الملخص في
تصحيح الكتب وصنع الفهارس المعجمة وكيفية ضبط الكتاب وسبق المسلمين الإفرنج في ذلك
بقلم العلامة المحدث أحمد شاكر وعناية عبد الفتاح أبو غدة
اعتنى بتلخيصه
أبو عامر الطيماوي
تصحيح الكتب
صعوبة تصحيح الكتب وضخامة مسئوليته:
... تصحيح الكتب وتحقيقها من أشق الأعمال وأكبرها تبعة ولقد صور الحاحظ ذلك أقوى تصووير فقال: "ولربَّما أراد مؤلِّف الكتاب أن يصلِح تصحيفاً أو كلمةً ساقطة فيكون إنشاء عشرِ ورقاتِ من حرِّ اللفظ وشريفِ المعاني أيسَرَ عليه من إتمام ذلك النقص حتى يردَّه إلى موضعه من اتِّصال الكلام فكيف يُطيق ذلك المعرض المستأجَر والحكيمُ نفسهُ قد أعجزه هذا الباب وأعجب من ذلك أنَّه يأخذ بأمرَين: قد أصلحَ الفاسدَ وزاد الصالحَ صَلاحاً ثم يصير هذا الكتاب بعد ذلك نسخةً لإنسان آخَرَ فيسير فيه الورَّاقُ الثاني سيرَةَ الوَرَّاقَ الأوَّل ولا يزال الكتابُ تتداوله الأيدي الجانية والأعْرَاض المفسِدة حتَّى يصير غَلَطاً صِرفاً وكذِباً مصَمتاً فما ظنُّكم بكتابٍ تتعاقبه المترجمون بالإفساد وتتعاوره الخُطَّاط بشرٍّ من ذلك أو بمثله كتابٍ متقادِم الميلاد دُهْرِيّ الصنعة"
جناية المصححين الأغرار على كتب العلم:
... يضطرب العالم المتثبت إذا هو وقع على خطأ في موضع نظر وتأمل ويظن بما علم الظنون ويحسب أن يكون هو المخطيء فيراجع ويراجع حتى يستبين له وجه الصواب فإذا به قد أضاع وقتا نفيسا وبذل جهدا هو أحوج إليه ضحية لعب من مصحح في مطبعة أو عمد من ناشر أمي يأبى إلا أن يوسد الأمر إلى غير أهله.
تميز الكتب التي صححها الحذاق المتقنون:
... في غمرة هذا العبث تضيء قلة من الكتب طبعت في مطبعة بولاق قديما عندما كان فيها أساطين المصححين أمثال الشيخ محمد العدوي والشيخ نصر الهوريني وفي بعض المطابع الأهلية كمطبعة الحلبي والخانجي.
عناية المستشرقين بالأصول الخطية، والغلو في تمجيد أعمالهم:(1/1)
... شيء نادر عني به بعض المستشرقين في أوروبة وغيرها من أقطار الأرض يمتاز عن كل ما طبع في مصر بالمحافظة الدقيقة غالبا على ما في الأصول المخطوطة التي يطبع عنها مهما اختلفت ويذكرون ما فيها من خطأ وصواب يضعونه تحت أنظار القارئين فرب خطأ في نظر مصحح الكتاب هو الصواب الموافق لما قال المؤلف وقد يتبينه شخص آخر عن فهم ثاقب أو دليل ثابت.
... وتمتاز طبعاتهم أيضا بوصف الأصول التي يطبعون عنها وصفا جيدا يظهر القارئ على مبلغ الثقة بها أو الشك في صحتها ليكون على بصيرة من أمره، وقد غلا قومنا غلو غير مستساغ في تمجيد المستشرقين والإشادة بذكرهم وجعلوا قولهم فوق كل قول وكلمتهم عالية على كل كلمة إذ رأوهم أتقنوا صناعة تصحيح الكتب فظنوا أنهم اهتدوا إلى ما لم يهتد إليه أحد من أساطين الإسلام وباحثيه حتى في الدين: التفسير والحديث والفقه.
سبق المسلمين إلى قواعد التصحيح والضبط:
... لم يكن هؤلاء الأجانب مبتكري قواعد التصحيح وإنما سبقهم إليها علماء الإسلام المتقدمون وكتبوا فيها فصولا نفيسة نذكر بعضها هنا قال ابن الصلاح: "إن على كتبة الحديث وطلبته صرف الهمة إلى ضبط ما يكتبونه أو يحصلونه بخط الغير من مروياتهم على الوجه الذي رووه شكلا ونقطا يؤمن معهما الالتباس. وكثيرا ما يتهاون بذلك الواثق بذهنه وتيقظه وذلك وخيم العاقبة فإن الإنسان معرض للنسيان وأول ناس أول الناس وإعجام المكتوب يمنع من استعجامه وشكله يمنع من أشكاله.
