الوفاء بالحقوق
المقدم:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أيها الإخوة والأخوات مرحباً بكم في حلقة جديدة من برنامج الراصد مع الشيخ محمد صالح المنجد
أهلا وسهلاً ومرحباً بكم يا شيخ محمد ؟
الشيخ محمد:
حياكم الله أهلاً وسهلاً .
المقدم:
يا شيخ محمد في هذه الأيام كثرت المشاكل والنزاعات بين الناس وقطيعة الأرحام ، وكثرة الجرائم ، وأظن أنه من الأسباب في هذا تضييع كثير من الناس للحقوق الواجبة عليهم ، فحلقة هذا اليوم عن الوفاء بالحقوق يرتقي بالعلاقات ؟
شيخ محمد ما علاقة الوفاء بالحقوق وحسن العلاقات بين الناس ؟
الشيخ محمد:
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد قضية الحقوق هذه قضية كبيرة جدًا ، وفي كثير من الحالات نجد أنها مضيعة نتيجة هذا التضييع طبعاً كثرت النزاعات بين الناس ، كثرت القطيعة مثلاً مشاكسات بين الزوجين ، مشكلات بين الأب وابنه ، أنواع من العقوق ، الطلاق ، التعليق ، تعليق الزوجة مثلاً ، هجر الجار للجار ، قطيعة الرحم ، أسباب نجدها في الحالات تقريباً كلها عدم الوفاء بالحقوق ؛ الوفاء من صفات الله سبحانه وتعالى : ?ومن أوفى بعهده من الله ? لا أحد أوفى بعهده من الله ، الوفاء من صفات الأنبياء ، قال تعالى : ? وإبراهيم الذي وفى? فبلغ غاية جهده فيما طلبه منه ربه ، فبذل ماله في طاعة الله ، وبذل ولده قرباناً إلى الله ، وابتلاه الله بكلمات فأتمهن ، خمس في الرأس ، وخمس في الجسد ، وقال تعالى عن إسماعيل ولده : ? واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد? اشتهر نبينا ? بالوفاء بالعهود ، حتى قال حسان -رضي الله عنه- هجوت مباركاً برًا حنيفا أمين الله شيمته الوفاء , هذا بالنسبة للوفاء .(1/1)
أما بالنسبة للحقوق ، فهي جمع حق والحق هو : في اللغة ، ما ثبت ووجب ، أمر الشرع بالوفاء بالعقود والعهود ، وأداء الحقوق فقال تعالى : ? يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود? قال ابن القيم -رحمه الله- هذا يقتضي الأمر بالوفاء في كل عقد إلا عقداً حرمه الله ، وجاءت النصوص الكثيرة مؤكداً لهذا المعنى ، وأثنى الله ? بلى من أوفى بعهده واتقى ? أثنى الله عليه ?فإن الله يحب المتقين ? .
المقدم:
وهل أتت أحاديث أو آيات في التحذير من نقض العهود ؟
الشيخ محمد:(1/2)
إي طبعاً لا شك نجد أن ما أتى في القرآن أكدته السنة ، والنبي ? توعد الذين لا يوفون بالحقوق ولا بالعقود ، ترى أنها مشكلات بين الموظفين وأصحاب الشركات ، بين المدرسين ، وأصحاب المدارس ، بين يعني مشكلات كثيرة بين الناس ، مكتب العمل مليان شكاوى ليه ، لأن الحقوق فيها خلل ، محاكم فيها قضايا طلاق ليش ، لأن عدم أداء الحقوق من الزوج للزوجة ، ومن الزوجة للزوج ، كذلك عقود تخترق ، عقود يعتدى عليها ، عقد هذا عقد مؤكد موثق ومع ذلك يلعب به ، قال ? : « قال الله : ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة ، رجلٌ أعطى بي ثم غدر ، ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره » قال الحافظ : فالله سبحانه وتعالى خصم لجميع الظالمين يوم القيامة ، أعطى بي ثم غدر ، يعني أعطى عهداً وحلف بالله ، ثم نقضه ، قال شيخ الإسلام -رحمه الله- كل من شرط شرطاً ثم نقضه فقد غدر ، ولذلك جاء في الكتاب والسنة ، الأمر بالوفاء بالعهود ، والشروط ، والمواثيق والعقود ، وبأداء الأمانة وبرعاية ذلك ، ونهت عن الغدر ونقض العقود ، والخيانة والتشديد في ذلك ، وقد روى أبو أمامة -رضي الله عنه- عن النبي ? قال : « من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرم الله عليه الجنة ، قال رجل وإن كان شيئاً يسيراً يا رسول الله ، قال وإن كان قضيباً من أراك » لو سواك ، لو قضيب من أراك رواه مسلم ، قال النووي ، فيه غلظ تحريم حقوق المسلمين وأنه لا فرق بين كثير الحق وقليله.
المقدم:
طيب يا شيخ محمد لابد أن يؤخذ للإنسان المظلوم من الإنسان الظالم أليس كذلك ؟
الشيخ محمد:(1/3)
بلى ، والأمة أصلاً إذا ما فيها هذا المبدأ فقد تودع منها فقد جاء أعرابي للنبي ? يتقاضاه ديناً كان عليه ، فاشتد عليه ، يعني الأعرابي شد على النبي ? حتى قال له ، الأعرابي ، أحرج عليك إلا قضيتني ، الصحابة يعني استعظموا ذلك ، واتهموه وقالوا ويحك أتدري من تكلم ، فقال إني أطلب حقي ، فقال النبي ? : « هلا مع صاحب الحق قمتم» فحثهم على القيام مع صاحب الحق وأنه ينبغي لكم أن تكونوا مع صاحب الحق إلى أن يصل إليه حقه ، ثم أرسل إلى خولة بنت قيس فقال لها : إن كان عندك تمر فأقرضينا حتى يأتينا تمرنا فنعطيك ، قالت نعم : بأبي أنت يا رسول الله ، فأقرضته ، فقضى الأعرابي وأطعمه ، يعني أعطاه فوق الحق طعاماً زائداً ، فقال الأعرابي أوفيت ، أوفى الله لك ، فقال النبي ? : «أولئك خيار الناس ، إنه لا قدست أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع » حديث صحيح ، رواه ابن ماجة ، وصححه البوصيري والألباني، القضية هنا إن الواحد إذا ما كان في وضع ، في مكان في بيئة ، يأخذ حقه مرتاح ، لا قدست هذه الأمة ، ولا هذا الوضع إذا كان واحد ما يأخذ حقه إلا يعني قبل خروج روحه بقليل ، يعني سوف يبذل أشياء صعبة جداً حتى يعني يأخذ حقه إيش هذا ، ولذلك في حقوق الآن ضايعة في بين الناس في المجتمع ليش ، لإن بعض الناس يقول لو أنا أبغى أحصل على حقي إيش معناه ، يعني فيه محاكم وفيه شكاوى ، وفيه شرطة ، وفيه متابعات ومحامي ، طيب فالآن هذا الوضع هذا ما معنى هذا ، هذا خلل كبير في حياة الناس تعطيل هذا ، وفيه ناس كثير يتنازلون ويسكتون بس علشان المشاكل ، أو مثلاً عنده قضايا أكبر فيقول أنا إذا ضيعت القضايا الأهم هذه من أجل أحصل هذه القضايا ، وليش نشأت مكاتب التحصيل وتأخذ مبالغ كبيرة ، لأن ما يطلع الحق إلا بالمطاردات والصحوبات البالغة ، والكلام البذيء ، والشكاوى ، ومحاصرة الأشخاص ، والضغط عليهم والإحراج ، ليه ، لماذا ، والإسلام قد ضبط الحقوق ، وبين(1/4)
الواجبات ، وبين أن الاتفاقيات ، والمواثيق هذه الأصل فيها الاحترام ، ومن آدم عليه السلام ، إلى محمد ? بيان حقوق ، شرائع كلها بيان حقوق .
المقدم:
طيب يا شيخ محمد ما هي أهمية الحقوق في حياة الناس ؟
الشيخ محمد:
حياة الناس لا تستقيم إلا بمعرفة الحقوق , والالتزام بها ، ترى هذه قضية حياة الناس مبنية عليها ، لا يمكن أن تستقيم حياة الناس إلا أن تعرف الحق ، وتلتزم به ، والإسلام ضبط الحقوق وبين الواجبات ، سبق كافة المواثيق والاتفاقيات الدولية وبينت الرسالات السماوية النازلة من عند الله تعالى ، من آدم عليه السلام إلى محمد ? إيش اللي لك وإيش اللي عليك تجاه الله ، حتى الله عز وجل أوجب على نفسه أشياء أن لا يعذب من لا يشرك به ، حتى الله عز وجل أوجب على نفسه أشياء ، ولذلك فإن حقوق الإنسان ، فضيلة الإنسان ، كرامة الإنسان لا تظهر إلا بهذا ، ?ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات? فهذه الكرامة الإنسانية لا تنال ولا يصل الإنسان يتحقق فيه إلا بأداء الحقوق .
