أربعون حديثا
في فضل
قل هو الله أحد
تأليف
يوسف بن عبد الله بن سعيد
الحُسيني الأرميوني
تحقيق
الدكتور جميل عبد الله عويضة
1430هـ/2009م
المؤلف (1) :
هوجمال الدين يوسف بن عبد الله بن سعيد الحُسيني الأرميوني المصري الشافعي ، مفسر، مجوّد للقرآن ، محدث ، إخباري ، من أهل أرميون من قرى غربية مصر .
وهو أحد تلاميذ جلال الدين السيوطي .
ومن تلاميذه : برهان الدين إبراهيم بن عبد الرحمن بن علي بن أبي بكر العلقمي ، القاهري الشافعي الإمام العلامة ، أخو الشيخ شمس الدين العلقمي . كما أخذ عنه العلامة منلا علي الشهرزوري نزيل دمشق ، وعبد السلام بن ناصر الدين الدمياطي الشافعي ، وغيرهم .
توفي سنة 958 هـ .
من مؤلفاته :
1 ـ أربعون حديثًا تتعلق بآية الكرسي.
2 ـ المعتمد في تفسير ( قل هو الله أحد ) .
3 ـ رسالة في تجويد القرآن .
4 ـ تحفة الأساطين في أخبار بعض أخبار الخلفاء والسلاطين .
5 ـ أربعون حديثا في فضل ( قل هو الله أحد ) .
6 ـ تفسير الغريب في الجامع الصغير .
بسم الله الرحمن الرحيم
... الحمد لله وكفى ، وسلام على عباده الذين اصطفى ، وبعد ...
فيقول الفقير إلى رحمة ربه الغني ، يوسف بن عبد الله الأرميوني ، لطف الله به ، آمين .
... عن أُبَيٍّ أنّ المشركين قالوا : يا رسول الله صفْ لنا ربَّك ، فأنزل الله تعالى [ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) ] .
... وعن جابر بن المسيب ، قال الواحدي في أسباب النزول له :
__________
(1) انظر ترجمته في شذرات الذهب 8/322 ، الأعلام 8/240 ـ 241 ، إيضاح المكنون 1/55 ، هدية العارفين 2/564 ، الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة 2/261 ـ 262 ، معجم المؤلفين 3/313(1/1)
الحديث الأول ... : قال قتادة ، والضّحاك ، ومُقاتل : جاء نفر من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : صفْ لنا ربك ، فإنّ الله أنزل صفته في التوراة ، وأخبِرنا مِن / أيِّ شيءٍ هو ، ومن أي جنسٍ 2 ب هو ، مِن ذهبٍ هو أم مِن فضة ، أم من نحاس ؟ وهل يأكل ويشرب ؟ وممن يرث الدنيا ، ومن يورثها ؟ فأنزل الله تعالى هذه السورة ، وهي نسبة الله خاصة .
... وعن أنسٍ رضي الله عنه ، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أُسِّسَت السموات السبع ، والأرضون السبع على قل هو الله أحد . رواه تمام في فضائله .
الحديث الثاني : عن أُبيّ قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَنْ قرأ قل هو الله أحد ، فكأنما قرأ ثلث القرآن ، رواه أحمد ، والنسائي في المختار .
الحديث الثالث : عن عليّ كرم الله وجهه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَنْ قرأ قل هو الله أحد ، مرة واحدة ، فكأنما قرأ ثلث القرآن ، ومن قرأها مرتين ، فكأنما قرأ ثلثي القرآن ، ومن قرأها ثلاث مرات ، فكأنما قرأ القرآن كله . رواه الرافعي .