وهذا بيان أمور مفيدة في ذلك:
ضبط الملتبس والمشكل:
1- ينبغي أن يكون اعتناؤه بضبط الملتبس من أسماء الناس أكثر فإنها لا تستدرك بالمعنى ولا يستدل عليها بما قبل وما بعد.(1/2)
2- يستحب في الألفاظ المشكلة أن يكرر ضبطها بأن يضبطها في متن الكتاب ثم يكتبها قبالة ذلك في الحاشية مفردة مضبوطة فإن ذلك أبلغ في إبانتها وأبعد من التباسها وما ضبطه في أثناء الأسطر ربما داخله نقط غيره وشكله مما فوقه وتحته لا سيما عند دقة الخط وضيق الأسطر.
كراهية الخط الدقيق:
يكره الخط الدقيق من غير عذر يقتضيه . عن حنبل بن إسحاق : قال رآني أحمد بن حنبل وأنا أكتب خطا دقيقا فقال : لا تفعل أحوج ما تكون إليه يخونك . وبلغنا عن بعض المشايخ أنه كان إذا رأى خطا دقيقا قال : هذا خط من لا يوقن بالخلف من الله والعذر في ذلك هو مثل أن لا يجد في الورق سعة أو يكون رحالا يحتاج إلى تدقيق الخط ليخف عليه محمل كتابه ونحو هذا.
تفضيل خط التحقيق دون المشق والتعليق:
يختارخط التحقيق دون المشق والتعليق. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: شر الكتابة المشق وشر القراءة الهذرمة وأجود الخط أبينه. (1)
ضبط الحروف المعجمة والمهملة:
كما تضبط الحروف المعجمة بالنقط كذلك ينبغي أن تضبط المهملات غير المعجمة بعلامة الإهمال لتدل على عدم إعجامها.
ترك الاصطلاح مع نفسه في الكتاب:
لا ينبغي أن يصطلح مع نفسه في كتابه بما لا يفهمه غيره فيوقع غيره في حيرة كفعل من يجمع في كتابه بين روايات مختلفة ويرمز إلى رواية كل راو بحرف واحد من اسمه أو حرفين وما أشبه ذلك. فإن بين - في أول كتابه أو آخره - مراده بتلك العلامات والرموز فلا بأس. ومع ذلك فالأولى أن يتجنب الرمز ويكتب عند كل رواية اسم راويها بكماله مختصرا ولا يقتصر على العلامة ببعضه.
استحسان وضع دائرة بين كل حديثين:
__________
(1) المشق: سرعة الكتابة والتعليق: خلط الحروف التي ينبغي تفريقها والهذرمة: السرعة في القراءة لا يمكن معها التدبر(1/3)
ينبغي أن يجعل بين كل حديثين دارة تفصل بينهما وتميز . واستحب ( الخطيب الحافظ ) أن تكون الدارات غفلا فإذا عارض فكل حديث يفرغ من عرضه ينقط في الدارة التي تليه نقطة أو يخط في وسطها خطا. قال : وقد كان بعض أهل العلم لا يعتد من سماه إلا بما كان كذلك أو في معناه
كراهية قطع الأسماء المكرمة:
يكره له في مثل ( عبد الله بن فلان بن فلان ) أن يكتب ( عبد ) في آخر سطر والباقي في أول السطر الآخر . وكذلك يكره في (عبد الرحمن بن فلان ) وفي سائر الأسماء المشتملة على التعبيد لله تعالى أن يكتب ( عبد ) في آخر سطر واسم الله مع سائر النسب في أول السطر الآخر . وهكذا يكره أن يكتب ( قال رسول ) في آخر سطر ويكتب في أول السطر الذي يليه ( الله صلى الله تعالى عليه وسلم ) وما أشبه ذلك .
المحافظة على كتابة الصلاة على النبي تامة، واجتناب نقصين فيها:
ينبغي له أن يحافظ على كتبة الصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عند ذكره ولا يسأم من تكرير ذلك عند تكرره.
ثم ليتجنب في إثباتها نقصين:
1- أن يكتبها منقوصة صورة رامزا إليها بحرفين أو نحو ذلك.
2- أن يكتبها منقوصة معنى بأن لا يكتب (وسلم). قال (حمزة الكناني): كنت أكتب الحديث وكنت أكتب عند ذكر النبي (صلى الله عليه) ولا أكتب (وسلم) فرأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المنام فقال لي: ما لك لا تتم الصلاة علي؟ قال: فما كتبت بعد ذلك (صلى الله عليه) إلا كتبت (وسلم).
كتب الثناء في اسم الله واسم الرسول:(1/4)
وهكذا الأمر في الثناء على الله سبحانه عند ذكر اسمه نحو (عز و جل) و (تبارك وتعالى) وما ضاهى ذلك. وما وجد في خط (أبي عبد الله أحمد بن حنبل) رضي الله عنه من إغفال ذلك عند ذكر اسم النبي صلى الله عليه و سلم: فلعل سببه أنه كان يرى التقيد في ذلك بالرواية وعز عليه اتصالها في ذلك في جميع من فوقه من الرواة. قال (الخطيب أبو بكر): وبلغني أنه كان يصلي على النبي صلى الله عليه و سلم نطقا لا خطا. قال: وقد خالفه غيره من الأئمة المتقدمين في ذلك.