المقدم:
طيب يا شيخ محمد نريد أن نتعرض الآن لنبذة تاريخية عن حقوق الإنسان ولكن نستأذنكم بهذا الفاصل أيها الإخوة والأخوات فاصل ثم نواصل ؟
عودة مرة أخرى أيها الإخوة والأخوات الوفاء بالحقوق يرتقي بالعلاقات ، يا شيخ محمد خلال الحياة البشرية ، وخصوصاً خلال السنوات الماضية نسأل بقوة عن قضية حقوق الإنسان ولكن نحن المسلمين نقول إن الإسلام سبق إلى كل خير ، فلو أعطيتمونا نبذة تاريخية عن حقوق الإنسان ، يعني عن حقوق الإنسان المقدمة في الشريعة الإسلامية ، وحقوق الإنسان التي نسمع عنها في المحافل الدولية ؟
الشيخ محمد:(1/5)
طبعاً بالنسبة للمحافل الدولية ، معرفة البشرية يعني كلام حقوق الإنسان طبعاً غير المسلمين يعني غير الذين لهم اتصال بمصدر الوحي ، ما عرفت البشرية هذه الضالة ، قضية الحقوق هذه إلا في أواخر العصور الوسطى، يعني لما صارت هذه الشعوب الأوروبية المسحوقة ، والإقطاع وتسلط الكنيسة ، والأغنياء ونحو ذلك ، وصارت الثورة عليهم ، برزت فكرة حقوق الإنسان جزئيًا بشكل رسمي في الدول الغربية ، في القرن الثالث عشر الميلادي ، نتيجة الثورات الطبقية والشعبية في أوروبا ، في القرن الثامن عشر في أمريكا ظهرت هذه في مقاومة التمييز الطبقي ، والتسلط السياسي ، والظلم الاجتماعي ، في القرن العشرين جاءت المؤسسات الدولية ، وأعلنت مواثيق عصبة الأمم المتحدة في جنيف ثم في ميثاق الأمم المتحدة ، حيث صدر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في عام 1948 من قبل هيئة الأمم المتحدة في 30 مادة ، أن نقول ، أن حقوق الإنسان معروفة في الإسلام من زمان قبل أن يفكر فيها هؤلاء ، والنبي ? لما بين كل المسلم على المسلم حرام ، ولما بين حرمة الدماء ، ولما بينت الشريعة حرمة الأموال ، ولما بينت حرمة الأعراض ، فمثلاً النصوص الكثيرة من القرآن والسنة ، بمنع القتل والاعتداء والجرح ، طبعاً إلا بحق كالقصاص ، وجهاد أعداء الله ، حرمة الأموال بمنع أخذها وابتزازها ونهبها وسرقتها وغصبها ، ووجدت حالات فيها حجر على أموال ناس لسفاهتهم ونحو ذلك ، وفيه أجراءات لحفظ أموال الأيتام والمجانين وفي حرمة الأعراض تحريم الاعتداء عليها بالقذف ، وشرع حد القذف ، وتحريم الاعتداء عليها بالسب والشتم ونحو ذلك ، حقوق الرجال ، حقوق النساء ، واتقوا الله في النساء فإنهن عوان عندكم لا يملكن لأنفسهن شيئاً ، وإن لهن عليكم ولكم عليهن حقاً إيش تبغى ، البهائم لهم حقوق في الإسلام ، فيه امرأة دخلت النار في هرة حبستها ، وفيه واحد دخل الجنة في كلب سقاه ، وامرأة أخرى دخلت الجنة في كلب سقته ،(1/6)
إذاً الحقوق في الإسلام عظيمة ، ومصانة ، ومبينة وموضحة وعليها عقوبات ، وفيها حدود شرعية لتحريم انتهاكها.
المقدم:
نقارن بين وبين حقوق الإنسان في المحافل ؟
الشيخ محمد:
المحافل الدولية هذه ، أول شيء حقوق الإنسان في الإسلام سبقت ، هذه جاءت متأخرة أول شيء أعلن اتفاقية حقوق الإنسان في جنيف عام 1948 ، نحن من عام متى من زمان منذ أن بعث الله نبيه ? وفي القرآن والسنة تنزل الحقوق تباعاً حتى أكمل الله الدين ، الشرائع التي قبلنا أوحى الله إلى موسى بحقوق ، وإلى عيسى بحقوق من ناحية الأسبقية شرع الله أسبق منهم ، من ناحية الإلزام شريعة الله تلزم بالحقوق أكثر من هذه القوانين .
المقدم:
كيف يا شيخ محمد ؟
الشيخ محمد:
لأن حقوق الشريعة في الشريعة ، أصيلة ، أبدية ، لا تقبل حذفاً ولا نسخاً ، ولا تعطيلاً ، ولا تغييراً ، ومصدرها من الله الذي يعلم ما يصلح للنفس ، وما يصلح النفوس ، أما القضايا المتروكة للبشر ، فهي قابلة للتعديلات والتغييرات ، والإلحاقات ، اثنين ، تطبق على الضعيف ، ودار فور ، طيب ما أنتم تفعلون أكثر يا أصحاب الجرائم العالمية ، تفعلون في دفن النفايات النووية ، والاعتداء ، وقصف المدنيين وا وا أضعاف أضعاف ، لكن لا هذا ، طيب ليش المفارقات هذه ، حكم القوي على الضعيف ، فوين شرع الله يطبق على الجميع ، وقوانين الأمم المتحدة ، فيها كما يقولون انتقائية ، وازدواجية ، ومعايير مختلفة ، يطبق على هذا ولا يطبق على هذا ، ثم إن الحقوق مصانة في الشريعة برقابة -الله تعالى – يعني الواحد لو ما عليه شرطي ولا حارس ولا قاضي فهو مسلم يخاف الله ويؤدي الحق ، حتى لو ما في إثبات عند الطرف الآخر .
المقدم:
لكن يا شيخ محمد الواقع إن كثير من الناس يغيرون الحق وهم مسلمين ؟
الشيخ محمد:(1/7)
أي بس هذا لأن عندهم نقص في دينهم ، لو كان مسلم حقيقة ، ما ضيع الحقوق ، ما يقال المسلمون يضيعون إذا فيه مسلم ضيع فإنه يضيع ليش تقصيراً منه ، وضعفاً في القانون القانون طبعاً مش الإلهي القانون الوضعي ، الغربي إذا طبق إذا طبق أو التزم يطبق ليش ، لقوة القانون ، لا لأن عنده ورع ، وخوف من الله ، ويعني طيبة في نفسه بالضرورة ، لا عنده قانون ملزم قوي ، نظام متابعة قوي محاكم مثلاً تطبق القوانين ، المسلم عنده رقابتان ، رقابة الله عليه ، والشرع الذي يطبق في المحاكم ، ومن المفترض أن السلطان يلزم به الناس ، ويحملهم عليه ، لأن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ، وفيه فرق مهم أيضاً ، وهو أن حقوق الإسلام جاءت هبة من الله تعالى للإنسان لا من الإنسان بدون أن يسعى في تحصيلها ولا يطالب بها ، الغرب انتزعت بالقوة يعني صارت ثورات ومعارك ودماء ، واضطر حتى صار فيه إقرار لحقوق اعترافات وأشياء ، وبعد الحرب العالمية الثانية ، جاء الإعلان الثاني لحقوق الإنسان، الحرب العالمية ، لكن الأصل في الإسلام الشريعة مطبقة موجودة فيها بدون لأن الله وهب الإنسان هذه الحقوق ، ما الإنسان ما طالب كمسلم نعم .
المقدم:
كذلك يا شيخ أليست بعض الحقوق التي تطالب أحياناً يعني هكذا خوصاً من الدول الغربية ، يعني قد يهمهم مصلحة الإنسان , ولكن نحن عقيدتنا أن شرع الله -سبحانه وتعالى - هو الكامل فإذا وقع الاختلاف يحصل أحياناً اختلاف بين الحقوق يزعمونها ، والحقوق التي في الشريعة الإسلامية يكونون يعني هم على خطأ ونحن على صواب ؟
الشيخ محمد:(1/8)
نعم وبالإضافة إلى ذلك نجد أن هذا حقوق من تماثل أصلاً مذكور عندنا يعني مثلاً حق الأقارب مثلاً ، هل فيه في الحقوق الغربية حق الأقارب يعني الصلة مثلا ، بينما في النظام الإسلامي الشريعة الإسلامية ، حقوق الأقارب ، حقوق اليتامى ، حقوق الوالدين ، حقوق ، كل هذه أشياء موجودة ، وفيه مثلاً ممكن بالعكس القانون الوضعي يكون فيه حقوق أصلاً باطلة .
