سلسلة بحوث وتحقيقات مختارة من مجلة الحكمة (4)
المنظومة الدَّاليَّة في السُّنَّة
لأبي الخطابْ الكلوَذاني
• دَعْ عَنْكَ تِذْكَارَ الخَليْط المُنْجِدِ •
قرأها وقدم لها وعلّق عليها
هانئ بن عبد الله بن جبير
قام بنشرها
أبو مهند النجدي
Almodhe1405@hotmail.com
almodhe@yahoo.com
الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على من لا نبي بعده , وآله وصحبه , وبعد :
فإن الله ـ سبحانه ـ قد بعث نَبِيّه بالهُدى والنور , فنصح وبَلّغ , وبَيّن وأرشد , حتّى أتاه اليقين , و قد ترك أمَّتَه على المحجة البيضاء , ليلها كنهارها , لا يزيغ عنها إلا هالك , وعلى ذلك مضى أصحابه , والتابعون لهم بإحسان .
ثم ظهر ـ لضعف الإيمان , والأخذ عن علوم السابقين , واعتماد العقل , واطِّراح النقل ـ طوائف متعددة , تكلمت في الاعتقاد , بما قدّمته عقولها وما تخيلته تصوّراتها , فأولوا نصوص الكتاب والسنة بما يوافق مذاهبهم , ورَدّوا أخبار المصطفى ؛ لتقوى طرقهم .
فقيّض الله لهذا الدين من ينفي عنه انتحال المبطلين , وتحريف الغالين وتعرّض الطاعنين .
ثم لم يزل هذا الصراع بين فسطاط السنة وأهلها , وفسطاط البدعة ومتّبعيها :
تحقيقاً لخبر الصادق المصدوق : ( أن لا تزال طائفة على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم , ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله تعالى ) (1) .
وفي خِضَمِّ هذا الصراع . حرص أهل العلم الكبار , وأهل التبرير من غيرهم (2) , على تدوين عقائدهم , لئلا يرموا بما لا يعتقدونه , أو يتهموا بما لا يدينون به , ولكي يكون سبيلاً يسلكه من تتلمذ على أيديهم , أو اقتفى سبيلهم , أو كان من تابعيهم .
ومن هنا برزت هذه الأجزاء الصغيرة المعروفة بالمعتقدات (3) .
ومن بين المعتقدات التي اشتهرت بين أهل العلم , المنظومة الداليّة لأبي الخطّاب , محفوظ بن أحمد الكلوذاني ـ رحمه الله ـ والتي ستراها محققةً مضبوطةً , لعظم نفعها , ولما لها من مميزات , والله الموفق .
كتبه(1/1)
هانئ بن عبدالله بن محمد بن جُبَيْر
ترجمة الناظم (4) ـ رحمه الله ـ :
نسبه ولقبه وكنيته :
هو : أبو الخطاب محفوظ بن أحمد بن الحسن بن أحمد الكُلوَذاني , نسبَةً إلى كلوذا , وهي من نواحي بغداد , ويُلقَّب بنجم الهُدى .
ولادته :
ولد في الثامن من شوّال سنة اثنتين وثلاثين وأربع مئة للهجرة .
طلبه للعلم وشيوخه :
أخذ رحمه الله عن جملة من الشيوخ , وكتب بخطه كثيراً من مسموعاته .
فمن شيوخه في الحديث : الجوهرِيّ , والعشاري , وأبو علي الجازري , والمباركي , وأبو الفضل بن الكوفي , وأبو الحسين بن المهتدي .
وأما في الفقه : فقد أخذ عن القاضي أبي يعلى , ولازمه , وانتفع به , وتخرّج على يديه , مما برع في المذهب والخلاف .
وأخذ أيضاً عن أبي عبدالله الوَنِّي , الفقه والفرائض , وبرع فيهما .
وصار ـ رحمه الله ـ إمام عصره , وفريد وقته , في الفقه والأصول , ودرّس , وقصدهُ الطلبة .
تلاميذه ومصنّفاته :
روى عنه : محمد بن ناصر الحافظ , وأبو المعمّر الأنصاري , وأبو طالب بن خضير , وغيرهم .
وأخذ عنه الفقه : عبدالوهاب بن حمزة , وأبو بكر الدينوري , والشيخ عبدالقادر الجيلي الزاهد .
وصنّف الكثير من الكتب الحسان , في الفقه , والفرائض , والأصول , والخلاف منها :
1. الهداية في الفقه .
