هوية الأمة بين التقويم الهجرى والميلادي 2
المقدم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم إلى حلقة جديدة من برنامجكم الراصد يمتد ترحيبنا عاطراً إلى فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد المشرف العام على مجموعة مواقع الإسلام ، وجوال زاد نرحب بشيخنا أجمل الترحيب أهلاً ومرحبا بكم فضيلة الشيخ ؟
الشيخ محمد:
حياكم الله جميعاً أنتم والإخوة والأخوات والمشاهدين والمشاهدات .
بارك الله فيكم ؟
المقدم:
شيخنا الفاضل هذه الحلقة هي تتمة لحلقة سابقة تحدثنا فيها عن هوية الأمة بين التقويم القمري والشمسي ما يتعلق باستخدام التاريخ الهجري والاعتزاز به ، وأيضاً تأصيل لمعرفة نشأة التاريخ الهجري ، وأيضاً ما يتعلق بجانب الشرعي في هذا التاريخ ، وأنه تاريخ رباني من لدن الله -سبحانه وتعالى- بداية لعلنا أن نكمل ما يتعلق بيعني محاور هذا اللقاء لكن إذا رغبتم يا شيخ أن نأخذ يعني فقط لمحة عامة لما سبق أن طرحناه في هذا الموضوع ؟
الشيخ محمد:
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد .
فقد تقدم أن التقويم القمري هو المعتمد عند رب العالمين ( إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم ) فالذي يريد الطريق القويم سيعتمد على ما اعتمده رب العالمين.(1/1)
اثنين ( يسألونك عن الأهلة ، قل هي مواقيت للناس ) فسواء كان في أمور دنيوية ، كالعقود ، وآجال الديون ، ونحو ذلك فالمعتمد القمري ، أو كان في أمور شرعية ، دينية ، كحول الزكاة ، وشهر رمضان ، وأشهر الحج وكذلك الكفارات ، كفارة الظهار صيام شهرين متتابعين ، وقتل الخطأ وكذلك عدة المطلقة اليائسة أو التي لا تحيض ، لم تحض ثلاثة أشهر بالأشهر القمرية ، عدة المتوفى عنها زوجها ، أربعة أشهر وعشر أيام بالأشهر القمرية ، فإذا ( قل هي مواقيت للناس والحج ) الشمس قلنا نعرف بها أوقات الصلوات ، نعرف بها اليوم انقضاء ، إتياناً ، فالشمس لمعرفة الأيام ، والقمر قال الله تعالى : ( وقدره منازل لتعلموا عدد السنين) فإذاً عدد السنين بالقمر والشمس للصلوات والأيام ، هذه إذا يعني خلق الله الشمس والقمر لمنافع وفوائد ، ومنها معرفة الأيام ومعرفة السنين والشهور .
المقدم:
جميل لعلنا نأتي الآن بإذن الله تعالى إلى مزايا التقويم الهجري من الناحية العلمية ؟
الشيخ محمد:
التقويم القمري من الناحية العلمية هو تقويم رباني ، وهو قضية غير متكلفة تقسيمة الأشهر فيه طبيعية غير مصطنعة ، يعني ما في فبركة ، ما في زيادة ، ونقصان ، عندك قمر تتلاعب في إيش ، على عكس التقويم الشمسي الذي يبدو فيه الاصطناع واضحاً فلذلك تقول فبراير 28 يوم ليه ما في جواب شهران متتاليان 31 ليه ما في جواب ، ليش هذا واحد وثلاثين ، ما في جواب لأنه خضع أصلاً لأهواء الكهنة والقياصرة الذين وضعوا هذا التقويم ، وكون قيصر جعل شهره كبيراً مثل جوليو 31 يوماً ، خلاص وحسبوها على هذا وبعدين جاءت الساعات والشاشات وصارت يعني إذا مضى يعني هذه الأيام 31 يوم دخل شهر كذا ، 28 يوم دخل شهر كذا ، 30 يوم دخل شهر كذا تتابعوا على هذا .