المقدم:
مثل حقوق الشاذين وكذلك العلاقات المحرمة؟
الشيخ محمد:
أينعم حقوق الشاذين والسحاقيات وإيش حقوق قضية الاعتقاد ، يعني كل واحد يبدل دينه على كيفه ، بينما في الإسلام لا ما في تبديل ، لا يمكن أصلاً الواحد يبدل من الإسلام إلى شيء آخر ، ومن بدل دينه فحده حد ، حد الردة ، بعدين ممكن تجد في الحقوق العالمية ما في تسوية بين الجنسين على طول الخط ، بينما في الشريعة فيه فوارق مثلاً بين الرجل والمرأة ، يعني إذاً في أشياء في الشريعة الإسلامية ، يعني مزايا ما هي موجودة هنا ، وفي نظم هناك خالية من الشريعة والحمد لله، وينبغي أن لا يغتر الإنسان ترى بقضية حقوق الإنسان عند الغرب والمنظمات العالمية ، وإن كان ظاهرها نصرة المستضعفين ، وإذا احتوت على أشياء جيدة الشريعة أصلاً سبقت بها ، ولأننا إذا ظهرت له ميزة ، لأننا نحن ما طبقنا اللي عندنا ما هو لأن هم عندهم مزايا ليست موجودة عندنا لأننا نحن مقصرين في التطبيق ، وكذلك الأحكام الشرعية المحكمة ما في أخطاء بينما هم عندهم الآن قانون ممكن يغيروه ويكتشفوا أن هذا القانون كان في ثغرة في مثلاً المحامي الفلاني ، القضية الفلانية .
المقدم:
نعم أحسن الله إليكم يا شيخ محمد ، في الشريعة الإسلامية كيف نعرف الحقوق ؟
الشيخ محمد:(1/9)
نعرف الحقوق أولاً بعدة أمور : مثلاً النص الشرعي ، أن ينص الشرع على أن هذا حق ، إن لربك عليك حقاً ، ولنفسك عليك حقاً ، ولأهلك عليك حقاً ، فاعط كل ذي حق حقه ، يعني إذاً هناك حقوق مختلفة ، ينص الشرع عليها مثلاً فيقول مثلاً ، حق المسلم على المسلم خمس ، رد السلام ، وعيادة المريض ، واتباع الجنائز ، وإجابة الدعوة ، وتشميت العاطس ، وعلى فكرة حقوق الإنسان في الغرب ما هي كدة ، هذا غير موجود ، المصدر الثاني لمعرفة الحقوق وتبيين الحقوق التعاقد ، الله -سبحانه وتعالى – أباح التعاقد بين الناس اعقد سوي عقد بين طرفين ، فالعقد على شرع العاقدين ، إلا شرطاً أحل حراماً أو حرم حلالًا ، فالعقد بصفة عامة ينظم الأمور ويحدد الالتزامات والواجبات على الطرفين ، والمسلمون على شروطهم كما بين النبي ? قال شيخ الإسلام -رحمه الله - ، الأصل في الشروط الصحة ، والمسلمون عند شروطهم إلا شرطاً أحل حراماً أو حرم حلالاً ، ومقاطع الحقوق عند الشروط ، وهذه عبارة ذهبية عمرية عظيمة .
المقدم:
كيف يا شيخ محمد ؟
الشيخ محمد:(1/10)
لها قصة ، روى سعيد بن منصور -رحمه الله – بسند صحيح عن عبد الرحمن بن غند قال : كنت جالساً عند عمر فجاء رجل فقال ، يا أمير المؤمنين تزوجت هذه لامرأة معه ، وشرطت لها داراً يعني لا أرحل بها من عند أهلها في عقد الزواج شرطت أن أقيم في بلد أهلها ، ما آخذها إلى مكان خارج بلد أهلها ، وإني أجمع لأمري أن أنتقل إلى أرض كذا ، يعني الآن مصلحتي تقتضي الانتقال طرأ علي الآن تغيير المكان ، والآن تقول شرطي ، ما تطلعني من بلد أهلي ، فقال عمر -رضي الله عنه- لها شرطها ، لها شرطها ، فقال الرجل هلك الرجال إذ لا تشاء امرأة أن تطلق زوجها إلا طلقت خلاص تضع شرط في العقد وإذا ما سوت تقول له فقال عمر ، عمر ما عنده قضية لا ما في هذه خلي يعني يوخر ، قال عمر -رضي الله عنه- إن مقاطع الحقوق عند الشروط ولها ما اشترطت ، والحديث ذكره البخاري في صحيحه معلقاً مجزوماً به مختصراً ، وصححه الألباني في الإرواء ، إيش يعني مقاطع الحقوق عند الشروط ، يعني المواضع التي تقطع فيها الحقوق عند وجود الشروط ، فإذا وجد الشرط انقطع الحق خلاص هنا مقطع الحق هنا ، بمعنى لو أخل بالشرط ، خلاص انتهى الحق ، هذا مقترن بهذا ، فمقاطع الحقوق عند الشروط ، معناها المواضع التي تقطع الحقوق فيها عند وجود الشروط ، ينقطع الحق هنا ، بمعنى أن مثلاً المرأة تفي لزوجها بحقوقه ، فإذا اختل الشرط الذي اشترطه عليه توقف حقه ، خلاص أنت تطلع تطلع ، خلاص تنسحب ، وهكذا ، وعن عقبة -رضي الله عنه- قال ، قال رسول الله ? : «أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج » .
المقدم:
أحسن الله إليكم يا شيخ محمد في غير قضية الزواج ممكن تعطونا مثال واقعي في حياة الناس هذه الأيام ؟
الشيخ محمد:(1/11)
يعني مثلاً فيه اتفاقيات مثلاً بين الموظف وبين الشركة ، بين العمال مثلاً والمؤسسة ، فهذه يعني هذا العقد مثلاً عقود الخادمات مثلاً ، لنفترض أن العقد بين العامل ورب العمل ، مثلاً مدة العمل ثماني ساعات ، مكان العمل مثلاً المدينة الفلانية ، نوع العمل مثلاً نجارة ، جهة العمل التي تؤدي فيه مثلاً الشركة أو المؤسسة الفلانية ، هذه الشروط صاحب العمل ملتزم بها للعامل والعامل في المقابل ملتزم بالعمل لرب العمل ، لو صاحب العمل أراد أن يخالف فقال يا أخي نبغى نشغلك عشر ساعات في ضغط عمل ، يا أخي إنت نجار تصير حداد الآن عندنا أزمة حدادين ، يا أخي إنت شغال معنا لكن نبغى نؤجرك على شركة ثانية سوينا عقد مع شركة ثانية ، عقد تأجير عمالة ، يا أخي إنت الآن شغال في البلد هنا لكن عندنا مشروع الآن في الربع الخالي ، إذا كان فيه شروط في العقد فالحقوق مبنية على الشروط بمعنى إذا كان اختل الشرط اختل العقد خلاص ، ليس له الآن وفاء ليس له أن يشغل العامل أكثر من ثمان ساعات ، ولا خارج المكان المتفق عليه ، ولا بمهنة غير متفق عليه ، ولا عند جهة غير متفق عليها .
المقدم:
مثلاً يا شيخ محمد إنه إذا كان النجار هذا إذا أراد أن يترك العمل عليه أن يخبر رب العمر بفترة مثلاً ثلاثين يوم ، ففي هذه الحالة ، لو صاحب العمل لزم إلا إن ينقله مثلاً على شركة أخرى فمن حقه أن يقول إذاً أنا أبطل من الآن ما ألتزم بثلاثين يوم كذا يا شيخ ؟
الشيخ محمد:(1/12)
أصلاً ما يحتاج إذا في شرط إنه ما يشغله إلا في مكان معين ما يشغله في مكان آخر إلا برضاه، وكذلك لو يزود عدد الساعات إما برضاه ، إما يتنازل يعمل ساعتين بدون مقابل أو بمقابل ، كذلك لو مثلاً أراد أن يشغله في شركة أخرى أو عند جهة أخرى فما يجوز إلا بإذنه يعني مثلاً أنا جبت نفترض سائق ، اتفقت معه يشتغل عندي وهو موقع العقد على إنه يشتغل عندي ، وتم العقد على هذا ، ثم إني قررت أن أؤجره على مكان آخر يشتغل فيه ، ما يجوز هذا إلا بإذنه يعني ما يجوز إنه يعمل في الحالة هذه اتفاقية تأجير إلا بإذنه فإذا فنفس الشرط سيأخذ مجراه .
