والدرة " في قراءة القراءات ، وهذا خطأٌ ، وقد رددنا على ذلك وبيناه في كلامنا .(1/18)
"ويلزمه أيضا أن يحفظ كتابا مشتملا على ما يقرئ به من القراءات أصولا وفرشا , وإلا دخله الوهم والغلط فى كثير " .اهـ
فهذا يدل على أن الطالب يكفيه أن يحفظ كتاباً ، أو أن يقرأ من خلاله قراءة صحيحة فقط ، والأصل هو : أداء الرواية أو القراءة أو القراءات أداءً صحيحاً من حيث " الأصول والفرش" .
" تنبيه "
لا يلزم من كلامي السابق : أن الطالب الذي يقرأ القراءات لابد أن يحفظ أو يقرأ متني " الشاطبية والدرة " على شيخه ثم يأخذ فيهما سنداً ، وكذلك متني " التحفة والجزرية " ، فكم من عالم يحفظ هذه المتون ويدرِّسها ؛ ولكنه ليس معه فيها سنداً ، وإنما كلامي منصب على مسألة معينة ، وهي: الرد على مَن زعم عدم وجود سند خاص في المتون .
2- والبعض لا يعرف أيَّ شيءٍ عن أحكام التجويد أصلاً ، لا من "كتاب ولا متن "؛ بل يقرأ عملياً فقط كما سمع من الأشرطة ، وأكثر الشيوخ تسمع فقط ولا تسأل عن أحكام التجويد .
3- إذا كان البعض يحفظ متني" التحفة والجزرية " ، ولم يقرأهما على شيخه، فما يدرينا أن هذا الطالب يحفظهما حفظاً جيداً خالياً من الأخطاء ؟ أو يقوم بتعليمهما أو تحفيظهما لغيره دون أخطاء ، وبالتالي يقع المحظور من الألحان وغيرها ، وكما قيل :
مَنْ يأخذِ العلمَ عَنْ شَيْخٍ مُشَافَهَةً ............. يَكُنْ عَنْ الزَّيْغِ وَالتَّصْحِيفِ فِي حَرَمِ
وَمَنْ يَكُنْ آخِذاً لِلْعِلْمِ مِنْ كُتُبِ ............. فَعِلْمُهُ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ كَالْعَدَمِ
4- إذا سلَّمنا أن بعض المشايخ قرأ على شيخه هذين المتنين - كما يقول البعض - ، فما يدرينا أن شيخه معه إجازة خاصة بذلك المتن ؟ ، وأيضاً ما يدرينا أن شيخه قرأ على شيخه وشيخه على شيخه وهكذا .. حتى يتصل السند بالقراءة - دون انقطاع أو سقط - إلى صاحبه ؟ ، فينبغي البحث عن شيخ قرأ المتن على شيخه ، وشيخه على شيخه وهكذا .... حتى يتصل السند إلى صاحبه بالقراءة .(1/19)
5- بعد فتح المجال الآن للقراءة من المصحف نظراً عند بعض المشايخ ، هل هذا يجعل الطالب يحفظ متني " التحفة والجزرية " ؟ فكيف يكون حال الطالب الذي لم يحفظ القرآن ، وربما يقع في أخطاء جلية وهو يقرأ من المصحف ، فكيف نقول عن هذا الطالب : إنه مجاز في " التحفة والجزرية " ، وهو قرأ القرآن كله من المصحف(1) ،وبالتالي نادراً من يحفظ المتنين بهذه الطريقة ؛ إلا أن تكون همته عالية ، فيقرأ القرآن من المصحف ، ويقرأ " التحفة والجزرية " على شيخه غيباً عن ظهر قلب .
رابعاً : افترضنا أن الطالب قرأ " التحفة والجزرية " على شيخه مع قراءته للقرآن ، هل شيخه قرأ هذين المتنين على شيخه وشيخه كذلك حتى نتيقَّن أن السند متصل بالقراءة إلى صاحب المتن ؟
قد رددنا على هذه الجزئية في الكلام الذي مضى ، والحمد لله .
الخلاصة :
__________
(1) القراءة بالنظر فى المصحف , وإن كانت مضبوطة مع التجويد , لكن ينقصها التلقي عن ظهر قلب حتى يبقى جميع السند مسلسلاً بهذه الصفة ،والأصل أن الطالب يعرض القرآن الكريم كله على شيخه حفظاً عن ظهر قلب ؛ والعرض من المصحف وإن جوَّزه بعض العلماء كالسيوطي في الإتقان (1/131 ) ؛ ولكن هذا الأمر فتح الباب على مصرعيه الآن ، فأصبح الذي يقرأ من المصحف يستوي مع من يقرأ من حفظه ، فضلا عن الاستواء في السند عن الشيخ .
قال الدكتور/ محمد بن فوزان - حفظه الله - في إجازات القراء ص 59 :
والذي يظهر لي - والله أعلم - جواز هذا النوع من الإجازات بشروط هي :
- عدم قدرة القاري على الحفظ .
- الإفادة في الإجازة بأنه أُجيز بقراءته من المصحف مباشرة .
- يُمنع المجاز بهذه الطريقة من إجازة غيره فهي له بمثابة إجازة خاصة .
- عدم فتح هذا النوع من الإجازة أمام عامة الناس والضرورات تقدر بقدرها .
أقول : وبعضهم قال : إذا أراد المُجاز أن يُقرئ غيره ؛ فليقرئه من المصحف كما قرأ هو على شيخه من المصحف ،والله أعلم .(1/20)
1- أن السند في " التحفة والجزرية والشاطبية "وغيرهم من المتون ، ليس بدعة على حد قولهم ، وأن في هذه المتون سنداً خاصاً إلى صاحب المتن ، يأخذه الطالب إذا حفظ وقرأ المتن على شيخه سواءٌ قرأ المتن غيباً عن ظهر قلب أو قرأه نظراً؛ لأن الهدف هو معرفة ألفاظ المتن مع فهمه جيداً ، والعمل بمقتضى ذلك .
2- ليس كل من قرأ حفصاً على شيخه : أصبح مجازاً في متني " التحفة والجزرية " بالتضمن ، كما وضَّحنا ذلك ، فلا يخلط سند القرآن بسند المتن ؛ لما بينَّاه سالفاً .
3- الأفضل لطالب القرآن أن يبحث عن شيخ مسند ومتقن في هذه المتون ؛ ليحفظها ويقرأها عليه ؛ ليأخذ سنداً متصلاً إلى صاحبه .
4- إن وجود إجازة خاصة في المتن يجعل الطالب أكثر همة في حفظ هذا المتن وتَعَلُّمِه ؛ فكثير كما قلنا : لا يحفظون متني " التحفة والجزرية " ؛ فإذا قلت للطالب : احفظ متني " التحفة والجزرية " جيداً ، كي تأخذ فيهما الإجازة مع إجازة القرآن ، فيذهب ويحفظهما حفظاً جيداً ؛ لينال الإجازة فيهما .
5- على الطالب الذي يريد إجازة في متن ما: أن يقرأ شرح هذا المتن جيداً حتى يفهمه ، وحتى لا تكون الإجازة خالية من العلم ، وكذا الشيخ لا يعطي لأي أحد جاء إليه يطلب الإجازة ؛ إلا بعد أن يتأكد منه في إتقانه وحفظه للقرآن ، أما أن يأتي بعض الناس وهو لم يحفظ القرآن ولم يدر شيئاً عن التجويد والمتون ، ويأخذ سنداً في هذين المتنين قلا ينبغي التساهل في ذلك .
6- الأفضل للطالب أن يعرض المتن كله من أوله إلى آخره على شيخه ،ولا يكتفي بعرض بعضه إلا إذا كان متقناً وقرأ المتن على أكثر من شيخ .
7- نحن نثبت ونقول : إن هناك أسانيد بالمتون متصلة إلى أصحابها ، ويجوز قراءتها على الشيخ الذي معه سند متصل ثم نأخذ السند من الشيخ ، ومعنا الأدلة على ذلك ، وأنتم تنفون هذا الشيء ، فأين دليلكم على هذا النفي مع وجود ضده[ الإثبات ] عند كثير من القراء ؟ .(1/21)
8- وأخيراً أمامك - أخي الكريم - الفرصة بأن تقرأ متني " التحفة والجرزية " وغيرهما من متون التجويد والقراءات على الشيوخ المسندين ، ولا تستكبر وتواضع عسى الله أن ينفع بك .
وهذا آخر ما تيسر قوله في هذه المسألة ، أسأل الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل ، وأن يجنبنا شر الخلاف ، وأن يوفقنا للحق والعمل به ، آمين .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
ذكر بعض الأشياء المتعلقة بالنظم
اعلم - أخي الكريم- : أن منظومتي " التحفة والجزرية " من بحر الرجز، وهو من أسهل بحور الشعر ، ووزن هذا البحر هو: ( مستفعلن ) ست مرات ، ثلاث في الشطر الأول ، وثلاث في الشطر الثاني :
مستفعلن مستفعلن مستفعلن مستفعلن مستفعلن مستفعلن
وقالوا في ذلك :
في أبحر الأرجاز بحر يسهل مستفعلن مستفعلن مستفعلن
وتتكون التفعيلة من : (مستفعلن) ، ولو نطقنا هذه الكلمة " مستفعلن " نري: أن أول حرف متحرك ، ثم الذي يليه ساكن ، والثالث متحرك ، ثم الذي يليه ساكن ، والخامس والسادس متحركان والسابع ساكن هكذا :
مُسْـ / تَفْـ / عِلُنْ , مُسْـ / حركة وسكون , تَفْـ / حركة و سكون , عِلُنْ / حركتان وسكون ، والحركة والسكون تسمي" سبباً خفيفاً " ، والحركتان والسكون تسمي " وتداً مجموعاً ".
إذا التفعيلة " مستفعلن " : تتكون من " سببٍ خفيفٍ ", فسبب خفيف , ثم وتد مجموع .
" تنبيه "
من الأفضل لطالب العلم أن يدرس هذا البحر ؛ وذلك لأن كثيراً من المتون الشرعية تسري علي هذا البحر كالتحفة والجزرية والطيبة والألفية وغيرهم ؛ فمعرفة هذا البحر لطالب العلم مهم بمكان .
وبحر الرجز بحر تام والعروض والضرب فيه صحيحتان ، ولنأخذ علي ذلك مثالا من التحفة:
قال الناظم -رحمه الله- :
( صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما دم طيباً زد في تقىً ضع ظالما )
لو أردنا أن نقطع هذا البيت سيكون كالتالي :-
صف ذا ثنا كم جاد شخ صن قد سما
/ 0// 0/ 0/ 0// 0/ 0/ 0// 0/ 0(1/22)
مستفعلن مستفعلن مستفعلن
إذا عروض هذا الشطر صحيحة .
الشطر الثاني يقطَّع كالتالي :
دم طييبن زد في تقن ضع ظالما
0// 0/ 0/ 0// 0/ 0/ 0// 0/ 0/
مستفعلن مستفعلن مستفعلن
وضرب هذا الشطر صحيح أيضا ؛ إذاً العروض والضرب صحيحتان للبيت كله .
وقد يدخل في هذا البحر من الزحاف وهو : تغيير ثواني الأسباب ,ويكون بتسكين المتحرك أو حذفه أو حذف الساكن .
مثال ذلك قول الناظم - رحمه الله - :
( يقول راجي رحمة الغفورِ ....... دوماً سليمان هو الجمزوري )
هذا البيت يُقطَّع كالتالي :
يقول را جي رحمة ال غفور
0// 0// … 0// 0/ 0/ 0/ 0//
متفعلن مستفعلن متفعل
(يقول را ) = متفعلن : حذف الساكن وهو : السين ,ويسمي هذا بالخبن .
(جي رحمة ل ) = مستفعلن : وهي تفعيلة تامة لم يحذف منها شيء .
( غفور) = متفعل: حذف الساكن الثاني وهو السين ، وأيضا حذف ساكن الوتد المجموع وسكن ما قبله ، وهو ما يسمي بـ "القطع " .
قوله : دوماً سليمان هو الجمزوري ، تقطع كالتالي :
دومن سلي مان هو ل جمزوري
0// 0/ 0/ 0/// 0/ 0/0/0/
مستفعلن مستعلن مستفعل
( دومن سلي) = مستفعلن = التفعيلة تامة
( مانُ هُوَ لْ ) = مستعلن = حذف الرابع الساكن وهو" الفاء "وهو ما يسمي بـ "الطيِّ " .
(جمزوري) = مستفعل = حذف ساكن الوتد المجموع وسكن ما قبله وهذا ما يسمي بـ " القطع ".
وعلي ذلك فبحر هذه المنظومة تام , والعروض والضرب صحيحتان ، ولا يعتد بدخول الزحاف من (الخبن , الطيّ ,الخبل , ..... )(1) ) في بعض المواضع , وذلك لعدم لزوم بقية الضرب والعروض علي هذا المنوال .
" تنبيه مهم "
__________
(1) هذه مصطلحات في علم العروض ، ارجع إليها في شرح النويري على الطيبة .(1/23)
كثيراً ما نري في ضبط هذا المتن وغيره جملة "لضرورة وزن البيت " ؛ ذلك لأن الناظم - رحمه الله - دعته الضرورة إلي ارتكاب أشياء مخالفة للأصل ، تارة من جهة العروض , وتارة من جهة العربية , وتارة من جهة القافية ؛ من حذف شيء من اللفظ , إما حركة أو حرف أو أكثر , لذا يقال : " لضرورة النظم " ، كل هذا في سبيل المحافظة على قوانين علم العروض والقافية (1) والله أعلم .
* * *
R
متن تحفة الأطفال
للشيخ سليمان الجمزوري
P
1) يَقُولُ رَاجِي رَحْمَةِ الْغَفُورِ
دَوْمًا سُلَيْمَانُ هُوَ الجَمْزُورِي
2) الْحَمْدُ للَّهِ مُصَلِّيًا عَلَى
مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَمَنْ تَلاَ
3) وَبَعْدُ هَذَا النَّظْمُ لِلْمُرِيدِ
فِي النُّونِ والتَّنْوِينِ وَالمُدُودِ
4) سَمَّيْتُهُ بِتُحْفَةِ الأَطْفَالِ
عَنْ شَيْخِنَا الْمِيهِي ذِي الْكَمَالِ
5) أَرْجُو بِهِ أَنْ يَنْفَعَ الطُّلاَّبَا
وَالأَجْرَ وَالْقَبُولَ وَالثَّوَابَا
6) لِلنُّونِ إِنْ تَسْكُنْ وَلِلتَّنْوِينِ
أَرْبَعُ أَحْكَامٍ فَخُذْ تَبْيِينِي
7) فَالأَوَّلُ الإظْهَارُ قَبْلَ أَحْرُفِ
لِلْحَلْقِ سِتٍّ رُتِّبَتْ فَلْتَعْرِفِ
8) هَمْزٌ فَهَاءٌ ثُمَّ عَيْنٌ حَاءُ
مُهْمَلَتَانِ ثُمَّ غَيْنٌ خَاءُ
9) والثَّانِ إِدْغَامٌ بِسِتَّةٍ أَتَتْ
فِي يَرْمُلُونَ عِنْدَهُمْ قَدْ ثَبَتَتْ
10) لَكِنَّهَا قِسْمَانِ قِسْمٌ يُدْغَمَا
فِيهِ بِغُنَّةٍ بِيَنْمُو عُلِمَا
11) إِلَّا إِذَا كَانَا بِكِلْمَةٍ فَلا
تُدْغِمْ كَدُنْيَا ثُمَّ صِنْوَانٍ تَلا
12) وَالثَّانِ إِدْغَامٌ بِغَيْرِ غُنَّهْ
__________
(1) مثال ذلك : قول الناظم : " أربع أحكام " ، " للحلق ستٌ " ، فالأصل أن يقال : " أربعة أحكام" ، " للحلق ستة "؛فللمحافظة على وزن البيت الذي يسري عليه الناظم :يخالف قوانين اللغة وغيرها؛ لأنه لو قال : أربعة أو ستة ؛ لانكسر البيت ، وهذا ما بينته في هذا الضبط بفضل الله - عز وجل - .(1/24)
فِي اللاَّمِ وَالرَّا ثُمَّ كَرِّرَنَّهْ
13) وَالثَّالثُ الإِقْلاَبُ عِنْدَ الْبَاءِ
مِيمًا بِغُنَّةٍ مَعَ الإِخْفَاءِ
14) وَالرَّابِعُ الإِخْفَاءُ عِنْدَ الْفَاضِلِ
مِنَ الحُرُوفِ وَاجِبٌ لِلْفَاضِلِ
15) فِي خَمْسَةٍ مِنْ بَعْدِ عَشْرٍ رَمْزُهَا
فِي كِلْمِ هَذَا البَيْتِ قَد ضَّمَّنْتُهَا
16) صِفْ ذَا ثَنَا كَمْ جَادَ شَخْصٌ قَدْ سَمَا
دُمْ طَيِّبًا زِدْ فِي تُقًى ضَعْ ظَالِمَا
17) وَغُنَّ مِيمًا ثُمَّ نُونًا شُدِّدَا
وَسَمِّ كُلًّا حَرْفَ غُنَّةٍ بَدَا
18) وَالْمِيمُ إِنْ تَسْكُنْ تَجِي قَبْلَ الْهِجَا
لَا أَلِفٍ لَيِّنَةٍ لِذِي الْحِجَا
19) أَحْكَامُهَا ثَلاَثَةٌ لِمَنْ ضَبَطْ
إِخْفَاءٌ ادْغَامٌ وَإِظْهَارٌ فَقَطْ
20) فَالأَوَّلُ الإِخْفَاءُ عِنْدَ الْبَاءِ
وَسَمِّهِ الشَّفْوِيَّ لِلْقُرَّاءِ
21) وَالثَّانِ إِدْغَامٌ بِمِثْلِهَا أَتَى
وَسَمِّ إدْغَامًا صَغِيرًا يَا فَتَى
22) وَالثَّالِثُ الإِظْهَارُ فِي الْبَقِيَّهْ
مِنْ أَحْرُفٍ وَسَمِّهَا شَفْوِيَّهْ
23) وَاحْذَرْ لَدَى وَاوٍ وَفَا أَنْ تَخْتَفِي
لِقُرْبِهَا وَالاتِّحَادِ فَاعْرِفِ
24) لِلاَمِ أَلْ حَالاَنِ قَبْلَ الأَحْرُفِ
أُولاَهُمَا إِظْهَارُهَا فَلْتَعْرِفِ
25) قَبْلَ ارْبَعٍ مَع عَّشْرَةٍ خُذْ عِلْمَهُ
مِنِ اِبْغِ حَجَّكَ وَخَفْ عَقِيمَهُ
26) ثَانِيهِمَا إِدْغَامُهَا فِي أَرْبَعِ
وَعَشْرَةٍ أَيْضًا وَرَمْزَهَا فَعِ
27) طِبْ ثُمَّ صِلْ رُحْمًا تَفُزْ ضِفْ ذَا نِعَمْ
دَعْ سُوءَ ظَنٍّ زُرْ شَرِيفًا لِلْكَرَمْ
28) وَالَّلامَ الاُولَى سَمِّهَا قَمْرِيَّهْ
وَالَّلامَ الاُخْرَى سَمِّهَا شَمْسِيَّهْ
29) وأظْهِرَنَّ لاَمَ فِعْلٍ مُطْلَقَا
فِي نَحْوِ قُلْ نَعَمْ وَقُلْنَا وَالْتَقَى
30) إِنْ فِي الصِّفَاتِ وَالمَخَارِجِ اتَّفَقْ
حَرْفَانِ فَالْمِثْلاَنِ فِيهِمَا أَحَقْ
31) وَإِنْ يَكُونَا مَخْرَجًا تَقَارَبَا(1/25)
وَفِي الصِّفَاتِ اخْتَلَفَا يُلَقَّبَا
32) مُتْقَارِبَيْنِ أَوْ يَكُونَا اتَّفَقَا
فِي مَخْرَجٍ دُونَ الصِّفَاتِ حُقِّقَا
33) بِالمُتَجَانِسَيْنِ ثُمَّ إِنْ سَكَنْ
أَوَّلُ كُلٍّ فَالصَّغِيرَ سَمِّيَنْ
34) أَوْ حُرِّكَ الحَرْفَانِ فِي كُلٍّ فَقُلْ
كُلٌّ كَبِيرٌ وافْهَمَنْهُ بِالمُثُلْ
35) وَالمَدُّ أَصْلِيٌّ وَ فَرْعِيٌّ لَهُ
وَسَمِّ أَوَّلاً طَبِيعِيًّا وَهُو
36) مَا لاَ تَوَقُّفٌ لَهُ عَلَى سَبَبْ
وَلا بِدُونِهِ الحُرُوفُ تُجْتَلَبْ
37) بلْ أَيُّ حَرْفٍ غَيْرَِ هَمْزٍ أَوْ سُكُونْ
جَا بَعْدَ مَدٍّ فَالطَّبِيعِيَّ يَكُونْ
38)وَالآخَرُ الْفَرْعِيُّ مَوْقُوفٌ عَلَى
سَبَبْ كَهَمْزٍ أَوْ سُكُونٍ مُسْجَلا
39)حُرُوفُهُ ثَلاَثَةٌ فَعِيهَا
مِنْ لَفْظِ وَايٍ وَهْيَ فِي نُوحِيهَا
40)وَالكَسْرُ قَبْلَ الْيَا وَقَبْلَ الْواوِ ضَمْ
شَرْطٌ وَفَتْحٌ قَبْلَ أَلْفٍ يُلْتَزَمْ
41)وَاللِّينُ مِنْهَا الْيَا وَوَاوٌ سُكِّنَا
إِنِ انْفِتَاحٌ قَبْلَ كُلٍّ أُعْلِنَا
42) لِلْمَدِّ أَحْكَامٌ ثَلاَثَةٌ تَدُومْ
وَهْيَ الْوُجُوبُ وَالْجَوَازُ وَاللُّزُومْ
43) فَوَاجِبٌ إِنْ جَاءَ هَمْزٌ بَعْدَ مَدّ
فِي كِلْمَةٍ وَذَا بِمُتَّصِلْ يُعَدّ
44) وَجَائِزٌ مَدٌّ وَقَصْرٌ إِنْ فُصِلْ
كُلٌّ بِكِلْمَةٍ وَهَذَا المُنْفَصِلْ
45) وَمِثْلُ ذَا إِنْ عَرَضَ السُّكُونُ
وَقْفًا كَتَعْلَمُونَ نَسْتَعِينُ
46) أَوْ قُدِّمَ الْهَمْزُ عَلَى المَدِّ وَذَا
بَدَلْ كَآمَنُوا وَإِيمَانًا خُذَا
47) وَلاَزِمٌ إِنِ السُّكُونُ أُصِّلاَ
وَصْلاً وَوَقْفًا بَعْدَ مَدٍّ طُوِّلا
48) أَقْسَامُ لاَزِمٍ لَدَيْهِمْ أَرْبَعَهْ
وَتِلْكَ كِلْمِيٌّ وَحَرْفِيٌّ مَعَهْ
49) كِلاَهُمَا مُخَفَّفٌ مُثَقَّلُ
فَهَذِهِ أَرْبَعَةٌ تُفَصَّلُ
50) فَإِنْ بِكِلْمَةٍ سُكُونٌ اجْتَمَعْ
مَعْ حَرْفِ مَدٍّ فَهْوَ كِلْمِيٌّ وَقَعْ(1/26)
51) أَوْ فِي ثُلاَثِيِّ الحُرُوفِ وُجِدَا
وَالمَدُّ وَسْطُهُ فَحَرْفِيٌّ بَدَا
52) كِلاَهُمَا مُثَقَّلٌ إِنْ أُدْغِمَا
مَخَفَّفٌ كُلٌّ إِذَا لَمْ يُدْغَمَا
53) وَاللاَّزِمُ الْحَرْفِيُّ أَوَّلَ السُّوَرْ
وُجُودُهُ وَفِي ثَمَانٍ انْحَصَرْ
54) يَجْمَعُهَا حُرُوفُ كَمْ عَسَلْ نَقَصْ
وَعَيْنُ ذُو وَجْهَيْنِ والطُّولُ أَخَصّ
55) وَمَا سِوَى الحَرْفِ الثُّلاَثِي لاَ أَلِفْ
فَمَدُّهُ مَدًّا طَبِيعِيًّا أُلِفْ
56) وَذَاكَ أَيْضًا فِي فَوَاتِحِ السُّوَرْ
فِي لَفْظِ حَيٍّ طَاهِرٍ قَدِ انْحَصَرْ
57) وَيَجْمَعُ الْفَوَاتِحَ الأَرْبَع عَّشَرْ
صِلْهُ سُحَيْرًا مَنْ قَطَعْكَ ذَا اشْتَهَرْ
58) وَتَمَّ ذَا النَّظْمُ بِحَمْدِ اللَّهِ
عَلَى تَمَامِهِ بِلاَ تَنَاهِي
59) أَبْيَاتُهُ نَدٌّ بَداَ لِذِي النُّهَى
تَارِيخُهَا بُشْرَى لِمَنْ يُتْقِنُهَا
60) ثُمَّ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ أَبَدَا
عَلَى خِتَامِ الأنْبِيَاءِ أَحْمَدَا
61) وَالآلِ وَالصَّحْبِ وَكُلِّ تَابِعِ
وَكُلِّ قَارِئٍ وكُلِّ سَامِعِ
* * *
R
ضبط متن تحفة الأطفال
" تنبيه مهم "
أرجو من المشايخ الفضلاء وطلبة العلم العقلاء : أن يتقوا الله - عز وجل - فيما بينهم ، وألا يجعلوا بعض الخلافات في الضبط سبباً في الشقاق والخلاف والنزاع والحقد والحسد والغل بينهم ؛ فقد رأيت البعض يقع في الحرام المحض : من سبٍ وشتم وغيبة ونميمة وغير ذلك بسبب ذلك ، فبعضهم لم يقرأ وجهاً ما على شيخه أو لم يدر به فينكره ، وهو صحيح معلوم لدى الآخرين ، وأنا أعلم بمشاكل وخلافات ونزاعات حصلت بين المشايخ وطلبة العلم بسبب بعض الكلمات كـ : " فَرَّ ، وفِرَّ " و " فألف الجوف ، للجوف ألف " وغير ذلك من الأشياء المختلف فيها والتي لا تؤثر كثيراً مثل ما يؤثر الطعن والنَيْل من المسلم ، فنسأل الله تعالى أن يصلح ذات بيننا وأن يؤلف بين قلوبنا... آمين .
* * *
ضبط المقدمة(1/27)
قول الناظم - رحمه الله - :
( يَقُولُ رَاجِي رَحْمَةِ الْغَفُورِ ....................
في بعض النسخ المطبوعة والمسجلة : "رحمةَ " بالنصب على أنه مفعول به ، وهذا خطأ ، والصواب أن نقول : " رحمةِ " بالجر على الإضافة، وكما قال العلماء: لا يجوز أن نقول : " رحمةَ " بالنصب على المفعولية إلا إذا أعملنا شيئين في اسم الفاعل " راجي " :
الأول: أن ينوّن اسم الفاعل مع حذف الياء هكذا: "يقول راجٍ " ، ولا يجوز هنا أن…نحذف الياء من "راجي " وذلك لمخالفة ما كتبه ورسمه الناظم - رحمه الله تعالى… -.
قال الشيخ الضباع - رحمه الله- :
"ولولا كتابة الياء في " راجي"لجاز تنوينه ونصب "رحمةَ " مفعولاً به " (1) .
