مَتْنُ
السُّلَّمِ المُنَوْرَق
لِلْعَلاَّمَةِ أَبي زَيْدٍ عَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ مُحَمَّدٍ الصَّغيرِ الأَخْضَرِيِّ
تصحيح
بلال النجار(1/1)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
مُقَدِّمَةٌ
1 ... الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذي قَدْ أَخْرَجا
... نَتائِجَ الفِكْرِ لأَرْبابِ الحِجَا
2 ... وَحَطَّ عَنْهُمْ مِنْ سَمَاءِ العَقْلِ
... كُلَّ حِجَابٍ مِنْ سَحابِ الجَهْلِ
3 ... حَتى بَدَتْ لَهُمْ شُمُوسُ المَعْرِفةْ
... رَأَوْا مُخَدَّراتِها مُنْكَشِفَةْ
4 ... نَحْمَدُهُ جَلَّ عَلى الإِنْعامِ
... بِنِعْمَةِ الإِيمانِ وَالإِسْلامِ
5 ... مَنْ خَصَّنا بِخَيْرِ مَنْ قَدْ أَرْسَلا
... وَخَيْرِ مَنْ حَازَ المَقامَاتِ العُلَى
6 ... مُحَمَّدٍ سَيِّدِ كُلِّ مُقْتَفَى
... العَرَبِيِّ الهَاشِمِيِّ المُصْطَفى
7 ... صَلَّى عَلَيْهِ اللَّهُ ما دامَ الحِجا
... يَخُوضُ مِنْ بَحْرِ المَعاني لُجَجا
8 ... وآلِهِ وَصَحْبِه ذَوِي الهُدَى
... مَنْ شُبِّهُوا بَأَنْجُمٍ في الاهْتِدا
9 ... وَبَعْدُ فَالمَنْطِقُ لِلْجَنَانِ
... نِسْبَتُهُ كَالنَّحْوِ لِلِّسانِ
10 ... فَيَعْصِمُ الأفكارَ عَنْ غَيِّ الخَطا
... وَعَنْ دَقيقِ الفَهْمِ يَكْشِفُ الغِطَا
11 ... فهَاكَ مِنْ أُصُولِهِ قَواعِدا
... تَجْمَعُ مِنْ فُنُونِهِ فَوائِدا
12 ... سَمَّيْتُهُ بِالسُّلَّمِ المُنَوْرَقِ
... يُرْقَى بِهِ سَماءُ عِلْمِ المَنْطِقِ
13 ... وَاللَّهَ أَرْجُو أَنْ يَكُونَ خَالِصَا
... لِوَجْهِهِ الكَريمِ لَيْسَ قالِصَا
14 ... وَأَنْ يَكونَ نافِعاً لِلْمُبْتدي
... بِهِ إِلى المُطَوَّلاتِ يَهْتدي
?فَصْلٌ في جَوازِ الاشْتِغَالِ بهِ?