المقدم:
أحسن الله إليكم يا شيخ محمد عرفنا إن مصدر الحقوق إما أن يكون نص أو تعاقد إذا كان هناك نقاط أخرى نرجع إليها ، ولكن نستأذنكم بهذا الفاصل أيها الإخوة والأخوات فاصل ثم نواصل ؟
عرفنا فيما سبق أن مصدر الحقوق إما أن يكون نص أو تعاقد هل هناك أمور أخرى تثبت بها الحقوق في الشريعة الإسلامية ؟
المقدم:
يعني طبعاً النص والعقد هذه أهم المصادر ، وقضية العقد هذه ترى قضية خطيرة يجب أن يؤكد عليها ، وتعطى الحيز والمساحة اللازمة للتعريف بها عند الناس ، لأن كما يقول ابن القيم -رحمه الله – إن إذا كان من علامات النفاق إخلاف الوعد وليس بمشروط ، يعني مجرد وعد ما شرط عليك رجل آخر إخلاف منك ، إخلافه من النفاق فكيف الوعد المؤكد بالشرط فكيف الوعد المؤكد بالشرط ، قال : بل ترك الوفاء بالشرط يدخل في الكذب والخلف والخيانة والغدر ، النص والعقد الأمران الأساسيان في مصدر الحقوق النص أولاً ثم العقد ، كذلك العرف والعادة ، وهي ما تعارف عليه الناس ولم يخالف الشرع ، والمعروف عرفاً كالمشروط شرطاً ، والعادات نوع من الشروط لأن الأمور صار عليها الناس ورضوا بها واستقرت عندهم وألفوها ، وتعاملوا بها واعتبروها سائرة بينهم وسائدة بينهم ، ولذلك العرف والعادة ترى لها وزن .
المقدم:(1/13)
الحقيقة يا شيخ محمد الإنسان يتجنب وضع شرط هكذا نصاً في الكتاب لأنه يعني يعرف أن العرف والعادة جرت به فهي قامت مقام الشرط ؟
الشيخ محمد:
يعني يغني عنه تعارف الناس عليه يغني عن ذكره ، فإذا لم يدل دليل على منع هذا مثلاً عادات مخالفة للشرع محرمة مثلاً ، إذا ما في شيء يخالف الشرع ، فهي مصدر معرفة للحقوق ، وكما قال الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله – في فتاواه الشرط العرفي كالنطقي .
المقدم:
شيخ محمد أظن تساهل كثير من الناس في قضية التعاقد أن التعاقد أو الاتفاق يكون شفوي، والحمد لله الآن فيه آلات تسجيل سواء تسجيل صوتي أو تسجيل صوت وصورة ، أو الكتابة ، فما هي نصيحتكم تجاه كتابة العقود وتوثيقها ؟
الشيخ محمد:(1/14)
طبعاً الله -سبحانه وتعالى – لما ذكر الدين ذكر تفاصيل دقيقة جداً في آية الدين ، قضية توثيق الدين ، فقضية التوثيق هذه شرعية ، والناس الآن يوثقون بأشياء مختلفة ، فالكتابة مثلاً موجودة في الآية ، والشهود موجودة في الآية ، يوثقون الآن بتسجيل الصوت والصورة ، فاستعمال الموثقات بكثافة بالعكس هذا شيء طيب ، من أجل أن تحفظ الحقوق وما يكون في أي مجال للتملص والانسحاب والإنكار والجحد ، لذلك يعني كل ما زاد الاهتمام بهذا ، كلما كانت النزاعات أقل ، وينبغي أن تراعى قضية العادات التي بين الناس ، لأن العلماء قالوا العادة محكّمة يعني في القواعد الفقهية الكبرى ، يعني يعمل بها ويتحاكم إليها عند الاختلاف ، وهذه المسألة نحن عدنا للقضية الثانية البند الثالث وهو مصادر معرفة الحقوق ، العرف والعادة ، لأنها مهمة ، الله قال ? ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ? ?وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف? ? وللمطلقات متاعٌ بالمعروف ? خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف ، حتى العشرة الزوجية ، وعاشروهن بالمعروف ، فإذاً العرف هذا مهم للغاية ، لأنه مرجع إذا اختلفوا ، نرجع للعرف ، وهناك أعراف عند الدلالين وعند أصحاب الذهب ، وعند العقاريين ، عندك اختلافات كثيرة .
المقدم:
يا شيخ محمد كثر في العقود والشروط التي تثبت في العقود هذه من الأمور التي تثبت بها الحقوق ، يتساهل بعض الناس في قضية توثيق هذه الشروط في هذه العقود ، يعني ممكن هكذا يعني يقول لا بعض الناس مثلاً قد يقصر بعدم وجود شهود أو كتابة هكذا على الورق ، أو تسجيل صوتي ، أو صوتي ومرئي ، فما هي نصيحتكم تجاه قضية توثيق العقود ؟
الشيخ محمد:(1/15)
توثيق العقود شيء أمر الله به ، لأن فيه حفظ للحقوق ، مراعاة المصالح ، والحد من النزاع ، ومنع وقوع الشقاق والخلاف بين الناس ، ولذلك قال الله في آية الدين ، وهي أطول آية في القرآن وفيها توثيقات وطرق التوثيق قال ? ولا تسأموا أن تكتبوه صغيراً أو كبيراً إلى أجله ? وهذا من تمام الإرشاد ، سواء كان صغيرًا أو كبيرًا ، لا تملوا من كتابته ، فاحتوت الآيتان على إرشاد الباري تعالى لعباده في المعاملات إلى حفظ حقوقهم بالطرق النافعة ، فالكتابة من أعظم ما تقتضيه المعاملات من كثرة النسيان ووقوع الغلط والاحتراز عن الخيانة ، وفيه بعض الناس ما يخافون الله ، والكتابة بين المتعاملين أيضاً يكون فيها إبراء ذمة ، ولذلك فإن الآية اشتملت على التوثيق بالكتابة والتوثيق بالشهود ، والتوثيق بالرهن ، والآن الناس يوثقون بالصوت والصورة ، وهو نوع من التسجيل ، يعني فيه تسجيل بالكتابة ، وتقييد بالكتابة ، وفيه تسجيل بالصوت والصورة وتوثيق بهذا التصوير فيوثقون العقود الكبيرة أحياناً صوتاً وصورة اتفاقيات ، بالإعلان وتنشر ليحدث استفاضة وشهرة اشتهار ، بحيث ما يكون فيه مجال الإنكار .
المقدم:
أحسن الله إليكم يا شيخ محمد نلاحظ في هذه الأيام كثرة المشاكل والنزاعات سواء على مستوى الأسرة أو على مستوى المجتمع ، أو على نطاق العالمي ، فلو ربطتم لنا بين هذه المشاكل التي تحصل ، وقضية الوفاء بالحقوق ؟
الشيخ محمد:(1/16)
الإخلال هذا الحاصل طبعاً مشكلات كثيرة الإخلال الحقوق الآخرين ، طبعاً هو نوع من الظلم ، والله سبحانه وتعالى حرم الظلم وتوعد الظلمة ، وقال ? ومن يظلم منكم نذقه عذاباً كبيراً ? الإخلال بالحقوق هذا ظلم ثم كذلك تفشي الظلم هذا يسبب نزع البركة ، وقلة الخيرات، وانتشار الأمراض والأوجاع والآفات وتسليط الله للجوارح ويعني الأشياء العلوية والسفلية التي تمحق في أن الظلم ، والله عز وجل قال في الحديث القدسي : يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً ، فلا تظالموا ، وخلق الإنسان ظلوماً جهولاً ، الأصل فيه عدم العلم وإنه يعتدي يظلم ، هكذا طبع الإنسان ظلوم جهول ، إذا ما قيد نفسه بالشرع ، ستكون العاقبة الاعتداء ، والاعتداء وتفشي وقليل من الناس لا يظلم ولا يعتدي ، ولذلك قال الشاعر ، والظلم من شيم النفوس ، فإن تجد ذا عفة فلعلة لا يظلم ، ولما قل الوازع الوزاع الديني عند الناس صار الجميع يشتكي ، الزوج يقول زوجتي لا تعطيني حقي في الاهتمام ، ولا حقي في الفراش ولا في التجمل ولا في التزين ، والشيطان يزين لي الأجنبيات ، وزوجتي لا تطيعني ولا تخدمني تودي الثياب للمغسلة ، والطعام تجيب من المطعم ، إلى آخره ، الخدامة جيب كذا جيب لازم طبعاً في شيء بحق ممكن العرف يقتضيه ، وفي شيء طبعاً ، الزوجة في المقابل تشتكي زوجي لا ينفق علي ويأخذ راتبي ، طبعاً في موظفات مسحوقات ، ليش لأن زوجها يقول لها ولازم تعطيني غصب عنك ، وإذا ما أعطته سوت لها مشاكل مع أهلها ، ومع أولادها يعني صارت عيشتها في غاية السوء، فتعطيه مو طيب نفس ولا راضية ، غصب عنها تعطيه لأن هو أرغمها على هذا ، هذا طبعاً محرم يأكله سحت ، لأنه لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه والزوجة تقول ما ينفق علي ، ولا يحترمني ويسيء معاملتي ويهينني ، ويغضب بدون سبب ويضربني وإذا كان الزوجة زوجة ثانية تقول ، هو ما يعطيني حقي ، وما يعدل ، ويهجرني بالشهور ،(1/17)
ولا يأتيني في الفراش ، الآباء في المقابل يشتكون ، أبناءنا لا يطيعوننا ولا يحترموننا ، يرفعون أصواتهم علينا ، وإذا احتجنا ما يقفون بجانبنا يفتعلون المشاكل مع إخوانهم ، الأبناء لا يشتكون ، آباءنا لا ينفقون علينا ولا ينصحوننا ورمونا ولا ربونا ، ولا تابعونا ، وأبي لا نراه إلا في المناسبات ، وعلى مستوى الأقارب تنازع في الإرث ، قلة الزيارات ما في مساعدات بالمال ولا بالجاه ، إلى آخره ، وتجد مشكلات عند الجيران ، وعند العمال وعند المحامين ، وعند أطراف المجتمع المختلفة .