الحديث الرابع : عن أنس رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا وضعت جنبك على الفراش ، وقرأت فاتحة الكتاب ، وقل هو الله أحد ، فقد أَمِنت مِن كلِّ شيء إلاّ الموت. رواه البزار ، ورجاله رجال الصحيح إلاّ حسَّان بن عبد الله ، رضي الله عنه . وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى / 3أ الله عليه وسلم : إذا آوى إلى فراشه كل ليلة جمعَ كفَّيْه ، ثم نفث فيهما ، فقرأ فيهما قل هو الله أحد ، وقل أعوذ برب الفلق ، وقل أعوذ برب الناس ، ثم يمسحُ بهما ما استطاع من جسده ، يبدأ بهما على رأسه ووجهه ، وما أقبل من جسده ، يفعل ذلك ثلاث مرات . رواه البخاري في الطلب والأدب ، والترمذي وابن ماجة في الدعاء ، والنسائي في التفسير .(1/2)
وروى ابن مردويه بسند عن ابن عباس رضي الله عنه ، يرفعه : من قرأ قل هو الله أحد ، والمعوذتين ثلاث مرات إذا أخذ مضجعه ، فإنْ قُبِض قُبِض شهيدا ، وإن عاش عاش سعيدا مغفورا له .
وروى ابن مسعود ، وعبيد بن حميد ، وأبو داود ، والترمذي ، وصححه النسائي ، وعبد الله ابن الإمام أحمد في روايته و الطبراني ، وعن عبد الله بن حبيب أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : اقرأ قل هو الله أحد ، والمعوذتين حين تصبح ، وحين تمسي ، تكفيك من كل شيء .
الحديث الخامس : عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن قرأ بعد صلاة الجمعة قل هو الله أحد ، والمعوذتين / سبع مرات أعاذه الله بها من السوء من الجمعة 3ب إلى الجمعة الأخرى ، رواه ابن السني ، وابن شاهين ، ورواه سعيد بن المسيب عن مكحول ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَنْ قرأ فاتحة الكتاب ، والمعوذتين ، وقل هو الله أحد سبع مرات يوم الجمعة ، قبل أنْ يتكلم ، كفّر الله تعالى عنه ما بين الجمعتين ، وكان معصوما .
... وفي لفظ عند عبيد ، وابن أبي شيبة ، وابن الضريس ، عن أسماء بنت أبي بكر ، قالت : مَنْ صلى الجمعة ، ثم قرأ قل هو الله أحد ، والمعوذتين بعد صلاة الجمعة حين يُسلِّم الإمان قبل أنْ يتكلم سبعا سبعا ، كان ضامنا له هو وماله وولده من الجمعة إلى الجمعة ، وفي رواية عن (1) 0000 الفاتحة مرة .
الحديث السادس : عن عثمان بن عفان رضي الله عنه ، قال عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : أعذتك ببسم الله الرحمن الرحيم ، بالأحد الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد . من شرِّ ما تجد ، رددها سبع مرات ، فلما أراد أن يقوم ، قال : تعوذ بها يا يا عثمان ، فما تعوذتم بخير منها . رواه السلفي ، والحكيم الترمذي في نوادره .
__________
(1) كلمة لم أتمكن من قراءتها .(1/3)
الحديث السابع : عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثلاث من جاء بِهن / مع الإيمان ، دخل 4 أ من أي أبواب الجنة شاء ، وزوجَّه الله تعالى من الحور العين حيث شاء ، من عفا عن قاتله ، وأدّى دينه خفيا ، وقرأ في كل صلاة مكتوبة عشر مرات قل هو الله أحد , وإحداهن ، قال عليه السلام ، رواه أبو يعلى في مسنده (1) .
الحديث الثامن : عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَنْ قرأ قل هو الله أحد دبر كلِّ صلاة مكتوبة عشر مرات، أوجب الله له رضاه ومغفرته. رواه ابن النجار في تاريخه ، والطبراني في الكبير عن أم سلمة ، بغير ذكر .
الحديث التاسع : عن تميم الداري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَنْ قال بعد صلاة الصبح أشهد أنْ لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له إلهاً واحدا أحدا صمدا ، لم يتخذ صاحبة ، ولا والدا ، ولم يكن له كفوا أحد إحدى عشرة مرة ، كتب الله له أربعين ألف ألف حسنة (2) . رواه الديلمي في مسنده .