15 ... وَالخُلْفُ في جَوازِ الاشْتِغالِ
... بِهِ عَلى ثَلاثَةٍ أَقْوالِ
16 ... فَابْنُ الصَّلاحِ وَالنَّواوي حَرَّما
... وَقالَ قَوْمٌ يَنْبَغي أَنْ يُعْلَما
17 ... وَالقَوْلَةُ المَشْهُورَةُ الصَّحِيحةْ
... جَوَازُهُ لِسالِمِ القَريحَةْ
18 ... مُمَارِسِ السُّنَّةِ وَالكِتابِ
... لِيَهْتَدي بِهِ إِلى الصَّوابِ(1/1)
أَنْواعُ العِلْمِ الحَادِثِ:
19 ... إِدْراكُ مُفْرَدٍ تَصَوُّراً عُلِمْ
... وَدَرْكُ نِسْبَةٍ بِتَصْديقٍ وُسِمْ
20 ... وَقُدِّمَ الأَوَّلُ عِنْدَ الوَضْعِ
... لأَنَّهُ مُقَّدَّمٌ بِالطَّبْعِ
21 ... وَالنَّظَريْ ما احْتاجَ لِلتَّأَمُّلِ
... وَعَكْسُهُ هُوَ الضَّروريُّ الجَلي
22 ... وَما إِلى تَصَوُّرٍ بِهِ وُصِلْ
... يُدْعى بِقَوْلٍ شَارِحٍ فَلْتَبْتَهِلْ
23 ... وَمَا لِتَصْدِيقٍ بِهِ تُوُصِّلا
... بِحُجَّةٍ يُعْرَفُ عِنْدَ العُقَلا
أنوَاعُ الدّلالةِ الوَضْعِيَّةِ :
24 ... دَلالةُ اللَّفْظِ عَلى ما وافَقَهْ
... يَدْعُونَها دَلالَةَ المُطابَقَةْ
25 ... وَجُزْئِهِ تَضَمُّناً وَما لَزِمْ
... فَهْوَ الْتِزامٌ إِنْ بِعَقْلٍ الْتَزَمْ
فَصْلٌ في مباحِثِ الأَلْفاظِ :
26 ... مُسْتَعْمَلُ الأَلْفاظِ حَيْثُ يُوجَدُ
... إِمَّا مُرَكَّبٌ وَإِمَّا مُفْرَدُ
27 ... فَأَوَّلٌ ما دَلَّ جُزْؤُهُ عَلى
... جُزُءِ مَعْناهُ بِعَكْسِ ما تلا
28 ... وَهْوَ عَلى قِسْمَيْنِ أَعْني المُفْرَدا
... كُلِّيٌّ أَوْ جُزْئِيٌّ حَيْثُ وُجِدا
29 ... فَمُفْهِمُ اشْتِراكٍ الكُلِّيُّ
... كَأَسَدٍ وَعَكْسُهُ الجُزْئِيُّ
30 ... وَأَوَّلاً لِلذَّاتِ إِنْ فيها انْدَرَجْ
... فَانْسِبْهُ أَوْْ لِعارِضٍ إِذا خَرَجْ
31... وَالكُلِّيَّاتُ خَمْسَةٌ دُونَ انْتِقاصْ
... جِنْسٌ وَفَصْلٌ عَرَضٌ نَوْعٌ وَخاصْ
32 ... وَأَوَّلٌ ثَلاثَةٌ بِلا شَطَطْ
... جِنْسٌ قَريبٌ أَوْ بَعيدٌ أَوْ وَسَطْ(1/2)
فَصْلٌ في بَيانِ نِسْبَةِ الأَلْفاظِ لِلْمَعاني
33 ... وَنِسْبَةُ الأَلْفاظِ لِلْمَعاني
... خَمْسَةُ أَقْسَامٍ بلا نُقْصانِ
34 ... تَواطُؤٌ تَشَاكُكٌ تَخَالُفُ
... وَالاشْتِراكُ عَكْسُهُ التَّرادُفُ
35 ... وَاللَّفْظُ إِمَّا طَلَبٌ أَوْ خَبَرُ
... وَأَوَّلٌ ثَلاثَةٌ سَتُذْكَرُ
36 ... أَمْرٌ مَعَ اسْتِعْلا وَعَكْسُهُ دُعا
... وَفي التَّساوِي فَالْتِماسٌ وَقَعا