المقدم:
طيب يا شيخ محمد وقت الحلقة أوشك على الانتهاء ولكن نريد أن نختم بتوجيه بسيط توجهونه لإخواننا المشاهدين والمشاهدات ؟
الشيخ محمد:
يعني لا أجد أعظم ولا أخصر من وصية النبي ? : «أعط كل ذي حق حقه » .
المقدم:
أحسن الله إليكم يا شيخ محمد على ما قدمتم في هذه الحلقة وبارك الله شكراً على ما قدمتم وشكراً لكم أنتم أيها الإخوة والأخوات المشاهدين والمشاهدات على حسن متابعتكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(1/18)
الوفاء بالحقوق 2
المقدم:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أيها الإخوة والأخوات مرحباً بكم في حلقة جديدة من برنامج الراصد مع الشيخ محمد صالح المنجد
أهلا وسهلاً ومرحباً بكم يا شيخ محمد ؟
الشيخ محمد:
الله يحييكم أهلاً وسهلاً .
المقدم:
يا شيخ محمد في حلقة ماضية كنا قد تكلمنا عن الوفاء بالحقوق ، وأثره في تقوية العلاقات بين الناس ، فنحن الآن نكمل هذا الموضوع فلو قدمتم لنا أو ذكرتمونا بشيء مما سبق في الحلقة الماضية ؟
الشيخ محمد:
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين(2/1)
قضية الوفاء هذه من أخلاق الأنبياء ، وأمر الله بها ، وقضية الحقوق الحق ما وجب وثبت ، والوفاء بالحقوق في الإسلام واجب الحق يعرف بالنص الشرعي ، ويعرف بالعقد وصيغة العقد بين الطرفين ، ويعرف من العادة والعرف ، فلذلك لابد للمسلم أن يحيط بهذه الأمور ، لما حصل الخلل في الحقوق ، وأداء الحقوق الآن امتلأت المخاطر بالشكاوى ، والمحاكم بالقضايا ، والمحامين في المرافعات , والدعاوى ، وهيئة الإدعاء العام والتحقيق في القضايا المتكاثرة ، ليه وشكاوى ناس الآن في أمر مريج ، الزوج يشتكي زوجتي لا تعطيني حقي من الاهتمام ولا تتجمل، ولا تتزين ، ولا تمكنني من نفسها ولا تأتي إذا طلبتها ، ولا تطيعني لا تخدمي تؤدي الثياب المغسلة ، والأكل من المطعم ، وجيب خدامات وكذا ، والزوجة كذلك تشتكي من زوجها وتقول : لا ينفق علي بالمعروف يأخذ راتبي غصب عني , ويحرجني أمام أهلي ، ويهينني أمام أولادي ويسيء معاملتي ، ويغضب بدون سبب ، ويطفشني عيشتي ، ويضربني ، ويسبني ويشتمي ويلعني ويفضل زوجته الأخرى علي إذا كان عنده زوجة ثانية ، ويعلقني ، أنا الآن متزوجة مع وقف التنفيذ ، والمعلمات يجتمعن في غرفة كل واحدة مسكينة عندها سبب ، هذه مطلقة ، وهذه معلقة ، وهذه زوجها تاركها ورايح كده ، وهذه يعني مصايب خلل في الحقوق ، الآباء يشتكون آباءنا لا يطيعوننا ، لا يحترموننا يرفعون صوتهم علينا ، إذا احتجنا ما وقفوا بجانبنا ، يفتعلوا مشاكل في الأسرة ، إحراجات مع الناس ، الشرطة تشتكي ، المدرسة تعال وقع تعهد ، الأبناء يشتكون آباءنا ما يعطونا حقوقنا ما ينفقون علينا مهملينا ، وأبوي رايح كذا ، تاركنا ولا لا ربنا ولا أنفق علينا , ولا تابعنا ، الأقارب يشتكون نزاعات على الإرث ، ما في زيارات مقاطعات ، ما في مساعدة ولا شفاعة ، الجيران يشتكون ، هذا متشاكل ، بلغ الشرطة على هذا ، هذا مزعج هذا بالأصوات ، هذا يتتبع عورات جاره ، وأحسنهم ربما أحياناً ، اللي(2/2)
ما يعرف جاره أصلاً ، ولا يقولون كاف خيره شره ، كيف كاف خيره شره ، الإسلام لازم تعطي الخير وتكف الشر ، في المقابل تجد ، مكاتب العمل والعمال شكاوى ، أصحاب العمل يؤخرون الرواتب ، يبخسونا حقوقنا يشغلونا فوق الدوام المتفق عليه ، لما جاءنا غير العقد ، لما كده الآن أكرهني أجبرني ، صاحب العمل يشتكي سرقوني العمال ، استخدموا أغراض العمل في الأشياء الشخصية ، موارد الشركة في خطر ، كذا ، أخذ الخبرة مني راح سرق أسرار عملي ، المحامون ، والمشاكل مع من وكلوهم ، هو المشكلة أحياناً ما هو فقط أن الآن يعني القضايا من كثرة المشاكل بين الناس امتلأت مكاتب المحاماة ، ومن المشكلات المحامي غدر بالوكيل ، والوكيل جحد حق المحامي ، يعني حتى المحامي والوكيل بينهم مشكلات .
المقدم:
يعني ما هي الأسباب :
الشيخ محمد:
السبب الأول : الإخلال بالحقوق لو كل واحد أدى الحق اللي عليه ، ما صارت هذه المشكلات .
المقدم:
طيب يا شيخ محمد لو أخذنا كمثال واقعي الآن الحقوق مثلاً بين الزوجة ، يعني مثلاً ممكن المرأة تكون تطالب زوجها بما هو ليس حق لها ، والعكس كذلك قد يكون الرجل يطالب من زوجته يظنه حق له ، وهو ليس حق ، لو فصلتم لنا نوعاً ما في قضية الحقوق بين الزوجين ؟
الشيخ محمد:(2/3)
طيب هذا الكلام مهم لأن أحياناً الجهل بالحق يجعل الواحد يطالب بما ليس من حقه ، أو يفترض أن الطرف الآخر سيعمل له كذا ، وهو ما ماهو واجب عليه أن يعمل له كذا ، فالمشكلة الجهل بما له وما عليه ، جهل كل واحد بما له وما عليه ، هو من أسباب المشكلات بين المسلمين ، قضايا الزوجين ليش الآن يقولون في ماليزيا نسبة الطلاق وصلت في بعض المناطق إلى 60 % فسووا دورات إجبارية للمتزوجين ، يعني مثل ما في فحص طبي إجباري ، فيه دورة حقوق زوجية إجبارية قبل الزواج ، يقولون انخفضت النسبة إلى 20% يعني معنى ذلك أن الثقافة تؤثر في معرفة الحقوق ، معرفة الحقوق تؤثر في نجاح الحياة الزوجية ، بشكل لافت للنظر ، وإذا أردنا أن نجمل ما جاءت به الشريعة في موضوع الزوجية ، طبعاً واضح أول شيء أن القوامة للرجل ، الرجال قوامون على النساء ، يعني لازم المرأة تفهم أن الرجل هو الذي له حق .