__________
(1) والحديث كما جاء في مسند أبي يعلى الموصلي 4/363 : حدثنا عبد الأعلى ، حدثنا بشر بن منصور ، عن عمر بن نبهان ، عن أبي شداد ، عن جابر بن عبد الله قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ثلاث من جاء بهن مع إيمان دخل من أي أبواب الجنة شاء ، وزوج من الحور العين حيث شاء : من عفا عن قاتله ، وأدى دينا خفيا ، وقرأ في دبر (1) كل صلاة مكتوبة عشر مرات قل هو الله أحد » ، قال : فقال أبو بكر : أو إحداهن يا رسول الله ، قال : « أو إحداهن »
(2) والحديث في كنز العمال 3/142 : من قال بعد صلاة الصبح : أشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له إلها واحدا صمدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولم يكن له كفوا أحد كتب الله له أربعين الف حسنة.(1/4)
الحديث العاشر : عن معاذ بن جبل رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَنْ قرأ قل هو الله أحد عشر مرات بنى الله له بيتا في الجنة ، قال عمر : وإنْ استكثر قال : الله أكبر وأطيب ، رواه أحمد والطبراني / في الكبير ، وابن السني ، بدل بيتا 4 ب قصرا .
الحديث الحادي عشر: عن عليّ رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَنْ قرأ قل هو الله أحد إحدى عشرة مرة ، ثم وهب أجره للأموات ، أعطاه الله من الأجر بعدد الأموات ، رواه السلفي في حزبه .
الحديث الثاني عشر: عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَنْ قرأ قل هو الله أحد اثنتي عشرة مرة بعد صلاة الفجر فكأنما قرأ القرآن أربع مرات ، وكان أفضل أهل الأرض يومئذ إذا اتّقى . رواه الطبراني في الصغير ، والبيهقي في المنتخب بسند ضعيف ، وأبو نعيم في فضائلها ، والسلفي في حزبه .
الحديث الثالث عشر : عن خالد بن زيد الأنصاري رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَنْ قرأ قل هو الله أحد إحدى عشرة مرة ثم وهب أجره للأموات بنى الله له قصرا في الجنة ، رواه حميد بن زنجويه في ترغيبه ، وعن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ صلى بين المغرب والعشاء عشرين ركعة ، يقرأ في كل ركعة الحمد لله ، وقل هو الله أحد ، بنى الله له قصرين / في 5 أ الجنة لا فصل بينهما ، رواه السلفي في حزبه .
الحديث الرابع عشر : عن أنس رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن قرأ قل هو الله أحد عند موته ثلاثين مرة ، بنى الله له قصرا في الجنة ، ومن قرأها مائتين أنزله الله تعالى منزلا يرضاه ، وأيما بيت قُرئ فيه قل هو الله أحد إلاّ نفع الله به صاحبه ، ونفع به جيرانه ، رواه عبد الحميد في أماليه .(1/5)
الحديث الخامس عشر : عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن صلى بعد العشاء ركعتين ، يقرأ في كل ركعة قل هو الله أحد خمس عشرة مرة ، بنى الله له قصرين في الجنة يترأياهما، رواه سعيد بن منصور، وابن النضر ، والسلفي .
الحديث السادس عشر : عن أنس رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَنْ صلّى بعد المغرب اثنتي عشرة ركعة ، يقرأ في كل ركعة قل هو الله أحد أربعين مرة ، صافحته الملائكة يوم القيامة ، ومَنْ تُصافحه الملائكة يوم القيامة أمِن مِن الصراط والحِساب والميزان ، رواه السلفي .
الحديث السابع عشر : عن أنس رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَنْ صلى بعد/ المغرب اثنتي عشرة ركعة ، يقرأ 5ب في كل ركعة قل هو الله أحد إحدى وأربعين مرة ، صافحته الملائكة يوم القيامة ، ومَنْ قرأ قل هو الله أحد إحدى وخمسين مرة غفر الله له ذنوبه خمسين سنة ، رواه الدارمي، وأبو يعلى ، ومحمد بن نصير في الصلوات .
