المُورِث لمُشكلِ المثلَّث (مثلث قطرب)*
نظم :
الشيخ عبد العزيز بن عبد الواحد المكناسي المغربي
شيخ القراء بالمدينة، توفي سنة 964هـ .
------------
* إن ابن المستنير الشهير بـ(قطرب) لم ينظم شيئاً في المثلثات اللغوية ، وإنما مثلثاته المشهورة التي تنسب إليه عبارة عن تصنيف نثري ، لا يزال محفوظاً - من الضياع - في عالم المخطوطات.
وما جرت عليه العادة من النسبة إليه فمن باب الاختصار: نظم ( متن ) مثلث قطرب .(1/1)
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
المُورِث لمُشكلِ المثلَّث
1- حَمْدًا لِبَارِئِ الأَنَامِ ... ثُمَّ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمْ
مَا نَاحَ فِي دَوْحٍ حَمَامْ ... عَلَى الرَّسُولِ الْعَرَبِي
2- وَآلِهِ وَصَحْبِهِ ...وَمَنْ تَلاَ مِنْ حِزْبِهِ
سَبِيْلَهُ فِي حُبِّهِ ... عَلَى مَمَرِّ الْحِقَبِ
3- وَبَعْدُ: فَالْقَصْدُ بِمَا ... أَرَدْتُهُ شَرْحًا لِمَا
قَدْ كَانَ قَبْلُ نُظِمَا ... مُثَلَّثًا لـ (قُطْرُبِ)
4- مُقَدَّمًا فَتْحًا عَلَى ... كَسْرٍ فَضَمٍّ مُسْجَلاَ
وَهَكَذَا عَلَى الْوِلاَ ... نَظْمًا عَلَى التَّرَتُّبِ
5- سَمَّيْتُهُ بـ (الْمَوْرِثِ ... لِمُشْكِلِ الْمُثَلَّثِ)
مِنْ غَيْرِ مَا تَرَيُّثِ ... ففُزْ بِنَيْلِ الأرَبِ
6- الْغَمْرُ مَاءٌ غَزُرَا ... وَالْغِمْرُ حِقْدٌ سُتِرَا
وَالْغُمْرُ ذُو جَهْلٍ سَرَى ... فِيْهِ وَلَمْ يُجَرَّبِ
7- تَحِيَّةُ الْمَرْءِ السَّلاَمْ ... وَاسْمُ الْحِجَارَةِ السِّلاَمْ
وَالْعِرْقُ فِي الْكَفِّ السُّلاَمْ ... رَوَوْهُ فِي لَفْظِ النَّبِيْ
8- أَمَّا الْحَدِيْثُ فَالْكَلاَمْ ... وَالْجُرْحُ فِي الْمَرْءِ الْكِلاَمْ
وَالْمَوْضِعُ الصُّلْبُ الْكُلاَمْ ... لِلْيُبْسِ وَالتَّصَلُّبِ
9- الْحَرَّةُ الْحِجَارَةْ ... وَالْحِرَّةُ الْحَرَارَةْ
وَالْحُرَّةُ الْمُخْتَارَةْ ... مِنْ مُحْصَنَاتِ الْعَرَبِ
10- الْحَلْمُ ثَقْبٌ فِي الأَدِيْمِ ... وَالْحِلْمُ منْ خُلْقِ الْكَرِيْم
وَالْحُلْمُ فِي النَّومِ النَّعِيْمِ ... بِالصِّدْقِ أَوْ بِالْكَذِبِ
11- السَّبْتُ يَوْمٌ عُبِدَا ... وَالسِّبْتُ نَعْلٌ حُمِدَا
وَالسُّبْتُ نَبْتٌ وُجِدَا ... فِي مَعْمَرٍ أَوْ سَبْسَبِ
12- وَشِدَّةُ الْحَرِّ السَّهَامْ ... وَلِلنِّبَالْ قُلْ: سِهَامْ