المقدم:
بس يا شيخ محمد معلوم أن الرجل الذي يتحكم في المرأة ؟
الشيخ محمد:(2/4)
أيوه ، ومن قال أن الرجل لا يتحكم في المرأة ، الرجل يتحكم في المرأة هذا صحيح ، لكن إلى أي حد يعني مثلاً هل سيقول لها ممنوع تنامي ، لازم تأكلي الأكل الفلاني ، إلى أي حد يتحكم الرجل في المرأة ، يعني هو الآن التحكم إنت الآن جاءت كأنها طرفة ، لكن هي حقيقية القضية ، هو الآن لما يمنعها من الخروج من البيت أو يقول مثلاً لا تخرجي إلا بإذني ، هذا تحكم ولا لا ، هذا تحكم مثلاً قضية إذا ناداها للفراش لازم تيجي ، طيب هذا تحكم لكن هل لدرجة مثلاً والله يقول لازم تنظفي بيت أخوي هذا ما جاء به الشرع إنه لازم تنظف بيت أخيه ، هي ما هي مكلفة ببيت أخيه ، ففي بعض الأزواج يتحكموا بأزواجهم بأشياء الشرع ما جاء بإذن لهم بالتحكم فيها ، الآن شرعاً لا يجبر الأب ابنه على أكل ما لا يشتهي ، طبعاً خلي قضية ابنه الولد سوء التغذية ، هذه قضايا أخرى ، لكن افرض الولد ما يشتهي أكل البصل ، هل للوالد أن يجبر الولد على أكل البصل يتحكم فيه كده ، وهل للزوج أن يجبر زوجته على أكل البصل ، إذا هي ما تبغى بصل ، ما تشتهي البصل ، طيب مثلاً لحم البقر ، هو يحب لحم البقر هل يجوز للزوج أن يتحكم في زوجته يطعمها لازم تآكل لحم البقر مثلاً ، أظن لا يا شيخ ، هو هذا لا يعني ، فإذاً هذا ليس داخلاً في الحقوق هذا ما هو داخل في الطاعة ، فهو نعم الطاعة للزوج على زوجه يأمرها في تحكم ما في شك في هذا ، المرأة في بيت زوجها عانية يعني أسيرة ، لأنه هو الذي يتحكم فيها لكن بالشرع ما هو بالإذلال ، يعني لو قال لازم تقفي وجهك للجدار ، وترفعي رجل ، هذا يعاقبون به الأطفال في المدارس تأديب يعني ، هل الزوجة كده تحكم فالمقصود إنه في أشياء واضح إنه ليس من الدين ، الطاعة في المعروف ، والتحكم بالمعروف وإجابة دعوته ، لا تمنعه من نفسها متى طلبها ، والنبي ? قال : «ما من رجل يدعوا امرأته إلى فراشها فتأبى عليه إلى كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها »(2/5)
رواه مسلم ، الخدمة أيضاً بالمعروف ، وهي من مقاصد الزواج ، قال شيخ الإسلام -رحمه الله- الصواب وجوب خدمة الزوجة لزوجها .
المقدم:
لكن نسمع يا شيخ محمد على هذا إنه بعض الأحداث بعض المدرسين في الجامعات يقولون إنه ليس من الواجب على المرأة ؟
الشيخ محمد:
والله إن قضية استغلال الموجة أو ركوب موجة المنافقين في قضية حرية المرأة وادعاء مناصرة المرأة ، وادعاء رفع الظلم على المرأة ، أنا أجد أن هذا أمر مشين ، ولا يليق بالإنسان أن يركب الموجة ، بس شوف موجة ، فيروح يركب معهم ، لا إنت كن مع الشرع ، إذا كان الشرع يعني الآن هو نفسه والله هذا الذي يقول هذا الكلام هذا اللي يقوله الآن هو الزوج كيف يتعامل مع زوجته ، أنا أريد أن أعرف هؤلاء الذي يتشبثون بهذا الكلام هذا هو إذا تزوج زوجة فهو الآن ما يقول لها ولا يقول لها أنا أريد يكون اللي على الغداء جاهز ساعة ثنتين لأنها تقول له خدمتك ما هي واجبة علي ، روح دبر نفسك ، وإذا يقول لها أنا أبغى ثيابي مغسولة جاهزة وعندي اليوم مناسبة وأحتاج إني ألبس ولازم يكون الشماغ جاهز والثوب حتقول له روح روح دبر نفسك خدمتك غير واجبة علي ، خلاص لأنه إذا كان مقتضى هذا طيب ليش المطبخ كده ، ليش الصحون كده ، ليش الأرض كده تقول له خدمتك ما هي واجبة علي روح ، طيب ليش الفراش كده ، روح روح شوف لك واحدة ثانية ، جيب أحد يسوي لك الفراش أنا خدمتك غير واجبة علي ، إيش هذه ، فإذا قالت له إذاً أنا حدودي للفراش ، وخلاص أي شيء ثاني أنا ما لي دخل فيه ، طيب يعني هل هذا منطق يعني الواحد الله جعل الزواج سكينة وطمأنينة ومودة ورحمة ، صح ، لتسكنوا إليها ، فهل إنت تسكن إلى زوجة هذا حالها .
المقدم:
طيب يا شيخ محمد بالمقابل إذا قلنا إن المرأة عليها وعليها وعليها ، ما هي الحقوق التي تجب للمرأة على زوجها ؟
الشيخ محمد:(2/6)
طيب نحن إذا قلنا الآن له عليها الطاعة بالمعروف ، بالمعروف ما هو بالتعنت ، والخدمة بالمعروف ، وعدم إرهاقه بالنفقات ، وحفظ الزوج في عرض وماله ، ولا تأذن لأحد في بيته إلا بإذنه ، فإن لها في المقابل حقوقاً ، وعليه واجبات تجاه زوجته ، فأولاً : المعاشرة بالمعروف قال تعالى ?وعاشروهن بالمعروف ? .
المقدم:
إيش يعني المعاشرة بالمعروف يا شيخ محمد ؟
يعني نأخذ أي يعني حتى إتيان الرجل زوجته ، لا يجوز أن يرهقها إرهاقاً لا تطيقه في هذا ، والعلماء لهم كلام فيه .
اثنين مثلاً قضية الخدمة مو معناه إنه ما يخليها تنام لازم يشغلها ، 24 ساعة في البيت يسوي يخليها تعمل هل من المعروف إنك ترهق الزوجة بالعزايم غداء وعشاء ، غداء وعشاء ، يعني باستمرار ، بحيث المرأة ما عندها صحة قوة ، طاقة ، يعني خلاص تسقط ، تسقط ، خلاص يعني تمرض .
المقدم:
كذلك يا شيخ محمد قضية الملاطفة ، والنداء بالكلام الحسن ؟
الشيخ محمد:
هذا من المعروف ، وعاشروهن بالمعروف ، يا عائش النبي ? كان يرخم ، يا عائش ، أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً ، ومن الأمور المهمة الإنفاق عليها ، هذا حق عظيم جداً للمرأة على الرجل أن يطعمها إذا طعم وأن يكسوها إذا اكتسى ، ولا يضرب الوجه ، ولا يقبح ما يقول قبحك الله ، ولا يهجر إلا في البيت ، قال ? : «وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن » الإحسان ، إيوه ، لأن بعض الناس ترى يأكل في المطعم ومع أصحابه ، ويترك زوجته جائعة ، ولا يجيب شيء ، ولا يدبر للبيت ، يقول لها روحي دبري نفسك عندك راتب جيبي منه ، طيب النفقة عليك ، أنت كيف ترهقها الآن في النفقات ، جيبي من أهلك ، بعض النساء ترى مسكينة محرجة مع أهلها لأنها تبغى تأخذ أحياناً أشياء من بيت أهلها لزوجها ، وأهلها يمكن يعني إما من الكرم أو أحيانا لا يريدون الفضائح ، ولا يريدون مثلاً تصعيد الموقف مع الزوج متحملينه من أجل ابنتهم .
المقدم:(2/7)
لكن يا شيخ محمد عودة لموضوع الحقوق لو أن كان فيه زواج ، واشترط الزوج على زوجته إنه إحنا نتزوج بس ترى الإنفاق في موضوع الطعام عليكي مثلاً يجوز هذا من ناحية الشرع ؟
الشيخ محمد:
هذا تنازل عن حق لها ، إذا رضيت بالتنازل عن حق لها جاز صح النكاح ، لكن يجوز لها العودة للمطالبة به ، وإذا طالبت ما أعطاها لها أن تنسحب من النكاح ، خلاص تطلب الخلع تقول أنا سكت عن حقي مدة من الزمن أنا الآن أطالب بحقي ، فلها أن تطالب .
إتيان الرجل زوجته وإعفافها من حقوقها ، عدم إفشاء سر الزوجية من حقوقها ، لأن بعض الذين لا يخافون الله ، يتكلم عن الفراش أمام أصحابه .