فَصْلٌ في بَيانِ الكُلِّ والكُلِّيَّةِ وَالجُزْءِ وَالجُزْئِيَّةِ
37 ... الكُلُّ حُكْمُنا عَلى المَجْمُوعِ
... كَكُلِّ ذاكَ لَيْسَ ذا وُقُوعِ
38 ... وَحَيْثُما لِكُلِّ فَرْدٍ حُكِما
... فَإِنَّهُ كُلِّيَّةٌ قَدْ عُلِما
39 ... وَالحُكْمُ لِلْبَعْضِ هُوَ الجُزْئِيَّةْ
... وَالجُزْءُ مَعْرِفَتُُهُ جَلِيَّةْ
فَصْلٌ في المُعَرِّفاتِ
40 ... مُعَرِّفٌ إِلى ثَلاثَةٍ قُسِمْ
... حَدٌّ وَرَسْمِيٌّ وَلَفْظِيٌّ عُلِمْ
41 ... فَالحَدُّ بِالجِنْسِ وَفَصْلٍ وَقَعا
... وَالرَّسْمُ بِالجِنْسِ وَخاصَّةٍ مَعا
42 ... وَناقِصُ الحَدِّ بِفَصْلٍ أَوْ مَعا
... جِنْسٍ بَعيدٍ لا قَريبٍ وَقَعا
43 ... وَناقِصُ الرَّسْمِ بِخَاصَّةٍ فَقَطْ
... أَوْ مَعَ جِنْسٍ أَبْعَدْ قَدِ ارْتَبَطْ
44 ... وَمَا بِلَفْظِيٍّ لَدَيْهِم شُهِرا
... تَبْديلُ لَفْظٍ بِرَديفٍ أَشْهَرا
45 ... وَشَرْطُ كُلٍّ أَنْ يُرى مُطَّرداً
... مُنْعَكِساً وَظاهِراً لا أَبْعَدا
46 ... وَلا مُساوِياً وَلا تَجَوَّزا
... بِلا قَرِيْنَةٍ بِها تَحَرَّزا
47 ... وَلا بِما يُدْرَى بِمَحْدُودٍ وَلا
... مُشْتَرِكٍ مِنَ القَرينَةِ خَلا
48 ... وَعِنْدَهُم مِنْ جُمْلَةِ المَرْدودِ
... أَنْ تَدْخُلَ الأَحْكامُ في الحُدُودِ
49 ... وَلا يَجُوزُ في الحُدُودِ ذِكْرُ أَوْ
... وَجَائِزٌ في الرَّسْمِ فَادْرِ ما رَوَوْا(1/3)
بَابٌ في القَضايا وَأَحْكامِها
50 ... ما احْتَمَلَ الصِّدْقَ لِذاتِهِ جَرى
... بَيْنَهُمُ قَضِيَّةً وَخَبَرا
51 ... ثُمَّ القَضَايا عِنْدَهُم قِسْمانِ
... شَرْطِيَّةٌ حَمْلِيَّةٌ وَالثَّاني
52 ... كُلِّيَّةٌ شَخْصِيَّةٌ وَالأَوَّلُ
... إِمَّا مُسَوَّرٌ وَإِمَّا مُهْمَلُ
53 ... وَالسُّورُ كُلِّيَّاً وَجُزْئِيَّاً يُرَى
... وَأَرْبَعٌ أَقْسَامُهُ حَيْثُ جَرى
54 ... إِمَّا بِكُلٍّ أَوْ بِبَعْضٍ أَوْ بلا
... شَيْءَ وَلَيْسَ بَعْضْ أَوْ شَبَهٍ جَلا
55 ... وَكُلُّها مُوجِبَةٌ وَسالِبَةْ
... فَهْيَ إِذاً إِلى الثَّمانِ آيِبَةْ
56 ... وَإِنْ عَلى التَّعْليقِ فيها قَدْ حُكِمْ
... فَإِنَّها شَرْطِيَّةٌ وَ تَنْقَسِمْ
57 ... أَيْضاً إِلى شَرْطِيَّةٍ مُتَّصِلَةْ
... وَمِثْلُها شَرْطِيَّةٌ مُنْفَصِلةْ
58 ... جُزْ آهُما مُقَدَّمٌ وَتاليْ