وقال الشيخ ملا علي القاري - رحمه الله - في شرحه على المقدمة الجزرية :
"نصب " عفو " مع تنوين راج لا يصح رواية ولا دراية لأنه سيخالف ما رسمه وسطّره الناظم ".
أقول : ولا فرق بين "رحمةِ " و " عفوِ" من حيث الجر على الإضافة ، والله تعالى أعلم .
الشيء الثاني الذي إذا أعملناه في اسم الفاعل جاز نصبه : إذا كان اسم الفاعل معرّفا بأل ،فحينئذ نقول : "يقول الراجي رحمةَ" بنصب " رحمة " على المفعولية تخفيفاً، وهذا معتبر في اللغة العربية كما قال : ملا علي القاري ، ولكنه وجهٌ ضعيف ، وأيضاً للمحافظة على وزن البيت ، والله أعلم .
وقوله " راجي " : بتخفيف " الياء " لضرورة الوزن ، وكذا في مقدمة الجزرية
* * *
قول الناظم -رحمه الله- :
.................... عَنْ شَيْخِنَا الْمِيهِي ذِي الْكَمَالِ )
قوله : " الميهي " : بكسر الميم وفتحها .
__________
(1) منحة ذي الجلال صـ 33 .(1/28)
قوله : "ذي الكمال " : هذه اللفظة من المجمل الذي يحتاج إلى تفصيل ؛ فإن كان يقصد بـ "الكمال " : الكمال النسبي ؛ فهذا لا شيء فيه ؛ وإن كان يقصد الكمال التام المطلق في العلم وغيره ، فهذا خطأ عقدي كبير ، ولا يجوز ذلك إلا في حق الله، وهذا هو مراد الشيخ الجمزوري - رحمه الله - حيث قال في كتابه " فتح الأقفال" : ذي الكمال: أي التمام في الذات والصفات وسائر الأحوال الظاهرة والباطنة فيما يرجع للخالق والمخلوق .
وللرد على ذلك إجمالاً أقول :هذا لا شك فيه أنه من الغلو والإفراط في المخلوق ، حيث إن الكمال المطلق لا يكون إلا لله- سبحانه وتعالى - في الذات والصفات ، فالله تبارك وتعالى لاينام ولا ينبغي له أن ينام ، ولا يأكل ولا يشرب ، لا ولد له ولا ندّ له ولا زوجة له ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) ، فالله تعالى له صفات الكمال ولا يوصف بنقص على الإطلاق ؛ أمّا المخلوق : فهو العبد الضعيف الفقير المسكين الذي يأكل ويشرب ويتغوط ويتبول ويتزوج ويمرض ويموت ، فأي فرق بين الخالق والمخلوق في الذات الصفات؟ ، نعم المخلوق له كمال ؛ ولكنه كمال نسبي ؛ لان الله هو الذي علمه ، وهل يوجد إنسان على وجه الأرض يكون علمه تاماً أو كامل العلم ؟ الجواب : لا ، قال تعالى : ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً )، والكل يعلم قصة كليم الله موسى - عليه وعلى نيينا أفضل الصلاة والتسليم - لما نسب لنفسه العلم دون مرده إلى الله كيف فعل الله معه ؟ والقصة في سورة الكهف ، ومعنى أننا نقول عن شيخ أو إنسان أنه كامل العلم : أنه لا يخطأ ، وبالتالي يكون معصومَ الخطأ ، وهذا خطأ كبير ؛ لذا نقول : إن الكمال المطلق التام لا يوصف به مخلوق البتة ، حتى لا نسوِّي بين الخالق والمخلوق في الذات والصفات ؛ لذا عدَّل بعض محققي النظم- من طلاب العلم - قول الناظم :(1/29)
" ذي الكمال " إلى " ذي الجمال " (1)
__________
(1) قد يقول قائل : أليس الجمال لله أيضاً ؟ وفي الحديث : " إن الله جميل يحب الجمال " ، فالجمال لله ، أقول : إن هناك قدراً مشتركاً في الأسماء و الصفات بين الخالق والمخلوق ، فالله سمى نفسه بـ بالعليم والعزيز والملك والكريم وغير ذلك ، وسمى بعض خلقه بنفس هذه الأسماء ، والله وصف نفسه بالحياة ، والعلم ، والقدرة ، والسمع ، والبصر ، والكلام ، ووصف عباده بنفس هذه الصفات ، ولكن هل يلزم من اتفاق الأسماء والصفات بين الخالق والمخلوق التماثل ؟ ، قال الإمام ابن تيمية - رحمه الله - في العقيدة التدمرية : "..... ولهذا سمى الله نفسه بأسماء ، وسمى صفاته بأسماء ، وكانت تلك الأسماء مختصة به إذا أضيفت إليه لا يشركه فيها غيره ، وسمى بعض مخلوقاته بأسماء مختصة بهم ، مضافة إليهم ، توافق تلك الأسماء إذا قطعت عن الإضافة والتخصيص ؛ ولم يلزم من اتفاق الاسمين ، وتماثل مسماهما ، واتحاده عند الإطلاق والتجريد عن الإضافة والتخصيص اتفاقهما ، ولا تماثل المسمى عند الإضافة والتخصيص ، فضلاً عن أن يتحد مسماهما عند الإضافة والتخصيص " ا.هـ كلامه .
خذ هذا المثال - أخي الكريم - حتى يتضح لك الأمر بإذن الله - عز وجل - :
الله هو الملك - سبحانه- ، وأثبت الله للإنسان الملك ، فقال : ( وقال الملك إني أرى سبع بقرات ..) الآية ، وقال تعالى : (وما ملكت أيمانكم ...) الآية ، فاسم " الملك " هنا مشترك ببين الخالق والمخلوق ، ولكن السؤال : هل مُلْك الإنسان يدوم ، أم أنه لأجل مسمى ؟ الجواب : هو لا يدوم ؛ بل لأجل مسمى ، فأنت ترى الإنسان يملك قصراً ومالاً وحُكْماً ونساءً وخدماً و عقارات وأراضي .... إلخ ، فإذا جاء أجل الإنسان ومات : ضاع ملكه ، فأين الكرسي والمال والجاه وجميع ما يملكه؟ ذهب هذا كله بفناء صاحبه ، فأصبح لا يملك شيئاً ؛ لذا نقول : الملك هنا : ملك نسبي وهبه الله للإنسان لفترة محدودة ثم يأخذه الله منه أو يخلفه لأحد غيره ، أما الله- سبحانه - : فملكه تام مطلق لا يلحقه ضرر ولا زوال ولا فناء ، فهو يملك كل شيء ، وبيده كل شيء ، لا لفترة محدودة كالمخلوق ؛ إنما ملك على الدوام ؛ لأنه هو الأول والآخر والوارث - سبحانه - ، فاتضح من ذلك أن : اسم المَلِك وصفة المُلْك لله ، غير اسم الملك وصفة الملك للإنسان ، فرغم اشتراك اللفظين ؛ إلا أنه لا يلزم من ذلك : التمثيل أو التشبية ، لذا نقول : نثبت الاسم والصفة لله دون " تكيف أو تمثيل أو تحريف أو تعطيل" ، والله أعلم .(1/30)
.
أقول : نلفظ بها كما هي " ذي الكمال " ؛ ولكن على مرادها الحقيقي وهو : الكمال النسبي ، وننبه الطلاب على هذه المسائل العقدية التي تركناها وراءنا ظهرياً (1)والتي ينبغي على كل مسلم أن يتعلم منها ما هو فرض عين عليه ؛ لأن العقيدة هي أشرف العلوم الشرعية على الإطلاق ولا يماري في ذلك إلا جاهل بربه سبحانه وتعالى ؛ ولأنك ستُسأل في قبرك من ربك وما دينك وما نبيك ؟ ، أسال الله - عزّوجل- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يتقبل منا صالح أعمالنا ، وأن يميتنا على العقيدة الصحيحة( (2) آمين .
* * *
ضبط باب النون الساكنة والتنوين (3)
قول الناظم - رحمه الله - :
( لِلنُّونِ إِنْ تَسْكُنْ وَلِلتَّنْوِينِ أَرْبَعُ أَحْكَامٍ فَخُذْ تَبْيِينِي )
الأصل أن يقال : " أربعة أحكام " بتأنيث العدد " أربعة " ؛ وذلك لأن العدد من" ثلاثة " إلى " تسعة " يخالف المعدود تذكيراً وتأنيثاً ، فالعدد هنا : " أربعة "، والمعدود " أحكام " ، فالأصل أن يؤنث العدد " أربع " لمخالفة المعدود ؛ ولكن حذفت " تاء التأنيث " من العدد " أربعة " لضرورة وزن البيت، وهذا جائز في العروض بحسب ما أُتيح للناظم .
قول الناظم - رحمه الله - :
__________
(1) وهذا منتشر عند كثير من الناس الذين لا يهتمون بأصول دينهم ؛ فترى الواحد منهم يرى كلمات فيها من المدح والغلو المذموم في ترجمة شيخ من الشيوخ في منتدى ما ثم يقول : مَن شيوخ هذا الشيخ ؟ ، ومَن تلامذته الآن ؟ ، ولا يبالون بهذه الكلمات ، ولا ينكرون منكراً ، و سكوتهم على هذا إقرار منهم بهذا الشيء إذا كانوا على علم به ، فنسأل الله السلامة .
(2) قد بينت ما سبق بشيء من التفصيل ؛ لأنه أحدث بعض المشاكل عند بعض الطلبة - خاصة المبتدئين - في قول الناظم : " ذي الكمال " .
(3) قيل : إن وضع هذه الأبواب من قِبل العلماء ، وليس من قِبل المصنف ، والله أعلم .(1/31)
( فَالأَوَّلُ الإظْهَارُ قَبْلَ أَحْرُفِ لِلْحَلْقِ سِتٌّ رُتِّبَتْ فَلْتَعْرِفِ )
يوقف على " أحرفِ ، فلتعرفِ " بإشباع كسرة " الفاء " دون التنوين.
قوله : " للحلق ستٌّ " : بالجر أو الرفع في " ستٌٍّ " .
فعلى الجر : تكون : "ستٍّ" بدلاً من أحرف ، فتكون منونة بالكسر ، والتقدير : قبل أحرفِ ستٍ .
وبالرفع على وجهين :
الأول : خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير : للحلق هي ستٌّ .
الثاني : مبتدأ مؤخر ، وخبره مقدم وهو : الجار والمجرور في " للحلق " ، والتقدير : قبل أحرفِ ستٍّ للحلق .
والأصل أن يقال : " ستةٍ " بتاء التأنيث ؛ ولكنها حذفت للضرورة أيضا كما في " أربع " .
قوله : " فلتَعرِف " : بالبناء للمفعول أو للفاعل ؛ فالبناء للفاعل هو " فلتَعرِفِ" : من المعرفة بمعنى : العلم ، والبناء للمفعول " فلْيُعْرفِ " ؛ أي : فلتعلم - أيها القارئ - هذه الحروف بأحكامها ، وأن لكل منها رتبة ومحلاً تخرج منه .
والذي قرأت به على شيوخي هو : البناء للفاعل " فلتَعْرِفِ " ؛ وأيضاً لأنه يناسب "أحرفِ" في الشطر الأول في كسر " الراء والفاء " والله اعلم .
قوله : " والثانِ إدغام " : في الموضعين : حذفت الياء من " والثانِ " للتخفيف .
وقوله " يرملُون" : بضم الميم ، ويجوز فيها الفتح ، ومعنى " يرملون" : يسرعون ، ومنها : رمل الحجيج بين الصفا والمروة ؛ إذا أسرعوا في مشيهم.
قول الناظم - رحمه الله - :
.................... فِيهِ بِغُنَّةٍ بِيَنْمُو عُلِمَا )
كلمة " ينمو " جمعت أحرف الإدغام بغنة ، وهي من النمو، ومعناها : الزيادة ، فنماء الزرع أو المال ، هو : زيادته ، وهي تقرأ هكذا : باء مكسورة ثم ياء ساكنة ثم نون مفتوحة ثم ميم مضمومة ثم واو ساكنة ، فالكلمة : فعل من الزيادة ، وليست اسماً هكذا : " بَينَمُو" التي هي للظرفية بفتح الباء والنون ،كما سمعناها في أحد الأشرطة المسجلة صوتياً .(1/32)
قوله : " عُلِمَا " : بضم العين وكسر اللام دون تشديدها " عُلِّما " .
قول الناظم - رحمه الله - :
.................... تُدْغِمْ كَدُنْيَا ثُمَّ صِنْوَانٍ تَلا )
قوله " تدغم " : بفتح الغين وكسرها ؛ فعلى الفتح يكون الضمير عائداً على الواو والياء ، والمعنى : إذا وقعت" الواو والياء " مع النون الساكنة في كلمة واحدة مثل : "دنيا وصنوان " ، فلا تُدغَم النون في" الواو أو الياء " ؛ وعلى كسر " الغين " يكون الفعل المضارع مجزوماً بالسكون ؛ لدخول "لا الناهية "عليه ؛ حينئذ يكون الخطاب للقارئ ، والمعنى : لا تُدغِم - أيها القارئ - النون الساكنة في" الواو أو الياء " إذا وقعت إحداهما مع" النون " في كلمة واحدة ؛ بل ينبغي عليك الإظهار ؛ لئلا تلتبس الكلمة بالمضاعف ، وهو : تكرر أحد أصوله كـ "حيَّان ، ورمَّان " .
" تنبيه "
على فتح " الغين " كان الأصل أن يقال : " تُدْغَمُ " ، بضم الميم ؛ وذلك لأنه فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة ؛ لعدم دخول ناصب أو جازم عليه ؛ ولكن سُكِنت الميم لضرورة وزن البيت ؛ وأما على كسر" الغين " ، فالميم ساكنة أصلاً ؛ لدخول "لا الناهية " على الفعل المضارع ، والله أعلم .
قول الناظم - رحمه الله :
.................... فِي اللاَّمِ وَالرَّا ثُمَّ كَرِّرَنَّهْ )
قوله " والرَّا " : بالقصر ، أي : بحذف الهمزة لوزن البيت.
قوله " ثم كررنه " أي : احكم عليه - أيها القارئ - بأنه حرف قابل للتكرير؛ ولكن ينبغي عدم المبالغة في التكرير حتى لا تخرج عدة راءات ، وكذلك ينبغي عدم إهمال التكرير كلياً ، والله تعالى أعلم .
قول الناظم - رحمه الله - :
( وَالرَّابِعُ الإِخْفَاءُ عِنْدَ الْفَاضِلِ مِنَ الحُرُوفِ وَاجِبٌ لِلْفَاضِلِ )(1/33)
في هذا البيت جناس " لفظي وخطي " وهو : الجمع بين متشابهين في اللفظ والخط ، والطباق بين معنيين متقابلين ؛ ومعني ذلك أن كلمة " الفاضلِ " في الشطر الأول ، معناها : الباقي ؛ أي : والرابع الإخفاء عند باقي الحروف ، وهي المتبقية بعد : الإظهار ، والإدغام ، والقلب ، وفي الشطر الثاني كلمة " للفاضل " ، وهي مجانسة لكلمة " الفاضل " التي في الشطر الأول من حيث " اللفظ والرسم " ؛ إلا أن معنى : " للفاضل " في الشطر الثاني : الشخص الفاضل ؛ أي : الكامل ، من الفضل بمعنى الزيادة ، والمقصود بالفاضل : قارئ القرآن .
قول الناظم - رحمه الله - :
.................... فِي كِلْمِ هَذَا البَيْتِ قَد ضَّمَّنْتُهَا )
قوله : " كِلْم " : بفتح "الكاف " وكسرها مع سكون " اللام "فيهما .
قوله : " قد ضمنتها " : تقرأ بإظهار" الدال " ، أو بإدغامها في" الضاد "وهو أيسر في النطق ، ولا يؤثر الإدغام على وزن البيت ؛ بل تبقى التفعيلة كما هي .
قول الناظم - رحمه الله - :
( صِفْ ذَا ثَنَا كَمْ جَادَ شَخْصٌ قَدْ سَمَا دُمْ طَيِّبًا زِدْ فِي تُقًى ضَعْ ظَالِمَا )
قوله : " ثنا " و " تقى " : بالتنوين وعدمه بلا مد ، هكذا : " ثنا " أو " ثناً " ، " تقى " ، " تقىً ".
* * *
ضبط باب النون والميم المشددتين
قول الناظم - رحمه الله - :
( وَغُنَّ مِيمًا ثُمَّ نُونًا شُدِّدَا وَسَمِّ كُلًّا حَرْفَ غُنَّةٍ بَدَا )
قوله : " شُدِّدا " : بضم " الشين " وتشديد " الدال " بالكسر ، وهو بالبناء للمجهول .
قوله : " كلاًّ " : بالتنوين المنصوب .
* * *
ضبط باب الميم الساكنة
قول الناظم - رحمه الله - :
( وَالْمِيمُ إِنْ تَسْكُنْ تَجِي قَبْلَ الْهِجَا ....................
قوله " : تجي " أصلها " تجئ" وحذفت الهمزة للضرورة ، ولو أثبتناها لانكسر البيت.
قوله : " الهجا " : أصلها الهجاء ، وهي : حروف الهجاء المعروفة ، وحذفت الهمزة لنية الوقف .
قوله - رحمه الله- :(1/34)
.................... إِخْفَاءٌ ادْغَامٌ وَإِظْهَارٌ فَقَطْ )
بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها في : " إخفاءٌ ادغام" كقراءة ورش ؛ وذلك لضرورة وزن البيت ، وحذفت واو العطف من " وادْغام " ؛ لضرورة الوزن أيضاً .
قول الناظم - رحمه الله - :
( فالْأولُ الإخفاءُ عند الباءِ وسمِّهِ الشَّفْوِيَّ للقراءِ )
قوله "عند الباء " :في بعض النسخ : " قبل الباء " بدلاً من " عند" .
قوله " وسمِّه الشَّفْوىَّ " : بسكون " الفاء " لضرورة النظم ، ولو حركت بالفتح كما يقول البعض ؛ لانكسر البيت ولأصبح " متفاعلن "، وهي تفعيلة أخرى ، وكذا يقال في :" وسمِّها شفْويهْ" ، والله أعلم
قول الناظم - رحمه الله - :
( والثانِ إدغامٌ بمثلها أتى ..............
قوله " والثانِ " : بحذف " الياء " للتخفيف .
قول الناظم - رحمه الله - :
..................... من أحْرُفٍ وسمِّها شفْويهْ )
قوله " مِنْ أحرفٍ " : الأصل فيها " همزة القطع " حتى تكون التفعيلة تامة " مستفعلن "، والبعض يقول :" مِنَ احْرفٍ" بنقل حركة " الهمزة " إلى الساكن قبلها فتكون التفعيلة " متفعلن " بحذف الساكن الثاني وهو "السين " ويسمى هذا بـ " الخبن" ، والأولى قطع الهمزة كما قرأنا به على أكثر مشايخنا ، والله أعلم .
قول الناظم - رحمه الله - :
( واحْذر لدا واوٍ وفا أن تختفي ........ لقربها والاتحادِ فاعْرِفِ )
قوله "واوٍ وفا ": بالقصر في " وفا " أي : بحذف " الهمزة " ؛ لضرورة الوزن.
قوله " والاتحادِ " : بكسر " الدال " دون تنوينها عطفاً على " قربها " .
قوله " فاعْرِفِ " :الأصل في " الفاء" السكون ؛ لأنه فعل أمر مبني على السكون ، ولكنها حُركت بالكسر للروي ، وذلك لمناسبتها للشطر الأول " تختفي "، والله أعلم .
* * *
ضبط باب اللامات
قول الناظم - رحمه الله - :
( لِلاَمِ أَلْ حَالاَنِ قَبْلَ الأَحْرُفِ أُولاَهُمَا إِظْهَارُهَا فَلْتَعْرِفِ )(1/35)
قوله :" لِلَام" :بلام مكسورة ثم لام مفتوحة بعدها "ألف" ، وليس كما يقول البعض " لِلْلَام".
قوله " فلتَعرِفِ" : بكسر" الفاء " ؛ لضرورة الوزن ؛ لأن الأصل : " فلتعرفْ " بسكون الفاء .
وفي بعض النسخ " فليُعرَفِ " بـ " الياء المضمومة" بدلاً من "التاء المفتوحة" ، وبفتح الراء ؛ للبناء للمفعول ، والمعنى : فليعرف هذا الإظهار من طلبه .
قول الناظم - رحمه الله - :
( قَبْلَ ارْبَعٍ مَع عَّشْرَةٍ خُذْ عِلْمَهُ مِنِ اِبْغِ حَجَّكَ وَخَفْ عَقِيمَهُ )
قوله " قبلَ اربعٍ " : بهمزة الوصل بدلاً من القطع ؛ للضرورة .
قوله " مَعْ " : بسكون العين لضرورة الوزن ، فتدغم في عين " عشرة " ، فتكون : " مع عَّشْرة ".
قوله " مِنِ ابغِ " : بهمزة الوصل ، فتكون التفعيلة : متفعلن ، وبعضهم قال: بهمزة القطع ؛لأن الذي يأتي بعد اللام همزة قطع ، وهو مراد الناظم ، مثل " الأرض "هكذا : " من إبغ " فتكون التفعيلة : مستفعلن ، والله أعلم.
قول الناظم - رحمه الله - :
( ثَانِيهِمَا إِدْغَامُهَا فِي أَرْبَعِ وَعَشْرَةٍ أَيْضًا وَرَمْزَهَا فَعِ )
قوله " في أربعِ " : بكسر العين دون تنوينها ليناسب قوله في الشطر الثاني " فع ِ" .
قوله " وعشْرة " بسكون الشين لضرورة الوزن.
قوله "وَرَمْزَهَا فَعِ " :بنصب " رمزَها " مفعول به مقدم للفعل " عِ " من " فعِ " ، والفعل " فع " ، والفاعل عائد على " القارئ " ، وفعِ : مأخوذ من الوعي وهو : الحفظ ، والمعنى : احفظ - أيها القارئ - رمز هذه الحروف وهي المجموعة في أوائل قوله :
طِبْ ثمَُّ صِلْ رَحْماً ............. الخ
وبعضهم يقول : " ورمزُها " بالرفع على أنه : مبتدأ ، وخبره الجملة الفعلية " فعِ أنت " .
قوله " رَُحْماً ": بضم " الراء " وسكون" الحاء " مفعولاً لأجله ، ولابد من سكون " الحاء " لعدم انكسار البيت ، والبعض يقول : " رَحْماً " بفتح " الراء " بدلاً من ضمها .
قول الناظم - رحمه الله- :(1/36)
( وَالَّلامَ الاُولَى سَمِّهَا قَمْرِيَّهْ وَالَّلامَ الاُخْرَى سَمِّهَا شَمْسِيَّهْ )
قوله" واللامَ " : بنصب " الميم " في الموضعين : قيل على اشتغال المحل ، وقال بعضهم : بالرفع على الابتداء ، والمشهور النصب ، والله أعلم .
قوله " الُاولى" في الشطر الأول و"الُاخرى" في الشطر الثاني ، تقرءان بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها ؛ كقراءة ورش ؛ أي : أننا سننقل الضمة التي على الهمزة في الكلمتين إلى اللام الساكنة ، فنحذف الهمزة وننطق بلام مضمومة، فتكون هكذا : " واللامَ لُولى " ، " واللامَ لُخْرَى" ، وسبب النقل:ضرورة الوزن .
قوله " قَمْرِيَّةْ ، شَمْسِيَّةْ" : بسكون " الميم " فيهما ؛ لضرورة الوزن ، ولو قرئت بالفتح كما نسمعها من البعض ؛ لانكسر البيت وتحول إلى " متفاعل " ، وأيضا لو قرأنا " الاولى ، والاخرى " بتحقيق الهمز لانكسر البيت ، والله أعلم .
* * *
ضبط باب المثلين والمتقاربين والمتجانسين
قول الناظم - رحمه الله - :
( مُتْقَارِبَيْنِ أَوْ يَكُونَا اتَّفَقَا فِي مَخْرَجٍ دُونَ الصِّفَاتِ حُقِّقَا )
قوله : " مُتْقَاربين " : بحذف "التاء" أوسكونها لضرورة الوزن ، فعلى حذف " التاء " تكون التفعيلة " : " مقاربيـ " ، ( //0//0 ) ، مُتَفْعِلُن ، حُذِف الساكن الثاني وهو " السين " .
وعلى سكون " التاء " تكون التفعيلة: " مُتْقارِبَيـ" ( /0 /0 //0 ) ، " مُسْتَفْعِلُنْ " ، وهي تفعيلة تامة ، أما لو قلنا: مُتَقَارِبَيـ " بإثبات " التاء " المفتوحة ؛ لانكسر البيت وصارت التفعيلة :" متفاعلن "،وكثير من إخواننا يثبتون " التاء " ، وهو خطأ كما بيّنا، والله أعلم .
قوله " حُقِّقَا " : بضم " الحاء " فعل ماضٍ مبني للمجهول ، ويكون الضمير في المثنى عائداً على الحرفين المُلتَقَيين المتجانسين ، أي : الحرفان اللذان اتفقا في المخرج دون الصفات حُكم عليهما على التحقيق بأنهما متجانسان .(1/37)
وتصح قراءة " حُققا " بفتح الحاء هكذا " حَقِّقا " على أنه فعل أمر وألفه مبدلة من نون التوكيد ؛ لنية الوقف .
قوله : فـ" الصغيرَ سَمِّينْ " : الصغير : مفعول به منصوب للفعل " سمين " ، و " سمين " يوقف عليه بنون التوكيد الخفيفة .
قوله " وافهمنْه بالمُثُل " : وافهمنه : الأصل في نونها التشديد ، ولكنها تُقرأ بنون التوكيد الخفيفة لوزن البيت ، وبـ " المُثُل" تُقرأ بضم الميم والثاء ، جمع مثال .
* * *
ضبط باب أقسام المد
قول الناظم - رحمه الله - :
( مَا لاَ تَوَقُّفٌ لَهُ عَلَى سَبَبْ ....................
قوله " سَبَبْ " : بسكون " الباء " على نية الوقف ، وقيل لضرورة الوزن .
قول الناظم - رحمه الله - :
( بل أيُّ حرفٍ غيرِ همْزٍ أو سكونْ ...... جا بعد مدٍّ فالطبيعيَّ يكونْ )
قوله " غيرِ" : فيها وجهان : الجر والرفع ؛ بالجر نعتا لـ " حرف " ، وبالرفع نعتا لـ " أيُّ" .
قوله " جا " : بحذف " الهمزة " ؛لضرورة الوزن .
قوله " فالطبيعيَّ " : بالنصب خبر" يكون" مقدم عليه أي : يكون هو" الطبيعيَّ "، وفي بعض النسخ : " فالطبيعيُّ يكون " بالرفع على أن " كان " تامة تكتفي بمرفوعها ، والله أعلم .
قوله " سكون ، يكون " : يوقف عليهما بسكون " النون "، وقد اجتمع هنا ساكنان وهما :" الواو والنون " وهو ما يسمى بـ "التذييل" وهو : زيادة حرف ساكن على ما آخره وتد مجموع ، وهو شاذ في بحر الرجز .
قول الناظم - رحمه الله - :
( وَالَآخَرُ الْفَرْعِيُّ مَوقُوفٌ عَلَى ......... سَبَبْ كَهَمْزٍ أَوْ سُكُونٍ مُسْجَلا )
قوله" والآخر " : بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها هكذا :" ولَاخر" ، فتكون التفعيلة" متفعلن "، ويجوز إسكان اللام فيها " والْآخر " ؛ فتكون التفعيلة تامة " مستفعلن " .