2. الانتصار في المسائل الكبار , ورؤوس المسائل , في الخلاف .
3. التهذيب في الفرائض .
4. والتمهيد في الأصول .
مكانته العلمية , وثناء العلماء عليه :
قال السّلفي : أبو الخطاب من أئمة أصحاب أحمد .
وقال أبو بكر بن النقور : كان الكِيا الهراسي إذا رأى الشيخ أبا الخطاب مقبلاً قال :
" قد جاء الفقه " .
وقال الذهبي في " العبر " عنه : " كان إماماً , علامةً , ورعاً , صالحاً , وافر العقل , غزير العلم , حسن المحاضرة , جيد النظم " .(1/2)
فقد كان بالجملة أحد أعلام المذهب , ومجتهديه ؛ له من التحقيق , والتدقيق الحسن في مسائل الفقه وأصوله , شيء كثير جداً , وله مسائل ينفرد بها عن سائر الأصحاب , وقد ذكر ابن رجب في ذيله على الطبقات جملة منها .
وفاته :
توفي ـ رحمه الله ـ في جمادى الآخرة سنة عشرة وخمس مئة , وفي تحديد الوقت اختلاف , فقيل في آخر يوم الأربعاء الثالث والعشرين , وقيل سحر يوم الخميس .
واتفقوا على أنه دفن يوم الجمعة .
قال ابن رجب رحمه الله : قرأت بخط أبي العبّاس بن تيمية في تعاليقه القديمة : رئُي الإمام أبو الخَطّاب في المنام فقيل له : ما فعل الله بك ؟ فأنشد :
أتيت ربّي بمثل هذا
فقال ذا المذهبُ الرشيدُ
محفوظ نَم في الجنان حتّى
ينقلك السائق الشهيدُ
رحم الله أبا الخطاب , وغفر له , وأسكنه فسيح جناته .
مميزات هذه المنظومة :
هذه المنظومة منظومة اشتهرت بين طلاب العلم , وانتشرت في أوساطهم لمزاياها , والتي نستعرضها في النقاط التالية :
1. قِصَرُها : إذ هي ثلاثة وأربعون بيتاً (5) , وهذا مما يساعد على حفظها , وسهولة مراجعتها , وهذا القِصَر مهم مفيد إذ يحصل على الفوائد الغزيرة في الألفاظ المحصورة القليلة .
2. احتوائها على جملة من أهم مباحث الاعتقاد , مع ما تشير إليه من توجيه واستدلال , وتأمل قول ناظمها :
قَالوا : فهل فعلُ القبيح مُرَادُهُ
قلتُ : الإرادةُ كلُّها للسَّيدِ
لو لم يُْرده لَكَان ذَاك نَقيصَةً
سُبْحَانه عن أن يُعَجَّزَ في الرَّدِي
3. متانة أسلوبها , وجزالة عباراتها , مما يفيد الطالب في لغته , وبجعله حسن الإسلوب , جميل التعبير .
4. كون الناظم لها متقدّماً , و لا يخفى ما في الأخذ عن المتقدمين من الأهمية .(1/3)
5. أنه ابتدأها بمقدمة اشتملت على عدة توجيهات , ونصائح , ووصف فيها طالب العلم بعلو الهمة , والحرص العظشم على طلب العلم , والتسابق فيه , وبذل المُهَج لتحصيله , وفي هذا تشجيع لطالب العلم , ورفع لهمته ؛ بما ضرب له من مثال .
6. أنّه جعلها بشكل الحوار , والمناظرة , وفي هذا فائدتان :
أ - أنه اسلوب السؤال والجواب , اسلوب يقرب المعلومة لطالب العلم ويزيدها رسوخاً في ذهنه .
ب - أن في تصوير المناظرة , والأخذ والرّد ما يعمق يقين القارئ بما يقرأ .
هذه جملة من ميزات هذه المنظومة , وإن ما يزيدها أهمية سوى ما ذُكِر , أنَّ ناظمها هو عالم فذ من كبار علماء الحنابلة , ومن مشاهيرهم , وممن شُهد له بالتبحّر في العلم .
تحقيق نسبتها لأبي الخطّاب :
اشتهرت نسبة هذه المنظومة لأبي الخطاب رحمه الله , بين طُلاب العلم , ونصّ على نسبتها له غير واحد ممن ترجم له .
وقد ذكر مترجموه أنه كان ينظم الشعر الحسن (6) .