لزوم المقابلة بالأصل وأفضلها:
أن يقابل كتابه بأصل سماعه وكتاب شيخه الذي يرويه عنه وإن كان إجازة. عن عروة بن الزبير رضي الله عنهما أنه قال لابنه هشام: كتبت؟ قال: نعم قال: عرضت كتابك؟ قال: لا قال: لم تكتب. وعن الشافعي الإمام قال: من كتب ولم يعارض كمن دخل الخلاء ولم يستنج. وعن الأخفش قال: إذا نسخ الكتاب ولم يعارض ثم نسخ ولم يعارض خرج أعجميا
كيفية تخريج اللحق الساقط في الحواشي:
المختار في كيفية تخريج الساقط في الحواشي - ويسمى اللحَق بفتح الحاء - وهو أن يخط من موضع سقوطه من السطر خطا صاعدا إلى فوقه ثم يعطفه بين السطرين عطفه يسيرة إلى جهة الحاشية التي يكتب فيها اللحق ويبدأ في الحاشية بكتبة اللحق مقابلا للخط المنعطف وليكن ذلك في حاشية ذات اليمين. وإن كانت تلي وسط الورقة إن اتسعت له وليكتبه صاعدا إلى أعلى الورقة لا نازلا به إلى أسفل.
... قلت: فإذا كان اللحق سطرين أو سطورا فلا يبتدئ بسطوره من أسفل إلى أعلى بل يبتديء بها من أعلى إلى أسفل بحيث يكون منتهاها إلى جهة باطن الورقة إذا كان التخريج في جهة اليمين وإذا كان في جهة الشمال وقع منتهاها إلى جهة طرف الورقة. ثم يكتب عند انتهاء اللحق (صح).(1/5)
وإنما اخترنا كتبة اللحق صاعدا إلى أعلى الورقة لئلا يخرج بعده نقص آخر فلا يجد ما يقابله من الحاشية فارغا له لو كان كتب الأول نازلا إلى أسفل. وإذا كتب الأول صاعدا فما يجد بعد ذلك من نقص يجد ما يقابله من الحاشية فارغا له. وقلنا أيضا يخرجه في جهة اليمين لأنه لو خرجه إلى جهة الشمال فربما ظهر من بعده في السطر نفسه نقص آخر فإن خرجه قدامه إلى جهة الشمال أيضا وقع بين التخريجين إشكال. وإن خرج الثاني إلى جهة اليمين التقت عطفة تخريج جهة الشمال وعطفة تخريج جهة اليمين أو تقابلتا فأشبه ذلك الضرب على ما بينهما بخلاف ما إذا خرج الأول إلى جهة اليمين: فإنه حينئذ يخرج الثاني إلى جهة الشمال فلا يلتقيان ولا يلزم إشكال.
كيفية تخريج ما ليس من الأصل في الحواشي:
وأما ما يخرج في الحواشي - من شرح أو تنبيه على غلط أو اختلاف رواية أو نسخة أو نحو ذلك مما ليس من الأصل - فهذا التخريج يخالف التخريج لما هو من نفس الأصل: في أن خط ذلك التخريج يقع بين الكلمتين اللتين بينهما سقط الساقط وخط هذا التخريج يقع على نفس الكلمة التي من أجلها خرج المخرج في الحاشية.
لزوم العناية بالتصحيح والتضبيب والتمريض وبيانها:
أما التصحيح: فهو كتابة (صح) على الكلام أو عنده ولا يفعل ذلك إلا فيما صح رواية ومعنى غير أنه عرضة للشك أو الخلاف فيكتب عليه (صح) ليعرف أنه لم يغفل عنه وأنه قد ضبط وصح على ذلك الوجه
... وأما التضبيب ويسمى أيضا التمريض فيجعل على ما صح وروده كذلك من جهة النقل غير أنه فاسد لفظا أو معنى أو ضعيف أو ناقص مثل: أن يكون غير جائز من حيث العربية أو: يكون شاذا عند أهلها يأباه أكثرهم أو مصحفا أوينقص من جملة الكلام كلمة أو أكثر وما أشبه ذلك . ثم إن بعضهم ربما اختصر علامة التصحيح فجاءت صورتها تشبه صورة التضبيب.
طرق التنبيه إلى المقحم في الكتاب:(1/6)
إذا وقع في الكتاب ما ليس منه فإنه ينفي عنه بالضرب أو الحك أو المحو أو غير ذلك. والضرب خير من الحك والمحو. عن القاضي أبي محمد بن خلاد رحمه الله قال: قال أصحابنا (الحك تهمة). وقال: أجود الضرب أن لا يطمس المضروب عليه بل يخط من فوقه خطا جيدا بينا يدل على إبطاله ويقرأ من تحته ما خط عليه.
المحو والكشط:
وأما المحو: فيقابل الكشط في حكمه وتتنوع طرقه. ومن أغربها - مع أنه أسلمها - ما روي عن (سحنون بن سعيد التنوخي) الإمام المالكي: أنه كان ربما كتب الشيء ثم لعقه. وإلى هذا يومي ما روينا عن (إبراهيم النخعي) رضي الله عنه أنه كان يقول: من المروءة أن يرى في ثوب الرجل وشفتيه مداد.