المقدم:
لا مؤاخذة يا شيخ محمد سنكمل موضوع حقوق الزوجة على زوجها ولكن نستأذنكم بهذا الفاصل أيها الإخوة والأخوات فاصل ثم نواصل ؟
عودة مرة أخرى أيها الإخوة والأخوات وموضوع الوفاء بالحقوق وأثره في ترابط المجتمع يا شيخ محمد كنتم تتكلمون على موضوع حقوق الزوجة على زوجها اتفضل يا شيخ محمد ؟
الشيخ محمد:
الحمد لله طبعاً احنا اتكلمنا عن قضية المعاشرة بالمعروف ، وأنه ينفق عليها ، وأن الإنفاق هذا أساسي جداً ، أصلاً من أسباب قامته عليها وتحكمه بها أنه ينفق عليها ، وأنه سيد وهي مسودة، وكذلك من إحسان العشرة طبعاً أن يأتيها فيما أمر الله ، ولا يأتي في الحيضة ، ولا في الدبر كما نهى النبي ? ، طبعاً عدم إفشاء الأسرار الزوجية ، لأن بعض الناس من المجرمين ، هو يحدث أصحابه بما يكون بينه وبين زوجته ، والنبي ? قال : «إن من أشر الناس منزلة عند الله يوم القيامة ، الرجل يفضي إلى امرأته ، ثم ينشر سرها »رواه مسلم ، وطبعاً من حسن العشرة ، أنه يؤانسها ويدخل السرور عليها وإذا كان اللهو باطل إلا ملاعبة الرجل أهله ، فإنهن من الحق كما قال ? ملاعبة الزوجة ، هذه من الحق.
المقدم:
طيب يا شيخ محمد تأتي قضية حساسة الآن اللي هو الرجل ما بين زوجته وأمه ، كيف توفيق الحقوق بين هذه وهذه ؟(2/8)
الشيخ محمد:
إذا صار شخص محل تنازع فأمه من جهة ، وزوجته من جهة أخرى ، وطبيعي يصير الإنسان محل تنازع ، طبيعي أن أي اشتراك في قضية يؤدي إلى مشاكل هذا شيء متوقع ، الاشتراك يؤدي إلى تنافس ، وفيه غيره ، وطلبات ، لكن العقل والحكمة ، إذا صار موجود عند الأم والزوجة الرجوع إلى الشرع ، وكل واحد يهمه مصلحة هذا الإنسان الذي هو بينهما ، فأمه لا تريده أن يحرج ، ولا تريده أن يكون في موقف يعني المسكين ، ولا تريد أن تزيد همومه ، وزوجته كذلك لا تريد أن تحرج زوجها يعني لابد أن يضع الواحد الآخر مكانه ، فيفكر لو أنا كنت مكانه كيف سيكون شعوري ، كيف سيكون إحساسي ، فالإنسان أحياناً يتحمل لكن من الضغوط من الطرفين تصبح القضية اللي يعني خطيرة ، وثقيلة جداً على النفس ، ولذلك الحكمة المطلوبة من جميع الأطراف ، هو أن الأم لها حقها ومكانتها واعتبارها ، الزوجة لها أيضاً واجباتها على الزوج ، يجب على الزوج أن يقوم بها ، ولكن سددوا وقاربوا ، ترى سياسة سددوا وقاربوا هذه أنجح سياسة، نعم ، يعني عند الاشتراك سددوا وقاربوا ، يعني إنت يا أيتها الأم لا تحرجي ولدك ، إنت يا أيتها الزوجة لا تحرجي زوجك ، لا تكثري على الزوج ، وأنت يا أيها الرجل بينهما سددوا وقاربوا الإنسان أحياناً يتغاضى ويتغافل عن زلات ، يعني الله -سبحانه وتعالى – قال في الأقارب ، إن الإنسان إذا ما استطاع أن يعطيهم ماذا يقول ، قال -سبحانه وتعالى – في سورة الإسراء : ?وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولاً ميسوراً ? كلام كلمة طيبة .
المقدم:
أحسن الله إليكم ننتقل الآن إلى موضوع حقوق الوالدين يا شيخ محمد فما هي الحقوق الواجبة على الأولاد تجاه الأب والأم؟
الشيخ محمد:(2/9)
حقوق الوالدين طبعاً مصونة والله -سبحانه وتعالى – أمر بالقول الحسن ، والفعل الحسن، ونهى عن القول السيء ، والفعل السيء ، فقال -سبحانه وتعالى - ? ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ? قال -سبحانه وتعالى – ? ولا تقل لهما أف ? النهي عن القول السيء ?ولا تنهرهما ? النهي عن الفعل السيء ،? ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً ?الأمر بالقول الحسن ، ?واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ? الأمر بالفعل الحسن ، هذا البر والإحسان ، القول والفعل الذي ينبغي على الإنسان أن يقوم به تجاه والديه ، يعني الإكرام والتوقير وتقبيل اليد والرأس ، والوفاء بالطلبة ، وإعطائهما ما يحتاجانه والاهتمام بالخدمة ، وإدخال السرور عليهما ، واستئذانهما عند السفر ، والدعاء لهما ، واغفر لهما وارحمهما ، في بالمناسبة شيء كثير من الناس لا يتقنوه ، والواحد ينبغي أن يقوم بهذا الأمر ، وهو مسألة المؤانسة ، ترى الوالد إذا صار كبير ، الوالدة إذا صارت كبيرة السمع يقل يضعف مثلاً فلا يخالط النفس ، تصير النفس ضيقة ما تتحمل يعني كثرة أولاد ، وكثرة يعني أحياناً إزعاج وضوضاء يريد واحد يعيش في نوع من الهدوء ، لكن أحياناً هذا الهدوء أو العزلة ، تجد له وحشة، فكيف تجمع له بين جو هادئ ، وفيه مؤانسة المؤانسة يعني الواحد مثلاً يلاطف ، ويمازح ويتكلم ويأتي بطرف وقصص وحوادث ، يعني حسن المفاكهة ، المؤانسة ، طيب كذلك الأم ، كذلك شوف أحياناً مثلاً يتفطن الولد لحاجة أبيه ، أو لحاجة أمه قبل أن تطلبها ، وهذا على قدر من نجابة الولد أن يتفطن لحاجة أبويه قبل أن ، ولا يحوجهما إلى الطلب ، وكذلك بعد الوفاة الدعاء لهما بالمغفرة والرحمة ، بالمغفرة ، والرحمة ، هذا أهم شيء يكون من الولد لأبويه الدعاء لهما بالمغفرة والرحمة ، صلة أقاربهما ، وصلة أصدقائهما ، ويعني مهما كان الإنسان بلغ من رتبة في الدنيا(2/10)
دكتور برفيسور تاجر غني ، يبقى متواضعاً لهما ، يعني على سبيل المثال حيوة بن شريح من كبار العلماء ، من كبار المحدثين ، من كبار يقعد في الحلقة يعلم الناس هذا الآن الشيخ الجليل الكبير ، وعنده الطلاب والدرس يعني ، أمه ممكن تقتحك كده فجأة وتقول يا حيوة من بعيد قم ألق الشعير للدجاج ، الآن في وسط الدرس ، الشيخ المبجل ، والمحترم ، والوقور ، يعني أحياناً ما تقدر مثلاً أو الأب يعني ما ظرف الولد أو بعض الآباء يعني ما شاء الله عنده تقدير وأكثر من المتوقع يعني ، أحياناً مثلاً يكون هناك شيء من الخرس عند الوالدين ، يحدث نعم شيء تغير العقل ضيق العقل ، النزق ، سرعة الغضب الانفعال مثلاً ما يتحمل شيء طبيعي مع كبر السن آلام ، قد يكون فيه أمراض ، اللي في عنده أمراض ترى آلام داخلية باستمرار ، ما يكون يعني واسعاً منشرح الصدر في كثير من الأحيان ، قصة حيوة بن شريح ، كان يقطع الدرس ، ويقوم يلقي الشعير للدجاج ويرجع ، وهذا درس عملي للطلاب في بر الوالدين .
كذلك بعض العلماء طلب منه الخليفة أن يصبح قاضي ، فأبى ، يعني من الورع ما يريد أن يكون قاضياً ، وقد يخطئ ويحيف ، فرفض القضاء فأمه طبعاً ، هذا يعتبر منصب قاضي مرجع البلد كلها ، فكانت أمه تعاتبه ، تقول يعرض عليك القضاء فترفض ، أمير يأمرك بالقضاء وتأبى ، وهو مطرق ساكت بصره في الأرض لا يرد عليها بكلمة ، يعني احتراماً وتوقيراً ، فإذاً يعني الإنسان إذا راعى حق الوالدين ، طبعاً سيكون هذا نقلة إلى الجيل التالي يقدم مثالاً عملياً .