وَلِضِيَا الشَّمْسِ السُّهَامْ ... فِي مَشْرِقٍ أَوْ مَغْرِبِ
13- وَدَعْوَةُ الْعَبْدِ الدُّعَا ... وَدِعْوَةُ الْمَرْءِ اِدِّعَا
وَدُعْوَةٌ مَا صُنِعَا ... لِلأَكْلِ وَقْتَ الطَّلَبِ
14- الشَّرْبُ جَمْعُ النُّدَمَا ... وَالشِّرْبُ حَظٌّ قُسِمَاوَ
الشُّرْبُ فِعْلٌ عُلِمَا ... وَقِيلَ: مَاءُ الْعِنَبِ
15- الْخَرْقُ مَا قَدْ عَظُمَا ... وَالْخِرْقُ حُرٌّ كَرُمَا
وَالْخُرْقُ حُمْقٌ لَؤُمَا ... فَمِنْهُ كُنْ ذَا هَرَبِ(1/1)
16- عَذْلُكَ لِلْمَرْءِ اللَّحَا ... وَقِشْرَةُ الْعُوْدِ اللِّحَا
وَجَمْعُ لِحْيَةٍ لُحَا ... بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ حُبِ
17- الْقَسْطُ جُوْرٌ رُفِضَا ... وَالْقِسْطُ عَدْلٌ فُرِضَا
وَالْقُسْطُ عُوْدٌ مُرْتَضَى ... مِنْ عَرْفِهِ الْمُطَيِّبِ
18- الْعَرْفُ رِيْحٌ طَيِّبُ ... وَالْعِرْفُ صَبْرٌ يُنْدَبُ
وَالْعُرْفُ أَمْرٌ يَجِبُ ... عِنْدَ اِرْتِكَابِ الذَّنْبِ
19- لِجِنَّةٍ قُلْ: لَمَّهْ ... وَشَعْرُ رَأْسٍ لِمَّهْ
وَجَمْعُ نَاسٍ لُمَّهْ مَا ... بَيْنَ شَخْصٍ وَصَبِيْ
20- الْمَسْكُ جِلْدٌ يَاغُلاَم ... وَالْمِسْكُ مِنْ طِيْبِ الْكِرَامْ
وَالْمُسْكُ بُلْغَةُ الطَّعَامْ ... يَكْفِي الْفَتَى مِنْ نَشَبِ
21- مَلأَ دَمْعِي حَجْرِي ... وَقَلَّ فِيْهِ حِجْرِي
لَوْ كُنْتُ كَابْنِ حُجْرِ ... لَضَاعَ مِنَّي أَدَبِيْ
22- قُلْ: ثَلاَثَةٌ فِي صَرَّهْ ... وَقِرَّةُ فِي صِرَّهْ
وَخِرْقَةٌ فِي صُرَّهْ ... مَشْدُودَةٌ مِنْ ذَهَبِ
23- الْعُشْبُ يُدْعَى بِالْكَلاَ ... وَلِلْحِرَاسَةِ الْكِلاَ
وَجَمْعُ كُلْيَةٍ كُلاَ ... لِكُلِّ حَيٍّ ذِي أَبِ
24- الْجَدُّ وَالِدُ الأَبِ ... وَالْجِدُّ ضِدُّ اللَّعِبِ
وَ الْجُدُّ عِنْدَ الْعَرَبِ ... الْبِئْرُ ذَاتُ الْخَرَبِ
25- جَارِيَةٌ إِحْدَى الْجَوَارْ ... وَمَصْدَرُ الْجَارِ الْجِوَارْ
وَرَفْعُ صَوْتٍ الْجُؤَارْ ... منْ وَجَعٍ أَوْ كَرَبِ
26- وَدَارُهُ قَدْ عَمَرَتْ ... عِمَارَةً، وَعَمِرَتْ
نَفْسُ الْفَتَى، وَعَمُرَتْ ... أَرْضُكَ بَعْدَ الْخَرَبِ
27- طَيْرٌ شَهِيْرٌ الْحَمَامْ ... وَالْمَوْتُ قُلْ: فِيْهِ الْحِمَامْ
وَعَلَمًا جَاءَ الْحُمَامْ ... عَلَى فَتًى مُنْتَسِبِ
28- جَمَاعَةُ النَّاسِ الْمَلاَ ... وَقُلْ: أَوَانِهِمْ مِلاَ