وقد رواها ابن الجوزي في " المنتظم " (7) قال : " أنشدنا محمد بن ناصر الحافظ (8) قال : أنشدنا أبو الخطاب محفوظ بن أحمد لنفسه . ثم ساق المنظومة إلى آخرها " أ. هـ .
وهذا إسنادٌ متصل صحيح .
وقد رواها عن أبي الخطاب أيضاً سعد الله بن نصر بن سعيد المعروف بابن الدجاجي (9).
وممن نسب المنظومة إليه من المؤرخين ابن كثير , كما في " البداية والنهاية " (10).
والذهبي في " سير أعلام النبلاء " (11) . وابن شطي في مختصر طبقات الحنابلة (12) . وقال ابن رجب في ذيله على الطبقات (13) : " وله قصيدة دالية في السُّنة معروفة " أ.هـ .
الأصول المعتمدة :
وقفت لهذه المنظومة على عدة طبعات (14) وأضبطها : المنظومة كما في " المنتظم " , وقد نقلها عن هذا الكتاب جماعة , كالشيخ أحمد شاكر في مجموع طبع باسم كتاب " التوحيد " , والشيخ إسماعيل الأنصاري في مقدمة تحقيقه لكتاب " الهداية " لأبي الخطاب (15) .(1/4)
ومن الطبعات التي وقفت عليها , التي أوردها : زامل الصالح الزامل في " المجموع المنتخب من المواعظ والأدب " (16) .
وكما ترى فإن أوثقها ما جاء في النتظم ؛ لصحة إسنادها , ولكونه الأصل الذي نقل عنه أكثر من بعده , إلا أن بينها اختلافاً , حرصت على تبيينه , واتبعت طريقة النص اختصاراً , إذ مرادي إخراج النص على أكمل وجه , وأضبط صورة .
وقد بينت الاختلاف متى وُجد , أمّا سبب الاختلاف مع أن المرجع في الغالب واحد , فلعله لاختلاف نسخ المنتظم , كما هو معلوم هذا وأسأل الله أن يجعل في الأجل فُسحة , وأن يُيَسِّرَ شرح هذا النظم , إنه ولي ذلك والقادر عليه .
[ المنظومة ]
دَعْ عَنْكَ تِذْكَارَ الخَليْط المُنْجِدِ(17)
(1)
والشَّوْقَ(18) نَحْوَ الآنِسَاتِ الخُرَّدِ
وَالنّوحَ في أطلال سُعَْدى إِنَّمَا
(2)
تذكارُ سُعْدَى شُغْلُ من لم يَسْعَدِ
واسْمَع مَقالي إن أردتَ تَخلُّصًا
(3)
يومَ الحسابِ وخُذْ بهَدْيي(19) تَهْتَدِ
وَاقْصِد فإِنِّي قد قَصَدْتُ(20) مُوَفّقاً
(4)
نهجَ ابن حنبلٍ الإمام الأوْحَدِ
خيرِ البريَّة بعد صحِْب مُحمَّدٍ
(5)
وَالتَّابِعينَ إمام كُلِّ مُوَحِّدِ
ذِي العِلْم والرأي الأصيلِ من حَوَى
(6)
شرفًا عَلا فوقَ السُّها(21) والفَرْقَدِ
واعْلَم بِأَنِي قََدْ نَظَمْت مَسائِلًا
(7)
لم آلُ فيها النُّصْحَ غيرَمقَلِّدِ
وَأَجَبْتُ عن تَسآل كُلِ مُهَذَّبِ
(8)
ذِي صَوْلَةٍ عند(22) الجَِدال مُسَوَّدِ
هَجَر الرُّقادَ وباتَ سَاهِرَ ليْلِهِ
(9)
ذي همَّةٍ لا يستلذُّ بِمَرقدِ
قَومٌ طعامُهُم دِرَاسةُ علْمِهِم
(10)
يَتسَابَقُون إِلى العُلا وَالسُّؤدَدِ
قَالوا : بِما عَرَفَ المكلَّفُ رَبَّهُ ؟
(11)
فَأجبتُ : بالنَّظرِ الصحيح المُرْشِدِ(23)
قَالوا :فهل ربُّ الخلائق واحدٌ ؟
(12)
قلتُ : الكمالُ لِرَبّنا المتفرِّدِ
قَالوا : فهل للهِ عِنْدَك مُشْبِهٌ ؟
(13)
قلتُ : المشبِّهُ في الجحيم الموصَدِ(24)(1/5)
قَالوا : فَهَل تَصِف الإله ابن لنَا ؟
(14)
قلتُ:الصفاتُ لِذي الجلال السَّرْمَدِي
قَالوا : فهل تلك الصّفاتُ قَدِيمةٌ ؟
(15)
كالذاتِ ؟ قلتُ:كذاك لم تتجَدد(25)
قَالوا: فأنتَ تَرَاه جسماً مِثْلَنا(26)
(16)
قلتُ : المجسّم عِنْدَنا كَالمُلْحِدِ
قَالوا : فَهل هَوْ في الأمَاكِن كلها ؟
(17)
فأجبتُ : بَل في العُلْوِ مذهبُ أَحمدِ(27)
قَالوا:فتزعم(28) أَنْ على العرشِ استوى ؟!