المقدم:
شيخ محمد نريد أن نسألكم عن حقوق الأولاد من قبل الآباء ولكن نستأذنكم بهذا الفاصل أيها الإخوة والأخوات فاصل ثم نواصل ؟
الشيخ محمد:(2/11)
يعني مع أصحاب النفوس السليمة ، والنفوس المستقيمة أيوه سيتجهون للحق ، لكن اليوم خربت التقنية والفضائيات والإنترنت ، كثيرًا من نفوس الأولاد فصار الآن في تمرد ، وفيه قضية هوى ، واتباع طرق الشيطان وسبله ، والمعاصي ، فإذا كنا مثلاً ننتظر الاقتناع أن يحدث دائمًا هذه مشكلة ، وفي ذات الوقت ، التعويل على مسألة العقوبات ، وقضية الإجبار والإكراه ، والإلزام دون نقاش ، ودون حوار ، ودون تربية ، ودون يعني إظهار إبداء أسباب ، مشكلة ، هذه قضية أيضاً لأن معناه أن الولد معناه خلاص ، معنى قفلنا سبل الإقناع تماماً ، وصرنا الآن نعامله بالكرباج والضرب والتهديد والوعيد ، والطرد وإلى آخره ، طيب هذا خطأ ، يعني هذا خطأ وهذا خطأ بعض الأشخاص الآن ما اعترض أبداً على أن ابنه يدخن ، قال خليه يقتنع لوحده ، طيب يقتنع لما يصيب يصاب بالسرطان حتى يقتنع ، يعني ويش مثل هذا ، وفي ذات الوقت في آباء مو مستعد ينفق أبداً وقتا مع الأولاد في نقاش أو حوار ، أو إقناع ، أو حجج براهين أدلة ، يعني قدم أشياء ، أنت الآن تريد أن تقنع بالشيء الفلاني مثلاً افعلوا كذا ، أو لا تفعلوا كذا ، طيب وين الأدلة ، وين بعض الأبناء يقولون ، نريد مقنع شرعاً ، الأب أحياناً من جهله يريد أن يغطي جهله باستعمال القوة ما يصير الولد عنده حجة ، قال كلام أجب عليه روح ابحث ما في مانع تقول طيب أنت تقول أنا سأبحث ما هو كل أب يستطيع أن يجيب على أسئلة الولد المتلاحقة ، وقد يكون الولد عنده شيء من الفطنة ، واللي يسأل ما هو مثل اللي يجيب سهل إن الواحد يسأل لكن من وين يجيب جواب ، لا باس أن يقف ويتوقف ويذهب ويبحث ، فإذا المسألة يعني إيجاد مدية استمرار بين الأم والبنت والأب والأبن ، هذا سياسة غير صحيحة ، وفي ذات الوقت يقال اترك لهم الحبل على الغارب وخلي المسألة على اقتناع لما يكبر ، لما يفهم ، لما يقتنع زوجه ، طيب والأحاديث هذه اللي فيها الأمر والإقناع(2/12)
والإلزام ، ترى النفوس تحتاج إلى إلزام يعني النفوس إذا ما كان فيه إلزام يعني تتفلت فيه هوى .
المقدم:
أحسن الله إليكم هل هناك حقوق أخرى للأبناء على آباءهم ؟
الشيخ محمد:
يعني مثلاً الإنفاق بالمعروف من غير إسراف ولا تقتير ، وعدم تضييعهم ، كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت ، عدم التخلي عنهم ، بعض الآباء ترى سهل يتخلى عن أولاده يمشي ويترك النفقة على التربية على أمهم في كل شيء وهو أصلاً عنده سفريات وسياحات وشلة ، وسهرات ليلية ، ما هو فاضي أو تجارة ، وهذا طبعاً مشكلة ، يعني إنت كيف تلقي الأحمال على الأم حتى الأم إذا أرادت أن توقفهم للصلاة ، الأولاد يعني من المراهقين ، وتحريك الولد من السرير بهذا الحجم ، ما تطيقه عضلات الأم ، لابد من تدخل الأب ، يريد أن يخرج إلى أصحاب ملاهي إلى آخره ، فين الأب الذي يضبطه ويختار له وينتقي له ويتابعه ، والأقران وأصحابك وهات أصحابك البيت ، متابعة مثلاً ، متابعة في المدرسة ، طيب الآن في المدرسة ، هذا في الفسحة وعند الخروج وغيره ، ممكن الولد يتعرض لكبائر تحرش ، التدخين ، إلى آخره تعويد على محرمات .
المقدم:
طيب يا شيخ محمد الآن بعض الأولاد 17 ، 18 ، 20 سنة ، المرحلة الجامعية ، ويزعمون أن لديهم رغبة في الزواج ، والأب قد يرى مثلاً أنهم غير مؤهلين من الناحية شخصيتهم يعني أو قبول المجتمع لهذا الزواج المبكر نوعاً ما فما هو الحل في قضية حقوق الآباء تجاه الأبناء ، وحقوق الأبناء تجاه الآباء ؟
الشيخ محمد:(2/13)
يعني الآن فيه مشكلة حقيقية ، طيب ، وهي إثارة شهوات من جهة ، يعني حتى في مدارس ابتدائي ، أو متوسط على مستويات ، لأن الصور البلوتوث كله خلاص منتشر الآن ، ومن جهة أخرى فيه قلة إدراك أحياناً صغر في العقل ، عدم حسن التصرف ، طيش ، تهور ، ولا هو الواحد بوده يقول زوجوه في المتوسطة ، لكن أحياناً ، طريق تعاطي وتعامل الولد مع الواقع ما فيه خبرة ، فماذا سيفعل ببنت الناس ، وليست المسألة مسألة مادية فقط ، لأن بعض الآباء قد يكون عنده قدرة على تزويج الولد ويعمله ملحق ، ويعيش فيه ، إلى أن يشق طريق ويستقل لكن تحتاج المسألة إلى إلباد الأولاد ليتزوجوا ، يعني كيف التعامل مع المرأة مع الزوجة ، ترى أحياناً يصير الفارق يعني مثلاً ، عندما يتزوج الشاب وهو صغير ، سيتزوج فتاة صغيرة منه في السن قد تكون الفتاة أنضج من الشاب أنضج من الشاب فعلاً وهذا تصرفاته تصرفات صبيانية ، ولذلك تأهيل الولد للزواج مهم ، طرق الموضوع وفتح الموضوع ، ومناسبات متكررة ، ومن عدة زوايا ، يعني هذه مسألة مهمة في إعداد الأولاد للزواج ، وهذا ما سوف يجعلهم مستعدين للزواج في سن مبكرة أكثر ، ويحميهم مبكراً من أمور كثيرة .
المقدم:
يا شيخ محمد في ظاهرة في المجتمع يقولون البنت لا تتزوج ، وهي 17، 18 سنة ، خليها تخلص البكالوريوس خليها يعني تكون عندها شهادة ، لو زوجها في المستقبل أساء إليها ممكن إنها تتوظف وتعين نفسها إلى آخره فما رأيكم ؟
الشيخ محمد:(2/14)
طيب الآن من سن 18 إلى سن 22 ، أو 23 كما يقال خمس سنوات ، طيب هذه الآن الذكر أو الأنثى يعيش الآن قمة وثورة الشهوة ، ماذا سوف يحصنه في هذه المدة ، طيب الآن العلاقات شغالة ، العلاقات المحرمة الآن شغالة ، يعني من الإنترنت ، وقضية يعني يقولون الآن يقول أختي في النت يعني في أخت في الرضاعة وأخت في النسب ، وأخت بالنت ، مصطلحات جديدة، وطبعاً صديقتي وأصدقائي وطلعنا حفلة ورحنا وسوينا ورحنا تعرفنا وكمبوند وسوينا هذا شيء منتشر ، فالآن خمس سنوات الآن ماذا يحدث لهذا الشاب وهذه الفتاة فيها فيه ، طيب ما هي جانب علاقات محرمة ، طيب خليها حتى يصير 23 ، وخليها حتى تصير ، إذا نحن قادرين على تزويجهم ليش نخليهم يأتون الشهوات المتعمدة ، والمحرمات وبإمكاننا أن نحصنهم ، فالمسألة أنا يعني ليتجه إلى إنضاج الأولاد ، جعل الولد قادراً على تحمل المسئولية ، كذلك الفتاة ، بدلاً من أن نقول أجلوا موضوع الزواج ، يعني بدلاً من تأجيل موضوع الزواج ، لا ارفعوا مستوى هؤلاء بدورات حوارات نقاشات إعدادات ترى أشياء كثيرة يكتسبها الواحد من المعايشة يعني لو الأم والجدة ، والجد والأب والعم والخال يشاركون في إنضاج هذا الولد في البيت تغيرت شخصيته .
المقدم:
طيب يا شيخ محمد لكن النقطة الأساسية كانت إنه يعني المرأة لو تزوجت معناه حرمت من دراستها ، ومعناه يعني ضعيفة أمام الزوج الذي يعني ؟
الشيخ محمد:
طيب هي ممكن تكمل لما تتزوج إيش المانع الآن في أنواع من الدراسات يعني شيء بالانتظام شيء بالانتساب ، شيء بالحضور ، شيء بالإنترنت أشياء وسائل كثيرة ، فما المانع أن تكمل دراستها وهي متزوجة .
المقدم:
أحسن الله إليكم يا شيخ محمد على ما قدمتم في هذه الحلقة وبارك الله شكراً على ما قدمتم وشكراً لكم أنتم أيها الإخوة والأخوات المشاهدين والمشاهدات على حسن متابعتكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(2/15)