سلسلة تزكية النفوس يهدى ولا يباع
(1)
(
هل تريد أن يحبك الله؟!
تأليف
العبد الفقير إلى عفو ربه
أبي أنس
ماجد إسلام البنكاني
حقوق الطبع لكل من يريد طبعه وتوزيعه مجاناً
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله، فلا مضلَّ له، ومن يُضلل، فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. وبعد، فإن محبة الله ورضاه مبتغى كل مسلم ومسلمة حيث في محبته العزة والشرف والنجاة عند الله يوم القيامة لينالوا بذلك جنة عرضها السموات والأرض، حيث إن أعظم نعمةٍ في الجنة النظر إلى وجه الله تعالى، ولكن الناس متفاوتون في ذلك فمنهم من يجد ويجتهد لينال محبة الله تعال، ومنهم من يقتصد، ومنهم من يقصِّر، ويسْمو قدر العبد وتعلو درجته ومنزلته عند الله جل وعلا، وعند خلقه بقدر ما يكون له من استقامة، وما يكون عنده من تضحية بالنفس والمال في سبيل الله تعالى، وما يقرب إلى الله تعالى.
فعلى كل مسلم ومسلمة أن يبحثا ويجدا في كل ما يقربهما من محبة الله تعالى ورضاه، ومن باب الدين النصيحة حاولنا جمع بعض الأمور التي تكون سبباً لمحبة الله تعالى، لعل الله ينفع بها
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعلنا من الذين يحبهم ويحبونه. والله أسأل أن يجعل عملي هذا وعمل من يقرأه وينتفع به خالصاً لوجهه الكريم، ولا يجعل لأحد فيه نصيباً، وأن يجعل له القبول في الأرض وأن ينفعني في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، إنه ولي ذلك
والقادر عليه. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
وكتب
ماجد إسلام البنكاني
أبو أنس العراقي
29/صفر/1428هـ
19/3/2007
الحنيفية السمحة أحب الأديان إلى الله
عن ابن عباس، قال رسول الله @: "أحب الأديان إلى الله تعالى الحنيفية السمحة". صحيح الجامع حديث رقم (160).(1/1)
الحنيفية: هي ملة إبراهيم، التوحيد وهو إفراد الله بالعبادة والميل عن الشرك والباطل .
اتباع الله ورسوله
قال الله تعالى: +قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم". آل عمران الآية (31).
قال ابن قيم الجوزية: وهي تسمى آية المحبة قال أبو سليمان الداراني لما ادعت القلوب محبة الله أنزل الله لها محنة قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله . مدارج السالكين (3/18-25) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: وإذا كانت المحبة أصل كل عمل ديني، فالخوف والرجاء وغيرهما تستلزم المحبة وترجع إليها، فإن الراجي الطامع إنما يطمع فيما يحبه لا فيما يبغضه، والخائف يفر من الخوف لينال المحبوب،قال الله تعالى: +أُولَائِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا".الإسراء الآية(75).وقال: +إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلائِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ".البقرة الآية(218).و«رحمته» اسم جامع لكل خير. «وعذابه» اسم جامع لكل شر. ودار الرحمة الخالصة هي الجنة، ودار العذاب الخالص هي النار، وأما الدنيا فدار امتزاج.
الله يحب المحسنين
قال الله تعالى:+إن الله يحب المحسنين". سورة البقرة (195).
وعن سمرة،قال رسول لله@: "إن الله تعالى محسن فأحسنوا". صحيح الجامع حديث رقم (1823).
وعن أنس، قال رسول لله@:"إذا حكمتم فاعدلوا وإذا قتلتم فأحسنوا فإن الله محسن يحب المحسنين"صحيح الجامع (494).(1/2)
وعن شداد بن أوس: "إن الله محسن يحب الإحسان". صحيح الجامع حديث رقم (1824). والإحسان أعلى مراتب الدين، وأعظم أخلاق العبادة، والتي هي عبادة الصالحين. والإحسان كما جاء مفسراً في الحديث: "الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه،فإن لم تكن تراه فإنه يراك".رواه البخاري ومسلم.
الله يحب المتقين
قال الله تعالى: +إن الله يحب المتقين". التوبة (4).
والمتقون: هم الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقهم الله ينفقون.والتقوى:هي مخافة الجليل،والعمل بالتنزيل، والرضى بالقليل،والاستعداد ليوم الرحيل،ويروى ذلك عن علي >.