كيفية ضبط الروايات عنداختلافها:
أن يجعل أولا متن كتابه على رواية خاصة. ثم ما كانت من زيادة لرواية أخرى ألحقها. أو من نقص أعلم عليه أو من خلاف كتبه إما في الحاشية وإما في غيرها معينا في كل ذلك من رواه ذاكرا اسمه بتمامه. فإن رمز إليه بحرف أو أكثر فعليه أن يبين المراد بذلك في أول كتابه أو آخره كيلا. واكتفى بعضهم في التمييز بأن خص الرواية الملحقة بالحمرة .
استحسان كتابة السماع بخط شيخ معروف متقن:
ينبغي للطالب أن يكتب بعد البسملة اسم الشيخ الذي سمع الكتاب منه وكنيته ونسبه ثم يسوق ما سمعه منه على لفظه. وينبغي أن يكون التسميع بخط شخص موثوق به غير مجهول الخط ولا ضير حينئذ في أن لا يكتب الشيخ المسمع خطه بالتصحيح.
قبح منع السماع عمن شارك فيه واستحقاقه له قضاء:(1/7)
على كاتب التسميع التحري والاحتياط وبيان السامع والمسموع منه بلفظ غير محتمل ومجانبة التساهل فيمن يثبت اسمه والحذر من إسقاط اسم أحد منهم لغرض فاسد. ثم إن من ثبت سماعه في كتابه فقبيح به كتمانه إياه ومنعه من نقل سماعه ومن نسخ الكتاب وإذا أعاره إياه فلا يبطئ به. روينا عن (الزهري) أنه قال: إياك وغلول الكتب. قيل له: وما غلول الكتب؟ قال: حبسها عن أصحابها. وروينا أن رجلا ادعى على رجل بالكوفة سماعا منعه إياه فتحاكما إلى قاضيها (حفص بن غياث) فقال لصاحب الكتاب: أخرج إلينا كتبك فما كان من سماع هذا الرجل بخط يدك ألزمناك وما كان بخطه أعفيناك منه
وهذه القواعد التي كتبها ابن الصلاح يصلح أكثرها في تصحيح الكتب المطبوعة، وهي كلها إرشاد للمصحح عند النقل من الكتب المخطوطة، حتى يعرف قيمة الأصول التي يطبع عنها، أهي مما يوثق به، أم مما يحتاط في الأخذ عنه.
... ولو كانت الفرص مواتية لحررت قواعد التصحيح المطبعي ووضعت له القوانين الدقيقة لتكون دستورا للمطابع كلها. (1)
__________
(1) قال عبد الفتاح أبو غدة: ما كان شيخنا رحمه الله يعتزم التأليف فيه لو سنحت الفرصة له قد ألف فيه كثيرون من المعاصرين تآليف حسنة وأنا أذكره هنا جملة منها لعلها تفيد الباحثين والدارسين الراغبين في تمتين معرفتهم بالضبط والاتقان لما يطبعون أو يحققون مراعيا فيها التاريخ الزمني لصدورها:
1- الترقيم وعلاماته في اللغة العربية / أحمد زكي باشا
2- أصول نقد النصوص ونشر الكتب / برجشتراسر الألماني
3- تحقيق النصوص ونشرها / عبد السلام هارون
4- قواعد تحقيق النصوص / صلاح الدين المنجد
5- تحقيق التراث العربي: منهجه وتطوره / عبد المجيد دياب
6- الإملاء والترقيم في العربية / عبد العليم إبراهيم
7- منهج تحقيق النصوص ونشرها / نوري القيسي وسامي العاني
8- المخطوطات العربية تحقيقها وقواعد فهرستها / فاضل النقيب
9- أسس تحقيق التراث العربي ومناهجه / لجنة مختصة في بغداد
10- ضبط النص والتعليق عليه / بشار عواد معروف
11- التوثيق تاريخه وأدواته / عبد المجيد عابدين
12- في منهج تحقيق المخطوطات / مطاع الطرابيشي
13- محاضرات في تحقيق النصوص / أحمد الخراط
14- تحقيق مخطوطات العلوم الشرعية / يحيى السرحان
15- مناهج تحقيق التراث بين القدامى والمحدثين / رمضان عبد التواب
16- عناية المحدثين بتوثيق المرويات وأثر ذلك في تحقيق المخطوطات / أحمد نور سيف
17- قطوف أدبية، دراسات نقدية في التراث العربي، حول تحقيق التراث / عبد السلام هارون، وهو من أفضل الكتب المبصرة المعرفة بتحقيق الكتب ينبغي لمن يحقق كتابا تحقيقا تاما أن يقف عليه ويستفيد منه(1/8)
الفهارس المعجمة
الفهارس العامة في مطبوعات المستشرقين:
ومما امتازت به مطبوعات المستشرقين أن عنوا بوضع الفهارس بوضع الفهارس المرشدة للقارئ أتم عناية في اغلب أحيانهم وتفننوا في أنواعها مرتبة على حروف المعجم: فمن فهرس للاعلام ومن فهرس للشعراء ومن فهرس للقبائل ومن فهرس للأسانيد ومن فهرس للآيات القرآنية ومن فهرس للألفاظ النبوية، ومن فهرس للمسائل العلمية، على اختلاف مناحي الكتب التي تعمل لها الفهارس واختلاف علومها. وأما دور الطباعة القديمة عندنا وفي مقدمتها مطبعة بولاق فلن يعن مصححوها بهذا النوع من الفهارس أصلا، وما أظنهم فكروا في شيء منه مع أن مطبوعات المستشرقين كانت موجودة معروفة.