يقولون إن أغسطس قيصر ، يوليو قال 31 يوم فبالتالي أنا أريد أن أكون 31 يوم ، فزادوهم يوماً ؟(1/2)
فإذا يعني التلاعب واضح ، بينما هذا آية في السماء ما في مجال للتلاعب فيها، طول الشهر في التقويم القمري تحدده دورة القمر حول الأرض ، وهذه ظاهرة كونية ، وحقيقة واقعة لا دخل للإنسان فيها ، هذا طول الشهر ، لكن طول الشمس إيش يحدده الشهر ، إيش علاقته بالشمس ، يعني الشمس تغرب وتشرق نفس المقاس ، نفس الحجم ، يعني هي إنت ما تميز إذا طلعت الشمس مثلاً تطلع مثل الهلال صغيرة ثم تكبر لا ، ولذلك الشمس يعرف بها النهار فإذا غابت جاء الليل ، فالشمس يعرف بها اليوم ، لكن ما يمكن معرفة ، الشمس ما تدل على شهر، يعني حركة القمر لما يكون هلالاً ثم بدراً ، ثم يدخل في المحاق ويختفي ، هذا يحدد الشهر إذا ولد وإذا اختفى ، وأما الشمس ما تحدد شهراً ، واضح ترى الشمس تحدد يوماً ، الشمس تحدد أوقات الصلوات ، لكن ما تحدد مرور الشهر بينما دورة القمر تحدد دورة الشهر ، طول الشهر هذا في التقويم القمري تحدده الدورة الطبيعية ، التقويم القمري تقويم محسوس يرى بالعين المجردة ، يعني سواء واحد كان في الصحراء ، ولا كان في البلد عامي يحسب ما يحسب أمي ما يكتب يعرف بالقمر ، يرى بالعين المجردة ، كما أن وجه القمر ثابت بالنسبة للأرض ، أما وجه الشمس ، فمتغير من لحظة إلى أخرى ، فتستطيع مثلاً أن تفرق بين هلال أول الشهر ، وهلال آخر الشهر ، ليش ، هلال أول الشهر فتحته إلى الشرق ، هلال آخر الشهر فتحته إلى الغرب ، لكن وجه الشمس لا يعطيك هذا .(1/3)
قال شيخ الإسلام : الهلال أمر مشهود مرئي بالأبصار ومن أصح المعلومات ما شوهد بالأبصار ، ولذلك سموه هلالاً ، لأن هذه المادة وهي أهل يهل هل يهلُ تدل على الظهور والبيان كما يقال : أهل بالعمرة ، أهل بالذبيحة ، إذا رفع صوته ، تهلل صوته إذا استنار وأضاء ، فالمقصود أنه ليس للمواقيت حد ظاهر عام المعرفة إلا الهلال ، ومن مميزات الشهور القمرية أيضاً أنه يمكن متابعتها في جميع بقاع الأرض، يعني حتى في المناطق القطبية التي تغيب فيها الشمس ستة أشهر وتشرق ستة أشهر القمر لا يكون محجوبا بأي حال من الأحوال ، ويكون واضحاً في المناطق القطبية ، وواضحاً في المناطق خط الاستواء ، وواضح في الأماكن المختلفة في العالم ، لكن الشمس ما هي واضحة في مناطق القطبية ، مثلاً ، والمناطق القريبة من المناطق القطبية .
التقويم القمري : يعكس حقائق كونية ، مثل حركة القمر حول الأرض خلال شهر ويعكس حركة الأرض حول الشمس وهو بالتالي يتميز عن التقويم الشمسي الذي لا يعكس إلا حركة الأرض حول الشمس فقط .
التقويم القمري غير فصلي : ولذلك العبادات مثل الصيام تأتي في الربيع وفي الخريف وفي الصيف وفي الشتاء وفي الظروف المناخية المختلفة صيفاً وشتاء كذلك الحج ، التقويم الشمسي مر بمرحلة من الأخطاء فالخطأ يحتاج إلى مختصون للكشف عنه لأن الأخطاء قد تكون متراكمة ، والآن لو حصل خطأ في شهر في القمر مثلاً غم علينا ، ما رأينا الهلال ، الشهر بعده يتصلح على طول الخطأ فيه بشري ، ما هو خطأ في حقيقة الأمر لاحظ يعني عند الله معلوم متى يبزغ القمر متى يختفي القمر ، يعني متى يبدأ الشهر في الحقيقة عند الله معلوم ، لكن عندنا ممكن مثلاً يغم علينا ما نشوف الهلال ، مثلاً ، لكنه سرعان ما يتم التصحيح تلقائياً ، وربما لا يرى في السعودية ، لكن يرى في أماكن أخرى من العالم ، ممكن .(1/4)
التقويم القمري جعله الله ليكون مواقيت للناس ، فهو ميقات للناس جميعاً يعني ما قال فقط العرب حتى العجم ، وهذه العلامة المحسوسة للعامي والأمي والفلكي وغير الفلكي ، فمتى رؤي الهلال من أول الليل دخل الشهر وخرج الشهر السابق ، أما الأشهر الأفرنجية فهي شهور وهمية ترى يعني إنت تقول شهر محرم له هلال تقول هلال محرم .
المقدم:
واقع يا شيخ ملموس؟
إيوه لكن الشهر الأفرنجي إيش تقول ، إيش يعني إيش اللي في فبراير أو يناير ، ما الذي يحدد بداية يناير إيش هو ، ربما مناخات ؟
ولا مناخات في في استراليا في ، في أمريكا ، في صيف وشتاء في وقت واحد في العالم ، يعني قد يكون أغسطس غالباً وقت الحر والصيف ، يعني لها علاقة بالمناخات ؟
الشيخ محمد:
إيوه بالمناخات بس أصله ما يضبط لك ، الشتاء قد يطول وقد يقصر الصيف قد يطول وقد يقصر ، يجي مثلاً عام الحر أشد وسنة الحر ، لكن هذا ما يضبط لك الشهر ، المناخات ما تضبط الشهر بدقة ، فيه عموماً أربع فصول في السنة ، لكن قد يكون هذا الربيع ممطر أكثر من ربيع آخر مثلاً ، لكن ما في دليل على بداية يناير ، ونهاية يناير ، في مرور 30 أو 31 يوم بس حسبوا كده 31 بدأ الشهر حسبوا 30 يوم بدأ الشهر بس ، بس ما في آية ما في إلا الحسابات .