الله يحب المتوكلين
قال الله تعالى: +إن الله يحب المتوكلين".آل عمرن (159).
والتوكل: هو الاعتماد على الله تعالى، وأن تكل كل أمورك إليه سبحانه وتعالى .
الله يحب الصابرين
قال الله تعالى: +و الله يحب الصابرين".آل عمرن (146).
والصبر كما فسره رسول الله@: "الإيمان: الصبر والسماحة". صحيح الجامع حديث رقم (2795) عن جابر . قال البيهقي: يعني بالصبر الصبر عن محارم اللّه وبالسماحة أن يسمح بأداء ما افترض عليه اهـ. ففسر الإيمان بهما لأن الأول يدل على الترك، والثاني على الفعل وبما قاله البيهقي صرح الحسن البصري فقال: الصبر عن المعصية والسماحة على أداء الفرائض. وقال الغزالي: الصبر ملاك الإيمان لأن التقوى أفضل البر والتقوى بالصبر والصبر مقام من مقامات الدين ومنزل من منازل السالكين وجميع مقامات السالكين ينتظم من معارف وأحوال وأعمال.فيض القدير.
الله يحب المقسطين
قال الله تعالى: +إن الله يحب المقسطين". المائدة (42).
والمقسطون:هم العادلون المتقون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر .
وعن ابن عمرو، قال رسول الله @:"إن المقسطين عند الله يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما وَلُّوا".رواه مسلم.
الله يحب التوابين والمتطهرين(1/3)
قال الله تعالى: +إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين". البقرة (222).
التوابون: هم الذين إذا أذنبوا ذكروا الله وندموا على ما فعلوا وتابوا ورجعوا إلى الله تعالى واستغفروا لذنوبهم، ولم يصروا على ما فعلوا .
والمتطهرون: هم الذين يتطهرون بالماء من الحدث الأكبر والأصغر الجنابة وغيرها، وهم الذين يتنزهون عن الأذى والأقذار، وهم الذين يعتزلون النساء في الحيض .
الفرائض أحب شيء إلى الله
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله $ في الحديث القدسي: "إن الله تعالى قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه وإن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته". (1)
الولي: المؤمن المخلص في عبادته لله.
آذنته: أعلمته بأني محارب له. يتقرب: يطلب القرب.
النوافل: الطاعات الزائدة على الفرائض. يبطش بها: يضرب بها.
أحب الأعمال إلى الله الصلاة على وقتها
__________
(1) أخرجه البخاري في كتاب الرقاق برقم (6502).(1/4)
عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: سألت رسول الله $: أي الأعمال أفضل؟ قال (الصلاة على وقتها) قلت: ثم أي؟؟ قال: "بر الوالدين" قلت: ثم أي؟ قال: "الجهاد في سبيل الله". (1) وفي رواية عنه قال: سألت رسول الله $: أي العمل أحب إلى الله تعالى؟قال:"الصلاة على وقتها".وعن أبي بن كعب - رضي الله عنه - قال:صلى بنا رسول الله$ يوماً الصبح فقال:"أشاهد فلان؟"قالوا:لا، قال:"أشاهد فلان؟" قالوا:لا قال:"إن هاتين الصلاتين أثقل الصلوات على المنافقين ولو تعلمون ما فيهما لأتيتموهما ولو حبواً على الركب، وإن الصف الأول على مِثل صفِّ الملائكة ولو علمتم ما في فضيلتهِ لابتدرتموه وإن صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاتِهِ وحده، وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل، وكلما كَثُرَ فهو أحب إلى الله عز وجل". رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم، الترغيب (406).
وعن ابن مسعود > عن النبي$ قال: "إن أحب صلاة المرأة إلى الله في أشد مكان في بيتها ظلمة". صحيح ابن خزيمة (1691).
أحب الأعمال إلى الله الجهاد في سبيله
عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: سألت رسول الله $: أي الأعمال أفضل؟ قال (الصلاة على وقتها) قلت: ثم أي؟؟ قال: "بر الوالدين" قلت ثم أي؟ قال: "الجهاد في سبيل الله". سبق تخريجه .