(18)
قلتُ : الصَّواب كذاك أخبر سَيّدي
قَالوا : فما معنى استواءه أَبِن لَنَا ؟
(19)
فَأجَبْتُهم : هَذا سُؤَال المُعْتَدِي(29)
قَالوا : النزول ؟ فقلت : ناقله لنا(30)
(20)
قوم ٌتمسُّكُهم بِشَرع مُحَمَِّد(31)
قَالوا : فَكَيْفَ نُزولُه ؟ فأجبتهم :
(21)
لم يُنْقل التكييف لي في مُسْنَدِ
قَالوا : فيُنْظُُر بِالعيونِ ؟ أبَِن لَنَا:
(22)
فأجبتُ :رؤيتُهُ لمن هَوْ مُهْتَدي(32)
قَالوا : فهل لله علمٌ ؟ قلتُ : ما
(23)
من عَالِم إلا بعلمٍ مرتدي(33)
قَالوا : فيوصَف(34) أَنه مُتَكَلِّمٌ ؟
(24)
قلتُ : السكوتُ نقيصَةٌ المتَوَحِّدِ(35)
قَالوا : فَما القرآن ؟ قلتُ كَلاَمه
(25)
مِنْ غير ما حَدَثٍ وغَيْر تَجَدُّدِ(36)
قَالوا : الَّذِيْ نَقلوه(37) ؟ قلتُ : كَلاَمه
(26)
لا رَيب فيه عند كل مُسَدَّدِ(38)
قَالوا : فأفعال العباد ؟ فقلتُ : ما
(27)
مِنْ خَالِقٍ غير الإلهِ الأمجَدِ
قَالوا : فهل فعلُ القبيح مُرَادُهُ
(28)
قلتُ : الإرادةُ كلُّها للسَّيدِ
لو لم يُْرده لَكَان ذَاك نَقيصَةً(39)
(29)
سُبْحَانه عن أن يُعَجَّزَ في الرَّدِي
قَالوا : فما الإيمان ؟ قلتُ : مجاوبًا
(30)
عملٌ وتصديق(40) بغير تَبَلُّدِ
قَالوا : فَمَن بَعْد النَّبي خَلِيفةً ؟
(31)
قلتُ : الموحد قبل كل مُوَحِّدِ
حَامِيه(41) في يَوم العَرِيش وَمَْن لَه
(32)
في الغار يُسْعِدُ(42) يا له من مُسْعِدِ
خَيْرُ الصَّحَابةِ والقَرَابةِ كلهِم
(33)
ذاك المؤيِّدُ قبل كلِّ مؤَيِّدِ(43)(1/6)
قَالوا : فمن صدّيق أحمد ؟ قلتُ : من
(34)
تصديقُهُ بين الوَرى لم يُجْحَد(44)
قَالوا : فَمَن تالي أَبِي بكر الرِّضا ؟
(35)
قلتُ : الإمارة في الإمامِ الأزْهَدِ
فاروق أحمد والمُهَذِّبُ بَعْدَه
(36)
نَصَر(45) الشَّرِيعَة بِاللسان وَباليَدِ
قَالوا : فثالثهم ؟ فقلتُ مسارِعًا(46)
(37)
من بايَعَ المختار عَنْه باليْدِ
صهر النَّبي عَلَى ابنَتَيه وَمَنْ حَوى
(38)
فضلين , فضْلَ تلاوَةٍ وتهجُّد(47)
أعني ابن عَفان الشهيد وَمَن دُعِي
(39)
في الناسِ ذو(48) النورين صِهْرُ مُحَمَّدِ
قَالوا : فرابعهم ؟ فقلتُ : مُبَادِراً(49)
(40)
مَنْ حَاز دونهم أخُوَّةَ أَحمدِ(50)
زوجُ البتولِ وخيرُ مَنْ وَطِئ الحَصى(51)
(41)
بَعْدَ الثلاثة والكريم المحْتِدِ(52)
أعني أبا الحسَنِ الإمامَ وَمَْن لَه
(42)
بَيْنَ الأَنام فضائل لم تُجْحَد
(وَلا بن هندٍ في الفؤادِ محَبَّةٌ
(43)
وَمَوَدَّةٌ فليرْغَمَنّ مُفَنِّدِي) (53)
ذاكَ الأمينُ المجتبى لكتابة الـ
(44)
ـوحي المنزّل,ذو التُّقى والسُؤدَد) (54)
ولعمِّ سيدنا النَّبي مناقِبٌ
(45)
لَو عُدِدت لم تنحَصِرْ بتَعَدُّدِ
أَعْنِي أَبِا الفَضْل الَّذِي استَسْقَى به
(46)
عُمْرُ أوان الجَدْب بين الشُهَّدِ(55)
ذاك الهُمامُ أبوالخلائفِ كلِّهم
(47)