... أمَّا بَيَانُ ذاتِ الاتِّصَالِ
59 ... ما أَوْجَبَتْ تَلازُمَ الجُزْأَيْنِ
... وَذاتُ الانْفِصالِ دُونَ مَيْنِ
60 ... ما أَوْجَبَتْ تَنَافُراً بَيْنَهُما
... أَقْسامُها ثَلاثَةٌ فَلْتُعْلَما
61 ... مانِعُ جَمْعٍ أَوْ خُلُوٍّ أَوْ هُمَا
... وَهْوَ الحَقِيقِيُّ الأَخَصُّ فَاعْلَما
فَصْلٌ في التَّناقُضِ
62 ... تَنَاقُضٌ خُلْفُ القَضِيَّتَيْنِ فِيْ
... كَيْفٍ وَصِدْقُ واحِدٍ أَمْرٌ قُفِيْ
63 ... فَإِنْ تَكُنْ شَخْصِيَّةً أَوْ مُهْمَلَةْ
... فَنَقْضُها بِالْكَيْفِ أَنْ تُبَدِّ لَهْ
64 ... وَإِنْ تَكُنْ مَحْصُورَةً بِالسُّورِ
... فَانْقُضْ بِضِدِّ سُورِها المَذْكُورِ
65 ... فَإِنْ تَكُنْ مُوجِِبَةً كُلِّيَّةْ
... نَقِيضُها سَالِبَةٌ جُزْئِيَّةْ
66 ... وَإِنْ تَكُنْ سَالِبةً كُلِّيَّةْ
... نَقِيضُها مُوجِِبَة ٌ جُزْئِيَّةْ
فَصْلٌ في العَكْسِ المُسْتَويْ
67 ... العَكْسُ قَلْبُ جُزْأَيِ القَضِيَّةْ
... مَعَ بَقَاءِ الصِّدْقِ وَالكَيْفِيَّةْ
68 ... وَالكَمِّ إِلاّ المُوجِبَ الكُلِّيَّةْ
... فَعَوَّضُوها المُوجِبَ الجُزْ ئِيَّةْ
69 ... وَالعَكْسُ لازِمٌ لِغَيْرِ مَا وُجِدْ
... بِهِ اجْتِمَاعُ الخِسَّتَيْنِ فَاقْتَصِدْ
70 ... وَالعَكْسُ في مُرَ تَّبٍ بِالطَّبْع ِ
... وَ لَيْسَ في مُرَ تَّبٍ بِالوَضْع ِ(1/4)
بابٌ في القِيَاسِ
71 ... إِنَّ القِياسَ مِنْ قَضايا صُوِّرا
... مُسْتَلْزِماً بِالذَّاتِ قَوْلاً آخَرا
72 ... ثُمَّ القِيَاسُ عِنْدَهُمْ قِسْمَانِ
... فَمِنْهُ مَا يُدْعى بِالاقْتِراني
73 ... وَهْوَ الَّذي دَلَّ على النَتيجَةِ
... بِقُوَّة ٍوَاخْتَصَّ بالحَمْلِيَّةِ
74 ... فَإِنْ تُرِدْ ترْكيبَهُ فَرَكِّبا
... مُقَدِّماتِهِ عَلى مَا وَجَبَا
75 ... وَرَ تِّبِ المُقَدِّماتِ وَانْظُرا
... صَحِيحَهَا مِنْ فَاسِدٍ مُخْتَبِرا
76 ... فَإِنَّ لازِمَ المُقَدِّماتِ
... بِحَسَبِ المُقَدِّماتِ آتِ
77 ... وَما مِنَ المُقَدِّماتِ صُغْرَى
... فَيَجِبُ انْدِراجُها فِي الْكُبْرى
78 ... وَذاتُ حَدٍّ أَصْغَرٍ صُغْراهُما
... وَذاتُ حَدٍّ أَكْبَرٍ كُبْراهُما
79 ... وَأَصْغَرٌ فَذاكَ ذُو انْدِراجِ
... وَوَسَطٌ يُلْغَى لَدَى الإِنْتاجِ
فَصْلٌ في الأَشْكالِ
80 ... الشَّكْلُ عِنْدَ هؤُلاءِ النَّاسِ
... يُطْلَقُ عَنْ قَضِيَّتَيْ قِيَاسِ