نفي الدكتور الغَمراوي سبق المستشرقين بالمعاجم:
... وأول من علمناه نفى هذه الاسطورة وأكذب هذا الوهم - بقولهم أن الفهارس شيء لم يعرفه علماء الإسلام والعربية – صديقنا الأخ العلامة الأستاذ محمد أحمد الغمراوي حيث قال: " ولعلك لاحظت في وصف هذه القواميس أنها هجائية على نسق المعاجم الإفرنجية لكن المعاجم الافرنجية في هذا تابعة غير متبوعة فهي في ذاتها متأخرة النشوء نشأت بعد عهد النهضة أي بعد القرن الخامس عشر فتاريخ القواميس العربية الهجائية يرجع على الأقل إلى القرن العاشر أي نحو سبع قرون قبل تاريخ أو مجموعة كلمات انجليزية هجائية وأكثر من ثلاث قرون قبل أول قاموس هجائي لطيني (1) ظهر في أوروبا .
العرب أسبق الأمم إلى إنشاء المعاجم:
__________
(1) هذا هو التعريب الصحيح القديم لكلمة " لاتيني".(1/9)
... الشرق شرق والغرب غرب، الشرق دائما ابتكار وإنشاء والغرب دائما تقليد ثم تنظيم!! وأول من نعلمه فكر في ذلك - مرتبا الحروف بحسب مخرج الكلام من الحلق فصير أولاها بالابتداء أدخل حرف منها في الحلق - الخليل بن أحمد إمام اللغة والعربية ومخترع العروض في أواسط القرن الثاني الهجري ثم جاء العلماء بعد الخليل فوضعوا كتب اللغة على حروف المعجم إذ وجدوا أن ترتيب الحروف على ما صنع فيه عنت وإرهاق لا يتقنه إلا من كان مثل الخليل، وكلهم راعى الترتيب في الحروف المتوسطة في الكلمات أيضا فما كان ثانيه ب مقدم على ما كان ثانيه ت وهكذا. ...
ترتيب معاجم اللغة على أوائل الكلمات قديم:
... ومن أقدم ما وصل بعد كتاب العين (جمهرة اللغة) لابن دُريد المتوفى سنة 321 وكتاب غريب القرآن لأبي بكر السجستاني المتوفى سنة 330. ثم اخترع علماء الإسلام ـ قياساً على ترتيب اللغة على حروف المعجم – ترتيب الأعلام على حروف المعجم وأول من علمناه فعل ذلك الإمام البخاري في كتابه الجامع الصحيح قال: "باب تسمية من سمة من أهل بدر بدر" فذكر أولا النبي صلى الله عليه وسلم ثم ساق أسماء الصحابة على الحروف.
كتب التراجم مرتبة على الطبقات وهو أولى:
... من مارس كتب التراجم وأطال القراءة فيها وجد أن ما رتب منها على السنين والطبقات أجل نفعا وأعلى فائدة للمستفيد من الكتب المرتبة على الحروف لأن القارئ يدرس رجال العصر الواحد وأحوالهم متقارنة متقاربة ومتتابعة متوالية فيعرف النظائر والأقران والشيوخ والتلاميذ فيستفيد صورة مجموعة غير مفرقة بخلاف ما رتب على الحروف فقد يرغم هذا الترتيب المؤلف على أن يأتي برجل من الطبقة الأولى بعد رجل من الطبقة العاشرة مثلا فلا يجد لقارئ فيها تناسبا بين ما يقرأ.
توكيد معنى الفهرسة في كتب رجال الحديث:(1/10)
... مما يؤيد أن هذه الكتب في الرجال إنما وضعت على معنى الفهارس وأنه لم يمنعهم من جعلها فهارس تامة إلا عدم وجود المطابع: أنهم كثيرا ما يذكرون في ترجمة الراوي موضع حديثه في الكتاب الذي روى له، إذا كان للراوي حديث أو حديثان، ولم يذكروا موضع أحاديث الرواة الذي في روايتهم كثرة، ومع ذلك فقد يدلون على بعضها إذا كان في الإسناد معنى يحتاج إلى نقد أو إيضاح.