نَسَقَاً إلى المستظهرِ بن المقتدي
صلّى عليه(56) الله ماهَبَّت صَبًََا
(48)
وَعَلى بنيه الرْاكعين السُّجَّدِ
وَأَدَام دولتهم عَلَيْنا سَرمدًا
(49)
ما حَنْ في الأسحار كُلُّ مُغَرِّد) (57)
(فعلَيْهِمُ وَعَلى الصَّحَابةِ كلِّهِم
(50)
صلواتُ ربهم تروح وتغتدِي
إني لأرجو أن أفوزَ بحبِّهم(58)
(51)
وَبِمَا اعتقدتُ من الشريعةِ في غَدِ) (59)
قَالوا : أَبان(60) الكلوذانِيَّ الهُدى
(52)
قلتُ : الَّذِي فوقَ(61) السماءِ مُؤيِّدي
والحمد لله أولاً وآخراً , وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
(1) انظر السلسلة الصحيحة للألباني : (1957) , وما بعده .(1/7)
(2) انظر ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب : (1/20) . في معتقد الخليفتين القائم والقادر .
(3) هذا سوى الكتب التي ألفت في السُّنَّة ؛ لبيان منهج السلف في الاعتقاد مدعماً بأدلته , وسوى كتب الرد على المبتدعة وتفنيد أدلتهم وأقاويلهم .
(4) مراجع هذه الترجمة :
1. طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى : (2/258) , مطبعة السنة المحمدية , سنة (1372هـ).
2. ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب : (1/116) , مطبعة السنة المحمدية , سنة (1372هـ).
3. البداية والنهاية لابن كثير : (12/193) , دار الريان , الطبعة الأولى (1408 هـ) .
4. سير أعلام النبلاء للذهبي : (19/348) , مؤسسة الرسالة, الطبعة الأولى (1412 هـ) .
5. العبر في خبر من غبر للذهبي : (2/395) , دار الكتب العلمية , الطبعة الأولى (1405هـ) .
6. المطلع على أبواب المقنع للبعلي : (ص 453) , المكتب الإسلامي , الطبعة الأولى (1385 هـ ) .
7. مختصر طبقات الحنابلة لابن الشطي : (ص35) , دار الكتاب العربي , الطبعة الأولى (1406 هـ) .
8. المدخل لابن بدران : (ص 211) , إدارة الطباعة المنيرية .
9. وانظر أيضاً المنتظم لابن الجوزي : (17/152) , دار الكتب العلمية , الطبعة الأولى (1412هـ) .
(5) أي بدون الزيادات , أما معها فهي اثنان وخمسون بيتاً , كما سترى .
(6) انظر مثلاً ذيل الطبقات لابن رجب : (1/118) , المطلع للبعلي : ( ص453).
(7) انظر : (17/153) , من طبعة دار الكتب العلمية , وانظر (9/190) , دار صادر مصورة عن دائرة المعارف العثمانية .
(8) هو محمدج بن ناصر بن علي بن عمر السلامي , الحافظ أبو الفضل ... ولد سنة سبع وستين وأربع مئة للهجرة .
أخذ عن أبي القاسم ابن البسري , وأبي محمد التميمي , وجماعةٌ كثيرين , وأجازه ابن ماكولا الحافظ . قال السّلفي : " كان شافعياً أشعرياً , ثم انتقل إلى مذهب أحمد في الأصول والفروع , ومات عليه , وله جودة حفظ وإتقان , وحسن معرفة , وهو ثبت إمام " .(1/8)
وقال أبو موسى المدني : " هو مقدم اصحاب الحديث في وقته ببغداد " .