قوله " على سببْ " : بسكون " الباء " تخفيفا ، وأيضاً لضرورة الوزن .(1/38)
قوله " ثلاثة فَعِيها ": الأصل في( فَعِيها) حذف "الياء" ؛ لأنه فعل أمر مبني على حذف حرف العلة وهو " الياء " ؛ ولكن أثبت الناظم " الياء " لضرورة الوزن .
قول الناظم - رحمه الله - :
( حُرُوفُهُ ثَلاثَةٌ فَعِيهَا ..... مِنْ لَفْظِ " وايٍ " وهْيَ فِي نُوحِيهَا
والكَسْرُ قَبْلَ اليا وقبل الواوِ ضَمْ ... شَرْطٌ وفتْحٌ قبلَ أَلْفٍ يُلْتَزَمْ
واللِّين منها اليا واوٌ سُكِّنا ....إنِ انفتاحٌ قبل كلٍّ أُعْلِنَا )
قوله " فعيها " : الأصل فيها حذف " الياء " ؛ لأنه فعل أمر ؛ ولكن أثبتها الناظم ؛ لضرورة الوزن
قوله " وهْي " : بسكون " الهاء " .
قوله " قبل اليا " بحذف الهمزة لضرورة الوزن .
قوله " وقبل الواو ضَمْ " : بفتح " الضاد " ، بعض الناس يقول " ضُم " بضم "الضاد"
على الأمرية ، والصحيح بالفتح ؛ لأن الناظم يتكلم عن شروط المد ؛ فشرط الواو أن يكون ما قبلها مضموما ، ولو قلنا " ضُم " بِضَم " الضاد " لاختلفت حركة ما قبل الروي المقيد ، فأصبحت ضمة مع كسرة هكذا : " ضُم " ، " ضَم " وهذا جائز في القافية ، وهو ما يسمى: بـ "سناد التوجيه " ، ولكن كما قلنا : إن الأَولى هو الفتح ، والله أعلم.
قوله" قبلَ أَلْفٍ " : بسكون " اللام " من " ألْفٍ " لضرورة الوزن ، فتكون التفعيلة تامة في الشطر كله هكذا : شَرْطُنْ وَفَتْـ / مستفعلن ، حُن قَبْلَ أَلْ / مستفعلن ، فِن يُلْتزم /مستفعلن ، أما لو حركنا الألف بالكسر هكذا : (حُن قَبْلَ ألِ ) ؛ لانكسر الوزن ؛ لذا ينبغي علينا أن نسكن اللام لضرورة الوزن ، والله أعلم .
قوله " واللِّين منها اليا " : بكسر" اللام " أو فتحها مع التشديد ، والكسر أشهر ، وبه قرأت وأقرئ .
قوله " منها اليا " : بحذف " الهمزة " لضرورة الوزن .(1/39)
قوله " سُكِّنا" : بضم" السين "، وتشديد "الكاف" بالكسر ، وفي بعض النسخ " سَكَنَا " بفتح "السين" و "الكاف" و"النون " ، وتكون التفعيلة : ون سكنا / مستعلن ، حُذفت الفاء ، والذي قرأت به على شيوخي ضم" السين" مع تشديد "الكاف" بالكسر، وهو مناسب لقوله في الشطر الثاني" اُعْلنا " ، والله أعلم .
* * *
ضبط باب أحكام المد
قول الناظم - رحمه الله تعالى - :
( للمدِّ أحكامٌ ثلاثةٌ تَدُومْ .......... وهْيَ الوجوبُ والجوازُ واللزُومْ )
قوله " تدوم ، اللزوم " : يوقف عليها بسكون الميم ، وقد اجتمع هنا ساكنان وهما : "الواو والميم" وهو ما يسمى بـ" التذييل " وهو : زيادة حرف ساكن على ما آخره وتد مجموع ، وهو شاذ في بحر الرجز .
قوله" وهْيَ " : بسكون الهاء لضرورة الوزن .
قول الناظم - رحمه الله- :
(فواجب ٌ إن جاء همْزٌ بعد مدّ ............ في كِلْمةٍ وذا بمتصلْ يعدّ )
قوله " بعد مدّ " : يوقف بتشديد " الدال" من " مدَ " مع السكون ، وكذا في " يعد".
قوله " في كِلْمةٍ " : بكسر" الكاف " وفتحها مع سكون " اللام " فيهما .
قوله " وذا بمتصلْ " : بسكون "اللام " من قوله : بـ " متصل " وعدم جرها مع التنوين ؛ للمحافظة على وزن البيت ، ولو قرئت بالتنوين المجرور ؛ لانكسر البيت إلى " متفاعلن " ، والله أعلم .
قول الناظم - رحمه الله - :
( وَمِثْلُ ذَا إِنْ عَرَضَ السَّكُونُ ........... وَقْفاً كتعلمونَ نستعينُ )
قوله " السكون ، نستعين " : تقرأ بإشباع حركة " النون " فيهما .
قول الناظم - رحمه الله - :
( أو قُدِّمَ الهمزُ عَلَى المدِّ وَذَا ............ بَدَلْ كَـ آمَنُوا وَإيماناً خُذَا )
قوله " قُدِّمَ " : بضم " القاف " ، وتشديد " الدال" بالكسر .
قوله " بَدَلْ كآمنوا " : في قراءة " بدل " وجهان :(1/40)
الأول : فتح" الباء ، والدال " مع سكون " اللام " هكذا : " بَدَلْ " ، وتكون التفعيلة هكذا :" بَدَلْ كَآ" = (متفعلن ) ، حذف الساكن الثاني " السين ".
الثاني : فتح " الباء " وسكون " الدال " مع رفع " اللام " منونة ، هكذا : بَدْلٌ ، وبهذا الوجه تكون التفعيلة تامة ، هكذا : " بَدْلن كآ " ، " مستفعلن "، والأشهر المقروء به الوجه الأول ، وهو أسهل وأخف على اللسان ، والله أعلم.
" تنبيهان " :
الأول : البعض يقول : " كآمَنوا " بفتح"الميم" على أنه فعلٌ ماضٍ ، وهذا الأشهر ، والبعض الآخر يقول :" كآمِنوا " بكسر" الميم " على أنه فعل أمر ، وكلاهما في القرآن ، والأول قرأت وأقرئ به .
الثاني : الأصل في " إيماناً " الجر عطفاً على " كآمَنوا " ؛ ولكن نصبت على الحكاية .
قول الناظم - رحمه الله - :
( وَلاَزِمٌ إِنِ السُّكُونُ أُصِّلاَ وَصْلاً وَوَقْفًا بَعْدَ مَدٍّ طُوِّلا )
قوله" إنِ السكون " : تقرأ " إنِ " بكسر " النون " تخلصا من التقاء الساكنين .
قوله " أُصِّلا " : بضم " الهمزة "وتشديد" الصاد "مكسورة ، يعني : السكون الأصلي الثابت في الوصل والوقف .
قوله " طُوِّلا " بضم" الطاء " وتشديد" الواو" مكسورة، وهو مبني للمجهول والألف للإطلاق .
* * *
ضبط باب أقسام المد اللازم
قول الناظم - رحمه الله - :
( أقسام لازمٍ لديهم أربعهْ ............ وتلك كِلْميٌ وحرْفيٌ معهْ )
قوله " أربعهْ " : بسكون " الهاء " على نية الوقف .
قوله " كِلْميٌ " : بكسر " الكاف " أو فتحها مع سكون " اللام " فيهما ، والكسر أشهر.
قول الناظم - رحمه الله - :
( فإن بكلمة سكونٌ اجتمعْ....... معْ حرف مدٍّ فهْو كِلْميٌ وقعْ )
قوله " سكون ٌاجْتمع " : بكسر " النون " تخلصاً منِ التقاء الساكنين ، هكذا : " سكونُنِ جْتمع ".
قوله " معْ " : بسكون " العين " على لغة ، وقيل لضرورة الوزن .
قوله " فهْو" : بسكون " الهاء " لضرورة وزن البيت .(1/41)
قول الناظم - رحمه الله - :
( أو في ثلاثيِّ الحروف وجدا ........ والمدّ وسْطَه فحرفيٌ بدا )
قوله" ثلاثيِّ " : بتشديد " الياء " مكسورة.
قوله " والمد وسطه " السين من " وسطه " فيها وجهان :
الأول : فتح " السين " ، ووسط الشيء هو : ما بين طرفيه كأوسطه ، وتكون بالفتح على الحال ؛ أي : حال كون حرف المد في الوسط ويكون المعني : أنه يشترط لمد الحروف المقطعة التي تأتي في أوائل السور: أن يأتي حرف المد واللين وسط الحرف الثلاثي منها مثل : " صاد " ، " قاف " ، " نون " ، فيلاحظ أن حرف المد قد توسّط في الأمثلة السابقة ، فهو واقع في الوسط بين الحرف الأول والثالث ، هذا على فتح " السين " ، وقيل بالفتح : على أنه خبر " الكاف " المحذوفة ؛ أي : وكان المد وسطه ، وهذا سبق بيانه .
الثاني : سكون " السين " ، هكذا " وسْطه " على الظرفية ، والمؤدى منها واحد .
" تنبيه " :
الطاء من " وسطه " فيها الفتح والضم ، والله أعلم .
قول الناظم - رحمه الله - :
......................... وعين ذو وجهين والطول أخصّ )
وفي نسخة أخرى للناظم بدل الشطر المذكور :
......................... وعينُ ثلِّثْ لكنِ الطولُ أخَصّ )
والمشهور والمقروء به الآن الأول ، والله أعلم .
قول الناظم - رحمه الله - :
( وَمَا سِوَى الحَرْفِ الثُّلاَثِي لاَ أَلِفْ فَمَدُّهُ مَدًّا طَبِيعِيًّا أُلِفْ )
قوله " الثلاثي" : بسكون " الياء " الخفيفة للوزن وليست مشددة هنا .
قوله " أَلِفْ ، أُلِفْ "الأول : بفتح الهمزة ، وهو : حرف الهجاء المعروف، والثاني :بالكسر ، وهو بمعنى : وجد ، أو عُهِد ، والمعنى : أن الألف مستثني من المد مطلقا ؛ لأن الألف ليس في وسطه حرف مد فتقول : "ألف لام ميم " اللام والميم في وسطهما حرف مد .
قول الناظم - رحمه الله - :
( وَيَجْمَعُ الْفَوَاتِحَ الأَرْبَع عَّشَرْ صِلْهُ سُحَيْرًا مَنْ قَطَعْكَ ذَا اشْتَهَرْ )(1/42)
قوله " الأربع عَّشر " : بإسكان" العين" الأولى وإدغامها في الثانية .
قوله " قطعْك " : بإسكان " العين " لضرورة الوزن .
قوله " سحيراً " : في آخرها " نون " ومن المعلوم أن " النون " قد ذكرت في "مَنْ قطعك " فالتكرار هنا لضرورة الوزن ، وهذا يقع كثيراً ، والله أعلم .
" تنبيه " :
قول الناظم - رحمه الله - " صله سحيراً......." ، الأصل أن يقال : " من قطعك صله سحيراً " ؛ ولكن قَّدم الناظم وأخّر ؛ لضرورة الوزن .
الخاتمة
قول الناظم - رحمه الله - :
( أَبْيَاتُهُ نَدٌّ بَداَ لِذِي النُّهَى تَارِيخُهَا بُشْرَى لِمَنْ يُتْقِنُهَا )
قوله : " أبياته ندٌ بدا " : جمع الناظم - رحمه الله تعالى - عدد أبيات متن "تحفة الأطفال " في خمسة أحرف وهي : النون ، والدال ، والباء ، والدال ، والألف ، وهي المجموعة في قوله : " ندٌ بدا " .
فالنَّدُّ : بفتح " النون "، وتشديد " الدال " ،وهو : طيبٌ مركبٌ من عود وعنبر ومسك .
وبدا : بالألف ؛ أي : ظهر ، والمعنى : ظهرت رائحة هذا الطيب المركب من العود والعنبر والمسك.
قد يقول قائل : ما هي كيفية حساب الجمل ؛ كقول الناظم : " ندٌ بدا " ؟.
أقول وبالله التوفيق :
اعلم - أخي القارئ الكريم - : أن الحروف الأبجدية ( 28) حرفاً ( (1) ) تستعمل في حساب الجمل ؛ فكل حرف من هذه الحروف له عدد معين ؛ أي : يقابله عدد .
والحروف الأبجدية هي :
[ أبجد - هوز - حطي - كلمن - سعفص - قرشت - ثخذ - ضظغ ] ، هذه الحروف تحسب بهذه الطريقة عند العلماء المشارقة ، وهو المتبع في حساب الجمل وغيره .
أما عند علماء المغاربة فهي :
[ أبج - دهز - حطي - كلم - نصع - فضق - رست - ثخذ - ظغش ]، وهذا الذي استعمله الإمام الشاطبي - رحمه الله - في منظومته " الشاطبية " في القراءات السبع .
تعالوا لنرى كيفية حساب الجمل :
الحروف الأبجدية عند المشارقة تقسّم إلى ثلاث مجموعات :
__________
(1) على أساس أن مدلول "الألف والهمزة "واحد في الحساب(1/43)
المجموعة الأولى : تسعة أحرف للآحاد .
المجموعة الثانية : تسعة أحرف للعشرات .
المجموعة الثالثة : تسعة أحرف للمئات .
يتبقى عندنا حرف واحد من الحروف الأبجدية وهو : " الغين " وهو للرقم " ألف".
وإليك توضيح ذلك :
الآحاد العشرات المئات الألوف
الحرف ڑالرقمڑالحرفڑالرقمڑالحرفڑالرقمڑالحرفڑالرقمٹڑ
ڑأڑ1ڑيڑ10ڑقڑ100ڑغڑ1000ٹڑ
ڑبڑ2ڑكڑ20ڑرڑ200ڑڑٹڑ
ڑجڑ3ڑلڑ30ڑشڑ300ڑڑٹڑ
ڑدڑ4ڑمڑ40ڑتڑ400ڑڑٹڑ
ڑهـڑ5ڑنڑ50ڑثڑ500ڑڑٹڑ
ڑوڑ6ڑسڑ60ڑخڑ600ڑڑٹڑ
ڑزڑ7ڑعڑ70ڑذڑ700ڑڑٹڑ
ڑحڑ8ڑفڑ80ڑضڑ800ڑڑٹڑ
ڑطڑ9ڑصڑ90ڑظڑ900ڑڑ
فها أنت - أخي الكريم - : أمامك الحروف الأبجدية مع ما يقابلها من أعداد ، فتعال لنحسب قول الناظم " ندٌ بدا " :
[ ن = 50 ، د = 4 ، ب = 2 ، د = 4 ، أ = 1 ] = (61 بيتاً )، هو عدد أبيات متن " تحفة الأطفال " .
أما عن تاريخ تأليف هذه المنظومة فقال الناظم - رحمه الله - : تاريخه " بشرى لمن يتقنها " ، وفي نسخة أخرى : تاريخها " بشرى لمن يتقنها " ، فتاريخ تأليف هذه المنظومة في قول الناظم : " بشرى لمن يتقنها " :
[ ب = 2 ، ش = 300 ، ر = 200 ، ي = 10 ، ل = 30 ، م = 40 ، ن = 50 ، ي = 10 ، ت = 400 ، ق = 100 ، ن = 50 ، هـ = 5 ، أ = 1 ] ، إذا جمعت ذلك كله = 1198 هـ ، هو تاريخ تأليف هذه المنظومة ، وهكذا إذا أردت أن تحسب أي شيء - أخي الكريم - : فاعرف جيداً هذه الحروف الأبجدية مع ما يقابلها من عدد ؛ فدرِبْ نفسك على ذلك ؛ وليكن على متن " الجزرية " قول ابن الجرزي في الخاتمة : أبياتها " قاف وزاي " في العدد ، وهكذا حتى يسهل عليك الأمر - إن شاء الله - .
" تنبيه هام " :(1/44)
يستخدِم هذه " الحروفَ الأبجديةَ " : السحرةُ الأشرارُ في سحرهم ، فعندما يسألون مَن ذهب إليهم عن اسم أمه أو زوجته أو أي اسم ، يحسبون حروف هذا الاسم على ما يقابله من عدد ، أو العكس يسألون عن عمره أو أي شيء فيه عدد ، فيحسبون هذا العدد على ما يقابله من حروف ، ويحكمون على هذا الشيء من خلال هذا العدد ، أو هذه الحروف ، وهذا نوع من الأنواع التي يستخدمها السحرة في سحرهم من خلال الاستعانة والتقرب بالجنِّ ، نسأل الله تعالى أن يُسلِّمنا من شرورهم وأفعالهم .
قال ابن عباس - رضي الله عنه - في قومٍ يكتبون أبا جاد ، وينظرون في النجوم : " ما أرى مَنْ فعل ذلك له عند الله من خلاق "(1) .
ويقصد - رضي الله عنه - بقوله : " أبا جاد ...... " الحروف الأبجدية المستخدمة في السحر.
وبهذا نكون قد انتهينا بفضل الله - عز وجل - من ضبط متن " تحفة الأطفال " ، والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى وصحبه أجمعين .
* * *
R
ضبط متن الجزرية
التعريف بناظم الجزرية
ا - اسمه ونسبه ومولده :-
هو أبو الخير شمس الدين محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف العمري الدمشقي ثم الشيرازي , المعروف بابن الجزري , والجزري نسبة إلي جزيرة ابن عمر قرب الموصل ( وهي فوق الموصل بينهما ثلاثة أيام يحيط بها دجلة إلا من ناحية واحدة شبه الهلال ) ولد في دمشق ليلة السبت بعد صلاة التراويح في الخامس والعشرين من رمضان المبارك سنة (751 ) هجرية .
ب - نشأته ورحلاته وشيوخه :-
__________
(1) " مصنف عبد الرزاق " (11/26) ، " مصنف ابن أبي شيبة " ( 8 / 602 )، سنن البيهقي ( 8 / 139 ) موقوفاً ( صحيح موقوفاً ) . انظر فتح المجيد ، دار ابن حزم .(1/45)
نشأ ابن الجزري في دمشق واشتغل بحفظ القران فأكمله في سنة 764 هـ ، وصلى به في السنة التي بعدها ، وشرع ابن الجزري بعد حفظه القرآن بقراءة القراءات ودراسة كتبها علي علماء بلده ، فقرأ علي الشيخ أبي محمد بن عبد الوهاب بن السلَّار (ت 782 هـ ) ، والشيخ أحمد بن إبراهيم بن الطحان (ت 782 هـ ) ، والشيخ أحمد بن رجب (775 هـ) ، والشيخ أبي المعالي محمد بن أحمد اللَّبان (ت776 هـ).
وفي سنة 768 هـ رحل إلي بلاد الحجاز لأداء فريضة الحج ، وهذه أول رحلة له خارج بلاد الشام ، واستفاد من وجوده هناك ، فقرأ علي الشيخ أبي عبد الله محمد بن صالح (ت785هـ) الخطيب والإمام بالمدينة الشريفة .
ثم رحل إلي مصر ثلاث رحلات الأولي سنة 769 هـ , والثانية سنة 771 هـ , والثالثة سنة 778 هـ .
والتقي ابن الجزري في هذه الرحلات بكبار علماء القراءات في القاهرة وقرأ عليهم منهم : الشيخ أبو بكر ابن عبد الله الشهير بالجندي (ت769 هـ) ،والعلامة أبو عبد الله محمد بن الصائغ (ت 776 هـ) ، والشيخ أبو محمد عبد الرحمن بن البغدادي (ت781 هـ) ، والشيخ عبد الرحمن القرويُّ(ت 788هـ) ، والشيخ أحمد بن إسماعيل بن أحمد المقدسيُّ (ت773هـ) ، ودرس الحديث ، والفقه ، والأصول، والمعاني ، والبيان , وسافر إلي الإسكندرية في رحلته الثالثة ، وقرأ علي من كان فيها من الشيوخ .
ثم لم تنقطع صلته بمصر فرحل بأبنائه ليقرؤوا علي علماء الديار المصرية , فرحل بهم أولاً سنة 788هـ , ورحل بهم أخري سنة 792 هـ .
وظل يتردد علي الديار المصرية حتى كانت سنة 798 هـ ، فخرج منها إلي بلاد الروم (وهي تركيا اليوم ) فأقام بها سبع سنوات يُعلّم القراءات وعلوم القران والحديث وجمع عليه كثير من التلاميذ .(1/46)
ثم توجه سنة 805 هـ إلي بلاد ما وراء النهر ، فنزل مدينة كشّ ثم بارحها إلي سمرقند (أعظم مدينة بما وراء النهر )ثم انتقل سنة 807 هـ إلي خرسان ( بلاد واسعة أول حدودها مما يلي العراق , وآخرها مما يلي الهند ) وبعدها بقي في أصفهان حتى شهر رمضان سنة 808 هـ حتى دخل شيراز فألزمه حكامها البقاء فيها وولّوه القضاء بها ، فبقي فيها أربعة عشر عاماً حيث عمَّر فيها داراً للقرآن وأصبح لديه فيها تلاميذ قرءوا عليه القراءات وغيرها .
وفي السنوات التي قضاها ابن الجزري في شيراز ( من سنة 808 هـ إلي سنة 833 هـ ) قام برحلتين حج خلالهما ، وزار بعض البلدان ، فقد قصد الحج سنة 822 هـ ، ولما جاوز عنيزة (معروفة في السعودية ) خرج عليه ومن معه الأعراب في الليل غفلة فأخذوا جميع ما معهم وكادوا يقتلونهم وصدوهم عن البيت الحرام وزيارة النبي- صلي الله عليه وسلم - ، وتعوَّق ابن الجزري ومن معه من أداء الحج ذلك العام ، فعاد إلي مدينة عنيزة ونظم (الدرة المضية ) في القراءات الثلاث ، ثم يسر الله له من تكفل بحمله وإيصاله إلي المدينة المنورة سنة 823هـ ، ثم توجه إلي مكة فجاور فيها بقية السنة ، فحدَّث وأقرأ حتى جاء موسم الحج التالي فحج وسافر بعد ذلك راجعاً إلي مدينة شيراز .
أما الرحلة الثانية : فكانت سنة 827 هـ حيث قدم دمشق فاستأذن منها في قدوم القاهرة فأذن له ، وتصدي للإقراء والتحديث وازدحم الناس عليه ، ثم توجه إلي مكة فحج وسافر من هناك في البحر إلي بلاد اليمن في تجارة فأكرمه ملكها المنصور عبد الله بن أحمد الرسولي (ت 830هـ ) ثم عاد إلي مكة فحج سنة 828 هـ ) ثم رجع إلي القاهرة فدخلها أول سنة 829 هـ ثم سافر منها علي طريق الشام ثم علي طريق البصرة إلي شيراز .
عاد ابن الجزري إلي شيراز ومكث فيها سنوات أخري حتى توفي - رحمه الله تعالي - في هذه المدينة قبيل ظهر يوم الجمعة ربيع الأول سنة 833 هـ ودفن بدار القرآن التي أنشاها .(1/47)
فرحم الله إمامنا ابن الجزري رحمه واسعة وأثابه عنا وعن المسلمين خير الجزاء ..... آمين .
بعض تلامذته :
1- إبراهيم بن عمر بن الحسن البقاعيّ
2- أحمد البرميُّ الضرير
3- أحمد بن محمد بن أحمد العبدلي شيخ زبيد في الإقراء
4- أبو بكر بن أحمد بن مصبح الحموي
5- صدقة بن سلامة بن حسين الضرير شيخ القراء بدمشق قال ابن الجزري عنه:
" معلم أولادي مقرئ ناقل قرأ عليَّ العشر "
وغيرهم كثير وأما أشهر تلامذته من أولاده :
1- أبو الفتح محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن الجزري (ت 814 هـ)
2- أبو الخير محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن الجزري
3- أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن الجزري
4- سلمي (أم الخير ) بنت محمد بن محمد بن محمد بن الجزري
من أشهر مؤلفاته :
1- إتحاف المهرة في تتمة العشرة
2- أربعون مسألة من المسائل المشكلة في القراءات
3- البداية في علوم الرواية
4- تحبير اليسير في القراءات العشر
5- تقريب النشر في القراءات العشر
6- التمهيد في علم التجويد
7- الدرة المضية في القراءات الثلاث
8- طيبة النشر في القراءات العشر
9- النشر في القراءات العشر
10- غاية النهاية في طبقات القراء
11- المقدمة الجزرية في علم التجويد
12- منجد المقرئين ومرشد الطالبين
13- الظرائف في رسم المصاحف
14- نهاية الدِّرايات في رجال القراءات ( الطبقات الكبرى ) (1) ) .
الإسناد الذي أدَّي إليَّ متن " الجزرية " عن الناظم
-رحمه الله-(2) .
أقول بفضل الله - سبحانه وتعالي - عليَّ ومتحدثاً بنعمه المتتالية :
تلقيت هذا النظم المبارك ، وقرأته غيباً عن ظهر قلب في مجلس واحد على شيوخ عدة ( (3) )ومنهم :
__________
(1) انظر غاية النهاية في طبقات القراء الجزء الثاني , دار الكتب العلمية
(2) انظر ردنا على من أنكر الإجازة في المتن خاصة .
(3) وقد أجازني عدداً من علماء الحديث أيضاً في هذه المنظومة من باب الإجازة العامة .(1/48)
1- فضيلة الشيخ / إلياس بن أحمد البرماوي ، المقرئ بالمسجد النبوي .
2- فضيلة الشيخ المقريء / عبد الفتاح مدكور - حفظه الله - .
3- فضيلة الشيخ الدكتور / أيمن بن رشدي سويد - حفظه الله - .
4- فضيلة الشيخ العلامة / عبد الباسط حامد محمد - حفظه الله - .
5- فضيلة الشيخة المعمرة / نفيسة بنت عبد الكريم زيدان - حفظها الله- .
6- فضيلة الشيخ / عبد الرحمن بن مصطفى الدمشقي - حفظه الله - .
فأما فضيلة الشيخ / إلياس بن أحمد البرماوي ، فقد أخبرني أنه تلقى هذه المنظومة على شيوخ عدة ومنهم :
الشيخ العلامة / بكري الطرابيشي( أعلى القراء سنداً في العالم في القراءات السبع )، والشيخ / محمد كريم راجح - شيخ قراء دمشق - ، والشيخ / أبو الحسن محي الدين الكردي شيخ مقارئ جامع زيد بن ثابت الأنصاري بدمشق ،والشيخ / محمد السيد إسماعيل العربيني ، والشيخ /أيمن بن رشدي سويد ، والشيخ / عبد الرزاق الحلبي وغيرهم ، وأكتفي بذكر أعلاهم إسناداً إلى الناظم ، وهو سند الشيخ العلامة / بكري الطرابيشي .
فقد قرأ الشيخ / إلياس البرماوي على الشيخ العلامة / بكري الطرابيشي ، وهو عن الشيخ / محمد سليم الحلواني شيخ قراء دمشق عام 1363هـ ، وهو على والده الشيخ/ أحمد بن محمد بن علي الرفاعي الحلواني عام 1307 هـ ، وهو على الشيخ/ أحمد بن رمضان المرزوقي عام 1262هـ ، وهو على الشيخ/ إبراهيم بن بدوي بن أحمد العبيدي ، وهو على الشيخ/عبد الرحمن بن حسن الأجهوري عام 1198هـ ، وهو على/ أبي السماح أحمد بن رجب البقري عام 1189هـ ، وهو على/ محمد بن قاسم البقري عام 1111هـ ، وهو/ على عبد الرحمن اليمني ، على الشيخ/ علي بن محمد ابن غانم المقدسي ، وهو على الشيخ/ محمد بن إبراهيم السمديسي ، وهو على الشيخ/ أحمد الأميوطي ، وهو على الإمام/ ا بن الجزري - رحمه الله - .(1/49)
* وأما فضيلة الشيخ العلامة / عبد الفتاح مدكور ، فقد قرأ هذه المنظومة على الإمام / على محمد الضباع ، وهو عن الشيخ / عبد الرحمن الخطيب الشهير بالشعار ، وهو عن الإمام / محمد ابن أحمد المتولي ، شيخ القراء ، وهو عن الشيخ/ أحمد الدري التهامي ، وهو عن الشيخ / أحمد ابن محمد المعروف بـ " سلمونه" ، وهو على الشيخ / السيد إبراهيم العبيدي ، وهو بالإسناد المتقدم سابقا إلى ابن الجزري .