كتب الأطراف للأحاديث من الفهارس:
... ثم لم يكتف علماء الحديث بهذا في سبيل الترفيه على الناس والتيسير عليهم إذا ما أرادوا البحث عن الأحاديث في دواوينها فابتدعوا نوعا آخر طريفا من الفهارس سموه "الأطراف" فيجمع أحدهم أحاديث الصحيحين أو أحاديث السنن الأربعة أو أحاديث كتب غيرها، أو يجمع أحاديث الكتب الستة، ثم يفرد روايات كل صحابي وحده ويرتب أسماء الصحابة على حروف المعجم ويذكر أحاديثهم حديثا حديثا باختصار ويبين موضع كل حديث في الكتاب الذي هو فيه، ومن أقدم هذه الكتب كتاب أطراف الصحيحين لخلف بن حمدون الواسطي المتوفى سنة 401 وكتاب أطراف الغرائب والأفراد لأبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي المتوفى سنة 507 وكتاب "الأطراف" لأبي القاسم علي بن عساكر الدمشقي المتوفى سنة 571. ومن أحدث كتب الأطراف: كتاب "ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الأحاديث" للشيخ عبد الغني النابلسي المتوفى سنة 1443 وهو أكثر كتب الأطراف فائدة، مع الإيجاز التام، وقد جعله أطرافا للكتب الستة وموطأ مالك.
ترتيب الأحاديث على حروف المعجم من الفهرسة:
... اخترع السَيوطي نوعا آخر من الفهارس لكتب الحديث رتب الأحاديث فيه على حروف المعجم باعتبار أوائل اللفظ النبوي الكريم وعمل في ذلك كتبا كثيرة أشهرها الجامع الكبير أو جمع الجوامع ، والجامع الصغير
المستشرقون مقتبسون لا مبتكرون:(1/11)
... وهذه أثارة من علم عما عمل علماء الإسلام في سبيل الفهارس يوقن قارئها أنهم فكروا كثيرا وعملوا كثيرا، وأنهم بذلوا كل الجهد في هذا السبيل.
تنويه بنبوغ الشيخ البيومي في إبداع الفهارس:
... أرى واجبا علي ـ لمناسبة الكلام في الفهارس ـ أن أنوه برجل نابغة مدهش؟ مجهول مغمور هو الأستاذ مصطفى علي بيومي. هذا الرجل قد نبغ في فن الفهارس وصناعتها نبوغا عجيبا، وأنا أشهد له ـ شهادة خالصة لله ـ أنه قد فاق في هذا كل من علمناه، ممن تقدم أو تأخر.
قال عبد الفتاح أبو غدة:
... وقد سمى أعماله في الفهرسة الحديثية: "معجم الشفاء لأحاديث سيد الأنبياء" وقد فهرس فيه:
دليل فهارس صحيح البخاري، ومفتاح صحيح البخاري، ودليل مفاتيح صحيح البخاري، وعناوين مباحث أبواب البخاري مرتبة على حروف المعجم، ومعجم لرواة أحاديث صحيح البخاري مرتب على حروف المعجم، وذكر ما لكل صحابي من الأحاديث التي رواها، ومعجم أعلام البخاري من إنسان وحيوان ونبات وجماد وبلدان وأمكنة وقبائل وغيرها، ومعجم ضبط أعلام التاريخ والسير وأهل الحديث والأثر مرتب على حروف المعجم، ومفتاح الكتب الستة معا مرتبا على حروف المعجم، ومفاتيح الكتب الخمسة صغيرة ومثلها كبيرة كما للبخاري، وفهرست عناوين مباحث أبواب كل من الكتب الخمسة على حدة ومرتب على حروف المعجم، والفهرست الكبير وهو معجم مطول يحتوي على عناوين مباحث فهارس ألف كتاب من الكتب المتعلقة بالشريعة الغراء من تفسير وحديث وتوحيد وفقه وسيرة وتاريخ وأخلاق وأدب وجدل ومناظرة وهيئة وتصوف وفتيا وحكمة وخليقة وغير ذلك مما يهم الباحثين والعلماء.(1/12)
... وقال في ختام دليل فهارس البخاري للكتب والأبواب ما يلي: الفهارس والدلائل التي تم تخريجها وهي غير المذكورة في مقدمة هذا الدليل وهي لواضعه أيضا: دليل السائل فيما يحتاج إليه من المسائل المتعلقة بالصلاة على المذاهب الأربعة مرتبا على حروف الهجاء على نظام بديع، ومفتاح رياض الصالحين، ومفتاح الأدب المفرد للبخاري، ومفتاح موطأ الإمام مالك، ومفتاح اللآلئ المصنوعة للسيوطي للأحاديث وموضوعاتها، ومفتاح بلوغ المرام لابن حجر، والمفتاح الصغير لأربعة آلاف حديث موضوعة مقتبسة من كتاب كشف الخفاء للعجلوني وتمييز الطيب من الخبيث للشيباني والآلئ للسيوطي وتذكرة الموضوعات للفتني واللؤلؤ المرصوع للقاوقجي والمقاصد الحسنة للسخاوي وغيرها، ورجال البخاري ( رواة وغيرهم) مع ذكر أمكنتهم من الأحاديث مرتبة على حروف الهجاء مع ذكر تراجمهم، وغريب ألفاظ صحيح البخاري مع ذكر أمكنتها من الأحاديث، وغريب سنن أبي داود مع ذكر أمكنتها من الأحاديث، والفهرس الصغير يشتمل على جميع الكتب والأبواب الموجودة في كتاب المحيط البرهاني في فقه الحنفية.
... هذه الفهارس كلها تحت الطبع ـ أي مهيأة للطبع ـ وأرجو الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا رجالا عاملين محبين لنشر العلم والانتفاع بلبابه يعاونوننا في طبعها وإبرازها ليكون لهم الشرف في الدنيا والثواب من الله في الآخرة، كما أني مجيب تلبية ما يطلب مني من عمل الفهارس والمعاجم مهما كبر الكتاب أو تعددت مباحثه في الزمن اليسير، وكل ذلك من فضل ربي وكرمه عليه توكله وإليه أنيب.
قال عبد الفتاح: ولم يطبع له سوى مفتاح المنهل العذب المورود شرح سنن الإمام أبي داود" وهكذا أسدل الستارعلى آثار الأخيار! فماتت بموتهم فكم دفن الفقر من فضائل! وكم قتل من نبوغ وإبداع!!(1/13)
ويتبين من أعمال هذا الرجل وعناوين فهارسه المتنوعة أن الفهارس التي صنعها الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي سنة 1375 لكتاب صحيح مسلم وتفنن فيها إلى عشرة أنواع: مقتبسة من أعمال سلفه الشيخ مصطفى البيومي رحمه الله تعالى عليهما وجزاهما الله عن خدمة السنة خير الجزاء.
صنع ابن الأثير الفهارس العامة وفهرسا للألفاظ:
... كان العلامة المحدث ابن الأثير قد ألف كتابه الكبير "جامع الأصول في أحاديث الرسول" على الكتب والأبواب ورتب الكتب على حروف المعجم فبدأ بحرف الهمزة بكتاب (الإيمان والإسلام) وانتهى بحرف الياء بكتاب (اليمين) ورتب الأحاديث داخل كل باب على فصول. لكن الشيخ ابن الأثير لحظ أن جملة كبيرة من الأحاديث لا يخلص معناها لتدخل في باب معين تطلب منه فاخترع لها فهرسة أخرى وطريقة للدلالة على غير ( المسانيد) و (الأبواب) فصنع لها (فهرسة على الألفاظ المشهورة فيها) يستهدي الطالب للحديث بمعرفة اللفظ المشهور فيه فيطلبه في حرفه ومادته فيرى الشيخ الإمام ابن الأثير قد أرشده إلى كتابه وبابه وفصله، فكان رحمه الله أول من ابتكر الفهرسة على الألفاظ، من نحو ثمانية قرون وقبل نحو ثمان مئة سنة من أصحاب "المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي". ...
... وقد زاد الإمام ابن الأثير على ذلك فأتبع فهرس الكلمات المجهولة فهرسا آخر بأسماء كل من ذكروا في الكتاب مع تراجمهم، فهو (فهرس للأعلام بتراجمهم) ثم أورد فهرسا عاملا شاملا للكتاب كله من أوله إلى آخره فيه بيان كتبه وأبوابه وفصوله وفروعه بذكر مضموناتها تفصيلا دقيقا لم يترك مبحثا أو فرعا تقدم له ذكر في الكتاب إلا أشار إليه، فهذا فهرس ـ بل فهارس ـ للكتب والأبواب والموضوعات.(1/14)
وإلى جانب هذه الفهارس العامة التي صنعها الشيخ ابن الأثير رحمه الله تعالى في القرن السادس: قد رأيت أنه صنع شيئا آخر جديدا في خدمة الكتب وهو ما عرف في أيامنا بالتعليق على الكتابك فترجم لكل من ذكر فيه وعرف به، وضبط اسمه ونسبته، وتأريخ ولادته ووفاته، وذكر بعض ما يتصل بشأنه، بدءا من سيرة سيد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إلى بعض المجهولين.
وأقدر أنه أول من سن هذه الطريقة في التعليق على الكتاب، وإتمام متطلبات النص العلمي فيه، وإخال الإمام النووي رحمه الله تعالى قد اقتبس هذه الطريقة منه فأدخلها في كتبه وجعلها في بعض بآخر الكتاب كما تراه في كتابه: التبيان في آداب حملة القرآن، وجزء القيام، وأمثالهما. ...
وفي هذا الذي قدمته: تبصير وتعريف لمن ظن من شبابنا المتعلمين أن الفهارس العامة للأطراف .. والكلمات من ابتكار المستشرقين الغربيين، وما ذلك إلا لقصور في الاطلاع، وانقطاع عما خلفه الآباء والأجداد من التراث العلمي المجيد، ولقد كتب علماؤنا السابقون، ودونوا وتفننوا في كل شيء، حتى صدقت فيهم الكلمة المشهورة القائلة: (ما ترك الأول للآخر). والحمد لله رب العالمين.
اختيارات واستحسانات في شؤون طباعة الكتب:
يستحسن:
1. أن يكون الترقيم للصفحات في أعلاها، ومن طرفها الأيمن والأيسر كما كان يثبت في الكتب المطبوعة قديما، وإلى أيامنا في بعض الكتب، فإنه الموضع الصحيح الطبيعي لإثباتها، لأن الناظر في الإحالة ينظر إلى رقم الصفحة أولا، ثم ينظر فاحصا عن طلبته في الصفحة فتبقى نظرته وقراءته عادية طبيعية، ليس فيها قلب النظر من أسفل إلى أعلى كما إذا كانت الأرقام بأسفل الصفحة.