81 ... مِنْ غَيْرِ أَنْ تُعْتَبَرَ الأَسْوارُ
... إِذْ ذَاكَ بِالضَّرْبِ لَهُ يُشَارُ
82 ... وَلِلْمُقَدِّماتِ أَشْكَالٌ فَقَطْ ... أَرْبَعَةٌ بِحَسَبِ الحَدِّ الوَسَطْ
83 ... حَمْلٌ بِصُغْرَى وَضْعُهُ بِكُبْرَى
... يُدْعَى بِشَكْلٍ أَوَّلٍ وَيُدْرَى
84 ... وَحَمْلُهُ فِي الْكُلِّ ثَانِياً عُرِفْ
... وَوَضْعُهُ فِي الْكُلِّ ثَالِثَاً أُلِفْ
85 ... وَرَابِعُ الأَشْكَالِ عَكْسُ الأَوَّلِ
... وَهْيَ عَلى التَّرْتِيبِ فِي التَّكَمُّلِ
86 ... فَحَيْثُ عَنْ هذا النِّظَامِ يُعْدَلُ
... فَفَاسِدُ النِّظَام ِأَمَّا الأَوَّلُ
87 ... فَشَرْطُهُ الإِيْجَابُ فِي صُغْرَاهُ
... وَأَنْ تُرَى كُلِّيَّةً كُبْرَاهُ
88 ... وَالثَّانِ أَنْ يَخْتَلِفا فِي الْكَيْفِ مَعْ
... كُلِّيَّةِ الْكُبْرَى لَهُ شَرْطٌ وَقَعْ
89 ... وَالثَّالِثُ الإِيْجَابُ فِي صُغْرَاهُمَا
... وَأَنْ تُرَى كُلِّيَّةً إِحْدَاهُمَا(1/5)
90 ... وَرَابِعٌ عَدَمُ جَمْعِ الخِسَّتَيْنْ
... إِلاّ بِصُورَةٍ فَفِيها يَسْتَبينْ
91 ... صُغْرَاهُمَا مُوجِبَةٌ جُزْئِيَّةْ
... كُبْرَاهُمَا سَالِبَةٌ كُلِّيَّةْ
92 ... فَمُنْتِجٌ لِأَوَّلٍ أَرْ بَعَةٌ
... كَالثَّانِ ثُمَّ ثَالِثٌ فَسِتَّةٌ
93 ... وَرَابِعٌ بِخَمْسَةٍ قَدْ أَنْتَجَا
... وَغَيْرُ مَا ذَكَرْتُهُ لَمْ يُنْتِجا
94 ... وَتَتْبَعُ النَّتِيجَةُ الأَخَسُّ مِنْ
... تِلْكَ المُقَدِّماتِ هكَذا زُكِنْ
95 ... وَهذِهِ الأَشْكالُ بِالحَمْلِيِّ
... مُخْتَصَّةٌ وَلَيْسَ بِالشَّرْطِيِّ
96 ... وَالحَذْفُ في بَعْضِ المُقَدِّماتِ
... أَوْ النَّتيجَةِ لِعِلْمٍ آتِ
97 ... وَتَنْتَهي إِلى ضَرُورَةٍ لِمَا
... مِنْ دَوْرٍ أَوْ تَسَلْسُلٍ قَدْ لَزِمَا
فَصْلٌ في الاستثنائي
98 ... وَمِنْهُ مَا يُدْعَى بِالاسْتِثْناءِ
... يُعْرَفُ بِالشَّرْطِ بِلا امْتِرَاءِ
99 ... وَهْوَ الَّذِي دَلَّ عَلَى النَّتِيْجَةِ
... أَوْ ضِدِّها بِالفِعْلِ لا بِالقُوَّةِ
100 ... فَإِنْ يَكُ الشَّرْطِيُّ ذَا اتِّصَالِ
... أَنْتَجَ وَضْعُ ذَاكَ وَضْعَ التَّالِي
101 ... وَرَفْعُ تَالٍ رَفْعَ أَوَّلٍ وَلا
... يَلْزَمُ فِي عَكْسِهِمَا لِمَا انْجَلَى
102 ... وَإِنْ يَكُنْ مُنْفَصِلاً فَوَضْعُ ذا
... يُنْتِجُ رَفْعَ ذَاكَ وَالعَكْسُ كَذا