* وأما الشيخ الدكتور / أيمن بن رشدي سويد ، فقد قرأت عليه هذه المنظومة مع بعض التتمَّات المهمة في التجويد ، و أخبرني أنه تلقى هذه المنظومة عن الشيخ العلامة / عبد العزيز عيون السود - رحمه الله - ، وهو عن الإمام / على محمد الضباع ، وهو عن الشيخ / عبد الرحمن الخطيب الشهير بالشعار ، وهو عن الإمام / محمد بن أحمد المتولي ، شيخ القراء ، وهو عن الشيخ / أحمد الدري التهامي ، وهو عن الشيخ / أحمد بن محمد المعروف بـ " سلمونه" وهو على الشيخ / السيد إبراهيم العبيدي ، وهو بالإسناد المتقدم سابقاً .
* وأما الشيخة المعمرة / نفيسة بنت عبد الكريم زيدان - حفظها الله - ، فقد قرأت عليها بعضاً من هذه المنظومة وأجازتني بما قرأت وبباقيها، وأخبرتني أنها تلقتها عن الشيخ العلامة / أحمد بن عبد العزيز الزيات - رحمه الله - ، وهو عن الشيخ / عبد الفتاح هنيدي ، وهو عن الإمام / محمد بن أحمد المتولي ، شيخ القراء ، وهو عن الشيخ / أحمد الدري التهامي ، وهو عن الشيخ / أحمد بن محمد المعروف بـ " سلمونه" وهو على الشيخ / السيد إبراهيم العبيدي ، وهو بالإسناد المتقدم سابقاً .(1/50)
كما أخبرتني أني تلقتها وقرأتها على الشيخ /محمد سعيد الفراش ، وهو عن الشيخ/ أحمد البرديسي عامر ، وهو عن الشيخ / مصطفى الباجوري منصور ، وهو عن الشيخ / على عبد الرحمن سبيع ، وهو عن الشيخ / حسن الجريسي الكبير ، وهو عن الإمام / محمد بن أحمد المتولي ، شيخ القراء ، وهو بالإسناد المتقدم سابقاً .
* وأما الشيخ / عبد الرحمن بن مصطفى الدمشقي - حفظه الله تعالى - فقد قرأت عليه بدمشق سوريا وهو عن فضيلة الشيخ / محمد فؤاد سراج الدين الدمشقي ، وهو عن جمع من العلماء ، ومنهم : الشيخ / أبو الحسن محي الدين الكردي ، والشيخ / أسامة حجازي الكيلاني - رحمه الله - ، والشيخ المقرئ الفقيه / محمد سامر النَّص الدمشقي ، والشيخ / أيمن رشدي سويد0
ومن باب الاختصار أذكر شيخنا فضيلة الشيخ / أبي الحسن محي الدين الكردي ، فقد تلقاها فضيلته عن الشيخ / محمود فائز الدير عطاني ، وهو عن الشيخ / محمد سليم الحلواني ، وهو بالأسانيد المتقدمة سابقا إلى ابن الجزري - رحم الله الجميع - 0
* وأما فضيلة الشيخ / عبد الباسط حامد محمد ، فقد أخبرني أنه قرأ هذه المنظومة على فضيلة الشيخ / أحمد عبد الغني عبد الرحيم ـ بزاوية العبّاد بأسيوط ـ عن شيخه الشيخ / محمود عثمان فرّاج بقرية ريفة ـ بأسيوط ـ عن شيخه الشيخ / حسن بيومي الشهير بالكرّاك 0
وكذا قرأ فضيلته على الشيخ / محمود محمد خبوط ـ بطما بسوهاج ـ عن شيخه الشيخ / عبد المجيد الأسيوطي ، عن شيخه الشيخ / حسن بيومي الشهير بالكراك 0(1/51)
وقرأ الشيخ/ الكرّاك ، على الشيخ / محمد سابق ـ بالإسكندرية ـ البصير بقلبه عفا الله عنه وهو على الشيخ / خليل المطوبسي بلداً ـ البصير بقلبه وهو عن الشيخ / علي الحلو إبراهيم السَّمنودي ـ بمكة المشرفة ـ والشيخ / الحلو عن الشيخ / سليمان الشهداوي ، وهو عن الشيخ / مصطفى الميهي وهو عن أبيه الشيخ / علي الميهي ، وهو عن الشيخ / إسماعيل المحلي الأزهري ، وهو عن الشيخ / محمد بن حسن المنير السمنودي ، عن الشيخ / أحمد الرشيدي ، عن الشيخ / مصطفى عبد الرحمن الإزميري ، وهو عن الشيخ/ عبد الله بن محمد بن يوسف الشهير بيوسف أفندي زاده ، عن والده الشيخ / محمد بن يوسف عن والده الشيخ / يوسف عن الشيخ / محمد بن جعفر الشهير بأوليا أفندي ، وهو عن الشيخ / أحمد المسيري ، عن الشيخ / ناصر الدين الطبلاوي ، عن شيخ الإسلام / زكريا الأنصاري ، عن/ العقبى والنويري والقلقيلي والبلبيسي والأميوطي ، وهم جميعاً عن الإمام العلامة / محمد بن محمد بن محمد الجزري- رحمه الله - .
R
أولاً : متن الجزرية
مُقَدِّمَةُ
1) يَقُولُ رَاجِي عَفْوِ رَبٍّ سَامِعِ
مُحَمَّدُ ابْنُ الْجَزَرِيِّ الشَّافِعِي
2) الْحَمْدُ للَّهِ وَصَلَّى اللَّهُ
عَلَى نَبِيِّهِ وَمُصْطَفَاهُ
3) مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ
وَمُقْرِئِ الْقُرْآنِ مَعْ مُحِبِّهِ
4) وَبَعْدُ إِنَّ هَذِهِ مُقَدِّمَهْ
فِيمَا عَلَى قَارِئِهِ أَنْ يَعْلَمَهْ
5) إذْ وَاجِبٌ عَلَيْهِمُ مُحَتَّمُ
قَبْلَ الشُّرُوعِ أَوَّلًا أَن يَعْلَمُوا
6) مَخَارِجَ الْحُرُوفِ وَالصِّفَاتِ
لِيَلْفِظُوا بِأَفْصَحِ اللُّغَاتِ
7) مُحَرِّرِي التَّجْوِيدِ وَالمَوَاقِفِ
وَمَا الَّذِي رُسِمَ فِي المَصَاحِفِ
8) مِنْ كُلِّ مَقْطُوعٍ وَمَوْصُولٍ بِهَا
وَتَاءِ أُنْثَى لَمْ تَكُنْ تُكْتَبْ بِـ :هَا
بَابُ مَخارج الحروف
9) مَخَارِجُ الحُرُوفِ سَبْعَةَ عَشَرْ
عَلَى الَّذِي يَخْتَارُهُ مَنِ اخْتَبَرْ(1/52)
10) فَأَلِفُ الجَوْفِ وأُخْتَاهَا وَهِي
حُرُوفُ مَدٍّ للهَوَاءِ تَنْتَهِي
11) ثُمَّ لأَقْصَى الحَلْقِ هَمْزٌ هَاءُ
وَمِنْ وَسَطِهِ فَعَيْنٌ حَاءُ
12) أَدْنَاهُ غَيْنٌ خَاؤُهَا والْقَافُ
أَقْصَى اللِّسَانِ فَوْقُ ثُمَّ الْكَافُ
13) أَسْفَلُ وَالْوَسْطُ فَجِيمُ الشِّينُ يَا
وَالضَّادُ مِنْ حَافَتِهِ إِذْ وَلِيَا
14) لاضْرَاسَ مِنْ أَيْسَرَ أَوْ يُمْنَاهَا
وَاللَّامُ أَدْنَاهَا لِمُنْتَهَاهَا
15) وَالنُّونُ مِنْ طَرْفِهِ تَحْتُ اجْعَلُوا
وَالرَّا يُدَانِيهِ لِظَهْرٍ أَدْخَلُ
16) وَالطَّاءُ وَالدَّالُ وَتَا مِنْهُ وَمِنْ
عُلْيَا الثَّنَايَا والصَّفِيْرُ مُسْتَكِنّ
17) مِنْهُ وَمِنْ فَوْقِ الثَّنَايَا السُّفْلَى
وَالظَّاءُ وَالذَّالُ وَثَا لِلْعُلْيَا
18) مِنْ طَرَفَيْهِمَا وَمِنْ بَطْنِ الشَّفَهْ
فَالْفَا مَعَ اطْرافِ الثَّنَايَا المُشْرِفَهْ
19) لِلشَّفَتَيْنِ الْوَاوُ بَاءٌ مِيْمُ
وَغُنَّةٌ مَخْرَجُهَا الخَيْشُومُ
بَابُ صِفَاتِ الحُرُوفِ
20) صِفَاتُهَا جَهْرٌ وَرِخْوٌ مُسْتَفِلْ
مُنْفَتِحٌ مُصْمَتَةٌ وَالضِّدَّ قُلْ
21) مَهْمُوسُهَا فَحَثَّهُ شَخْصٌ سَكَتْ
شَدِيْدُهَا لَفْظُ أَجِدْ قَطٍ بَكَتْ
22) وَبَيْنَ رِخْوٍ وَالشَّدِيدِ لِنْ عُمَرْ
وَسَبْعُ عُلْوٍ خُصَّ ضَغْطٍ قِظْ حَصَرْ
23) وَصَادُ ضَادٌ طَاءُ ظَاءٌ مُطْبَقَهْ
وَفِرَّ مِنْ لُبِّ الحُرُوفُ المُذْلَقَهْ
24) صَفِيرُهَا صَادٌ وَزَايٌ سِينُ
قَلْقَلَةٌ قُطْبُ جَدٍ وَاللِّينُ
25) وَاوٌ وَيَاءٌ سُكِّنَا وَانْفَتَحَا
قَبْلَهُمَا وَالانْحِرَافُ صُحَّحَا
26) فِي اللَّامِ وَالرَّا وَبِتَكْرِيرٍ جُعِلْ
وَلِلتَّفَشِّي الشِّيْنُ ضَادًا اسْتَطِلْ
بَابُ التَّجْوِيدِ
27) وَالأَخْذُ بِالتَّجْوِيدِ حَتْمٌ لازِمُ
مَنْ لَمْ يُصَحِّحِ الْقُرَآنَ آثِمُ
28) لأَنَّهُ بِهِ الإِلَهُ أَنْزَلاَ
وَهَكَذَا مِنْهُ إِلَيْنَا وَصَلاَ(1/53)
29) وَهُوَ أَيْضًا حِلْيَةُ التِّلَاوَةِ
وَزِينَةُ الأَدَاءِ وَالْقِرَاءَةِ
30) وَهُوَ إِعْطَاءُ الْحُرُوفِ حَقَّهَا
مِنْ كُلِّ صِفَةٍ وَمُستَحَقَّهَا
31) وَرَدُّ كُلِّ وَاحِدٍ لأَصْلِهِ
وَاللَّفْظُ فِي نَظِيْرِهِ كَمِثْلِهِ
32) مُكَمَّلًا مِنْ غَيْرِ مَا تَكَلُّفِ
بِاللُّطْفِ فِي النُّطْقِ بِلاَ تَعَسُّفِ
33) وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ تَرْكِهِ
إِلَّا رِيَاضَةُ امْرِئٍ بِفَكِّهِ
بَابٌ فِي ذِكْرِ بَعْضِ التَّنْبِيهَاتِ
34) فَرَقِّقَنْ مُسْتَفِلًا مِنْ أَحْرُفِ
وَحَاذِرَنْ تَفْخِيمَ لَفْظِ الأَلِفِ
35) وَهَمْزَ اَلْحَمْدُ أَعُوذُ اِهْدِنَا
اَللَّهُ ثُمَّ لاَمِ لِلَّهِ لَنَا
36) وَلْيَتَلَطَّفْ وَعَلَى اللهِ وَلاَ الضْـ
وَالْمِيمَ مِنْ مَخْمَصَةٍ وَمِنْ مَرَضْ
37) وَبَاءَ بَرْقٍ بَاطِلٍ بِهِمْ بِذِي
وَاحْرِصْ عَلَى الشِّدَّةِ وَالجَهْرِ الَّذِي
38) فِيهَا وَفِي الْجِيمِ كَـ :حُبِّ الصَّبْرِ
رَبْوَةٍ اجْتُثَّتْ وَحَجِّ الْفَجْرِ
39) وَبَيِّنَنْ مُقَلْقَلاً إِنْ سَكَنَا
وَإِنْ يَكُنْ فِي الْوَقْفِ كَانَ أَبْيَنَا
40) وَحَاءَ حَصْحَصَ أَحَطتُّ الْحَقُّ
وَسِينَ مُسْتَقِيمِ يَسْطُو يَسْقُو
بَابُ الرَّاءَاتِ
41) وَرَقِّقِ الرَّاءَ إِذَا مَا كُسِرَتْ
كَذَاكَ بَعْدَ الْكَسْرِ حَيْثُ سَكَنَتْ
42) إِنْ لَمْ تَكُنْ مِنْ قَبْلِ حَرْفِ اسْتِعْلَا
أَوْ كَانَتِ الْكَسْرَةُ لَيْسَتْ أَصْلاَ
43) وَالْخُلْفُ فِي فِرْقٍ لِكَسْرٍ يُوجَدُ
وَأَخْفِ تَكْرِيْرًا إِذَا تُشَدَّدُ
بَابُ اللاَّمَاتِ ، وَأَحْكَامٍ مُتَفَرِّقَةٍ
44) وَفَخِّمِ اللَّامَ مِنِ اسْمِ اللَّهِ
عَنْ فَتْحٍ أوْ ضَمٍّ كَـ:عَبْدُ اللَّهِ
45) وَحَرْفَ الاسْتِعْلاَءِ فَخِّمْ وَاخْصُصَا
الِاطْبَاقَ أَقْوَى نَحْوُ:قَالَ وَالْعَصَا
46) وَبَيِّنِ الإِطْبَاقَ مِنْ أَحَطتُ مَعْ
بَسَطتَ وَالخُلْفُ بِـ : نَخْلُقكُّمْ وَقَعْ(1/54)
47) وَاحْرِصْ عَلَى السُّكُونِ فِي جَعَلْنَا
أَنْعَمْتَ وَالمَغْضُوبِ مَعْ ضَلَلْنَا
48) وَخَلِّصِ انْفِتَاحَ مَحْذُورًا عَسَى
خَوْفَ اشْتِبَاهِهِ بِـ : مَحْظُورًا عَصَى
49) وَرَاعِ شِدَّةً بِكَافٍ وَبِتَا
كَـ : شِرْكِكُمْ وَتَتَوَفَّى فِتْنَتَا
50) وَأَوَّلَىْ مِثْلٍ وَجِنْسٍ إنْ سَكَنْ
أَدْغِمْ كَـ : قُلْ رَبِّ وَبَلْ لَّا وَأَبِنْ
51) فِي يَوْمِ مَعْ قَالُوا وَهُمْ وَقُلْ نَعَمْ
سَبِّحْهُ لاَ تُزِغْ قُلُوبَ فَالْتَقَم
بَابُ الضَّادِ وَالظَّاءِ
52) وَالضَّادَ بِاسْتِطَالَةٍ وَمَخْرَجِ
مَيِّزْ مِنَ الظَّاءِ وَكُلُّهَا تَجِي
53) فِي الظَّعْنِ ظِلُّ الظُّهْرِ عُظْمُ الْحِفْظِ
أيْقِظْ وَأَنْظِرْ عَظْمَ ظَهْرِ اللَّفْظِ
54) ظَاهِرْ لَظَى شُوَاظُ كَظْمٍ ظَلَمَا
اغْلُظْ ظَلامَ ظُفْرٍ انْتَظِرْ ظَمَا
55) أَظْفَرَ ظَنًّا كَيْفَ جَا وَعِظْ سِوَى
عِضِينَ ظَلَّ النَّحْلِ زُخْرُفٍ سَوا
56) وَظَلْتَ ظَلْتُمْ وَبِرُومٍ ظَلُّوا
كَالْحِجْرِ ظَلَّتْ شُعَرَا نَظَلُّ
57) يَظْلَلْنَ مَحْظُورًا مَعَ المُحْتَظِرِ
وَكُنْتَ فَظًّا وَجَمِيْعَ النَّظَرِ
58) إِلاَّ بِـ : وَيْلٌ هَلْ وَأُولَى نَاضِرَهْ
وَالْغَيْظُ لاَ الرَّعْدُ وَهُودٌ قَاصِرَهْ
59) وَالْحَظُّ لاَ الْحَضُّ عَلَى الطَّعَامِ
وَفِي ظَنِيْنٍ الْخِلاَفُ سَامِي
60) وَإِنْ تَلاَقَيَا البَيَانُ لاَزِمُ
أَنْقَضَ ظَهْرَكَ يَعَضُّ الظَّالِمُ
61) وَاضْطُرَّ مَعْ وَعَظْتَ مَعْ أَفَضْتُمُ
وَصَفِّ هَا جِبَاهُهُم عَلَيْهِمُ
بَابُ النُّونِ وَالميمِ المُشَدَّدَتَيْنِ وَالْمِيمِ السَّاكِنَةِ
62) وأَظْهِرِ الغُنَّةَ مِنْ نُونٍ وَمِنْ
مِيْمٍ إِذَا مَا شُدِّدَا وَأَخْفِيَنْ
63) الْمِيْمَ إِنْ تَسْكُنْ بِغُنَّةٍ لَدَى
بَاءٍ عَلَى المُخْتَارِ مِنْ أَهْلِ الأدَا
64) وَأظْهِرَنْهَا عِنْدَ بَاقِي الأَحْرُفِ
وَاحْذَرْ لَدَى وَاوٍ وَفَا أنْ تَخْتَفِي(1/55)
بَابُ أَحْكَامِ النُّونِ السَّاكِنَةِ وَالتَّنْوِينِ
65) وَحُكْمُ تَنْوِيْنٍ وَنُونٍ يُلْفَى
إِظْهَارٌ ادْغَامٌ وَقَلْبٌ إِخْفَا
66) فَعِنْدَ حَرْفِ الحَلْقِ أَظْهِرْ وَادَّغِمْ
فِي اللَّامِ وَالرَّا لاَ بِغُنَّةٍ لَزِمْ
67) وَأَدْغِمَنْ بِغُنَّةٍ فِتي يُومِنُ
إِلَّا بِكِلْمَةٍ كَـ : دُنْيَا عَنْوَنُوا
68) وَالقَلْبُ عِنْدَ البَا بِغُنَّةٍ كَذَا
لِاخْفَا لَدَى بَاقِي الحُرُوفِ أُخِذَا
بَابُ المَدِّ
69) وَالمَدُّ لاَزِمٌ وَوَاجِبٌ أَتَى
وَجَائِزٌ وَهْوَ وَقَصْرٌ ثَبَتَا
70) فَلَازِمٌ إِنْ جَاءَ بَعْدَ حَرْفِ مَدّ
سَاكِنُ حَالَيْنِ وَبِالطُّولِ يُمَدّ
71) وَوَاجِبٌ إنْ جَاءَ قَبْلَ هَمْزَةِ
مُتَّصِلاً إِنْ جُمِعَا بِكِلْمَةِ
72) وَجَائزٌ إِذَا أَتَى مُنْفَصِلاَ
أَوْ عَرَضَ السُّكُونُ وَقْفًا مُسْجَلاَ
بَابُ مَعْرِفَةِ الْوَقْفِ وَالابتِداءِ
73) وَبَعْدَ تَجْوِيْدِكَ لِلْحُرُوفِ
لاَبُدَّ مِنْ مَعْرِفَةِ الْوُقُوفِ
74) وَالِابْتِدَاءِ وَهْيَ تُقْسَمُ إِذَنْ
ثَلاَثَةً تَامٌ وَكَافٍ وَحَسَنْ
75) وَهْيَ لِمَا تَمَّ فَإنْ لَمْ يُوجَدِ
تَعَلُّقٌ - أَوْ كَانَ مَعْنًى - فَابْتَدِي
76) فَالتَّامُ فَالْكَافِي وَلَفْظًا فَامْنَعَنْ
إِلَّا رُؤُوسَ الآيِ جَوِّزْ فَالْحَسَنْ
77) وَغَيْرُ مَا تَمَّ قَبِيْحٌ وَلَهُ
الْوَقْفُ مُضْطَرًّا وَيَبْدَا قَبْلَهُ
78) وَلَيْسَ فِي الْقُرْآنِ مِنْ وَقْفٍ يَجِبْ
وَلاَ حَرَامٌ غَيْرُ مَا لَهُ سَبَبْ
بَابُ المَقْطُوعِ والمَوْصُولِ
79) وَاعْرِفْ لِمَقْطُوعٍ وَمَوْصُولٍ وَتَا
فِي المُصْحَفِ الإِمَامِ فِيمَا قَدْ أَتَى
80) فَاقْطَعْ بِعَشْرِ كَلِمَاتٍ أنْ لَّا
مَعْ مَلْجَأَ وَلَا إِلَهَ إِلَّا
81) وَتَعْبُدُوا يَاسِينَ ثَانِي هُودَ لَا
يُشْرِكْنَ تُشْرِكْ يَدْخُلَنْ تَعْلُوْا عَلَى
82) أَن لَّا يَقُولُوا لَا أَقُولَ إِن مَّا(1/56)
بِالرَّعْدِ وَالمَفْتُوحَ صِلْ وَعَن مَّا
83) نُهُوا اقْطَعُوا مِن مَّا بِرُومٍ وَالنِّسَا
خُلْفُ المُنَافِقِينَ أَم مَّنْ أَسَّسَا
84) فُصِّلَتِ النِّسَا وَذِبْحٍ حَيْثُ مَا
وَأَن لَّمِ المَفْتُوحَ كَسْرُ إِنَّ مَا
85) الانْعَامَ وَالمَفْتُوحَ يَدْعُونَ مَعَا
وَخُلْفُ الانْفَالِ وَنَحْلٍ وَقَعَا
86) وَكُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَاخْتُلِفْ
رُدُّوا كَذَا قُلْ بِئْسَمَا وَالْوَصْلُ صِفْ
87) خَلَفْتُمُونِي وَاشْتَرَوْا فِي مَا اقْطَعَا
أُوحِيْ أَفَضْتُمُ اشْتَهَتْ يَبْلُوا مَعَا
88) ثَانِي فَعَلْنَ وَقَعَتْ رُومٌ كِلَا
تَنْزِيْلُ شُعَرَا وَغَيْرَها صِلَا
89) فَأَيْنَمَا كَالنَّحْلِ صِلْ وَمُخْتَلِفْ
فِي الشُّعَرَا الْأَحْزَابِ وَالنِّسَا وُصِفْ
90) وَصِلْ فَإِلَّمْ هُودَ أَلَّنْ نَجْعَلَ
نَجْمَعَ كَيْلاَ تَحْزَنُوا تَأْسَوْا عَلَى
91) حَجٌّ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَقَطْعُهُمْ
عَن مَّنْ يَشَاءُ مَنْ تَوَلَّى يَوْمَ هُمْ
92) ومَالِ هَذَا وَالَّذِينَ هَؤُلَا
تَحِينَ فِي الإمَامِ صِلْ وَوُهِّلَا
93) وَوَزَنُوهُمُ وَكَالُوهُمْ صِلِ
كَذَا مِنَ الْ وَيَا وَهَا لاَ تَفْصِلِ
بَابُ التَّاءاتِ
94) وَرَحْمَتُ الزُّخْرُفِ بِالتَّا زَبَرَهْ
الاعْرَافِ رُومٍ هُودِ كَافَ الْبَقَرَهْ
95) نِعْمَتُهَا ثَلاثُ نَحْلٍ إبْرَهَمْ
مَعًا أَخِيْرَاتٌ عُقُودُ الثَّانِ هَمّ
96) لُقْمَانُ ثُمَّ فَاطِرٌ كَالطُّورِ
عِمْرَانَ لَعْنَتَ بِهَا وَالنُّورِ
97) وَامْرَأَتٌ يُوسُفَ عِمْرَانَ الْقَصَصْ
تَحْرِيْمُ مَعْصِيَتْ بِقَدْ سَمِعْ يُخَصّ
98) شَجَرَتَ الدُّخَانِ سُنَّتْ فَاطِرِ
كُلًا وَالَانْفَالِ وَأُخْرَى غَافِرِ
99) قُرَّتُ عَيْنٍ جَنَّتٌ فِي وَقَعَتْ
فِطْرَتْ بَقِيَّتْ وَابْنَتٌ وَكَلِمَتْ
100) أَوْسَطَ الَاعْرَافِ وَكُلُّ مَا اخْتُلِفْ
جَمْعًا وَفَرْدًا فِيْهِ بِالتَّاءِ عُرِفْ
بَابُ هَمْزِ الوَصْلِ(1/57)
101) وَابْدَأْ بِهَمْزِ الْوَصْلِ مِنْ فِعْلٍ بِضَمّ
إنْ كَانَ ثَالِثٌ مِنَ الفِعْلِ يُضَمّ
102) وَاكْسِرْهُ حَالَ الْكَسْرِ وَالْفَتْحِ وَفِي
الَاسْمَاءِ غَيْرَ اللاَّمِ كَسْرُهَا وَفِي
103) ابْنٍ مَعَ ابْنَتِ امْرِئٍ وَاثْنَيْنِ
وَامْرَأةٍ وَاسْمٍ مَعَ اثْنَتَيْنِ
بَابُ الوَقْفِ عَلَى أَوَاخِرِ الْكَلمِ
104) وَحَاذِرِ الْوَقْفَ بِكُلِّ الحَرَكَهْ
إِلاَّ إِذَا رُمْتَ فَبَعْضُ الحَرَكَهْ
105) إِلاَّ بِفَتْحٍ أَوْ بِنَصْبٍ وَأَشِمّ
إِشَارَةً بِالضَّمِّ فِي رَفْعٍ وَضَمّ
الخَاتِمَةُ
106) وَقَد تَّقَضَّى نَظْمِيَ المُقَدِّمَهْ
مِنِّي لِقَارِئِ القُرْانِ تَقْدِمَهْ
107) أَبْيَاتُهَا قَافٌ وَزَاىٌ فِي الْعَدَدْ
مَنْ يُحْسِنِ التَّجْوِيدَ يَظْفَرْ بِالرَّشَدْ
108) [وَالحَمْدُ للهِ لَهَا خِتَامُ
ثُمَّ الصَّلاَةُ بَعْدُ وَالسَّلاَمُ
109) عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى وَآلِهِ
وَصَحْبِهِ وتَابِعِي مِنْوَالِهِ ]
****
R
ثانياً : ضبط متن الجزرية
المقدمة
قول الناظم - رحمه الله -
( يَقُولُ رَاجِي عَفْوِ رَبٍّ سَامِعِ مُحَمَّدُ ابْنُ الْجَزَرِيِّ الشَّافِعِي )
قوله " عفوِ " : بالجر مضاف إليه ، ويقال فيها كما قيل في : "راجي رحمةِ" في مقدمة متن" التحفة "(1/58)
قوله "سامعِ " : بإشباع كسرة " العين " لفظا للوزن ، هكذا : "سامعي" ؛ لكي يناسب قوله في الشطر الثاني :" الشافعي" والأصل أن يقال :" سميع " ؛ لأنه أبلغ ؛ ولأن أسماء الله - تعالى- توقيفية (1) ) ؛ فيُسمى الله بما سمى به نفسه وبما سماه به رسوله - صلي الله عليه وسلم - ؛ ولكن ربما أتى به الناظم - رحمه الله - من باب الإخبار(2) )؛ لأن باب الإخبار أوسع من باب الصفات ، وباب الصفات أوسع من باب الأسماء ، كقولهم عن الله : موجود ، ومتكلم ، قال الإمام السَّفَّاريني - رحمه الله - في عقيدته المسمى بـ" الدرة المضية " :
حيٌّ عليمٌ قادرٌ موجودُ .............. قامَتْ به الأشياءُ والوجودُ
وقال الشيخ / حافظ حكمي - رحمه الله - في منظومته " سلم الوصول " :
ثمَّ العبادةُ هيَ اسمٌ جامِعُ ........... لكلِّ ما يرضى الإلهُ السامِعُ
فالسَّفَّاريني - رحمه الله - أتى باسم " الموجود " ، والشيخ حافظ حكمي - رحمه الله - أتى بـ " السامع " ، وهما ليسا من أسماء الله الحسنى .