وقال ابن الجوزي : " كان حافظاً , ضابطاً , متقناً , ثقة , من أهل السنة , وهو الذي تولى تسميعي الحديث , وعنه أخذت ما أخذت من علم الحديث " .
وأثنى عليه جماعة من أهل العلم , وروى عنه جماعة , كالسلفي , وابن عساكر , وابن الجوزي , وابن السمعاني , توفي ليلة الثلاثاء , الثامن عشر من شعبان سنة خمسين وخمس مئة رحمه الله برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جناته . انظر ذيل الطبقات لابن رجب (1/225 , 226 ) فما بعدها .
(9) قال ابن رجب في ذيل الطبقات (1/203) : " تفقه على أبي الخطاب حتى برع , وقد روى عنه كتابه " الهداية " , وقصيدته في السنة وغيرها " . أ.هـ. وفيه أيضاً قال ابن نقطة : " شيخ جماعة فاضل صحيح السماع حدثنا عنه جماعة من شيوخه , وكان ثقة " .أ.هـ. وقد روى عنه جماعة , كالموفق , وابن الأخضر . توفي آخر نهار بوم الإثنين لاثنتي عشرة خلت من شعبان سنة أربع وستين وخمس مئة للهجرة ..
(10) (12/193) , وقد ذكر مطلعها وأبياتاً منها .
(11) (19/348) , وقد ذكر بيتين منها .
(12) (ص 35) , وذكر مطلعها.
(13) انظر مثلاً ذيل الطبقات لابن رجب : (1/118) , المطلع للبعلي : ( ص453).
(14) (ص 197 , 198 , 199 ) والطبعة التي وقفت عليها هي الطبعة الأولى لعالم الكتب عام (1406هـ) .
(15) (ص 4 ,5) وذلك من الطبعة الأولى للكتاب في عام (1390 هـ ) .
(16)(ص 220 , 221 , 222) . من المجلد الأول .
وقد قال محمد جميل الشّطي في مختصر الطبقات (ص36) : " قد وفقت ـ ولله الحمد ـ فطبعت القصيدة الدالية المنوه عنها , في دمشق سنة (1326هـ), برسالةٍ لطيفةٍ , وهي عبارة عن (43) بيتاً " أ.هـ . ولم أقف على هذه الطبعة والله المستعان .(1/9)
ومن الطبعات التي وقفت عليها ما أورده العليمي في المنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإمام أحمد (2/234) , عالم الكتب وتعليق عادل نويهض , الطبعة الثانية(1404هـ) , بتحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد .
(17) الخليط المنجد : هو الركب المتجه لنجدٍ , أو النازل نجداً . يُقالُ أنجد : إذا أتى نجداً . والخليط : القوم الذين أمرهم واحد , ويطلق على النديم والجليس , ويطلق على الواحد والجمع بلفظٍ واحد . وقد كثر الخليط في أشعار العرب ؛ لأنهم كانوا ينتجعون أيّام الكلأ, فتجمع منهم قبائل في مكانٍ واحد . فتقع بينهم ألفةٌ فإذا افترقوا , ورجعوا لأوطانهم ساءهم ذلك . انظر " اللسان " مادة خلَطَ : (7/294) .
(18) في مطبوعة شاكر : (والسَّوقَ) بالمهملة , وكلاهما ممكن ؛ فعلى المعجمة : المراد الاشتياق إليهنَّ والتفكير فيهن , وعلى المهملة المراد : السير نحوهن واتِّباعهن .
(19) في المنهج الأحمد : (بهذا) .
(20) في المنهج الأحمد : (قضيت) .
(21) في مطبوعة الزامل : (السَّمَا) . والسُّها : كوكب صغير خفي الضوء في بنات نعش . المعجم الوسيط : (1/459) , والفرقد : نجم يهتدى به المعجم الوسيط : (2/686) .