103 ... وَذَاكَ فِيْ الأَخَصِّ ثُمَّ إِنْ يَكُنْ
... مَانِعَ جَمْعٍ فَبِوَضْع ِذَا زُكِنْ
104 ... رَفْعٌ لِذَاكَ دُونَ عَكْسٍ وَإِذَا
... مَانِعَ رَفْعٍ كَانَ فَهْوَ عَكْسُ ذَا(1/6)
لَوَاحِقُ القِيَاسِ
105 ... وَمِنْهُ مَا يَدْعُونَهُ مُرَكَّبَا
... لِكَوْنِهِ مِنْ حُجَجٍ قَدْ رُكِّبَا
106 ... فَرَكِّبَنْهُ إِنْ تُرِدْ أَنْ تَعْلَمَهْ
... وَاقْلِبْ نَتِيْجَةً بِهِ مُقَدِّمَةْ
107 ... يَلْزَمُ مِنْ تَرْكِيْبِهَا بِأُخْرَى
... نَتِيْجَةٌ إِلَى هَلَمَّ جَرَّا
108 ... مُتَّصِلَ النَّتَائِج ِالَّذِي حَوَى
... يَكُونُ أَوْ مَفْصُولَها كُلٌّ سَوَا
109 ... وَإِنْ بِجُزْئِيٍّ عَلَى كُلِّيْ اسْتُدِلْ
... فَذَا بِالاسْتِقْرَاءِ عِنْدَهُمْ عُقِلْ
110 ... وَعَكْسُهُ يُدْعَى القِيَاسُ المَنْطِقِيْ
... وَهْوَ الَّذِيْ قَدَّمْتُهُ فَحَقِّقِ
111 ... وَحَيْثُ جُزْئِيٌّ عَلَى جُزْئِيْ حُمِلْ
... لِجَامِعٍ فَذَاكَ تَمْثِيْلٌ جُعِلْ
112 ... وَلا يُفِيْدُ القَطْعَ بِالدَّلِيْلِ
... قِيَاسُ الاسْتِقْرَاءِ وَالتَّمْثِيْلِ
أَقْسامُ الحُجَّةِ
113 ... وَحُجَّةٌ نَقْلِيَّةٌ عَقْلِيَّةْ
... أَقْسَامُ هَذِي خَمْسَةٌ جَلِيَّةْ
114 ... خِطَابَةٌ شِعْرٌ وَبُرْهَانٌ جَدَلْ
... وَخَامِسٌ سَفْسَطَةٌ نِلْتَ الأَمَلْ
115 ... أَجَلُّهَا الْبُرْهَانُ مَا أُلِّفَ مِنْ
... مُقَدِّمَاتٍ بِاليَقِيْنِ تَقْتَرِنْ
116 ... مِنْ أَوَّلِيَّاتٍ مُشَاهَدَاتِ
... مُجَرَّبَاتٍ مُتَوَاتِرَاتِ
117 ... وَحَدَسِيَّاتٍ وَمَحْسُوسَاتِ
... فَتِلْكَ جُمْلَةُ اليَقِيْنِيَّاتِ
118 ... وَفِيْ دَلالَةِ المُقَدِّمَاتِ
... عَلَى النَّتِيْجَةِ خِلافٌ آتِ
119 ... عَقْلِيٌّ أَوْ عَادِيٌّ أَوْ تََولُّدُ
... أَوْ وَاجِبٌ وَالأَوَّلُ المُؤَيَّدُ(1/7)
خَاتِمَةٌ
120 ... وَخَطَأُ الْبُرْهَانِ حَيْثُ وُجِدَا
... فِيْ مَادَّةٍ أَوْ صُورَةٍ فَالمُبْتَدَا
121 ... فِيْ اللَّفْظِ كَاشْتِرَاكٍ أَوْ كَجَعْلِ ذَا
... تَبَايُنٍ مِثْلَ الرَّدِيْفِ مَأْخَذَا
122 ... وَفِيْ المَعَانِيْ كَالْتِبَاسِ الكَاذِبَةْ
... بِذَاتِ صِدْقٍ فَافْهَمِ المُخَاطَبَةْ
123 ... كَمِثْلِ جَعْلِ العَرَضِيْ كَالذَّاتِيْ
... أَوْ لازِمٍ إِحْدَى المُقَدِّمَاتِ
124 ... وَالحُكْمِ لِلْجِنْسِ بِحُكْمِ النَّوْعِ