وغير ذلك مما أخبر الله به عن نفسه ، وهو كثير ، فنخبر عن الله بأنه موجود ، ومتكلم ؛ ولكن لا يصح التسمية بذلك فنقول : اسمه : الموجود أو المتكلم ، والله أعلم .
قول الناظم - رحمه الله - :
( مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمُقْرِئِ الْقُرْآنِ مَعْ مُحِبِّهِ )
قوله " محمدٍ " : بالجر علي أنه عطف بيان ، أو بدل من " نبيه " ، وقيل : من مصطفاه .
__________
(1) أي : متوقفة على ما أتى في الكتاب والسنة ، ولا يجوز الاجتهاد فيها ، وهذا معنى قولهم : الأسماء توقيفية ، وليست توفيقية .
(2) وهذا في القرآن كثير جداً ؛ كقوله تعالى : ( صنع الله الذي أتقن كل شيء ) ، فهل يسمى الله بالصانع ؟ الجواب : لا ؛ لأنه لم يرد في كتاب ولا سنة ، إنما نخبر عن الله بأنه صانع ، ولا نقول : اسم الصانع ، وله صفة الصنع ، وقس على ذلك - أخي الكريم - .(1/59)
قوله " القرآن " : تقرأ بسكون "الراء " كقراءة حفص ، ويجوز قراءتها بالنقل كقراءة ابن كثير ، والأشهر الأول .
قوله " مَعْ " : بسكون العين للضرورة .
قول الناظم - رحمه الله - :
( وَبَعْدُ إِنَّ هَذِهِ مُقَدِّمَهْ ....................
قوله "مقدمه " : بكسر " الدال "وفتحها ، والكسر أشهر كمقدمة الجيش للجماعة المتقدمة منه ، ونقف بسكون الهاء في (مقدمه , يعلمه) .
قول الناظم - رحمه الله - :
( إذْ وَاجِبٌ عَلَيْهِمُ مُحَتَّمُ ....................
قوله "عليهمُ محتمُ ": بإشباع ضمة " الميم " فيهما .
قول الناظم - رحمه الله - :
.................... لِيَلْفِظُوا بِأَفْصَحِ اللُّغَاتِ )
قوله " ليلفظوا " : وفي نسخة أخري صحيحة "لينطقوا " ، قيل : وهذه النسخة هي التي ضبطت علي لفظ الناظم آخراً ، والمؤدي منهما واحد ؛ إلا أن "النطق" يشمل الحروف الهجائية ، وأما" اللفظ " فإنه يشمل الكلمات المركبة ، ومنه قوله تعالي: " ما يلفظ من قول " والله اعلم .
قول الناظم - رحمه الله - :
( مُحَرِّرِي التَّجْوِيدِ وَالمَوَاقِفِ وَمَا الَّذِي رُسِمَ فِي المَصَاحِفِ )
قوله " محرري " : أصلها : " محررين " وحذفت " النون " للإضافة .
قوله " رُسِم " : بضم " الراء " وكسر" السين " مخففة وفتح" الميم" وفي نسخة أخري : رُسِّم , بتشديد "السين " مع الكسر أيضاً ، ولا يخالف الوزن ، والأشهر التخفيف .
قوله " المواقف ، والمصاحف " : يوقف عليهما بإشباع كسرة " الفاء ".
قول الناظم - رحمه الله - :
( مِنْ كُلِّ مَقْطُوعٍ وَمَوْصُولٍ بِهَا وَتَاءِ أُنْثَى لَمْ تَكُنْ تُكْتَبْ بِـ : هَا )(1/60)
في هذا البيت : جناس لفظي وخطي وهو: الجمع بين متشابهين في اللفظ والخط ، والطباق بين معنيين متقابلين ، ومعني ذلك : أن كلمة "بها " في الشطر الأول كتبت ونطقت مثل "بها" في الشطر الثاني ؛ إلا أنها في الشطر الأول معناها : "فيها" والمعني : من كل مقطوع وموصول في المصاحف ؛ لأن الباء في "بها " بمعني "في " كقوله تعالي :(وإنكم لتمرون عليهم مصبحين * وبالليل ) [الصافات137 :138 ] ؛ أي : في" الليل" , وأما كلمة "بها " في الشطر الثاني فمعناها : "بهاء" التي هي " هاء التأنيث " وحذفت الهمزة للوزن ، والمعني: وتاء أنثي لم تكن تكتب بهاء تأنيث ؛ لذا : ينبغي علي القارئ أن يفرق بينهما في الأداء الصوتي ، والله أعلم .
* * *
ضبط باب مخارج الحروف (1)
قول الناظم - رحمه الله - :
( فَأَلِفُ الجَوْفِ وأُخْتَاهَا وَهِي ....................
قوله "فألف الجوف" : وفي نسخة " للجوف ألف " ،قال ملا علي القارئ - رحمه الله - : وهو غير متزن, أقول : "يتزن البيت إذا سكَّنا اللامَ من " ألْف " ، كما فعلنا في التحفة في قول الناظم : " قبل ألف يلتزم " ، والبيت يكون كالتالي:
( لِلْجَوْفِ أَلْفٌ وَأُخْتَاهَا وَهِي ....................
فإذا قطَّعْنا البيت ، يكون كالتالي :
لِلْجَوْفِ ألْ / فُنْ وَأُخْ / تَاهَا وَهي
0// 0/ 0/ /0 //0 0// 0/ 0/
مستفعلن مستعل مستفعلن
فالتفعيلة الأولى ، والأخيرة : كاملة لم يدخلها شيء ، وأما الثانية ( فُنْ وَ أَ خْ ) ، فحذف منها الساكن الرابع وهو : " الفاء " ، وهو ما يسمي بـ "الطيِّ " ، وأيضا حذف ساكن الوتد المجموع وسكن ما قبله ، وهو ما يسمي بـ "القطع " .
وفي الطيبة : فالجوف للهاوي وأختيه وهي
والمشهور عند أكثر الناس هو " فألف الجوف " ، والله أعلم .
__________
(1) في إعرابه وجوه منها : أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هذا باب , ومنها : أنه مبتدأ ، والخبر محذوف تقديره: باب الإعراب هذا محله ، وغير ذلك من الوجوه .(1/61)
قول الناظم - رحمه الله - :
.................... وَمِنْ وَسَطِهِ فَعَيْنٌ حَاءُ )
قوله"ومن وسطه" : وفي نسخة "ثم لوسطه" وأخري "وما لوسطه" ، و"السين " فيها وجهان: الفتح أو الإسكان ، وقد تكلمنا عن الفرق بين فتح " السين " وسكونها عند قول الجمزوري " والمد وسطه ".
قول الناظم - رحمه الله - :
.................... أَقْصَى اللِّسَانِ فَوْقُ ثُمَّ الْكَافُ )
قوله "فوقُ " : ظرف مبني علي الضم أي فوقه الكاف وكذلك "أسفل" أي من الكاف.
قول الناظم - رحمه الله - :
( أَسْفَلُ وَالْوَسْطُ فَجِيمُ الشِّينُ يَا وَالضَّادُ مِنْ حَافَتِهِ إِذْ وَلِيَا
لاضْرَاسَ ....................... ................................ )
قوله " والوسط " : بسكون "السين " .
قوله " فجيم الشين يا " بحذف الهمزة من " ياء " لضرورة الوزن .
قوله " من حافته " حَافَتِهِ : بفتح " الفاء " دون تشديدها .
قوله "الَاضراس" : بنقل حركة الهمزة إلي الساكن قبلها ؛ كقراءة : ورش فتقول : "لَاضراس" بلام مفتوحة بعدها " ضاد " ساكنة .
قول الناظم - رحمه الله - :
( وَالنُّونُ مِنْ طَرْفِهِ تَحْتُ اجْعَلُوا وَالرَّا يُدَانِيهِ لِظَهْرٍ أَدْخَلُ
وَالطَّاءُ وَالدَّالُ وَتَا مِنْهُ وَمِنْ عُلْيَا الثَّنَايَا والصَّفِيْرُ مُسْتَكِنّ )
قوله :" والنونُ ": بالرفع مبتدأ , وبالنصب مفعول مقدم أي : واجعلوا النون ، والأشهر الأول .
قوله " طَرَفه " بفتح أو سكون " الراء " ، والفتح هو الأشهر ، وعليه يكون البيت كالآتي :
( وَالنُّونُ مِنْ طَرَفِهِ تَحْتُ اجْعَلُوا ...................
( والنون من / مستفعلن ، طرفه / متعلن ، تحت اجعلوا / مستفعلن )(1/62)
فالتفعيلة الأولى والثالثة : كاملة لم يدخل عليها شيء من الزحافات ، وأما الثانية : "طرفه "، "متعلن " ، فحذف منها الساكن الثاني وهو" السين "، وهو ما يسمى بـ الخبن ، وحذف منها الساكن الرابع وهو "الفاء " وهو ما يسمى بـ " الطيَّ " .
وأما على سكون" الطاء " من " طرفه " يكون البيت كالتالي :
( وَالنُّونُ مِنْ طَرْفِهِ تَحْتُ اجْعَلُوا ....................
( والنون من / مستفعلن ، طَرْفه / مُسْتَعِل ْ ، تحت اجعلوا / مستفعلن )
فالتفعيلة" الأولى والثالثة " مثل سابقتها كاملة ، وأما الثانية : فهي التي تغيرت بسكون " السين " ، فكانت بفتح "السين " : " متعلن " ، وأما بالسكون " مُسْتَعِلْ " : فحذف منها الساكن الرابع وهو : " الفاء " ، وحذف منها ساكن الوتد المجموع وسكن ما قبله ، وهو ما يسمي بـ "القطع " .
فكما رأينا من الناحية العروضية "الفتح والسكون "جائز في قوله " طرفه " ، والفتح أشهر وبه قرأت .
قوله " تحتُ اجعلوا " : " تحتُ ": ظرف مبني علي الضم .
قوله : " والرا " : بحذف الهمزة لضرورة الوزن .
قوله " لظهر أدخلُ " يوقف على " أدخلُ " بإشباع ضمة " اللام " ؛ لتوافق قوله في الشطر الأول " اجعلوا" ، وفي نسخة أخرى أتت لفظاً وخطاً " أدخلوا " بصيغة الجمع ، وهو يحتمل الأمر والمضي .
قوله " والدال وتا ، والذال وثا " : بحذف الهمزة فيهما لضرورة الوزن .
قوله" والصفير مستكنّ " : الأصل فيها تشديد "النون "، من استكنَّ ، بمعنى : مستقر ؛ لذا ينبغي للطالب أن يوقف عليها بضغط الصوت من" الكاف "إلى" النون "دون تطويل الفترة الزمنية للغنة ، وهذا يسمى بـ" النبر " .
وأما قول الشيخ / ملا على القاري عن " مستكنّ " بتخفيف " النون " مراعاة للوزن : فإنه يقصد بذلك عدم الوقف بتشديد " النون " مع الغنة ، حتى يوافق ذلك قول الناظم في الشطر الأول " منه ومن " لفظاً ، وهذا لا يتنافى مع ما قلناه من حيث الوقف بـ "النبر" .(1/63)
قول الناظم - رحمه الله - :
( مِنْ طَرَفَيْهِمَا وَمِنْ بَطْنِ الشَّفَهْ فَالْفَا مَعَ اطْرافِ الثَّنَايَا المُشْرِفَهْ )
قوله " ومن بطن الشَفه " : بفتح " الشين " وكسرها ، والفتح أشهر ، وسكون " الهاء " .
قوله " معَ اطْراف " : بنقل حركة " الهمزة " من " أطراف " وحركتها " الفتح " إلى الساكن قبلها وهو " العين " من " مَعْ " فتنتقل من" العين " المفتوحة إلي "الطاء " الساكنة ، "والهمزة "حذفت ، وهو ما يسمى بـ "النقل " عند " ورش " .
* * *
ضبط باب صفات الحروف
قول الناظم - رحمه الله - :
( صِفَاتُهَا جَهْرٌ وَرِخْوٌ مُسْتَفِلْ مُنْفَتِحٌ مُصْمَتَةٌ وَالضِّدَّ قُلْ )
قوله " جهرٌ ورِخْوٌ " : في "الراء" من "رخو " : الفتح والضم والكسر ، والأخير أشهر ، وكذا في " رخوٍ " من قوله : " وبين رِخوٍ والشديد " .
قول الناظم - رحمه الله - :
( .................................. وَسَبْعُ عُلْوٍ خُصَّ ضَغْطٍ قِظْ حَصَرْ
وَصَادُ ضَادٌ طَاءُ ظَاءٌ مُطْبَقَهْ وَفِرَّ مِنْ لُبِّ الحُرُوفُ المُذْلَقَهْ )
قوله "وسبْعُ" : بضم العين وكسرها ، والضم أشهر.
قوله " وصادُ ضادٌ طاءُ ظاءٌ " : بضم الأول والثالث وتنوين الثاني والرابع مع الضم لوزن البيت ، وحذف الناظم - رحمه الله - الواو العاطفة لضرورة الوزن أيضا .
قوله "مطبَقة" : بفتح الباء ويجوز كسرها .
قوله "وفَرَّ مِنْ لُبِّ" : بفتح" الفاء" , وفي بعض النسخ بكسر" الفاء ".
قوله "لُبِّ" بحذف التنوين للوزن , "الحروفُ" : مبتدأ ، واللبُّ : العقل , والمعني : فَرّ الجاهل من العاقل
قوله " قُطبُ " : بتثليث " القاف " ، والضم أشهر .
قول الناظم - رحمه الله - :
( ...................................... قَلْقَلَةٌ قُطْبُ جَدٍ وَاللِّينُ
وَاوٌ وَيَاءٌ سُكِّنَا وَانْفَتَحَا قَبْلَهُمَا وَالانْحِرَافُ صُحَّحَا )
قوله " جَدٍ " : الأصل فيها تشديد " الدال " وخُففَ للوزن .(1/64)
قوله "سُكِّنا" : بضم السين , وتشديد الكاف مع الكسر وفي نسخة أخري "سَكَنا" بفتح السين والكاف دون تشديد .
قوله"والِانحرافُ" : بنقل حركة الهمزة للساكن قبلها فتحذف الهمزة كقراءة ورش .
قول الناظم - رحمه الله - :
( فِي اللَّامِ وَالرَّا وَبِتَكْرِيرٍ جُعِلْ وَلِلتَّفَشِّي الشِّيْنُ ضَادًا اسْتَطِلْ )
قوله "والرا " : بحذف الهمزة لضرورة الوزن .
قوله " اسْتَطِل" : بفتح التاء وكسر الطاء , وهذا هو الأشهر.
* * *
ضبط باب التجويد
قول الناظم - رحمه الله - :
( وَالأَخْذُ بِالتَّجْوِيدِ حَتْمٌ لازِمُ مَنْ لَمْ يُصَحِّحِ الْقُرَآنَ آثِمُ )
قوله " من لم يصححِ القرَان ":وفي بعض النسخ "من لم يجود " وهو المشهور ، ولكن الأفضل : "من لم يصحح " .
قال سيف الدين الفضالي - رحمه الله - في الجواهر المضية (1): "وفي بعض النسخ بدل من " يجود "يصحح " والمراد بالتصحيح : مراعاة قواعد التجويد خاصة وإن كان تارك التصحيح بمراعاة قواعد الإعراب آثما أيضاً , لأن الكلام في التجويد فقط " . ا هـ .
__________
(1) انظر : الجواهر المضية شرح الجزرية للفضالي صـ 150- 151 تحقيق / عزة بنت هاشم ، دار الرشد .(1/65)
قال الشيخ الدكتور /أيمن رشدي سويد -تعليقا علي ما سبق- : "جعل الشارح التصحيح مرادفاً للتجويد، والظاهر- والله أعلم- أن بينهما عموماً وخصوصاً ؛ فكل من جوَّد القرآن صحح حروفه ولا عكس هذا إن قلنا : إن التصحيح هو أن يقرأه قراءة لا تخل بالمعني أو الإعراب ، فكلمة التجويد : تشمل التصحيح وزيادة ، وهذا التعريف يشمل" اللحن الخفي" و " اللحن الجلي " فاللحن الجلي : كتغيير الإعراب أو الإخلال بالمعني ، واللحن الخفي : كعدم الهمس في المهموس والقلقلة في المقلقل فعندما نقول : " من لم يجوّد القران " يشمل كل ذلك ، فالتجويد : يشمل" اللحن الجلي والخفي " فكل من ترك غنة أو إدغاما أو إخفاء أو قلقلة أو همسا أو مداً يكون آثما ؟ وعلي ذلك فالإثم له موضع اتفاق بين العلماء وموضع اختلاف ؛ فموضع الاتفاق هو : الإخلال بالمعني والإعراب , وموضع الاختلاف هو : صفات الحروف التزينية التكميلية التي تزيد بهاء الحرف ووضوحه دون أن تخرجه عن حيزه إلي حيز غيره " . ا هـ . بتصرف وبعض الزيادات .
أقول (حسن الورَّاقي ) : إن الأفضل أن نقول : " من لم يصححِ القرَان آثم " ؛ حتى يكون هذا الإثم يلحق من أخل بالمعني أو الإعراب مع المقدرة علي التعليم والتصحيح ، وأيضا حتى لا نُأثِّم كل من وقع في اللحن الخفي علي الإطلاق ؛ فليس كل صاحب لحن خفي آثماً ، والمسألة هذه فيها خلاف بين العلماء .
وقال الملا علي القارئ في المنح الفكرية : ص19 طبعة الحلبي : " من لم يصحح القران " : بأن يقرأه قراءة تخل بالمعني والإعراب كما صرح به الشيخ زكريا ، خلافاً لما أخذه الشّراح منهم : ابن المصنف علي وجه العموم الشامل للحن الخفي ؛ فإنه لا يصح كما لا يخفي ، وأغرب من هذا أن الشارح المصري (1) ) ضعف قول زكريا الأنصاري مع أنه شيخ الإسلام في مذهبه " .
__________
(1) يقصد بالشارح المصري : سيف الدين الفضالي في شرحه على الجزرية المسمى بـ " الجواهر المضية " .(1/66)
-ولفظ القران في البيت من " من لم يصححِ القرَان " يقرأ بالنقل كقراءة ابن كثير .
قوله"وهو" من قوله " وهو أيضا حلية القراءة " : بضم الهاء وكذلك في اللفظ الآخر في " وهو إعطاء " وفي بعض المخطوطات بسكون الهاء .
قوله "التلاوة , القراءة" , بإشباع كسرة " التاء" ، فيهما ، وفي نسخة أخري بسكونهما ، والأشهر الكسر .
قوله "من كل صفة" , وفي نسخة أخري " من صفة لها ومستحقها " .
قوله "وردُّ " من قوله :"ورد كل واحد لأصله" هو الصرف , واللام في لأصله: بمعني إلي , والنظير والمثل بمعني ،والمعني : ينبغي علي كل قارئ أن يصرف كل حرف إلي حيزه ومخرجه وإعطاءه الصفات اللازمة أو العارضة له .
قوله" مكمَّلا " : بفتح" الميم " الثانية وكسرها ، وهو اسم مفعول من الكمال , فعلي فتح" الميم " ؛ أي :حال كون الملفوظ به من" مخرج وصفة " مكمَّل الأداء غير ناقص , وعلي كسرها ؛ أي : حال كون اللافظ وهو القارئ مكمِّل الصفات حقها ( الصفات اللازمة التي لا تنفك عن الحرف ) ومستحقها ( الصفات العارضة التي تأتي مع الأحرف أحيانا وتفارقه أحيانا أخري كالتفخيم والترقيق ...... ) .(1/67)
قوله" باللطف في النطق بلا تعسف " : أي ينبغي علي القارئ ألا يبالغ في النطق بالحرف ،كما نسمع من يتكلف ويتعسف في نطق" الهمزة " من (الأرض , الأرحام) وغير ذلك ؛ فتخرج كأنها مقللة ، وكذلك المبالغة في "الباء"من "برق" و " الحاء " من "أحطت , حصحص" فتسمع الحرف كأنه مقلل من المبالغة في ترقيقه ، وكذلك المبالغة في ترقيق " همزة الوصل" عند البدء بها من اسم الجلالة "الله" ، وسبب ذلك التقليل هو : بسط الشفتين عند النطق بالحرف المرقق ، وكذا ينبغي على القارئ : عدم ضم الشفتين عند النطق بالحرف المفخم أو الساكن ، ويطلق بعضهم علي هذين العملين بـ " الابتسامة والقبلة " فيقولون : القراءة عبارة عن ابتسامة وقبلة ؛ يعني : تبتسم عند النطق بالحرف المرقق ببسط الشفتين ، وتنطق الحرف المفخم كأنك تقبل أخاك ، كناية عن ضم الشفتين عند النطق بالحرف المفخم أو الساكن المفخم لبيان التفخيم - زعموا - ، وأخطئوا في ذلك ؛ لأن التعبير غير دقيق ؛ ولأنه يؤدي إلى مجاوزة الحد عند النطق بالحرف وإلى أخطاء كثيرة جداً بسبب هذه القاعدة ، وما زلنا نعاني من تصحيح ذلك للطلاب ؛ لأنه منتشر بكثرة في دور التعليم والإقراء ، ولا يهتم به كثيراً من المقرئين ، وقد تكلمت على ذلك بالتفصيل وبينته في كتابنا " فتح العلي في بيان اللحن الجلي والخفي " ؛ فلينتبه كل طالب علم ، وكل قارئ ومقريء إلي هذه الأمور ؛ لأنها منتشرة جداً ؛ وخلاصة القول نقول : إن القارئ الماهر: هو الذي يتوسط في قراءته دون إفراط ولا تفريط ، ويتأتى النطق الصحيح لذلك كله : بمعرفة كيفية نطق الحركات( الفتحة و الضمة والكسرة ) والخالي منها ، وهو : السكون، والله أعلم .
قوله "بفكه " : من الفك الذي هو الفم ؛ وليس من الكف بكفه كما قاله صاحب الأناشيد الإسلامية في شريطه الجديد .
* * *(1/68)
باب في ذكر بعض التنبيهات(1)
قول الناظم - رحمه الله - :
( فَرَقِّقَنْ مُسْتَفِلًا مِنْ أَحْرُفِ ................................. )
قوله " من أحرف " : بإثبات النون ويجوز النقل .
قول الناظم - رحمه الله - :
( ................................ وَحَاذِرَنْ تَفْخِيمَ لَفْظِ الأَلِفِ )
قوله "وحاذرن" : بالنون المخففة المؤكدة ، وفي نسخة أخري "وحاذراً" بالتنوين كقوله "لنسفعاً" و "ليكوناً" ، والمعني :كن حذراً من تفخيم لفظ " الألف" إن سبقت بحرف مرقق ؛ لأنه من المعلوم أنه إذا سبق بحرف مفخم فُخم مثل "قال".
قول الناظم - رحمه الله - :
( وَهَمْزَ اَلْحَمْدُ أَعُوذُ اِهْدِنَا ................................ )
قوله "وَهَمْزَ " : بالواو ، وفي نسخة أخري : "كهمزِ" بالكاف , فعلي النصب يكون مفعولاً،ويكون التقدير : ورققن همزَ , وعلي دخول الكاف تكون : كهمزِ مجرورة ، بدخول" كاف " التشبيه ، وقيل على تقدير : وحاذراً تفخيم "همز" الحمد ؛ ولكن من قرأ "وهمزَ " بالنصب ؛فعليه أن يراعي بقية الكلمات بالنصب على المفعولية مثل : و"الميمَ " ، "وباءَ "، و "حاءَ "، و"سينَ " وغيرها ؛ ومن قرأ "كهمز" بالجر: عليه أن يراعي أيضا بقية الكلمات بالجر.
قوله " الحمد " : تقرأ بقطع همزة الوصل ؛ كأنك تبدأ بها في " الفاتحة " .
قوله " اِهدنا " تقرأ بقطع همزة الوصل فتكون التفعيلة " مستعلن " ، وتقرأ بهمزة الوصل فتكون التفعيلة " مستعل " ، والأول به قرأت وأقرئ .
قوله " الحمدُ أعوذُ " رُفِعَ علي الحكاية .
قول الناظم - رحمه الله - :
( وَلْيَتَلَطَّفْ وَعَلَى اللهِ وَلاَ الضْـ وَالْمِيمَ مِنْ مَخْمَصَةٍ وَمِنْ مَرَضْ )
__________
(1) وفي بعض النسخ : باب الترقيق وبعض التنبيهات ، وبعضها : باب الترقيق؛ ثم يقال قبل بيت : وهمز الحمد ... باب استعمال الحروف , ومضمون كل هذا واحد .(1/69)
قوله "ولا الض" المقصود به : "ولا الضالين" ؛ وإنما وقف الناظم علي" الضاد " بالسكون من "ولا الضالين" ؛ لأنها بدل عن" لام " التعريف كما وقف علي" لام " التعريف من قال:
دَعْ ذا وَقَدِّم ذا وأَلْحِقْنَا بِذَا ال ......... بالشَّحم إنا قد قَلِلْنَاهُ يَحَلْ
والبيت من "بحر الرجز " وهو لغيلان بن حريث الربعي الراجز ، وذكر محقق الكتاب الأستاذ / عبد السلام هارون : أن الشاهد فيه هو جواز فصل " الألف " و "اللام " مما بعده عند تذكر المتكلم شيئا ثم إعادتها عند التذكير متصلة بما بعهدها (1) .
بعضهم قال: إن الناظم وقف علي "اللام" هنا لضرورة النظم ومنهم : ملا علي القارئ ورد َّالتعليل السابق بقوله : غير مفيد لوجه الاعتذار عن المصنف ؛ لأنه بعد الإدغام يصير" ضادا "مشددا لا يجوز فكه ، مع أن القلب لا يصح إلا عند اجتماعه مع "الضاد" دون انفكاكه عنه علي أن الوقف علي" لام " التعريف وقطعه عن مدخوله لا يصح لا كتابة ولا قراءة بلا خلاف بين أرباب الدراية والرواية ، فيتعين أن يكون فعل هذا للضرورة .