لا يوجد أدلة .(1/5)
بالنسبة لما ذكرتم من قضية الفصول صحيح أن الشهور الشمسية لا تتغير شتاء ولا صيفاً ، يعني من ناحية هذه أشهر شتاء ، وهذه أشهر صيف إلى آخره لكن هذا ما هو مقتضي للتفضيل ، وقد سبق الإسلام إلى جميل وجليل ، والشهور يعني لما تتغير صيفاً وشتاء ، يعني لما يمر على المسلمين رمضان في صيف ورمضان في شتاء ، وحج في صيف ، وحج في شتاء ترى هذا مذاق العبادة يختلف ، ثم يعني الفصول تعرف بمثلاً البروج حتى معروفة عند العرب فيقولون برج الحمل والثور والجوزاء والسرطان والأسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت ، كل يعني برج من هذه البروج ، بعدد الأشهر لا يتغير عن وقته، فإذا يعني ضبط الفصول موجود بوسائل كثيرة من البروج مثلاً وغيرها ، فإذا يعني نقول الحمد لله أن الإسلام حاز النصيب الأوفى .
المقدم:
جميل لعلنا نكمل ما تبقى بإذن الله تعالى بعد الفاصل ثم نعود مشاهدينا الكرام فاصل قصير ثم نواصل فابقوا معنا ؟
أهلاً ومرحباً بكم مشاهدينا الكرام في برنامجكم الراصد ، وأيضاً يمتد ترحيبنا مجدد بالشيخ محمد حياكم الله يا شيخ محمد ؟
الشيخ محمد:
أهلاً وسهلاً حياكم الله .
المقدم:
قبل الفاصل كنتم فضيلتكم تتحدثون عن مزايا الأشهر القمرية من الناحية العلمية ، لعلنا الآن يعني السؤال يطرح يا شيخ ، بداية التأريخ الهجري لماذا عمر -رضي الله عنه- قرر أن يبدأ التأريخ الهجري بهجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- ربما يسأل سائل يقول لماذا لم تبتدئ مثلاً بمولد النبي -صلى الله عليه وسلم- أو بوفاته أو بمبعثه -صلى الله عليه وسلم- ، أو بشيء آخر غير هذه الأشياء الأربعة لماذا تحديداً بدأ التأريخ الهجري بهجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- ؟
الشيخ محمد:(1/6)
طيب دعنا يعني نأخذ في التاريخ الميلادي ، يعني بناء على هذا ثم ندخل في التقويم القمري ليكون هناك نوع من المقارنة ، قلنا أن التاريخ الميلادي يقوم على دورة أو حركة الشمس السنوية الطبيعية التي هي دورة واحدة حول الأرض ، أتت بهذه السنة الشمسية ، أما تقسيم الشهور 30 ، 31 ، 28 قلنا ما علينا دليل يعني ليس لهم دليل على الأشهر ، التاريخ الميلادي ، كان معروفا عند الرومان من 750 قبل ميلاد المسيح وكان هذا التقويم تتألف فيه السنة من عشرة أشهرة ، حتى جاء ملك روما توما الثاني في عام 716 تقريباً قبل الميلاد ، وأضاف شهري يناير وفبراير فأصبحت السنة تتألف عندهم من 355 يوماً ، ومع مرور الأيام تغيرت الفصول المناخية عن مكانها تغيراً كبيراً ، وفي سنة 46 قبل الميلاد قيل إن يوليوس قيصر استدعى الفلكي المنجم المصري سورجين من الإسكندرية وطلب منه وضع تاريخ حسابي ليعتمد عليه ويؤرخ به ، فاستجاب له هذا الفلكي ووضع تاريخاً مستنداً إلى السنة الشمسية ، وبالتالي تحول الرومانيون من العمل بالتأريخ ، كان أول الرومان عندهم التقويم القمري وكان عشرة أشهر ثم أضافوا الشهرين ، ثم تحولوا للتقويم الشمسي ، وسمي بالتاريخ اليولياني نسبة إلى الإمبراطور يوليوس قيصر ، بقي هذا التاريخ معمولاً به في أوروبا وبعض الأمم الأخرى قبل وبعد الميلاد ميلاد المسيح عليه السلام ، واستمر النصارى على العمل بهذا التقويم الشمسي دون ربطه بالتاريخ الميلادي حتى القرن السادس ، أو القرن الثامن من ميلاد المسيح ، حيث تم الحساب وإعادة التقويم الشمسي ليكون ببدايته من أول سنة ميلاد المسيح ، عليه السلام ، وتكون بدايته 1 يناير ، وهو يوم ختان المسيح كما يقولون حيث إن ميلاده كان كما يقال خمسة وعشرين ديسمبر كانون الأول ، وأما ختانه فيها في يعني 1 يناير فبناء عليه ، أقاموا هذا ويحتفلون بذلك ، فالميلاد الحقيقي للمسيح عليه السلام ، سابق للتاريخ الميلادي لأن هم(1/7)
يقولون يعني أصلاً في كتبهم إن 1 يناير هو ختان المسيح ، 25 ديسمبر هو ولادة المسيح ، فجعلوا .