الحديث الثامن عشر: عن جابر رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن قرأ قل هو الله أحد كل يوم خمسين مرة ، نودي يوم القيامة من قبره : يا مادح الله ، ادخل الجنة ، رواه أبو نعيم في فضلها ، والطبراني في الأوسط بسند فيه مجهول .
الحديث التاسع عشر: عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَنْ قرأ قل هو الله أحد مائة مرة ، غفر الله خطيئته خمسين سنة إذا اجتنب خِصالاً أربعا : الدم، والأموال ، والفروج ، والأشربة ، رواه ابن عدي ، والبيهقي في الشعب ، وابن عساكر في تاريخه .
الحديث العشرون : عن فيروز رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن قرأ قل هو الله أحد مائة مرة في الصلوات وغيرها ، كتب الله له براءة من النار / رواه الطبراني في 6 أ معجمه الكبير ، والبغوي .(1/6)
الحديث الحادي والعشرون : عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَنْ قرأ يوم الجمعة قل هو الله أحد ، فقد أدّى من حقّ الجمعة ما أدّت حملة العرش ، رواه أبو نعيم في فضائلها.
الحديث الثاني والعشرون : عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن قرأ قل هو الله أحد على طهارة مائة مرة ، كطهور الصلوات بعد فاتحة الكتاب ، كتب الله له بكل حرف عشر حسنات ، ومحا عنه عشر سيئات ، ورفع الله له عشر درجات ، وبنى له قصرين في الجنة ، ورفع له من العمل في يومه ذلك مثل عمل بني آدم ، وكأنما قرأ القرآن ثلاثا وثلاثين مرة ، وهي براءة (1) من الشرك ، ومحضرة للملائكة ، ومنفرة (2) للشياطين ، ولها دوي حول العرش ، تذكر صاحبها حتى ينظر الله تعالى إليه ، فإذا نظر الله إليه لم يعذبه أَبدا . رواه ابن عدي ، والبيهقي في الشعب .
الحديث الثالث والعشرون : عن أنس رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَنْ أراد أنْ ينام على فراشه ، فينام على جنبه الأيمن / ثم يقرأ قل هو الله أحد مائة مرة ، فإذا كان 6 ب يوم القيامة يقول له الرَّب : يا عبدي ادخل الجنة على يمينك . رواه الترمذي ، وقال غريب ، وابن عدي والبيهقي ، والسلفي في حزبه .
__________
(1) كتبت : وبرَّأه من الشرك ، وما أثبتناه من كنز العمال 1/599 / المكتبة الشاملة .
(2) كتب : ومفرقة ، وما أثبتناه من كنز العمال 1/599 / المكتبة الشاملة .(1/7)
الحديث الرابع والعشرون : عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما مِن مسلم يقف عشية عرفة بالموقف ، فيستقبل القبلة بوجهه، ثم يقول: لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير مائة مرة ، ثم يقرأ قل هو الله أحد مائة مرة ، ثم يقول اللهم صلي على محمد ، وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم ، وعلى آل إبراهيم في العالمين ، إنك حميد مجيد ، مائة مرة ، إلاّ قال الله عزّ وجلّ : يا ملائكتي ما جزاء عبدي هذا ، سبّحنى وهللني ، وكبّرني ، وعظمني ، وعَرفني ، وأثنى عليَّ ، وصلى على نبيي ، اشهدوا علىَّ يا ملائكتي أني غفرت له ، وشفَّعته في نفسه ، ولو سألني عبدي هذا لشفعته في أهل الموقف . رواه البيهقي ، وقال : متن (1) غريب ، وليس في إسناده ما ينسب إلى الوضع .
الحديث الخامس والعشرون : عن البراء بن عازب رضي الله عنه ، قال : : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : / يا براء مَنْ قرأ قل هو الله 7أ أحد ، إلى آخرها مائة مرة بعد صلاة الغداة ، قبل أنْ يُكلم أحداً ، رفع الله له ذلك اليوم عمل خمسين صَدِّيقا . رواه البيهقي في حزبه .