(22) في المنهج الأحمد , ومطبوعة الزامل : (يوم) .(1/10)
(23) قال شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في الأصول الثلاثة : " فإذا قيل لك بم عرفت ربك ؟ فقل : بآياته و مخلوقاته ..." . ومراده الآيات الكونية و الشرعية قال العلامة محمد بن عثيمين في شرحه للأصول الثلاثة : " معرفة الله تكون بأسباب : منها النظر في مخلوقاته عز وجل , فإن ذلك يؤدي إلى معرفته ومعرفة عظيم سلطانه , وتمام قدرته , وحكمته , ورحمته قال تعالى ? أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ ? [ الأعراف : 185] , وقال تعالى ? إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ? [ آل عمران : 190] ومن أسباب معرفة العبد ربه : النظر في آياته الشرعية , وهي الوحي الذي جاءت به الرسل , فينظر في هذه الآيات ,وما فيها من المصالح العظيمة التي لا تقوم حياةُ الخلق في الدنيا و لا في الأخرة إلا بها ... ومنها ما يلقيه الله في قلب المؤمن من معرفة لله تعالى ..." إلى آخر كلامه (ص37 ـ 38 ) . وانظر مجموع الفتاوى : (3/330) , (4/36) .
(24) هذا البيت جاء في المنهج الأحمد , مطبوعة الزامل بعد بيتين.(1/11)
(25) قال العلامة الشيخ عبدالله أبا بطين في تعليقاتٍ له على عقيدة السَّفاريني " لوامع الأنوار " (1/112) : " إن أرادَ المؤلف رحمه الله بكونها قديمةٌ أنها غير مخلوقة , فصحيح , لكن كان ينبغي أن يعبر بقولة غير مخلوقة, ولا يأتي بلفظ مجمل , وإن أراد أنها قديمة في الأزل , فهذا مما يحتاج فيه إلى التفصيل الذي يتبين به الحق من الباطل , فإن الصفات قسمان : ذاتية : كالحياة والعلم والقدرة ونحوها , مما لا ينفك الله عنها فهي صفات قديمة والثاني : صفات فعلية : فهذه نقول فيها أن جنسها ونوعها قديم , وأما بالنسبة إلى كل فعل فإن الله لم يزل , و لا يزال يوجد أفعاله شيئاً فشيئاً , فهذا استواؤه على عرشه بعد أن خلق العرش ... و لايمكن أن يتصّور عاقل , أن استواءه كذلك قبل أن يخلق العرش . " .أ.هـ .
(26) في المنهج الأحمد ومطبوعة الزامل : (قل لنا) , فالبيت عندهما بعد البيت الذي يليه.
(27)في المنهج الأحمد : (قلت الأماكن لا تحيط بسيّدي) وقوله في العُلوِ : بالتخفيف وإسكان اللام ليستقيم البيت , وتراه قد صرف أحمد , وهو جائز في ضرورة النظم , قال في الملحة :
وجائز في صنعةِ الشعر الصَّلِفْ
أن يصْرِفَ الشاعِرُ ما لا يتصرَف
(28) في المنتظم : (أتزعم) .
(29) علق الشيخ إسماعيل الأنصاري على هذا البيت بقوله : " يريد أبو الخطاب بهذا الكيفية , وأما كون الاستواء بمعنى العلو فغير خافٍ عليه " أ.هـ .وهذا تخريج طيب إذ معاني الصفات معروفة معلومة , وإنما الذي نجهله كيفيتها على حد قول مالك وغيره , الاستواء معلوم , والكيف مجهول . ولا يخفى مثل هذا على أبي الخطاب , و لا يُظنّ فيه التفويض , لما عُرِفَ من حاله رحمه الله . وانظر مجموع الفتاوى (5/40).
(30)في المنتظم ( ناقله له ).
(31) جاء في المنهج الأحمد ومطبوعة الزامل هذا الشطر هكذا ( قومٌ هُمُو نَقَلُوا شريعة أحْمَدِ ).
(32) لم يرد هذا البيت في المنهج الأحمد , و لا في مطبوعة الزامل.(1/12)
(33)لم يرد هذا البيت في المنهج الأحمد , و لا في مطبوعة الزامل.
(34)في المنهج الأحمد ومطبوعة الزامل : ( تصفه بأنه ).
(35)في المنهج الأحمد ومطبوعة الزامل : ( بالسِّيد ).
(36) قال الشيخ ابن سحمان في تعليقات له على عقيدة السَّفاريني " لوامع الأنوار " (1/131) : " والذي عليه أهل السُّنَّة والجماعة : أن كلام الله سبحانه وتعالى حادث الآحاد , قديم النوع . وأنه يتكلم بمشيئته وقدرته إذا شاء , لا يمتنع عليه شيء أراده " وقال الشيخ أبا بطين : " و لا ريب أن الأدلة , تدل على أن الله تعالى يتكلم متى شاء , كيف شاء , وأن القرآن غير قديم , ومن ذلك قوله تعالى : ? مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ? [ الأنبياء : 2] ? قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ ? [ المجادلة : 1] فإن الأخبار عن سماع المرأة التي تجادل بلفظ الماضي دليل على سبق ذلك للخبر , و لا يصحأن يكون قد قال في الأزل : قد سمع الله قول التي تجادلك , مع أنها ـ أي المجادلة ـ لم تكن قد خلقت " أ.هـ . باختصار .