"تنبيه بخصوص هذا البيت والذي بعده "
ينبغي عدم التكلف والمبالغة في ترقيق" اللام "من قوله : " وليتلطف " وكذلك "الميم" من: " مخمصة , مرض " وكذلك" الباء " من " برق , باطل " وغير ذلك كما يفعله بعض الناس : من بسط الشفتين بتكلف فيخرج الحرف المرقق مقللاً، فيفرّ القارئ من محظور فيقع في محظور آخر أكبر منه , وكما قلت سابقا: إن النطق يكون وسطاً لا أن تفخم ، ولا أن تبالغ في ترقيقه ، وهذا يحتاج إلي مشافهة .
* * *
قول الناظم - رحمه الله - :
( ................................... وَاحْرِصْ عَلَى الشِّدَّةِ وَالجَهْرِ الَّذِي )
قوله"واحرص " : بالواو , وفي نسخة أخري بالفاء " فاحرص " .
__________
(1) انظر " الجواهر المضية " صـ179-180 ، بتحقيق / عزة بنت هاشم ، دار الرشد .(1/70)
قوله "الجهر الذي" : الأصل أن يقال : فاحرص علي الشدة والجهر اللذين فيهما .. ولكن حذف ذلك لضرورة وزن المبني ؛ ولكي تناسب قوله في الشطر الأول "بذي" .
قول الناظم - رحمه الله - :
( فِيهَا وَفِي الْجِيمِ كَـ :حُبِّ الصَّبْرِ رَبْوَةٍ اجْتُثَّتْ وَحَجِّ الْفَجْرِ )
قوله "حُبِّ الصَّبْرِ": بـ "الحاء "وليست بـ "الجيم " ؛ كقوله تعالي : " يحبونهم كحب الله" ( البقرة : 165 ) , وهذا هو المشهور وفي كل النسخ كذلك , ولا أعلم شيئا عن قولهم : كجب الصبر : بالجيم كقوله تعالي "في غيابات الجب" (يوسف :10) ؛ حيث إن تحقيق" صفتي الشدة والجهر" يعود علي "الباء والجيم "، ثم مثَّل الناظم للباب بـ " حب " , " الصبر " , "ربوة " ومثل للجيم بـ " اجتثت" , "حج " , "الفجر "والله أعلم .
قوله "ربوةٍ" : يجوز ضم تنوين " ربوة " وكسرها ، وفي بعض النسخ بالنصب والجر دون التنوين " ربوةَ" , " ربوةِ" ؛ ولكنه قليل ، والأشهر الكسر بالتنوين علي تقدير : وكباءِ ربوةٍ , عطفاً علي " كَحبِّ الصبرِ " .
قوله" حَجِّ " : بكسر" الجيم " وضمها ؛ فالضم يكون علي الحكاية " ولله علي الناس حَجُّ البيت " ( آل عمران : 97 ) وبالكسر علي تقدير : وكباء " ربوة " وكـ " حج" ولا يصح جر " حج " علي الحكاية : إذ لم يعرف لفظ " حج" منكرا مجرورا في القران , إنما جاء معرفا سواء كان منصوبا أو مضموما كقوله تعالي : "وأتموا الحج والعمرة لله " (البقرة: 196) وكقوله تعالي : " الحج أشهر معلومات " (البقرة : 197) والله أعلم .
قول الناظم - رحمه الله - :
( وَبَيِّنَنْ مُقَلْقَلاً إِنْ سَكَنَا وَإِنْ يَكُنْ فِي الْوَقْفِ كَانَ أَبْيَنَا )
قوله "وَبَيِّنَنْ" : بنون التوكيد المخففة
قوله "مُقَلقَلاً" : بفتح" القاف" الثانية وكسرها , والأظهر الفتح ؛ فبالفتح : يعود البيان علي حروف القلقلة نفسها , وبالكسر: يعود البيان علي القارئ الذي يقلقل حروف القلقة حال كونها ساكنة .(1/71)
قول الناظم - رحمه الله - :
( وَحَاءَ حَصْحَصَ أَحَطتُّ الْحَقُّ وَسِينَ مُسْتَقِيمِ يَسْطُو يَسْقُو )
قوله "وحَاء" : منصوب بالمفعولية لقوله : "وبينن" .
قوله "الحَقُّ" : مرفوع علي الحكاية ,مع أنه وما بعده معطوفان علي "حصحص" بحذف العاطف , والمعني " وبينن أيها القارئ ترقيق" الحاء" من "حصحص" , " أحطت " , " الحق" لمجاورتها لـ "لصاد " و"الطاء "و "القاف " وكلها حروف استعلاء.
قوله "وسِينَ " : منصوبة بالمفعولية أيضا لقوله : "وبينن" , قوله " مستقيمِ " بالكسر علي الإضافة , ويجوز فيها الكسر علي الحكاية لوروده في القرآن الكريم بقوله " إلي صراطٍ مستقيمٍ " وحذف التنوين للضرورة , وقال بعضهم : يجوز فيها الفتح علي الحكاية من قوله تعالي " اهدنا الصراطَ المستقيمَ " (الفاتحة 6) .
قال سيف الدين الفضالي المصري -رحمه الله- في شرحه علي الجزرية صـ190 , مكتبة الرشد :
وقوله ( مستقيمَ ) : بفتح "الميم " من غير تنوين علي الحكاية ؛ لأنه كذلك في سورة الفاتحة، وهذا القول نقله الفضالي المصري من " الفوائد السرية في شرح الجزرية " لمحمد بن إبراهيم بن يوسف الحلبي التاذفي (ت 971 هـ ) وهو مخطوط( (1) ) .
ثم عقَّب علي ذلك القول ملأ علي القارئ صـ28 بقوله : " وأغرب المصري في قوله : " مستقيمَ" بفتح الميم من غير تنوين علي الحكاية لأنه كذلك في سورة الفاتحة ولا يخفي وجه الغرابة , لأنه ليس كذلك في الفاتحة , فإن الموجود فيها معرفة باللام , كما لا يخفي علي من له إلمام بمراتب الكلام " ا هـ كلامه .
قوله " يسطو , يسقو " : الأصل فيهما : "يسطون " من قوله تعالي " يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا " ( الحج ) , و" يسقون " : من قوله تعالي : " ووجد عليه أمة من الناس يسقون " ( القصص ) وحذفت النون فيهما للضرورة ،وأيضا حذف حرف العطف للضرورة .
* * *
ضبط باب " الراءات "
__________
(1) طُبعَ الآن بتحقيق الشيخ / جمال السيد رفاعي .(1/72)
قول الناظم - رحمه الله - :
( إِنْ لَمْ تَكُنْ مِنْ قَبْلِ حَرْفِ اسْتِعْلَا ....................
"استعلا" : الأصل فيها :" استعلاء "بالهمزة وحذفت الهمزة للضرورة , وقال بعضهم: ليس للضرورة : ولكنه بالقصر كوقف حمزة وهشام .
* * *
ضبط باب " اللامات وأحكام متفرقة "
قول الناظم - رحمه الله - :
( وَفَخِّمِ اللَّامَ مِنِ اسْمِ اللَّهِ عَنْ فَتْحٍ أوْ ضَمٍّ كَـ : عَبْدُ اللَّهِ )
قوله : "عن فتحٍ او " بنقل حركة الهمزة للساكن قبلها كقراءة ورش .
قوله "كـ :عبدَُ الله" : بفتح" الدال " أو ضمها ؛ ليصح مثالاً علي وفق العمل القرآني على الحكاية ، والضم أشهر , ويجوز الجر لموافقة الإعراب ؛ ولكنه لم يعط مقصود الناظم - رحمه الله تعالى - ؛ لأن " الدال " إذا كسرت سترقق " اللام " من اسم الله ؛ فلابد من ضم أو فتح " الدال " ؛ ليُعلم الترقيق من الضد .
قول الناظم - رحمه الله - :
( وَحَرْفَ الاسْتِعْلاَءِ فَخِّمْ وَاخْصُصَا الِاطْبَاقَ أَقْوَى نَحْوُ : قَالَ وَالْعَصَا )
قوله"وَحَرْفَ": منصوب علي أنه مفعول به مقدم لـ " فخّم " ، ويجوز رفعه علي تقدير فخمه .
قوله " الِاستعلاءِ " : بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها .
قوله "الاطباق" : بنقل حركة الهمزة للساكن قبلها ، وهو منصوب علي أنه مفعول به للفعل " اخصصا " , أي : واخصصا أنت الاطباقَ .
قوله " نَحْوُ " : بضم " الواو " ويجوز نصبها .
قوله "والعصا" : بـ "الألف " ؛ وليس بـ "الياء" كما في بعض النسخ ؛ وأما قوله " محظورا عصي " : فعصي هنا بـ " الياء " ، والفرق بينهما أن الأول : اسم ، والثاني : فعل .
قول الناظم - رحمه الله - :
( وَبَيِّنِ الإِطْبَاقَ مِنْ أَحَطتُ مَعْ بَسَطتَ وَالخُلْفُ بِـ : نَخْلُقكُّمْ وَقَعْ )
قوله "الإطباقَ" : بسكون " اللام " واثبات همزة القطع .(1/73)
قوله "نخلقكم" : تقرأ في البيت بإدغام" القاف" في " الكاف " حتى يتزن البيت , وأما في رواية حفص : فإن الصحيح في هذه الكلمة هو: الإدغام الكامل كما قال ابن الجزري في النشر : والإدغام الكامل هو الأصح روايةً وأوجه قياساً " وكما ذكره الضباع في صريح النص وبه قرأت علي مشايخي ، وبه أيضاً رُسِمَ المصحف الشريف ، ولا داعي لإثارة الخلاف والنزاع في ذلك ، والله أعلم
قوله" مَعْ " : بسكون" العين " ، وكذا في قوله : " مَعْ ضللنا " .
قول الناظم - رحمه الله - :
( ............................ خَوْفَ اشْتِبَاهِهِ بِـ : مَحْظُورًا عَصَى )
قوله "محظورا ً" : بالنصب علي الحكاية من قوله " وما كان عطاء ربك محظورا " (الإسراء) ويجوز فيها الجر علي الإعراب , والأول أفضل لوجوده في القرآن .
قول الناظم - رحمه الله - :
( وَرَاعِ شِدَّةً بِكَافٍ وَبِتَا كَـ : شِرْكِكُمْ وَتَتَوَفَّى فِتْنَتَا )
قوله "وبتا " : بحذف الهمزة علي قراءة حمزة وقفاً .
قوله " فتنةَ " : يوقف بإشباع فتحة " التاء " ألفاً ، وفي بعض النسخ رُسِمت بالألف هكذا : " فتنتا " ، والمؤدى منهما واحد .
قول الناظم - رحمه الله - :
( وَأَوَّلَىْ مِثْلٍ وَجِنْسٍ إنْ سَكَنْ أَدْغِمْ كَـ : قُلْ رَبِّ وَبَلْ لَّا وَأَبِنْ
فِي يَوْمِ مَعْ قَالُوا وَهُمْ وَقُلْ نَعَمْ سَبِّحْهُ لاَ تُزِغْ قُلُوبَ فَالْتَقَم )
قوله "وأوَّليْ" : بـ " التثنية " مضاف إلي جنس ومثل , وحذفت النون للإضافة ، ونصبه بـ "الياء " علي أنه مفعول مقدم لقوله : " أدغم" ؛ فيكون التقدير : أدغم أولين مثل وجنس إن سكن ؛ ولكن حذفت " النون " للإضافة كما قلنا ؛ وأما من قال بأن : " أوَّلي " مبتدأ مضاف إلي" مثل " , " وجنس " عطف علي مثل , و " إن سكن " جملة شرطية جزاؤها " أدغم" ، والجملة الشرطية مع جزائها خبر المبتدأ , فخطأ فاحش ؛ لأنه لو كان مبتدأ لرُفِع بالألف , وقيل: وأوَّلا مثل وجنس . كما قاله في المنح .(1/74)
قوله"في يوم" : بدون تنوين الميم للضرورة .
" تنبيه "
اعلم - أخي الكريم- : أن هذين البيتين (50-51) في بعض النسخ وُضِعوا تحت عنوان :باب " الإدغام والإظهار " وفي بعض النسخ تحت عنوان " باب اللامات وأحكام متفرقة " , كما أثبته هنا (1) .
* * *
ضبط باب "الضاد والظاء "
قول الناظم - رحمه الله - :
( وَالضَّادَ بِاسْتِطَالَةٍ وَمَخْرَجِ مَيِّزْ مِنَ الظَّاءِ وَكُلُّهَا تَجِي )
قوله"والضَّادَ " : بالنصب والرفع ؛ بالنصب على أنه مفعول مقدم للفعل " ميز" ؛ وبالرفع على الابتداء ، والأولى والأشهر النصب ، وهو موجود في أكثر النسخ ,
قوله "ومخرجِ" : بإشباع كسرة "الجيم " لفظاً حتى تناسب قوله في الشطر الثاني " تجي".
قوله "تجي" : بحذف الهمزة علي قاعدة حمزة وقفاً وليس للضرورة .
قول الناظم - رحمه الله - :
( فِي الظَّعْنِ ظِلُّ الظُّهْرِ عُظْمُ الْحِفْظِ أيْقِظْ وَأَنْظِرْ عَظْمَ ظَهْرِ اللَّفْظِ )
قوله "في الظَّعن" : بفتح " الظاء" مشددة ، مع سكون" العين " .
قوله "ظِلُّ" : بكسر" الظاء " , وتشديد" اللام " مع الضم , وفي بعض النسخ مكسورة "ظلِّ".
قوله "الظُّهْر" : بضم " الظاء " , وسكون " الهاء " .
قوله "عُظْمُ" بضم" العين والميم " ، وسكون " الظاء ".
قوله "الحِفْظِ" بكسر" الحاء " ، وسكون " الفاء " وكسر" الظاء " .
قوله "أَيقِظ وأَنظِر" : بفتح " الهمزة " مع كسر الثالث فيهما .
قوله "عَظْمَ" : بفتح " العين والميم "، وسكون " الظاء ".
قوله "ظَهْر" : بفتح " الظاء " ، وسكون " الهاء ".
قول الناظم - رحمه الله - :
( ظَاهِرْ لَظَى شُوَاظُ كَظْمٍ ظَلَمَا اغْلُظْ ظَلامَ ظُفْرٍ انْتَظِرْ ظَمَا )
قوله "ظاهِرْ" : بكسر" الهاء " وسكون " الراء " ؛ للضرورة أو تنزيلا للوصل منزلة الوقف .
__________
(1) وكما قلنا سابقاً : إنه قيل : إن وضع هذه الأبواب من قِبل العلماء ( الشُّرَّاح ) ، وليس من قِبل المصنف ، والله أعلم .(1/75)
قوله "شُواظ" : بضم" الشين " وكسرها , وهما لغتان صحيحتان قرئ بهما ومعناهما واحد .
قوله " كَظْمٍ " : بسكون " الظاء " وتنوين " الميم " بالكسر , وفي بعض النسخ بكسر" الميم "دون تنوين .
قوله "اغلُظْ" : بضم" همزة الوصل" و" اللام "وسكون " الظاء " .
قوله "ظَلامَ" : بفتح " الظاء " وفتح" الميم " , ويجوز كسر " الميم " .
قوله "ظُفْرٍ" : بضم" الظاء " وسكون " الفاء "وبالتنوين المجرور في " الراء " .
قوله "ظما " : بحذف " الهمزة "علي قاعدة حمزة وقفاً , إذ إن أصلها : "ظمأ" وقيل : حذفت الهمزة للضرورة , وردَّ ذلك الملأ علي القارئ في " المنح " .
قول الناظم - رحمه الله - :
( أَظْفَرَ ظَنًّا كَيْفَ جَا وَعِظْ سِوَى عِضِينَ ظَلَّ النَّحْلِ زُخْرُفٍ سَوا )
قوله " أظفر ظناً " : بالنصب على الحكاية .
قوله " جا " : بحذف " الهمزة " ؛ لضرورة الوزن .
قوله" وَعِظْ " : بفتح " الواو " وكسر " العين " وسكون " الظاء " , وفي نسخة "وَعْظٍ" بفتح " الواو" وسكون " العين " وكسر " الظاء " منونة .
قوله " سِوى " : بكسر " السين " وضمها ، وهو استثناء منقطع .
قوله " زخرفٍ" : بحذف العاطف, وفي نسخة : بالنصب علي الحكاية ، أو علي نزع الخافض .
قوله "سَوَا" : بفتح السين : العدل , وهو غير " سِوي" بكسر" السين " في الشطر الأول , فإن " سوي " استثناء , وسَوا : من المساواة والعدل ؛ أي : حال كونهما في السورتين " النحل والزخرف " مستويتين ، وقد ذكر في ذلك كلاماً كثيراً : ملا على القاري في " المنح " .
قول الناظم - رحمه الله - :
( .............................. كَالْحِجْرِ ظَلَّتْ شُعَرَا نَظَلُّ )
قوله " شعرا " : بحذف " الهمزة ".
قوله " نظلُّ" : بإشباع" اللام " المضمومة لفظاً حتى يتولد منها واواً ؛ لكي تناسب قوله :" ظلوا " في الشطر الأول .
قول الناظم - رحمه الله - :(1/76)
( يَظْلَلْنَ مَحْظُورًا مَعَ المُحْتَظِرِ وَكُنْتَ فَظًّا وَجَمِيْعَ النَّظَرِ )
قوله " المحتَظِر" : بكسر" الظاء " اسم فاعل , وهو الذي يتخذ حظيرة من الحطب وغيره , والحظيرة : هي الزريبة ، وهي التي تعمل للإبل من شجر ؛ لتقيها شدة البرد والريح .
قوله "وجميعَُِ ": يجوز فيها جميع أنواع الإعراب ( فتحة ، ضمة ، كسرة ) .
قول الناظم - رحمه الله - :
( إِلاَّ بِـ : وَيْلٌ هَلْ وَأُولَى نَاضِرَهْ وَالْغَيْظُ لاَ الرَّعْدُ وَهُودٌ قَاصِرَهْ )
قوله "إلا بويلٌ" : يجوز فيه الرفع علي الحكاية لقوله " ويلٌ للمطففين " ، ويجوز فيها الجر بـ "الباء" والوجهان مع التنوين .
قوله "والغيظُ لا الرعدُ وهودٌ قاصره" : وفي نسخة أخري "والغيظِ لا الرعدِ وهودٍ قاصره .
قول الناظم - رحمه الله - :
( وَالْحَظُّ لاَ الْحَضُّ عَلَى الطَّعَامِ وَفِي ظَنِيْنٍ الْخِلاَفُ سَامِي )
قوله"والحظُ لا الحضُ" : بالرفع فيهما , والأول بـ "الظاء " والثاني بـ "الضاد " , وفي نسخة أخري : بالجر فيهما .
قوله "ظنين" : بـ " الظاء " , وفي نسخة بـ "الضاد " والقراءتان متواترتان ، وهذا الخلاف للقراء العشرة ، فنهم من قرأ بـ" الظاء " ، وهم : ابن كثير ، وأبو عمرو البصري ، والكسائي ، ورويس ، ومنهم من قرأ بـ " الضاد " ، وهم : الباقون ومنهم : حفص .
قول الناظم - رحمه الله - :
( وَاضْطُرَّ مَعْ وَعَظْتَ مَعْ أَفَضْتُمُ وَصَفِّ هَا جِبَاهُهُم عَلَيْهِمُ )
قوله " أفضتم" بإشباع ضمة" الميم " ؛ كقراءة : ابن كثير وغيره .
قوله " مَعْ " : في الموضعين بسكون " العين " .
قوله "ها " : بحذف " الهمزة ".
قوله "جباهُهُم" بـ "الضم " علي الحكاية .
قوله "عليهمُ" : بإشباع ضمة " الميم " .
* * *
ضبط باب "النون والميم المشددتين والميم الساكنة "
قول الناظم - رحمه الله - :
( ............................... مِيْمٍ إِذَا مَا شُدِّدَا وَأَخْفِيَنْ )(1/77)
قوله " شُدِّدا " : بضم " الشين " وتشديد " الدال " بالكسر .
قوله "وأخفين" : بـ " النون " المخففة لتأكيد الأمر بالإخفاء .
قول الناظم - رحمه الله - :
( أَلْمِيْمَ إِنْ تَسْكُنْ بِغُنَّةٍ لَدَى بَاءٍ عَلَى المُخْتَارِ مِنْ أَهْلِ الأدَا )
قوله " ألميمَ " : تقرأ بقطع " همزة الوصل " ، وهو :منصوب على أنه مفعول لقوله : "وأخفين" .
قوله " الأدا " : بحذف " الهمزة " .
قول الناظم - رحمه الله - :
( وَأظْهِرَنْهَا عِنْدَ بَاقِي الأَحْرُفِ وَاحْذَرْ لَدَى وَاوٍ وَفَا أنْ تَخْتَفِي )
قوله "وأظهرنها" : بتخفيف " النون " .
قوله " الأحرف " : يوقف بإشباع حركة " الفاء " ؛ لمناسبة قوله في الشطر الثاني : " تختفي " .
قوله "وفا" : بحذف " الهمزة " للوزن .
* * *
ضبط باب أحكام النون الساكنة والتنوين
قول الناظم - رحمه الله - :
( وَحُكْمُ تَنْوِيْنٍ وَنُونٍ يُلْفَى إِظْهَارٌ ادْغَامٌ وَقَلْبٌ إِخْفَا )
قوله " يُلفي" : بصيغة المجهول من : الإلفاء؛ أي : يوجد في أربعة أحكام وهي : الإظهار، والإدغام، والقلب، والإخفاء .
قوله "إظهارٌ ادْغام" : بحذف الهمزة من " ادغام " فتنتقل إلي حركة الساكن قبلها فنتخلص من" التنوين" بالكسر ؛ لالتقاء الساكنين .
قوله "وقلب إخفا " : بقطع الهمزة من "إخفا" وفي بعض النسخ بـ " همزة وصل " ؛ لنقلها إلي الساكن قبلها ,وعروضياً يصح الوجهان , والقطع هو ما قرأنا به علي مشايخنا .
قوله " إخفا " : بحذف" الهمزة " ؛ كقراءة : حمزة وقفاً . والتقدير يكون : إظهار وإدغام وقلب وإخفاء , وحذف حرف العطف في الباقي لضرورة الوزن .
قول الناظم - رحمه الله - :
( فَعِنْدَ حَرْفِ الحَلْقِ أَظْهِرْ وَادَّغِمْ فِي اللَّامِ وَالرَّا لاَ بِغُنَّةٍ لَزِمْ )
قوله "وادَّغم" : بوصل " الهمزة "وتشديد " الدال " مفتوحة .
قوله "والرا " : بحذف " الهمزة " .
قول الناظم - رحمه الله - :(1/78)
( وَأَدْغِمَنْ بِغُنَّةٍ فِتي يُومِنُ إِلَّا بِكِلْمَةٍ كَـ : دُنْيَا عَنْوَنُوا )
قوله "وَأَدْغِمَن" : بـ " النون " المخففة ؛ لتأكيد الأمر بالإدغام .
قوله "يومنُ " : تقرأ بإشباع حركة " النون " ولا تكتب في البيت بـ " الواو " في آخره ، ولا تهمز " يؤمن " ؛ بل تُقرأ بالإبدال ؛ لبيان " الواو" التي من حروف الإدغام في الكلمة .
قوله " عنونوا " : وفي نسخة أخري " صنونوا " وهو أولي لأصل ورودها في القرآن .
قول الناظم - رحمه الله - :
( وَالقَلْبُ عِنْدَ البَا بِغُنَّةٍ كَذَا لِاخْفَا لَدَى بَاقِي الحُرُوفِ أُخِذَا )
قوله " عند البا " : بحذف " الهمزة " .
قوله " الِاخفا " : تقرأ : لِاخفا , بـ " لام " مكسورة وهو ما يسمي بـ " النقل " كقراءة ورش , وتحذف الهمزة الأخيرة .
* * *
ضبط " باب الممد "
قول الناظم - رحمه الله - :
( .............................. وَجَائِزٌ وَهْوَ وَقَصْرٌ ثَبَتَا )
قوله "وهْو" : بسكون " الهاء " للوزن ؛ ولو قرئت بـ" الضم " كما في بعض النسخ ؛ لاختل الوزن .
قول الناظم - رحمه الله - :
( فَلَازِمٌ إِنْ جَاءَ بَعْدَ حَرْفِ مَدّ سَاكِنُ حَالَيْنِ وَبِالطُّولِ يُمَدّ )
قوله " مدّ , يمدّ " : يوقف بالسكون مع تشديد" الدال " فيهما .
قول الناظم - رحمه الله - :
( وَوَاجِبٌ إنْ جَاءَ قَبْلَ هَمْزَةِ مُتَّصِلاً إِنْ جُمِعَا بِكِلْمَةِ )
قوله " همزةِ , بكلمةِ " : يوقف عليهما بإشباع كسرة " التاء" لفظاً ، هكذا : " همزتي ، بكلمتي " .
* * *
ضبط باب معرفة الوقف والابتداء
قول الناظم - رحمه الله - :
( وَالِابْتِدَاءِ وَهْيَ تُقْسَمُ إِذَنْ ثَلاَثَةً تَامٌ وَكَافٍ وَحَسَنْ )
قوله "والابتداءِ" : بنقل حركة الهمزة للساكن قبلها , وبالهمز في آخره و وفي بعض النسخ " والابتدا " بحذف الهمز , والبيت يتزن بكلا الوجهين .
قوله "وهْي" : بسكون " الهاء " للوزن .(1/79)
قوله " تُقْسَم" : بضم" التاء " وسكون " القاف " وفتح " السين " مخففة , بصيغة المجهول .
قوله " إذن " : بمعني : حينئذ وهو ظرف "لتقسم" .
قوله"ثلاثةً" : منصوب علي المفعولية من" تُقْسَم ", والتقدير : تقسم هي ثلاثة .
قوله " تَامٌ ": بتخفيف الميم للضرورة , و "تام" خبر لمبتدأ محذوف تقديره :" هي " ,
قوله "كافٍ" : بكسر" الفاء " مع التنوين , وهو معطوف علي "تام" , وهو مرفوع ؛ لكن علامة رفعه مقدرة , كإعراب " قاضٍ " مرفوعاً .
قوله"حسن" : بفتح" الحاء ، السين " وسكون " النون" , وفي بعض النسخ بيت آخر وهو :
( وَالِابْتِدَا وَهْيَ تُقْسَمُ إِلَي تَامٍ وَكَافٍ وَحَسَنٍ تَفَضَّلا )
والبيت الأول هو الأشهر .
قول الناظم - رحمه الله - :
( وَهْيَ لِمَا تَمَّ فَإنْ لَمْ يُوجَدِ تَعَلُّقٌ - أَوْ كَانَ مَعْنًى - فَابْتَدِي )
قوله "وهي لِمَا " : بسكون " الهاء " للوزن ، و"لِمَا" : بكسر اللام وفتح الميم مخففة .
قوله "يوجدِ" : بإشباع كسرة الدال لفظا حتى يتولد منها ياء .
قوله "فابتدي " : الهمزة الساكنة التي في آخر الكلمة مبدلة لـ "ياء " علي قاعدة حمزة وهشام .
قول الناظم - رحمه الله - :
( فَالتَّامُ فَالْكَافِي وَلَفْظًا فَامْنَعَنْ إِلَّا رُؤُوسَ الآيِ جَوِّزْ فَالْحَسَنْ )
قوله "فالتام" : بتخفيف الميم للضرورة .