الحديث السادس والعشرين : عن أنس رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَنْ قرأ قل هو الله أحد مائة مرة غفر الله له ذنوبه مائة سنة . رواه البزار ، وابن البصَرني في فضائله وسمويه (2) .
وروى الدار قطني في الغرائب ، والخطيب في رواية مالك عن ابن عمر مرفوعا : مَن دخل يوم الجمعة المسجد وصلى أربع ركعات ، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب خمسين مرة ، وقل هو الله أحد كذلك مائة ، لم يمت حتى يرى منزله في الجنة ، أو يُرى له .
__________
(1) كتبت : أمين ، وما أثبتناه من كنز العمال 5/74 / المكتبة الشالة .
(2) هو إِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّه الْمُلَقَّب سِمَوَيْهِ . فتح الباري 11/126 / المكتبة الشاملة .(1/8)
الحديث السابع والعشرون : عن أنس رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن قرأ كل يوم مائة مرة قل هو الله أحد ، محا الله ذنوبه خمسين سنة إلاّ أن يكون عليه دّيْن . رواه الترمذي والبيهقي في الشعب ، قال شيخنا الحافظ السيوطي رحمه الله تعالى في جمع الجوامع له ، وردّ هذا الحديث ابن الجوزي في الموضوعات (1) ، فأخطأ .
الحديث الثامن والعشرون : / عن أنسٍ رضي الله عنه ، قال : : قال رسول7ب الله صلى الله عليه وسلم : مَنْ قرأ قل هو الله أحد كل يوم مائتي مرة كتب الله له ألفا وخمسمائة حسنة ؛ إلاّ أن يكون عليه دين . رواه أبو يعلى ، وابن عديّ ، والبيهقي في الشعب ، والخطيب في تاريخه ، وأبو إسحاق المراغي في كتاب ثواب الأعمال .
الحديث التاسع والعشرون : عن ابن عمر رضي الله عنهما ، قال : : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَنْ قرأ قل هو الله أحد عشية عرفة ألف مرة ؛ أعطاه الله تعالى ما سأله . رواه أبو الشيخ .
الحديث الثلاثون : عن حذيفة بن اليمان (2) رضي الله عنه ، قال : : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ قل هو الله أحد ألف مرة فقد اشترى نفسه من الله تعالى . رواه إبراهيم بن حُميد . الخيازجي (3) في فوائده ، والرافعي .
__________
(1) كتبت : الموضحات ، وهو خطأ .
(2) كتب : حذيفة اليماني
(3) في معجم البلدان خيازج من قزوين ينسب إليها اسكندر بن احمد على بن احمد الخيازجى وفي الجامع الصغير الخيارى .(1/9)
الحديث الحادي والثلاثون : عن أنس رضي الله عنه قال : : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَنْ قرأ قل هو الله أحد مرة بورك عليه ، ومن قرأها مرتين بورك عليه وعلى أهله وجيرانه ، ومن قرأها على طهارة اثنتي عشرة مرة بنى الله بها اثني عشر قصرا في الجنة فيقول / الحفظة : انطلقوا بنا ننظر إلى قصور أخينا ، 8أ فإن قرأها مائة مرة كفّر الله عنه ذنوب خمسة وعشرين سنة ما خلا الدماء والأموال ، فإن قرأها مائتي مرة كفّر الله عنه ذنوب خمسين سنة ما خلا الدماء والأموال ، وإن قرأها ثلاثمائة مرة كتب الله له أجر أربعمائة شهيد ، كل قد عُقِر جواده وأُهرِيق دمه ، وإن قرأها ألف مرة لم يمت حتى يرى مكانه في الجنة ، أو يُرى له . رواه ابن عباس في تاريخه ، والحافظ أبو الحسن بن أحمد السمرقندي في فضائل قل هو الله أحد .
الحديث الثاني والثلاثون : عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال : : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَنْ قرأ قل هو الله أحد حين يدخل منزله نَفَت الفقر عن أهل ذلك المنزل والجيران . رواه الطبراني في الكبير (1) .