المقدم:
عندهم الكريسماس هذا يا شيخ ؟
الشيخ محمد:
إينعم 25 عندهم الكريسماس نعم ، ولذلك يلاحظ بأن هنالك فرقاً بين ميلاد المسيح ، وبين ميلاد السنة الميلادية ، وقد استمر العمل بهذا التاريخ إلى عهد بابا النصارى دريجون الثالث عشر الذي قام بإدراج الميلاد على التاريخ اليوناني ، لتلافي الخطأ الواقع فيه لأنه لاحظ اختلاف موعد الأعياد الثابتة ، عما كان في أيام مجمع نيقيا ، وهذا مجمع مشهور للنصارى اتفرعت عنه يعني انبنت عليه أشياء كثيرة، فلاحظ إنه فيه فرق عشر أيام لاعتدال الربيع بعد أن كان في 21 مارس أيام مجمع نيقيا سنة 325 ميلادي صار يقع في يوم 11 مارس في سنة 1525 لأن الأرض تستغرق في دورتها حول الشمس دورة واحدة تساوي 365 يوما و5 ساعات و48 دقيقة و46 ثانية ، بينما كان يحسب في التاريخ اليولياني 365 يوماً 6 ساعات فقط يعني بفارق 11 دقيقة و14 ثانية ، هذا الفرق تجمع عبر السنين مكوناً يوماً واحدة كل 128 سنة ، وهذه الأيام تجمعت منذ مجمع نيقيا سنة 325 إلى سنة 1825 ميلادي صارت عشر أيام فلما وضح صار عندهم الخلل هذا الباب أراد أن يعالج هذا الخطأ فقرر إجراء التعديل ، بأن نام الناس ليلة 5 أكتوبر واستيقظوا صباح اليوم التالي يقال لهم إنتم في 15 أكتوبر ، يعني عند فرق 10 أيام كيف يعالجها ، قالوا طيب العشر أيام هذه اللي تجمعت نتيجة الفروق فروق اختلافات قال عشر الأيام هذه خلاص نقول إنه احنا في 5 أكتوبر اليوم بكرة 15 خلاص انشر على إنه 15 فقام البابا إصلاح هذا الفرق وسمي هذا التعديل بالتاريخ الجريجوري ، جريجوريا ، وانتشر العمل به في غالب الدول النصرانية ، وهو التقويم الذي يعمل به حالياً ، كما وضعت قاعدة لضمان عدم زيادة هذه الأيام في المستقبل بحذف 3 أيام من كل أربعمائة سنة ، ومعنى ذلك أن يكون هناك فرق بين التقويم(1/8)
اليولياني والجريجوري ، ثلاثة أيام كل أربعمائة سنة ، لضمان رجوع الاعتدال الربيعي والأعياد إلى ما كان عليه الأمر أيام مجمع نيقيا الذي اجتمع فيه الرهبان والكبار ، وهذا السبب الذي جعل عيد الميلاد عند الغرب 25 ديسمبر ، وعند الشرق 7 يناير ترى الروم المشرقين نصارى الشرق ، عيدهم غير نصارى الغرب ، الآن الآن ، فيه احتفالات يقولون 25 ديسمبر ، بعدين 7 يناير ، وإذا في احتفالات أخرى يقولون هذه احتفالات النصارى المشرقيين الشرقيين ، هذا الفرق قد أصبح لديهم إن هذا 13 يوم ، وسيزداد في المستقبل ، فماذا سيفعلون ، وهل سينامون ويستيقظون فجأة على شيء آخر ، ومن الملاحظ أن الكنيسة هي التي تتحكم بالتاريخ الميلادي في أرجاء الإمبراطورية الرومانية ، مما يعطي الانطباع بقضية ارتباط عندهم بقضية التاريخ ، فالتاريخ الميلادي هو التاريخ الجريجوري غير أن بعض الفلكيين يرون أنه سيحتاج قطعاً يوم من الأيام إلى تعديل ، ولذلك كان الهدف المحافظة على انطباق السنة الشمسية على الفصول الأربعة .(1/9)
الخلاصة : أن التاريخ الميلادي في الأصل ، هو روماني معدل ، تاريخ الميلادي هو روماني معدل ، تدخل في تعديله بعض الملوك ورهبان النصارى ، ونسبوه إلى المسيح نسبة جزافية ، يعني ما هي دقيقة ترى في يوم ميلاد المسيح ما يبدأ في يوم ميلاد المسيح ، وبالنسبة للأشهر الميلادية تتكون من هذه السنة فهي تعود لتمجيد التاريخ الشمسي ، ليش بأي شيء يمجدونه لاثني عشر إلهاً مزعوماً من آلهة الرومان الأسطورية ولذلك لما نعود يعني قضية مثلاً يوليوس قيصر هذا لما أراد أن يمجد نفسه أطلق اسمه على الشهر السابع ، قال هذا شهر يوليو أغسطس الذي أطلق اسمه على الشهر الثامن ، هو الإمبراطور أغسطس ، مجلس شيوخهم ، قام بتعديل أيام الشهر 31 بدل من 30 يوم لأن يوليوس أحرز أعظم انتصاراته في هذا الشهر ، فالتاريخ الميلادي هو نتاج عمل بشري ، شوف تاريخ القمري من عند رب العالمين ، يبدأ الشهر وينتهي الشهر ، صح ولا لا ، يعني ما في تدخلات بشرية في الموضوع ، أما التاريخ هذا الروماني ملعوب فيه أصلاً فيها تعديلات ونشأ برعاية قياصرة ، وتعديلات بابوات ورهبان ، ولم يعرف إلا بعد المسيح عليه السلام بقرون ترى المسيح عليه السلام مؤرخ بميلاده يعني المسيح عليه السلام ما قال حطوا يوم مولدي هو أول التاريخ ما حصل ، ما حصل هذا التاريخ القمري ، طبعاً من يوم ما خلق الله السموات والأرض ، والقمر يعني في يعني في أشهر قمرية ، بس طبعاً ما حسبت من آدم يعني ما حسب من آدم عليه السلام إلى الآن كم سنة بالأشهر القمرية مرت ، يعني بعض العلماء يقدروها كده يقولون مضى مثلاً عشر آلاف سنة يعني هذه تقديرات يعني ، لكن تاريخنا نحن مبني على الأشهر القمرية ، بس متى كانت بدايته .
المقدم:
لعلنا نعرف بعد الفاصل بإذن الله ، مشاهدينا الكرام فاصل ثم نعود إليكم بإذن الله تعالى فابقوا معنا ؟(1/10)
أهلاً ومرحباً بكم مشاهدينا الكرام في برنامجكم الراصد ، وبعد هذا الفاصل ونحن نتحدث عن هوية الأمة بين التقويم القمري والشمسي ، الجزء الثاني ، شيخنا الفاضل بعد أن ذكرتم يعني لمحة تاريخية عن نشأة التاريخ الميلادي ، يأتي السؤال هنا التاريخ الهجري ، نعلم أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- هو من أسهم في بداية أو في اعتماد التاريخ الهجري ، لماذا بدأ مع الهجرة ، لماذا لم يبدأ مثلاً مع مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- أو مع وفاته أو مع بعثته -صلى الله عليه وسلم- ، لماذا تحديداً مع الهجرة ؟
الشيخ محمد:(1/11)
طيب الآن نحن قلنا إن السنة عند الله اثنى عشر شهراً قمرية ، منذ أن خلق الله السموات والأرض فيه سنوات راحت راح اثنى عشر شهر قمري ، من يوم ما خلق الله الشمس والقمر السموات والأرض بدأ التاريخ الحقيقي للبشرية ، يعني لو عندنا الآن ، لو عندنا دليل على عدد السنوات مثلاً من يوم ما خلق الله السموات والأرض ، لقلنا ، والله مر علي البشرية الآن السموات القمرية كذا ألف سنة بس ما عندنا لكن الذين يؤرخون قبل الميلاد عشرة آلاف سنة على الميلاد على التقويم الميلادي الشمسي ، ففي فرق واضح بينه وبين ، أيوه ، العرب قبل الإسلام ، كان عندهم تقويم ماشيين على التقويم القمري ، وهذا الطبيعي ، ترى أي أمة أمية لا تكتب ولا تحسب إيش يعني أسهل شيء التقويم القمري يعني فترة تدل على القمر ، أينعم ، لكن يعني كانوا يؤرخون بالأحداث ، كانوا يقولون عام بناء الكعبة ، عام الفجار ، عام الفيل ، عام سيل العرم ، لما هاجر المسلمون إلى المدينة ، طبعاً ظهر الإسلام في مكة في هذا الوقت كان يقال عام الفيل مثلاً ، وكان عام الفيل اقترن بولادة النبي -صلى الله عليه وسلم- ، يعني سلط الله الأضواء على مكة بحادثة الفيل ليولد النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا اليوم ، أو في هذه السنة ويعرف أمره مستقبلاً هذه الشخصية العظيمة ، ظهر الإسلام في مكة ، لما هاجر المسلمون إلى المدينة ، وأصبح لهم كيان مستقل أصبحوا يطلقون على كل سنة من السنوات اسماً خاصاً بها ، فيقولون مثلاً عام الخندق ، كما قالوا في مكة عام الحزن، عام الوداع ، كما قالوا عام الرمادة في عهد عمر ، في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ظهرت الحاجة إلى وجود ترتيب سنوات أن يقال مثلاً هذه السنة الأولى ، السنة الثانية عام كذا ، عام ثلاثة ، عام خمسة ، عام عشرة ، أما الشهور معروفة ، يعني يقولون رمضان ، ذو الحجة معروفة بالقمر ، ما في مشكلة ، لكن ظهرت حاجة إلى قضية ترقيم السنوات ، طيب فما هي(1/12)