... وَجَعْلِ كَالقَطْعِيِّ غَيْرِ القَطْعِيْ
125 ... وَالثَّانِ كَالخُرُوجِ عَنْ أَشْكَالِهِ
... وَتَرْكِ شَرْطِ النَّتْجِ مِنْ إِكْمَالِهِ
126 ... هَذا تَمَامُ الغَرَضِ المَقْصُودِ
... مِنْ أُمَّهَاتِ المَنْطِقِ المَحْمُودِ
127 ... قَدِ انْتَهَى بِحَمْدِ رَبِّ الفَلَقِ
... مَا رُمْتُهُ مِنْ فَنِّ عِلْمِ المَنْطِقِ
128 ... نَظَمَهُ العَبْدُ الذَّلِيْلُ المُفْتَقِرْ
... لِرَحْمَةِ المَوْ لَى العَظِيْمِ المُقْتَدِرْ
129 ... الأَخْضَرِيُّ عَابِدُ الرَّحْمنِ
... المُرْتَجِيْ مِنْ رَبِّهِ المَنَّانِ
130 ... مَغْفِرَةً تُحِيْطُ باِلذُّنُوبِ
... وَتَكْشِفُ الغِطَا عَنِ القُلُوبِ
131 ... وَأَنْ يُثِيْبَنَا بِجَنَّةِ العُلَىْ
... فَإِنَّهُ أَكْرَمُ مَنْ تَفَضَّلا
132 ... وَكُنْ أَخِيْ لِلْمُبْتَدِيْ مُسَامِحَا
... وَكُنْ لإِصْلاحِ الفَسَادِ نَاصِحَا
133 ... وَأَصْلِحِ الفَسَادَ بِالتَّأَمُّلِ
... وَإِنْ بَدِيْهَةً فَلا تُبَدِّلِ
134 ... إِذْ قِيْلَ كَمْ مُزَيِّفٍ صَحِيْحَاً
... لأَجْلِ كَوْنِ فَهْمِهِ قَبِيْحَا
135 ... وَقُلْ لِمَنْ لَمْ يَنْتَصِفْ لِمَقْصِدِيْ
... العُذْرُ حَقٌّ وَاجِبٌ لِلْمُبْتَدِيْ
136 ... وَلِبَنيْ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ سَنَةْ
... مَعْذِرَةٌ مَقْبُولَةٌ مُسْتَحْسَنَةْ
137 ... لا سِيَّمَا فِيْ عَاشِرِ القُرُونِ
... ذِيْ الجَهْلِ وَالفَسَادِ وَالفُتُونِ
138 ... وَكَانَ فِيْ أَوَائِلِ المُحَرَّمِ
... تَأْلِيْفُ هَذا الرَّجَزِ المُنَظَّمِ
139 ... مِنْ سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنْ
... مِنْ بَعْدِ تِسْعَةٍ مِنَ المَئِيْنْ
140 ... ثُمَّ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ سَرْمَدَا
... عَلَى رَسُولِ اللَّهِ خَيْرِ مَنْ هَدَى
141 ... وَآلِهِ وَصَحْبِهِ الثِّقَاتِ
... السَّالِكِيْنَ سُبُلَ النَّجَاةِ
142 ... مَا قَطَعَتْ شَمْسُ النَّهَارِ أَبْرُجَا
... وَطَلَعَ البَدْرُ المُنِيْرُ فِيْ الدُّجَى(1/8)
تم طبعه وضبطه بما يوافق شرح الملّوي. وأنا سائل أخاً نفعه الله بشيء من هذا النظم أن يدعو الله لمؤلفه ولي ولوالديّ ولمن علّمني وأحسن إليّ. وأن يصلّي على سيّد المرسلين محمد وعلى آله وصحبه و يسلّم.(1/9)