وَلُبْسُهُمْ هِيَ الْمُلاَ ... مِنْ عَبْقَرٍ مُذَهَّبِ
29- الشَّكْلُ عَيْنُ الْمِثْلِ ... وَالشِّكْلُ حُسْنُ الدَّلِّوَ
الشُّكْلُ قَيْدُ الْغُلِّ ... مَخَافَةَ التَّوَثُّبِ
30- مُتَّصِلُ الرَّمْلِ الرَّقَاقْ ... وَفِي مَسِيلِ الْمَا الرِّقَاقْ
وَالْخُبْزُ إِنْ رَقَّ الرُّقَاقْ ... يُقَالُ عِنْدَ الْعَرَبِ(1/2)
31- سُؤْرُ لَيْتٍ قَمَّهْ ... وَرَأسُ ثَوْرٍ قِمَّهْ
بِكَسْرِهَا، وَالْقُمَّهْ ... مَزْبَلَةٌ لِلْخَشَبِ
32- لاَ تَرْكَنَنْ لِلصَّلِّ ... وَلاَ تَلُذْ بِالصِّلِّ
وَاحْذَرْ طَعَامَ الصُّلِّ ... وَانْهَضْ نُهُوضَ الْمُخْتَبِ
33- ظَبْيٌ كَحِيْلٌ الطَّلاَ ... وَالْخَمْرُ قُلْ: فِيْهِ الطِّلاَ
وَطُلْيَةٌ مِنَ الطُّلاَ ... جِيْدُ الْفَتَى الْمُذَهَّبِ
34- شَجَّةُ رَأْسٍ أَمَّهْ ... تُدْعَى، وَقَالُوا: إِمَّهْ
لِنِعْمَةٍ، وَأُمَّهْ ... مِنْ عَجَمٍ وَعَرَبِ
35- أَمَّا الْغَزَالُ فَالرَّشَا ... وَالْحَبْلُ لِلدَّلْوِ الرِّشَا
وَبذْلُ مَالٍ الرُّشَا ... لِحَاكِمٍ مُسْتَكْلِبِ
36- حَبُّ الْقَرَنْفُلِ الزَّجَاجْ ... وَزَجُّ الأَرْمَاحِ الزِّجَاجْ
وَلِلْقَوَارِيْرِ الزُّجَاجْ ... وَهُوَ سَرِيْعُ الْعَطَبِ
37- كُنَاسَةُ الْبَيْتِ اللَّقَا ... وَالزَّحْفُ لِلحَرْبِ اللِّقَا
وَأَنْتَ أَحْرَقْتَ اللُّقَا ... مِنْ عَسَلٍ بِاللَّهَبِ
38- الْحُمَةُ اسْمُ الْمَنَّهْ، وَالاِمْتِيَازُ الْمِنَّهْ
وَالْقُرَّةُ اِسْمُ الْمُنَّهْ ... وَهِيَ دَلِيْلُ الْغَلَبِ
39- الْمَتْنُ لِلْمَرْءِ الْقَرَا ... وَنُزْلُ ضَيُفٍ الْقِرَى
وَجَمْعُ قَرْيَةٍ قُرَى ...كـ (مَكَّةٍ وَيَثْرِبِ)
40- رِيْقُ الْحَبِيْبِ الظَّلْمُ ... وَفِي النَّعَامِ الظِّلْمُ
فَحْلٌ، وَأَمَّا الظُّلْمُ ... فَالْجَوْرُ مِنْ ذِي غَضَبِ
41- الْقَطْرُ غَيْثٌ سَاكِبُ ... وَالْقِطْرُ صُفْرٌ ذَائِبُ
وَالْقُطْرُ عُودٌ جَالِبُ ... مِنْ عِدَّةٍ فِي الْمَرْكَبِ
42- هَذَا تَمَامُ شَرْحِ مَا ... نَظَمَ مَنْ تَقَدَّمَا
مِنْ أُدَبَاءِ الْعُلَمَا ... مُثَلَّثًا لـ (قُطْرُبِ)
43- هَذَّبَهُ لِلْحِبِّ ... رَجَاءَ عَفْوِ الرَّبِّ
عَمَّا جَنَى مِنْ ذَنْبِ ... (عَبْدُالْعَزِيزِ الْمَغْرِبِي)
44- مُصَلِّيًا مُسَلِّمَا ... عَلَى رَسُولِ الْكُرَمَا
وَالآلِ وَالأَصْحَابِ مَا ... لاَحَ بَرِيْقُ يَثْرِبِ(1/3)