السنة الأولى التي سيبتدأون منها عن الشعبي أن أبا موسى الأشعري ، كان والي البصرة كتب إلى عمر ، إنه يأتينا منك كتبٌ ليس لها تاريخ ، فجمع عمر الناس شوف كيف بدأت الحاجة بالحادثة، فجمع عمر الناس ، قال لهم الآن نريد أن نرقم السنوات ، السنة الأولى السنة الثانية السنة الثالثة فنؤرخ بماذا ، يعني نجعل السنة الأولى للمسلمين باعتبار من ماذا بمناسبة ماذا ، إيش الحدث اللي نعتبره هو السنة الأولى ، يعني لابد نضع السنة الأولى لحدث معين فقال بعضهم نؤرخ بمبعث ، لأن البعثة هي يعني أول فجر نور الوحي الذي أطل على البشرية ، ببعثة محمد -صلى الله عليه وسلم- ، وقال بعضهم نؤرخ بالمولد ، يعني مولد محمد -صلى الله عليه وسلم- ، وقال بعضهم الحين توفي ، عام الوفاة ، وقال بعضهم نؤرخ بالهجرة ، عمر -رضي الله عنه- رجل ملهم ، محدَث فرق الله بعمر بين الحق والباطل ، فاروق ، فقال عمر -رضي الله عنه- الهجرة فرقت بين الحق والباطل فأرخوا بها ، فاختار عمر -رضي الله عنه- الهجرة ، الهجرة يعني هي الانطلاقة الكبيرة للأمة الإسلامية ، كانوا في مكة محاصرين مستضعفين ، مضطهدين مكبوتين ، لما صارت الهجرة جاء الفرج العظيم بالهجرة يعني أكبر نقطة تحول في تاريخ الصحابة ، كان الهجرة ، يعني الحدث الضخم الذي ترتبت عليه أكبر مصلحة للإسلام حدثت كان بالهجرة ، طيب عمر لما يعني حسبوا كم بينه وبين الهجرة ، فإذا بها سبعة عشرة سنة يعني من يوم ما بدأ قال تعالوا نحط تاريخ ، قالوا طيب التاريخ يبدأ من متى يعني سنة واحد إيش هي ، فاتفقوا على أن يكون عام الهجرة هو عام واحد جيد ، باقي المشكلة الثانية ، أي شهر يبدأ العام ، فقال بعضهم ، ابدأوا برمضان ، لمكانة رمضان ، فقال عمر -رضي الله عنه- وهو المدير العام للدولة الإسلامية في ذلك الوقت ، بل بالمحرم ، فإنه منصرف الناس من حجهم ، يعني عمر -رضي الله عنه- لاحظ إنه بعد موسم الحج ورجوع المسلمين للبلدان ،(1/13)
يناسب بدء المشاريع والفتوحات والانطلاقات يعني بعد ما انشغل المسلمون بموسم الحج ، إذا تفرقوا ورجعوا إلى بلدانهم يناسب الآن أن تكون انطلاقة الأشياء الجديدة والمشاريع ، فجعل عمر -رضي الله عنه- المحرم أول السنة الهجرية طبعاً ما يمكن واحد يقول إنتم تلاعبتم والبشر دخلوا وعمر تدخل ، نقول تدخل في إيش إحنا نتكلم على الأشهر القمرية ، احنا نتكلم على ولادة الشهر ونهاية الشهر فولادة الشهر لا يمكن لأحد يلعب فيها ولا يغير فيها أصلاً ، بس الآن هي السنة لابد من بداية يعني هذه الأمة المسلمة ، أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- المرتبطة بأمة محمد -صلى الله عليه وسلم- من وين يبدأ تاريخها نقول لابد لهم بداية ، هذه الأمة لابد لها من بداية ، فحطوا البداية عام الهجرة ، ويناسب أن يبدأ بمحرم بعد رجوع الناس من الحج والتفرغ الآن للمشاريع فصار عندنا الآن إذا بدأ بالتقويم الهجري ، في 20 جمادى الآخرة عام 17 للهجرة بدأ التقويم ، يعني حسبوا قال طيب عام الهجرة نعتبره عام واحد إذا بدأ بمحرم نحن الآن أين ، فحسبوا فإذا هو عشرين جمادى الآخرة عام 17 للهجرة ، فإذا متى بدأ التاريخ متى يعني وضع في 20 جمادى الآخرة عام 17 للهجرة بناء على ماذا ، بناء على أن عام الهجرة عام واحد بناء على الأشهر القمرية وبناء على أن أول محرم ، وأفاد السهيلي إفراد الأمة فأن الصحابة أخذوا التاريخ من قوله تعالى : ( لمسجد أسس على التقوى من أول يوم ) وتأسيس المسجد على التقوى متى حدث في الهجرة ، من أول يوم أحق أن تقوم فيه ، وهو أول الزمن الذي هاجر فيه محمد -صلى الله عليه وسلم- وعز الإسلام فيه وبني المسجد ، واتفق الصحابة على هذا وصار إجماعاً ، فإذا ما هو تلاعب هذا ولا صنع بشر ، أجمع الصحابة عليه ، وما أجمع الصحابة عليه فهو حجة ، وقد روى أحمد من طريق ميمون بن مهران ، قال رفع لعمر صك محله شعبان ، يعني حُجة لرجل على آخر صك حجة ، فيحل عليه في شعبان ،(1/14)
يعني موفي الدين ، قال له طيب متى توفيني قال له في شعبان ، فكتب له الوفاء في شعبان ، لما صارت خصومة رجعوا لعمر ، قال له أي شعبان ، ممكن الخصم الآن يقول لا شعبان اللي جاي ، فيقول اللي أعطاه الفلوس لا شعبان اللي راح ، فما من هنا صارت الحاجة إلى ضبطها بالتاريخ ، نعم .