أحب خطوة إلى الله سد فرجة في الصلاة
قال @: "ومن سد فرجة رفعه الله بها درجة وما خطوة أحب إلى الله من خطوة يمشيها العبد يصل بها صفاً". (2)
أحب الصلاة إلى الله قيام الليل
__________
(1) اخرجه البخاري في مواقيت الصلاة (504)، وفي الجهاد (2630)، وفي الأدب (5625)، وفي التوحيد (7096)، وأخرجه مسلم في الإيمان برقم (248و249).
(2) صححه العلامة الألباني في صحيح الجامع برقم(1839) الترغيب برقم(498).(1/5)
وعن عبد لله بن عمرو { أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"أحب الصلاة إلى الله صلاة داود وأحب الصيام إلى الله صيام داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه ويصوم يوماً ويفطر يوماً".البخاري(1131)،ومسلم في الصيام(189)،(1159).
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فإن أبت نضح في وجهها الماء، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء".صحيح الجامع (3488)و الترغيب (619).
وعن أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إن في الجنة غرفاً يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام وأفشى السلام وصلى بالليل والناس نيام" (1)
الله يحب الوتر
قال رسول الله @: "إن الله وتر يحب الوتر". رواه مسلم.
والوتر: هو الفرد .
أحب العمل الصالح إلى الله في العشر من ذي الحجة
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :: "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله تعالى من الأيام العشرة".صحيح الترمذي(605).
وفي رواية أبي داود مثل هذه إلا أنه قال: "من هذه الأيام" يعني العشرة.
أحب الجهاد إلى الله كلمة حق عند سلطان جائر
عن أبي أمامة>، قال رسول الله@: "أحب الجهاد إلى الله كلمة حق تقال لإمام جائر". صحيح الجامع رقم (168) .
الإيمان بالله وصلة الرحم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أحب الأعمال إلى الله
قال رسول الله @: "أحب الأعمال إلى الله إيمان بالله، ثم صلة الرحم، ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأبغض الأعمال إلى الله الإشراك بالله، ثم قطيعة الرحم".صحيح الجامع (166).
أداء الأمانة وصدق الحديث وحسن الجوار
__________
(1) صححه الألباني، المشكاة (1232، 1233) صحيح ابن خزيمة (2137) والترغيب (612).(1/6)
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "إن أحببتم أن يحبكم الله تعالى ورسوله فأدوا إذا ائتمنتم، واصدقوا إذا حدثتم، و أحسنوا جوار من جاوركم" . صحيح الجامع حديث رقم(1409).
يحبكم اللّه تعالى: أي يعاملكم معاملة المحب لكم. فأدوا الأمانة: إذا ائتمنتم" عليها "واصدقوا إذا حدثتم" بحديث "وأحسنوا جوار من جاوركم" بكف طرق الأذى عنه ومعاملته بالإحسان وملاطفته وفي إفهامه أن من خان الأمانة وكذب ولم يحسن جوار جاره لا يحبه اللّه تعالى ولا رسوله بل هو بغيض عندهما.
أحب الكلام إلى الله تعالى أربع
عن سمرة بن جندب، عن رسول الله@: "أحب الكلام إلى الله تعالى أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا يضرك بأيهن بدأت". رواه مسلم .
التسبيح:هو التنزيه.والحمد:هو الثناء الكامل على الله مع رغبة ورهبة .
كلمتان حبيبتان إلى الرحمن
عن أبي هريرة >: قال رسول الله @: "كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم"رواه البخاري،ومسلم.
وعن أبي ذر>، قال رسول الله@: "أحب الكلام إلى الله أن يقول العبد:سبحان الله وبحمده"صحيح الجامع(175).
وعنه:"أحب الكلام إلى الله تعالى ما اصطفاه الله لملائكته: سبحان ربي وبحمده سبحان ربي وبحمده سبحان ربي وبحمده" .
دعاء استفتاح الصلاة
عن أبي سعيد وعائشة وابن مسعود وواثلة: "كان إذا استفتح الصلاة قال: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمُك وتعالى جدُّك ولا إله غيرك". صحيح الجامع حديث رقم (4667) .
وفي رواية: "إن أحب الكلام إلى الله أن يقول العبد: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمُك وتعالى جدُّك ولا إله غيرك". السلسلة الصحيحة رقم (2939).