2. وضع الرقم في أسفل الصفحة عن يمينها أو يسارها أو وسط السطر للصفحة التي في رأسها عنوان بارز ـ حيث جرت العادة بعدم ترقيمها ـ حتى لا تخلو الصفحة من رقم قد يكون هو موضع الإحالة.(1/15)
3. جعل بدء الكلام في الأصل والتعليق في أول المقطع راجعا عن أول السطر بمقدار كلمة واحدة ليبرز ويظهر وليفيد عن تعدد المقاطع في الصفحة، وأن كل مقطع يتضمن معنى من المعاني، فيستريح القارئ للكتاب نظراً وذهنا في هذه الحال، وتجمل صفحة الكتاب بتنوع حال سطورها، فهو أسلوب مفيد وتجميلي في آن واحد.
4. الإشارة للإحالة برقم الصفحة أو الجزء والصفحة بأسفل الصفحة في التعليق إذ لا تفيد الأرقام إذا بقين في سطر الأصل معنى علميا ما، بل تغلب النظر وتشوه المنظر، ويفضل اثبات اسم الكتاب المنقول منه في الأصل، لأنه يؤدي معنى علميا ومعرفة مفيدة تتصل بالكلام المنقول منه.
5. الإحالة غير السديدة: جرت عادة بعض الكاتبين أو المعلقين على الكتب اليوم أن يوردوا نصا من كتاب لإيضاح المقام، أو لتصويب خطأ في الكلام ويختمون الكلام الذي نقلوه بقولهم: أنظر كتاب كذا، ويسمون الكتاب المنقول منه ويذكرون الجزء والصفحة، وهذا نوع من التوثيق لا غبار عليه ولا نقد فيه من حيث هو توثيق وإنما ينتقد منه الجملة التي يختمون بها نقل النص، وهي قولهم: (أنظر كتاب كذا) فيستعملون (انظر كذا) لمجرد الإحالة إلى الكتاب المنقول منه، وهذا التعبير خطأ في هذا الموضع، لأن كلمة (انظر) تقتضي أن يكون في الموضع المحال إليه للنظر فيه شيء مفيد زائد على النص الذي نقلوه ليستزيد منه الباحث فائدة لم تذكر في النص المنقول أمامه، أما إن كان المراد من (انظر) مجرد الاحالة الى المصدر المنقول منه فلا ينبغي استعمال (انظر) بل ينبغي أن يقال عند ختام النص المنقول: (من كتاب كذا) أو نحو هذا، دون أمر بالنظر.
6. الإشارة إلى اتصال الكلام في الصفحة التالية هكذا: فإنه مفهم أن الكلام ما يزال موصولا بما بعده وهو أولى من إثبات مساويين هكذا = فإنه لا ينبه إلى ما ينبه إليه السهم.(1/16)
7. تقصير المقاطع في الكتاب إذ السداد في ذلك، فلا يزيد المقطع في الكلام المتصل على أكثر من ثلاثة إلى خمسة أو ستة أو سبعة أسطر في النادر، ليخف على الناظر وتشرق الصفحة ويرتاح الذهن بذلك. ولا يستحسن أن يكون المقطع سطرا أو سطرين متكررا ذلك كثيرا كما يفعله بعض الناس لتمتلئ الصفحة بسرعة وتكون في حقيقتها ثلثي صفحة أة نصف صفحة فيزيد حجم الكتاب بلا داع وتزداد تكاليفه ويثقل على اليد والجيب والموضع من الرف الذي يحل فيه.
8. كتابة البيت من الشعر في سطر واحد لا في سطرين إذا كان ذلك ممكنا.
9. موضع اسم المؤلف: إذ المعهود في الكتب من أول تدوينها تقديم اسم الكتاب واتصال اسم المؤلف بعده به، فهذا الاسلوب العربي القديم، وأما كتابة اسم المؤلف بأعلى الزاوية في الصفحة وعنوان الكتاب في وسط الصفحة فهو أسلوب غريب عن الأسلوب العربي.
10. تفصيل الجمل بعلامات الترقيم والفواصل التي اشتهر وشاع استعمالها في الكتب المطبوعة حديثا، فتوضع حيث تتم الجملة، أو متعلقات الكلمة، ولا ينبغي أن تطول الجملة ـ دون فاصلة ـ سطرا أو زيادة إلا نادرا جدا لضرورة تفرض نفسها.
11. ضبط اللفظ المشكل أو الغامض أو المشتبه أو الذي غُلط أو يغلط فيه، فينبغي ضبطه وإظهاره سليما قويا جليا يقرأ على وجهه الصحيح دون تردد أو توقف، لإمداد القارئ باللفظ الصحيح رأسا.
تم بحمد الله تلخيصه والكهرباء منقطعة ليلة عيد الأضحى وقد حرم حجاج أهل غزة من الحج في ظل الحصار، وعز في أضحانا الأضاحي، وتم طباعته في ليلة الاثنين وقد بلغ عدد الشهداء في هذا اليوم ما يربو على 250 شهيدا، واستنفرنا المجاهدون للتصدي للاحتلال في عملية سميت ببقعة الزيت.(1/17)