قول الناظم - رحمه الله - :
( وَغَيْرُ مَا تَمَّ قَبِيْحٌ وَلَهُ الْوَقْفُ مُضْطَرًّا وَيَبْدَا قَبْلَهُ )
قوله " الوقف مضطرا " : وفي بعض النسخ : " يوقف مضطراً " بالمضارعة .(1/80)
قوله " ويَبدا قبله" بفتح" الياء " , وفي نسخة : "ويُبدا قبله"بضم " الياء " بصيغة المجهول ؛ ولكن إذا قلنا : "الوقفُ مضْطراً " نقول : "ويَبدا قبله " بفتح " الياء " , ويكون الضمير في " وله " في الشطر الأول : يعود علي القارئ ، والمعني: وللقارئ الوقف علي ذلك ؛ أي: الوقف الاضطراري ؛ وإذا قلنا : " يُوقفُ مضْطرا" نقول : "ويُبْدا قبله" بضم" الياء" , ويكون المعنى ؛ أي : لأجل قبح الوقف علي ذلك يوقف عليه مضطراً .
"ويبدا " في كلا الوجهين : تقرأ بحذف " الهمزة " للضرورة ، والله أعلم .
قوله " وله ، قبله ": يوقف عليهما بإشباع حركة " الهاء " واواً ، هكذا : " ولهو ، قبلهو " .
قول الناظم - رحمه الله - :
( وَلَيْسَ فِي الْقُرْآنِ مِنْ وَقْفٍ يَجِبْ وَلاَ حَرَامٌ غَيْرُ مَا لَهُ سَبَبْ )
قوله "من وقفٍ يجِبْ" : وفي نسخة أخرى: " من وقفٍ وَجَبْ " ومَن زائدة مؤكدة للمبالغة في النفي .
قوله "ولا حرامٌ" : يجوز فيه الرفع والجر ؛ فالرفع علي أنه معطوف علي محل "من وقف" لأنه اسم ليس , واسم ليس مرفوعٌ كما هو معلوم , والتقدير : وليس في القرآن من وقف يجب وليس حرامٌ , وبالجر : عطفٌ علي لفظه , والتقدير يكون : وليس في القرآن من وقف يجب ولا من حرامٍ غير ما له سبب .
قوله "غيرُ ماله سبب" : يجوز في "غيرُ" الرفع والجر بالتبعية , فإذا قلنا : "حرامٌ "بالرفع , نفول : " غيرُ" , وإذا قلنا : "حرامٍ " بالجر , نقول "غيرِ" بالجر , كما يجوز في " غيرَ" النصب علي الحال , ويمكن النصب علي الاستثناء أيضاً ، والله أعلم .
ضبط باب المقطوع والموصول
قول الناظم - رحمه الله - :
( وَاعْرِفْ لِمَقْطُوعٍ وَمَوْصُولٍ وَتَا فِي المُصْحَفِ الإِمَامِ فِيمَا قَدْ أَتَى
فَاقْطَعْ بِعَشْرِ كَلِمَاتٍ أنْ لَّا مَعْ مَلْجَأَ وَلَا إِلَهَ إِلَّا )(1/81)
قوله "وتا " : بحذف الهمزة ,والمقصود بها : تاء التأنيث التي ترسم بالتاء المربوطة أو المفتوحة ,وهو الباب الذي بعد هذا .
قوله "في المصحف" : بلام التعريف , وفي نسخة أخري " في مصحفِ " غير معرفة ,والبيت يتزن بكلا الوجهين .
قوله " مَعْ " : بسكون " العين " للوزن .
قوله "ملْجأَ " : بفتح الهمزة علي الحكاية لقوله تعالى : ( وظنوا أن لَّا ملجأَ) , ويجوز الجر علي الإعراب , والمقصود بقول الناظم " ولا إله إلا " موضع هود (14) وهو : ( وأن لا إله إلا هو ) ,فهو مقطوع باتفاق , وكان عليه أن يحترز من موضع الأنبياء (87) وهو :(أن لا إله إلا أنت ) ؛ فقد اختلفت فيه المصاحف , والعمل علي كتابته مقطوعاً , انظر المقنع صـ95 , وعقيلة أتراب القصائد بيت 239 .
قول الناظم - رحمه الله - :
( وَتَعْبُدُوا يَاسِينَ ثَانِي هُودَ لَا يُشْرِكْنَ تُشْرِكْ يَدْخُلَنْ تَعْلُوْا عَلَى )
قوله " ثاني هود " : سكنت الياء , وحذف حرف العطف للضرورة , وكان حقه أن ينصب ثاني ؛ أي : واقطع ثانيَ هود .
قوله "يَدْخُلَن" : بتخفيف النون , وقطعت عما بعدها من ضميرها المتصل بها رسما وهو " نها" للضرورة والمقصود بها " أن لَّا يدخلنها اليوم عليكم مسكين " (القلم : 24) .
قوله " يُشْرِكْنَ ، تُشْرِكْ ، يدْخُلَنْ " : الأول : بسكون " الكاف " ونون مفتوحة مخففة ، والثاني : بكسر " الراء " ، وسكون " الكاف " ، والثالث : بفتح " اللام " ، وسكون " النون " مخففة .
قول الناظم - رحمه الله - :
( أَن لَّا يَقُولُوا لَا أَقُولَ إِن مَّا بِالرَّعْدِ وَالمَفْتُوحَ صِلْ وَعَن مَّا )
قوله " لا أقولَ " : بفتح " اللام " على الحكاية .
قوله " والمفتوحَ صل" : بالنصب مفعول به مقدم لفعل الأمر " صِل" .
قول الناظم - رحمه الله - :
( نُهُوا اقْطَعُوا مِن مَّا بِرُومٍ وَالنِّسَا خُلْفُ المُنَافِقِينَ أَم مَّنْ أَسَّسَا )(1/82)
قوله " فصلتِ النسا " : بحذف العاطف " الواو " للضرورة , وتقرأ " النساء " بحذف الهمزة للضرورة .
قوله " خُلْفُ " : بالرفع ؛ أي : خلف ما في المنافقين ثبت ، وبالنصب : على أنه ظرف لـ " اقطعوا " بتقدير مضاف ؛ أي : مع خلف المنافقين .
قوله " أسسا " : في بعض النسخ بدون " ألف " ، هكذا : " أسس " ، واللفظ واحد .
تعليق على البيت السابق :
جاءت " ممَّا " في سورة النساء في أربعة عشر موضعاً , كلها موصولة إلا موضعاً واحداً,وهو قوله تعالي " فمن ما ملكت أيمانكم " ، وجاءت في سورة الروم في موضعين هما : (9) , (28) , والمقطوع منهما: هو الثاني ,وهو قوله تعالي : " هل لكم من ما ملكت أيمانكم " , ولما كانت " ملكت " مشتركة بين السورتين ؛ فقد عدَّل بعض الفضلاء بعض الجزرية ليصبح : نُهُوا اقْطَعُوا من ما ملك : رومِ النسا : انظر المقنع صـ69 ,و العقيلة بيت "241 " ، وقدَّم الناظم" الروم "علي " النساء " في البيت لضرورة الوزن .
قول الناظم - رحمه الله - :
( فُصِّلَتِ النِّسَا وَذِبْحٍ حَيْثُ مَا وَأَن لَّمِ المَفْتُوحَ كَسْرُ إِنَّ مَا
الانْعَامَ وَالمَفْتُوحَ يَدْعُونَ مَعَا وَخُلْفُ الانْفَالِ وَنَحْلٍ وَقَعَا )
قوله " النسا " : بحذف الهمزة لضرورة الوزن .
قوله " وذِبحٍ " : بكسر " الذال " ، والمقصود بها : سورة " الصافات " .
قوله "وأن لم المفتوحَ" : بنصب " المفتوح " : نعت للمفعول تقديره : اقطعوا ألَّم المفتوحَ . قوله " الَانعامَ" : بنقل الهمزة للساكن قبلها ,وبالنصب علي نزع الخافض .
قوله " والمفتوحَ " : منصوب علي تقدير : اقطعوا " أنَّ ما " المفتوحَ همزته الموجود في سورتي الحج الآية (62) , ولقمان (30)
تنبيه :
جاءت (إنما) في سورة الأنعام في ستة مواضع , كلها موصولة إلا موضعاً واحداً , هو قوله تعالي (إن ما توعدون لآت ) (134) فكان علي الناظم أن يقيدها ليخرج ما عاداه . انظر المقنع صـ 73 , والعقيلة بيت 249(1/83)
قوله "وخلف الَانفال" : بنقل الهمزة للساكن قبلها , وموضع الأنفال المقصود هو الآية (41)وهو قوله تعالي " واعلموا أنما غنمتم " بفتح الهمزة من ( أنما ) وموضع النحل المراد هو الآية (95) وهو قوله تعالي " إنما عند الله " بكسر الهمزة منها , فَذِكْر الناظم لها معا مُلبِس , علما بأن كلمة ( أنما ) جاءت في الأنفال في موضعين : (28) ,(41) وكلمة (إنما) جاءت في النحل في عشرة مواضع , وتقدم بيان الموضعين المرادين . والله أعلم .
قول الناظم - رحمه الله - :
( وَكُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَاخْتُلِفْ رُدُّوا كَذَا قُلْ بِئْسَمَا وَالْوَصْلُ صِفْ )
قوله "وكلِّ ما" : بكسر " كلِّ" علي الحكاية من قوله تعالي : " وآتاكم من كلِّ ما سألتموه " (إبراهيم:34) وإلا فهو منصوب علي المفعولية ، والتقدير : اقطعوا كلَّ عن ما .
قول الناظم - رحمه الله - :
( ثَانِي فَعَلْنَ وَقَعَتْ رُومٌ كِلَا تَنْزِيْلُ شُعَرَا وَغَيْرَها صِلَا )
قوله "رومٌ " : بالتنوين المرفوع , وفي بعض النسخ "رومٍ" بالتنوين المجرور .
قوله"تنزيلُ" : بالرفع , وفي بعض النسخ : بالجر .
قوله "شعْرا " : بحذف الهمزة , "وغير ها صلا" : وفي بعض النسخ , "وغَيرَ ذي صلا" , وفي بعضها " وغيره صلا" , والضمير من الكل يعود علي سورة الشعراء ، ولكي يتزن البيت ينبغي سكون " العين " من شُعْرا " ، والله أعلم .
قول الناظم - رحمه الله - :
( فَأَيْنَمَا كَالنَّحْلِ صِلْ وَمُخْتَلِفْ فِي الشُّعَرَا الْأَحْزَابِ وَالنِّسَا وُصِفْ )
قوله "ومختلِف" : بالكسر والفتح في " اللام " , والكسر أشهر لموافقة " وصِف" في كسر ما قبل الآخر .
قوله " في الشعرا " : بحذف الهمزة , وفي بعض النسخ : "في الظلة" بدلاً من" الشعرا " .
قوله " الأحزاب ": بسكون اللام وتحقيق الهمزة وحذف حرف العطف من "والأحزاب " للضرورة .
قوله "والنسا" : بحذف الهمزة للضرورة .
قوله "وُصِف" : وفي نسخة أخري " تَصِف" .(1/84)
قول الناظم - رحمه الله - :
( وَصِلْ فَإِلَّمْ هُودَ أَلَّنْ نَجْعَلَ ................................ )
قوله "نجعلَ": بإشباع فتحة اللام لفظا " نجعلا" حتى توافق "علي" في الشطر الثاني .
قول الناظم - رحمه الله - :
( ............................... عَن مَّنْ يَشَاءُ مَنْ تَوَلَّى يَوْمَ هُمْ )
قوله "يوم هم" : جاءت (يوم هم ) مقطوعة في موضعين : (يوم هم بارزون ) (غافر 6) و ( يوم هم علي النار يفتنون ) ( الذاريات 13) , فكان علي الناظم أن يقيدها بها ليخرج ما عداهما من الموصول , وهي خمسة مواضع منها : (يومهم الذي يوعدون)(المعارج 42 , الزخرف 83 ) , و( حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون ) ( الطور 45) و ( فويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون ) ( الذاريات 60).
فائدة :
اعلم - أخي الكريم - وفقني الله وإياك لكل خير : أنه إذا جاءت "يومَ هم" مرفوعة علي الابتداء , فيناسبها أن تكون مقطوعة مثل ( يومَ هُمْ علي النار) ؛ وإذا جاءت في موضع جار ومجرور ؛ فيناسبها أن تكون موصولة مثل: (من يومِهِمُ الذي يوعدون) مع ملاحظة أنه هناك فرق بين اللفظين في الأداء الصوتي , فالمقطوع له أداء , والموصول له أداء , ويدرك هذا بالمشافهة ، والله أعلم .
قول الناظم - رحمه الله - :
( ومَالِ هَذَا وَالَّذِينَ هَؤُلَا تَحِينَ فِي الإمَامِ صِلْ وَوُهِّلَا
وَوَزَنُوهُمُ وَكَالُوهُمْ صِلِ كَذَا مِنَ الْ وَيَا وَهَا لاَ تَفْصِلِ )
قوله" تَحِين" : يحذر من إشباع فتحة "التاء" فيتولد منها ألفا "تاحين" ؛ فيخالف اللفظ القرآني والعروض .
قوله"وَوُهِّلا" : بفتح الواو الأولي , وضم الثانية , وتشديد الهاء المكسورة , أي : ضُعِّفَ وغلط قائله : وانسب إلي الوهل والوهم ناقله , وفي بعض النسخ : "وقيل لا "
قوله"ووزنوهمُ " : بإشباع صلة " الميم " ؛ كقراءة ابن كثير , و" كالوهمْ" : بإسكان الميم .(1/85)
قوله "صلِ ، تفصلِ" بإشباع كسرة " اللام " لفظا فيهما : صِلي ، تفصلِي .
قوله " من الـ ويا وها لا تفصلِ " : وفي بعض النسخ هذا الشطر هكذا : "كذا مِنَ : ال وها ويا لا تفصل" , بتقديم "ها" علي "يا" .
* * *
ضبط باب التاءات
قول الناظم - رحمه الله - :
( وَرَحْمَتُ الزُّخْرُفِ بِالتَّا زَبَرَهْ الاعْرَافِ رُومٍ هُودِ كَافَ الْبَقَرَهْ )
قوله"ورحمتُ" : بالرفع , وفي بعض النسخ بالنصب , وكلاهما جاء في القرآن ، وفي بعض النسخ : "ورحمتا" مثنى ، والمقصود بهما موضعا الزخرف
قوله "بالتا" : بحذف الهمزة للضرورة .
قوله "زبره" ؛ أي : كتب , والمقصود بها : ما كتبه عثمان -رضي الله عنه- بالتاء المفتوحة مما ذكره الناظم في هذا الباب ، وفي بعض المخطوطات جاءت التاءات في الأبيات مربوطة ، هكذا : " ورحمة الزخرف , لعنة , وامرأة, معصية " والأشهر بالتاء المفتوحة ، ويوقف على" زبره " بـ "الهاء الساكنة "
قوله "الَاعْرافِ رومٍ هودِ كافَ البقره" : كلها مجرورة علي الإضافة عطفاً علي" رحمتُ الزخرفِ" والتقدير " ورحمت الأعراف ورومٍ ....." عدا كافَ : فإنها بالفتح لأنها اسم السورة , وفي بعض النسخ : "هودَ كافَ " : بالفتح ؛ لأنهما اسما سورتين , و " الَاعراف " : بنقل حركة الهمزة للساكن قبلها , والأصل أن يقال : الَاعراف ِورومٍ وهودِ وكافَ والبقره : بحرف العطف , ولكنه حُذف لضرورة الوزن .
قول الناظم - رحمه الله - :
( نِعْمَتُهَا ثَلاثُ نَحْلٍ إبْرَهَمْ مَعًا أَخِيْرَاتٌ عُقُودُ الثَّانِ هَمّ )
قوله" نَعْمَتُها " : مرفوع بالابتداء .
قوله "ثلاثٌ" : بالرفع عطفا علي" نعمتها" , وحذف العاطف للضرورة .
قوله" إِبْرَهَم" : تُقرأ بقطع الهمزة المكسورة , ثم سكون " الباء " وفتح " الراء والهاء " , دون " ألف " بعد" الراء "لضرورة الوزن(1/86)
قوله " أخيراتٌ " : بالرفع مع التنوين , خبراً لمبتدأ محذوف ؛ أي : وهن : أخيراتٌ , وبعضهم قال : بالنصب علي الحال , فتنصب بالكسرة نيابة عن الفتحة ؛ لأنه جمع مؤنث " أخيراتٍ" وبعضهم قال : هي صفة لـ : ثلاث النحل وموضعي إبراهيم الآخرين .
قوله "عُقُودُ" : بالرفع عطفاً علي ثلاث , وبالنصب علي المفعولية من زبره أي : بالتا زبره عقود , وبالرفع هو الأتم .
قوله "هَمّ" :بفتح " الهاء " , وتشديد " الميم " ساكنة , والمقصود بـ " هَمّ " : هو الموضع الثاني الذي في سورة المائدة المقرون بـ " هَمّ" من قوله تعالي " يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمت الله عليكم إذ هَمّ .." (المائدة 11) وفي بعض النسخ بدل " هَمّ" " ثَمّ" بـ "الثاء " المثلثة , ولكنه تصحيف للمبني وتحريف للمعني .
قول الناظم - رحمه الله - :
( لُقْمَانُ ثُمَّ فَاطِرٌ كَالطُّورِ عِمْرَانَ لَعْنَتَ بِهَا وَالنُّورِ )
قوله "لقمانُ ثم فاطرٌ كالطُّور" : برفع " لقمان" علي الابتداء , و"فاطرٌ" بالرفع مع التنوين عطفاً علي لقمان , وفي نسخة : بنصبهما علي نزع الخافض أو علي أنه مفعول "زبره" كما تقدم في "عقود " .
قوله"عمران" : بالرفع أو النصب كما سبق في عقود ولقمان وفاطر.
قوله "لعنتَ بها والنور" : أي وردت كلمة " لعنت " المرسومة بالتاء المفتوحة في موضعين في القرآن : الأول في آل عمران ( فنجعل لعنت الله علي الكاذبين ) (61) , الثاني في النور ( والخامسة أن لعنت الله عليه ) (7) , وإليهما أشار الناظم بقوله : " لعنت بها النور " والضمير في "بها " راجع إلي سورة" آل عمران " ؛لأنها أقرب مذكور في البيت , والله أعلم .(1/87)
أخي الكريم : إن عبارة الناظم قاصرة عن المراد في سورة آل عمران حيث أطلقها ولم يقيد بما فيهم المقصود منها : إذ جاء فيها أيضا " أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله " الآية (87) وهو مرسوم بالهاء , فقد يتوهم بعبارة الناظم " لعنت بها " أن كل ما جاء في سورة آل عمران فهو مرسوم بالتاء , فليس المراد عموما ما فيها كما سبق في " رحمت الزخرف" مع أن المتبادر من إطلاقها العموم , فرحم الله الإمام الشاطبي حيث تفطن لها وقيد ذلك في الرائية المعروفة بـ " عقيلة أتراب القصائد " في علم الرسم فقال:
........... والنور لعنتُ قل فيها , وقبل فنجعل لعنتَ ابتُدِرَا
قول الناظم - رحمه الله - :
( وَامْرَأَتٌ يُوسُفَ عِمْرَانَ الْقَصَصْ تَحْرِيْمُ مَعْصِيَتْ بِقَدْ سَمِعْ يُخَصّ )
قوله "وامرأَتٌ " : بالتنوين المرفوع علي أنه مبتدأ ، وخبره محذوف تقديره : ومنها امرأتٌ
قوله " يوسفَ , عمرانَ " : بالنصب فيهما علي الظرفية , أي : امرأت الكائنة في سورة يوسف وآل عمران .
قوله " تحريمُ" : بالرفع والنصب علي نحو ما قلناه سابقا , وقيل بالنصب علي الظرفية , وقيل علي المفعولية .
فائدة :
كل "امرأة" ذُكِرَ معها زوجها فهي بالتاء , كـ " امرأت فرعون " وإن لم يذكر معها زوجها فهي بالهاء , وقال بعضهم في ذلك :
وامرأةٌ مع بعلِها قد قُرِنَتْ .... فَهَاؤُها بتَائِهَا قَدْ رُسِمَتْ
وقال المتولي - رحمه الله - في اللؤلؤ المنظوم :
وامرأةٌ مع زوجِهَا قَدْ ذُكِرَتْ .. فَهَاؤُهَا بِالتاءِ رَسْماً وَرَدَتْ
قوله "معصيت" : بسكون" التاء " للضرورة , وقال بعضهم : يجوز فيها التنوين علي الابتداء , والجر علي الحكاية , أقول : إذا نوِّنت " معصيةٌ " أو جرَّت , فإن البيت لا يستقيم ؛ فعلي التنوين تكون التفعيلة " متفاعلن" وعلي الجر تكون التفعيلة خمس حركات وسكون ، والله أعلم .
قوله " بقد سمِعْ " : بسكون " العين " للضرورة .
قول الناظم - رحمه الله - :(1/88)
( شَجَرَتَ الدُّخَانِ سُنَّتْ فَاطِرِ كُلًا وَالَانْفَالِ وَأُخْرَى غَافِرِ )
قوله"شجرتَ الدخان" : شجرت بالنصب علي الحكاية من قوله " إن شجرتَ الزقوم " ، وقيل : بالرفع على عطفاً على المرفوعات السابقة .
قوله "الدخانِ" : بالجر علي أن الإضافة بمعني " في" ، ويجوز" النصب "فيها علي الظرفية بنزع الخافض , و "الخاء"في " الدخان" :مفتوحة مخففة , وليس مشددة ؛كما ينطقها البعض في المتن والقرآن .
قوله "سنتْ" : سُكِّنَت التاء للضرورة .
قوله "فاطرِ ، غافرِ" : بإشباع كسرة "الراء " فيهما لفظا ، " غافري ، فاطري " .
قوله " كلاًّ ": بالنصب حال من" سنت " الواقعة في سورة فاطر.
قوله" والَانفالِ" : بالنقل، وهو معطوف علي فاطر .
قوله"وأخري غافرِ" : وفي بعض النسخ : "وحرفِ غافر" :بالجر مضافا .
قول الناظم - رحمه الله - :
( قُرَّتُ عَيْنٍ جَنَّتٌ فِي وَقَعَتْ فِطْرَتْ بَقِيَّتْ وَابْنَتٌ وَكَلِمَتْ )
قوله"قرتُ عين" : بالرفع علي الابتداء أو الحكاية لقول امرأةِ فرعون ( قرتُ عين لي ولك ) ( القصص 9).
قوله"جنَّتٌ" بالتنوين المضموم لوزن البيت .
قوله " فطرتْ , بقيتْ " : بسكون التاء فيهما .
قوله "وابنتٌ" : بالتنوين المضموم .
قوله "وكلمَتْ" : بسكون التاء .
قول الناظم - رحمه الله - :
( أَوْسَطَ الَاعْرَافِ وَكُلُّ مَا اخْتُلِفْ جَمْعًا وَفَرْدًا فِيْهِ بِالتَّاءِ عُرِفْ )
قوله " أوسطَ " : بالنصب على الظرفية .
قوله " الَاعرافِ " : بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها .
فائدة :
قوله "وكلُّ ما اختُلِفْ جمْعاً وفرْداً فيه بالتاءِ عُرِفْ "
قد فصَّل الإمام / محمد بن أحمد المتولي - رحمه الله - في اللؤلؤ المكنون هذه الكلمات المجملة في عدة أبيات بقوله :
وَكُلُّ مَا فِيهِ الْخِلَافُ يَجْرِي جَمْعَاً وَفَرْدَاً فَبِتَاءٍ فَادْرِ
وَذَا : جِمَالَاتٌ ، وَآيَاتٌ أَتَى فِي يُوسُفَ وَالْعَنْكَبُوتِ يَا فَتَى(1/89)
وَكَلِمَاتُ وَهْوَ فِي الطَّوْلِ مَعَ أَنْعَامِهِ ثُمَّ بِيُونُسَ مَعَا
وَالْغُرُفَاتِ فِي سَبَأْ وَبَيِّنَتْ فِي فَاطِرٍ وَثَمَرَاتٍ فُصِّلَتْ
غَيَابَاتِ الجُبِّ وَخُلْفُ ثَانِي يُونُسَ وَالطَّولِ فَعِ الْمَعَانِي
* * *
ضبط باب همز الوصل
قول الناظم - رحمه الله - :
( وَابْدَأْ بِهَمْزِ الْوَصْلِ مِنْ فِعْلٍ بِضَمّ إنْ كَانَ ثَالِثٌ مِنَ الفِعْلِ يُضَمّ
وَاكْسِرْهُ حَالَ الْكَسْرِ وَالْفَتْحِ وَفِي الَاسْمَاءِ غَيْرَ اللاَّمِ كَسْرُهَا وَفِي
ابْنٍ مَعَ ابْنَتِ امْرِئٍ وَاثْنَيْنِ وَامْرَأةٍ وَاسْمٍ مَعَ اثْنَتَيْنِ )
قوله " يُضَمّ " : بصيغة المجهول خبر كان ؛ أي : إن كان مضموما .
قوله "والفتحِ وفي" : "في" هنا حرف جر .
قوله " الَاسماءِ " : بنقل حركة الهمزة للساكن قبلها .
قوله "غيرَ": بالجر نعتا للأسماء , وبالنصب علي الاستثناء .
قوله " كسرها وفي " : قيل إن " وفي " : اسم تام من الوفاء , وعلي ذلك يلزم أن تكون "الياء" مشددة , ويحتمل أن تكون : حرف جر , ويؤيد هذا الاحتمال مجئ كلمة " ابنٍ" مجرورة بعدها , وإلي هذا أشار العلامة ابن يالوشة في شرحه علي المقدمة المسمي بـ : الفوائد المفهمة صـ63 حيث قال : .... فعلي هذا يكون قوله "وفي" حرف جر لا اسم تامٌ - والله أعلم-
قوله" ابنٍ" : بالتنوين المجرور.
قوله "ابنتِ" , بالتاء المجرورة دون التنوين , وفي بعض النسخ : بالتنوين المجرور .
قوله "امرئٍ" : بالتنوين المجرور .
قوله "اثنينِ" : بإشباع كسرة النون لفظا , وكذلك في " اثنتين" في الشطر الثاني .
قوله "وامرأةٍ" : بالتنوين المجرور , وكذلك " اسمٍ"
* * *
ضبط باب الوقف علي أواخر الكلم
قول الناظم - رحمه الله - :
( وَحَاذِرِ الْوَقْفَ بِكُلِّ الحَرَكَهْ إِلاَّ إِذَا رُمْتَ فَبَعْضُ الحَرَكَهْ
إِلاَّ بِفَتْحٍ أَوْ بِنَصْبٍ وَأَشِمّ إِشَارَةً بِالضَّمِّ فِي رَفْعٍ وَضَمّ )(1/90)
قوله "الحركه" : بلام التعريف فيهما : ويوقف عليهما بسكون الهاء , وفي بعض النسخ " فبعض حركة " بدون لام التعريف .
قوله "وأَشمّ , وضَمّ " : بتشديد" الميم " فيهما , فينبغي للقارئ أن يضغط صوته علي" الميم " فيهما حتى يبين للسامع أن" الميم" مشددة , وهذا العمل هو ما يسمي بـ " النبر " عند العلماء .
* * *
ضبط الخاتمة
قول الناظم - رحمه الله - :
وَقَد تَّقَضَّى نَظْمِيَ المُقَدِّمَهْ مِنِّي لِقَارِئِ القُرْانِ تَقْدِمَهْ
أَبْيَاتُهَا قَافٌ وَزَاىٌ فِي الْعَدَدْ مَنْ يُحْسِنِ التَّجْوِيدَ يَظْفَرْ بِالرَّشَدْ
[ وَالحَمْدُ للهِ لَهَا خِتَامُ ثُمَّ الصَّلاَةُ بَعْدُ وَالسَّلاَمُ
عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وتَابِعِي مِنْوَالِهِ ]
قوله "وقد تقضَّي" : بإدغام" الدال" في " التاء " , وتشديد" الضاد " من " تقضّي" .