الحديث الثالث والثلاثون : عن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه ، قال : : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن قرأ قل هو الله أحد في مرضه الذي يموت فيه لم يُفتن في قبره ، وأمن ضغطة (2) القبر ، وحملته الملائكة يوم القيامة بأكفِّها تجيزه الصراط (3) إلى الجنة . رواه الطبراني في الأوسط ، وأبو نعيم في الحلية ، غريب يريد ، تفرّد به نصر بن حماد البجلي .
__________
(1) فيه مروان بن سالم الغفاري ، وهو متروك . مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 4/ 398 / المكتبة الشاهلة
(2) كتب : وأمن من ضغطة القبر ، والذي أثبتناه بدون ( من ) من مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 3/235/ المكتبة الشاملة .
(3) كتب : حتى تجيزه من السراط ، وما أثبتناه من مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 3/235/ المكتبة الشاملة .(1/10)
الحديث الرابع والثلاثون : / عن أنس رضي الله عنه ، قال : نزل جبريل 8 ب عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال له : يا محمد مات معاوية بن معاوية المزني أتحبّ أنْ تُصلي عليه ، قال : نعم ، فضرب جبريل بجناحه فلم تبق شجرة ، ولا أكمة إلاّ تصعصعت ، ورفع بصره حتى نظر إليه ، وصلى عليه ، وخلفه صفَّان من الملائكة ، كلّ صف سبعون ألفا ، قال عليه الصلاة والسلام : يا جبريل بم نال هذه المنزلة ، قال : بحبه قل هو الله أحد ، وقراءته إياها جائيا وذاهبا ، وقائما وقاعدا ، رواه الأصفهاني في ترغيبه ، وأبو نعيم في فوائده ، والسلفي في حزبه .
الحديث الخامس والثلاثون : عن عائشة رضي الله عنها أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أمَّر رجلا على سرية ، فكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم يُفخم بقل هو الله أحد ، فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : سلوه لأي شيء يصنع ذلك ، فسألوه فقال : لأنها صفة الرحمن ، فأنا أُحبّ أنْ أقرأها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أخبروه أنّ الله تعالى يُحبّه ، رواه البخاري في التوحيد ، ومسلم والنسائي في الصلاة .
الحديث السادس والثلاثون : عن أنس رضي الله عنه أنّ رجلا قال : يا رسول الله / أنا أُحبّ هذه السورة ، قل هو الله أحد ، قال : إنَّ حبّك 9 أ إياها يدخلك الجنة . رواه البخاري في الصلاة ، ووصله الترمذي في فضائل القرآن .
الحديث السابع والثلاثون : عن رجاء الغَنَوي وكانت أُصيبت يده يوم الجمل ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : استشفوا بما حمد الله به نفسه قبل أنْ يحمده خلقه ، وبما مدح به نفسه ، قلنا : وماذا بأبي وأمي يا رسول الله ، قال : الحمد لله ، وقل هو الله أحد ، فإنْ لم تشفه فلا شفاه الله تعالى ، رواه السلفي في حزبه .(1/11)
الحديث الثامن والثلاثون : عن أنس رضي الله عنه قال : إذا نُقِر في الناقور اشتدّ غضب الله تعالى، فتنزل الملائكة ، فيأخذون بأقطار الأرض ، فلا يزالون يقرؤون قل هو الله أحد حتى يسكن غضبه عزّ وجل . رواه البيهقي ، والسلفي مرفوعا .
الحديث التاسع والثلاثون : عن عليِّ كرّم الله وجهه قال : لدغت النبي صلى الله عليه وسلم عقرب ، وهو يُصلي ، فلمَّا فرغ قال : لعن الله العقرب ، لا تُخلّي مُصليا ولا غيره ، ثم دعا بماء وملح ، وجعل يمسح عليها ، ويقرأ قل هو الله أحد ، والمعوذتين . رواه السلفي وابن ماجة عن عائشة ، والبيهقي في الشُّعَب عن عليٍّ .