الله يحب الحلف به
عن عمر {: "احلفوا بالله و بروا واصدقوا فإن الله يحب أن يحلف به". صحيح الجامع حديث رقم (211) .
أحب الأسماء إلى الله(1/7)
عن ابن عمر، قال رسول الله @: "أحب الأسماء إلى الله عبد الله و عبد الرحمن" . رواه مسلم .
وعن أنس قال رسول الله @: "أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن و الحارث" . صحيح الجامع حديث رقم (162).
أحب الناس والأعمال إلى الله
عن ابن عمر {، قال رسول الله @: "أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز و جل سرور تدخله على مسلم،أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً،أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهراً،ومن كف غضبه ستر الله عورته،ومن كظم غيظاً ولو شاء أن يمضيه أمضاه،ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام،وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل".صحيح الجامع (176).
وعن عائشة <، قال رسول الله @: "أحب الأعمال إلى الله أدومها و إن قل" . رواه البخاري ومسلم .
وعن معاذ >، قال رسول الله @: "أحب الأعمال إلى الله أن تموت و لسانك رطب من ذكر الله". صحيح الجامع (165).
أحب العباد إلى الله أنفعهم لعياله
قال رسول الله @: "أحب العباد إلى الله تعالى أنفعهم لعياله" . صحيح الجامع حديث رقم (172) .
أحب العباد إلى الله أحسنهم خلقا
عن أسامة بن شريك، قال رسول الله @: "أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقا". صحيح الجامع حديث رقم (179).
الله إذا أحب قوماً ابتلاهم
قال رسول الله @:"إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن صبر فله الصبر ومن جزع فله الجزع".صحيح الجامع(1706).
وعن أبي أيوب، قال رسول الله @: "أعظم الأجر عند عظم المصيبة وإذا أحب الله قوما ابتلاهم". صحيح الجامع(4013) .
أحب الطعام إلى الله
عن جابر، قال رسول الله @: "أحب الطعام إلى الله ما كثرت عليه الأيدي" . صحيح الجامع حديث رقم (171).
الله يحب من يحب لقاءه(1/8)
عن عائشة وعبادة، قال رسول الله @:"من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه". رواه البخاري ومسلم .
الله يحب من أحب الأنصار
عن معاوية والبراء، قال رسول الله @: "من أحب الأنصار أحبه الله ومن أبغض الأنصار أبغضه الله". صحيح الجامع(5953).
الله يحب المؤمن القوي
عن أبي هريرة >، قال رسول الله @: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان".رواه مسلم في القدر .
والقوة تكون في الدين والبدن، فيكون أشد عزيمة في العبادة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والصبر على الأذى في ذات الله، ويكون أسرع خروجاً للجهاد في سبيل الله تعالى .
الله يحب التقي الغني الخفي(1/9)
عن سعد بن أبي وقاص، قال رسول الله @: "إن الله تعالى يحب العبد: التقي الغني الخفي". رواه مسلم في الزهد. التقي: هو من يترك المعاصي امتثالاً للمأمور به واجتناباً للمنهي عنه.والغني: غنى النفس،وهو الغني المحبوب، قال ابن بطال: معنى الحديث ليس حقيقة الغنى كثرة المال لأن كثيراً ممن وسع الله عليه في المال لا يقنع بما أوتي فهو يجتهد في الازدياد ولا يبالي أين يأتيه.وقال القرطبي: معنى الحديث إن الغنى النافع أو العظيم أو الممدوح هو غنى النفس، وبيانه أنه إذا استغنت نفسه كفت عن المطامع فعزت وعظمت وحصل لها من الحظوة والنزاهة والشرف والمدح أكثر من الغنى يناله من يكون فقير النفس لحرصه فإنه يورطه في رذائل الأمور وخسائس الأفعال همته وبخله، ويكثر من يذمه الناس ويصغر قدره عندهم فيكون أحقر من كل حقير وأذل من كل ذليل .والخفي:الخامل الذكر المعتزل عن الناس الذي يخفي عليهم مكانه ليتفرغ للتعبد قال ابن حجر وذكر للتعميم إشارة إلى ترك الرياء،قال الطيبي والصفات الثلاثة الجارية على العبد واردة على التفضيل والتمييز فالتقي مخرج للعاصي والغني للفقير والخفي على الروايتين لما يضادها فإذا قلنا إن المراد بالغنى غنى القلب اشتمل على الفقير الصابر والغني الشاكر منهم وفيه على الأول حجة لمن فضل الاعتزال وآثر الخمول على الاشتهار .فيض القدير .