قوله " نظميَ" : بفتح " ياء " الإضافة علي إحدى اللغات .
قوله "المقدِّمهْ" : بكسر" الدال " المشددة , ويوقف عليها بسكون" الهاء " ، وكذا في " تقدِمهْ " .
قوله "القرَآن " : بالنقل كقراءة ابن كثير ، والبيت لا يتزن بسكون " الراء " ، والله أعلم .
قوله "أبياتها قاف وزاي في العدد"؛ أي : أن عدد أبيات هذه المنظومة هو : (107) بيتاً فقط , فـ"الكاف" = 100 , و "الزاي " = 7 , إذا المجموع : 107 ، وارجع - أخي الكريم - إلى جدول الحروف الأبجدية وراجعه جيداً .
" تنبيه "
قال بعض مشايخنا : البيت رقم ( 107 ), ورقم ( 109 ) من زيادات بعض العلماء , وليسا من أصل المنظومة وقد وضعتها بين حاصرتين .
قوله "من يُحسن" : وفي بعض النسخ : " من يتقن " , من" الإتقان ".
تم ضبط متن " الجزرية " والحمد لله ربِّ العالمين
وهذا آخر ما تيسر جمعه من ضبط هذين المتنين ، والله أسأل أن يتقبل مني هذا العمل وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم ، وأن ينفع به الإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .(1/91)
أرجو من كل أخ وأخت وجد خللاً أو خطأً أن ينبهنا عليه حتى نستدركه بإذن الله ، وأرجو كذلك الدعاء لي بظهر الغيب ولوالدي وأهلي ومشايخي ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
وكتبه ،،
حسن بن مصطفى بن أحمد الورَّاقي المصري
الطائف - المملكة العربية السعودية -
hassan_mostafa_2006@hotmail.com
انظر التعريف بشيخنا حسن مصطفى الوراقي أسفل
تعريف بفضيلة الشيخ المقريء حسن بن مصطفى الوراقي المصري
هو فضيلة شيخنا وأستاذنا القارئ المقريء أبي أحمد حسن بن مصطفى بن أحمد الورَّاقي [ نسبة إلى بلدته وراق العرب بالجيزة ] المصري - نزيل الطائف- ، المقرئ بالمعهد العلمي الأزهري بمساكن كورنيش النيل روض الفرج القاهرة ، وعضو هيئة التدريس بقسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين جامعة الطائف بالسعودية ، وشيخنا حالياً يدرس بكلية المعلمين التابعة لجامعة الطائف ، وفي الإجازة الصيفية يقريء بمصر بالمعهد العلمي بروض الفرج القاهرة .
* طلبه للعلم وشيوخه :
حفظ شيخنا القرآن ودخل معهد القراءات وحصل منه على شهادات ، ثم تلقى شيخنا القراءات السبع ثم العشر وعدة روايات وقراءات منفردة وأجيز في ذلك كله ، وأجيز أيضاً في بعض المتون العلمية في التجويد وغيره ، وتلقى شيخنا ذلك عن عدد من كبار علماء القراءات بمصر والشام وغيرها بالأسانيد العالية ومنهم :
1-فضيلة الشيخ / عبد الباسط هاشم - حفظه الله - ، أجيز منه بقراءة عاصم من الشاطبية ، وبرواية حفص من طريقي " الفيل وزرعان " لابن المعدل من طيبة النشر ، ثم أجيز منه في السبعة ، وأجيز منه أيضاً في متني " التحفة والجزرية " بعد أن قرأهما في مجلس واحد غيباً، وكل هذا أخذه الشيخ في خلال سبع سنوات مع الصبر والجلد.
2-فضيلة الشيخ / حسنين جبريل - حفظه الله - قرأ عليه القرآن برواية حفص عن عاصم من الشاطبية ، وأجازه فيها الشيخ .(1/92)
3-فضيلة الشيخ الدكتور المحقق / علي محمد توفيق النحاس ، قرأ عليه القراءات العشر من " الشاطبية والدرة "وأجازه بها ، وكذا أجازه بجميع كتبه ومؤلفاته في التجويد والقراءات ، وأجازه أيضاً إجازة عامة في الفقه والحديث والتفسير واللغة وغير ذلك .
4-فضيلة الشيخ العلامة / أحمد مصطفى أبو الحسن - حفظه الله- قرأ عليه شيخنا برواية حفص من طريق " المصباح " للشهرزوري من الطيبة إلى سورة الشعراء وأجازه الشيخ بما قرأ وبباقي القرآن .
5-فضيلة الشيخ العلامة المقريء / بكري عبد المجيد الطرابيشي الدمشقي - حفظه الله - ، أعلى القراء إسناداً اليوم في العالم في القراءات السبع من " الشاطبية "، علم شيخنا أنه أعلى القراء إسناداً فسافر إليه في دمشق وتلقى منه قراءة الإمام عاصم من الشاطبية وأجازه الشيخ بها ، وسند شيخنا من الشاطبية عن الطرابيشي عالٍ جداً .
6-فضيلة الشيخ المقريء / محمد بن نبهان بن حسين مصري ، أستاذ القرآن والقراءات بجامعة أم القرى بمكة المكرمة ، قرأ عليه شيخنا القرآن كله بقراءة الإمام عاصم من الشاطبية ، وأجازه بها.
7-فضيلة الشيخ الدكتور / أيمن بن رشدي سويد الدمشقي ، قرأ عليه شيخنا متن " الجزرية " للإمام ابن الجزري في مجلس واحد غيباً ، وأجازه بها الشيخ أيمن بالسند المتصل لابن الجزري
8- فضيلة الشيخ المقريء / عبد الفتاح بيومي مدكور - حفظه الله تعالى - أخذ منه الشيخ رواية حفص عن عاصم ورواية ورش عن نافع من الشاطبية ومتن " التحفة والجزرية والسلسبيل الشافي ورسالة قصر المنفصل وهما للشيخ عثمان مراد - رحمه الله - وكذا متن الشاطبية "وأجازه الشيخ بكل ما سبق إجازة شفوية وأخرى خطية ، وسند الشيخ /عبد الفتاح في رواية حفص يعتبر مثل الشيخ / أحمد الزيات - رحمه الله -.(1/93)
9- فضيلة الشيخ / سلمان بن محمد بن عبد السلام - حفظه الله تعالى - ، أخذ منه الشيخ القراءات السبع بعد أن قرأ عليه بعض القرآن بها من طريق الشاطبية ، والشيخ /سلمان في رتبة الشيخ / أحمد الزيات - رحمه الله تعالى - في السند في القراءات السبع من الشاطبية.
10- فضيلة الشيخة المقرئة المعمرة / نفيسة بنت عبد الكريم زيدان - حفظها الله تعالى - أخذ منها الشيخ القراءات العشر والشواذ ومتن" التحفة والجزرية والشاطبية والدرة والطيبة" بعد أن قرأ عليها بعض القرآن وبعض المتون وأجازته الشيخة بكل ما سبق إجازة شفوية وأخرى خطية .
11-فضيلة الشيخ / إلياس بن أحمد البرماوي ، المقرئ بالمسجد النبوي ، قرأ عليه شيخنا "التحفة والجزرية" غيباً وأجازه الشيخ بهما .
12- فضيلة الشيخ / محمد بن محمد الحنفي الدمشقي ، إمام جامع الخير بدمشق ، قرأ عليه الشيخ بعض القرآن في مسجده بدمشق الشام بقراءة الإمام ابن كثير براوييه ، وأجازه الشيخ بما قرأ وبباقي القرآن .
* كما حصل شيخنا على شهادة تزكية في حفظ وضبط وتجويد وإتقان القرآن الكريم من الشيخ الدكتور / أحمد عيسى المعصراوي - حفظه الله - شيخ عموم المقارئ المصرية ، وذلك وقت تدريسه بدار الحرمين بالطالبية قبل سفره بعام ، و التي كان يشرف عليها فضيلة الشيخ / عبد الحكيم عبد اللطيف ، والشيخ / المعصراوي ، وبعض أعضاء لجنة المصحف .
(تنبيه )(1/94)
قال شيخي حسن الورّاقي - حفظه الله - : غالباً ما أقول في كلامي : بأن سند الشيخ / عبد الفتاح مدكور في حفص ، أو سند الشيخ / سلمان محمد عبد السلام في السبعة مثل سند الشيخ / أحمد الزيات - رحمه الله - ؛ لأن كثيراً من الناس- وخاصة طلبة الشيخ / الزيات - رحمه الله - يظن أن الشيخ / أحمد الزيات - رحمه الله - ما يوجد أعلى منه ولا مثله في أي رواية أو قراءة ، وهذا خطأ ؛ لأنه يوجد مثله في الصغرى والكبرى وهو الشيخ / محمد عبد الحميد السكندري ، وقد ظهر عدة شيوخ هم في رتبة الشيخ / أحمد الزيات في السند ؛ لأنهم أخذوا عن الشيخ الفاضلي على أبو ليلة الذي هو في رتبة / عبد الفتاح هنيدي ، وهو على إسماعيل إسماعيل أبو النور ، وهو على عبد الله ابن عبد العظيم الدسوقي ، وهو على / على الحدادي ، وهو على / إبراهيم العبيدي ، نفس سند الشيخ الزيات ، ولكن مع التفرقة في العلو والنزول بحسب الرواية أو القراءة أو القراءات السبع أو العشر الصغرى أو الكبرى ، وقد فصلت ذلك بتوسع مع الأمثلة من القراءة المعاصرة في بحثي " الإجازات القرآنية في سؤال وجواب " ، وأقولها صراحة : إن هذا الأمر يقلق طلبة الشيخ الزيات - رحمه الله - ، حيث إنهم يظنون أنهم أعلى سند بعد شيخهم ، وقد وجدت ذلك بنفسي عن عدد من الذين أخذوا من الشيخ الزيات - رحمه الله - ؛ بل بعضهم ينكر بجهل علو شيخنا / بكري الطرابيشي على الشيخ / الزيات - رحمه الله - في السبعة ، نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل .
* شيوخه في العلوم الشرعية :(1/95)
لم يكتفِ شيخنا بتعلم القرآن والقراءات فقط وحفظ المتون فيهما ، بل كان له نصيباً في بعض العلوم الأخرى لاسيما - العقيدة السلفية - ففرَّغ وقته للقراءة على كبار المشايخ ، فقرأ الحديث المسلسل بالأولية، وثلاثيات البخاري والترمذي ، وأوائل الكتب الحديثية والأربعين النووية للنووي ، والأصول الثلاثة ، والقواعد الأربع ، وكشف الشبهات ، وكتاب التوحيد مع شرحه فتح المجيد لحفيد المؤلف قرأه الشيخ من أوله إلى آخره قراءة بحث وتحقيق ، وكذلك قرأ أكثر كتب ورسائل الشيخ محمد - رحمه الله - وقرأ " لمعة الاعتقاد " لابن قدامة ، والواسطية والحموية والقصيدة اللامية لابن تيمية ، والطحاوية للطحاوي ، والآجرومية لابن آجروم ، وغير ذلك من الكتب والرسائل والمتون ، وممن قرأ عليهم شيخنا وأجيز منهم في كل ما سبق وغيره من كتب الفقه والعقيدة والحديث واللغة والتفسير وغير ذلك :
1- فضيلة الشيخ العلامة فقيه الطائف ومفتيها الشيخ المعمر/ عبد الرحمن بن سعد العيَّاف الدوسري - حفظه الله - ، وهو أكثر من لازمه شيخنا وقرأ عليه .
2- فضيلة الشيخ / مشعان بن زايد الحارثي - حفظه الله - .
3- فَضِيْلَةُ الشيْخ العلامة المعمر، شيخ الحنابلة الفقيْه القَاضِي بَقِيَّة السلف وقدوة الخلف حسنة الوقْت المسند الكبيْر : عبدِ اللهِ بن عبد العزيز العقِيل - حفظه الله تعالى - ، وأجاز الشيخ ابن عقيْل شيخنا إِجازة عامة وخاصة فِي ثبتِه "فتح الجليل في ترجمة وثبت شيخ الحنابلة ابن عقِيل".
4- الشيخ المحدث السلفي، والمسند الكبير عبد الوكيل بن الشيخ المحدث عبد الحَق الهَاشِميِّ، أجاز شيْخنا إِجَازَة عَامة وخَاصَة فِي جميع مرْوياته، وأَسَانِيْدِهِ، ومُؤلَّفَاتِه .(1/96)
5- الشيخ المعمر الكبير المحدث / عبد الله بن أحمد الناخبي - رحمه الله - قرأ عليه شيخنا الحديث المسلسل بالأولية ، وثلاثيات الإمام البخاري والترمذي ، وأجازه الشيخ في ذلك إجازة خاصة ، كما أجازه إجازة عامة في جميع مروياته ومسموعاته بثبته " إجَازَةٌ عَامَّةٌ في الأسَانِيْدِ والمَرْوِيَّاتِ" .
6- فضيلة الشيخ المحدث المعمر / عبد العزيز بن عبد الله الزهراني - حفظه الله تعالى - .
7- فضيلة الشيخ المعمر/ حامد بن محمد بن عبد الله العبَّادي - رحمه الله تعالى -، المدرس بالمسجد الحرام سابقاً .
8- الشيخ المحدث / عبد الله بن أحمد بن بخيت - حفظه الله تعالى - .
9- الشيخ القارئ المقرئ الدكتور / على بن محمد بن توفيق النحاس - حفظه الله تعالى - ، أجاز شيخنا إجازة عامة في جميع كتبه ومؤلفاته ومروياته بثبت الأمير الكبير المعروف .
10- الشيخ المحدث المعمر/محمد بن نادر البرماوي ، أجاز شيخنا إجازة عامة في جميع مروياته .
11- محدث باكستان الشيخ المعمر / عبد القيوم الرحماني - حفظه الله - أجاز شيخنا إجازة عامة في جميع مروياته .
12- الشيخ المحدث / عبد الله بن يعقوب الاندجاني الأثري ، أجاز شيخنا في ثبته المسمى " الفتح الرباني في ثبت عبد الله اندجاني" ، إجازة خاصة وفي بقية مروياته إجازة عامة ، كذا أجازه الشيخ حسن الوراقي بمروياته فتدبجا .
13- فضيلة الشيخ / عبد الله بن سفر عبادة الغامدي ، سمع منه شيخنا حديث الرحمة المسلسل بالأولية وأوائل الكتب الحديثية وكتاب التوحيد وغير ذلك ، وأجازه في ذلك ، كذا أجاز فضيلته شيخنا حسن الوراقي فتدبجا .
14- فضيلة الشيخ المحدث / عبد الرحمن بن عمر فقيه الغامدي ، أجاز شيخنا إجازة عامة في جميع مروياته .
15- فضيلة الشيخ / بدر بن طامي العتيبي ، قرأ عليه شيخنا من كتب ومؤلفات الشيخين ابن تيمية ومحمد عبد الوهاب وغيرهما وأجازه بكل مروياته .(1/97)
16- فضيلة الشيخ / محمد جميل زينو ، المدرس بدار الحديث سابقاً ، أجاز شيخنا إجازة خاصة في جميع كتبه ومؤلفاته .
17- فضيلة الشيخ الدكتور / يحيى بن عبد الله الثمالي ، قرأ عليه شيخنا كتاب التوحيد مع تعليقات الشيخ عبد الرحمن السعدي المسماه " القول السديد في مقاصد التوحيد " .
18- فضيلة الشيخ / محمد أمين الهرري ، المدرس بدار الحديث بمكة سابقا .
وغيرهم من أهل العلم والفضل ، ولقد التقى شيخنا بالشيخ العلامة/ صالح الفوزان- حفظه الله - وحضر له بعض الدروس بالطائف في الصيفية ، وكذلك التقى بمفتى المملكة الشيخ / عبد العزيز آل الشيخ ، وغيره من العلماء الكبار ، واستفاد الشيخ حسن الوراقي كثيرا في العقيدة لاسيما في الأصول الثلاثة ، والقواعد الأربع ، وكشف الشبهات ، وكتاب التوحيد ، والواسطية ولمعة الاعتقاد والطحاوية وغبر ذلك من شروحات العقيدة من هؤلاء العلماء : الشيخ محمد بن العثيمين - رحمه الله - ، والشيخ صالح آل الشيخ ،والشيخ صالح الفوزان ،والشيخ عبد العزيز الراجحي ، والشيخ عبد الله الغنيمان ، والشيخ خالد المصلح ، والشيخ عبد الله الفوزان - حفظ الله الجميع وبارك في أعمارهم - وغيرهم ممن استمع لأشرطتهم وقرأ في كتبهم .
الذين أجيزوا من الشيخ في القرآن:
الشيخ- حفظه الله تعالى - قد أجاز ما يزيد عن الخمسين ما بين شيخ وطالب علم قرءوا عليه في مصر والسعودية ومن أبرزهم :
1- شيخه السلفي المعمر فضيلة الشيخ / عبد الرحمن بن سعد العياف الدوسري - حفظه الله تعالى - ، [ رواية حفص من الشاطبية ] ، بحي العقيق بالطائف .
2- شيخه المحدث المعمر فضيلة الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله الزهراني - حفظه الله تعالى - ، [ رواية حفص من الشاطبية ] ، ببلاد زهران قرب الباحة بالسعودية .(1/98)
3- الشيخ المقريء / محسن جمعة القزاز ، المقرئ بالجمعية الخيرية بالطائف [ قراءة نافع وابن كثير وعاصم والكسائي وأبي جعفر من الشاطبية ، ومتن الجزرية ] ، بالطائف حالياً .
4- فضيلة الشيخ / سعيد بن على عبد الله الأسمري ، مدرس العقيدة والعلوم الشرعية بالمعهد العلمي بالطائف سابقا وبمكة حالياً ، [ قراءة عاصم من الشاطبية ].
5- فضيلة الشيخ / عوض بن عبد الله بن عوض القرني ، مدرس العقيدة والعلوم الشرعية بالمعهد العلمي بالطائف سابقا وبمكة حالياً، [ قراءة عاصم من الشاطبية ] .
6- فضيلة الشيخ / جابر عبد الصادق المصري ، عضو هيئة التدريس بقسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين جامعة الطائف ، ومدرس بمعهد القراءات بالبحيرة مصر، [ قراءة عاصم من الشاطبية ، ومتني التحفة والجزرية ] ، بالبحيرة ويدرس حاليا بالطائف .
7- فضيلة الشيخ / عدنان محمد نمر محمد الأسيوطي المصري ، عضو هيئة التدريس بقسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين جامعة الطائف سابقا ، [ قراءة عاصم من الشاطبية ] ، بأسيوط حاليا .
8- الشيخ / عثمان السيد هلال المصري ، المدرس بالجمعية الخيرية بالطائف ، [ قراءة ابن كثير من الشاطبية ] ، بالطائف .
9- الشيخ القارئ / محمد بن عبد الله زارب القحطاني ، الأول على جائزة خادم الحرمين الدولية في القرآن الكريم ، [ قراءة عاصم من الشاطبية ] ، ويقطن الطائف .
10- الشيخ / سيد مختار أبو شادي ، مدير معهد الرحمة العلمي بمساكن كورنيش النيل روض الفرج القاهرة ، [ متني التحفة والجزرية والآن تحت قراءة عاصم من الشاطبية ]
11- الشيخ المقرئ / خالد بن محمد بن عبد الله ، المقريء بالمعهد العلمي بمساكن كورنيش النيل بالقاهرة . [ قراءة عاصم من الشاطبية ، وحفص من بعض طرق الطيبة ، ومتني التحفة والجزرية ](1/99)
12-الشيخ / عبد الله بن حسين درويش ، المقريء بالمعهد العلمي بمساكن كورنيش النيل ، [ قراءة عاصم من الشاطبية ، وحفص من بعض طرق الطيبة، ومتني التحفة والجزرية ]
13- الشيخ / عصام بن سعيد مهران ، المقريء بالمعهد العلمي بمساكن كورنيش النيل ، [ قراءة عاصم من الشاطبية ، وحفص من بعض طرق الطيبة ، ومتني التحفة والجزرية ]
14- الشيخ /حسن بن محمد بن إسماعيل الشهير بالحلواتي ، المشرف بالجمعية الخيرية بالطائف ، [ قراءة عاصم من الشاطبية ، ومتني التحفة والجزرية ، والآن يقرأ ابن كثير ]
15- الشيخ المبصر بقلبه القارئ والمقريء بالعشر / مصطفى فتحي على نُصير ، المقرئ بمعهد الرحمة العلمي للقرآن بمساكن كورنيش النيل القاهرة ، [ قراءة عاصم من الشاطبية ، ومتن التحفة والجزرية والشاطبية والدرة والطيبة ]
16- الشيخة المقرئة / أم سلمى رضا بنت عبد الوهاب السبكي ، مقرئة بمسجد قباء وراق العرب ، [قراءة عاصم من الشاطبية ، وحفص من بعض طرق الطيبة ، ومتن التحفة والجزرية والسلسبيل الشافي] وهي أخذت أيضا من الشيخ / الزيات - رحمه الله - ، والشيخ / عبد العزيز عبد الحفيظ - رحمه الله - ، والشيخ / عرفان - حفظه الله - وغيرهم ، كما أخبرني الشيخ / حسن .
17- زوجة الشيخ / أم أحمد رانيا بنت رشدي بن أحمد ، [ قراءة عاصم من الشاطبية ، وحفص من بعض طرق الطيبة ، ومتني التحفة والجزرية ] ، كما قرأت وأجيزت من عدة شيوخ وشيخات .
18- الشيخ / إيهاب بن محمد بن أحمد الرفاعي ، إمام مسجد قباء بوراق العرب [ قراءة عاصم من الشاطبية ] .
19- الشيخ / أسامة فتحي شهاب الدين المنوفي ، [ قراءة عاصم من الشاطبية ، ومتني التحفة والجزرية] ، بالمنوفية .
20- العبد الفقير إلى ربه / شريف بن أحمد مجدي عطية ، مشرف موقع خيمة القراءات القرآنية [ قراءة عاصم من الشاطبية ، وحفص من بعض طرق الطيبة ، ومتني التحفة والجزرية ] ، بإمبابة .
وممن أجيز أيضا من الشيخ :(1/100)
الشيخ / سيد محمد بإمبابة ، محمد محمود سلطان بالوراق ، وسيد صابر بإمبابة ، وعبد الواحد محمد حسن بيصار بالمطرية ، ومحمد عبد المنعم بإمبابة ، وأحمد صبري بإمبابة ، وياسر مصطفى بإمبابة ، وأحمد رشدي بإمبابة ، وسامح معوض بإمبابة ، ووائل أحمد محمود بوراق العرب ، و أحمد بن متعب المطيري بالطائف ، ومحمود محمد عبد الجيد بروض الفرج ، ومحمد عبد الهادي بكفر الشيخ ، وصلاح عويس بالطالبية الجيزة ، ومصطفى محمد بالطالبية الجيزة ، وخالد على أحمد بإمبابة ، وعبد الرافع عبد الصمد الأفغاني بالطائف ، وهشام محمد حافظ على بالمنيا ويقطن بفيصل ، الدكتورة جيهان عبد الحي إبراهيم زوجة الدكتور مجدي جعيصة بمصر الجديدة ، وفاطمة مجدي محمد جعيصة ، وتسنيم مجدي محمد جعيصة ، وهدى بنت الشيخ عبد الله سفر الغامدي بالطائف ، وابتهاج بنت الشيخ عبد الله سفر الغامدي ، وهناك الكثير يقرأ على الشيخ الآن ولما يتم بعد .
" تنبيهان "
1-كل ما سبق قرأ على شيخنا القرآن كاملاً بحفص أو عاصم أو غير ذلك من الروايات والقراءات ، إلا بعض المشايخ المتخصصين والمجازين فقد قرءوا بعض القرآن وأجازهم الشيخ بما قرءوا وبباقي القرآن ، والشيخ لا يقرئ إلا القرآن كاملاً ؛ ليستفيد الطالب من " كيفية إتمام الحركات ، وعدم التكلف في حركات الفم ونطق بعض الحروف ، والوقف والابتداء " وغير ذلك من الفوائد التي يعطيها الشيخ .
2-الشيخ يفرِّغ نفسه وقتاً كبيراً للإقراء خاصة إذا نزل مصر في الإجازة الصيفية شهر ( 7-8 ) أفرنجي ، وأما في السعودية فهو يقرئ في أكثر الأوقات، ومن بركة هذا التفرغ قرأ عليه الكثير بفضل الله - عز وجل - .
وأما في غير القرآن :
فقد قرأ على شيخنا وأجيز منه في العقيدة وغيرها نحو الأربعين ومنهم :(1/101)
1- الشيخ / عصام بن عوض الثبيتي - حفظه الله - قرأ على شيخنا الوراقي : الحديث المسلسل بالرحمة ، وثلاثة الأصول ، والقواعد الأربع ، وكشف الشبهات ، وكتاب التوحيد ، وشروط الصلاة للشيخ محمد عبد الوهاب، وثلاثيات البخاري والترمذي ، والأربعين النووية ،وبعضا من لمعة الاعتقاد ،وأجازه في ذلك وفي جميع مروياته .
2- الشيخ / عادل بن سعيد بن صالح الخديدي - حفظه الله - قرأ على شيخنا : القواعد الأربع ، والأصول الثلاثة ، وأجازه الشيخ في ذلك وفي جميع مروياته .
3- الشيخ / عبد الرحمن بن سعود الجعيد - حفظه الله تعالى - قرأ على شيخنا : القواعد الأربع ، والأصول الثلاثة ، والواسطية واللامية ، وأجازه الشيخ في ذلك وفي جميع مروياته .
4- فضيلة الشيخ / وائل علام المصري ، قرأ على شيخنا الأوائل الحديثية ، وكشف الشبهات وكتاب التوحيد والعقيدة الواسطية والقصيدة اللامية ، وغير ذلك ، وأجازه الشيخ بكل هذا.
الشيخ / أبو العلا محمد بدوي الشهير بالشيخ مسعد ، مسجد قباء بوراق العرب ، قرأ الأصول الثلاثة ، والقواعد الأربع وغيرهما .
6-الشيخ / أسامة فتحي شهاب الدين المنوفي ، قرأ الأصول الثلاثة ، والقصيدة اللامية ، وأجازه الشيخ .
من أعمال شيخنا :
1- إعانة المستفيد بضبط متني " التحفة والجزرية " في علم التجويد .
2- فتح العلي في بيان اللحن الجلي والخفي .
3-الإجازات القرآنية في "سؤال وجواب " وهو موسع وفيه زيادات عن المنتشر في النت.
4-تحقيق المأمول بشرح ثلاثة الأصول للشيخ محمد عبد الوهاب .
5- التحفة الورَّاقية شرح المقدمة الجزرية . وهو شرح مطول فيه فوائد جمة .
6- فتح ذي الجلال بشرح تحفة الأطفال ، وغير ذلك .(1/102)
وفي الختام أسأل الله تعالى أن يتقبل منا هذا العمل ، وأن يجعله خالصا لوجهه سبحانه الكريم، ونعوذ بالله من الرياء والسمعة ، ونسأل الله تعالى أن يبارك في عمر شيخنا وأن يزيده علما وعملاً ، وأن يريه الحق حقاً ويرزقه اتباعه ويريه الباطل باطلاً ويرزقه اجتنابه ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
وكتبه تلميذ الشيخ
شريف بن أحمد مجدي(1/103)