(37) في المنهج الأحمد ومطبوعة الزامل: ( فما نتلوه ).
(38) في المنهج الأحمد ومطبوعة الزامل: ( مُوَحِّدِ )..
(39) في المنهج الأحمد ومطبوعة الزامل: ( لو لم يرده وكان ؛ كان نقيصَةً ) , والمثبتُ أولى : فإن حقِهِ ؛ إذ يدل على عجزه عن فعل القبيح والرديء وعلى ما ما في الرواية الأخرى , فإن ( كان ) الأولى تامةً بمعنى : وُجِدَ .
(40) في المنهج الأحمد ومطبوعة الزامل: ( عملاً وتصديقاً ) . والمثبت أولى , ويكون الدفع على الخبرية , والمبتدأ محذوفُ للعلم به , أي الإيمان عمل وتصديق .
(41) في مطبوعة الزامل : ( صاحبِه ).(1/13)
(42) في المنتظم ومطبوعة الأنصاري : (مسعد ) , وفي المنهج الأحمد : ( أسعد ) , وفي مطبوعة الزامل : ( سَعْدٌ ) . وقد عَلّق الشيخ أحمد شاكر على هذا البيت بقوله : " أي يوم بدر , وقد أقام الصحابة للنبي عريشاً لا زمه فيه صديقه وصاحبه أبو بكر الصدّيق " . أ.هـ .
(43) لم يرد هذا البيت في المنهج الأحمد ولا في مطبوعة الزامل.
(44) لم يرد هذا البيت في المنهج الأحمد ولا في مطبوعة الزامل.
(45) في المنهج الأحمد ومطبوعة الزامل : ( سند ) . .
(46) في المنهح الأحمد ومطبوعة الزامل : ( مجاوباً ).
(47)في مطبوعة الزامل خلط الشطر الأول من هذا البيت بالشطر الثاني من البيت الذي يليه
صهر النَّبي عَلَى ابنَتَيه وَمَنْ دُعِي
في الناسِ ذو النورين صِهْرُ مُحَمَّدِ
(48) في المنتظم ومطبوعتي شاكر والأنصاري بالنصب (ذا) والرفع أحسن , وهو كذلك في المنهج الأحمد .
(49) في المنهج الأحمد ومطبوعة الزامل : ( مجاوباً ) .
(50) قوله (أخُوَّةَ أَحمدِ) : وهو يشير مؤاخاة النبي لعلي , وهو حديث موضوع [ المجلة ] .
(51) في المنهح الأحمد ومطبوعة الزامل : ( الثَّرى ).
(52) في مطبوعة الزامل : ( عند كل مُوَحِّد ) والمحتد : الأصل , والطبع " اللسان " : حَدَدَ , (3/139) .
(53) في مطبوعة الزامل : ( مغنّد ) بالغين المعجمة والظاهر أنها تحريف , والمثبت من المنهج الأحمد .
(54) هذان البيتان انفرد بروايتهما المنهج الأحمد والزامل في مطبوعته , والمراد بابن هند معاوية بن أبي سفيان ( .
(55) يريد بالأبيات : العباس عم رسول الله ( , وقد طلب منه عمر بن الخطاب أن يدعو لهم بإنزال المطر والسُّقْيَا ـ لما أصابهم من الجدب ـ وهذا معنى الاستسقاء به والحديث في البخاري [ المجلة ] .
(56) في المنتظم : (صلى الإله عليه ) .(1/14)
(57) هذه الأبيات الخمسة انفرد بها المنتظم و مطبوعة الأنصاري , وعندي شَكٌّ في ثبوت نسبتها إلى الناظم إذ لا مدخل لها فيما أراده بهذه المنظومة , فلعل بعضهم ألحقها والله أعلم .
(58) يريد أن محبة الصحابة من أعمال البر , والتي يرجو أن تنفعه في يوم الحساب .
(59)هذان البيتان انفرد بهما المنهج الأحمد ومطبوعة الزامل , وهما أحسن حالاً من الأبيات التي قبلهما.
(60) في مطبوعة الزامل : ( إذاً رأى ) .
(61)في المنهج الأحمد : ( رفع ).
??
??
??
??(1/15)