ازهد في الدنيا يحبك الله
قال رسول الله @:"ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما أيدي الناس يحبك الناس".صحيح الجامع رقم (922).
الزهد: هو ترك المباحات وما لا يحتاج إليه وإن كان حلالاً، ويقتصر على الورع وترك الشبهات .
صلاة الجماعة أحب إلى الله(1/10)
عن أبي، قال رسول الله @: "إن هاتين الصلاتين يعني العشاء والصبح من أثقل الصلاة على المنافقين ولو يعلمون فضل ما فيهما لأتوهما ولو حبوا، وعليكم بالصف المقدم فإنه مثل صف الملائكة، ولو تعلمون فضيلته لابتدرتموه، وصلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل، وما كان أكثر فهو أحب إلى الله تعالى".صحيح الجامع(2242).
الله يحب الذي يقول آمين
عن أبي موسى، قال رسول الله @: "إذا صليتم فأقيموا صفوفكم ثم ليؤمكم أحدكم فإذا كبر فكبروا وإذا قرأ فأنصتوا وإذا قال{غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فقولوا: آمين يحبكم الله". رواه مسلم، صحيح الجامع رقم (672).
الله يرضى عن الذي أو يشرب فيحمده
عن أنس >، قال رسول الله @: "إن الله تعالى ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة أو يشرب الشربة فيحمد الله عليها". رواه مسلم في الذكر .هذا فيمن حمد حمداً مطيعاً له طالباً حسن العمل طاهر النفس خالصاً من قلبه فإنه إذا كان كذلك وختمه بكلمة الصدق رضي الله عنه بصدقه، وأما من حمد على خلاف ذلك مع استيلاء الغفلة وترك الأدب مع اللّه إنما هو حمد السكارى الحيارى الذين لا يلتفت إليهم ولايعول عليهم فهيهات هيهات. فيض القدير بتصرف .
الله يحب معالي الأمور
عن جابر >، قال رسول الله @: "إن الله تعالى جميل يحب الجمال و يحب معالي الأخلاق و يكره سفسافها" .
صحيح الجامع حديث رقم (1743).
وعن طلحة بن عبيدالله، وابن عباس، قال رسول الله @: "إن الله تعالى جواد يحب الجود ويحب معالي الأخلاق ويكره سفسافها" . صحيح الجامع حديث رقم (1744) .
إن اللّه جواد: كثير الجود أي العطاء،(يحب الجود):الذي هو سهولة البذل والإنفاق وتجنب ما لا يحمد من الأخلاق وهو يقرب من معنى الكرم والجود ويكون بالعبادة والصلاح وبالسخاء بالدنيا والسماح. سفسافها: أي رديئها وحقيرها. اهـ.فيض القدير .
الله يحب الكرم والكرماء ومعالي الأخلاق(1/11)
عن سعد بن أبي وقاص، قال رسول الله @: "إن الله كريم يحب الكرماء، جواد يحب الجودة، يحب معالي الأخلاق ويكره سفسافها" . صحيح الجامع حديث رقم (1800).
الله يحب السماحة في البيع والشراء
عن أبي هريرة>، قال رسول الله @: "إن الله تعالى يحب سمح البيع سمح الشراء سمح القضاء" .
صحيح الجامع حديث رقم (1888)، صحيح سنن الترمذي(1064).
سمح البيع: أي سهله،والسماحة:السهولة،(سمح الشراء سمح القضاء) أي التقاضي كما سبق موضحاً ومقصود الحديث الحث على تجنب المضايقة في المعاملات واستعمال الرفق وتجنب العسر.فيض القدير.
الله يحب العفو
قال رسول الله@:"إن الله عفو يحب العفو".صحيح الجامع(1779).
الله يحب الرفق
قال رسول الله@:"إن الله رفيق يحب الرفق ويرضاه ويعين عليه مالا يعين على العنف". صحيح الجامع رقم (1770).
وقال رسول الله@: "إن الله تعالى رفيق يحب الرفق و يعطي عليه ما لا يعطي على العنف". صحيح الجامع(1771).