المقدم:
نعم لعلنا يا فضيلة الشيخ فيما تبقى من الوقت أن نأتي إلى قضية مهمة جداً وهو يمثل الاعتزاز بهذا التاريخ ، مر التاريخ كما ذكرتم من عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى أن أتى مصطفى كمال أتاتورك وأسقط التاريخ الهجري مع سقوط الخلافة الإسلامية عام 1344 هجري ، 1926 ميلادي ، هنا مقولة سجلها التاريخ للسلطان عبد الحميد ، حينما كان يقبع في سجنه ، لماذا تركنا تاريخنا المعد عن حضارتنا وأخذنا بالتقويم الرومي ، الذي يمجد آلهة الرومان ، القضية يعني فيها نوع من البعد الثقافي ، وكذلك الفكري ما الأضرار ، أو ما هي الدعاوى التي تريد إبطال التاريخ الهجري ولماذا ؟
الشيخ محمد:(1/15)
طيب تحطيم الأمة الإسلامية ، وهو مخطط أعدائنا هو عبارة عن تحطيم مقومات هذه الأمة ، إيش مقومات الأمة الكتاب والسنة ، اللغة العربية ، التاريخ القمري إلخ ، تحطيم شخصية الأمة وهوية الأمة ، بعزلها عن هذه الأشياء ، عزلها عن القرآن والسنة ، عزلها عن اللغة العربية ، عزلها عن تاريخها ، وكل أمة لها شخصية ، لها هوية ، الفرس لهم شخصية ، الرومان لهم شخصية، الهنود لهم شخصية الصينيون إلخ ، لهم أعياد ، لهم تقويم ، لهم لغة ، هذه هويتهم ، وإذا صارت أمة تؤرخ بتأريخ أمة أخرى ، معناها يعني صاروا مستعمرين للآخرين ، وإذا كان يعني بلد مثلاً دولة أو أمة تغلب أمة فتفرض عليها لغتها ، وتفرض عليها دينها ، وتفرض عليها يعني تاريخها ، فهذا يعني الخطورة واضحة جداً إذا نحن غيرنا تاريخنا ولغتنا وأحكامنا لنطاوع ما عند الآخرين ، فمسألة التاريخ هذه مسألة مهمة علم هذا معنى في الهوية ، معنى في الشخصية للأمة ، ولما الأمة تخلع هذا التاريخ الذي أراده الله ، وهذه الأسماء الشرعية المحرم ، رمضان ذو الحجة ، علامات على العبادات فيها ، إلى أسماء تمجد آلهة الرومان مثل فبراير ومارش ويناير إلى آخره ، وتترك التقويم الرباني ، السماوي ، الكوني ، العلامة البينة الذي فيه هذا القمر، لتأخذ بأشياء بسيطة وكبيسة ، ومبنية على تعديلات إيش معنى ذلك ، يعني هذا التخلي عن الأصل والذهاب إلى ما عبثت به الأيدي والأهواء وإلى ما هو من معالم وشخصيات الأمم الأخرى هذا يعتبر ضعف كبير ، ولذلك شيخ الإسلام ، قال : ومن عرف ما دخل على أهل الكتابين ، والصابئة والمجوس ، في أعيادهم وتواريخهم من الاضطراب والحرج وغير ذلك من مفاسد ازداد شكره على نعمة الإسلام ، فكيف بعد ذلك نترك ما آتانا الله إياه وجعله يعني عنده لأجل ( إن عدة الشهور عند الله اثنى عشر شهراً منها أربعة حرم ) لنأخذ بتاريخ أولئك القوم ونرى أن المنهزمين عندنا يريدون أن نتخلى عن التاريخ الهجري ،(1/16)
ويقومون بالدعاوى الخبيثة لإلغاءه واعتماد التاريخ الميلادي ، تارة يقولون إن يعني تاريخ الميلادي أضبط ، وإنه تاريخ عالمي ، والقمري من الذي يحسب به ، وأنه صار مهجوراً ، وأنه يعني لا فائدة من يعني العمل به ، وهذا تقويم بدوي كيف ، هذا تقويم إلهي ، ولذلك نجد أن الاستعمار لما كان يحتل البلاد الإسلامية يضع طابعه عليها ، في القرن الثامن عشر الميلادي لما أرادت الدولة العثمانية تحديد جيشها وسلاحها طلبت مساعدة الدول الأوربية فرنسا وألمانيا ، فوافقوا بشروط منها إلغاء التقويم الهجري في الدولة العثمانية .