الحديث الأربعون : عن عليّ كرم الله وجهه بلفظ لا تدع/ نبيا ولا غيره 9ب إلاّ لدغتهم . الحديث ، ومن قرأ قل هو الله أحد ، لا يقرأ معها شيئا من القرآن استقلالا ؛ لأنها نسبة الرحمن من أولها إلى آخرها ، رواه السلفي في حزبه ، وابن الضريس عن الربيع بن خيثم .(1/12)
الحديث الحادي والأربعون : عن جبير بن مطعم قال : : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتُحبُّ يا جُبير إذا خرجت في سفرٍ أن تكون من أمثل أصحابك (1) هيئة، وأكثرهم زادا،( فقلت نعم بأبي أنت وأمي، قال ) (2) فاقرأ (3) هذه السور الخمس ، وهن (4) : قل يا أيها الكافرون ، وإذا جاء نصر الله والفتح ، وقل هو الله أحد ، والمعوذتين (5) ، وافتتح (6) كل سورة ببسم الله الرحمن الرحيم ، واختم ببسم الله الرحمن الرحيم . رواه أبو نعيم ، والمقدسي .
الحديث الثاني والأربعون : عن أنس رضي الله عنه ، قال : : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَنْ قرأ قل هو الله أحد إحدى وعشرين مرة فقد اشترى نفسه من الله عزّ وجل . رواه السلفي في حزبه .
__________
(1) كتب في الأصل المخطوط : إذا خرجت سفرا من قبل أصحابك ، وما أثبتناه من مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 4/401 / المكتبة الشاملة .
(2) ما بين القوسين ساقط من الأصل ، وهو في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 4/401 / المكتبة الشاملة .
(3) كتبت اقرأ ، وما أثبتناه من مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 4/401 / المكتبة الشاملة .
(4) وهن غير موجودة في مجمع الزوائد
(5) في مجمع الزوائد 4/401 / المكتبة الشاملة : وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس
(6) كتبت : واستفتح ، وما أثبتناه من مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 4/401 / المكتبة الشاملة .(1/13)
الخاتمة : قال شيخنا الإمام الحافظ السيوطي رحمه الله تعالى في محاضرات له في كتاب البسملة لأبي شامة : روى ابن عساكر عن عبد الله قال : شيخ صالح ، كان مُجاورا ببيت المقدس : كنت أقرأ كلّ ليلة سورة قل هو الله أحد / مائتي مرة ، ولا أقرأ بسم الله الرحمن الرحيم10 فرأيت في بعض الليالي مائتي شاة مقطعة الرؤوس، وقائل يقول : هذه لك ، فقلت : فلم هي مقطعة الرؤوس ، فقال : لأنك لم تقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ، وقال أيضا : قال أبو شامة : ويُشبه هذا المنام آخر ، ذكره أبو المحاسن الروياني في كتاب البحر عن أبي سهل الأبِّي ، وروِيَ أنّ خطيبا ببخارى مِن جملة العلماء والزُّهاد ، روى خبرا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : مَنْ قرأ قل هو الله أحد ألف مرّة رفع الله عنه وجع السن ، ولا يعود أبداً ، فوجع سنه ، فقرأها ألف مرة ، فلم يزل الوجع به ، وزاد ، فنام ، فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ، فسأله ، وقال له : بلغني عنك خبرا ، فقلت ولَمْ يسْكُن ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأنّك لم تقرأها ببسم الله الرحمن الرحيم ، فانتبه ، وقرأها مع البسملة ، فسكن وجعه ، ولم يعد ، والله أعلم بغيبه ، وأحكم ، وسلم تسليما . آمين .
وكان الفراغ من تبييض هذه النسخة في يوم الخميس المبارك الموافق 28 خلت من شهر رمضان المكرّم ، الذي هو من شهور سنة 1300 ألف وثلثمائة من بعد الهجرة النبوية ، على صاحبها أفضل الصلاة ، وأزكى التحية ، وسلّم تسليما على يد كاتبها الفقير إلى الله عليّ بن محمد بن سالم الشافعي غفر الله له ولجميع المسلمين ، آمين ، والحمد لله رب العالمين .(1/14)