رفيق:أي لطيف بعباده يريد بهم اليسر ولا يريد بهم العسر فيكلفهم فوق طاقتهم، بل يسامحهم ويلطف بهم ولا يجوز إطلاق الرفيق عليه سبحانه اسماً لأن أسماءه سبحانه إنما تتلقى بالنقل المتواتر ولم يوجد .
وعن عائشة، قال رسول الله@: "يا عائشة! إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله" . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية: "يا عائشة! إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه".رواه مسلم.
الله يحب المدح ويحب العذر
عن ابن مسعود، "لا أحد أغير من الله ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا أحد أحب إليه المدح من الله ولذلك مدح نفسه ولا أحد أحب إليه العذر من الله من أجل ذلك أنزل الكتاب وأرسل الرسل" . رواه البخاري ومسلم.
وعن الأسود بن سريع: "ليس أحد أحب إليه المدح من الله ولا أحد أكثر معاذير من الله" . صحيح الجامع (5369).
الله يحب الحلم والأناة(1/12)
عن أبي سعيد: "يا أشج! إن فيك لخصلتين يحبهما الله: الحلم والتؤدة" . صحيح الجامع(7848). وعن ابن عباس، "إن فيك لخصلتين يحبهما الله تعالى: الحلم والأناة". رواه مسلم .
أشج واسمه المنذر بن عائذ (الحلم) أي العقل وتأخير مكافأة الظالم أو العفو عنه أو غير ذلك (والأناة) التثبت وعدم العجلة.
الله يحب الحياء والستر
عن يعلى بن أمية: "إن الله تعالى حيي ستير يحب الحياء والستر فإذا اغتسل أحدكم فليستتر" . صحيح الجامع (1756). الله يحب الجمال
قال رسول الله @:"إن الله تعالى جميل يحب الجمال".رواه مسلم . وعن أبي سعيد، "إن الله تعالى جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده ويبغض البؤس والتباؤس" . صحيح الجامع حديث رقم (1742).
الله يحب إتيان الرخص
قال رسول الله @: "إن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه" . صحيح الجامع رقم (1885).
وعن ابن عمر، "إن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته" . صحيح الجامع حديث رقم (1886) .
(رخصه) جمع رخصة وهي تسهيل الحكم على المكلف لعذر حصل، قال ابن حجر:وفيه دلالة على أن القصر للمسافر أفضل من الإتمام.
(عزائمه) أي مطلوباته الواجبة، فإن أمر اللّه تعالى في الرخصة والعزيمة واحد فليس الأمر بالوضوء أولى من التيمم في محله ولا الإتمام أولى من القصر في محله فيطلب فعل الرخص في مواضعها والعزائم كذلك،فإن تعارضا في شيء واحد راعى الأفضل،قال القاضي:والعزيمة في الأصل عقد القلب على الشيء ثم استعمل لكل أمر محتوم،قال ابن تيمية: ولهذا الحديث وما أشبهه كان المصطفى @ يكره مشابهة أهل الكتاب فيما عليهم من الآصار والأغلال ويزجر أصحابه عن التبتل والترهب.فيض القدير.
الله يحب إتقان العمل
عن عائشة، "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه".
صحيح الجامع حديث رقم (1880).
الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده(1/13)
عن عمران بن حصين، "إن الله إذا أنعم على عبد نعمة يحب أن يرى أثر نعمته على عبده". صحيح الجامع رقم (1712).
وعن أبي سعيد،"إن الله تعالى جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده ويبغض البؤس والتباؤس". صحيح الجامع(1742).
أثر نعمته أي إنعامه على عبده: يرى مزيد الشكر للّه تعالى العمل الصالح والثناء والذكر له بما هو أهله والعطف والترحم والإنفاق من فضل ما عنده في القرب
أحب الأعمال إلى الله أدومها
عن عائشة، قال رسول الله @: "أحب الأعمال إلى الله أدومها و إن قل" . رواه البخاري ومسلم .
أحب الأعمال إلى الله إدخال السرور
عن ابن عمر: "أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عزوجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أوتقضي عنه ديناً، أوتطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهراً، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظا ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل" . صحيح الجامع رقم(176).
أحب الأشياء إلى الله قطرتان وأثران
قال رسول الله @: "ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين: قطرة من دموع في خشية الله، وقطرة دم تهراق في سبيل الله ، وأما الأثران : فأثر في سبيل الله، وأثر في فريضة من فرائض الله" . صحيح الترمذي (1363).