في القرن التاسع عشر ، لما أراد خديوي مصر اقتراض مبلغ من الذهب من انجلترا ، وفرنسا لتغطية مصاريف فتح قناة السويس اشترطوا عليه ستة شروط منها إلغاء التقويم الهجري في مصر ، واستبدل بالتقويم القبطي والميلادي .
مع سقوط الخلافة الإسلامية ، على يد مصطفى كمال أتانتورك أصدر قراراً بإلغاء التاريخ الهجري ، واستبدال التاريخ ، الدولة العثمانية كانت ماشية على التاريخ الهجري ، القمري ، فحل التقويم الميلادي ، محله في عهد هذا أتانتورك ، في مخطط تنفيذه يحتاج إلى الوقت المعلوم ، السلطان عبد الحميد ، كما قلت يعني تألم لهذا وقال في سجنه لماذا تركنا تاريخنا المعبر عن حضارتنا ، وأخذنا بالتاريخ الروم الذي يمجد آلهة روما ، وإذا كان يعني هذه قضايا وثنية ، وثنيات رومانية فكيف يمكن نحن ندخلها علينا ونعتمدها بيننا ونجعلها هي الأصل ، ونجعلها هي المتداولة .
المقدم:
أينعم شيخ محمد بقي دقيقة من وقت البرنامج لعلنا نختم هذا اللقاء وهذه الحلقة التي هي تتمة حلقة سابقة بتوصية ماذا يمكننا أن نفعل حيال التاريخ الهجري؟
الشيخ محمد:
نقول لابد من الدفاع عنه والبقاء عليه ، ونشره ، وتعميمه ، والبدء به ، لو احتجنا إلى التقويم الميلادي نكتب تحته الموافق كذا ، لا لانصهار الأمة في الحضارة الغربية بتاريخها ولغتها وثقافاتها .(1/17)
مقاومة العولمة التي تريد أن تفرض الميلادي والاحتفال بالعام الميلادي على الجميع ، لابد من تعويم الأوقات الفاضلة للطاعات والعبادات هذه بالتقويم الهجري القمري ، وخصوصاً الجاليات الإسلامية المقيمة في الخارج ، أن يعلموا أولادهم هذا التقويم يجب أن لا يكون عائقاً بينه وبين الاتصال بالعالم ، لأننا يمكن أن نستعمل التواريخ المختلفة في حال الحاجة مع تمسكنا بالأصل وبقاءنا على التاريخ القمري يعني هو الأساس ، وذلك عند الحاجة ، بورصات عالمية نستعمل الميلادي ، حجوزات طيران عالمية ، نستعمل الميلادي ، في أشياء فرضت علينا فرضاً ، ولذلك نحن يعني مضطرون لاستعمالها عند الحاجة ، لكن إذا ما في حاجة ليش نستعملها ، ممكن ترى بعض يعني تسليم الرواتب صحيح في توفير إحدى عشر يوم لكن المعتز بدينه من أصحاب الشركات والمؤسسات يعتمد التاريخ الهجري ، ويخلي الناس تفرح إذا جاء أول الشهر القمري ، لأن هذا وقت أخذ الرواتب ، التاريخ الهجري دليل على استقلال شخصيتنا ، فلابد أن نتمسك به ، وبما أن هو التاريخ المنضبط ، الإلهي من عند رب العالمين ، فإن من مسئوليتنا أن نعممه ، وأن نكون يعني دائماً نستعمله ، يعني في الألواح ، في الفصول الدراسية مثلاً ، المدرسون مثلاً عمال المطابع ، كل واحد عنده مطبعة مثلاً ، قضية الآن التقارير تطبع في رقم كبير ورقم صغير ، في نفس المربع ففين الكبير من الصغير ، نحتاج أن نعرف مثل التقرير الميلادي ، لكن الرقم الكبير هو الأساس تدخل المربع اليوم ، والصغير هو الفرع ، أو الآخر يعني فمن هو الآخر ، هذه مهمة ، حط الرقم الكبير هو المجدي ، هو التقويم القمري ، تبغى تحط الاثنين حط الاثنين في حاجة تدعوا لهذا لكن الأساس ما هو الاعتزاز بالتقويم القمري نعم .
المقدم:
جميل شكر الله لكم فضيلة الشيخ ، ونلتقي وإياكم بإذن الله تعالى في حلقة قادمة وجزاكم الله خير شكراً يا شيخ محمد ؟
الشيخ محمد:(1/18)
حياكم الله ونسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يجعلنا من المعتزين بدينه دائمًا .
المقدم:
اللهم آمين ؟
مشاهدينا الكرام ها نحن وإياكم نصل إلى نهاية هذا اللقاء المبارك إلى لقاء متجدد من برنامجكم الراصد نترككم في حفظ الله ورعايته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .(1/19)