أحب الطعام ما كثرت عليه الأيدي
عن جابر، "أحب الطعام إلى الله ما كثرت عليه الأيدي".
صحيح الجامع حديث رقم (171).
السواك يرضي الرب
عن ابن عباس، "السواك يطيب الفم و يرضي الرب" .
صحيح الجامع حديث رقم (3696).
وعن عائشة، قال رسول الله @: "عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وإن أحب الأعمال إلى الله ما دووم عليه وإن قل" . رواه البخاري ومسلم .
الأسباب الجالبة للمحبة(1/14)
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله: الأسباب الجالبة للمحبة والموجبة لها وهي عشرة : أحدها: قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد به كتدبر الكتاب الذي يحفظه العبد ويشرحه ليتفهم مراد صاحبه منه . الثاني: التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض فإنها توصله إلى درجة المحبوبية بعد المحبة . الثالث: دوام ذكره على كل حال باللسان والقلب والعمل والحال فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من هذا الذكر.الرابع: إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى والتسنم إلى محابه وإن صعب المرتقى. الخامس: مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها وتقلبه في رياض هذه المعرفة ومباديها فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة ولهذا كانت المعطلة والفرعونية والجهمية قطاع الطريق على القلوب بينها وبين الوصول إلى المحبوب.
السادس: مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ونعمه الباطنة والظاهرة فإنها داعية إلى محبته .
السابع: وهو من أعجبها انكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالى وليس في التعبير عن هذا المعنى غير الأسماء والعبارات .
الثامن: الخلوة به وقت النزول الإلهي لمناجاته وتلاوة كلامه والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية بين يديه ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة .
التاسع: مجالسة المحبين الصادقين والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقى أطايب الثمر ولا تتكلم إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام وعلمت أن فيه مزيدا لحالك ومنفعة لغيرك .
العاشر:مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل.
فمن هذه الأسباب العشرة وصل المحبون إلى منازل المحبة ودخلوا على الحبيب، وملاك ذلك كله أمران:
1 - استعداد الروح لهذا الشأن .
2 - وانفتاح عين البصيرة وبالله التوفيق .(1/15)
قال بعض السلف: ادعى قوم محبة الله فأنزل الله آية المحنة: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله"، وقال يحبكم الله إشارة إلى دليل المحبة وثمرتها وفائدتها فدليلها وعلامتها اتباع الرسول وفائدتها وثمرتها محبة المرسل لكم فما لم تحصل المتابعة فليست محبتكم له حاصلة ومحبته لكم منتفية. (1)
اللهم ارزقنا حبك وحب من ينفعنا حبه عندك، واجعل حبك أحب الأشياء إلينا، واجعل خشيتك أخوف الأشياء عندنا،واقطع عنا حاجات الدنيا بالشوق إلى لقائك، اللهم ما رزقتنا مما نحب فاجعله قوة لنا فيما تحب، اللهم وما زويت عنا مما نحب فاجعله فراغا لنا فيما تحب، اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك،والعمل الذي يبلغنا حبك، اللهم اجعل حبك أحب إلنا من أنفسنا وأهلينا والناس أجمعين.
وكتب/ محبكم وناصحكم
ماجد البنكاني/ أبو أنس العراقي
هذه الصفحة تكون على الغلاف من الخلف
قال الله تعالى: { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم } . آل عمران الآية (31).
قال ابن قيم الجوزية: وهي تسمى آية المحبة، قال أبو سليمان الداراني لما ادعت القلوب محبة الله أنزل الله لها محنة: قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله . مدارج السالكين (3/18-25) .
وعن أنس وأبي قلابة، عن النبي@ قال: "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار" .
قال ابن رجب الحنبلي في شرحه على البخاري: ومحبة الله تنشأ تارة من معرفته، وكمال معرفته: تحصل من معرفة أسمائه وصفاته، وأفعاله الباهرة، والتفكير في مصنوعاته وما فيها من الإتقان والحكم والعجائب، فإن ذلك كله يدل على كماله، وقدرته، وحكمته، وعلمه، ورحمته، وتارة ينشأ من مطالعة النعم .
__________
(1) مدارج السالكين (3/18-25) .(1/16)